المعجم العربي الجامع
أعصاب [جمع]
المعنى: مف عَصَب: (شر) شبه خيوط تنتشر في الجسم تنقل الحِسَّ والحركة وتكوِّن الجهاز العصبيّ "طبيب أعصاب - أخصائيّ جراحة الأعصاب - الماء عَصَب الحياة" أثار أعصابَه/ هزَّ أعصابَه: هيَّجه، أغضبه - باردُ الأعصاب: هادئ لا ينفعل بسرعة، غير ثائر - تهافُت الأعصاب: انهيارُها - ثائر الأعصاب: منفعل، غاضب - حَرْبُ الأعصاب: حربٌ نفسيَّة تهدف إلى إرباك وإنقاص الرُّوح المعنويَّة للخصم - عاش على أعصابه: في قلق واضطراب - فقَد أعصابَه: ثار وغضِب، لم يتحكَّم في نفسه - لعِب بأعصابه: أزعجه، أقلقه، جعله متوتِّرًا مضطربًا - متوتِّر الأعصاب: مضطرب، قلِق، سريع الانفعال. • العَصَب السَّمعيّ: (شر) من الأزواج الجمجميّة الثَّمانية التي تنشقّ من العصب القوقعيّ والعصب الدَّهليزيّ. • العَصَب البصريّ: (شر) العَصَب الذي ينقل الإثارة البصريّة من العين إلى جذع الدِّماغ. • أعصاب حركيَّة: (شر) أعصاب تحمل الدَّفعات العصبيَّة من مركز عصبيّ كالدماغ أو الحبل الشَّوْكي إلى عضلة ما. • أعصاب حِسِّيَّة: (شر) أعصاب تحمل الدَّفعات العصبيَّة (المؤثِّرات) من مختلف أجزاء الجسم إلى الحبل الشَّوكي والدِّماغ. • علم الأعصاب: (طب) فرع الطِّبّ الذي يبحث في بنيان الجهاز العصبيّ، ووظائفه وأمراضه وما قد يعرض له من إصابات. • غاز الأعصاب: (كم) غاز سامّ مؤذٍ للأعصاب ويؤثِّر على وظيفتها.
المعجم: معجم اللغة العربية المعاصرة جَذَرَ
المعنى: الشيءَ ـُ جَذْراً: استأصله.؛أجْذَرَ: الشيءَ: جَذَرَه.؛انْجَذَر: انقطع.؛الجَِذْرُ: أصل كل شيء. (ج) جُذُور. و- عِنْد اللغويين: الأَصل الذي يتفرع عنه الكلمات. وـ من النبات: جُزْؤُه الذي يتشعَّب بالأرض ويحصل على غذائه. وجَِذْر العَدَد (في الحساب): العَدَد الذي يضرب في نفسه أو في إحدى قواه فينتج ذلك العدد. فجَِذْر مائة: عشرة، وجَِذْر خمسة وعشرين: خمسة، وجَِذْر خمسة مرفوعاً إلى قوَّته الثانية: مائة وخمسة وعشرون.؛(الجَِذْر الأصَمُّ): هو الجَِذْر الذي لا يمكن وضْعه على صورة كسر حَدَّاه عَدَدان صحيحان ولا يمكن إيجاد قيمته إلا على وجه التقريب. وعلامة الجذر هكذا: (مج).؛الجُذَيْر: (في الحيوان والنبات): بناء عُضْويٌّ دقيق، شبيه بالشَّعَر في صورته. وـ إحدى الشُّعَب الدقيقة التي ينتهي إليها الجِذْر في النبات، أو العَصَب في الحيوان. (مج).؛المُجْذِر: يقال: بقرة مُجْذِر: ذات جُؤذر.؛المَجْذور: (في علم الرياضة): هو المقدار تحت علامة الجَذْر، ففي المجْذور: 5. (مج).
المعجم: الوسيط ذاتٌ
المعنى: مؤنَّث (ذو)، أي صاحِبة. يقال: «ه?ذِهِ فَتاةٌ ذاتُ جَمالٍ/ فَضْلٍ»، وفي القرآن الكريم: {وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا} [الحَجّ:2]. ومُثنّاها «ذَواتا» في حالة الرَّفْع، وفي القرآن الكريم: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَان • فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان • ذَوَاتَا أَفْنَان} [الرحمن:46/48]، و«ذواتين» في حالتي النَّصْب والجَرّ، جَمعها «ذَوات» [ويُعرَب المؤنَّث والمُثنَّى والجمع إعراب نَظيره من الأسماء المُفرَدة والمُثنّاة والمَجموعة].؛- الصَّدْر: سَريرة الإنسان. وفي القرآن الكريم: {إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور} [آل عِمرَان:119]: أي ببَواطنها وخَفاياها.؛- الشَّيْء: نَفْسه، عَيْنه، حَقيقته، ماهيته «عاد ذاتُ الوَلَدِ، فَعَلتُ الشَّيْءَ ذاتَه».؛- اليمين: جهتها (جَلَس ذاتَ اليَمينِ) قال تعالى: {وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ} [الكهف:18].؛- الشَّفة: كَلِمة (كَلَّمتُه فما رَدَّ عليَّ ذاتَ شَفةٍ).؛- البَيْن: الحال. قال تعالى: {فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ} [الأنفَال:1].؛- اليَدِ: ما تَمْلكه (قَلَّت ذاتُ يَدِهِ).؛- قيمة: لها قيمة.؛- البَطْن: المولود (ألقت الدَّجاجةُ ذاتَ بَطْنها): باضَتْ أو سَلَحت.؛- الرِّئة: اِلْتِهاب يُصيب فَصًّا أو فُصوصًا من الرِّئَةِ (مج).؛- الجَنْب: اِلْتِهاب في غِلاف الرِّئة يَنتُج عنه سُعال وحُمَّى ونَخْس في الجَنْب.؛- الأجراس: حَيَّة من أخبثِ الحَيَّات لها في ذَنَبها ما يُشبه الحَراشِف، يُحدِث عند الحَرَكَة صوتًا يُشبه صوت الصُّنوج.؛- الجَنادع: الدّاهِيَة.؛- القَرنيَّتَين: عَصَبة باطن الفَخِذ.؛- النِّطاقَين: هي أسماءُ بنتُ أبي بَكْر الصِّدِّيق صَحابيّة من الفُضْليات لُقِّبت بذات النِّطاقين لأنها صَنَعت للنَّبيّ (ص) طَعامًا حين هاجَرَ إلى المَدينة، فلم تَجِدْ ما تَشُدُّه به، فشَقَّت نِطاقَها وشَدَّت به الطَّعامَ.؛- الكُرسيّ (في الفَلَك): صورة امرأة جالِسَة على كُرسيّ، له قائمة كقائمة المِنبَر في نَفْس المَجَرّة.؛- النَّفْسَين: سَمَكَة من أسماك المياه العَذْبة لها خَياشيمُ ورِئتان.؛- القَرْنين: حَيَّة خَبيثة لها قَرنان.؛- الهِمَّة: أميرة عَربيّة وَهَبت نَفْسَها لقِتال الرُّوم في العَصْر العبّاسيّ. وقد حَكَمت الثُّغورَ وحَمَتها وقادت الجيوشَ وانْتَصَرَت على الرُّوم. كُتِبَت عنها سِيرَةٌ شَعبيّةٌ طَويلَة.؛- الصَّواري: معركة بَحْرِيّة وقَعَت في خِلافَة عُثمان (ر) بين المُسلمين والبيزنطيّين أسفرت عن انْتِصار بَحريٍّ عظيم (35 هـ/655م). وقد سُمّيت بذ?لك لكثرة ما أُغرِقَ فيها من سُفُنٍ بيزنطيّة.؛- الوَدَع: الكعبة.؛- الودع: سَفينة نوح (كانت العَرَب تُقسِم بها).؛- وَدْقَين: الدّاهِيَة إذا كانت عَظيمة، كأنّها جاءت من وجهَين.؛الـ- الإلهيّة: الله عزَّ وجَلَّ.؛اسم الـ-: مِثل إنْسان وحيوان، مُقابِل اسم المعنى، كالعِلم والكَرَم.؛الثِّقة بالـ-: الثِّقة بالنَّفْس.؛حُبُّ الـ-: حُبُّ النَّفْس، الأنانيّة.؛الاِعْتِماد على الـ-: على النَّفْس.؛ذوات الأربع: الحَيَوانات.؛جاء من - نَفْسِه: طَوْعًا وبمِلء إرادَتِه.؛جاء فلانٌ بذاته: عَيْنُه ونَفْسُه.؛عَرَفه من - نفسِه: من سَريرته المُضمَرة.؛وَضَعَتِ المرأةُ - بَطنِها: وَلَدت.؛مالَ - اليمينِ و- الشَّمالِ: يَمينًا وشَمالًا.؛كان ذ?لك - العُوَيم: السَّنَة الماضِيَة.؛لَقيتُه - مرّة و- يوم و- ليلة: مَرّةً ما ويومًا ما وليلةً ما.؛ه?ذا شيء مُهِمّ في حَدّ - ـهِ: في حَقيقته.؛الـ-: حَقيقة الموجود ومُقوِّماته، يُقابِلها العَرَض.
المعجم: القاموس بَطَنَ
المعنى: الشيءُ ـُ بطونا: خَفِيَ. و ـ من فلان وبه: صار من بطانته، والواديَ، والبيتَ بَطْناً: توسَّطَهُ وجَال فيه. و ـ الأَمرَ أَو الرجلَ: خَبَرهُ وعرف باطنه. و ـ الرجُلَ: أَصابَ بَطْنه. ويقال: بَطَنَهُ الداءُ.؛بَطِنَ ـَ بَطَناً: أَصابَهُ البَطَنُ. و ـ بَطِرَ. و ـ كَثُر ماله. فهو بَطِنٌ.؛بَطُنَ ـُ بَطانَةً: عَظُم بطنُه. ويقال: بَطُنَ المكانُ: بَعُدَ. فهو بَطِين.؛بُطِنَ: اعتلّ بطنُه. فهو مبطون.؛أَبْطَنَ الثوبَ: جعل له بِطانَةً. ويقال: أَبْطَنَ فلاناً: قَرّبه وأَطلعه على أَسراره.؛بَطَّنَهُ: ضرب بَطْنَه. و ـ الثوبَ ونحوه: أَبْطَنَه.؛تَبَطَّنَ الواديَ والكَلأَ: توسَّطَه وجَوَّلَ فيه. و ـ الأَمرَ وفلاناً: خبره وعرف باطنه.؛استَبْطَنَ الواديَ ونحوه: دخَلَه. و ـ أَمرَه: عرف باطنه. و ـ الأَمر: أَخفاه في نفسه.؛الأَبْطَنُ: عِرق يستبطن ذراع الفرس حتى ينغمس في عصب الوظيف. وهما أَبطنان.؛الباطنُ: من أَسماءِ الله تعالى، ومعناه: العالِمُ بالسَّرائر والخفيّات، والمحتجِب عن أَبصار الخلائق وأَوهامهم. و ـ من كل شيء: داخله. و ـ من الأَرض: ما اطمأَن وانخفض. (ج) أَبطِنة، وبواطن.؛الباطِنة من الرجل: سريرته. و ـ من الحيوان: رَجْعُه.؛الباطِنيّة: فرقة من الشِّيعة تعتقد أَن للشَّريعة ظاهراً وباطناً، وتمعن في التأْويل.؛البِطانُ: حِزام يُشدّ على البطن. ويقال: فلان عريض البِطان: رَخِيُّ البال. (ج) أَبطِنة، وبُطُنٌ.؛البِطانَةُ: ما يُبَطَّن به الثوب، وهي خلاف ظِهارته. و ـ السريرة. و ـ صَفيُّ الرجل يكشِف له عن أَسراره. و ـ (في الطب): الطبقة الطِّلائية التي تبطن جميع الأَوعية الدَّموية واللِّمفاوية. (مج). (ج) بطائن.؛البَطْنُ من كل شيءٍ: جَوْفُه. و ـ المَرّة الواحدة من النِّتاج والزَّرْع. ويُقَال: نَثَرت المرأَةُ بطنها: كَثُر ولدها. وأَلقت الدَّجاجةُ ذا بَطنها: باضت. (ج) أَبْطُن، وبطُون، وبُطنان. و- في علم الفيزيقا: مواقع في المَوْجات الموقوفة تبلغ عِنْدها سَعةُ الذَّبذبة الذِّروة.؛البَطَن: مرض البطن.؛البُطنان من الشيء: وسطه.؛البِطْنَة: الامتلاء الشَّديد من الطَّعام.؛البَطينُ: يقال: كيسٌ بَطِينٌ: ملآنُ.؛البُطَين: منزل من منازل القمر، وهو ثلاثة كواكب صغار مستوية التثليث، كأَنها أَثافيّ. و ـ تجويف صغير. ويطلق (اصطلاحاً): على التجويفين السُّفليين للقلب الذين يجتمع بهما الدم، ثم يدفع في الشرايين. (مج).؛المِبْطان: العظيم البطن. و ـ الكثير الأَكل.؛المُبَطَّنُ: الضامِرُ البَطْنِ. و ـ من الخيل: ما كان أَبيض البطْن والظَّهر، أَيّاً كان سائر لونه.
المعجم: الوسيط حَلَّ
المعنى: الشيءُ ـِ حَلالاً: صار مُباحاً. فهو حِلٌّ، وحَلال. وـ المرأة: جاز تزوُّجها. وفي التنزيل العزيز: (فإنْ طَلَّقَها فلا تَحِلُّ لهُ مِنْ بَعْدُ حتى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ). وـ الْمُحْرِم: جاز له ما كان ممنوعاً منه. وـ فلانٌ: جاوز الحَرَمَ. وفي التنزيل العزيز: (وَإِذَا حَلَلْتُم فَاصْطَادُوا). وـ الدَّيْن حُلُولاً: وجَبَ أداؤه. وـ غضبُ اللهِ على الناس: نَزَل. وفي التنزيل العزيز: (فَيَحِلَّ عليكم غَضَبي وَمَنْ يَحْلِلْ عليه غضبي فقدْ هَوَى). وـ العُقْدة ـُ حَلاًّ: فكَّها. ويقال: حلَّ المشكلة ونحوها. وـ الجامد: أذابه. وـ الكلامَ المنظومَ: نثره. وـ المكانَ، وبه ـُِ حُلُولاً: نزل به. وفي التنزيل العزيز: (أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ). ويقال: حَلَلْتُ القوم، وحللتُ بهم، وحللتُ عليهم. وـ البيتَ: سكنه. فهو حالٌّ. (ج) حُلُول، وحُلاَّل، وحُلَّل.؛(حَلَّ) البعيرُ ـَ حَلَلاً: أصابه الحلَلُ. فهو أحلُّ، وهي حَلاَّء. (ج) حُلٌّ.؛(أحَلَّ): خرج من إحرامه فجاز له ما كان ممنوعاً منه. وـ فلان: جاوز الحَرَم. وـ أخرج نفسه من تبعة أو عهد. وـ فلاناً المكان وبه: جعله يحلُّه. وفي التنزيل العزيز: (الَّذي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ). وـ الشيءَ: أباحه. وفي التنزيل العزيز: (وَأَحَلَّ اللهُ البيعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا).؛(حالَّه): نزل معه.؛(حلَّل) العقدة: حلَّها. وـ الشيءَ: رجَعَه إلى عناصره. يقال: حلَّل الدمَ، وحلَّل البَوْلَ. ويقال: حلَّل نفسيَّة فلان: درسها لكشف خباياها. (محدثة). وـ اليمين تحليلاً، وتَحِلَّة، وتَحِلاًّ: جعلها حَلالاً بكفَّارة، أو بالاستثناء المتَّصل، كأن يقول: والله لأفعلنَّ ذلك إلاَّ أن يكونَ كذا. ويقال: فعل كذا تحليلاً: لما لا يبالغ فيه. وـ الشيءَ: أباحه.؛(احتَلَّ) المكانَ وبه: حلَّه. ويقال: احتلَّ القومَ وبهم. وـ دولةٌ بلادَ أخرى: استولت عليها قَهْراً. (محدثة).؛(انْحَلَّتِ) العقدة: انفكَّت.؛(تَحَلَّلَ) من يمينه وفيها: حلَّلها. ويقال: تحلَّل من التبعة: تخلَّص منها.؛(اسْتَحَلَّ) الشيءَ: عدّه حلالاً. وـ فلاناً الشيءَ: سأله أن يُحِلَّه له.؛(الاحْتِلال): استيلاء دولة على بلاد دولة أخرى أو جزء منها قهراً. (محدثة).؛(الإحْلِيل): مخرج البول. وـ مخرج اللبن من الثَّدي والضرع. (ج) أحالِيل.؛(التَّحِلَّة): تَحِلَّة اليمين: ما تُكَفَّر به. وفي التنزيل العزيز: (قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ).؛(التَّحليل): تحليلُ الجملة: بيان أجزائها ووظيفة كل منها.؛و(التَّحليل النَّفسانيّ): فرع من علم النَّفس الحديث يبحث في العقل الباطن وما فيه من عُقد ورغبات تمهيداً لعلاجها.؛(الحَلال): المباح.؛(الحِلال): مَركَبٌ من مراكب النساء.؛(الحَلَلُ): رَخاوةٌ في قوائمِ الدابّة واسْتِرخاء في العصب مع رخاوةٍ في الكعب.؛(الحِلُّ): المباح. وـ ما جاوز الحرم. وـ الغرض الذي يُرْمَى إليه. ويقال: فلانٌ حِلٌّ ببلدِ كذا: مقيم فيه. وفي التنزيل العزيز: (لا أُقْسِمُ بِهذا البَلَدِ ، وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذا البَلَدِ). وفلان حِلٌّ: حلَّ من إحرامه، أو لم يُحْرِم.؛(الحَلُّ): الشَّيْرَج، وهو زيت السِّمسِم.؛(الحُلاَّن): الجَدْي. وـ كلُّ ما يشق عنه بطن أمه. وحُلاَّن اليمين: تَحِلَّتها. ودم حُلاَّن: باطل.؛(الحَلَّة): زَِنْبيلٌ كبيرٌ من قصب يُجْعَلُ فيه الطعام. وـ إناء معدني يُطْهى فيه الطعام. (محدثة). وـ الحَلَل. (ج) حِلَل.؛(الحِلَّة): منزل القوم. وـ جماعةُ البيوت. وـ مجتمعُ الناس. ويقال: حيَّ حِلَّة: نُزولٌ وفيهم كثرةٌ. وـ شجرة شاكة من القَتَاد إذا أكلَتْها الإبل سهُلَ خروج لبنها. (ج) حِلال، وأحِلَّة.؛(الحُلَّةُ): الثوب الجيِّد الجديد غليظاً أو رقيقاً. وـ ثوب له بِطانة. وـ ثوبان من جنس واحد. وـ ثلاثة أثواب، وقد تكون قميصاً وإزاراً ورداء. وـ المرأة. وـ السلاح. (ج) حُلَل، وحِلال.؛(الحُلُول): اتِّحاد الجسمَيْن بحيث تكون الإشارةُ إلى أحدهما إشارةٌ إلى الآخر.؛و(مذهبُ الحُلول): القول بأنَّ الله حالٌّ في كلِّ شيء.؛(الحُلُوليَّة): فرقة من المتصوِّفة تعتقد مذهب الحُلول.؛(الحَلِيل): ضد الحرام. وـ الجار. وحليلُ الرجل: زوجه. وحليلُ المرأة: زوجها.؛(الحَلِيلَة): حليلة الرجل: زوجه. وـ جارته. (ج) حلائل.؛(المِحْلال): مكانٌ مِحلال: كثير الرُّوَّاد.؛(المَحَلُّ): مصدر ميميّ. وـ المكان الذي يُحَلُّ فيه. (ج) مَحَالّ. ومحلُّ الإعراب (في النحو): ما يستحقُّه اللفظ الواقع فيه من الإعراب لو كان معرباً.؛(المَحِلُّ): المكان الذي يُحَلُّ فيه. وـ مَحِلُّ الدَّيْن: أجَله. ومَحِلُّ الهَدْي: يوم النَّحْر بِمِنًى. وفي التنزيل العزيز: (وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتّى يَبْلُغَ الْهَدْيَ مَحِلَّهُ).؛(المُحَلَّل): الشيءُ اليسير. وـ المكان كثر حلول الناس فيه. ويقال: مكان مُحَلَّل: كثر ورودُ الناس فيه.؛(المحلِّل): متزوِّج المطلَّقة ثلاثاً لتحلَّ للزَّوج الأوَّل. وفي الحديث: (لَعَنَ اللهُ المحلِّلُ والمحلَّلُ لهُ).؛(المَحَلَّة): منزل القوم. (ج) مَحالّ.؛(المُحِلَّة): يقال تَلْعَة مُحِلَّة: تضمُّ بيتاً أو بيتين.؛(المُحِلاَّت): القِدْر، والرَّحى، والدَّلْو، والقِرْبة، والجَفْنَة، والسكين، والفأس، والزَّند؛ لأنَّ من كانت معه يحُلُّ حيث يشاء مستغنياً عن مجاورة الناس.
المعجم: الوسيط عَقَدَ
المعنى: السائلُ ـِ عَقْداً: غلظ أو جمد بالتبريد أو التسخين. (مج). وـ الزّهْرُ: تضامّت أجزاؤه فصار ثمراً. وـ لفلان على البلد: ولاّه عليه. وـ الحبلَ ونحوه: جعل فيه عقدة. ويقال: عقد ناصيتَه: غضب وتهيّأ للشرّ. وـ طرفي الحبل ونحوه: وصل أحدهما بالآخر بعقدة تمسكهما فأحكم وصلهما. وـ البناءَ: ألصق بعض حجارته ببعض بما يمسكها فأحكم إلصاقها. وـ بناه مقوساً. وـ التاجَ فوق رأسه: عصَّبه به. وـ البيعَ واليمينَ والعهدَ: أكَّدَه. وـ قلبَه على الشيء: لزمه.؛(عَقِدَ) الشيءُ ـَ عَقَداً: التوى كأنّ فيه عُقدَة. وـ الرجلُ: كان في لسانه حُبْسَة وعقدة. وـ اللسانُ: احتبس. فهو أعقد، وعَقِد. وهي عَقِدَة، وعقداء.؛(أعْقَدَ) السائلَ: غلّظه أو جمّده بالتسخين أو بالتبريد.؛(عَاقَدَه): عاهده.؛(عَقَّدَه): عقده. يقال: عقّد البيعَ وعقّد اليمينَ. وفي التنزيل العزيز: {ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان}. وـ العسلَ ونحوه: أعقده. وـ الكلامَ: لم يأت به على وجهه في الأداء.؛(اعْتَقَدَ) الشيءُ: اشتدّ وصلب. يقال: اعتقد الإخاءُ بينهما: صدق وثبت. وـ الحبلَ ونحوه: عقده. وـ التاجَ فوق رأسه: عقده. وـ الدرَّ ونحوه: اتّخذ منه عقداً. وـ فلان الأمرَ: صدّقه وعقد عليه قلبه وضميره. وـ ضيْعَةً وعقاراً ومتاعاً: اقتناها.؛(انْعَقَدَ): مطاوع عَقَده. يقال: انعقد الحبلُ، أو البناءُ، أو اليمينُ.؛(تَعَاقَدَ) القومُ: تعاهدوا.؛(تَعَقَّدَ) الخيطُ ونحوه: انعقد. وـ السائلُ: عقد. وـ الرملُ: تراكم. وـ السحابُ وقوسُ قزح في السماء: صارا كعقد البناء المقوّس. وـ الثَّرَى: جعُد. وـ الإخاءُ: استحكم. وـ الكلامُ: أعيا فهمه لسوء تركيبه أو خفاء معناه.؛(التَّعْقِيد): (عند البيانيين): تأليف الكلام على وجه يعسر فهمه لسوء ترتيبه، وهو التعقيد اللفظي. أو لاستعمال مجاز بعيد العلاقة، أو كناية بعيدة اللزوم، وهو التعقيد المعنويّ.؛(العَقْد): ما عُقِد من البناء. وـ العهدُ. وـ اتفاقٌ بين طرفين يلتزم بمقتضاه كلّ منهما تنفيذ ما اتفقا عليه، كعقد البيع والزّواج. وعقد العمل (في الاقتصاد السياسي): عقد يلتزم بموجبه شخص أن يعمل في خدمة شخص آخر لقاء أجر. (مج). وـ من الأعداد: العشرة والعشرون إلى التسعين. (ج) عُقُود. وصيغ العقود: جمل ينشأ بها العقد كقولهم: زوّجتك، وبعتك. (مو).؛(العِقْد): خيط ينظم فيه الخرز ونحوه بحيط بالعنق. (ج) عقود.؛(العُقْدَة): موضع العَقْد، وهو ما عقد عليه. وـ (في النبات): موضع ظهور الورقة على ساق النبات. وـ (في علم النفس): ظاهرة تتولد من الكبت وتصبح ذات وجود مستقلّ. وـ (في الجغرافيا): وحدة لقياس المسافات البحريّة، وتطلق على الميل البحريّ، وطوله 1852 متراً. وـ ما يمسك الشيءَ ويوثِّقه. وـ الجماعة. وفي خطبة عليّ لأصحابه: (هذا جزاء من ترك العُقْدة). وـ الولاية على البلد، ومنه: (هلك أهل العُقدة وربّ الكعبة). وـ من اللِّسان: حالة خِلْقِيّة تنشأ عن قصر في حَكَمَة اللسان فتحدّ حركته. وفي التنزيل العزيز: {واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي}. وـ كلّ ما يمتلكه الإنسان من ضيعة أو عقار، أو متاع أو مال. وـ أرض كثيرة الكلأ والشّجر، ومنه قولهم: (عشّ إبلك بتلك العقدة). وـ من كلّ شيء: وجوبه وإحكامه وإبرامه، وفي التنزيل العزيز: {ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله}. وـ في الكلام: الصعوبة والغموض. وـ العثم في اليد. تقول: جبرت يده على عقدة. (ج) عُقَد. ويقال: تحلّلت عُقده: سكن غضبه. والعقدة النفسيّة: مشكلة تعترض حياة الشخص فينشأ عنها اضطراب في النفس. وعقدة أوديب: شذوذ جنسيّ مظهره عشق الأم. (مج).؛(العَقَدَة): أصل اللِّسان، وهو ما غلظ منه.؛(العَقَّاد): مبالغة في العاقد. وـ صانع الخيوط والأزرار المنسوجة وبائعها. (مو).؛(العَقِيد) من السوائل: الغليظ. وـ رتبة عسكريّة فوق المقدّم ودون العميد. (محدثة). ويقال: فلان عقيد كَرَم وعقيد لُؤم: كريم ولئيم طبعاً.؛(العَقِيدَة): الحكم الذي لا يقبل الشكّ فيه لدى معتقده. وـ (في الدين): ما يقصد به الاعتقاد دون العمل، كعقيدة وجود الله وبعثة الرّسل. (ج) عقائد. (مو).؛(العُنْقود) من العنب ونحوه: ما تعقّد وتراكم من ثمره في أصل واحد.؛(المُعْتَقَد): العقيدة.؛(المَعْقِد): موضع العَقْد، كمعقد الإزار. ويقال: هو مني معقد الإزار: قريب المنزلة. (ج) معاقد.؛(المُعَقَّد): كثير العُقَد من الحبال ونحوها. وـ من الكلام أيضاً.؛(المُعَقِّد): الساحر الذي ينفث في العُقَد.
المعجم: الوسيط عقب
المعنى: العَقَبُ: العَصَب الذي تُعْمَل منه الأوتار، الواحدةُ عَقَبةٌ، وخِلاف ما بَيْنَه وبين العَصَبِ أن العَصَبَ يَضربُ إلى صُفْرةٍ والعَقَبُ يضرب إلى بياض وهو أصْلَبُها وأمتَنُها.والعَقِبُ: مُؤخَّرُ القَدَمِ، تُؤَنَثّهُ العَربُ، وتميمٌ تُخَفِّفُه. وتجمعُ على أعقابِ، وثلاثُ أَعْقِبة. وعَقِبُ الرجل: وَلَدُه وولد وَلَدُه الباقونَ من بَعْدِه. وقَوْلُهم: لا عَقِبَ له: أي لم يَبْقَ له ولدٌ ذَكَرٌ.وتقول: وَلىَّ فلان على عَقِبهِ وعَقِبَيهِ: أي أخَذَ في وَجْهٍ ثم انثنَى راجعِاً. والتَّعْقيبُ: انصرافك راجعاً من أمْرٍ أرَدْتَه أو وَجْهٍ. والمُعَقِّبِ: الذي يتتبع عَقِبَ إنسانٍ في طلب حَقٍ أو نحوه، قال لبيد: حتّـى تَهَجَّـرَ فـي الـرَّواحِ وهـاجَه طَلَــبُ المُعَقِّــبِ حَقَّــهُ المَظلـوُمُ وقوله عز وجل: "ولم يُعَقّبْ" أي لم يَنْتظرْ. والتَّعقيبُ: غَزْوةٌ بعد غَزوةٍ بعد غزوةٍ وسَيْر بعد سيرٍ. وقوله عز وجل: "لا مُعَقّبَ لحكمه" أي لا راد لقضائه. والخَيْلُ تُعَقَّبُ في حُضْرِها إذا لم تَزْدَدْ إلا جودةً. ويقال للفرس الجواد: إنه لذو عَقْوٍ وذو عَقْبٍ، فعَفْوُه أول عَدْوِه، وعَقْبُه ان يعقب بحضرٍ أشد من الأول، قال: لا جَـرْىَ عنـدَكَ فـي عَقْـبٍ وفي حُضُرِ وكُلُّ شيءٍ يُعْقِبُ شيئاً فهو عَقيبُه كقولك: خَلَفَ يَخْلُفُ بمنزلة اللَّيْلِ والنَّهار إذا قضى أحدُهُما عَقِبَ الآخر فهما عقيبان كل واحدٍ منهما عَقيبُ صاحبه، ويَعْتقَبِان ويَتَعاقَبانِ: إذا جاء أحدُهُما ذَهَبَ الآخر. وعَقَبَ اللَّيْل النَّهارَ والنهارُ الليل: أي خَلَفَه. وأتى فُلانٌ إلى فلانٍ خَبَراً فَعَقَبَ بخير منه أي أردَفَ. ويقال: عَقَّبَ أيضاً مشدداً.قال: فَعَقَبْتُمْ بَذَنوبٍ غير مَرّوقال أبو ذؤيب: أوْدَى بَنِـــيّ وأعقبــونيِ حَســْرَةً بعـدَ الرُّقـادِ وعَبْـرَةً مـا تُقْلِـعُ قوله: فأعْقَبونيِ مُخالِفٌ للألفاظ المُتَقَدِّمَة ومُوافِقٌ لها في مَعْنىً. ولَعَلَّهما لُغَتان. فمَنْ قال عَقب لا يَقْولُ أعْقَبَ كمن قال: بَدَأتُ به لا يقول: أبْدَأتُ، قال جرير: عَقَــبَ الــرَّذاذُ خِلافَهـم فكأنّمـا بَسـَطَ الشـَّواطِبُ بَـءٍ بينهنّ حَصيرا وعَقِبُ الأمِر: آخِرَه، قال: مَحْـذُورُ عَقـبِ الأمـر فـي التّنادي ويجمع أعقابَ الأمور. وعاقِبَةُ كلَّ شَيءٍ: آخرُه، وعاقِبُ أيضاً بلا هاء ويُجْمَعُ عَواقِبَ وعُقُباً. ويقال: عاقِبةٌ وعَواقِبُ وعاقِبٌ وعُقَّبٌ مُشددٌ ومُخفَّفٌ تقُــولُ لــي ميّالــة الــذّوائبِ كَيْــف أخــي فـي عُقَـبِ النَّـوائبِ وأَعْقَبَ هذا الأمرُ يُعْقِبُ عُقْباناً وعُقْبىَ، قال ذو الرمة: أعاذِلُ قد جرَّبتُ في الدهر ما مَضىَ ورَوَّأْتُ فــي أعقــابِ حـقٍّ وباطِـلِ يعني أواخره. وأعْقَبَه الله خيراً منه والاسم العُقْبىَ شِبْهُ العِوَض والبَدل.وأعْقَبَ هذا ذاك: أي صارَ مَكانَه. وأعْقَبَ عِزَّه ذلاً: أي ابْدَلَ منه، قال: كـم مـن عزيـزٍ أعْقَـبَ الـذُلّ عِزُّه فأصـْبحَ مَرْحومـاً وقـد كـان يُحْسَدُ والبئر تُطْوَى فتُعْقَبُ الحوافي بالحجارة من خلفها، تقول: أعَقْبتُ الطَّيَّ. وكلُّ طَرائِقَ يكون بعضها خَلْفَ بعض فهي أعقابٌ، كأنَّها مَنْضودة، عَقِباً على عَقِبٍ، قال الشماخ: أعقـابُ طـيٍّ علـى الأثبـاجِ منضودِ يصف طرائق شَحْم ظهر النّاقِة. وقد استَعْقبتُ من كذا خيراً وشراً. واستَعْقَبَ من أمره النَّدامةَ. وتَعَقَّبَ بمعناه. وتَعَقَّبْتُ ما صَنَعَ فُلانٌ: أي تَتَبَّعْتُ أثره. والرجلان يتعاقَبانِ الرُّكوبَ بينهما والأمر، يَرْكَبُ هذا عقبةً وهذا عُقْبَةً. والعُقْبَةُ فيما قدروا بينهما فَرسْخِان.والعُقوبةُ: اسم المُعاقَبةِ، وهو أن يَجْزيَه بعاقبِة ما فَعَلَ من السوء، قال النابغة: ومَــنْ عَصــاَكَ فَعــاقِبْهُ مُعاقَبَـةً تَنْهَـى الظَّلُـومَ ولا تَقَعُدْ على ضَهَدِ والعُقْبَة: مَرْقَةٌ تَبْقَى في القِدَر المُعارَةِ إذا رَدُّوها إلى صاحبها. وفلانٌ وفلانٌ يُعَقّبانِ فلاناً: إذا تعاونا عليه، وقوله تعالى: " له مُعَقِّباتٌ من بين يديه ومن خلفه يَحْفَظْونَه من أمر الله" أي يحفظونه بأمر الله.والعَقَبَةُ: طَريقٌ في الجَبَل وَعْرٌ يُرْتَقَى بمَشقةٍ وجمعُه عَقَبٍ وعِقابٌ.والعقابُ: طائِرٌ، تُؤنِّثُها العَرَبُ إذا رأته لأنها لا تُعَرفُ إناثُها من ذُكُورِها، فإذا عرفت قيل: عُقابٌ ذَكَرَ. ومثله العَقْربُ، ويُجمعُ على عِقبانٍ وثلاث أعْقُبٍ.والعُقابُ: العَلَمُ الضَّخمُ تشبيهاً بالعُقابِ الطائر، قال الراجز: ولحـــق تَلْحَــقُ مــن أقرابهــا تحــت لِـواء المَـوْتِ أو عُقابِهـا والعُقابُ: مَرْقىً في عُرْض جَبَلٍ، وهي صخرةٌ ناتِئةٌ ناشِزةٌ، وفي البئر من حولها، ورُبمَّا كانت من قَبلِ الطَّي، وذلك أن تَزُولَ الصَّخْرةٌ من مَوْضِعِها.والمُعْقِبُ: الذي يَنْزل في البِئِر فيرفَعُها ويُسَوِّيها.وكل ما مَرَّ من العُقَاب نجمعه عِقْبان. واليَعْقُوبُ: الذَّكَرُ من الحَجَل والقطا، وجمعه يَعاقيبُ. ويَعْقُوبُ: اسم اسرائيل، سمي به لأنه وُلِدَ مع عَيصُو أبي الروم في بطنٍ واحد.وُلِدَ عَيصُو قَبْلَه، ويَعْقُوبُ مُتَعَلِّقٌ بعَقِبِه خرجا معاً. واشتِقاقه من العَقِبِ. وتسمى الخيل يعاقيب لسُرْعَتِها. ويقال: بل سُمِّيَتْ بها تشبيهاً بيَعاقيبِ الحَجَل. ومن أنْكَرَ هذا احتج بأن الطَّيْرَ لا تَرْكُضُ ولكن شبه بها الخَيْلُ، قال سلامة بن جندل: وَلّـى حَثيثـاً وهـذا الشَّيبُ يَتْبَعُهُ لـو كـان يُـدرِكُه رَكْـضُ اليعَاقيبِ ويقال: أراد بالتعاقيب الخَيْلَ نَفْسَها اشتِقاقاً من تعقيب السَّير والغَزْوِ بعد الغَزْوِ. وامرأةٌ مِعْقابٌ: من عادتها أن تَلِدَ ذَكَراً بعد أنثى. ومِفعال في نَعْت الإناث لا تدخله الها.وفي الحديث: "قَدِمَ رسُول الله -صلى الله عليه وسلم- نَصارى نجرانَ: السَّيِّدُ والعاقِبُ"، فالعاقِبُ من يَخْلُف السيد بعده.
المعجم: العين كنن
المعنى: الكِنُّ والكِنَّةُ والكِنَانُ: وِقاء كل شيءٍ وسِتْرُه. والكِنُّ: البيت أَيضاً، والجمع أَكْنانٌ وأَكِنةٌ، قال سيبويه: ولم يكسروه على فُعُلٍ كراهية التضعيف. وفي التنزيل العزيز: وجعَلَ لكم من الجبالِ أَكْناناً. وفي حديث الاستسقاء: فلما رأَى سُرْعَتَهم إِلى الكِنِّ ضَحِكَ؛ الكِنُّ: ما يَرُدُّ الحَرَّ والبرْدَ من الأَبنية والمساكن، وقد كَننْتُه أَكُنُّه كَنّاً. وفي الحديث: على ما اسْتَكَنَّ أَي اسْتَتَر. والكِنُّ:كلُّ شيءٍ وَقَى شئاً فهو كِنُّه وكِنانُه، والفعل من ذلك كَنَنْتُ الشيء أَي جعلته في كِنٍّ. وكَنَّ الشيءَ يَكُنُّه كَنّاً وكُنوناً وأَكَنَّه وكَنَّنَه: ستره؛ قال الأَعلم: أَيَســــْخَطُ غَزْوَنــــا رجــــلٌ ســـَمِينٌ تُكَنِّنُـــــه الســــِّتارةُ والكنِيفُــــ؟ والاسم الكِنُّ، وكَنَّ الشيءَ في صدره يَكُنُّه كَنّاً وأَكَنَّه واكْتَنَّه كذلك؛ وقال رؤبة: إِذا البَخِيـــــلُ أَمَــــرَ الخُنُوســــا شـــــَيْطانُه وأَكْثَـــــر التَّهْوِيســــا فـــي صـــدره، واكتَـــنَّ أَن يَخِيســـا وكَنَّ أَمْرَه عنه كَنّاً: أَخفاه. واسْتَكَنَّ الشيءُ: استَتَر؛ قالت الخنساء: ولــم يتَنــوَّرْ نــارَه الضــيفُ مَوْهِنـاً إِلـــى عَلَــمٍ لا يســتَكِنُّ مــن الســَّفْرِ وقال بعضهم: أَكَنَّ الشيءَ: سَتَره. وفي التنزيل العزيز: أَو أَكنَنْتُم في أَنفُسِكم؛ أَي أَخفَيْتم. قال ابن بري: وقد جاءَ كنَنتُ في الأَمرين. جميعاً؛ قال المُعَيْطِيُّ: قــد يكْتُـمُ النـاسُ أَسـراراً فأَعْلَمُهـا، ومــا يَنــالُون حــتى المَـوْتِ مَكْنُـوني قال الفراء: للعرب في أَكنَنْتُ الشيءَ إذا ستَرْتَه لغتان: كنَنْتُه وأَكنَنْتُه بمعنى؛ وأَنشَدُوني: ثلاثٌ مـــــــــن ثَلاثِ قُــــــــدامَاتٍ، مــــن اللاَّئي تَكُـــنُّ مـــن الصـــَّقِيعِ وبعضهم يرويه: تُكِنُّ من أَكنَنْتُ. وكَنَنْتُ الشيءَ: سَتْرتُه وصُنْتُه من الشمس. وأَكنَنْتُه في نفسي: أَسْرَرْتُه. وقال أَبو زيد: كنَنْتُه وأَكنَنْتُه بمعنى في الكِنِّ وفي النَّفس جمعاً، تقول: كَنَنْتُ العلم وأَكنَنْتُه، فهو مَكْنونٌ ومُكَنٌّ. وكَنَنْتُ الجاريةَ وأَكنَنْتُها، فهي مَكْنونة ومُكَنَّة؛ قال الله تعالى: كأَنهنَّ بَيْضٌ مَكْنونٌ؛ أَي مستور من الشمس وغيرها. والأَكِنَّةُ: الأَغطِيَةُ؛ قال الله تعالى: وجعَلْنا على قلوبهم أَكِنَّة أَن يَفْقَهُوهُ، والواحد كِنانٌ؛ قال عُمَرُ بن أَبي ربيعة: هــــــاجَ ذا القَلْــــــبَ مَنْــــــزِلُ دارِسُ العَهْــــــــــدِ مُحْــــــــــوِلُ أَيُّنــــــــا بـــــــاتَ ليلـــــــةً بَيْـــــــنَ غُصـــــــْنَينِ يُوبَـــــــلُ تحـــــــتَ عَيْـــــــنٍ كِنَانُنــــــا، ظِــــــــلُّ بُــــــــرْدٍ مُرَحَّــــــــلُ قال ابن بري: صواب إِنشاده: بُــــــــرْدُ عَصــــــــْبٍ مُرَحَّـــــــلُ قال: وأَنشده ابن دريد: تحـــــــتَ ظِـــــــلٍّ كِنانُنـــــــا، فَضــــــــْلُ بُــــــــرْدٍ يُهَلَّـــــــل واكتَنَّ واسْتَكَنَّ: اسْتَتَر. والمُسْتَكِنَّةُ: الحِقْدُ؛ قال زهير: وكــان طَــوى كَشــْحاً علــى مُســتكِنَّةٍ، فلا هـــو أَبْـــداها ولـــم يَتَجَمْجَـــمِ وكَنَّه يَكُنُّه: صانه. وفي التنزيل العزيز: كأَنهنَّ بَيْضٌ مكنون؛ وأَما قوله: لُؤْلؤٌ مَكْنون وبَيْضٌ مَكْنونٌ، فكأَنه مَذْهَبٌ للشيء يُصانُ، وإِحداهما قريبة من الأُخرى. ابن الأَعرابي: كَنَنْتُ الشيءَ أَكُنُّه وأَكنَنْتُه أُكِنُّه، وقال غيره: أَكْنَنْتُ الشيءَ إذا سَتْرتَه، وكنَنْتُه إذا صُنتَه. أَبو عبيد عن أَبي زيد: كنَنْتُ الشيءَ وأَكنَنْتُه في الكِنِّ وفي النَّفْسِ مثلُها. وتَكَنَّى: لزِمَ الكِنَّ. وقال رجل من المسلمين: رأَيت عِلْجاً يوم القادِسية قد تَكَنَّى وتحَجَّى فقَتلْتُه؛ تحجَّى أَي زَمزَمَ. والأَكنانُ: الغِيرانُ ونحوها يُسْتكَنُّ فيها، واحدها كِنٌّ وتجْمَعُ أَكِنَّة، وقيل: كِنانٌ وأَكِنَّة. واسْتكَنَّ الرجلُ واكْتَنَّ: صار في كِنٍّ. واكتَنَّتِ المرأَةُ: غطَّتْ وجْهَها وسَتَرَتْه حَياءً من الناس. أَبو عمرو: الكُنَّةُ والسُّدَّةُ كالصُّفَّةِ تكون بين يدي البيت، والظُّلَّة تكون بباب الدار. وقال الأَصمعي: الكُنَّة هي الشيءُ يُخْرِجُه الرجلُ من حائطه كالجَناحِ ونحوه. ابن سيده: والكُنَّة، بالضم، جناح تُخْرِجُه من الحائط، وقيل: هي السَّقِفة تُشْرَعُ فوقَ باب الدار، وقيل: الظُّلَّة تكون هنالك، وقيل: هو مُخْدَع أَو رَفٌّ يُشْرَعُ في البيت، والجمع كِنَانٌ وكُنّات.والكِنانة: جَعْبة السِّهام تُتَّخذُ من جُلود لا خَشب فيها أَو من خشب لا جلود فيها. الليث: الكِنَانة كالجَعْبة غير أَنها صغيرة تتخذ للنَّبْل. ابن دريد: كِنانة النَّبْل إذا كانت من أَدم، فإِن كانت من خشب فهو جَفِير. الصحاح: الكِنانةُ التي تجعل فيها السهام.والكَنَّةُ، بالفتح: امرأَة الابن أَو الأَخ، والجمع كَنائِنُ، نادر كأَنهم توهموا فيه فَعِيلة ونحوها مما يكسر على فعائل. التهذيب: كل فَعْلةٍ أَو فِعْلة أَو فُعْلة من باب التضعيف فإِنها تجمع على فَعائل، لأَن الفعلة إذا كانت نعتاً صارت بين الفاعلة والفَعيل والتصريف يَضُمُّ فَعْلاً إِلى فعيل، كقولك جَلْدٌ وجَلِيد وصُلْبٌ وصَليب، فردُّوا المؤنث من هذا النعت إِلى ذلك الأَصل؛ وأَنشد: يَقُلْــــنَ كُنَّــــا مــــرَّةً شــــَبائِبا قَصَرَ شابَّةَ فجعلها شَبَّةً ثم جمعها على الشَّبائب، وقال: هي حَنَّتُه وكَنَّتُه وفِراشه وإِزاره ونهْضَتُه ولِحافه كله واحد. وقال الزِّبرقان بن بدْر: أَبغَضُ كَنائني إِليَّ الطُّلَعةُ الخُبَأَة، ويروى: الطُّلَعةُ القُبَعة، يعني التي تَطَلَّعُ ثم تُدْخِلُ رأْسَها في الكِنَّة.وفي حديث أُبَيٍّ أَنه قال لعُمَر والعباس وقد استأْذنا عليه: إِن كَنَّتكُما كانت تُرَجِّلُني؛ الكَنَّةُ: امرأَة الابن وامرأَة الأَخ، أَراد امرأَته فسماها كَنَّتَهُما لأَنه أَخوهما في الإِسلام؛ ومنه حديث ابن العاص: فجاءَ يتَعاهدُ كَنَّتَه أَي امرأَة ابنه. والكِنَّةُ والاكْتِنانُ: البَياضُ.والكانونُ: الثَّقيلُ الوَخِم ابن الأَعرابي: الكانون الثقيل من الناس؛ وأَنشد للحطيئة: أَغِرْبــــالاً إذا اســــْتُودِعْت ســــِرّاً، وكانونــــاً علــــى المُتَحــــدِّثِينا؟ أَبو عمرو: الكَوانينُ الثُّقلاء من الناس. قال ابن بري: وقيل الكانون الذي يجلس حتى يَتحَى الأَخبارَ والأَحاديث ليَنقُلها؛ قال أَبو دَهْبل: وقــد قَطَــعَ الواشـون بينـي وبينهـا، ونحــنُ إِلــى أَن يُوصــَل الحبْـلُ أَحـوَجُ فَليْــتَ كوانِينــا مـن اهْلـي وأَهلهـا، بــأَجْمَعِهم فــي لُجَّــة البحـرِ، لَجَّجـوا الجوهري: والكانونُ والكانونةُ المَوْقِدُ، والكانونُ المُصْطَلى.والكانونان: شهران في قلب الشتاء، رُوميَّة: كانون الأَوَّل، وكانونُ الآخر؛ هكذا يسميهما أَهل الروم. قال أَبو منصور: وهذان الشهران عند العرب هما الهَرَّاران والهَبَّاران، وهما شهرا قُماحٍ وقِماحٍ. وبنو كُنَّة: بطنٌ من العرب نسبوا إِلى أُمِّهم، وقاله الجوهري بفتح الكاف. قال ابن بري: قال ابن دريد بنو كُنَّة، بضم الكاف، قال: وكذا قال أَبو زكريا؛ وأَنشد: غَزاالٌ ما رأَيتُ الْيَوْ_مَ في دارِ بَني كُنَّهْ رَخِيـــــــمٌ يَصـــــــْرَعُ الأُســـــــْدَ علـــــى ضـــــَعْفٍ مـــــن المُنَّــــهْ ابن الأَعرابي: كَنْكَنَ إذا هرَب. وكِنانة: قبيلة من مُضَر، وهو كِنانة بن خُزَيمة بن مُدْرِكة بن الياسِ بن مُضَر. وبنو كِنانة أَيضاً: من تَغْلِبَ بن وائلٍ وهم بنو عِكَبٍّ يقال لهم قُرَيْشُ تَغْلِب
المعجم: لسان العرب فتح
المعنى: الفتح: نقض الإغلاق، فتحه يفتحه فتحا وافتتحه وفتحه فانفتح وتفتح. الجوهري: فتحت الأبواب، شدد لكثرة فتفتحت هي، وقوله تعالى: لا تفتح لهم أبواب السماء، قرئت بالتخفيف والتشديد وبالياء والتاء، أي لا تصعد أرواحهم ولا أعمالهم، لأن أعمال المؤمنين وأرواحهم تصعد إلى السماء، قال الله تعالى: إن كتاب الأبرلر لفي عليين، وقال جل ثناؤه: إليه يصعد الكلم الطيب، وقال بعضهم: أبواب السماء أبواب الجنة لأن الجنة في السماء، والدليل لى ذلك قوله تعالى: ولا يدخلون الجنة، فكأنه قال: لا تفتح لهم أبواب الجنة. وقوله تعالى: مفتحة لهم الأبواب، قال أبو علي مرة: إنما هو مرفوع على البدل من الضمير الذي في مفتحه. وقال: العرب تقول فتحت الجنان، تريد فتحت أبواب الجنان، قال تعالى: وفتحت السماء فكانت أبوابا، والله أعلم. وقوله تعالى: ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده، قال الزجاج: معناه ما يأتيهم به الله منن مطر أو رزق فلا يقدر أحد أن يمسكه، وما يمسك من ذلك فلا يقدر أحد أن يرسله.والمفتح، بكسر الميم، والمفتاح: مفتاح الباب وكل ما فتح به الشيء، قال الجوهري: وكل مستغلق، قال سيبويه: هذا الضرب مما يعتمل مكسور الأول، كانت فيه الهاء أو لم تكن، والجمع مفاتيح ومفاتح أيضا، قال الأخفش: هو مثل قولهم أماني وأماني، يخفف ويشدد، وقوله تعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعملها إلا هو، قال الزجاج: جاء في التفسير أنه عنى قوله: إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت، قال: فمن ادعى أنه يعلم شيئا من هذه الخمس فقد كفر بالقرآن لأنه قد خالفه، وفي الحديث: أوتيت مفاتيح الكلم، وفي رواية: مفاتح، هما جمع مفتاح ومفتح وهما في الأصل مما يتوصل به إلى استخراج المغلفات التي يتعذر الوصول إليها، فأخبر أنه أوتي مفاتيح الكلام، وهو ما يسر الله له من البلاغة والفصاحة، والوصول إلى غوامض المعاني وبدائع الحكم ومحاسن العبارات، والألفاظ التي أغلقت على غيره وتعذرت عليه، ومن كان في يده مفاتيح شيء مخزون سهل عليه الوصول إليه.وباب فتح أي واسع مفتح، وفي حديث أبي الدرداء: ومن يأت بابا مغلقا يجد إلى جنبه بابا فتحا أي واسعا، ولم يرد المفتوح، وأراد بالباب الفتح: الطلب إلى الله والمسألة. وقارورة فتح: واسعة الرأس بلا صمام ولا غلاف، لأنها تكون حنيئذ مفتوحة، وهو فعل بمعنى مفعول.والفتح: الماء المفتح إلى الأرض ليسقى به.والفتح الماء الجاري على وجه الأرض، عن أبي حنيفة الأزهري: والفتح النهر. وجاء في الحديث: ما سقي فتحا وما سقي بالفتح ففيه العشر، المعنى ما فتح إليه ماء الهر فتحا من الزروع والنخيل ففيه العشر. والفتح: الماء يجري من عين أو غيرها. والمفتح والمفتح قناة الماء.وكل ما انكشف عن شيء فقد انفتح عنه وتفتح. وتفتح الأكمة عن النور: تشققها.والفتح: افتتاح دار الحرب، وجمعه فتوح. والفتح: النصر. وفي حديث الحديبية: أهو فتح؟ أي نصر. واستفتحت الشيء وافتتحته، والاستفاح: الاستنصار. وفي الحديث: أنه كان يستفتح بصعاليك المهاجرين أي يستنصر بهم، ومنه قوله تعالى: إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح. واستفتح الفتح: سأله. وقال الفراء: قال أبو جهل يوم بدر: اللهم انصر أفضل الدينين وأحقه بالنصر، فقال الله عز وجل: إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح، قال أبو إسحق: معناه إن تستنصروا فقد جاءكم النصر، قال: ويجوز أن يكون معناه: إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء، وقد جاء التفسير بالمعنيين جميعا. روي أن أبا جهل قال يومئذ: اللهم أقطعنا للرحم وأفسدنا للجماعة فأحنه اليوم! فسأل الله أن يحكم بحين من كان كذلك، فنصر النبي، صلى الله عليه وسلم، وناله هوالحين وأصحابه، وقال الله عز وجل: إن تستفحوا فقد جاءكم الفتح، أراد إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء، وقيل إنه قال: اللهم انصر أحب الفئتين إليك، فهذا يدل أن معناه إن تستنصروا، وكلا القولين جيد. وقوله تعالى: إنا فتحنا لك فتحا مبينا، قال الزجاج: جاء في التفسير قضينا لك قضاء مبينا أي حكمنا لك بإظهار دين الإسلام وبالنصر على عدوك، قال الأزهري: قال قتاده أي قضينا لك قضاء فيما اختار الله لك من مهادنة أهل مكة وموادعتهم عام الحديبية، ابن سيده قال: وأكثر ما جاء في التفسير أنه فتح الحديبية، وكانت فيه آية عظيمة من آيات النبي، صلى الله عليه وسلم، وكان هذا الفتح عن غير قتال شديد، قيل: إنه كان عن تراض بين القوم، وكانت هذه البئر استقى جميع ما فيها من الماء حتى نزحت ولم يبق فيها ماء، فتمضمض رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثم مجه فيها فدرت البئر بالماء حتى شرب جميع من كان معه. وقوله تعالى: إذا جاء نصر الله والفتح، قيل عن فتح مكة، وجاء في التفسير أنه نعيت إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، نفسه في هذه السورة، فأعلم أنه إذا جاء فتح مكة ودخل الناس في الإسلام أفواجا فقد قرب أجله، فكان يقول: إنه قد نعيت إلى نفسي في هذه السورة، فأمر الله أن يكثر التسبيح والاستغفار. الأزهري: وقول الله تعالى: ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين؟ قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون، قال مجاهد: يوم الفتح ههنا يوم القيامة، وكذلك قال قتادة والكلبي، وقال قتادة: كان أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقولون: إن لنا يوما أوشك أن نستريح فيه وننعم، فقال الكفار: متى هذا الفتح إن كنتم صادقين؟ وقال الفراء: يوم الفتح عنى به فتح مكة، قال الأزهري: والتفسير جاء بخلاف ما قال، وقد نفع الكفار من أهل مكة إيمانهم يوم الفتح، وقال الزجاج: جاء أيضا في قوله"ويقولون متى هذا الفتح" متى هذا الحكم والقضاء فأعلم الله أن يوم ذلك الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم أي ما داموا في الدنيا فالتوبة معرضة ولا توبة في الآخرة. وقوله تعالى: ففتحنا أبواب السماء، أي فأجبنا الدعاء.واستفتح الله على فلان: سأله النصر عليه ونحو ذلك. والفتاحة: النصرة. الجوهري: الفتاحة، بالضم، الحكم. والفتاحة والفتاحة: أن تحكم بين خصمين، وقيل: الفتاحة الحكومة، قال الأشعر الجعفي: ألا مــن مبلــغ عمــرا رسـولا فــإني عــن فتــاحتكم غنيــ؟ الأزهري: الفتح أن تحكم بين قوم يختصمون إليك، كما قال سبحانه مخبرا عن شعيب: ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين. الأزهري: والفتاح الحكومة.ويقال للقاضي: الفتاح لأنه يفتح مواضع الحق، وقوله تعالى: ربنا افتح بيننا، أي اقض بيننا. وفي حديث الصلاة: لا يفتح على الإمام، إراد إذا أرتج عليه في القراءة وهو في الصلاة لا يفتح له المأموم ما أرتج عليه أي لا يلقنه، ويقال: أراد بالإمام السلطان، وبالفتح الحكم، أي إذا حكم بشيء فلا يحكم بخلافه.والفتاح: الحاكم، الأزهري: الفتاح في صفة الله تعالى الحاكم، قال: وأهل اليمن يقولون للقاضي الفتاح، ويقول أحدهم لصاحبه: تعال حتى أفاتحك إلى الفتاح، ويقول: افتح بيننا أي احكم، وفي التنزيل: وهو الفتاح العليم.وفاتحه مفاتحة وفتاحا: حاكمه. وفي الحديث ابن عباس: ما كنت أدري ما قوله عز وجل: ربنا افتح بيننا وبين قومنا، حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك أي أحاكمك، ومنه: لا تفاتحوا أهل القدر أي لا تحاكموهم، وقيل: لا تبدأوهم بالمجادلة والمناظرة.وفي أسماء الله تعالى الحسنى: الفتاح، قال ابن الأثير: هو الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده، وقيل: معناه الحاكم بينهم، يقال: فتح الحاكم بين الخصمين إذا فصل بينهما. الفاتح الحاكم. والفتاح من أبنية المبالغة.وتفتح بما عنده من مال أو أدب: تطاول به، وهي الفتحة، تقول: ما هذه الفتحة التي أظهرتها وتفتحت بها علينا؟ قال ابن دريد: ولا أحسبه عربيا.وفاتح الرجل: ساومه ولم يعطه شيئا، فإن أعطاه، قيل: فاتكه، حكاه ابن الأعرابي. الأزهري: عن ابن بزرج: الفتحى الريح، وأنشد: أكلهــم لا بــارك اللـه فيهـم إذا ذكرت فتحى من البيع عاجب؟ فتحى على فعلى.وفاتحة الشيء: أوله.وافتتاح الصلاة: التكبيرة الأولى. وفواتح القرآن: أوائل السور، الواحدة فاتحة. وأم الكتاب يقال لها: فاتحة القرآن. والفتح: أن تفتح على من يستقرئك. والمفتح: الخزانة، الأزهري: وكل خزانة كانت لصنف من الأشياء، فهي مفتح والمفتح: الكنز، وقوله تعالى: ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة، قيل: هي الكنوز والخزائن، قال الزجاج: روي أن مفاتخه خزائنه. الأزهري: والمعنى ما إن مفاتحه لتنيء العصبة أي تميلهم من ثقلها. وروي عن أبي صالح: ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة، الأزهري: والأشبه في التفسير أن مفاتحه خزائن ماله، والله أعلم بما أراد. وقال: قال الليث: جمع المفتاح الذي يفتح به المغلاق مفاتيح، وجمع المفتح الخزانة المفاتح، وجاء في التفسير أيضا أن مفاتحه كانت من جلود على مقدار الإصبع، وكانت تحمل على سبعين بغلا أو ستين، قال: وهذا ليس بقوي. وروى الأزهري عن أبي رزين قال: مفاتحه خزائنه إن كان لكافيا مفتاح واحد خزائن الكوفة إنما مفاتحه المال، وفي الحديث: أوتيت مفاتيح خزائن الأرض، أراد ما سهل الله له ولأمته من افتتاح البلاد المتعذرات واستخراج الكنوز الممتنعات.والفتوح من الإبل: الناقة الواسعة الأحاليل، وقد فتحت وأفتحت، بمعنى. والنزور: مثل الفتوح. وفي حديث أبي ذر: قدر حلب شاة فتوح أي واسعة الأحاليل. والفتح: أول مطر الوسمي، وقيل: أول المطر، وجمعه فتوح، بفتح الفاء قال: كــأن تحــتي مخلفــا قروحــا رعــى غيـوث العهـد والفتوحـا ويروى جميم العهد، وهو الفتحة أيضا. والفتح: الماء الجاري في الأنهار. وناقة مفاتيح وأينق مفاتيحات: سمان، حكاها السيرافي. والفتح: مركب النصل في السهم، وجمعه فتوح. والفتح: جنى النبع، وهو كأنه الحبة الخضراء إلا أنه أحمر حلو مدحرج يأكله الناس.الأزهري: فاتح الرجل امرأته إذا جامعها.وتفاتح الرجلان إذا تفاتحا كلاما بينهما وتخافتا دون الناس. والفتحة: الفرجة في الشيء.والفتاحة: طويرة ممشقة بحمرةوالفتاح: طائر أسود يكثر تحريك ذنبه أبيض أصل الذنب من تحته ومنها أحمر، والجمع فتاتيح، ولا يجمع بالألف والتاء.
المعجم: لسان العرب عمي
المعنى: العَمَى: ذهابُ البَصَر كُلِّه، وفي الأزهري: من العَيْنَيْن كِلْتَيْهِما، عَمِيَ يَعْمَى عَمىً فهو أَعْمَى، واعمايَ يَعْمايُ اعْمِياءَ، وأَرادوا حَذْوَ ادْهامَّ يَدْهامُّ ادْهِيماماً فأَخْرَجُوه على لفْظٍ صحيح وكان في الأصل ادْهامَمَ فأَدْغَمُوا لاجْتماع المِيمَين، فَلما بَنَوا اعْمايَا على أَصل ادهامَمَ اعتمدت الياءُ الأَخيرة على فَتْحَةِ الياء الأُولى فصارت أَلِفاً، فلما اختلفا لم يكن للإدْغامِ فيها مَساغٌ كمساغِه في المِيمين، ولذلك لم يَقولوا: اعمايَّ فلان غير مستعمل. وتَعَمَّى: في مَعْنى عَمِيَ؛ وأَنشد الأخْفَش: صــــَرَفْتَ، ولــــم نَصــــْرِف أَوانــــاً، وبـــادَرَت نُهـــــاكَ دُمـــــوعُ العَيْـــــنِ حَتَّــــى تَعَمَّــــت وهو أَعْمَى وعَمٍ، والأُنثى عَمْياء وعَمِية، وأَما عَمْية فَعَلى حدِّ فَخْذٍ في فَخِذٍ، خَفَّفُوا مِيم عَمِيَة؛ قال ابن سيده: حكاه سيبويه.قال الليث: رجلٌ أَعْمَى وامْرَأَةٌ عَمْياء، ولا يقع هذا النَّعْتُ على العينِ الواحِدَة لأن المعنى يَقَعُ عليهما جميعاً، يقال: عَمِيتْ عَيْناهُ، وامرأتانِ عَمْياوانِ، ونساءٌ عَمْياواتٌ، وقومٌ عُمْيٌ. وتَعامى الرجلُ أَي أَرَى من نفسه ذلك. وامْرَأَةٌ عَمِيةٌ عن الصواب، وعَمِيَةُ القَلْبِ، على فَعِلة، وقومٌ عَمُون. وفيهم عَمِيَّتُهم أَي جَهْلُهُم، والنِّسْبَة إلى أَعْمَى أَعْمَويٌّ وإلى عَمٍ عَمَوِيٌّ. وقال الله عز وجل:ومَن كان في هذه أَعْمَى فهُو في الآخرة أَعْمَى وأَضَلُّ سبيلاً؛ قال الفراء: عَدَّدَ الله نِعَم الدُّنْيا على المُخاطَبين ثم قال من كان في هذه أَعْمَى، يَعْني في نِعَم الدُّنْيا التي اقْتَصَصْناها علَيكم فهو في نِعَمِ الآخرة أَعْمَى وأَضَلُّ سبيلاً، قال: والعرب إذا قالوا هو أَفْعَلُ مِنْك قالوه في كلِّ فاعل وفعِيلٍ، وما لا يُزادُ في فِعْلِه شيءٌ على ثَلاثة أَحْرُفٍ، فإذا كان على فَعْلَلْت مثل زَخْرَفْت أَو على افْعَلَلت مثل احْمَرَرْت، لم يقولوا هو أَفْعَلُ منكَ حتى يقولوا هو أَشدُّ حُمْرَةً منك وأَحسن زَخْرفةً منك، قال: وإنما جازَ في العَمَى لأنه لم يُرَدْ به عَمَى العَيْنَينِ إنما أُرِيد، والله أَعلم، عَمَى القَلْب، فيقال فلانٌ أَعْمَى من فلان في القَلْبِ، ولا يقال هو أَعْمَى منه في العَيْن، وذلك أَنه لمَّا جاء على مذهب أَحَمَر وحَمْراءَ تُرِك فيه أَفْعَلُ منه كما تُرِكَ في كَثيرٍ، قال: وقد تَلْقى بعض النحويين يقولُ أُجِيزُه في الأَعْمَى والأَعْشَى والأَعْرَج والأَزْرَق، لأَنَّا قد نَقُول عَمِيَ وزَرِقَ وعَشِيَ وعَرِجَ ولا نقول حَمِرَ ولا بَيضَ ولا صَفِرَ، قال الفراء: ليس بشيء، إنما يُنْظر في هذا إلى ما كان لصاحبِهِ فِعْلٌ يقلُّ أَو يكثُر، فيكون أَفْعَلُ دليلاً على قِلَّةِ الشيء وكَثْرَتِه، أَلا تَرَى أَنك تقولُ فلان أَقْوَمُ من فلانٍ وأَجْمَل، لأَنَّ قيام ذا يزيدُ على قيام ذا، وجَمالَهُ يزيدُ على جَمالِه، ولا تقول للأَعْمَيَيْن هذا أَعْمَى من ذا، ولا لِمَيِّتَيْن هذا أَمْوتُ من ذا، فإن جاء شيءٌ منه في شعر فهو شاذٌّ كقوله: أَمَّــــا المُلــــوك، فــــأَنت اليــــومَ أَلأَمُهُـــم لُؤْمــــــاً، وأَبْيَضــــــُهم ســــــِرْبالَ طَبَّـــــاخِ وقولهم: ما أَعْماهُ إنما يُراد به ما أَعْمَى قَلْبَه لأَنَّ ذلك ينسبُ إليه الكثيرُ الضلالِ، ولا يقال في عَمَى العيونِ ما أَعْماه لأَنَّ ما لا يَتزَيَّد لا يُتَعَجَّب منه. وقال الفراء في قوله تعالى: وهُوَ عَلَيْهِم عَمىً أُولئك يُنادَوْنَ من مكانٍ بَعيدٍ؛ قرأَها ابنُ عباس، رضي الله عنه: عَمٍ. وقال أَبو معاذ النحويّ: من قرأَ وهُو علَيهم عَمىً فهو مصدرٌ. يقا: هذا الأمرُ عَمىً، وهذه الأُمورُ عَمىً لأَنه مصدر، كقولك: هذه الأُمور شُبْهَةٌ ورِيبةٌ، قال: ومن قرأَ عَمٍ فهو نَعْتٌ، تقول أَمرٌ عَمٍ وأُمورٌ عَمِيَةٌ. ورجل عَمٍ في أَمرِه: لا يُبْصِره، ورجل أَعْمَى في البصر؛ وقال الكُمَيت: أَلا هَـــــلْ عَـــــمٍ فـــــي رَأْيِـــــه مُتَأَمِّـــــلُ ومثله قول زهير: ولكِنَّنــــي عَـــنْ عِلْـــمِ مـــا فـــي غَـــدٍ عَـــمٍ والعامِي: الذي لا يُبْصرُ طَريقَه؛ وأَنشد: لا تَــــــأْتِيَنِّي تَبْتَغِــــــي لِيــــــنَ جـــــانِبي بِرَأْســــــِك نَحْــــــوي عامِيــــــاً مُتَعاشـــــِيَا قال ابن سيده: وأَعْماه وعَمَّاهُ صَيَّره أَعْمَى؛ قال ساعدة بنُ جُؤيَّة: وعَمَّـــــى علَيــــهِ المَــــوْتُ يــــأْتي طَريقَــــهُ ســــــِنانٌ، كعَســــــْراء العُقـــــابِ ومِنْهَـــــب يعني بالموت السنانَ فهو إذا بدلٌ من الموت، ويروى، وعَمَّـــــى عليــــه المــــوت بــــابَيْ طَريقــــه يعني عَيْنَيْه. ورجل عَمٍ إذا كان أَعْمَى القَلْبِ. ورجل عَمِي القَلْب أَي جاهلٌ. والعَمَى: ذهابُ نَظَرِ القَلْبِ، والفِعْلُ كالفِعْلِ، والصِّفةُ كالصّفةِ، إلاَّ أَنه لا يُبْنَى فِعْلُه على افْعالَّ لأَنه ليس بمَحسوسٍ، وإنما هو على المَثَل، وافْعالَّ إنما هو للمَحْسوس في اللَّوْنِ والعاهَةِ. وقوله تعالى: وما يَسْتَوِي الأَعْمَى والبَصير ولا الظُّلُماتُ ولا النُّورُ ولا الظِّلُّ ولا الحَرُورُ؛ قال الزجاج: هذا مَثَل ضَرَبه اللهُ للمؤمنين والكافرين، والمعنى وما يَسْتَوي الأَعْمَى عن الحَق، وهو الكافِر، والبَصِير، وهو المؤمن الذي يُبْصِر رُشْدَهُ، ولا الظُّلماتُ ولا النورُ، الظُّلماتُ الضلالات، والنورُ الهُدَى، ولا الظلُّ ولا الحَرورُ أَي لا يَسْتَوي أَصحابُ الحَقِّ الذينَ هم في ظلٍّ من الحَقّ ولا أَصحابُ الباطِلِ الذين هم في حَرٍّ دائمٍ؛ وقول الشاعر: وثلاثٍ بيـنَ اثْنَتَيـنِ بها يُر_سلُ أَعْمَى بما يَكيِدُ بَصيرَا يعني القِدْحَ، وجَعَله أَعْمى لأَنه لا بَصَرَ لَهُ، وجعله بصيراً لأَنه يُصَوِّب إلى حيثُ يَقْصد به الرَّامِي. وتَعامَى: أَظْهَر العَمَى، يكون في العَين والقَلب. وقوله تعالى: ونَحشُرُه يومَ القيامة أَعْمَى؛ قيلٍ: هو مثْلُ قوله: ونحشرُ المُجْرِمِينَ يومئذٍ زُرْقاً؛ وقيل: أَعْمَى عن حُجَّته، وتأْويلُه أَنَّه لا حُجَّة له يَهْتَدي إلَيْها لأَنه ليس للناس على الله حجةٌ بعد الرسُل، وقد بَشَّر وأَنْذَر ووَعَد وأَوْعَد. وروي عن مجاهد في قوله تعالى: قال رَبِّ لِمَ حَشَرْتَني أَعْمى وقد كُنْتُ بصيراً، قال: أَعْمَى عن الحُجَّة وقد كنتُ بصيراً بها. وقال نَفْطَوَيْه: يقال عَمِيَ فلانٌ عن رُشْدِه وعَمِيَ عليه طَريقُه إذا لم يَهْتَدِ لِطَرِيقه. ورجلٌ عمٍ وقومٌ عَمُونَ، قال: وكُلَّما ذكرَ الله جل وعز العَمَى في كتابه فَذَمَّه يريدُ عَمَى القَلْبِ. قال تعالى: فإنَّها لا تَعْمَى الأَبْصارُ ولكِنْ تَعْمَى القُلوبُ التي في الصدورِ. وقوله تعالى: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ، هو على المَثَل، جَعَلهم في ترك العَمَل بما يُبْصِرُون ووَعْي ما يَسْمعُون بمنزلة المَوْتى، لأَن ما بَيّن من قدرتِه وصَنعته التي يَعْجز عنها المخلوقون دليلٌ على وحدانِيَّته. والأعْمِيانِ: السَّيْلُ والجَمَل الهائِجُ، وقيل: السَّيْلُ والحَرِيقُ؛ كِلاهُما عن يَعقوب.قال الأَزهري: والأَعْمَى الليلُ، والأَعْمَى السَّيْلُ، وهما الأَبهمانِ أَيضاً بالباء للسَّيْلِ والليلِ. وفي الحديث: نَعُوذُ بالله مِنَ الأَعْمَيَيْن؛ هما السَّيْلُ والحَريق لما يُصيبُ من يُصيبانِهِ من الحَيْرَة في أَمرِه، أَو لأَنهما إذا حَدَثا ووَقَعا لا يُبْقِيان موضِعاً ولا يَتَجَنَّبانِ شيئاً كالأَعْمَى الذي لا يَدْرِي أَينَ يَسْلك، فهو يَمشِي حيث أَدَّته رجْلُه؛ وأَنشد ابن بري: ولمـــــــا رَأَيْتُــــــك تَنْســــــَى الــــــذِّمامَ ولا قَــــــــــدْرَ عِنْــــــــــدَكَ للمُعْـــــــــدِمِ وتَجْفُــــــو الشــــــَّرِيفَ إذا مــــــا أُخِــــــلَّ وتُـــــــدْنِي الــــــدَّنيَّ علــــــى الــــــدِّرْهَمِ وَهَبْــــــــــتُ إخــــــــــاءَكَ للأَعْمَيَيْـــــــــن وللأَثْرَمَيْــــــــــنِ ولَــــــــــمْ أَظْلِــــــــــمِ أُخِلَّ: من الخَلَّة، وهي الحاجة. والأَعْمَيانِ: السَّيْل والنارُ.والأَثْرَمان: الدهْرُ والموتُ.والعَمْيَاءُ والعَمَايَة والعُمِيَّة والعَمِيَّة، كلُّه: الغَوايةُ واللَّجاجة في الباطل. والعُمِّيَّةُ والعِمِّيَّةُ: الكِبرُ من ذلك. وفي حديث أُم مَعْبَدٍ: تَسَفَّهُوا عَمايَتَهُمْ؛ العَمايةُ: الضَّلالُ، وهي فَعالَة من العَمَى. وحكى اللحياني: تَرَكْتُهم في عُمِّيَّة وعِمِّيَّة، وهو من العَمَى. وقَتيلُ عِمِّيَّا أَي لم يُدْرَ من قَتَلَه. وفي الحديث: مَنْ قاتَلَ تحتَ راية عِمِّيَّة يَغْضَبُ لعَصَبَةٍ أَو يَنْصُرُ عَصَبَةً أَو يَدْعو إلى عَصَبَة فقُتِلَ، قُتِلَ قِتْلَةً جاهلِيَّةً؛ هو فِعِّيلَةٌ من العَماء الضَّلالِة كالقتالِ في العَصَبِيّةِ والأَهْواءِ، وحكى بعضُهم فيها ضَمَّ العَيْن. وسُئل أَحْمدُ بن حَنْبَل عَمَّنْ قُتِلَ في عِمِّيَّةٍ قال: الأَمرُ الأَعْمَى للعَصَبِيَّة لا تَسْتَبِينُ ما وجْهُه. قال أَبو إسحق: إنما مَعنى هذا في تَحارُبِ القَوْمِ وقتل بعضهم بعضاً، يقول: مَنْ قُتِلَ فيها كان هالكاً. قال أَبو زيد: العِمِّيَّة الدَّعْوة العَمْياءُ فَقَتِيلُها في النار. وقال أَبو العلاء: العَصَبة بنُو العَمِّ، والعَصَبيَّة أُخِذَتْ من العَصَبة، وقيل: العِمِّيَّة الفِتْنة، وقيل: الضَّلالة؛ وقال الراعي: كمـــــا يَـــــذُودُ أَخُــــو العِمِّيَّــــة النَّجــــدُ يعني صاحبَ فِتْنَةٍ؛ ومنه حديث الزُّبَير: لئلا يموتَ مِيتَةَ عِمِّيَّةٍ أَي مِيتَةَ فِتْنَةٍ وجَهالَةٍ. وفي الحديث: من قُتِلَ في عِمِّيّاً في رَمْيٍ يكون بينهم فهوخطأٌ، وفي رواية: في عِمِّيَّةٍ في رِمِّيّاً تكون بينهم بالحجارة فهو خَطَأٌ؛ العِمِّيَّا، بالكسر والتشديد والقصر، فِعِّيلى من العَمَى كالرِّمِّيَّا من الرَّمْي والخِصِّيصَى من التَّخَصُّصِ، وهي مصادر، والمعنى أَن يوجَدَ بينهم قَتِيلٌ يَعْمَى أَمرُه ولا يَبِينُ قاتِلُه، فحكمُه حكْمُ قتيلِ الخَطَإ تجب فيه الدِّية. وفي الحديث الآخر: يَنزُو الشيطانُ بينَ الناس فيكون دَماً في عَمياء في غَير ضَغِينَة أَي في جَهالَةٍ من غير حِقْدٍ وعَداوة، والعَمْياءُ تأْنيثُ الأَعْمَى، يُريدُ بها الضلالة والجَهالة. والعماية: الجهالة بالشيء؛ ومنه قوله: تَجَلَّــــتْ عمايــــاتُ الرِّجــــالِ عــــن الصــــِّبَا وعَمايَة الجاهِلَّيةِ: جَهالَتها. والأعماءُ: المَجاهِلُ، يجوز أن يكون واحدُها عَمىٌ. وأَعْماءٌ عامِيَةٌ على المُبالَغة؛ قال رؤبة: وبَلَــــــــــدٍ عَامِيــــــــــةٍ أَعْمــــــــــاؤهُ كــــــــأَنَّ لَـــــــوْنَ أَرْضـــــــِه ســـــــَماؤُهُ يريد: ورُبَّ بَلَد. وقوله: عامية أَعْماؤُه، أَراد مُتَناهِية في العَمَى على حدِّ قولِهم ليلٌ لائلٌ، فكأَنه قال أَعْماؤُه عامِيَةٌ، فقدَّم وأَخَّر، وقلَّما يأْتون بهذا الضرب من المُبالَغ به إلا تابعاً لِما قَبْلَه كقولهم شغْلٌ شاغلٌ وليلٌ لائلٌ، لكنه اضْطُرَّ إلى ذلك فقدَّم وأَخَّر. قال الأَزهري: عامِيَة دارِسة، وأَعْماؤُه مَجاهِلُه. بَلَدٌ مَجْهَلٌ وعَمىً: لا يُهْتدى فيه.والمَعامِي: الأَرَضُون المجهولة، والواحدة مَعْمِيَةٌ، قال: ولم أَسْمَعْ لها بواحدةٍ. والمعامِي من الأَرَضين: الأَغْفالُ التي ليس بها أَثَرُ عِمارَةٍ، وهي الأَعْماءُ أَيضاً. وفي الحديث: إنَّ لنا المَعامِيَ؛ يُريدُ الأَراضِيَ المجهولة الأَغْفالَ التي ليس بها أَثَرُ عِمارةٍ، واحدُها مَعْمىً، وهو موضِع العَمَى كالمَجْهَلِ. وأَرْضٌ عَمْياءُ وعامِيةٌ ومكانٌ أَعْمَى: لا يُهْتَدَى فيه؛ قال: وأَقْرَأَني ابنُ الأَعرابي: ومـــــاءٍ صــــَرىً عــــافِي الثَّنايــــا كــــأَنَّه مــــن الأَجْنِــــ، أَبْــــوالُ المَخـــاضِ الضـــوارِبِ عَـــــمٍ شـــــَرَكَ الأَقْطـــــارِ بَيْنــــي وبَيْنَــــه مَـــــرَارِيُّ مَخْشـــــِيّ بـــــه المَــــوتُ ناضــــِب قال ابن الأَعرابي: عَمٍ شَرَك كما يقال عَمٍ طَريقاً وعَمٍ مَسْلَكاً، يُريدُ الطريقَ ليس بيّن الأَثَر، وأَما الذي في حديث سلمان: سُئِلَ ما يَجِلُّ لنا من ذمّتِنا؟ فقال: من عَماك إلى هُداكَ أَي إذا ضَلَلْتَ طريقاً أَخَذْتَ منهم رجُلاً حتى يَقِفَكَ على الطريق، وإنما رَخّص سَلْمانُ في ذلك لأَنَّ أَهلَ الذمَّة كانوا صُولِحُوا على ذلك وشُرِطَ عليهم، فأَما إذا لم يُشْرَط فلا يجوزُ إلاَّ بالأُجْرَة، وقوله: من ذِمَّتِنا أَي من أَهلِ ذِمَّتِنا.ويقال: لقيته في عَمايَةِ الصُّبحِ أَي في ظلمته قبل أن أَتَبَيَّنَه.وفي حديث أَبي ذرّ: أَنه كان يُغِيرُ على الصِّرْمِ في عَمايةِ الصُّبْحِ أَي في بقيَّة ظُلمة الليلِ. ولقِيتُه صَكَّةَ عُمَيٍّ وصَكَّةَ أَعْمَى أَي في أَشدَّ الهاجِرَةِ حَرّاً، وذلك أَن الظَّبْيَ إذا اشتَدَّ عليه الحرُّ طَلَبَ الكِناسَ وقد بَرَقَتْ عينُه من بياضِ الشمسِ ولَمعانِها، فيَسْدَرُ بصرُه حتى يَصُكَّ بنفسِه الكِناسَ لا يُبْصِرُه، وقيل: هو أَشدُّ الهاجرة حرّاً، وقيل: حين كادَ الحَرُّ يُعْمِي مِن شدَّتِه، ولا يقال في البرْد، وقيل: حين يقومُ قائِمُ الظَّهِيرة، وقيل: نصف النهار في شدَّة الحرّ، وقيل: عُمَيٌّ الحَرُّ بعينه، وقيل: عُمَيٌّ رجلٌ من عَدْوانَ كان يُفتي في الحجِّ، فأَقبل مُعْتَمِراً ومعه ركبٌ حتى نَزَلُوا بعضَ المنازل في يومٍ شديدِ الحَرِّ فقال عُمَيٌّ: من جاءتْ عليه هذه الساعةُ من غَدٍ وهو حرامٌ لم يَقْضِ عُمْرَتَه، فهو حرامٌ إلى قابِلٍ، فوثَبَ الناسُ يَضْرِبون حتى وافَوُا البيتَ، وبَينهم وبَينَه من ذلك الموضِع ليلتانِ جوادان، فضُرِبَ مَثلاً. وقال الأزهري: هو عُمَيٌّ كأَنه تصغيرُ أَعْمى؛ قال: وأَنشد ابن الأعرابي: صـــــَكَّ بهـــــا عَيْـــــنَ الظَّهِيــــرة غــــائِراً عُمَيٌّــــــ، ولــــــم يُنْعَلْــــــنَ إلاّ ظِلالَهــــــا وفي الحديث: نَهى رسولُ الله،صلى الله عليه وسلم،عن الصلاة نصفَ النهار إذا قام قائم الظهيرة صَكَّةَ عُمَيٌّ؛ قال: وعُمَيٍّ تصغير أَعْمى على التَّرْخيم، ولا يقال ذلك إلا في حَمارَّة القَيْظِ، والإنسان إذا خَرَج نصفَ النهارِ في أَشدّ الحرِّ لم يَتَهَيّأْ له أَن يَمْلأَ عينيه من عَين الشمس، فأَرادُوا أَنه يصيرُ كالأَعْمَى، ويقال: هو اسم رجلٍ من العَمالِقةِ أَغارَ على قومٍ ظُهْراً فاسْتَأْصَلَهم فنُسِبَ الوقتُ إِليه؛ وقولُ الشاعر: يَحْســـــَبُه الجـــــاهِلُ، مـــــا كــــان عَمَــــى شـــــــَيْخاً، علــــــى كُرْســــــِيِّهِ، مُعَمَّمَــــــا أَي إذا نظَرَ إِليه من بعيد، فكأَنَّ العَمَى هنا البُعْد، يصف وَطْبَ اللَّبن، يقول إذا رآه الجاهلُ من بُعْدٍ ظَنَّه شيخاً معَمَّماً لبياضه.والعَماءُ، ممدودٌ: السحابُ المُرْتَفِعُ، وقيل: الكثِيفُ؛ قال أَبو زيد: هو شِبهُ الدُّخانِ يركب رُؤوس الجبال؛ قال ابن بري: شاهِدُه قولُ حميدِ بن ثورٍ: فــــإِذا احْــــزَأَلا فــــي المُنــــاخِ، رأَيتَــــه كــــــالطَّوْدِ أَفْـــــرَدَه العَمـــــاءُ المُمْطِـــــرُ وقال الفرزدق: ووَفْـــــراء لــــم تُخْــــرَزْ بســــَيرٍ، وكِيعَــــة غَـــــدَوْتُ بهـــــا طبّـــــاً يَــــدِي بِرِشــــائِها ذَعَـــــرْتُ بهـــــا ســـــِرْباً نَقِيّــــاً جُلــــودُه كنَجْــــمِ الثُّرَيَّــــا أَســــْفَرَتْ مــــن عَمائِهــــا ويروى: إِذْ بَـــــــــــدَتْ مــــــــــن عَمائهــــــــــا وقال ابن سيده: العَماء الغَيْمُ الكثِيفُ المُمْطِرُ، وقيل: هو الرقِيقُ، وقيل: هو الأَسودُ، وقال أَبو عبيد: هو الأَبيض، وقيل: هو الذي هَراقَ ماءَه ولم يَتَقَطَّع تَقَطُّعَ الجِفَالِ، واحدتُه عماءةٌ. وفي حديث أَبي رَزين العُقَيْلي أَنه قال للنبي،صلى الله عليه وسلم: أَين كان ربُّنا قبلَ أَن يخلق السمواتِ والأَرضَ؟ قال: في عَماءٍ تَحْتَه هَواءٌ وفَوْقَه هَواءٌ؛ قال أَبو عبيد: العَماء في كلام العرب السحاب؛ قاله الأَصمعي وغيرُه، وهو ممدودٌ؛ وقال الحرث بن حِلِّزَة: وكأَنَّ المنون تَرْدِي بنا أَعْ_صم صمٍّ، يَنْجابُ عنه العَماءُ يقول: هو في ارتفاعه قد بلَغ السحابَ فالسحابُ يَنْجابُ عنه أَي ينكشف؛ قال أَبو عبيد: وإِنما تأَوَّلْنا هذا الحديث على كلام العرب المَعْقُول عنهم ولا نَدْري كيف كان ذلك العَماءُ، قال: وأَما العَمَى في البَصَر فمقصور وليس هو من هذا الحديث في شيء. قال الأَزهري: وقد بلَغَني عن أَبي الهيثم، ولم يعْزُه إِليه ثقةٌ، أَنه قال في تفسير هذا الحديث ولفظِه إِنه كان في عمىً، مقصورٌ، قال: وكلُّ أَمرٍ لا تدرِكه القلوبُ بالعُقولِ فهو عَمىً، قال: والمعنى أَنه كان حيث لا تدْرِكه عقولُ بني آدمَ ولا يَبْلُغُ كنهَه وصْفٌ؛ قال الأَزهري: والقولُ عندي ما قاله أَبو عبيد أَنه العَماءُ، ممدودٌ، وهو السحابُ، ولا يُدْرى كيف ذلك العَماء بصفةٍ تَحْصُرُه ولا نَعْتٍ يحدُّه، ويُقَوِّى هذا القولَ قولُه تعالى: هل يَنْظُرون إِلا أَن يأْتِيَهُم الله في ظُلَلٍ من الغَمام والملائكة، والغَمام: معروفٌ في كلام العرب إِلا أَنَّا لا ندْري كيف الغَمامُ الذي يأْتي الله عز وجل يومَ القيامة في ظُلَلٍ منه، فنحن نُؤْمن به ولا نُكَيِّفُ صِفَتَه، وكذلك سائرُ صِفاتِ الله عز وجل؛ وقال ابن الأَثير: معنى قوله في عَمىً مقصورٌ ليسَ مَعَه شيءٌ، قال: ولا بد في قوله أَين كان ربنا من مضاف محذوف كما حزف في قوله تعالى: هل ينظرون إِلا أَن يأْتيهم الله، ونحوه، فيكون التقدير أَين كان عرش ربّنا، ويدلّ عليه قوله تعالى: وكانَ عرْشُه على الماء.والعَمايَةُ والعَماءَة: السحابَةُ الكثِيفة المُطْبِقَةُ، قال: وقال بعضهم هو الذي هَراقَ ماءَه ولم يَتَقَطَّع تَقَطُّع الجَفْل والعربُ تقولُ: أَشدُّ بردِ الشِّتاء شَمالٌ جِرْبِياء في غبِّ سَماء تحتَ ظِلِّ عَماء. قال: ويقولون للقِطْعة الكَثِيفة عَماءةٌ، قال: وبعضٌ ينكرُ ذلك ويجعلُ العماءَ اسْماً جامعاً.وفي حديث الصَّوْم: فإِنْ عُمِّيَ عَلَيكُمْ؛ هكذا جاء في رواية، قيل: هو من العَمَاء السَّحابِ الرقِيقِ أَي حالَ دونَه ما أَعْمى الأَبْصارَ عن رُؤيَتِه.وعَمَى الشيءُ عَمْياً: سالَ. وعَمى الماءُ يَعْمِي إذا سالَ، وهَمى يَهْمِي مثله؛ قال الأَزهري: وأَنشد المنذري فيما أَقرأَني لأَبي العباس عن ابن الأَعرابي: وغَبْـــــراءَ مَعْمِــــيٍّ بهــــا الآلُ لــــم يَبِــــنْ بهــــا مِــــنْ ثَنَايــــا المَنْهَلَيْنِــــ، طَريــــقُ قال: عَمَى يَعْمي إذا سالَ، يقول: سالَ عليها الآلُ. ويقال: عمَيْتُ إِلى كذا وكذا أَعْمِي عَمَياناً وعطِشْت عَطَشاناً إذا ذَهَبْتَ إِليه لا تُريدُ غيره، غيرَ أَنَّك تَؤُمُّه على الإِبْصار والظلْمة، عَمَى يَعْمِي. وعَمَى الموجُ، بالفتح، يَعْمِي عَمْياً إذا رَمى بالقَذى والزَّبَدِ ودَفَعَه. وقال الليث: العَمْيُ على مِثالِ الرَّمْي رفعُ الأَمْواج القَذَى والزَّبَد في أَعالِيها؛ وأَنشد: رَهــــا زَبَـــداً يَعْمـــي بـــه المَـــوْجُ طامِيـــا وعَمى البَعِيرُ بلُغامه عَمْياً: هَدَرَ فرمَى به أَيّاً كان، وقيل: رَمى به على هامَته. وقال المؤرج: رجلٌ عامٍ رامٍ. وعَماني بكذا وكذا: رماني من التُّهَمَة، قال: وعَمى النَّبْتُ يَعْمِي واعْتَمَّ واعْتَمى، ثلاثُ لغاتٍ، واعْتَمى الشيءَ: اخْتاره، والاسم العِمْيَة. قال أَبو سعيد: اعْتَمَيْتُه اعْتِماءً أَي قَصَدته، وقال غيره: اعْتَمَيته اختَرْته، وهو قَلب الاعْتِيامِ، وكذلك اعتَمْته، والعرب تقول: عَمَا واللهِ، وأَمَا واللهِ، وهَمَا والله، يُبْدِلون من الهمزة العينَ مرَّة والهاءَ أُخْرى، ومنهم من يقول: غَمَا والله، بالغين المعجمة. والعَمْو: الضلالُ، والجمع أَعْماءٌ.وعَمِيَ عليه الأَمْرُ: الْتَبَس؛ ومنه قوله تعالى: فعَمِيَتْ عليهمُ الأَنباء يومئذٍ. والتَّعْمِيَةُ: أَنْ تُعَمِّيَ على الإِنْسانِ شيئاً فتُلَبِّسَه عليه تَلْبِيساً. وفي حديث الهجرة: لأُعَمِّيَنَّ على مَنْ وَرائي، من التَّعْمِية والإِخْفاء والتَّلْبِيسِ، حتى لا يَتبعَكُما أَحدٌ.وعَمَّيتُ معنى البيت تَعْمِية، ومنه المُعَمَّى من الشِّعْر، وقُرئ: فعُمِّيَتْ عليهم، بالتشديد. أَبو زيد: تَرَكْناهُم عُمَّى إذا أَشْرَفُوا على الموت. قال الأَزهري: وقرأْت بخط أَبي الهيثم في قول الفرزدق: غَلَبْتُـــــــــك بـــــــــالمُفَقِّئ والمُعَمَّــــــــى وبَيْـــــــــتِ المُحْتَــــــــبي والخافِقــــــــاتِ قال: فَخَر الفرزدق في هذا البيت على جرير، لأَن العرب كانت إذا كان لأَحَدهم أَلفُ بعير فقأَ عينَ بعيرٍ منها، فإِذا تمت أَلفان عَمَّاه وأَعْماه، فافتخر عليه بكثرة ماله، قال: والخافقات الرايات. ابن الأَعرابي:عَمَا يَعْمو إذا خَضَع وذَلَّ. ومنه حديث ابنِ عُمر: مَثَلُ المُنافق مَثَلُ الشاةِ بينَ الرَّبيضَيْنِ، تَعْمُو مَرَّةً إِلى هذه ومَرَّةً إِلى هذه؛ يريد أَنها كانت تَمِيلُ إِلى هذه وإِلى هذه، قال: والأَعرف تَعْنُو، التفسير للهَرَويِّ في الغريبَين؛ قال: ومنه قوله تعالى: مُذَبْذَبينَ بينَ ذلك.والعَمَا: الطُّولُ. يقال: ما أَحْسَنَ عَما هذا الرجُلِ أَي طُولَه.وقال أَبو العباس: سأَلتُ ابنَ الأَعرابي عنه فعَرَفه، وقال: الأَعْماءُ الطِّوال منَ الناسِ.وعَمايَةُ: جَبَلٌ من جبال هُذَيْلٍ. وعَمايَتانِ:جَبَلان معروفان.
المعجم: لسان العرب قسط
المعنى: القسطُ -بالكسر-: العدلُ، قال الله تعالى: {قلْ أمَر ربي بالقسط}، يقال: قسطِ يقسطَ -بالضم-: لغة، والضم قليل، وقرأ يحيى بن وثابٍ وإبراهيم النخعي: {وإنُ خفتمْ ألا تقسطوا} بضم السين.؛وقوله تعالى: {ذلُكم أقسطُ عند الله} أي أقومُ واعدلُ.؛وقوله تعالى: {ونَضعُ الموازينَ القسطَ} أي ذوات القسط: أي العدلَ.؛والقسطُ -أيضًا- مكيال، وهو نصف صارع، ومنه الحديث: إن النساء من أسفه السفهاء إلا صاحبة القسط والسراج. كأنه أرادِ التي تخدمُ بعلها وتوضه وتقومُ على رأسه بالسراج، والقسطُ: الإناء الذي توضه فيه؛ وهو نصف صاعٍ.؛وقولُ النبي؟ صلى الله عليه وسلم-: «إن شاء لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفضُ القسطُ ويرفعهُ، حجابه النورُ، لو كشفَ طبقهُ أحرق سبحاتُ وجهه كل شيء أدركهُ بصرهُ، واضع يدهَ لمسيء الليل ليتوبَ بالنهار ولمسيء النهار ليتوب بالليل، حتى تطلعَ الشمسُ من مغربها.؛لا ينبغي له أن ينام: أي يستحيلُ عليه ذلك.؛القسطُ: القسمُ من الرزق والحصةُ والنصيبُ أي يبسطه لمن يشاء ويقدره. والطبقُ: كل غطاءٍ لازمٍ.؛السبحاتُ: جمعُ سبحةٍ فتح العينِ وتسكنها العجائز لأنهن يسبحنِ بهمَ، والمرادُ؛صفاتُ الله: -جل ثناؤه- التي يسبحهُ بها المسبحونَ من جلاله وعظمته وقدرته وكبريائه. وجهه: ذاته ونفسه. النورُ: الآيات البيناتُ التي نضبها أعلامًا لتشهدَ عليه وتطرقَ إلى معرفتهِ والاعتراف به، شبهتْ بالنور في آثارها وهدايتها، ولماَ كانَ الملوك أن تضربَ بينَ أيديهم حجبُ إذا رآها الراءون علموا أنها هي التي يحتجبون وراءها فاستدلوا على مكانهم بها قيل: حجابهُ النور؛ الذي يستدل به عليه كما يستدل بالحجاب على الملك المحتجب. ولو كشف طبقه: أي طبقُ هذا الحجاب وما يغطي منه وعُلم جلاله وعظمتهُ علمًا جليًا غير استدلاليّ لما أطاقت النفوس ذلك ولهلك كل منْ أدركه بصرهُ: أي لما أطاقتُ النفوسُ ذلك ولهلكَ كل من إدراكه بصرهُ: أي علمه الجلي، فشبه بإدراك البصر لجلاله، واضع يده: من قولهم وضعَ يده عن فلانٍ، إذا كف عنه؛ يعني لا يعاجلُ المسيء بالعقوبةِ بل يمهله ليتوبَ.؛وقولُ امرئ القيس؛نطعنهمُ سُلكىُ ومخلوجةً *** كركَ كرجلِ لامتينِ على نابلِ؛إذ هنّ أقساط كرجلِ الدبى *** أو كقطًا كاظمةَ الناهلِ؛ويروى: "كر كلامين"، ويروى: "فهن أرسال". أقساطُ: أي قطع. وأرسال: أي أقطاع؛ واحدها رسل.؛وقاسط: أبو حي من العربَ، وهو قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة.؛والقسطُ -بالتحريك-: يبس في العنق، يقالُ: عنق قسطاءُ وأعناق قساط، قال رؤبة؛حتى رضوا بالذل والايهاطِ *** وضربِ أعناقهم القساط؛ويروى: "القساط" جمع قاسطٍ وهو الجائرُ.؛والقسطُ -أيضًا-: انتصاب في رجليَ الدابة وذلك عيب لأنه يستحب فيهما الانحناءُ والتوتير.؛يقال: فرس أقسط بينُ القسطَ.؛والأقسطُ من الإبل: هو الذي ف عصبَ قوائمه يبس خلقه.؛وقال أبو عمرو: قسطتْ عظامه قسوطًا: إذا يبستْ من الهزال، وأنشد؛أعطاه عودا قاسطا *** عظامهُ وهو ينحي أسفًا وينتخب؛والقسوطُ: الجورُ والعدولُ عن الحق، وقد قسط يقسطُ وقسوطاُ، قال الله تعالى: {وأما القاسطونَ فكانوا لجهنم حطبا}، ونمه قولُ عزةَ للحجاج، يا قسطُ يا عادلُ، ويروى: أنت قاسط عادل. نظرتْ إلى هذه الآية وإلى قوله تعالى: {وهُمْ بربهمَ يعدلون}، وقال القطامي؛أليسوا بالأُلى قسطوا *** قديماُ على النعمان وابتدروا السطاعا؛والقسطُ: من عقاقيرِ البحرْ، وهو دوار خشي، في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن خيرَ ما تداويتمُ به الحجامةُ والقسطُ البحري.؛وأما قولُ غادية الدبيرية؛أبدتْ نفيًا زانهُ خمارها *** وقسطةً ما شانها غفارها؛فقيل: هي الساقُ، ورواه أبو محمدٍ الأعرابي: "وقضصةً".؛وإسماعيل بن عبد الله قسطنطينين المعروفُ بالقسطُ، المكيُ، مولىَ بني مسيرة، قرأ على عبد الله بن كثير المكي.؛وقال ابن عمرو: القسطانُ: قوس قزح، وقد نهي أن يقال قوسُ قزحَ، ويقالُ لها: قوس الله والندءةُ والندءةُ. وقال أبو سعيدٍ: يقال لقوس الله: القسطاني: قال الطرماح؛وأديرتْ خففّ دونها *** مثلُ قسطاني دجنِ الغمامْ؛وقسطانة: حصن بالأندلس.؛وقسطانةُ: قرية على مرحلة من الري على طريق ساوة.؛وقسطونُ: حصن من أعمال حلب.؛وقسنطينية: قلعةَ كبيرة حصينة من حدود إفريقية.؛وقسطنطينية: ويقالُ قسطنطينية-: دار ملك الروم، وفتحها من أشراط قيام الساعة، وهو ما روى أبو هريرة -رضى الله عنه- عن النبي؟ صلى الله عليه وسلم- أنه قال: لا تقوم الساعة حتى تنزلُ الرومُ بالأعماق أو بدايقٍ فيخرجُ إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذٍ؛ فإذا تصافوا قالتِ الرومُ، خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهمُ، فيقول المسلمون: لا الله ولا نخلي بينكم وبين اخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدًا ويقتلُ ثلث هم أفضلُ الشهداء عند الله ويفتتحُ الثلث لا يفتنون أبدًا. فيفتتحونَ قسطنطينية؛ فينما هم يقتسمونَ الغنائم قد علقوا سيوفهم بتالزيتون إذا صاحَ فيهم الشيطانُ إن المسيح قد خلفكم في أهاليكمُ، فيخرجونَ، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرجَ فبينما هم يعدون يسوون الصفوفَ إذا أقيمتِ الصلاةُ فينزلُ عيسى بن مريم فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذابَ كما يذوبُ الملحُ في الماء، فلو تركه لانذابَ حتى يهلك، ولكنْ يقتلهُ الله بيده فيريهمْ دمهَ في حربته. وفي حديث معاوية -رضي الله عنه-: أنه لما بلغه خبر صاحب الروم أنه يريد أن يغزو بلاد الشام أيام فتنة صفين كَتَبَ إليه يحلف بالله لئن تممت على ما بلغني من عزمك لأصالحن صاحبي ولأكُونن مقدمته إليك فلا جعلن القسطنطينية البخراء حممةً سوداء ولأنتزعنك من الملك انتزاع الإصطفلينة ولأرُدنَّك إريسا من الأرارسة ترى الدوابل.؛وقال أبو عمر: القَسطَان والكسطان: الغُبار، وأنشد؛أثَاب راعِيها فَثَارَتْ بِهَرَج *** تُثِيْرُ قَسطانَ غُبَارٍ ذي رَهَجْ؛وأقْسَطَ الرجل: أي عدل، قال الله تعالى: {وأقْسِطُوا إنَّ الله يُحِبُّ المُقْسِطِين}.؛والتَّقْسِيْطُ: التقتير، قال الطَّرِمّاحُ يرثي عدبس بن محمد بن نفر؛كَفّاهُ كَفُّ لا يُرى سَيْبُها *** مُقَسَّطًا رَهْبةَ إعْدَامِها؛أي لا يُقَسَّطُه؛ أي لا يقدره؛ ولكن يعطي بغير تقدير.؛والاقتِسَاطُ: الاقِتَسام، وقال الليث: يقال تَقَسطُوا الشيء بينهم: أي اقْتَسَمُوا على القِسْطِ والعدل بينهم بالسوية.؛والتركيب يدل على معنيين متضادين، وقد شَذَّ عنه القُسْطُ للدَّواء.
المعجم: العباب الزاخر صدف
المعنى: صدف الصَّدَفُ، مُحَرَّكَةً: غِشاءُ الدُّرِّ، الْوَاحِدَةُ بِهَاءٍ، هَذَا نَصُّ الصِّحاحِ، والعُبابِ، وَقَالَ اللَّيْثُ: الصَّدَفُ: غِشاءُ خَلْقٍ فِي البَحْرِ، تَضُمُّه صَدَفَتانِ مَفْرُوجَتانِ عَن لَحْمٍ فِيهِ رُوحٌ، يُسَمَّى المَحارَةَ، وَفِي مِثْلِهِ يكونُ اللُّؤْلُؤُ: ج: أَصْدَافٌ، كسَبَبٍ وأَسْبابٍ، وَمِنْه حديثُ ابنِ عَبَّاسٍ: إِذا مَطَرَتِ السَّماءُ فَتَحَتِ الأَصْدَافُ أَفْوَاهَهَا. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: كُلُّ شَيْءٍ مُرْتَفِعٍ عَظِيمٍ، مِن حَائِطٍ ونِحْوِهِ صَدَفٌ، وهَدَفٌ، وحَائِطٌ، وجَبَلٌ، وَمِنْه الحديثُ: كانَ إِذا مَرَّ بهَدَفٍ مَائِلٍ، أَو صَدَفٍ مَائِلٍ، أَسْرَعَ المَشْيَ وَمِنْه حديثُ مُطَرِّفٍ: مَن نَامَ تَحْتَ صَدَفٍ مَائِلٍ، وَهُوَ يَنْوِي التَّوَكُّلَ، فلْيَرْمِ نَفْسَهُ من طَمَارٍ، وَهُوَ يَنْوِي التَّوَكُّلَ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الصَّدَفُ، والهَدَفُ، وَاحِدٌ، وَهُوَ: كُلُّ بِنَاءٍ مُرْتَفِعٍ عَظِيمٍ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَهُوَ مِثْلُ صَدَفِ الجَبَلِ، شَبَّهَهُ بِهِ، وَهُوَ مَا قَابَلَكَ مِن جَانِبِهِ. والصَّدَفُ: مَوْضِعُ الْوَابِلَةِ مِن الكَتِفِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ. وصَدَفُ: ة،، قُرْبَ قَيْرَوَانَ علَي خَمْسَةِ فَرَاسِخَ مِنْهَا. والصَّدَفُ: لَحْمَةٌ تَنْبُتُ فِي الشَّجَّةِ عِنْدَ الجُمْجُمَةِ، كَالْغَضَارِيفِ، نَقَلَهُ الصَّاغَاتِيُّ، وَهُوَ مَجازٌ. والصَّدَفُ: لَقَبُ وَلَدِ، هَكَذَا فِي النَّسَخِ، والصَّوَابُ: لَقَبُ وَالِدِ نُوحِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ سَيْفٍ البُخَارِيِّ، هَكَذَا فِي العُبابِ، وَالَّذِي فِي التَّبْصِيرِ شَيْخٌ للبُخارِيِّ، حدَّثَ عَن يَحْيَى بنِ النَّضْرِ، وَعنهُ ابنُه إِبراهيمُ بنُ نُوحٍ. والصَّدَفُ فِي الْفَرَسِ: تَدَانِي الفَخِذَيْنِ، وتَبَاعُدُ الْحَافِرَيْنِ، فِي الْتِوَاءٍ فِي الرُّسْغَيْنِ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: مِن الرُّسْغَيْنِ وَهُوَ مِن عُيُوبِ الخَيْلِ الَّتِي تكونُ خِلْقَةً، وَقد صَدِفَ، فَهُوَ أَصْدَفُ، أَو: هُوَ مَيَلٌ فِي الْحَافِرِ إِلَى الشِّقِّ الوَحْشِيِّ، قَالَهُ ابنُ السِّكِّيتِ، أَو: هُوَ مَيْلٌ فِي الخُفِّ، أَي خُفِّ البَعِيرِ مِن اليَدِ أَو الرِّجْلِ إَلَي الشِّقِّ الوَحْشِيِّ، وَقيل: هُوَ مَيْلٌ فِي القَدَمِ، قَالَ الأَصْمَعِيُّ: لَا أَدْرِي أَعَنْ يَمِينٍ أَو شِمَالٍ، وَقيل: هُوَ إِقْبَالُ إِحْدَى الرُّكْبَتَيْنِ علَى الأُخْرَى، وَقيل: هُوَ فِي الخَيْلِ خَاصَّةً إِقْبالُ إِحْدَاهُما على الأُخْرَى، قَالَهُ الأَصْمَعِيُّ، فإِنْ مَالَ إِلَي الْجَانِبِ الإِنْسِيِّ فَهُوَ القَفَدُ، وَقد قَفِدَ، قَفَداً، فَهُوَ أَقْفَدُ، وَقد ذُكِرَ فِي الدَّالِ. والصَّدَفُ، كَجَبَلٍ، وعُنُقٍ، وصُرَدٍ، وعَضُدٍ: مُنْقَطَعُ الْجَبَلِ المُرْتَفِعُ، أَو نَاحِيَتُهُ وجَانِبُه، كَمَا فِي المُحْكَم، وقُرِئَ بِهِنَّ قَوْلُه تعالَى: حَتَّى إِذَا سَاوَي بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ. الأُوْلَى: قِراءَةُ أَبي جَعْفَرٍ، ونَافِعٍ، وعَاصِمٍ، وحَمْزَةَ، والكِسَائِيِّ، وخَلَفٍ. والثَّانِيَةُ: لُغَةٌ عَن كُراعٍ، وَهِي قِراءَةُ ابنِ كَثِيرٍ، وَابْن عَامِرٍ، وأَبي عَمْروٍ، ويَعْقوبَ، وسَهْلٍ. والثالثةُ: قِرَاءَة قَتَادَة وَالْأَعْمَش والخليل وَالرَّابِعَة قِراءَةُ يَعْقوبَ بنِ المَاجُشُونِ. أَو الصَّدَفَانِ ههُنَا، أَي فِي الآيةِ: جَبَلاَنِ مُتَلازِقَانِ، كَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ:) مُتَلاقِيانِ، كَمَا هُوَ نَصُّ اللِّسانِ، بَيْنَنَا وبَيْنَ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الصُّدُفَانِ، بِضَمَّتَيْنِ خَاصَّةً: نَاحِيَتَا الشِّعْبِ أَو الْوَادِي، كالصُّدَّيْنِ، ويُقال لِجَانِبَيِ الجَبَلِ إِذا تَحاذَيَا، صُدُفَانِ، وَكَذَا صَدَفانِ لِتَصادُفِهِما، أَي: تَلاَقِيهما، وتَحَاذِي هَذَا الْجانِبِ الْجانِبَ الَّذِي يُلاقِيهِ، وَمَا بَيْنَهُما فَجٌّ، أَو شِعْبٌ، أَو وَادٍ. والصُّدَفُ، كَصُرَدٍ: طَائِرٌ أَوْ سَبْعٌ مِن السِّباعِ. وصَدَفَ عَنهُ، يَصْدِفُ، مِن حَدِّ ضَرَب: أَعْرَضَ، وَمِنْه قَوْلُهُ تعالَى: سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ أَي: يُعْرِضُونَ. وصَدَفَ فُلاَناً، يَصْدِفُهُ: صَرَفَهُ، كَأَصْدَفَهُ عَن كَذَا وَكَذَا، أَي: أَمَالَهُ، وَقيل: عَدَلَ بِهِ. وَفِي المُحْكَمِ: صَدَفَ عَنهُ فُلاَنٌ، يَصْدُفُ، ويَصْدِفُ، من حَدَّيْ نَصَر، وضَرَب، صَدْفاً، وصُدُوفاً: انْصَرَفَ، ومَالَ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: صَدَفَ، ونَكَبَ: إِذا عَدَلَ، وَفِي العُبابِ أَنَّ صَدَفَ لاَزِمٌ مُتَعَدٍّ، إِلاَّ أَنَّ مَصْدَرَ الَّلازِمِ الصَّدَفُ، والصُّدُوفُ، ومَصْدَرَ المُتَعَدِّي الصَّدَفُ، لَا غَيْرُ. والصَّدُوفُ: المَرْأَةُ تَعْرِضُ وجْهَهَا عَلَيْكَ، ثُمَّ تَصْدِفُ، وَفِي المُحْكَمِ: هِيَ الَّتِي تَصْدِفُ عَن زَوْجِها، عَن الِّلحْيانِيِّ، وَقيل: الَّتِي لَا تَشْتَهِي القُبَلَ. والصَّدُوفُ: الأَبْخَرُ، عَن ابنِ عَبّادٍ، وَالَّذِي فِي نَوَادِرِ اللِّحْيانِيِّ: الصَّدُوفُ: البَخْرَاءُ. وصَدُوفٌ بِلاَلاَمٍ: عَلَمٌ لَهُنَّ قَالَ رُؤْبَةُ: وقَدْ تُرَي يَوْماً بِهَا صَدُوفُ كالشَّمْسِ لاَقَى ضَوْءَهَا النَّصِيفُ وصَادِفٌ: فَرَسُ قَاسِطٍ الْجُشَمِيِّ، قَالَ أَبو جَرْوَلٍ الجُشَمِيُّ: (يُكَلِّفُنِي زَيْدُ بنُ فَارِسِ صَادِفٍ ... وَزيْدٌ كَنَصْلِ السَّيْفِ عَارِي الأَشَاجِعِ) وصَادِفٌ أَيْضا: فَرَسُ عبدِ الله ابنِ الحَجَّاجِ الثَّعْلَبِيِّ، كَمَا فِي المُحِيطِ. والصَّدَفُ، كَكَتِفٍ: بَطْنٌ مِن كِنْدَةَ، يُنْسَبُونَ الْيَوْمَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، وإِذا نَسَبْتَ إِلَيْهِم قُلْتَ: هُوَ صَدَفِيٌّ، مُحَرَّكَةً، كَراهَةَ الكَسْرةِ قبلَ يَاءِ النَّسَبِ، قَالَهُ ابْنُ دُرَيْدٍ، وأَنْشَدَ: يَوْمٌ لِهَمْدَانَ ويَوْمٌ لِلصَّدِفْ ولِتَمِيمٍ مِثْلُهُ أَو تَعْتَرِفْ وَقَالَ غيرُه: هُوَ صَدِفُ بنُ عَمْرِو بنِ قَيْسِ بنِ مُعاويةَ بنِ جُشَمَ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ وَائِلِ بنِ الغَوْثِ بنِ حَيْدانَ بنِ قَطَنِ بنِ عَرِيبِ بنِ زُهَيْرِ بنِ أَيْمَنَ بنِ الهَمَيْسَعِ بنِ حِمْيَرَ بنِ سَبأٍ، ويُنْسَبُ إِلَيْهِ خَلْقٌ مِن الصَّحابةِ، وغيرِهم، قد نَزَلُوا بمصرَ، واخْتَطُّوا بهَا، وَمِنْهُم يُونُسُ بنُ عبدِ الأَعْلَى الصَّدَفِيُّ، وغيرُه. قَالَ ابنُ سِيدَه: النَّجَائِبُ الصَّدَفِيَّةُ، أُراهَا نُسِبَتْ إِلَيْهِم، قَالَ طَرَفَةُ:) لَدَي صَدَفِيٍّ كالْحَنِيَّةِ بَارِكِ وصَادَفَهُ، مُصادَفَةً، وَجَدَهُ، ولَقِيَهُ، ووَافَقَهُ. وتَصَدَّفَ عَنْهُ: أَعْرَضَ، وَفِي العُبابِ: عَدَلَ، وأَنْشَدَ للعَجَّاجِ يَصِفُ ثَوْراً: فَانْصَاعَ مَذْعُوراً وَمَا تَصَدَّفَا كالْبَرْقِ يَجْتازُ أَمِيلاً أَعْرَفَا وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: المَصْدُوفُ: المَسْتورُ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الأَعْشَى: فلَطَّتْ بحِجَابٍ مِنْ بَيْنِنَا مَصْدُوفُ والمُصادَفَةُ: المُخاذَاةُ. والصَّوادِفُ: الإِبِلُ الَّتِي تَأْتِي علَى الحَوْضِ، فتَقِفُ عندَ أَعْجازِهَا، تَنْتَظِرُ انْصِرَافَ الشَّارِبَةِ، لِتَدْخُلَ هِيَ، قَالَ الرَّاجِزُ: لارِيَّ حَتَّى تَنْهَلَ الرَّوَادِفُ النَّاظِرَاتُ العُقَبَ الصَّوَادِفُ وتَصَدَّف: تَعَرَّضَ، وَمِنْه قَوْلُ مُلَيْحٍ الهُذَلِيِّ: (فَلَمَّا اسْتَوَتْ أَحْمَالُهَا وتَصَدَّفَتْ ... بِشُمِّ المَرَاقِي بَارِدَاتِ الْمَدَاخِلِ) قَالَ السُّكَّرِيُّ: أَي تَعَرَّضَتْ. والصَّدَفَةُ: مَحارَةُ الأُذُنِ، والصَّدَفَتانِ: النُّقْرَتانِ اللَّتانِ فيهمَا مَغْرِزُ رَأْسَي الفَخِذَيْنِ، وَفِيهِمَا عَصَبَةٌ إِلَى رَأْسِهِما. والأَصْدَافُ: أَمْواجُ البَحْرِ، كَمَا فِي التَّكْمِلَةِ. والمُصَدَّفُ، كمُعَظَّمٍ: مَنْ تُصِيبُه الأَمْرَاضُ كَثِيراً، عَامِّيَّةٌ. ومِن الكِنَايةِ: رَجُلٌ صَدُوفٌ، أَي أَبْخَرُ، لأَنَّه كلَّما حَدَّثَ صَدَفَ بوَجْهِهِ، لِئَلاَّ يُوجَدَ بَخَرُهُ.
المعجم: تاج العروس 