المعجم العربي الجامع

ماخِرَةٌ

المعنى: (صيغة الجمع) مَواخِرُ سَفينَةٌ. قال تعالى: {وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون} [النّحل:الآية 14].
المعجم: القاموس

مَاخِرَةٌ

المعنى: جذ.: (مخر) | السَّفِينَةُ. {وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ} (النحل: 14) (قرآن).
صيغة الجمع: مَوَاخِرُ
المعجم: معجم الغني

مَرْكِبْ مِسَخَّرَهْ وَلَا مَرْكِبْ مِجَفَّرَهْ

المعنى: أي: لَأَنْ تكون لنا سفينة ماخرة، ولو مُسَخَّرَة لغاصب بغير أجر خير من أن تكون لنا أخرى عاطلة بالشاطئ وقد علاها الغبار.
المعجم: الأمثال العامية

مَخَرَت

المعنى: السفينةُ ـُ مَخْراً، ومُخُوراً: جرت تشقُّ الماء. و ـ السابحُ: شقَّ الماء بيديه. و ـ الزَّارعُ الأَرض ـَ مَخْراً: شقَّها للزراعة. و ـ المِحْوَرُ مدارَهُ: أكل منه فاتَّسَع.؛(امْتَخَرَ) العظمَ: استخرج مُخَّهُ. و ـ الشيء: اختاره. ويُقال: امتخر القومَ: انتقى خيارهم ونُخْبَتُهم.؛(المَاخِرةُ): السفينة. (ج) مواخر.؛(الماخُورُ): بيتُ الرِّيبة. و ـ مَجمَعُ أهل الفسق والفَساد. (ج) مَواخِرُ، ومَوَاخِيرُ.؛(المَخْرُ): بنات مَخْرٍ: سحَائب بيض رقاق يأتين قُبُلَ الصَّيف.؛(اليَمْخُورُ): رجلٌ يمخورٌ، وعُنُق يَمْخُورٌ: طويلٌ.
المعجم: الوسيط

مخر

المعنى: مَخَرْتُ السفينة مَخْراً ومُخُوراً، فهي ماخِرةٌ، وهن مواخِرُ إذا استقبلت بها الريح.وفي بعض وجوه التفسير "مواخر" أي مقبلةٌ ومدبرةٌ بريحٍ واحدةٍ.والفرس يَسْتَمخِرُ الريح ويمتخرها ليكون أروح له أي: يستقبلها.وفي الحديث: "استَمْخِروا الريح وأعدوا النبل" يعني في الاستنجاء واجعلوا القبلة عن اليمين أو عن الشمال.ومَخَرْتُ الأرض مَخْراً فهي مَمْخُورةٌ أي: أرسلت فيها الماء في الصيف ليطيبها.ومُخِرَتِ الأرض فهي مَخْورة أي طابت من ذلك الماء.وامتَخَرْت القوم: انتقيت خيارهم ونخبتهم، قال العجاج: من نخبة القوم الذي كان امتَخَرْ أي: اختارَ.وبنات مَخْرٍ وبنات بَخْرٍ: سحابات تنشأ بالبادية من قبل البحر، بيضٌ، بعضها أكبر من بعضٍ، والقطعة بنت مَخْر، بالميم أكثر.والماخُورُ: مجلس الريبة ومجتمعه، وربما قيل للرجل: ماخُورٌ، قال زيادُ بن أبيه حين قدم البصرة عاملاً بها: "ما هذه المَواخيرُ المنصُوبة؟ الشرابُ عليها حرامٌ حتى تسوى بالأرض هدماً و إحراقاً ".وجَملٌ يَمْخُورُ العنق أي: طويل، قال: في شعشعان عنفٍ يَمْخُورِ أي: كأنه يعوم في الماء.
المعجم: العين

مخر

المعنى: مَخَرَتِ السفينةُ تَمْخَرُ وتَمْخُر مَخْراً ومُخُوراً: جرت تَشُقُّ الماءَ مع صوت، وقيل: استقبلتِ الريح في جريتها، فَهي ماخِرَةٌ.ومَخَرَتِ السفينةُ مَخْراً إذا استقبلتَ بها الريح. وفي التنزيل: وترى الفُلْكَ فيه مَوَاخِرَ؛ يعني جَوارِيَ، وقيل: المواخر التي تراها مُقْبِلةً ومُدْبِرةً بريح واحدة، وقيل: هي التي تسمع صوت جريها، وقيل: هي التي تشق الماء، وقال الفراء في قوله تعالى مواخر: هو صوت جري الفلك بالرياح؛ يقال: مَخَرَتْ تَمْخُرُ وتَمْخَرُ؛ وقيل: مواخِرَ جوارِيَ. والماخِرُ: الذي يشق الماء إذا سبَح؛ قال أَحمد بن يحيى: الماخرة السفينة التي تَمْخَرُ الماء تدفعه بصدرها؛ وأَنشد ابن السكيت: مُقَـــدِّمات أَيْـــدِيَ المَـــواخِرِ يصف نساء يتصاحبن ويستعن بأَيديهن كأَنهن يسبحن. أَبو الهيثم: مَخْرُ السفينةِ شَقُّها الماء بصدرها. وفي الحديث: لَتَمْخَرَنَّ الرُّومُ الشامَ أَربعين صباحاً؛ أَراد أَنها تدخل الشام وتخوضه وتَجُوسُ خِلالَه وتتمكن فيه فشبهه بمَخْرِ السفينةِ البحرَ. وامتخر الفرسُ الريحَ واستمخرها: قابلها بأَنفه ليكون أَرْوَحَ لنَفْسِه؛ قال الراجز يصِفُ الذِّئْبَ: يَسـْتَمْخِرُ الرِّيـحَ إذا لـمْ يسـْمَعِ بمِثْــلِ مِقْـراعِ الصـَّفا المُوَقَّـعِ وفي الحديث: إذا أَراد أَحدُكم البَوْلَ فَلْيَتَمَخَّرِ الرِّيحَ أَي فلينظُرْ من أَين مَجْراها فلا يستقبلَها كي لا تَرُدَّ عليه البول ويَتَرَشَّشَ عليه بَوْلُه ولكن يستدبرُها. والمَخْرُ في الأَصل: الشَّقُّ.مَخَرَتِ السفينةُ الماءَ: شقَّتْه بِصَدْرها وجَرَتْ. ومَخَرَ الأَرضَ إذا شقها للزراعة. وقال ابن شميل في حديث سراقة: إذا أَتيتم الغائط فاسْتَمْخِرُوا الريح؛ يقول: اجعلوا ظُهورَكُم إِلى الريحِ عند البول لأَنه إذا ولاها ظهره أَخذَتْ عن يمينه ويساره فكأَنه قد شقها به. وفي حديث الحرث بن عبد الله بن السائب قال لنافع ابن جبير: من أَين؟ قال: خرجتُ أتَمَخَّرُ الريحَ، كأَنه أَراد أَسْتَنْشِقُها. وفي النوادر: تَمَخَّرَتِ الإِبلُ الريحَ إذا استَقْبَلَتْها واستنْشَتْها، وكذلك تَمَخَّرت الكلأَ إذا استقبلَتْه. ومَخَرْتُ الأَرضَ أَي أَرْسَلْتُ فيها الماء. ومَخَرَ الأَرضَ مَخْراً: أَرْسَلَ في الصيْفِ فيها الماءَ لِتَجُودَ، فهي مَمْخُورَةٌ. ومَخَرَتِ الأَرضُ: جادَت وطابَتْ من ذلكَ الماءِ. وامْتَخَرَ الشيءَ: اخْتارَه. وامْتَخَرْتُ القومَ أَي انتَقَيْتُ خِيارَهُم ونُخْبَتَهم؛ قال الراجز: مِنْ نُخْبَةِ الناسِ التي كانَ امْتَخَرْ وهذا مِخْرَةُ المال أَي خِيارُه. والمِخْرَةُ والمُخْرَةُ، بكسر الميم وضمها: ما اخْتَرْتَه، والكَسْرُ أَعلى. ومَخَرَ البيْتَ يَمْخَرُه مَخْراً: أَخَذَ خِيارَ متاعِه فذهب به. ومَخَرَ الغُرْزُ الناقَةَ يَمْخَرُها مَخْراً إذا كانت غَزِيرَةً فأُكْثِرَ حَلْبُها وجَهَدَها ذلكَ وأَهْزَلَها. وامْتَخَرَ العَظْمَ: استخرَجَ مُخَّه؛ قال العجاج: مِـنْ مُخَّةِ الناس التي كان امْتَخر واليُمْخُور واليَمْخُور: الطويل من الرجال، الضمُّ على الإِتباع، وهو من الجمال الطَّوِيلُ العُنُقِ. وعُنُقٌ يَمْخُورٌ: طويلٌ. وجَمَلٌ يَمْخُورُ العُنُقِ أَي طويله؛ قال العجاج يصف جملاً: فـــي شَعْشــَعانٍ عُنُــق يَمْخُــور حـابي الحُيـودِ فـارِض الحُنْجـور وبعض العرب يقول: مَخَرَ الذئبُ الشاةَ إذا شَقَّ بَطْنَها.والماخُورُ: بَيْتُ الريبة، وهو أَيضاً الرجل الذي يَلي ذلك البيتَ ويقود إِليه. وفي حديث زياد حين قَدِمَ البصرةَ أَميراً عليها: ما هذه المَواخِيرُف الشرابُ عليه حَرامٌ حتى تُسَوَّى بالأَرضِ هَدْماً وإِحْراقاً؛ هي جمع ماخُورٍ، وهو مَجْلِسُ الرِّيبَةِ ومَجْمَعُ أَهلِ الفِسْقِ والفَسادِ وبُيوتُ الخَمَّارِينَ، وهو تعريب مَيْ خُور، وقيل: هو عربي لتردّد الناس إِليه من مَخْرِ السفينةِ الماءِ.وبَناتُ مَخْرٍ: سَحائِبُ يَأْتِينَ قُبُلَ الصَّيْفِ مُنْتَصِباتٌ رِقاقٌ بِيضٌ حسانٌ وهُنَّ بنات المَخْرِ؛ قال طرفة: كَبَنــاتِ المَخْــرِ يَمْـأَدْنَ، كمـا أَنْبَــتَ الصـَّيْفُ عَسـالِيجَ الخَضـِرْ وكل قطعة منها على حيالها: بنات مخر؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: كـأَن بناتِ المَخْرِ، في كُرْزِ قَنْبَرٍ مَوَاسـِقُ تَحْـدُوهُنَّ بـالغَوْرِ شـَمْأَلُ إِنما عنى ببناتِ المَخْر النَّجْمَ؛ شبَّهَه في كُرْزِ هذا العَبْدِ بهذا الضَّرْبِ من السَّحابِ؛ قال أَبو علي: كان أَبو بكر محمد بن السَّرِيِّ يَشْتَقُّ هذا من البُخارِ، فهذا يَدُلُّك على أَنّ الميم في مَخْرٍ بدل من الباء في بَخْر؛ قال: ولو ذَهَب ذاهِبٌ إِلى أَن الميم في مخر أَصْلٌ أَيضاً غَيْرُ مُبْدَلَةٍ على أَن تجعله من قوله عزَّ اسمه: وترى الفُلك فيه مواخِرَ، وذلك أَن السحابَ كأنها تَمْخَرُ البحر لأَنها فيما تَذْهَبُ إِليْهِ عنه تَنْشَأُ ومنه تَبْدَأُ، لكان مصيباً غيرَ مُبْعِدٍ؛ أَلا ترى إِلى قول أَبي ذؤيب: شـَرِبْنَ بِمـاء البَحْـرِ، ثم تَرَفَّعَتْ مَــتى لُجَــجٍ خُضــْرٍ لَهُـنَّ نَئِيـجُ
المعجم: لسان العرب

مخر

المعنى: مخر مَخَرَتِ السَّفينَةُ، كمَنَع، ونَصَرَ، تَمْخَرُ وتَمْخُرُ مَخْراً ومُخوراً، كمَنْعٍ وقُعودٍ: جَرَتْ تَشُقُّ الماءَ مَعَ صَوت، أَو استقبلَت الرِّيحَ فِي جَرْيِها، وَفِي بعض النُّسَخ: جِرْيَتِها، فَهِيَ ماخِرَةٌ، ومَخَرَ السابحُ: شَقَّ الماءَ بيَدَيْهِ إِذا سبَحَ. ومَخَرَ المِحْوَرُ القبِّ، إِذا أَكلَه فاتَّسعَ فِيهِ، نَقله الصَّاغانِيّ. وَفِي التَّنزيل وتَرى الفُلْكَ فيهِ مَواخِرَ يَعْنِي جَوارِيَ، وَقيل: المواخِرُ هِيَ الَّتِي يُسمَعُ صوتُ جَرْيِها بالرِّياحِ، قَالَه الفَرّاءُ. جمع ماخِرَة، من المَخْر، وَهُوَ الصَّوتُ، أَو الَّتِي تَشُقُّ الماءَ بجَآجِئها، أَي بمُقَدَّمِها وأَعلى صَدْرِها. والمَخْرُ فِي الأَصْل: الشَّقُّ، يُقَال: مَخَرَت السَّفينةُ الماءَ، إِذا شَقَّتْهُ بصَدرِها وجَرَت، قَالَه أَبو الْهَيْثَم: وَقَالَ أَحمد بن يحيى: الماخِرَة: السَّفينة الَّتِي تَمْخَرُ الماءَ أَي تدْفَعُه بصدرِها، أَو المَواخِرُ هِيَ المُقبِلَة والمُدْبِرَةُ بريحٍ واحدةٍ ترَاهَا كَذَلِك. وامْتَخَرَهُ، أَي الشيءَ: اختارَهُ، وَيُقَال: امتَخَرَ القومَ، إِذا انتقَى خِيارَهم ونُخبتَهم، قَالَ الراجز: مِنْ نُخْبَةِ الناسِ الَّتي كانَ امْتَخَرْ وَمن ذَلِك، امْتَخَرَ العظمَ، إِذا استخرجَ مُخَّهُ، قَالَ العجّاج: من مُخَّةِ الناسِ الّتي كانَ امْتَخَر وامْتَخَرَ الفرَسُ الرِّيحَ: قابلَها بأَنفِه ليكونَ أَرْوَحَ لنفسِهِ، كاستمْخَرَها، وتَمَخَّرَها، قَالَ الرّاجزُ يصف الذِّئْبَ: (يسْتَمْخِرُ الرِّيحَ إِذا لمْ يَسْمَعِ  ...  بمثلِ مِقراعِ الصَّفا المُوَقَّعِ)  وأَكثر مَا يسْتَعْمل التمَخُّرُ فِي الْإِبِل. فَفِي النَّوادر: تمَخَّرَت الإبلُ الرِّيحَ، إِذا استقبلَتْها واستَنْشَتْها. قلتُ: وَقد استُعيرَ ذَلِك للنَّاس، فَفِي حَدِيث الْحَارِث بن عبد الله بن السّائبِ قَالَ لنافِع بن جُبَيْرِ: من أَين قَالَ: خرجتُ أَتَمَخَّرُ الرِّيحَ، كأَنَّه أَرادَ: أَستنْشِقُها. ومَخَرَ الأَرْضَ، كمَنَعَ، مَخْراً: أَرْسَلَ فِي الصَّيف فِيهَا الماءَ لِتَجودَ. وَفِي الأساس: لِتطيبَ، فمَخَرَت هِيَ أَي الأرضُ، كمَنَعَ أَيضاً كَمَا يدلُّ عَلَيْهِ صريحُ ضبطِ المصنِّف، وضبطَه ابْن القطّاع بالمبنيِّ للْمَجْهُول، وَزَاد: فَهِيَ مَمْخورَة: جادَتْ وطابَتْ من ذَلِك الماءِ. ومَخَرَ البيتَ يمخَره مَخراً: أَخذَ خِيارَ متاعِه فَذهب بِهِ. ومَخَرَ الغُزْرُ، بالضّمّ وَسُكُون الزَّاي، النَّاقةَ يَمْخَرُها مَخْراً، إِذا كَانَت غزيرةً فأَكْثرَ حلْبَها فجهِدَها ذَلِك وأَهزلَها. واليَمْخورُ، بِالْفَتْح ويُضَمُّ على الإتباع: الطَّويلُ من الرِّجال، وَمن الجِمال: الطّويلُ الأَعناقِ. وعُنُقٌ يَمْخورٌ: طويلٌ، وجَمَلٌ يَمْخورُ العُنُقِ: طويلُه. قَالَ العجّاج يصف جملا: (فِي شَعْشَعان عُنُقٍ يَمْخُورِ  ...  حابِي الحُيودِ فارِضِ الحُنْجورِ) والماخُورُ: بيتُ الرِّيبةِ ومَجْمَعُ أَهل الفِسْق والفَساد، ومجلسُ الخَمَّارين ومنْ يَلِي ذَلِك البيتَ ويقودُ إِلَيْهِ أَيْضا يسمَّى ماخُوراً، معرَّب مَيْ خُور، أَي شَارِب الخَمْر، فَيكون تَسْمِيَة الْمحل بِهِ مَجازاً، أَو عربيَّة، من مَخَرَت السَّفينةُ، إِذا) أَقبلَتْ وأَدبرَت، سُمِّيَ لِتَرَدُّدِ النَّاس إِلَيْهِ، فَهُوَ مَجاز أَيْضا، ج مَواخِرُ ومَواخيرُ، وَمن الثَّانِي حَدِيث زِيَاد لمّا قدم البصرَة والياً عَلَيْهَا: مَا هَذِه المَواخيرُ، الشَّراب عَلَيْهِ حَرامٌ حّتّى  تُسَوَّى بالأرضِ هَدْماً وإحراقاً وَمن سجعات الأساس: لأَنْ تَطْرحك أهلُ الْخَيْر فِي المآخير، خَيْرٌ من أنْ يُصَدِّرَكَ أَهل المواخير. وبناتُ مَخْر، بِالْفَتْح: سحائبُ بيضٌ حِسانٌ رِقاقٌ منتصِباتٌ يأتينَ قُبُلَ الصَّيف، وهنَّ بناتُ المَخْرِ. قَالَ طَرَفَةُ: (كَبَناتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ كمَا  ...  أَنْبَتَ الصَّيفُ عَساليجَ الخَضِرْ) وكُلُّ قطعةٍ مِنْهَا على حِيالِها بَناتُ مَخْرٍ، قَالَ أَبُو عَليّ الفارسيّ: كَانَ أَبُو بكر مُحَمَّد بن السَّريّ يشتقّ هَذَا من البخار، فَهَذَا يدلُّكَ على أنَّ الميمَ فِي مَخْرٍ بدل من الْبَاء فِي بَخْر، قَالَ: وَلَو ذهب ذاهبٌ إِلَى أنَّ الميمَ فِي مَخر أَصلٌ أَيضاً غير مُبدَلَة على أَن تجعَله من قَوْله عزّ اسمُه وتَرى الفُلْكَ فيهِ مَواخِرَ وذلكَ أنَّ السَّحابَ كأَنَّها تَمْخَرُ البحرَ لأَنَّها، فِيمَا يَذْهب إِلَيْهِ، عَنهُ تنشأُ ومنهُ تبدأُ، لَكَانَ مُصيباً غيرَ مُبْعدٍ، أَلا ترى إِلَى قَول أبي ذُؤَيْب: (شَرِبْنَ بماءِ البحرِ ثمَّ تَرَفَّعَتْ  ...  مَتَى لُحَجٍ خُضْرٍ لهُنَّ نَئيجُ) هَذِه عبارَة أبي عَليّ بنصّها. وَقد أَجحفَ شيخُنا فِي نقلِها، وَقَالَ بعد ذَلِك: قلتُ: البيتُ من شَوَاهِد التَّوْضِيح، وَقد أَنعَمْتُه شرحاً فِي إسفار اللِّثام، وَالشَّاهِد فِيهِ استعمالُ مَتَى بِمَعْنى مِنْ. والأصالةُ فِي الباءِ ظاهرةٌ فِي قَوْله الْآتِي: والمَخْرَةُ: مَا خَرَجَ من الجَوفِ من رائحَةٍ خبيثةٍ. وَلم يتعرَّضوا لهُ، فتأَمَّلْهُ. قلتُ: والمَخْرَةُ هَذِه نقلهَا الصَّاغانِيّ فِي التكملة، والزّمخشريّ فِي الأساس، وَزَاد الأَخيرُ:  وَفِي كلِّ طَائِر ذفر المخْرة. وَلم يتعرَّض لَهَا صَاحب اللِّسَان. والمَخْرَةُ مُثلَّثةً: الشيءُ الَّذِي تختارُه، والكسرُ أَعلى، وَهَذَا مخْرة المَال، أَي خِيارُه. والمَخيرُ، على فعِيل: لَبَنٌ يُشابُ بماءٍ، نَقله الصَّاغانِيّ. وَفِي الحَدِيث: إِذا أَرادَ أَحدُكم البَوْلَ فلْيَتَمَخَّر الرِّيحَ، أَي فلينظُر من أَيْن مَجراها فَلَا يستقبِلَها كي لَا تَرُدَّ عَلَيْهِ البولَ ويتَرَشَّشَ عَلَيْهِ بولُه، وَلَكِن يستدْبِرُها. وَفِي لفظٍ آخر: استمْخِروا، رَوَاهُ النَّضْرُ بنُ شُمَيْل من حَدِيث سُراقة، ونصَّه: إِذا أَتيتُم الغائطَ فاسْتَمْخِروا الرِّيحَ، أَي اجعلوا ظهورَكُم إِلَى الرِّيحِ عِنْد الْبَوْل كأنَّه، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسخ، وَفِي النِّهاية لِابْنِ الأَثير: لأَنَّه إِذا وَلاّها فكأَنَّه قد شقَّها بظهرِه فأَخَذتْ عَن يَمِينه ويساره. وَقد يكونُ استقبالُها تَمَخُّراً، كامْتِخارِ الفَرَسِ الرِّيحَ، كَمَا تقدّم، غير أنَّه فِي الحَدِيث استدبار. قلت: الاستدبارُ لَيْسَ معنى حقيقيّاً للتمَخُّر كَمَا ظنَّه المصنِّف، وإنَّما المُرَاد بِهِ النَّظَرُ إِلَى مَجرى الرِّيح من أَيْن هُوَ، ثمَّ يُستَدْبَر، وَهُوَ ظاهرٌ عِنْد التأَمُّلِ الصادقِ. ومَخْرَى، كَسَكْرَى: وَادٍ بالحجاز ذُو حُصونٍ وقُرىً. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: مَخَرَ الأَرضَ مَخْراً: شَقَّها للزِّراعة. ومَخَرَ المَرأَةَ مَخْراً: باضَعَها. وَهَذِه عَن ابْن القطّاع، وَفِي الحَدِيث: لَتَمْخَرَنَّ الرُّومُ الشّامَ وتَخوضُه. وتجُوس خِلالَه وتتمكَن فِيهِ. فشبَّهه بمَخْرِ السَّفينةِ البَحْرَ. وتَمَخَّرت الإبلُ الكلأَ، إِذا استقبلَتْها كَذَا فِي النَّوَادِر.  وبعضُ الْعَرَب تقولُ: مَخَرَ الذِّئبُ الشّاةَ، إِذا شَقَّ بطنَها. كَذَا فِي اللِّسَان.)
المعجم: تاج العروس

بخر

المعنى: بخر : (البَخْر) ، بفتحٍ فسكونٍ: (فِعْلُ البُخَارِ) .  وبُخَارُ القِدْرِ، مَا ارتفعَ مِنْهَا. (بَخَرَتِ القِدْرُ، كمنَع) تَبْخَر بَخْراً وبُخَاراً، إِذا ارتفَع بُخَارُهَا. (و) البَخَر، (بالتَّحْرِيك: النَّتْنُ فِي الفَمِ وغيرِه) ، قَالَه أَبو حَنِيفَةَ. وَقد (بَخِرَ، كفَرِحَ (بَخَراً: (فَهُوَ أَبَخرُ) وَهِي بَخُرَاءُ. (وأَبخرَه الشَّيءُ) : صَيَّره أَبخرَ. قَالَ شيخُنَا: والمعروفُ فِي البَخَر التَّقْيِيدُ بالفَمِ دُونَ غيرِه، كَمَا جَزَم بِهِ الجوهَريُّ والزَّمخشريُّ والفَيُّومِيُّ، وأَكثرُ الفقاءِ. وَفِي اللِّسَان: بَخِرَ، أَي نَتُنَ مِن بخَره الفَمِ الخَبِيثِ. وَفِي الأَساس: بَخَّرْتَ علينا: نَتَّنْتَ، وأَرَدْنَا أَن تُبَخِّرَ لنا فبَخَّرْتَ علينا. (وكلُّ رائحةٍ ساطعةٍ بَخَرٌ) ، وبُخَارٌ مِن نَتْنٍ أَو غيرِه، وكذالك بُخَار الدُّخَان، (وكلُّ دُخَانٍ) يَسطَعُ (من) ماءٍ (حارَ) فَهُوَ (بُخَارٌ) ، وكذالك مِنْهُ النَّدَى، وبُخَارُ الماءِ يَرْتفعُ مِنْهُ كالدُّخان. (والمَبْخُور: المَخْمورُ) ، عَن الصّغانيّ. (و) عَن ابنِ الأَعرابيِّ: (الباخِرُ: ساقِي الزَّرْعِ) . قَالَ أَبو منصورٍ: المعروفُ الماخِرُ، بِالْمِيم، فأُبدِل من الْمِيم، كَقَوْلِك: سَمَّدَ رأْسَه وسَبَّدَه. (وبناتُ بَخْرٍ، كبَحْرٍ) . ومَخْرٍ: سحائبُ يأْتِين قُبُلَ الصَّيْفِ، منتصبةٌ رِقاقٌ بِيضٌ حِسانٌ، وَقد تقدَّم فِي الحاءِ المُهْمَلة. (و) البخُور، (كصَبُور: مَا يُتَبخَّر بِهِ) . وثِيابٌ مُبَخَّرَةٌ: مطيَّبَةٌ. وتَبَخَّر بالطِّيبِ ونَخُو 2 هـ: تَدَخَّنَ، وفَلانٌ يَتَبَخَّر وَيَتبختَرُ. (وبَخُورُ مَرْيَمَ: نَبَاتٌ) ، وأَصلُه العَرْطَنِيثَا وَهُوَ حارٌّ يابسٌ، (جَلّاءٌ مفتِّحٌ مُدِرٌّ) محلِّلٌ (نَفّاعٌ) ، ويُسْهِلُ الطَّبْعَ إِذا تُحمِّل بِهِ بصُوفة أَو طُلِيَ بِهِ أَسفل السُّرَّةِ.  (والبَخْرَاءُ: أَرضٌ) بِالشَّام؛ لنَتْنِها بِعُفُونَةِ تُربِهَا. (و) البَخرَاءُ أَيضاً: (ماءَةٌ مُنْتِنَة قُرْبَ القُلَيْعَةِ بالحِجَاز) . على مِيلَيْن مِنْهَا، وَهِي فِي طَرَفِ الحِجاز: نقلَه الصَّغانيّ. (و) البَخْرَاءُ: (نَباتٌ) مثلُ الكُشْنَا، وحَبُّه كحَبِّه سَواءٌ، سُمِّي بذالك لأَنه إِذا أُكِلَ أَبُخرَ الفمَ، حَكاه أَبو حنيفةَ، قَالَ وَهُوَ مَرْعًى، وتُعْلَفُه المَواشِي فيسمِّنُها، ومَنابِتُه القِيعانُ. (وبُخاراءُ) ، بالضمِّ والمدّ: (د) ، من أَعظم مُدُنِ مَا وراءَ النهرِ، بَينهَا وَبَين سَمَرْقَنْدَ ثمانيةُ أَيامٍ أَو سَبْعَة، وَهُوَ مَمْدُود فِي شعر الكُمَيت، قَالَ: ويومَ بِيكَنْدَ لَا تُقْضَى عَجائِبُه وَمَا بخاراءُ مِمَّا أَخْطَأَ العَدَدُ ويُرْوَى: (ويومَ قِنْدِيدَ) ، (ويُقْصَرُ) وَهُوَ المشهورُ الراجحُ، وَبِه جَزَ غيرُ واحدٍ من الحُفّاظ، وأَنكروا المدّ، خَرجَ مِنْهَا جمَاعَة من العلماءِ فِي كلّ فنّ، وَلها تاريخٌ عجيبٌ مَشْهُور. (والبُخَارِيَّةُ: سِكَّةٌ بالبَصْرة أَسكنَها زِياد) بنُ أَبِيه (أَلْفَ عَبدٍ من بُخَاراءَ) ، فسمِّيت بهم، وَلم تُسَمَّ بِهِ، وذالك حِين مَلَكَهَا من خاتون ملكةِ بُخَارَا، وَكَانَ السَّبْيُ أَلْفَيْن، وكلُّهم جَيِّدُو الرَّمْيَ بالنُّشّاب، ففَرَض لَهُم العَظائمَ، وأَسكنَهم بهَا. (وعليُّ بنُ بُخَارٍ) الرازيُّ (كغُرابٍ) . (و) أَبو المَعالِي (أَحمدُ بنُ) أَبي نَصْرٍ (محمّدِ بنِ عليّ) بنِ أَحمدَ بنِ عليِّ بنِ (البُخَارِيّ) البغداديُّ (المنسوبُ إِلى بُخار العُودِ؛ لأَنه كَانَ يُبخِّر بِهِ فِي الخاناتِ) ، وَالَّذِي فِي المُعْجَم: أَنه كَانَ يَحْرِقُ البَخُورَ فِي جَامع الْمَنْصُور حِسْبَةً، وعُرِفَ بيتُه ببيتِ ابنِ البُخَاريّ، قَالَه أَبو سعدٍ، وأَخوه أَبو البَرَكاتِ هِبَةُ الله، سَمعَ مَعَ أَخيه من أَبي غَيلانَ والجوهريِّ وغيرِهما، كَذَا فِي  التَّكْملة للمنذريّ، وحَدَّث عَن الثَّانِي يحيَى بنُ بَوْش وغيرُه: (محدِّثان) . (وأَحمدُ بنُ بُخَارٍ، وعليٌّ البُخاريُّ: محدِّثان) . وَبَقِيَ عَلَيْهِ: الفقيهُ أَبو الفضلِ عبدُ الرحمانِ بن محمّدِ بنِ حَمْدُون بنِ بُخَارٍ البخاريُّ، ونُسِبَ إِلى جَدِّه الأَعلَى من أَهل نَيْسَابُور. وممّا يُستدرَك عَلَيْهِ: (إِيّاكم ونَوْمةَ الغَدَاةِ؛ فإِنها مَبْخَرَةٌ مَجْفَرَةٌ مَجْعَرَةٌ) ؛ أَي مَظنَّةٌ للبَخَرِ، وَهُوَ تُغيُّرُ رِيحِ الفَمِ، وَهُوَ من حَدِيث عُمَرَ، وجعلَه القُتَيْبِيُّ مِن حَدِيث عليَ، رَضِي اللهُ عَنْهُمَا. قلتُ: وَقد رُوِيَ عَن كُلَ مِنْهُمَا. فحديثُ عليَ: (رأَى رجلا فِي الشَّمْس فَقَالَ: قُمْ عنّا فإِنها مَبْخَرَةٌ مَجْفَرَةٌ، تُتْفِل الرِّيحَ، وتُبْلِي الثَّوْبَ، وتُظْهِرُ الدّاءَ. وَفِي حَدِيث المُغِيرَة: (إِيّاكَ وكلَّ مَجْفَرَةٍ مَبْخَرَةٍ) يَعْنِي مِن النِّسَاءِ. وبُخَارُ الفَسْوِ: رِيحُه، قَالَ الفَرَزْدَقُ: أَشارِبُ قَهْوَةٍ وحَلِيفُ زهيرٍ وصَرّاءٌ لِفَسْوَتِه بُخارُ ويُقَال: هاذه بَخْرَةُ السِّمَاكِ، إِذا أَصابَكَ المطرُ عِنْد سُقُوطِه. ورجلٌ مُبْخِرٌ: ذُو بَخَرٍ. وامرأَةٌ مُبْخِرَةٌ.
المعجم: تاج العروس

جرس

المعنى: ابن دريد: الجَرْس: صوت خفي، يقال ما سَمِعتُ له جَرْسًا: أي ما سمعت له حِسًا إذا أفردوا فَتَحوا الجيم، وإذا قالوا: ما سَمِعتُ له حِسًّا ولا جِرْسًا؛ كَسَروا وأتبعوا اللفظَ اللفظَ. ؛ وقال ابن السكِّيت: الجَرْس والجِرْس: الصوت، ولم يفرِّق، قال العجّاج ؛ يَنْفينَ بالزأرِ وأخذٍ همسِ *** عن باحةِ البطحاءِ كل جَرْسِ ؛ وقال الليث: الجَرْسُ: مصدر الصوت المجروس، والجِرْسُ -بالكسر-: الصوت نفسه، قال ؛ أنا في المُخْدَعِ أُخفي جِرْسي *** ؛ قال: وتقولُ جَرَسْتُ الكلامَ: أي تكلَّمْتُ به. ؛ وجَرْسُ الحرف: نَعْمَةُ الصوت. ؛ والحروف الثلاثة الجُوْفُ: لا جُروسَ لها؛ أعني الواو والياء والألف اللينة، وسائر الحروف مجروسة. ؛ قال: وتَجرُسُ البقرةُ وَلَدَها جَرْسا: وهو لَحْسُها إيّاه. ؛ والجَرْس: أكل النحل الثَّمَر، والغابر يفعُل ويفعِل. ومنه حديث عائشة- رضي الله عنها- أنَّها قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- يحبُّ العسل والحَلواء، وكان إذا انصَرَفَ من العصرِ دَخَلَ على نِسائه؛ فيدنو من إحداهُنَّ- في حديثٍ طويل- وفيه: جَرَسَت نَحْلُه الغرْفُطَ. وقد ذَكَرْتُ الحديث بتمامه في تركيب غ ف ر، قال أبو ذؤيب الهُذَلي ؛ جَوَارِسُها تأري الشُّعوفَ دَوَائبا *** وتَنْصَبُّ ألْهابًا مَصِيفا كِرابُها ؛ إذا نَهَضَت فيه تَصَعَّدُ نَفْرَها *** كفِتْرِ الغِلاءِ مُستَدِرًّا صِيابُها ؛ يَظَلُّ على الثَّمراءِ منها جَوَارِسٌ *** مَراضيعُ صُهبُ الرَّيش زُغبٌ رِقابُها ؛ ويُروى: وتَنْقَضُّ ألهابًا مَضيقًا شِعابُها، والجوارِس: الذَّكور. ؛ ويقال: فلان مَجْرَسٌ لفلان: أي يأخذ منه ويأكل عنده، وأنشد ؛ أنت لي مَجْرَسٌ إذا *** ما نَبَا كُلُّ مَجْرسِ ؛ وقال الأصمعي: كنتُ في مجلس شُعْبَة بن الحجّاج قال: فيسمعون جَرْشَ طَيْرِ الجنَّة -بالشين المُعجَمَة-، فقلت: جَرْسَ، فنظرَ إليَّ وقال: خُذوها عنه فإنَّه أعلم بها منّا. ؛ ومضى جَرْسٌ من الليل وجَرْشٌ وجَوْشٌ: أي طائفةٌ منه. ؛ وجَرَسْتُ بكلِمَةٍ: أي تكلَّمتُ بها. ؛ والجِرس -بالكسر-: الأصل. ؛ والجَرَس -بالتحريك-: الذي يعلّق في عنق البعير، والذي يضرب به أيضًا. ؛ قال ابن دريد: اشتقاقه من الجَرْسِ أي الصوت والحس. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا تَصحَب الملائِكَةُ رُفقَةً فيها كَلْبٌ ولا جَرَسٌ». ؛ وجَرَس -أيضًا-: اسم كلب. ؛ وجَرَس بن لاطِم بن عثمان بن مُزَينَة. ؛ وجُرَيس -مصغَّرًا- هو عبد الرحمن وعَوف ابنا جُرَيس الجعفري: من أتباع التابعين. ؛ وقال ابن الأعرابي: الجاروس: الكثير الأكل. ؛ والجاوَرس: هذا الحَبُّ الذي يؤكَل؛ مثل الدُخن، وهو خير من الدُّخن في جميع أحواله، مُعَرَّبٌ كاوَرْسْ، وهو ثلاثة أصناف. ؛ وجاوَرْسَة: من قرى مَرو، بها قبر عبد الله بن بُرَيدَة بن الحُصَيب من التابعين، وكان قاضي مَرو، وأبوه بُرَيدَة بن الحُصَيب -رضي الله عنه- له صُحبَة. ؛ وجاوَرسان: من قرى الرَّي. ؛ وقال ابن عبّاد: الجَريسَة: كالحَريسَة؛ وهي ما يُسرَق من الغنم بالليل. ؛ وأجْرَسَ الطائر: إذا سَمِعتَ صوت مَرِّه، قال جندل بن المثنى الطُّهويّ ؛ حتى إذا أجرَسَ كلُّ طائرِ *** وألجأ الكَلبَ إلى المآخِرِ ؛ تَمَيَّزَ الليلُ لأحوى جاشِرِ *** قامَتْ تُغَنْظي بك سِمْعَ الحاضِرِ ؛ وكذلك أجرَسَ الحَليُ: إذا سَمِعتَ جَرْسَهُ، قال العجّاج ؛ تسمع للحَليِ إذا ما وَسْوَسا *** والْتَجَّ في أجيادِها وأجْرَسا ؛ زَفْزَفَةَ الريح الحَصَادَ اليَبَسا *** ؛ وأجرَسَ الحادي: إذا حدا الإبل، قال ذلك ابن السِّكِّيت، وأنشد ؛ أجْرِسْ لها يا ابن أبي كِبَاشِ *** فما لها الليلةَ من إنفاشِ ؛ غَيرَ السُّرى وسائقٍ نَجّاشِ *** ؛ والرَّواية ؛ رَوَّجْ بنا يا ابن أبي كِباشِ *** وقَضِّ من حاجِكَ في انكماش ؛ وارْفَعْ من الصُّهبِ التي تُماشي *** حتى تَؤوب مَطمَئنَّ الجاشِ ؛ فما لها الليلة من انْفاشِ *** غير العَصا والسائق النَّجّاشِ ؛ وقد أجرَسَني السَّبُعُ: إذا سَمِعَ جَرَسي؛ عن ابن السِّكِّيت. ؛ والتجريس: التحكيم والتجربة. ؛ والمُجَرَّسُ: الذي جَرَّسَتْهُ الأمور: أي جرَّبَته وأحكَمَته، وكذلك المُجَرِّس، قال العجّاج ؛ والعَصْرِ قبل هذه العصورِ *** مُجَرِّساتٍ غِرَّةَ الغَريرِ ؛ بالرَّيم والرَّيمُ على المزجورِ *** ؛ وقال ابن عبّاد: جَرَّسَ بالقوم: أي سَمَّعَ بهم. ؛ وقال أبو تراب: اجْتَرَستُ واجْتَرَشْتُ: أي اكتسَبْتُ. ؛ وتجَّرَّسْتُ: أي تكلَّمْتُ. ؛ والتركيب يدلُّ على الصوت؛ وما بعد ذلك فمحمول عليه، وقد شَذَّ عن هذا التركيب الرجل المجرَّس ومضى جَرْسٌ من الليل.
المعجم: العباب الزاخر

تلا

المعنى: تَلَوْتُه أَتلُوه وتَلَوْتُ عنه تُلُوّاً، كلاهما: خَذَلته وتركته. وتَلا عَنِّي يَتْلُو تُلُوّاً إذا تركك وتخلَّف عنك، وكذلك خَذَل يَخْذُل خُذُولاً. وتَلَوْته تُلُوّاً: تبعته. يقال: ما زلت أَتْلُوه حتى أَتْلَيْته أَي تَقَدَّمْته وصار خلفي. وأَتْلَيْته أَي سبقته. فأَما قراءة الكسائي تَلَيها فأَمالَ، وإن كان من ذوات الواو، فإنما قرأَ به لأَنها جاءَت مع ما يجوز أَن يمال، وهو يَغْشَيها وبَنَيها، وقيل: معنى تلاها حين استدار فتلا الشمسَ الضياءُ والنورُ. وتَتَالَت الأُمورُ: تلا بعضُها بعضاً. وأَتْلَيْتُه إيّاه: أَتبَعْتُه. واسْتَتْلاك الشيءَ: دعاك إلى تُلُوِّه؛ وقال: قَـــدْ جَعَلَــتْ دَلْــوِيَ تَســْتَتْلِيني، ولا أُريـــــدُ تَبَــــعَ القَرِيــــنِ ابن الأَعرابي: استَتْلَيْت فلاناً أَي انتظرته، واسْتَتْلَيْته جعلته يَتْلوني. والعرب تسمي المُراسِلَ في الغناء والعمل المُتالي، والمُتالي الذي يراسل المُغَني بصَوْتٍ رَفيعٍ؛ قال الأَخطل: صــَلْت الجَبينِ،كــأَنَّ رَجْــعَ صـَهِيلِه زجْــرُ المُحــاوِلِ، أَو غِنـاءُ مُتـالِ قال: والتَّلِيُّ الكثير الأَيْمان. والتَّلِيُّ: الكثيرُ المالِ. وجاءت الخيلُ تَتالِياً أَي مُتَتابِعَة. ورجلٌ تَلُوٌّ، على مثال عَدُوّ: لا يزال مُتَّبِعاً؛ حكاه ابن الأَعرابي، ولم يذكر يعقوب ذلك في الأَشياء التي حصرها كَحَسُوٍّ وفَسُوٍّ. وتَلا إذا اتَّبع، فهو تالٍ أَي تابعٌ. ابن الأَعرابي: تَلا اتَّبَع، وتَلا إذا تخلَّف، وتَلا إذا اشْتَرى تِلْواً، وهو وَلد البَغْل. ويقال لولد البغل تِلْو؛ وقال الأَصمعي في قول ذي الرمة: لَحِقْنـا فَراجَعْنـا الحُمـول، وإنَّمـا تَتَلَّــى دبـاب الوادِعـات المَراجـع قال: تَتَلّى تَتَبَّع. وتِلْوُ الشيء: الذي يَتلُوه. وهذا تِلْوُ هذا أَي تَبَعُه. ووَقَع كذا تَلِيَّةَ كذا أَي عَقِبَه. وناقة مُتْلٍ ومُتْلِية: يَتْلوها وَلدُها أَي يتبعها. والمُتْلية والمُتْلي: التي تُنْتَج في آخر النتاج لأَنها تبع للمُبَكِّرة، وقيل: المُتْلِية المؤخَّرة للإنتاج، وهو من ذلك. والمُتْلي: التي يَتْلوها ولدُها، وقد يستعار الإتلاء في الوحش؛ قال الراعي أَنشده سيبويه: لهــا بحَقِيــلٍ فــالنُّمَيْرَةِ مَنْزِلٌـ، تَـرَى الـوَحْشَ عُـوذَاتٍ بـه ومَتالِيَـا والمَتالي: الأُمَّهات إذا تلاها الأَولاد، الواحدة مُتْلٍ ومُتْلِية.وقال البَاهلي: المَتالي الإِبل التي قد نُتج بعضها وبعضها لم ينتج؛ وأَنشد: وكـــلُّ شـــَماليٍّ، كـــأَنَّ رَبــابَه مَتالي مهيب، مِنْ بَني السيِّدِ، أَوْرَدا قال: نَعَمُ بَني السيِّدِ سُودٌ، فشبه السحاب بها وشبه صوت الرعد بحَنِين هذه المَتالي؛ ومثله قول أَبي ذؤيب: فَبِـــتُّ إِخـــالُه دُهْمـــاً خِلاجَـــا أَي اخْتُلِجَتْ عنها أَولادُها فهي تَحِنُّ إِليها. ابن جني: وقيل المُتْلِية التي أَثْقَلَتْ فانقلَب رأْسُ جنينها إِلى ناحية الذنب والحَياء، وهذا لا يوافق الاشتقاق. والتِّلْوُ: ولد الشاة حين يُفطم من أُمّه ويتلوها، والجمع أَتْلاءٌ. والأُنثى تِلْوَةٌ، وقيل: إذا خرجت العَناق من حدِّ الإِجْفار فهي تِلوة حتى تتم لها سنة فتُجْذِع، وذلك لأَنها تتبع أُمّها. والتِّلْوُ: ولدُ الحمار لاتباعه أُمّه. النضر: التِّلْوة من أَولاد المِعْزَى والضأْن التي قد استكرشت وشَدَنَت، الذكرُ تِلْوٌ. وتِلْو الناقة: ولدها الذي يتلوها. والتِّلو من الغنم: التي تُنتَج قبل الصَّفَرِيَّة. وأَتْلاه الله أَطفالاً أَي أَتْبَعَه أَولاداً. وأَتْلت الناقةُ إذا تلاها ولدها؛ ومنه قولهم: لا دَرَيْتَ ولا أَتْلَيْتَ، يدعو عليه بأَن لا تُتْلِيَ إِبله أَي لا يكون لها أَولاد؛ عن يونس. وتَلَّى الرجلُ صلاتَه: أَتْبَعَ المكتوبةَ التطوُّعَ. ويقال: تَلَّى فلان صلاته المكتوبةَ بالتطوُّع أَي أَتبَعها؛ وقال البَعِيثُ: علــى ظَهْــرِ عــادِيٍّ، كـأَنَّ أُرُومَـهُ رجــالٌ، يُتَلُّــون الصــلاةَ، قيــامُ وهذا البيت استشهد به على رجل مُتَلٍّ منتصب في الصلاة، وخطَّأَ أَبو منصور من استشهد به هناك وقال: إِنما هو من تَلَّى يُتَلِّي إذا أَتْبَع الصلاةَ الصلاةَ، قال: ويكون تلا وتلَّى بمعنى تبع. يقال: تَلَّى الفَريضة إذا أَتبعها النفلَ. وفي حديث ابن عباس: أَفْتِنا في دابَّة تَرْعى الشجَر وتشربُ الماءَ في كَرِشٍ لم تُثْغَر، قال تلك عندنا الفَطِيمُ والتَّوْلَة والجَذَعَةُ؛ قال الخطابي: هكذا روي، قال: وإِنما هو التِّلْوَةُ.يقال للجَدْي إذا فُطِم وتَبِع أُمَّه تِلْوٌ، والأُنثى تِلْوةٌ، والأُمّهات حينئذ المَتالي، فتكون هذه الكلمات من هذا الباب لا من باب تول.والتَّوالي: الأَعْجاز لاتّباعها الصدورَ. وتوالي الخيلِ: مآخيرُها من ذلك، وقيل: تَوالي الفرسِ ذَنَبُهُ ورجْلاه. يقال: إِنه لَخَبيثُ التَّوالي وسريعُ التَّوالي وكله من ذلك. والعرب تقول: ليسَ هَوادِي الخَيْل كالتَّوالي؛ فهَوادِيها أَعناقها، وتواليها مآخرها. وتَوالي كلِّ شيء: آخره. وتالياتُ النجوم: أُخراها. ويقال: ليس تَوالي الخيلِ كالهَوادِي ولا عُفْرُ الليالي كالدَّآدِي؛ وعفرها: بيضها. وتَوالي الظُّعُنِ:أَواخرها، وتوالي الإِبل كذلك. وتوالي النجومِ: أَواخرها.وتَلَوَّى: ضَرْبٌ من السفن، فَعَوَّلٌ من التُّلُوِّ لأَنه يتبع السفينة العظمى؛ حكاه أَبو علي في التذكرة. وتَتَلَّى الشيءَ: تَتبَّعَه.والتُّلاوَةُ والتَّلِيَّة: بقِيَّة الشيء عامّةً، كأَنه يُتَتَبَّع حتى لم يبقَ إِلا أَقلُّه، وخص بعضهم به بقيةَ الدَّيْن والحاجةِ، قال: تَتَلّى بَقَّى بقيةً من دَيْنه. وتَلِيَتْ عليه تُلاوَةٌ وتَلىً، مقصور: بَقِيت. وأَتْلَيْتُها عنده: أَبْقَيْتُها.وأَتْلَيْت عليك من حقي تُلاوةً أَي بَقِيَّةً. وقد تَتَلَّيْت حقي عنده أَي تركت منه بقية. وتَتَلَّيت حقي إذا تتبعتَه حتى استوفيته؛ وقال الأَصمعي: هي التَّلِيَّة. وقد تَلِيَت لي من حقي تَلِيَّةٌ وتُلاوَةٌ تَتْلى أَي بَقِيَت بَقِيَّة.وأَتْلَيْت حقّي عنده إذا أَبْقَيْت منه بَقِيَّةً. وفي حديث أَبي حَدْرَد: ما أَصبحتُ أُتلِيها ولا أَقْدِرُ عليها. يقال: أَتْلَيْت حقي عنده أَي أَبْقَيْت منه بَقِيَّةً.وأَتْلَيْتُه: أَحَلْته. وتَلِيَتْ له تَلِيَّة من حقه وتُلاوة أَي بقِيَت له بَقِيَّة. وتَلِيَ فلان بعد قومه أَي بَقِيَ. وتَلا إذا تأَخر. والتوالي:ما تأَخر. ويقال: ما زلت أَتلوه حتى أَتْلَيْتُه أَي حتى أَخَّرته؛ وأَنشد: رَكْـــضَ المَـــذاكِي، وتَلا الحَــوْليُّ أَي تأَخَّر. وتَليَ من الشهر كذا تَلَّى: بَقِي. وتلَّى الرجلُ، بالتشديد، إذا كان بآخر رَمَقٍ. وتَلَّى أَيضاً: قَضى نَخْبه أَي نَذْرَه؛ عن ابن الأَعرابي. وتَتَلَّى إذا جَمَع مالاً كثيراً.وتَلَوْت القرآن تِلاوةً: قرأْته، وعم به بعضهم كل كلام؛ أَنشد ثعلب: واسـْتَمَعُوا قـولاً بـه يُكْـوَى النَّطِفْ، يَكــادُ مــن يُتْلــى عليـه يُجْتـأَفْ وقوله عز وجل: فالتَّالِياتِ ذِكْراً؛ قيل: هم الملائكة، وجائز أَن يكونوا الملائكة وغيرهم ممن يتلو ذكر الله تعالى. الليث: تَلا يَتْلو تِلاوَة يعني قرأَ قراءة. وقوله تعالى: الذين آتيناهم الكتاب يَتْلونه حقّ تِلاوَتِه؛ معناه يَتّبعونه حقّ اتّباعه ويعملون به حق عمله. وقوله عز وجل: واتَّبَعوا ما تَتْلو الشياطينُ على مُلْك سُلَيمان؛ قال عطاء: على ما تُحَدِّثُ وتَقُصُّ، وقيل: ما تتكلم به كقولك فلان يتلو كتاب الله أَي يقرؤه ويتكلم به. قال: وقرأَ بعضهم ما تُتَلِّي الشياطين وفلان يَتْلو فلاناً أَي يحكيه ويَتْبَع فعله. وهو يُتْلي بَقِيَّة حاجته أَي يَقْتَضِيها وَيَتَعهَّدها.وفي الحديث في عذاب القبر: إِن المنافق إذا وضع في قبره سئل عن محمد، صلى الله عليه وسلم، وما جاء به فيقول لا أدْرِي، فيقال لا دَرَيْتَ ولا تَلَيْتَ ولا اهْتَدَيْتَ؛ قيل في معنى قوله ولا تَلَيْتَ: ولا تَلَوْتَ أَي لا قرأْتَ ولا دَرَسْت، من تَلا يَتْلو، فقالوا تَلَيتَ بالياء ليُعاقَبَ بها الياءُ في دَرَيْتَ، كما قالوا: إِني لآتِيهِ بالغَدَايا والعَشايا، وتجمع الغداة غَدَوات، فقيل: الغَدايا من أَجل العَشايا ليزدوج الكلام؛ قال: وكان يونس يقول إِنما هو ولا أَتْلَيْتَ في كلام العرب، معناه أَن لا تُتْليَ إِبلُه أي لا يكون لها أَولاد تتلوها؛ وقال غيره: إِنما هو لا دَرَيْتَ ولا اتَّلَيْتَ على افْتَعلت من أَلَوْتَ أَي أَطقت واستطعت، فكأَنه قال لا دَرَيْت ولا استطعت؛ قال ابن الأَثير: والمحدِّثون يروون هذا الحديث ولا تَلَيْتَ، والصواب ولا ائْتَلَيْتَ، وقيل: معناه لا قرأْت أَي لا تَلَوْتَ فقلبوا الواو ياء ليزدوج الكلام مع دَرَيْتَ.والتَّلاءُ: الذِّمَّة. وأَتْلَيْتُه: أَعطيته التَّلاءَ أَي أَعطيته الذِّمَّةَ. وأَتْلَيْتُه ذمّة أَي أَعطيته إِياها. والتَّلاءُ: الجِوارُ.والتَّلاءُ: السهم يَكْتُبُ عليه المُتْلي اسمَه ويعطيه للرجل، فإِذا صار إِلى قبيلة أَراهم ذلك السهم وجاز فلم يُؤْذَ. وأَتْلَيْتُه سهماً:أَعطيتُه إِياه ليَسْتَجِيزَ به؛ وكل ذلك فسر به ثعلب قول زهير: جِـــوارٌ شـــاهدٌ عـــدلٌ عَليكمــ، وســــــِيَّانِ الكَفَالـــــةُ والتَّلاءُ وقال ابن الأَنباري: التَّلاءُ الضَّمان. يقال: أَتْلَيْتُ فلاناً إذا أَعطيتَه شيئاً يأْمَنُ به مثل سَهْمٍ أَو نَعْلٍ. ويقال: تَلَوْا وأَتْلَوْا إذا أَعطَوْا ذمَّتهم؛ قال الفرزدق: يَعُـدّون للجـار التَّلاءَ، إذا تَلَـوْا، علــى أَيِّ أَفْتــار البَريــة يَمَّمـا وإِنه لَتَلُوُّ المِقْدار أَي رَفِيعه. والتَّلاءُ: الحَوالة. وقد أَتْلَيْت فلاناً على فلان أَي أَحْلْته عليه؛ وأَنشد الباهلي هذا البيت: إِذا خُضـــْر الأَصــمِّ رميــت فيهــا بمُســـْتَتْلٍ علـــى الأَدْنَيْــن بــاغِ أَراد بخُضْر الأَصم دَآدِيَ لَيالي شهر رجب، والمُسْتَتْلي: من التُّلاوة وهو الحَوالة أَي أَن يَجْنِيَ عليك ويُحيل عليك فتُؤخذ بجنايته، والباغي: هو الخادم الجاني على الأَدْنَينَ من قرابته. وأَتْلَيْته أَي أَحلته من الحوالة.
المعجم: لسان العرب

سحر

المعنى: الأَزهري: السِّحْرُ عَمَلٌ تُقُرِّبَ فيه إِلى الشيطان وبمعونة منه، كل ذلك الأَمر كينونة للسحر، ومن السحر الأُخْذَةُ التي تأْخُذُ العينَ حتى يُظَنَّ أَن الأَمْرَ كما يُرَى وليس الأَصل على ما يُرى؛ والسِّحْرُ: الأُخْذَةُ. وكلُّ ما لَطُفَ مَأْخَذُه ودَقَّ، فهو سِحْرٌ، والجمع أَسحارٌ وسُحُورٌ، وسَحَرَه يَسْحَرُه سَحْراً وسِحْراً وسَحَّرَه، ورجلٌ ساحِرٌ من قوم سَحَرَةٍ وسُحَّارٍ، وسَحَّارٌ من قوم سَحَّارِينَ، ولا يُكَسَّرُ؛ والسِّحْرُ: البيانُ في فِطْنَةٍ، كما جاء في الحديث: إِن قيس بن عاصم المِنْقَرِيَّ والزَّبْرِقانَ بنَ بَدْرٍ وعَمْرَو بنَ الأَهْتَمِ قدموا على النبي، صلى الله عليه وسلم، فسأَل النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، عَمْراً عن الزِّبْرِقانِ فأَثنى عليه خيراً فلم يرض الزبرقانُ بذلك، وقال: والله يا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إِنه ليعلم أَنني أَفضل مما قال ولكنه حَسَدَ مكاني منك؛ فَأَثْنَى عليه عَمْروٌ شرّاً ثم قال:والله ما كذبت عليه في الأُولى ولا في الآخرة ولكنه أَرضاني فقلتُ بالرِّضا ثم أَسْخَطَنِي فقلتُ بالسَّخْطِ، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إِن من البيان لَسِحْراً؛ قال أَبو عبيد: كأَنَّ المعنى، والله أَعلم، أَنه يَبْلُغُ من ثنائه أَنه يَمْدَحُ الإِنسانَ فَيَصْدُقُ فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إِلى قوله ثم يَذُمُّهُ فَيَصْدُق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قوله الآخر، فكأَنه قد سَحَرَ السامعين بذلك؛ وقال أَن الأَثير: يعني إِن من البيان لسحراً أَي منه ما يصرف قلوب السامعين وإِن كان غير حق، وقيل: معناه إِن من البيان ما يَكْسِبُ من الإِثم ما يكتسبه الساحر بسحره فيكون في معرض الذمّ، ويجوز اين يكون في معرض المدح لأَنه تُسْتَمالُ به القلوبُ ويَرْضَى به الساخطُ ويُسْتَنْزَلُ به الصَّعْبُ. قال الأَزهري: وأَصل السِّحْرِ صَرْفُ الشيء عن حقيقته إِلى غيره فكأَنَّ الساحر لما أَرَى الباطلَ في صورة الحق وخَيَّلَ الشيءَ على غير حقيقته، قد سحر الشيء عن وجهه أَي صرفه. وقال الفراء في قوله تعالى: فَأَنَّى تُسْحَرُون؛ معناه فَأَنَّى تُصْرَفون؛ ومثله: فأَنى تؤْفكون؛ أُفِكَ وسُحِرَ سواء. وقال يونس: تقول العرب للرجل ما سَحَرَك عن وجه كذا وكذا أَي ما صرفك عنه؟ وما سَحَرَك عنا سَحْراً أَي ما صرفك؟ عن كراع، والمعروف: ما شَجَرَك شَجْراً. وروى شمر عن ابن عائشة قال: العرب إِنما سمت السِّحْرَ سِحْراً لأَنه يزيل الصحة إِلى المرض، وإِنما يقال سَحَرَه أَي أَزاله عن البغض إِلى الحب؛ وقال الكميت: وقـادَ إِليهـا الحُبَّـ، فانْقادَ صَعْبُه بِحُــبٍّ مــن السـِّحْرِ الحَلالِ التَّحَبُّـبِ يريد أَن غلبة حبها كالسحر وليس به لأَنه حب حلال، والحلال لا يكون سحراً لأَن السحر كالخداع؛ قال شمر: وأَقرأَني ابن الأَعرابي للنابغة: فَقـالَتْ: يَمِيـنُ اللـهِ أَفْعَلُـ، إِنَّنِي رأَيتُــك مَســْحُوراً، يَمِينُـك فـاجِرَه قال: مسحوراً ذاهِبَ العقل مُفْسَداً. قال ابن سيده: وأَما قوله، صلى الله عليه وسلم: من تَعَلَّمَ باباً من النجوم فقد تعلم باباً من السحر؛ فقد يكون على المعنى أَوَّل أَي أَن علم النجوم محرّم التعلم، وهو كفر، كما أَن علم السحر كذلك، وقد يكون على المعنى الثاني أَي أَنه فطنة وحكمة، وذلك ما أُدرك منه بطريق الحساب كالكسوف ونحوه، وبهذا علل الدينوري هذا الحديث.والسَّحْرُ والسحّارة: شيء يلعب به الصبيان إِذ مُدّ من جانب خرج على لون، وإِذا مُدَّ من جانب آخر خرج على لون آخر مخالف، وكل ما أَشبه ذلك:سَحَّارةٌ.وسَحَرَه بالطعامِ والشراب يَسْحَرُه سَحْراً وسَحَّرَه: غذَّاه وعَلَّلَه، وقيل: خَدَعَه. والسِّحْرُ: الغِذاءُ؛ قال امرؤ القيس: أُرانـــا مُوضـــِعِينَ لأَمْــرِ غَيْبٍــ، ونُســـْحَرُ بالطَّعـــامِ وبالشـــَّرابِ عَصـــــــافِيرٌ وذِبَّــــــانٌ ودُودٌ، وأَجْـــرَأُ مِـــنْ مُجَلِّجَــةِ الــذِّئَابِ أَي نُغَذَّى أَو نُخْدَعْ. قال ابن بري: وقوله مُوضِعين أَي مسرعين، وقوله: لأَمْرِ غَيْبٍ يريد الموت وأَنه قد غُيِّبَ عنا وَقْتُه ونحن نُلْهَى عنه بالطعام والشراب. والسِّحْرُ: الخديعة؛ وقول لبيد: فَـإِنْ تَسـْأَلِينَا: فِيـمَ نحْنُـ؟ فإِنَّنا عَصـافيرُ مـن هـذا الأَنَـامِ المُسـَحَّرِ يكون على الوجهين. وقوله تعالى: إِنما أَنتَ من المُسَحَّرِين؛ يكون من التغذية والخديعة. وقال الفراء: إِنما أَنت من المسحرين، قالوا لنبي الله: لست بِمَلَكٍ إِنما أَنت بشر مثلنا. قال: والمُسَحَّرُ المُجَوَّفُ كأَنه، والله أَعلم، أُخذ من قولك انتفخ سَحْرُكَ أَي أَنك تأْكل الطعام والشراب فَتُعَلَّلُ به، وقيل: من المسحرين أَي ممن سُحِرَ مرة بعد مرة.وحكى الأَزهري عن بعض أَهل اللغة في قوله تعالى: أَن تتبعون إِلا رجلاً مسحوراً، قولين: أَحدهما إِنه ذو سَحَرٍ مثلنا، والثاني إِنه سُحِرَ وأُزيل عن حد الاستواء. وقوله تعالى: يا أَيها السَّاحِرُ ادْعُ لنا ربك بما عَهِدَ عندك إِننا لمهتدون؛ يقول القائل: كيف قالوا لموسى يا أَيها الساحر وهم يزعمون أَنهم مهتدون؟ والجواب في ذلك أَن الساحر عندهم كان نعتاً محموداً، والسِّحْرُ كان علماً مرغوباً فيه، فقالوا له يا أَيها الساحر على جهة التعظيم له، وخاطبوه بما تقدم له عندهم من التسمية بالساحر، إِذ جاء بالمعجزات التي لم يعهدوا مثلها، ولم يكن السحر عندهم كفراً ولا كان مما يتعايرون به، ولذلك قالوا له يا أَيها الساحر. والساحرُ: العالِمُ.والسِّحْرُ: الفسادُ. وطعامٌ مسحورٌ إذا أُفْسِدَ عَمَلُه، وقيل: طعام مسحور مفسود؛ عن ثعلب. قال ابن سيده: هكذا حكاه مفسود لا أَدري أَهو على طرح الزائد أَم فَسَدْتُه لغة أَم هو خطأٌ. ونَبْتٌ مَسْحور: مفسود؛ هكذا حكاه أَيضاً الأَزهري. أَرض مسحورة: أَصابها من المطر أَكثرُ مما ينبغي فأَفسدها. وغَيْثٌ ذو سِحْرٍ إذا كان ماؤه أَكثر مما ينبغي. وسَحَرَ المطرُ الطينَ والترابَ سَحْراً: أَفسده فلم يصلح للعمل؛ ابن شميل: يقال للأَرض التي ليس بها نبت إِنما هي قاعٌ قَرَقُوسٌ. أَرض مسحورة: قليلةُ اللَّبَنِ. وقال: إِن اللَّسَقَ يَسْحَرُ أَلبانَ الغنم، وهو أَن ينزل اللبن قبل الولاد. والسَّحْر والسحَر: آخر الليل قُبَيْل الصبح، والجمع أَسحارٌ.والسُّحْرَةُ: السَّحَرُ، وقيل: أَعلى السَّحَرِ، وقيل: هو من ثلث الآخِر إِلى طلوع الفجر. يقال: لقيته بسُحْرة، ولقيته سُحرةً وسُحْرَةَ يا هذا، ولقيته سَحَراً وسَحَرَ، بلا تنوين، ولقيته بالسَّحَر الأَعْلى، ولقيته بأَعْلى سَحَرَيْن وأَعلى السَّحَرَين، فأَما قول العجاج: غَـــدَا بـــأَعلى ســـَحَرٍ وأَحْرَســَا فهو خطأٌ، كان ينبغي له أَن يقول: بأَعلى سَحَرَيْنِ، لأَنه أَوَّل تنفُّس الصبح، كما قال الراجز: مَـــرَّتْ بـــأَعلى ســـَحَرَيْنِ تَــدْأَلُ ولقيتُه سَحَرِيَّ هذه الليلة وسَحَرِيَّتَها؛ قال: فــــي ليلــــةٍ لا نَحْــــسَ فـــي ســـــــــَحَرِيِّها وعِشــــــــائِها أَراد: ولا عشائها. الأَزهري: السَّحَرُ قطعة من الليل.وأَسحَرَ القومُ: صاروا في السَّحَر، كقولك: أَصبحوا. وأَسحَرُوا واستَحَرُوا: خرجوا في السَّحَر. واسْتَحَرْنا أَي صرنا في ذلك الوقتِ، ونَهَضْنا لِنَسير في ذلك الوقت؛ ومنه قول زهير: بَكَرْنَ بُكُوراً واستَحَرْنَ بِسُحْرَةٍ وتقول: لَقِيتُه سَحَرَ يا هذا إذا أَردتَ به سَحَر ليلَتِك، لم تصرفه لأَنه معدول عن الأَلف واللام وهو معرفة، وقد غلب عليه التعريفُ بغير إِضافة ولا أَلف ولا لام كما غلب ابن الزبير على واحد من بنيه، وإِذا نكَّرْتَ سَحَر صرفتَه، كما قال تعالى: إِلاَّ آلَ لُوط نجيناهم بِسَحَرٍ؛ أَجراهُ لأَنه نكرةٌ، كقولك نجيناهم بليل؛ قال: فإِذا أَلقَتِ العربُ منه الباءَ لم يجروه فقالوا: فعلت هذا سَحَرَ يا فتى، وكأَنهم في تركهم إِجراءه أَن كلامهم كان فيه بالأَلف واللام فجرى على ذلك، فلما حذفت منه الأَلف واللام وفيه نيتهما لم يصرف، وكلامُ العرب أَن يقولوا: ما زال عندنا مُنْذُ السَّحَرِ، لا يكادون يقولون غيره. وقال الزجاج، وهو قول سيبويه: سَحَرٌ إذا كان نكرة يراد سَحَرٌ من الأَسحار انصرف، تقول: أَتيت زيداً سَحَراً من الأَسحار، فإِذا أَردت سَحَرَ يومك قلت: أَتيته سَحَرَ يا هذا، وأَتيته بِسَحَرَ يا هذا؛ قال الأَزهري: والقياس ما قاله سيبويه. وتقول:سِرْ على فرسك سَحَرَ يا فتى فلا ترفعه لأَنه ظرف غير متمكن، وإِن سميت بسَحَر رجلاً أَو صغرته انصرف لأَنه ليس على وزن المعدول كَأُخَرَ، تقول: سِرْ على فرسك سُحَيْراً وإِنما لم ترفعه لأَن التصير لم يُدْخِله في الظروف المتمكنة كما أَدخله في الأَسماء المنصرفة؛ قال الأَزهري: وقول ذي الرمة يصف فلاة: مُغَمِّـض أَسـحارِ الخُبُـوتِ إذا اكْتَسَى، مِـن الآلِـ، جُلأً نـازحَ المـاءِ مُقْفِـر قيل: أَسحار الفلاة أَطرافها. وسَحَرُ كل شيء: طَرَفُه. شبه بأَسحار الليالي وهي أَطراف مآخرها؛ أَراد مغمض أَطراف خبوته فأَدخل الأَلف واللام فقاما مقام الإِضافة.وسَحَرُ الوادي: أَعلاه. الأَزهري: سَحَرَ إذا تباعد، وسَحَرَ خَدَعَ، وسَحِرَ بَكَّرَ.واستَحَرَ الطائرُ: غَرَّد بسَحَرٍ؛ قال امرؤ القيس: كَــأَنَّ المُــدَامَ وصــَوْبَ الغَمــامِ، وريــحَ الخُزامَــى ونَشــْرَ القُطُـرْ، يُعَـــلُّ بـــه بَـــرْدُ أَنيابِهـــا، إِذا طَـــرَّبَ الطـــائِرُ المُســـْتَحِرْ والسَّحُور: طعامُ السَّحَرِ وشرابُه. قال الأَزهري: السَّحور ما يُتَسَحَّرُ به وقت السَّحَرِ من طعام أَو لبن أَو سويق وضع اسماً لما يؤكل ذلك الوقت؛ وقد تسحر الرجل ذلك الطعام أَي أَكله، وقد تكرر ذكر السَّحور في الحديث في غير موضع؛ قال ابن الأَثير: هو بالفتح اسم ما يتسحر به من الطعام والشراب، وبالضم المصدر والفعل نفسه، وأَكثر ما روي بالفتح؛ وقيل: الصواب بالضم لأَنه بالفتح الطعام والبركة، والأَجر والثواب في الفعل لا في الطعام؛ وَتَسَحَّرَ: أَكل السَّحورَ.والسَّحْرُ والسَّحَرُ والسُّحْرُ: ما التزق بالحلقوم والمَرِيء من أَعلى البطن. ويقال للجبان: قد انتفخ سَحْرُه، ويقال ذلك أَيضاً لمن تعدّى طَوْرَه. قال الليث: إذا نَزَتْ بالرجل البِطْنَةُ يقال: انتفخ سَحْرُه، معناه عَدَا طَوْرَهُ وجاوز قدرَه؛ قال الأَزهري: هذا خطأٌ إِنما يقال انتفخ سَحْرُه للجبان الذي مَلأَ الخوف جوفه، فانتفخ السَّحْرُ وهو الرئة حتى رفع القلبَ اإلى الحُلْقوم، ومنه قوله تعالى: وبلغت القلوبُ الحناجرَ وتظنون بالله الظنون، وكذلك قوله: وأَنْذِرْهُمْ يومَ الآزفة إِذ القلوبُ لَدَى الحناجر؛ كلُّ هذا يدل على أَن انتفاخ السَّحْر مَثَلٌ لشدّة الخوف وتمكن الفزع وأَنه لا يكون من البطنة؛ ومنه قولهم للأَرنب:المُقَطَّعَةُ الأَسحارِ، والمقطعة السُّحُورِ، والمقطعةُ النِّياط، وهو على التفاؤل، أَي سَحْرُه يُقَطَّعُ على هذا الاسم. وفي المتأَخرين من يقول: المُقَطِّعَة، بكسر الطاء، أَي من سرعتها وشدة عدوها كأَنها تُقَطَّعُ سَحْرَها ونِياطَها. وفي حديث أَبي جهل يوم بدر: قال لِعُتْبَةَ بن ربيعة انتَفَخَ سَحْرُك أَي رِئَتُك؛ يقال ذلك للجبان وكلِّ ذي سَحْرٍ مُسَحَّرٍ. والسَّحْرُ أَيضاً: الرئة، والجمع أَسحارٌ وسُحُرٌ وسُحُورٌ؛ قال الكميت: وأَربــط ذي مسـامع، أَنتَـ، جأْشـا، إِذا انتفخــت مـن الوَهَـلِ السـُّحورُ وقد يحرك فيقال سَحَرٌ مثال نَهْرٍ ونَهَرٍ لمكان حروف الحلق.والسَّحْرُ أَيضاً: الكبد. والسَّحْرُ: سوادُ القلب ونواحيه، وقيل: هو القلب، وهو السُّحْرَةُ أَيضاً؛ قال: وإِنـي امْرُؤٌ لم تَشْعُرِ الجُبْنَ سُحْرَتي، إِذا ما انطَوَى مِنِّي الفُؤادُ على حِقْدِ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: مات رسول الله،صلى الله عليه وسلم، بين سَحْرِي ونَحْرِي؛ السَّحْرُ الرئة، أَي مات رسول الله، صلى الله عليه وسلم،وهو مستند إِلى صدرها وما يحاذي سَحْرَها منه؛ وحكى القتيبي عن بعضهم أَنه بالشين المعجمة والجيم، وأَنه سئل عن ذلك فشبك بين أَصابعه وقدّمها عن صدره، وكأَنه يضم شيئاً إِليه، أَي أَنه مات وقد ضمته بيديها إِلى نحرها وصدرها، رضي الله عنها والشَّجْرُ: التشبيك، وهو الذَّقَنُ أَيضاً، والمحفوظ الأَوَّل، وسنذكره في موضعه. وسَحَرَه، فهو مسحور وسَحِيرٌ:أَصاب سَحْرَه أَو سُحْرَه أَو سُحْرَتَهورجلٌ سَحِرٌ وسَحِيرٌ: انقطع سَحْرُه، وهو رئته، فإِذا أَصابه منه السِّلُّ وذهب لحمه، فهو سَحِيرٌ وسَحِرٌ؛ قال العجاج: وغِلْمَتِـــي منهــم ســَحِيرٌ وســَحِرْ، وقــائمٌ مــن جَــذْبِ دَلْوَيْهـا هَجِـرْ سَحِرَ: انقطع سَحْرُه من جذبه بالدلو؛ وفي المحكم؛ وآبــــق مـــن جـــذب دلويهـــا وهَجِرٌ وهَجِيرٌ: يمشي مُثْقَلاً متقارب الخَطْوِ كأَن به هِجَاراً لا ينبسط مما به من الشر والبلاء. والسُّحَارَةُ: السَّحْرُ وما تعلق به مما ينتزعه القَصَّابُ؛ وقوله: أَيَــذْهَبُ مــا جَمَعْــتَ صـَرِيمَ سـَحْرِ؟ ظَلِيفـــاً؟ إِنَّ ذا لَهْـــوَ العَجِيــبُ معناه: مصروم الرئة مقطوعها؛ وكل ما يَبِسَ منه، فهو صَرِيمُ سَحْرٍ؛ أَنشد ثعلب: تقــولُ ظَعِينَتِــي لَمَّــا اســتَقَلَّتْ: أَتَتْــرُكُ مــا جَمَعْــتَ صـَرِيمَ سـَحْرِ؟ وصُرِمَ سَحْرُه: انقطع رجاؤه، وقد فسر صَريم سَحْرٍ بأَنه المقطوع الرجاء. وفرس سَحِيرٌ: عظيم الجَوْفِ. والسَّحْرُ والسُّحْرةُ: بياض يعلو السوادَ، يقال بالسين والصاد، إِلاَّ أَن السين أَكثر ما يستعمل في سَحَر الصبح، والصاد في الأَلوان، يقال: حمار أَصْحَرُ وأَتان صَحراءُ.والإِسحارُّ والأَسْحارُّ: بَقْلٌ يَسْمَنُ عليه المال، واحدته إِسْحارَّةٌ وأَسْحارَّةٌ. قال أَبو حنيفة: سمعت أَعرابيّاً يقول السِّحارُ فطرح الأَلف وخفف الراء وزعم أَن نباته يشبه الفُجْلَ غير أَن لا فُجْلَةَ له، وهو خَشِنٌ يرتفع في وسطه قَصَبَةٌ في رأْسها كُعْبُرَةٌ ككُعْبُرَةِ الفُجْلَةِ، فيها حَبٌّ له دُهْنٌ يؤكل ويتداوى به، وفي ورقه حُروفَةٌ؛ قال: وهذا قول ابن الأَعرابي، قال: ولا أَدري أَهو الإِسْحارّ أَم غيره. الأَزهري عن النضر: الإِسحارَّةُ والأَسحارَّةُ بقلة حارَّة تنبت على ساق، لها ورق صغار، لها حبة سوداء كأَنها الشِّهْنِيزَةُ.
المعجم: لسان العرب

بحر

المعنى: البَحْرُ: الماءُ الكثيرُ، مِلْحاً كان أَو عَذْباً، وهو خلاف البَرِّ، سمي بذلك لعُمقِهِ واتساعه، قد غلب على المِلْح حتى قَلّ في العَذْبِ، وجمعه أَبْحُرٌ وبُحُورٌ وبِحارٌ. وماءٌ بَحْرٌ: مِلْحٌ، قَلَّ أَو كثر؛ قال نصيب: وقــــد عــــادَ مـــاءُ الأَرضِ بَحْـــراً فَزادَنـــي إِلـــى مَرَضـــي، أَنْ أَبْحَـــرَ المَشـــْرَبُ العَـــذْبُ قال ابن بري: هذا القولُ هو قولُ الأُمَوِيّ لأَنه كان يجعل البحر من الماء الملح فقط. قال: وسمي بَحْراً لملوحته، يقال: ماءٌ بَحْرٌ أَي مِلْحٌ، وأَما غيره فقال: إِنما سمي البَحْرُ بَحْراً لسعته وانبساطه؛ ومنه قولهم إِن فلاناً لَبَحْرٌ أَي واسع المعروف؛ قال: فعلى هذا يكون البحرُ للملْح والعَذْبِ؛ وشاهدُ العذب قولُ ابن مقبل: ونحــــنُ مَنَعْنـــا البحـــرَ أَنْ يَشـــْرَبُوا بـــه وقـــــد كـــــانَ مِنْكُــــمْ مــــاؤه بِمَكَــــانِ وقال جرير: أَعْطَـــــوْا هُنَيْـــــدَةَ تَحْـــــدُوها ثمانِيَـــــةٌ مـــــا فـــــي عطـــــائِهِمُ مَــــنَّ ولا ســــَرَفُ كُومـــاً مَهـــارِيسَ مَثـــلَ الهَضـــْبِ، لـــو وَرَدَتْ مــــاءَ الفُراتِــــ، لَكـــادَ البَحْـــرُ يَنْتَـــزِفُ وقال عديّ بن زيد: وتَـذَكَّرْ رَبِّ الخُوَرْنَقِ إِذْ أَشْ_رَفَ يوماً، وللْهُدَى تَذْكِيرُ سَرَّه مالُهُ وكَثْرَةُ ما يَمْ_لِكُ، والبحرُ مُعْرِضاً والسَّدِيرُ أَراد بالبحر ههنا الفرات لأَن رب الخورنق كان يشرِفُ على الفرات؛ وقال الكميت: أُناســـــــــــــٌ، إذا وَرَدَتْ بَحْرَهُــــــــــــمْ صــــــَوادِي العَرائِبِــــــ، لــــــم تُضـــــْرَبِ وقد أَجمع أَهل اللغة أَن اليَمَّ هو البحر. وجاءَ في الكتاب العزيز: فَأَلْقِيهِ في اليَمِّ؛ قال أَهل التفسير: هو نيل مصر، حماها الله تعالى.ابن سيده: وأَبْحَرَ الماءُ صار مِلْحاً؛ قال: والنسب إِلى البحر بَحْرانيٌّ على غير قياس. قال سيبويه: قال الخليل: كأَنهم بنوا الاسم على فَعْلان. قال عبدا محمد بن المكرم: شرطي في هذا الكتاب أَن أَذكر ما قاله مصنفو الكتب الخمسة الذين عينتهم في خطبته، لكن هذه نكتة لم يسعني إِهمالها.قال السهيلي، رحمه الله تعالى: زعم ابن سيده في كتاب المحكم أَن العرب تنسب إِلى البحر بَحْرانيّ، على غير قياس، وإِنه من شواذ النسب، ونسب هذا القول إِلى سيبويه والخليل، رحمهما الله تعالى، وما قاله سيبويه قط، وإِنما قال في شواذ النسب: تقول في بهراء بهراني وفي صنعاء صنعاني، كما تقول بحراني في النسب إلى البحرين التي هي مدينة، قال: وعلى هذا تلقَّاه جميع النحاة وتأَوَّلوه من كلام سيبويه، قال: وإِنما اشتبه على ابن سيده لقول الخليل في هذه المسأَبة أَعني مسأَلة النسب إِلى البحرين، كأَنهم بنوا البحر على بحران، وإِنما أَراد لفظ البحرين، أَلا تراه يقول في كتاب العين: تقول بحراني في النسب إِلى البحرين، ولم يذكر النسب إِلى البحر أَصلاً، للعلم به وأَنه على قياس جار. قال: وفي الغريب المصنف عن الزيدي أَنه قال: إِنما قالوا بَحْرانيٌّ في النسب إِلى البَحْرَيْنِ، ولم يقولوا بَحْرِيٌّ ليفرقوا بينه وبين النسب إلى البحر. قال: ومازال ابن سيده يعثر في هذا الكتاب وغيره عثرات يَدْمَى منها الأَظَلُّ، ويَدْحَضُ دَحَضَات تخرجه إِلى سبيل من ضل، أَلاّ تراه قال في هذا الكتاب، وذكر بُحَيْرَة طَبَرَيَّة فقال: هي من أَعلام خروج الدجال وأَنه يَيْبَسُ ماؤُها عند خروجه، والحديث إِنما جاء في غَوْرٍ زُغَرَ، وإِنما ذكرت طبرية في حديث يأْجوج ومأْجوج وأَنهم يشربون ماءها؛ قال: وقال في الجِمَار في غير هذا الكتاب: إِنما هي التي ترمي بعرفة وهذه هفوة لا تقال، وعثرة لا لَعاً لها؛ قال: وكم له من هذا إذا تكلم في النسب وغيره. هذا آخر ما رأَيته منقولاً عن السهيلي.ابن سيده: وكلُّ نهر عظيم بَحْرٌ. الزجاج: وكل نهر لا ينقطع ماؤُه، فهو بحر. قال الأَزهري: كل نهر لا ينقطع ماؤه مثل دِجْلَةَ والنِّيل وما أَشبههما من الأَنهار العذبة الكبار، فهو بَحْرٌ. و أَما البحر الكبير الذي هو مغيض هذه الأَنهار فلا يكون ماؤُه إِلاَّ ملحاً أُجاجاً، ولا يكون ماؤه إِلاَّ راكداً؛ وأَما هذه الأَنهار العذبة فماؤُها جار، وسميت هذه الأَنهار بحاراً لأَنها مشقوقة في الأَرض شقّاً. ويسمى الفرس الواسع الجَرْي بَحْراً؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم، في مَنْدُوبٍ فَرَسِ أَبي طلحة وقد ركبه عُرْياً: إِني وجدته بَحْراً أَي واسع الجَرْي؛ قال أَبو عبيدة: يقال للفرس الجواد إِنه لَبَحْرٌ لا يُنْكَش حُضْرُه. قال الأَصمعي: يقال فَرَسٌ بَحْرٌ وفَيضٌ وسَكْبٌ وحَثٌّ إذا كان جواداً كثيرَ العَدْوِ وفي الحديث: أَبى ذلك البَحرُ ابنُ عباس؛ سمي بحراً لسعة علمه وكثرته. والتَّبَحُّرُ والاستِبْحَارُ: الانبساط والسَّعة.وسمي البَحْرُ بَحْراً لاسْتبحاره، وهو انبساطه وسعته. ويقال: إِنما سمي البَحْر بَحْراً لأَنه شَقَّ في الأَرض شقّاً وجعل ذلك الشق لمائه قراراً. والبَحْرُ في كلام العرب: الشَّقُّ. وفي حديث عبد المطلب: وحفر زمزم ثم بَحَرَها بَحراً أَي شقَّها ووسَّعها حتى لا تُنْزَفَ؛ ومنه قيل للناقة التي كانوا يشقون في أُذنها شقّاً: بَحِيرَةٌ.وبَحَرْتُ أُذنَ الناقة بحراً: شققتها وخرقتها. ابن سيده: بَحَرَ الناقةَ والشاةَ يَبْحَرُها بَحْراً شقَّ أُذنها بِنِصْفَين، وقيل: بنصفين طولاً، وهي البَحِيرَةُ، وكانت العرب تفعل بهما ذلك إذا نُتِجَتا عشرةَ أَبْطن فلا يُنْتَفَع منهما بلبن ولا ظَهْرٍ، وتُترك البَحِيرَةُ ترعى وترد الماء ويُحَرَّمُ لحمها على النساء، ويُحَلَّلُ للرجال، فنهى الله تعالى عن ذلك فقال: ما جَعَلَ اللهُ من بَحِيرَةٍ ولا سائبةٍ ولا وصِيلةٍ ولا حامٍ؛ قال: وقيل البَحِيرَة من الإِبل التي بُحِرَتْ أُذنُها أَي شُقت طولاً، ويقال: هي التي خُلِّيَتْ بلا راع، وهي أَيضاً الغَزِيرَةُ، وجَمْهُها بُحُرٌ، كأَنه يوهم حذف الهاء. قال الأَزهري: قال أَبو إِسحق النحوي: أَثْبَتُ ما روينا عن أَهل اللغة في البَحِيرَة أَنها الناقة كانت إذا نُتِجَتْ خَمْسَةَ أَبطن فكان آخرها ذكراً، بَحَرُوا أُذنها أَي شقوها وأَعْفَوا ظهرها من الركوب والحمل والذبح، ولا تُحلأُ عن ماء ترده ولا تمنع من مرعى، وإِذا لقيها المُعْيي المُنْقَطَعُ به لم يركبها. وجاء في الحديث: أَن أَوَّل من بحر البحائرَ وحَمَى الحامِيَ وغَيَّرَ دِين إِسمعيل عَمْرُو بن لُحَيِّ بن قَمَعَة بنِ جُنْدُبٍ؛ وقيل: البَحِيرَةُ الشاة إذا ولدت خمسة أَبطُن فكان آخرها ذكراً بَحَرُوا أُذنها أَي شقوها وتُرِكَت فلا يَمَسُّها أَحدٌ. قال الأَزهري: والقول هو الأَوَّل لما جاء في حديث أَبي الأَحوص الجُشَمِيِّ عن أَبيه أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال له: أَرَبُّ إِبلٍ أَنتَ أَم ربُّ غَنَمٍ؟ فقال: من كلٍّ قد آتاني اللهُ فأَكْثَرَ، فقال: هل تُنْتَجُ إِبلُك وافيةً آذانُها فَتَشُقُّ فيها وتقول بُحُرٌ؟ يريد به جمع البَحِيرة. وقال الفرّاء: البَحِيرَةُ هي ابنة السائبة، وقد فسرت السائبة في مكانها؛ قال الجوهري: وحكمها حكم أُمها. وحكى الأَزهري عن ابن عرفة: البَحيرة الناقة إذا نُتِجَتْ خمسة أَبطن والخامس ذكر نحروه فأَكله الرجال والنساء، وإِن كان الخامس أُنثى بَحَروا أُذنها أَي شقوها فكانت حراماً على النساء لحمها ولبنها وركوبها، فإِذا ماتت حلت للنساء؛ ومنه الحديث: فَتَقَطَعُ آذانَها فتقُولُ بُحُرٌ؛ وأَنشد شمر لابن مقبل: فيــــه مــــن الأَخْــــرَجِ المُرْتَــــاعِ قَرْقَـــرَةٌ هَــــدْرَ الــــدَّيامِيِّ وَســـْطَ الهجْمَـــةِ البُحُـــرِ البُحُرُ: الغِزارُ. والأَخرج: المرتاعُ المُكَّاءٌ. وورد ذكر البَحِيرة في غير موضع: كانوا إذا ولدت إِبلهم سَقْباً بَحَروا أُذنه أَي شقوها، وقالوا: اللهم إِن عاش فَقَنِيٌّ، وإِن مات فَذَكيٌّ؛ فإِذا مات أَكلوه وسموه البحيرة، وكانوا إذا تابعت الناقة بين عشر إِناث لم يُرْكب ظهرُها، ولم يُجَزّ وبَرُها، ولم يَشْرَبْ لَبَنَها إِلا ضَيْفٌ، فتركوها مُسَيَّبَةً لسبيلها وسموَّها السائبة، فما ولدت بعد ذلك من أُنثى شقوا أُذنها وخلَّوا سبيلها، وحرم منها ما حرم من أُمّها، وسَمّوْها البحِيرَةَ، وجمعُ البَحِيرَةِ على بُحُرٍ جمعٌ غريبٌ في المؤنث إِلا أَن يكون قد حمله على المذكر، نحو نَذِيرٍ ونُذُرٍ، على أَن بَحِيرَةً فعيلة بمعنى مفعولة نحو قتيلة؛ قال: ولم يُسْمَعْ في جمع مثله فُعُلٌ، وحكى الزمَخْشري بَحِيرَةٌ وبُحُرٌ وصَريمَةٌ وصُرُمٌ، وهي التي صُرِمَتْ أُذنها أَي قطعت. واسْتَبْحَرَ الرجل في العلم والمال وتَبَحَّرَ: اتسع وكثر ماله.وتَبَحَّرَ في العلم: اتسع. واسْتَبْحَرَ الشاعرُ إذا اتَّسَعَ في القولِ؛ قال الطرماح: بِمِثْــــــلِ ثَنــــــائِكَ يَحْلُــــــو المديـــــح وتَســــــــْتَبْحِرُ الأَلســــــــُنْ المــــــــادِحَهْ وفي حديث مازن: كان لهم صنم يقال له باحَر، بفتح الحاء، ويروى بالجيم.وتَبَحَّر الراعي في رعْيٍ كثير: اتسع، وكلُّه من البَحْرِ لسعته.وبَحِرَ الرجلُ إذا رأَى البحر فَفَرِقَ حتى دَهِشَ، وكذلك بَرِقَ إذا رأَى سَنا البَرْقِ فتحير، وبَقِرَ إذا رأَى البَقَرَ الكثيرَ، ومثله خَرِقَ وعَقِرَ. ابن سيده: أَبْحَرَ القومُ ركبوا البَحْرَ.ويقال للبَحْرِ الصغير: بُحَيْرَةٌ كأَنهم توهموا بَحْرَةً وإِلا فلا وجه للهاء، وأَما البُحَيْرَةُ التي في طبرية وفي الأَزهري التي بالطبرية فإِنها بَحْرٌ عظيم نحو عشرة أَميال في ستة أَميال وغَوْرُ مائها، وأَنه علامة لخروج الدجال تَيْبَس حتى لا يبقى فيها قطرة ماء، وقد تقدم في هذا الفصل ما قاله السهيلي في هذا المعنى.وقوله: يا هادِيَ الليلِ جُرْتَ إِنما هو البَحْرُ أَو الفَجْرُ؛ فسره ثعلب فقال: إِنما هو الهلاك أَو ترى الفجر، شبه الليل بالبحر. وقد ورد ذلك في حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: إِنما هو الفَجْرُ أَو البَجْرُ، وقد تقدم؛ وقال: معناه إِن انتظرت حتى يضيء الفجر أَبصرب الطريق، وإِن خبطت الظلماء أَفضت بك إِلى المكروه. قال: ويروى البحر، بالحاء، يريد غمرات الدنيا شبهها بالبحر لتحير أَهلها فيها.والبَحْرُ: الرجلُ الكريمُ الكثيرُ المعروف. وفَرسٌ بَحْرٌ: كثير العَدوِ، على التشبيه بالبحر. والبَحْرُ: الرِّيفُ، وبه فسر أَبو عليّ قوله عز وجل: ظهر الفساد في البَرِّ والبَحْرِ؛ لأَن البحر الذي هو الماء لا يظهر فيه فساد ولا صلاح؛ وقال الأَزهري: معنى هذه الآية أَجدب البر وانقطعت مادة البحر بذنوبهم، كان ذلك ليذوقوا الشدَّة بذنوبهم في العاجل؛ وقال الزجاج: معناه ظهر الجدب في البر والقحط في مدن البحر التي على الأَنهار؛ وقول بعض الأَغفال: وأَدَمَتْ خُبْزِيَ من صُيَيْرِ، مِنْ صِيرِ مِصْرَيْنِ، أَو البُحَيْرِ قال: يجوز أَن يَعْني بالبُحَيْرِ البحر الذي هو الريف فصغره للوزن وإقامة القافية. قال: ويجوز أَن يكون قصد البُحَيْرَةَ فرخم اضطراراً. وقوله: من صُيَيْر مِن صِيرِ مِصْرَيْنِ يجوز أَن يكون صير بدلاً من صُيَيْر، بإِعادة حرف الجر، ويجوز أَن تكون من للتبعيض كأَنه أَراد من صُيَيْر كائن من صير مصرين، والعرب تقول لكل قرية: هذه بَحْرَتُنا. والبَحْرَةُ: الأَرض والبلدة؛ يقال: هذه بَحْرَتُنا أَي أَرضنا. وفي حديث القَسَامَةِ: قَتَلَ رَجُلاً بِبَحْرَةِ الرِّعاءِ على شَطِّ لِيَّةَ، البَحْرَةُ: البَلْدَةُ. وفي حديث عبدالله بن أُبيّ: اصْطَلَحَ أَهلُ هذه البُحَيْرَةِ أَن يَعْصِبُوه بالعِصَابَةِ؛ البُحَيْرَةُ: مدينة سيدنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وهي تصغير البَحْرَةِ، وقد جاء في رواية مكبراً. والعربُ تسمي المُدُنَ والقرى: البحارَ. وفي الحديث: وكَتَبَ لهم بِبَحْرِهِم؛ أَي ببلدهم وأَرضهم. وأَما حديث عبدالله ابن أُبيّ فرواه الأَزهري بسنده عن عُرْوَةَ أَن أُسامة ابن زيد أَخبره: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، ركب حماراً على إِكافٍ وتحته قَطِيفةٌ فركبه وأَرْدَفَ أُسامةَ، وهو يعود سعد بن عُبادَةَ، وذلك قبل وَقْعَةِ بَدْرٍ، فلما غشيت المجلسَ عَجاجَةُ الدابة خَمَّرَ عبدُالله بنُ أُبيّ أَنْفَه ثم قال: لا تُغَبِّرُوا، ثم نزل النبي، صلى الله عليه وسلم، فوقف ودعاهم إِلى الله وقرأَ القرآنَ، فقال له عبدُالله: أَيها المَرْءُ إِن كان ما تقول حقّاً فلا تؤذنا في مجلسنا وارجعْ إِلى رَحْلك، فمن جاءَك منَّا فَقُصَّ عليه؛ ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال له: أَي سَعْدُ أَلم تسمعْ ما قال أَبو حُباب؟ قال كذا، فقال سعدٌ: اعْفُ واصفَحْ فوالله لقد أَعطاك اللهُ الذي أَعطاك، ولقد اصطلح أَهلُ هذه البُحَيْرةِ على أَن يُتَوِّجُوه، يعني يُمَلِّكُوهُ فَيُعَصِّبوه بالعصابة، فلما ردَّ الله ذلك بالحق الذي أَعطاكَ شَرِقَ لذلك فذلك فَعَلَ به ما رأَيْتَ، فعفا عنه النبي، صلى الله عليه وسلم.والبَحْرَةُ: الفَجْوَةُ من الأَرض تتسع؛ وقال أَبو حنيفة: قال أَبو نصر البِحارُ الواسعةُ من الأَرض، الواحدة بَحْرَةٌ؛ وأَنشد لكثير في وصف مطر:يُغادِرْنَ صَرْعَى مِنْ أَراكٍ وتَنْضُبٍ، وزُرْقاً بأَجوارِ البحارِ تُغادَرُ وقال مرة: البَحْرَةُ الوادي الصغير يكون في الأَرض الغليظة.والبَحْرةُ: الرَّوْضَةُ العظيمةُ مع سَعَةٍ، وجَمْعُها بِحَرٌ وبِحارٌ؛ قال النمر بن تولب: وكأَنها دَقَرَى تُخايِلُ، نَبْتُها أُنُفٌ، يَغُمُّ الضَّالَ نَبْتُ بِحارِها الأَزهري: يقال للرَّوْضَةِ بَحْرَةٌ. وقد أَبْحَرَتِ الأَرْضُ إذا كثرت مناقع الماء فيها. وقال شمر: البَحْرَةُ الأُوقَةُ يستنقع فيها الماء.ابن الأَعرابي: البُحَيْرَةُ المنخفض من الأَرض.وبَحِرَ الرجلُ والبعيرُ بَحَراً، فهو بَحِرٌ إذا اجتهد في العدوِ طالباً أَو مطلوباً، فانقطع وضعف ولم يزل بِشَرٍّ حتى اسودَّ وجهه وتغير. قال الفراء: البَحَرُ أَن يَلْغَى البعيرُ بالماء فيكثر منه حتى يصيبه منه داء. يقال: بَحِرَ يَبْحَرُ بَحَراً، فهو بَحِرٌ؛ وأَنشد: لأُعْلِطَنَّـــــــــه وَســــــــْماً لا يُفــــــــارِقُه كمــــا يُجَــــزُّ بِحُمَّــــى المِيســــَمِ البَحِــــرُ قال: وإِذا أَصابه الداءُ كُويَ في مواضع فَيَبْرأُ. قال الأَزهري: الداء الذي يصيب البعير فلا يَرْوَى من الماء، هو النِّجَرُ، بالنون والجيم، والبَجَرُ، بالباء والجيم، وأَما البَحَرُ، فهو داء يورث السِّلَّ.وأَبْحَرَ الرجلُ إذا أَخذه السِّلُّ. ورجلٌ بَجِيرٌ وبَحِرٌ: مسْلُولٌ ذاهبُ اللحم؛ عن ابن الأَعرابي وأَنشد: وغِلْمَــــــتي مِنْهُــــــمْ ســــــَحِيرٌ وبَحِــــــرْ وآبقٌـــــ، مِــــن جَــــذْبِ دَلْوَيْهــــا، هَجِــــرْ أَبو عمرو: البَحِيرُ والبَحِرُ الذي به السِّلُّ، والسَّحِيرُ: الذي انقطعت رِئَتُه، ويقال: سَحِرٌ. وبَحِرَ الرجلُ. بُهِتَ. وأَبْحَرَ الرجل إذا اشتدَّتْ حُمرةُ أَنفه. وأَبْحَرَ إذا صادف إِنساناً على غير اعتمادٍ وقَصدٍ لرؤيته، وهو من قولهم: لقيته صَحْرَةَ بَحْرَةَ أَي بارزاً ليس بينك وبينه شيء.والباحِر، بالحاء: الأَحمق الذي إذا كُلِّمَ بَحِرَ وبقي كالمبهوت، وقيل: هو الذي لا يَتَمالكُ حُمْقاً. الأَزهري: الباحِرُ الفُضولي، والباحرُ الكذاب. وتَبَحَّر الخبرَ: تَطَلَّبه. والباحرُ: الأَحمرُ الشديدُ الحُمرة. يقال: أَحمر باحرٌ وبَحْرانيٌّ. ابن الأَعرابي: يقال أَحْمَرُ قانِئ وأَحمرُ باحِرِيٌّ وذَرِيحِيٌّ، بمعنى واحد. وسئل ابن عباس عن المرأَة تستحاض ويستمرّ بها الدم، فقال: تصلي وتتوضأُ لكل صلاة، فإِذا رأَتِ الدَّمَ البَحْرانيَّ قَعَدَتْ عن الصلاة؛ دَمٌ بَحْرَانيٌّ: شديد الحمرة كأَنه قد نسب إِلى البَحْرِ، وهو اسم قعر الرحم، منسوب إِلى قَعْرِ الرحم وعُمْقِها، وزادوه في النسب أَلِفاً ونوناً للمبالغة يريد الدم الغليظ الواسع؛ وقيل: نسب إِلى البَحْرِ لكثرته وسعته؛ ومن الأَول قول العجاج: وَرْدٌ من الجَوْفِ وبَحْرانيُّ أَي عَبِيطٌ خالصٌ. وفي الصحاح: البَحْرُ عُمْقُ الرَّحِمِ، ومنه قيل للدم الخالص الحمرة: باحِرٌ وبَحْرانيٌّ. ابن سيده: ودَمٌ باحِرٌ وبَحْرانيٌّ خالص الحمرة من دم الجوف، وعم بعضُهم به فقال: أَحْمَرُ باحِرِيٌّ وبَحْرَانيٌّ، ولم يخص به دم الجوف ولا غيره. وبَناتُ بَحْرٍ: سحائبُ يجئنَ قبل الصيف منتصبات رقاقاً، بالحاء والخاء، جميعاً. قال الأَزهري: قال الليث: بَناتُ بَحْرٍ ضَرْبٌ من السحاب، قال الأَزهري: وهذا تصحيف منكر والصواب بَناتُ بَخْرٍ. قال أَبو عبيد عن الأَصمعي: يقال لسحائب يأْتين قبل الصيف منتصبات: بَناتُ بَخْرٍ وبَناتُ مَخْرٍ، بالباء والميم والخاء، ونحو ذلك قال اللحياني وغيره، وسنذكر كلاًّ منهما في فصله.الجوهري: بَحِرَ الرجلُ، بالكسر، يَبْحَرُ بَحَراً إذا تحير من الفزع مثل بَطِرَ؛ ويقال أَيضاً: بَحِرَ إذا اشتدَّ عَطَشُه فلم يَرْوَ من الماء. والبَحَرُ أَيضاً: داءٌ في الإِبل، وقد بَحِرَتْ.والأَطباء يسمون التغير الذي يحدث للعليل دفعة في الأَمراض الحادة: بُحْراناً، يقولون: هذا يَوْمُ بُحْرَانٍ بالإِضافة، ويومٌ باحُوريٌّ على غير قياس، فكأَنه منسوب إِلى باحُورٍ وباحُوراء مثل عاشور وعاشوراء، وهو شدّة الحر في تموز، وجميع ذلك مولد؛ قال ابن بري عند قول الجوهري: إِنه مولد وإِنه على غير قياس؛ قال: ونقيض قوله إِن قياسه باحِرِيٌّ وكان حقه أَن يذكره لأَنه يقال دم باحِرِيٌّ أَي خالص الحمرة؛ ومنه قول المُثَقِّب العَبْدِي: بـــــــاحِريُّ الـــــــدَّمِ مُـــــــرَّ لَحْمُــــــهُ يُبْــــــرئ الكَلْبَــــــ، إذا عَــــــضَّ وهَـــــرّ والباحُورُ: القَمَرُ؛ عن أَبي علي في البصريات له. والبَحْرانِ: موضع بين البصرة وعُمانَ، النسب إِليه بَحْريٌّ وبَحْرانيٌّ؛ قال اليزيدي: كرهوا أَن يقولوا بَحْريٌّ فتشبه النسبةَ إِلى البَحْرِ؛ الليث: رجل بَحْرانيٌّ منسوب إِلى البَحْرَينِ؛ قال: وهو موضع بين البصرة وعُمان؛ ويقال: هذه البَحْرَينُ وانتهينا إِلى البَحْرَينِ. وروي عن أَبي محمد اليزيدي قال: سأَلني المهدي وسأَل الكسائي عن النسبة إِلى البحرين وإِلى حِصْنَينِ: لِمَ قالوا حِصْنِيٌّ وبَحْرانيٌّ؟ فقال الكسائي: كرهوا أَن يقولوا حِصْنائِيٌّ لاجتماع النونين، قال وقلت أَنا: كرهوا أَن يقولوا بَحْريٌّ فتشبه النسبة إِلى البحر؛ قال الأَزهري: وإِنما ثنوا البَحْرَ لأَنَّ في ناحية قراها بُحَيرَةً على باب الأَحساء وقرى هجر، بينها وبين البحر الأَخضر عشرة فراسخ، وقُدِّرَت البُحَيرَةُ ثلاثةَ أَميال في مثلها ولا يغيض ماؤُها، وماؤُها راكد زُعاقٌ؛ وقد ذكرها الفرزدق فقال: كــــأَنَّ دِيــــاراً بيــــن أَســــْنِمَةِ النَّقــــا وبيــــــنَ هَـــــذالِيلِ البُحَيـــــرَةِ مُصـــــْحَفُ وكانت أَسماء بنت عُمَيْسٍ يقال لها البَحْرِيَّة لأَنها كانت هاجرت إِلى بلاد النجاشي فركبت البحر، وكلُّ ما نسب إِلى البَحْرِ، فهو بَحْريٌّ. وفي الحديث ذِكْرُ بَحْرانَ، وهو بفتح الباء وضمها وسكون الحاء، موضع بناحية الفُرْعِ من الحجاز، له ذِكْرٌ في سَرِيَّة عبدالله بن جَحْشٍ.وبَحْرٌ وبَحِيرٌ وبُحَيْرٌ وبَيْحَرٌ وبَيْحَرَةُ: أَسماء.وبنو بَحْريّ: بَطْنٌ.وبَحْرَةُ ويَبْحُرُ: موضعان. وبِحارٌ وذو بِحارٍ: موضعان؛ قال الشماخ: صــــَبَا صــــَبْوَةً مِــــن ذِي بِحـــارٍ، فَجـــاوَرَتْ إِلــــى آلِ لَيْلىــــ، بَطْــــنَ غَــــوْلٍ فَمَنْعَـــجِ بحتر: البُحْتُر: بالضم: القصير المجتمع الخَلْقِ، وكذلك الحُبْتُرُ، وهو مقلوب منه، والأُنثى بُحْتُرَة والجمع البحاتِرُ.وبُحْتُرٌ: أَبو بطن من طيّء، وهو بُحتُرُ بنُ عَتُود ابن عُنَين بن سَلامانَ بن ثُعَلَ بن عَمْرو بن الغَوْثِ ابن جَلْهَمَةَ بن طَيّء بن أُدَدَ وهو رَهْطُ الهَيْثَمِ ابن عَدِيٍّ. والبُحْتُرِيَّةُ من الإِبل: نسوبة إِليهم. بحتر: بَحْثَرَ الشيءَ: بَحَثَه وبَدَّدَه كَبَعْثَرَهُ، وقرئ: إذا بُحْثِرَ ما في القبور؛ أَي بعث الموتى. وبَحْثَرَ المتاع: فرَّقه.الأَزهري: بَحْثَرَ متاعه وبَعْثَرَه إذا أَثاره وقلبه وفرَّقه وقلب بعضه على بعض. الأَصمعي: إذا انقطع اللبن وتَحَبَّبَ، فهو مُبَحْثَرٌ، فإِذا خَثُرَ أَعلاه وأَسفَلُه رقيقٌ، فهو هادر. أَبو الجرّاح: بَحْثَرْتُ الشيءَ وبَعْثَرْتُه إذا استخرجته وكشفته؛ قال القتال العامري: مَــــنْ لا تَلِــــدْ أَســــماءُ مِــــنْ آلِ عــــامِر بْشــــــَة، تُكْــــــرَهُ أُمُّـــــهُ أَنْ تُبَحْثَـــــرَا بحدر: أَبو عدنان قال: البُهْدُرِيُّ والبُحْدُرِيُّ المُقَرْقَمُ الذي لا يَشِبُّ.بخر: البَخَرُ: الرائحة المتغيرة من الفم. قال أَبو حنيفة. البَخَرُ النَّتْنُ يكون في الفم وغيره. بَخِرَ بَخَراً، وهو أَبْخَرُ وهي بَخْرَاءُ.وأَبْخَرهُ الشيءُ: صَيَّرَه أَبْخَرَ. وبَخِرَ أَي نَتُنَ من بَخَرِ الفَم الخبيث. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: إِياكم ونَوْمَةَ الغَداةِ فإِنها مَبْخَرَةٌ مَجْفَرَةٌ مَجْعَرَةٌ؛ وجعله القتيبي من حديث علي، رضي الله عنه، قوله مبخرة أَي مَظِنَّةٌ للبَخَرِ، وهو تغير ريح الفم. وفي حديث المغيرة: إِيَّاكَ وكلَّ مَجْفَرَةٍ مَبْخَرَةٍ، يعني من النساء.والبَخْرَاءُ والبَخْرَةُ: عُشْبَةٌ تشبه نباتَ الكُشْنَى ولها حب مثل حبه سوداء، سميت بذلك لأَنها إذا أُكِلت أَبْخَرَتِ الفَم؛ حكاها أَبو حنيفة قال: وهي مَرْعىً وتعلِفُها المواشي فتسمنها ومنابتها القِيعانُ.والبَخْراءُ: أَرض بالشام لنَتْنِها بعُفونة تُرْبِها. وبُخارُ الفَسْوِ: رِيحُه؛ قال الفرزدق: شـــــــارِبُ قَهْـــــــوَةٍ وحَلِيــــــفُ زِيــــــرٍ وَصـــــــــرَاءٌ، لِفَســـــــــْوَتِهِ بُخـــــــــارُ وكلُّ رائحة سطعت من نَتْنٍ أَو غيره: بَخَرٌ وبُخارٌ. والبَخْرُ، مجزوم: فِعْلُ البُخارِ.وبُخارُ القِدر: ما ارتفع منها؛ بَخَرَتْ تَبْخَرُ بَخْراً وبُخاراً، وكذلك بُخارُ الدُّخان، وكلُّ دخان يسطع من ماءٍ حار، فهو بُخار، وكذلك من النَّدَى. وبُخارُ الماء: ما يرتفع منه كالدخان. وفي حديث معاوية: أَنه كتب إِلى ملك الروم: لأَجْعَلنَّ القُسْطَنْطِينِيَّةَ البَخْراءَ حُمَمَةً سَوْداءَ؛ وصفها بذلك لبُخار البحر.وتَبَخَّر بالطيب ونحوه: تَدَخَّنَ. والبَخُورُ، بالفتح: ما يتبخر به.ويقال: يَخَّرَ علينا من بَخُور العُود أَي طَيَّبَ.وبَناتُ بَخْرٍ وبَناتُ مَخْرٍ: سحابٌ يأْتين قبل الصيف منتصبةٌ رِقاقٌ بيضٌ حسانٌ، وقد ورد بالحاء المهملة أَيضاً فقيل: بنات بحر، وقد تقدم.والمَبْخُورُ: المَخْمُورُ.ابن الأَعرابي: الباخِرُ ساقي الزرع؛ قال أَبو منصور: المعروف الماخِر، فأَبدَل من الميم باءً، كقولك سَمَدَ رأْسَه وسَبَدَهُ، والله أَعلم.
المعجم: لسان العرب