المعجم العربي الجامع

ناهورٌ

المعنى: (صيغة الجمع) نَواهيرُ سَحابٌ.
المعجم: القاموس

نَهَرَ

المعنى: ـَ نَهْراً: سال بقوّة. وـ الماءُ: جرى في الأرض وجعل لنفسه مَجْرى. وـ الحفّارُ: بلغ الماء في حَفْره. يقال: حفَر بئراً حتى نَهَر. وـ الأرضَ: شقَّها. وـ فلاناً: زَجَرَه وأغضبه. وفي التنزيل العزيز: {فلا تقلْ لهُمَا أُفّ ولا تنهرهما}، و: {وأمّا السّائل فلا تنهر}. وـ النَّهْرَ: حفره وأجراه.؛(نَهِرَ) الشيءُ ـَ نَهَراً: كثُر وغَزُر. فهو نَهِير.؛(أنْهَرَ): صار في النَّهار أو عمل فيه. وـ السَّائلُ: جرى وسال بقوّة. ويقال: أنهر البطنُ: استطلق. وأنهر العِرْق: لم يَرْقأ دمه. وـ المرأةُ: سمنت. وـ في العَدْو: أبطأ فيه. وـ الدَّمَ: أسالَه. وـ الفَتْقَ: وسَّعَه. ويقال: حفَر بئراً فأنهر: لم يُصِب خيراً.؛(انْتَهَرَ) النّهرُ: أخذ مجراه. وـ بطنُه: اسْتَطْلَقَ. وـ العِرْق: لم يرقأ دمه. وـ فلاناً: بالغ في نهره.؛(اسْتَنْهَرَ) السّائلُ: جرى في كثرة وقُوّة. وـ النَّهْر: اتَّخَذَ لمجراه موضعاً مكيناً. وـ الأمرُ: اتَّسَعَ واستفحل.؛(المَنْهَر): موضع يحتفره الماء. وـ شَقّ في الحصن نافِذ يجري منه الماء. (ج) مَنَاهِر، ومناهير.؛(المَنْهَرَة): فضاء بين البيوت والأفنية تُلْقى فيه الكُنَاسات.؛(النَّاهِر): العِنَب الأبيض.؛(النَّاهُور): السَّحَاب.؛(النَّهَار): ضِيَاء ما بين طلوع الفجر إلى غروب الشمس. (ج) أنْهُر، ونُهُر.؛(النَّهَارِيّ): الطّعام يؤكل أوّل النّهار.؛(النَّهْر): الماء العذب الغزير الجاري. وـ مجرى الماء العَذْب. (ج) أنهار، وأنْهُر، ونُهُر.؛(النَّهَر): السّعَة. وـ الضِّيَاء. وـ النَّهْر. وفي التنزيل العزيز: {إن المتقين في جنات ونهر}.؛(النَّهِر): العِنَب الأبيض. ويقال: نَهْر نَهِر: واسع. ونَهار نَهِر: مُضيء. ورجل نَهِر: يعمل بالنّهار. قال؛لست بلَيليّ ولكنِّي نهِرْ.؛(النَّهِرَة): يقال: ناقة أو شاة نهِرَة: غزيرة الدّرّ.
المعجم: الوسيط

النهر

المعنى: ـ النَّهْرُ، ويُحَرَّكُ: مَجْرَى الماءِ ـ ج: أنهارٌ ونُهُرٌ ونُهُورٌ وأنْهُرٌ. ـ والنَّهرِيُّونَ: عبدُ اللهِ بنُ عليٍّ، وأحمدُ بن عُبَيْدِ اللهِ المحدِّثانِ، وعليُّ بنُ حَسَنِ مَيمونٍ الشاعرُ. ـ ونَهَرَ النَّهْرَ، كَمَنَعَ: أجْراهُ، ـ وـ الرجلَ: زَجَرَهُ، ـ كانْتَهَرَهُ. ـ واسْتَنْهَرَ النَّهْرُ: أخَذَ لِمَجْرَاهُ موضِعَاً مَكِيناً. ـ والمَنْهَرُ، كمَقْعَدٍ: موضِعٌ في النَّهْرِ يَحْتَفِرُهُ الماءُ، وشَقٌّ في الحِصْنِ نافِذٌ، يجري منه ماءٌ، وبهاءٍ: فَضاءٌ بين أفْنِيَةِ القومِ للكُناساتِ. ـ وحفَرَ حتى نَهَـرَ، كمَنَعَ وسَمِعَ: بَلَغَ الماءَ، ـ كأَنْهَرَ. ـ والنَّهَرُ، محرَّكةً: السَّعَةُ. ـ ونَهَرٌ نَهِرٌ، ككتِفٍ: واسعٌ. ـ وأنْهَرَهُ: وسَّعَهُ، ـ وـ الدَّمَ: أظْهَرَهُ، وأسالهُ، ـ وـ العِرْقُ: لم يَرْقَأْ دَمُهُ، ـ كانْتَهَرَ، ـ وـ فلانٌ: لم يُصِبْ خَيْراً، ـ وـ المرأةُ: سَمِنَتْ، ـ وـ في العَدْوِ: أبطَأ، ـ وـ الدَّمُ: سالَ. ـ والنَّهِيرُ: الكثيرُ. ـ والنَّهِيرَةُ: الناقةُ الغَزيرَةُ. ـ والنَّهارُ: ضِياءُ ما بينَ طُلوعِ الفَجْرِ إلى غُروبِ الشمسِ، أو من طُلوعِ الشمسِ إلى غُروبِها، أو انْتِشارُ ضَوْءِ البصرِ وافْتِراقُهُ ـ ج: أنْهُرٌ ونُهُرٌ، أو لا يُجْمَعُ كالعَذابِ والشَّرابِ. ـ ورجلٌ نَهِرٌ، ككتِفٍ: صاحبُ نَهارٍ، وقد أنْهَرَ. ـ ونَهَارٌ أنْهَرُ ونَهِرٌ، ككتِفٍ: مُبالَغَةٌ. ـ والنَّهارُ: فَرْخُ القَطا، أو ذَكَرُ البُومِ، أو ولَدُ الكَرَوانِ، أو ذَكَرُ الحُبارَى ـ ج: أنْهِرَةٌ ونُهُرٌ، وأُنْثاهُ: الليلُ. ـ والنَّهْرَوانُ، بفتح النونِ وتَثْلِيثِ الراءِ وبضمهما: ثلاثُ قُرًى، أعْلى وأوسَطُ وأسفلُ هُنَّ بينَ واسِطَ وبَغدادَ. ـ والناهورُ: السَّحابُ. ـ والأَنْهَرانِ: العَوَّاءُ والسِّماكُ، لكَثْرَةِ مائِهما. ونَهارُ بنُ تَوْسِعَةَ: شاعرٌ من بَكْرِ بنِ وائِلٍ. ـ وانْتَهَرَ بَطْنُهُ: اسْتَطْلَقَ. ـ والناهِرُ والنَّهِرُ، ككتِفٍ: العِنَبُ الأَبيَضُ. ـ والنَّهْرَةُ: الدعوةُ، والخَلْسَةُ.
المعجم: القاموس المحيط

سهر

المعنى: سهر : (سَهِرَ، كفَرِحَ) ، يَسْهَر سَهَراً: أَرِقَ، و (لَم يَنَمْ لَيْلاً) ، وَفُلَان يُحِبُّ السَّهَرَ والسَّمَرَ. (ورَجُلٌ ساهِرٌ وسَهَّارٌ) ، ككَتّان، (وسَهْرَانُ وسُهْرَةٌ) ، الأَخِيرَة (كتُؤَدَةٍ) ، أَي كَثِيرُ السَّهَرِ، عَن يَعْقُوب. وَمن دعاءِ العَرَبِ على الإِنْسَان: مَا لَه سَهِرَ وعَبِرَ. وَقد أَسْهَرَنِي الهَمُّ أَو الوَجَعُ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ، ووَصفَ حَمِيراً وَرَدَتْ مَصائِدَ: وقَدْ أَسْهَرَتْ ذَا أَسْهُمٍ باتَ جاذِلاً لَهُ فَوْقَ زُجَّيْ مِرْفَقَيْهِ وَحَاوِحُ وَقَالَ اللَّيْثُ: السَّهَر: امتِنَاعُ النَّوْمِ باللّيل، ورجلٌ سُهَارُ العَيْنِ: لَا يَغْلِبُه النَّوم، عَن اللِّحْيَانيّ. (و) من المَجَاز قَالُوا: (لَيْلٌ ساهِرٌ) أَي (ذُو سَهَرٍ) ، كَمَا قَالُوا: ليلٌ نائِم، قَالَ النابِغَة: كَتَمْتُكَ لَيْلاً بالجَمُومَيْنِ ساهِراً وهَمَّيْنِ: هَمَّاً مُسْتَكِنّاً وظاهِرَا  هاكذا أَورَدَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الأَساس. وفسَّره. قلْت: ويَحْتَمِل أَن يكون: (ساهِراً) حَالا من التّاءِ فِي (كَتَمْتُك) . (و) من المَجَاز: (السّاهِرَةُ: الأَرْضُ) ونُقِلَ ذالِكَ عَن ابْن عبّاس. وَفِي الأَساس: هِيَ الأَرْضُ البَسِيطَةُ العَرِيضَةُ يَسْهَرُ سالِكُها. (أَو وَجْهُهَا) ، قَالَه اللَّيْثُ عَن الفَرّاءِ. وَقَالَ ابْن السَّيِّد فِي الفرْق: لأَنّ عَمَلَها فِي النّباتِ باللّيْلِ والنَّهَار سَوَاءٌ. وَفِي الأَساس: أَرضٌ ساهِرَةٌ: سَرِيعَة النَّبَاتِ، كأَنَّها سَهِرَتْ بالنَّبَات، قَالَ: يَرْتَدْنَ ساهِرَةً كأَنّ عَمِيمَها وجَمِيمَها أَسْدافُ لَيْلٍ مُظْلِمِ قلت: وَهُوَ قولُ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَلِيّ. (و) من الْمجَاز: السّاهِرَةُ: (العَيْنُ الجَارِيَةُ) ، يُقَال: عينٌ ساهِرَةٌ، إِذا كانَتْ تَجْرِي لَيْلاً ونَهَاراً لَا تَفْتُر، وَفِي الحَدِيث: (خَيْرُ المالِ عَيْنٌ ساهِرَةٌ لعَيْنٍ نائِمَة) ، أَي عينُ ماءٍ تَجرِي لَيْلًا وَنَهَارًا وصاحِبُها نائمٌ، فجعلَ دَوَامَ جَرْيِها سَهَراً لَهَا. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: وَهِي عينُ صاحِبِها؛ لأَنه فارِغُ البالِ، لَا يَهتمُّ بهَا. (و) قيل: السَّاهِرَةُ: (الفَلاةُ) يَسْهَرُ سالِكُهَا، وَبِه فَسَّرُوا قولَ النابِغَةِ السَّابِق. (و) فِي الْكتاب الْعَزِيز: {فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ} (النازعات: 14) ، قيل: هِيَ (أَرْضٌ لم تُوطَأْ، أَو) هِيَ (أَرْضٌ يُجَدِّدُها اللَّهُ تَعالَى يومَ القِيامَةِ) ، وَقَالَ ابْن السَّيِّد فِي الفرْق: وَقيل: هِيَ أَرْضٌ لم يُعْصَ اللَّهُ تعالَى عَلَيْهَا. (و) قيل: السّاهِرَةُ: (جَبَلٌ بالقُدْسِ) ، قَالَه وَهْبُ بنُ مُنَبِّهٍ. وَفِي عبارَة ابْن السّيد: أَرضُ بيْتِ المَقْدِسِ.  (و) قيل: السَّاهِرَةُ: (جَهَنَّمُ) . أَعاذَنَا الله تَعَالَى مِنْهَا، قَالَه قَتَادَة. (و) قيل: هِيَ (أَرْضُ الشَّامِ) ، قَالَه مُقاتِلٌ. (و) قَالَ أَبو عَمْرٍ والشَّيْبَانِيّ فِي قَول الشَّمّاخِ: تُوَائِلُ من مِصَكَ أَنْصَبَتْهُ حَوالِبُ أَسْهَرَيْهِ بالذَّنِينِ قَالَ: (الأَسْهَرانِ: الأَنْفُ، والذَّكَرُ) ، رَوَاهُ شَمِرٌ، وَهُوَ مَجاز. (و) قيل: هما (عِرْقانِ فِي المَتْنِ يَجْرِي فِيهِما المَنِيُّ، فيَقَعُ فِي الذَّكَرِ) ، وأَنشدوا قَول الشَّمَّاخِ. (و) قيل: هما (عِرْقانِ فِي الأَنْفِ) ، وَقَالَ بَعضهم: هُما عِرْقَان فِي المَنْخِرَيْنِ من بَاطِن، إِذا اغْتَلَمَ الحِمَارُ سالاَ دَماً أَو مَاء. (و) قيل: هما (عِرْقَانِ فِي العَيْنِ، و) قيل: هما (عِرْقَانِ يَصْعَدَانِ من الأُنْثَيَيْنِ) ثمَّ (يَجْتَمِعان عِنْد باطِنِ) الفَيْشَلَة، أَعنِي (الذَّكَر) ، وهما عِرْقَا المَنِيِّ. وَقيل: هما العِرْقانِ اللَّذانِ يَنْدُرَانِ من الذَّكَر عِنْد الإِنْعاظِ. وأَنكر الأَصمعيُّ الأَسْهَرَيْنِ، قَالَ: وإِنّما الرِّوايةُ فِي قَول الشَّمّاخِ: (أَسْهَرَتْه) ، أَي لم تَدعْه يَنام، وَذكر أَن أَبا عُبَيْدَةَ غَلِطَ. قَالَ أَبو حَاتِم: وَهُوَ فِي كِتَابِ عبد الغَفّارِ الخُزَاعِيّ، وإِنما أَخَذَ كِتَابه فزادَ فِيهِ، أَعنِي كتابَ صِفَةِ الخَيْلِ، وَلم يكن لأَبي عُبَيْدَةَ عِلْمٌ بِصفة الخَيْلِ، وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: لَو أَحْضَرْتَه فَرَساً، وَقيل: ضَعْ يَدَكَ على شَيحءٍ مِنْهُ، مَا دَرَى أَيْنَ يَضَعُهَا. (والسَّاهُورُ: السَّهَرُ) ، محرَّكةً، (كالسُّهَارِ) ، بالضمِّ، بِمَعْنى واحِد. وَفِي التَّهْذِيب: السُّهَارُ، والسُّهادُ بالراءِ وَالدَّال. (و) السَّاهُورُ: (الكَثْرَةُ) . (و) السّاهُورُ: (القَمَرُ) نَفسُه،  كالسَّهَرِ، مُحَركةً، سُرْيَانِيّة، عَن ابْن دُرَيْدٍ. (و) ساهُورُ القَمَرِ: (غِلاَفُه) الَّذِي يَدخُلُ فِيهِ إِذا كُسِفَ، فِيمَا تَزعُمُه العَرَبُ، (كالسّاهِرَةِ) ، قَالَ أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصَّلْتِ: لَا نَقْصَ فيهِ غَيْرَ أَنَّ خَبِيئَهُ قَمَرٌ وساهُورٌ يُسَلُّ ويُغْمَدُ قَالَ ابْن دُرَيْد: وَلم تُسْمَع إِلاّ فِي شِعْره، وَكَانَ يَسْتَعْملُ السُّرْيانِيّة كثيرا؛ لأَنه كَانَ قد قرأَ الكُتُبَ، قَالَ: وذكرَه عبدُ الرّحمانِ بنُ حسّانَ، كَذَا فِي التَّكْمِلَةِ، وَقَالَ آخرُ يصف امرأَةً: كأَنَّهَا عِرْقُ سامٍ عنْد ضَارِبِهِ أَو فِلْقَةٌ خَرَجَتْ من جَوْفِ ساهُورِ يَعْنِي شُقَّةَ القَمَرِ، وأَنشد الزَّمَخْشَرِيّ فِي الأَساس: كأَنَّهَا بُهْثَةٌ تَرْعَى بأَقْرِيَةٍ أَو شِقَّةٌ خَرَجَتْ من جَوْفِ ساهُورِ قلت: البُهْثَة: البَقَرَةُ، والشِّقَّةُ: شِقَّة القَمَرِ، ويُرْوَى: (من جنب ناهور) والنّاهُور: السّحابُ. قَالَ القُتَيْبِيّ: يُقَال للقمر إِذا كُسِفَ: دَخَلَ فِي ساهُورِه، وَهُوَ الغاسِقُ إِذا وَقَب، وَقَالَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلملعائِشَةَ رَضِي الله عَنْهَا، وأَشَارَ إِلى الْقَمَر، فَقَالَ: (تَعَوَّذِي باللَّهِ من هاذَا، فإِنّه الغاسِقُ إِذا وَقَبَ) ، يُرِيد: يَسْوَدُّ إِذا كُسِفَ، وكلّ شيْءٍ اسوَدّ فقد غَسَقَ. (و) ساهُورُ القَمَرِ: (دارَتُه) ، سُرْيَانِيّة. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: (و) قيل: ليالِي السّاهُور: (التِّسْعُ البَوَاقِي مِنْ) آخِرِ (الشَّهْرِ) ، سُمِّيَت لأَنّ القَمَرَ يَغِيبُ فِي أَوائلها. (و) يُقَال: السّاهُور: (ظِلُّ السَّاهِرَةِ، أَي وَجْه الأَرْضِ) . (و) السّاهُورُ (مِنَ العَيْنِ: أَصْلُها) ومنبعُ مائِهَا، يعنِي عينَ الماءِ، قَالَ  أَبو النَّجْمِ: لاقَتْ تَمِيمُ المَوْتَ فِي ساهُورِهَا بينَ الصَّفَا والعَيْسِ من سَدِيرِهَا (والسَّاهِرِيَّة: عِطْرٌ؛ لأَنه يُسْهَرُ فِي عَمَلِهَا وتَجْوِيدِهَا) ، والإِعجامُ تَصْحِيف قَالَه الصّغانيّ. (ومُسْهِرٌ، كمُحْسِنٍ: اسْم) جماعَةٍ مِنْهُم: مُسْهِرُ بنُ يَزِيدَ، ذكرَه أَبو عليَ القالِي فِي الصَّحَابَة. وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: يُقَال للنَّاقَةِ: إِنّها لسَاهِرَةُ العِرْقِ، وَهُوَ طُولُ حَفْلِها وكَثْرَةُ لبَنِهَا. وبَرْقٌ ساهِرٌ، وَقد سَهِرَ البَرْقُ، إِذا باتَ يَلْمَعُ، وَهُوَ مَجاز.
المعجم: تاج العروس

سهر

المعنى: السَّهَرُ: الأَرَقُ. وقد سَهِرَ، بالكسر، يَسْهَرُ سَهَراً، فهو ساهِرٌ: لم ينم ليلاً؛ وهو سَهْرَانُ وأَسْهَرَهُ غَيْرُه. ورجل سُهَرَةٌ مثال هُمَزَةٍ أَي كثيرُ السَّهَرِ؛ عن يعقوب. ومن دعاء العرب على الإِنسان: ما له سَهِرَ وعَبِرَ. وقد أَسْهَرَني الهَمُّ أَو الوَجَعُ؛ قال ذو الرمة ووصف حميراً وردت مصايد: وقـد أَسْهَرَتْ ذا أَسْهُمٍ باتَ جاذِلاً، لـه فَـوْقَ زُجَّـيْ مِرْفَقَيْـهِ وَحـاوِحُ الليث: السَّهَرُ امتناع النوم بالليل. ورجل سُهَارُ العين: لا يغلبه النوم؛ عن اللحياني. وقالوا: ليل ساهر أَي ذو سَهَرٍ، كما قالوا ليل نائم؛ وقول النابغة: كَتَمْتُـكَ لَيْلاً بـالجَمُومَيْنِ ساهرا، وهَمَّيْنِ: هَمّــاً مُسـْتَكِنّاً وظـاهرا يجوز أَن يكون ساهراً نعتاً لليل جعله ساهراً على الاتساع، وأَن يكون حالاً من التاء في كتمتك؛ وقول أَبي كبير: فَسْهِرْتُ عنها الكالِئَيْنِ، فَلَمْ أَنَمْ حـتى التَّفَـتُّ إِلى السِّمَاكِ الأَعْزَلِ أَراد سهرت معهما حتى ناما. وفي التهذيب: السُّهارُ والسُّهادُ، بالراء والدال.والسَّاهرَةُ: الأَرضُ، وقيل: وَجْهُها. وفي التنزيل: فإِذا هم بالسَّاهِرَة؛ وقيل: السَّاهِرَةُ الفلاة؛ قال أَبو كبير الهذلي: يَرْتَــدْن ســاهِرَةً، كَـأَنَّ جَمِيمَـا وعَمِيمَهــا أَســْدافُ لَيْـلٍ مُظْلِـمِ وقيل: هي الأَرض التي لم توطأْ، وقيل: هي أَرض يجددها الله يوم القيامة.الليث: الساهرة وجه الأَرض العريضة البسيطة. وقال الفراء: الساهرة وجه الأَرض، كأَنها سميت بهذا الاسم لأَن فيها الحيوان نومهم وسهرهم، وقال ابن عباس: الساهرة الأَرض؛ وأَنشد: وفيهــا لَحْــمُ ســاهِرَةٍ وبَحْـرٍ، ومــا فــاهوا بـه لَهُـمُ مُقِيـمُ وساهُورُ العين: أَصلها ومَنْبَعُ مائها، يعني عين الماء؛ قال أَبو النجم: لاقَـتْ تَمِيـمُ المَوْتَ في ساهُورِها، بيـن الصـَّفَا والعَيْسِ من سَدِيرها ويقال لعين الماء ساهرة إذا كانت جارية. وفي الحديث: خير المال عَيْنٌ ساهِرَةٌ لِعَيْنٍ نائمةٍ؛ أَي عين ماء تجري ليلاً ونهاراً وصاحبها نائم، فجعل دوام جريها سَهَراً لها. ويقال للناقة: إِنها لَساهِرَةُ العِرْقِ، وهو طُولُ حَفْلِها وكثرةُ لبنها.والأَسْهَرَانِ: عِرْقان يصعدان من الأُنثيين حتى يجتمعا عند باطن الفَيْشَلَةِ، وهما عِرْقا المَنِيِّ، وقيل: هما العرقان اللذان يَنْدُرانِ من الذكر عند الإِنعاظ، وقيل: عرقان في المَتْنِ يجري فيهما الماء ثم يقع في الذكر؛ قال الشماخ: تُـــوائِلُ مِــنْ مِصــَكٍّ أَنْصــَبَتْه حَـــوَالِبُ أَســـْهَرَيْهِ بِالــذَّنِينِ وأَنكر الأَصمعي الأَسهرين، قال: وإِنما الرواية أَسهرته أَي لم تدعه ينام، وذكر أَن أَبا عبيدة غلط. قال أَبو حاتم: وهو في كتاب عبد الغفار الخزاعي وإِنما أَخذ كتابه فزاد فيه أَعني كتاب صفة الخيل، ولم يكن لأَبي عبيدة علم بصفة الخيل. وقال الأَصمعي: لو أَحضرته فرساً وقيل وضع يدك على شيء منه ما درى أَين يضعها. وقال أَبو عمرو الشيباني في قول الشماخ: حوالب أَسهريه، قال: أَسهراه ذكره وأَنفه. قال ورواه شمر له يصف حماراً وأُتنه: والأَسهران عرقان في الأَنف، وقيل: عرقان في العين، وقيل: هما عرقان في المنخرين من باطن، إذا اغتلم الحمار سالا دماً أَو ماء.والسَّاهِرَةُ والسَّاهُورُ: كالغِلافِ للقمر يدخل فيه إذا كَسَفَ فيما تزعمه العرب؛ قال أُمية بن أَبي الصَّلْت: لا نَقْــصَ فيهــ، غَيْـرَ أَنَّ خَبِيئَهُ قَمَــرٌ وســاهُورٌ يُســَلُّ ويُغْمَــدُ وقيل: الساهور للقمر كالغلاف للشيء؛ وقال آخر يصف امرأَة: كَأَنَّهـا عِـرْقُ سـامٍ عِنْـدَ ضارِبِهِ، أَو فَلْقَـةٌ خَرَجَـتْ مـن جَوفِ ساهورِ يعني شُقَّةَ القمر؛ قال القتيبي: وقال الشاعر: كَأَنَّهــا بُهْثَـةٌ تَرْعَـى بِأَقْرِبَـةٍ، أَو شـُقَّةٌ خَرَجَـتْ مِـن جَنْـبِ ساهُورِ البُهْثَة: البقرة. والشُّقَّةُ: شُقَّةُ القمر؛ ويروى: من جنب ناهُور.والنَّاهُورُ: السَّحاب. قال القتيبي: يقال للقمر إذا كَسَفَ: دَخَلَ في ساهُوره، وهو الغاسقُ إذا وَقَبَ. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم، لعائشة، رضي الله عنها، وأَشار إِلى القمر فقال: تَعَوَّذِي بالله من هذا فإِنه الفاسِق إذا وَقَبَ؛ يريد: يَسْوَدُّ إذا كَسَفَ. وكلُّ شيء اسْوَدَّ، فقد غَسَقَ.والسَّاهُورُ والسَّهَرُ: نفس القمر. والسَّاهُور: دَارَةُ القمر، كلاهما سرياني. ويقال: السَّاهُورُ ظِلُّ السَّاهِرَةِ، وهي وجْهُ الأَرض.
المعجم: لسان العرب

نهر

المعنى: نهر النَّهْرُ، بِالْفَتْح ويُحَرَّكُ: مَجرى الماءِ، وَهَذَا قَول الأَكثر، وَقيل هُوَ الماءُ نفسُه، وصريح الْمِصْبَاح أَنَّه حقيقةٌ فِي الماءِ مَجازٌ فِي الأُخدود، قَالَه شيخُنا. ج أَنهارٌ ونُهْرٌ، بضَمٍّ فَسُكُون، ونُهورٌ وأَنْهُرٌ. وأَنشد ابْن الأَعرابيّ. (سُقِيتُنَّ مَا زالتْ بِكِرْمانَ نخلَةٌ  ...  عوامِرَ تَجري بينَكُنَّ نُهورُ) والنَّهْرِيُّون: أَبو البركات عبد الله بن عليّ بن مُحَمَّد، عَن عَاصِم بن الحَسَن، وَعنهُ ابْن طَبَرْزَد، وأَبوه عَليّ بن مُحَمَّد كَانَ فَقِيها حنبليّاً، من أَقران أَبي الْوَفَاء عليّ بن عقيل. أَبو غَالب أَحمد بن عُبيد الله، عَن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الحَرَّاني، وَعنهُ أَبو الْعَلَاء العطّار الهَمَذانيّ المحدّثان، وعليُّ بن حسن بن مَيمُون الشّاعر الْمَعْرُوف بالسِّمْسِميّ وفاتَه: أَزهَرُ بن عبد الوهّاب بن أَحمد بن حَمْزَة النّهْريّ، من أَهل نهر القلاّئين وأَولادُه وأَبو البَركات ابْن الأَنماطيّ يُقَال لَهُ النَّهريّ أَيضاً، قَالَه الْحَافِظ. ونَهَرَ النَّهْرَ، كمَنَعَ، يَنْهَرُه نَهْراً: حفَرَه وأَجْراه. ونَهَرَ الرَّجلَ ينْهَرُه نَهْراً: زَجَرَهُ، كانتهرَه، قَالَ الله تَعَالَى: وأَمّا السَّائِلَ فَلَا تُنْهَرْ.  وَفِي الحَدِيث: من انتهَرَ صاحِبَ بِدْعَةٍ مَلأ الله قلبه أَمْناً وإيماناً، وآمنَه الله من الْفَزع الأَكبر، وَقَالَ الشَّاعِر: (لَا تَنْهَرَنَّ غَرِيبا طالَ غُرْبَتُه  ...  فالدَّهْرُ يَضْرِبُه بالذُلِّ والمِحَنِ) (حَسْبُ الغريبِ منَ البَلْوى ندامَتُهُ  ...  فِي فرقَةِ الأَهْلِ والأَحبابِ والوَطَنِ) وَفِي التَّهذيب: نَهَرْتُه وانتهَرْته، إِذا استقبلِته بكلامٍ تَزْجُرُه عَن خَبَرٍ. واستَنْهَرَ النَّهرُ، إِذا أَخذَ لِمَجراهُ مَوضِعاً مَكيناً.) وكلُّ كثير جَرَى فقد نَهَرَ واستنْهَرَ. والمَنْهَرُ، كمَقْعَد: مَوضِعٌ فِي النَّهْر يحْتَفِرُه الماءُ، وَفِي التَّهذيب: مَوضع النَّهرِ. المَنْهَر: شَقٌّ، وَفِي بعض الأُصول: خَرْقٌ فِي الحِصْنِ نافذٌ يجْرِي مِنْهُ، وَفِي بعض الأُصول، يدْخل فِيهِ ماءٌ، وَفِي بعض النُّسَخ، الماءُ، وَمِنْه حَدِيث عَبْد الله بن سَهْل أَنَّه قُتِلَ وطُرِحَ فِي مَنْهَر من مَناهِر خَيْبَر. المَنْهَرَة، بهاءٍ: فَضَاءٌ بينَ أَفنِيَة القَوم. وَفِي الأَساس: أَمامَ دارِهم للكناسات تُلْقى فِيهِ. يُقَال: حَفَرَ البئرَ حَتَّى نَهَرَ، كمَنَعَ وسَمِع، أَي بَلَغ الماءَ، مُشْتَقٌّ من النَّهْر، هَكَذَا فِي التّهذيب. كأَنْهَرَ، نَقله الصَّاغانِيّ، يُقَال: حَفَرْتُ حَتَّى نَهَرْتُ وأَنْهَرْتُ، أَي انْتَهَيْت إِلَى المَاء. والنَّهَرُ، مُحَرَّكَةً: السَّعَةُ والضِّياءُ، وَبِه فسَّر بَعضهم قولَه تَعَالَى: إنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ ونَهَرٍ أَي لأَنَّ الجَنَّة لَيْسَ فِيهَا ليلٌ، إنَّما هُوَ نورٌ يتلألأُ. وَقَالَ ثعلبٌ: نَهَرٌ: جمع نُهُر، وَهُوَ جَمع الجَمْع للنَّهار. وَيُقَال: هُوَ واحِدُ نَهْر، كَمَا يُقَال شَعَرٌ وشَعْرٌ. ونَصْبُ الهاءِ أَفصح. وَقَالَ الفَرَّاءُ: فِي جَنَّاتٍ ونَهَر مَعْنَاهُ أَنهار، كَقَوْلِه عزّ وجلّ ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ أَي الأَدبار. وَقَالَ  أَبو إِسْحَاق نحوَه، وأَنَّ الِاسْم الْوَاحِد يدلُّ على الْجَمِيع، فيُجْتَزَأُ بِهِ عَن الْجَمِيع، ويُعبّر بِالْوَاحِدِ عَن الجَمْع. ونَهَرٌ نَهِرٌ، ككَتِف: واسِعٌ. قَالَ أَبو ذُؤَيْب: (أَقامَتْ بِهِ فابْتَنَتْ خَيْمَةً  ...  على قَصَبٍ وفُراتٍ نَهِرْ) وَرَوَاهُ الأَصمعيّ. وفراتٍ نَهَرْ، على الْبَدَل. وَكَذَلِكَ ماءٌ نَهِرٌ، أَي كثير. وأَنْهَرَهُ، أَي النَّهرَ: وَسَّعَه. وَالَّذِي فِي أُصول اللُّغَة: وأَنْهَرَ الطَّعْنَةَ: وَسَّعَها. قَالَ قيس بن الخَطيم يَصف طَعْنَةً: (مَلَكْتُ بهَا كَفِّي فأَنْهَرْتُ فَتْقَها  ...  يَرَى قائمٌ من دونِها مَا وَراءَها) وَيُقَال: طَعَنَه طَعْنَةً أَنْهَرَ فَتْقَها، أَي وَسَّعَه. أَنْهَرَ الدَّمَ: أَظْهَرَه وأَسالَه وصَبَّه بِكَثْرَة، وَمِنْه الحديثُ: أَنْهِروا الدَّمَ بِمَا شِئْتُم إلاّ الظُّفُرَ والسِّنَّ وَفِي حَدِيث آخر مَا أَنْهَرَ الدَّمَ فكُلْ وَهُوَ مَجاز، شَبَّه خُرُوج الدَّم من مَوضِع الذَّبْح بِجَرْيِ المَاء فِي النَهْر. أَنْهَرَ العِرْقُ: لم يَرْقَأْ دَمُه، وَمَعْنَاهُ: سالَ مَسيلَ النَّهر، كانْتَهَرَ، وَهَذِه عَن الصاغانيّ. حَفَرَ فلانٌ بِئْرا فأَنْهَرَ: لم يُصِبْ خَيراً، عَن اللِّحيانيّ. أَنْهَرَت المَرأَةُ: سَمِنَتْ، نَقله الصَّاغانِيّ. أَنْهَرَ الدَّمُ: سالَ سيلَ النَّهْرِ. والنَّهِيرُ من الماءِ: الكثيرُ، والنَّهِيرَةُ: النّاقةُ الغَزيرةُ، عَن ابْن الأَعرابيّ وأَنشد: (حَنْدَلِسٌ غَلْباءُ مِصباحُ البُكُرْ  ...  نَهِيرَةُ الأَخلافِ فِي غَيْر فَخَرْ)  والنَّهارُ، كسَحاب اسمٌ، وَهُوَ ضِدُّ اللّيل. والنَّهار اسمٌ لكلِّ يومٍ، واللّيل اسمٌ لكُلِّ لَيْلَة، لَا يُقَال نَهار ونَهَارانِ، وَلَا ليلٌ ولَيْلانِ، إنَّما وَاحِد النَّهار يومٌ وتَثْنِيَتُه يومانِ، وضِدّ الْيَوْم لَيْلَة، هَكَذَا رَوَاهُ الأَزهريّ عَن أَبي الْهَيْثَم، واختُلِفَ فِيهِ فَقَالَ أَهلُ الشَّرْع: النَّهارُ هُوَ ضِياءُ مَا بينَ طُلوعِ الفَجْرِ إِلَى غُروبِ الشَّمْس، أَو من طُلُوع الشَّمْس إِلَى غُرُوبهَا، وَهَذَا هُوَ الأَصْل. قَالَ بَعضهم: هُوَ انتشارُ ضَوءِ البَصَرِ وافتِراقُه. وَفِي اللِّسَان: واجتِماعه، بدل: وافتِراقُه. وَفِي بعض النُّسخ: أَو انتشار. ج أَنْهُرٌ، عَن ابْن الأَعرابيّ، هَكَذَا فِي النُّسخ. وَفِي بعض الأُصول: أَنْهِرَةٌ، ونُهُرٌ،) بضَمَّتين، عَن غَيره: أَو لَا يُجمَعُ، كالعَذابِ والسَّراب، وَهَذِه عبارَة الجَوْهَرِيّ، وَقَالَ بعد ذَلِك: فَإِن جَمعْت قلْت فِي قَلِيله: أَنْهُرٌ، وَفِي الْكثير: نُهُر، مثل سَحابٍ وسُحُب، قَالَ شَيخنَا: وَقد سبق للمصنِّف فِي عَذاب أَنَّ جَمْعه أَعذِبَة، وَهُوَ قياسيّ، كطعام وأَطعِمَة، وشَراب وأَشْرِبة، انْتهى، وأَنشد ابْن سِيدَه: (لَوْلَا الثَّريدانِ لمُتْنا بالضُّمُرْ  ...  ثَريدُ لَيْلٍ وثَريدٌ بالنُّهُرْ) ورَجلٌ نَهِرٌ، ككَتِفٍ: صاحبُ نَهارٍ، على النَّسَب، كَمَا قَالُوا: عَمِلٌ وطَعِمٌ وسَتِهٌ، قَالَ: لَسْتُ بِلَيْلِيٍّ ولكنِّي نَهِرْ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قَوْله: بلَيْلِيّ، يدلُّ على أَنَّ نَهِراً على النَّسَب، حَتَّى كَأَنَّهُ قَالَ: نهاريّ. ورجُلٌ نَهِرٌ، أَي صَاحب نَهارٍ يُغِيرُ فِيهِ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وسمعْتُ العربَ تُنْشِد: (إنْ تَكُ لَيْلِيّاً فإنِّي نَهِرُ  ...  مَتى أَتى الصُّبْحُ فَلَا أَنْتَظِرُ) قَالَ ابْن برِّيّ: وصوابُه على مَا  أَنشدَه سِيبَوَيْهٍ: (لَسْتُ بلَيْلِيٍّ ولكِنِّي نَهِرْ  ...  لَا أُدْلِجُ اللَّيْلَ ولكنْ أَبْتَكِرْ) وَقد أَنْهَرَ: صَار فِي النَّهار. قَالُوا: نَهارٌ أَنْهَرُ، ونَهِرٌ، ككَتِفٍ كَذَلِك كِلَاهُمَا مُبالَغة، كلَيْلٍ أَلْيَلُ. والنَّهارُ: فَرْخُ القَطا والغَطاطِ، أَو ذَكَرُ البُومِ، أَو ولَدُ الكَرَوان، أَو ذَكَر الحُبَارَى، ج أَنْهِرَةٌ ونُهُرٌ، وأَنْثاهُ اللَّيْلُ. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: والنّهار فَرْخُ الحُبارى، ذكره الأَصمعي فِي كتاب الفَرْق، والليْل: فَرْخ الكَرَوان، حَكَاهُ ابْن برِّيّ عَن يُونُس بن حبيب، قَالَ: وحَكَى التَّوَّزيُّ عَن أَبي عُبيدةَ: أَنَّ جَعْفَر بن سُلَيْمَان قدمَ من عِنْد المَهْديّ فَبعث إِلَى يُونُس بن حبيب فَقَالَ: إنِّي وأَميرُ المُؤمنين اخْتَلَفْنَا فِي بَيت الفرَزْدَقِ وَهُوَ: (والشَّيْبُ يَنْهَضُ فِي السَّوادِ كأَنَّهُ  ...  لَيْلٌ يَصيحُ بجانِبَيْه نَهارُ) مَا اللَّيْل والنَّهار فَقَالَ لَهُ: اللّيْلُ هُوَ اللَّيْل المَعروف وَكَذَلِكَ النَّهار، فَقَالَ جَعْفَر: زَعَمَ المَهْدِيُّ أَنُّ الليلَ فَرْخُ الكَرَوان، والنَّهارَ فرخُ الحُبارَى. قَالَ أَو عُبَيْدَة: القولُ عِنْدِي مَا قَالَ يونُس، وأَما الَّذِي ذكرَه المَهدِيُّ فمعروفٌ فِي الغَريب، وَلَكِن لَيْسَ هَذَا موضعُه، قَالَ ابنُ بّرِّيّ: قد ذكرَ أَهلُ المَعاني أَنَّ المَعنى على مَا قالَه يونُس وإنْ كَانَ لمْ يُفَسِّرْه تَفْسِيرا شافياً، وأَنَّه لمّا قَالَ ليلٌ يصيحُ بجانبيه نَهارُ، فاسْتَعارَ للنَّهار الصِّياحَ، لأَنَّ النَّهارَ لمّا كَانَ آخِذاً فِي الإقبال والإقدام، والليلُ آخذٌ فِي الإدْبار، صَار النَهارُ كأَنَّه هازمٌ والليلُ كأَنَّه مَهزومٌ، وَمن عَادَة الهازم أَنَّه يَصِيح على المَهزوم. والنَّهْرَوان، بِفَتْح النُّون وتثليث الرَّاءِ وبضَمِّهما، وأَكثرُ مَا يجْرِي على الأَلسِنَة بِكَسْر النُّون، وَهُوَ خَطأٌ وَهِي ثلاثُ قرى: أَعلى وأَوْسَطُ وأَسْفَلُ، هُنَّ بَين واسِطَ وبَغدادَ وَهِي كُورَةٌ واسعةٌ من الْجَانِب الشَّرقيّ، حَدُّها  الأَعلى متصلٌ بِبَغْدَاد، وفيهَا عِدَّة بلادٍ متوسِّطة، مِنْهَا إسْكافٌ وجَرْجَرايا والصَّافية ودَيْرُ قُنَّى، وَكَانَ بهَا وَقعةٌ لأَمير) الْمُؤمنِينَ عليّ رَضِي الله عَنهُ مَعَ الْخَوَارِج مَشْهُورَة. قَالَ ياقوت، وَهُوَ الْآن خرابٌ ومُدُنُه وقُراهُ تِلالٌ يَرَاهَا الناسُ بهَا والحيطان قائمةٌ لاخْتِلَاف السَّلاطين وقتالهم فِي أَيّام السّلجوقيّة. وَكَانَ فِي ممَرِّ العساكر فجلا عَنهُ أَهلُه واستَمَرَّ خرابُه. وَقد خرج مِنْهَا جماعةٌ من العلماءِ والمُحَدِّثين. وبالمَغربِ مَوضعٌ يُسَمَّى النَّهْرَوان، نَقله ياقوت، عَن أَبي عبد الله الحُمَيْدِيّ فِي قصَّة ذكَرَها، والنَّاهُورُ: السَّحاب، قَالَ الشَّاعِر: (كأَنَّها بُهْثَةٌ تَرْعَى بأَقْرِيَةٍ  ...  أَو شقَّةٌ خَرجَتْ من جوفِ ناهُورِ) ويُرْوَى ساهُور، وَهُوَ القمَر، وَقد ذُكِر فِي مَوْضِعه. والأَنْهَران: العَوَّاءُ والسِّماكُ، سُمِّيا لكَثْرَة مائهما، نَقله الأَزْهَرِيّ عَن الْعَرَب. ونَهارُ بنُ تَوْسِعَةَ شاعرٌ من بَكْر بن وَائِل، وَهُوَ نَهَار بن تَوْسِعَة بن تَميم، من ولَد الْحَارِث بن تيم الله بن ثَعْلَبَة بن عُكابَة بن صعْب بن عليّ بن بَكر بن وَائِل. وَوَقع فِي اللِّسَان: شاعرٌ من تَمِيم. وَهُوَ غَلطٌ، وَصَوَابه مَا ذكَرنا. وانْتَهَرَ بطْنُه: اسْتَطْلَقَ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسخ وَهُوَ قَول أَبي الجَرَّاح أَنْهَر بَطْنُه، إِذا جاءَ مثلَ مجيءِ النَّهْر. والنَّاهِرُ والنَّهِرُ ككَتِف: العِنَبُ الأَبْيضُ. قَالَ ابْن الأَعرابيّ: النَّهْرَةُ: الدَّعْوَة، هَكَذَا فِي نسخ الْكتاب، والصَّواب الدَّغْرَة، بِالْعينِ مُعجَمَة  والرَّاء كَمَا ضَبطَه الصَّاغانِيّ، قَالَ: هِيَ الخَلْسَةُ. وَمِمَّا يُستدرك عَلَيْهِ: نَهَرَ الماءُ: جَرى فِي الأَرضِ. ونَهِرَ الرَّجلُ نَهَراً: أَغار فِي النَّهار. ونَهارٌ اسْم رَجل، وَهُوَ نَهارُ بنُ عبد الله العَبْدِيّ، تابعيّ، عِدادُه فِي عبد الْقَيْس، يَروي عَن أَبي سعيد الخُدْرِيّ. والنَّهاريُّ: الطَّعامُ يُؤكلُ أَوَّل النَّهارِ. وبَنو النَّهاريّ: قبيلةٌ من الأَشراف بِالْيمن، مِنْهُم مُحَمَّد بن عمر بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عليّ بن يُوسُف النَّهاريّ المُلقَّب بقَمَر الصَّالحين، المدفون فِي الرِّباط الْمَنْسُوب إِلَيْهِ بجَبَل تِعَار. ونَهْرُ بن مَنْصُور المَعَافِرِيّ أَبُو المُفرج، شَيْخٌ لِابْنِ وَهْب، ذكّره ابْن يُونُس، ونَهر بن زَيد بن لَيْث القُضاعِيّ، يُنسب إِلَيْهِ النَّهرِيُّون المذكورون. وَفِي هَمْدان: نَهْرُ بنُ مُرْهِبَة بن دُعام، وَفِي عبد الْقَيْس صُباح بن نَهْر. والرَّائش بن نَهَار: شاعرٌ من كَلْب، من بني عَبْد الله بن كنَانَة. ونَهْرانُ: من قُرى الْيمن، من أَعمال ذِمار. وأَمّا الأَنهار الَّتِي لَا تُعرف إلاّ بِذكر النَّهر، من مَحلَّةٍ أَو قريةٍ أَو مَدِينَة وَنسب إِلَيْهَا المُحَدِّثون والعلماءُ والرُّواةُ فإنَّها اثْنَان وَثَمَانُونَ نَهراً، أَوردَها ياقوت فِي المعجم، وَقد ذكرنَا كلاًّ مِنْهَا فِيمَا يُناسبُ من محلِّ إِيرَاده.
المعجم: تاج العروس

نهر

المعنى: النَّهْرُ والنَّهَرُ: واحد الأَنْهارِ، وفي المحكم: النَّهْرُ والنَّهَر من مجاري المياه، والجمع أَنْهارٌ ونُهُرٌ ونُهُورٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: سـُقِيتُنَّ، مـا زالَـتْ بكِرْمانَ نَخْلَةٌ عَــوامِرَ تَجْــري بينَكُــنَّ نُهُــورُ هكذا أَنشده ما زالت، قال: وأُراهُ ما دامت، وقد يتوجه ما زالت على معنى ما ظهرت وارتفعت؛ قال النابغة: كـأَنَّ رَحْلي، وقد زالَ النَّهارُ بنا يـوم الجَلِيلِـ، علـى مُسْتأْنِسٍ وَحِدِ وفي لحديث: نَهْرانِ مؤمنان ونَهْرانِ كافران، فالمؤمنان النيل والفرات، والكافران دجلة ونهر بَلْخٍ. ونَهَرَ الماءُ إذا جرى في الأَرض وجعل لنفسه نَهَراً. ونَهَرْتُ النَّهْرَ: حَفَرْتُه. ونَهَرَ النَّهْرَ يَنْهَرُهُ نَهْراً: أَجراه. واسْتَنْهَرَ النَّهْرَ إذا أَخذ لِمَجْراهُ موضعاً مكيناً. والمَنْهَرُ: موضع في النَّهْزِ يَحْتَفِرُه الماءُ، وفي التهذيب: موضع النَّهْرِ. والمَنْهَرُ: خَرْق في الحِصْنِ نافذٌ يجري منه الماء، وهو في حديث عبد الله بن أَنس: فأَتَوْا مَنْهَراً فاختَبَؤوا. وحفر البئر حتى نَهِرَ يَنْهَرُ أَي بلغ الماء، مشتق من النَّهْرِ. التهذيب: حفرت البئر حتى نَهِرْتُ فأَنا أَنْهَرُ أَي بلغتُ الماء. ونَهَر الماءُ إذا جَرى في الأَرض وجعل لنفسه نَهْراً. وكل كثير جرى، فقد نَهَرَ واسْتَنْهَر. الأَزهري: والعرب تُسَمِّي العَوَّاءَ والسِّماكَ أَنْهَرَيْنِ لكثرة مائهما. والنَّاهُور: السحاب؛ وأَنشد: أَو شـُقَّة خَرَجَـتْ مـن جَـوْفِ نـاهُورِ ونَهْرُ واسع: نَهِرٌ؛ قال أَبو ذؤيب: أَقــامت بهــ، فــابْتَنَتْ خَيْمَــةً علـــى قَصـــَبٍ وفُـــراتٍ نَهِـــرْ والقصب: مجاري الماء من العيون، ورواه الأَصمعي: وفُراتٍ نَهَرْ، على البدل، ومَثَّلَه لأَصحابه فقال: هو كقولك مررت بظَرِيفٍ رجلٍ، وكذلك ما حكاه ابن الأَعرابي من أَن سايَةَ وادٍ عظِيمٌ فيه أَكثر من سبعين عيناً نَهْراً تجري، إِنما النهر بدل من العين. وأَنْهَرَ الطَّعْنَةَ: وسَّعها؛ قال قيس بن الخطيم يصف طعنة: مَلَكْـتُ بهـا كَفِّـي فـأَنْهَرْتُ فَتْقَها يَـرى قـائمٌ من دونها ما وراءَها ملكت أَي شددت وقوّيت. ويقال: طعنه طعنة أَنْهَرَ فَتْقَها أَي وسَّعه؛ وأَنشد أَبو عبيد قول أَبي ذؤيب. وأَنْهَرْتُ الدمَ أَي أَسلته. وفي الحديث: أَنْهِرُوا الدمَ بما شئتم إِلا الظُّفُرَ والسِّنَّ. وفي حديث آخر: ما أَنْهَرَ الدمَ فَكُلْ؛ الإِنهار الإِسالة والصب بكثرة، شبه خروج الدم من موضع الذبح يجري الماء في النهر، وإِنما نهى عن السن والظفر لأَن من تعرّض للذبح بهما خَنَقَ المذبوحَ ولم يَقْطَعْ حَلْقَه.والمَنْهَرُ: خرق في الحِصْنِ نافذٌ يدخل فيه الماء، وهو مَفْعَلٌ من النَّهر، والميم زائدة. وفي حديث عبد الله بن سهل: أَنه قتل وطرح في مَنْهَرٍ من مناهير خيبر. وأَما قوله عز وجل: إِن المتقين في جنات ونَهَرٍ، فقد يجوز أَن يعني به السَّعَةَ والضِّياءَ وأَن يعني به النهر الذي هو مجرى الماء على وضع الواحد موضع الجميع؛ قال: لا تُنْكِـرُوا القَتْلَـ، وقـد سـُبِينا فــي حَلْقِكُــمْ عَظْـمٌ وقـد شـُجِينا وقيل في قوله: جنات ونهر؛ أَي في ضياء وسعة لأَن الجنة ليس فيها ليل إِنما هو نور يتلألأُ، وقيل: نهر أَي أَنهار. وقال أَحمد بن يحيى: نَهَرٌ جمع نُهُرٍ، وهو جمع الجمع للنَّهار. ويقال: هو واحد نَهْرٍ كما يقال شَعَرٌ وشَعْرٌ، ونصب الهاء أَفصح. وقال الفرّاء: في جنات ونَهَرٍ، معناه أَنهار.كقوله عز وجل: ويولُّون الدُّبُرَ، أَي الأَدْبارَ، وقال أَبو إِسحق نحوه وقال: الاسم الواحد يدل على الجميع فيجتزأُ به عن الجميع ويعبر بالواحد عن الجمع، كما قال تعالى: ويولُّون الدبر. وماء نَهِرٌ: كثير. وناقة نَهِرَة: كثيرة النَّهر؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: حَنْــدَلِسٌ غَلْبــاءُ مِصـْباح البُكَـرْ نَهِيــرَةُ الأَخْلافِ فــي غيــرِ فَخَـرْ حَنْدَلِسٌ: ضخمة عظيمة. والفخر: أَن يعظم الضرع فيقل اللبن. وأَنْهَرَ العِرْقُ: لم يَرْقَأْ دَمُه. وأَنْهَرَ الدمَ: أَظهره وأَساله.وأَنْهَرَ دَمَه أَي أَسال دمه. ويقال: أَنْهَرَ بطنُه إذا جاء بطنُه مثلَ مجيء النَّهَرِ. وقال أَبو الجَرَّاحِ: أَنْهَرَ بطنُه واسْتَطْلَقَتْ عُقَدُه. ويقال: أَنْهَرْتُ دَمَه وأَمَرْتُ دَمَه وهَرَقْتُ دَمَه.والمَنْهَرَةُ: فضاء يكون بين بيوت القوم وأَفْنيتهم يطرحون فيه كُناساتِهم.وحَفَرُوا بئراً فأَنْهَرُوا: لم يصيبوا خيراً؛ عن اللحياني.والنَّهار: ضِياءُ ما بين طلوع الفجر إِلى غروب الشمس، وقيل: من طلوع الشمس إِلى غروبها، وقال بعضهم: النهار انتشار ضوء البصر واجتماعه، والجمع أَنْهُرٌ؛ عن ابن الأَعرابي، ونُهُرٌ عن غيره. الجوهري: النهار ضد الليل، ولا يجمع كما لا يجمع العذاب والسَّرابُ، فإِن جمعت قلت في قليلة: أَنْهُر، وفي الكثير: نُهُرٌ، مثل سحاب وسُحُب. وأَنْهَرْنا: من النهار؛ وأَنشد ابن سيده: لـولا الثَّرِيـدَانِ لَمُتْنـا بالضـُّمُرْ ثَرِيــدُ لَيْــلٍ وثَرِيــدُ بــالنُّهُرْ قال ابن بري: ولا يجمع، وقال في أَثناء الترجمة: النُّهُر جمع نَهار ههنا. وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم قال: النهار اسم وهو ضد الليل، والنهار اسم لكل يوم، والليل اسم لكل ليلة، لا يقال نهار ونهاران ولا ليل وليلان، إِنما واحد النهار يوم، وتثنيته يومان، وضد اليوم ليلة، ثم جمعوه نُهُراً؛ وأَنشد: ثريــد ليــل وثريــد بــالنُّهُر ورجل نَهِرٌ: صاحب نهار على النسب، كما قالوا عَمِلٌ وطَعِمٌ وسَتِهٌ؛ قال: لَســـْتُ بلَيْلِـــيٍّ ولكنــي نَهِــرْ قال سيبويه: قوله بليليٍّ يدل أَن نَهِراً على النسب حتى كأَنه قال نَهاريٌّ. ورجل نَهِرٌ أَي صاحب نَهارٍ يُغِيرُ فيه؛ قال الأَزهري وسمعت العرب تنشد: إِن تَـــكُ لَيْلِيّــاً فــإِني نَهِــرُ مــتى أَتــى الصــُّبْحُ فلا أَنْتَظِـرُ قال: ومعنى نَهِر أَي صاحب نهار لست بصاحب ليل؛ وهذا الرجز أَورده الجوهري: إِن كنــتَ لَيْلِيّــاً فــإِني نَهِــرُ قال ابن بري: البيت مغير، قال: وصوابه على ما أَنشده سيبويه: لســـتُ بلَيْلِـــيٍّ ولكنــي نَهِــرْ لا أُدْلِــجُ الليلَـ، ولكـن أَبْتَكِـرْ وجعل نَهِر في نقابلة لَيْلِيٍّ كأَنه قال: لست بليليّ ولكني نهاريّ.وقالوا: نهارٌ أَنْهَرُ كَلَيْلٍ أَلْيَل ونَهارٌ نَهِرٌ كذلك؛ كلاهما على المبالغة. واسْتَنْهَرَ الشيءُ أَي اتسع. والنَّهار: فَرْخُ القَطا والغَطاط، والجمع أَنْهِرَةٌ، وقيل: النَّهار ذكر البُوم، وقيل: هو ولد الكَرَوانِ، وقيل: هو ذكر الحُبَارَى، والأُنثى لَيْلٌ. الجوهري: والنهار فرخ الحبارى؛ ذكره الأَصمعي في كتاب الفرق. والليل: فرخ الكروان؛ حكاه ابن بري عن يونس بن حبيب؛ قال: وحكى التَّوْزِيُّ عن أَبي عبيدة أَن جعفر بن سليمان قدم من عند المهدي فبعث إِلى يونس بن حبيب فقال إِني وأَمير المؤْمنين اختلفنا في بيت الفرزدق وهو: والشـَّيْبُ يَنْهَـضُ فـي السَّوادِ كأَنه ليلٌــ، يَصــِيح بجــانِبيهِ نَهـارُ ما الليل والنهار؟ فقال له: الليل هو الليل المعروف، وكذلك النهار، فقال جعفر: زعم المهدي أَنَّ الليل فرخ الكَرَوان والنهار فرخُ الحُبارَى، قال أَبو عبيدة: القول عندي ما قال يونس، وأَما الذي ذكره المهدي فهو معروف في الغريب ولكن ليس هذا موضعه. قال ابن بري: قد ذكر أَهل المعاني أَن المعنى على ما قاله يونس، وإِن كان لم يفسره تفسيراً شافياً، وإِنه لما قال: ليل يصيح بجانبيه نهار، فاستعار للنهار الصياح لأَن النهار لما كان آخذاً في الإِقبال والإِقدام والليل آخذ في الإِدبار، صار النهار كأَنه هازم، والليل مهزوم، ومن عادة الهازم أَنه يصيح على المهزوم؛ أَلا ترى إِلى قول الشَّمَّاخ: ولاقَـتْ بأَرْجـاءِ البَسـِيطَةِ سـاطعاً من الصُّبح، لمَّا صاح بالليل نَفَّرَا فقال: صاح بالليل حتى نَفَر وانهزم؛ قال: وقد استعمل هذا المعنى ابن هانئ في قوله: خَلِيلَيَّ، هُبَّا فانْصُراها على الدُّجَى كتـائبَ، حـتى يَهْـزِمَ الليلَ هازِمُ وحـتى تَـرَى الجَوْزاءَ نَنثُر عِقْدَها وتَسـْقُطَ مـن كَـفِّ الثُّريَّا الخَواتمُ والنَّهْر: من الانتهار. ونَهَرَ الرجلَ يَنْهَرُه نَهْراً وانْتَهَرَه: زَجَرَه. وفي التهذيب: نَهَرْتَه وانْتَهرْتُه إذا استقبلته بكلام تزجره عن خبر. قال: والنَّهْرُ الدَّغْر وهي الخُلْسَةُ.ونَهار: اسم رجل. ونهار بن تَوْسِعَةَ: اسم شاعر من تميم.والنَّهْرَوانُ: موضع، وفي الصحاح: نَهْرَوانُ، بفتح النون والراء، بلدة، والله أَعلم.
المعجم: لسان العرب