المعنى:
البَأْسُ: العَذَابُ. ؛ والبأس: الشدَّة في الحرب، تقولُ منه: بَؤسَ الرَّجُلُ يَبْؤسُ بَأسًا: إذا كان شديد البأس، حكاه أبو زيد في كتاب الهَمْزِ، فهو بئيس -على فَعيل- أي شُجاعٌ. ؛ وعَذابٌ بئيس: أي شديد. ؛ وبَئسَ الرجُل يَبأسُ بؤسًا وبَئيسًا: أي اشتدَّت حاجته. والبَئيسُ: هو اسْمٌ وُضِعَ موضع المصدر، وأنشد أبو عمرو للفرزدق ؛ إذا شئتَ غنّاني من العاجِ قاصِفٌ *** على مِعْصَمٍ رَيّانَ لم يًتًخًدَّدِ ؛ لِبيضاءَ من أهل المَدينَةِ لم تَذٌق *** بئيسًا ولم تَتْبَعْ حَمولَةَ مُجْحِدِ ؛ وكذلك البَئيسي والبُؤْسي، قال ربيعة بن مقروم الضَّبِّيُّ ؛ وأجْزي القُروض وّفاءً بها *** بِبؤْسي بَئيْسي ونُعْمي نَعِيْما ؛ ويُروى: {بَئيسا}. ؛ وقوله تعالى: {وسَرَابِيْلَ تَقِيْكُم بَأْسَكُم} أي حربَكُم، وكذلك قوله تعالى: {لِتُحْصِنَكُمْ من بَأْسِكُم}. ؛ وقوله تعالى: {بَأْسُهم بَيْنَهم شَدِيدٌ} أي إذا لم يَرَوا عدوًّا نَسَبوا أنفُسَهم إلى الشدة. ؛ وقوله عزَّ وجل: {وأنزَلْنا الحَدِيْدَ فيه بَأْسٌ شَدٍيدٌ} أي امتناعٌ من العدوِّ. ؛ والأبوسُ: جمع بؤسٍ، من قولهم: يَومُ بُؤسٍ ويَوْمُ نُعْمٍ، قال العجّاج ؛ فَنُكْثِرُ النُّعْمى ونُفشِي الأبْوُسا *** ؛ وفي المثل: عسى الغُوَيْرُ أبْؤُسًا: أي داهيَةً. والأبْؤُسُ: من أسماء لدّاهيَةِ، وقد مضى تفسير المَثَل في تركيب غور. ؛ والبأساء: الشِّدَّة، قال الأخفش: بُنِيَت على فعلاء، وليس لها أفعل. ؛ وقوله تعالى: {مَسَّتْهُم البأساءُ والضَّرّاءُ}، قال الأزهريُّ: البأساء في الأموال وهو الفقر، والضراء في الأنفُسِ وهو القتل. ؛ والبَيْأسُ والبَيْهَسُ: الأسد. ؛ والبَيْأسُ -أيضًا-: الشديد، وقرأ عاصم: {بِعَذَابٍ بَيْأسٍ}. ؛ وبِئْسَ: كَلِمةٌ مستوفية لجميع الذم، كما إنَّ نِعمَ كلمة مستوفية لجميع المدح. فإذا ولَّينا اسمًا جِنسًا فيه ألف ولام ارتَفَع، تقول: بِئْسَ الرجُلُ زَيْدٌ وبِئْسَتِ المَرْأةُ هِنْدٌ، فإن لم تكن فيه ألِفٌ ولام انتصب، تقول: بِئْسِ رَجُلٌ زَيْدًَا ونِعْمَ صَدِيْقًا أنْتَ؛ على التمييز. وهُما فعلان ماضيان لا يتصرّفان لأنهما أُزيلا عن موضعيهما، فَنِعْمَ منقولٌ من قولَكِ: نَعِمَ فلان: إذا أصاب نعمةً، وبِئْسَ منقول من قولك: بَئسَ فلانٌ: إذا أصاب بُؤسًا، فنقلًا إلى المدح والذم، فشابها الحروف فلم يتصرّفا. وفيهما لُغاتٌ نَذكُرُها- إن شاء الله- في نعم. ؛ وعَذَابٌ بِئْسٌ: أي شديدٌ؛ مثل بَئيْسٍ، وقرأ نصرُ بن عاصم: {بعَذَابٍ بِئْسٍ}. ؛ وبَنَاتُ بِئْسٍ: الدَّواهي. ؛ ومن العرب من يصل بِئْسَ ب"ما"، قال الله تعالى: {ولَبِئْسَما شَرَوْا به أنْفُسَهم}، وفي حديث النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-: «بِئْسَما لأحَدِهِم أن يقولَ نسيتُ آية كَيْتَ وكَيْتَ بل هو نُسِّيَ، واستذكروا القُرآنَ فأنَّه أشدُّ تفصِّيًا من صدور الرجال من النُّعَمِ من عُقُلِها». ؛ والعرب إذا أدخلت "ما" على بِئْسَ أدخلت بعدها "أن" مَعَ الفعل، وروي عن النحاة: بِئْسَما تَزويجٌ ولا مهر، والمعنى بِئْسَ شيئًا تزويجٌ ولا مهر. وقال الزَّجّاج: بِئْسَ إذا وَقَعتََ على "ما" جُعِلَتْ "ما" معها بمنزلة اسْمٍ منكر دال على جنسٍ. ؛ والإباسُ -إفعال-: من البؤسِ، قال الكُمَيت ؛ قالوا أساء بنو كَرْزٍ فَقُلتُ لهم: *** عَسى الغُوَيرُ بإِبْأسٍ وإعوارٍ ؛ الإعوار -إفعال-: من العَوْرَةِ. ؛ والإبتئاس: الحُزن. ؛ وقوله تعالى: {فَلا تَبْتَئسْ} أي لا تضعُف ولا تَذِل ولا يَشتَدَّنَّ أمرُهُم عليك. ؛ والمُبتَئِس: الكارِه الحزين، قال حسان بن ثابت رضي الله عنه ؛ ما يَقْسِمِ اللهُ أقْبَلْ غَيْرَ مُبْتَئِسٍ *** منه وأقعُد كريمًا ناعِمَ البالِ ؛ وقال لبيد رضي الله عنه ؛ في رَبْرَبٍ كنِعاجِ صا *** رَةَ يَبْتَئسْنَ بما لَقِيْنا ؛ وقال ابن عَبّادٍ: يُقال اغتنم الأمرَ وابْتَئسْهُ: بمعنى واحدٍ. ؛ والتبَّاؤسُ: التفاقُرُ وأنْ يَرِي من نَفْسِه تَخَشُّعَ الفقراء إخْباتًا وَتَضَرُّعًا. ؛ ومنه حديث النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: «الصلاة مَثنى مَثنى؛ وأنْ تَشَهَّدَ في كل ركعتين؛ وأن تباءَسَ وتَمَسكَنَ وتُقْنِع يَدَيكَ وتَقولَ: اللّهُمَّ اللّهُمَّ، فَمَنْ لم يَفعَل فهيَ خِدَاجٌ». ؛ والتركيب يدل على الشهادة وما ضارعها.