المعجم العربي الجامع

نَاكِسٌ

المعنى: جذ.: (نكس) | (فا. من نَكَسَ). "دَخَلَ نَاكِسَ الرَّأْسِ": دَخَلَ مُطَأْطِىءَ الرَّأْسِ ذَلِيلًا. {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ} (السجدة: 12) (قرآن).
صيغة الجمع: ون، نَوَاكِسُ
المعجم: معجم الغني

ناكِس [مفرد]

المعنى: ج ناكِسون ونواكِسُ (لغير العاقل)، مؤ ناكِسة، ج مؤ ناكِسات ونواكِسُ: 1- اسم فاعل من نكَسَ. 2- مطأطئ رأسَه من ذلٍّ وانكسار.
المعجم: معجم اللغة العربية المعاصرة

ناكِسٌ

المعنى: (صيغة الجمع) نُكُسٌ المُطأطِئ رأسه ذُلًّا. قال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ} [السَّجدَة:12] (جـ. نَواكسُ) وهو شاذّ.؛-: الشَّيخ الطّاعن في السِّنّ السّاقط كِبَرًا.
المعجم: القاموس

نكس

المعنى: النَّكْسُ: قلب الشيء على رأَسه، نَكَسَه يَنْكُسُه نَكْساً فانْتَكَسَ. ونَكَسَ رأَسَه: أَماله، ونَكَّسْتُه تَنْكِيساً. وفي التنزيل: ناكِسو رؤوسِهم عند ربهم. والناكِسُ: المُطأْطئ رأْسَه. ونَكَسَ رأْسَه إذا طأْطأَه من ذُلٍّ وجمع في الشعر على نواكِس وهو شاذ على ما ذكرناه في فَوارس؛ وأَنشد الفرزدق: وإِذا الرِّجالُ رَأَوْا يَزيدَ، رأَيْتَهُم خُضــْعَ الرِّقـابِ، نَـواكِسَ الأَبْصـار قال سيبويه: إذا كان لفِعْل لغير الآدميين جمع على فَواعِل لأَنه لا يجوز فيه ما يجوز في الآدميين من الواو والنون في الاسم والفعل فضارع المؤنث، يقال: جِمال بَوازلُ وعَواضِهُ؛ وقد اضطرَّ الفرزدق فقال: خضــع الرقــاب نـواكس الأَبصـار لأنك تقول هي الرجال فشبه بالجمال. قال أَبو منصور: وروى أَحمد بن يحيى هذا البيت نَواكِسي الأَبصار، وقال: أَدخل الياء لأَن رد النواكس إِلى الرجال، إِنما كان: وإِذا الرجال رأَيتهم نواكس أَبصارُهم، فكان النواكسُ للأَبصار فنقلت إِلى الرجال، فلذلك دخلت الياء، وإِن كان جمع جمع كما تقول مررت بقوم حَسَني الوجوه وحِسانٍ وجوهُهم، لما جعلتهم للرجال جئت بالياء، وإِن شئت لم تأْتِ بها، قال: وأَما الفراء والكسائي فإِنهما رويا البيت نواكسَ الأَبصار، بالفتح، أَقرَّا نواكس على لفظ الأَبصار، قال: والتذكير ناكسي الأَبصارِ. وقال الأَخفش: يجوز نَواكِسِ الأَبصارِ، بالجر لا بالياء كما قالوا جحر ضبٍّ خَرِبٍ. شمر: النَكْس في الأَشياء معنى يرجع إِلى قلب الشيء ورده وجعل أَعلاه أَسفله ومقدمه مؤخره. وقال الفراء في قوله عز وجل: ثم نُكِسُوا على رؤوسهم، يقول: رَجعوا عما عرفوا من الحجة لإِبراهيم، على نبينا محمد وعليه الصلاة والتسليم.وفي حديث أَبي هريرة: تعس عبدُ الدِّينار وانْتَكَس أَي انقلب على رأْسه وهو دعاء عليه بالخيبة لأَن من انْتَكَس في أَمره فقد خاب وخسر. وفي حديث الشعبي: قال في السقط إذا نُكِسَ في الخَلْقِ الرابع وكان مخلقاً أَي تبين خلقه عَتَقَت به الأَمَة وانقضت به عدة الحُرَّة، أَي إذا قُلِبَ ورُدَّ في الخلق الرابع، وهو المُضغة، لأَنه أَوّلاً تُرابٌ ثم نطفة ثم علقة ثم مضغة. وقوله تعالى: ومن نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْه في الخَلْقِ؛ قال أَبو إِسحق: معناه من أَطلنا عمره نَكَّسنا خلقه فصار بدل القوة ضعفاً وبدل الشباب هرماً. وقال الفراء: قرأَ عاصم وحمزة: نُنَكِّسْه في الخلق، وقرأَ أَهل المدينة: نَنْكُسه في الخلق، بالتخفيف، وقال قتادة: هو الهَرَم، وقال شمر: يقال نُكِسَ الرجل إذا ضعف وعجز؛ قال: وأَنشدني ابن الأَعرابي في الانتكاس: ولـم يَنْتَكِـسْ يَوْمـاً فيُظْلِـمَ وَجْهُه لِيَمْـرَضَ عَجْـزاً، أَو يُضـارِعَ مَأْتَما أَي لم يُنَكِّس رأْسه لأَمر يأْنَف منه.والنَّكْس: السهم الذي يُنَكِّسُ أَو ينكسر فُوقُه فيجعل أَعلاه أَسفله، وقيل: هو الذي يجعل سِنْخُه نَصْلاً ونَصْلُه سِنْخاً فلا يرجع كما كان ولا يكون فيه خير، والجمع أَنْكاس؛ قال الأَزهري: أَنشدني المنذري للحطيئة، قال: وأَنشده أَبو الهيثم: قـد ناضَلُونا، فَسَلُّوا من كِنانَتِهم مَجْـداً تلِيـداً، وعِـزّاً غيرَ أَنْكاس قال: الأَنْكاس جمع النَّكْس من السهام وهو أَضعفها، قال: ومعنى البيت أَن العرب كانوا إذا أَسروا أَسيراً خيروه بين التَّخْلِية وجَزِّ الناصية والأَسر، فإِن اختار جَزَّ الناصية جَزُّوها وخلوا سبيله ثم جعلوا ذلك الشعر في كنانتهم، فإِذا افتخروا أَخرجوه وأَرَوْهُم مفاخرهم.ابن الأَعرابي: الكُنُس والنُّكُسُ مآرِينُ بقرِ الوحش وهي مأْواها والنُّكْس: المُدْرَهِمُون من الشيوخ بعد الهَرَم.والمُنَكِّسُ من الخيل: الذي لا يَسمو برأْسه، وقال أَبو حنيفة: النَكْس القصير، والنَّكْسُ من الرجال المقصر عن غاية النَّجْدَة والكرم، والجمع الأَنْكاس. والنِّكْسُ أَيضاً: الرجل الضعيف؛ وفي حديث كعب: زالُـوا فمـا زالَ أَنْكـاسٌ ولا كُشُف الأَنكاس: جمع نِكْس، بالكسر، وهو الرجل الضعيف. والمُنَكِّس من الخيل: المتأَخر الذي لا يلحق بها، وقد نَكَّس إذا لم يلحقها؛ قال الشاعر: إِذا نَكَـــسَ الكـــاذِبُ المِحْمَــرُ وأَصل ذلك كله النِّكْسُ من السهام.والوِلادُ المَنْكوس: أَن تخرج رجلا المولود قَبْل رأْسه، وهو اليَتْن، والولد المَنْكوس كذلك. والنِّكْس: اليَتْنُ. وقراءة القرآن مَنْكوساً: أَن يبدأَ بالمعوذتين ثم يرتفع إِلى البقرة، والسنَّة خلاف ذلك. وفي الحديث أَنه قيل لابن مسعود: إِن فلاناً يقرأُ القرآن مَنْكوساً، قال: ذلك مَنْكوسُ القلبِ؛ قال أَبو عبيد: يتأَوّله كثير من الناس أَنه أَن يبدأَ الرجل من آخر السورة فيقرأَها إِلى أَوَّلها؛ قال: وهذا شيء ما أَحسب أَحداً يطيقه ولا كان هذا في زمن عبد اللَّه، قال: ولا أَعرفه، قال: ولكن وجهه عندي أَن يبدأَ من آخر القرآن من المعوذتين ثم يرتفع إِلى البقرة كنحو ما يتعلم الصبيان في الكتاب لأَن السُّنَّة خلاف هذا، يُعلم ذلك بالحديث الذي يحدّثه عثمان عن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، أَنه كان إذا أُنزلت عليه السورة أَو الآية قال: ضَعُوها في الموضع الذي يَذْكر كذا كذا، أَلا ترى أَن التأْليف الآن في هذا الحديث من رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، ثم كتبت المصاحف على هذا؟ قال: وإِنما جاءت الرُّخْصة في تَعَلُّمِ الصبي والعجمي المُفَصَّلَ لصعوبة السور الطوال عليهم، فأَما من قرأَ القرآن وحفظه ثم تعمد أَن يقرأَه من آخره إلى أَوله فهذا النَّكْسُ المنهي عنه، وإِذا كَرِهْنا هذا فنحن للنَّكْس من آخر السورة إِلى أَولها أَشد كراهة إِن كان ذلك يكون.والنُّكْسُ والنَّكْسُ، والنُّكاسُ كله: العَوْد في المرض، وقيل: عَوْد المريض في مرضه بعد مَثَالته؛ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي: خَيــالٌ لزَينــبَ قــد هــاج لـي نُكاسـاً مِـنَ الحُبِّـ، بَعـد انْدمال وقد نُكِسَ في مَرَضِه نُكْساً. ونُكِس المريض: معناه قد عاوَدَتْه العلة بعد النَّقَه. يقال: تَعْساً له ونُكْساً، وقد يفتح ههنا للازْدِواج أَو لأَنه لغة؛ قال ابن سيده وقوله: إِنــي إذا وَجْــهُ الشـَّرِيبِ نَكَّسـَا قال: لم يفسره ثعلب وأَرى نَكَّسَ بَسَرَ وعَبَس. ونَكَسْتُ الخِضابَ إذا أَعَدْتَ عليه مرة بعد مرة؛ وأَنشد: كالوشـْمِ رَجَّـعَ فـي اليَدِ المنكوس ابن شميل: نَكَسْت فلاناً في ذلك الأَمر أَي رَدَدْته فيه بعدما خرج منه.
المعجم: لسان العرب

نكسه

المعنى: ـ نَكَسَهُ: قَلَبَهُ على رأسِهِ، ـ كنَكَّسَهُ. ـ ويَقْرَأُ القرآنَ مَنْكُوساً، أي: يَبْتَدِئُ من آخِرِهِ، ويَخْتِمُ بالفاتحَةِ، أو من آخِرِ السُّورَةِ فَيَقْرَؤُهَا إلى أوَّلهَا مَقْلُوباً، وكِلاهُمَا مَكْرُوهٌ، لا الأوَّلُ في تَعْلِيمِ الصِّبْيَةِ. ـ والمَنْكُوسُ في أشْكَالِ الرَّمْلِ: الإِنْكيسُ. ـ والوِلادُ المَنْكُوسُ: أن تخْرُجَ رِجْلاَهُ قَبْلَ رأسِهِ. ـ والنُّكْسُ والنُّكاسُ، بضمِّهما: عَوْدُ المَرَضِ بعدَ النَّقَهِ، نُكِسَ، كعُنِيَ، ـ فهو مَنْكُوسٌ. ـ وتَعْساً له ونُكْساً، وقد يفتحُ ازْدِوَاجاً. ـ والناكِسُ: المُتَطأطِئُ رأسُهُ ـ ج: نَواكِسُ شاذٌّ. ـ ونَكَسَ الطَّعامُ وغيرُهُ داءَ المَرِيضِ: أعادَهُ. ـ والنُّكُسُ، بضمَّتينِ: المُدْرَهِمُّونَ من الشُّيوخِ بعدَ الهَرَمِ، وبالكسر: السَّهْمُ يَنْكَسِرُ فُوقُهُ، فَيُجْعَلُ أعْلاهُ أسْفَلَهُ، والقَوْسُ جُعِلَ رِجْلُهَا رأسَ الغُصْنِ، ـ كالمَنْكُوسَةِ، وهو عَيْبٌ، والضعيفُ، والنَّصْلُ يَنْكَسِرُ سِنْخُهُ، فَتُجْعَلُ ظُبَتُهُ سِنْخاً، واليَتْنُ من الأولادِ، والمُقَصِّرُ عن غايةِ الكَرَمِ ـ ج: أنْكَاسٌ. وكمحدِّثٍ: الفرسُ لا يَسْمُو برأسِهِ ولا بِهادِيهِ إذا جَرَى ضَعْفاً، أو الذي لم يَلْحَقِ الخَيلَ. ـ وانْتَكَسَ: وَقَعَ على رأسِهِ.
المعجم: القاموس المحيط

خضع

المعنى: خضع لله خضوعاً واختضع. ورجل خضعة: يخضع لكل أحد. وظليم أخضع: أجنأ. وفي عنق الرجل والبعير خضع: تطامن. وقوم خضع: ناكسو الرءوس. قال الفرزدق: وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم خضــع الرقـاب نـواكس الأبصـار وقال خطار بن مزاحم: ولسـنا بعيـابين والعيـب دقـة ولا خضـع الأبصـار وسـط المجالس ورجل أخضع: راض بالذل. قال العجاج: وصــرت عبــداً للبعـوض أخضـعا يمضــي مــص الصــبيّ المرضـعا وقد خضع من الذل. واختضع الصقر: طأمن رأسه للانقضاض. واختضع الفحل الناقة بكلكله إذا أراد الضراب. وسمعت للسياط خضعه، وللسيوف بضعة؛ أي صوت وقع وصوت قطع. وسمعت خضيعة بطن الفرس. ومن الكناية والمجاز: خضعت الإبل في سيرها: جدّت، وهن خواضع، لأنها إذا جدت طأمنت أعناقها. قال جرير: ولقــد ذكرتـك والمطـيّ خواضـع وكـــأنهنّ قطـــا فلاة مجهـــل وخضعت الشمس والنجوم: مالت للمغيب، كما قيل ضرعت وضجعت. والنجوم خواضع وضوارع وضواجع.
المعجم: أساس البلاغة

نكس

المعنى: نكس نَكَسَهُ يَنْكُسُه نَكْساً: قَلَبَه علَى رَأْسه، فإنْتَكَس، وَقَالَ شَمِرٌ: النَّكْسُ: يَرجِعُ إِلى قَلْبِ الشيْءِ ورَدِّه وجَعْلِ أَعْلاه أَسْفَلَه، ومُقَدَّمِه مُؤَخَّرَه. وقالَ الفَرّاءُ فِي قَوْلَه عزّ وجَلّ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ يقولُ: رَجَعَوا عَمّا عَرَفُوا مِن الحُجِّة لإِبراهِيمَ عَلَيْهِ السّلامُ. ونَكَس رَأْسَه: أَمالَهُ، كنَكَّسَه تَنْكِيساً، والتشديدُ للمُبَالَغةِ، وَبِه قَرَأَ عاصِمٌ وحمزةُ ومَنْ نُعَمِّرْهُ نَنَكِّسْهُ وقرأَ غيرُهما بفتحِ النُّونِ وضمِّ الْكَاف، أَي مَن أَطَلْنا  عَمُرَه نَكَّسْنَا خَلْقَه فصارَ بعدَ القُوَّة الضَّعْفُ، وبعدَ الشَّبَابِ الهَرَمُ. وفُلانٌ يَقْرَأُ القُرْآنَ مَنْكُوساً، أَي يَبْتَدِئُ من آخِرِه، أَي مِن المُعَوِّذَتَيْن ثُمَّ يرتَفِعُ إِلى البَقَرةِ، ويَخْتِمُ بالفَاتِحَةِ، والسُّنَّةُ خِلافُ ذلِكَ. أَو يبدأُ مِن آخِرِ السُّورةِ فيقرأُهَا إِلى أَوّلِهَا مَقْلُوباً، وَفِي نُسْخَةٍ مَنْكُوسَة، وَهَذَا الوَجْهُ الأَخيرُ نقلَه أَبو عُبَيْدٍ، قَالَ: وتَأَوَّلَ بِهِ بَعْضٌ الحَدِيثَ أَنّه قِيلَ لابنِ مَسْعُودٍ، رضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنّ فُلاناً يَقْرَأُ القُرْآنَ مَنْكُوساً، قالَ: ذلِك مَنْكُوسُ القَلْبِ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهَذَا شيءٌ مَا أَحْسَبُ أَحداً يُطِيقُه، وَلَا كانَ هَذَا فِي زَمَنِ عبدِ اللهِ، قَالَ: وَلَا أَعْرِفُه، قَالَ: وَلَكِن وَجْهه عِنْدي أَن يَبْدَأَ من آخِرِ القُرْآنِ من المُعَوِّذتين ثُمّ يَرتفعَ إِلى الْبَقَرَة كنَحْوِ مَا يَتَعَلَّمُ الصِّبْيَانُ فِي الكُتّاب، وكِلاهَمَا مَكْرُوهٌ، لَا الأَوَّلُ فِي تَعْليمِ الصِّبْيَة، والعَجَميِّ المُفَصَّلَ وإِنما جاءَت الرُّخْصَةُ لَهُم لصُعُوبةِ السُّورِ الطِّوَالِ عَلَيْهِم، فَأَمَّا مَن قَرَأَ القُرْآنَ وحَفِظَه ثمّ تَعَمِّد أَنْ يَقْرَأَه من آخِرِه إِلى أَوَّلِه، فهذَا هُوَ النَّكْسُ المَنْهِيُّ عَنهُ، وإِذا كَرِهْنَا هَذَا فنَحْنُ للنَّكْس من آخِرِ السُّورةِ إِلى أَوَّلِها أَشَدُّ كَرَاهَةً إِن كانَ ذلكَ يكون. والمَنْكوسُ فِي أَشْكَالِ الرَّمْلِ ثَلاَثَةُ أَزْوَاجٍ مُتَوَالِيَةٍ يتلوُهَا فَرْدٌ هَكَذَا وبعضُهم يُسَمِّيه الإِنْكِيس مِثَال إِزْميلٍ. والوِلاَدُ المَنْكوسُ: أَنْ تَخْرُجَ رِجْلاهُ، أَي المَوْلودِ قَبْل رَأْسِه، وَهُوَ اليَتْنُ، كَمَا سَيَأْتِي. والنُّكْسُ والنُّكَاسُ، بضَمِّهما، الأَخيرُ عَن شَمِرٍ، وَكَذَلِكَ النَّكْسُ، بالفَتْح: عَوْدُ المَرِيضِ فِي مَرَضه بَعْدَ النَّقِهِ وَقَالَ شَمرٌ: بَعْدَ إِفْرَاقِه، وَهُوَ مَجَازٌ، قَالَ أُمَيَّةُ بنُ) أَبي عائذٍ الهُذَلِيُّ: (خَيالٌ لِزَيْنَبَ قدْ هاجَ لي  ...  نُكَاساً مِنَ الحُبِّ بَعْدَ إنْدِمَالِ)  وَقد نَكِسَ فِي مَرَضه، كعُنِيَ، نَكْساً: عاوَدَتْه العِلَّةُ، فَهُوَ مَنْكُوسٌ. وَيُقَال: تَعْساً لَهُ ونُكْساً، بضَمّ النُّونِ، وَقد يُفْتَح هُنَا إزْدِواجاً، أَو لأَنَّه لُغَةٌ. والنَّاكِسُ: المُتَطَأْطِيءُ رَأْسهُ مِن ذُلٍّ ج: نَوَاكِسُ، هَكَذَا جُمْع فِي الشِّعْر للضَّرُورَةِ، وَهُوَ شاذٌّ، كَمَا ذَكرْنَاهُ فِي فَوَارِسَ، قَالَ الفَرَزْدَقُ: (وإِذا الرِّجَالُ رَأَوْا يَزِيدَ رَأَيْتَهُمْ  ...  خُضُعَ الرِّقَابِ نَوَاكِسَ الأَبْصَارِ) قَالَ سيبَوَيْه: إِذا كَانَ الفِعْل لِغَيْرِ الآدَمِيِّين جُمِعَ علَى فَوَاعِلَ، لأَنّه لَا يَجُوز فِيهِ مَا يَجَوزُ فِيهِ فِي الآدمِيِّين، من الواوِ والنُّونِ فِي الإسمِ والفِعْل، يُقَال: جِمَالٌ بَوَازِلُ وعَوَاضِهُ، وَقد إضْطُرَّ الفَرَزْدَقُ فَقَال: نَوَاكِسَ الأَبْصَارِ. قالَ الأَزْهَريُّ: وَقد رَوَى الفَرّاءُ والكِسائِيُّ هَذَا البيتَ هَكَذَا، وأَقَرَّأ: نَواكِسَ على لفظ الاَبْصَارِ، وَقَالَ الأَخْفَشُ: يجوزُ: نَوَاكِسِ الأَبْصَار، بالجَرِّ، لَا باليَاءِ، كَمَا قَالُوا: جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ، ورَوَى أَحمدُ بنُ يَحْيَى: نَوَاكسِي الأَبْصَارِ بإِدْخَال الياءِ، وَقد مَرَّ البَحْثُ فِي ذَلِك فِي ف ر س. ومِن المَجَاز: نَكَسَ الطَّعَامُ وغيرُه دَاءَ المَرِيضِ، إِذا أَعَادَهُ إِلى مَرَضِهِ، ويُقَال: أَكَلَ كَذَا فنَكِسَ. وَعَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ: النَّكُسُ، بضمَّتَيْنِ: المُدْرَهِمَّونَ من الشُّيُوخ بَعْدَ الهَرَمِ. والنِّكْسُ، بالكَسْر: السَّهْمُ يَنْكَسِرُ فُوقُه فيُجْعَلُ أَعْلاهُ أَسْفَلَه، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: أَنْشَدَنِي المُنْذِرِيُّ لِلْحُطَيْئةِ: (قَدْ ناضَلُونَا فسَلُّوا مِن كِنَانَتِهِمْ  ...  مَجْداً تَلِيداً وعِزّاً غَيْرَ أَنْكَاسِ) والنِّكْسُ: القَوْسُ جُعِلَ رِجْلُهَا رَأْسَ الغُصْنِ، كالمَنْكُوسَةِ، وَهُوَ  عَيْبٌ. والنِّكْسُ: الرَّجُلُ الضَّعِيفُ والجَمْع: أَنْكاسٌ. وَقيل: النِّكْسُ: النَّصْلُ يَنْكَسِرُ سِنْخُه فتُجْعَلُ ظُبَتُه سِنْخاً فَلَا يَرْجِعُ كَمَا كَانَ، وَلَا يَكُونُ فِيهِ خَيْرٌ. والجَمْع: أَنْكَاسٌ. والنِّكْسُ: اليَتْنُ من الأَوْلاَدِ، وَهُوَ المَنْكوسُ الّذِي سَبَقَ قَريباً، نقلَه ابنُ دُرَيْدٍ عَن بعضِهم، قَالَ: وَلَيْسَ بثَبتٍ. وَمن المَجَاز: النِّكْسُ مِن الرِّجَالَ: المُقَصِّرُ عَن غايَةِ النَّجْدَةِ والكَرَم. ج: أَنْكاسٌ، وأَنشد إِبراهيمُ الحَرْبِيُّ: رَأْسُ قِوَامِ الدِّينِ وابنُ رَأْسِ وخَضِلُ الكَفَّيْنِ غَيْرُ نِكْسِ وَقَالَ كَعْبُ بن زُهَيْرٍ، يَمْدَحُ الصَّحَابَةَ، رضِيَ اللهُ تعالَى عَنْهُم: (زَالُوا فَمَا زَالَ أَنْكَاسٌ وَلاَ كُشُفٌ  ...  عِنْدَ اللِّقاءِ وَلا مِيلٌ مَعَازِيلُ) والمُنَكَّسُ كمُحَدِّث: الفَرَسُ لَا يَسْمُو برَأْسه، وقالَ ابنُ فارِسٍ: هُوَ الَّذِي لَا يَسْمُو برأْسِه وَلَا بِهَادِيهِ إِذا جَرَى، ضَعْفاً، فكأَنَّه نُكِسَ ورُدَّ، أَو الَّذي لَم يَلْحَق الخَيْلَ فِي شَأْوِهِم، عنِ اللَّيْثِ، أَي لضَعْفِه وعَجْزِه، وَهُوَ النِّكْسُ أَيضاً. وإنْتَكَسَ: وَقَعَ عَلَى رَأْسِهِ، وَهُوَ مُطَاوِعُ نَكَسَه نَكْساً، وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ: تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَار وإنْتَكَسَ، أَي إنْقَلَب على رَأْسِه، وَهُوَ دُعَاءٌ عَلَيْهِ بالخَيْبَةِ، لأَنَّ مَن إنْتكَسَ فِي أَمْرِه فقَدْ خابَ وخَسِر، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ فِي الإنْتِكَاسِ: (ولَمْ يَنْتَكِسْ يَوْماً فيُظْلِمَ وَجْهُهُ  ...  ليَمْرَضَ عَجْزاً أَو يُضَارِعَ مَأْثَمَاً) أَي، لم يُنَكِّسْ رَأْسَه لأَمْرٍ يَأْنَفُ مِنْهُ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: قَالَ شَمِرٌ: نُكِسَ الرَّجُلُ، إِذا ضَعُفَ وعَجَزَ.  وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ، رَحِمَه الله تعالَى: النِّكْسُ: القَصِيرُ. وأَنشد ثَعْلَبٌ. إِنَّي إِذا وَجْهُ الشَّرِيبِ نَكَّسَاً قَالَ ابنٌ سِيدَه: وَلم يُفَسِّرْه، وأُراه عَنَى: بَسَرَ وعَبَسَ. وَمن المَجازِ: نَكَسْتُ الخِضَابَ، إِذا أَعَدْتَ عَلَيْهِ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، قَالَ: كالوَشْمِ رُجِّعَ فِي اليَدِ المَنْكوسِ وَقَالَ ابْن شُمَيْلٍ: نَكَسْتُ فُلاناً فِي ذلِكَ الأَمْرِ، أَي رَدَدْتُه فِيهِ بَعْدَ مَا خَرَجَ مِنْهُ. وإِنَّه لَنِكْسٌ من الأَنْكاسِ: لِلرَّذْلِ، وَهُوَ مجازٌ. ونَكِسَ الرَّجُلُ، كعُنِىَ، عَن نُظَرَائِه: قَصَّرَ. ونُكِسَ السَّهْمُ فِي الكنِانَه: قُلِبَ. ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: أَنْكس: نَوْعٌ من السمَك عظيمٌ جِدّاً.
المعجم: تاج العروس

نَكَسَ

المعنى: الشيءَ ـُ نَكْساً: قلبَه: جعل أعلاه أسفله، أو مقدَّمَه مؤخَّره. وـ رأسَه: طأطأه من خِزْي. وـ الطعامُ وغيره داء المريض: أعاده مرّة أُخرى. ويقال: نكسَه في ذلك الأمر: ردَّه فيه بعد ما خرج منه.؛(نُكِسَ) الولدُ: خرجت رجلاه قبل رأسه. وـ المريضُ: عاودته العِلّة بعد النَّقَه. وـ فلانٌ: ضعُف وعجَز. وـ عن نُظَرَائه: قصَّر. يقال: نُكِس الفرسُ: لم يلحق بالخيل في جَرْيِها. ويقال: نُكِس على رأسه: رجَع عمَّا عرفه. وفي التنزيل العزيز: {ثُمّ نُكِسوا على رؤوسهم}.؛(نَكَّسَ) الفرسُ: نُكِس. وـ فلانٌ: عبَس وبَسَر. وـ الله فلاناً في العمر: أطال عُمْره إلى أرذل العُمُر فعاد إلى حال كحال الطفولة في الضَّعف والعجز. وفي التنزيل العزيز: {ومن نُعَمِّرْه نُنَكِّسْه في الخلق}. وـ الشيءَ: نَكَسَه.؛(انْتَكَسَ) الشيءُ: انقلب. يقال: نكسه فانتكس. وـ المريضُ: عاودته العلّة بعد النَّقَه.؛(تَنَكَّسَ) الشيءُ: انتكس. يقال: نكَّسَه فتنكَّس.؛(المُنَكِّس) مِن الخيل: الذي لا يسمو برأسه ولا بعُنُقه إذا جرى ضَعْفاً. وـ المتأخّر الذي لا يلحق بأقرانه.؛(المَنْكُوس): المقلوب. يقال: ولد مَنْكُوس: خرجت رجلاه قبل رأسه عند وَضْعه. ويقال: وِلادَة منكوسة، وفلان يقرأ القرآن مَنْكُوساً: يبتدئ من آخره إلى أوّله، أو من آخر السُّورة إلى أوَّلها.؛(النَّاكِس): المطأطئ رأسه من ذلّ. (ج) ناكِسون، ونَوَاكِس. وفي التنزيل العزيز: {ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم}. وـ الشَّيخ الطَّاعن في السِّنّ الساقط كِبَراً. (ج) نُكُس.؛(النُّكْس): عَوْد المرض بعد النَّقَه.؛(النِّكْس): السَّهم ينكسِر فُوقُه فيجعل أعلاه أسفله. وـ القصير. وـ الضَّعيف. وـ الرَّذل المقصِّر عن غاية النَّجْدَة والكرَم. (ج) أنكاس.
المعجم: الوسيط

فرس

المعنى: (الْفَرَسُ) يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى. وَلَا يُقَالُ: لِلْأُنْثَى (فَرَسَةٌ) . وَتَصْغِيرُ الْفَرَسِ (فُرَيْسٌ) فَإِنْ أَرَدْتَ الْأُنْثَى خَاصَّةً لَمْ تَقُلْ إِلَّا (فَرِيسَةً) بِالْهَاءِ وَالْجَمْعُ (أَفْرَاسٌ) . وَرَاكِبُهُ (فَارِسٌ) أَيْ صَاحِبُ فَرَسٍ وَهُوَ مِثْلُ لَابِنٍ وَتَامِرٍ. وَيُجْمَعُ عَلَى (فَوَارِسَ) وَهُوَ شَاذٌّ "[ص:237] لَا يُقَاسُ عَلَيْهِ. لِأَنَّ فَوَاعِلَ إِنَّمَا هُوَ جَمْعُ فَاعِلَةٍ كَضَارِبَةٍ وَضَارِبٍ. أَوْ جَمْعُ فَاعِلٍ صِفَةً لِمُؤَنَّثٍ كَحَائِضٍ وَحَوَائِضَ. أَوْ صِفَةً أَوِ اسْمًا لِغَيْرِ الْآدَمِيِّ كَبَازِلٍ وَبَوَازِلَ وَحَائِطٍ وَحَوَائِطَ. فَأَمَّا مُذَكَّرُ مَنْ يَعْقِلُ فَلَا يُجْمَعُ عَلَيْهِ إِلَّا فَوَارِسُ وَهَوَالِكُ وَنَوَاكِسُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: إِذَا كَانَ الرَّجُلُ عَلَى حَافِرٍ بِرْذَوْنًا كَانَ أَوْ فَرَسًا أَوْ بَغْلًا أَوْ حِمَارًا قُلْتَ: مَرَّ بِنَا (فَارِسٌ) عَلَى بَغْلٍ وَمَرَّ بِنَا فَارِسٌ عَلَى حِمَارٍ. وَقَالَ عِمَارَةُ: صَاحِبُ الْبَغْلِ بَغَّالٌ لَا فَارِسٌ. وَصَاحِبُ الْحِمَارِ حَمَّارٌ لَا فَارِسٌ. وَ (فَرَسَ) الْأَسَدُ (فَرِيسَتَهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْ دَقَّ عُنُقَهَا، وَافْتَرَسَهَا مِثْلُهُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَ (فَرَسَ) الذِّئْبُ الشَّاةَ. وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ: أَكْلَ الذِّئْبُ الشَّاةَ وَلَا يُقَالُ: افْتَرَسَهَا. وَأَبُو (فِرَاسٍ) كُنْيَةُ الْأَسَدِ. وَ (فَارِسُ) هُمُ الْفُرْسُ. وَالْفُرْسَانُ (الْفَوَارِسُ) . وَ (الْفِرَاسَةُ) بِالْكَسْرِ الِاسْمُ مِنْ قَوْلِكَ (تَفَرَّسْتُ) فِيهِ خَيْرًا. وَهُوَ يَتَفَرَّسُ أَيْ يَتَثَبَّتُ وَيَنْظُرُ. تَقُولُ مِنْهُ رَجُلٌ (فَارِسُ) النَّظَرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ» وَ (الْفَرَاسَةُ) بِالْفَتْحِ وَ (الْفُرُوسَةُ) وَ (الْفُرُوسِيَّةُ) كُلُّهَا مَصْدَرُ قَوْلِكَ: رَجُلٌ (فَارِسٌ) عَلَى الْخَيْلِ. وَقَدْ (فَرُسَ) مِنْ بَابِ سَهُلَ وَظَرُفَ أَيْ حَذَقَ أَمْرَ الْخَيْلِ."
المعجم: مختار الصحاح

نكس

المعنى: نَكَسْتُ الشَّيْءَ أنْكُسُه نَكْسًا: قَلَبْتُه على رأسِه. ؛ وقوله تعالى: {ثُمَّ نُكِسُوا على رُؤوسِهم}، قال الفرّاء: أي رَجَعُوا عَمّا عَرَفُوا مِن الحُجَّة لإبْراهِيمَ -صلوات الله عليه-، وقال الأزهري: أي ضَلُّوا. وأنشد الليث في وَصْفِ الزِّقِّ ؛ إذا نُكِسَتْ صارَ القَوائمُ تَحْتَها *** وإنْ نُصِبَتْ شالَتْ عليها القَوائمُ ؛ وقرَأ غَيرُ عاصِمٍ وحَمْزَةَ قوله تعالى: {ومَنْ نُعَمِّرْهُ نَنْكُسْه} -بفتح النون وتخفيف الكاف-، أي مَنْ أطَلْنا عُمُرَه نَكَسْنَا خَلْقَه، فَصَارَ بَعْدَ القوَّةِ الضَّعْفُ وبَعْدَ الشَّبابِ الهَرَمُ. ؛ وفي حديث عَليٍّ -رضي الله عنه-: إذا كانَ القَلْبُ لا يَعْرِفُ مَعروفًا ولا يُنْكِرُ مُنْكَرًا نُكِسَ فَجُعِلَ أعلاه أسْفَلَه. ؛ وفي حديث ابن مسعود- رضي الله عنه-: أنّه قيل له: إنَّ فُلانًا يَقْرَأُ القُرآنَ مَنْكوسًا، فقال: ذاكَ مَنْكوس القَلْب. قال أبو عُبَيد: يَتَأوَّلُه كثيرًا من النَّاسِ أنَّه يَبْدأ من آخِرِ السَّورَة فَيَقْرَأها إلى أوَّلِها، وهذا شَيْءٌ ما أحْسِبُ أحَدًا يُطِيْقُه، ولا كانَ هذا في زَمَنِ عبد الله ولا عَرَفَة. ولكن وَجْهُهُ عِنْدي أن يَبْدَأَ الرَّجُل من آخِر القُرآن من المُعَوِّذَتَيْنِ ثمَّ يَرْتَفِع إلى البَقَرة؛ كَنَحْوِ ما يَتَعَلّم الصِّبيانُ في الكُتّاب، لأنَّ السُّنَّة خِلافُ هذا، يُعْلَمُ ذلك بالحديث الذي يُحَدِّثُه عثمان؟ رضي الله عنه- عن النبي ّ-صلى الله عليه وسلّم- أنَّه كانَ إذا أُنْزِلَت عليه السورة أو الآيَة قال: ضَعوها في المَوْضِع الذي يُذْكَرُ فيه كذا كذا. ألا تَرى أنَّ التَّأْلِيْفَ الآنَ في هذا الحديث من رَسول الله؟ صلى الله عليه وسلّم-، ثمَّ كُتِبَت المَصَاحِفُ على هذا. ومِمّا يُبَيِّنُ ذلك لك أنَّه ضمَّ بَراءَةَ إلى الأنفالِ فجعلها بعدها وهي أطوَل، وإنَّما ذلك للتأليف، فكانَ أوَّلُ القُرآن فاتِحَةُ الكِتاب ثمَّ البقرة إلى آخِرِ القُرآن، فَكَيْفَ تُسَمّى فاتِحَتُه وقد جُعِلَت خاتِمَتَه. وقد رُوِيَ عن الحَسَن وابن سيرين من الكَرَاهَةِ فيما هوَ دون هذا: أنَّهما كانا يَقْرَئانِ القُرآنَ من أوَّلِهِ إلى آخِرِه ويَكْرَهانِ الأورادَ، وقال ابن سيرين: تأليف اللهِ خيرٌ من تَأليفِكم. وتأويل الأوراد أنَّهم كانوا أحْدَثوا أنْ جَعَلوا القُرآنَ أجزاءً؛ كُلُّ جُزْءٍ منها فيه سُوَرٌ مختَلِفَة من القُرآنِ على غَيْرِ التأليف، جَعَلوا السورة الطويلة مع أُخرى دونَها في الطول، ثمَّ يَزيدونَ كذلك حتى يَتِمَّ الجُزْء، ولا تكون فيه سورة مُنْقَطِعَة، ولكن يكون كُلُّها سُوَرًا تامّة، فهذه الأوراد التي كَرِهَهَا الحَسَن ومحمد. والنَّكْسُ أكْثَرُ من هذا وأشَدُّ، وإنَّما جاءت الرُّخْصَة في تَعَلُّمِ الصَّبِيِّ والعَجَمِيِّ من المُفَصَّلِ لِصُعُوبَةِ السُّوَرِ الطِّوالِ عَلَيْهِما، فهذا عُذْرٌ، فأمّا مَن قد قَرَأَ القُرآنَ وحَفِظَه ثمَّ تَعَمَّدَ أنْ يَقْرَأَ من آخِرِه إلى أوَّلِه فهذا النَّكْسُ المَنْهِيُّ عنه، وإذا كَرْهْنا هذا فَنَحْنُ للنَّكْسِ من آخِرِ الصُّورة إلى أوَّلِها أشَدُّ كَرَاهَةً إن كانَ ذلك يكون. هذا كُلُّهُ كَلامُ أبي عُبَيْد رَحْمَةُ الله عليه. ؛ والوِلاد المَنْكوس: الذي تَخْرُجُ رِجْلاهُ قَبْلَ رأسِهِ، وهو اليَتْنُ. ؛ والمَنكوس من أشكال الرّمل: ثلاثَةُ أزواج مُتَوالِيَة يَتْلوها فَرْدٌ، وبعضهم يُسَمِّيْه الإنْكيس. ؛ والنُّكْسُ والنُّكَاسُ -بالضم فيهما-: عَوْدُ المَرَضِ بَعْدَ النَّقَهِ، قال أُمَيَّة بن أبي عائذٍ الهُذَليّ ؛ خَيالٌ لِزَيْنَبَ قد هاجَ لي *** نُكَاسًا مِنَ الحُبِّ بعدَ انْدِمالِ ؛ وقد نُكِسَ الرَّجُلُ نُكْسًا فهو مَنْكوس. يقال: تَعْسًا له ونُكْسًا، وقد يُفْتَح هاهنا للازْدِواجِ. ؛ والناكِسُ: المُطَأْطِئُ رَأسَه، وجُمِعَ في الشَّعْرِ على نَواكِسَ، وهو شاذٌّ، قال الفَرَزْدَق يمدح يَزيد بن المُهَلَّب ؛ وإذا الرِجالُ رَأوْا يَزِيْدَ رَأيْتَهم *** خُضُعَ الرِّقابِ نَواكِسَ الأبْصارِ ؛ ويروى: مُنَكِّسِي الأبْصارِ. ؛ ونَكَسَ كذا داءَ المَريْضِ بَعْدَ البُرْءِ: أي رَدَّهُ وأعادَهُ، قال ذو الرمَّةِ ؛ إذا قُلْتُ أسْلو عَنْكِ يا مَيُّ لم يَزَل *** مَحَلٌّ لِدائي مِن دِيارِكِ ناكِسُ ؛ وقال ابن الأعرابيّ: النُّكُسُ -بضمتين-: المُدْرَهِمُّونَ من الشُيُوخِ بعْدَ الهَرَمِ. ؛ والنِّكْسُ -بالكسر-: السَّهْمُ الذي يَنْكَسِرُ فَوْقَهُ فَيَجْعَل أعلاه أسْفَلَه، قال الحُطَيْئَة يهجو الزّبْرَقان بن بَدر ؛ قد ناضَلُوكَ فَسَلُّوا من كناسهم *** مَجْدًا تَليدًا ونَبْلًا غَيرَ أنْكاسِ ؛ وقال أبو عمرو: النِّكْسُ من القِسِيِّ: التي تُحَوِّلُ يَدُها رِجْلَها. وقال الأصمعيّ: هي المَنكوسَة من القِسِيِّ وهي عَيْب؛ وهو أن تكونَ رِجْلُ القَوْسِ رَأْسَ الغُصْنِ. ؛ والنِّكْسُ -أيضًا-: الضَّعيفُ. ؛ وقال ابن دريد: النِّكْسُ: النَّصْلُ الذي يَنْكَسِر سِنْخُه فَتُجْعَلُ ظُبَتُه سِنْخًا فلا يَزَالُ ضَعيفًا، ثُمَّ كَثُرَ ذلك في كلامِهِم حتى سمُّوا كُلَّ ضَعيفٍ نِكْسًا. قال: وقال قومٌ: النِّكْسُ اليَتْنُ، ولَيْسَ بثَبَتٍ. ؛ قال: والنِّكْسُ من القَوْمِ: المُقَصِّرُ عن غايَةِ النَّجْدَةِ والكَرَمِ، وأنشد إبراهيم الحَرْبيُّ رحمه الله ؛ رَأْسُ قِوَامِ الدِّيْنِ وابن رَأْسِ *** وخَضِلُ الكَفَّيْنِ غَيْرُ نِكْسِ ؛ والجمع: أنكاس، قال كَعْب بن زُهَيْرٍ -رضي الله عنه- يَمْدَحُ صَحَابَةَ رسولِ الله- صلى الله عليه وسلّم، ورضي عنهم- ؛ زالُوا فَما زالَ أنْكاسٌ ولا كُشُفُ *** عِنْدَ اللِّقاءِ ولا مِيْلٌ مَعَازِيْلُ ؛ ونَكَّسْتُه تَنْكيسًا: مِثل نَكَسْتُه نَكْسًا، والتَّشْديد للمُبالَغة. وقَرَأَ عاصِمٌ وحَمْزَة: {ومَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْه} بالتشديد. ؛ والمُنَكِّسُ من الخَيْل: الذي لا يَسمو برأسِه. وقال ابن فارِس: هو الذي إذا جَرى لا يَسْمو بِهادِيْه ولا بِرَأْسِه من ضَعْفِه. ؛ وقال الليث: إذا لَم يَلْحَقِ الفَرَسُ بالخَيل قيل: قد نَكَّسَ، وأنشد ؛ إذا نَكَّسَ الكاذِبُ المِحْمَرُ ؛ وقال رؤبة ؛ آمَرْتَ نَفْسًا تَكْرُمُ النُّفُوسا *** لَيْسَت لِخَبٍّ يَرْهَبُ التَّفْلِيْسا ؛ ولا لِنِكْسٍ يَعْمُرُ التَّنْكِيْسا *** ؛ وانْتَكَسَ الرَّجُلُ: وَقَعَ على رأسِهِ، ومنه حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «تَعَسَ وانْتَكَسَ؛ وإذا شِيْكَ فلا انْتَقَشَ. وقد ذُكِرَ الحديث بتمامِهِ في تركيب ت ع س. ؛ والتركيب يدل على القَلْب.
المعجم: العباب الزاخر

فرس

المعنى: الفَرَسُ: يَقَعُ على الذَكَرِ والأُنثى، ولا يقال للأُنثى فَرَسَة. وتصغير الفَرَسِ فُرَيس، وإنْ أرَدْتَ الأُنثى خاصّة لم تَقُل إلاّ فَريسَة بالهاء، عن أبي بكر بن السَّرّاج. ؛ وأحمد بن محمد بن فُرَيْس: من أصحاب الحديث. ؛ والجمع: أفْراس وأفْرس. ؛ وروى أبو ذر -رضي الله تعالى عنه- عن النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- أنّه قال: ليس من فَرَسٍ عربيٍ إلاّ يؤذَن له كُلَّ فجرٍ يَدْعو: اللهمَّ انَّكَ خَوَّلْتَني مِمَّن خَوَّلْتَني من بَني آدم فاجْعَلْني أحَبَّ مالِه وأهلِه إليه. ؛ وقال ابن فارِس: مَمكن أن يكون سمِّيَ الفَرَسُ فَرَسًا لِرَكْلِه الأرض بقوائِمِهِ وقوّةِ وطئِهِ. ؛ وراكِبُهُ فارِسٌ، وهو مثل لابن وتامِرٍ، أي صاحِبُ فَرَسٍ. ويُجْمَع على فَوَارِس، وهو جمع شاذٌّ لا يُقاس عَلَيه، لأنَّ فواعِل إنَّما هيَ جمع فاعِلَة -مثال ضارِبَة وضَوَارِب-؛ أو جمع فاعِل إذا كان صفة للمؤنَّث؟ مثل حائِض وحَوائِض-؛ أو ما كان لِغَير الآدَمِييِّن -مثل جَمَلٍ بازِل وجِمالٍ بوازِل؛ وجَمَلٍ عاضِهٍ وجمالٍ عَواضِه؛ وحائطٍ وحَوائِط-، فأمّا مُذَكَّرُ ما يَعْقِل فلم يُجْمَع عليه إلاّ فَوارِس وهَوَالِك ونَواكِس وعَواطِس وكَوادِس ورَواهِب وقَوارِس وقَوابِس وخَوالِف. ؛ فأمّا فوارِس فلأنّه شيء لا يكونُ إلاّ في المؤنّث فلم يُخَفْ فيه اللّبْس. وأمّا هوالِك فانَّه جاء في المَثَل: هالِك في الهَوَالِك، فجرى على الأصل، لأنَّه قد يَجيء في الأمثال ما لا يَجِيءُ في غيرِها. وأما نواكِس فقد جاءت في ضرورة الشعر. وقد تُعَلَّل البواقي بما يُلائِمُها، ونذكر -إن شاء الله تعالى- كُلَّ لفظٍ منها ونتكَلّمُ عليه. ؛ وفي المَثَل: هُما كَفَرَسَي رِهانٍ. يُضْرَب لاثْنَين يَسْتَبِقانِ إلى غاية فَيَتَسَاوَيان، وهذا التشبيه يقع في الابتِداء، لأنَّ النهاية تَجَلّى عن سَبْقِ أحَدِهِما لا مَحالَة. ؛ وفي حديث الضَّحّاك في رَجُلٍ آلى من امرأتِهِ ثُمَّ طَلَّقَها فقال: هُما كَفَرَسَي رِهانٍ أيُّهُما سَبَقَ أُخِذَ به. وتفسيرُه: إنَّ العِدَّةَ -وهي ثلاث حِيَض- إن انقَضَت قَبْلَ انقضاء وقت ايلائه -وهو أربعة أشهر- فقد بانتْ منه المرأة بتلك التطليقة ولا شيء عليه من الإيلاء، لأنَّ الأربعة أشهر تنقضي وليست له بِزوجٍ، وإن مَضَت الأربعةُ أشهر وهي في العِدَّةِ بانَت منه بالإيلاء مع تلك التطليقة؛ فكانت اثْنَتَين. ؛ وفي مثَلٍ آخَر: أبْصَرُ من فَرَس يهماءَ في غَلَسٍ. ؛ وبالدَّهْناء جبال من الرمل تُسَمّى: الفَوارِس، قال ذو الرُّمَّة ؛ إلى ظُعُنٍ يَقْرِضْنَ أجْوَازَ مُشْرِفٍ *** شِمالًا وعن أيْمانِهِنَّ الفَوَارِسُ ؛ وقال ابن السكِّيت: إذا كان الرجل على ذي حافِر بِرْذَوْنًا كانَ أو فرِسًا أو بَغلًا أو حِمارًا قُلْتُ: مَرَّ بنا فارسٌ على بَغْلٍ ومَرَّ بنا فارِسٌ على حِمَارٍ، قال ؛ وإنّي امرؤٌ للخَيْلِ عِنْدي مَزِيَّةٌ *** على فارِسِ البِرْذَوْنِ أو فارِسِ البغلِ ؛ وقال عُمارة بن عقيل بن بلال بن جرير: لا أقولُ لصاحِبِ البغلِ فارِسٌ ولكنّي أقولُ بَغّال، ولا أقولُ لصاحِبِ الحمارِ فارِسٌ ولكنّي أقولُ حَمّار. ؛ وربيعة بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان أخو مُضَرَ وأنمار يُقال له: ربيعةُ الفَرَسِ، وقد ذَكَرْتُ سَبَبَ إضافَتِه إلى الفَرَسِ في تركيب ح م ر. ؛ وفَرَسان -مِثال غَطَفَان-: جزيرة مأهولة من جَزَائِر بَحر اليَمَن. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: أرْسَيْتُ بها أيّامًا سَنَةَ خَمْسٍ وسِتِّمائة، وعندهم مَغَاصُ الدُّرِّ. ؛ وقال ابن دريد: فَرَسَانُ: لقب قرية من العَرَب، ليس بأبٍ ولا أمٍّ؛ نحو تَنُوخ، وهم أخلاط من العرب اصْطَلَحوا على هذا الاسم. وكُلُّهُم من بَني تَغْلِب. قال: وقال ابن الكَلْبي: كان عَبْدِيْد الفَرَسَاني أحّد رجال العرب المذكورين. ؛ والفارِس والفَروس والفَرّاس: الأسد، قال أبو ذؤيب الهُذَلي في رِوايةِ أبي نَصْرٍ، وفي رواية مَنْ سِوَاه: قال مالِك بن خالِد الخُناعيّ، وهو الصحيح ؛ يا مَيّ إنَّ سِبَاعَ الأرضِ هالِكَةٌ *** والعُفْرُ والأُدْمُ والآرامُ والناسُ ؛ تاللهِ لا يُعْجِزُ الأيّامَ مُبْتَرِكٌ *** في حَوْمَةِ المَوْتِ رَزّامٌ وفَرّاسُ ؛ يقال: فَرَسَ الأسَدُ فريسَتَهُ يَفْرِسُها -بالكسر- فَرْسًا: أي دَقَّ عُنُقَها، هذا أصلُ الفَرْسِ، ثمَّ كَثُرَ واسْتُعمِلَ حتى صُيِّرَ كُلُّ قَتْلٍ فَرْسًا. وفي حديث عمر -رضي الله عنه-: أنَّه نهى عن الفَرْسِ في الذبيحَة، أي عن كَسْرِ رَقَبَتِها قبلَ أن تَبْرُد. وفي حديثه الآخَر: أنَّه أمَرَ مُنادِيًا أن لا تَنْخَعوا ولا تَفْرِسوا. وعن عُمَر بن عبد العزيز -رحمه الله-: أنَّه نهى عن الفَرْسِ والنَّخْعِ وأن يُسْتَعانَ على الذبيحة بغير حَدِيْدَتِها. ؛ والفَريسَة: فَعيلَة بمعنى مَفْعُولَة. ؛ والفَرِيْسُ: حلقة من خشب يقال لها بالفارسيّة: جَنْبَرْ أي الحَلَقَة المَعْطوفة التي تُشَدُّ في طَرَفِ الحَبْل، وأنشد الأزْهَرِيّ ؛ فلو كان الرِّشَاءُ مِئينَ باعا *** لكانَ مَمَرُّ ذلك في الفَرِيْسِ ؛ وفَريس بن ثعلَبَة: من التابعين. ؛ والفَريس: القَتيل، والجَمْع: فَرْسى، كصَريع وصَرْعى. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أنَّه ذَكَرَ ياجُوجَ وماجُوجَ وإنَّ نبيَّ الله عيسى يُحْصَرُ وأصحابُه فَيَرْغَبُ إلى الله؛ فَيُرْسِلُ عليهم النَّغَفَ؛ فَيُصْبِحونَ فَرْسى كمَوْتِ نَفْسٍ واحِدَة، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ مَطَرًا فَيَغْسِلُ الأرْضَ حتى يَتْرُكَها كالزَّلَفَة». ؛ وأبو فِراس وأبو فَرّاس: كنية الأسد، لِفَرْسِهِ فَريْسَتَه. ؛ وأبو فِراس ربيعة بن كعب الأسلمي -رضي الله عنه-: له صُحبَة. ؛ وأبو فِراس: كنية الفَرَزْدَق. ؛ وفِراس بن يَحْيى الهَمَداني: المُكَتِّب الكوفيّ، يَروي عن عامِر بن شراحيل الشَّعْبيّ. ؛ وقال ابن السكِّيت: فَرَسَ الذِّئبُ الشاةَ فَرْسًا. ؛ وفارِس: الفَرْس- بالضم-. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إذا مَشَت أُمَّتي المُطَيْطَاءَ وخَدَمَتْهُم فارِسُ والرُّومُ كانَ بَأْسُهم بينهم». ؛ وفارِس -أيضًا-: بِلاد الفُرْس. ؛ وقال ابن الأعرابي: الفَرْسَة: الحَدَبُ. وقال غيره: الفَرْسَة والفَرْصَة: ريحُ الحَدَبِ؛ كأنَّها تَفْرِسُ الظَّهْرَ أي تدُقُّه؛ وتَفْرصُه أي تَشُقُّه. وفي حديث قليلة بنت مخرَمة التَّميميَّة -رضي الله عنها-: كانَت قد أخَذَتْها الفَرْسَة. ذَكَرَها إبراهيم الحَرْبيّ -رحمه الله- بالسِّين؛ وذَكَرها أبو عُبَيد بالصاد وقال: العامّة تقولها بالسين؛ وأمّا المسموع عن العَرَب فبالصاد، وقد كُتِبَ الحديث بتمامِه في تركيب س ب ج. ؛ وفَرْسٌ: موضِع ببلاد هُذَيْل، وقيل: بَلَدٌ من بِلادِها، قال أبو بُثَيْنَة القرمي ؛ فأعْلُوْهُم بِنَصْلِ السَّيْفِ ضَرْبًا *** وقُلتُ لعلَّهم أصحاب فَرْسِ ؛ والفِرْس -بالكسر-: نَبْتٌ. قال الدِّيْنَوَري: ذَكَرَ بعض الرواة أنَّه ضرب من النَّبْتِ ولم تَبْلُغني له تَحْلِيَة. وقال الأزهري: اخْتَلَفَت الأعراب فيه؛ فقال أبو المَكارم: هو القَصْقَاص. وقال غيره: هو الحَبَن، وقيل: هو البَرْوَقُ. ؛ وقال ابن الأعرابي: الفَرَاسُ -بالفتح-: تمرٌ أسْوَد وليس بالسّهْرِيْزِ، وأنشد ؛ إذا أكلوا الفَرَاسَ رَأيْتَ شامًا *** على الأنْشالِ منهم والغُيُوْبِ ؛ الأنثال: التِّلال. ؛ والفِرَاسَة -بالكسر-: الاسم من التَفَرُّس، ومنها الحديث الذي يَرْفَعونَه إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- اتَّقوا فِراسَة المؤمن فإنَّه يَنْظُرُ بنور الله. ولا يَثْبُتُ، تقول منه: رَجُلٌ فارِسُ النَّظَر. ويقال: أفْرَسُ النّاسِ صاحِبَةُ موسى صلوات الله عليه. ؛ ورجُلٌ فارِسٌ على الخيل، بين الفَرَاسَة والفُرُوسيّة، وقد فَرُسَ -بالضم- يَفْرُسُ فُرُوْسَةً وفَرَاسَةً: إذا حَذَقَ أمرُ الخَيْل، وفي الحديث: عَلِّموا رِجالَكُم العَوْمَ والفَرَاسَةَ: يعني العِلمَ بركوب الخيل ورَكْضِها. ؛ وقال ابن الأعرابي: الفُرْسَة: الفَرْصَة. ؛ وفَرِسَ -بالكسر-: إذا دام على أكل الفَرَاس. ؛ وفَرِسَ: إذا دام على رعْي الفِرْسِ. ؛ والفِرْسِنُ للبعير: كالحافِر للبغل والفَرَس والحِمَار، والنون زائدة، وهي مؤنَّثَة، ووزنُها فِعْلِنٌ عن ابن السَّرّاج، ويأتي -إن شاء الله تعالى- ذِكرُها في حرف النون، وربَّما قيلَ: فِرْسِنُ شاةٍ على الاستِعارة، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «يا نساء المسلمات لا تَحْقِرَنَّ جارَةٌ لِجارَتِها ولو فِرْسِن شاة. وكذلك النون في الفِرْناسِ والفُرَانِسِ للأسَد الغَليظ الرَّقَبَة الفَرّاس لِفَرِيْسَتِه». ؛ وقال أبو عمر الزاهد: الفِرناس: الأسد الضاري. وقال ابن خالوَيْه في كتاب لَيْسَ: سُمِّيَ فِرْناسًا لأنَّه رئيس السِّبَاع. ؛ قال ويقال لرئيس الدَّهاقين والقُرى: فِرْناسٌ، وجمع فِرْناس: فَرَانِسَة، وأنشد لجرير ؛ إنَّ الفرانِسَة الذينَ بأرْضِهِم *** لا يَسْألونَ عن النِّكاحِ مُهُورا ؛ وفِرْناس: رجل من بَني سَليط. ؛ وقال النَّضْرُ في كتاب الجود والكَرَم: الفِرْناس من الرجال. الشديد الشُّجاع، شُبِّهَ بالأسد، وأنشد أبو زيد ؛ أأنْ رأيْتَ أسَدًا فُرانِسا *** والوَجْهَ كَرْهًا والجبينَ عابسا ؛ أبْغَضْتَ أنْ تَدْنو أو تُلابِسا *** ؛ وقال أبو عمرو: يقال: أفْرَسَ عن بَقِيَّةِ مال فُلان: إذا أخَذَه وتَرَكَ منه بقِيّة. ؛ وقال ابن السكِّيت: أفْرَسَ الراعي: أي فَرَسَ الذِّئْبُ شاةً من غَنَمِه. ؛ قال: وأفْرَسَ الرَّجل الأسَدَ حِمارَه: إذا تَرَكَه له لِيَفْتَرِسَهُ وينجوَ هو. ؛ ويقال: تَفَرَّسْتُ فيه خيرًا. ؛ وهو يَتَفَرَّس: أي يَتَثَبَّتْ ويَنْظُر. ؛ وقال الأصمعي: فلان يَتَفَرَّس: إذا كان يُري الناسَ أنَّه فارِس. ؛ وافْتَرَسَ الأسد: اصْطادَ. وقال النَّضْرُ. لا يقال افتَرَسَ الذِّئبُ الشاةَ، ولكن يقال: أكَلَها. وقال معاوية -رضي الله عنه-: الدُّنيا لم تُرِد أبا بَكْرٍ -رضي الله عنه- ولم يُرِدْها، وأمّا نحنُ فافْتَرَسْناها افْتِراسًا. ؛ وفَرْنَسَةُ المرأة: حُسْنُ تدبيرِها لأمور بيتِها. ؛ والتركيب يدل على وَطْءِ الشَّيْءِ ودقِّه.
المعجم: العباب الزاخر

فرس

المعنى: الفَرَس: واحد الخيل، والجمع أَفراس، الذكر والأُنثى في ذلك سواء، ولا يقال للأُنثى فيه فَرَسة؛ قال ابن سيده: وأَصله التأْنيث فلذلك قال سيبويه: وتقول ثلاثة أَفراس إذا أَردت المذكر، أَلزموه التأْنيث وصار في كلامهم للمؤنث أَكثر منه للمذكر حتى صار بمنزلة القدَم؛ قال: وتصغيرها فُرَيْس نادِر، وحكى ابن جِني فَرَسَة. الصحاح: وإِن أَردت تصغير الفَرس الأُنثى خاصة لم تقُل إِلا فُرَيسَة، بالهاء؛ عن أَبي بكر بن السراج، والجمع أَفراس، وراكبه فارس مثل لابن وتامِر. قال ابن السكيت: إذا كان الرجل على جافرٍ، بِرْذَوْناً كان أَو فرَساً أَو بغْلاً أَو حماراً، قلت: مرَّ بنا فارس على بغل ومرّ بنا فارس على حمار؛ قال الشاعر: وإِنــي امـرؤٌ للخَيـل عنـدي مَزيَّـة علـى فارِس البِرْذَوْنِ أَو فارس البَغْلِ وقال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير، لا أَقول لصاحب البغل فارس ولكني أَقول بغَّال، ولا أَقول لصاحب الحمار فارس ولكني أَقول حَمّار. والفرَس: نجم معروف لمُشاكلته الفرس في صُورته. والفارس: صاحب الفرَس على إِرادة النسَب، والجمع فُرْسان وفَوارس، وهو أَحَدُ ما شذَّ من هذا النَّوع فجاء في المذكر على فَواعِل؛ قال الجوهري في جمعه على فَوارس: هو شاذ لا يُقاس عليه لأَن فواعل إِنما هو جمع فاعلة مثل ضاربة وضَوارِب، وجمع فاعل إذا كان صفة للمؤنث مثل حائض وحَوائض، أَو ما كان لغير الآدميّين مثل جمل بازل وجمال بَوازِل وجمل عاضِه وجمال عَواضِه وحائِط وحوائِط، فأَما مذكّر ما يَعقِل فلم يُجمع عليه إِلا فَوارِس وهَوالك ونَواكِس، فأَما فوارِس فلأَنه شيء لا يكون في المؤنث فلم يُخَفْ فيه اللّبْس، وأَما هوالك فإِنما جاء في المثل هالِك في الهَوالِك فَجَرى على الأَصل لأَنه قد يجيء في الأَمثال ما لا يجيء في غيرها، وأَما نواكِس فقد جاء في ضرورة الشِّعْر.والفُرسان: الفوارس؛ قال ابن سيده: ولم نَسمَع امرأَة فارِسة، والمصدر الفَراسة والفُرُوسة، ولا فِعْل له. وحكى اللحياني وحده: فَرَس وفَرُس إذا صار فارساً، وهذا شاذ. وقد فارَسه مُفارَسة إذا صار فارساً، وهذا شاذ.وقد فارَسه مُفارَسة وفِراساً، والفَراسة، بالفتح، مصدر قولك رجل فارِس على الخيل. الأَصمعي: يقال فارِس بيّن الفُرُوسة والفَراسة والفُرُوسِيّة، وإِذا كان فارساً بِعَيْنِه ونَظَرِه فهو بيّن الفِراسة، بكسر الفاء، ويقال: إِن فلاناً لفارس بذلك الأَمر إذا كان عالماً به. ويقال: اتقوا فِراسة المؤمن فإِنه ينظر بنور اللَّه.وقد فرُس فلان، بالضم، يَفْرُس فُرُوسة وفَراسة إذا حَذِقَ أَمر الخيل.قال: وهو يَتَفَرَّس إذا كان يُري الناسَ أَنه فارس على الخيل. ويقال: هو يَتَفَرَّس إذا كان يَتَثَبَّتُ وينظرُ. وفي الحديث: أَن رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، عَرض يوماً الخيلَ وعنده عُيَيْنة بن حِصن الفَزاري فقال له: أَنا أَعلم بالخيل منك، فقال عُيينة: وأَنا أَعلم بالرجال منك، فقال: خيار الرِّجال الذين يَضَعُون أَسيافهم على عَواتِقِهم ويَعْرُضُون رِماحهم على مناكب خيلهم من أَهل نجد، فقال النبي، صلى اللَّه عليه وسلم: كذبتَ؛ خِيارُ الرجال أَهل اليمن، الإِيمان يَمانٍ وأَنا يَمانٍ، وفي رواية أَنه قال: أَنا أَفرَسُ بالرجال؛ يريد أَبْصَرُ وأَعرَفُ.يقال: رجل فارس بيِّن الفُروسة والفَراسة في الخيل، وهو الثُّبات عليها والحِذْقُ بأَمرها. ورجل فارس بالأَمر أَي عالم به بصير.والفِراسة، بكسر الفاء: في النَّظَر والتَّثَبُّت والتأَمل للشيء وابصَر به، يقال إِنه لفارس بهذا الأَمر إذا كان عالماً به. وفي الحديث: عَلِّمُوا أَولادكم العَوْم والفَراسة؛ الفَراسَة، بالفتح: العِلم بركوب الخيل وركْضِها، من الفُرُوسيَّة، قال: والفارس الحاذق بما يُمارس من الأَشياء كلها، وبها سمي الرجل فارساً. ابن الأَعرابي: فارِس في الناس بيِّن الفِراسة والفَراسة، وعلى الدابة بيِّن الفُرُوسِيَّة، والفُروسةُ لغة فيه، والفِراسة، بالكسر: الاسم من قولك تفرَّسْت فيه خيراً.وتفرَّس فيه الشيءَ: توسَّمَه. والاسم الفِراسَة، بالكسر. وفي الحديث: اتَّقُوا فِراسَة المؤمن؛ قال ابن الأَثير: يقال بمعنيَين: أَحدهما ما دل ظاهرُ الحديث عليه وهو ما يُوقِعُه اللَّه تعالى في قلوب أَوليائه فيَعلمون أَحوال بعض الناس بنَوْع من الكَرامات وإِصابة الظنّ والحَدْس، والثاني نَوْع يُتَعَلَم بالدلائل والتَّجارب والخَلْق والأَخْلاق فتُعرَف به أَحوال الناس، وللناس فيه تصانيف كثيرة قديمة وحديثة، واستعمل الزجاج منه أَفعل فقال: أَفْرَس الناس أَي أَجودهم وأَصدقهم فِراسة ثلاثةٌ: امرأَةُ العزيز في يوسف، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وابنةُ شُعَيْب في موسى، على نبينا وعليهم الصلاة والسلام، وأَبو بكر في تولية عمر بن الخطاب، رضي اللَّه عنهما. قال ابن سيده: فلا أَدري أَهو على الفعل أم هو من باب أَحْنَكُ الشَّاتَيْنِ، وهو يَتَفَرَّس أَي يَتثَبَّت وينظر؛ تقول منه: رجل فارِس النَّظَر. وفي حديث الضحاك في رجل آلى من امرأَته ثم طلقها قال: هما كَفَرَسَيْ رِهانٍ أَيُّهما سبَق أُخِذ به؛ تفسيره أَن العِدَّة، وهي ثلاث حِيَض أَو ثلاثة أَطهار، إِنِ انْقَضَت قَبلَ انقضاء إِيلائه وهو أَربعة أَشهر فقد بانت منه المرأَة بتلك التطليقة، ولا شيء عليه من الإِيلاء لأَن الأَربعة أَشهر تنقضي وليست له بزوج، وإِن مضت الأَربعة أَشهر وهي في العِدّة بانت منه بالإِيلاء مع تلك التطليقة فكانت اثنتين، فجَعَلَهما كَفَرَسَيْ رِهان يتسابقان إِلى غاية.وفَرَسَ الذَبيحَة يَفْرِسُها فَرْساً: قطع نُخاعَها، وفَرَّسَها فَرْساً: فصَل عُنُقها ويقال للرجل إذا ذبح فنَخَع: قد فَرَس، وقد كُرِه الفَرْس في الذّبيحَة؛ رواه أَبو عبيدة بإِسناده عن عمر، قال أَبو عبيدة: الفَرْس هو النَّخْعُ، يقال: فَرَسْت الشاة ونَخَعْتُها وذلك أَن تَنتَهي بالذبح إِلى النُّخاع، وهو الخَيْطُ الذي في فَقار الصُّلْب مُتَّصِل بالفقار، فنهى أَن يُنْتهى بالذبح إِلى ذلك الموضع؛ قال أَبو عبيد: أما النَّخْع فعلى ما قال أَبو عبيدة، وأَما الفَرْس فقد خُولف فيه فقيل: هو الكسر كأَنه نهى أَن يُكْسَرَ عظمُ رقبة الذبيحة قبل أَن تَبْرُدَ، وبه سُمِّيت فَريسة الأَسد لِلْكسر. قال أَبو عبيد: الفَرْس، بالسين، الكسر، وبالصاد، الشق. ابن الأَعرابي: الفرس أَن تُدَقّ الرقبَة قبل أَن تُذْبَح الشاة وفي الحديث: أَمَرَ مُنادِيَه فنادَى: لا تَنْخَعُوا ولا تَفْرِسوا.وفَرَسَ الشيءَ فَرْساً: دَّقَه وكَسَرَهُ؛ وفَرَسَ السَّبُعُ الشيءَ يفرِسُه فَرْساً. وافْتَرَسَ الدَّابة: أَخذه فدَقَّ عُنُقَه؛ وفَرَّسَ الغَنم: أَكثر فيها من ذلك. قال سيبويه: ظَلَّ يُفَرِّسُها ويُؤَكِّلُها أَي يُكثِر ذلك فيها. وسَبُعٌ فَرَّاس: كثير الافتراس؛ قال الهذلي: يــا مَـيّ لا يُعْجِـز الأَيـامَ ذُو حِيَـدٍ فــي حَوْمَــةِ المَـوْتِ، رَوَّامٌ وفَـرَّاسُ والأَصل في الفَرْس دَقُّ العُنُق، ثم كَثُرَ حتى جُعِل كل قتل فَرْساً؛ يقال: ثَوْر فَرِيس وبقرة فَريس. وفي حديث يأْجوج ومأْجوج: إِن اللَّه يُرْسِل النِّغَف عليهم فيُصْبِحُون فَرْسَى أَي قَتْلَى، الواحد فَرِيسٌ، من فَرَسَ الذئب الشاة وافترسها إذا قتلها، ومنه فَرِيسة الأَسد.وفَرْسَى: جمع فريس مثل قَتْلى وقَتِيل.قال ابن السِّكِّيت: وفَرَسَ الذئبُ الشاة فَرْساً، وقال النضر بن شُمَيل: يقال أَكل الذئب الشاة ولا يقال افْتَرَسها. قال ابن السكيت: وأَفْرَسَ الراعي أَي فَرَسَ الذئب شاة من غَنَمه. قال: وأَفْرَسَ الرجلُ الأَسدَ حِمارَه إذا تركه له لِيَفْتَرِسَه ويَنْجُوَ هو. وفَرَّسه الشيءَ: عَرَّضَه له يَفْترِسه؛ واستعمل العجاج ذلك في النُّعَرِ فقال: ضــَرْباً إذا صـَابَ اليآفِيـخَ احْتَفَـرْ فـي الهـامِ دُخْلانـاً يُفَرِّسـْنَ النُّعَـرْ أَي أَنّ هذه الجراحات واسعة، فهي تمكِّن النُّعَر مما تُرِيده منها؛ واستعمله بعض الشُّعراء في الإِنسان فقال، أَنشده ابن الأَعرابي: قـد أَرْسـَلُوني فـي الكَـواعِبِ رَاعياً فَقَـدْ، وأَبيـ، رَاعِي الكَواعِبِ، أَفْرِسُ أَتَتْـــهُ ذِئابٌ لا يُبــالِين رَاعِيــاً وكُــنَّ ذِئابــاً تَشــْتَهِي أَن تُفَرَّسـا أَي كانت هذه النساء مُشْتَهِيات للتَّفْرِيس فجعلهُنَّ كالسَّوامِ إِلا أَنهنَّ خالَفْن السَّوام لأَنَّ السَّوام لا تشتهي أَن تُفَرِّسَ، إِذ في ذلك حَتْفُها، والنساء يَشْتَهِين ذلك لما فيه من لذَّتهنّ، إِذْ فَرْس الرجال النساء ههنا إِنما هو مُواصَلَتُهُنَّ؛ وأَفْرِسُ من قوله: فَقَـدْ، وأَبـي راعِـي الكَواعِبِ، أَفْرِسُ موضوع موضع فَرَسْت كأَنه قال: فقد فَرَسْتُ؛ قال سيبويه: قد يَضَعون أَفْعَلُ موضع فَعَلْت ولا يَضَعُون فَعَلْتُ في موضع أَفْعَل إِلا في مُجازاة نحو إِن فَعَلْتَ فَعَلْتُ. وقوله: وأَبي خَفْضٌ بواو القَسَم، وقوله: رَاعِي الكواعِب يكون حالاً من التَّاء المقدَّرة، كأَنه قال: فَرَسْت رَاعِياً للكواعب أَي وأَنا إِذ ذاك كذلك، وقد يجوز أَن يكون قوله وَأَبي مُضافاً إِلى راعِي الكواعِب وهو يريد بِرَاعي الكَواعِب ذاتَهُ: أَتَتْـــهُ ذِئابٌ لا يُبــالين رَاعِيــاً أَي رجالُ سُوء فُجَّارٌّ لا يُبالُون من رَعَى هؤلاء النساء فنالوا منهنّ إِرادَتَهُم وهواهُمْ ونِلْنَ منهم مثلَ ذلك، وإِنما كَنَى بالذِّئاب عن الرجال لأَن الزُّناة خُبَثاء كما أَن الذئاب خَبيثة، وقال تَشْتَهِي على المبالغة، ولو لم يُرِد المُبالَغة لقال تريد أَن تُفَرِّس مكان تَشْتَهِي، على أَن الشهوة أَبلغ من الإِرادة، والعقلاء مُجْمعُون على أَن الشَّهوة غير محمودة البَتَّة. فأَما المراد فمِنْه محمود ومنه غير محمود.والفَريسَة والفَرِيسُ: ما يَفْرِسُه؛ أَنشد ثعلب: خــافُوه خَــوْفَ الليـثِ ذي الفَرِيـس وأَفرسه إِياه: أَلقاه له يَفْرِسُه. وفَرَسَه فَرْسَةً قَبيحة: ضَرَبه فدخل ما بين وِرْكَيْه وخرجَتْ سُرَّته.والمَفْرُوسُ: المكسُور الظهر. والمَفْروس والمفزور والفَريسُ: الأَحْدَب. والفِرْسَة: الحَدْبَة، بكسر الفاء. والفِرْسَة: الرِّيح التي تُحْدِب، وحكاها أَبو عُبَيد بفتح الفاء، وقيل: الفِرْسَة قَرْحة تكون في الحَدَب، وفي النَّوبة أَعلى وذلك مذكور في الصاد أَيضاً. والفَرْصَة: ريح الحَدَب، والفَرْس: ريح الحَدَب. الأَصمعي: أَصابته فَرْسَة إذا زالت فَقْرة من فَقار ظهره، قال:وأَمّا الرِّيح التي يكون منها الحَدَب فهي الفَرْصَة، بالصاد. أَبو زيد: الفِرسَة قَرْحَة تكون في العُنُق فَتَفْرِسها أَي تدقها؛ ومنه فَرَسْتُ عُنُقه. الصحاح: الفَرْسَة ريح تأْخذُ في العُنُق فَتَفْرِسُها. وفي حديث قَيْلَة: ومعها ابنة لها أَحْدَبَها الفِرْسَة أَي ريح الحدَب فيَصير صاحبها أَحْدَب. وأَصاب فُرْسَتَه أَي نُهْزَته، والصاد فيها أَعرف.وأَبو فِراسٍ: من كُناهُم، وقد سَمَّت العرَب فِراساً وفَراساً.والفَرِيسُ: حَلْقَة من خَشب معطوفة تُشَدُّ في رأْس حَبْل؛ وأَنشد: فلــو كــانَ الرِّشـا مِئَتَيْـنِ باعـاً لَكــان مَمــرُّ ذلــك فــي الفَرِيـسِ الجوهري: الفَريس حَلْقَة من خَشب يقال لها بالفارسيَّة جَنْبر.والفِرْناس، مثل الفِرْصاد: من أَسماء الأَسد مأْخوذة من الفَرْسِ، وهو دقّ العُنُق، نونه زائدة عند سيبويه. وفي الصحاح: وهو الغليظ الرَّقبة.وفِرْنَوْس: من أَسمائه؛ حكاه ابن جني وهو بناء لم يحكه سيبويه. وأَسد فُرانِس كفِرْناس: فُعانِل من الفَرْس، وهو مما شذَّ من أَبنية الكتاب.وأَبو فِراس: كُنية الأَسد.والفِرس، بالكسر: ضرب من النَّبات، واختَلَف الأَعراب فيه فقال أَبو المكارِم: هو القَصْقاص، وقال غيره: هو الحَبَنٌ، وقال غيره: هو الشِّرْشَرُ، وقال غيره: هو البَرْوَقُ.ابن الأَعرابي: الفَراس تمر أَسود وليس بالشِّهْرِيزِ؛ وأَنشد: إِذا أَكلُــوا الفَـراسَ رأَيـت شـاماً علــى الأَنْثــال منهــمْ والغُيُــوبِ قال: والأَنْثال التِّلال.وفارِسُ: الفُرْسُ، وفي الحديث: وخَدَمَتْهم فارِسُ والرُّوم؛ وبِلادُ الفُرْس أَيضاً؛ وفي الحديث: كنت شاكِياً بفارس فكنتُ أُصلي قاعدا فسأَلت عن ذلك عائشة؛ يريد بلادَ فارِس، ورواه بعضهم بالنون والقاف جمع نِقْرِس، وهو الأَلم المعرُوف في الأَقدام، والأَول الصحيح. وفارِس: بلدٌ ذو جِيل، والنسب إِليه فارسيّ، والجمع فُرْس؛ قال ابن مُقْبِل: طـافَت بـه الفُـرْسُ حـتى بَدَّ ناهِضُها وفَرْسٌ: بلد؛ قال أَبو بثينة: فــأَعْلُوهم بِنَصــْلِ الســَّيف ضــرْباً وقلتُ: لعلَّهــــم أَصـــحابُ فَـــرْسِ ابن الأَعرابي: الفَرسن التفسير وهو بيانُ وتفصيلُ الكتاب. وذُو الفَوارِس: موضع؛ قال ذو الرُّمَّة: أَمْســى بِــوَهْبِينَ مُجْتَــازاً لِطِيَّتِـهِ مِنْ ذِي الفَوارِس، تَدْعُوا أَنفَه الرِّبَبُ وقوله هو: إِلــى ظُعْــنٍ يَقْرِضـْنَ أَجْـوازَ مُشـْرِفٍ شــِمالاً، وعــن أَيْمـانِهِنَّ الفَـوارِسُ يجوز أَن يكون أَراد ذُو الفَوارِس. وتَلُّ الفَوارس: موضع معروف، وذكر أَنَّ ذلك في بعض نسخ المصنف، قال وليس ذلك في النسخ كلها. وبالدَّهْناء جِبال من الرَّمْل تسمَّى الفَوارِس؛ قال الأَزهري: وقد رأَيتها.والفِرْسِنُ، بالنون، للبعير: كالحافِر للدابة؛ قال ابن سيده: الفِرْسِن طَرف خُفّ البعير، أُنثى، حكاه سيبويه في الثلاثي، قال: والجمع فَراسِن، ولا يقال فِرْسِنات كما قالوا خَناصِر ولم يقولوا خِنْصِرات. وفي الحديث: لا تَحْقِرَنَّ من المعروف شيئاً، ولو فِرْسِن شاة. الفِرْسِن: عَظْم قليل اللحم، وهو خُفّ البعير كالحافر للدابة، وقد يستعار للشَّاة فيقال فِرْسِن شاة، والذي للشّاة هو الظِّلْف، وهو فِعْلِن والنون زائدة، وقيل أَصلية لأَنها من فَرَسْت.وفَرَسان، بالفتح: لقَب قبيلة. وفِراس بن غَنْم: قبيلة، وفِراس بن عامر كذلك.
المعجم: لسان العرب

Pages