المعنى:
اللُّبْسُ -بالضم-: مصدر قولِكَ: لَبِسْتُ الثوبَ ألْبَسُه. ؛ ولَبِسْتُ امْرَأةً: أيْ تَمَتَّعْتُ بها زمانًا. ؛ ولَبِسْتُ قَومًا: أي تَمَلِّيْتُ بهم دَهْرًا. ؛ ولَبِسْتُ فُلانَةَ عُمُري: أي كانَت معي شبابي كُلَّه، قال النابغة الجعديّ رضي الله عنه ؛ لَبِسْتُ أُناسًا فأفْنَيْتُهُم *** وأفْنَيْتُ بَعْدَ أُناسٍ أُناسا ؛ ثَلاثَةَ أهْلِيْنَ أفْنَيْتُهُم *** وكانَ الإلهُ هو المُسْتَآسا ؛ وقال عمرو بن أحْمَرَ الباهِليّ ؛ لَبِسْتُ أبي حتّى تَبَلَّيْتُ عُمْرَهُ *** وبَلَّيْتُ أعْمامي وبَلَّيْتُ خالِيا ؛ واللِّباس والمَلْبَس واللِّبْس -بالكسر-: ما يُلْبَس، قال العجّاج ؛ يَنْضِحْنَنا بالقَرْسِ بَعْدَ القَرْسِ *** دُوْنَ ظِهَار اللِّبْسِ بَعْدَ اللِّبْسِ ؛ ولِبْسُ الكعبة -شرَّفَها الله تعالى-: ما عَلَيْها مِنَ الكِسْوَة. وكذلك لِبْسُ الهَوْدَجِ، قال حُمَيْد بن ثَوْر -رضي الله عنه- يَصِفُ الغَبِيْطَ ؛ فَلَمّا كَشَفْنَ اللِّبْسَ عنه مَسَحْنَهُ *** بأطْرافِ طَفْلٍ زانَ غَيْلًا مُوَشَّما ؛ واللِّبْسَة: حالة من حالات اللُّبْسِ، ومنها حديث عُمَر -رضي الله عنه-: عليكم باللِّبْسَةِ المَعَدِّيَّة. ؛ وقال ابن عبّاد: اللِّبْسُ واللِّبْسَة: ضَرْبٌ من الثِّياب. ؛ قال: واللِّبْس: السِّمْحَاقُ؛ وهو الجُلَيْدَة الرَّقيقة التي تكون بين الجِلْدِ واللَّحْم. ؛ وقَولُهم لِلَّئيمِ: جِبْسٌ لِبْسٌ: إتْبَاعٌ. ؛ ولباسُ الرجُل: امْرأتُه، وزوجُها لِباسُها، قال الله تعالى: {هُنَّ لِباسٌ لكُم وأنْتُم لِباسٌ لَهُنَّ} أي بمنزلة اللِّباس، قال النابغة الجعديّ رضي الله عنه ؛ إذا ما الضّجيجُ ثَنى جيدَها *** تَداعَتْ عليه فكانتْ لِباسا ؛ وقال مُجاهِدٌ: أي سَكَنَ. وقال ابن عَرَفَة: اللِّباس من المُلابَسَة أي الاخْتِلاط والاجتِماع. وروى أبو عمرو: "ثَنى عِطْفَه تَثَنَّتْ". ؛ ولِباس التَّقوى: الحَيَاء، وقيل: الغليظ الخَشِن القصير، وقال السُّدِّيُّ: هو الإيمان، وقيل: هو ستر العَوْرَة، وهو لِباس المُتّقين. ؛ وقوله تعالى: {جَعَلَ لكم اللَّيْلَ لِباسا} أيْ يَسْتُرُ الناسَ بظُلْمَتِه، وكُلُّ شَيْءٍ سَتَرَهُ شَيْءٌ فهو لِباس. ؛ وقوله تعالى: {فأذاقَها اللهُ لِباسَ الجُوعِ والخَوْفِ} أي جاصُوا حتى أكَلوا الوَبَرَ بالدَّم وهو العِلْهِزُ، وبَلَغَ بهم الجوعُ الحالَ التي لا غايَةَ بعدَها، فَضُرِبَ اللِّباسُ لِما نالَهُم مَثَلًا؛ لاشْتِمالِهِ على لابِسِه. ؛ واللَّبُوْسُ: ما يُلْبَسُ، قال بَيْهَسٌ الفَزازيُّ ؛ إلْبَسْ لكُلِّ حالَةٍ لَبُوْسَها *** إمّا نَعِيْمَها وإمّا بُوْسَها ؛ وقد ذُكِرَت القصّة بتمامها في تركيب ب ل د ح. ؛ وقوله تعالى: {وعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوْسٍ لكم} يعني الدِّرْعَ، سُمِّيَت لَبوسًا لأنّها تُلْبَسُ، كما يقال للبَعير الذي يُرْكَبُ: رَكُوْب. ؛ وداهِيَة لَبْساء ورَبْساء: أي مُنْكَرَة. ؛ وثوب لَبيس: أي قد لُبِسَ فأُكْثِرَ لُبْسُه فأخْلَقَ. ومنه حديث مُعاذ بن جَبَل -رضي الله عنه- أنَّه كان يقول باليَمَن: ائْتُوني بِخَمِيسٍ أو لَبِيْسٍ آخُذْه منكم في الصّدَقَةِ؛ فإنَّه أيْسَرُ عليكم وأنفَعُ للمُهاجِرينَ بالمَدينَة. ؛ ويقال: ليسَ لِفلان لَبيس: أي مِثْل. ؛ ومُلاءةٌ لَبِيس -بغير هاء-. ؛ وقال الليث: اللَّبَسَة -بالتحريك-: بَقْلَة. قال الأزهري: لا أعْرِفُ اللَّبْسَةَ في البُقُول، ولم أسْمَعْها لغير الليث. ؛ وقال أبو زيد: يقال إنَّ في فلان لَمَلْبَسًا -بالفتح-: أي ليسَ به كِبْرٌ. ؛ والمَلْبَس -أيضًا-: اللُّبْسُ، قال امرؤ القيس ؛ ألا إنَّ بَعْدَ الفَقْرِ للمَرْءِ قِنْوَةً *** وبَعْدَ المَشيبِ طُوْلَ عُمْرٍ ومَلْبَسا ؛ وفي المَثَل: أعْرَضَ ثَوْبُ المَلْبَس؛ والمِلْبَس؛ والمُلْبَس. قال الأعرابي: يُضْرَبُ لِمَن اتَّسَعَت قِرْفَتُه، أي كَثُرَ مَن يَتَّهِمُه، فيما قال، قال: والمَلْبَسُ ثَوْبُ اللَّبْسِ، والمِلْبَسُ: اللِّباسُ بِعَينِه، كما يقال: إزارٌ ومِئْزَرٌ ولِحَافُ ومِلْحَفٌ. ورُوِيَ عن الأصمعيّ في تفسير هذا المَثَل قال: يُقال للرَجُل: مِمَّنْ أنتَ؟ فيقول: من مُضَر أو مِن رَبيعَة أو مِنَ اليَمَن، أي عَمَمْتَ ولم تَخُصَّ. ومَنْ قال: ثَوْبُ المُلْبِس -بضم الميم- أرادَ: الذي يُلْبِسُكَ ويُجَلِّلُكَ. ؛ ويقال لَبَسْتُ عليه الأمْرَ -بالفتح- ألْبِسُه- بالكسر- لَبْسًا: أي خَلَطْتُه، قال الله تعالى: {ولَلَبَسْنا عليه ما يَلْبِسُون} أي شَبَّهْنا عَلَيْهِم وأضْلَلْناههم كما ضَلُّوا. ؛ وقال ابن عَرَفَة في قَوْلِهِ تعالى: {ولا تَلْبِسُوا الحَقَّ بالباطلِ} أي لا تَخْلِطُوه به. ؛ وقوله تعالى: {أو يَلْبِسَكُم شِيَعًا} أي يَخْلِطَ أمْرَكم خَلْطَ اضْطِرابٍ لا خَلْطَ اتِّفاقٍ. ؛ وقوله جل ذكره: {ولم يَلْبِسوا إيْمانَهُم بظُلْمٍ} أي لم يَخْلِطوهُ بِشِرْكٍ. قال العجّاج ؛ ويَفْصِلونَ اللَّبْسَ بَعْدَ اللَّبْسِ *** من الأُمُورِ الرُّبْسِ بَعْدَ الرُّبْسِ ؛ واللَّبْس -أيضًا-: اخْتِلاط الظلام. ؛ وفي الأمرِ لُبْسَة -بالضم-: أي شُبْهَةٌ وليسَ بِواضِح. ؛ وألْبَسَه الثوب. ؛ وألْبَسْتُ الشَّيْءَ: إذا غَطّيْتَه، يقال: ألْبَسَتِ السَّماءُ السَّحابَ: إذا غَطَّتْها، ويقال: الحَرَّة: الأرض التي ألْبَسَتْها حِجارةٌ سودٌ. ؛ وأمرٌ مُلْبِس: أي مُشْتَبِه. ؛ والتَّلْبيس: التَّخْليط، قال الأسْعَر الجُعْفيّ ؛ وكَتيبَةٍ لَبَّسْتُها بكتِيْبَةٍ *** فيها السَّنَوَّرُ والمَغافِرُ والقَنا ؛ والتَّدْليس، شُدِّدَ للمبالغة. ؛ والعامّة تقول: هذا رَجُلٌ مُلَبِّسٌ، يريدونَ كثير اللِّباسِ أو كَثيرَ اللُّبْسِ، والصَّواب: لَبّاس. ؛ وتَلَبَّسَ بالأمرِ وبالثَّوْبِ، قال ؛ تَلَبَّسَ حُبُّها بدَمي ولحمي *** تَلَبُّسَ عُصْبَةٍ بِفُرُوعِ ضالِ ؛ أي اخْتَلَطَ. ؛ وفي صفة أكْلِ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- في حالِ صِغَرِه: فيَأْكُلُ فَما يَتَلَبَّسُ بِيَدِه طَعامٌ. أي لا يَلْزَقُ به لِنَظافَةِ أكْلِه. ؛ ويقال: الْتَبَسَ عَليهِ الأمر: أي اخْتَلَطَ واشْتَبَه. وفي حديث المَوْلِدِ والمَبْعَثِ: فجاءَ المَلَكُ فَشَقَّ عن قَلْبِه، قال: فَخِفْتُ أنْ يكُونَ قد الْتُبِسَ بي. أي خُوْلِطْتُ، من قَوْلِكَ: في رأيِه لَبْسٌ: أي اخْتِلاطٌ، ويقال للمَجْنونِ: مُخالَطٌ. ؛ ولابَسْتُ الأمْرَ: خالَطْتُه. ؛ ولابَسْتُ فُلانًا: عَرَفْتُ باطِنَه. ؛ والتركيب يدل على مخالَطَة ومُداخَلَة.