المعجم العربي الجامع

مِطْعامٌ

المعنى: (صيغة الجمع) مَطاعيمُ كَثير الأضياف والقِرى.
المعجم: القاموس

قرس

المعنى: قرس البرد يقرس قرساً وقرس يقرس قرساً: اشتدّ. قال أوس: مطــــاعين فـــي الهيجـــا مطـــاعيم فـــي القـــرى إذا اصـــــفرّ آفـــــاق الســــماء مــــن القــــرس وقال أبو زبيد: وقــــــــد تصــــــــلّيت حــــــــرذ نــــــــارهم كمــــــا تصــــــلّى المقــــــرور مـــــن قـــــرس ويوم قارس، وغداة قارسة. وماء قارس وقريس. ويقولون: شربت قارساً، وحلبت جالساً؛ أي ماء قراحاً وحلبت الغنم. وأقرس البرد أصابعه: يبّسها من الخصر فلا يستطيع أن يعمل، وقرست قرساً. وقرّس الماء: برّده. وفي الحديث: "قرّسوا الماء في الشّنان" وقرّسوا قريساً وهو مرق بلحم بقرٍ أو بأكارع يبرّد. قال مزرّد بن مزرّد: ومغمّــــــــم طــــــــامٍ كــــــــأنّ فضــــــــاله فــــــي كــــــل منثلــــــم الإنــــــاء قريـــــس وجمل قراسية: قويّ، وتقول: أنتم هنيدة سواسيه، ليس فيها قراسيه. وقرقست بالكلب: دعوت به. وعضّه القرقس. وختم الكتاب بالقرقس وهو طينة الختم. وتقول: عضّة القرقس، أهون من فضّة القرقس. ومن المجاز: ملك قراسية، وعزّ قراسية. قال الطرماح: والأزد تعلـــــــــم أن تحـــــــــت لوائهـــــــــا ملكــــــــاً قراســــــــية ومـــــــوت أحمـــــــر أي وثمّ موت. وقال: كم عدوّ لنا قراسية العرّ تركنا لحماً على أوفاض أو ضام.
المعجم: أساس البلاغة

قرس

المعنى: القَرْسُ والقِرْسُ: أَبْرَدُ الصَّقيع وأَكثره وأَشدُّ البَرْدِ؛ قال أَوس بن حَجَر: أَجاعِلَـــةً أُمَّ الحُصـــَيْنِ خَزايَــةً عَلَـيَّ فِـرارِي أَن عَرَفْـتُ بنـي عَبْـس ورَهْـطَ أَبـي شـَهْمٍ وعَمْـرَو بنَ عامِر وبَكْـراً فجاشـَتْ مـن لقـائِهمْ نَفْسي مَطاعِينُ في الهَيْجا، مَطاعيمُ للْقِرَى إِذا اصـْفَرَّ آفاقُ السماء من القَرْسِ المَطاعين: جمع مِطْعانٍ للكثير الطَعْن، ومَطاعيمُ: جمع مِطْعام للكثير الإِطعام. والقِرَى: الضيافة. والآفاق: النواحي، واحدها أُفُق. وأُفُقُ السماء: ناحيتها المتصلة بالأَرض؛ قال عبد اللَّه بن المُكَرَّم: قوله المتصلة بالأَرض كلام لا يصح فإِنه لا شيء من السماء مُتَّصل بالأَرض، وفي هذا كلام ليس هذا موضعه.وقَرَسَ الماءَ يَقْرِسُ قَرْساً، فهو قَرِيسٌ: جَمَدَ. وقَرَّسْناه وأَقْرَسْناه: بَرَّدْناه. ويقال: قَرَّسْت الماء في الشَّنِّ إذا بَرَّدْته، وأَصبح الماء اليوم قَرِيساً وقارساً أَي جامداً؛ ومنه قيل: سمك قَرِيسٌ وهو أَن يُطْبخ ثم يُتَّخذ له صِباغ فَيُتْرَك فيه حتى يَجْمُد. ويوم قارسٌ: بارد. وفي الحديث: أَن قوماً مَرُّوا بشَجَرَة فأَكلوا منها فكأَنما مرَّت بِهمْ رِيح فأَخْمَدَتْهم فقال النبي، صلى اللَّه عليه وسلم: قَرِّسُوا الماءَ في الشِّنانِ وصُبُّوه عليهم فيما بين الأَذَانَيْنِ؛ أَبو عبيد: يعني بَرّدُوه في الأَسْقِيَة، وفيه لغتان: القَرْس والقَرْش، قال: وهذا بالسين. وأَما حديثه الآخر: أَنَّ امْرَأَة سأَلتْه عن دَمِ المَحيص فقال: قَرِّصِيه بالماء، فإِنه بالصاد، يقول: قَطِّعِيه، وكل مُقَطَّع مُقَرَّص. ومنه تقريص العجين إذا شُنِّقَ لِيُبْسَطَ. وقَرَس الرجل قَرْساً: بَرَدَ، وأَقْرَسَه البَرْدُ وقَرَّسَه تَقْريساً. والبَرْدُ اليَوْمَ قارِس وقَرِيس، ولا تقل قارصٌ؛ قال العجاج: تَقْــذِفُنا بــالقَرْسِ بعــدَ القَـرْسِ دُونَ ظِهــارِ اللِّبْــسِ بعـد اللِّبْـسِ قال: وقد قَرَسَ المَقْرُور إذا لم يستطع عملاً بيده من شدة الخَصَر.وإِنَّ لَيْلَتَنا لقارِسَةٌ، وإِنَّ يَوْمَنا لقارسٌ. ابن السِّكِّيت: هو القِرْقِس الذي تقوله العامَّة الجِرْجِس. وليست ذات قَرْسٍ أَي بَرْد.وقَرَسَ البَرْدُ يَقْرِس قَرْساً: اشتدّ، وفيه لغة أُخرى قَرِسَ قَرَساً؛ قال أَبو زيد الطائي: وقـــد تَصـــلَّيْتُ حَـــرَّ حَرْبهِـــم كمــا تَصــلَّى المَقْـرُورُ مـن قَـرَسِ وقال ابن السكيت: القَرَسُ الجامِد ولم يعرفه أَبو الغيث ابن الأَعرابي: القَرَسُ الجامِد من كل شيء. والقِرْسُ: هو القِرقِس. والقَرِيس من الطعام: مشتق من القَرَس الجامِد، قال؛ وإِنما سمي القريس قريساً لأَنه يجمُد فيصير ليس بالجامِس ولا الذائب، يقال قَرَسْنا قَرِيساً وتركناه حتى أَقْرَسَه البَرْد. ويقال: أَقْرَسَ العُود إذا جَمَس ماؤه فيه. وفي المحكم: أَقْرَس العُود حُبِس فيه ماؤه. وقَراسٌ: هَضِبات شديدة البَرْد في بلاد أَزْد السَّراة؛ قال أَبو ذؤيب يصف عسلاً: يَمانِيــةٍ، أَحْيـا لهـا مَـظَّ مـائِدٍ وآلِ قَــرَاسٍ صــَوْبُ أَرْمِيَــةٍ كُحْــلِ ورواه أَبو حنيفة قُرَّاس، بضم القاف، ويروى: صَوْبُ أَسقِية كحل، وهما بمعنى واحد. ويقال: مائد وقَرَاس جبَلان باليمن؛ ويمانية خفض على قوله: فجـاءَ بِمَـزْجٍ لـم يـرَ الناسُ مِثْلَه والمَظُّ: الرُّمَّان البَرِّي. الأَصمعي: آلُ قُرَاس هَضَبات بناحية السَّراة كأَنهن سُمِّين آل قُراس لبَرْدِها. قال الأَزهري: رواه أَبو حام بفتح القاف وتخفيف الراء. قال: ويقال أَصبح الماء قَريساً أَي جامداً، ومنه سمي قَرِيس السَّمك. قال أَبو سعيد الضرير: آل قُراس أَجْبُل بارِجة.والقُرَاس والقُراسِيَة: الضَّخْم الشديد من الإِبل وغيرها، الذكر والأُنثى، بضم القاف، في ذلك سواء، والياء زائدة كما زِيدَتْ في رَباعِية وثمانية؛ قال الراجز: لمــــا تَضــــَمَّنْتُ الحَوَارِيـــاتِ قَرَّبْــــتُ أَجْمــــالاَ قُرَاســــِيَاتِ وهي في الفحول أَعمُّ، وليست القُراسِية نِسْبة إِنما هو بناء على فُعاليَة وهذه ياءات تُزاد؛ قال جرير: يَلِـي بنـي سـعْدٍ، إذا مـا حاربُوا عِـــزُّ قُراســـِيَة وجَـــدٌّ مِـــدْفَعُ وقال ذو الرمة: وفَجّـ، أَبَـى أَن يَسـْلُك الغُفْرُ بيته ســَلَكْتُ قُرَانَـى مـن قُرَاسـِية شـمْرِ وقال العجَّاج: مـــن مُضــَرَ القُراســِيات الشــُّمِّ يعني بالقُراسِيات الضّخام الهامِ من الإِبل، ضرَبها مثلاً للرجال، وملك قُراسِية: جليل.والقَرْس: شجر. وقُرَيسات: اسم؛ قال سيبويه: وتقول هذه قُرَيْسات كما تراها، شبَّهُوها بهاء التأْنيث لأَنَّ هذه الهاء تجيء للتأْنيث ولا تلحق بنات الثلاثة بالأَربعة ولا الأَربعة بالخمسة.
المعجم: لسان العرب

قرس

المعنى: القَرْسُ: البَرْد الشديد، قال ؛ مَطاعِينُ في الهَيْجى مَطاعِيْمُ في الوغى *** إذا اصْفَرَّ آفاقُ السَّماءِ من القَرْسِ ؛ كأنَّ قُرْقُوْفا بماءٍ قَرْسِ *** ؛ وقال الليث: القَرْسُ: أكْثَفُ الصَّقيع وأبْرَدُه، قال العجّاج ؛ يَنْضِحْنَنا بالقَرْسِ بَعْدَ القَرْسِ *** دُوْنَ ظِهارِ اللِّبْسِ بَعْدَ اللِّبْسِ ؛ وليلةٌ ذاةُ قَرْسٍ: أي بَرْدٍ. وقد قَرَسَ البَرْدُ يَقْرِسُ قَرْسًا: أي اشْتَدَّ، وفي لغةٍ أخرى: قَرِسَ البَرْدُ -بالكسر- قَرَسًا -بالتحريك-، قال أبو زُبَيد حرملة بن المنذر الطائي ؛ وقد تَصَلَّيْتُ حَرَّ حَرْبِهم *** كما تَصَلّى المَقْرُوْرُ من قَرَسِ ؛ وقال ابن السكِّيت: القَرَسُ: الجامِدُ. ولم يَعرِفْه أبو الغَوْث. ؛ والبَرْدُ قارِسٌ وقَرِيْسٌ، ولا تَقُل قارِصٌ. ؛ وقَرَسَ الماءُ: أي جَمَدَ. ؛ ويومٌ قارِسٌ وليلَةٌ قارِسَةٌ. ؛ وأصبح الماءُ اليومَ قَرِيْسًا وقارِسًا: أي جامِدًا. ومنه سمك قَرِيْس: وهو أنْ يُطْبَخ ثمَّ يُتَّخَذ له صِبَاغٌ فَيُتْرَك فيه حتى يَجْمُدَ. ؛ وقال ابن عبّاد: القَارِس والقَرِيْس: القديم. ؛ وقال أبو سعيد: آلُ قَرَاسٍ: أجْبُلٌ بارِدَة، وقال الأصمَعيّ: أجْبُلٌ بارِدَة أو جَبَلٌ بارِد، وآلُه: ما حَوْلَه من الأرض، أبو ذُؤيب الهُذَليّ ؛ فَجَاءَ بِمِزْجٍ لم يَرَ النّاسُ قَبْلَهُ *** هو الضَّحْكُ إلاّ أنَّه عَمَلُ النَّحْلِ ؛ يَمَانِيّةٍ أحْيَا لها مَظَّ مَأْبِدٍ *** وآلَ قَراسٍ صَوْبُ أرْمِيَةٍ كُحْلِ ؛ ويروى: صَوْبُ أسْفِيَةٍ. وقال الأزهري: آلُ قَرَاسٍ: هِضاب بناحيَة السَّرَاةِ. ؛ والقِرْسُ -بالكسر-: القِرْقِس وهو صِغار البعوض. ؛ وقِراس بن سالِم الغَنَويّ -بكسر القاف-: شاعِر. ؛ وقال أبو زيد: القُرَاسِيَة -بالضم وتخفيف الياء-: الضخم الشديد من الإبل، والياء زائدة كما زِيْدَت في ثَمَانِيَة وَرَباعِيَة، قال ؛ لَمّا تَضَمَّنْتُ الحَوَارِيّاتِ *** قَرَّبْتُ أجْمالًا قُرَاسِيَاتِ ؛ وقال الليث: تقولُ هذا جَمَلٌ قُرَاسِيَة، وهو من الفُحُول أعَمُّ، وليست القُرَاسِيَةُ نسْبَةً، وإنَّما هي على بِنَاءِ رَبَاعِيَة، وهذه ياءاتٌ تُزاد، كقولِكَ: هَدْرًا وهَدَرانًا، قال جرير ؛ يَكْفي بَني سَعْدٍ إذا ما حارَبُوا *** عِزٌّ قُرَاسِيَةٌ وجَدٌّ مِدْفَعُ ؛ وقُوْرِس: كورة من نواحي حَلَب، وهي الآن خَراب. ؛ وأقْرَسَه البَرْد، وقَرَّسَهُ تَقْريْسًا: أي بَرَّدَه. وكذلك قَرَّسْتُ الماءَ في الشَّنِّ: إذا بَرَّدْتَه، ومنه حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «أنَّ قَومًا مَرُّوا بِشَجَرَةٍ فَأَكَلوا منها فكأنَّما مَرَّت بهم رِيْحٌ فأخْمَدَتْهُم»، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «قَرِّسُوا الماءَ في الشِّنَانِ وصُبُّوه عليهم فيما بَيْنَ الأذانَيْنِ». يَعْني أذانَ الفَجْرِ والإقامَةَ. ؛ والتركيب يدل على البَرْد، وقد شَذَّ عن هذا التركيب القُرَاسِيَة.
المعجم: العباب الزاخر

طعم

المعنى: كثر عنده الطعام والطعم والمطعم والأطعمة والمطاعم. وفلان يحتكر في الطعام أي في البر. وعن الخليل: إنه العالي في كلام العرب وهذا من الغلبة كالمال في الإبل. وفي حديث أبي سعيد: كنا نخرج في صدقة الفطر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام وصاعاً من شعير. وهذا طعم طيب الطعم. وطعمت الشيء: أكلته وذقته، واطعم هذا وتطعمه: ذقه. وفي مثل "تطعم تطعم": ذق تشته. واستطعمته فأطعمني. وطاعمته. ورجل مطعم ومطعام: أكول. ومطعام مطعان من قوم مطاعيم مطاعين وهو الكثير الإطعام. واتخذ لإخوانه طعمة: مأدبة. ومن المجاز: فلان طيب الطعمة وخبيث الطِّعمة بالكسر وهي الجهة التي منها يرتزق بوزن الحرفة. وجعلت هذه الضيعة طعمة لك بالضم. وفلان تجبى له الطعمة والطعم وهي الخراج. وأطعمتك هذه الأرض. وعن معاوية: أنه أطعم عمراً خراج مصر. وإنه لموسع له في الطعم: في الرزق. وهو مطعم: مرزوق. قال علقمة: ومطعــــــم الغنـــــم يـــــوم الغنـــــم مطعمـــــه أنّــــــــى نــــــــوجه والمجـــــــروم محـــــــروم وقال ذو الرمة: ومطعــــــــم الصــــــــيد هبـــــــال لبغيتـــــــه ألفــــــى أبــــــاه بـــــذاك الكســـــب يكتســـــب وفي يده مطعمة: قوس تطعم صائدها. قال علقمة: وفــــــي الشـــــمال مـــــن الشـــــريان مطعمـــــة كبــــــداء فــــــي عجســــــها عطـــــف وتقـــــويم ومن روي بالفتح فهي المرزوقة من الصيد. قال أبو النجم: ترمـــــــي الخصـــــــاص بـــــــالعيون النجـــــــل بمطعمــــــــات الصــــــــيد غيــــــــر عصــــــــل أي بنبل تطعم الصيد يريد بها العيون. ولطمه الجارح بمطعمتيه وهما إصبعاه اللتان يقبض بهما. وأخذ بمطعمته بالفتح وهي حلقه. وأطعمت النخلة: أدرك ثمرها. ونهي عن بيع الثمرة حتى تطعم: حتى تأخذ طعمها. وكم بأرضكم من الشجر المطعم: المثمر. وفلان مطعم الخير. قال الكميت: موفـــــــــــق لخلال الخيــــــــــر مطعمهــــــــــا عـــــــن الإســـــــاءة والفحشـــــــاء ذو حجـــــــب وإنك لمطعم مودتي. والنساء مطعمات: مرزوقات من الحب. قال الكميت: بلـــــــــــى إن الغـــــــــــواني مطعمــــــــــات مودتنا وإن وخط القتير واستطعمت الفرس: طلبت منه الجري. أنشد أبو عبيدة: تـــــــــداركه ســــــــعي وركــــــــض طمــــــــرة ســـــــوح إذا اســــــتطعمتها الجــــــري تســــــبح ومنه: "إذا استطعمكم الإمام فأطعموه": إذا استفتحكم فافتحوا عليه. وفرس لطيف المستطعم وهو جحفلته وما حولها. وأطعمت الغصن فطعم: وصلت به غصناً من غير شجرته فقبل الوصل. وأطعمت عينه قذى فطعمته. قال الفرزدق: بعينيــــــن حـــــوراوين لـــــم تطعمـــــا قـــــذى وجعــــــد الــــــذرى أطرافـــــه قـــــد تعفـــــرا والطائران يتطاعمان: يتغارّان. وتطاعم المتلاثمان إذا أدخل الفم في الفم كما تفعل الحمامتان. وأنشد الجاحظ: كمــــــا تطــــــاعم فــــــي خضــــــراء ناعمـــــة مطوقــــــــان أصــــــــاخا بعــــــــد تغريـــــــد وإنه لمتطاعم الخلق: متتابعه. وما فلان بذي طعم، ولا طعم له إذا لم يكن مقبولاً. وأنا طاعم عن طعامكم: مسغن عنه.
المعجم: أساس البلاغة

طَعِمَ

المعنى: ـَ طَعْماً، وطعاماً: أكل. وـ ذاق. وـ الغصنُ أو الفرعُ: قبل الوصل بغصن من غير شجره. وـ الشيءَ ومنه: أكله بمقدَّم فمه وثناياه. وـ ذاقه. وفي التنزيل العزيز: {قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي}.؛(أطْعَمَت) البسرةُ: صار لها طعم. وـ الشجرةُ: أدركت ثمرتها. وـ المأكولُ: أعجب مذاقه. ويقال: أطعمت الثمرةُ. وـ فلاناً: جعله يطعم. وـ الله فلاناً: رزقه. وـ فلاناً طعمة: صنعها له. وـ فلاناً أرضاً ونحوها: جعلها له طُعمة أو أعاره إياها. وـ الغصنَ بآخر من غير شجره: وصله به وركَّبه فيه ليتكون من الغصنين المركَّبَيْن غصن آخر يثمر ثمراً جديداً.؛(طاعَمَه): طعِم أو أكل معه. وـ الحمامُ أنثاه: أدخل منقاره في منقارها.؛(طَعَّمَ) العظمُ: صار ذا مخّ. وـ الغصنَ: أطعمه. ومنه: طعَّم كذا بعنصر كذا، لتقويته أو تحسينه أو اشتقاق نوع آخر منه. وـ الجسدَ بالمصل: حصَّنه به من المرض. (مو). وـ الخشبَ بالصدف ونحوه: ركَّبَه فيه للزخرفة والزينة. (مو).؛(اطَّعَمَت) البسرةُ: صار لها طعم. وـ الشجرةُ: أدركت ثمرتها. ويقال: فلان لا يطَّعِم: لا يتأدب ولا ينجع فيه ما يصلحه.؛(تَطَاعَمَا): طعِمَا معاً. وـ الحمامتان: أدخل الذكر منقاره في منقار أنثاه. وـ المتلاثمان: فعلا كفعل الحمامتين عند اللثم. ويقال: إنه لمتطاعم الخَلق: سوي مستقيم في خَلقه.؛(تَطَعَّم): مطاوع طعَّمَ. وـ الشيءَ: طعِمَه. وـ ذاقه ليعرف طعمه.؛(اسْتَطْعَمَ) الشيءَ: تطعَّمه. وـ وجد طعمه لذيذاً. وـ فلاناً: سأله أن يطعمه. وفي التنزيل العزيز: {حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا}. وـ فلاناً الحديث: طلب منه أن يحدثه فيذيقه طعم حديثه.؛(التَّطْعيم): (في النبات): عملية يُلصق فيها جزء من ساق نبات يسمّى بالطُّعْم بساق نبات آخر مثبتة جذوره ويسمى بالأصل فيتم اتحادهما بعد ذلك. (مج).؛(الطَّاعِم): اسم فاعل من طعم. وفي التنزيل العزيز: {قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً}. وـ ذو الطعام. ويقال: رجل طاعِم، (على النسب). وـ الحسن الحال في المطعم.؛(الطَّعَام): كلُّ ما يؤكل وبه قوام البدن. وـ كل ما يُتَّخذ منه القوت من الحنطة والشعير والتمر، ويطلقه أهل الحجاز والعراق على البُرّ خاصّة. (ج) أطْعِمَة. وطعام البحر: ما نضب عنه الماء من السمك فأخذ بغير صيد. وما سقي بماء البحر فنبت. وفي التنزيل العزيز: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ}.؛(الطَّعَاميّ): بائع الطعام.؛(الطَّعْم): ما تدركه حاسة الذّوق من طعام أو شراب، كالحلاوة والمرارة والحموضة وما بينهما. وـ ما يشتهى من الطعام. ويقال: تغيَّر طعم فلان: خرج عن وضعه الخِلقِيّ والطبيعيّ. وفلان ذو طعم: أي ذو عقل وحزم. وما هو بذي طَعْم: إذا كان غَثًّا. وهو لا طعم له: إذا لم يكن مقبولاً. (ج) طعوم.؛(الطُّعْم): الطعام. وـ ما يلقى للسمك وغيره لاصطياده، ويطلق مجازاً على كل ما يُتَوَصَّل به إلى شيء، كالرشوة والهبة والهدية. وـ المصل يحقن به الجسم ليكتسب مناعة من المرض. (محدثة). (ج) طُعُوم، وأطعام.؛(الطَّعِم): الطاعم.؛(الطُّعْمَة): كل ما يُطْعَم. وـ الرزق. وـ الإتاوة. وـ الخراج. وـ الغنيمة. وـ وجه الكسب. يقال: هو طيِّب الطُّعْمَة، وعفيف الطُّعْمَة، إذا كان نقيّ الكسب، وهو خبيث الطُّعْمَة، إذا كان غير نقيّ الكسب، وـ الدعوة إلى الطعام. وـ أن تدفع الضَّيعة إلى رجل ليديرها و يؤدي عشرها وتكون له مدة حياته فإذا مات ارتُجِعت من ورثته. (ج) طُعَم.؛(الطّعْمَة): الجهة التي منها يرتزق. (ج) طِعَم.؛(الطَّعْمِيَّة): طعام يتخذ من مدقوق الفول المقشور مضافاً إلى بعض الخضر متبَّلاً بالملح والتوابل، ثم يجعل أقراصاً صغاراً تقلى بالزيت. (محدثة).؛(الطَّعُوم) من الماشية ونحوها: ما في عظامها نِقيّ: مخّ، أو فيها بعض الشحم. وـ السمين. ويقال: لك غث هذا وطعومه. (ج) طُعُم.؛(الطَّعُومَة) من الماشية ونحوها: التي تحبس للأكل. (ج) طعائم.؛(الطَّعِيم): الطَّعُوم.؛(المِطْعَام): الأكول. وـ الكثير الإطعام. وـ الكثير الأضياف والقِرَى. (يستوي فيه المذكر والمؤنث). يقال: امرأة مطعام. (ج) مطاعيم.؛(المَطْعَم): الطعام. وـ المكان يقدم فيه الطعام الثمن. (ج) مطاعم.؛(المُطْعَم): المرزوق في الصيد. ويقال: إنك مُطْعَم مودتي: مرزوقها.؛(المِطْعَم): الأكول.؛(المُطْعِمَة): الغَلْصَمَة، أو الحلق. ويقال: أخذ بمُطْعِمَة فلان: أخذ بحلقه يعصره، ولا تقال إلا عند الخنق والقتال. وـ القوس التي يصاد بها. وـ المخلب الذي يخطف به الطائر اللحم ونحوه. وـ في الجوارح وغيرها من الصيد: الإصبع الغليظة المتقدمة، ولكل طائر وجارح مطعمتان. وهما الإصبعان المتقابلتان اللتان يقبض بهما الطائر.
المعجم: الوسيط

قرس

المعنى: قرس القرْسُ: البَرْدُ الشِّدِيدُ، كالقارِسِ والقَرِيسِ، يُقَال: قَرَسَ البَرْدُ، إِذا إشْتَدَّ ويُقَال: لَيْلَةٌ ذاتُ قَرْسٍ، وقالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ: (مَطَاعِينُ فِي الهَيْجَا مَطَاعِيمُ لِلْقِرَى  ...  إِذا إصْفَرَّ آفَاقُ السَّمَاءِ مِنَ الْقَرْسِ) والقَرْس: البارِدُ كالقَارِس والقَرِيس، يقَال: يَوْمٌ قارِسٌ. والقَرْس: أَكْثَفُ الصَّقيع وأَبْرَدُه، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، وَهُوَ عَن اللَّيْث، والَّذِي فِي المحْكَم: والقَرْسُ والقِرْسُ: أَبْرَدُ الصَّقِيع وأَكْثَرهُ. والقَرَس، بالتَّحْريك: الجامدِ، قالَهُ ابنُ السِّكِّيت، وَلم يَعْرِفْه أَبو الغَيْث، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: القَرَس: الجَامِدُ من كُلِّ شْيءٍ، ويقَال: أَصْبَحَ الماءُ اليَوْمَ قَرِيساً وقارِساً، أَي جَامِدا. والقِرْسُ، بالكَسْر: صِغارُ البَعُوضِ، كالقِرْقِسِ، كزِبْرِجٍ، وقالَ ابنُ السِّكِّيت: هُوَ القِرْقِس الّذِي تَقُولُه العامَّةُ: الجِرْجِس. وقَرَسَ الماءُ يَقْرِس قَرْساً: جَمَدَ، فَهُوَ قَرِيسٌ. وقَرَسَ البَردُ يُقْرِسُ قَرْساً: إشْتَدَّ، كقَرِسَ، كفَرِحَ، قَرسَاً، مُحَرَّكةً، قَالَ أَبو زُبَيْدٍ الطّائِيُّ: (وقَدْ تَصَلَّيْت حَرَّ حَرْبِهِمُ  ...  كَمَا تَصَلَّى المَقْرُورُ مِنْ قَرَسِ) والقَارِسُ والقَرِيسُ: القَدِيمُ، نقَلَه ابنُ عَبّادٍ. وككِتَابٍ: قِرَاسُ بنُ سالِمٍ الغَنَوِيُّ الشاعِرُ، ذكرَه) الحَافِظُ والصّاغَانِيُّ. والقُرَاسِيَةُ، بالضَّمِّ وتَخْفِيفِ الياءِ: الضَّخْمُ الهَامِ الشَّدِيدُ مِن  الإِبِلِ وغيرِها، الذَّكَر والأُنْثَى بضَمّ القافِ فِي ذلِكَ سواءٌ، والياءُ زائدةٌ كَمَا زِيدَتْ فِي رَبَاعِيَة وثَمَانِيَة، قَالَه أَبو زَيْدٍ. وقُورِسُ، بالضَّمِّ وَكسر الراءِ: كُورَةٌ بنَوَاحِي حَلَبَ، قَالَ الصّاغَانِيُّ: وَهِي الآنَ خَرَابٌ. وقَرَسَ الرّجلُ قَرْساً: بَرَدَ. وأَقْرَسَهُ البَرْدُ، قيل: المرَادُ بالبَرْدِ هنَا: النَّوْمَ، كَمَا قَيَّدَه بعضُهُم. وقَرَّسَه تَقْرِيساً: بَرَّدَه، وَمِنْه الحَدِيثُ: قَرِّسُوا الماءَ فِي الشَّنَانِ وصُبُّوه عَلَيْهِمْ فِيمَا بَيْنَ الأَذَانَيْنِ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْني بَرِّدُوه فِي الأَسْقَيَةِ. قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ عَسَلاً: (فجَاءَ بمِزْجٍ لَمْ يَرَ النَّاسُ مِثْلَهُ  ...  هُوَ الضَّحْكُ إِلاّ أَنه عَمَلُ النَّحْلِ) (يَمَانِيَة أَحْيَا لَهَا مَظَّ مَائِدٍ  ...  وآلَ قَرَاسٍ صَوْبُ أَسْقِيَةٍ كُحْلِ) ويُرْوَى أَرْمِيَةٍ كُحْلٍ، كَذَا رَوَاه أَبو سَعِيدٍ، وهما بمَعْنىً وَاحِدٍ، قَالَ الأَزْهَريّ: رَوَاه أَبو حَاتِم: قَرَاس، كسَحَابٍ، وَرَوَاهُ أَبو حَنيفة: كغُرَابٍ، وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ الضَّرير: آل قُرَاس: أَجْبُلٌ بَارِدَةٌ، أَو هِيَ هِضَابٌ شدِيدَةُ البَرْدِ بناحِيَة أَزْدِ السَّرَاةِ، وَهُوَ قولُ الأَصْمَعيِّ، قَالَ: كأَنَّهُنّ سُمِّين آل قَرَاسٍ لبَرْدِهَا، كَذَا فِي اللِّسَان، وَفِي شرْح ديوَان هذَيْل: قَالَ الأَصْمَعيُّ: آل قَرَاس: جَبَلٌ بارِدٌ، وآلُه: مَا حَوْلَه من الأَرْض. والقارِس: البارِد. وسَمَكُ قَريسٌ، كأَميرٍ: طُبِخَ عُمِلَ فِيهِ صِبَاغٌ، وتُرِكَ فِيهِ حَتَّى جَمَدَ، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّهُ يجْمُد فيَصِير ليسَ بالجامِسِ وَلَا الذَّائب، والصَّاد لُغةٌ فِيهِ، والسِّين لغةُ قيْس. وَفِي العبَاب: والتَّركيب يَدلُّ على البَرْد، وَقد شذَّ عَنْه القُرَاسِيَةُ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: قَرَسْتُ الماءَ فِي الشَّنِّ قَرْساً، إِذا  بَرَّدْته، لغةٌ فِي أَقْرَسَه وقَرَّسَه، حَكاها أَبو عُبَيْدٍ. ولَيلةٌ قارِسَةٌ، وَقَالَ الفارسيُّ: قَرَسَ المَقْرورُ قَرْساً، إِذا لم يَسْتطِعْ أَنْ يَعْمَل بيَدِه مِنْ شدَّة البَرْدِ، وَفِي اللِّسَان: من شِدَّةِ الخَصَر، وَفِي الأَساس: أَقْرَسَ البَرْدُ أَصابِعَهُ: يَبَّسَها مِن الخَصَر، فَلَا يَسْتطيعُ العَمَلَ. ويقَال: قَرَّسَ قَرِيساً، إِذا إتَّخَذه. وأَقْرَسَ العُودُ، إِذا جَمَسَ ماؤُه فِيهِ. وَفِي المحْكَم: إِذا حُبِسَ فِيهِ مَاؤُه. والقُرَاس، كغُرَابٍ: القُرَاسِيةَ. والقَرْس: شَجَرٌ. وقُرَيْسَات: اسمٌ، حَكاه سيبَوَيْهِ فِي الكتَاب. ومُلْكٌ قُرَاسِيَةٌ، أَي عَظيمٌ، وَهُوَ مَجازٌ. وككَتّانٍ: مُدْرِكُ بنُ عبد المَلك بن قَرَّاسٍ الدُّهْمَانيُّ: شاعرٌ، ذَكَره أَبو عليٍّ الهَجَريُّ فِي نَوّادِره. وقُرْسانُ، كعَثْمَانَ: جَزَائرُ مَعْروفَةٌ، جاءَ ذكْره فِي بعض الأَخْبَار، نقلَه أَبو عبَيْدٍ البَكْريُّ. وقُورسُ: قَريةٌ بالمنُوفيّة، وَقد وَرَدْتُها. وَيُقَال أَيضاً بالصّاد. وقَرْسٌ وقُرَيْسٌ: جَبَلانِ قُرْبَ المَدِينة. وقِرَاسٌ، ككِتابٍ: جَبَلٌ تِهامِيٌّ.)
المعجم: تاج العروس

سفن

المعنى: السَّفْنُ: القَشْر. سَفَن الشيءَ يَسْفِنه سَفْناً: قشره؛ قال امرؤُ القيس: فجـاءَ خَفِيَّـاً يَسـْفِنُ الأَرضَ بَطْنُهـ، تَـرى التُّـرْبَ منه لاصقاً كلَّ مَلْصَق. وإنما جاء متلبداً على الأَرض لئلا يراه الصيد فينفر منه. والسَّفِينة: الفُلْك لأَنها تَسْفِن وجه الماء أَي تقشره، فَعِيلة بمعنى فاعلة، وقيل لها سفينة لأَنها تَسْفِنُ الرمل إذا قَلَّ الماء، قال: ويكون مأْخوذاً من السفن، وهو الفأْس التي يَنْحَت بها النجارُ، فهي في هذه الحال فعيلة بمعنى مفعولة، وقيل: سميت السفينة سفينة لأَنها تَسْفِنُ على وجه الأَرض أَي تَلزَق بها، قال ابن دريد: سفينة فعيلة بمعنى فاعلة كأَنها تَسْفِنُ الماء أَي تَقْشِره، والجمع سَفائن وسُفُن وسَفِين؛ قال عمرو ابن كلثوم: مَلأْنــا البَــرَّ حـتى ضـاقَ عَنَّـا، ومَــوْجُ البحــر نَمْلَــؤُه سـَفينا وقال العجاج: وهَـــمَّ رَعْـــلُ الآلِ أَن يكونـــا بحْــراً يَكُــبُّ الحُـوتَ والسـَّفِينا وقال المَثقَّب العَبْدي: كـــأَنَّ حُــدوجَهُنَّ علــى ســَفِين. سيبويه: أَما سَفائن فعلى بابه، وفُعُلٌ داخل عليه لأَن فُعُلاً في مثل هذا قليل، وإِنما شبهوه بِقَليب وقُلُب كأَنهم جمعوا سَفيناً حين علموا أَن الهاء ساقطة، شبهوها بجُفرةٍ وجِفارٍ حين أَجرَوْها مُجرى جُمْد وجِماد. والسَّفَّانُ: صانع السُّفن وسائسها، وحِرْفَته السِّفانة.والسَّفَنُ: الفأْس العظيمة؛ قال بعضهم: لأَنها تَسْفِنُ أَي تَقْشر، قال ابن سيده: وليس عندي بقويّ. ابن السكيت: السَّفَن والمِسْفَن والشَّفْرُ أَيضاً قَدوم تُقْشر به الأَجذاع؛ وقال ذو الرمة يصف ناقة أَنضاها السير: تَخَـوَّفَ السـَّيْرُ منها تامكاً قَرِداً، كمـا تَخَـوَّفَ عُـودَ النَّبْعـةِ السَّفَن يعني تَنقَّص. الجوهري: السَّفَنُ ما يُنْحَت به الشيء، والمِسْفَن مثله؛ وقال: وأَنتَ في كَفِّكَ المِبْراةُ والسَّفَنُ يقول: إِنك نجَّار؛ وأَنشد ابن بري لزهير: ضـَرْباً كنَحـتِ جُـذوعِ الأَثْلِ بالسَّفَنِ والسَّفَنُ: جِلدٌ أَخشَن غليظ كجلود التماسيح يكون على قوائم السيوف، وقيل: هو حجَرٌ يُنْحَت به ويُليَّن، وقد سَفَنَه سَفْناً وسَفَّنَه. وقال أَبو حنيفة: السَّفَنُ قطعة خشناء من جلد ضَبٍّ أَو جلد سمكة يُسْحَج بها القِدْح حتى تذهب عنه آثار المِبراة، وقيل: السَّفَنُ جلد السمك الذي تُحَكُّ به السِّياط والقِدْحان والسِّهام والصِّحافُ، ويكون على قائم السيف؛ وقال عديّ بن زيد يصف قِدْحاً: رَمَّـــه البـــارِي، فَســوَّى دَرْأَه غَمْــزُ كَفَّيهــ، وتحْليــقُ السـَّفَنْ وقال الأَعشى: وفـــي كــلِّ عــامٍ لــه غَــزْوَةٌ تَحُـــكّ الــدوابِرَ حَــكَّ الســَّفَنْ أَي تأْكل الحجارةُ دوابرَ لها من بعد الغزو. وقال الليث: وقد يجعل من الحديد ما يُسَفَّن به الخشبُ أَي يُحَك به حتى يلين، وقيل: السَّفَنُ جلد الأَطومِ، وهي سمكة بحرية تُسَوَّى قوائمُ السيوف من جلدها. وسَفَنَتِ الريحُ الترابَ تَسْفِنُه سَفْناً: جعلته دُقاقاً؛ وأَنشد: إذا مَســاحِيجُ الرِّيــاحِ الســُّفَّن أَبو عبيد: السَّوافِنُ الرياح التي تَسْفِنُ وجه الأَرض كأَنها تَمْسحه، وقال غيره: تقشره، الواحدة سافِنَة، وسَفَنَت الريح التراب عن وجه الأَرض؛ وقال اللحياني: سَفَنَتِ الريح تَسْفُنُ سُفُوناً وسَفِنَتْ إذا هَبَّتْ على وجه الأرض، وهي ريح سَفُونٌ إذا كانت أَبداً هابَّةً؛ وأَنشد: مَطـاعِيمُ للأَضـيافِ فـي كـلِّ شـَتْوَةٍ سَفُونِ الرِّياحِ، تَتْرُكُ الليطَ أَغْبرا والسَّفِينَةُ: اسم، وبه سمي عبد أَو عَسِيف مُتكَهِّن كان لعلي بن أَبي طالب، رضي الله عنه، وأَخبرني أَبو العَلاء أَنه إِنما سمي سفِينَة لأَنه كان يحمل الحسنَ والحسين أَو متاعَهما، فشبَّه بالسَّفينة من الفُلْكِ.وسَفَّانة: بنت. حاتم طَيِّءٍ، وبها كان يُكنى. وورد في الحديث ذكر سَفَوانَ، بفتح السين والفاء، وادٍ من ناحية بدر بلغ إليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في طلب كُرْزٍ الفِهْرِي لما أَغار على سَرْحِ المدينة، وهي غزوة بدر الأُولى، والله أَعلم.
المعجم: لسان العرب

سفن

المعنى: سفن : (سَفَنَهُ يَسْفِنُه) سَفْناً: (قَشَرَهُ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ. وقالَ الرَّاغبُ: السَّفْنُ: نَحْتُ ظاهِرِ الشيءِ كسَفْنِ الجلْدِ والعُودِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لامرِىءِ القَيْسِ: فجاءَ قَفِيّاً يَسْفِنُ الأَرضَ بَطْنُهتَرى التُّرْبَ مِنْهُ لاصِقاً كلَّ مُلْصَقوإِنَّما جاءَ مُتَلَبِّداً على الأَرضِ لئلاَّ يَراهُ الصَّيْد فيفرَّ مِنْهُ، هَكَذَا فِي نسخِ الصِّحاحِ ويقالُ الْمَحْفُوظ فجاءَ خَفِيّاً ومثْلُه فِي المُفْردَاتِ؛ (وَمِنْه السَّفِينَةُ لقَشْرِها وجْهَ الماءِ) ، فَهِيَ فَعِيلَة بمعْنَى فاعِلَةٍ، نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ عَن ابنِ دُرَيْدٍ. وقالَ غيرُهُ: لأَنَّها تَسْفِنُ الرَّمْل إِذا قلَّ الماءُ. وقيلَ: لأَنَّها تَسْفِنُ على وجْهِ الأَرضِ، أَي تلزقُ بهَا؛ (ج سَفائِنُ وسُفُنٌ) ، بضمَّتَيْن،  (وسَفِينٌ) ، الأَوَّلان مقيسان، والثَّالِثُ اسمُ جنْسٍ جَمْعيَ، وأَهْل اللُّغَةِ يُطْلِقُون الجَمْع على مَا يدلُّ على جَمْعٍ وَلَو لم يَقْتضِهِ القِياسُ كأَسْماءِ الجُموعِ وأَسْماء الأَجْناسِ الجَمْعيَّةِ ونَحْو ذلِكَ، قالَهُ شيْخُنا، رَحِمَه اللهاُ، قالَ عَمْرُو بنُ كُلْثوم: مَلأَنا البَرِّ حَتَّى ضاقَ عَنَّاومَوْجُ البَحْرِ نَمْلَؤُه سَفِيناوقالَ المثَقّبُ العبْدِيُّ: كأَنَّ حُدوجَهُنَّ على سَفِين وقالَ سِيْبَوَيْه: أَمَّا سَفائِن فعلى بابِهِ، وفُعُلٌ داخِلٌ عَلَيْهِ لأنَّ فُعلاً فِي مثْلِ هَذَا قَلِيل، وإِنَّما شبَّهُوه بقَلِيبٍ وقُلُب كأنَّهم جَمَعُوا سَفِيناً حِين عَلِموا أَنَّ الهاءَ ساقِطَةٌ، شبَّهُوها بجُفْرةٍ وجِفارٍ حينَ أَجْرَوْها مُجْرى جُمْد وجِمَاد. (وصانِعُها) سَفَّانٌ، وحِرْفَتُه السِّفانَةُ) ، بالكسْرِ. وَفِي الصِّحاحِ: والسَّفَّانُ: صاحِبُها. قلْتُ: ويُطْلَقُ أَيْضاً على سائِسِها. (والسَّفَنُ، محرَّكةً؛ جِلْدٌ أَخْشَنُ) غَلِيظٌ كجلُودِ التَّماسِيحِ، يُجْعَل على قوائِمِ السّيوفِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ والتَّهّذيبِ. (و) قيلَ: السَّفَنُ: (حَجَرٌ يُنْحَتُ بِهِ ويُلَيَّنُ) ، وَقد سَفَنَه سَفْناً؛ (أَو) هُوَ (كُلُّ مَا يُنْحَتُ بِهِ الشَّيءُ) . وقالَ ابنُ السِّكِّيت: السِّفَنُ والمِسْفَن والشَّفْرُ: قَدومٌ تُقْشَرُ بِهِ الأَجْذاعُ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة يَصِفُ ناقَةً أَنْضاها السَّير: تَخَوَّفَ السَّيْرُ مِنْهَا تامكاً قَرِداً كَمَا تَخَوَّفَ عُوذَ النَّبْعةِ السَّفَن  ُيعْني: تَنقَّص، هَكَذَا فِي نسخِ الصِّحاحِ لذِي الرُّمَّة، وقيلَ لابنِ مُقْبِلٍ، وأَوْرَدَه أَبو عَدْنان فِي كتابِ النبل لابنِ المزاحِمِ الثُّماليّ، وقالَ: لم أَجِدْه فِي شعْرِ ذِي الرُّمَّةِ. وقالَ غيرُهُ: هُوَ لعبْدِ الّلهِ بنِ عجلانَ النَّهْديِّ جاهِلِيٌّ، كَمَا وُجِدَ بخطِّ أَبي زَكَريا. وَفِي المُحْكَم: السَّفَنُ: الفَأْسُ العَظيمَةُ؛ قالَ بعضُهم: لأَنَّها تَسْفِنُ أَي تَقْشِرُ. قالَ ابنُ سِيْدَه: وليسَ عنْدِي بقوِيَ، وأنْشَدَ الجَوْهرِيُّ. وأَنتَ فِي كَفِّكَ المِبْراةُ والسَّفَنُ يقولُ: إنَّك نجَّارٌ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لزُهَيْر: ضَرْباً كنَحْتِ جُذوعِ الأَثْلِ بالسَّفَنِ قيلَ: وَبِه سُمِّيت السَّفِينَةُ فَهِيَ فِي هَذَا الحالِ فَعِيلَة بمعْنَى مَفْعولَةٍ. قالَ الرَّاغبُ: ثمَّ تجوز بِهِ فَسُمي كُلُّ مَرْكُوبٍ سَفِينَةً (كالمِسْفَنِ، كمِنْبَرٍ) ؛ نقَلَهُ الجَوْهرِيُّ. (و) قالَ أَبو حَنِيفَةَ، رَحِمَه الّلهُ تعالَى: السَّفَنُ (قِطْعَةٌ خَشْناءُ من جِلْدِ ضَبَ، أَو سَمَكَةٍ يُسْحَجُ بهَا القِدحُ حَتَّى تَذْهَبَ عَنهُ آثارُ المِبْراةِ) . وقيلَ: هُوَ جِلْدُ السَّمَكِ الَّذِي تُحَكُّ بِهِ السَّياطُ والقِدْحان والسِّهام والصِّحافُ، ويكونُ على قائِمِ السَّيْفِ؛ قالَ عدِيُّ بنُ زيْدٍ يَصِفُ قِدْحاً: رَمَّه البارِي فَسَوَّى دَرْأَهغَمْزُ كَفَّيْه وتحْليقُ السَّفَنْوقالَ الأَعْشى: وَفِي كلِّ عامٍ لَهُ غَزْوَةٌ تَحُكّ الدوابِرَ حَكَّ السَّفَنْ  أَي تأْكلُ الحِجارَةُ دَوابرَها مِن بعْدِ الغَزْو. وقيلَ: السَّفَنُ: جِلْدُ الأَطومِ، وَهِي سَمَكَةٌ. بَحْريَّةٌ تُسَوَّى قوائمُ السّيوفِ مِن جِلْدِها. (وسَفَنَتِ الرِّيحُ) التُّرابَ عَن وجْهِ الأرْضِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، أَي جَعَلَتْه دُقاقاً. وقالَ اللّحْيانيُّ: سَفَنَتِ الرِّيحُ، (كنَصَرَ وعَلِمَ) ، سُفُوناً: (هَبَّتْ على وجْهِ الأرضِ فَهِيَ رِيحٌ سَفُونٌ) إِذا كانتْ أَبداً هابَّةً؛ (و) رِيحٌ (سافِنَةٌ) ، كذلِكَ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن أَبي عُبَيْدٍ، وأَنْشَدَ اللّحْيانيُّ: مَطاعِيمُ للأَضْيافِ فِي كلِّ شَتْوَةٍ سَفُونِ الرِّياحِ تَتْرُكُ اللِّيطَ أَغْبرا (ج سَوافِنُ) . قالَ أَبو عُبَيْدٍ: السَّوافِنُ: الرِّياحُ الَّتِي تَسْفِنُ وجْهَ الأَرضِ كأَنَّها تَمْسَحه. وقالَ غيرُهُ: تَقْشرُه، الواحِدَةُ سافِنَةٌ. (والسَّافِينُ: عِرْقٌ فِي باطِنِ الصُّلْبِ طُولاً مُتَّصِلٌ بِهِ نياطُ القلْبِ) . هَكَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: والسافِنُ، وكأَنَّه لُغَةٌ فِي الصادِ فسَيَأْتي هَذَا الحَدّ بعَيْنِه فِيهِ، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى الأَكْحَل. (والسَّفَّانَةُ، بالتَّشْديدِ؛ اللُّؤْلُؤَةُ، و) بِهِ سُمِّيَت (بنتُ حاتِمٍ طَيِّىءٍ) ، وَبهَا كانَ يُكْنَى، كَمَا فِي الصِّحاحِ. ويقالُ: هُوَ أَجْودُ من أَبي سفانَةَ. (وسِيفَنَّةُ، بكسْرِ السِّين وفتْح الفاءِ والنُّون المشدَّدَة: طائِرٌ بمِصْرَ لَا يَقَعُ على شجرةٍ إِلاَّ أَكَلَ جَمِيعَ وَرَقِها) ؛ كَذَا رَواهُ ابنُ الأَثيرِ. ويقالُ لَهُ سِيبَنَّةُ بالباءِ أَيْضاً كَمَا تقدَّمَ فِي سَبَنَ. قالَ الحافِظُ: والحقُّ أنَّه حَرْفٌ بينَ حَرْفَيْن. (و) أَيْضاً: (لَقَبُ إبراهيمَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ دِيرِيلَ الهَمَدانيُّ)  المُحدِّث الحَافِظ (لُقِّبَ بِهِ لأنَّه) كانَ (إِذا أتَى محدِّثاً كتبَ جَمِيعَ حدِيثِه) تَشْبيهاً بِهَذَا الطَّائِرِ؛ نَقَلَه عبْدُ الغنيِّ عَن الدَّارْقطْنِيّ روى عَن آدَمَ بنِ أَبي إِيَاس وإسْمعيل بنِ أَبي أَوْس، وَعنهُ أَبو حفْص المُسْتمليُّ. (و) سَفَّانٌ، (كشَدَّادٍ: ناحِيَةٌ بينَ نَصِيبينَ وجَزِيرَةِ ابنِ عُمَرَ. (ونَجيبُ بنُ مَيْمُون الوَاسِطِي) يقالُ لَهُ (السَّفَّانِيُّ: محدِّثٌ. (و) سَفِينٌ، (كأَميرٍ: ع بالمَشْرقِ. (وسَفِينَةُ: مَوْلَى رَسُولِ اللهاِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ) ، أَو مَوْلَى عليِّ بنِ أَبي طالِبٍ، رضِيَ اللهاُ عَنْهُمَا، (واسْمُه مِهرانُ) ، وقيلَ: رُومانُ، وقيلَ: عَبْسٌ، وقيلَ: قَيْسٌ. وقالَ أَبو العَلاءِ: إنَّما سُمِّي بِهِ لأنَّه كانَ يَحْمِل الحَسَنَ والحُسَيْن أَو مَتاعَهما فشُبِّه بالسَّفِينَةِ مِن الفُلْكِ. (وسُفْيانُ) ، بالضَّمِّ، (فِي الياءِ) ، لأنَّه مِن سَفَى يَسْفي. وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: يقالُ للإبِلِ سَفائِنُ البَرِّ، وَهُوَ مجازٌ. وسَفَّانُ، كشَدَّادٍ: ناحِيَةٌ بوادِي الْقرى، وقيلَ بشِينٍ معْجمَةٍ، نَقَلَه نَصْر. وأَسفُونا، بِالْفَتْح: حِصْنٌ قُرْبَ المَعَرَّةِ وَهُوَ خَرَابٌ الآنَ، وَقد ذُكِرَ فِي أسف.
المعجم: تاج العروس

فجر

المعنى: فجر . الفَجْرُ: ضَوْءُ الصَّبَاحِ، وهُوَ حُمْرَةُ الشَّمْسِ فِي سَواد اللَّيْل، وهُمَا فَجْرَانِ: أَحَدُهُمَا المُسْتَطيل، وَهُوَ الكاذِبُ الَّذِي يُسَمَّى ذَنَب السِّرْحَان والآخَرُ المُسْتَطِيرُ، وَهُوَ الصّادِقُ المُنْتَشرُ فِي الأُفُق الّذي يُحَرِّم الأَكْلَ والشُّرْبَ على الصَّائِم. وَلَا يكون الصُّبْحُ إِلاَّ الصَّادِق. وَقَالَ الجوهريّ: الفَجْرُ: فِي آخِرِ اللَّيْلِ كالشَّفَق فِي أَوَّلِه. قَالَ ابنُ سيدَه: وَقد انْفَجَرَ الصُّبْحُ، وتَفَجَّرَ، وانْفَجرَ عَنهُ اللَّيْلُ. وأَفْجَرُوا: دَخَلُوا فِيهِ، أَي الصُّبْحِ، كَمَا تقولُ: أَصْبَحُوا، من  الصُّبْحِ، وأَنْشَد الفارِسِيّ: (فَمَا أَفْجَرَتْ حَتَّى أَهَبَّ بسُدْفَةٍ  ...  عَلاجِيُم عَيْنُ ابْنَيْ صُبَاحٍ تُثِيرُها) وَفِي كَلام بَعضهم: كُنْتُ أَحُلُّ إِذا أَسْحَرْتُ، وأَرْحَلُ إِذا أَفْجَرْتُ. وَفِي الحدِيث: أُعَرِّس إِذا أَفْجَرْتُ، وأَرْتَحِلُ إِذا أَسْفَرْتُ، أَي أَنْزل للنَّوْمِ والتَّعْرِيس إِذا قَرُبْتُ من الفَجْر، وأَرْتَحِلُ إِذا أَضاءَ. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: أَنْتَ مُفْجِرٌ، من ذَلِك الوَقْت إِلى طُلُوعِ الشَّمْس. وحَكَى الفارسيُّ: طَرِيقٌ فَجْرٌ: وَاضحُ. والفِجَارُ، ككَتاب: الطُّرُقُ مِثْل الفِجَاج. والفَجْر: تَفجيرُك الماءَ. وانْفَجَرَ الماءُ والدَّمُ ونَحْوُهُمَا من السَّيّال، وتَفَجَّرَ: سالَ وانْبَعَثَ. وفَجَرَه هُوَ يَفْجُرُه، بالضَّم، فَجْراً فانْفَجَر، أَي بَجَسَهُ فانْبَجَسَ. وفَجَّرَهُ تَفْجِيراً: شُدِّدَ للكَثْرة. والمَفْجَرُ والمَفْجَرَةُ: مُنْفَجَرُهُ من الحَوْضِ وغَيْره. وَفِي الصّحاحِ: مَوْضِعُ تَفَتُّحِ المَاءِ كالفُجْرَةِ، بِالضّمّ. والمَفْجَرَةُ: أَرْضٌ تَطْمَئِنُّ وتَنْفَجِرُ. وعبَارَةُ المُحْكَم: فتَنْفَجِر فِيهَا أَوْدِيَةٌ، والجَمْعُ المَفَاجِرُ. ومَفَاجِرُ الوَادِي: مَرَافِضُه حَيْثُ يَرْفَضُّ إِليه السَّيْلُ. وفُجْرَةُ الوَادِي إِطْلاقُه يَقْتَضِي أَنْ يكونَ بالفَتْح، والصَّوابُ أَنّه بالضَّمّ مُتَّسَعُه الّذي يَنْفَجِرُ إِليه الماءُ، كثُجْرَتِهِ. وَمن المَجَاز: انْفَجَرَت عَلَيْهِمُ الدَّوَاهِي: أَتَتْهم من كلِّ وَجْهٍ كَثِيرَة بَغْتَةً. وَكَذَا انْفَجَرَ عَلَيْهِم العَدُوُّ، إِذا جاءَهُم بَغْتَةً بكَثْرَةٍ، كَمَا فِي الأَساس واللّسان. وأَصل الفَجْر الشَّقُّ، ثمّ اسْتُعْمِلَ فِي الانْبعاثِ فِي المَعَاصي والمَحَارِمِ والزِّنَى ورُكُوب كُلِّ أَمْرٍ  قَبيح من يَمِين كاذبَة أَو كَذِب، كالفُجُور فيهمَا كقُعُود. فَجَرَ الرَّجُلُ بالمَرْأَة يَفْجُر فُجُوراً: زَنَى، والمَرْأَةُ: زَنَتْ، فَهُوَ فَجُورٌ كصَبُور، وفاجُورٌ، نَقَلَه الصّاغَانيّ، من قَوْم فُجُرٍ، بضَمَّتَيْن، وامْرَأَةٌ فَجُورٌ أَيضاً، مِن نِسْوَة فُجُرٍ، ورَجُلٌ فاجِرٌ، من قوم فُجَّار وفَجَرَة، كطُلاّب وطَلَبَة، وَفِي الحَدِيث: إِنّ التُّجّارَ يُبْعَثُون يَوْمَ القيَامَة فُجّاراً إِلاّ مَنِ اتَّقَى اللهَ. والفَجَرُ، بالتَّحْريك: العَطَاءُ) والكَرَمُ والجُودُ والمَعْروفُ، قَالَ أَبو ذُؤَيْب: (مَطاعِيمُ للضَّيْف حينَ الشِّتا  ...  ءِ شُمُّ الأُنُوف كَثِيرُو الفَجَرْ) وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: الفَجَرُ: الجُودُ الوَاسعُ، والكَرَمُ، من التَّفَجُّرِ فِي الخَيْرِ، وَقَالَ عَمْرُو بن امْرِئ القَيْسِ يُخَاطبُ مالِكَ بنَ العَجْلان: خَالَفْتَ فِي الرَّأْيِ كُلَّ ذِي فَجَرٍ والحَقُّ يامالِ غَيْرُ مَا تَصِفُ هَكَذَا صوابُ إِنْشَاده كَمَا قالَهُ ابْن بَرّيّ. والفَجَرُ: المَالُ، عَن كُرَاع. والفَجَرُ: كَثْرَتُهُ، قَالَ أَبو مِحْجَن الثَّقَفيُّ: (فَقَدْ أَجُودُ ومَا مَالي بِذي فَجَرٍ  ...  وأَكْتُمُ السِّرَّ فِيهِ ضَرْبَةُ العُنُقِ) وَقد تَفَجَّرَ بالكَرَم وانْفَجَرَ. قَالَ ابنُ القَطّاع: وفَجِرَ الرَّجُلُ فَجَراً، أَي كفَرِحَ: تَكرَّمَ. والفَاجِرُ: المُتَمَوِّلُ، أَي الكَثِيرُ المالِ، وَهُوَ على النَّسَب، والفاجرُ: السّاحِرُ، نَقله الصاغانيّ. وكقَطَامِ: اسْمٌ للفُجُور. ويُقَال للمَرْأَة: يَا فَجَارِ كقَطَامِ، وَهُوَ اسْم مَعْدُولٌ عَن الفاجِرَةِ يُريدُ يَا فاجرَةُ، قَالَ النَّابِغَةُ: (أَنَّا اقْتَسمْنَا خُطَّتَيْنَا بَيْنَنَا  ...  فحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجَارِ)  قَالَ ابنُ جِنّى: فَجَارِ مَعْدُولَةٌ عَن فَجْرَةَ، وفَجْرَةُ عَلَمٌ غير مَصْرُوفٍ، كَمَا أَنّ بَرّةَ كَذَلِك. قَالَ وقَوْلُ سِيبَوَيْهٍ إِنّها معدولة عَن الفَجْرَة تفسيرٌ على طريقِ المَعْنَى لَا عَلَى طَرِيق اللَّفْظ. وأَفْجَرَهُ. وَجَدَهُ فاجِراً. وفَجَرَ الرجُلُ يَفْجُر فُجُوراً. فَسَقَ، وفَجَرَ أَيضاً: كذَبَ وكَذَّبَ، زَاد بنُ القَطّاع: وأَرَابَ. وأَصْلُه المَيْلُ، والفَاجِرُ: المائلُ. وَقَالَ أَبو ذُؤَيْب: (وَلَا تُخْنُوا عَلَيَّ وَلَا تَشِطُّوا  ...  بِقَوْل الفَجْرِ إِنَّ الفَجْرَ حُوبُ) أَرادَ بالفَجْر الكَذِبَ، ويُسَمَّى الكاذِبُ فَاجِرًا لمَيْله عَن القَصْد. وفَجَرَ فُجُوراً، عَصَى وخالَفَ، وَبِه فَسَّرَ ثَعْلَب قَوْلَهم فِي الدُّعاءِ: ونَخْلَعُ ونَتْرُكُ من يَفْجُرُكَ فَقَال: مَن يَعْصيكَ ومَنْ يُخَالِفُكَ. وَمِنْه حديثُ عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ: أَنَّ رَجُلاً اسْتَأْذَنَهُ فِي الجهَاد، فمَنَعَهُ لِضَعْفِ بَدَنه، فَقَالَ لَهُ إِنْ أَطْلَقْتَنِي وإِلاَّ فَجَرْتُك، أَي عَصَيْتُك وخالَفْتُك ومَضَيْتُ إِلى الغَزْوِ. وَقَالَ المؤرّج: فَجَرَ الرَّجُلُ مِنْ مَرَضِه: بَرَأَ وفَجَرَ: كَلَّ بَصَرُه، وفَجَرَ أَمْرُهُم: فَسَدَ. وَمن المَجَاز: فَجَرَ الراكِبُ يَفْجُرُ فُجُوراً: مالَ عَنْ سَرْجِه. وفَجَرَ عَن الحَقِّ: عَدَلَ، وَمِنْه قولُهم: كَذَبَ وفَجَرَ. وَفِي حَدِيث عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ: اسْتَحْمَلَهُ أَعرابِيّ وَقَالَ: إِنَّ ناقَتِي قد نَقِبَتْ. فَقَالَ لَهُ: كَذَبْتَ. وَلم يَحْمِلْه. فَقَالَ:) (أَقْسَمَ بِاللَّه أَبو حَفْصٍ عُمَرْ  ...  مَا مَسَهَا مِنْ نَقَبٍ وَلَا دَبَرْ) فاغْفِرْ لَهُ اللهُمَّ إِنْ كانَ فَجَرْ أَي كَذَبَ ومالَ عَن الصِّدْق.  وَقَالَ الشَّاعِر: (قَتَلْتُم فَتَىً لَا يَفْجُرُ اللهَ عامِداً  ...  وَلَا يَجْتَويِه جارُه حِينَ يُمْحِلُ) أَي لَا يَفْجُرُ أَمْرَ الله، أَي لَا يَمِيلُ عَنهُ وَلَا يَتْرُكُه. وأَيّامُ الفِجَار، بالكَسْر، كَانَت بعُكَاظَ، تَفاجَرُوا فِيهَا واسْتَحَلُّوا كلَّ حُرْمَةٍ، كَذَا فِي الأَساس. وَفِي الصّحاح. الفِجَارُ: يَوْمٌ من أَيَّامِ العَرَب، وَهِي أَرْبَعةُ أَفْجِرَةٍ: فِجَارُ الرَّجُلِ، وفِجَارُ المَرْأَةِ، وفِجَارُ القِرْدِ، وفِجَارُ البَرّاضِ. قلتُ: والأَخِيرُ هُوَ الوَقْعَةُ العُظْمَى، نُسِبَت إِلى البَرّاضِ بن قَيْسٍ الَّذِي قَتَلَ عُرْوَةَ الرَّحَالَ، وإِنّمَا سُمِّيَتْ بذلك لأَنَّهَا كانَتْ فِي الأَشْهُرِ الحُرُم، وكانتْ بَيْنَ قُرَيْش ومَن مَعَهَا من كِنَانَةَ، وبَيْنَ قَيْسِ عَيْلانَ فِي الجاهِلّية، وكانَت الدَّبْرَةُ، أَي الهَزيمَةُ، على قيْس. فَلَمَّا قاتَلُوا فِيهَا قالُوا: قد فضجَرْنا، فسُمِّيَتْ لِذلكَ فِجَاراً، وَهُوَ مَصْدَرُ فاجَرَ مُفاجَرَةً وفِجَاراً: ارْتَكَبَ الفُجُورَ، كَمَا حَقَّقَه السُّهَيْلِي فِي الرَّوْض. وفِجَارَاتُ العَرَبِ: مُفَاخَرَاتُهَا. وَقد حَضَرَهَا النبيُُّ صلى الله تعالَى عَلَيْهِ وسلَّم، وَهُوَ ابنُ عِشْرينَ سنة، وَفِي الحَدِيث: كنْتُ أَنْبُلُ على عُمُومَتِي يَوْمَ الفِجَارِ، ورَمَيْتُ فِيهِ بأَسْهُم، وَمَا أُحِبُّ أَنِّي لم أَكُنْ فَعَلْتُ. وَفِي رِوايَة: كُنْتُ أَيّامَ الفِجَارِ أَنْبُلُ على عُمُومَتِي وذُو فَجَرٍ، مُحَرَّكَة: ع، قَالَ بَشِيرُ بنُ النِّكْث: (حَيْثُ تَرَاءَى مَأْسَلٌ وذُو فَجَرْ  ...  يَقْمَحْنَ من حِبَّتِهِ مَا قَدْ نَثَرْ) والفُجَيْرَ، كجُهَيْنةَ: ع. ويقالُ: رَكِبَ فلانٌ فَجْرَةَ وفَجَارِ مَمْنُوعةً من الصَرْفِ، أَي كَذَبَ وفَجَرَ. وَعَن ابْن الأَعرابِيّ: أَفْجَرَ الرَّجُلُ، إِذا جاءَ بالفَجَرِ، أَي بالمالِ الكَثِيرِ. وأَفْجَرَ، إِذا  كَذَبَ، وأَفْجَرَ، إِذا زَنَى، وأَفْجَرَ، إِذا كَفَرَ، وأَفْجَرَ، إِذا عَصَى بفَرْجِه، وأَفْجَرَ، إِذا مالَ عَن الحَقِّ. الأَخيرُ لَيْسَ من قَوْلِ ابنِ الأَعرابيّ، بل أَلْحَقَه الصاغانيّ من كَلامِ غَيْره وأَفْجَرَ اليَنْبُوعَ: أَنْبَطَهُ، أَي أَخْرَجَهُ. والمُتَفَجِّر، بِكَسْر الْجِيم: فَرَسُ الحارِثِ بنِ وَعْلَةَ كأَنَّهُ يَتَفَجَّرُ بالعَرَق. وَقَالَ الهَوازنِيُّ: الافْتِجارُ فِي الكَلامِ: اخْتِراقُه من غَيْرِ أَنْ يَسْمَعَهُ من أَحَد ويَتَعَلَّمَه، وأَنشد: (نازِعِ القَوْمَ إِذا نازَعْتَهُمْ  ...  بأَريب أَوْ بحَلاّفٍ أَبَلّْ) (يَفْتَجِرُ القَوْلَ وَلم يَسْمَعْ بِهِ  ...  وَهُوَ إِنْ قِيلَ اتَّقِ اللهَ احْتَفَلْ) وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: فَجَّره، إِذَا نَسَبَه للفُجُور، كفَسَّقَهُ وكَفَّرَهُ. وَمِنْه حَدِيثُ ابنِ الزُّبَيْر: فَجَّرتَ) بنَفْسِكَ. وَقَالَ المُؤَرّج: فَجَرَ الرَّجُلُ: أَخْطَأَ فِي الجَوَاب. وفَجَرَ، إِذا رَكِبَ رَأْسَه فمَضَى غَيرَ مُكْتَرِثٍ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: الفُجُور: الرُّكُوب إِلى مَا لَا يَحِلُّ. وحَلَفَ فلانٌ على فَجْرَةٍ، واشتمل على فَجْرَةٍ، إِذا رَكبَ أَمراً قَبِيحاً من يَمِين كاذبَة أَو زِنىً أَو كَذِبٍ. والفَاجِرُ: المُكذِّبُ، لِمَيْله عَن الصِدْقِ والقَصْدِ. وَعَن ابنِ الأَعرابيّ: الفاجِرُ: الساقطُ عَن الطّرِيق. وَفِي حديثِ عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا: يَا لَفُجَرَ، معدولٌ عَن فاجِر للمُبَالَغَة، وَلَا يُسْتَعْمَلُ إِلاّ فِي النِّداءِ غالِباً. وسِرْنا فِي مُنْفَجَرِ الرَّمْلِ: وَهُوَ طَريقٌ يكونُ فِيهِ، وَهُوَ مَجازٌ. والفَجرُ، محرَّكة: يُكْنَى بِهِ عَنْ غَمَرَاتِ الدُّنْيَا. وَمِنْه حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ رَضِي الله عَنهُ لأَنْ يُقَدَّمَ أَحَدُكُم  فتُضْرَبَ عُنقُه خَيْرٌ لَهُ من أَنْ يَخُوض فِي غَمَراتِ الدُّنْيَا، يَا هادِيَ الطَّرِيقِ جُرْتَ، إِنَّمَا هُوَ الفَجْر أَو البَحْر يقولُ: إِن انْتَظَرْتَ حَتَّى يُضِئَ لَك الفَجْرُ أَبْصَرَتْ قَصْدَك، وإِن خَبَطْتَ الظَّلْمَاءَ ورَكِبْتَ العَشْواءَ هَجَمَا بِكَ على المَكْرُوه. فضَرَب البَحْرُ مَثَلاً لغَمَراتِ الدُّنْيَا. وَقد تَقدّم البَحْرُ فِي مَوْضِعه. اختُلف فِي مَعْنَى قولِه تعالَى: بَلْ يُريدُ الإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ. فقيلَ: أَي يَقُولُ: سَوْفَ أَتُوبُ. ويُقَال: يُكْثِرُ الذُّنُوبَ ويُؤَخِّرُ التَّوْبَةَ. وَقيل: يُسَوِّف بالتَّوْبَة ويُقَدِّم الأَعمالَ السَّيِّئَةَ. وقِيلَ: لِيَكْفُرَ بِمَا قُدّامَه من البَعْثِ. وَقَالَ المؤرِّج: أَي ليَمْضِيَ أَمامَهُ راكِباً رَأْسَه. وقِيل: ليُكذِّبَ بِمَا أَمَامَهُ من البَعْثِ والحِسَابِ والجَزَاءِ.
المعجم: تاج العروس

فجر

المعنى: الفَجْر: ضوء الصباح وهو حُمْرة الشمس في سواد الليل، وهما فَجْرانِ: أَحدهما المُسْتطيل وهو الكاذب الذي يسمى ذَنَبَ السِّرْحان، والآخر المُسْتطير وهو الصادق المُنتَشِر في الأُفُقِ الذي يُحَرِّم الأَكل والشرب على الصائم ولا يكون الصبحُ إِلا الصادقَ. الجوهري: الفَجْر في آخر الليل كالشَّفَقِ في أَوله.ابن سيده: وقد انْفَجَر الصبح وتَفَجَّر وانْفَجَر عنه الليلُ.وأَفْجَرُوا: دخلوا في الفَجْر كما تقول: أَصبحنا، من الصبح؛ وأَنشد الفارسي: فمـــــا أَفْجَـــــرَتْ حـــــتى أَهَـــــبَّ بســــُدْفة عَلاجيمُــــ، عَيْــــنُ ابْنَــــيْ صــــُباحٍ تُثيرُهــــا وفي كلام بعضهم: كنت أَحُلّ إذا أَسحرْت، وأَرْحَلُ إذا أَفْجَرْت.وفي الحديث: أُعَرّسُ إذا أَفْجَرْت، وأَرْتَحِل إذا أَسْفَرْت أَي أَنزل للنوم والتعريس إذا قربت من الفجر، وأَرتحل إذا أَضاء.قال ابن السكيت: أَنت مُفْجِرٌ من ذلك الوقت إِلى أَن تطلع الشمس. وحكى الفارسي: طريقٌ فَجْرٌ واضح: والفِجار: الطُّرُقُ مثل الفِجاج. ومُنْفَجَرُ الرمل: طريق يكون فيه.والفَجْر: تَفْجيرُكَ الماء، والمَفْجَرُ: الموضع يَنْفَجِرُ منه.وانْفَجَر الماءُ والدمُ ونحوهما من السيّال وتَفَجَّرَ: انبعث سائلاً.وفَجَرَه هو يَفْجُره، بالضم، فَجْراً فانْفَجَرَ أَي بَجَسه فانْبَجَس.وفَجَّره: شُدّد للكثرة؛ وفي حديث ابن الزبير: فَجَّرْت بنفسك أَي نسبتها إِلى الفُجورِ كما يقال فَسَّقْته وكَفَّرْته.والمَفْجَرةُ والفُجْرةُ، بالضم: مُنْفَجَر الماء من الحوض وغيره، وفي الصحاح: موضع تَفَتُّح الماء. وفَجْرَة الوادي: مُتَّسعه الذي ينفجر إِليه الماء كثُجْرتَه. والمَفْجَرة: أَرض تطمئنّ فتنفجر فيها أَوْدِية.وأَفْجَرَ يَنْبُوعاً من ماء أَي أَخرجه. ومَفاجر الوادي: مَرَافضه حبث يرفضُّ إِليه السيل. وانْفَجَرَتْ عليهم الدواهي: أَتتهم من كل وجه كثيرة بَغْتة؛ وانْفَجَر عليهم القومُ، وكله على التشبيه. والمُتَفَجِّر: فرس الحرث بن وَعْلَةَ كأَنه يَتَفَجَّرُ بالعرق.والفَجَر: العطاء ولكرم والجود والمعروف؛ قال أَبو ذؤيب: مَطاعيمُ للضَّيْفِ حين الشِّتا_ءِ، شُمُّ الأُنوفِ، كثِيرُو الفَجَرْ وقد تَفَجَّرَ بالكَرم وانْفَجَرَ. أَبو عبيدة: الفَجَر الجود الواسع والكرم، من التَّفَجُّرِ في الخير؛ قال عمرو بن امرئ القيس الأَنصاري يخاطب مالك بن العجلان: يـــــا مـــــالِ، والســـــَّيِّدُ المُعَمَّــــمُ قــــد يُبْطِرُهـــــــ، بَعْــــــدَ رأْيهِــــــ، الســــــَّرَفُ نَحْـــــنُ بمـــــا عنـــــدنا، وأَنـــــت بمــــا عِنـــــــدك راضــــــٍ، والــــــرأْي مختلــــــف يـــــا مـــــالِ، والحَــــقُّ إِن قَنِعْــــتَ بهــــ، فـــــــالحقُّ فيـــــــه لأَمرِنـــــــا نَصـــــــَفُ خـــــالفتَ فـــــي الــــرأْي كــــلَّ ذي فَجَــــرٍ، والحقُّــــ، يــــا مــــالِ، غيــــرُ مـــا تَصـــِفُ إِنَّ بُجَيْـــــــــراً مـــــــــولىً لِقَــــــــوْمِكُمُ، والحَـــــــقُّ يُـــــــوفى بـــــــه ويُعْتَــــــرَفُ قال ابن بري: وبيت الاستشهاد أَورده الجوهري: خـــــالفتَ فـــــي الــــرأْي كــــلَّ ذي فَجَــــرٍ، والبَغْيُــــ، يــــا مــــالِ، غيـــرُ مـــا تَصـــفُ قال: وصواب إِنشاده: والحقــــ، يــــا مــــال، غيــــر مـــا تصـــف قال: وسبب هذا الشعر أَنه كان لمالك بن العَجْلان مَوْلى يقال له بُجَيْر، جلس مع نَفَرٍ من الأَوْس من بني عمرو بن عوف فتفاخروا، فذكر بُجَيْر مالك بن العجلان وفضله على قومه، وكان سيد الحيَّيْنِ في زمانه، فغضب جماعة من كلام بُجير وعدا عليه رجل من الأَوس يقال له سُمَيْر بن زيد ابن مالك أَحد بني عمرو بن عوف فقتله، فبعث مالك إِلى عمرو بن عوف أَن ابعثوا إِليَّ بسُمَيْر حتى أَقتله بَمَوْلايَ، وإِلا جَرَّ ذلك الحرب بيننا، فبعثوا إِليه: إِنا نعطيك الرضا فخذ منا عَقْله، فقال: لا آخذ إِلا دِيَةَ الصَّريحِ، وكانت دية الصَّريح ضعف دية المَوْلى، وهي عشر من الإِبل، ودِيةُ المولى خمس، فقالوا له: إِن هذا منك استذلال لنا وبَغْيٌ علينا، فأَبى مالك إِلا أَخْذَ دِيَةِ الصريح، فوقعت بينهم الحرب إِلى أَن اتفقوا على الرضا بما يحكم به عمرو بن امرئ القيس، فحكم بأَن يُعْطى دية المولى، فأَبى مالك، ونَشِبَت الحرب بينهم مدة على ذلك. ابن الأَعرابي: أَفْجَر الرجلُ إذا جاء بالفَجَرِ، وهو المال الكثير، وأَفْجَرَ إذا كذب، وأَفْجَرَ إذا عصى، وأَفْجَرَ إذا كفر. والفَجَرُ: كثرة المال؛ قال أَبو مِحْجن الثقفي: فقــــد أَجُــــودُ، ومـــا مَـــالي بـــذي فَجَـــرٍ، وأَكْتُـــــم الســـــرَّ فيــــه ضــــَرْبَةُ العُنُــــقِ ويروى: بذي قَنَعٍ، وهو الكثرة، وسيأْتي ذكره. والفَجَر: المال؛ عن كراع. والفَاجرُ: الكثير المالِ، وهو على النسب.وفَجَرَ الإِنسانُ يَفْجُرُ فَجْراً وفُجوراً: انْبَعَثَ في المعاصي.وفي الحديث: إِن التُّجَّار يُبْعثون يوم القيامة فُجَّاراً إِلا من اتقى الله؛ الفُجَّار: جمع فاجِرٍ وهو المْنْبَعِث في المعاصي والمحارم. وفي حديث ابن عباس، رضي عنهما، في العُمْرة: كانوا يَرَوْنَ العمرة في أَشهر الحج من أَفْجَرِ الفُجورِ أَي من أَعظم الذنوب؛ وقول أَبي ذؤيب: ولا تَخْنُـــــــــوا عَلَـــــــــيَّ ولا تَشــــــــِطُّوا بقَــــــوْل الفَجْــــــرِ، إِنَّ الفَجْــــــر حُـــــوبُ يروى: الفَجْر والفَخْر، فمن قال الفَجْر فمعناه الكذب، ومن قال الفَخر فمعناه التَّزَيُّد في الكلام. وفَجَرَ فُجُوراً أَي فسق. وفَجَر إذا كذب، وأَصله الميل. والفاجرُ: المائل؛ وقال الشاعر: قَتَلْتُــــم فــــتىً لا يَفْجُــــر اللــــهَ عامـــداً، ولا يَحْتَــــــويه جــــــارُه حيــــــن يُمْحِــــــل أَي لا يَفْجُر أَمرَ الله أَي لا يميل عنه ولا يتركه. الهوزاني: الافْتِجارُ في الكلام اخْتِراقُه من غير أَن تَسْمعه من أَحد فَتَتَعَلَّمَهُ؛ وأَنشد: نــــــــازِعِ القــــــــومَ، إذا نـــــــازَعْتَهُمْ، بـــــــــــــــأَرِيبٍ أَو بِحَلاَّفٍ أَيَـــــــــــــــلْ يَفْجُـــــرُ القـــــولَ ولـــــم يَســـــْمَعْ بهــــ، وهـــــو إِنْ قيلَ: اتَّـــــقِ اللهَـــــ، احْتَفَـــــلْ وفَجَرَ الرجلُ بالمرأَة يَفْجُر فُجوراً: زنا. وفَجَرَت المرأَة: زنت.ورجل فاجِرٌ من قوم فُجَّارٍ وفَجَرَةٍ، وفَجورٌ من قوم فُجُرٍ، وكذلك الأُنثى بغير هاء؛ وقوله عز وجل: بل يريد الإِنسان ليَفْجُرَ أَمامَهُ؛ أَي يقول سوف أَتوب؛ ويقال: يُكْثرُ الذنوبَ ويؤخّر التوبة، وقيل: معناه أَنه يسوِّف بالتوبة ويقدم الأَعمال السيئة؛ قال: ويجوز، والله أَعلم، ليَكْفُر بما قدّامه من البعث. وقال المؤرج: فَجَرَ إذا ركب رأْسه فمضى غير مُكْتَرِثٍ. قال: وقوله ليَفْجُرَ، ليمضي أَمامه راكباً رأْسه. قال: وفَجَرَ أَخطأَ في الجواب، وفَجَرَ من مرضه إذا برأَ، وفَجَرَ إذا كلَّ بصرُه.ابن شميل: الفُجورُ الركوب إِلى ما لا يَحِلُّ. وحلف فلان على فَجْرَةَ واشتمل على فَجْرَةَ إذا ركب أَمراً قبيحاً من يمين كاذبة أَو زِناً أَو كذب. قال الأَزهري: فالفَجْرُ أَصله الشق، ومنه أُخِذَ فَجْرُ السِّكْرِ، وهو بَثْقُه، ويسمى الفَجْرُ فَجْراً لانْفِجارِه، وهو انصداع الظلمة عن نور الصبح. والفُجورُ: أَصله الميل عن الحق؛ قال لبيد يخاطب عمه أَبا مالك: فقلتُ: ازْدَجِـــــرْ أَحْنــــاءَ طَيْرِكَــــ، واعْلَمَــــنْ بــــــأَنك، إِنْ قَــــــدَّمْتَ رِجْلَكَــــــ، عـــــاثِر فأَصـــــْبَحْتَ أَنَّـــــى تأْتِهـــــا تَبْتَئِسْ بهـــــا، كِلا مَرْكَبَيهــــــا، تحـــــتَ رِجْلِكَـــــ، شـــــاجِرُ فـــــإِن تَتَقَـــــدَّمْ تَغْـــــشَ منهــــا مُقَــــدِّما غليظـــــاً، وإِن أَخَّـــــرْتَ فالكِفْـــــلُ فـــــاجِرُ يقول: مَقْعد الرديف مائل. والشاجر: المختلف. وأَحْناءَ طَيرِك أَي جوانب طَيْشِكَ. والكاذب فاجرٌ والمكذب فاجرٌ والكافر فاجرٌ لميلهم عن الصدق والقصد؛ وقول الأَعرابي لعمر: فــــاغفر لهــــ، اللهمَّــــ، إِن كــــان فَجَــــرْ أَي مال عن الحق، وقيل في قوله: ليَفْجُرَ أَمامه: أَي ليُكَذِّبَ بما أَمامه من البعث والحساب والجزاء. وقول الناس في الدعاء: ونَخْلَع ونترك مَنْ يَفْجُرُك؛ فسره ثعلب فقال: مَنْ يَفْجُرُك من يعصيك ومن يخالفك، وقيل: من يضع الشيء في غير موضعه. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَن رجلاً استأْذنه في الجهاد فمنعه لضعف بدنه، فقال له: إِن أَطلقتني وإِلا فَجَرْتُكَ؛ قوله: وإِلا فَجَرْتُكَ أَي عصيتك وخالفتك ومضيت إِلى الغَزْوِ، يقال: مال من حق إِلى باطل. ابن الأَعرابي: الفَجُور والفاجِرُ المائل والساقط عن الطريق. ويقال للمرأَة: يا فَجارِ، معدول عن الفاجِرةِ، يريد: يا فاجِرةُ. وفي حديث عائشة رضي اللَّه عنها: يا لَفُجَر، هو معدول عن فاجِرٍ للمبالغة ولا يستعمل إِلا في النداء غالباً. وفَجارِ: اسم للفَجْرَة والفُجورِ مثل قَطامِ، وهو معرفة؛ قال النابغة: إِنــــــا اقْتَســــــَمْنا خُطَّتَيْنـــــا بيننـــــا: فَحَمَلْــــــتُ بَــــــرَّةَ، واحتملــــــتَ فَجــــــارِ قال ابن سيده: قال ابن جني: فَجارِ معدولة عن فَجْرَةَ، وفَجْرَةُ علم غير مصروف، كما أَن بَرَّةَ كذلك؛ قال: ووقول سيبويه إِنها معدولة عن الفَجْرَةِ تفسير على طريق المعنى لا على طريق اللفظ، وذلك أَن سيبويه أَراد أَن يعرِّف أَنه معدول عن فَجْرَةَ علماً فيريك ذلك فعدل عن لفظ العلمية المراد إِلى لفظ التعريف فيها المعتاد، وكذلك لو عدلتَ عن بَرَّةَ قلت بَرَارِ كما قلت فَجارِ، وشاهد ذلك أَنهم عدلوا حَذام وقَطام عن حاذمة وقاطمة، وهما علمان، فكذلك يجب أَن تكون فَجارِ معدولة عن فَجْرَةَ علماً أَيضاً.وأَفْجَرَ الرجلَ: وجده فاجِراً. وفَجَرَ أَمرُ القوم: فسد. والفُجور: الرِّيبة، والكذب من الفُجُورِ. وقد ركب فلان فَجْرَةَ وفَجارِ، لا يُجْرَيان، إذا كذب وفَجَرَ. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: إِياكم والكذب فإِنه مع الفُجُورِ، وهما في النار؛ يريد الميل عن الصدق وأَعمال الخير.وأَيامُ الفِجارِ: أَيامٌ كانت بين قَيْسٍ وقريش. وفي الحديث: كنت أَيام الفِجارِ أَنْبُلُ على عمومتي، وقيل: أَيام الفِجارِ أَيام وقائع كانت بين العرب تفاجروا فيها بعُكاظَ فاسْتَحَلُّوا الحُرُمات. الجوهري: الفِجارُ يوم من أَيام العرب، وهي أَربعة أَفْجِرَةٍ كانت بين قريش ومَن معها من كِنانَةَ وبين قَيْس عَيْلان في الجاهلية، وكانت الدَّبْرة على قيس، وإِنما سَمَّتْ قريش هذه الحرب فِجاراً لأَنها كانت في الأَشهر الحرم، فلما قاتلوا فيها قالوا: قد فَجَرْنا فسميت فِجاراً. وفِجاراتُ العرب: مفاخراتها، واحدها فِجارٌ. والفِجاراتُ أَربعة: فِجار الرجل، وفِجار المرأَة، وفِجار القِرْد، وفِجار البَرَّاضِ، ولكل فِجار خبر. وفَجَرَ الراكبُ فُجوراً: مال عن سرجه. وفَجَرَ؛ وفي حديث عمر، رضي الله عنه: اسْتَحْمَلَه أَعرابي وقال: إِن ناقتي قد نَقِبتْ، فقال له: كذبتَ، ولم يحمله، فقال: أَقْســــــَمَ بـــــال أَبـــــو حَفْـــــصٍ عُمَـــــرْ: مـــــا مَســـــَّها مـــــن نَقَـــــبٍ ولا دَبَـــــرْ، فــــاغفر لهــــ، اللهمَّــــ، إِن كــــان فَجَــــر ْ أَي كذب ومال عن الصدق. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: لأَن يُقَدَّمَ أَحدُكم فتُضْرَب عُنُقُه خير له من أَن يَخُوض غَمَراتِ الدنيا، يا هادي الطريق جُرْتَ، إِنما الفَجْر أَو البحر؛ يقول: ان انتظرت حتى يضيء لك الفجرُ أَبْصَرْتَ قصدك، وإِن خَبَطت الظلماء وركبت العَشْواء هجما بك على المكروه؛ يضرب الفَجْر والبحر مثلاً لغمرات الدنيا، وقد تقدم البحرُ في موضعه.
المعجم: لسان العرب

طعم

المعنى: طعم (الطَّعَامُ) إِذا أَطَلَقَه أهلُ الحِجَازِ عَنَوْا بِهِ (البُرّ) خاصَّةً، وبِه فُسِّرَ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ فِي صَدَقَةِ الفِطْرِ: ((صَاعاً من طَعَامٍ أَو صَاعاً من شَعِيرٍ)) وقيلَ: أَرادَ بِهِ التَّمْرَ، وَهُوَ الأَشْبَهُ؛ لأنَّ البُرَّ كَانَ عِنْدَهُم قَلِيلا لَا يَتَّسِعُ لإخراجِ زَكاةِ الفِطْرِ. وقالَ الخَلِيلُ: العَالِي فِي كَلامِ العَرَبِ أنّ الطَّعامَ هُوَ البُرُّ خَاصَّةً. وَفِي الأَساسِ عَنهُ: " الغَالِبُ " بَدَل " العَالِي "، قَالَ: وهَذَا من الغَلَبَةِ، كالمَالِ فِي الإِبِلِ. وَفِي شَرْحِ الشِّفاء: الطَّعامُ: مَا يُؤْكَلُ، وَمَا بِهِ قِوامُ البَدَنِ، ويُطْلَقُ على غَيْرِهِ مَجازاً. وَفِي حَدِيثِ المُصَرَّاةِ: ((وإنْ شَاءَ رَدَّهَا، ورَدَّ مَعَها صَاعاً من طَعَامٍ لَا سَمْرَاءَ)) . (و) فِي النِّهاية: الطَّعَامُ: عَامٌّ فِي كُلِّ (مَا يُؤْكَلُ) ، ويُقْتَاتُ، من الحِنْطَةِ، والشَّعِيرِ، والتَّمْرِ، وغَيْرِ ذَلِكَ، وحَيْثُ اسْتَثْنَى مِنْهُ السَّمْرَاءَ، وَهِي الحِنْطَةُ، فَقَد أَطْلَقَ الصَّاعَ فِيمَا عَدَاها من الأَطْعِمَةِ. (ج: أَطْعِمَةٌ، جج:) جَمْعُ الجَمْعِ: (أَطْعِمَاتٌ.) (و) قد (طَعِمَه - كسَمِعَه - طَعْماً وطَعَاماً) ، بفَتْحِهِما، قَالَ اللَّهُ تَعالى: {فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشرُوا} ، أَي: أَكَلْتُمْ. (وأَطْعَمَ غَيْرَهُ.) (و) من الْمجَاز: (رَجُلٌ طاعِمٌ، وطَعِمٌ، كَكَتِفٍ) على النَّسَبِ، عَن سِيبَوَيْه، كَمَا قَالُوا نَهِرٌ: (حَسَنُ الحَالِ فِي المَطْعَمِ) ، قَالَ الحُطَيْئَةُ: (دَعِ المَكارِمُ لَا تَرْحَلْ لِبُغْيَتِهَا  ...  واقْعُدْ فإِنَّكَ أَنتَ الطَّاعِمُ الكَاسِي) (و) رجلٌ مِطْعَمٌ، (كَمِنْبَرٍ) : شَدِيدُ الأكْلِ، (وَهِي بِهَاءٍ) يُقَال: امرأةٌ مِطْعَمَةٌ،  وَهُوَ نَادِرٌ وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلَّا مِصَكَّة. (و) رَجُلٌ مُطْعَمٌ، (كَمُكْرَمٍ: مَرْزُوقٌ) وَهُوَ مَجاز، وَقد أَطْعَمَه. وَمِنْه قَولُه تَعَالَى: {وَمَا أُرِيد أَن يطْعمُون} ، أَيْ مَا أُرِيدُ أَنْ يَرْزُقُوا أَحداً مِنْ عِبادِي، وَلَا يُطْعِمُوهُ؛ لأَنِّي أَنَا الرَّزَّاقُ المُطْعِمُ، وَيُقَال: إِنَّك مُطْعَمٌ مَودَّتِي، أَي مَرْزوقٌ مَوَدَّتِي، قَالَ الكُمَيْتُ: (بَلَى إِنَّ الغَوانِيَ مُطْعَمَاتٌ  ...  مَوَدَّتَنا وَإِن وَخَطَ القَتِيرُ) (و) رجلٌ (مِطْعَامٌ: كَثِيرُ الأضْيافِ والْقِرَى) أَي يُطْعِمُهم كثيرا ويَقْرِيهم. وامرأةٌ مِطْعَامٌ كَذَلِك. (والطُّعْمَةُ، بالضَّمِّ: المَأْكَلةُ، ج:) طُعَمٌ، (كَصُرَدٍ) ، قَالَ النَّابِغَةُ: (مُشَمِّرينَ على خُوصٍ مُزَمَّمةٍ  ...  نَرجُو الإِلَهَ ونَرْجُو البِرَّ والطُّعَمَا) وَيُقَال: جَعَلَ السُّلطانُ ناحيةَ كَذَا طُعْمَةً لِفُلانٍ، أَي مَأْكَلَةً لَهُ. وَفِي حَدِيثِ أبي بَكْرٍ: " إنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذا أَطْعَمَ نَبِيَّا طُعْمَةً، ثمَّ قَبَضَهُ، جَعَلَها لِلّذي يَقُوم بَعْدَهُ. قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: الطُّعْمَةُ: شِبْهُ الرِّزْقِ، يُرِيدُ بِهِ، مَا كَانَ لَهُ من الفَيء، وغَيرِه. وَفِي حَدِيثِ مِيرَاثِ الجَدِّ: " إِنَّ السُّدُسَ الآخَرَ طُعْمَةٌ: لَهُ "؛ أَي: إنَّه زِيادَةٌ على حَقِّه. وَيُقَال: فلانٌ تُجبَى لَهُ الطُّعَمُ، أَي الخَرَاجُ والإتَاوَاتُ، قَالَ زُهَيْرٌ: (مَّما يُيَسَّر أحْيَانًا لَهُ الطُّعَمُ  ...  ) (و) الطُّعْمَةُ: (الدَّعْوَةُ إِلَى الطَّعَامِ) . (و) أَيْضا: (وَجْهُ المَكْسَبِ) ، يُقَال: فُلانٌ عَفِيفُ الطُّعْمَةِ وخَبِيثُ الطُّعْمَةِ: إِذا كَانَ رَدِيءَ الكَسْبِ. وَفِي الأساسِ: هِيَ الجِهَةُ الَّتي مِنْها يُرْزَقُ، كَالحِرْفَةِ، وَهُوَ مَجازٌ. (وطُعْمَةُ بنُ أَشْرَف) هَكَذا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: طُعْمَةُ بنُ أُبَيْرِق، وَهُوَ ابنُ  عَمْرٍ والأَنصارِيُّ، صَحَابِيٌّ شَهِدَ أُحُدًا، رَوَى عَنهُ خَالِدُ بنُ مَعْدَانَ. (و) طُعْمَةُ (بنُ عَمْرٍ و) الجَعْفَرِيُّ العَامِرِيُّ (الكُوفِيُّ: مُحَدِّثٌ) عَن نَافِعٍ ويَزِيدَ بنِ الأَصَمِّ، وَعنهُ وَكيعٌ وَأَبُو بِلالٍ الأَشْعَرِيُّ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: صَالحُ الحَدِيثِ، ماتَ سَنَةَ مِائَةٍ وتِسْعٍ وسِتِّين، رَوَى لَهُ أَبُو دَاوُدَ حَديثًا، والتِّرْمِذِيُّ آخَرَ. (و) من المَجازِ: الطِّعْمَةُ، (بالكَسْرِ: السِّيرَةُ فِي الأَكْلِ) ، وحَكَى اللّحياني: إِنَّه لخَبيثُ الطِّعْمَةِ، أَي السِّيرةِ، وَلم يقل خَبيثُ السّيرةِ فِي طَعَامٍ، وَلَا غَيْرِه. وَيُقَال: فُلانٌ طَيِّبُ الطِّعْمَةِ، وخَبِيثُ الطِّعْمَةِ: إِذا كَانَ مِنْ عَادَتِهِ أَن لَا يَأْكُلَ إلاّ حَلالاً، أَو حَرَامًا. (و) مِنَ المَجازِ: (طَعْمُ الشَّيءِ) بالفَتْح: (حَلاَوَتُه ومَرَارَتُه وَمَا بَيْنَهُما) يَكُونُ ذَلِك (فِي الطَّعامِ والشَّرَابِ، ج: طُعُومٌ) ، وأَخصَرُ مِنْهُ كَلامُ الجَوْهَرِيُّ: الطَّعْمُ، بِالفَتْحِ: مَا يُؤَدِّيهِ الذَّوْقُ، يُقَال: طَعْمُه مُرٌّ أَو حُلْوٌ. وصَرَّحَ المَوْلَى سَعْدُ الدِّين فِي أوائِل البَيَانِ من المُطَوَّلِ بِأَنَّ أُصُولَ الطُّعُومِ تِسْعَةٌ: حَرافَةٌ، ومَرَارَةٌ، ومُلُوحَةٌ، وحُمُوضَةٌ، وعُفُوصَةٌ، وقَبْضٌ، ودُسُومَةٌ، وحَلاوَةٌ، وتَفَاهَةٌ. فَفِي كَلامِ المُصَنِّفُ إِجْمَالٌ، وللحُكَمَاءِ فِي هَذَا تَفْصيلٌ غَرِيبٌ. (وطَعِمَ - كَعَلِمَ - طُعْمًا، بِالضَّمِّ: ذَاقَ) فَوَجَدَ طَعْمَهُ، (كَتَطَعَّمَ) . وَفِي الصِّحَاحِ: طَعِمَ يَطْعَمُ طَعْمَاً فَهَوَ طَاعِمٌ، إِذا أَكَلَ أَو ذَاقَ، مِثْلُ: غَنِمَ يَغْنَمُ غُنْمًا فَهُوَ غَانِمٌ. فالطُّعْمُ بِالضَّمِّ هُنَا مَصْدَرٌ. وَفِي التَّنْزِيل: {فَمن شرب مِنْهُ فَلَيْسَ مني وَمن لم يطعمهُ فَإِنَّهُ مني} . قَالَ الجَوْهَرِيُّ: أَي: مَنْ لم يَذُقْه. وَفِي اللِّسان: وَإِذا جَعَلْتَه بِمَعْنى الذَّوْقِ جَازَ فِيمَا يُؤْكَلُ ويُشْرَبُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَنْ لم يَطْعَمْهُ، أَي مَنْ لَمْ يَتَطَعَّمْ بِهِ. قَالَ اللَّيثُ: طَعْمُ كُلِّ شَيءٍ، يُؤْكَلُ: ذَوْقُه، جَعَلَ ذَواقَ الماءِ طَعْمًا، ونَهَاهُمْ أَنْ يَأْخُذُوا مِنْهُ إِلَّا غَرْفَةً، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعرابِيِّ: (فَأَما بَنُو عَامرٍ بِالنِّسَارِ  ...  غَدَاةَ لَقُونَا فكَانُوا نَعَامَا) (نَعامًا بخَطْمَةَ صُعْرَ الخُدو  ...  دِ لَا تَطْعَمُ المَاءَ إلاّ صِيامَا)  يَقُول: هِيَ صَائِمَةٌ مِنْهُ لَا تَطْعَمُه، وذَلِكَ لأَنَّ النَّعام لَا تَرِدُ الماءَ وَلَا تَطْعَمُه. وقالَ الرَّاغِبُ: " قالَ بَعْضُهُمْ: فِيهِ تَنْبيهٌ على أَنَّه مَحْظُورٌ عَلَيه أَن يَتَناوَلَهُ مَعَ طَعَامٍ إلاَّ غَرْفَة. كَمَا أَنَّه مَحْظُورٌ عَلَيْهِ أَنْ يَشْرَبَهُ إِلَّا غَرْفَةً، فإنّ المَاءَ قَدْ يَطْعَم إِذا كَانَ مَعَ شَيءٍ يُمْضَغُ. وَلَو قَالَ: ومَنْ لم يَشْرَبْه لَكانَ يَقْتَضِي أَن يَجُوزَ تَناوُلُه إِذا كَانَ فِي طَعامٍ، فَلَمَّا قَالَ: {وَمن لم يطعمهُ} . بيَّن أَنه لَا يَجُوزُ تَناوُلُه على كُلِّ حَالٍ إِلَّا قَدْرَ المُسْتَثْنَى، وَهُوَ الغَرْفَةُ باليَدِ ". (و) طَعِم (عَلَيْه:) إِذا (قَدَرَ) . (والطُّعْمُ، بالضَّمِّ: الطَّعَامُ) ، أَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأبي خِرَاشٍ الهُذَلِيِّ: (أَردُّ شُجاعَ البَطْنِ قد تَعْلَمِينَهُ  ...  وأُوثِرُ غَيْري مِن عِيالِكِ بالطُّعْمِ) (و) الطُّعْمُ: (القُدْرَةُ) . وَقد طَعِمَ عَلَيْهِ. ذَكَرَ المَصْدَرَ هُنَا والفِعْلَ أَوَّلاً وَهَذَا من سُوءِ التَّصْنِيفِ، فإنّ ذِكْرَهُمَا مَعًا أَو الاقْتِصَارَ على أَحَدِهما كَانَ كَافِيا. (و) الطَّعْمُ، (بالفَتْح: مَا يُشْتَهى مِنْهُ) ، أَنشدَ الجَوهَرِيُّ لأَبِي خِرَاشٍ: (وأَغْتَبِقُ المَاءَ القَراحَ فأَنْتَهِي  ...  إذَا الزَّادُ أمْسَى للمُزَلَّجِ ذَا طَعْمِ) (و) قَالَ الفَرَّاءُ: (جَزُورٌ طَعُومٌ وطَعِيمٌ) : إِذا كَانَت (بَيْنَ الغَثَّةِ والسَّمِينَةِ) ، نَقله الجَوْهَرِيُّ. وَقَالَ أَبُو سَعِيد: يُقالُ: لَكَ غَثُّ هَذَا وطَعُومُه، أَي غَثُّه وسَمِينُه. وشَاةٌ طَعُومٌ وطَعِيمٌ: فِيهَا بَعْضُ الشَّحْم، وكَذَلِكَ النَّاقةُ. وجَزوُرٌ طَعُومٌ: سَمِينَةٌ. (و) من المَجَازِ: (أَطْعَمَ النَّخلُ) ، إِذا (أَدْرَكَ ثَمَرُها) ، وصَارَ ذَا طَعْمِ يُؤْكَلُ. يُقَال: فِي بُسْتانِ فُلانٍ من الشَّجَرِ المُطْعِم كَذَا، أَي: من الشَّجَرِ المُثْمِر الَّذِي يُؤْكَل ثَمَرُه. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّال: " أَخْبِرُونِي عَن نَخْلِ بَيْسَانَ هَل أَطْعَم "، أَي: هَلْ أَثْمَرَ. (و) من المَجَازِ: أَطْعَمَ (الغُصْنَ)  إطْعَامًا، إِذا (وَصَل بِهِ غُصْنًا من غَيْرِ شَجَرِهِ) ، قَالَه النَّضْرُ، (كطَعَّمَه) تَطْعِيمًا. (وطَعِمَ، كَسَمِعَ، أَي: قَبِلَ الوَصْلَ) . (واطَّعَمَ البُسْرُ، كافْتَعَل) : أَدْرَكَ و (صَارَ لَهُ طَعْمٌ) يُؤْكَلُ مِنْهُ. (و) من المَجَازِ: (بَعِيرٌ وناقَةٌ مُطَعِّمٌ، كَمُحَدِّثٍ، وصَبُورٍ، ومُفْتَعِلٍ) ، أَي: (لَها نِقْيٌ) أَي: بَعضُ الشَّحْمِ. وَقيل: هِيَ الَّتِي جَرَى فِيهَا المُخُّ قَليلاً. وَقيل: هِيَ الّتي تَجِدُ فِي لَحْمِها طَعْمَ الشَّحم من سِمَنِها. (و) من المَجازِ: (مُسْتَطْعَمُ الفَرَسِ، بِفَتْح العَيْن: جَحَافِلُه) . قَالَ الأَصمَعِيُّ: يُسْتَحَبُّ فِي الفَرَسِ أَن يَرِقَّ مُسْتَطْعَمُه، كَمَا فِي الصِّحَاح. وَقيل: مَا تَحْتَ مَرْسَنِهِ إِلَى أَطْرَافِ جَحَافِلِهِ. (والمُطْعَمَةُ، كَمُكْرَمةٍ، ومُحْسِنَةٍ: القَوْسُ) وَهُوَ مَجَازٌ، وبالوَجْهَينْ رُوِيَ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: (وَفِي الشِّمال من الشِّريانِ مُطْعَمَةٌ  ...  كَبْدَاءُ فِي عَجْسِها عَطْفٌ وتَقْوِيمُ) قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: صَوابُ إِنْشَادِهِ: " فِي عُودِها عَطْفٌ "، واقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ على كَسْرِ العَيْنِ، وَقَالُوا: لِأَنَّهَا تُطعِم الصَّيدَ صاحِبَها. وَمن رَواه بالفَتْح قَالَ: لأنّها يُصَادُ بهَا الصَّيْدُ، ويَكْثُر الضِّرَابُ عَنْهَا. (وقَولُ عَلِيٍ كَرَّم اللهُ تَعَالى وَجْهَه: " إذَا اسْتَطْعَمَكُم الإمامُ فَأطْعِمُوه ". أَي: إذَا) أُرْتِجَ عَلَيْهِ فِي قِراءةِ الصَّلاةِ و (اسْتَفْتَحَ، فافْتَحُوا عَلَيه) ، ولَقِّنُوه، وَهُوَ مِنْ بَابِ التَّمْثِيلِ، وتَشْبِيهًا بالطَّعَامِ، كأنَّهم يُدخِلُونَ القِراءةَ فِي فِيه، كَمَا يُدْخَل الطَّعَامُ. (و) فِي المَثَل: (" تَطَعَّمْ تَطْعَمْ "، أَي: ذُقْ) . وَفِي الصِّحاح: ذُقْ (حَتَّى) تَسْتَفِيق، أَن (تَشْتَهِيَ فَتَأْكُلَ) . قَالَ ابنُ بَرَّيّ: مَعْناه ذُقِ الطَّعَامَ، فإنّه يَدْعُوكَ إِلَى أَكْلِهِ، قالَ: فَهذَا مَثَلٌ لِمَنْ يُحْجِمُ عَن الأمرِ فيُقالُ لَهُ: ادخُلْ فِي أَوَّله، يَدْعُوكَ ذَلِك إِلَى دُخُولِك فِي آخِرِه، قَالَه عَطاءُ بنُ  مُصْعَبٍ. (و) يُقَال: (أَنَا طَاعِمٌ عَن) ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، ومِثْلُه فِي الأَسَاسِ، وَفِي اللِّسان: " غير " (طَعَامِكم) ، أَي: (مُسْتَغْنٍ) عَنهُ، وَهُوَ مَجازٌ. (و) يُقَال: (مَا يَطْعَمُ آكِلُ هَذَا) الطَّعَام -، (كَيَمْنَعُ) ، أَي: (مَا يَشْبَعُ) ، وَهُوَ مَجَاز، ذَكَره ابْن شُمَيْل. (و) رُوِيَ عَن ابنِ عَبَّاسَ أَنه قَالَ فِي زَمْزَمَ: إنَّها (طَعَامُ طُعْمٍ) وشِفَاءُ سُقْم، (بِالضَّم) . أَي: يَشْبَع الإنسانُ إِذا شَرِب ماءها، كَمَا يَشْبَعُ من الطَّعَامِ. وَقَالَ الرَّاغِبُ: " أَي: يُغَذِّي بخلافِ سَائِرِ المَياهِ ". وَقَالَ ابنُ شُمَيلٍ: أَي: يَشْبَعُ مِنْهُ الإنسانُ. يُقَال: إنَّ هَذَا الطَّعام طُعْمٌ، أَي: يَطْعَمُ، أَي: (يُشْبِعُ مَنْ أَكَلَه) ، وَله جُزْءٌ من الطَّعام مَالا جُزْءَ لَهُ. قَالَ شَيْخُنا: وَهُوَ حِينَئِذٍ من إضافةِ المَوْصُوفِ إِلَى الصِّفَةِ، كَصَلاةِ الأُولَى، أَي: طَعَام شَيء طُعْم، أَي: مُشْبِع. وبَسَط الكَلاَمَ على الحَدِيثِ المُنَاوِيُّ فِي شَرْحِ الجَامِع الصَّغِيرِ، والعَلْقَمِيُّ فِي حاشِيَته، وخَصَّه جَماعةٌ بالتَّصْنِيفِ. (و) يُقَال: (هُوَ) رجل (لَا يَطَّعِمُ، كَيَفْتَعِل) ، أَي: (لَا يَتَأَدَّبُ، وَلَا يَنْجَعُ فِيهِ مَا يُصْلِحُه) وَلَا يَعْقِل، وَهُوَ مجَاز. (والحَمَامُ) الذَّكَرُ (إِذَا أَدْخَلَ فمَهُ فِي فَمِ أُنْثَاهُ فقد تَطَاعَمَا وطَاعَمَا) ، وَهُوَ مَجاز، وَمِنْه قَوْل الشَّاعِر: (لم أُعْطِهَا بِيَدٍ إِذْ بِتُّ أَرْشُفُها  ...  إِلاَّ تَطَاوُلَ غُصْنِ الجِيدِ بالجِيدِ) (كَمَا تَطَاعَمَ فِي خَضْراءَ نَاعِمَةٍ  ...  مُطَوَّقَانِ أَصاخَا بَعْد تَغْرِيدِ) (وكمُحْسِنٍ:) مُطْعِمُ (بنُ عَدِيِّ) بنِ نَوْفَلِ بنِ عَبْدِ مَنَافِ بنِ قُصَيٍّ النَّوْفَلِيُّ: (من أَشْرَافِ قُرَيْشٍ) ، وَهُوَ وَالِدُ جُبَيْرٍ الصَّحَابِيِّ النَّسَّابَةِ الشَّرِيفِ الحَلِيمِ. (ولَبَنٌ مُطَعِّمٌ، كَمُحَدِّثٍ: أَخَذَ فِي السِّقاءَ طَعْمًا وطِيبًا) ، وَهُوَ مَا دَامَ فِي العُلْبَةِ مَحْضٌ، وَإِن تَغَيَّر، (و) لَا يَأْخُذُ اللَّبنُ طَعْمًا وَلَا يُطَعِّم فِي العُلْبَةِ والإناءِ أبدا، وَلَكِن يَتَغَيَّر طَعْمُه فِي الإِنْقَاعِ، قَالَه  أَبو حَاتِم. (والمُطْعِمَةُ: كمُحْسِنَةٍ) ، وضَبَطَه الزَّمخْشَرِيُّ بالفَتْحِ: (الغَلْصَمَةُ) . قَالَ أَبُو زيد: أَخَذَ فُلاَنٌ بمُطْعِمَةِ فُلاَنٍ: إذَا أَخَذَ بِحَلْقِهِ يَعْصِرُهُ، وَلَا يَقُولُونَها إِلَّا عِنْدَ الخَنْق والقِتال، وَهُوَ مجَاز. (والمُطْعِمَتَانِ) : هُمَا (الإِصْبِعَانِ المُتَقَدِّمَتانِ المُتَقابِلَتانِ فِي رِجْلِ الطَّائِرِ) . نَقله الجَوْهَرِيُّ، وَلَو قَالَ: المِخْلَبَان يَخطِفُ بِهِما الطَّيرُ اللَّحْمَ كَانَ أخصَرَ، وَهُوَ مجَاز. (و) من المَجازِ: (طَعَّمَ العَظْمُ) تَطْعِيماً، إِذا (أَمَخَّ) أَي: جَرَى فِيهِ المُخُّ، وأَنْشَدَ ثَعْلَب: (وَهُمْ تَركُوكُمْ لَا يُطَعِّمُ عَظْمُكمْ  ...  هُزالاً وكَانَ العَظْمُ قَبلُ قَصِيدَا) (والطَّعُومَةُ: الشَّاةُ تُحْبَسُ لتُوْكَلَ) . (و) طُعَيْمٌ، (كَزُبَيْرٍ: اسْمٌ) . [] ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: طَعِمَ يَطْعَم مَطْعَمًا: مَصْدَرٌ مِيمِيٌّ. والمَطْعَمُ: المَأْكَلُ. وطَعَامُ البَحْرِ: هُوَ مَا نَضَبَ عَنهُ الماءُ فأُخِذَ بغَيْر صَيْدٍ. وَقيل: كُلُّ مَا سُقِيَ بِمَائِهِ فَنَبتَ، قَالَه الزَّجَاجُ. وَرَجُلٌ ذُو طَعْمٍ، أَي: (ذُو) عَقْلٍ وحَزْمٍ، قَالَ: (فَلَا تَأْمُرِي يَا أُمَّ أَسْماءَ بالَّتِي  ...  تُجِرُّ الفَتَى ذَا الطَّعْمِ أَن يَتَكَلَّمَا) أَي: تُخرِسُ. وَمَا بِفُلانٍ طَعْمٌ وَلَا نَوِيصٌ، أَي: عَقْلٌ وَلَا حَرَاكٌ. وَقَالَ أَبُو بَكْر: لَيْسَ لِمَا يَفْعَلُ فُلانٌ طَعْمٌ، أَي: لَذَّةٌ وَلَا مَنْزِلَةٌ فِي القَلْبِ، وَبِه فُسِّر قَولُ أَبِي خِراشٍ: (  ...  أَمْسَى للمُزَلَّجِ ذَا طَعْم  ...  ) أَي: ذَا مَنْزِلَةٍ من القَلْب. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: " مَا قَتَلْنا أَحَدًا بِهِ طَعْمٌ، مَا قَتَلْنا إِلَّا عَجَائِزَ صُلْعًا "، أَي: مَنْ لَا اعْتِدادَ بِهِ وَلَا مَعْرِفَةَ لَهُ وَلَا قَدْرَ، ويَجُوزُ فِيهِ الفَتْحُ والضَّمّ.  والطُّعْمُ، بِالضَّمِّ: الحَبُّ الَّذِي يُلْقَى للطَّائِرِ. وأَمَّا سِيبَويْهِ فسَوَّى بَين الاسْمِ والمَصْدَرِ فَقَالَ: طَعِم طُعْمًا، وأَصَابَ طُعْمَةً، كِلاهُما بالضَّمِّ. والطُّعْمُ أَيْضا: الَّذِي يُلْقَى للسَّمَكِ لِيُصَادَ. والطُّعْمَةُ، بِالضَّمِّ: الإِتَاوَةُ. والطِّعْمَةُ، بِالْكَسْرِ: وَجْهُ المَكْسَبِ، لُغَةٌ فِي الفَتْح. وبالكَسْرِ خاصَّةً: حَالَةُ الأَكْلِ، وَمِنْه حَدِيثُ عُمَرَ بنِ (أبي) سَلَمَة: " فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ " أَي: حَالَتِي فِي الأَكْلِ. وَقَالَ أَبُوا عُبَيْد: فُلانٌ حَسَنُ الطِّعْمَةِ والشِّرْبَةِ، بالكَسْرِ. واسْتَطْعَمَه: سَأَلَهُ أَنْ يُطْعِمَهُ. واسْتَطْعَمَهُ الحَدِيثَ: سَأَلَهُ أَن يُحَدِّثَهُ أَو يُذِيقَهُ طَعْمَ حَدِيْثِهِ. والطَّعْمُ: الأَكْلُ بِالثَّنايَا، يُقال: إنَّ فُلاناً لَحَسَنُ الطَّعْمِ، وإِنَّه لَيَطْعَمُ طَعْمًا حَسَنًا. ولَبَنٌ مُطَّعِمٌ، كَمُفْتَعِلٍ: أَخَذَ طَعْمَ السِّقَاء. ويُقالُ: إِنَّه لَمُتَطَاعِمُ الخَلْقِ، أَي: مُتَتَابِعُ الخَلْق. ومُخٌّ طَعُومٌ: يُوجَدُ طَعْمُ السِّمَنِ فيهِ. ومُطْعِمُ الفَرَسِ: مُسْتَطْعَمُهُ. وأَطْعَمْتُ عَيْنَهُ قَذًى فَطَعِمَتْه. واستَطْعَمْتُ الفَرَسَ: إِذَا طَلبْتَ جَرْيَهُ، وأنشَدَ أَبُو عُبَيْدَةَ: (تَدَارَكَه سَعْيٌ ورَكْضُ طِمِرَّةٍ  ...  سَبُوحٍ إِذا استَطْعَمْتَها الجَرْيَ تَسْبَحُ) وَقد سَمَّوا طُعْمة، بالتَّثْليثِ. وكَجُهَيْنَةَ: طُعَيْمةُ بنُ عَدِيٍ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ كافِرًا، وَهُوَ أَخُو مُطْعِمٍ الَّذِي ذَكَره المُصَنِّفُ. وَبَنُو طُعَيْمة: بُطَيْنٌ بِرِيْفِ مِصْرَ. ومُطْعِمُ بنُ المِقْدَامِ الشَّامِيُّ، عَن مُجَاهِدٍ: ثِقَةٌ. ومُطعِمُ بنُ عُبَيْدَةَ البَلَوِيُّ مِصْرِيٌّ: لَهُ صُحْبةٌ، رَوَى عَنهُ رَبِيعَةُ بنُ لَقِيطٍ. وَهُوَ يَحْتَكِرُ المَطَاعِمَ، أَي: البُرَّ، كَمَا  فِي الأَسَاسِ. وطَاعمتُه: أَكَلْتُ مَعَه. وقَومٌ مَطَاعِيمُ: كَثِيرُو الأَكْلِ، أَو كَثِيرُو الإِطْعَامِ. وأَطْعَمْتُك هَذِه الأرضَ: جَعلتُها طُعْمةً لَك. وتَطَاعَمَ المُتَماثِلانِ: فَعَلا كَفِعْل الحَمَامَتَيْن. ويُقال لِبَيَّاعِ الطَّعَامِ: الطَّعامِيُّ.
المعجم: تاج العروس