المعجم العربي الجامع

أَسْبأَ

المعنى: إسْباءً على الشَّرِّ: اِنقاد قَلْبُه إليه.؛- لأمْرِ الله: خَضَعَ له.
المعجم: القاموس

صبه

المعنى: صبه : (أصْبَهَانَ) ، بالكسْرِ: أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ والجماعَةُ. وَقد تقدَّمَ ذِكْرُه مُفَصَّلاً (فِي (أص ص) ،) وإنَّما ذِكْرُه هُنَا لأنَّ بعضَهم قالَ إنَّ أَصْلَه اسْباه ثمَّ عُرِّبَ بالصادِ وحُذِفَتِ الألِفُ.
المعجم: تاج العروس

سَبَأَ

المعنى: على يمين كاذبة ـَ سَبئْاً، وسِبَاءً، ومَسْبَأً: حلف غير مكترثٍ بها. و ـ الخمرَ: اشتراهَا ليشربها. و ـ فلاناً: جَلدَه. و ـ الحرارةُ أَو السَّوطُ الجلدَ: غيّرته ولوّحتْه. و ـ الجِلدَ: أَحرقه. و ـ كَشَطه.؛(أَسْبَأَ) لأَمْر الله: أَخبَتَ وتواضع. ويُقال: أَسبأَ على الشيءِ: خَبَتَ له قلبُه.؛(اسْتَبَأَ) الخمرَ: سَبَأَهَا.؛(انْسَبَأَ) الجلدُ: انكشط.؛(سَبَأ): اسم رجل يجمع عامة قبائل اليمن. (يصرف ويترك صرفه، ويُمَدُّ ولا يُمَدُّ). وفي المثل: (تفرقوا أَيدي سبأ)، وأَيادي سبأ: ضرب بهم المثل في التفرق، لأَنَّه لما غَرِقَ مكانهُم وذَهبت جَنَّاتهم تبددوا في البلاد، فأَخذت كل طائفة منهم طريقاً.؛(السَّبَاءُ): الخمر.؛(السُّبْأَةُ): السفر البعيد.؛(السَّبَئيَّةُ): قوم من غلاة الشيعة ينسبون إِِلى عبد الله بن سبأ.؛(السَّبّاءُ): بيَّاع الخمر.؛(السَّبيءُ): سَبِيءُ الحيةِ: جلدها.؛(السَّبِيئةُ): الخمر.؛(المَسْبَأُ): الطَّريق في الجبل.
المعجم: الوسيط

أصه

المعنى: ـ أصَّهُ، كمَدَّهُ: كَسَرَهُ، ومَلَّسَهُ، ـ وـ الشيءُ يَئِصُّ: بَرَقَ، ـ وـ الناقةُ تَؤُصُّ وتَئِصُّ: اشْتَدَّ لَحْمُهَا، وتَلاحَكَتْ ألْواحُهَا، وغَزَرَتْ. قيل: ومنه أصْبَهَانُ، أصْلُهُ أصَّتْ بَهان، أي: سَمِنَتِ المَلِيحَةُ، سُمِّيَتْ لِحُسْنِ هَوائِهَا، وعُذُوبَةِ مائِهَا، وكَثْرَةِ فواكِهِهَا، فَخُفِّفَتْ، والصوابُ أنها أعْجَمِيَّةٌ، وقد تُكْسَرُ هَمْزَتُهَا، وقد تُبْدَلُ باؤُها فاءً (فيهما) وأصْلُها إسْبَاهانْ، أي: الأَجْنَادُ، لأنهم كانُوا سُكَّانَهَا، أو لأنهم لَمَّا دَعاهُمْ نُمْرُوذُ إلى مُحَارَبَةِ من في السماء، كَتَبُوا في جَوابهِ: إسْباهْ آن نَه كِهْ باخُداجَنْكْ كُنَنْد، أي: هذا الجُنْدُ ليس ممن يُحَارِبُ الله، أو من أصْبَ. ـ وأصَّ بعضُهُمْ بعضاً: زَحَمَ. ـ والأَصوصُ: الناقةُ الحائلُ السَّمينةُ، واللِّصُّ ـ ج: أصُصٌ. ـ والأَصُّ، مُثَلَّثَةً عن ابنِ مالِكٍ: الأصْلُ ـ ج: آصاصٌ. ـ والأَصِيصُ، كأَميرٍ: الرِّعْدَةُ، والذُّعْرُ، وما تَكَسَّرَ من الآنِيَةِ، أو نِصْفُ الجَرَّةِ تُزْرَعُ فيه الرَّياحِينُ، ومِرْكَنٌ أو باطِيةٌ يُبالُ فيه، والبِناء المُحْكَمُ، وشيءٌ كالجَرَّةِ له عُرْوَتَانِ، يُحْمَلُ فيه الطينُ. ـ والأَصِيصةُ: البيوتُ المُتَقَارِبَةُ. ـ وهم أصِيصةٌ واحِدَةٌ، أي: مُجْتَمِعُونَ. ـ والتَّأصيصُ: الإِيثاقُ، والتشديدُ، وإلْزاقُ بعضٍ ببعضٍ. ـ وتأصَّصُوا: اجْتَمَعُوا، ـ كائْتَصُّوا.
المعجم: القاموس المحيط

سبأ

المعنى: ـ سَبَأَ الخَمْرَ، كَجَعَلَ، سَبْئاً وسِباءً ومَسْبَأً: شَراها، ـ كاسْتَبَأَها، وبَيَّاعُها: السَّبَّاءُ، ـ وـ الجِلْدَ: أحْرَقَهُ، وجَلَدَ، وسَلَخَ، وصَافَحَ، ـ وـ النَّارُ الجِلْدَ: لَذَعَتْهُ، وغَيَّرَتْهُ، ـ وسَبَأٌ، كَجَبَلٍ ويُمْنَعُ: بَلْدَةُ بِلْقِيسَ، ولَقَبُ ابنِ يَشْجُبَ بنِ يَعْرُبَ، واسْمُهُ: عَبْدُ شَمْسٍ يَجْمَعُ قَبائِلَ اليَمَنِ عامَّةً، ووالِدُ عَبْدِ اللّهِ المَنْسُوبِ إليه " السَّبَئِيَّةُ " من الغُلاةِ. ـ والسِّبَاءُ، كَكتابٍ، ـ والسَّبِيئَةُ، كَكَرِيمَةٍ: الخَمْرُ. ـ وأَسْبَأَ لأَمْرِ الله: أَخْبَتَ، ـ وـ على الشَّيءَ: خَبَتَ له قَلْبُهُ. ـ والمَسْبَأ، كَمَقْعَدٍ: الطَّرِيقُ. ـ وسَبيءُ الحَيَّةِ: سَلْخُهَا. ـ و "تَفَرَّقوا أَيْدِي سَبَأ " و "أيادي سَبَأ " (سبا) تَبَدَّدُوا، بَنَوْهُ على السُّكُونِ، وليس بِتَخْفِيفٍ عن سَبَأٍ وإنما هو بَدَلٌ، ضُرِبَ المَثَلُ بهم لأنَّهُ لما غَرِقَ مَكَانُهُمْ، وذَهَبَتْ جَنَّاتُهُم، تَبدَّدُوا في البِلادِ. ـ وتُرِيدُ سُبْأَةً، بالضم: سَفَراً بعيداً.
المعجم: القاموس المحيط

أصص

المعنى: أصص .} أَصَّهُ، كمَدَّهُ: كَسَرَه. وأَيْضاً مَلَّسَهُ، والمُسْتَقْبَلُ مِنْهُمَا يَؤُصُّ، كَمَا فِي العُبابِ. و {أَصَّ الشَّيْءُ} يَئِصُّ مِنْ حَدِّ ضَرَبَ بَرَقَ، عَن أَبِي عُمَرَ الزّاهِدِ. و {أَصَّتِ النّاقَةُ تَؤُصُّ، بالضَّمِّ قَالَه أَبُو عَمْروٍ، وحَكَاهُ عَنْهُ أَبُو عُبَيْدٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ،} وتَئِصُّ بالكَسْرِ، {أَصِيصاً، وهذِه عَن أَبِي عَمْروٍ أَيْضاً، كَمَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وضَبَطَه، وقالَ أَبو زَكَرِيّا عِنْدَ قَوْلِ الجَوْهَرِيِّ} تَؤُصُّ، بالضَّمِّ: الصَّوابُ! تَئِصُّ، بالكَسْرِ لأَنَّه فِعْلٌ لازِمٌ، وقَالَ أَبُو سَهْلٍ النَّحْوِيُّ: الَّذِي قَرَأْتُه عَلَى أَبِي أُسَامَةَ فِي الغَرِيبِ المُصَنَّفِ: {أَصَّت} تَئِصُّ، بالكَسْرِ، وهُوَ الصَّوَابُ لأَنَّهُ فِعْلٌ لازِمٌ. قُلْتُ: وقَدْ جَمَعَ بَيْنَهُمَا الصّاغَانِيُّ، وقَلَّدَه المُصَنِّفُ إِذا اشْتَدَّ لَحْمُها وتَلاحَكَتْ أَلْوَاحُهَا. قالَ شَيْخُنَا: لَمْ يَذْكُرْه غَيْرُ المُصَنِّفِ، فَهُوَ إِمّا أَنْ يُسْتَدْرَكَ بِه على الشَّيْخِ ابْن مالكٍ فِي الأَفْعَالِ الَّتِي أَوْرَدَها بالوَجْهَيْنِ، أَو يُتَعَقَّب المُصَنّفُ بِكَلامِ ابنِ مالكٍ وأَكْثَرِ الصَّرْفِيِّينَ واللُّغَوِيِّين حَتَّى يُعْرَف مُسْتَنَدُه. انْتهى. قُلْتُ: الصَّوابُ أَنَّه يُسْتَدْرَكُ بِهِ على ابنِ مالكٍ ويُتَعَقَّب، فإِنّ الضّمَّ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن أَبِى عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي عَمْروٍ، والكَسْرَ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عَن أَبِي عَمْروٍ أَيْضاً، وصَوَّبَه أَبُو زَكريّا وأَبُو سَهْلٍ، فَهُمَا روايَتَان، وَهَذَا هُوَ المُسْتَنَدُ، فتأَمّلْ. وقِيلَ:! أَصَّتِ النّاقَةُ، إِذا غَزُرَتْ، قِيلَ: ومِنْهُ أَصْبَهَانُ للبَلَدِ المَعْرُوفِ بِالعَجَمِ أَصْلُه: أَصَّتْ بَهَانُ، قالُوا: بَهَان كقَطَام: اسْمُ امْرَأَةٍ، مبنِيٌّ أَوْ مُعْرَبٌ إِعْرَابَ) مَا لَا يَنْصَرِفُ، أَي سَمِنَتْ المَلِيحَةُ، سُمِّيَتْ المَدِينَةُ بذلِكَ لحُسْنِ هَوَائِهَا وعُذُوبَةِ مائهَا، وكَثْرَةِ فَواكِههَا، فخُفِّفَتْ اللَّفْظَةُ بحَذْفِ إِحْدى الصّادَيْنِ والتّاء، وبَيْنَ سَمِنَتْ وسُمَّيَتْ جِنَاسٌ، وأَمّا ماذَكَرَه مِنْ صِحَّةِ هَوَائِهَا إِلَى آخِرِه، فقَالَ مِسْعَرُ ابنُ مُهَلْهِلِ: أَصْبَهَانُ صَحِيحَةُ الهَوَاءِ، نَقِيَّةُ الجَوّ خالِيَةٌ مِنَ جَمِيعِ الهَوَامِّ، لَا تَبْلَى المَوْتَى فِي تُرْبَتِهَا، وَلَا تَتَغَيّر فِيهَا رَائِحَةُ اللَّحْمِ ولَوْ بَقِيَتِ القِدْرُ بعدَ أَنْ تُطْبَخَ شَهْرَاً، ورُبَّمَا حَفَرَ الإِنْسَانُ بهَا حَفِيرَةً فيَهْجُم على قَبْرٍ لَهُ أُلُوفُ سِنينَ والمَيِّتُ فِيهَا عَلَى حالِهِ لَمْ يَتَغَيَّرْ، وتُرْبَتُهَا أَصَحُّ تُرَبِ الأَرْضِ، ويَبْقَى التُّفّاحُ بِها غَضّاً سَبْعَ سِنينَ، وَلَا تُسَوِّسُ بِهَا الحِنْطَةُ كَمَا  تُسَوّسُ بِغَيْرِها، قالَ ياقُوت: وهِيَ مَدِينَةٌ مَشْهُورَةٌ من أَعْلامِ المُدُنِ، ويُسْرِفُون فِي وَصْفِ عِظَمِهَا حَتَّى يَتَجَاوَزُوا حَدَّ الاقْتِصَادِ إِلَى غَايَةِ الإِسْرَافِ، وهُوَ اسْمٌ للإِقْلِيمِ بأَسْرِه. قَالَ الهَيْثَمُ بن عَدِيٍّ: وَهِي سِتَّةَ عَشَرَ رُسْتَاقاً، كُلُّ رُسْتَاقٍ ثَلاثُمائَةٍ وسِتُّونَ قَرْيَةٍ قَدِيمةَ سِوَى المُحْدَثَةِ، ونَهْرُها المَعْرُوفُ بِزَيْدَ رُوذ فِي غايَةِ الطِّيبِ والصِّحَّةِ والعُذُوبَةِ، وقَدْ وَصَفَتْهُ الشُّعَرَاءُ، فقَال بَعْضُهُم: (لَسْتُ آسَى مِنْ أَصْبَهَانَ عَلَى شَيْ  ...  ءٍ سِوَى مَائِهَا الرَّحِيقِ الزُّلاَلِ) (ونَسِيمِ الصَّبَا ومُنْخَرقِ الرِّي  ...  حِ وجُوٍّ صافٍ على كُلِّ حالِ) (ولَها الزَّعْفَرَانُ والعَسَلُ الما  ...  ذِيُّ والصّافِنَاتُ تَحْتَ الجِلاَلِ) ولذلكَ قَالَ الحَجّاجُ لبَعْضِ مَنْ وَلاّهُ أَصْبَهَان: قد وَلَّيْتُكَ بَلْدَةً حَجَرُهَا الكُحْلُ، وذُبَابُهَا النَّحْلُ، وحَشِيشُهَا الزَّعْفَرَانُ. قالُوا: وَمن كَيْمُوسِ هَوَائِهَا وخاصّيَّتِه أَنْهُ يٌ بْخِّلُ، فَلا تَرَى بِهَا كَرِيماً، وَفِي بَعْضِ الأَخْبَارِ أَنّ الدّجّالَ يَخْرُجُ من أَصْبَهَانَ. والصَّوَابُ أَنّهَا كَلِمَةٌ أَعْجَمِيَّةٌ، وهُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ الجَمَاهِيرُ، وصَوَّبَه شَيْخُنا، قالَ: فحِينَئذٍ حَقُّهَا أَنْ تُذْكَرَ فِي بَاب النُّونِ وفُصْل الهَمْزَةِ لأَنّها صارَتْ كَلِمَةً وَاحدَةً عَلَماً عَلَى مَوْضعٍ مُعَيَّنٍ، حُرُوفُهَا كُلُّهَا أَصْلِيَّة، وَلَا يُنْظَرُ إِلَى مَا كَانَتْ مُفْرَداتُهَا، وقَدْ تُكْسَرُ هَمْزَتُهَا، قالَ السُّهَيْليُّ فِي الرَّوْضِ: هكَذَا قَيَّدَه البَكْرِيُّ فِي كِتَابهِ المُعْجَم. قلتُ: وتَبعَه ابنُ السَّمْعَانِيّ، قَالَ ياقُوت: والفَتْحُ أَصَحُّ. وأَكْثَرُ، وَقد تُبْدَلُ باؤُهَا فَاء فيُقَالُ: أَصْفَهانُ فِيهِمَا، أَيْ فِي الكَسْرِ والفَتْحِ. قُلْتُ: وَقد تُحْذَفُ الأَلِفُ أَيْضا، فيَقُولُون: صَفَاهان، كَمَا هُوَ  جَارٍ الآنَ عَلَى ألَسْنِتَهِم، قَالَ شيخُنَا: إِنْ أُرِيدَ من الأَجْنَاد الفُرْسَانَ، كَمَا مالَ إِلَيْه السُّهَيْلِيُّ وحَرَّرهُ فَهُوَ ظاهِرٌ، وباؤُه حينَئذٍ خالصةٌ، وإِلاَّ فَفِيه نَظَرٌ. قُلْتُ: الَّذِي قالَهُ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ فِي ذِكْرِ حَدِيثِ سَلْمَانَ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ: كُنْتُ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَان مَا نَصُّه: وأَصْبَه بالعَرَبِيّة) فَرَسٌ، وقِيلَ: هُو العَسْكَرِ، فمَعْنَى الكَلِمَةِ: مَوْضِعُ العَسْكَرِ أَو الخضيْل أَو نَحْو هَذَا. انْتَهَى، فلَيْسَ فِيهِ مَا يَدُّلُّ على أَنّه أَرادَ من الأَجْنَادِ الفُرْسَانَ، وَلَا مَيْله إِلَيْه، فتَأَمَّلْ. ثُمَّ قَولُ السُّهَيْلِيّ: مَوْضِعُ العَسْكَرِ أَو الخَيْل يَحْتَاجُ إِلَى نَظَرٍ لأَنَّهُ لَيْسَ فِي اللَّفْظِ مَا يَدُلُّ عَلَى المَوْضِعِ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ بحَذْفِ مُضَافٍ، ثمَّ قَالَ شَيْخُنَا: وَفِي كَلام ابنِ أَبي شَرِيفٍ وجَمَاعَةٍ أَنَّهَا تُقَالُ بَيْنَ الباءِ والفَاءِ، وقالَ جَمَاعَةٌ: إِنَّهَا تُقَالُ بالبَاءِ الفَارِسيَّةِ، قَالَ شَيْخُنَا: قُلْتُ: وهُوَ المُرَادُ بأَنَّهَا بَيْنَ الباءِ والفَاءِ. وتَعَقَّبُوه بنَاءً على مَا بَنَوْا عَلَيْه مِنْ أَنَّ المُرَادَ الفُرْسَانُ، والأَسْبُ حينَئِذٍ هُوَ الخَيْلُ بالبَاءِ العَرَبِيَّةِ، ولكِنْ بالسِّينِلا الصّادِ، ففِيهِ نَظَرٌ منْ هذَا الوَجْه، فَتَأَمَّلْ: انْتَهَى. قُلْتُ: مَا ذَكَرَه ابنُ أَبِي شَرِيفٍ: وَقَالَ جَمَاعَةٌ مَعَ مَا قَبْلَهُ قولٌ واحِدٌ، كَمَا نَبَّه عَلَيْه شَيْخُنَا عَلَى الصَّوَابِ وأَمّا قَوْلُ شَيْخُنَا فِي التَّعْقُّبِ عَلَيْه: والأَسْبُ حينَذٍ إِلخ، فَفِيه نَظَرٌ لأَنَّ الأَسْبَ اسْمٌ بمَعْنَى الفَرَسِ، بالبَاءِ العَجَمِيَّة لَا العَرَبِيَّةِ، وتَعْبِيرُه بالخَيْلِ يَدُلُّ عَلَى أَنّه اسْمُ جَمْعٍ، ولَيْسَ كَذلِكَ، وَفِي عِبَارَةِ السُّهَيْلِيّ: وأَصْبَه، بالعَرَبِيَّةِ: الفَرَسُ، كَما تَقَدَّم، فظَهَرَ بذلكَ أَنَّهُ يُقَال أَيْضا بالصَادِ، وكَأَنَّهُ عنْدَ التَّعْرِيبِ، فتَأَمَّلْ. وأَصْلُهَا إِسْبَاهانْ جَمْعُ إِسْباه، بالكَسْرِ، وهَان عَلامَةُ الجَمْعِ عِنْدَهُم: أَي الأَجْنَادُ، لأَنَّهُم كانُوا سُكّانَهَا، وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَصْبَهَان اسْمٌ مُرَكَّبٌ لأَنَّ الأَصْبَ البَلَدُ بلسَانِ الفُرْس، وَهَان اسمُ الفارِسِ، فكَأَنَّهُ بِلادُ الفُرْسانِ، وقَدْ رَدّ عَلَيْهِ ياقُوت فقَالَ: الصَّوَابُ أَنَّ الأَصْبَ بلُغَةِ الفُرْسِ هُوَ الفَرَسُ، وَهَان كَأَنَّهُ دَلِيلُ الجَمْعِ، فمَعْنَاهُ الفُرْسَانُ، والأَصْبَهيُّ: الفارِسُ. قُلْتُ: وَهَذَا الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْه ياقُوت، هُوَ مَا يُعْطِيهِ حَقُّ اللَّفْظِ، وقَدْ أَصَابَ المَرْمَى وَمَا أَخْطَأ، أَوْ لأَنَّهُمْ كانُوا سُكّانَها، أَي الأَجْنَاد، فسُمِّيَتْ بهم، بحَذْفِ مُضَافٍ، أَي مَوْضِع الأَجْنَادِ، كَمَا تَقَدَّم فِي قَوْلِ السُّهَيْلِيِّ. قُلْتُ: والمُرَادُ بتلْكَ الأَجْنَاد هيَ الَّتي خَرَجَتْ عَلَى الضَّحّاكِ وأَجابَتْهُم النّاسُ حَتَّى أَزالُوه، وأَخْرَجُوا أَفْريدُونَ جَدَّ بَني سلسَانَ مِنْ مَكْمَنِه، وجَعَلُوه مَلِكاً، وتَوَّجُوه، فِي قصَّةٍ طَوِيلَةٍ، ذكَرَها أَرْبَابُ التَّوَارِيخِ، ذاتِ تَهَاوِيلَ وخُرَافاتٍ، ولِذَا لَمْ يَكُنْ يَحْمِلُ لوَاءَ مُلوكِ الفُرْس مِنْ آلِ سَاسَانَ إِلاَّ أَهْلُ أَصْبَهَانَ، أَشارَ إِلَيْه ياقُوت. أَوْ لأَنَّهُم لَمّا دَعَاهُمْ نُمْرُوذُ إِلَى مُحَارَبَةِ مَنْ فِي السَّمَاءِ، فِي قصّةٍ ذَكَرَهَا أَهْلُ التَّوَارِيخِ، كَتَبُوا فِي جَوَابِه: أَسْبَاه آنْ نَه كِهْ باخد اجَنْكْ كُنَد أَيْ هَذَا الجُنْدُ ليسَ مِمَّنْ يُحَارِبُ اللهَ، فآنْ، مَمْدُواً: اسْمُ الإِشَارَة، ونَهْ بالفَتْحِ: عَلاَمَةُ النّفْيِ، وكِهْ بالكَسْرِ: بمعْنَى الَّذِي، وبَاخُدَا، أَي مَعَ اللهِ، وخُدَا بالضّمِّ اسمُ اللهِ، وأَصْلُه خُودَاي، ويَعْنُون بذلِكَ وَاجِبَ الوُجُودِ، وجَنْك بالفَتْح: الحَرْبُ، وكُنَد، بالضّمِّ وفتحِ النّون: تأْكيدٌ لِمَعْنَى الفِعْلِ، ويُعَبَّرُ بِهِ عَن المُفْرَد، أَي لَيْسَ) مِمّن، ولَوْلاَ ذلِكَ لَكَانَ حَقُّه كُنَنْد، بنُونَيْنِ، نظرا إِلَى لَفْظ أَسْباهان بمَعْنَى الأَجْنَادِ، فتَأَمَّلْ. ثُمَّ إِنَّ هَذَا القَوْلَ الَّذِي ذَكَرَه المُصَنِّفُ نَقَلَه ابْن ُ حَمْزَةَ، وحَكَاه ياقُوت، وقَالَ: قد لَهِجَتْ بِهِ العَوَامُّ، ونَصُّ ابنِ حَمْزَةَ: أَصْلُه أَسْبَاهْ آن، أَيْ هُمْ جُنْدُ الله، قالَ يَاقُوت: وَمَا أُشَبِّهُ قَوْلَهُ هَذَا إِلاَّ باشْتِقاقِ عَبْدِ الأَعْلَى القاصّ حِينَ قِيلَ لَهُ: لِمَ سُمِّىَ العُصْفُور عُصْفُوراً قالَ: لأّنَهُ عَصَى وفَرّ، قِيلَ لَهُ: فالطَّفَيْشَلُ قالَ: لأَنَّهُ طَفَا وشَالَ. أَوْ مِنْ أَصْب، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، وقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّه بمَعْنَى الفَرَسِ، وبالسَّينِ أَكْثَرُ فِي كَلاَمِهِمْ، ثمَّ قالَ شَيْخُنَا: فعِنْدِي أَنَّه يُسَلَّمُ عَلَى مَا نَقَلُوه، ويُجْعَلُ كُلّه لَفْظاً وَاحِداً، ويُذْكَرُ فِي البَابِ الَّذِي يَكُونُ آخِرَ حَرْفٍ مِنْهُ، واللهُ أَعْلَمُ، ومَا عَدَاه فكُلّه رَجْمٌ بالغَيْب، ووُقُوع فِي عَيْب. انتَهَى. وقَدْ ذَكَرَ حَمْزَةُ بنُ الحَسَنِ فِي اشْتِقَاقِ هَذِه الكَلِمَةِ وَجْهاً حَسَناً، وهُوَ أَنَّه اسْمٌ مُشْتَقٌّ من الجُنْدِيَّة، وذلِكَ أَنَّ لَفْظَ أَصْبَهَانَ إِذا رُدَّ إِلَى اسْمِه بالفَارِسِيَةِ كَان: أَسْبَاهان، وهِيَ جَمْعُ أَسْبَاه، وأَسْبَاه: اسْمٌ للجُنْدِ والكَلْبِ وكَذلِكَ سَك اسمٌ للجُنْدِ والكَلْبِ، وإِنّمَا لَزِمَهُمَا هَذَانِ الاسْمَانِ واشْتَرَكَا فِيهِمَا، لأَنّ أَفْعَالَهُمَا وَفْقٌ لأَسْمَائِهِمَا، وذلِكَ أَنّ أَفْعَالَهُمَا الحِرَاسِةُ، فالكَلْبُ يُسَمَّى فِي لُغَةٍ: سَك، وَفِي لُغَةٍ: أَسْبَاه، ويُخَفّف، فيُقَال: اسْبَهْ، فعَلَى هَذَا جَمَعُوا هذَيْن الاسْمَيْنِ، وسَمَّوْا بهما بَلَدَيْنِ كانَا مَعْدِنَ الجُنْدِ الأَسَاوِرَةِ، فقالُوا لأَصْبَهَانَ: أَسْبَاهَان، ولِسِجِسْتَانَ سِكَان، وسِكِسْتَان. قُلْتُ: وَهَذَا الَّذي نَقَلَه أَنّ أَسْبَاهَ: اسْمٌ لِلْكَلْبِ، وأَنَ سَكْ اسْمٌ للجُنْدِ لَيْسَ ذلكَ مَشْهُوراً فِي لُغَتِهم الأَصْلِيّة، كمَا راجَعْتُه فِي البُرْهَانِ القاطِع للتَّبْرِيزِيّ، الَّذِي هُوَ فِي اللُّغةِ عِنْدَهم كالقامُوسِ عندَنا، فلمْ أَجِدْ فيهِ هَذَا الإِطْلاق، اللهُمَّ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ بضَرْبٍ من المَجَازِ، فتَأَمَّلْ. والَّذِي تمِيلُ نفْسِي إِلَيْهِ مَا ذَكَرَه ُ أَصحابُ السِّيَرِ أَنّها سُمِّيَتْ بأَصْبَهانَ ابنِ فَلوج بنِ لنطي بنِ يُونانَ بنِ يافِث، وَقَالَ ابنُ الكَلْبِيّ: سُمِّيَتْ بأَصْبَهانَ بنِ الفَلُوجِ بن سامِ ابنِ نُوحٍ، وقدْ أَغْفَلَه المُصَنِّفُ قُصُوراً، ولمْ يتَنبَّه لِذلِكَ مَنْ تَكَلَّم فِي هذِه اللَّفْظة، كالبَكْرِيّ، والسُّهيْليّ، والمِزِّيّ وابنِ أَبي شَرِيفٍ، وشيْخِنا وغَيْرِهِمْ، فاحْفَظْ ذلِكَ، وَالله أَعْلَم. قالَ ياقُوت: وَقد خَرَجَ مِنْ أَصْبَهانَ مِنَ العُلمَاءِ والأَئمَّةِ فِي كُلِّ فَنٍّ مَا لَمْ يَخْرُجْ من مَدِينَةٍ من المُدُنِ، وعَلى الخُصُوص عُلُوِّ الإِسْنادِ فإِنَّ أَعْمَارَ أَهْلِها تَطُولُ، ولَهُمْ مَع ذلِكَ عِنَايَةٌ وَافِرَةٌ لِسِمَاعِ الحَدِيثِ، وَبهَا من الحُفّاظ خَلْقٌ لَا يُحْصَوْنَ، وَلها عِدّةُ تَوارِيخَ، وقَدْ فَشَا الخرَابُ فِي هَذَا الوَقْتِ وقَبْلَه فِي نَواحِيها، لِكَثْرَةِ الفِتَنِ والتّعَصُّبِ بَيْنَ الشّافِعِيّة والحَنَفِيَّة، والحُرُوبِ المُتَّصِلَةِ بَيْنَ الحزْبَيْنِ، فكُلَّمَا ظَهَرَتْ طائِفَةٌ نَهَبَتْ مَحَلَّةَ الأُخْرَى وأَحْرَقَتها، وخَرَّبَتْها، لَا يِأْخُذُهم فِي ذلِكَ إِلٌّ وَلَا ذِمَّة، وَمَعَ ذلِكَ فَقلَّ أَنْ تَدُومَ بِها) دَوْلَةُ سُلْطانِ، أَو يُقِيمَ بِها فيُصْلِحَ فاسِدَها، وكذلِكَ الأَمْرُ فِي رَسَاتِيقِها وقُرَاهَا الَّتِي كُلّ وَاحِدَةٍ مِنْها كالمَدِينةِ. قُلْتُ: وَهَذَا الَّذِي ذكرَه ياقُوت كَانَ فِي سَنةِ سِتِّمِائَةٍ من الهِجْرَةِ، وأَمَّا الْآن وقَبْلَ الآنَ من عَهْدِ الثَّمانِمائةِ قَدْ غَلَبَ عَلَى أَهْلِها الرَّفْضُ والتّشَيُّعُ، وطُمِسَت السُّنّةُ فِيها كأَسْتَراباذ، ويَزْدَ، وقُمَّ، وقاشانَ وقَزْوِين وغَيْرِهَا من البِلادِ، فَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلاَّ باللهِ العَليِّ العَظِيمِ. {وأَصَّ بَعْضُهُمْ بَعْضاً: زَحَمَ، ومِنْهُ الأَصِيصَةُ.} والأَصُوصُ، كصَبُورٍ: النّاقةُ الحَائِلُ السَّمِينةُ، عَن أَبِي عَمْروٍ، ومِنْهُ المَثَلُ! أَصُوصٌ عَلَيْهَا صُوصٌ الصُّوصُ: اللَّئيمُ، يُضْرَبُ لِلأَصْلِ الكرِيمِ يَظْهرُ مِنْهُ فرعٌ لئِيمٌ، وَقَالَ امْرُؤُ القَيْس: (فَدَعْها وسَلِّ الهَمَّ عَنْكَ بجَسْرَةٍ  ...  مُدَاخَلَةٌ صُمُّ العِظامِ {أَصُوصُ) وقِيلَ: هِيَ الَّتِي قد حُمِلَ عَلَيْها فلمْ تَلْقَحْ. وَعَن ابنِ عَبّادٍ:} الأَصُوصُ: اللِّصُّ، يُقَال: {أَصُوصٌ عَلَيْها} أَصُوصٌ، ج {أُصُصٌ، بِضَمَّتَيْنِ.} والأَصُّ مُثَلَّثَةً عَن ابنِ مالِكٍ، الكَسْرُ عَن الجَوْهَرِيِّ، والفَتْحُ عَن الأَزْهَرِيّ: الأَصْلُ، وقِيل: الأَصْلُ الكَرِيمُ، ج: {آصَاصٌ، بالمَدّ، كحِمْلٍ وأَحْمَالٍ، وأَنْشد ابنُ دُرَيْدٍ: (قِلالُ مَجْدٍ فَرَعَتْ} آصَاصَا  ...  وعِزَّةٌ قعْسَاءُ لنْ تُناضى) وكذلِك العَصُّ بالعَيْنِ، كمَا سَيأْتي. {والأَصِيصُ، كأَمِيرٍ: الرَّعْدَةُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. و} الأَصِيصُ الذُّعْرُ، يُقال: أَفْلَتَ ولَهُ أَصِيصٌ، أَي رِعْدَةٌ، ويُقال: ذُعْرٌ وانْقِبَاضٌ. والأَصِيصُ أَيْضاً: مَا تَكَسَّرَ من الآنِيَةِ، أَوْ، وَفِي الصّحاحِ، وهُوَ نِصْفُ الجَرَّةِ، أَوِ الخابِيَةِ تُزْرَعُ فِيهِ الرَّياحينُ، وأَنْشَدَ قَوْلَ عَدِيٍّ ابنِ زَيْدٍ: (يَا ليْت شِعْرِي وأَنا ذُو عَجَّةٍ  ...  مَتىَ أَرَى شَرْباً حَوَالَيْ! أَصِيصْ) وَفِي رِوَايَة ذُو ضجَّةٍ، وَفِي أُخْرَى آنَ ذُو عَجَّةٍ. قُلْتُ: وهِي لُغَةٌ فِي  أَنا، وَهِي أَرْبَعُ لُغاتٍ: يُقال: أَنّ قُلْتُ، وأَنا قُلْتُ، وآنَ قُلْتُ، وأَنْ قُلْت، كَذَا وَجَدْتُه فِي بَعْضِ حَوَاشِي الصّحاح. قَالَ الجَوْهَرِيُّ، يَعْنِى بِهِ أَصْلَ الدَّنِّ. وقِيل: {الأَصِيصُ: مِرْكَنٌ أَو بَاطِيَةٌ شِبْهُ أَصْلِ الدَّنِّ يُبَالُ فِيهِ. وَقَالَ خالِدُ بنُ يَزِيدَ: الأَصِيصُ: أَسْفَلُ الدَّنِّ، كانَ يُوضَعُ ليُبالَ فِيهِ، وأَنْشَدَ قولَ عَدِيٍّ السَّابِق، وَقَالَ أَبُو الهَيْثَمِ: كانُوا يَبُولُون فِيه إِذا شَرِبُوا، وأَنْشَدَ: (تَرَى فِيهِ أَثْلامَ الأَصيصِ كأَنَّهُ  ...  إِذا بالَ فِيهِ الشَّيْخُ جَفْرٌ مُغَوَّرُ) وقَالَ عَبْدَةُ بن الطَّبِيبِ:) (لَنَا أَصِيصٌ كجَذْم الحَوْضِ هَدَّمَه  ...  وَطْءُ الغَزَالِ لَدَيْهِ الزِّقُّ مَغْسُولُ) والأَصِيصُ: البِنَاءُ المُحْكَمُ، كالرَّصيص. والأَصِيصُ: شَيْءٌ كالجَرَّةِ لَهُ عُرْوَتَانِ يُحْمَلُ فِيهِ الطِّينُ، كَمَا فِي اللِّسَانِ والعُبَاب.} والأَصِيصَةُ مِنَ البُيُوتِ المُتَقَارِبَةُ بَعْضُها بِبَعْضٍ، ويُقَالُ: هُمْ {أَصِيصَةٌ وَاحِدٌَ ة، أَي مُجْتَمِعُونَ كالبُيُوتِ المُتَلاصِقَةِ.} والتَّأْصِيصُ: الإِيثاقُ، كالتَّأْسِيسِ. و {التَّأْصِيصُ: التَّشْدِيدُ والإِحْكَامُ، وإِلْزَاقُ بَعْضِ ببَعْضِ. وعَن ابنِ عَبّاد: يُقَال:} تَأَصَّصُوا، إِذا اجْتَمَعُوا وتَزَاحَمُوا، {كائْتَصُّوا} ائْتِصاصاً. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: نَاقَةٌ {أَصُوصٌ: شَدِيدَة مُوَثَّقَةُ الخَلْقِ، وقِيل: كَرِيمَةٌ.} والأَصُوصُ: البَخِيلُ.  ويُقَال جِئْ بهِ من {إِصِّكَ، أَيْ من حَيْثُ كَانَ. وإِنّه} لأَصِيصٌ {كَصِيصٌ، أَيْ مُنْقَبِضٌ. ولَهُ} أَصِيصٌ، أَيْ تَحَرُّكٌ والْتِوَاءٌ من الجَهْدِ. و {آصُ، بالمَدّ: من مُدُنِ التُّرْكِ، وَقد نُسِبَ إِلَيْهَا جماعَةٌ.
المعجم: تاج العروس

رطم

المعنى: رطم (رَطَمَه) يَرْطُمه رَطْمًا: (أوحَلَه فِي أَمْر لَا يَخْرُجُ مِنْهُ) ، وَهُوَ مَجاز، من قَولِهم: رَطَمَه فِي الوَحْل رَطْما (فارْتَطَم) هُوَ فِيهِ أَي: ارتَبَك،  وارتَطَم فِي أَمر لَا مَخرَجَ لَهُ مِنْهُ إلاّ بغُمَّة لَزِمته. (و) رَطَم رَطْمًا: (نَكَح) ، كَمَا فِي الصَّحاح، يَكونُ فِي الْمَرْأَة والأَتان، قَالَ: (عَيْنا أَتان تَبْتَغِي أَن تُرْطَما  ...  ) وَقيل: رَطَم جارِيَته رَطْما إِذا جامَعها (بِكُلِّ ذَكَره) ، فَهِيَ مَرْطُومة. (و) رَطَم (بسَلْحه: رَمَى) ، والصَّواب فِيهِ أَطَم بِالْألف. (والرَّاطِم: اللاَّزِم للشَّيْء) ، نَقَله الجَوْهَرِيّ. (وارْتَطَم عَلَيْهِ الْأَمر) : عِيِي فِيهِ وسُدَّت عَلَيْهِ مذاهِبُه و (لم يَقْدِر على الخُروج مِنه) إلاّ بِمَشَقَّة وَهُوَ مجَاز. (و) ارتَطَم (الشَّيءُ: ازْدَحَمَ، و) أَيْضا: (تَراكَم) ، (و) ارْتَطَم (السَّلحَ: حَبَسه كتَرطَّمَه، ورُطِم البَعِيرُ وأُرطِم بِضَمِّهما: احتُبِس) ، صَوَابه رُطِم البَعِير وأُطِم. (والاسُمُ) الرُّطام (كَغُراب) . (والرَّطُوم: المَرأةُ الضَّيِّقة الجِهاز) أَي: الفَرْج، (لَا الوَاسِعَتُه كَمَا تَوَهِّم الجَوْهَرِي) ، وَيشْهد للجَوْهَريّ قَولُ الرَّاجِز: (يَا ابنَ رَطومٍ ذاتِ فَرْج عَفْلَق  ...  ) فَإِنَّهُ عَنَى امْرَأَة واسعةَ الجهاز كَثِيرَة المَاء. (و) قَالَ أَبُو عَمْرو: الرَّطُوم:  (الضَّيِّقة الحَياءِ من النُّوقِ) ، قَالَ: (و) هِيَ أَيْضًا (المَرْأَة الرَّتْقَاء) . (والرُّطْمة، بالضَّمّ: أَمر لَا تُعْرَف جِهَتُه) ، يُقَال: وَقَع فِي رُطْمَة أَي: أَمْرٍ يَتَخَبَّط فِيهِ. وَامْرَأَة مَرْطُومة: مَرْمِيَّة بِسُوءٍ مُتَّهمةٌ بشَرّ، قَالَ صالحُ بنُ الأَحْنف: (فابرُز كِلانَا أُمُّه لَئِيمهْ  ...  بِفِعْل كُلّ عاهرٍ مَرْطُومَهْ) (و) قَالَ شَمِر: أَرْطَم) الرَّجل وَطَرْسَم وَأَسْبأ واصلَخَمَّ واخْرَنْبَق كُلّه: إِذا (سَكَت) . [] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الرَّطُوم: الأَحْمَقُ. وارتَطَمت بِهِ فَرسُه: ساخَتْ قَوائِمُه. وَوَقع فِي رُطُومة أَي: أَمر يَتَخَبَّط فِيهِ. والتَّراطم: التَّراكم. والرَّطُوم من الدَّجاج: البَيْضاء، عَن أبي عَمْرو.
المعجم: تاج العروس

سبأ

المعنى: سَبَأَ الخَمْرَ يَسْبَؤُها سَبْأً وسِباءً ومَسْبَأً واستَبَأَها: شَراها. وفي الصحاح: اشتراها لِيشْرَبَها. قال ابراهيم بن هَرْمةَ: خَــوْدٌ تُعــاطِيكَ، بعــد رَقْــدَتِها، إذا يُلاقِـــي العُيـــونَ مَهْـــدَؤُها كأْســاً بِفِيهــا صــَهْباء، مُعْرَقـة، يَغْلُــو بأَيــدي التِّجــارِ مَسـْبَؤُها مُعْرَقةٌ أَي قليلةُ المِزاجِ أَي أَنها من جَوْدَتِها يغلُو اشتِراؤُها. واسْتَبَأَها: مِثله. ولا يقال ذلك إلاَّ في الخَمرِ خاصة. قال مالك بن أَبي كعب: بَعَثْـتُ الـى حانُوتِهـا، فاسـْتَبَأْتُها بغيـرِ مِكـاسٍ فـي السـِّوام، ولا غَصْبِ والاسم السِّباءُ، على فِعالٍ بكسر الفاء. ومنه سميت الخمر سَبِيئةً.قال حَسَّانُ بن ثابِتٍ رضي اللّه تعالى عنه: كــأَنَّ ســَبِيئةً مــن بَيْــتِ رأســ، يكـــونُ مِزاجَهـــا عســـلٌ ومــاءُ وخبر كأَنَّ في البيت الثاني وهو: علـــى أَنْيابهــا، أَو طَعْــمُ غَــضٍّ مِـــنَ التُّفَّــاحِ، هَصــَّرَه اجْتِنــاءُ وهذا البيت في الصحاح: كـــأَنَّ ســـَبِيئةً فـــي بيــت رأْسٍ قال ابن بري: وصوابه مِن بَيْتِ رأْسٍ، وهو موضع بالشام.والسَّبَّاءُ: بَيَّاعُها. قال خالد بن عبد اللّه لعُمر بن يوسف الثَّقفي: يا ابن السَّبَّاءِ، حكى ذلك أَبو حنيفة. وهي السِّباءُ والسَّبِيئةُ، ويسمى الخَمَّار سَبَّاءً. ابن الأَنباري: حكى الكسائي: السَّبَأُ الخَمْرُ، واللَّظَأُ: الشيءُ الثَّقيل اللظأ حكاهما مهموزين مقصورين. قال: ولم يحكهما غيره. قال: والمعروف في الخَمْرِ السِّباءُ، بكسر السين والمدّ، وإذا اشتريت الخمر لتحملها إلى بلد آخر قلت: سَبَيْتُها، بلا همز. وفي حديث عمر رضي اللّه عنه: أَنه دَعا بالجِفانِ فسَبَأَ الشَّرابَ فيها.قال أبو موسى: المعنى في هذا الحديث، فيما قيل: جَمَعَها وخَبَأَها.وسَبَأَتْه السِّياطُ والنارُ سَبْأً: لَذَعَتْه، وقيل غَيَّرتْه ولَوَّحَتْه، وكذلك الشمسُ والسَّيْرُ والحُمَّى كلهن يَسْبَأُ الإنسانَ أَي يُغَيِّره. وسَبَأْتُ الرجلَ سَبْأً جَلَدْتُه. وسَبَأَ جِلْدَه سَبْأً: أَحْرَقَه، وقيل سلَخَه.وانْسَبَأَ هو وسَبَأْتُه بالنار سَبْأً إذا أَحْرَقْته بها.وانْسَبَأَ الجِلْد: انْسَلَخَ. وانْسَبَأً جلْدُه إذا تَقَشَّر. وقال: وقـد نَصـَلَ الأَظفـارُ وانْسـَبَأَ الجِلْدُ وإنك لتريدُ سبْأَةً أَي تُرِيد سَفَراً بعيدا يُغَيِّرُك. التهذيب: السُّبْأَةُ: السَّفر البعيد، سمي سُبْأَةً لأَن الإنسان إذا طال سَفَرُه سَبَأَتْه الشمسُ ولَوَّحَتْه، وإذا كان السفر قريباً قيل: تريد سَرْبةً. والمَسْبَأُ: الطريقُ في الجبل.وسَبَأَ على يَمِينٍ كاذبة يَسْبَأُ سَبْأً: حَلَف، وقيل: سبَأَ على يَمِينٍ يَسْبَأُ سَبْأً مَرَّ عليها كاذباً غير مُكْتَرِثٍ بها.وأَسْبَأَ لأَمر اللّه: أَخْبَتَ. وأَسْبَأَ على الشيءِ: خَبَتَ له قَلْبُه.وسَبَأُ: اسم رجل يَجْمع عامَّةَ قَبائل اليَمن، يُصْرَفُ على إرادة الحَيِّ ويُتْرَك صرْفُه على إرادة القَبِيلة. وفي التنزيل: لقَدْ كانَ لِسَبَإٍ في مَساكِنِهم وكان أَبو عمرو يقرأُ لِسَبَأَ. قال: مَــنْ ســَبَأَ الحاضــِرِينَ مَـأْرِبَ، إذْ يَبْنُـونَ، مِـنْ دُونِ سـَيْلِها، العَرِمـا وقال: أَضـْحَتْ يُنَفِّرُهـا الوِلـدانُ مِـنْ سَبَإٍ، كــأَنهم، تَحــتَ دَفَّيْهــا، دَحارِيـجُ وهو سَبَأُ بن يَشْجُبَ بن يَعْرُبَ بن قَحْطانَ، يُصرف ولا يُصرف، ويمدُّ ولا يمدّ. وقيل: اسم بلدة كانت تَسْكُنها بِلْقِيسُ. وقوله تعالى: وجِئْتُك مِن سَبَإٍ بنَبَإٍ يقين. القُرَّاءُ على إجْراءِ سَبَإٍ، وإن لم يُجْروه كان صواباً. قال: ولم يُجْرِه أَبو عمرو بن العَلاءِ. وقال الزجاج: سَبَأٌ هي مدينة تُعرَف بمَأرِب مِن صَنْعاءَ على مَسِيرةِ ثلاثِ ليالٍ، ومن لم يَصْرِفْ فلأَنه اسم مدينة، ومن صرفه فلأَنه اسم البلد، فيكون مذكراً سمي به مذكر. وفي الحديث ذكر سَبَأ قال: هو اسم مدينة بلقيس باليمن. وقالوا: تَفَرَّقُوا أَيْدِي سَبا وأَيادِي سَبا، فبنوه. وليس بتخفيف عن سَبَإٍ لأَن صورة تحقيقه ليست على ذلك، وإنما هو بدل وذلك لكثرته في كلامهم، قال: مِــنْ صــادِرٍ، أَو وارِدٍ أَيْـدِي سـَبَا وقال كثير: أَيادِي سَبَا، يا عَزَّ، ما كُنْتُ بَعْدَكُمْ، فَلَـمْ يَحْـلَ للعَيْنَيْنِـ، بَعْـدَكِ، مَنْزِلُ وضَرَبَتِ العَرَبُ بِهِم المَثَلَ في الفُرْقة لأَنه لمَّا أَذْهَبَ اللّه عنهم جَنْتَهم وغَرَّقَ مكانَهُم تَبَدَّدُوا في البلاد. التهذيب: وقولهم ذَهَبُوا أَيْدِي سَبَا أَي مُتَفَرِّقين، شُبِّهُوا بأَهلِ سبَأ لمَّا مزَّقهم اللّه في الأَرض كلَّ مُمَزَّقٍ، فأَخذ كلُّ طائفةٍ منهم طريقاً على حِدةٍ. واليَدُ: الطَّرِيق، يقال: أَخَذَ القَومُ يَدَ بَحْرٍ. فقيل للقوم، إذا تَفَرَّقوا في جهاتٍ مختلفة: ذَهَبوا أَيدي سَبَا أَي فَرَّقَتْهم طُرُقُهم التي سَلَكُوها كما تَفَرَّقَ أَهل سَبأ في مذاهبَ شَتَّى. والعرب لا تهمز سبا في هذا الموضع لأَنه كثر في كلامهم، فاسْتَثْقَلوا فيه الهمزة، وإن كان أَصله مهموزاً. وقيل: سَبَأٌ اسم رجل ولَدَ عشرة بَنِينَ، فسميت القَرْية باسم أَبِيهم.والسَّبائِيَّةُ والسَّبَئِيَّةُ من الغُلاةِ ويُنْسَبُون إلى عبد اللّه ابن سَبَإٍ.
المعجم: لسان العرب

سبأ

المعنى: سبأ : ( {سَبَأَ الخَمْرَ كجَعَل) } يَسْبؤُها ( {سَبْأً} وَسِبَاءً) ككتاب ( {ومَسْبأً: شَرَاهَا) ، الأَكثر استعمالُ شَرى فِي مَعنى البَيْعِ والإِخراج، نَحْو قَوْله تَعَالَى {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} (يُوسُف: 20) أَي باعوه، وَلذَا فَسَّره فِي (الصِّحَاح) و (الْعباب) باشتراها، لأَنه الْمَعْرُوف فِي معنى الأَخذ والإِدخال، نَحْو {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى} (التَّوْبَة: 111) ، وإِن كَانَ كلٌّ مِنْ شَرَى وباعَ يُستعمل فِي المعنيينِ، وَكَذَا فسره ابْن الأَثير أَيضاً، وَزَاد الجوهريُّ والصغانيُّ قَيْداً آخَرَ، وَهُوَ لِيحشربَها قَالَ إِبراهيمُ بنُ عليِّ بن مُحمّد بن سَلمة بن عَامر بن هَرْمَةَ: خَوْدٌ تُعَاطِيكَ بَعْدَ رَقْدَتِها إِذَا يُلاَقى العُيُونَ مَهْدَؤُهَا كَأْساً بِفِيها صَهْبَاءَ مُعْرَفَةً يَغْلُو بِأَيْدِي التِّجَارِ} مَسْبَؤُهَا قَوْله مُعْرَفَةً أَي قَليلَة المِزاجِ، أَي أَنها مِن جَوْدَتِها يَغْلُو اشْتِراؤُهَا، قَالَ الكِسائيُّ: وإِذا اشْتَرَيْتَ الْخمر لَتَحْمِلها إِلى بَلَدٍ آخَر قُلت: سَبَيْتُهَا، بِلَا هَمْزٍ، وعَلى هَذِه التفرقةِ مَشاهيرُ اللُّغوِيِّين إِلاّ الفَيُّومِيَّ صاحبَ (الْمِصْبَاح) فإِنه قَالَ: ويُقال فِي الخمرِ خَاصَّةً {سَبَأْتُها، بِالْهَمْز إِذا جَلَبْتَها من أَرْضٍ إِلى أَرْضٍ، فَهِيَ سَبِئَةٌ، قَالَه شيخُنا (} كاسْتَبَأَهَا) ، وَلَا يُقَال ذَلِك إِلاّ فِي الخَمْرِ خَاصَّةً، قَالَ مالكُ بنُ أَبِي كَعْبٍ: بَعَثْتُ إِلى حَانُوتِهَا {فَاسْتَبَأْتُها بِغَيْرِ مِكَاسٍ فِي السِّوَامِ وَلاَ غَصْبِ (وَبيَّاعُها} السَّبَّاءُ) كعَطَّارٍ، وَقَالَ خالدُ بنُ عبد الله لعُمَر بنِ يُوسُفَ الثقفيِّ: يَا ابْنَ السَّبَّاءِ، حكى ذَلِك أَبو حنيفَة. وَمِمَّا أَغفله المؤَّلف:! سَبَأَ الشَّرابَ، إِذا جَمَعها وَخَبَأَها، قَالَه أَبو مُوسَى فِي معنى حَدِيثِ عُمرَ رَضِي الله عَنهُ، أَنه  دَعَا بِالجِفَانِ فَسَبأَ الشَّرابَ فِيهَا. (و) سَبَأَ (الجِلْدَ) بالنارِ سَبْأً (: أَحْرَقَه) قَالَه أَبو زيد، (و) سَبَأَ الرجلُ سَبْأً (: جَلَدَ، و) سَبَأَ (سَلَخَ) . فِيهِ قَلَقٌ، لأَنه قَول فِي سَبَأَ الجِلْدِ: أَحرقه، وَقيل: سَلَخَه، فالمناسبُ ذِكْرُه تحتَ أَحرقه وانْسَبَأَ الجِلْدُ انْسَلَخ، {وانسبأْ جِلْدُه إِذا تَقَشَّر، قَالَ الشَّاعِر: وَقَدْ نَصَلَ الأَظفارُ وانْسَبَأَ الجِلْدُ (و) سبأَ (: صَافَحَ) قَالَ شَيخنَا: هُوَ معنى غَرِيبٌ خَلَت عَنهُ زُبُرُ الأَوَّلين. قلت: وَهُوَ فِي (العُباب) ، فَلَا معنى لإِنكاره (و) } سَبَأَتِ (النَّارُ) وَكَذَا لسِّيَاطُ، كَذَا فِي (الْمُحكم) (الجِلْدَ) سَبْأً (: لَذَعَتْه) بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة (و) قيل (غَيَّرَتْه) ولَوَّحَتْه، وَكَذَلِكَ الشمسُ والسَّيْرُ والحُمَّى، كُلُّهنَّ يَسْبَأْنَ الإِنسانَ، أَي يُغَيِّرْنَه. (! وسَبَأٌ كَجَبَلٍ) يُصرَف على إِرادة الْحَيّ قَالَ الشَّاعِر: أَضْحَتْ يُنَفِّرُها الوِلْدَانُ مِنْ سَبَإٍ كَأَنَّهُمْ تَحْتَ دَفَّيْهَا دَحَارِيجُ (ويُمْنَعُ) من الصّرْف لأَنه اسْم (بَلْدَة بَلْقِيسَ) بِالْيمن، كَانَت تَسكُنها، كَذَا ورد فِي الحَدِيث قَالَ الشَّاعِر: مِنْ سَبَأَ الحَاضِرِينَ مَأْرِبَ إِذ يَبْنُونَ مِنْ دُونِ سَيْلِهَا العَرِمَا وَقَالَ تَعَالَى: {1. 019 وجئتك من سبإ بنبإ يَقِين} (النَّمْل: 22) قَالَ الزّجاج: سَبَأ هِيَ مَدِينَة تُعرَف بمَأْرِب، من صَنْعاءَ على مَسيرةِ ثلاثِ ليالٍ، وَنقل شَيخنَا عَن زَهر الأَكَمْ فِي الأَمثال والحِكم مَا نَصه: وكانَتْ أَخصَبَ بِلادِ الله، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ} (سبأ: 15) قيل: كَانَت مَسَافَة شهرٍ للراكب المُجِدّ، يسير الْمَاشِي فِي الجِنانِ من أَوّلها إِلى آخرهَا لَا يُفارِقه الظِّلُّ مَعَ تدفُّقِ الماءِ وصفَاءِ الأَنهارِ واتِّساع الفَضاءِ، فَمَكَثُوا مُدَّة فِي أَمْنٍ، لَا يُعانِدُهم أَحدٌ إِلاّ قَصَموه، وَكَانَت فِي بَدْءِ الأَمرِ تَركَبُها السُّيول فجَمعَ لذَلِك حِمْيَرٌ أَهْلَ مملكتِه، وشاوَرَهم، فاتَّخذوا سَدًّا فِي بَدْءِ جَرَيَانِ الماءِ، وَرَصوه بِالْحِجَارَةِ والحَديد،  وَجعلُوا فِيهِ مَخَارِقَ للماءِ، فإِذا جاءَت السُّيولُ انقسمت على وَجْهٍ يَعُمُّهم نَفْعُه فِي الجَنَّاتِ والمُزْدَرَعَاتِ، فَلَمَّا كَفروا نعَمَ الله تَعَالَى ورأَوْا أَنَّ مُلْكَهم لَا يُبيدُه شيءٌ، وعَبدُوا الشَّمْسَ، سَلَّط الله على سَدِّهم فَأْرةً فخَرقَتْه، وأَرْسَلَ عَلَيْهِم السَّيْلَ فمزّقهم اللَّهُ كلَّ مُمَزَّقٍ، وأَباد خَضْرَاءَهم. (و) قَالَ ابنُ دُريدٍ فِي كتاب (الِاشْتِقَاق) : سَبَأٌ (لَقَبُ ابْنِ يَشْجُبَ بنِ يَعْرُبَ) بن قَحْطانَ، كَذَا فِي النّسخ، وَفِي بَعْضهَا: ولَقَبُ يَشْجُب، وَهُوَ خطأٌ (واسمُه عَبْدُ شَمْسٍ، يَجْمَعُ قبائلَ اليَمَنِ عَامَّة) يُمعدُّ وَلَا يُمَدُّ، وَقَول شَيخنَا: وَزَاد بعضٌ فِيهِ المَدِّ أَيضاً، وَهُوَ غريبٌ غريبٌ، لأَنه إِذا ثَبت فِي الأُمهات فَلَا غرابةَ، مَعَ أَنه مَوْجُود فِي (الصِّحَاح) ، وأَما الحَدِيث المُشار إِليه الَّذِي وَقَع فِيهِ ذِكْرُ سَبإٍ فأَخرجه التّرمذيُّ فِي (التَّفْسِير) ، عَن فَرْوَةَ بنِ مُسَيْكٍ المُرادِيُّ قَالَ: أَتيْنَا رَسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقلتُ: يَا رَسُول الله، أَلاَ أُقاتِلُ مَنْ أَدبَر مِن قَوْمِي بِمَنْ أَقْبلَ مِنْهُم؟ فأَذِنَ لي فِي قِتَالِهم، وأَمَّرني، فَلَمَّا خَرجْتُ من عِنْده سأَل عني: (مَا فَعَلَ الغُطَيْفِيّ؟) فأُخْبِر أَني قدْ سِرْتُ، قَالَ: فأَرْسَلَ فِي أَثَرِي فَرَدَّني، فَأَتَيْتُه، وَهُوَ فِي نَفَرٍ من أَصحابِه، فَقَالَ: (ادْعُ القَوْمَ، فَمَنْ أَسلَم مِنْهُم فاقْبَلْ مِنْه، وَمن لَمْ يُسْلِمْ فَلَا تَعْجَل حَتَّى أُحْدِثَ إِليك، قَالَ: وأُنْزِل فِي سَبَإِ مَا أُنْزِل، فَقَالَ رَجلٌ: يَا رَسُول الله، وَمَا سَبَأٌ؟ أَرْضٌ أَو امرأَةٌ؟ قَالَ: لَيْسَ بِأَرْضٍ وَلاَ امْرَأَةٍ ولكنّه رَجُلٌ وَلدَ عَشْرَةً مِن الْيمن فَتَيَامَنَ مِنْهُم ستّةٌ، وتشاءَم مِنْهُم أَربعةٌ، فأَما الَّذين تشاءَموا فَلَخْمٌ وجُذَامٌ وغَسَّانُ وعَاملة،  وأَما الَّذين تَيَامَنُوا فالأَزْدُ والأَشْعَرِيُّونَ وحِمْيَر وكِنْدَة ومَذْحِج وأَنمار فَقَالَ رجل: يَا رسولَ الله، وَمَا أَنمار؟ قَالَ: (الَّذين مِنْهُم خَثْعَمُ وَبجيِلَةُ) قَالَ أَبو عِيسَى: هَذَا حديثٌ حَسَنٌ (غَرِيب) . (و) سَبَأٌ (والدُ عَبْدِ اللَّهِ المَنسوبِ إِليه) الطائفةُ ( {السَّبَائِيَّةُ) بِالْمدِّ، كَذَا فِي نسختنا، وصحَّح شيخُنا} السَّبَئيَّة بِالْقصرِ، كالعَرَبِيَّة، وَكِلَاهُمَا صَحِيح (مِنَ الغُلاةِ) جمع غَالِ وَهُوَ المُتعصِّبُ الْخَارِج عَن الحَدِّ فِي الغُلُوِّ من المبتدعة، وَهَذِه الطائفةُ من غُلاةِ الشِّيعة، وهم يتفرَّقون على ثَمانِي عَشْرَةَ فِرْقَةً. ( {والسِّبَاءُ كَكِتابٍ) والسَّبَأُ كجَبَلٍ، قَالَ ابنُ الأَنباريّ: حكى الكِسائيُّ: السَّبأُ: الخَمْرُ، واللَّطَأُ: الشَّرُّ الثقيلُ، حَكَاهُمَا مهموزَيْنِ مَقصوريْنِ، قَالَ: وَلم يَحْكِهما غيرُه، قَالَ وَالْمَعْرُوف فِي الخمرِ السِّبَاءُ بِكَسْر السِّين والمدّ. (} والسَّبِيئَة، كَكَرِيمَةِ: الخَمْرُ) أَي مُطلقًا، وَفِي (الصِّحَاح) و (الْمُحكم) وَغَيرهمَا: سَبَأَ الخَمْرَ واسْتَبأَها: اشْتَرَاهَا، وَقد تقدّم الاستشهادُ ببيتَيْ إِبراهيم بن هَرْمَة ومالكِ بن أَبي كَعْبٍ، والاسمُ السِّباءُ، على فِعَالٍ بِكَسْر الفاءِ، وَمِنْه سُمِّيَت الخمرُ {سَبِيئَةً، قَالَ حسان بن ثَابت: كَأَنَّ سَبِيئَةً مِنْ بَيْتِ رَأْسٍ يَكُون مِزَاجَهَا عَسَلٌ وَمَاءُ عَلَى أَنْيَابِها أَوْ طَعْمُ غَضَ مِنَ التُّفَّاحِ هَصَّرَه اجْتِنَاءُ وَهَذَا الْبَيْت فِي (الصِّحَاح) : كأَنَّ سَبِيئَةً فِي بَيْتِ رأْس قَالَ ابْن بَرّيّ: وصوابُه (مِنْ بَيْتِ رَأْسٍ، وَهُوَ موضعٌ بالشأْم. (و) وَيُقَال: (} أَسْبَأَ لأَمْرِ اللَّهِ) وَذَلِكَ إِذا (أَخْبَتَ) لَهُ قَلْبُه. كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) (و) أَسبا (على الشَّيءِ: خَبَتَ) أَي انْخَضَع (لَهُ قَلْبُهُ) . (! والمَسَبْأُ كَمَقْعَدٍ: الطَّرِيقُ) فِي الجَبَل.  ( {- وسَبِيءُ) كأَمير (الحَيَّةِ) وسَبِيُّها يُهمز وَلَا يهمز (: سِلْخُها) بِكَسْر السِّين المهلمة، كَذَا فِي نُسختنا، وَفِي بَعْضهَا على صِيغَة الفِعْلِ، سَبَأَ الحَيَّةَ كمنع: سَلَخَها، وصحَّحها شيخُنا، وَفِيه تأْمُّلٌ ومخالفةٌ للأُصول. (و) قَالُوا فِي الْمثل: (تَفَرَّقُوا) ، كَذَا فِي (المكم) ، وَفِي (التَّهْذِيب) : ذَهَبُوا، وَبِهِمَا أَورده الميدانيُّ فِي (مَجمع الأَمثال) (أَيْدي} سَبَا وأَيادِي سَبَا) يُكتب بالأَلف لأَن أَصله الْهَمْز، قَالَه أَبو عليَ القالي فِي الْمَمْدُود والمقصور، وَقَالَ الأَزهريُّ: العربُ لَا تهمز سَبَا فِي هَذَا الْموضع، لأَنه كَثُر فِي كَلَامهم فاستثقلوا فِيهِ الهمْزَ، وإِن كَانَ أَصلُه مهموزاً، ومثلَه قَالَ أَبو بكر بن الأَنباريّ وغيرُه، وَفِي زهر الأَكم: الذَّهَابُ مَعلومٌ، والأَيادِي جَمْعُ أَيْدٍ، والأَيْدِي بِمَعْنى الجَارِحة وَبِمَعْنى النِّعْمة وَبِمَعْنى الطَّرِيق (: تَبَدَّدُوا) قَالَ ابنُ مَالك: إِنه مُركَّب تَركيب خَمْسَةَ عَشَرَ، (بَنَوْهُ على السُّكُونِ) أَي تكلَّموا بِهِ مبنيًّا على السّكُون كخمسةَ عشرَ، فَلم يجمعوا بَين ثِقَلِ البناءِ وثِقَلِ الهَمزة، وَكَانَ الظَّاهِر بَنَوْهُما أَو بنَوْهَا، أَي الأَلفاظ الأَربعة، قَالَه شيخُنا (وَلَيْسَ بتَخفيف سَبَإٍ) لأَن صورةَ تخفيفه لَيست على ذَلِك (وإِنما هُوَ بدلٌ) وَذَلِكَ لكثرته فِي كَلَامهم، قَالَ العجَّاج: مِنْ صادِرٍ أَوح وارِدٍ أَيْدِي سبا وَقَالَ كُثيِّر: أَيَادِي سَبَا يَا عزُّ مَا كُنْتُ بَعْدَكُمْ فَلَمْ يَحْلَ للْعيْنَيْنِ بَعْدَكِ مَنْزِلُ (ضُرِبَ المَثَلُ بهم لأَنه لمَّا غَرِقَ مَكَانُهم وذَهبَتْ جَنَّاتُهم) أَي لما أَشرف مَكَانُهم على الغَرق وقَرُبَ ذهابُ جَنَّاتِهم قَبْلَ أَن يَدْهَمهم السَّيْلُ، وأَنهم توجهوا إِلى مَكَّة ثمَّ إِلى كل جِهَةٍ برأْيِ الكاهِنةِ أَو الكاهِن، وإِنما بَقِيَ هُنَاكَ طائفةٌ مِنْهُم فَقَط (تَبَدَّدُوا فِي البلادِ) فلحق الأَزدُ بِعُمَان، وخُزَاعةُ بِبَطن مَرّ، والأَوْسُ والخَزرجُ بيثرِبَ،  وآلُ جَفْنَةَ بأَرض الشأْمِ، وآلُ جَذيِمَةَ الأَبَرشِ بالعراق: وَفِي (التَّهْذِيب) : قولُهم ذَهَبُوا أَيادِي سَبَا، أَي مُتفرِّقِينَ، شُبِّهوا بأَهْل سَبَإٍ لمّا مَزَّقَهم الله فِي الأَرضِ كُلَّ مُمَزَّق فأَخذَ كُلُّ طائفةٍ مِنْهُم طَرِيقاً على حِدَة، واليَدُ: الطَّرِيقُ، يُقَال: أَخذ القَوْمُ يَدَ بَحْرٍ، فقيلَ للقومِ إِذا تفرَّقوا فِي جِهاتٍ مُختلِفةٍ: ذَهبوا أَيدي سَبَا، أَي فَرَّقَتْهم طُرقُهم الَّتِي سَلَكُوها كَمَا تَفرَّق أَهلُ سَبإٍ فِي مَذاهِبَ شَتَّى. (و) قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: يُقَال: إِنك (تُرِيدُ {سُبْأَةً، بالضَّمِّ) أَي إِنك تُرِيدُ (سَفَراً بَعيداً) يُغيِّرُك، وَفِي (التهديب) : السُّبْأَةُ: السَفر البَعِيد، سُمِّي سُبْأَةً، لأَن الإِنسان إِذا طالَ سفَرُه سَبَأَتْه الشمسُ ولَوَّحَتْه، وإِذا كَانَ السفرُ قَرِيباً قيل: تُرِيدُ سَرْبَةً. وَمِمَّا بَقِي على الْمُؤلف من هَذِه الْمَادَّة:} سبَأَ عَلَى يَمينٍ كَاذبةٍ {يَسْبَأُ} سَبْأً: حَلَفَ، وَقيل: سَبَأَ عَلَى يمِين يَسْبَأُ سَبْأً: مَرَّ عَلَيْهَا كاذِباً غير مُكْتَرِثٍ بهَا، وَقد ذَكرهما صاحبُ (الْمُحكم) و (الصِّحَاح) و (العُباب) . وَصَالح بن خَيْوَان {السَّبَائِي، الأَصحّ أَنه تَابِعِيّ، وأَحمد بن إِبراهيم ابْن مُحَمَّد بن سَبَا الفقيهُ اليمنيُّ من المتأْخرين.
المعجم: تاج العروس