المعجم العربي الجامع

مِغْفَرٌ/مِغْفَرَةٌ

المعنى: (صيغة الجمع) مَغافِرُ زَرَدٌ يَلْبَسه المُحارِب تحت القَلَنسُوة.
المعجم: القاموس

ذهل

المعنى: ذهل عن الأمر ذهولاً وهو ذاهل عنه إذا تناساه عمداً أو شغل عنه. وأذهلني عنه كذا. وما أذهلك عن حاجتي! ولي مشاغل ومذاهل. ورجل وفرس ذهلول. قال: أتته على الجرد الذهاليل فوقها دروع ســليمان لهــا ومغــافره
المعجم: أساس البلاغة

غَفَرَ

المعنى: الجريحُ أو المريض ـِ غَفْراً: نُكِس وانتقض. وـ العاشقُ: عاده ما كان يعتاداه بعد السّلوة. وـ الشيءَ: ستره. ويقال: غفر الشّيبَ بالخضاب: غطاه، وغفر المتاع في الوعاء: أدخله فيه وستره. وـ الله له ذنبه: غَفْراً، وغُفْراناً، ومغفرة: ستره وعفا عنه. فهو غافر. و(للمبالغة): غَفور، وغفَّار. وـ الجَلَب السّوقَ غَفْراً: رخّصها.؛(غَفِرَ) الثوبُ ـَ غَفَراً: ثار زئبره. وـ الجرحُ أو المريض: نكس وانتقض.؛(غُفِرَ) المريضُ: نكس.؛(أغْفَرَ) الرِّمْثُ والعُرْفُط: أخرج مغافيره. وـ النّخْلُ: ركب بسره شيء كالقشر. وـ الأرضُ: نبت فيها الغَفَر. وـ أنثى تيس الجبل: صارت ذات غُفْر. وـ المتاع في الوعاء: أدخله فيه وستره. وـ الشّيبَ بالخضاب: ستره.؛(اغْتَفَرَ) له ذنبه: غفره له.؛(تَغَافَر) القومُ: دعا كلّ واحد منهم لصاحبه بالمغفرة.؛(تَغَفَّرَ): اجتنى المغافير من شجرها.؛(اسْتَغْفَرَ) اللهَ ذنبَه، ومن ذنبه، ولذنبه: طلب منه أن يغفره.؛(اغْفَارَّ) الثوبُ: ثار زئبره.؛(الغُفَار): شَعر صِغار قِصار كالزَّغَب يكون على اللَّحيين والجبهة والقفا وساق المرأة ونحو ذلك.؛(الغِفار): مِيسَم يكون على الخد.؛(الغِفَارَة): خِرقة تلبسها المرأة فتغطّي رأسها ما قبل منه وما دبر، غير وسطه. وـ السّحابة فوق السحابة. وـ زرد ينسج من الدّروع على قدر الرأس يلبس تحت القَلَنْسُوَة. (ج) غفائر.؛(الغَفْر): البَطْن. وـ الغُفار. (ج) أغفار، وغفور. وـ زئبر الثوب وما شاكله. واحدته: غَفْرة. وـ منزل للقمر ثلاثة أنجم صغار في برج السنبلة، وهي المنزل الخامس عشر من منازل القمر.؛(الغِفْر): ولد البقرة.؛(الغُفْر): الذّكَر من أولاد تيوس الجبل. (ج) أغفار، وغفور.؛(الغَفَر): نبات ينبت في السُّهول والرُّبَى كأنَّه عصافير خضر قيام. وـ من الكلأ: صغاره. (ج) أغفار، وغُفُور.؛(الغَفِر): يقال: رجل غَفِر القفا: قفاه ذو زغب.؛(الغُفْرَة): أنثى الغُفْر. وـ ما يغطّى به الشيء. ويقال: اغفروا هذا الشيء بغفرته: أي أصلحوه بما يجب أن يصلح به.؛(الغَفِير): الغُفار. وـ الكثير. ويقال: جاء القوم جَمًّا غفيراً، وجمَّاء غفيراً، وجمَّ الغفير، وجمَّاء الغفير، والجماء الغَفِير: جاؤوا جميعهم شريفهم ووضيعهم، ولم يتخلَّف منهم أحد وهم كثيرون.؛(الغَفِيرَة): يقال: ما عندهم غفيرة: لا يغفرون ذنباً لأحد. وـ ما يغطَّى به الشيء. وـ الكثرة والزيادة.؛(المِغْفَار): صَمغ حلو يسيل من شجر العُرْفُط يؤكل، أو يوضع في ثوب ثم ينضح بالماء فيشرب. (ج) مغافير.؛(المِغْفَر): زرد ينسج من الدُّروع على قدر الرأس، يلبس تحت القلنسوة. (ج) مغافر.؛(المِغْفَرَة): المِغفر. (ج) مغافر.؛(المُغْفُور): المِغفار.
المعجم: الوسيط

غفره

المعنى: ـ غَفَرَهُ يَغْفِرُهُ: سَتَرَهُ، ـ وـ المَتاعَ في الوِعاءِ: أدْخَلَهُ وستَرَهُ، ـ كأغْفَرَهُ، ـ وـ الشَّيْبَ بالخِضابِ: غَطَّاهُ. ـ وغَفَرَ اللّهُ له ذَنْبَه يَغْفِرُهُ غَفْراً وغِفْرَةً حَسَنَةً، بالكسر، ومَغْفِرَةً وغُفُوراً وغُفْراناً، بضمهما، وغَفِيراً وغَفِيرَةً: غَطَّى عليه، وعَفا عنه. ـ واسْتَغْفَرَهُ من ذَنْبِهِ واسْتَغْفَرَهُ إِياهُ: طَلَبَ منه غَفْرَهُ. ـ والغَفُورُ والغَفَّارُ: من صفاتِ اللهِ تعالى. ـ وغَفَرَ الأمرَ بغُفْرَتِهِ، بالضم، وغَفِيرَتِهِ: أصْلَحَه بما يَنْبَغِي أن يُصْلَحَ به. ـ والمِغْفَرُ، كمنْبَرٍ، وبهاءٍ وككِتابَةٍ: زَرَدٌ من الدِّرْعِ يُلْبَسُ تحتَ القَلَنْسُوَةِ، أو حَلَقٌ يَتَقَنَّعُ بها المُتَسَلِّحُ. وككِتابَةٍ: خِرْقَةٌ تُوَقِّي بها المرأةُ خِمارَها من الدُّهْن، والرُّقْعَةُ التي على حَزِّ القَوْسِ الذي يَجْرِي عليه الوَتَرُ، والسَّحابَةُ فَوْقَ السَّحابةِ، ورأسُ الجَبَلِ، وجَبَلٌ. ـ والغَفْرُ: البَطْنُ، وزِئْبِرُ الثوبِ، ويُحَرَّكُ. ـ وغَفِرَ، كفرِحَ، ـ واغْفَارَّ: ثارَ زِئْبِرُهُ، ووَلَدُ الأُرْوِيَّةِ، وضَمُّه أكْثَرُ ـ ج: أغْفارٌ وغِفَرَةٌ، كعِنَبَةٍ، وغُفُورٌ، ومَنْزِلٌ للقَمَرِ ثلاثةُ أنْجُمٍ صِغارٌ، وشيءٌ كالجُوالِقِ، وبالكسر: وَلَدُ البَقَرَةِ، ودُوَيبَّةٌ، وبالتحريك: صِغارُ الكَلأِ، وشَعَرُ العُنُقِ واللَّحْيَيْنِ والقَفا، كالغُفَارِ، بالضم، ـ والغَفيرِ، وهو غَفِرُ القَفا، ككتِفٍ، وهي غَفِرَةُ الوَجْهِ. ـ والجَمَّاءُ الغَفيرُ: البَيْضَةُ التي تَجْمَعُ الرأسَ وتَضُمُّه. ـ وجاؤُوا جَمّاً غَفيراً وجَمَّ الغَفيرِ وجَمَّاءَ الغَفيرِ والجَمَّاءَ الغَفيرَ وجَمَّاءَ غَفيراً وجَمَّاءَ الغَفيرَى وجَمَّ الغَفيرَةِ وجَمَّاءَ الغَفيرَةِ والجَمَّاءَ الغَفيرَةَ وجَمَّاءَ غَفيرَةً والجَمَّ الغَفيرَ وبِجَمَّاءِ الغَفيرِ والغَفيرَةِ، أي جَميعاً: شَريفُهُم ووضِيعُهُم، لم يَتَخَلَّفْ أحدٌ، وهُم كثيرونَ، وهو عندَ سِيبويهِ اسمٌ موضوعٌ موضعَ المَصْدَرِ، أي: مَرَرْتُ بهم جُمُوماً غَفيراً، وجَعَلَهُ غيرهُ مَصْدَراً، وأجازَ ابنُ الأَنْبارِيِّ فيه الرَّفْعَ على تقدير: هُمْ. وقال الكسائِيُّ: العَرَبُ تَنْصِبُ الجَمَّاءَ الغَفيرَ في التَّمامِ، وتَرْفَعُه في النُّقْصانِ. ـ وغَفَرَ المريضُ: نُكِسَ، ـ كغُفِرَ، بالضم، ـ وـ العاشِقُ: عادَ عيدُهُ، ـ وـ الجُرْحُ: انْتَقَضَ، ـ وـ الجَلَبُ السُّوقَ: رَخَّصَها. ـ والمَغَافِرُ والمَغافِيرُ: المغاثِيرُ، الواحِدُ مِغْفَرٌ، كمِنْبَرٍ، ومُغْفُرٌ ومُغْفُورٌ، بضمِّهما، ومِغْفارٌ ومِغْفيرٌ، بكسرِهما. ـ والمَغْفُوراءُ: الأرضُ ذاتُ مَغافيرَ. ـ وتَغَفَّرَ وتَمَغْفَرَ: اجْتَناها. و "هذا الجَنَى لا أنْ يُكَدَّ المُغْفُرُ " : مَثَلٌ يُضْرَبُ في تَفْضيلِ الشيءِ، يقالُ ذلكَ لِمَنْ يَنالُ الخَيْرَ الكثيرَ. وكجُهَيْنَةَ: امرأةٌ. والحَسَنُ بنُ غُفَيْرٍ العَطَّارُ، كَزُبَيْرٍ: محدِّثٌ. ـ وبَنُو غافِرٍ: بَطْنٌ. ـ وبنو غِفارٍ، ككِتابٍ: رَهْطُ أبي ذرٍّ الغِفارِيِّ. ـ وما فيه غَفيرَةٌ: لا يَغْفِرُ لأَحَدٍ ذَنْبَاً. ـ والغَوْفَرُ: البِطِّيخُ الخَرِيفِيُّ، أو نَوْعٌ منه. ـ والغَفَّارِيَّةُ، مُشَدَّدَةً: ة بِمصْرَ. وكقُفْلٍ: حِصْنٌ باليَمنِ. ـ وأغْفَرَ النَّخْلُ إغْفَاراً: رَكِبَ البُسْرَ شيءٌ كالقِشْرِ.
المعجم: القاموس المحيط

مغد

المعنى: مغد : (مَغَدَ الفَصِيلُ أُمَّه، كمَنَعَ) ، يَمْغَدُهَا مَغْداً: لَهَزَها و (رَضِعَها) وكذالكَ السَّخْلَةُ، وَهُوَ يَمْغَدُ الضَّرْعَ مَغْداً: يَتَنَاوَلُه، كمَعَذَ، بِالْعينِ الْمُهْملَة والذال الْمُعْجَمَة، كَذَا فِي الأَفعال (و) مَغَدَ (الشَّيْءَ: مَصَّه) ، يُقَال: وجَدْت صَرَبَةً فَمَغَدْت جَوْفَها، أَي مَصِصْتُه، لأَنّه قد يكون فِي جَوْفِ الصَّرَبَةِ شيءٌ كأَنه الغِرَاءُ والدِّبْسُ. والصَّرَبَةُ صَمْغُ الطَّلْحِ، وتُسَمَّى الصَّرَبَةُ مَغْداً. (و) مَغَدَ (البَدَنُ: سَمِنَ وامتَلأَ مَغْداً) ، بِفَتْح فَسُكُون، (و) مَغِدَ، كفَرِح، (مَغَداً) ، مُحَرَّكَة، (ومَغَدَهُ العَيْشُ) الناعمُ (: غَذَاهُ ونَعَّمَه، و) قَالَ أَبو مَالك: مَغَدَ (النَّبَاتُ وغيرُهُ) ، كالرَّجُلِ وكلّ شيْءٍ، إِذا (طَالَ، و) مَغَدَ. الرَّجخلُ فِي ناعِمِ عَيْشٍ (يَمْغَدُ مَغْداً) (: عَاشَ وتَنَعَّمَ) ، قَالَه أَبو زيد وابنُ الأَعرابيّ، وَقَالَ النِّضْرُ: مَغَدَه الشَّبَابُ، وذالك حِين استقامَ فِيهِ الشَّبَابُ وَلم يَتَنَاهَ شَبَابُه كُلُّه. وإِنه لفِي مَغْدِ الشَّبَابِ، وأَنشد: أَراهُ فِي مَغْدِ الشَّبَابِ العُسْلُجِ (و) مَغَدَ الرَّجلُ (جارِيَتَه) يَمْغَدُهَا (: جَامَعَهَا) . (والمَغْدُ: النَّاعِمُ) ، وشَبَابٌ مَغْدٌ: ناعِمٌ، قَالَ إِياسٌ الخَيْبَرِيُّ: حَتَّى رَأَيْتُ العَزَبَ السِّمَغْدَا وكَانَ قَدْ شَبَّ شَبَاباً مَغْدا والسِّمَغْدُ: الطويلُ. وعَيْشٌ مَغْدق: ناعِمٌ، (و) المَغْدُ  الجِسْمِ هُوَ (البَعِيرُ التَّارُّ اللَّحِيمُ، و) قيل: هُوَ (الضَّخْمُ الطَّوِيلُ من كُلِّ شَيْءٍ) ، كالمَعْدِ، وَقد تقدّم. (و) المَغْدُ فِي النَّاصِيَة، كالخَرْقِ، وَهُوَ (انْتِتَافُ مَوْضِعِ الغُرَّةِ من الفَرَسِ حَتّى تَشْمَطَ) . ومَغَدَ شَعرَه يَمْغَدُه مَغْداً: نَتَفَه، كمَعَدَه ومَعَذَه، قَالَ: يُبَارِي قُرْحَةً مِثْلَ الْ وَتِيرَةِ لَمْ تَكُنْ مَغْدا وأُرَاهُ وضَعَ المَصْدَر مَوحضِعَ المَفْعُول. والمَغْدَةُ فِي غُرَّة الفَرَسِ كأَنَّها وَارِمَةٌ، الشَّعر يُنْتَتَفُ لِيَنْبُتَ أَبيضَ. والوَتِيرَةُ: الوَرْدَةُ البيضاءُ، أَخبرَ أَن غُرَّتَهَا جِبَلَّةٌ لَمْ تَحْدُثْ عَن عِلاجِ نَتْفٍ. (و) المَغْدُ (: جَنَى التُّنْضبِ) كَقُنْفُذٍ، شَجَرٌ، وَقد مَرَّ ذِكْرُه، وجَنَاه: ثَمَرُه. (و) المَغْدُ (: الدَّلْوُ العَظِيمةُ) عَن الصاغانيّ، وكأَنه لُغة فِي الْمُهْملَة. (و) المَغْدُ هُوَ (اللُّفَّاحُ) البَرِّيّ، (و) قيل: المَغْدُ: هُوَ (البَاذِنْجَانُ) ، وَقيل: هُوَ شَبِيهٌ بِهِ، يَنْبُتُ فِي أَصْلِ العِضَهِ، (ويُحَرَّكُ) فِي الأَخير، قَالَ ابنُ دُرَيْد. والتَّحْرِيك أَعْلَى، وأَنْكَره ابنُ سِيدَه حَيْثُ قَالَ: ولمْ أَسْمَع مَغَدَةً. قَالَ: وَعَسَى أَن يكون المَغَدُ بالفَتْح اسْما لِجَمْعِ مَغْدَة، بالإِسكان، فَتكون كحَلْقَةٍ وحَلَقٍ، وفَلْكَة وفَلَك (و) ، عَن أَبي سعيدٍ: المَغْدُ (ثَمَرٌ يُشْبِه الخِيَارَ) ، وَعَن أَبي حنيفَة: المَغْدُ: شَجَرٌ يَتَلَوَّى على الشَّجَرِ أَرَقُّ من الكَرْمِ، وَوَرَقَه طِوَالٌ دِقَاقٌ نَاعِمَةٌ ويُخْرِجُ جِرَاءً مِثْلَ جِرَاءِ المَوْزِ إِلاّ أَنّه أَرَقُّ قِشْراً وأَكْثَرُ مَاءً، حُلْوٌ لَا يُقْشَرُ، (وَله حَبٌّ كحَبِّ التُّفَّاح) والناسُ يَنْتَابُونَه ويَنْزِلُون عَلَيْهِ فَيأْكُلُونَ، ويَبْدأُ أَخْضَرَ ثمّ يَصْفَرُّ ثمَّ يَخْضَرُّ إِذا انْتَهَى، قَالَ راجزٌ من بني سُوَاءَةَ: نَحْنُ بَنِي سُواءَةَ بنِ عَامِرِ أَهْلُ اللَّثَى والمَغْدِ والمَغَافِرِ  (وأَمْغَدَ) الرَّجلُ إِمْغَاداً (: أَكْثَرَ مِن الشُّرْبِ) ، وَقَالَ أَبو حَنِيفة: أَمْغَدَ الرجلُ: أَطالَ الشُّرْبَ. (و) أَمْغَدَ (الصَّبِيَّ: أَرْضَعَه) وَكَذَلِكَ الفَصِيلَ، وتقولُ المرأَةُ: أَمْغَدْتُ هَذَا الصَّبِيَّ فَمَغَدَنِي (أَي رَضَعَنِي) . (ومَغْدَانُ) لُغَة فِي بَغْدَان و (بَغْدَاد) عَن ابنِ جِنِّي، قَالَ ابنُ سِيدَ، وإِن كانَ بدَلاً فالكَلِمَة رُبَاعِيَّة. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: المَغْدُ: الصَّرَبَةُ، وصَمْغُ سِدْرِ البَاديَة، قَالَه أَبو سعيد، قَالَ جَزْءُ بن الْحَارِث. وأَنْتُمْ كَمَغْدِ السِّدْرِ يُنْظَرُ نَحْوَه وَلَا يُجْتَنَى إِلاَّ بِفَأْسٍ ومِحْجَنِ
المعجم: تاج العروس

غرد

المعنى: الغَرَدُ، بالتحريك: التَّطْرِيبُ في الصوت والغِناء. والتَّغَرُّدُ والتغريدُ: صوت معه بَحَحٌ؛ وقد جمعهما امرؤ القيس في قوله يصف حماراً: يُغَـرِّدُ بالأَسـْحارِ فـي كـلِّ سُدْفَةٍ، تَغَـرُّدَ مِرِّيـحِ النَّـدامى المُطـرِّبِ قال الليث: كل صائت طَرَّبَ في الصَّوْت غَرِدٌ، والفعل غَرَّدَ يُغَرِّدُ تَغْرِيداً. الأَصمعي: التغريد الصَّوْتُ. وغَرِدَ الطائر، فهو غَرِدٌ، والتغريد مثله؛ قال سويد بن كراع العكلي: إِذا عَرَضــَتْ داوِيَّــةٌ مُدْلَهِمَّــةٌ، وغَـرَّدَ حاديهـا، فَرَيْنَ بها فَلْقا وغَرَّدَ الإِنسانُ: رفع صوتَه وطَرَّبَ، وكذلك الحَمامةُ والمُكَّاءُ والدِّيكُ والذُّبابُ. وحكى الهجري: سمعت قُمْرِيّاً فأَغْرَدَني أَي أَطْرَبَني بتغريده، وقيل: كل مُصَوِّتٍ مُطَرِّبٍ بصوتِه مُغَرِّدٌ وغِرِّيدٌ وغَريدٌ وغَرِدٌ وغِرْدٌ، فَغَرِدٌ على النسب؛ قال ابن سيده: وغِرْدٌ أُراهُ متغيراً منه؛ وقول مليح الهذلي: سُدْساً وبُزْلاً إذا ما قامَ راحِلُها، تَحَصــَّنَتْ بِشــَباً، أَطْرافُـه غَـرِدُ وحَّدَ غَرِداً وإِن كان خبراً عن الأَطراف حملاً على المعنى كأَنه كلُّ طَرَف منها غَرِد؛ فأَما قول الهذلي: يُغَـرِّدُ رَكْبـاً فَـوْقَ حُـوصٍ سَواهِمٍ، بهـا كـلُّ مُنْجـابِ القَمِيصِ شَمَرْدَل ففيه دلالة على أَن يُغَرِّدُ يتعدى كتعدي يُغَنِّي، وقد يجوز أَن يكون على حذف الجر وإِيصال الفعل؛ وقوله: لا أَشـْتَهِي لَبَـنَ البعيرِ، وعِندنَا غَـرِدُ الزجاجـةِ واكِـفُ المِعْصـارِ معناه: وعندنا نبيذ يحمل صاحبه على أَن يتغنى إذا شربه. وتَغَرَّدَ كَغَرَّدَ؛ قال النابغة الجعدي: تَعـالَوْا نُحـالِفْ صامِتاً ومُزاحِما عليهـم نِصـاراً، وما تَغَرَّدَ راكِبُ واستَغْرَدَ الرَّوْضُ الذُّبابَ: دعاه بنَعْمَتِه إِلى أَن يُغَنِّيَ فَيُغَرِّدَ؛ قال أَبو نخيلة: واسـتَغْرَدَ الروضُ الذبابَ الأَزْرَقا وغَرَّدَت القَوْسُ: صَوَّتَتْ؛ عن أَبي حنيفة.والغِرْدُ، بالكسر، والغَرْدُ، بالفتح، والغِرْدَةُ والغَرْدَةُ والغَرَدَةُ والغَرادَةُ: ضرب من الكَمْأَةِ، وقيل: هي الصغار منها، وقيل: هي الرديئةُ منها، والجمع غِرَدَةٌ وغِرادٌ، وجمع الغَرادةِ غَرادٌ، وهي المَغاريدُ، واحدها مُغْرود؛ قال: يَحُـجُّ مأُمُومَـةً فـي قَعْرِهـا لَجَفٌ، فاسـْتُ الطَّبِيبِ قَذاها كالمَغارِيدِ قال أَبو عمرو: الغَرادُ الكَمْأَةُ، واحدتها غَرادَةٌ، وهي أَيضاً الغِرادَةُ، واحدتها غَرَدَةٌ وقال أَبو عبيد: هي المُغْرُودةُ فرد ذلك عليه؛ وقيل: إِنما هو المُغْرُودُ، ورواه الأَصمعي المَغْرودُ من الكمأَة، بفتح الميم؛ وقال أَبو الهيثم: الغَرَدُ والمُغْرُودُ، بضم الميم، الكمأَة وهو مُفعول نادر؛ وأَنشد: لـو كنْتُـمُ صـُوفاً لكنْتُـمْ قَرَدا، أَو كنْتُــمُ لَحْمـاً لكنتُـمْ غَـرَدا قال الفراء: ليس في كلام العرب مُفْعُولٌ، مضموم الميم، إِلا مُغْرُودٌ لضرب من الكمأَة، ومُغْفُورٌ واحد المَغافِر، وهو شيء ينضحه العُرفُطُ حلو كالناطف. ويقال: مُغْثُورٌ ومُنْخُورٌ للمُنْخُرِ ومُعْلُوقٌ لواحد المعاليق. والجمع المَغاريدُ.والمَغْرُوداءُ: الأَرض الكثيرةُ المغاريدِ.غرقد: الغَرْقَدُ: شجر عظام وهو من العضاه، واحدته غَرْقَدَةٌ وبها سمي الرجل. قال أَبو حنيفة: إذا عظمت العَوْسَجَةُ فهي الغرقدة. وقال بعض الرواة: الغَرْقَدُ من نبات القُفِّ. والغَرْقَدُ: كبار العوسج، وبه سمي بَقِيعُ الغَرْقَدِ لأَنه كان فيه غرقد، وقال الشاعر: أَلِفْــنَ ضــالاً ناعمــاً وغَرْقَـدا وفي حديث أَشراط الساعة: إِلا الغَرْقَد فإِنه من شجر اليهود؛ وفي رواية: إِلا الغرْقَدَة؛ هو ضرب من شجر العِضاه وشجر الشَّوْكِ، والغَرْقَدَة واحدته؛ ومنه قيل لمقبرة أَهل المدينة بقيع الغرقد لأَنه كان فيه غرقد وقطع؛ قال ابن سيده: وبقيع الغرقد مقابر بالمدينة وربما قيل له الغرقد؛ قال زهير: لِمَـنِ الـدِّيارُ غَشِيتَها بالغَرْقَدِ، كالوَحْيِ في حَجَرِ المسِيلِ المُخْلِدِ؟
المعجم: لسان العرب

مغد

المعنى: الإِمْغادُ: إِرْضاعُ الفصيل وغيره. وتقول المرأَة: أَمْغَدْتُ هذا الصبيَّ فَمَغَدَني أَي رَضَعَني. ويقال وجَدْتُ صَرَبَةً فَمَغَدْتُ جَوْفَها أَي مَصِصْتُه لأَنه قد يكون في جوف الصرَبَة شيء كأَنه الغِراءُ والدِّبْسُ. والصرَبَةُ: صَمْغُ الطلْحِ وتسمى الصربةُ مَغْداً، وكذلك صَمْغُ سِدْرِ البادية؛ قال جزء بن الحرث: وأَنْتُــمْ كَمَغْــدِ الســدْرِ يُنْظَــرُ نحـوَه، ولا يُجْتَنَـــــــى إِلا بِفــــــأْسٍ ومِحْجَنِ. أَبو سعيد: المغْدُ صمغ يخرج من السِّدْرِ. قال: ومَغْدٌ آخر يشبه الخيار يؤْكل وهو طيب.ومَغَدَ الفَصِيلُ أُمَّه يَمْغَدُها مَغْداً: لَهَزَها ورَضَعَها، وكذلك السخلة. وهو يَمْغَدُ الضرْعَ مَغْداً أَي يتناوله. وبعير مَغْدُ الجِسْمِ: تارٌّ لَحِيم؛ وقيل: هو الضَّخْم من كل شيءٍ كالمَعْدِ، وقد تقدم.ومَغَدَ مَغْداً ومَغِدَ مَغَداً: كلاهما امتَلأَ وسَمِنَ. ومَغَدَ فلاناً عيشٌ ناعمٌ يَمْغَدُه مَغْداً إذا غَذاه عَيْشٌ ناعم. وقال أَبو مالك: مَغَدَ الرجلُ والنباتُ وكلُّ شيءٍ إذا طال؛ ومَغَدَ في عَيْشٍ ناعمٍ يَمْغَدُ مَغْداً. وشابٌّ مَغْدٌ: ناعمٌ. والمَغْدُ: الناعِمُ؛ قال إِياس الخيبري: حــــتى رَأَيْـــتُ العَـــزَبَ الســـِّمَغْدا، وكــان قَـدْ شـَبَّ شـَباباً مَغْـدا والسـِّمَغْد الطويلُ. وعَيْشٌ مَغْدٌ: ناعم. قال أَبو زيد وابن الأَعرابي: مَغَدَ الرجلَ عيشٌ ناعِمٌ يمْغَدُه مَغْداً أَي غَذَاه عيشٌ ناعِمٌ؛ وقال النضر: مَغَدَه الشبابُ وذلك حين استقام فيه الشباب ولم يَتناهَ شبابه كله، وإِنه لفي مَغْدِ الشباب؛ وأَنشد: أَراهُ فـــي مَغْـــدِ الشـــبابِ العُســْلُجِ والمَغْدُ: النَّتْفُ. ومَغَدَ: امْتَلأَ شباباً. ومغَدَ شَعَرَه يَمْغَدُه مَغْداً: نتفه. والمَغْدُ في الغُرَّة: أَن يَنْتَتِفَ موضعُها حتى يَشْمَط؛ قال: تُبارِي قُرْحةً مِثْلَ الْ_وَتِيرَةِ، لم تَكُنْ مَغْدا وأُراه وضع المصدر موضع المفعول. والمَغْدَةُ في غُرَّةِ الفرس كأَنها وارمة لأَن الشعر يُنْتَفُ لينبت أَبيضَ. الوَتِيرةُ: الوَرْدةُ البَيْضاء؛ أَخبر أَن غُرَّتها جِبِلّة لم تَحْدُثْ عن عِلاج نَتْف. والمَغْدُ في الناصية: كالحَرْق. ومَغَدَ الرجلُ جاريتَه يَمْغَدُها إذا نكَحها.والمَغْدُ والمَغَدُ: الباذَنْجانُ، وقيل: هو شبيه به ينبت في أَصل العِضَةِ، وقيل: هو اللُّفَّاحُ، وقيل: هو اللُّفَّاحُ البَرِّيُّ، وقيل: هو جنَى التُّنْضُب. وقال أَبو حنيفة: المَغْدُ شَجَرٌ يتلَوَّى على الشجر أَرقُّ من الكَرْم، ووَرَقُه طِوالٌ دقاقٌ ناعمة ويُخْرِجُ جِراءً مِثْلَ جِراءِ المَوْز إِلا أَنها أَرقُّ قِشْراً وأَكثر ماء، وهي حلوة لا تُقْشَرُ، ولها حب كحب التُّفَّاح والناس ينتابونه وينزلون عليه فيأْكلونه، ويبدأُ أَخضر ثم يصفرّ ثم يخضرّ إذا انتهى؛ قال راجز من بني سُواءَة: نحـــنُ بَنُـــو ســـُواءَةَ بـــنِ عــامِرِ، أَهْـــلُ اللَّثَـــى والمَغْـــدِ والمَغــافِرِ واحدته مَغْدَةٌ. قال ابن سيده: ولم أَسمع مَغَدَةً؛ قال: وعسى أَن يكون المَغَدُ، بالفتح، اسماً لجمع مَغْدَةٍ، بالإِسكان، فيكون كَحَلْقةٍ وحَلَق وفَلْكةٍ وفَلَك.وأَمْغَدَ الرجلُ إِمْغاداً إذا أَكثر من الشرب؛ قال أَبو حنيفة: أَمْغَدَ الرجلُ أَطال الشرْب.ومَغْدانُ: لغة في بَغْدانَ؛ عن ابن جني. قال ابن سيده: وإِن كان بدلاً فالكلمة رباعية.
المعجم: لسان العرب

لثي

المعنى: اللَّثى: شيء يسقط من السَّمُر، وهو شجر؛ قال: نَحــنُ بَنُـو سـُواءةَ بـنِ عـامِرِ أَهـلُ اللَّـثى والمَغْدِ والمَغافِرِ وقيل: اللَّثى شيء يَنْضَحُه ساقُ الشجرة أَبيض خاثر، وقال أَبو حنيفة: اللَّثى ما رَقَّ من العُلوك حتى يَسِيل فيجري ويَقطُر. الليث: اللثى ما سال من ماء الشجر من ساقها خاثراً. قال ابن السكيت: اللثى شيء ينضحه الثمام حُلو، فما سقط منه على الأَرض أُخذ وجعل في ثوب وصُبَّ عليه الماء، فإِذا سال من الثوب شُرِب حلواً، وربما أَعْقَد. قال أَبو منصور: اللَّثى يسيل من الثمام وغيره، وفي جبال هَراةَ شجر يقال له سيرو، له لَثىً حلو يُداوى به المَصْدُور، وهو جيد للسعال اليابس، وللعُرْفُط لَثىً حلو يقال له المَغافير. وحكى سَلَمة عن الفراء أَنه قال: اللِّثَأُ، بالهمز، لما يسيل من الشجر. الجوهري: قال أَبو عمرو اللَّثَى ماء يسيل من الشجر كالصمغ، فإِذا جَمد فهو صُعْرُور. وأَلثَت الشجرة ما حولها إذا كانت يقطر منها ماء. ولَثِيَت الشجرة لَثىً فهي لَثِيةٌ وأَلثَت: خرج منها اللَّثى وسال.وأَلثَيْتُ الرجلَ: أَطعمته اللَّثى. وخرجنا نَلْتَثي ونَتَلَثَّى أَي نأْخذ اللَّثى. واللَّثى أَيضاً: شبيه بالنَّدى، وقيل: هو النَّدى نَفْسه.ولَثِيت الشجرةُ: نَدِيَت. وأَلْثَت الشجرة ما حولها لَثىً شديداً: نَدَّتْه. الجوهري: لَثِيَ الشيءُ، بالكسر، يَلْثَى لَثىً أَي نَدِيَ. وهذا ثوب لَثٍ، على فَعِلٍ، إذا ابتلَّ من العَرَق واتَّسخ. ولَثى الثوبِ: وسخُه. واللَّثَى: الصِّمَغُ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: عَذْبَ اللَّثى تَجرِي عليه البَرْهَما يعني باللَّثى ريقَها، ويروى اللِّثى جمع لِثةٍ. وامرأَة لَثِيةٌ ولثْياءُ: يَعْرَقُ قُبُلُها وجسدها. وامرأَة لَثِيَةٌ إذا كانت رَطْبة المكان، ونساء العرب يتسابَبْن بذلك، وإِذا كانت يابسة المكان فهي الرَّشُوف، ويُحمد ذلك منها. ابن السكيت: هذا ثوب لَثٍ إذا ابتلَّ من العَرَق والوسَخ. ويقال: لَثِيَتْ رِجْلي من الطين تَلْثى لَثىً إذا تلطَّخت به. ابن الأَعرابي: لَثا إذا شرب الماء قليلاً، ولَثا إذا لَحِسَ القِدْر. واللَّثِيُّ: المُولَع بأَكل الصمغ؛ وحكى هذا سلمة عن الفراء عن الدُّبَيْرية قالت: لَثا الكلب ولَجَذَ ولَجِذَ ولَجَنَ واحْتَفَى إذا وَلِغَ في الإِناء. واللَّثا: وطء الأَخفاف إذا كان مع ذلك ندى من ماء أَو دم؛ قال: بـهِ مِـن لَثـا أَخْفـافِهنَّ نَجِيـعُ ولَثِيَ الوَطْب لَثىً: اتسخ. واللَّثَى: اللَّزِج من دَسَم اللبن؛ عن كراع.واللَّثاةُ: اللَّهاةُ. واللِّثةُ تُجمع لِثاتٍ ولِثِينَ ولِثىً. أَبو زيد: اللِّثةُ مَراكز الأَسنان، وفي اللثة الدُّرْدُرُ، وهي مخارِجُ الأَسنان، وفيها العُمور، وهو ما تَصعَّد بين الأَسنان من اللِّثة. قال أَبو منصور: وأَصل اللثة اللِّثْية فنقص. واللِّثةُ: مَغْرِز الأَسنان. والحروف اللّثَوِية: الثاء والذال والظاء لأَن مبدأَها من اللِّثة. واللَّثاةُ واللِّثةُ: شجرة مثل السِّدْر، وهي من ذوات الياء. الجوهري: اللِّثة، بالتخفيف، ما حول الأَسنان، وأَصلها لِثَيٌ،والهاء عوض من الياء. قال ابن بري: قال ابن جني اللّثة محذوفة العين من لُثْت العِمامة أي أَدرتها على رأْسي، واللِّثةُ مُحِيطة بالأَسنان. وفي حديث ابن عمر: لُعِنَ الواشِمةُ، قال نافع: الوَشْمُ في اللّثة. واللثةُ، بالكسر والتخفيف: عُمور الأَسنان، وهي مَغارِزها؛ الأَزهري: وأَما قول العجاج: لاتٍ بهــا الأَشــياءُ والعُبْــرِيُّ فإِنما هو لائثٌ من لاثَ يَلُوثُ فهو لائث، فجعله من لَثا يَلْثُو فهو لاثٍ، ومثله: جُرفٌ هارٍ، وهائرٌ على القلب، قال: ومثله عاثَ وعَثا وقافَ وقَفا.
المعجم: لسان العرب

لبس

المعنى: اللُّبْسُ -بالضم-: مصدر قولِكَ: لَبِسْتُ الثوبَ ألْبَسُه. ؛ ولَبِسْتُ امْرَأةً: أيْ تَمَتَّعْتُ بها زمانًا. ؛ ولَبِسْتُ قَومًا: أي تَمَلِّيْتُ بهم دَهْرًا. ؛ ولَبِسْتُ فُلانَةَ عُمُري: أي كانَت معي شبابي كُلَّه، قال النابغة الجعديّ رضي الله عنه ؛ لَبِسْتُ أُناسًا فأفْنَيْتُهُم *** وأفْنَيْتُ بَعْدَ أُناسٍ أُناسا ؛ ثَلاثَةَ أهْلِيْنَ أفْنَيْتُهُم *** وكانَ الإلهُ هو المُسْتَآسا ؛ وقال عمرو بن أحْمَرَ الباهِليّ ؛ لَبِسْتُ أبي حتّى تَبَلَّيْتُ عُمْرَهُ *** وبَلَّيْتُ أعْمامي وبَلَّيْتُ خالِيا ؛ واللِّباس والمَلْبَس واللِّبْس -بالكسر-: ما يُلْبَس، قال العجّاج ؛ يَنْضِحْنَنا بالقَرْسِ بَعْدَ القَرْسِ *** دُوْنَ ظِهَار اللِّبْسِ بَعْدَ اللِّبْسِ ؛ ولِبْسُ الكعبة -شرَّفَها الله تعالى-: ما عَلَيْها مِنَ الكِسْوَة. وكذلك لِبْسُ الهَوْدَجِ، قال حُمَيْد بن ثَوْر -رضي الله عنه- يَصِفُ الغَبِيْطَ ؛ فَلَمّا كَشَفْنَ اللِّبْسَ عنه مَسَحْنَهُ *** بأطْرافِ طَفْلٍ زانَ غَيْلًا مُوَشَّما ؛ واللِّبْسَة: حالة من حالات اللُّبْسِ، ومنها حديث عُمَر -رضي الله عنه-: عليكم باللِّبْسَةِ المَعَدِّيَّة. ؛ وقال ابن عبّاد: اللِّبْسُ واللِّبْسَة: ضَرْبٌ من الثِّياب. ؛ قال: واللِّبْس: السِّمْحَاقُ؛ وهو الجُلَيْدَة الرَّقيقة التي تكون بين الجِلْدِ واللَّحْم. ؛ وقَولُهم لِلَّئيمِ: جِبْسٌ لِبْسٌ: إتْبَاعٌ. ؛ ولباسُ الرجُل: امْرأتُه، وزوجُها لِباسُها، قال الله تعالى: {هُنَّ لِباسٌ لكُم وأنْتُم لِباسٌ لَهُنَّ} أي بمنزلة اللِّباس، قال النابغة الجعديّ رضي الله عنه ؛ إذا ما الضّجيجُ ثَنى جيدَها *** تَداعَتْ عليه فكانتْ لِباسا ؛ وقال مُجاهِدٌ: أي سَكَنَ. وقال ابن عَرَفَة: اللِّباس من المُلابَسَة أي الاخْتِلاط والاجتِماع. وروى أبو عمرو: "ثَنى عِطْفَه تَثَنَّتْ". ؛ ولِباس التَّقوى: الحَيَاء، وقيل: الغليظ الخَشِن القصير، وقال السُّدِّيُّ: هو الإيمان، وقيل: هو ستر العَوْرَة، وهو لِباس المُتّقين. ؛ وقوله تعالى: {جَعَلَ لكم اللَّيْلَ لِباسا} أيْ يَسْتُرُ الناسَ بظُلْمَتِه، وكُلُّ شَيْءٍ سَتَرَهُ شَيْءٌ فهو لِباس. ؛ وقوله تعالى: {فأذاقَها اللهُ لِباسَ الجُوعِ والخَوْفِ} أي جاصُوا حتى أكَلوا الوَبَرَ بالدَّم وهو العِلْهِزُ، وبَلَغَ بهم الجوعُ الحالَ التي لا غايَةَ بعدَها، فَضُرِبَ اللِّباسُ لِما نالَهُم مَثَلًا؛ لاشْتِمالِهِ على لابِسِه. ؛ واللَّبُوْسُ: ما يُلْبَسُ، قال بَيْهَسٌ الفَزازيُّ ؛ إلْبَسْ لكُلِّ حالَةٍ لَبُوْسَها *** إمّا نَعِيْمَها وإمّا بُوْسَها ؛ وقد ذُكِرَت القصّة بتمامها في تركيب ب ل د ح. ؛ وقوله تعالى: {وعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوْسٍ لكم} يعني الدِّرْعَ، سُمِّيَت لَبوسًا لأنّها تُلْبَسُ، كما يقال للبَعير الذي يُرْكَبُ: رَكُوْب. ؛ وداهِيَة لَبْساء ورَبْساء: أي مُنْكَرَة. ؛ وثوب لَبيس: أي قد لُبِسَ فأُكْثِرَ لُبْسُه فأخْلَقَ. ومنه حديث مُعاذ بن جَبَل -رضي الله عنه- أنَّه كان يقول باليَمَن: ائْتُوني بِخَمِيسٍ أو لَبِيْسٍ آخُذْه منكم في الصّدَقَةِ؛ فإنَّه أيْسَرُ عليكم وأنفَعُ للمُهاجِرينَ بالمَدينَة. ؛ ويقال: ليسَ لِفلان لَبيس: أي مِثْل. ؛ ومُلاءةٌ لَبِيس -بغير هاء-. ؛ وقال الليث: اللَّبَسَة -بالتحريك-: بَقْلَة. قال الأزهري: لا أعْرِفُ اللَّبْسَةَ في البُقُول، ولم أسْمَعْها لغير الليث. ؛ وقال أبو زيد: يقال إنَّ في فلان لَمَلْبَسًا -بالفتح-: أي ليسَ به كِبْرٌ. ؛ والمَلْبَس -أيضًا-: اللُّبْسُ، قال امرؤ القيس ؛ ألا إنَّ بَعْدَ الفَقْرِ للمَرْءِ قِنْوَةً *** وبَعْدَ المَشيبِ طُوْلَ عُمْرٍ ومَلْبَسا ؛ وفي المَثَل: أعْرَضَ ثَوْبُ المَلْبَس؛ والمِلْبَس؛ والمُلْبَس. قال الأعرابي: يُضْرَبُ لِمَن اتَّسَعَت قِرْفَتُه، أي كَثُرَ مَن يَتَّهِمُه، فيما قال، قال: والمَلْبَسُ ثَوْبُ اللَّبْسِ، والمِلْبَسُ: اللِّباسُ بِعَينِه، كما يقال: إزارٌ ومِئْزَرٌ ولِحَافُ ومِلْحَفٌ. ورُوِيَ عن الأصمعيّ في تفسير هذا المَثَل قال: يُقال للرَجُل: مِمَّنْ أنتَ؟ فيقول: من مُضَر أو مِن رَبيعَة أو مِنَ اليَمَن، أي عَمَمْتَ ولم تَخُصَّ. ومَنْ قال: ثَوْبُ المُلْبِس -بضم الميم- أرادَ: الذي يُلْبِسُكَ ويُجَلِّلُكَ. ؛ ويقال لَبَسْتُ عليه الأمْرَ -بالفتح- ألْبِسُه- بالكسر- لَبْسًا: أي خَلَطْتُه، قال الله تعالى: {ولَلَبَسْنا عليه ما يَلْبِسُون} أي شَبَّهْنا عَلَيْهِم وأضْلَلْناههم كما ضَلُّوا. ؛ وقال ابن عَرَفَة في قَوْلِهِ تعالى: {ولا تَلْبِسُوا الحَقَّ بالباطلِ} أي لا تَخْلِطُوه به. ؛ وقوله تعالى: {أو يَلْبِسَكُم شِيَعًا} أي يَخْلِطَ أمْرَكم خَلْطَ اضْطِرابٍ لا خَلْطَ اتِّفاقٍ. ؛ وقوله جل ذكره: {ولم يَلْبِسوا إيْمانَهُم بظُلْمٍ} أي لم يَخْلِطوهُ بِشِرْكٍ. قال العجّاج ؛ ويَفْصِلونَ اللَّبْسَ بَعْدَ اللَّبْسِ *** من الأُمُورِ الرُّبْسِ بَعْدَ الرُّبْسِ ؛ واللَّبْس -أيضًا-: اخْتِلاط الظلام. ؛ وفي الأمرِ لُبْسَة -بالضم-: أي شُبْهَةٌ وليسَ بِواضِح. ؛ وألْبَسَه الثوب. ؛ وألْبَسْتُ الشَّيْءَ: إذا غَطّيْتَه، يقال: ألْبَسَتِ السَّماءُ السَّحابَ: إذا غَطَّتْها، ويقال: الحَرَّة: الأرض التي ألْبَسَتْها حِجارةٌ سودٌ. ؛ وأمرٌ مُلْبِس: أي مُشْتَبِه. ؛ والتَّلْبيس: التَّخْليط، قال الأسْعَر الجُعْفيّ ؛ وكَتيبَةٍ لَبَّسْتُها بكتِيْبَةٍ *** فيها السَّنَوَّرُ والمَغافِرُ والقَنا ؛ والتَّدْليس، شُدِّدَ للمبالغة. ؛ والعامّة تقول: هذا رَجُلٌ مُلَبِّسٌ، يريدونَ كثير اللِّباسِ أو كَثيرَ اللُّبْسِ، والصَّواب: لَبّاس. ؛ وتَلَبَّسَ بالأمرِ وبالثَّوْبِ، قال ؛ تَلَبَّسَ حُبُّها بدَمي ولحمي *** تَلَبُّسَ عُصْبَةٍ بِفُرُوعِ ضالِ ؛ أي اخْتَلَطَ. ؛ وفي صفة أكْلِ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- في حالِ صِغَرِه: فيَأْكُلُ فَما يَتَلَبَّسُ بِيَدِه طَعامٌ. أي لا يَلْزَقُ به لِنَظافَةِ أكْلِه. ؛ ويقال: الْتَبَسَ عَليهِ الأمر: أي اخْتَلَطَ واشْتَبَه. وفي حديث المَوْلِدِ والمَبْعَثِ: فجاءَ المَلَكُ فَشَقَّ عن قَلْبِه، قال: فَخِفْتُ أنْ يكُونَ قد الْتُبِسَ بي. أي خُوْلِطْتُ، من قَوْلِكَ: في رأيِه لَبْسٌ: أي اخْتِلاطٌ، ويقال للمَجْنونِ: مُخالَطٌ. ؛ ولابَسْتُ الأمْرَ: خالَطْتُه. ؛ ولابَسْتُ فُلانًا: عَرَفْتُ باطِنَه. ؛ والتركيب يدل على مخالَطَة ومُداخَلَة.
المعجم: العباب الزاخر

لبس

المعنى: لبس لَبِسَ الثَّوْبَ، كسَمِعَ، يَلْبَسَه لُبْساً، بالضّمّ، وأَلْبَسَه إِيّاه، ويُقَال: إلْبَسْ عَلَيْكَ ثَوْبَكَ. ومنَ المَجاز: لَبِسَ امْرَأَةً، إِذا تَمَتَّعَ بهَا زَماناً. وَمن المَجَاز: لَبِسَ قَوْماً، إِذا تَمَلَّى بِهِمْ دَهْراً، قَالَ النّابِغَةُ الجَعْدِيُّ: (لَبِسْتُ أُنَاساً فأَفْنَيْتُهُمْ  ...  وأَفْنَيْتُ بَعْدَ أُناسٍ أُناسَاً) (ثَلاَثَةَ أَهْلِينَ أَفْنَيْتُهُمْ  ...  وكانَ الإِلَهُ هُوَ المُسْتَآسَا) ومِن المَجَاز: لَبِسَ فُلانَةَ عُمْرَهُ، إِذا كانَتْ مَعَهُ شَبَابَهُ كُلَّه. واللِّبَاسُ، بالكَسْرِ، وإِنَّمَا أَطْلَقه لشُهْرتِه، واللَّبُوسُ، كصَبُورٍ، واللِّبْسُ، بالكَسْر، والمَلْبَسُ، كمَقْعَدٍ، والمِلْبَسُ، مِثالُ مِنْبَرٍ مَا يُلْبَسُ، الأَخيرُ، كَمَا يُقَال: مِئْزَرٌ وإِزازٌ، ومِلْحَفٌ ولِحَافٌ. وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيت علَى اللَّبُوسِ لِبَيْهَسٍ الفَزاريِّ وكانَ يُحَمَّقُ: (إلْبَسْ لِكُلِّ حالةٍ لَبُوسَهَا  ...  إِمَّا نَعِيمَها وإِمَّا، بُوسَهَا)  ومِن المَجَازِ: اللِّبْسُ، بالكسرِ: السِّمْحاقُ، عَن ابْن عبّادٍ، يقَال: السِّمْحاقُ لِبْسُ العَظْمِ. وَفِي كتابِ الصّاغَانِيِّ: اللُّبْسُ، بالضّمّ، هَكَذَا ضَبَطَه بالقَلَمِ. ويوجَدُ فِي بَعْضِ النُّسَخِ بِخَطِّ المُصَنِّف عِنْدَ قولِه السِّمْحَاقُ: هوَ جُلَيْدَةٌ رَقِيقَةٌ تكونُ بَيْنَ الجِلْدِ واللَّحْمِ، فظَنَّهُ النّاسِخُ من أَصْلِ الكِتَابِ، فأَلْحَقه بِهِ، والصّوابُ إِسْقَاطُه، لكَوْنهِ تَطْوِيلاً، وليسَ من عادَتهِ فِي مِثْلِ هَذِه المَوَاضعِ إِلاّ الإِحالَةُ والإِكتفاءُ بالغَرِيب. ولِبْسُ الكَعْبةِ: كِسْوتُهَا، وَهُوَ مَا عَلَيْها من اللِّبَاسِ، وَكَذَا لِبْسُ الهَوْدَجِ، يُقَال: كَشَفْتُ عَن الهَوْدَجِ لِبْسَه، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ، يصِفُ فَرَساً خَدَمَتْه جَوارِي الحَيِّ: (فلَمَّا كَشَفْن اللِّبْسَ عَنْه مَسَحْنَهُ  ...  بأَطْرافِ طَفْلٍ زانَ غَيْلاً مُوَشَّمَاً) واللِّبْسَةُ، بالكَسْرِ: حالَةٌ من حالاتِ اللُّبْسِ، وَمِنْه الحَديثُ: نَهَى عَن اللِّبْسَتَيْنِ أَي الحالتَيْن والهَيْئَتَيْنِ، ويُرْوَى بالضَّمّ على المَصْدَرِ، قَالَ ابنُ الأَثيرِ: والأَوّلُ الوَجْهُ. واللِّبْسَةُ: ضَرْبٌ منْ الثِّيَابِ، كاللَّبْسِ. وَعَن ابْن عَبّادٍ: اللُّبْسَةُ بالضمِّ: الشُّبْهَةُ، ويقَال: فِي حَدِيثهِ لُبْسَةٌ، أَي شُبْهَةٌ،) لَيْسَ بوَاضِحِ. وَمن المَجَاز: اللِّبَاسُ، ككِتَاب: الزَّوجُ والزَّوْجةُ، كُلٌّ مِنْهُمَا لِبَاسٌ للآخَرِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: هنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ أَي مِثْلُ اللِّبَاسِ، وقالَ الزَّجَّاجُ: ويقَال: إِن المَعْنَى: تُعَانِقُونَهُنَّ ويعَانِقْنَكُمْ. وقِيلَ: كُلُّ فَرِيقٍ مِنْكُم يَسْكُن إِلى صاحِبهِ ويُلاَبِسُه، كَمَا قَالَ تَعَالَى: وجَعَلَ منْهَا زَوْجَهَا ليَسْكُنَ إِلَيْهَا وَالْعرب  ُ تُسَمِّي المَرْأَةَ لِبَاساً وإِزاراً، قَالَ الجَعْدِيُّ يصِفُ امرأَةً: (إِذَا مَا الضَّجِيعُ ثَنَى عِطْفَهُ  ...  تَثَنَّتْ فكانَتْ عَلَيْهِ لِبَاسَاً) وقالَ ابنُ عَرَفَةَ: اللِّبَاسُ، مِن المُلاَبَسَةِ، أَي الإخْتِلاطُ والإجْتِمَاعُ وَمن المَجَازِ قولُه تعالَى: وَلِبَاسَ التَّقوَى ذلِكَ خَيْرٌ قيل: هُوَ الإِيمانُ، قالَه السُّدِّيُّ، أَو الحَيَاءُ، وَقد لبِسَ الحيَاءَ لِبَاساً، إِذا إسْتَتَر بِهِ، نقلَه ابنُ القَطّاع، وَقيل: هُوَ العَمَلُ الصالحُ، أَو سَتْرُ العَوْرَةِ، وَهُوَ سَتْرُ المُتَّقِين، وإِليه يُلْمِحُ قولُه تَعالَى: أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ فيَدُلُّ عَلَى أَنّ جُلَّ المَقْصِدِ منِ اللِّبَاسِ سَتْرُ العَوْرَةِ، وَمَا زادَ فتَحَسُّنٌ وتَزَيُّنٌ، إِلاّ مَا كَانَ لِدَفْع حَرٍّ وبَرْدٍ فَتَأَملْ. وقِيلَ: هُوَ الغَلِيظُ الخَشِنُ القَصيرُ. وقولُه تَعالَى فَأَذَاقَها اللهُ لِبَاسَ الجُوعِ والخَوْفِ أَي جاعُوا حتَّى أَكَلُوا الوَبَرَ بالدَّم، وَهُوَ العِلْهِزُ، ولَمّا بَلَغ بِهِمُ الجُوعُ الغَايَةَ، أَي الحالَة الّتِي لَا غَايَةَ بَعْدَها ضَرَب لَه اللِّباسَ، أَي لِمَا نالَهُم من ذَلك، مَثَلاً لإشْتِمَالِه على لاَبِسِه. واللَّبُوسُ، كصَبُورٍ: الثِّيَابُ والسِّلاحُ. مُذَكَّرٌ فإِنْ ذَهَبْتَ بِهِ إِلى الدِّرْعِ أَنَّثْت، وقالَ اللهُ تَعَالى: وعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبوسٍ لَكُمْ قَالُوا: هِيَ الدِّرْعُ تُلْبَسُ فِي الحُرُوبِ، كالرَّكُوب لِما يُرْكَبُ. واللَّبيسُ، كأَمِيرٍ: الثَّوْبُ قد أُكْثِرَ لُبْسُهُ فأَخْلَقَ، يُقَال: ثَوْبٌ لَبِيسٌ، ومُلاءَةٌ لَبِيسٌ. بِغَيْر هَاء. واللَّبِيسُ: الْمِثلُ يُقَال: ليسَ لَه لَبِيسٌ، أَي نَظِيرٌ ومِثْلٌ. وَقَالَ أَبو مالِكٍ: هُوَ من المُلابَسَةِ، وَهِي المُخَالَطَةُ.  ودَاهِيَةٌ لَبْسَاءُ: مُنْكَرَةٌ، وكذلكَ رَبْسَاءُ، وَقد تقدَّم. واللَّبَسَةُ، مُحَرَّكةً: بَقْلَةٌ، قَالَه اللَّيْثُ، وقالِ الأَزهريُّ: لَا أَعْرِفُ اللَّبَسَةَ فِي البُقُولِ، وَلم أَسْمَعْ بهَا لغَيْرِ اللَّيْثِ. ويُقَال: إِنَّ فِيه لَمَلْبَساً، كمَقْعَدٍ، أَي مُسْتَمْتَعاً، وقالَ أَبُو زَيْدٍ: أَي مَا بهِ كِبْرٌ، بِكَسْر الْكَاف وَسُكُون المُوَحَّدَةِ، وَيُقَال: كِبَرٌ، بكسرٍ فَفتح. وَمن أَمْثَالِهم: أَعْرضَ ثَوْبُ المَلْبَسِ، إِذا سَأَلْتَه عَن أَمرٍ فَلم يُبَيِّنْهُ لَك، ويُرْوَى: ثَوْبُ الملْبسِ، كمَقْعَدٍ ومِنْبَرٍ ومُفْلِسٍ، نُقِلَ الثَّلاثَةُ عنِ ابنِ الأَعْرَابيِّ، وَقَالَ: هُوَ مَثَلٌ يُضْرَبُ لِمَن إتَّسَعَتْ قِرْفَتُه. أَي كَثُرَ مَنْ يَتَّهِمُه فِيمَا سَرَقه، هَذَا نَصُّ الأَزْهَرِيّ، ونَصُّ التَّكْمِلة: فِيمَا قَالَ. ولَبَسَ عليهِ الأَمْرَ يَلْبِسُهُ، من حَدِّ ضَرَبَ لَبْساً، بالفَتْحِ، أَي خَلَطَهُ، أَي خَلَط بعْضَه ببعْضٍ، وَمِنْه قولُه تعالَى: ولَلَبَسْنَا علَيْهمْ مَا يَلْبِسُونَ أَي شَبَّهْنَا عليهِم، وأَضْلَلْنَاهم كَمَا ضَلُّوا، وَقَالَ ابنُ عرفَةَ فِي تَفْسير قَولهِ تَعَالى: ولاَ تَلْبِسُوا الْحَقَّ بالْبَاطِلِ أَي لَا) تَخْلِطُوه بِهِ، وَقَوله تَعَالَى: أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً أَي يَخْلِطَ أَمْرَكُم خَلْطَ إضْطِرابٍ لَا خَلْطَ إتَّفَاقٍ. وَقَوله جلّ ذِكْرُه ولَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أَي لم يَخْلِطُوه بشِرْكٍ، وَفِي الحَدِيث: فَلَبَس عَلَيْهِ صَلاتَه وَفِيه أَيْضاً: مَنْ لَبَسَ علَى نَفْسِه لَبْساً. ونَقَل شيخُنَا عَن السُّهَيْليِّ فِي الروْض منَاسبَةَ لَبِسَ الثوْبَ، كسَمِعَ، ولَبَسَ الأَمْرَ، كضَرَبَ، فَقَالَ: لَمّا كانَ لَبَسَ الأَمْرَ مَعْنَاهُ خَلَطَه أَو  سَتَرهَ، جَاءَ بوَزْنِه، ولَمَّا كَانَ لَبِس الثِّيابَ يَرْجِعُ إِلى معْنَى كسِيتُ وَفِي مُقَابلة عَرِيتُ، جاءَ بوَزْنِه، وَهِي لَطِيفَةٌ. وأَلْبَسَه: غَطَّاه، يُقَال: أَلْبسَ السَّماءَ السَّحابُ، إِذا غَطّاها، ويُقَال: الحَرَّةُ: الأَرْضُ الَّتِي أَلْبَسْتَها حِجَارَةٌ سُودٌ، قَالَ أَبو عَمْروٍ: يُقَال للشْيءِ إِذا غَطّاه كُلَّهُ: أَلْبَسَه، كَقَوْلِهِم: أَلْبَسَنَا اللَّيْلُ، وأَلْبَسَ السَّماءَ السَّحابُ، وَلَا يكُونُ: لَبِسَنا الليْلُ، وَلَا لَبِسَ السمَاءَ السحَابُ. وأَمْرٌ مُلْبِسٌ، كمُحْسِنٍ، ومُلْتَبِسٌ، أَي مُشْتَبِهٌ، وَقد إلْتَبَسَ أَمْرُه وأَلْبَسَ. والتلْبِيسُ: التَّخْلِيطُ، مُشَدَّدٌ للمبَالَغَةِ، قَالَ الأَسْعَرُ الجُعْفِيّ: (وكَتِيبةٍ لَبَّسْتُهَا بِكَتيبَةٍ  ...  فيهَا السَّنَوَّرُ والمَغَافِرُ والقَنَا) والتَّلْبِيسُ: شِبْهُ التَّدْلِيسِ. ويُقَال: رجلٌ لَبَّاسٌ، كشَدَّادٍ: كَثِيرُ اللِّبَاسِ، أَو كَثِيرُ اللُّبْسِ، وَقد سُمَّىَ بِهِ: وَلَا تَقُلْ: مُلَبِّسٌ، كمحَدِّثٍ، فإِنهُ لُغَةُ العَامَّةِ. وتَلَبَّس بالأَمْرِ والثوْبِ: إخْتَلَطَ، وَفِي الحَدِيث ذَهَبَ وَلم يَتَلَبَّسْ منْهَا بِشَيْءٍ يَعْنِي مِن الدُّنْيَا. ويُقَال أَيضاً: تَلَبَّسَ فِي الأَمْرِ: إخْتَلَط وتَعَلَّقَ، وأَنشَدَ أَبو حَنيفةَ. (تَلَبَّسَ حُبُّها بِدَمِي ولَحْمِي  ...  تَلَبُّسَ عِطْفَةٍ بِفُروعِ ضَالِ) وتَلَبَّسَ الطعَامُ باليَدِ: إلتَزَقَ، وَمِنْه الحَدِيث فيأْكُلُ فَما يَتَلَبَّسُ بيَدِه طَعَامٌ أَي لَا يَلْزَقُ بِهِ، لِنظَافَةِ أَكْلِه. ولاَبَسَه، أَي الأَمْرَ، إِذا خَاَلَطَهُ. ولابَسَ فُلاناً حَتَّى عَرَفَ دِخْلَتَه: باطِنَهَ.  وَفِي الحَدِيثِ فِي المَوْلدِ. والمَبْعَثِ فَجَاءَ المَلَكُ فشَقَّ عَنْ قَلْبه، قالَ: فَخِفْتُ أَن يَكُونَ قد التُبِسَ بِي، أَي خُولطْتُ فِي عَقْلِي، من قَوْلِك: فِي رَأْيه لَبْسٌ. أَي إخْتِلاطٌ، ويقَالُ للمِجنُونُ مُخَالَطٌ. وإلتَبَسَ عَلَيْهِ الأَمْرُ، أَي إخْتَلَط وإشْتَبَه. ومَما يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: تَلَبَّسَ بِلِباسٍ حَسَنٍ، ولِبَاساً حَسَناً وَعَلِيهِ مَلاَبِسُ بَهِيَّةٌ. واللُّبُسُ، بضمَّتَيْنِ: جَمْعُ لَبِيس، يُقَالُ: مِلْحَفَةٌ لَبِيسٌ، ومَزَادَةٌ لَبِيسٌ، وجَمْعُها لَبَائِسُ قَالَ الكُمَيْتُ يَصِفُ الثَّوْرَ والكِلابَ: (تَعَهَّدَها بالطَّعْنِ حَتَّى كأَنمَّا  ...  يَشُقُّ برَوْقَيْهِ المَزَادَ اللَّبَائِسَا) يَعْنِي الّتِي أستُعْمِلَتْ حتَّى أَخْلَقَتْ، فَهُوَ أَطْوَعُ للشَّقِّ والخَرْقِ. ودارٌ لَبِيسٌ: خَلَقٌ، على التشْبِيهِ) بالثَّوْبِ المَلْبوسِ الخَلَقِ، قَالَ: (دارٌ لِلَيْلَى خَلَقٌ لَبِيسُ  ...  لَيْسَ بِهَا مِنْ أَهْلِهَا أَنِيسُ) وحَبْلٌ لِبيس: مسْتَعْمَلٌ، عَن أَبِي حَنيفَةَ. وَرجُلٌ لَبِيسٌ: ذُو لِبَاسٍ، حَكَاهُ سيبوَيه. ورجُلٌ لَبُوسٌ: كَثيرُ اللِّبَاسِ. ولَبِسْتُ الثوْبَ لَبْسَةً وَاحدَةً. ولِبَاسُ النَّوْرِ: أَكِمَّتُهُ. ولِبَاسُ كُلِّ شْيءٍ: غِشَاؤُه. ولاَبَسَ عَمَله وإلْتَبَسَ بهِ وتَلَبَّسَ. وَفِي أَمْرِه لُبْسٌ، بالضّمِّ، أَي شُبْهَةٌ. وَفِي فُلانٍ مَلْبَسٌ، أَي مُسْتَمْتَعٌ، وَهُوَ مَجَازٌ.  وفُلانٌ جِبْسٌ لِبْسٌ، بكسرهما، أَي لَئِيمٌ. ولِبَسَ أَباه: مُلِّيَهُ، وَهُوَ مَجَازٌ، قَالَ عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِلِيُّ: (لَبِسْتُ أَبِي حَتَّى تَمَلَّيْتُ عُمْرَهُ  ...  ومُلِّيتُ أَعْمامِي ومُلِّيتُ خالِيَاً) وَيُقَال: ألْبَسِ النّاسَ على قَدْرِ أَخْلاقِهمِ، أَي عاشِرْهم، وَهُوَ مَجَازٌ. ولكُلِّ زَمَانٍ لِبْسَةٌ، أَي حالَةٌ يُلْبَسُ عَلَيْهَا، من شِدَّةٍ وَرَخَاءٍ. وَفِي حَديثِ ابْن صَيّادٍ: فلَبسَنِي أَي جَعَلَنِي أَلْتَبِسُ فِي أَمْرِه. ولَبَسَ الأَمْرَ عَلَيْهِ، إِذا شَبَّهَهُ عَلَيْهِ وجَعَلَه مُشْكِلاً. واللَّبْسُ: إخْتِلاَطُ الظلاَمِ. ولَبِسْتُ فُلاناً على مَا فِيهِ: إحْتَمَلْتُه وقَبِلْتُه، وَهُوَ مَجَازٌ. وَفِي كلامِه لَبُوسَةٌ ولُبُوسَةٌ، أَي أَنه مُلْتَبِسٌ، عَن اللِّحْيَانِيّ. ولَبَّسَ الشْيءُ: إلْتَبَسَ، وَهُوَ من بَاب: قَدْ بَيَّنَ الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ وجاءَ لاَبِساً أُذُنَيْه، أَي مُتَغَافِلاً، وَقد لَبِسَ لَهُ أُذُنَه، عَن ابنِ الأَعْرَابيّ، وأَنْشَدَ: (لَبِسْتُ لِغَالِبٍ أُذُنَيَّ حَتَّى  ...  أَرَادَ لقَوْمِه أَنْ يَأْكُلُونِي) يَقُولُ: تَغَافَلْتُ لَهُ حَتَّى أَطْمَعَ قَوْمَه فِيَّ. وَفِي الأَساسِ: لَبِسْتُ عَلَى كَذَا أُذُنَيَّ: سَكَتَّ عَلَيْهِ وَلم تَتَكَّلمْ وتَصَامَمْتَ عَنهُ، وَهُوَ مَجَازٌ. ورجُلٌ لبيسٌ بالكَسْرِ: أَي أَحْمَقُ. ويُقَالُ: إلَتَبَسَتْ بِهِ الخَيْلُ، إِذا لَحِقَتْه، وَهُوَ مَجازٌ.  وقولُه تَعالَى: وجَعَلْنَا الَّليْلَ لِبَاساً أَي يَسْتُرُكُم بظُلْمَتِه.
المعجم: تاج العروس

غفر

المعنى: غفر غَفَرَهُ يَغْفِرُهُ غَفْراً: سَتَرَهُ. وكُلُّ شئٍ سَتَرْتَه فقد غَفَرْتَه. وَتقول العربُ: اصْبغْ ثَوْبَك بالسَّوادِ فَهُوَ أَغْفَرُ لِوَسْخه: أَي أَحْمَلُ لَهُ وأَغْطَى لَهُ. وغَفَرَ المَتَاعَ: جَعَلَه فِي الوِعَاءِ، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: غَفَرَ المَتَاعَ فِي الوِعَاءِ يَغْفِرُه غَفْراً: أَدْخَلَهُ وسَتَرَهُ وأَوْعاهُ، كأَغْفَرَهُ، وَكَذَلِكَ غَفَرَ الشَّيْبَ بالخِضَابِ:  غَطَّاهُ وأَغْفَرَه، قَالَ: (حَتَّى اكْتَسَبْتُ مِن المَشيبِ عِمَامَةً  ...  غَفْرَاءَ أُغْفِرَ لَوْنُها بخِضَابِ) والغَفْرُ والمَغْفِرَةُ: التَّغْطِيَة على الذُّنُوب والعَفْوُ عَنْهَا، وَقد غَفَرَ اللهُ ذَنْبَهُ يَغْفِرُه غَفْراً، بالفَتْح، وغِفْرَةً حَسَنَةً، بالكَسْرِ، عَن اللّحْيَانيّ، ومَغْفِرَةً وغُفُوراً، الأَخِيرَةُ عَن اللّحْيَاني، وغُفْرَاناً، بضَمّهما، كقُعُود وعُثْمَان، وغَفِيراً وغَفِيرَةً، ومِن الأَخير قَول بعض العَرب: أَسْأَلُك الغَفِيرَةَ، والنَّاقَةَ الغَزِيرَة، والعِزَّ فِي العَشِيرَة، فإِنّهَا عَلَيْكَ يَسيرَة: غَطَّى عَلَيْه وعَفَا عَنْه، وقِيلَ: الغُفْرانُ والمَغْفِرَة من الله أَنْ يَصُونَ العَبْدَ من أَنْ يَمَسَّهُ العَذابُ. وَقد يُقَال: غَفَرَ لَهُ، إِذا تَجَاوَزَ عَنهُ فِي الظاهِر وَلم يَتَجَاوَزْ فِي الباطنِ، نَحْو قَوْله تَعَالَى: قُلْ للَّذِين آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ حقَّقه المُصَنّفُ فِي البصائر. واسْتَغْفَرَهُ من ذَنْبه، ولِذَنْبِهِ، واسْتَغْفَرَهُ إِيّاهُ، على حذف الحَرْف: طَلَبَ مِنْهُ غَفْرَهُ قَوْلاً وفِعْلاً. وَقَوله تَعَالَى: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً. لم يُؤْمَرُوا أَنْ يَسْأَلُوهُ ذَلِك باللّسَانِ فَقَط، بَلْ بِهِ وبالفِعْلِ حَقَّقه المُصَنّف فِي البَصَائر. وأَنشد سيبَوَيْه:) (أَسْتَغْفِرُ الله ذَنْباً لَستُ مُحْصِيَهُ  ...  رَبَّ العِبَادِ إِلَيْهُ القَوْلُ والعَمَلُ) والغَفُورُ. والغَفَّارُ والغافِرُ: من صفاتِ الله تَعَالَى، وهُمَا من أَبْنِيَةِ المُبَالَغَة، ومعناهُما، السّاتِرُ لِذُنوبِ عِبَادِه، المُتَجَاوِزُ عَن خَطاياهُمْ وذُنُوبِهم. وغَفَرَ الأَمْرَ بِغُفْرَتِه، بالضَّمّ، وغَفِيرَتِهِ: أَصْلَحَهُ بِمَا يَنْبَغِي أَنْ يُصْلَحَ بِهِ. ويُقَال: مَا عنْدَهم عَذِيرَةٌ وَلَا غَفِيرَةٌ، أَي لَا يَعْذِرُون وَلَا يَغْفِرُون ذَنْباً لأَحَد.  قَالَ صَخْرُ الغَىِّ: يَا قَوْمُ لَيْسَتْ فِيهمُ غَفِيرَهُفامْشُوا كَما تَمْشِي جِمَالُ الحِيرَهْ أَي مَانِعُوا عَن أَنْفُسِكُمْ وَلَا تَهْرُبُوا فإِنَّهم أَي بني المُصْطَلِق لَا يَغْفِرُون ذَنْبَ أَحد مِنْكُم إِن ظَفِرُوا بِهِ. والمِغْفَر، كمِنْبَرٍ، والمِغْفَرَةُ، بهاءٍ، والغِفَارَةُ، ككِتَابَة: زَرَدٌ من الدِّرْع يُنْسَجُ على قَدْرِ الرَّأْسِ يُلْبَسُ تَحْتَ القَلَنْسُوَة، ويُقَالُ: هُوَ رَفْرَفُ البَيْضَةِ أَو حَلَقٌ يَتَقنَّعُ بِهَا، وَفِي بعض الأُصُول: بِهِ المُتَسَلِّحُ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: المِغْفَرُ: حَلَقٌ يَجْعَلُها الرَّجلُ أَسْفَلَ البَيْضَةِ تُسْبَغُ على العُنُقِ فَتَقِيهِ. قَالَ: ورُبَّمَا كَانَ المِغْفَرُ مِثْلَ القَلَنْسُوَة غَيرَ أَنّهَا أَوْسَعُ، يُلْقيها الرَّجلُ على رَأْسه فتَبْلُغُ الدِّرْعَ ثمّ تُلْبَسُ البَيْضَةُ فَوْقَهَا، فَذَلِك المِغْفَر يُرَفَّلُ على العاتِقَيْن، ورُبّمَا جُعِل المِغْفَرُ من دِيبَاجٍ وخَزٍّ أَسْفَلَ البَيْضَةِ. وقرأْتُ فِي كتاب الدِّرْع والبَيْضَة لأَبي: عُبَيْدَةَ مَعْمَر بن المُثَنَّى التَّيْمِيِّ مَا نَصُّه: فإِذا لم تَكُنْ، يَعْني الدِّرْع، صَفيحاً وكَانَتْ سَرَداً محرّكَةً وَقد تُحَوَّل السّين زاياً، فيقولُون: زَرَداً، وَهُوَ الحَلَقُ فَهِيَ مغْفَرٌ، وغِفَارَةٌ، مَكْسُورة الغَيْن، قَالَ: (وطِمِرَّةٍ جَرْداءَ تَضْ  ...  بِرُ بالمُدجَّجِ ذِي الغِفَارَهْ) وَيُقَال لَهَا تَسْبِغَةٌ، فرُبَّمَا كانَت ظَاهِرَةَ الحَلَقِ وَرُبمَا بَطَّنُوهَا وظَهَّرُوها بِديباج أَو خَزٍّ أَو بِزْيَوْن، وحَشَوْهَا بِمَا كَانَ، وربَّمَا اتَّخَذُوا فَوْقَهَا قَوْنَساً من فِضَّةٍ وغَيْرِ ذَلِك. انْتهى. والغِفَارَةُ، ككِتَابَة: خِرْقةٌ  تَلْبَسُهَا المرأَةُ فتُغَطِّي رَأْسَها مَا قَبَلَ مِنْهُ وَمَا دَبَرَ غَيْرَ وَسَطِ رَأْسِهَا. وَقيل: هِيَ خِرْقَةٌ تكونُ دون المِقْنَعَة تُوَقِّى بهَا المَرْأَةُ خِمَارَهَا من الدُّهْن. والغِفَارَةُ أَيضاً: الرُّقْعَةُ الْتي تكونُ على حَزِّ القَوْسِ الَّذِي يَجْرِي عَلَيْهِ الوَتَرُ، وَقيل: الغِفَارَةُ: جِلْدَةٌ تكونُ على رَأْسِ القَوْسِ يَجْرِي عَلَيْهَا الوَتَرُ، والغِفَارَةُ: السَّحَابَةُ فَوْقَ السَّحَابَةِ، وَفِي التَّهْذِيب: سَحَابَةٌ تَرَاهَا كأَنَّهَا فوقَ سَحَابَةٍ. والغِفَارةُ: رَأْسَ الجَبَلِ. وغِفَارَةُ: اسمُ جَبَل بعَيْنِه عَن الصاغانيّ. والغَفْرُ، بالفَتْح: البَطْنُ، قَالَ: (هُوَ القاربُ التالِي لَهُ كلُّ قارِب  ...  وذُو الصَّدَرِ الناّمِي إِذا بَلَغَ الغَفْرَا) والغَفْرُ: زِئْبِرُ الثَّوْبِ وَمَا شاكَلَه، واحِدَتُه غَفْرَةٌ، ويُحَرَّك، ويُقَالُ: غَفْرُ الثَّوْبِ: هُدْبُهُ، وهُدْب) الخَمَائِصِ، وَهِي القُطُفُ رِقَاقُهَا ولَيِّنُها، وَلَيْسَ هُوَ أَطْرَافَ الأَرْدِيَة وَلَا المَلاحِف. وغَفِرَ الثَّوْبُ، كفَرِحَ، غَفْراً، واغْفَارَّ اغْفِيراراً: ثارَ زِئْبِرُهُ، وَقَالَ ابنُ القَطّاع: أَخْرَجَ زِئْبِرَه. والغُفْرُ: وَلَدُ الأَرْوِيَّة، وضَمُّه أَكثرُ، والفَتْحُ قَلِيلٌ، ج أَغْفَارٌ، كقُفْل وأَقْفَال وغِفَرَة، كعنَبَةٍ، وغُفُورٌ، بالضَّمّ، الأَخيرة عَن كُراع، والأُنْثَى غُفْرَةٌ، وأُمُّه مُغْفِرَة، وَقَدْ أَغْفَرَت، والجَمْعُ مُغْفِرَاتٌ، قَالَ بِشْرٌ: (وصَعْبٌ يَزِلُّ الغُفْرُ عَن قُذُفاتِهِ  ...  بحافاتِه بانٌ طِوالٌ وعَرْعَرُ) وَقيل: الغُفْر اسمٌ للواحِدِ مِنْهَا والجَمْعِ. وحُكِىَ: هَذَا غُفْرٌ كَثيرٌ، وهِي أَرْوَى مُغْفِرٌ: لَهَا غُفْرٌ. قَالَ ابنُ سِيدَه: هَكَذَا حَكَاه أَبو عُبَيْد،  والصَّوَاب: أَرْوِيَّةٌ مُغْفِرٌ، لأَنَّ الأَرْوَى جَمْعٌ أَو اسمُ جَمْع. والغَفْر: مَنْزِلٌ للقَمَر، ثَلاثَةُ أَنْجُمٍ صِغَارٌ، وَهِي من المِيْزَانِ. . والغَفْرُ: شَيْءٌ كالجُوَالِق. والغِْفُر، بالكَسْر: وَلَدُ البَقَرةِ، عَن الهَجَرِيّ، وَقَالَ ابنُ دُرَيد: الغِفْرُ: زَعَمُوا دُوَيْبَة، نَقله الصاغانيّ. والغَفَرُ، بالتَّحْرِيك: صِغَارُ الكَلإِ، وأَغْفَرَتِ الأَرْضُ: نَبَتَ فِيهَا شئٌ مِنْهُ. والغَفَرُ: شَعَرُ العُنُقِ واللَّحْيَيْنِ والقفَاَ والجَبْهَةِ. وقِيل: هُوَ شَعَرٌ كالزَّغَب يَكون على ساقِ المَرْأَةِ والجَبْهَةِ ونحوِ ذَلِك، كالغَفْر بالفَتْح. قَالَ الراجِزُ: (قد عَلِمَتْ خَوْدٌ بسَاقَيْهَا الغَفَرْ  ...  لَيَرْوَيَنْ أَو لَيَبِيدَنَّ الشَّجَرْ) كالغُفَارِ، بالضَّمّ، وَهُوَ لُغَةٌ فِي الغَفَر، مُحَرَّكَةً، قَالَ الرَّاجز: (تُبْدِى نَقِيّاً زَانَهَا خِمَارُهَا  ...  وقُسْطَةً مَا شانَها غُفَارُهَا) القُسْطَةُ: عَظْمُ السَّاقِ. قَالَ الجَوْهَرِيّ. ولَسْتُ أَرْويه عَن أَحَدٍ. والغَفِيرِ، هَكَذَا هُوَ فِي النُّسخ كأَمير، والَّذِي فِي اللّسَان وغَيْره: والغَفْر بفَتْح فسُكُون، فليُنْظَر، وغَفْرُ الجَسَدِ وغَفَرُه وغِفَارُهُ: شَعرُه الصِّغارُ القِصار، وَقَالَ أَبو حَنِيفَة: يُقَال: هُوَ غَفِرُ القَفَا، ككَتف: فِي قَفَاهُ غَفَرٌ، وَهِي غَفِرَةُ الوَجْهِ، إِذا كَانَ فِي وَجْهِها غَفَرٌ. والجَمّاءُ الغَفِيرُ، بالمَدّ: البَيْضَةُ الَّتِي تَجْمَعُ الرَّأْسَ وتَضُمّه، قَالَ أَبو عُبَيْدَة فِي كِتَاب الدّرع والبَيْضَة: البَيْضَةُ اسمٌ جامِعٌ لما فيهَا من الأَسْمَاءِ والصِّفاتِ الَّتِي من غَيْرِ لَفْظها، وللبَيْضَة قَبَائلُ صَفائحُ كقَبَائلِ الرَّأْس، تَجْمَعُ أَطْرَافَ بَعْضِها إِلى بَعْض بمَسَامِيرَ يَشْدُدْنَ طَرفَيْ كُلّ قَبيلَتَيْن. إِلى آخِرِ مَا قَالَ. ويُقَال: جاءُوا جَمّاً غَفِيراً، وجَمَّ الغَفِيرِ، بالإِضافة، وجَمّاءَ الغَفيرِ، والجَمّاءَ الغَفِيرَ، وجَمّاءَ غَفِيراً، ممدودٌ فِي الكُلّ، وجَمّاءَ الغَفِيرَي، بالقَصْرِ، وجَمَّ الغَفِيرَةِ، وجَمّاءَ الغَفِيرَةِ، الثَّلاثَةُ ذَكَرَهُمْ الصاغَانِيّ، والجَمّاءَ الغَفِيرَةَ، وجَمّاءَ غَفِيرضةً، والجَمَّ الغَفِيرَ، وَيُقَال أَيضاً: جاءُوا بجَمّاءِ الغَفِيرِ، والغَفِيرَةِ، أَي جاءُوا جَمِيعاً، شَريفُهُم ووَضِيعُهم وَلم) يَتَخَلَّف أَحدٌ، وهم كَثِيرُون. وَهُوَ عِنْد سِيبَوَيْهٍ، وَلم يَحْك إِلاّ الجَمَاءَ الغفيرَ، من الأَحوالِ الَّتِي دَخَلَهَا الأَلِفُ والَّلام، وَهُوَ نادرٌ. وَقَالَ الغَفِيرُ وَصْفٌ لازِمٌ للجَمَّاءِ. يَعْنِي أَنّك لَا تَقُولُ الجَمّاءَ وتَسْكُت. والجَمّاء الغَفِير: اسْمٌ ولَيْس بفعْل، إِلاّ أَنّهُ مَوْضُوعٌ مَوْضِعَ المَصْدَرِ أَي يُنْصَبُ، كَمَا تُنْصَبُ المَصَادرُ الَّتِي هِيَ فِي مَعْنَاه أَي مَرَرْتُ بِهِم جُمُوماً غَفِيراً، كَقَوْلِك جاءُوني جَمِيعاً وقاطِبةً وطُرّاً وكافَّةً، وأَدْخَلُوا فِيهِ الأَلِف والَّلامَ، كَمَا أَدْخَلُوهُمَا فِي قَوْلهم: أَوْرَدَهَا العِرَاكَ: أَي أَوْرَدَهَا عِرَاكاً، وجَعَلَهُ غيرُه مَصْدَراً. وأَجَازَ ابنُ الأَنْبَاريّ فِيهِ الرَّفْعَ على تَقْدِيرِهِمْ. وَقَالَ الكسائيّ: العربُ تَنصبُ الجَمّاءَ الغَفيرَ فِي التَّمَام وتَرْفَعُه فِي النُّقْصَان، وَقد ذَكَرَ غيرُ وَاحِد من الأَئِمَّة هَذَا البَحْث فِي جمم مُسْتَقْصىً، وسيأْتي إِنْ شاءَ الله تَعالَى. وَفِي البصائر: جاءَ القَوْمُ جَمّاءَ غَفِيراً، والجَمّاءَ الغَفيرَ، أَي بأَجْمَعِهِم. والجَمُّ، والجَمِيمُ: الكَثِيرُ من كُلّ شئٍ. وَفِي النِّهَايَة، فِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنهُ قلتُ: يَا رَسُولُ اللهِ كَم الرُّسُلُ قَالَ: ثَلاثُمائة وخَمْسَةَ عَشَرَ، جَمَّ الغَفِيرِ، أَي جَمَاعَةً كَثِيرَة. وغَفَرَ المَريضُ، وَكَذَا الجَرِيحُ، يَغْفِرُ غَفْراً، من حدِّ ضَرَبَ، إِذا قامَ من مَرَضِه ثمَّ نُكِسَ، كغُفِرَ بِالضَّمِّ، على مَا لَمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ. وغَفَرَ العاشقُ: عادَ عِيدُهُ بعدَ السَّلْوَةِ، قَالَ الشَّاعِر: (خَلِيلَيَّ إِنَّ الدَّارَ غَفْرٌ لِذِي الهَوَى  ...  كَما يَغْفِرُ المَحْمُومُ أَو صَاحِبُ الكَلْمِ) وغَفَرَ الجُرْحُ يَغْفِرُ، من حَدّ ضَرَبَ، إِذا نُكِسَ وانْتَقَضَ، وغَفِرَ، بالكَسْر، لُغَة فِيهِ، ذكرَه ابْن القطّاع، وَهُوَ فِي اللّسَان أَيضاً. وَزَاد ابنُ القَطّاع: وغَفِرَ الجُرْحُ كفَرِحَ، إِذا بَرَأَ، وَهُوَ من الأَضْداد. وَهَذَا قد أَغْفَلَه المصنّف وغَيْرُه من أَرْبَابِ الأَفْعَال، فَهُوَ مُسْتَدْرَكٌ عَلَيْهِ. وغَفَرَ الجَلَبُ السُّوقَ يَغْفِرُها غَفْراً: رَخَّصَهَا. والمَغَافِرُ والمَغَافِيرُ: المَغَاثِيرُ، وَهُوَ صَمْغٌ شَبِيهٌ بالنّاطِف يَنْضَحُه العُرْفُطُ، فَيُوضَع فِي ثَوْبٍ ثمّ يُنْضَحُ بالمَاءِ فيُشْرَبُ، وَقد تَقدّم فِي غثر. الوَاحِدُ مِغْفَرٌ، كمِنْبَر، ومُغْفُرٌ، ومُغْفُورٌ، بضمّهما، ومِغْفَارٌ ومِغْفيرٌ، بكَسْرِهِمَا، وَقد يكون المُغْفورُ أَيضاً للعُشَرِ والسَّلَم والثُّمَامِ والطَّلْحِ وغيرِ ذَلِك. وَفِي التَّهْذيب. يُقَال لِصَمْغ الرَّمْث والعُرْفُطِ: مَغاثيرُ ومَغَافِيرُ، الوَاحدُ مُغْثُورٌ ومُغْفُورٌ، ومِغْفَرٌ، بالكَسْر. وَقَالَ ابنُ الأَثِير: المَغَافِيرُ: صَمْغٌ يَسِيلُ من العُرْفُطِ، غيرِ أَنَّ رائحَتَه لَيست بِطَيِّبَة. وَقَالَ اللَّيْث: صَمْغُ الإِجّاصَة مِغْفَارٌ. وَقَالَ أَبو عَمْروٍ: المَغافِيرُ: الصَّمْغُ يكونُ فِي الرِّمْث، وَهُوَ حُلْوٌ يُؤْكَلُ، واحدُهَا مُغْفُورٌ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: الرِّمْثُ من بَيْنِ الحَمْض، لَهُ مَغَافيرُ، وَهُوَ شئٌ يَسِيلُ من طَرَف عِيدانِها مثل الدِّبْس فِي لَوْنِه، وَقَالَ) غَيْرُه: المَغَافيرُ عَسَلٌ حُلْوٌ مِثْلُ الرُّبِّ إِلاَّ أَنّه أَبْيَض. والمَغْفُوراءُ: الأَرْضُ ذاتُ مَغَافِيرَ وَهِي مَمْدُودَة قَالَه ابْن دُرَيْد. وحَكَى أَبو حَنِيفَة ذَلِك فِي الرُّبَاعيّ. وأَغْفَرَ العُرْفُطُ والرِّمْثُ: ظَهَر فيهمَا ذَلِك، وأَخْرَجَ مَغَافيرَه. وتَغَفَّرَ، وتَمَغْفَر: اجْتَناها من شَجَرِهَا. فمَنْ قَالَ: مِغْفَر، قَالَ: خَرَجْنا نَتغَفَّرُ، وَمن قَالَ: مُغْفور، قَالَ: نَتَمَغْفَرُ. وقَوْلُهُم: هَذَا الجَنَى لَا أَنْ يُكَدَّ المُغْفُرُ. ورَوَى أَبو عَْمرو: لَا أَنْ تُكَدِّى المِغْفَرَا. مَثَلٌ يُضْرَب فِي تَفْضِيلِ الشَّيْءِ قالُوا: يُقَال ذلكَ لمَنْ يَنالُ الخَيْرَ الكَثيرَ، والمِغْفَرُ: هُوَ العُودُ من شَجَرِ الصَّمْغِ يُمْسَحُ مِنْهُ مَا ابْيَضَّ فيُتَّخَذُ مِنْهُ شَرَابٌ طَيِّبٌ. وَقَالَ بعضُهم: مَا اسْتَدَارَ من الصَّمْغ يُقَال لَهُ المِغْفَر، وَمَا استطال مثْلَ الإِصْبع يُقَال لَهُ الصُّعْرُورُ، وَمَا سَالَ مِنْهُ فِي الأَرْضِ يُقَال لَهُ الذَّوْبُ. وَفِي الحَدِيث أَنّ قادِماً قَدِمَ عَلَيْه مِن مَكَّةَ فَقَالَ: كَيْفَ تَرَكْتَ الحَزْوَرَةَ قَالَ: جادَهَا المَطَرُ فأَغْفَرَتْ بَطْحَاؤُهَا، أَي أَنَّ المَطَر نَزَلَ عَلَيْهَا حتَّى صارَ كالغَفْرِ من النَّبَاتِ. وَقيل: أَراد أَنَّ رِمْثَهَا قد أَخْرَجَتْ مَغَافِيرَها. قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: وَهَذَا أَشْبَهُ، أَلا تَرَاهُ وَصَفَ شَجَرَهَا فَقَالَ وأَبْرَمَ سَلَمُهَا وأَعْذَق إِذْخِرُهَا. وغُفَيْرَةُ، كجُهَيْنَةَ: امرَأَةٌ. والحَسَنُ بن غُفَيْر العَطّارُ المِصْريّ، هَكَذَا بخَط الذَّهَبِيّ فِي الدِّيوان، وَوَقع بخَطّ، الصاغانيّ فِي التكملة: البَصْرِيّ، والأَوَّلُ الصَّواب، كزُبَيْر: مُحَدِّث، قَالَ الحافِظُ فِي التَّبْصير: وَاهٍ كَانَ فِي حُدُودِ الثَّلاثِمِائَة. وَقَالَ الذّهبيّ عَن يُوسُفَ بنِ عَدِيّ: كذّابٌ وَضّاعٌ. وَبَنُو غافِرٍ: بَطْنٌ من بَنِي سامَةَ بن لُؤَيّ، مِنْهُم عَطِيَّةُ بنُ جابِرِ بن غافِرٍ الغافِرِيُّ. وبَنُو غِفَارٍ، ككِتَاب: قَبِيلَةٌ من كِنَانَة ض، وهم بَنُو غِفَارِ بن مُلَيْلِ بنِ ضمْرَةَ بنِ بَكْر بن عَبْدِ مَناةَ، رَهْطُ سَيِّدنا أَبي ذَرٍّ جُنْدَبُ بنُ جُنادَةَ الغِفَارِيِّ، رَضِيَ الله عَنهُ، وَقد تقدّم ذِكْرُه ثَلاَثَ مَرّات، وَمِنْهُم إيماءُ بنُ رَحْضةَ، وإِليهم البَيْتُ، وأَبو بَصْرَة الغِفَاريُّ اسمُه جَمِيلٌ، وبِنْتُه عَزَّةُ صاحبَةُ كُثَيِّر وابنُ آبي اللَّحْمِ، وأَبُو رُهْم، وغَيْرُهم. ويُقَال: مَا فِيهِ غَفِيرَةٌ وَلَا عَذِيرَةٌ، أَي لَا يَغْفِرُ لأَحَدٍ ذَنْباً وَلَا يَقْبَل عُذْراً، قَالَ صَخْرُ الغَيّ: (يَا قَوْم لَيْسَتْ فِيهمُ غَفِيرَهْ  ...  فامْشُوا كَمَا تَمْشِي جِمالُ الحِيرَهْ) أَي تَثَاقَلُوا فِي سَيْرِكم وَلَا تُخْفُوه، فإِنّهُم يَعْنِي بني المُصْطَلِق لَا يَغْفِرُون ذَنْبَ أَحَد مِنْكُم إِنْ ظَفرُوا بِهِ. والغَوْفَرُ، كجَوْهَر: البِطِّيخُ الخَرِيفيّ، أَو نَوْعٌ مِنْهُ، وَعَلِيهِ اقْتََصر الصاغانيّ. والغَفّارِيَّة، مُشَدَّدَة ة بمِصْرَ، كَذَا ذَكَره الصاغانيّ. قلتُ: وهما قَرْيَتانِ: إِحداهُمَا فِي الشَّرْقِيَّة، والثانِيَة فِي الجِيزيّة. وغُفْرٌ، كقُفْل: حِصْنٌ باليَمَن من أَعْمَالِ أَبْيَنَ. وأَغْفَرَ النَّخْلُ إِغْفاراً: رَكِبَ) البُسْرَ شئٌ كالقِشْرِ، قَالَ ابنُ القَطّاع والصاغانيّ: وأَهلُ المَدِينَة يُسَمُّونه: الغَفَا. ومِمّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: اغْتَفَر ذَنْبَه: مِثْلُ غَفَرَ، وَهُوَ غَفُورٌ، وجَمْعُه غُفُرٌ. وغَفَرَهُ: قَالَ غَفَرَ اللهُ لضهُ. وتَغافَرَا: دَعَا كُلُّ واحدٍ مِنْهُمَا لِصاحِبهِ بالمَغْفِرَة. وامرأَةٌ غَفُورٌ، بِغَيْر هاءٍ. وغَفَرُ الدَّابَّةِ، محرّكةً: نَبَاتُ الشَّعرِ فِي مَوْضِع العُرْف. والغَفَرُ: نَباتٌ رِبْعيٌّ يَنْبُتُ فِي السَّهْل  ِ والآكامِ كأَنَّه عَصافِيرُ خُضْرٌ قِيامٌ إِذا كَانَ أَخضر، فإِذا يَبسَ فكأَنَّهُ حُمْرٌ غَيْرُ قِيَام. والغَفِيرَةُ: الكَثْرَةُ والزِّيادَةُ، وَبِه فُسِّرَ حديثُ عليٍّ رَضِي الله عَنهُ: إِذا رَأَى أَحَدُكُم لأَخِيه غَفِيرَةً فِي أَهْل أَو مَال فَلَا يَكُونَنّ لَهُ فِتْنَةً. وغِفَارٌ، ككِتَاب: مِيسَمٌ يكون على الخَدِّ. وأَبو غِفَارٍ المُثَنَّى بنُ سَعِيد، وأَبو غِفَار غالِبٌ التّمّارُ. واخْتُلِف فِي الأَخِير، فقَال الفَلاَّسُ: إِنَّهُ أَبو عَفّانَ، وغِفَارٌ العابِدُ: مُحَدِّثون، وآمِنَةُ بِنْتُ غِفَار: زَوْجَةُ ابنِ عُمَرَ الَّتي طَلَّقَهَا، وَهِي حائضٌ. وكزُبَيْر: غُفَيْرُ بنُ جَرِير النَّسَفيُّ الحَدّادُ، وحَسّانُ بنُ عليّ بن غُفَيْر النَّسَفِيّ، وحَفِيدُه عبدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ ابنِ حَسَن بن حَسّان، وعليُّ بنُ نَصْرِ بن محمْدِ بنِ غُفَيْر، وأَبو ذَرٍّ عَبْدُ بنُ أَحْمَدَ بن محمّدِ بن عبدِ اللهِ بن غُفَيْر الهَرَوِيّ الحافِظُ: محدِّثون. وَمن سَجَعات الأَساس: فُلانٌ صِدْقُ قَوْلِه غِفَارِىّ، وزَنْدُ وَعْدِه عَفَارِيّ. وَمن المَجَازِ قَوْلُ زُهَيْر: (أَضاعَتْ فلَمْ تُغْفَر لَهَا غَفَلاتُها  ...  فلاَقَتْ بَياناً عندَ آخِرِ مَعْهَدِ) أَي لم تَغْفِرِ السِّبَاعُ غَفْلَتَها عَن وَلَدِهَا فأَكَلَتْه
المعجم: تاج العروس