المعجم العربي الجامع

ي

المعنى: (صيغة الجمع) ياءاتٌ الحَرْف الثّامن والعِشرون من حُروف الهجاء، مؤنّثة، وهي قَمَريّة وبَمثابة 10 في حِساب الجُمَّل، والنِّسبة إليها: يائيّ. وتكون الياء أصليّة كما في «اليَمين واليَسار»، وزائدة كما في «الصَّغير والكَبير». والياء المُفرَدة تكون ضَميرًا للمؤنَّثة المُخاطَبة كقوله تعالى: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِين} [آل عِمرَان:43]، وضميرًا للمُتكلِّم مع الفعل كقوله تعالى: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} [مريَم:31] وضميرًا للمُتكلّم مع الِاسم كقوله تعالى: {قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعرَاف:156]. وتَكون للتَّثنية نَصبًا وجَرًّا نحو: الكِتابَيْن، وللجَمع نحو: المؤمنين، وكقوله تعالى: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ} [البَقَرَة:128]. ولجمع المُذكَّر السّالم نصبًا وجَرًّا كقوله تعالى: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين} [البَقَرَة:250]. وتكون حَرفًا للمضارَعة كقوله تعالى: {يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البَقَرَة:276]. وتأتي مُشدَّدة للنِّسبة، كما في لُبنانيّ وسُوريّ.
المعجم: القاموس

برج

المعنى: والبَرَجُ: تباعد ما بين الحاجبين، وكل ظاهر مرتفع ف بَرَجَ، وإنما قيل للبروج بروج لظهورها وبيانها وارتفاعها. والبَرَجُ: نجل العين وهو سعتها، وقيل: البَرَجُ سعة العين في شدة بياض صاحبها، ابن سيده: البَرَجُ سعة العين، وقيل: سعة بياض العين وعظم المقلة وحسن الحدقة، وقيل: هو نقاء بياضها وصفاء سوادها، وقيل: هو أن يكون بياض العين محدقا بالسواد كله، لا يغيب من سوادها شيء. برج برجا، وهو أبرج، وعين برجاء، وفي صفة عمر، رضي الله عنه: أدلم أبرج، هو من ذلك. وامرأة بَرْجاءُ: بينه البرج، ومنه قيل: ثوب مبرج للمعين من الحلل.والتَّبَرُّج: إظهار المرأة ومحاسنها للرجال.وتَبرَّجتِ المرأة: أظهرت وجهها. وإذا أبدت المرأة محاسن جيدها ووجهها، قيل تَبَرَّجَتْ، وترى مع ذلك في عينيها حسن نظر، كقول ابن عرس في الجنيد بن عبد الرحمن يهجوه: يبغـض منـت عينيـك تبريجها وصــورة فــي جســد فاســد وقال أبو إسحق في قوله عز وجل: غير متبرجات بزينة، التَّبرُّجُ: إظهار الزينة وما يستدعى به شهوة الرجل، وقيل: إنهن كن يتكسرن في مشيهن ويتبخترن، وقال الفراء في قوله تعالى: ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى، وذلك في زمن ولد فيه إبراهيم النيبي، عليه السلام، كانت المرأة إذ ذاك تلبس الدرع من اللؤلؤ غير مخيط الجانبين، ويقال: كانت تبلس الثياب سلع المال لا تواري جسدها فأمرن أن لا يفعلن ذلك، وفي الحديث: كان يكره عشر خلال، منها التبرج بالزينة لغير محلها، والتَّبَرُّجُ: إظهار الزينة للناس الأجانب، وهو المذموم، فأما للزوج فلا، وهو معنى قوله لغير محلها.وتباريج النبات: أزاهيره.البرج: واحد من بروج الفلك، وهي اثنا عشر برجا، كل برج منها منزلتان، وثلث منزل للقمر، وثلاثون درجة للشمس، إذا غاب منها ستة طلع ستة، ولكل برج اسم على حدة، فأولها الحمل، وأول الحمل الشرطان، وهما قرنا الحمل كوكبان أبيضان إلى جانب السمكة، وخلف الشرطين البطين، وهي ثلاثة كواكب، فهذان منزلان وثلث للثريا من برج الحمل. قال محمد بن المكرم: قوله كل برج منها منزلتان وثلث منزل للقمر وثلاثون درجة للشمس كلام صحيح، لكن الشمس والقمر سواء في ذلك، وكان حقه أن يقول: كل برج منها منزلان، وثلث منزل للشمس والقمر، وثلاثون درجة لهما. وقوله أيضا: وأول الحمل الشرطان وهما قرنا الحمل، إلى وثلث للثريا من برج الحمل، قد انتقض عليه الآن، فإن أول دقيقة في برج الحمل اليوم، بعض الرشاء والشرطين وبعض البطين، والله أعلم. والجمع أبراج وبروج، وكذلك بروج المدينة والقصر، والواحد كالواحد، وقال أبو إسحق في قوله تعالى: والسماء ذات البروج، قيل: ذات الكواكب، وقيل: ذات القصور في السماء. الفراء: اختلفوا في البروج، فقالوا: هي النجوم، وقالوا: هي البروج المعروفة اثنا عشر برجا، وقالوا: هي القصور في السماء والله أعلم بما أراد.وقوله تعالى: ولو كنتم في بروج مشيدة، البروج ههنا: الحصون، واحدها برج. الليث: بروج سور المدينة والحصن: بيوت تبنى على السور، وقد تسمى بيوت تبنى على نواحي أركان القص بروجا. الجوهري: بُرْجُ الحصن ركنه، والجمع بروج وأبراج، وقال الزجاج في قوله: جعلنا في السماء بروجا، قال: البروج الكواكب العظام.وثوب مُبَرَّجٌ: فيه صور البروج، وفي التهذيب: قد صور فيه تصاوير كبروج السور، قال العجاج: قـد لبسـنا وشـيه المبرجـا وقال: كـأن برجـا فوقهـا مبرجـا. به سنامها ببرج السور.ابن الأعرابي: بَرِجَ أمره إذا اتسع أمره في الأكل والشرب.والبُرْجانُ، من الحساب: أن يقال: ما مبلغ كذا؟ أو ما جذر كذا؟ الليث: حساب البرجان هو كقولك ما جذاء كذا في كذا؟ وما جذر كذا كذا؟ فجذاؤك مبلغه، وجذره أصله الذي يضرب بعضه في بعض، وجملته البرجان. يقال: ما جذر مائة؟ فيقال عشرة، ويقال: ما جذاء عشرة؟ فيقال: مائة.ابن الأعرابي: أَبْرَجَ الرجل إذا جاء ببنين ملاح. والبارجُ: الملاح الفاره.الأصمعي: البَوَارُج السفن الكبار، واحدتها بارجة، وهي العلالس والخلايا. والبارجَوُ: سفينة من سفن البحر تتخذ للقتال. والإبْريجُ: المخضة، قال الشاعر: لقـد تمخـض في قلبي مودتها كمـا تمخض في إبريجه اللبن الهاء في إبريجه ترجع إلى اللبن. وما فلان إلا بارجة قد جمع فيه الشر.وبُرجْانُ: جنس من الروم يسمون كذلك، قال الأعشى: وهرقــل يــوم ذي سـاتيدما من بني برجان في البأس رجح يقول: هم رجح على بني برجان أي هم أرجح في القتال وشدة البأس منهم.وبرجان: اسم لص، يقال: أشرق من برجان. وبرجان: اسم أعجمي.والبرج: اسم شاعروبرجة: فرس سنان بن أبي سنان، والله أعلم.
المعجم: لسان العرب

سَهَا

المعنى: عنه، وفيه ـُ سَهْواً، وسُهُوًّا، وسَهْوَةً: غَفَلَ عنه. وقيل: سها فيه. تركه عن غير علم؛ وسها عنه: تركه مع العلم. يقال: سها في الصلاة: نسي شيئاً منها، وسها عنها: تركها ولم يُصَلِّ. وـ إليه: نظر ساكن الطَّرْف. فهو ساهٍ، وسَهْوان. وفي المثل: (إنَّ المُوَصَّيْنَ بنو سَهوانَ): إنك لا تحتاج أن تُوصِيَ إلاَّ من كان غافلاً ناسياً.؛(سَهِيَ) ـَ سَهْواً: سها.؛(سَهُوَ) ـُ سَهاوةً: صار ليِّناً ساكناً وطيئاً.؛(أسْهَى) فلان: بنى السَّهوةَ في البيت، أو عملها فيه. وـ فلاناً عن الشيء أو فيه: جعله يسهو.؛(ساهاهُ): غافله. وـ سَخِرَ منه. وـ أحسن معاشرته، وترك الاستقصاء وساهله.؛(سَهَّاهُ): جعله يسهو. وـ غافَلَه. (محدثة).؛(السُّها): كوكب صغير خفيُّ الضوء في بناتِ نعشٍ الكبرى أو الصغرى. وفي المثل: (أُريها السُّها وتُريني القمر): يضرب للمدهوش الذي يُسأَل عن شيء فيجيب جواباً بعيداً.؛(السَّهْوُ): الغَفلة والذُّهول عن الشيء. ويقال: افعلْ ذلك سَهواً رَهْواً: عَفواً. وحملت المرأةُ سَهواً: حَبِلَتْ على حيض. وـ اللَّيِّن السَّهْلُ الوطيءُ الملائم، من الناس والأمور والمياه وغيرها. وـ الليِّن. وـ السكون.؛(السَّهْواءُ): ساعة من الليل، أو صدرٌ منه.؛(السَّهْوَةُ): القوس المواتية والمطاوعة. وـ شيء كالصُّفَّة يكون بين البيوت. وـ حائط صغير يُبنى بين حائطي البيت، ويُجعل السَّقف على الجميع، فما كان وسط البيت فهو سهوة، وما كان داخله فهو المُخْدع. وـ بيت على الماء يستظلُّون به. وـ سُترة تكون قُدَّام فناء البيت. وـ شبه سُورٍ حوله. وـ شبه الخِزانة الصغيرة يكون فيها المتاع. وـ أربعة أعوادٍ أو ثلاثة يُعارَض بعضها على بعض. ثمَّ يوضع عليها شيءٌ من الأمتعة. (ج) سِهاء.
المعجم: الوسيط

ذِراعٌ

المعنى: (صيغة الجمع) أذرُعٌ وذُرعانٌ ما بين طرَف المِرْفَق إلى طرَف الإصبع الوُسطى [مؤنَّثة وقد تُذكَّر].؛- (من البَقَر والغَنَم) ما فوق الكُراع.؛- (من الإبْل وذَوات الحافِر) ما فوق الوَظيف، وهي على كلٍّ دون الرُّكبة.؛وفي المَثَل: «لا تُطْعِمِ العَبْدَ الكُراعَ فيَطمعَ في الذِّراع».؛-: مِقياس للطُّول يَختلِف باخْتِلاف البُلدان. فالذِّراع الهاشميّ 64سم، والذِّراع البَلَديّ أو الإستامبوليّ 66.5سم، وذِراع الهِندازة 65.6سم، والذِّراع المِعماريّ 75 سم، والذِّراع الحَلَبيّ والسّوريّ عُمومًا 68سم، والذِّراع البَغداديّ كالذِّراع الحَلَبيّ. والأذْرُع هنا هي الطُّوليّة وتُسمَّى بالخَطيَّة. والذِّراع السَّطْحِيّ هو الذِّراع المُربَّع، والذِّرَاع الجِسْميّ هو الذِّراع المكعَّب.؛- (عند الفُقهاء) أربع وعِشرون إصبعًا مَضمومة دون الإبهام، أي ستّ قَبَضات ويُعرَف بذِراع العامّة، أو المكسَّر. وذِراع المَلِك سبع قَبَضات وهو ذِراع المِساحَة. وذراع الكِرْباس هو ذِراع العامّة، واعْتَبَره أهل الهيئة في قياس قُطر الأرض والكَواكب وأبعادها.؛- القَناة: صَدْرها لتَقدُّمه كتَقدُّم الذِّراع.؛- (فلك) مَنزِل للقَمَر يَنزِله في اللَّيْلة السّابعة من الشَّهر وهو كوكبان نيِّران مُعترِضان بين الشَّمال والجَنوب. وذِراع الأسد، وله ذراعان: ذِراع مَقبوضة وهي الشّاميّة وسُمّيت مَقبوضة لأنّها تَخفى عند طُلوع الأسد ويُقارِنها نُجوم صِغار تُسمَّى أظفار الأسد أو الأظفار، وذِراع مَبسوطة وهي نَجْم أحمر يُسمَّى مِرْزَم الذِّراع.؛- (عند المُولَّدين) ثَلاثة أنجم مُصطفّة على خَطّ مُستقيم تَظهَر في رأي العين على طول الذِّراع.؛- الإدارة: ذِراع يُستعمَل لتَحريك عَمود في حَرَكَة دائريّة ويَتكوَّن من السّاعد والمِرفَق وعَمود الإدارة.؛- التَّوصيل (في الهَنْدَسة والميكانيكا): ساق يَتَّصِل أحد طَرَفيها بالمِرْفَق وَيتَّصِل الطَّرَف الآخَر بجسم مُتحرِّك حَرَكة تَردُّديّة، والغَرَض منه تَحويل الحَرَكَة التَّردُّدِيَّة إلى حَرَكَة دَوَرانيّة أو العكس.؛- المِرْفاع (في الرّياضة والهَنْدَسة): القَضيب الذي يَتَّصِل طرَفُه بالثِّقل والمَجهود (مج).؛-: السّاعِد (بقُوَّة الذِّراعين، باسِطًا ذِراعَه).؛-: القُوَّة والقُدْرَة (فلانٌ رَحْب الذِّراع). وفي حَديث ابن عوف: «قَلِّدوا أمْرَكُمْ رَحْبَ الذِّراع».؛-: سِمَة في مَوضِع الذِّراع.؛-: الطَّاقة (ما لي به ذِراعٌ).؛ثَوْبٌ مُوَشَّى الـ-: الكُمّ.؛هو لك على حَبْل الـ-: مُعَدّ، جاهِز، حاضِر.؛ضاق بالأمر ذِراعُه: عَجِزَ عن احتماله.؛بَسَطَ له ذِراعَيه: اِسْتَقْبَلَه بالتَّرحاب.؛رجلٌ واسعُ الـ-: طَويل الباع، مُقتدِر.؛بالباع والـ-: بشِدَّة.؛اِسْتَقْبَلَه بذِراعَين مَفتوحتين: اِسْتَقْبَلَه بكُلّ تَرحاب.؛بقيَ مَكتوف الذِّراعين: بَقِيَ بطّالًا.؛جَعَلتُ أمرَك على ذِراعك: أي اصنَعْ ما شِئْتَ.
المعجم: القاموس

وعد

المعنى: وعد : (} وعَدَه الأَمْرَ) ، مُتَعَدِّياً بِنَفسِهِ، (و)  {وعَدَه (بِهِ) . مُتَعدِّياً بالباءِ وَهُوَ رأْيُ كَثيرٍ، وَقيل: الْبَاء زائدةٌ ومَنَع جَماعَةٌ دُخُولَها مَعَ الثلاثيِّ، قَالُوا: وإِنما تكون مَعَ الرُّباعيّ، (} يَعِدُ {عِدَةً) ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الْقيَاس فِي كُلِّ مِثَالٍ، ورُبَّمَا فُتِح كسَعَةٍ، (} ووَعْداً) ، وَهُوَ من المصادر المَجْموعة، قَالُوا {الوُعُودُ، حَكَاهَا ابنُ جِنِّي، وَقَوله تَعَالَى: {مَتَى هَاذَا} الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (سُورَة يُونُس، الْآيَة: 48) أَي إِنجاز هاذا الوَعْد، أَرُونَا ذَلِك. وَفِي التَّهْذِيب: الوَعْدُ {والعِدَةُ يَكُونَانِ مَصْدَراً واسْماً، فأَمَّا} العِدَةُ فتُجْمَع {عِدَات،} والوَعْد لَا يُجْمَع، وَقَالَ الفراءُ {وَعَدْتُ} عِدَةً، ويَحذِفون الهاءَ إِذا أَضَافُوا، وأَنشد: إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فَانْجَرَدُوا وأَخْلَفُوكَ {عِدَى الأَمْرِ الذِي} وَعَدُوا وَقَالَ ابْن الأَنبارِيّ وغيرُه: الفَرَّاءُ يَقُول: {عِدَةٌ} وعِدًى، قَالَ: ويُكْتَب بالياءِ. وَفِي الصّحاح {والعِدَةُ:} الوَعْدُ، والهاءُ، عِوَضٌ من الْوَاو، ويُجْمَع على {عِدَاتٍ، وَلَا يُجْمَع} الوَعْدِ، والنِّسْبَةُ إِلى {عِدَةٍ} عِدِىٌّ، وإِلى زِنَةٍ زِنِيٌّ، فَلَا تَرُدُّ الواوَ كَمَا تَرُدُّهَا فِي شِيَةٍ. الفراءُ يَقُول {- عِدَوِيٌّ وزِنَوِيٌّ كَمَا يُقَال شِيَوِيٌّ. قلت: وَقَوله: وَلَا يُجْمَع، أَي لكَوْنِه مَصدَراً، والمصادِرُ لَا تُجْمَع إِلاَّ مَا شَذَّ، كالأَشْغَالِ والحُلُومِ، كَمَا قَالَه سيبويهِ وغيرُه، (} ومَوْعِداً {ومَوْعِدَةً) ، قَالَ شيخُنَا: هُوَ أَيضاً مِن المَقِيس فِي بَاب المِثَالِ، فَيُقَال فِيهِ مَفْعِلَة بِفَتْح الْمِيم وَكسر الْعين، وَمَا جَاءَ بالفَتْح فَهُوَ علِى خِلافِ القِياسِ كمَوْحَد، وَمَا مَعَه من الأَلفاظ الَّتِي جاءَ بهَا الجوهريُّ وذكَرَها ابنُ مالِكٍ وغيرُه من أَئمَّةِ الصرْفِ، وَهنا للجوهريِّ مباحثُ وقواعِدُ صَرْفِيَّة أَغفلَها المُصنِّفُ لعدَمِ إِلْمامه بذالك الفَنِّ. قلْتُ: وسَنَسُوقُ عِبَارَةَ الجَوْهَرِيِّ وسَببَ عُدولِ المُصَنِّف عَنْهَا قَرِيبا. وَفِي لِسَان الْعَرَب: ويَكُون} المَوْعِدُ مصدرَ {وَعَدْتُه، وَيكون} المَوْعِد وَقْتاً {لِلْعِدَةِ،} والمَوْعِدَةُ أَيضاً اسمٌ لِلْعِدَةِ {والمِيعادُ لَا يكون إِلاَّ وَقْتاً أَو مَوْضِعاً،} والوَعْدُ مصدَرٌ حَقيقيٌّ، {والعِدَة اسمٌ يُوضَع مَوضِع المَصْدَر. وكذالك} المَوْعِدَةُ، قَالَ الله عزّ وجَلّ: {إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ} (سُورَة التَّوْبَة، الْآيَة: 114) وَفِي الصّحاح: وكذالك المَوْعِدُ، لأَن مَا كَانَ فاءُ الفِعْل مِنْهُ وَاراً أَو يَاء ثمَّ سَقَطَتَا فِي المُسْتَقْبَلِ نَحْو يَعِدُ ويَزِنُ ويَهَبُ ويَضَعُ ويَئِلُ فإِن المَفْعِلُ مِنْهُ مَكْسُورٌ فِي الاسمِ والمَصدرِ جَمِيعًا، وَلَا تُبَالِ أَمنصوباً كانَ يَفْعل مِنْهُ أَو مَكْسوراً بْدَ أَن تكون الواوُ مِنْهُ ذاهِبةً، إِلاَّ أَحرُفاً جاءَتْ نَوَادِرَ، قَالُوا: دَخَلُوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ، وفلانٌ ابْن مَوْرَقٍ، ومَوْكَلٌ اسمُ رجُلٍ أَو مَوْضِعٍ، ومَوْهَبٌ اسمُ رجُلٍ وَمَوْزَنٌ مَوْضِع، هاذا سَمَاعٌ، والقِيَاس فِيهِ الكَسْرُ، فإِن كَانَت الواوُ مِنْ يَفْعَلُ مِنْهُ ثابِتَةً، نَحْو يَوْجَل ويَوْجَعُ ويَوْسَنُ فَفِيهِ الوَجْهَان، فَإِن أَردَت بِهِ المَكَانَ والاسمَ كَسَرْتَه وإِن أَردت بِهِ المَصْدَرَ نَصَبْتَه، فقلُت مَوْجِلٌ ومَوحجَلٌ (ومَوْجِعٌ ومَوْجَعٌ) فإِن كَانَ مَعَ ذالك مُعْتَلَّ الآخِر فالمَفْعَل مِنْهُ منصوبٌ، ذهَبَتَ الواوُ فِي يَفْعل أَو ثَبَتَتْ، كقولِك المَوْلعى والمَوْفَى والمَوْعَى، من يَلِي ويَفِي ويَعِي، قَالَ الإِمام أَبو مُحَمَّد ابْن بَرِّيَ: قَوْله فِي استثنائه: إِلاّ أَحْرُفاً جاءَتَ نَوَادِرَ، قَالُوا: دَخَلُوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ. قَالَ: مَوْحَد لَيْسَ من هاذا الْبَاب، وإِنما هُوَ مَعْدُولٌ عَن واحِدٍ، فيمتَنِع من الصَّرْف للعَدْلِ والصِّفَةِ كأُحَادَ، ومثلُه، مَثْنَى وثُنَاءَ ومَثْلَث وثُلاَث ومَرْبَع ورُبَاع، قَالَ: وَقَالَ سيبويهِ: مَوْحعد فتَحوه لأَنّه لَيْسَ بمصْدَرٍ وَلَا مكانٍ، وإِما هُوَ مَعدولٌ عَن واحِدٍ، كَمَا أَنّ عُمَرَ معدُولٌ عَن عامِرٍ، انْتهى. قلت: ولمَّا كَانَ كالأَمْرُ فِيهِ مَا ذَكَرَه ابنُ بَرِّيَ، وأَن بَعْضَ مَا استثْنَاهُ مُنَاقَشٌ فِيهِ ومَرْدُودٌ عَلَيْهِ لم يَلْتَفِتْ إِليه المُصنِّف، وزَعَم شيخُنَا سامحه الله تَعَالَى أَنه لجَهْلِه بالقَوَاعِد الصَّرْفِيَّة، وَهُوَ تَحَامُلٌ مِنْهُ عَجِيبٌ، (وَ {مَوْعُوداً} ومَوْعُودَةً) ، قَالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ من المصادر الَّتِي جاءَت على مَفْعُولٍ ومَفْعُولَةٍ كالمَحْلُوف والمَرْجُوعِ والمَصْدُوقَة والمَكْذُوبَةِ، قَالَ ابنُ جِنِّي: وَمِمَّا جاءَ مِن المصادِر مجْمُوعاً مُعْمَلاً قولُهم: {مَوَاعِيدَ عُرْقُوبٍ أَخَاهُ بِيَثْرِبِ قَالَ شَيخنَا: ووُرُود مَفْعُولٍ مَصْدَراً من الثلاثي الجُمْهُورُ حَصَرُوه فِي السَّمَاعِ، وَقَصْروه على الْوَارِد، وأَبو الخَطَّاب الأَخفشُ الكبيرُ فِي جَمَاعَة قاسُوه فِي الثُّلاثيِّ، كَمَا قَاس الْكل اسْمَ مَفعولٍ مَصْدَراً فِي غيرِ الثلاثي، على مَا عُرِف فِي الصَّرْف. (و) } وَعَدَه (خَيْراً وشَرًّ) ، فَيُنْصَبَانِ على المفعوليَّة المُطلقَة، وَقيل: على إِسقَاطَ الجَار، والصوابُ الأَوّل، كَمَا حَقَّقَه شيخُنَا، وعبارَة الفَصِيح: وَعَدْت الرجُلَ خيرا وشَرًّا قَالَ شُرَّاحُه. أَي مَنَّيْتُه بهما، قَالَ الله تَعَالَى فِي الخيرِ. {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} (سُورَة الْفَتْح، الْآيَة: 29) ومثلُه كَثِيرُ، وَقَالَ فِي الشَّرِّ {قُلْ أَفَأُنَبّئُكُم بِشَرّ مّن ذالِكُمُ النَّارُ {وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (سُورَة الْحَج، الْآيَة: 27) وأَنْشَدُوا: إِذَا} وَعَدَتْ شَرّاً أَتَى قَبْلَ وَقْتِهِ وَإِنْ وَعَدَتْ خَيْراً أَرَاثَ وعَتَّمَا قلت: وصَرَّح الزمخشريّ فِي الأَساس بأَن قولَهم وَعَدْتُه شَرًّا، وَكَذَا قَول الله تَعَالَى: {الشَّيْطَانُ! يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ} (سُورَة الْبَقَرَة، الْآيَة: 268)  من المَجازِ، (فَإِذا أُسْقِطَا) أَي الْخَيْر والشَّرّ (قِيلَ فِي الخَيْرِ {وَعَدَ) ، بِلَا أَلف، (وَفِي الشَّرِّ} أَوْعَدَ) ، بالأَلف، قَالَه المُطرّز، وَحَكَاهُ القُتَيْبِيّ عَن الفرَّاءه، وَقَالَ اللَّبْليّ فِي شَرْح الفَصِيح: وهاذا هُوَ المَشْهورُ عِنْد أَئِمَّة اللغَةِ. وَفِي التَّهْذِيب: كلامُ العَرَب: {وَعَدْتُ الرجُلَ خَيْراً، ووعَدْتُه شَرًّا،} وأَوْعَدْتُه خَيْراً، {وأَوْعَدْتُه شَرًّا، فإِذا لم يَذْكُرُوا الخَيْرَ قالُوا} وَعَدْتُه، وَلم يُدْخِلُوا أَلِفاً، وإِذا لم يَذْكروا الشرَّ قالُوا {أَوْعَدْتُه وَلم يُسْقِطُوا الأَلف، وأَنْشَدَ لِعَامِرِ بنِ الطفَيْل: وإِنِّي وَإِنْ} أَوْعَدْتَه أَوْ {وَعَدْتُهُ لأَخْلِفُ} إِيعَادِي وأُنْجِزُ {مَوْعِدِي (وَقَالُوا:} أَوْعَدَ الخَيْرَ) ، حَكَاهُ ابنُ سِيدَه عَن ابْن الأَعرابِيِّ، وَهُوَ نادِرٌ، وأَنشد: يَبْسُطُنهي مَرَّةً {- ويُوعدُنِي فَضْلاً طَريفاً إِلى أَيَادَيه (و) أَوْعَدَه (بالشَّرِّ) ، أَي إِذا أَخَلوا الباءَ لم يكن إِلاَّ فِي الشَّرِّ، كَقَوْلِك: أَوْعَدْتُه بالضَّرْبِ، وعبارةُ الفَصِيحِ: فإِذا أَدْخَلْت الباءَ قُلْتَ: أَوْعَدْتُه بِكَذا وكَذَا، تَفْنِي مِن الوَعِيد، قَالَ شُرَّاحُه: مَعْنَاهُ مِن الوَعِيد، قَالَ شُرَّاحُه: مَعْنَاهُ أَنهم إِذا أَدْخَلوا الباءَ أَتَوْا بالأَلفِ مَعَهَا، فَقَالُوا، أَوْعَدْتُه: بِكَذَا، وَلَا تَدْخُلُ البَاءُ فِي وَعَدَ بغيرٍ أَلِفٍ، فَلَا تَقُلْ وَعَدْتُه بِخَيْرٍ وبِشَر وعَلى هَذَا القولِ أَكثَرُ أَهلِ اللغةِ، قلت: وَفِي الْمُحكم: وَفِي الخَيْرِ الوَعْدُ} والعِدَةُ وَفِي الشرِّ {الإِيعادُ} والوَعِيدُ، فإِذا قَالُوا {أَوْعَدْتُه بالشرّ أَثبتُوا الأَلِفَ مَعَ الباءِ، وأَنْشَد لبعْضِ الرُّجَّازِ: } - أَوْعَدَنِي بِالسِّجْنِ والأَدَاهِمِ رِجْلِي ورِجْلي شَئْنَةُ المَنَاسِمِ قَالَ الْجَوْهَرِي: تقديرُه {- أَوْعَدَني بالسِّجْنِ،} وأَوْعَدَ رِجْلِي بالأَدَاهِم، ورِجْلي شَئْنَةٌ، أَي قَوِيَّة على القَيْدِ. قلت، وحكَى ابنُ القُوطِيَّة،  {وَعَدْتُهُ خَيْراً وشَرًّا، وبِخَيْر وبَشَرَ، فعلى هَذَا لَا تَخْتَصُّ الباءُ} بأَوْعَدَ، بل تكون مَعَهَا وَمَعَ وَعَدَ، فَتَقول: {أَوْعَدْته بِشرَ،} ووعَدْته بِخَيْرٍ، لَكِن الأَكْثَر مَا مَرَّ. وَحكى قُطْرَب فِي كِتاب فَعَلْت وأَفعلْت: {وَعَدْت الرَّجُلَ خَيْراً،} وأَوْعَدْتُه خيرا، و {وعدته شَرًّا،} وأَوْعَدْتُه شَرًّا. ( {والمِيعَادُ: وَقْتُه ومَوْضِعُه و) كَذَا (} المُواعَدَةُ) يكون وقتا ومَوْضِعاً، قَالَ الجوهَرِيُّ، وكذالك {المَوْعِدُ، أَي يكون وَقْتاً ومَوْضِعاً. وَفِي الأَساس: وهاذا الوَقْتُ والمَكَانُ} مِيعَادُهم {ومَوْعدُهُم. (} وتَوَاعَدُوا {واتَّعَدُوا) بِمَعْنى واحدٍ، (أَو الأُولَى فِي الخَيْرِ، والثانِيَةُ فِي الشَّرِّ) ، وهاذا الفَرْقُ هُوَ المَشْهورُ الَّذِي عَلَيْهِ الجُمهُورُ، فَفِي اللّسَان:} اتَّعَدْت الرَّجُلَ، إِذا {أَوْعَدْتَه، قَالَ الأَعْشَى: فَإِنْ} - تَتَّعِدْنِي {أَتَّعِدْكَ بِمِثْلِهَا وَقَالَ أَبو الْهَيْثَم:} أَوْعَدْت الرجُلَ {أُوعِدُه} إِيعَاداً، {وتَوَعَّدْتُه} تَوَعُّداً. {واتَّعَدْت} اتِّعَادا، ( {ووَاعَدَه الوَقْتَ والمَوْضِعَ) وواعَدَه (} فَوَعَدَه: كَانَ أَكْثَرَ {وَعْداً مِنه) ، وَقَالَ أَبو مُعاذٍ:} وَاعَدْتُ زَيْداً، إِذ وَعَدَك {وَوَعَدْتَه،} ووَعَدْتُ زَيْداً، إِذا كَانَ الوَعْدُ مِنْك خاصَّةً. (و) من المَجاز (فَرَسٌ {وَاعِداً: يَعِدُكَ جَرْياً بعْدَ جَرْيٍ) ، وعبارَةُ الأَساسِ: يَعِدُ الجَرْيَ. (و) من المَجاز أَيضاً (سَحَابٌ) واعِدٌ، (كأَنَّهُ وَعَدَ بالمَطَرِ، و) من المَجاز أَيضاً (يَوْمٌ) واعِدٌ: (يَعِدُ بالحَرِّ) وَكَذَا عَامٌ واعِدٌ، (أَو) يَوْمٌ واعِدٌ:} يَعِدُك (بالبَرْدِ أَوَّلُه) ، وَيُقَال: يَوْمُنَا يَعِدُ بَرْداً، ويَوْمٌ {واعِدٌ، إِذا} وَعَدَ أَوَّلُه بَحَرَ أَو بَرْدٍ، كَذَا فِي اللِّسَان. (و) من المَجاز أَيضاً: (أَرْضٌ! واعِدَةٌ: رُجِيَ خَيْرُهَا مِن النَّبْتِ) ، قَالَ الأَصمعيُّ: مَرَرْتُ بأَرْضِ بني فُلانٍ غِبَّ مَطَرٍ وَقَعَ بهَا فرأَيْتُهَا وَاعِدَةً، إِذا رُجِيَ خَيْرُهَا وتَمَامُ نَبْتِها فِي أَوَّلِ  مَا يَظْهَرُ النَّبْتُ، قَالَ سُوَيْدُ بن كُرَاع: رَعَى غَيْرَ مَذْعُورٍ بِهِنَّ ورَاقَهُ لُعَاعٌ تَهَادَاهُ الدَّكَادِكُ {وَاعِدُ (و) اشتدّ (} الوَعِيدُ) وَهُوَ (التَّهْدِيد) ، وَقد أَوْعَدَه، وَقَالَ يَعقُوبُ عَن الفَرصاءِ: وَفِي الخَيْرِ {الوَعْدُ} والعِدَةُ، وَفِي الشَّرّ {الإِيعادُ} والوَعِيدُ، وَحَكَاهُ أَيضاً صاحِبُ المُوعب، قَالَ: وَقَالُوا: الجَنَّةُ لِمَن خَافَ وعيدَ الله، كسروا الْوَاو. (و) من المَجاز: الوَعِيدُ (: هَدِيرُ الفَحْلِ) إِذا هَمَّ أَن يَصُولَ. وَفِي الحَدِيث (دَخَلَ حَائِطاً مِنْ حِيطَانِ المَدِينَةِ فإِذا فِيهِ جَمَلاَنِ يَصْرِفَانِ {ويُوعِدَانِ) ، أَي يَهْدِرَانِ، وَقد} أَوْعَدَ {يُوعِدُ} إِيعاداً. ( {والتَّوَعُّد: التَّهْدُّد،} كالإِيعادِ) ، وَقد {أَوْعَدَه} وتَوَعَّدَهُ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَم: {أَوْعَدْتُ الرجُلَ} أَوعِدُه {إِيعَاداً،} وتَوَعَّدْتُه {تَوَعُّداً،} واتَّعَدْت {اتِّعَاداً، ونقلَ ابنُ مَنْظُورٍ عَن الزَّجَّاجِ أَنَّ العَامَّة تُخْطِىءُ وَتقول أَوْعَدَنِي فُلاَنٌ مَوْعِداً أَقِفُ عَلَيْهِ. (} والاتِّعَادُ: قَبُولُ {العِدَةِ، وأَصلُه الاوتِعَادُ، قَلَبُوا الوَاوَ تَاءً وأَدْغَمُوا، وناسٌ يَقُولون} ائْتَعَد {يَأْتَعِد) } ائْتِعَاداً (فَهُوَ {مُؤْتَعِدٌ، بالهَمْز) ، كَمَا قَالُوا يَأْتَسِرُو فِي ائْتِسارِ الجَزُورِ، قَالَ ابنُ بَرِّيَ: صَوَابُه} ايتَعَدَ، {يَاتَعِدُ، فَهُوَ} مُوتَعِدٌ، من غير همزٍ، وكذالك ايتَسَرَ، يَاتَسِرُ، فَهُوَ مُوتَسِرٌ، بِغَيْر هَمْزٍ، وَكَذَلِكَ ذَكَرَه سِيبويه، وأَصْحَابُه يُعِلُّونَه على حَرَكَةِ مَا قَبْلَ الحَرْفِ المُعْتَلِّ، فيجعَلُونَه يَاءً إِن انْكَسَرَ مَا قَبْلَها، وأَلِفاً إِن انْفَتح مَا قَبلهَا، وواوا إِن انضمّ مَا قَبْلَها، (قَالَ) وَلَا يَجُوز بِالْهَمْز، لأَنه لَا أَصْلَ لَهُ فِي بَاب الوَعْد، واليسْرِ، وعَلى ذالك نَصَّ سِيبويهِ وجميعُ النحويِّينَ البصرِيِّينَ، كَذَا فِي اللِّسَان. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: {المَوْعِدُ: العَهْدُ، وَبِه فسّرَ مُجَاهِدٌ قولَه تَعَالَى: {مَآ أَخْلَفْنَا} مَوْعِدَكَ  بِمَلْكِنَا} (سُورَة طه، الْآيَة: 87) وكذالك قَوْله: {9. 028 فاءَخلفتم موعدي} (سُورَة طه، الْآيَة: 86) قَالَ: عَهْدِي. وَيُقَال للدّابَّة والماشِيَةِ إِذا رُجِيَ خَيْرُهَا وإِقْبَالُها: واعِدٌ، وَهُوَ مَجازٌ. وَيُقَال: هَذَا غُلامٌ تَعدُ مَخايِلُه كَرَماً، وشِيَمُه تَعِدُ جَلَداً وصَرَامَةً، وَهُوَ مَجَازٌ، وَقَالَ بعضُهم: فُلان يَتَّعِدُ إِذا وَثِقَ بَعِدَتِك، وَقَالَ: إِنِّي ائْتَمَمْتُ أَبَا الصَّبَّاحِ {- فَاتَّعِدِي وَاسْتَبْشِرِي بِنَوَالٍ غَيْرِ مَنْزُورِ {وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ} (سُورَة البروج، الْآيَة: 2) يومِ الْقِيَامَة، كَقَوْلِه تَعَالَى: {مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ} (سُورَة الْوَاقِعَة، الْآيَة: 50) وَفِي الأَمْثَال (} العِدَةُ عَطِيَّةٌ) أَي تُعدُّ لَها أَو يَقْبُح إِخْلاَفُهَا كاسترِجَاعِ العَطِيَّة، وَقَوْلهمْ ( {وَعَدَه عِدَةَ الثُّرَيَّا بالقَمَرِ) ، لأَنهما يَلْتَقِيَانِ فِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، قَالَه الميدانيُّ. والطَّائِفَةُ} الوَعيدِيَّةُ، فِرْقَةٌ من الخَوَارِج أَفْرَطوا فِي الوَعِيدِ فَقَالُوا بِخُلوده الفُسَّاق فِي النّار. تَابع كتاب تذييل. قَالَ الله تَعَالَى: {9. 029 وذ {واعدنا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَة} (سُورَة الْبَقَرَة، الْآيَة: 51) قرأَ أَبو عَمْرٍ و: وَعَدْنَا بغيرِ أَلفٍ، وقرأَ ابنُ كَثِيرٍ ونَافِعٌ وابنُ عامِرٍ وعاصمٌ وحَمْزَةُ والكسَائيُّ: واعَدْنَا، بالأَلف، قَالَ أَبو إِسحَاقَ، اخْتَارَ جَمَاعَةٌ مِن أَهلِ اللغةِ (وإِذ} وَعَدْنَا) بِغَيْر أَلفٍ وَقَالُوا: إِنما اخْتَرْنَا هَذَا لأَن {المُوَاعَدَة إِنما تَكُونُ مِن الآدَمِيّينَ، فاختارَوا (} وَعَدْنا) وقالُوا: دليلنا قولُ الله تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ {وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقّ} (سُورَة إِبْرَاهِيم، الْآيَة: 22) وَمَا أشبَهَه، قَالَ: وَهَذَا الَّذِي ذَكَرُوه لَيْسَ مِثْلَ هاذا. وأَمّا} وَاعَدْنَا هَذَا فجيد، لِأَن الطاعَةَ فِي القَبُولِ بمنزِلةِ {المُوَاعَدَةِ فَهُوَ من الله وَعْدٌ ومِن مُوسى قبولُ واتِّبَاعٌ، فَجَرَى مَجْرى} المُواعَدَة، وَقد أَشارَ لَهُ فِي التَّهْذِيب والمُحكم، ونُقَل مثلُ ذَلِك عَن ثَعْلبٍ.  تَكْمِيل: قَالُوا: إِذا وَعَدَ خَيْراً فَلم يَفْعَلْه قَالُوا: أَخْلَفَ فُلانٌ، وَهُوَ العَيْبُ الفاحِش، وإِذا أَوْعَدَ وَلم يَفْعَلْ فَذَلِك عِنْدهم العَفْوُ والكَرَمُ، وَلَا يُسَمُّون هاذا خُلْفاً، فإِن فَعَلَ فَهُوَ حَقُّه، قَالَ ثَقلبٌ: مَا رَأَيْنَا أَحَداً إِلاَّ وقولُه إِن الله جلَّ وَعَلاَ إِذا وَعَدَ وَفَى وإِذا أَوْعَدَ عَفَا، وَله أَن يُعَذِّب. قَالَه المُطرّز فِي الياقُوت، وحَكَى صاحبُ المُوعب عَن أَبي عمرِو بنِ العَلاَءِ أَنه قَالَ لعَمْرِو بن عُبَيْدٍ إِنّك جاهِلٌ بلُغةِ العَرَب، إِنهم لَا يععُدُّونَ العَافيَ مُخْلِفاً، إِنما يَعُدُّون مَن وَعَدَ خَيْراً فَلم يَفْعَلْ مُخْلِفاً، وَلَا يَعُدُّونَ مَن وَعَدَ شَرًّا فعَفَا مُخْلفاً. أَمَا سَمِعْت قولَ الشاعرِ: وَلاَ يَرْهَبُ المَوْلَى ولاَ العَبْدُ صَوْلَتِي وَلاَ اخْتَتِي مِنْ صَوْلَةِ المُتَهَدِّدِ وإِنِّي وإِنْ أَوْعَدْتُه أَوْ وَعَدْتُه لَمُخْلِف إِيعَادِي وَمُنْجِزُ مَوْعِدِي وَقد أَوْسَع فِيهِ صاحبُ المُجْمل فِي رِسَالةٍ مُخْتَصَّةٍ بالفَرْق بَين الوَعْد والوَعِيد، فراجِعْهَا. واختُلِف فِي حُكْم الوفاءِ {بالوْعد، هَل هُوَ واجِبٌ أَو سُنَّة؟ أَقوالٌ. قَالَ شيخُنَا: وأَكثرُ العلماءِ على وجوب الوفَاءِ بالوَعْدِ وتَحْرِيمِ الخَلْفِ فِيهِ، وكاَتْ العرَبُ تَستَعِيبه وتَسْتَقْبِحه، وَقَالُوا: إِخْلافُ الوَعْد من أَخلاق الوَغْد، وَقيل: الوَفَاءُ سُنَّة، والإِخلاف مكروهٌ واستَشْكَلَه بعضُ العلماءِ، وَقَالَ القَاضِي أَبو بكر بن العَرَبيّ بعد سَرْدِ كلامٍ: وخُلْفُ الوَعدِ كَذِبٌ نِفاقٌ، وإِن قَلَّ فَهُوَ مَعْصِيَةٌ. وَقد أَلَّف الحافِظُ السَّخَاوِيُّ فِي ذالك رِسَالَةً مستقلَّة سمَّاهَا (الْتِمَاس السَّعْد فِي الوَفَاءِ بالوَعْد) جمعَ فِيهَا فأَوْعَى. وكذَا الْفَقِيه أَحمد بن حَجَر المَكِّيّ أَلَمَّ على هاذا البَحْثِ فِي (الزَّواجِرِ) ، ونَقلَ احاصِلَ كلامِ السَّخاوِيّ بِرُمَّتِه، فراجِعْه، ثمّ قَالَ شيخُنَا: وأَمَّا الأَخْلافُ فِي} الإِيعاد الَّذِي هُوَ كَرَمٌ وعَفْوٌ فمُتَّفَقٌ على تَخَلُّفِه والتمدُّحِ بِترْكِه، وإِنما اختَلَفوا فِي تَخَلُّفِ الوَعِيدِ بالنِّسْبَة إِليه تَعالَى، فأَجَازَه جَمَاعَة  وقالُوا: هُوَ من العَفْوِ والكَرَمِ اللائقِ بِهِ سُبْحَانَه. ومَنَعَه آخَرُونَ، وَقَالُوا: هُوَ كَذِبٌ ومُخَالِفٌ لِقَوْلِه تَعالى: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ} (سُورَة ق، الْآيَة: 29) وَفِيه نَسْخُ الخَبَره، وَغير ذالك، وصُحِّح الأَوَّلُ وَقد أَورَدَهَا مبْسُوطَةً أَبو المُعِين النَّفسيّ فِي التَّبْصِرَة. فراجِعْهَا، وَالله أَعلَمُ.
المعجم: تاج العروس

أَخذ

المعنى: أَخذ : (} الأَخْذ:) خِلافَ العَطَاءِ، وَهُوَ أَيضاً (التَّنَاولُ) ، كَمَا فِي الصِّحَاح والمصباح والأَساس، وَقَالَ بعضُهم: الأَخْذُ: حَوْزُ الشيْء. وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ فِي الأَصْلِ بمعنَى القَهْرِ والغَلَبةِ، واشتَهَر فِي الإِهلاكِ والاستِئصالِ. {أَخذَه} يَأْخُذُه {أَخذاً: تَناوَلَه.} والإِخْذُ، بِالْكَسْرِ، الاسْمُ، وإِذا أَمرْتَ قُلتَ: {خُذْ، وأَصْلُه اؤْخُذْ، إِلاّ أَنهم استَثْقَلُوا الهمزتين فحَذَفُوهما تَخْفِيفًا، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: فلَمَّا اجْتَمَعَتْ هَمزتانِ، وكَثُرَ استعمالُ الكَلمةِ، حُذِفَت الهمزَةُ الأَصْلِيَّةُ، فَزَالَ الساكِنُ، فاسْتُغْنِيَ عَن الهَمْزَةِ الزَائِدَةِ، وَقد جَاءَ على الأَصْلِ: فَقيل اؤُخُذْ، وكذالك القولُ فِي الأَمْر من أَكلَ وأَمَرَ وأَشْبَاهِ ذالك، وَيُقَال: خُذ الخِطَامَ،} وخُذْ بِالخِطَامِ، بمَعْنًى، ( {كالتَّأْخَاذِ) ، تَفْعَالٌ من الأَخْذ، وأَنشد الجَوْهَريُّ للأَعْشَى: لَيَعُودَنْ لِمَعَدَ عَكْرَةً دَلَجُ اللَّيْلِ} وتَأْخَاذُ المِنَحْ  (و) الأَخْذُ (: السِّيرَةُ) والهَدْيُ، يُقَال: ذَهَبَ بَنو فُلانٍ ومَنْ {أَخَذَ} أَخْذَهُمْ، أَي سِيرَتَهم، وسيأْتي قَرِيبا، (و) من المَجازِ الأَخْذُ (: الإِيقاعُ بالشَّخْصِ) ، والأَصلُ بمعنَى القَهْرِ والغَلَبَةِ، كَمَا تقدَّمَ. (و) من المَجاز أَيضاً: الأَخْذُ (: العُقُوبَةُ) ، وَقيل: الأَخْذُ: استئِصَالٌ، {والمُؤَاخَذَةُ: عُقُوبَةٌ بِلا استئصالٍ، وأَجْمَعُ من ذالك عِبَارَةُ المُصنِّف فِي البَصائر: قد وَرَد الأَخْذُ فِي القُرْآنِ على خَمْسَةِ أَوْجُهٍ: الأَوّل بمعنَى القَبُول. {9. 033} وأخذتم على ذَلِكُم إصرى} (سُورَة آل عمرَان، الْآيَة: 81) أَي قَبِلْتم. الثَّانِي، بِمَعْنى الحَبْس { {فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ} (سُورَة يُوسُف، الْآيَة: 78) أَي احْبِس. الثَّالِث بِمَعْنى العَذابِ والعُقُوبة {وَكَذالِكَ} أَخْذُ رَبّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِىَ ظَالِمَةٌ إِنَّ {أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} (سُورَة هود، الْآيَة: 102) أَي عَذَابه. الرابِع بِمَعْنى القَتْل {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ} لِيَأْخُذُوهُ} (سُورَة غَافِر، الْآيَة: 5) أَي يَقتلوه. الْخَامِس بِمَعْنى الأَسْرِ {فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ {وَخُذُوهُمْ} (سُورَة التَّوْبَة، الْآيَة: 5) . والأَصْل فِيهِ حَوْزُ الشيْءِ وتَحْصِيلُه، وذالك تَارَةً يكون بالتَّنَاوُلِ. كقولِك: أَخذْنَا المَالَ، وتَارَةً بالقَهْرِ، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {لاَ} تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} (سُورَة الْبَقَرَة، الْآيَة: 255) اه. (و) {الإِخْذُ، (بالكَسْر: سمَةٌ) ، أَي عَلامة (عَلى جَنْبِ البَعِيرِ) ، يَفْعَلُونَ ذالك (إِذَا خِيفَ بِهِ مَرَضٌ) . (و) يُقَال: رَجُلٌ} أَخِذٌ، ككَتِفٍ: بِعَيْنِه {أُخُذٌ، (بضَمَّتَيْنِ) ، وَهُوَ (: الرَّمَدُ) والقِيَاس} أُخِذٌ، (و) {الأُخُذُ هِيَ (الغُدْرَانُ، جَمْع} إِخاذ {وإِخاذَةٍ) ، بِالْكَسْرِ فيهمَا، ككتَاب وكُتُب، وَقيل:} الإِخاذُ وَاحِدٌ،  والجمْع {آخَاذٌ نادِرٌ، وَفِي حَديثِ مَسروقِ بنِ الأَجْدَع قَالَ (مَا شَبَّهْتُ بأَصحابِ مُحمَّد صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّمَ إِلاّ الإِخَاذَ، تَكْفِي الإِخَاذَةُ الرَّاكِبَ، وتَكْفِي الإِخَاذَةُ الرَّاكِبَيْن وتكفِي} الإِخَاذَةُ الفِئامَ مِن الناسِ) وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ {الإِخاذُ، بغيرِ هَاءٍ، وَهُوَ مُجْتَمَعُ الماءِ شَبِيهٌ بالغَدِيرِ، وجَمعُه} أُخُذٌ، وَقَالَ أَيضاً أَبو عَمْرو، وَزَاد: وأَمَّا {الإِخَاذَة، بالهاءِ، فإِنها الأَرْضُ يَأْخُذها الرجُلُ فيَحوزُها لنفْسِه، وَقيل: الإِخاذُ جمعُ الإِخاذَةِ، وَهُوَ مَصْنَعٌ للماءِ يَجْتمِع فِيهِ، والأَوْلَى أَن يكون جِنْساً} للإِخاذَةِ لَا جَمْعاً، وَفِي حَدِيث الحَجَّاجِ فِي صهفَةِ الغَيْثِ (وامْتَلأَتِ {الإِخَاذُ) قَالَ أَبو عَدْنَان: إِخَاذٌ جمْعُ} إِخَاذَةٍ، {وأُخُذٌ جَمْعُ} إِخَاذٍ. وذَهَب المُصنِّف إِلى مَا ذَهَبَ إِليه أَبو عُبَيْدٍ، فإِنه قَالَ: {الإِخاذَة} والإِخاذُ، بهاءٍ وَبِغير هاءٍ، جمعَهما {أُخُذٌ. وَفِي حَدِيث أَبي مُوسَى (وكانَتْ فِيها} إِخَاذَاتٌ أَمْسَكَتِ المَاءَ فنَفَعَ الله بهَا الناسَ) قَالَ ابنُ الأَثيرِ: {الإِخاذَاتُ: الغُدْرَانُ الَّتِي تَأْخُذُ ماءَ السماءِ فتَحْبِسُه على الشَّارِبَة، الواحِدَةُ إِخاذَةٌ. (و) } الأَخَذُ، (بالتَّحْرهيك: تُخَمَةُ الفَصِيلِ من اللَّبَنِ) وَقد {أَخِذَ} يَأْخَذُ {أَخَذاً فَهُوَ} أَخِذٌ: أَكْثَرَ مِن اللبَن حتَّى فَسَدَ بَطنُه وبَشِمَ واتَّخَمَ، وَعَن أَبي زَيْدٍ: إِنَّه لأَكْذَبُ مِن {الأَخيذ الصَّيْحَان. ورُويَ عَن الفَرَّاءِ أَنه قَالَ: مِنَ الأَخِذِ الصَّيْحَانِ، بِلَا ياءِ، قَالَ أَبو زيدٍ: هُوَ الفَصيلُ الَّذِي اتُّخِذَ من اللَّبَنِ، (و) } الأَخَذُ (: جُنُونُ البَعِيرِ) أَو شِبْهُ الجُنونِ، وَقد أَخِذَ أَخَذاً فَهُوَ أَخِذٌ: أَخَذَه مثلُ الجُنُون يَعْترِه وكذالك الشَّاةُ. (و) الأَخَذُ (: الرَّمَدُ) وَقد أَخِذَت عَيْنُه أَخَذاً، وهاذا (عَن ابْن السِّيد) مؤلّف كِتاب الفُرُوق، (فِعْلُهما، كفَرِحَ) ، كَمَا عَرفت. (! والأُخْذَةُ بالضمّ: زُقْيَةٌ) تأْخُذُ العَيْنَ  ونَحْوَهَا (كالسِّحْرِ) تَحْبِس بهَا السَّواحِرُ أَزواجَهُنَّ عَن غيرِهنّ من النساءِ، والعّامَة تُسَمِّيهِ الرِّبَاطَ والعَقْدَ، وَكَانَ نساءُ الجاهليّة يَفْعلنه، ورَجُلٌ {مُؤَخَّذٌ عَن النِّسَاء: مَحْبُوسٌ، وَفِي الحَدِيث: (جاءَت امرأَةٌ إِلى عائِشَةَ رَضِي الله عَنها فقالَت: القَيِّد جَمَلي وَفِي أُخْرَى:} أُؤَخِّذُ جَمَلِي قَالَت: نَعمْ، فَلم تَفْطُنْ لَهَا حَتَّى فُطِّنَتْ، فأَمرتْ بإِخْرَاجِها) . كَنَتْ بالجَمَلِ عَن زَوْجِها وَلم تَعلم عائشةُ رَضِي الله عَنْهَا، فلذالك أَذِنَتْ لَهَا فِيهِ. {والتأْخِيذُ: أَن تَحتالَ المرأَةُ بِحِيَلٍ فِي مَنْعِ زَوْجِها عَن جِماع غَيْرِهَا، وذالك نَوْعٌ من السِّحْرِ، (أَو) هِيَ (خَرَزَةٌ} يُؤَخِّذُ بهَا) النساءُ الرِّجالَ، وَقد {أَخَّذَتْه الساحرةُ} تأْخيذاً {وآخَذَتْه: رَقَتْه، وقالتْ أُخْتُ صُبْحٍ العادِيِّ تَبكِي أَخاهَا صُبْحاً، وَقد قَتلَه رجلٌ سِيقَ إِليه على سَرِيرٍ، لأَنها كانَتْ أَخَذَتْ عَنهُ القائمَ والقاعِدَ والساعِيَ والماشيَ والراكِبَ (أَخَذْتُ عَنْك الراكبَ والساعيَ والماشيَ والقاعدَ والقائمَ، وَلم} آخُذْ عَنْك النائِمَ) وَفِي صُبْحٍ هاذا يَقول لَبِيدٌ: ولَقَدْ رَأَى صُبْحٌ سَوَادَ خَلِيلِهِ مَا بَيْنَ قَائِمِ سَيْفِهِ والمِحْمَلِ عَنَى بِخَلِيله كَبِدَه، لأَنه يُرْوَى أَنَّ الأَسَدَ بقَرَ بَطْنَه وَهُوَ حَيٌّ فنَظَر إِلى سَوَادِ كَبِدِه. كَذَا فِي اللِّسَان. (و) مِنْهُ ( {الأَخِيذُ) وَهُوَ (الأَسِيرُ) ، وَقد} أُخِذَ فُلانٌ إِذا أُسِرع، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَ {خُذُوهُمْ} (سُورَة التَّوْبَة، الْآيَة: 5) مَعْنَاهُ وَالله أَعلم ائْسِرُوهم. (و) الأَخِيذُ أَيضاً (: الشَّيْخُ الغَرِيبُ) ، وَقَالَ الفرَّاءُ: أَكْذَبُ من أَخِيذِ الجَيْشِ، وَهُوَ الَّذِي} يأْخُذُه أَعداؤُه، فَيَسْتَدِلُّونَه على قَوْمِه، فَهُوَ يَكْذِبُهم بِجُهْدِه. {والأَخِيذَةُ: المرأَةُ: تُسْبَى، وَفِي الحَدِيث: (كُنْ خَيْرَ} آخِذٍ) ، أَي خَيْرَ آسِر. (و) فِي النوادِر: (! الإِخَاذَةُ، كَكِتَابةٍ: مَقْبِضُ الحَجَفَةِ) ، وَهِي ثِقَافُها، (و)  الإِخَاذةُ فِي قَول أَبي عمرٍ و (: أَرْضٌ تَحُوزُهَا لِنَفْسِكَ) ، تَتَّخِذها وتُحْيِيها، وَفِي قَول غَيره: هِيَ الضَّيْعَةُ يتَّخِذها الإِنسانُ لنفْسِ، ( {كالإِخاذِ) ، بِلَا هاءٍ، (و) } الإِخاذَةُ أَيضاً (: أَرْضٌ يُعطِيكَها الإِمَامُ ليسَتْ مِلْكاً لِآخَرَ) . ( {والآخِذُ مِن الإِبلِ) على فَاعل (: مَا أَخَذَ فِيهِ السِّمَنُ) ، وَالْجمع} أَوَاخِذُ، نَقله الصاغانيّ (أَو السِّنُّ) ، نَقله الصاغَانيُّ أَيضاً، (و) {الآخِذ (من اللَّبَنِ القَارِصُ) ،} لأَخْذِه الإِنسانَ عِنْد شُرْبِه. (و) قد (أَخُذَ اللبَنُ، ككَرُمَ، {أُخُوذَةً) : حَمُضَ) ، فيُسْتَدرك على الجوهريّ حَيْثُ قَالَ: مَا جاءَ فَعُلَ فَهُوَ فاعلٌ إِلاَّ حَمُض اللبنُ فَهُوَ حامِضٌ وفِعْلٌ آخَرُ، (} وأَخَّذْتُه {تَأْخِيذاً:) } اتخَذْتُه كذالك. ( {ومآخِذُ الطَّيْرِ: مَصَايِدُهَا) ، أَي مَواضِعُها الَّتِي تُؤْخَذُ مِنْهَا. (} والمُسْتَأْخِذُ) . الَّذِي بِهِ أُخُذٌ من الرَّمَدِ، وَهُوَ أَيضاً (المُطَأْطِىءُ رَأْسَه مِنْ) رَمَدٍ أَو (وَجَعٍ) أَو غيرِه، كالأَخِذِ، ككَتِف، قَالَ أَبو ذُؤَيب: يَرْمِي الغُيُوبَ بِعَيْنَيْهِ ومَطْرِفُهُ مُغْضٍ كَمَا كَسَفَ {المُسْتَأْخِذُ الرَّمِدُ (و) المستأْخذ: (المُسْتكِينُ الخَاضِعُ،} كالمُؤْتَخِذِ) ، قَالَ أَبو عَمرو: يُقَال: أَصبَحَ فلانٌ {مُؤْتَخِذاً لمَرضِه} ومُسْتَأْخِذاً، إِذا أَصبَحَ مُسْتَكِيناً، (و) من المَجاز: المُستَأْخِذُ (مِن الشِّعرِ: الطَّوِيلُ) الَّذِي احتاجَ إِلى أَنْ يُؤْخَذَ. (وآخَذَه بِذَنْبِهِ {مُؤَاخَذَةً) : أَخَذَه بِهِ: قَالَ الله تَعَالَى: {9. 033 وَلم} يُؤَاخذ االناس بِمَا كسبوا} (سُورَة فاطر، الْآيَة: 45) (وَلَا تَقُلْ وَاخَذَه) ، أَي بِالْوَاو بدل الْهمزَة، ونسبَهَا غيرهُ للعامَّةِ، وَفِي المِصْبَاح: {أَخذَه بِذَنْبِه: عاقَبَه،} وآخَذَه، بالمدِّ، {ومؤَاخذةً، والأَمْرُ مِنْهُ آخِذْ، وتُبْدَلُ واواً فِي لُغَة اليَمَنِ، فَيُقَال وَاخَذَه مُواخَذَةً، وقُرِىءَ بهَا فِي المُتَوَاتِر، فَكيف تُنْكَرُ أَو يُنْهَى عَنْهَا. (ويُقَالُ:} ائْتَخَذُوا، بهمزتين) ، أَي (أَخَذَ بَعضُهم بَعْضاً) ، وَفِي اللِّسَان  {ائْتَخَذَ القَوْمُ} يَأْتَخِذونَ {ائْتِخاذاً، وَذَلِكَ إِذا تَصارَعوا فأَخَذَ كُلٌّ مِنْهُم على مُصَارِعِه} أُخْذَةً يَعْتَقِلُه بهَا، قَالَ شَيخنَا: ونسبها الجوهريُّ للعامَّة، وقيَّدَها بالقِتَال، وَزَاد فِي الْمِصْبَاح أَنه تُلَيَّنُ وتُدْغَم كَمَا سيأْتي. (ونُجُومُ {الأَخْذِ: مَنَازِلُ القَمَرِ) ، لأَن القَمرَ يأْخُذُ كُلَّ ليلةٍ فِي مَنْزِلٍ مِنْهَا، قَالَ: وَأَخْوَتْ نُجُومُ الأَخْذِ إِلاَّ أَنِضَّةً أَنِضَّةَ مَحْلٍ لَيْسَ قَاطِرُهَا يُثْرِي وَهِي نُجومُ الأَنْوَاءِ، وَقيل: إِنما قيل لَهَا نُجُومُ الأَخْذِ لأَنها تَأْخذُ كلَّ يومٍ فِي نَوحءٍ، (أَو) نُجُومُ الأَخْذِ هِيَ (الَّتِي يُرْمَى بهَا مُسْتَرِقُو السَّمعِ) ، والأَوَّلُ أَصحُّ، وَفِي بعض الأُصول العتيقةِ: مُسْترِقُ السَّمْعِ. (و) يُقَال: أَتى العِرَاقَ وَمَا أَخَذَ} أَخْذَه، وَذهب الحِجَازَ وَمَا أَخَذَ {إِخْذَه، ووَلِيَ فلانٌ مَكَّةَ وَمَا أَخَذَ} إِخْذَهَا، أَي مَا يَلِيهَا وَمَا هُوَ فِي نَاحيَتِهَا، وحكَى أَبو عَمرٍ و: استُعْمِل فُلانٌ على الشامِ وَمَا أَخذ إِخْذَه، بِالْكَسْرِ، أَي لم {يَأْخُذْ مَا وَجَب عَلَيْهِ مِن حُسْنِ السِّيرَةِ، وَلَا تَقُلْ أَخْذَه، وَقَالَ الفرَّاءُ: مَا وَالاهُ وَكَانَ فِي ناحِيَت. (وذهِبُوا ومَنْ أَخَذَ} إِخْذَهُمُ، بكسرِ الهمزِ وفَتْحها ورَفْع الذالِ ونَصْبِهَا) الوجهانِ عَن ابْن السِّكِّيت، وَفِي اللِّسَان: يَكْسِرُونَ الأَلفَ ويَضُمُّون الذالَ، وإِن شئتَ فتحْتَ الأَلِفَ وضَممْتَ الذَّالَ (و) فِي الصِّحَاح ذَهَب بَنو فُلانٍ ومَنْ أَخَذَ أَخْذُهم بِرَفْع الذَّال، وإخْذُهم بِكَسْر الْهمزَة و (مَنْ {إِخْذُهُ} إِخْذُهم) بِفَتْح الْهمزَة (ويُكْسَر) ، وَقَالَ التّدْمُرِيّ فِي شَرْحِ الفصيح: نقلتُ من خَطّ صاحبِ الواعي: يُقَال: استُعْمِل فُلانٌ على الشامِ وَمَا {أَخَذَ} إِخْذُه {وأَخْذُه} وأُخْذُة، بِكَسْر الهمزةِ وَفتحهَا وَضمّهَا، مَعَ ضَمِّ الذالِ فِي الأَحوال الثلاثةِ. وَقَالَ اللَّبْلِيّ فِي شَرْح الفصيح: وَزَاد يَعقُوبُ فِي  الإِصلاح وَقَالَ: قومٌ يَقُولُونَ: {أَخْذَهم، يفتحون الأَلف وينصبون الذَّال، وحكَى هاذا أَيضاً يونُس فِي نوادِرِه فَقَالَ: أَهلُ الحِجاز يَقُولُونَ: مَا} أَخَذَ {إِخْذَهم، وتميمٌ:} أَخْذَهم (أَي مَنْ سَارَ) سَيْرَهم، وَمن قَالَ: وَمن أَخَذَ إِخْذُهم أَي ومَنْ {أَخَذَه} إِخْذُهم و (سِيرَتَهُم وتَخَلَّقَ بِخَلائِقهِم) وَالْعرب تَقول: لَو كُنْتَ منَّا {لأَخذْتَ} بإِخْذِنا، بِكَسْر الأَلف، أَي بخلائِقنا وزِيِّنا وشَكْلِنَا وهَدْيِنَا، وقولُه، أَنشده ابنُ الأَعرابيّ: فَلَوْ كُنْتُمُ مِنَّا {أَخَذْنَا بِأَخْذِكُمْ وَلاكِنَّهَا الأَجْسَادُ أَسْفَلَ سَفِله فسَّرَه فَقَالَ: أَخَذْنا} بأَخْذِكم، أَي أَدْرَكْنَا إِبِلَكم فردَدْنَاهَا عليكُمْ، لم يَقل ذالك غيرُه، (و) يُقَال (بَادِرْ بِزَنْدِكَ أُخْذَةَ النارِ، بالضَّمّ، وَهِي بُعَيْدَ صَلاَةِ المَغْرِب، يَزْعُمُون أَنها شَرُّ ساعةٍ يُقْتَدَحُ فِيهَا) ، نَقله الصاغانيّ، (و) حكى المُبرّد أَن بعض الْعَرَب يَقُول ( {اسْتَخَذَ) فلانٌ (أَرْضاً) ، يُرِيد (:} اتَّخَذَها) ، فيُبْدِل من إِحْدَى التاءَيْنِ سِيناً، كَمَا أَبدلوا التاءَ مكانَ السِّين فِي قولِهم سِتٌّ، وَيجوز أَن يكون أَراد استَفْعَلَ مِن تَخِذ يَتْخَذ، فحذفَ إِحدى التاءَيْنِ تَخْفِيفًا، كَمَا قَالُوا ظَلْتُ مِن ظَلِلتُ. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: {الأَخِيذَةُ: مَا اغْتُصِبَ مِن شَيْءٍ} فأُخِذَ. {وأُخِذَ فُلانٌ بِذَنْبِه، إِذا حُبِسَ. } وأَخَذْتُ على يَدِ فُلانٍ، إِذَا مَنَعْتَه عمَّا يُرِيد أَنْ يَفْعَله، كأَنَّك أَمْسَكْتَ على يَدِه. وَفِي الحَدِيث: قد {أَخَذُوا} أَخَذَاتِهِم، أَي مَنَازِلَهم، قَالَ ابنُ الأَثير: هُوَ بِفَتْح الهمزةِ والخاءِ. والاتِّخَاذُ افتعَالٌ من الأَخْذِ، إِلاّ أَنه أُدْغِم بعد تَلْيِينِ الهمزَةِ وإِبْدَالِ التاءِ، ثمَّ لمَّا كَثُر الاستعمالُ على لفظِ الافتعالِ تَوَهَّمُوا أَنَّ التاءَ أَصْلِيَّةٌ فبَنَوْا مِنْهُ فَعِلَ يَفْعَلُ، قَالُوا {تَخِذَ} يَتْخَذُ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: {اسْتَخَذْتُ عَلَيْهِم يَداً، وعِنْدَهُم، سَوَاءٌ، أَي} اتَّخَذْتُ.  وأَخذ يَفْعَلُ كَذَا، أَي جَعَلَ، وَهِي عِنْد سِيبويهِ من الأَفعالِ الَّتِي لَا يُوضَعُ اسمُ الفاعِلِ فِي مَوْضِع الفِعْل الَّذِي هُوَ خَبَرُهَا. {وأَخَذَ فِي كذَا: بَدَأَ. وَقَالَ الليثُ:} تَخِذْتُ مَالا: كَسَبْتُه. وقَولُهُمْ: {خُذْ عَنْكَ، أَي خُذْ مَا أَقُولُ ودَعْ عَنْكَ الشَّكَّ والمِرَاءَ. وَفِي الأَساس: وَمَا أَنْتَ إِلاَّ} أَخَّاذٌ نَبَّاذٌ: لمن {يَأْخُذُ الشيْءَ حَرِيصاً عَلَيْهِ ثمَّ يَنْبِذُه سَريعاً. } والأَخْذَةُ، كالجُرْعَةِ: الزُّبْيَةُ. {والإِخْذَ} والإِخْذَةُ: مَا حَفَرْتَه كهَيْئَةِ الحَوْضِ، والجَمْعُ {أُخْذٌ} وإِخَاذٌ. فَائِدَة: قَالَ المصنّف فِي البصائر: اتَّخَذ مِن {تَخِذَ} يَتْخَذُ، اجْتمع فِيهِ التاءُ الأَصليُّ وتاءُ الافتعال فأُدْغِمَا، وهاذا قولٌ حَسَنٌ، لاكنِ الأَكْثَرُون على أَنّ أَصله من الأَخْذِ، وأَن الكلمةَ مهموزةٌ وَلَا يَخْلُو هاذا من خَلَلٍ، لأَنه لَو كَانَ كذالك لقالوا فِي ماضيه {ائْتَخَذَ بهمزتين، على قياسِ ائْتَمعر وائْتَمَنَ. ومَعْنَى} الأَخْذِ {والتَّخْذِ واحدٌ، وَهُوَ حَوْزُ الشيْءِ وتَحْصِيلُه، ثمَّ قَالَ:} والاتِّخاذُ يُعَدَّى إِلى مفعولينِ ويُجْرَى مُجْرَى الجَعْلِ، وَهُوَ فِي القرآنِ على ثلاثةَ عشرَ وَجْهاً. فراجِعْهُ. تَكميلٌ: قَالَ الفَرصاءُ: قَرَأَ مُجَاهِدٌ {9. 033 لَو شِئْت {لتخذت عَلَيْهِ أجرا} (سُورَة الْكَهْف، الْآيَة: 77) قَالَ أَبو مَنْصُور: وصَحَّت هاذه القراءَةُ عَن ابنِ عبَّاسٍ، وَبهَا قَرأَ أَبو عمرِو بنُ العلاءِ، وقرأَ أَبو زَيْدٍ:} لَتَخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً، قَالَ: وكذالك هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الإِمام، وَبِه يَقْرَأُ القُرَّاءُ، وَمن قَرَأَ {لاتَّخَذْتَ، بالأَلف وَفتح الخاءِ فإِنه يُخَالِف الكِتَابَ. وَقَالَ الليثُ: مَن قَرَأَ} لاتَّخَذْتَ فقد أَدْغَمَ التاءَ فِي اليَاءِ، فاجتمَعَ هَمْزَتَانِ فصُيِّرَتْ إِحداهُمَا يَاء وأُدْغِمَت كراهَةَ التقائِهما.
المعجم: تاج العروس

نطح

المعنى: النَّطْحُ: للكِبَاشِ ونحوها؛ نَطَحه يَنْطِحُه ويَنْطَحُه نَطْحاً. وكَبْشٌ نَطَّاح، وقد انتَطَحَ الكبشان وتَناطَحا، ويُقْتاس من ذلك تَناطَحَتِ الأَمواجُ والسيول والرجال في الحرب: وأَنشد: الليــلُ داجٍ والكِبـاشُ تَنْتَطِـحْ وكبشٌ نَطِيحٌ من كباش نَطْحَى ونَطائح، الأَخيرة عن اللحياني. ونَعْجة نَطِيحٌ ونَطِيحةٌ من نِعاجٍ نَطْحى ونَطائِحَ. وفي التنزيل: والمُتَرَدِّيةٌ والنطيحةُ؛ يعني ما تَنَاطَحَ فمات؛ الأَزهري: وأما النَّطِيحة في سورة المائدة؛ فهي الشاة المَنْطوحة تموت فلا يحل أَكلها، وأُدخلت الهاء فيها لأَنها جعلت اسماً لا نعتاً؛ قال الجوهري: إِنما جاءت بالهاء لغلبة الاسم عليها، وكذلك الفَريسة والأَكِيلة والرَّمِيَّة لأَنه ليس هو على نَطَحتها، فهي منطوحة، وإِنما هو الشيء في نفسه مما يُنْطَحُ والشيء مما يُفْرَسُ ومما يؤكل.وقولهم: ما له ناطح ولا خابط: فالناطح الكبش والتيس والعَنْزُ، والخابط:البعير. وما نَطَحَتْ فيه جَمَّاءَ ذاتُ قَرْنٍ؛ يقال ذلك فيمن ذهب هَدَراً؛ عن ابن الأَعرابي، ابن سيده: والنَّطِيحُ والناطِحُ ما يستقبلك ويأْتيك من أَمامك من الطير والظباءِ والوحش وغيرها مما يُزْجَرُ، وهو خلاف القَعِيد. ورجل نَطِيحٌ: مَشْؤُوم؛ قال أَبو ذؤيب: فـأَمْكَنَّه ممـا يُرِيـدُ، وبعضـُهم شــَقِيٌّ، لَـدَى خَيْراتِهِنَّـ، نَطِيـحُ وفرسٌ نَطِيحٌ إذا طالت غُرَّتُه حتى تسيل تحت إِحدى أُذنيه وهو يُتشَاءم به؛ وقيل: النطيح من الخيل الذي وسَطَ جَبْهته دائرتان، وإِن كانت واحدة، فهي اللَّطْمةُ وهو اللَّطِيمُ، ودائرة الناطح من دوائر الخيل وكل ذلك شُؤْم؛ الأَزهري: قال أَبو عبيد: من دوائر الخيل دائرة اللَّطَاةِ وهي التي وسط الجبهة؛ قال: وإِن كانت دائرتان قالوا: فرس نَطِيح، قال: وتكره دائرتا النَّطِيح؛ وقال الجوهري: دائرة اللَّطَاةِ ليست تكره.ويقال للشَّرَطَيْنِ: النَّطْحُ والناطحُ وهما قَرْنا الحَمل. ابن سيده: النَّطْحُ نجم من منازل القمر يتشاءم به أَيضاً؛ قال ابن الأَعرابي: ما كان من أَسماء المنازل، فهو يأْتي بالأَلف واللام وبغير أَلف ولام، كقولك نَطْحٌ والنَّطْحُ، وغَفْرٌ والغَفْرُ. الجوهري: ونَواطِحُ الدهر شدائده. ويقال: أَصابه ناطِحٌ أَي أَمر شديد ذو مشقة؛ قال الراعي: وقـد مَسـَّه مِنَّـا ومنهـنَّ ناطِـحُ وفي الحديث: فارسُ نَطْحَةٌ أَو نَطْحَتانِ ثم لا فارسَ بعْدها أَبداً؛ قال أَبو بكر: معناه فارسُ تقاتل المسلمين مرة أَو مرتين؛ وقيل: معناه فارس تَنْطَحُ مرى أَو مرتين فيبطل ملكها ويزول أَمرها، فحذف تنطح لبيان معناه؛ كما قال الشاعر: رأَتْنـي بحَبْلَيْهـا فَصَدَّتْ مخافةً، وفي الحَبْل رَوْعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ أَراد: رأَتْني أَقبلتُ بحبليها فحذف الفعل. وفي الحديث: لا يَنْتَطِحُ فيها عَنْزانِ أَي لا يَلْتَقِي فيها اثنان ضعيفان، لأَن النِّطاحَ من شأْن التيوس والكباش لا العَتُود، وهو إِشارة إِلى قضية مخصوصة لا يجري فيها خُلْفٌ ونِزاعٌ.
المعجم: لسان العرب

تمم

المعنى: تَمَّ الشي يَتِمُّ تَمّاً وتُمّاً وتَمامةً وتَماماً وتِمامةً وتُماماً وتِماماً وتُمَّة وأَتَمَّه غيره وتَمَّمَه واسْتَتَمَّه بمعنىً، وتَمَّمَه الله تَتْميماً وتَتِمَّةً، وتَمامُ الشيء وتِمامَتُه وتَتِمَّتُه: ما تَمَّ به. قال الفارسي: تَمامُ الشيء ما تمَّ به، بالفتح لا غير؛ يحكيه عن أَبي زيد. وأَتمَّ الشيءَ وتَمَّ به يَتِمُّ: جعله تامّاً؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: إنْ قلـــتَ يومـــاً نَعَــمْ بَــدْأً، فَتِــمَّ بهــا، فــــإنَّ إمْضــــاءَها صــــِنْف مــــن الكَـــرَم وفي الحديث أَعوذ بكلمات الله التامَّاتِ؛ قال ابن الأَثير: إنما وصف كلامه بالتمام لأَنه لا يجوز أَن يكون في شيء من كلامه نَقْص أَو عَيْبٌ كما يكون في كلام الناس، وقيل: معنى التَّمام ههنا أَنها تنفَع المُتَعَوِّذ بها وتَحْفَظه من الآفات وتَكْفيه. وفي حديث دُعاء الأَذان: اللهمَّ رَبَّ هذه الدَّعْوة التامَّة؛ وصَفَها بالتَّمام لأَنها ذِكْر الله ويُدْعَى بها إلى عِبادته، وذلك هو الذي يستحِق صِفَة الكمال والتمام.وتَتِمَّة كل شيء: ما يكون تَمام غايته كقولك هذه الدراهم تمام هذه المائة وتَتِمَّة هذه المائة. والتِّمُّ: الشيء التامُّ، وقوله عز وجل: وإذ ابْتَلَى إبراهيمَ رَبُّه بكلِمات فأَتَمَّهُنَّ؛ قال الفراء: يريد فَعمِل بهنّ، والكلمات عَشْر من السُّنَّة: خَمْسٌ في الرأس، وخَمْسٌ في الجَسد، فالتي في الرأس: الفَرْق وقَصُّ الشارب والمَضْمَضةُ والاسْتِنْشاقُ والسِّواكُ، وأما التي في الجسَد فالخِتانةُ وحَلْقُ العانةِ وتَقْليمُ الأظفار ونتفُ الرُّفْغَيْن والإستِنْجاءُ بالماء. ويقال: تَمَّ إلى كذا وكذا أَي بَلغه؛ قال العجاج: لمـــــا دَعَــــوْا يــــالَ تَمِيــــمٍ تَمُّــــوا إلــــــى المَعـــــالي، وبهـــــنَّ ســـــُمُّوا وفي حديث معاوية: إن تَمَمْتَ على ما تريد؛ قال ابن الأَثير: هكذا روي مُخَفَّفاً وهي بمعنى المشدّد. يقال: تَمَّ على الأَمر وتَمَمَ عليه، بإِظهار الإِدغام، أَي استمرَّ عليه. وقوله في الحديث: تَتامَّتْ إليه قُرَيش أَي أَجابته وجاءَتْه مُتوافِرة مُتَابعة. وقوله عز وجل: وأَتِمُّوا الحَجَّ والعُمْرة لله؛ قيل: إتْمامهما تَأدِيةُ كلِّ ما فيهما من الوقوف والطَّواف وغير ذلك. ووُلِدَ فلان لِتَمامٍولِتِمام، بالكسر. وليلُ التِّمامِ، بالكسر لا غير، أَطول ما يكون من ليَالي الشِّتاء؛ ويقال: هي ثلاث ليال لا يُسْتَبان زيادتُها من نُقْصانها، وقيل: هي إذا بَلَغَت اثنَتَيْ عَشْرة ساعة فما زاد؛ قال امرؤ القَيس: فَبِتُّ أُكابِدُ لَيْلَ التِّما_مِ، والقَلْبُ من خَشْيَةٍ مُقْشَعِر وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، أَنها قال: كان رسول الله.، صلى الله عليه وسلم، يقوم الليلةَ التِّمام فيقرأُ سورة البقرة وآل عمران وسورة النساء ولا يَمرُّ بآية إلاّ دعا الله فيها؛ قال ابن شميل: ليل التِّمام أَطول ما يكون من الليل، ويكون لكل نجْم هَوِيّ من الليل يَطْلُع فيه حتى تَطْلُع كلها فيه، فهذا ليل التِّمام. ويقال: سافرنا شهرنا ليل التِّمام لا نُعَرِّسُه، وهذه ليالي التِّمام، أَي شَهْراً في ذلك الزمان. الأَصمعي: ليل التِّمام في الشتاء أَطول ما يكون من الليل، قال: ويَطُول لَيْلُ التِّمام حتى تَطْلُع فيه النُّجوم كلها، وهي ليلة ميلاد عيسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، والنصارى تعظِّمُها وتقوم فيها. حكي عن أَبي عمرو الشيباني أَنه قال: ليل تِمام إذا كان الليل ثلاثَ عشرة ساعة إلى خمس عشرة ساعة. ويقال لليلة أربع عشرة وهي الليلة التي يَتِمُّ فيها القمر ليلة التَّمام، بفتح التاء. وقال أَبو عمرو: ليلُ التِّمام ستة أَشهر: ثلاثة أَشهر حين يزيد على ثنتَيْ عشْرة ساعة، وثلاثة أَشهر حين يَرْجِع، قال: وسمعت ابن الأَعرابي يقول: كل ليلة طالت عليك فلم تَنَمْ فيها فهي ليلة التِّمام أَو هي كليلة التِّمام. ويقال: ليلٌ تِمامٌ وليلُ تِمام، على الإضافة، وليلُ التِّمام وليلٌ تِمامِيٌّ أَيضاً؛ وقال الفرزدق: تِمامِيّـــــــــاً، كــــــــأَنَّ شــــــــَآمِياتٍ رَجَحْــــــنَ بِجـــــانِبَيْه مـــــن الغُـــــؤُور وقال ابن شميل: ليلة السَّواء ليلة ثلاث عشرة وفيها يَسْتوي القمر، وهي ليلة التَّمام. وليلة تَمامِ القمر، هذا بفتح التاء، والأَول بالكسر.ويقال: رُئِيَ الهلال لِتمِّ الشهر، وولدت المرأة لِتِمٍّ وتِمام وتَمامٍ إذا أَلْقَتْه وقد تَمَّ خَلْفه. وحكى ابن بري عن الأَصمعي: ولدَتْه للتَّمام، بالأَلف واللام، قال: ولا يَجيء نكِرةً إلاّ في الشعر. وأَتَمَّت المرأة، وهي مُتِمٌّ: دنا وِلادُها. وأَتَمَّت الحْبْلى، فهي مُتِمٌّ إذا تَمَّت أَيامُ حَمْلِها. وفي حديث أَسماء: خرجْت وأَنا مُتِمٌّ؛ يقال: امرأَة مُتِمٌّ للحامل إذا شارَفَتِ الوَضْع، ووُلِد المَوْلود لِتِمامِ وتِمامٍ. وأَتَمَّت الناقة، وهي مُتِمٌّ: دنا نتاجها. وأَتَمَّ النَّبْتُ: اكْتَهل. وأَتَمَّ القمرُ: امْتلأَ فبَهَر، وهو بدْرُ تَمامٍ وتِمامٍ وبدرٌ تَمامٌ. قال ابن دريد: وُلِد الغلام لِتِمٍّ وتِمامٍ وبدرُ تِمامٍ وكل شيء بعد هذا فهو تَمامٌ، بالفتح. غيره: وقمرُ تَمامٍ وتِمامٍ إذا تَمَّ ليلة البَدْر. وفي التنزيل العزيز: ثم آتينا موسى الكتاب تَماماً على الذي أَحسَنَ؛ قال الزجاج: يجوز أَن يكون تَماما على المُحْسِن، أَراد تَماماً من الله على المُحْسِنين، ويجوز تَماماً على الذي أَحسنه موسى من طاعة الله واتِّباع أَمره، ويجوز تَماماً على الذي هو أَحسن الأَشياء، وتَماماً منصوب مفعول له، وكذلك وتَفْصِيلاً لكل شيء؛ المعنى: آتيناه لهذه العِلَّة أَي للتَّمام والتَّفصيل؛ قال: والقراءة على الذي أَحسَنَ، بفتح النون؛ قال: ويجوز أَحسنُ على إضمار الذي هو أَحسنُ، وأَجاز القُراءُ أَن يكون أَحسَن في موضع خفض، وأَن يكون من صفة الذي، وهو خطأٌ عند البصريين لأَنهم لا يعرفون الذي إلاَّ موصولة ولا تُوصَف إلا بعد تمام صِلَتها.والمُسْتَتِمُّ في شِعر أَبي دُواد: هو الذي يطلب الصُّوفَ والوَبَرَ لِيُتِمَّ به نَسْجَ كِسائه، والمَوْهوب تُمَّةٌ؛ قال ابن بري: صوابه عن أَبي زيد، والجمع تِمَمٌ، بالكسر، وهو الجِزَّة من الصُّوف أَو الشعَر أَو الوَبَر؛ وبيت أَبي دواد هو قوله: فَهْــــيَ كالبَيْضـــِ، فـــي الأَداحِيّـــ، لا يُـــو هَــــــبُ منهــــــا لِمُســــــْتَتِمٍّ عِصــــــامُ أَي هذه الإِبل كالبَيْض في الصِّيانة، وقيل في المَلاسة لا يُوهب منها لمُسْتَتِمّ أَي لا يُوجد فيها ما يُوهَب لأَنها قد سَمِنت وأَلْقَت أَوْبارَها؛ قال: والمُسْتَتِمُّ الذي يطلُب التُّمَّةَ، والعِصامُ: خيط القِرْبة.والمُتَتَمِّمُ: المتكسِّر؛ قال الشاعر: إذا مــــا رآهــــا رُؤيــــةً هِيـــضَ قَلْبـــه بهــــا، كانْهِيــــاضِ المُتْعَــــب المُتَتَمِّــــمِ وتَمَّمَ على الجَريح: أَجْهِزَ. وتَمَّ على الشيء: أَكمله؛ قال الأَعشى: فتَمَـــــمَّ علـــــى مَعْشـــــوقَةٍ لا يَزيــــدُها إِليهــــــ، بَلاءُ الســــــُّوءِ، إِلاَّ تَحبُّبــــــا قال ابن سيده: وقول أَبي ذؤيب: فَبـــاتَ بجَمْـــعٍ ثـــم ثـــابَ إِلـــى مِنىًـــ، فأَصــــْبَحَ رَأْداً يبتغــــي المَـــزْجَ بالســـَّحْل قال: أَراه يعنيبتَمَّ أَكْمَل حَجَّه.واسْتَتَمَّ النِّعْمة: سأَل إِتْمامها. وجعله تِمّاً أَي تَماماً. وجعلْته لك تِمّاً أَي بِتَمامه. وتَمَّمَ الكَسْر فَتَمَّمَ وتَتَمَّم: انصَدَعَ ولم يَبِنْ، وقيل: إذا انصَدَعَ ثم بانَ. وقالوا: أَبى قائلُها إِلاَّ تَمّاً وتُمّاً وتِمّاً، ثلاث لغات، أَي تَماماً، ومضى على قوله ولم يرجع عنه، والكسر أَفصح؛ قال الراعي: حــــــتى وَوَدْنَ لِتِــــــمِّ خِمْـــــسٍ بـــــائصٍ جُـــــــدّاً، تَعــــــاوَرَه الريــــــاحُ وَبيلاً بائصٍ: بعيدٍ شاقٍّ، ووَبِيلاً: وَخِيماً.والتَّمِيمُ: الطويلُ؛ وأَنشد بيت العجاج: لنـــــا دَعَــــوْا يــــال تَمِيــــمٍ تَمُّــــوا والتَّمِيمُ: التامُّ الخلْق. والتَّمِيمُ: الشاذُّ الشديدُ.والتَّميمُ: الصُّلْب؛ قال: وصــــُلْب تَمِيــــم يَبْهَـــرُ اللِّبْـــدَ جَـــوْزُه، إِذا مــــا تَمَطَّـــى فـــي الحِـــزام تَبَطَّـــرا أَي يَضيق عنه اللِّبْد لتَمامه، وقيل: التَّمِيمُ التامُّ الخلْقِ الشديده من الناس والخَيْل. وفي حديث سليمان بن يَسار: الجَذَعُ التامُّ التِّمُّ يُجْزئ؛ قال ابن الأَثير: يقال تِمٌّ وتَمٌّ بمعنى التامِّ، ويروى الجَذَع التامُّ التَّمَمُ، فالتامُّ الذي استوفى الوقت الذي يسمَّى فيه جَذَعاً وبَلغ أَن يسمَّى ثَنِيّاً، والتَّمَمُ التامُّ الخلْق، ومثله خلْق عَمَمٌ. والتَّمِيمُ: العُوَذ، واحدتها تَمِيمةٌ. قال أَبو منصور: أَراد الخَرز الذي يُتَّخَذ عُوَذاً.والتَّمِيمةُ: خَرزة رَقْطاء تُنْظَم في السَّير ثم يُعقد في العُنق، وهي التَّمائم والتَّمِيمُ؛ عن ابن جني، وقيل: هي قِلادة يجعل فيها سُيُورٌ وعُوَذ؛ وحكي عن ثعلب: تَمَّمْت المَوْلود علَّقْت عليه التَّمائم.والتَّمِيمةُ: عُوذةٌ تعلق على الإِنسان؛ قال ابن بري: ومنه قول سلَمة بن الخُرْشُب: تُعَــــوَّذُ بــــالرُّقى مــــن غيــــر خَبْلٍــــ، وتُعْقَــــــد فـــــي قَلائدهـــــا التَّمِيـــــمُ قال: والتَّمِيمُ جمع تمِيمةٍ؛ وقال رفاعبن قيس الأَسدي: بِلادٌ بهـــــا نِيطَـــــتْ علـــــيَّ تَمـــــائِمي وأَوَّل أَرضٍ مَـــــــسَّ جِلـــــــدي تُرابُهــــــا وفي حديث ابن عَمروما أُبالي ما أَتيت إِن تعلقت تَمِيمةً. وفي الحديث: مَن عَلَّق تَمِيمةً فلا أَتَمَّ الله له؛ ويقال: هي خَرزة كانوا يَعْتَقِدون أَنها تَمامُ الدَّواء والشِّفاء، قال: وأَمّا المَعاذاتُ إذا كُتِب فيها القرآن وأَسماءُ الله تعالى فلا بأْسَ بها. والتَّمِيمةُ: قِلادةٌ من سُيورٍ، وربما جُعِلَتِ العُوذةَ التي تعلَّق في أَعناق الصبيان. وفي حديث ابن مسعود: التَّمائمُ والرُّقى والتِّوَلةُ من الشِّرْك. قال أَبو منصور: التَّمائمُ واحدتُها تَمِيمةٌ، وهي خَرزات كان الأعرابُ يعلِّقونها على أَولادِهم يَنْفون بها النفْس والعَين بزَعْمهم، فأَبطله الإِسلامُ؛ وإِيّاها أَراد الهُذَلي بقوله: وإِذا المَنِيَّــــــةُ أَنْشــــــَبَتْ أَظْفارَهـــــا، أَلْفَيْــــــتَ كــــــلَّ تَمِيمـــــة لا تَنْفَـــــعُ وقال آخر: إِذا مــــات لـــم تُفْلِـــحْ مُزَيْنـــةُ بعـــدَه، فتُـــوطِي عليهـــ، يـــا مُزَيْنُـــ، التَّمائمــا وجعلها ابن مسعود من الشِّرْك لأَنهم جَعلوها واقِيةً من المَقادِير والموْتِ وأَرادُوا دَفْعَ ذلك بها، وطلبوا دَفْعَ الأَذى من غير الله الذي هو دافِعُه، فكأَنهم جعلوا له شريكاً فيما قَدّر وكَتَب من آجال العِبادِ والأَعْراضِ التي تُصيبهم، ولا دافع لما قَضى ولا شريك له تعالى وتقدّس فيما قَدّر. قال أَبو منصور: ومن جَعل التَّمام سُيوراً فغيرُ مُصِيبٍ؛ وأَما قول الفرزدق: وكيـــــف يَضـــــِلُّ العَنْبَـــــرِيُّ ببلْـــــدةٍ، بهــــا قُطِعَــــتْ عنـــه ســـُيور التَّمـــائِم؟ فإِنه أَضاف السُّيورَ إِلى التَّمائم لأَن التمائم خَرز تُثْقَب ويجعل فيها سُيورٌ وخُيوط تُعلَّق بها. قال: ولم أَرَ بين الأَعراب خلافاً أَنّ التَّميمةَ هي الخرزة نفسُها، وعلى هذا مذهب قول الأَئمة؛ وقول طُفَيل: فـــــإِلاَّ أَمُـــــتْ أَجْعَـــــلْ لِنَفْـــــرٍ قِلادَةٌ، يُتِــــــمُّ بهــــــا نَفْـــــرٌ قَلائدَه قَبْـــــلُ قال: أَي عاذهالذي كان تقلَّده قبل؛ قال: يُتِمُّ يحطها تَمِيمةَ خَرزِ قلائده إِلى الواسطة، وإِنما أَراد أُقَلِّده الهِجاء. ابن الأَعرابي: تُمَّ إذا كُسِر وتَمَّ إذا بلَّغوقال رؤبة: فــــــي بَطْنــــــه غاشــــــيةٌ تُتَمِّمُــــــهْ قال شمر: الغاشية وَرَم يكون في البطْن، وقال: تُتَمِّمُهُ أَي تُهْلِكه وتبلِّغه أَجَلَه؛ وقال ذو الرمة: كانْهِيـــــــاض المُعْنَـــــــتِ المُتَتَمِّـــــــمِ يقال: ظَلَع فلان ثم تَتَمَّم تَتَمُّماً أَي تَمَّ عَرَجُه كَسْراً، من قولك تُمَّ إذا كسر. والمُتَمُّ: منقَطَع عِرْق السُّرَّة. والتُّمَمُ والتِّمَمُ من الشعَر والوَبر والصُّوف: كالجِزَزِ، الواحدة تُمَّة. قال ابن سيده: فأَمَّا التَّمُّ فأَراده اسماً للجمع. واسْتَتَمَّه: طلب منه التِّمَمَ، وأَتَمَّه: أَعطاه إِياها. ابن الأَعرابي: التِّمُّ الفأْس، وجمعه تِمَمةٌ.والتَّامُّ من الشِّعْرما يمكن أَن يَدْخُله الزِّحافُ فيَسلَمُ منه، وقد تم الجُزء تَماماً، وقيل: المُتَمَّمُ كلُّ ما زدت عليه بعد اعتدالِ البيت، وكانا من الجُزْء الذي زِدْتَه عليه نحو فاعِلاتُنْ في ضرب الرمل، سمي مُتَمَّماً لأَنك تَمَّمْتَ أَصل الجُزْء.ورجل مُتَمِّم إذا فازَ قِدْحُه مرَّة بعد مرَّة فأَطعَم لَحْمَه المساكين. وتَمَّمَهم: أَطعمهم نَصِيبَ قِدْحه؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد قول النابغة: إِنـــــي أُتَمِّـــــمُ أَيْســـــاري وأَمْنَحُهُـــــمْ مَثْنـــى الأَيـــادي، وأَكْســُو الجَفْنَــة الأُدُمــا أَي أُطْعِمهم ذلك اللَّحْم.ومُتَمِّمُ بن نُويْرة: من شُعرائهم شاعرُ بني يَرْبوع؛ قال ابن الأَعرابي: سمي بالمُتَمِّم الذي يُطْعِم اللَّحْم المساكين والأَيْسار؛ وقيل: التَّتْمِيمُ في الأَيسار أَن ينقُص الأَيْسار في الجَزُور فيأْخذ رجُل ما بَقِي حتى يُتَمِّم الأَنْصِباء.وتَمِيمٌ: قَبيلةٌ، وهو تَمِيمُ بنُ مُرِّ بنِ أُدِّ بنِ طابِخَة بنِ إِلْياسَ بن مُضَرَ؛ قال سيبويه: من العرب من يقول هذه تَميمٌ يجعله اسماً للأَب ويصرِف، ومنهم مَن يجعله اسماً للقبيلة فلا يَصْرِف، وقال: قالوا تَميم بنتُ مُرٍّ فأَنَّثوا ولم يقولوا ابن. وتَمَّمَ الرجلُ: صار هَواه تَمِيمِيّاً. وتَمَّم: انتَسب إِلى تَمِمٍ؛ وقول العجاج: إِذا دَعَوْا يالَ تَمِيمٍ تَمُّوا قال ابن سيده: أَراه من هذا أَي أَسرعوا إلى الدعوة. الليث: تَمَّم الرجلُ إذا صار تَميميَّ الرأْي والهوى والمَحَلَّة. قال أَبو منصور: وقياسُما جاء في هذا الباب تَتَمَّم، بتاءين، كما يقال تَمَضَّر وتَنَزَّر، وكأَنهم حذفوا إِحدى التاءين استثقالاً للجمع. وتتامُّوا أَي جاؤوا كلهم وتَمُّوا.والتَّمْتَمةُ: ردُّ الكلام إِلى التاء والميم، وقيل: هو أَن يَعْجَل بكلامه فلا يكاد يُفْهِمك، وقيل: هو أَن تسبِق كلمتُه إِلى حَنَكِه الأَعْلى، والفأْفاء: الذي يعسُر عليه خروج الكلام، ورجل تَمْتام، والأُنْثى تَمْتامةٌ. وقال الليث: التَّمْتَمةُ في الكلام أَن لا يبين اللسان يُخْطئ موضع الحرف فيرجِع إِلى لفظ كأَنه التاء والميم، وإِن لم يكن بَيِّناً.محمد ابن يزيد: التَّمْتَمَة الترديد في التاء، والفأْفأَة الترديد في الفاء.
المعجم: لسان العرب

بدر

المعنى: بَدَرْتُ إِلى الشيء أَبْدُرُ بُدُوراً: أَسْرَعْتُ، وكذلك بادَرْتُ إِليه. وتَبادَرَ القومُ: أَسرعوا. وابْتَدَروا السلاحَ: تَبادَرُوا إِلى أَخذه. وبادَرَ الشيءَ مبادَرَةً وبِداراً وابْتَدَرَهُ وبَدَرَ غيرَه إِليه يَبْدُرُه: عاجَلَهُ؛ وقول أَبي المُثَلَّمِ: فَيَبْـــدُرُها شـــَرائِعَها فَيَرْمــي مَقاتِلَهــا، فَيَســْقِيها الزُّؤَامَـا أَراد إِلى شرائعها فحذف وأَوصل. وبادَرَهُ إِليه: كَبَدَرَهُ.وبَدَرَني الأَمرُ وبَدَرَ إِليَّ: عَجِلَ إِليَّ واستبق. واسْتَبَقْنا البَدَرَى أَي مُبادِرِينَ. وأَبْدَرَ الوصيُّ في مال اليتيم: بمعنى بادَرَ وبَدَرَ. ويقال: ابْتَدَرَ القومُ أَمراً وتَبادَرُوهُ أَي بادَرَ بعضُهم بعضاً إِليه أَيُّهُمْ يَسْبِقُ إِليه فَيَغْلِبُ عليه. وبادَرَ فلانٌ فلاناً مُوَلِّياً ذاهباً في فراره. وفي حديث اعتزال النبي، صلى الله عليه وسلم، نساءَه قال عُمَرُ: فابْتَدَرَتْ عيناي؛ أَي سالتا بالدموع.وناقةٌ بَدْرِيَّةٌ: بَدَرَتْ أُمُّها الإِبلَ في النِّتاج فجاءت بها في أَول الزمان، فهو أَغزر لها وأَكرم.والبادِرَةُ: الحِدَّةُ، وهو ما يَبْدُرُ من حِدَّةِ الرجل عند غضبه من قول أَو فعل. وبادِرَةُ الشَّرِّ: ما يَبْدُرُكَ منه؛ يقال: أَخشى عليك بادِرَتَهُ. وبَدَرَتْ منه بَوادِرُ غضَبٍ أَي خَطَأٌ وسَقَطاتٌ عندما احْتَدَّ. والبادِرَةُ: البَدِيهةُ. والبادِرَةُ من الكلام: التي تَسْبِقُ من الإِنسان في الغضب؛ ومنه قول النابغة: ولا خَيْـرَ في حِلْمٍ، إذا لم تَكُنْ له بَــوادِرُ تَحْمِـي صـَفْوَهُ أَنْ يُكَـدَّرَا وبادِرَةُ السيف: شَباتُه. وبادِرَةُ النَّبات: رأْسُه أَوَّل ما يَنْفَطِرُ عنه. وبادِرَةُ الحِنَّاءِ: أَولُ ما يَبْدأُ منه. والبادِرَةُ: أَجْوَدُ الوَرْس وأَحْدَثُه نباتاً.وعَيْنٌ حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ وحَدْرَةٌ: مكْتَنِزَةٌ صُلْبَةٌ، وبَدْرَةٌ: تَبْدُرُ بالنظر، وقيل: حَدْرَةٌ واسعةٌ وبَدْرَةٌ تامةٌ كالبَدْرِ؛ قال امرؤ القيس: وعيْـــنٌ لهـــا حَـــدْرَةٌ بَــدْرَةٌ شـــُقَّتْ مَآقِيهِمـــا مِـــنْ أُخُــرْ وقيل: عين بَدْرَةٌ يَبْدُر نظرها نظرَ الخيل؛ عن ابن الأَعرابي، وقيل: هي الحديدة النظر، وقيل: هي المدوّرة العظيمة، والصحيح في ذلك ما قاله ابن الأَعرابي. والبَدْرُ: القَمَرُ إذا امْتَلأَ، وإِنما سُمِّيَ بَدْراً لأَنه يبادر بالغروب طلوعَ الشمس، وفي المحكم: لأَنه يبادر بطلوعه غروبَ الشمس لأَنهما يَتراقَبانِ في الأُفُقِ صُبْحاً؛ وقال الجوهري: سمي بَدْراً لِمُبادرته الشمس بالطُّلُوع كأَنَّه يُعَجِّلُها المَغِيبَ، وسمي بدراً لتمامه، وسميت ليلةَ البَدْرِ لتمام قمرها. وقوله في الحديث عن جابر: إِن النبي، صلى الله عليه وسلم، أُتيَ ببدر فيه خَضِراتٌ من البُقول؛ قال ابن وهب: يعني بالبَدْرِ الطبقَ، شبه بالبَدْرِ لاستدارته؛ قال الأَزهري: وهو صحيح. قال: وأَحسبه سُمي بَدْراً لأَنه مدوَّر، وجمعُ البَدْر بُدُورٌ.وأَبْدَرَ القومُ: طلع لهم البَدْرُ؛ ونحن مُبْدِرُونَ. وأَبْدَرَ الرجلُ إذا سرى في ليلة البَدْرِ، وسمي بَدْراً لامتلائه. وليلةُ البَدْر: ليلةُ أَربع عشرة. وبَدْرُ القومِ: سَيِّدُهم، على التشبيه بالبَدْرِ؛ قال ابن أَحمر: وَقَـدْ نَضـْرِبُ البَـدْرَ اللَّجُوجَ بِكَفِّه عَلَيْهِــ، ونُعْطِـي رَغْبَـةَ المُتَـودِّدِ ويروى البَدْءَ. والبادِرُ: القمر. والبادِرَةُ: الكلمةُ العَوْراءُ.والبادِرَةُ: الغَضْبَةُ السَّرِيعَةُ؛ يقال: احذروا بادِرَتَهُ.والبَدْرُ: الغلامُ المبادِر. وغلامٌ بَدْرٌ: ممتلئ. وفي حديث جابر: كنا لا نَبِيعُ الثَّمَرَ حتى يَبْدُرَ أَي يبلغ. يقال: بَدَرَ الغلامُ إذا تم واستدار، تشبيهاً بالبدر في تمامه وكماله، وقيل: إذا احمرّ البُسْرُ يقال له:قد أَبْدَرَ.والبَدْرَةُ: جِلْدُ السَّخْلَة إذا فُطِمَ، والجمع بُدورٌ وبِدَرٌ؛ قال الفارسي: ولا نظير لبَدْرَةٍ وبِدَر إِلا بَضْعَةٌ وبِضَعٌ وهَضْبَةٌ وهِضَبٌ. الجوهري: والبَدْرَةُ مَسْكُ السَّخْلَةِ لأَنها ما دامت تَرْضَعُ فَمَسْكُها لِلَّبَنِ شَكْوَةٌ، وللسَّمْنِ عُكَّةٌ، فإِذا فُطمت فَمَسْكُها للبن بَدْرَةٌ، وللسَّمنِ مِسْأَدٌ، فإِذا أَجذعت فَمَسْكُها للبن وَطْبٌ، وللسمن نِحْيٌ. والبَدْرَةُ: كيس فيه أَلف أَو عشرة آلاف، سميت ببَدْرَةِ السَّخْلَةِ، والجمع البُدورُ، وثلاثُ بَدرات. أَبو زيد: يقال لِمَسْك السخلة ما دامت تَرْضَعُ الشَّكْوَةُ، فإِذا فُطم فَمَسْكُهُ البَدْرَةُ، فإِذا أَجذع فَمَسكه السِّقاءُ.والبادِرَتانِ من الإِنسان: لَحْمتانِ فوق الرُّغَثاوَيْنِ وأَسفلَ الثُّنْدُوَةِ، وقيل: هما جانبا الكِرْكِرَةِ، وقيل: هما عِرْقان يَكْتَنِفانِها؛ قال الشاعر: تَمْـري بَوادِرَهـا منهـا فَوارِقُهـا يعني فوارق الإِبل، وهي التي أَخذها المخاض ففَرِقتْ نادَّةً، فكلما أَخذها وجع في بطنها مَرَتْ أَي ضربت بخفها بادرَةَ كِركِرَتِها وقد تفعل ذلك عند العطش. والبادِرَةُ من الإِنسان وغيره: اللحمة التي بين المنكب والعُنق، والجمعُ البَوادِرُ؛ قال خِراشَةُ بنُ عَمْروٍ العَبْسِيُّ: هَلاَّ سأَلْتِ، ابنةَ العَبْسِيِّ: ما حَسَبي عِنْدَ الطِّعانِ، إذا ما غُصَّ بالرِّيقِ؟ وجـاءَت الخيـلُ مُحَمَّـراً بَوادِرُهـا زُوراً، وَزَلَّتْ يَدُ الرَّامي عَنِ الفُوقِ يقول: هلاَّ سأَلت عني وعن شجاعتي إذا اشتدّت الحرب واحمرّت بوادر الخيل من الدم الذي يسيل من فرسانها عليها، ولما يقع فيها من زلل الرامي عن الفوق فلا يهتدي لوضعه في الوتر دَهَشاً وحَيْرَةً؛ وقوله زوراً يعني مائلة أَي تميل لشدّة ما تلاقي. وفي الحديث: أَنه لما أُنزلت عليه سورة: اقرأْ باسم ربك، جاء بها، صلى الله عليه وسلم، تُرْعَدُ بَوادِرُه، فقال: زَمِّلُوني زَمِّلُوني، قال الجوهري: في هذا الموضع البَوادِرُ من الإِنسان اللحمة التي بين المنكب والعنق؛ قال ابن بري: وهذا القول ليس بصواب، والصواب أَن يقول البوادر جمع بادرة: اللحمة التي بين المنكب والعنق.والبَيْدَرُ: الأَنْدَرُ؛ وخص كُراعٌ به أَنْدَرَ القمح يعني الكُدْسَ منه، وبذلك فسره الجوهري. البَيْدَرُ: الموضع الذي يداس فيه الطعام.وبَدْرٌ: ماءٌ بِعَيْنِهِ، قال الجوهري: يذكر ويؤنث. قال الشَّعْبي: بَدْرٌ بئر كانت لرجل يُدْعى بَدْراً؛ ومنه يومُ بَدْرٍ. وبَدْرٌ: اسمُ رجل.
المعجم: لسان العرب

زهر

المعنى: الزَّهْرَةُ: نَوْرُ كل نبات، والجمع زَهْرٌ، وخص بعضهم به الأَبيض. وزَهْرُ النبت: نَوْرُه، وكذلك الزهَرَةُ، بالتحريك. قال: والزُّهْرَةُ البياض؛ عن يعقوب. يقال أَزْهَرُ بَيِّنُ الزُّهْرَةِ، وهو بياض عِتْق.قال شمر: الأَزْهَرُ من الرجال الأَبيض العتيقُ البياضِ النَّيِّرُ الحَسَنُ، وهو أَحسن البياض كأَنَّ له بَرِيقاً ونُوراً، يُزْهِرُ كما يُزْهِرُ النجم والسراج. ابن الأَعرابي: النَّوْرُ الأَبيض والزَّهْرُ الأَصفر، وذلك لأَنه يبيضُّ ثم يصفّر، والجمع أَزْهارٌ، وأَزاهِيرُ جمع الجمع؛ وقد أَزْهَرَ الشجر والنبات. وقال أَبو حنيفة: أَزْهَرَ النبتُ، بالأَلف، إذا نَوَّرَ وظهر زَهْرُه، وزَهُرَ، بغير أَلف، إذا حَسُنَ. وازْهارَّ النبت: كازْهَرَّ. قال ابن سيده: وجعله ابن جني رباعيّاً؛ وشجرة مُزْهِرَةٌ ونبات مُزْهِرٌ، والزَّاهِرُ: الحَسَنُ من النبات: والزَّاهِرُ: المشرق من أَلوان الرجال. أَبو عمرو: الأَزهر المشرق من الحيوان والنبات. والأَزْهَرُ: اللَّبَنُ ساعةَ يُحْلَبُ، وهو الوَضَحُ وهو النَّاهِصُ والصَّرِيحُ. والإِزْهارُ: إِزْهارُ النبات، وهو طلوع زَهَرِه. والزَّهَرَةُ: النبات؛ عن ثعلب؛ قال ابن سيده: وأُراه إِنما يريد النَّوْرَ. وزَهْرَةُ الدنيا وزَهَرَتُهَا: حُسْنُها وبَهْجَتُها وغَضَارَتُها. وفي التنزيل العزيز: زَهْرَةَ الحياة الدنيا. قال أَبو حاتم: زَهَرَة الحياة الدنيا، بالفتح، وهي قراءة العامة بالبصرة. قال: وزَهْرَة هي قراءة أَهل الحرمين، وأَكثر الآثار على ذلك. وتصغير الزَّهْرِ زُهَيْرٌ، وبه سمي الشاعر زُهَيْراً. وفي الحديث: إِنَّ أَخْوَفَ ما أَخاف عليكم من زَهْرَةِ الدنيا وزينتها؛ أَي حسنها وبهجتها وكثرة خيرها.والزُّهْرَةُ: الحسن والبياض، وقد زَهِرَ زَهَراً. والزَّاهِرُ والأَزْهَرُ:الحسن الأَبيض من الرجال، وقيل: هو الأَبيض فيه حمرة. ورجل أَزْهَرُ أَي أَبيض مُشْرِقُ الوجه. والأَزهر: الأَبيض المستنير. والزُّهْرَةُ:البياض النِّيِّرُ، وهو أَحسن الأَلوان؛ ومنه حديث الدجال: أَعْوَرُ جَعْدٌ أَزْهَرُ. وفي الحديث: سأَلوه عن جَدِّ بني عامر بن صعصعة فقال: جملٌ أَزْهَرُ مُتَفَاجُّ. وفي الحديث: سورة البقرة وآل عمران الزَّهْرَاوانِ؛ أَي المُنِيرتان المُضِيئَتانِ، واحدتهما زَهْرَاءُ.وفي الحديث: أَكْثِرُوا الصلاةَ عليّ في الليلة الغرّاء واليوم الأَزْهَرِ؛ أَي ليلة الجمعة ويومها؛ كذا جاء مفسراً في الحديث. وفي حديث علي، عليه السلام، في صفة سيدنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم: كان أَزْهَرَ اللَّوْنِ ليس بالأَبيضِ الأَمْهَقِ. والمرأَة زَهْرَاءُ؛ وكل لون أَبيض كالدُّرَّةِ الزَّهْراءِ، والحُوَار الأَزْهَر. والأَزْهَرُ: الأَبيضُ. والزُّهْرُ: ثلاثُ ليال من أَوّل الشهر.والزُّهَرَةُ، بفتح الهاء: هذا الكوكب الأَبيض؛ قال الشاعر: قــــــــد وَكَّلَتْنِــــــــي طَلَّتِــــــــي بالسَّمْســـــــَرَه، وأَيْقَظَتْنِــــــــــــي لطُلُـــــــــــوعِ الزُّهَـــــــــــرَه والزُّهُورُ: تَلأْلؤ السراج الزاهر. وزَهَرَ السراجُ يَزْهَرُ زُهُوراً وازْدَهَرَ: تلألأ، وكذلك الوجه والقمر والنجم؛ قال: آل الزُّبَيْــــــــر نُجـــــــومٌ يُسْتَضـــــــَاءُ بِهِمْـــــــ، إِذا دَجــــــا اللَّيْــــــلُ مـــــن ظَلْمـــــائِه زَهَـــــرَا وقال: عَـــــــمَّ النَّجُـــــــومَ ضــــــَوْءُه حيــــــن بَهَــــــرْ، فَغَمَــــــر النَّجْــــــمَ الــــــذي كــــــان ازْدَهَــــــرْ وقال العجاج: ولَّــــــــى كمِصــــــــْباحِ الــــــــدُّجَى المَزْهُـــــــورِ قيل في تفسيره: هو من أَزْهَرَهُ اللهُ، كما يقال مجنون من أَجَنَّهُ.والأَزْهَرُ: القمر. والأَزْهَرَان، الشمسُ والقمرُ لنورهما؛ وقد زَهَرَ يَزْهَرُ زَهْراً وزَهُرَ فيهما، وكل ذلك من البياض. قال الأَزهري: وإِذا نعته بالفعل اللازم قلت زَهِرَ يَزْهَرُ زَهَراً. وزَهَرَت النارُ زُهُوراً: أَضاءت، وأَزْهَرْتُها أَنا. يقال: زَهَرَتْ بك ناري أَي قويت بك وكثرت مثل وَرِيَتْ بك زنادي. الأَزهري: العرب تقول: زَهَرَتْ بك زنادي؛ المعنى قُضِيَتْ بك حاجتي. وزَهَرَ الزَّنْدُ إذا أَضاءت ناره، وهو زَنْدٌ زَاهِرٌ. والأَزْهَرْ: النَّيِّرُ، ويسمى الثور الوحشي أَزْهَرَ والبقرة زَهْرَاء؛ قال قيس بن الخَطِيم: تَمْشِي، كَمَشْيِ الزَّهْراءِ في دَمَثِ ال_رَّوْضِ إِلى الحَزْنِ، دونها الجُرُفُ ودُرَّةٌ زَهْرَاءٌ: بيضاء صافية. وأَحمر زاهر: شديد الحمرة؛ عن اللحياني.والازْدِهارُ بالشيء: الاحتفاظ به. وفي الحديث: أَنه أَوصى أَبا قتادة بالإِناء الذي توضأَ منه فقال: ازْدَهِرْ بهذا فإِن له شأْناً، أَي احتفظ به ولا تَضيعه واجعله في بالك، من قولهم: قضيت منه زِهْرَتِي أَي وَطَري، قال ابن الأَثير: وقيل هو من ازْدَهَرَ إذا فَرِحَ أَي ليُسْفِرْ وجهُك وَليْزُهِرْ، وإِذا أَمرت صاحبك أَن يَجِدَّ فيما أَمرت به قلت له:ازْدَهِرْ، والدال فيه منقلبة عن تاء الافتعال، وأَصل ذلك كله من الزُّهْرَةِ والحُسْنِ والبهجة؛ قال جرير: فإِنــــــك قَيْــــــنٌ وابْــــــنُ قَيْنَيْنِـــــ، فـــــازْدَهِرْ بِكِيرِكَــــــــ، إِنَّ الكِيـــــــرَ لِلْقَيـــــــنِ نـــــــافِعُ قال أَبو عبيد: وأَظن ازْدَهَرَ كَلمة ليست بعربية كأَنها نبطية أَو سريانية فعرّبت؛ وقال أَبو سعيد: هي كلمة عربية، وأَنشد بيت جرير وقال: معنى ازْدَهِر أَي افْرَحْ، من قولك هو أَزَهَرُ بَيَّنُ الزُّهرَةِ، وازْدَهِرْ معناه ليُسْفِرْ وجهُك ولْيُزْهِرْ. وقال بعضهم: الازْدِهارُ بالشيء أَن تجعله من بالك؛ ومنه قولهم: قضيت منه زِهْرِي، بكسر الزاي، أَي وَطَري وحاجتي؛ وأَنشد الأُمويُّ: كمــــــــا ازْدَهَــــــــرَتْ قَيْنَــــــــةٌ بالشــــــــِّرَاع لأُســــــــْوارِها، عَــــــــلَّ منهــــــــا اصـــــــْطِباحا أَي جَدَّتْ في عملها لتحظى عند صاحبها. يقول: احتفظت القَيْنَةُ بالشِّرَاعِ، وهي الأَوتار. والازْدِهارُ: إذا أَمرت صاحبك أَن يَجِدَّ فيما أَمرته قلت له: ازْدَهِرْ فيما أَمرتك به. وقال ثعلب: ازْدَهِرْ بها أَي احْتَمِلْها، قال: وهي أَيضاً كلمة سريانية. والمِزْهَرُ: العود الذي يضرب به.والزَّاهِرِيَّةُ: التَّبَخْتُر؛ قال أَبو صخر الهذلي: يَفُـــــــوحُ المِســــــْكُ منــــــه حيــــــن يَغْــــــدُو، ويَمْشـــــــــِي الزَّاهِرِيَّــــــــةَ غَيْــــــــرَ حــــــــال وبنو زُهْرة: حيٌّ من قريش أَخوال النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو اسم امرأَة كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، نسب ولده إِليها. وقد سمت زاهراً وأَزْهَرَ وزُهَيْراً. وزَهْرانُ أَبو قبيلة. والمَزَاهِرُ:موضع؛ أَنشد ابن الأَعرابي للدُّبَيْرِيِّ: أَلا يـــــــا حَمامـــــــاتِ المَزاهِـــــــرِ، طالمـــــــا بَكَيْتُنَّـــــــ، لـــــــو يَرْثِــــــي لَكُــــــنَّ رَحِيــــــمُ
المعجم: لسان العرب

سخر

المعنى: سخر : (سَخِر مِنْهُ) ، هاذِهِ هِيَ اللُّغَة الفَصِيحة، وَبهَا وَرَدَ الْقُرْآن. قَالَ اللهاُ تَعَالَى: {فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} (التَّوْبَة: 79) وَقَالَ: {إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ} (سُورَة هود: 38) . وَقَالَ بعضُهم: لَو سَخِرْتُ من راضِع لخَشيتُ أَن يَجُوزَ بِي فِعْلُه. (و) قَالَ الجَوْهَرِيّ: حكَى أَبُو زيد. سَخِرْت (بِهِ) ، وَهُوَ أَردَأُ اللُّغَتَيْن، ونقلَ الأَزهَرِيّ عَن الفَرَّاءِ: يُقَال: سَخِرْت مِنْهُ. وَلَا يُقَال: سَخِرْت بِه. وكأَن المصنِّفَ تَبِعَ الأَخفَشَ، فإِنه أجازَهما. قَالَ: سَخِرْت مِنْهُ وسَخِرْت بِهِ، كِلَاهُمَا (كفَرِح) وكذالك ضَحِكْت مِنْهُ وضَحِكْت بِهِ، وهَزِئْت مِنْهُ وهَزؤْت بِهِ، كُلٌّ يُقَال. ونَقَلَ شيخُنَا عَن النَّوَوِيّ: الأَفصحُ الأَشْهَرُ: سَخِرَ مِنْهُ، وإِنما جاءَ سعُرَ بِهِ لتَضَمُّنه معنَى هَزِىءَ (سَخْراً) ، بِفَتْح فَسُكُون، (وسَخَراً) محرَّكةً، (وسُخْرَةً) ، بالضَّمّ، (ومَسْخَراً) ، بالفَتْح، (وسُخْراً) ، بضمّ فَسُكُون، (وسُخراً) ، بضَمَّتَيْن: (هَزِىءَ) بِهِ. ويُرْوَى بَيتُ أَعْشَى باهِلَةَ بالوَجْهَيْن: إِنِّي أَتَتْنِي لِسَانٌ لَا أُسَرٌّ بهَا من عَلْوَ لَا عَجَبٌ مِنْهَا وَلَا سُخُرُ بضَمَّتَيْن، وبالتَّحْرِيك، (كاسْتَسْخَر) وَفِي الكِتَاب العَزِيز {وَإِذَا رَأَوْاْ ءايَةً يَسْتَسْخِرُونَ} (الصافات: 14) قَالَ ابْن الرُّمَّانِّيّ: يَدعُو بعضُهم بَعْضًا إِلى أَن يَسْخَر، كَيسْخَرون، كعَلاَ قِرْنَهُ واستَعْلاه. قَالَ غَيره: كَمَا تَقول: عَجِبَ وتَعجِّبَ واستَعْجَبَ، بِمَعْنًى واحدٍ. (والاسمُ السُّخْرِيَةُ والسُّخْرِيُّ) ، بالضَّمّ (ويُكْسَرُ) . قَالَ الأَزهرِيّ: وَقد يكون نَعْتاً، كقَوْلك: هم لَك سُخْرِيّ وسُخْرِيَّة. مَنْ ذَكَّرَ قَالَ: سُخْرِيًّا، وَمن أَنَّثَ قَالَ: سُخْرِيَّة، وقُرِىء بالضَّمّ والكَسْر قَوْله تَعَالَى: {لّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً} (الزخرف: 32) . (وسَخَرَه، كمَنَعَه) ، يَسْخَره (سُخْرِيًّا، بالكَسْرِ ويُضَمّ) ، وسَخَّره تَسْخِيراً: (كَلَّفَه مَا لَا يُرِيد وقَهَرَه) . وكُلُّ مَقْهُورٍ مُدَبَّرٍ لَا يَملِكُ لِنَفْسِه مَا يُخَلِّصه من القَهْرِ فذالك مُسَخَّر. قَالَ الله تَعَالَى: {وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} (إِبْرَاهِيم: 33) أَي  ذَلَّلهما {وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ} (الْأَعْرَاف: 54) . قَالَ الأَزهريّ: جارياتٌ مَجَارِيَهُنَّ. (وَهُوَ سُخْرَةٌ لِي وسُخْرِيٌّ وسِخْرِيٌّ) بالضَّمّ والكَسْر. وَقيل: السُّخْرِيّ بالضَّمّ: من التَّسْخِير: والسِّخْرِيّ، بالكَسْر، من الهُزْءِ.، وَقد يُقَال فِي الهُزْءِ سُخْرِيّ وسِخْرِيّ، وأَمّا من السُّخْرَة فواحِده مَضْمُوم. وَقَوله تَعَالَى: {فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً} (الْمُؤْمِنُونَ: 110) بِالْوَجْهَيْن، والضَّمّ أَجْوَدُ. (ورجُلٌ سُخُرَةٌ) وضُحَكَةٌ، (كهُمَزَةٍ) يَسْخَر بالنّاس. وَفِي التَّهْذِيب: (يَسْخَرُ من النَّاس) . (و) (كبُسْرَةٍ: مَنْ يُسْخَر مِنْه) . (و) السُّخْرَة أَيضاً: (مَنْ) يُسَخَّر فِي الأَعْمال و (يَتَسَخَّر كُلَّ مَنْ قَهَرَه) وذَلَّله من دابَّة أَو خادِمٍ بِلَا أَجْرٍ وَلَا ثَمَنٍ. (و) من المَجَاز (سَخَرَت السَّفِينَةُ، كمَنَعَ) : أَطاعَت وجَرَتْ و (طَابَ لَهَا الرِّيحُ والسَّيْرُ) ، وَالله سَخَّرَها تَسْخِيراً، والتَّسْخِيرُ: التَّذليلُ، وسُفُنٌ سَواخِرُ مَوَاخِرُ، من ذالك. وكُلُّ مَا ذَلَّ وانْقادَ أَو تَهَيَّأَ لَك على مَا تُرِيد فقد سُخِّرَ لَك. (و) قَوْله تَعَالَى: {) 1 (. 032} إِن تسخروا منا فَإنَّا نسخر مِنْكُم كَمَا تسخرون (هود: 38) أَي إِن (تَسْتَجْهِلُونَا) ، أَي تَحمِلُونا على الجَهْل على سَبِيلِ الهُزْءِ (فإِنّا نَسْتَجْهِلُكم كَمَا تَسْتَجهِلُونَنَا) ، وإِنما فَسَّرَه بالاستجهال هَرَباً من إِطلاق الاسْتِهْزَاءِ عَلَيْهِ تَعالَى شَأْنُه، مَعَ أَنه واردٌ على سَبِيل المُشاكَلة فِي آيَات كَثِيرة غيرِهَا. وَفِي الحدِيث أَيضاً (أَتَسْخَرُ بِي وَأَنَا المَلِك) قالُوا: أَي أَتَسْتَهزِىء بِي؛ وَقَالُوا: هُوَ مَجَازٌ وَمَعْنَاهُ أَتَضَعُني فِيمَا لَا أَراه من حَقِّي، فكَأَنَّها صُورَة السُّخْرِيَة، فتأَمَّلْ.  (و) سُخَّرٌ، (كسُكَّرٍ: بَقْلَةٌ بخُرَاسَانَ) ، وَلم يَزِد الصَّاغَانِيّ على قَوْله: بَقْلَةٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ السَّيْكَرَانُ. (وسَخَّرَه تَسْخِيراً: ذَلَّله وكَلَّفَه مَا لاَ يُرِيدُ وقَهَرَه) ، (عَمَلاً بِلَا أُجْرَةٍ) ، وَلَا ثَمَن، خادِماً أَو دَابَّةً، (كتَسَخَّرَه) ، يُقَال: تَسخَّرْتُ دابَّةً لفُلان أَي رَكِبْتها بغَير أَجْرٍ. وَيُقَال: هُوَ مَسْخَرَةٌ مَن المَسَاخِر. وَتقول: رُبَّ مَسَاخِرَ يَعْدُّهَا النَّاسُ مفاخِرَ. وأَمَّا مَا جَاءَ فِي الحَدِيث: (أَنا أَقُولُ كَذَا وَلَا أَسْخَرُ) ءَي لَا أَقول إِلا مَا هُو حَقٌّ، وَتَقْدِيره: وَلَا أَسخَرُ مِنْهُ. وَعَلِيهِ قَوُلُ الرَّاعِي: تَغَيَّرَ قَوْمِي وَلَا أَسْخَرُ ومَا حُمَّ مِن قَدَرٍ يُقْدَرُ أَي لَا أَسْخَرَ مِنْهُم. وسْخْرُورُ بنُ مالِكٍ الحَضْرَمِيّ، بالضَّمّ، لَهُ صُحْبَةٌ، شَهِدَ فَتْحَ مِصْر، ذكره ابنُ يُونُس. كتاب
المعجم: تاج العروس

نطح

المعنى: نطح : (نَطَحَه كمنَعَه وضَرَبَه) ، والأَوّل هُوَ القِيَاس، لأَنّه أَكثرُ اسْتِعْمَالا: (أَصَابَهُ بقَرْنِه) ، والنَّطْح للكِباش ونحوِهَا. يَنطَحه ويَنْطِحه. وكَبشٌ نَطّاحٌ. (و) قد (انْتَطَحَتِ الكِبَاشُ) ، إِذا (تَنَاطحَتْ. و) فِي التَّنْزِيل: {وَالْمُتَرَدّيَةُ} ( {وَالنَّطِيحَةُ} ) (الْمَائِدَة: 3) وَهِي المنطوحة (الَّتِي ماتَتْ مِنْهُ) ، أَي من النَّطْحِ. (والنَّطِيح للمُذَكّرُ) . قَالَ الأَزهرِيّ: وأَمّا النّطِيحَة فِي سُورَة الْمَائِدَة فَهِيَ الشّاة المنطوحة تَمُوتُ فلاَ يَحِلُّ أَكلُهَا، وأُدْخِلَت الهاءُ فِيهَا لأَنّها جُعِلَت اسْما لَا نَعْتاً. قَالَ الجوْهرِيّ: وإِنما جاءَت بالهاءِ لغَلَبَة الِاسْم عَلَيْهَا، وكذالك الفريسة والأَكيلة والرَّمِيَّة، لأَنَّه لَيْسَ هُوَ على نطَحَتْهَا فَهِيَ مَنطوحة، وإِنّما هُوَ الشيءُ فِي نفْسِه مِمَّا يُنطح،  والشّيءُ مِمَّا يُفْرَس ويُؤْكَل. (و) من مَجازِ المجازِ: النَّطيح (الرَّجُلُ المشْؤومُ) ، مأْخوذٌ من النَّطيح الّذي يَستَقْبِلك من أَمامك مِمَّا يُزْجَر. قَالَ أَبو ذُؤَيْب: فأَمْكَنَّهُ مِمَّا يُريدُ وبَعضُهُم شقيٌّ لَدَى خَيْرَاتهِنّ نطيحُ (و) النَّطِيح: (فرسٌ) ذالَتْ غُرّتُه حتّى تَسيل إِلى إِحدَى أُذُنَيْه، وَهُوَ يُتشَاءَم بِهِ، وَقيل: النَّطيح من الخَيْل: الّذِي (فِي جَبْهتِه دائِرتَان) ، وإِن كَانَت وَاحِدَة فَهِيَ اللَّطْمَةُ، وَهُوَ اللَّطيم. ودائرةُ النَّاطحِ من دَوَائِر الخَيْل. وَقَالَ الأَزهريّ: قَالَ أَبو عُبَيْد: من دوَائر الخَيْل دائرةُ اللَّطَاةِ وَهِي الّتي فِي وَسَطِ الجَبْهة. قَالَ: وإِن كَانَت دائرتان قَالُوا فَرسٌ نَطِيحٌ، (ويُكْرَه) ، أَي مَا كَانَ فِيهِ دائرتَا النَّطيحِ. وَقَالَ الجوهريّ: دائرةُ اللَّطَاة ليستْ تُكرَه. (و) من الْمجَاز: تطَّير من النَّطِيحِ والنَّاطِحِ. النَّطِيحُ: (مَا يَأْتِيكَ مِنْ أَمَامِك) ويَسْتَقبِلك (مِنَ الطَّيْرِ) والظّباءِ (والوَحْشِ) وغيرِها مِمَّا يُزجَر (كالنَّاطِيح) وَهُوَ خِلافُ القَعِيد. (و) من الْمجَاز: كَلأَك اللَّهُ مِن نَواطِحِ الدَّهْرِ. (النَّوَاطِحُ: الشَّدَائِدُ، واحِدُهَا ناطِحٌ) ، يُقَال: أَصابَه ناطِحٌ، أَي أَمرٌ شديدٌ ذُو مشَقّة. قَالَ الرّاعي: وَقد مَسَّهُ مِنَّا ومنهنَّ ناطِحُ (و) من الْمجَاز فِي أَسجاعهم: إِذا طَلَعَ النَّطْح، طَابَ السَّطْح. (النَّطْحُ والنّاطِح: الشصرَطَانِ، وهما قَرْنَا الحَمَلِ) . قَالَ ابْن سَيّده: النَّطْح نَجْمٌ من مَنَازِل القَمر يُتشائَم بِهِ أَيضاً. قَالَ ابْن الأَعرابيّ: مَا كَانَ من أَسماءِ المَنازِلِ فَهُوَ يأْتي بالأَلف والّلام، كَقَوْلِك نَطْحٌ والنَّطْح، وغَفْرٌ والغٍ فْر. (و) قَوْلهم: (مَالَهُ ناطحٌ وَلَا خَابِطٌ) ، أَي (شَاةٌ وَلَا بَعيرٌ. و)  من الْمجَاز (فِي الحَدِيث: فارِسُ) بالضّمّ هاكذا والمرادُ بِهِ مَا يُتاخِم الرُّومَ (نَطْحةٌ أَو نَطْحَتَانِ) ، هاكذا بالرّفْع فيهمَا فِي اللسانِ، وأَوردَه الهروِيّ فِي الغَربيين فِي نَطح، وَفِي بعض الأُمَّهَات (نَطْحةً أَو نَطْحتين) بالنَّصْب فيهمَا، أَوردَه ابْن الأَثير كالهَرويّ فِي قرن، (ثُمَّ لَا فَارِسَ بعدَها أَبداً) ، وَمَعْنَاهُ (أَي فَارِسُ تَنْطِحُ مَرَّةً أَو مرَّتين، ثُمَّ يَزُولُ مُلْكُهَا) ويَبْطُل أَمرُها، هَكَذَا فسَّرَهُ الهَرَويّ. فِي الغريبَيْن. وَفِي النّهايَة: أَيْ فارِسُ تُقاتِلُ المسلمينَ مَرّةً أَو مرّتَيْنِ ثمّ يَزُول مُلْكُها، فَحذف الْفِعْل لبَيان مَعْنَاهُ. قَالَ شَيخنَا: وهاذه الأَقوالُ صَريحةٌ فِي أَنَّهما مَنصوبانِ على المفعوليّة الْمُطلقَة إِلاّ أَنْ يُقَال إِنهم لم يَتقَيدوا فِي الخطّ لأَصّل المعنَى، أَو أَنهم أَجْرَوه على لُغة من يُلْزِم المثنَّى الأَلفَ فِي جَمِيع الأَحوالِ، نَحْو ساحران، أَو نصبُ (مرّةً) فِي كَلَامهم على الظَّرْفِيَّة لَا المفعُولِيّة الْمُطلقَة، والظرْف هُوَ الخبرُ على المبتدَإِ، وَهُوَ على حذْف مُضاف أَي قِتَالُ فارسَ الْمُسلمين وَقْتاً أَو وَقتينِ، فتأَمَّلْ فإِنّه قَلَّ مَن تَعَرَّضَ للتَّكلُّم عَلَيْهِ، انْتهى. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: كبْشٌ نَطيحٌ، من كِباش نَطْحَى ونَطَائِحَ، الأَخيرَة عَن اللِّحْيَانيّ ونَعجَةٌ نَطيحٌ ونَطيحَةٌ، من نِعَاجٍ نَطْحَى ونَطائحَ. وَمن الْمجَاز: تَناطَحت الأَمواجُ، والسُّيولُ، والرِّجَالُ فِي الْحَرْب. وَبَين العالِمَيْن والتّاجرَيْنِ نِطاحٌ. وجَرَى لنا فِي السُّوق نِطَاحٌ. والنِّطَاح أَيضاً المقابلَة فِي لُغَة الحجَاز، ونَطَحَه عَنهُ: دفَعَه وأَزالَه. وَمن الأَمثال (مَا نَطَحَتْ فِيهِ حَمّاءَ ذاتُ قَرْن) ، يُقَال ذالك فِيمَن ذَهَبَ هَدَراً. وَفِي الحَدِيث: (لَا يَنْتَطِيحُ فِيهَا عَنْزَانِ) ، أَي لَا يَلتَقِي فِيهَا اثنانِ ضَعيفانِ، لأَنّ النِّطَاحَ من شأَنِ التُّيُوس والكِبَاش، لَا العَتُود، وَهِي إِشارة إِلى  قصَّة مَخْصُوصَة لَا يجرِي فها خُلْف وَلَا نِزاعٌ. ومحمَّد بن صَالح بنَ مِهْرَانَ بن النَّطّاحِ، حَدّثَ عَن معتَمِر بن سُليمانَ وطبقتِه، وبُكَيْر بن نَطّاحٍ الشَّاعِر الحَنفيّ، أَخباريّ.
المعجم: تاج العروس

Pages