المعجم العربي الجامع
بُؤْسٌ
المعنى: جذ.: (بأس) | (مص. بَئِسَ). 1. "يَعِيشُ فِي بُؤْسٍ شَدِيدٍ": فِي فَقْرٍ، فِي وَضْعٍ مُزْرٍ، فِي مَشَقَّةٍ. كانَ بُؤْسُهُ لَا يُحْتَمَلُ". 2. وَيَأتِي مَفْعُولًا مُطْلَقًا: "أبْأسَهُ اللهُ بُؤْسًا". 3. كَمَا يَقَعُ مَوْقِع الدُّعاءِ عَلَى الآخَرِ: بؤْسًا لَهُ، بُؤْسًا للِرَّجُلِ الشِّرِّيرِ.
المعجم: معجم الغني أبسه
المعنى: ـ أبَسَهُ يَأبِسُهُ: وبَّخَهُ، ورَوَّعَهُ، ـ وـ به: ذَلَّلَهُ، وقَهَرَهُ، ـ وـ فلاناً: حَبَسَهُ، وقابَلَهُ بالمَكْرُوهِ، وصَغَّرَهُ، وحَقَّرَهُ، ـ كأبَّسَهُ تأبيساً. ـ والأَبْسُ: الجَدْبُ، والمكانُ الخَشِنُ، ويُكْسَرُ، وذَكَرُ السَّلاحِفِ، وبالكسر: الأصلُ السُّوءُ. ـ وامرأةٌ أُباسٌ، كغُرابٍ: سَيِّئَةُ الخُلُقِ. ـ وتَأَبَّسَ: تَغَيَّرَ، أو هو تَصْحِيفٌ من ابنِ فارِسٍ والجوهرِيِّ، والصوابُ: ـ تَأيَّسَ، بالمُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّةِ.
المعجم: القاموس المحيط أبس
المعنى: أَبَسَهُ يأْبِسهُ أَبْساً وأَبَّسَه: صغَّر به وحَقَّره؛ قال العجاج: ولْــث غــابٍ لــم يُـرَمْ بـأَبْسِ أَي يزجر وإذلال، ويروى: لُيُوثْ هَيْجا. الأصمعي: أَبَّسْتُ به تأْبيساً وأَبَسْتُ به أَبْساً إذا صغَّرته وحقرته وذَلَّلْتَه وكَسَّرْته؛ قال عبّاس بن مِرْداس يخاطب خُفاف بن نُدْبَة: إن تـكُ جُلْمـودَ صـَخْرٍ لا أُؤَبِّسـهُ أَوْقِـدْ عليـه فـأَحْمِيه، فيَنْصَدِعُ السـِّلْمُ تأْخذ منها ما رضيتَ به والحَرْبُ يكفيكَ من أَنفاسِها جُرَعُ وهذا الشعر أَنشده ابن بري: إِن تك جلمود بِصْرٍ، وقال: البصْرُ حجارة بيض، والجُلمود: القطعة الغليظة منها؛ يقول: أَنا قادر عليك لا يمنعني منك مانع ولو كنت جلمود بصر لا تقبل التأْبيس والتذليل لأَوْقَدْتُ عليه النار حتى ينصدع ويتفتت. والسَّلم: المُسالمة والصلح ضد الحرب والمحاربة.يقول: إن السِّلم، وإن طالت، لا تضرك ولا يلحقك منها أذىً والحرب أقل شيء منها يكفيك. ورأَيت في نسخة من أَمالي ابن بري بخط الشيخ رضيّ الدين الشاطبي، رحمه اللَّه، قال: أَنشده المُفَجِّع في التَّرجُمان: إِن تــــك جُلْمــــودَ صــــَخْدٍ وقال بعد إِنشاده: صَخْدٌ وادٍ، ثم قال: جعل أُوقِدْ جواب المجازاة وأَحْمِيه عطفاً عليه وجعل أُؤَبِّسُه نعتاً للجلمود وعطف عليه فينصدع.والتَّأَبُّس: التَّغَيُّر ومنه قول المتلمس: تَطيـفُ بـه الأَيـام مـا يَتـأَبَّسُ والإِبْس والأَبْسُ: المكان الغليظ الخشن مثل الشَّأْز. ومُناخ أَبْس: غير مطمئن؛ قال منظور بن مَرثَدٍ الأَسَدي يصف نوقاً قد أَسقطت أَولادها لشدة السير والإِعياء: يَتْرُكْنَــ، فـي كـل مُنـاخٍ أَبْـسِ كــلَّ جَنيـن مُشـْعَرٍ فـي الغِـرْسِ ويروى: مُناخِ إِنسِ، بالنون والإِضافة، أَراد مُناخ ناس أَي الموضع الذي ينزله الناس أَو كل منزل ينزله الإِنس: والجَنِين المُشْعَرُ: الذي قد نبت عليه الشعر. والغِرْسُ: جلدة رقيقة تخرج على رأْس المولود، والجمع أَغراس.وأَبَسَه أَبْساً: قَهَرَه؛ عن ابن الأَعرابي. وأَبَسَه وأَبَّسَه: غاظه ورَوَّعه. والأَبْسُ: بَكْع الرجل بما يسوءُه. يقال: أَبَسْتُه آبِسُه أَبْساً. ويقال: أَبَّسْتُه تأْبيساً إذا قابلته بالمكروه. وفي حديث جُبَيْر بن مُطْعِم: جاء رجل إِلى قريش من فتح خَيْبَر فقال: إِن أَهل خير أَسَروا رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، ويريدون أَن يرسلوا به إِلى قومه ليقتلوه، فجعل المشركون يؤَبِّسون به العباس أَي يُعَيِّرونه، وقيل: يخوِّفونه، وقيل: يُرْغِمونه، وقيل: يُغضبونه ويحْمِلونه على إِغلاظ القول له.ابن السكيت: امرأَة أُباس إذا كانت سيِّئة الخلق؛ وأَنشد: ليســَتْ بسـَوْداءَ أُبـاسٍ شـَهْبَرَه ابن الأَعرابي: الإِبْسُ الأَصل السُّوء، بكسر الهمزة. ابن الأَعرابي: الأَبْس ذَكر السَّلاحف، قال: وهو الرَّقُّ والغَيْلَمُ. وإِباءٌ أَبْسٌ: مُخْزٍ كاسِرٌ؛ عن ابن الأَعرابيّ. وحكي عن المُفَضَّل أَن السؤال المُلِحَّ يكْفيكَه الإِباءُ الأَبْسُ، فكأَنَّ هذا وَصْف بالمصدر، وقال ثعلب: إِنما هو الإِباءُ الأَبْأَسُ أَي الأَشدُّ. قال أَعرابي لرجل: إِنك لتَرُدُّ السُّؤال المُلْحِف بالإِباءِ الأَبأَس.
المعجم: لسان العرب بَئِسَ
المعنى: ـَ بَأْساً، وبُؤْساً، وبَئَيِساً: افتقرَ، واشتدَّت حاجته. فهو بائس.؛بَؤُس ـُ بَأْساً، وبَأْسَةً، وبَآسة: قويَ واشتدّ. و ـ شَجُع. فهو بَئِيس. وفي التنزيل العزيز: {بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}.؛بِئْسَ: فعل جامد للذمّ ضد نِعْمَ في المدح، وفي التنزيل العزيز: {بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً}.؛أَبْأَس: أصابه البُؤْسُ.؛ابْتَأَسَ: اكْتَأَبَ وحَزِن. وفي التنزيل العزيز: (فلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ).؛تَبَاءَس: تظاهر بالبُؤْس.؛تَبَأَّسَ: تباءَس.؛البَأْسُ: الشدَّة في الحرب. و ـ الحرب. و ـ العذاب الشَّديد، و ـ الخوف، يُقال: لا بأس عليه، ويُقال: لا بأس به: لا مانع، ولا بأْس فيه: لا حَرَج. (ج) أَبْؤُسٌ. ومنه المَثَل: (عسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً): يضرب لكل شيء يُخاف منه الشرُّ.؛البَأْساء: المَشَقَّة. و ـ الفقر. و ـ الحرب. و ـ الدَّاهية.؛البُؤْس: المشقَّة. و ـ الفقر.؛البُؤْسَى: البُؤْس.
المعجم: الوسيط أبس
المعنى: الأَبْسُ: يكون توبيخًا ويكون ترويعًا؛ عن الخليل. يقال أبَستُه آبسه أبْسًا. وأبَسْتُ به أبسًا: أي ذللّته وقهرته، قال العجاج يمدح عبد الملك بن مروان ؛ لُيوثُ هَيْجي لم تُرَمْ بأبْسِ *** يَنْفِيْنَ بالزَّأرِ وأخذٍ هَمْسِ ؛ عن باحَةِ البَطْحَاءِ كُلَّ جَرْسِ والأبسً -أيضًا-: المكان الخشن، مثل الشَّأْزِ والشأسِ، وقال ابن الأعرابيِّ: هو الإبسُ -بالكسر-. قال منظور بن حبة الأسدي ؛ يَتْرُكْنَ في كُلِّ مُنَاخٍ أبْسِ *** كُلَّ جَنِيْنٍ مُشْعَرٍ في الغِرْسِ ؛ ويُروى: "في كل مُنَاخِ أبْسِ" بالإضافة، ومَنْ روى: "مُنَاخَ إنْسِ" - بالنون- وفسره بكل منزل ينزله الإنس فليست روايته بشيء. وقوله: "مُشْعَرٍ" أي مُدْخَلٍ في الغِرْس. ؛ والأبسُ -أيضًا-: الجَدْبُ. ؛ وأبسْتُ الرجُلَ أبسًا: حبستهُ. ؛ والأبْسُ: بكع الرجل بما يسوءه ومقابلته بالمكروه. ؛ وقال ابن الأعرابي: الأبس: ذَكَر السلاحف، وهو الرَّقُّ والغَيلَم. ؛ والإبس -بالكسر-: الأصلُ السَّوء. ؛ وقال ابن السكيت: امرأةٌ أُُباس -بالضم-: إذا كانت سيئة الخلق، وأنشد لخذام الأسدي ؛ رَقْرَاقَة مِثْل الفَنِيْقِ عَبْهَرَه *** لًيْسَتْ بسوداء أُباس شهبره ؛ وقال الأصمعي: أبَّست به تأبيسًا: إذا صغَّرت به وحقَّرته، مثل أبَسْتُ به أبسًا، وكذلك إذا بكعته وقابلته بالمكروه. ؛ وقال ابن فارس: تأبس الشيء: تغيّر، وأنشد للمُتَلمّس ؛ ألم ترَ الجَون أصبح راسيًا *** تُطيف به الأيامُ ما يتأبَّسُ ؛ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الصواب في اللغة وفي الشعر: "تَأيَّسَ" و "يتَأيَّسَ" بالياء المعجمة باثنتين من تحتها، وسيذكر- إن شاء الله تعالى- في موضعه. ؛ والتركيب يدل على القهر.
المعجم: العباب الزاخر أبس
المعنى: أبس {أَبَسَه} يَأْبِسُه {أَبْسَاً: وَبَّخَه ورَوَّعَه وغاظَه، قَالَه الْخَلِيل.} أَبَسَ بِهِ {يَأْبِسُ} أَبْسَاً: ذلَّلَه وقَهَرَه، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. وكَسَّرَه وزَجَرَه، قَالَ العَجَّاج: لُيوثُ هَيْجَا لم تُرْمَ {بأَبْسِ أَي بزَجْرٍ وإذلال.} أَبَسَ فلَانا: حَبَسَه وقَهَرَه. وبَكَعَه بِمَا يَسوؤُه وقابلَه بالمَكروه. قيل: صَغَّره وحَقَّره، نَقله الأَصْمَعِيّ، {كأَبَّسَه} تَأْبِيساً. وبكلِّ ذَلِك فُسِّر حديثُ جُبَيْرٍ ابْن مُطعِمٍ: جاءَ رجلٌ إِلَى قُرَيْشٍ من فَتْحِ خَيْبَرَ فَقَالَ: إنّ أهلَ خَيْبَرَ أسَروا رسولَ الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، ويريدون أَن يُرسِلوا بِهِ إِلَى قومِه ليَقتلوه، فَجَعَل المُشرِكون {يُؤَبِّسون بِهِ العَبَّاس. وَكَذَلِكَ قولُ العبّاسِ بن مِرْداسٍ يُخاطبُ خُفَافَ بنَ نُدْبَةَ: (إنْ تَكُ جُلْمودَ صَخْرٍ لَا} أُؤَبِّسُه ... أُوقِدْ عَلَيْهِ فأُحْميه فيَنْصَدِعُ) (السَّلْمُ يَأْخُذُ مِنْهَا مَا رَضيتَ بِهِ ... والحربَ يكفيكَ من أَنْفَاسِها جُرَعُ) قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ:! التَّأْبيس: التّذْليل، ويُروى: إنْ تَكُ جُلمودَ بِصْرٍ، وَقَالَ: البِصْر: حجارةٌ بِيضٌ. وَقَالَ صاحبُ اللِّسان: ورأيتُ فِي نسخةٍ من أمالي ابْن بَرِّيٍّ بخطِّ الشَّيْخ رَضيِّ الدّين الشاطبيِّ رَحِمَه اللهُ تَعَالَى، قَالَ: أَنْشَده المُفَجِّعُ فِي التَّرْجُمان: إنْ تَكُ جُلمودَ صَخْدٍ ... وَقَالَ بعد إنشادِه: صَخْدٌ: وادٍ. وَقَالَ الصَّاغانِيّ: الصوابُ فِيهِ لَا أُؤَيِّسُه بالتحتيَّة بِالْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرَه، كَمَا سَيَأْتِي. {والأَبْس: الجَدْب، نَقله الصَّاغانِيّ فِي كتابَيْه.} الأَبْس: المكانُ الغليظُ الخَشِن، مثلُ الشَّأْز، وَمِنْه: مُناخٌ أَبْسٌ، إِذا كَانَ غيرَ مُطمَئِنٍّ، قَالَ مَنْظُورُ بنُ مَرْثَدٍ الأسَديُّ) يصفُ نُوقاً قد أَسْقَطتْ أولادَها، لشِدَّةِ السَّيْرِ والإعْياء: (يَتْرُكْنَ فِي كلِّ مُناخٍ {أَبْسِ ... كلَّ جَنينٍ مُشْعَرٍ فِي الغِرْسِ) ويُكسَرُ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ:} الأَبْس: ذَكَرُ السَّلاحِف، قَالَ: وَهُوَ الغَيْلَم. قَالَ أَيْضا: {الإِبْسُ بالكَسْر: الأصلُ السُّوء. قَالَ ابْن السِّكِّيت: امرأةٌ} أُبَاسٌ، كغُرابٍ، إِذا كَانَت سَيِّئَةَ الخلُقِ، وَأنْشد لخِذامٍ الأسَديِّ: (رَقْرَاقة مثل الفَنيق عَبْهَرَهْ ... ليستْ بسَوْداءَ أُباسٍ شَهْبَرَهْ) {وتأَبَّسَ الشيءُ، إِذا تغَيَّرَ، قَالَه الجَوْهَرِيّ، وَأنْشد قولَ المُتَلَمِّس: تُطيفُ بِهِ الأيّامُ مَا} يَتَأَبَّسُ وَهَكَذَا أنْشدهُ ابنُ فارِسٍ. قلتُ: وأوَّلُه: أَلَمْ تَرَ أنَّ الجَوْنَ أصبح راسياً أَو هُوَ تَصحيفٌ من ابنِ فارسٍ والجَوْهَرِيّ، والصوابُ تأَيَّس َ بالمُثَنّاة التحتيّة بِالْمَعْنَى الَّذِي ذكره فِي هَذَا التَّرْكِيب، كَمَا نَقله الصَّاغانِيّ فِي كتابَيْه فِي هَذِه الْمَادَّة، وَقَالَ أَيْضا فِي مَادَّة أيس: والصوابُ إيرادُهما أَعنِي بَيْتَيِ المُتَلَمِّس وابنِ مِرْداسٍ هَا هُنَا، لُغَة واستِشهاداً، وإنّما اقْتدى بمَن قبلَه، ونقلَ من كتُبهم، من غيرِ نظَرٍ فِي دواوينِ الشُّعراءِ، وتَتَبُّع الخُطوطِ المُتقَنَة فقولُ شَيخنَا: تبعَ فِيهِ ابنَ بَرِّيٍّ، وتَعَقَّبوه وصوَّبوا مَا نَقله ابنُ فَارس، مَحَلُّ تأَمُّلٍ وَنَظَرٍ بوُجوهٍ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {التَّأْبيس: التَّعْيير. وَقيل: الإرْغام. وَقيل: الإغْضاب. وَقيل: حَمْلُ الرجلِ على إغْلاظِ القَول لَهُ. وبكلِّ ذَلِك فُسِّر حديثُ جُبَيْر السَّابِق. وَحكى ابْن الأَعْرابِيّ: إباءٌ} أَبْسٌ مُخْزٍ كاسرٌ. قَالَ المُفَضَّل: إنّ السؤالَ المُلِحَّ يَكْفيكَه الإباءُ الأَبْسُ. وَقَالَ ثعلبٌ: إنّما هُوَ الإباءُ الأَبْأَس، أَي الأَشَدّ. {وأَبْسُسُ، بفتحٍ فسكونٍ وضمِّ السينِ الأُولى: اسمُ مدينةٍ قربَ أَبْلُسْتَيْنَ من نواحي الرُّوم، وَهِي خَرابٌ، وفيهَا آثارٌ غَريبةٌ مَعَ خَرابِها، يُقَال: فِيهَا أصحابُ الكهفِ والرَّقيم، قَالَه ياقوت.
المعجم: تاج العروس قنط
المعنى: القُنُوْطُ: اليأسُ. وقد قنط يقنط قنوطًا -مثال جلس يجلس جلوسًا-، وكذلك قنط يقنط -مثال قعد يقعدُ-، وقرأ الأعمشُ وأبو عمرو والأشهبُ العُقيليُّ وعيس بن عمر وعبيدُ بن عميرٍ وزيد بن عليَّ وطاوُسُ: {قال ومن يقنُطُ} بضم النون، فهو قانُط، وفيه لغةُ ثالثة وهي: قنط يقنُط قنطًا -مثال فرح يفرح فرحًا- وقناطةً، فهو قنط، وقرأ ابن وثابٍ والأعمشُ ومبشَّر بن عبيٍد وطلحةُ والحسين عن أبي عمرو: {فلا تكن من القانطين}.؛وأما قنط يقنطُ -بالفتح فيهما- وقنط يقنط؟ بالكسر- فيهما فإنما هما على الجمع بين اللغتين، قاله الأخفشُ، واللغة الفصحى: قنط يقنط -مثال جلس يجلس-، وقرأ أبو رجاء العطاردي والأعْمشُ والدوري عن أبي عمرو: {من بعدما قنطوا} بكسر النون، وقرأ الخليل: {من بعدما قنطوا} بضم النون.؛وقال ابن عبادٍ: بنو فلان يقنطون ماءهم عنا قنطًا: أي يمنعونه.؛قال: والقنْطُ: زبيبُ الصَّبي.َّ وقنَّطه تقْنيطًا: إذا أبأسهُ.؛والتركيب يدلُ على الياس.
المعجم: العباب الزاخر بَأْس
المعنى: بَأْس } البَأْس: العَذابُ الشَّديد، {كالبَئِس، ككَتِف، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. البَأْس: الشِّدَّةُ فِي الْحَرْب، وَمِنْه الحَدِيث: كُنّا إِذا اشتدَّ البَأْسُ اتَّقَيْنا برسولِ الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم يريدُ الخَوف. وَلَا يكونُ إلاّ مَعَ الشِّدَّة، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: البَأْس: الحَرب، ثمَّ كَثُرَ حَتَّى قيل: لَا} بَأْسَ عَلَيْك، أَي لَا خَوْفَ، قَالَ قَيْسُ بنُ الخَطِيم: (يقولُ لي الحَدّادُ وَهْوَ يَقودُني ... إِلَى السِّجْنِ لَا تَجْزَعْ فَمَا بكَ من! باسِ) أَرَادَ فَمَا بك من بَأْسِ فخُفِّفَ تَخْفِيفاً قياسيَّاً لَا بدَلِيّاً، أَلا ترى أنّ فِيهَا: وتَتْرُكُ عُذْري وَهُوَ أَضْحَى من الشمسِ وَإِن قَالَ الرجلُ لعدُّوِه: لَا بَأْسَ عَلَيْك، فقد أمَّنَه لأنّه نَفَى البَأْسَ عَنهُ، وَهُوَ فِي لغةِ حِمْيَرَ لَباتِ قَالَ شاعرُهم: (تَنادَوْا عندَ غَدْرِهِمُ لَباتِ ... وَقد بَرَدَتْ مَعاذِرُ ذِي رُعَيْنِ) قَالَ الأَزْهَرِيّ: هَكَذَا وَجَدْتُه فِي كتاب شَمِر. وَقد {بَؤُسَ الرجلُ، ككَرُمَ،} بَأْسَاً، فَهُوَ {بَئيسٌ: شُجاعٌ، شديدُ البَأْسِ، حَكَاهُ أَبُو زَيْدٍ فِي كتاب الهَمْز، وَلكنه قَالَ: هُوَ بَئِيسٌ على فَعِيل.} وبَئِسَ الرجلُ، كسَمِع، {يَبْأَسُ} بُؤْساً، بالضَّمّ، {وبَأْسَاً} وبَئِيساً كأميرٍ، {وبُؤْسى} وبِئْسى بالضَّمّ والكَسر، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، وصوابُه {بَئِيسَى، على فَعِيلَى، كَمَا فِي التكملة، وَأنْشد لرَبيعةَ بنِ مَقْرُومٍ الضَّبِّيِّ: (وأَجْزي القُروضَ وَفاءً بهَا ... } بِبُؤْسى {بَئِيسَى ونُعْمى نَعِيما) قَالَ: ويُروى} بَئِيساً بِالتَّنْوِينِ، إِذا افتقَرَ واشتَدَّتْ حاجَتُه فَهُوَ {بائِسٌ، وَأنْشد أَبُو عَمْرو للفرَزدَق: (وبَيْضاءَ من أَهْلِ المدينةِ لم تَذُقْ ... } بَئيساً وَلم تَتْبَعْ حَمُولَةَ مُجْحِدِ) قَالَ: وَهُوَ اسمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ المصدرِ. وَفِي حديثِ الصَّلَاة: تُقْنِعُ يَدَيْكَ {وَتَبْأَس، هُوَ من} البُؤْسِ والخُضوع والفَقْر. وَفِي حَدِيث عمّار: {بُؤْسَ ابنِ سُمَيَّةَ، كأنّه ترَحَّمَ لَهُ من الشدةِ الَّتِي يقعُ فِيهَا. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا:} بُؤْساً لَهُ فِي حدِّ الدُّعاء، وَهُوَ مِمَّا انْتصبَ على إضمارِ الفِعلِ غيرِ المُستَعمَلِ إظْهارُه. وَقَالَ أَيْضا: {البائِس: من الْأَلْفَاظ المُتَرَحَّمِ بهَا كالمِسْكين، قَالَ: وَلَيْسَ كلُّ صِفةٍ يُتَرَحَّمُ بهَا، وَإِن كَانَ فِيهَا معنى البائِسِ والمِسكين، وَقد} بَؤُسَ {بَآسَةً} وبَئِيساً، والاسمُ {البُؤْسى. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: يُقَال:} بُوساً وتُوساً وجُوساً لَهُ، بِمَعْنى واحدٍ. {والبَأْساء: الشّدَّة، قَالَ) الأخفشُ بُنِيَ على فَعْلاء وَلَيْسَ لَهُ أَفْعَلُ لأنّه اسمٌ، كَمَا قد يجيءُ أَفْعَلُ فِي الأسماءِ لَيْسَ مَعَه فَعْلاء نَحْو أَحْمد،} والبُؤْسى: خِلافُ النُّعْمى، قَالَ الزَّجَّاج: البَأْساء، والبُؤْسى: من البُؤْس، قَالَ ذَلِك ابنُ دُرَيْد، وَقَالَ غيرُه: هِيَ {البُؤْسى} والبَأْساء: ضدُّ النُّعْمى والنَّعْماء، وأمّا فِي الشَّجاعةِ والشِّدَّةِ فيُقال: البَأْس. {والأَبْؤُس: جمعُ} بُؤْس، من قَوْلهم: يَوْمُ {بُؤْسٍ وَيَوْم نُعْمٍ، كَذَا قيل، والصحيحُ أنّه جَمْعُ بائِس كَمَا يَأْتِي.} والأَبْؤُس أَيْضا: الداهيَةُ، وَمِنْه المثَل: عَسى الغُوَيْرُ {أَبْؤُساً، أَي داهيةً، قَالَ ابنُ برِّيّ: صوابُه أَن يَقُول: الدَّواهي، لأنّ} الأَبْؤُس جمعٌ لَا مُفرَد، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي قولِ الزَّبَّاء: عَسى الغُوَيْرُ {أَبْؤُساً، هُوَ جمعُ بَأْس، مثل كَعْبٍ وأَكْعُبٍ، وفَلْس وأَفْلُس فِي القِلَّة، وَأما بابُ فُعْلٍ فإنّه يُجمَع فِي القِلَّةِ على أَفْعَالٍ، نَحْو: قُفْلٍ وأَقْفَالٍ وبُرْدٍ وأَبْرَادٍ، وَقد} أَبْأَسَ {إبْآساً وَمِنْه قولُ الكُمَيْت: (قَالُوا أساءَ بَنو كُرْزٍ فقلتُ لهمْ ... عَسى الغُوَيْرُ} بإبْآسٍ وإغْوارِ) قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: يُضرَبُ هَذَا المثَلُ للمتَّهَمِ بالأمرِ، وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: لكلِّ شيءٍ يُخافُ أَن يَأْتِي مِنْهُ شَرٌّ، وَقد تقدّم ذَلِك مَبْسُوطاً فِي غور. {والبَيْأَس، كَفَيْعَل: الشديدُ.} البَيْأَس: الأَسَد، كالبَيْهَس لشِدَّتِه. وعَذابٌ {بِئْسُ، بالكَسْر،} وبَئيسٌ، كأميرٍ، {وبَيْأَسٌ، كَجَيْأَلٍ: شديدٌ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: بعَذابٍ} بَئيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقون قَرَأَ أَبُو عَمْرو وعاصِمٌ والكسائيُّ وحَمزةُ: بعَذابٍ {بَئيسٍ، كأمير، وَقَرَأَ ابنُ كَثيرٍ: بِئِيس، على فِعِيل بالكَسْر، وَكَذَلِكَ قَرَأَها شِبْلٌ وأهلُ مكَّةَ، وَقَرَأَ ابنُ عامرٍ بِئْسٍ، على فِعْلٍ بِالْهَمْزَةِ وَالْكَسْر، وَقرأَهَا نافعٌ وأهلُ المدينةِ بِيِس، بغيرِ همزَة.} وبِئْسَ مَهْمُوزٌ: فِعلٌ جامِعٌ لأنواعِ الذَّمِّ، وَهُوَ ضدُّ نِعْمَ فِي المَدح، إِذا كَانَ مَعَهُما اسمُ جِنسٍ بغيرِ ألفٍ ولامٍ فَهُوَ نَصْبٌ أبدا، فَإِذا كَانَت فِيهِ الألفُ واللامُ فَهُوَ رَفْعٌ أبدا، وَذَلِكَ قولُه: نِعْمَ الرجلُ زَيْدٌ، أَو {بِئْسَ رجُلاً زَيْدٌ، وَهُوَ فِعلٌ ماضٍ لَا يَتَصَرَّف لأنّه أُزيلَ عَن مَوْضِعه، وَكَذَلِكَ نِعْمَ،} فبِئْسَ: منقولٌ من {بَئِسَ فلانٌ، إِذا أصابَ} بُؤْساً، ونِعْمَ من نَعِمَ فلانٌ، إِذا أصابَ نِعمَةً، فنُقِلا إِلَى المَدحِ والذّمِّ، فَتَشَابَها بالحُروف، فَلم يَتَصَرَّفا. وَقَالَ الزّجَّاج: بِئْسَ إِذا وَقَعَتْ على مَا جُعِلَتْ مَا مَعهَا بمنزلةِ اسمٍ مَنْكُورٍ، لأنّ {بِئْسَ ونِعمَ لَا يَعْمَلان فِي اسمٍ عَلَمٍ، وإنّما يَعْمَلان فِي اسمٍ منكور دالٍّ على جِنْسٍ، وَفِيه لغاتٌ أَرْبَعَة تُذكَرُ فِي نِعْمَ، إِن شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وبَناتُ} بِئْسٍ، بالكَسْر: الدَّواهي. ! والمُبْتَئِس: الكارِه والحزين، قَالَ حسّانُ بنُ ثابتٍ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: (مَا يَقْسِمُ اللهُ أَقْبَلْ غَيْرَ {مُبْتَئِسٍ ... مِنْهُ وأَقعُدُ كَريماً ناعِمَ البالِ) أَي غيرَ حزينٍ وَلَا كارِهٍ، قَالَ ابنُ برِّي: الأَحسنُ فِيهِ عِنْدِي قولُ من قَالَ: إنّ} مُبْتَئِساً مُفْتَعِلٌ من {البَأْسِ الَّذِي هُوَ الشّدَّة، وَمِنْه قولُه سبحانَه وَتَعَالَى: فَلَا} تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلون أَي فَلَا يَشْتَدَّ عليكَ أمرُهم، فَهَذَا أصلُه لأنّه لَا يُقَال: {ابْتَأَسَ بِمَعْنى كَرِهَ، وَقَالَ الزّجَّاج:} المُبْتَئِسُ: المِسكينُ الحزين، وَمِنْه الآيةُ، أَي لَا تَحْزَنْ وَلَا تَسْتَكِنْ. وَقَالَ أَبُو زَيْد: {اسْتَبْأَسَ الرجلُ: إِذا بَلَغَه شيءٌ يَكْرَهه.} والتَّباؤُس، بالمَدِّ، ويجوزُ {التَّبَؤُّس، بالقَصْرِ وَالتَّشْدِيد، وَهُوَ التَّفاقُر عندَ النَّاس، هُوَ أَن يُرِيَ تَخَشُّعَ الفقراءِ إخْباتاً وتَضرُّعاً، وَقد نُهِيَ عَنهُ، وَمِنْه الحَدِيث: كَانَ يَكْرَهُ} البُؤْسَ {والتَّباؤُسَ، يَعْنِي عندَ النَّاس. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} البَأْساء: اسمٌ للحربِ والمَشَقَّةِ وَالضَّرْب، قَالَه اللَّيْث. {والبَأْس: الْخَوْف.} والمَبْأَسَة {كالبُؤْس، قَالَ بِشْرُ بنُ أبي خازِمٍ: (فأَصْبَحوا بعد نُعْماهُم} بمَبْأَسَةٍ ... والدهرُ يَخْدَعُ أَحْيَاناً فيَنْصَرِفُ) {والبَأْساءُ: الجُوع، قَالَه الزَّجّاج.} وأَبْأَس الرجلُ: حلَّتْ بِهِ {البَأْساء، قَالَه ابْن الأَعْرابِيّ.} والبائِس: المُبْتَلى، وجمعُه! بُوسٌ بالضَّمّ، قَالَ تأَبَّطَ شَرَّاً: (قد ضِقْتُ ذَرْعَاً من حُبِّها مَا لَا يُضَيِّقُني ... حَتَّى عُدِدْتُ من البُوسِ المَساكينِ) {والبائسُ أَيْضا: النازلُ بِهِ بَلِيَّةٌ أَو عُدْمٌ يُرحَمُ لما بِهِ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ.} والبَؤُوسُ، كصَبُورٍ: الظاهرُ {البُؤْس. وعذَابٌ بَيْئِسٌ، كسَيِّدٍ: شديدٌ، هَمْزَتُه مُنقلِبة.} والأباس، كالصفار: الدَّواهي. وَقَالَ الصَّاغانِيّ: {ابْتَئِسْ هَذَا الأمرَ، أَي اغْتَنِمْه، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.
المعجم: تاج العروس بأس
المعنى: البَأْسُ: العَذَابُ. ؛ والبأس: الشدَّة في الحرب، تقولُ منه: بَؤسَ الرَّجُلُ يَبْؤسُ بَأسًا: إذا كان شديد البأس، حكاه أبو زيد في كتاب الهَمْزِ، فهو بئيس -على فَعيل- أي شُجاعٌ. ؛ وعَذابٌ بئيس: أي شديد. ؛ وبَئسَ الرجُل يَبأسُ بؤسًا وبَئيسًا: أي اشتدَّت حاجته. والبَئيسُ: هو اسْمٌ وُضِعَ موضع المصدر، وأنشد أبو عمرو للفرزدق ؛ إذا شئتَ غنّاني من العاجِ قاصِفٌ *** على مِعْصَمٍ رَيّانَ لم يًتًخًدَّدِ ؛ لِبيضاءَ من أهل المَدينَةِ لم تَذٌق *** بئيسًا ولم تَتْبَعْ حَمولَةَ مُجْحِدِ ؛ وكذلك البَئيسي والبُؤْسي، قال ربيعة بن مقروم الضَّبِّيُّ ؛ وأجْزي القُروض وّفاءً بها *** بِبؤْسي بَئيْسي ونُعْمي نَعِيْما ؛ ويُروى: {بَئيسا}. ؛ وقوله تعالى: {وسَرَابِيْلَ تَقِيْكُم بَأْسَكُم} أي حربَكُم، وكذلك قوله تعالى: {لِتُحْصِنَكُمْ من بَأْسِكُم}. ؛ وقوله تعالى: {بَأْسُهم بَيْنَهم شَدِيدٌ} أي إذا لم يَرَوا عدوًّا نَسَبوا أنفُسَهم إلى الشدة. ؛ وقوله عزَّ وجل: {وأنزَلْنا الحَدِيْدَ فيه بَأْسٌ شَدٍيدٌ} أي امتناعٌ من العدوِّ. ؛ والأبوسُ: جمع بؤسٍ، من قولهم: يَومُ بُؤسٍ ويَوْمُ نُعْمٍ، قال العجّاج ؛ فَنُكْثِرُ النُّعْمى ونُفشِي الأبْوُسا *** ؛ وفي المثل: عسى الغُوَيْرُ أبْؤُسًا: أي داهيَةً. والأبْؤُسُ: من أسماء لدّاهيَةِ، وقد مضى تفسير المَثَل في تركيب غور. ؛ والبأساء: الشِّدَّة، قال الأخفش: بُنِيَت على فعلاء، وليس لها أفعل. ؛ وقوله تعالى: {مَسَّتْهُم البأساءُ والضَّرّاءُ}، قال الأزهريُّ: البأساء في الأموال وهو الفقر، والضراء في الأنفُسِ وهو القتل. ؛ والبَيْأسُ والبَيْهَسُ: الأسد. ؛ والبَيْأسُ -أيضًا-: الشديد، وقرأ عاصم: {بِعَذَابٍ بَيْأسٍ}. ؛ وبِئْسَ: كَلِمةٌ مستوفية لجميع الذم، كما إنَّ نِعمَ كلمة مستوفية لجميع المدح. فإذا ولَّينا اسمًا جِنسًا فيه ألف ولام ارتَفَع، تقول: بِئْسَ الرجُلُ زَيْدٌ وبِئْسَتِ المَرْأةُ هِنْدٌ، فإن لم تكن فيه ألِفٌ ولام انتصب، تقول: بِئْسِ رَجُلٌ زَيْدًَا ونِعْمَ صَدِيْقًا أنْتَ؛ على التمييز. وهُما فعلان ماضيان لا يتصرّفان لأنهما أُزيلا عن موضعيهما، فَنِعْمَ منقولٌ من قولَكِ: نَعِمَ فلان: إذا أصاب نعمةً، وبِئْسَ منقول من قولك: بَئسَ فلانٌ: إذا أصاب بُؤسًا، فنقلًا إلى المدح والذم، فشابها الحروف فلم يتصرّفا. وفيهما لُغاتٌ نَذكُرُها- إن شاء الله- في نعم. ؛ وعَذَابٌ بِئْسٌ: أي شديدٌ؛ مثل بَئيْسٍ، وقرأ نصرُ بن عاصم: {بعَذَابٍ بِئْسٍ}. ؛ وبَنَاتُ بِئْسٍ: الدَّواهي. ؛ ومن العرب من يصل بِئْسَ ب"ما"، قال الله تعالى: {ولَبِئْسَما شَرَوْا به أنْفُسَهم}، وفي حديث النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-: «بِئْسَما لأحَدِهِم أن يقولَ نسيتُ آية كَيْتَ وكَيْتَ بل هو نُسِّيَ، واستذكروا القُرآنَ فأنَّه أشدُّ تفصِّيًا من صدور الرجال من النُّعَمِ من عُقُلِها». ؛ والعرب إذا أدخلت "ما" على بِئْسَ أدخلت بعدها "أن" مَعَ الفعل، وروي عن النحاة: بِئْسَما تَزويجٌ ولا مهر، والمعنى بِئْسَ شيئًا تزويجٌ ولا مهر. وقال الزَّجّاج: بِئْسَ إذا وَقَعتََ على "ما" جُعِلَتْ "ما" معها بمنزلة اسْمٍ منكر دال على جنسٍ. ؛ والإباسُ -إفعال-: من البؤسِ، قال الكُمَيت ؛ قالوا أساء بنو كَرْزٍ فَقُلتُ لهم: *** عَسى الغُوَيرُ بإِبْأسٍ وإعوارٍ ؛ الإعوار -إفعال-: من العَوْرَةِ. ؛ والإبتئاس: الحُزن. ؛ وقوله تعالى: {فَلا تَبْتَئسْ} أي لا تضعُف ولا تَذِل ولا يَشتَدَّنَّ أمرُهُم عليك. ؛ والمُبتَئِس: الكارِه الحزين، قال حسان بن ثابت رضي الله عنه ؛ ما يَقْسِمِ اللهُ أقْبَلْ غَيْرَ مُبْتَئِسٍ *** منه وأقعُد كريمًا ناعِمَ البالِ ؛ وقال لبيد رضي الله عنه ؛ في رَبْرَبٍ كنِعاجِ صا *** رَةَ يَبْتَئسْنَ بما لَقِيْنا ؛ وقال ابن عَبّادٍ: يُقال اغتنم الأمرَ وابْتَئسْهُ: بمعنى واحدٍ. ؛ والتبَّاؤسُ: التفاقُرُ وأنْ يَرِي من نَفْسِه تَخَشُّعَ الفقراء إخْباتًا وَتَضَرُّعًا. ؛ ومنه حديث النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: «الصلاة مَثنى مَثنى؛ وأنْ تَشَهَّدَ في كل ركعتين؛ وأن تباءَسَ وتَمَسكَنَ وتُقْنِع يَدَيكَ وتَقولَ: اللّهُمَّ اللّهُمَّ، فَمَنْ لم يَفعَل فهيَ خِدَاجٌ». ؛ والتركيب يدل على الشهادة وما ضارعها.
المعجم: العباب الزاخر بأس
المعنى: الليث: والبَأْساءُ اسم الحرب والمشقة والضرب. والبَأْسُ: العذاب.والبأْسُ: الشدة في الحرب. وفي حديث علي، رضوان اللَّه عليه: كنا إذا اشتدَّ البأْسُ اتَّقَيْنا برسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم؛ يريد الخوف ولا يكون إِلا مع الشدَّة. ابن الأَعرابي: البأْسُ والبَئِسُ، على مثال فَعِلٍ، العذاب الشديد. ابن سيده: البأْس الحرب ثم كثر حتى قيل لا بَأْسَ عليك، ولا بَأْسَ أَي لا خوف؛ قال قَيْسُ بنُ الخطِيمِ: يقــولُ لــيَ الحَــدَّادُ، وهــو يَقُــودُني إِلـى السـِّجْنِ: لا تَجْـزَعْ فمـا بـكَ من باسِ أَراد فما بك من بأْس، فخفف تخفيفاً قياسياً لا بدلياً، أَلا ترى أَن فيها: وتَتْرُكُ عُذْري وهو أَضْحَى من الشَّمْسِ فلولا أَن قوله من باس في حكم قوله من بأْس، مهموزاً، لما جاز أَن يجمع بين بأْس، ههنا مخففاً، وبين قوله ن الشمس لأَنه كان يكون أَحد الضربين مردفاً والثاني غير مردف. والبَئِسُ: كالبَأْسِ.وإِذا قال الرجل لعدوّه: لا بأْس عليك فقد أَمَّنه لأَنه نفى البأْس عنه، وهو في لغة حِمير لَبَاتِ أَي لا بأْس عليك، قال شاعرهم: شــــَرَيْنَا النَّــــوْمَ، إِذ غَضـــِبَتْت غَلاب بتســـــهيد وعقــــد غيــــر ميــــن تَنَــــادَوْا عنــــد غَـــدْرِهِمُ: لَبَـــاتِ وقــــد بَــــرَدَتْ مَعَـــاذِرُ ذي رُعَيْـــنِ ولَبَاتِ بلغتهم: لا بأْس؛ قال الأَزهري: كذا وجدته في كتاب شمر.وفي الحديث: نهى عن كسر السِّكَةِ الجائزة بين المسلمين إِلا من بأْس، يعني الدنانير والدراهم المضروبة، أَي لا تكسر إِلا من أَمر يقتضي كسرها، إِما لرداءتها أَو شكٍّ في صحة نقدها، وكره ذلك لما فيها من اسم اللَّه تعالى، وقيل: لأَن فيه إِضاعة المال، وقيل: إِنما نهى عن كسرها على أَن تعاد تبراً، فأَما للنفقة فلا، وقيل: كانت المعاملة بها في صدر الإِسلام عدداً لا وزناً، وكان بعضهم يقص أَطرافها فنُهوا عنه.ورجلٌ بَئِسٌ: شجاع، بَئِسَ بَأْساً وبَؤُسَ بَأْسَةً. أَبو زيد: بَؤُسَ الرجل يَبْؤُسُ بَأْساً إذا كان شديد البَأْسِ شجاعاً؛ حكاه أَبو زيد في كتاب الهمز، فهو بَئِيسٌ، على فَعِيل، أَي شجاع. وقوله عز وجل: سَتُدعَوْنَ إِلى قوم أُولي بَأْسِ شديد؛ قيل: هم بنو حنيفة قاتلهم أَبو بكر، رضي اللَّه عنه، في أَيام مُسَيْلمة، وقيل: هم هَوازِنُ، وقيل: هم فارس والروم.والبُؤْسُ: الشدة والفقر. وبَئِسَ الرجل يَبْأَسُ بُؤْساً وبَأْساً وبَئِيساً إذا افتقر واشتدت حاجته، فهو بائِسٌ أَي فقير؛ وأَنشد أَبو عمرو: وبيضــاء مــن أَهـلِ المَدينـةِ لـم تَـذُقْ بَئِيســاً، ولــم تَتْبَــعْ حَمُولَــةَ مُجْحِــدِ قال: وهو اسم وضع موضع المصدر؛ قال ابن بري: البيت للفرزدق، وصواب إِنشاده لبيضاء من أَهل المدينة؛ وقبله: إِذا شــِئتُ غَنَّــاني مــن العــاجِ قاصـِفٌ علـــى مِعْصـــَمٍ رَيَّـــانَ لـــم يَتَخَــدَّدِ وفي حديث الصلاة: تُقْنِعُ يَدَيكَ وتَبْأَسُ؛ هو من البُؤْسِ الخضوع والفقر، ويجوز أَن يكون أَمراً وخبراً؛ ومنه حديث عَمَّار: بُؤْسَ ابنِ سُمَيَّةَ، كأَنه ترحم له من الشدة التي يقع فيها؛ ومنه الحديث: كان يكره البُؤْسَ والتَّباؤُسَ؛ يعني عند الناس، ويجوز التَبَؤُسُ بالقصر والتشديد.قال سيبويه: وقالوا بُؤساً له في حد الدعاء، وهو مما انتصب على إِضمار الفعل غير المستعمل إِظهاره. والبَأْسَاءُ والمَبْأَسَة: كالبُؤس؛ قال بِشْرُ بن أَبي خازِم: فأَصـــْبَحُوا بعـــد نُعْمـــاهُمْ بِمَبْأَســَةٍ والـــدَّهْرُ يَخْـــدَعُ أَحْيانـــاً فَيَنْصــَرِفُ وقوله تعالى: أَخَذناهم بالبَأْساءِ والضَّرَّاءِ؛ قال الزجاج: البأْساء الجوع والضراء في الأَموال والأَنفس. وبَئِسَ يَبْأَسُ ويَبْئِسُ؛ الأخيرة نادرة، قال ابن جني: هو... كرم يكرم على ما قلناه في نعم ينعم. وأَبْأَسَ الرجلُ: حلت به البَأْساءُ؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد: تَبُـــزُّ عَضـــارِيطُ الخَمِيـــسِ ثِيابَهـــا فأَبْأَســـْت... يـــومَ ذلـــك وابْنَمــا، والبائِسُ: المُبْتَلى؛ قال سيبويه: البائس من الأَلفاظ المترحم بها كالمِسْكين، قال: وليس كل صفة يترحم بها وإِن كان فيها معنى البائس والمسكين، وقد بَؤُسَ بَأْسَةٌ وبئِيساً، والاسم البُؤْسى؛ وقول تأَبط شرّاً: قــد ضــِقْتُ مــن حُبِّهــا مـا لا يُضـَيِّقُني حــتى عُــدِدْتُ مــن البُــوسِ المســاكينِ قال ابن سيده: يجوز أَن يكون عنى به جمع البائس، ويجوز أَن يكون من ذوي البُؤْسِ، فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه. والبائس: الرجل النازل به بلية أَو عُدْمٌ يرحم لما به. ابن الأَعرابي: يقال بُوْساً وتُوساً وجُوْساً له بمعنى واحد. والبأْساء: الشدة؛ قال الأَخفش: بني على فَعْلاءَ وليس له أَفْعَلُ لأَنه اسم كما قد يجيء أَفْعَلُ في الأَسماء ليس معه فَعْلاء نحو أَحمد. والبُؤْسَى: خلاف النُّعْمَى؛ الزجاج: البأْساءُ والبُؤْسى من البُؤْس، قال ذلك ابن دريد، وقال غيره: هي البُؤْسى والبأْساءُ ضد النُّعْمى والنَّعْماء، وأَما في الشجاعة والشدة فيقال البَأْسُ.وابْتَأَسَ الرجل، فهو مُبْتَئِس. ولا تَبْتَئِسْ أَي لا تحزن ولا تَشْتَكِ.والمُبْتَئِسُ: الكاره والحزين؛ قال حسان بن ثابت: مــا يَقْســِمُ اللَّــهُ أَقْبَــلْ غَيْـرَ مُبتِئِسٍ منهــ، وأَقْعُــدْ كريمــاً نــاعِمَ البـالِ أَي غير حزين ولا كاره. قال ابن بري: الأَحسن فيه عندي قول من قال: إن مُبتَئِساً مُفْتَعِلٌ من البأْسِ الذي هو الشدة، ومنه قوله سبحانه: فلا تَبْتَئِسْ بما كانوا يفعلون؛ أَي فلا يشتدّ عليك أَمْرُهم، فهذا أَصله لأَنه لا يقال ابْتَأَسَ بمعنى كره، وإِنما الكراهة تفسير معنوي لأَن الإِنسان إذا اشتد به أَمرٌ كرهه، وليس اشتدّ بمعنى كره. ومعنى بيت حسان أَنه يقول: ما يرزق اللَّه تعالى من فضله أَقبله راضياً به وشاكراً له عليه غير مُتَسَخِّطٍ منه، ويجوز في منه أَن تكون متعلقة بأَقبل أَي أَقبله منه غير متسخط ولا مُشتَدٍّ أَمره عليّ؛ وبعده: لقـــد عَلِمْـــتُ بـــأَني غــالي خُلُقــي علـــى الســَّماحَةِ، صــُعْلوكاً وذا مــالِ والمــالُ يَغْشــَى أُناســاً لا طَبـاخَ بِهِـمْ كالســِّلِّ يَغْشــى أُصـُولَ الدِّنْـدِنِ البـالي والطبَّاخُ: القوّة والسِّمَنُ. والدِّنْدنُ: ما بَليَ وعَفِنَ من أُصول الشجر. وقال الزجاج: المُبْتَئِسُ المسكين الحزين، وبه فسر قوله تعالى: فلا تَبْتَئِسْ بما كانوا يَعْمَلون؛ أَي لا تَحْزَن ولا تَسْتَكِنْ.أَبو زيد: وابْتَأَسَ الرجل إذا بلغه شيء يكرهه؛ قال لبيد: في رَبْرَبٍ كَنِعاج صا_رَةَ يَبْتَئِسْنَ بما لَقِينا وفي الحديث في صفة أَهل الجنة: إِنَّ لكم أَن تَنْعَموا فلا تَبْؤُسوا؛ بَؤُس يَبْؤُس، بالضم فيهما، بأْساً إذا اشتد. والمُبْتَئِسُ: الكاره والحزين. والبَؤُوس: الظاهر البُؤْسِ.وبِئْسَ: نَقيضُ نِعْمَ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: إِذا فَرَغَـــتْ مـــن ظَهْــرِه بَطَّنَــتْ لــه أَنامِــلُ لــم يُبْــأَسْ عليهــا دُؤُوبُهــا فسره فقال: يصف زِماماً، وبئسما دأَبت أَي لم يُقَلْ لها بِئْسَما عَمِلْتِ لأَنها عملت فأَحسنت، قال لم يسمع إِلا في هذا البيت. وبئس: كلمة ذم، ونِعْمَ: كلمة مدح. تقول: بئس الرجلُ زَيدٌ وبئست المرأَة هِنْدٌ، وهما فعلان ماضيان لا يتصرفان لأَنهما أُزيلا عن موضعهما، فنِعْمَ منقول من قولك نَعِمَ فلان إذا أَصاب نِعْمَةً، وبِئْسَ منقول من بَئِسَ فلان إذا أَصاب بؤْساً، فنقلا إِلى المدح والذم فشابها الحروف فلم يتصرفا، وفيهما لغات تذكر في ترجمة نعم، إِن شاء اللَّه تعالى. وفي حديث عائشة، رضي اللَّه عنها: بِئْسَ أَخو العَشِيرةِ؛ بئس مهموز فعل جامع لأَنواع الذم، وهو ضد نعم في المدح، قال الزجاج: بئس ونعم هما حرفان لا يعملان في اسم علم، إِنما يعملان في اسم منكور دالٍّ على جنس، وإِنما كانتا كذلك لآن نعم مستوفية لجميع المدح، وبئس مستوفية لجميعي الذم، فإِذا قلت بئس الرجل دللت على أَنه قد استوفى الذم الذي يكون في سائر جنسه، وإِذا كان معهما اسم جنس بغير أَلف ولام فهو نصب أَبداً، فإِذا كانت فيه الأَلف واللام فهو رفع أَبداً، وذلك قولك نعم رجلاً زيد ونعم الرجل زيد وبئس رجلاً زيد وبئس الرجل زيد، والقصد في بئس ونعم أَن يليهما اسم منكور أَو اسم جنس، وهذا قول الخليل، ومن العرب من يصل بئس بما قال اللَّه عز وجل: ولبئسما شَرَوْا به أَنفسهم. وروي عن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، أَنه قال: بئسما لأَحدكم أَن يقول نَسِيتُ أَنه كَيْتَ وكَيْتَ، أَمَا إِنه ما نَسِيَ ولكنه أُنْسِيَ.والعرب تقول: بئسما لك أَن تفعل كذا وكذا، إذا أَدخلت ما في بئس أَدخلت بعد ما أَن مع الفعل: بئسما لك أَن تَهْجُرَ أَخاك وبئسما لك أَن تشتم الناس؛ وروى جميع النحويين: بئسما تزويجٌ ولا مَهْر، والمعنى فيه: بئس تزويج ولا مهر؛ قال الزجاج: بئس إذا وقعت على ما جعلت ما معها بمنزلة اسم منكور لأَن بئس ونعم لا يعملان في اسم علم إِنما يعملان في اسم منكور دالٍّ على جنس. وفي التنزيل العزيز: بعَذابٍ بَئِيسٍ بما كانوا يَفْسُقُون؛ قرأَ أَبو عمرو وعاصم والكسائي وحمزة: بعذابٍ بَئِيسٍ، علة فَعِيلٍ، وقرأَ ابن كثير: بِئِيس، على فِعِيلٍ، وكذلك قرأَها شِبْل وأَهلُ مكة وقرأَ ابن عامر: بِئْسٍ، علة فِعْلٍ، بهمزة وقرأَها نافع وأَهل مكة: بِيْسٍ، بغير همز. قال ابن سيده: عذاب بِئْسٌ وبِيسٌ وبَئِيسٌ أَي شديد، وأَما قراءَة من قرأَ بعذاب بَيْئِسٍ فبنى الكلمة مع الهمزة على مثال فَيْعِلٍ، وإِن لم يكن ذلك إِلا في المعتل نحو سَيِّدٍ ومَيِّتٍ، وبابهما يوجهان العلة وإِن لم تكن حرف علة فإِنها معرضة للعلة وكثيرة الانقلاب عن حرف العلة، فأُجريت مجرى التعرية في باب الحذف والعوض. وبيس كخِيس: يجعلها بين بين من بِئْسَ ثم يحولها بعد ذلك، وليس بشيء. وبَيِّسٍ على مثال سَيِّدٍ وهذا بعد بدل الهمزة في بَيْئِسٍ.والأَبْؤُسُ: جمع بَؤُسٍ، من قولهم يومُ بُؤْس ويومُ نُعْمٍ.والأَبْؤُسُ أَيضاً: الداهية. وفي المثل: عَسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً. وقد أَبْأَسَ إبْآساً؛ قال الكميت: قــالوا: أَسـاءَ بنـو كُـرْزٍ، فقلـتُ لهم: عســــى الغُـــوَيْرُ بإِبْـــآسٍ وإِغْـــوارِ قال ابن بري: الصحيح أَن الأَبْؤُسَ جمع بَأْس، وهو بمعنى الأَبْؤُس لأَن باب فَعْلٍ أَن يُجْمَعَ في القلة على أَفْعُلٍ نحو كَعْبٍ وأَكْعُبٍ وفَلْسٍ وأَفْلُسٍ ونَسْرٍ وأَنْسُرٍ، وباب فُعْلٍ أَن يُجْمَع في القلة على أَفْعال نحو قُفْلٍ وبُرْدٍ وأَبْرادٍ وجُنْدٍ وأَجنادٍ. يقال: بَئِسَ الشيءُ يَبْأَسُ بُؤْساً وبَأْساً إذا اشتدّ، قال: وأَما قوله والأَبْؤُسُ الداهية، قال: صوابه أَن يقول الدواهي لأَن الأَبْؤُس جمع لا مفرد، وكذلك هو في قول الزَّبَّاءِ: عَسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً، هو جمع بأْسٍ على ما تقدم ذكره، وهو مَثَلٌ أَوَّل من تكلم به الزَّبَّاء. قال ابن الكلبي: التقدير فيه: عسى الغُوَيْرُ أَن يُحْدِثَ أَبْؤُساً، قال: وهو جمع بَأْسٍ ولم يقل جمعُ بُؤْسٍ، وذلك أَن الزَّبَّاء لما خافت من قَصِيرٍ قيل لها: ادخلي الغارَ الذي تحت قصرك، فقالت: عسى الغوير أَبؤُساً أَي إِن فررت من بأْس واحد فعسى أَن أَقع في أَبْؤُسٍ، وعسى ههنا إِشفاق؛ قال سيبويه: عسى طمع وإِشفاق، يعني أَنها طمع في مثل قولك: عسى زيد أَن يسلم، وإِشفاق مثل هذا المثل: عسى الغوير أَبؤُساً، وفي مثل قول بعض أَصحاب النبي؛ صلى اللَّه عليه وسلم: عسى أَن يَضُرَّني شَبَهُه يا رسول اللَّه، فهذا إِشفاق لا طمع، ولم يفسر معنى هذا المثل ولم يذكر في أَي معنى يتمثل به؛ قال ابن الأَعرابي: هذا المثل يضرب للمتهم بالأَمر، ويشهد بصحة قوله قول عمر، رضي اللَّه عنه، لرجل أَتاه بمَنْبُوذٍ: عسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً، وذلك أَنه اتهمه أَن يكون صاحب المَنْبوذَ؛ وقال الأَصمعي: هو مثل لكل شيء يخاف أَن يَأْتي منه شر؛ قال: وأَصل هذا المثل أَنه كان غارٌ فيه ناس فانْهارَ عليهم أَو أَتاهم فيه فقتلهم. وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: عسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً؛ هو جمع بأْس، وانتصب على أَنه خبر عسى. والغُوَيْرُ: ماء لكَلْبٍ، ومعنى ذلك عسى أَن تكون جئت بأَمر عليك فيه تُهَمَةٌ وشِدَّةٌ.
المعجم: لسان العرب حلس
المعنى: الحِلْس: كِساءٌ يكون على ظهر البعير تحت البرذعة؛ ويُبْسَط في البيت تحت حُرِّ الثياب، وجمعه: أحْلاس وحُلُوس وحِلَسَة؟ عن الفَرّاء-. ؛ ويقال: فلان حِلْسُ بيته: إذا لم يبرح منه. ومنه حديث أبي بكر -رضي الله عنه-: كُن حِلْسَ بيتك حتى تأتيكَ يدٌ خاطئة أو مَنِيَّةٌ قاضيَة. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أنَّ امرأةً تُوُفّي عنها زوجها؛ فاشتكت عينها فأرادوا أن يداووها، فسُئِلَ عن ذلك فقال: كانت إحداكُنَّ تمكث في شرِّ أحلاسِها في بيتِها إلى الحَوْل، فإذا كان الحَوَل فَمَرَّ كلبٌ رَمَتهُ بِبَعرة ثمَّ خَرجَت، أفلا أربعة أشهرٍ وعشرا. أي كانت في الجاهلية إذا أحَدَّت على زوجها اشتمَلَت بهذا الكِسَاءِ سنةً جرداء». وفي حديثه الآخر: أنَّه ذَكَرَ الفِتَنَ حتى ذَكَرَ فتنة الأحْلاس، فقال قائل: يا رسول الله وما فِتنة الأحْلاس؟ قال: هي هَرَبٌ وحَرَبٌ؛ ثم فتنة السَرَّاء دَخَنُها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعُمُ أنّه مني وليس منّي؛ إنّما أوليائي المتَّقون، ثم تصطَلِحُ على رجل كَوَرِكٍ على ضِلَعٍ، ثم فتنة الدُّهَيماء لا تدع أحدًا من هذه الأمة إلاّ لطَمْتَه. كأنَّ لها أحْلاسًا تَغشَّيها الناس لِظُلمَتِها والْتشباسِها، أو هي ذات شرور ودَوَاهٍ راكِدَةٍ لا تُقلِعُ بل تِلْزَمُ لزومَ الأحْلاسِ، والسَّرّاءُ البطحاء. ؛ ومنه حديثه الآخَر: مَرَرْتُ على جَبْرَئيْلَ ليلةَ أُسرِيَ بي كالحِلْسِ من خَشيةِ الله. ؛ وأنشد ابن دريد ؛ ولا تَغُرَّنَك أحقادٌ مُزَمَّلَةٌ *** قد يُضرَب الدَّبَرُ الدامي بأحْلاسِ ؛ وقال: هذا مَثَلُ يُضرب للرجل الذي يُظهر لك البِشرَ ويُضمِر غير ذلك. ؛ وفي حديث معاوية -رضي الله عنه-: أنَّه دخل عليه الضَّحّاك بن قيس -رضي الله عنه- فقال ؛ تَطاوَلْتُ للضَحّاك حتى رَدَدْتُهُ *** إلى حَسَبٍ في قومِهِ مُتَقَاصِرِ ؛ فقال الضَّحّاك: قد عَلِمَ قومنا أنّا أحْلاس الخيل، فقال: صدقت؛ أنتم أحْلاسُها ونحن فرسانها. أرادَ: أنتم راضَتُها وساسَتُها فتلزمون ظهورَها أبَدًا، ونحن أهل الفروسيّة. ويَحتَمِل أنْ يذهَبَ بالأحلاس إلى الأكسية؛ ويريد أنَّكم بمنزلتها في الضَّعَةِ والذِّلَّةِ، كما يقال للمُسْتَضعَف: برذَعَة ووَلِيَّة. ؛ وفي حديث أبي بكر -رضي الله عنه-: أنه مَرَّ بالناس في معسكَرِهشم بالجُرْفِ، فجعل يَنْسُبُ القبائل حتى مرَّ ببني فَزَازَة، فقام له رجل منهم، فقال له أبو بكر -رضي الله عنه-: مرحبًا بكم، قالوا: نحن يا خليفة رسول الله الله أحْلاس الخيل وقد قدناها معنا، فقال أبو بكر -رضي الله عنه-: بارك الله فيكم. وقال رؤبة بن يصِف الأسد ؛ أشجَعُ خَوّاضُ غِيَاضٍ جَوّاسْ *** في نَمِرات لِبدُهُنَّ أحْلاسْ ؛ وقال ابن دريد: بنو حِلْسٍ بُطَيْنٌ من العرب، وهم من الأزد، ينزلون نهر الملك، وقوم ينزلون دُوْتبايا وماذَرْيَنْبُو من المُبارَكِ. ؛ وحكى أبو عُبَيد في حِلْس البعير: حِلْسٌ وحَلَسٌ؛ مثال شِبْهٍ وشَبَهٍ ومِثْلٍ ومَثَلٍ. ؛ وأُمُّ حِلْسٍ: كُنْيَةُ الأتَانِ. ؛ والحِلسُ -أيضًا-: الرابع من سِهام المَيسَر. وقال ابن فارس: الحَلِس: الرابع من القِدَاح -بفتح الحاء وكسر اللام-، قال: والذي سَمِعتُه في الغريب المَصَنَّف: حِلُسٌ -بكسر الحاء وسكون اللام-. ؛ وقال ابن عبّاد: رأيتُ حِلْسًا من الناس: أي كثيرًا. ؛ وقال ابن حبيب: في كِنانة بن خُزَيمَة: حِلْسُ بن نُفاثة بن عَدي بن الدّيل بن عبد مناة بن كِنانة. ؛ قال: وحِلْسٌ: وهم عِباد دخلوا في لَخْمٍ، وهو حِلْسُ بن عامر بن ربيعة بن تَدُوْلَ. ؛ ويقال: فلان ابن حِلسِها: كما يقال ابن جدَّتِها. ؛ قال: وفي كِنانَة -أيضًا-: حُلَيس بن يَزيد. ؛ وقال الزبير بن بكّار: حُلَيْسُ بن عَلقَمَة الحارثيُّ سيد الأحابيش، وهو الذي قال النبي -صلى الله عليه وسلّم- يوم الحديبية: هذا من قومٍ يُعَظِّمونَ البُدْنَ فابْعَثوها في وجهه. ؛ والحُلَيسيَّة: ماءة لبَني الحُلَيْسِ. ؛ وقال ابن دريد في قوله ؛ يوم الحَليسِ بذي الفقاركأنّه كلب يضرب جماجم ورقاب ؛ يعني: الحُليس بن عُتيبة. ؛ وحَلِسْت البعير أحلِسَه حلسًا -مثال ضَرَبْتَه أضرِبُهُ ضربًا-: إذا غَشَّيْتَه بِحِلْسٍ. ؛ والعرب تقول للرجل يُكرَه على عمل أو أمر: هو مَحلوسٌ على الدَّبَرِ: أي مُلْزُم هذا الأمر إلزام الحِلْسِ الدَّبَرَ. ؛ وحَلَسَت السماء: إذا دام مطرها وهو غير وابِل. ؛ والحَلْسُ والحِلْسُ -بالفتح والكسر-: العهد والميثاق. ؛ وقال الأصمعي: الحَلْسُ: أن يأخُذ المُصَدِقُ النقد مكان الفريضة. ؛ وقال ابن عبّاد: المحلوس من الأحرَاج: كالمَهلوس؛ وهو القليل اللحم. ؛ والحَلساء من الشاءِ: التي شعر ظهرِها أسود ويختلِط به شعرَةٌ حمراء. ؛ قال: والحُلاساء من الإبل: التي قد حَلِسَت بالحَوضِ والمَرْتَعِ؛ من قولهم: حَلِسَ بي هذا الأمر. ؛ والحَلِسُ -مثال كَنِفٍ-: الشجاع، قال رؤبة يمدح الحارث بن سُلَيم الهُجَيمي ؛ ذو صَولَةٍ تُرمى بك المَدَالِثُ *** إذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ ؛ وهو الشجاع الذي لا يكاد يبرح. ؛ ويقال -أيضًا-: رجل حَلِس: للحريص، وكذلك: حِلْسَم بزيادة الميم -مثال سِلْغَدٍّ-؛ عن أبي عمرو، وأنشد ؛ ليس بِقِصلٍ حَلِسٍ حِلْسَمُ *** عند البيوتِ راشنٍ مِقَمِ ؛ والأحلَس: الذي لونه بين السواد والحَمرة، وقال أبو قِلابة، ويُروى للمُعَطَّل الهَذلي يصف سيفًا ؛ ليْنٌ حسامٌ لا يُليقُ ضَريبَةً *** في مَتْنِهِ دَخَنٌ وأثرٌ أحْلَسُ ؛ وقيل الأحلس: الذي في وسطه لون يُخالف سائر الألوان التي تكون في وسطه. والحَلَسُ أصله أن يكون موضع الحِلْسِ من البعير يخالف لون البعير؛ فيقال: أثرٌ أحْلَسُ. أي قد خالَفَ لون السيف. وقال أبو عمرو: أحْلَسُ: أي لاصِق به، من قولهم: حَلِسَ به إذا لَصِقَ به. ؛ وحَلِسَ بالمكان: إذا لزمه، وقال رؤبة يعاتب ابنه عبد الله ؛ أقول يكفيني اعتداء المعتدي *** وأسدٌ إن شَدَّ لم يُعَرِّدِ ؛ كأنه في لِبَدٍ لِبَدِ *** من حَلِسٍ أتْمَرَ في تَزَبُّدِ ؛ والحَلاس -بالضم-: هو أبو الحُلاس بن طلحة بن أبي طَلْحة بن عبد العُزّي بن عثمان بن عبد الدار، قُتِلَ كافرًا. ؛ وأم الحلاَّس: بنت خالد بن محمد بن عبد الله بن زهير بن أُمَيّة. ؛ وأم الحلاَّس: بنت بَعلى بن أُمَيّة بن أبي عبيدة بن سعد بن زيد بن صخر ابن سُوَيد بن اباس بن الحارث بن البكّاء بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مَنَاة بن تميم. ؛ وقال ابن السكِّيت: الحَوَالِس: لعبة الصبيان العرب؛ وهي أن يُبَيَّتَ خمسة أبيات في أرض سهلة؛ ويُجمَع في كلِّ بيت خمسة بَعَرات؛ وبينها خمسة أبيات ليس فيها شيء؛ ثم يُجَرُّ البعر إليها. وقال الغَنَوي: الحَوَالِس لعبة يلعب بها الصبيان مثل أربعة عشر، قال: والحالس خطٌ منها. قال عبد الله بن الزبير الأسَدِيّ ؛ وأسلَمَني حِلْمي وبِتُّ كأنني *** أخو مَرِنٍ يُلْهيه ضَربُ الحَوالِسِ ؛ وأحْلَسْتُ البعير: ألْبَسْتُهُ الحِلْسَ. ؛ وأحْلَسْتُ فلانًا يمينًا: إذا أمررتها عليه. ؛ وأحْلَسَتِ السماءُ: مطرت مطرًا دقيقًا دائمًا. ؛ والعرب تقول للرجل المُكرَه على الأمر: ما هو إلاّ مُحْلَسٌ على الدَّبَرِ: أي أُلْزِمَ هذا الأمر إلزام الحِلْسِ الدَّبَرَ. ؛ وسيرٌ مُحْلِسٌ: لا يُفَتَّرُ عنه، قال ؛ ومَهْمَهٍ ليس به مُعَرَّسُ *** وتحت أعلاقِ القتود عِرْمِسِ ؛ كأنَّها والسَّيرُ ناجٍ مُحْلِسُ *** أسْفَعُ مَوْشِي شواهُ أخْنَسُ ؛ وأرض مُحْلِسَة: إذا صار النبات عليها كالحِلسِ لها، ومكان مُحلِس. ؛ وقال أبو عمرو: الإحلاسُ: غَبن في البيع إذا غَبَنَه. ؛ وقال ابن عبّاد: المُحْلِسُ: المُفْلِسُ. ؛ واستَحْلَسَ النَّبْتُ: إذا غطى الأرض بكَثْرَتِه؛ مثل أحلَسَت، يقال: عشبٌ مُسْتَحْلِس. ؛ واسْتَحْلَسَ السَّنام: إذا رَكِبَتْه رَوادف الشحم ورَواكبه. ؛ واستَحلَسَ الخوف: إذا لم يفارقه الخوف ولم يأمَن. وفي حديث عامر بن شراحيل الشعبي: أنَه أُتي به الحجاج فقال: أَخَرَجْتَ عليَّ يا شعبي؟ فقال: أصلح الله الأمير؛ أجدَبَ بنا الجَنَابُ؛ وأحزن بنا المنزل؛ واستَحْلَسَنا الخوف؛ واكْتَحَلَنا السهر؛ فأصابتنا خَزْيَة لم تكن فيها بررة أتقياء ولا فَجَرة أقوياء، فقال: للّه أبوك، ثم أرسَله. قولُه: اسْتَحْلَسْنا الخوفَ: أي صيّرنا كالحِلس الذي يُفْتَرَش. ؛ والمُستَحلِس: الذي يبيع الماء ولا يسقيه. ؛ واحْلَسَّ احلِساسًا: صار أحْلَسَ؛ وهو الذي لونه بين السواد والحُمرة، وقد مضى ذكره. ؛ وتحَلَّسَ فلان لكذا: أي طاف له وحام به. ؛ وتَحَلَّس بالمكان: إذا أقام به. ؛ والتركيب يدل على الشيء يلزم الشيء.
المعجم: العباب الزاخر