المعجم العربي الجامع
لَطيمَةٌ
المعنى: (صيغة الجمع) لَطائِمُ مؤنَّث لطيم.؛-: المِسْك؛ وِعاء المِسْك.؛-: سُوق العَطّارين.
المعجم: القاموس لَطَمَه
المعنى: ـِ لَطْماً: ضرب خدّه أو صفحة جسده بالكفّ مبسوطة، أو بباطن كفّه. يقال: لطمت المرأة وجهها. وـ الشيء بالشيء: ألصقه به. وـ خلطه به. ويقال: لطمتني منه رائحة: إذا وجدتها منه.؛(لاطَمَه) مُلاطمة، ولِطاماً: لطم أحدهما الآخر.؛(لَطَّمَه): لطمه كثيراً. فهو مُلَطَّم. وـ الكتاب: ختمه.؛(الْتَطَمَت) الأمواجُ: ضرب بعضها بعضاً. وـ القوم: لطم بعضهم بعضاً.؛(تَلاطَمَت) الأمواجُ: التطمت. وـ القومُ: التطموا.؛(تَلَطَّمَ) وجهُه: اغبرّ.؛(اللَّطِيم): الملطوم. وـ من يموت أبواه وهو صغير. وـ التاسع من سوابق خيل الحَلْبَة. (ج) لُطُم.؛(اللَّطِيمَة): وعاء المسك. يقال: فاحت اللطيمة؛ وكأنّ فاها لطيمة تاجر. وـ عير تحمل المسك والبَزّ وغيرهما للتجارة. (ج) لطائم.؛(المُلَطّم): اللئيم المدفّع عن المكارم.؛(المَلْطِم): الخَدّ. وـ مَلْطِم البحر: الموضع الذي تتكسّر عنده الأمواج. (ج) ملاطم.
المعجم: الوسيط لطم
المعنى: اللَّطْمُ: ضَرْبُك الخدَّ وصَفْحةَ الجسد ببَسْط اليد، وفي المحكم: بالكفّ مفتوحة، لَطَمَه يَلْطِمُه لَطْماً ولاطَمَه مُلاطَمةً ولِطاماً. والمَلْطِمانِ: الخدّان؛ قال: نـابي المَعَـدَّيْنِ أَسـِيل مَلْطِمُـه وهما المَلْطَمانِ نادر. ابن حبيب: المَلاطِمُ الخدود، واحدها مَلْطَمٌ؛ وأَنشد: خَصـِمُون نَفّـاعُون بِيـضُ المَلاطِـم ابن الأَعرابي: اللَّطْمُ إِيضاحُ الحمرة. واللَّطْمُ: الضرب على الوجه بباطن الراحة. وفي المثل: لو ذاتُ سِوارٍ لَطَمَتْني؛ قالته امرأَة لَطَمَتْها مَن ليست بكفءٍ لها.الليث: اللَّطِيمُ، بلا فِعْلٍ، من الخيل الذي يأْخذ خدَّيه بياضٌ. وقال أَبو عبيدة: إذا رجعت غُرّةُ الفرس من أَحد شِقّي وجهه إِلى أَحد الخدّين فهو لَطِيمٌ، وقيل: اللَّطِيمُ من الخيل الذي سالت غُرّتُه في أَحد شِقّي وجهه، يقال منه: لُطِمَ الفرس، على ما لم يسمّ فاعله، فهو لَطِيمٌ؛ عن الأَصمعي. واللَّطِيمُ من الخيل: الأَبيضُ موضِع اللَّطْمةِ من الخدّ، والجمع لُطُمٌ، والأُنثى لَطِيمٌ أَيضاً، وهو من باب مُدَرْهم أَي لا فِعْل له، وقيل: اللَّطيمُ الذي غُرّته في أَحد شِقّي وجهه إِلى أَحد الخدّين في موضع اللَّطْمة، وقيل: لا يكون لَطيماً إِلا أَن تكون غُرّتُه أَعظمَ الغُررِ وأَفشاها حتى تُصِيبَ عينيه أَو إِحداهما، أَو تُصِيبَ خَدّيه أَو أَحدَهما. وخَدٌّ مُلَطَّمٌ: شُدِّد للكثرة. واللَّطيمُ من خَيْلِ الحَلْبة: هو التاسع من سوابق الخيل، وذلك أَنه يُلْطَم وجهُه فلا يدخل السُّرادِق. واللَّطِيمُ: الصغيرُ من الإِبل الذي يُفْصَل عند طلوع سُهَيْل، وذلك أَن صاحبه يأْخذ بأُذُنِه ثم يَلْطِمه عند طلوع سهيل ويستقبله به ويَحْلِف أَن لا يذوق قطرة لَبَن بعد يومه ذلك، ثم يَصُرُّ أَخلافَ أُمِّه كلَّها ويَفْصِله منها، ولهذا قالت العرب: إذا طلع سُهيلْ، بَرَدَ الليلْ، وامتنع القَيْلْ، وللفصيل الوَيْلْ؛ وذلك لأَنه يُفْصَل عند طلوعه.الجوهري: اللَّطيمُ فَصيلٌ إذا طلع سهيل أَخذه الراعي وقال له: أَتَرى سهيلاً؟ والله لا تذوق عندي قطرة، ثم لَطَمه ونَحّاه. ابن الأَعرابي: اللَّطِيمُ الفصيل إذا قَوِي على الركوب لُطِمَ خَدُّه عند عَيْنِ الشمس، ثم يقال اغْرُبْ، فيصير ذلك الفصيلُ مؤدَّباً ويسمى لَطِيماً. واللَّطِيمُ: الذي يموت أَبواه. والعَجِيُّ: الذي تموت أُمُّه. واليتيمُ: الذي يموت أَبوه.واللَّطِيم واللَّطِيمةُ: المِسْكُ؛ الأُولى عن كراع، قال الفارسي: قال ابن دريد هي كل ضربٍ من الطيِّب يُحمل على الصُّدْغ من المَلْطِم الذي هو الخدّ، وكان يستحسنها، وقال: ما قالها إِلاَّ بطالع سعد. واللَّطِيمةُ: وِعاءُ المِسْك، وقيل: هي العير تحمله، وقيل: سُوقُه، وقيل: كلُّ سُوقٍ يُجْلب إِليها غيرُ ما يؤكل من حُرِّ الطيِّب والمتاعِ غير المِيرة لَطِيمةٌ، والميرة لما يؤكل؛ ثعلب عن ابن الأَعرابي: أَنه أَنشده لِعاهانَ بن كَعْب بن عمرو بن سعد: إِذا اصــْطَكَّتْ بضـَيْقٍ حُجْرتاهـا، تَلاقِــي العَســْجَدِيَّةِ واللَّطِيــمِ قال: العَسْجَدِيّة إِبل منسوبة إِلى سُوق يكون فيها العَسْجد وهو الذهب؛ وقال ابن بري: العسجدية التي تَحْمِل الذهب، واللَّطِيمُ: منسوب إِلى سُوق يكون أَكثرُ بَزِّها اللَّطِيمَ، وهو جمع اللَّطيمة، وهي العيرُ التي تحمل المسك. ابن السكيت: اللَّطيمة عِيرٌ فيها طِيبٌ، والعسجديةِ ركابُ المُلوكِ التي تحمل الدِّقَّ، والدِّقُّ الكثير الثمن الذي ليس بجافٍ.الجوهري: اللَّطِيمةُ العيرُ تحمل الطِّيبَ وبَزَّ التِّجار، وربما قيل لسُوقِ العَطَّارِين لَطِيمةٌ؛ قال ذو الرمة يَصف أَرطأة تَكنَّسَ فيها الثور الوحشي: كأَنَّهــا بيــتُ عَطَّــارٍ يُضـَمِّنُه لَطـائمَ المِسْكِ، يَحْويها وتُنْتَهَبُ قال أَبو عمرو: اللَّطِيمةُ قِطْعةُ مِسْك، ويقال فارة مِسْك؛ قال الشاعر في اللَّطيمة المسك: فقتلُ: أَعَطَّاراً نَرى في رِحالِنا؟ ومـا إِنْ بمَوْماةٍ تُباعُ اللَّطائمُ وقال آخر في مثله: عَرُفْـتَ كـإِتْبٍ عَرَّفَتْـه اللَّطـائمُ وفي حديث بدر: قال أَبو جهل يا قومِ اللَّطيمَة اللَّطيمةَ أَي أَدْرِكوها، وهي منصوبة بإِضمار هذا الفعل. واللَّطيمة: الجِمالُ التي تحمل العِطْرَ والبَزَّ غير المِيرة. ولَطائمُ المِسْك: أَوْعِيتُه. ابن الأَعرابي: اللَّطيمةُ سُوقُ الإِبل، واللَّطيمة والزَّوْمَلةُ من العِير التي عليها أَحمالها، قال: ويقال اللَّطيمةُ والعِيرُ والزَّوْملة، وهي العير التي كان عليهاحِمْل أَو لم يكن، ولا تسمى لَطيمةً ولا زَوْملة حتى تكون عليها أَحمالها؛ وقول أَبي ذؤيب: فجـاءَ بهـا ما شِئتَ من لَطَمِيَّةٍ، تَـدُورُ البحـارُ فوقَهـا وتَمُـوجُ إِنما عنى دُرَّة. وقوله: ما شئت من لَطَمِيّة، في موضع الحال.وتَلَطَّم وجهُه: ارْبَدّ. والمُلَطَّم: اللئيم. ولَطَّم الكتاب: ختَمه؛ وقوله: لا يُلْطَـمُ المصْبُورُ وَسْطَ بُيوتِنا، ونَحُــجُّ أَهـلَ الحـقِّ بـالتَّحْكِيم يقول: لا يُظْلَم فينا فيُلْطَم ولكن نأْخذ الحق منه بالعدل عليه.الليث: اللَّطِيمة سُوق فيها أَوْعيةٌ من العِطْر ونحوه من البِياعات؛ وأَنشد: يَطُـوفُ بهـا وَسْطَ اللَّطِيمة بائعُ وقال في قول ذي الرمة: لطـائِم المِسـْكِ يَحْوِيها وتُنْتَهَبُ يعني أَوْعِيَة المسك. أَبو سعيد: اللَّطيمة العَنْبَرةُ التي لُطِمَت بالمسك فتَفَتَّقت به حتى نَشِبَت رائحتها، وهي اللَّطَمِيّة، ويقال: بالةٌ لَطَمِيّةٌ؛ ومنه قول أَبي ذؤيب: كــأَنَّ عليهــا بالـةً لَطَمِيَّـةً، لهـا مـن خِلالِ الـدَّأْيَتينِ أَرِيجُ أَراد بالبالة الرائحة والشَّمّة، مأْخوذ من بَلْوته أَي شَمَمْته، وأَصلها بَلوة، فقدَّم الواو وصيرها أَلفاً كقولهم قاعَ وقَعا. ويقال: أَعْطِني لَطِيمةً من مِسك أَي قطعة. واللَّطِيمة في قول النابغةهي الغوالي المُعَنْبَرة، ولا تسمى لَطِيمة حتى تكون مخلوطة بغيرها. الفراء: اللَّطِيمة سُوق العطّارين، واللَّطيمة العِيرُ تحمل البُرَّ والطِّيبَ. أَبو عمرو: اللَّطيمةُ سُوقٌ فيها بَزٌّ وطِيب.ولاطَمَه فتَلاطما؛ والتطَمَت الأَمْواجُ: ضرب بعضها بعضاً؛ وفي حديث حسّان: يُلَطِّمُهـــنّ بــالخُمُرِ النســاءُ أَي يَنْفُضْن ما عليها من الغُبار، فاستعار له اللَّطْم، وروي يُطَلِّمُهنّ، وهو الضرب بالكف.
المعجم: لسان العرب لطم
المعنى: لطم (اللَّطْمُ: ضَرْبُ الخَدِّ وصَفْحَةِ الجَسَدِ) بِبَسْطِ اليَدِ، وَفِي المُحْكَمْ: (بالكَفِّ مَفتُوحَةً) ، وَفِي الصِّحاحِ: هُوَ الضَّرْبُ على الوَجْهِ بِبَاطِنِ الرَّاحَةِ، (لَطَمَه يَلْطِمْهُ) لَطْمًا. (ولاَطَمَه مُلاَطَمَةً ولِطَامًا) ، بالكَسْرِ. (ومِنْه المَثَلُ: ((لَوْ ذَاتُ سِوَارٍ لَطَمَتْنِي)) ) ويُروَى: لَو غَيْرُ ذَاتِ سِوَار، وأَوردَه المِيدَانِيّ بالوَجْهَين. (قالَتْه امرأَةٌ لَطَمَتْها امرأَةٌ غيرُ كُفْئِها) . وَفِي الصِّحَاح: مَنْ لَيْسَت بكُفْءٍ لَهَا. (والمَلْطَمانِ: الخَدَّانِ) نَادِرٌ، والجَمْعُ: المَلاَطِمُ، قَالَ: (نَابِي المَعَدَّيْنِ أَسِيلٍ مَلْطِمُهْ ... ) وَقَالَ غَيرُه: (خَصِمُون نَفَّاعُونَ بِيضُ المَلاَطِمِ ... ) (و) اللَّطِيمُ من الخَيْلِ، (كَأَمِيرٍ: الفَرسُ الأَبْيَضُ المُلَطَّمُ) من الخَدِّ، والأُنْثَى لَطِيمٌ أَيضًا (ج: لُطُمٌ) ، بالضَّمِّ، وَهُوَ مِنْ بَابِ مُدَرْهَمٍ أَي: لَا فِعْلَ لَهُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: إِذا رَجَعَتْ غُرَّةُ الفَرَسِ مِنْ أَحَد شِقَّيْ وَجْهِه إِلَى أَحَدِ الخَدَّيْن فَهُوَ لَطِيمٌ، وَقيل: هُوَ الَّذِي سَالَتْ غُرَّتُه فِي أَحَدِ شِقَّيْ وَجْهَهِ، يُقالُ مِنْهُ: لُطِمَ كَعُنِيَ، فَهو لَطِيمٌ، عَن الأَصْمَعِيّ، كَمَا فِي الصِّحَاحِ. (و) من المَجازِ: اللَّطِيمُ: (تَاسِعُ خَيْلِ الحَلْبَةِ) السَّوابِقِ، سُمِّيَ بِهِ؛ لأَنَّه يُلْطَمُ وَجْهُهِ فَلَا يَدْخُلُ السُّرادِقَ. (و) اللَّطِيمُ: (المِسْكُ) . عَنْ كُرَاعٍ، (كاللَّطِيمةِ) . وَيُقَال: أَعْطِنِي لَطِيمَةً من مِسْكٍ أَي: قِطْعَةً، كَمَا يُقالُ: فَأْرةً من مِسْكٍ، قَالَه أَبو عَمْرٍ و: وشَاهِدُ اللَّطِيمَةِ للمِسْكِ قَوْلُ الشَّاعِرِ: (فَقُلتُ أَعَطَّارًا نَرَى فِي رِحَالِنَا ... وَمَا إِنْ بِمَوْماةٍ تُبَاعُ اللَّطَائِمُ) (و) قَالَ الفَارِسِيُّ: قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: اللَّطِيمُ: (كُلُّ طِيبٍ يُحْمَلُ عَلَى الصُّدْغِ) ، من المُلْطَمِ الَّذِي هُوَ الخَدُّ، وَكَانَ يَسْتَحْسِنُها، وَقَالَ: مَا قَالَهَا إِلاّ بِطَالِعِ سَعْدٍ. (و) اللَّطِيمُ: (فَحْلٌ من الإِبِلِ) . (و) اللَّطِيمُ: (فَرسُ رَبِيعَةَ بنِ مُكَدَّمٍ) ، وَمِنْهَا مَصَادٌ، وكَانَ لابْنِ غَادِيَةَ الخُزَاعِيِّ ثمَّ الأَسْلَميِّ، وَلها يَقُولُ: (صَبَرْتُ مَصَادًا إزاءَ اللَّطِيمِ ... حَتَّى كأَنَّهُمَا فِي قَرَنْ) (خَضَبْتُ بِهِ زَاعِبيَّ السّمان ... فُوَيْقَ الإِزَارِ ودُونَ العَنَنْ) قَالَ ابنُ الكَلْبِيِّ فِي كِتابِ الخَيْل: وَقد زَعَم أَنَّ ابْن غَادِيَةَ هُوَ الَّذِي قَتَلَ رَبِيعَةَ بنَ مُكَدَّمٍ يومَ الكَدِيدِ، وأَنَّه كَانَ حَلِيفًا لِبَنِي سُلَيْمٍ، وَكَانَ فِي الخَيْل الَّتِي لَقِيتُه، وَقد نُسِبَ قَتلُه إِلَى نَبِيشَةَ بنِ حَبِيبٍ السُّلَمِيِّ، وَالله أعلم. (و) أَيضًا: (فَرسُ فُضَالَةَ بنِ هِنْدٍ) ابنِ شُرَيْكٍ (الغَاضِرِيِّ) الأَسَدِيّ. قلت: والصَّوابُ أَنَّ فَرسَ فُضَالَةَ اسمُه الظَّلِيمُ، كَمَا حَقَّقَهُ ابنُ الكَلْبِيّ وغَيرُه، وَقد سَبَق ذَلِك، وَقد صَحَّفَهُ المُصَنِّفُ، فَتَأَمَّلْ ذَلِك. (و) من المَجازِ: اللَّطِيمُ: (اليَتِيمُ) . (ومَنْ يَمُوتُ أَبَوَاهُ) . (وعَجِيٌّ تَمُوتُ أُمُّه) ، سِياقُه هَذَا يَقْتَضِي أَنّ كُلاًّ مِنْ هَذِه المَعَانِي الثَّلاثَةِ لِلَّطِيمِ، وَهُوَ خِلافُ مَا فِي أُصُولِ اللُّغَة، فإنّ الَّذِي فِي الصّحاح وغَيْرِه من الأُصُولِ أنّ اللَّطِيم: الَّذِي يَمُوتُ أَبواه، والعَجِيُّ: الَّذِي تَمُوتُ أَمُّه، واليَتِيمُ: الّذي يَمُوتُ أَبُوه، فَهَذَا التَّفْصِيلُ هُوَ الَّذِي صَوَّبُوهْ وذَهَبوا إِلَيْهِ، وسَيَأْتِي فِي المُعْتَلِّ والمِيمِ مَا يَشْهَدُ لِذَلِك. (و) اللَّطِيمُ (مِنَ الفُصْلاَنِ: مَا يُؤْخَذ بأُذُنِهِ عِنْدَ طُلُوعِ سُهَيْلٍ) النَّجْمِ المَعْرُوفِ، (ويُسْتَقْبَلُ بِهِ، ثُمَّ يَقُولُ) الرَّاعِي: (أَتَرَى سُهَيْلاً واللهِ لَا تَذُوقُ بَعْدَه)) ، وَفِي الصِّحاح: عِنْدِي (قَطْرَةَ لَبَنٍ، ثمَّ يَلْطِمُ خَدَّهُ ويُرْسِلُه، ثمَّ يَصُرُّ أَخْلاَفَ أُمِّه كُلَّها يَفصِلُه عَنْهَا) ، وسِياقُ الجَوْهَرِيّ أَخْصَرُ من ذَلِك، فإنَّه قَالَ: قَطْرَةً، ثمَّ لَطَمَ خَدَّه ونَحَّاه، وتَقولُ العَرَبُ: إذَا طَلَعَ سُهَيْلٌ بَرَدَ اللَّيْلُ وامْتَنَعَ القَيْلُ، وللفَيصِيلِ الوَيْلُ؛ وذَلِكَ لأنّهُ يُفْصَلُ عِنْدَ طُلُوعِهِ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: اللَّطِيمُ: الفَصِيلُ إِذَا قَوِيَ عَلَى الرُّكُوبِ لُطِمَ خدُّه عِنْدَ عَيْنِ الشَّمْسِ، ثمَّ يُقالُ: اغْرُبْ فَيَصِيرُ ذَلِك الفَصِيلُ مُؤَدَّبًا، ويُسَمَّى: لَطِيمًا. (ولَطِيمْ لطِيمْ: دُعَاءٌ لِلنَّعْجَة إِلَى الحَلْبِ) ، كَذَا فِي المُحِيطِ. (واللَّطِيمَةُ: وِعاءُ المِسْكِ) ، جَمعُه لَطَائِمُ، وأَنشدَ الجَوهَرِيُّ لِذِي الرُّمَّة يَصِف أَرْطَاةً تَكَنَّسَ فِيهَا الثَّورُ الوَحْشِيُّ: (كأَنَّها بَيْتُ عَطَّارٍ يُضَمِّنُهُ ... لَطَائِمَ المِسْكِ يَحْوِيها وتُنْتهَبُ) (أَوْ سُوقُه) ، وَقيل: كُلُّ سُوقٍ يُجْلَبُ إِلَيْهَا غَيْرُ مَا يُؤْكَلُ مِن حُرِّ الطِّيبِ والمَتَاعِ غَيرَ المِيرَةِ: لَطِيمَةٌ، والمِيرَةُ لِمَا يُؤْكَل، وَفِي العَيْنِ: سُوقٌ فِيهَا أوعِيَةٌ من العِطْرِ ونَحْوِه، وأَنْشَد: (يَطُوفُ بهَا وَسْطَ اللَّطِيمَة بَائِعُ ... ) قَالَ السُّكَّريُّ: هَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ إلاَ أَنْ يَجْعَلُوهَا مِن لَطَمَ الرَّائحةَ، إنَّما سُمِّيَتِ السُّوقُ لَطِيمَةً لِضَعْفِ الأَيْدِي بهَا عِنْد البَيْعِ. وَفِي الصِّحاح: رُبَّما قِيلَ لِسُوقِ العَطَّارين لَطِيمَةٌ. (أَوْ عِيرٌ تَحْمِلُه) . عَن ابنِ بَرّيّ، وَبِه فَسَّر مَا أَنْشَدَه ثَعْلَبٌ عَن ابنِ الأَعْرابِيّ لعَاهَانَ بنِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ سَعْدٍ: (إِذا اصْطَكَّتْ بِضِيْقٍ حُجْرَتَاهَا ... تَلاقِي العَسْجَدِيَّةِ واللَّطِيمِ) قَالَ: واللَّطِيمُ: جَمْعُ اللَّطِيمَة. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: اللَّطَيمَةُ: عِيرٌ فِيهَا طِيبٌ، والعَسْجَدِيَّةُ: رِكابٌ المُلُوكِ الَّتِي تَحْمِل الدِّقَّ من المَتَاعِ. وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: اللَّطِيمَةُ: هِيَ العِيرُ الَّتِي تَحْمِل الطِّيبَ وبَزَّ التِّجَارَةِ. (وتَلَطَّمَ وَجْهُه: ارْبَدَّ) . (ولَطَّمَ الكِتابَ تَلْطِيمًا: خَتَمَه) . (و) من المَجازِ: (المُلَطَّمُ، كَمُعَظَّمٍ: اللَّئِيمُ) المُدَفَّعُ عَن المَكَارِمِ. (و) المِلْطَمُ، (كَمِنْبَرٍ: أَدِيمٌ يُفْرَشُ تَحْتَ العَيْبَةِ لِئَلاَّ يُصِيبَهَا التُّرابُ) . (و) من المَجازِ: (الْتَطَمَتِ الأَمْوَاجُ: ضَرَبَ بَعضُها بَعْضًا) . (و) من المَجازِ: (اللَّطْمُ: الإِلْصَاقُ) ، يُقالُ: لَطَمَ الشَّيءَ بالشَّيء، إِذا أَلْصَقَهُ بِهِ. (وسَمَّوْا لاَطِمًا ومُلاطِمًا) ، بالضَّمِّ ولاَطِمٌ فِي نَسَبِ مُزَيْنَةَ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: اللَّطْمُ: إِيضَاحُ الحُمْرَة، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. وخَذٌّ مُلَطَّم، شُدِّدَ لِلْكَثْرةِ. وَفِي حَدِيثِ بَدْر، قَالَ أَبُو جَهْل: ((يَا قَوْمِ، اللَّطِيمَة اللَّطِيمَةَ)) أَيْ: أَدْرِكُوها، وَهِي مَنْصُوبَةٌ بإِضْمَارِ هَذَا الفِعْلِ. واللَّطِيمَةُ: سُوقُ الإِبِلِ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. واللَّطِيمَةُ: العِيرُ الَّتِي عَلَيْها اَحْمَالُهَا، فإذَا لَمْ تَكُنْ عَلَيْها لَا تُسَمَّى بِذَلِك. ولُطِمً، كَعُنِيَ: ظُلِم، وَمِنْه قَولُ الشَّاعِر: (لَا يُلْطَمُ المَصْبُورُ وَسْطَ بُيُوتِنَا ... ونَحُجُّ أَهلَ الحَقِّ بالتَّحْكِيمِ) أَي: لَا يُظْلَمُ فِينَا فيُلْطَمَ، وَلَكِن نَأْخُذُ الحَقَّ مِنْهُ بالعَدْلِ عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: اللَّطِيمَةُ: العَنْبَرَةُ الَّتِي لُطِمَتْ بالمِسْكِ فتفَتَّقَتْ بِهِ حَتَّى نَشِبَتْ رَائِحَتُها، وَهِي اللَّطَمِيَّةُ. وَيُقَال: بَالَةٌ لَطَمِيَّةٌ، وَمِنْه قَولُ أَبِي ذُؤَيْب: (كَأَنَّ عَلَيْها بَالةً لَطَمِيَّةً ... لَهَا مِنْ خِلاَلِ الدَّأْيَتَيْنِ أَرِيجُ) والبَالَةُ: وِعاءُ المِسْكِ، وقِيلَ: قَارُورَةٌ واسِعَةُ الفَمِ بلُغَة بَنِي الحَارِثِ. ودُرَّةٌ لَطَمِيَّةٌ مَنْسُوبَةٌ إِلَى اللَّطَائِمِ، وَهِي الأَسواقُ الَّتِي تُبَاعُ فِيهَا العِطْرِيَّاتُ، وَقد سُئِلَ الأَصمَعِيُّ: هَلِ الدُّرّةُ تَكُونُ فِي سُوقِ المِسْكِ؟ فَقَالَ: تُحمَلُ مَعَهم فِي عِيرِهم، وَقيل: لَطَمِيَّةٌ فِي عِيرٍ لَطِيمةٍ. وَقيل: لَطَمِيَّةٌ: نِسْبَتُها إِلَى الْتِطَامِ البَحْرِ عَلَيْها بأَمْواَجِهَا، وبِكُلِّ ذَلِك فُسِّر قولُ أَبِي ذُؤَيبٍ: (فَجَاءَ بهَا مَا شِئْتَ من لَطَمِيَّة ... يَدُومُ الفُراتُ فَوقَها ويَمُوجُ) وكُلُّ شَيْءٍ خَلَطْتَه بشَيءٍ فقد لَطَمْتُه. ولَطَمتْنِي من رَائِحَةٌ، إِذا وَجَدْتَها مِنْهُ. وتَلاَطَمَتِ الأَمواجُ مثلُ الْتَطَمَتْ. وقَولُ حَسَّانَ رَضِيَ الله عَنهُ: (تَظَلّ جِيادُنَا مُتَمَطِّراتٍ ... يُلَطِّمُهُنَّ بالخُمُرِ النِّساءُ) أَي: يَنْفُضْنَ مَا عَلَيْها من الغُبَارِ، فاسْتَعَار لَهُ اللَّطْمَ. ويُرْوَى: يُطَلِّمُهُنَّ وَهُوَ الضَّرْبُ بالكَفِّ. وَقد تَقَدَّمَ. ومَلْطِمُ البَحْر: المَوْضِعُ الَّذِي تَنْكَسِرُ عِنْده الأَمْوَاجُ. وَهُوَ مَلْطُومٌ عَن شَقِّ الغُبَارِ: مَرْدُودٌ عَن السَّبْقِ. وَفِي المَثَل: ((مِنَ السِّبَابِ يَهِيجُ اللِّطامُ)) . ولاَطَمَ البِطَانُ الحِقَبَ: اضْطَرَبَ حَتَّى تَلاَقَيَا من هُزَالِ البَعِيرِ. ومِلْطَمَةُ، بِالْكَسْرِ: ماءٌ لِبَنِي عَبْس، نَقَلَه يَاقُوتُ. ولُطْمِينُ: كُورةٌ بِحمْصَ، وحِصْنٌ بهَا، عَنهُ أَيْضا.
المعجم: تاج العروس لطم
المعنى: لطمته لطماً وهو الضرب على الوجه ببسط الكف، وخدّ ملطمٌ: لطم كثيراً. وفاحت اللطيمة واللطائم، وكأن فاهاً لطيمة تاجر وهي وعاء العطر وقيل غيره. ولاطمه لطاماً. وفي مثل "من السباب يهيج اللطام" وتلاطموا والتطموا. ولطم الصّقر الصيد. قال أبو النجم: قــــد جــــاء منقضــــاً قبيــــل النّجــــم بـــــأحجن الكلـــــوب أقنـــــى الخطـــــم ينـــــــتزع الأرواح قبـــــــل اللطـــــــم ومن المجاز: التطمت الأمواج وتلاطمت. وهو ملطوم عن شقّ الغبار: مردود عن السّبق: ومنه: اللطيم: التاسع من خيل السباق، وفرس لطيم: بأحد خدّيه بياض كأنه لطم بلطمة بياضٍ. ورجلٌ ملطّمٌ: لئيم مدفّع عن المكارم. وفرس أسيل الملطّم وهو الخدّ. قال زهير: كخنســـــاء ســـــفعاء الملاطـــــم حـــــرّة مشــــــــافرها مـــــــزؤدة أم فرقـــــــد وعن الأصمعيّ: غلام يتيم: مات أبوه، ولطيم: مات أبواه. وأنشد: لا تكهـــــرنّ لطيمـــــاً مــــا حييــــت ولا تجفــــه فــــإنّ لطيــــم القـــوم مرحـــوم وعن أبي زيد: ما أدري أيّ من لطمها بخفٍّ أنت أي أيُّ الناس أنت، والخفُّ: خفّ البعير أي من سافر عليها. ولاطم البطان الحقب إذا اضطرب حتى تلاقيه من هزال البعير. قال أبو النجم: لـــم تـــأته العيـــس حــتى كــدت أتركهــا ولاطـــم الصـــقر فـــي أحشـــائها الحقبـــا ولطم الشيء بالشيء: ألصقه به، يقال: لطم جنبه بالترس. قال ابن مقبل: كــــأن مــــا بيــــن جنــــبيه ومنكبــــه مــــن جــــوزة ومقــــطّ القنــــب ملطـــوم بــــترس أعجــــم لــــم تنحــــر مســـامره ممــــا تخيّــــر فــــي أوطانهـــا الـــرّوم وقال الجعدي: كــــــأن مقــــــط شراســــــيفه إلــــــى طـــــــــرف القنـــــــــب فــــــــالمنقب لطمن بترس شديد الصفا_ق من خشب الجوز لم يثقب
المعجم: أساس البلاغة وجح
المعنى: وجح : (} الوُجَاحُ، مثلَّثَةً: السِّتْر) ، يُقَال: لَيْسَ دونَه {وَجَاحٌ} ووِجَاح {ووُجَاحٌ، أَي ستْرٌ. وَاخْتَارَ ابْن الأَعرابيّ الْفَتْح. وَحكى اللِّحْيَانيّ: مَا دُونَه أُجَاج وإِجاجٌ، عَن الكساتئيّ، (وحكَى: مَا دونه أَجَاحٌ) ، عَن أَبي صَفوانَ، وكلّ ذالك على إِبدال الْهمزَة من الْوَاو. قلت: وَقد تقدّم ذالك فِي الْهمزَة. وجاءَ فُلانٌ وَمَا عَلَيْهِ وِجَاح أَي شيْءٌ يَستُره. وتُبْنَى هاذا الكلمةُ على الكسرِ فِي بعضِ اللُّغَات، (و) قَالَ أَبو خَيْرَة: جَوْفَاءَ مَحشُوَّةً فِي مُوجَح أَضيافُه جُوَّعٌ مِنْهُ مَهَازِيلُ (المُوحَجُ، بِفَتْح الْجِيم: الجِلْدُ الأَمْلَسُ) . وأَضيافُه: قِرْدانهُ. (و) فِي (التَّهْذِيب) : قَالَ سَاعِدَة بن جُؤَيّة الهذَليّ: وَقد أَشْهَدُ البَيتَ المُحَجَّبَ زَانَه فِرَاشٌ وخِدْرٌ مُوجَحٌ ولَطَائمُ قَالَ:} المُوجَحُ: (الصَّفِيقُ من الثِّيابِ) الكَثيفُ الغَليظُ، ( {كالوَجِيحِ) . وثَوبٌ} وَجِيحٌ {ومُوجَح: قَويّ وَقيل: ضَيِّقٌ مَتِين، (و) المُوجَح (المُلْجَأُ) ، كأَنّه أُجِيءَ إِلى مَوضعٍ يَسْتُرهُ، قَالَ الأَزهريّ: الْمَحْفُوظ فِي المُلْجإِ تَقْدِيم الحاءِ على الْجِيم، فإِن صَحّت الرِّوَايَة فلعلّها لُغتان، وروى الحَدِيث بفح الْجِيم وَكسرهَا على الْمَفْعُول وَالْفَاعِل، قَالَ: وأَقرأَني إِبراهيم بن سعد الواقديّ: تَتْرك أَمْر القَوْم فيهم بَلابلٌ وتَتْرك غَيظاً كَانَ فِي الصَّدْرِ} مُوجحَا قَالَ شَمهر: رَوَاهُ مُوجحاً، بِكَسْر الْجِيم. (وبابٌ! مَوْجُوحٌ) أَي (مَرْدُودٌ) ، أَو أُرْخِيَ عَلَيْهِ السِّتْرُ. ( {والوَجَحُ، محرَّكةً: شبْهُ الغَارِ) . وأَنشد: فلاَ} وَجَحٌ يُنْجِيكَ إِنْ رُمْتَ حَرْبَنَا وَلَا أَنتَ مِنّا عنْد تِلْكَ بآيلِ وَقَالَ حُمَيْدُ بن ثَور: نَضَحَ السُّقَاةِ بصُبَابات الرَّجَا ساعَةَ لَا يَنْفَعُها منْه {وَجَحْ وَيجمع على} أَوْجَاح، قَالَ: بكُلِّ أَمْعَزَ مِنْهَا غيرِ ذِي وَجَحٍ وكلِّ دَارةِ هَجْلٍ ذاتِ أَوْجَاحِ أَي ذَات غِيرَانٍ. ( {وأَوجَحَ) الشيْءُ (ظَهَرَ وبَدَا،} كوَجَّحَ) . يُقَال {وَجَّحَ الطّريقُ: ظَهرَ ووَضَحَ. (و) أَوْجَحَ، إِذا (بَلَغَ فِي الحَفْرِ} الوَجَاحَ) ، بِالْفَتْح، (أَي الصَّفَا الأَملسَ) . قَالَ الأَفْوَهُ: وأَفراسٌ مُذَلَّلَةٌ وبِيضٌ كأَنَّ مُتُونَها فِيهَا الوَجَاحُ (و) {أَوجَحَ (البَوْلُ زَيْداً: ضَيَّقَ عَلَيْهِ) ، ورُوِيَ عَن عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عنهُ: (أَنّه صلّى صَلاَة الصُّبح فَلَمَّا سَلَّم قَالَ: مَنِ استطاعَ مِنْكُم فَلَا يُصَلِّيَنَّ وَهُوَ} مُوجَحٌ) ، وَفِي رِوَايَة (فَلَا يُصلِّي {مُوجِحاً. قيل: وَمَا المُوجِح. قَالَ: المُرهَق من خَلاءٍ أَو بَوْل) يَعْنِي مضيَّقاً عَلَيْهِ. قَالَ شَمِرٌ: هاكَذَا رُوِيع بِكَسْر الْجِيم. وَقَالَ بعضهُمْ:} مُوجَح، وَقد {أَوجَحَه بَولُه. وسَمعْت أَعرابِيًّا سأَلتُه عَنهُ فَقَالَ: هُوَ} المُجَحّ، ذهبَ بِهِ إِلى الْحَامِل. (و) {أَوجَحَه (إِلَيْه: أَلَجأَهُ) ، وَمِنْه} المُوجَح، وَهُوَ المُلْجَأُ، وَقد تقدّم (و) {أَوْجَحَ (البَيْتَ: سَتَرَه) فَهُوَ} مُوجَح: أَرْخَى عَلَيْهِ السِّترَ. (و) يُقَال (لَقِيتُه لاِءَدْنَى {وُجَاحٍ) ، بالضّمّ، (لأَوّلِ شيءٍ يُرَى) . وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: } أَوجَحَتِ النّارُ: أَضاءَتْ وبَدَتْ. {وأَوجَحَتْ غُرّةُ الفَرَسِ} إِيجاحاً: اتّضَحَتْ. وَقد {وَجَحَ} يَوْجَحُ {وَجْحاً إِذا التجأَ، كذالك قُرِىءَ بخطّ شَمِرٍ.} والمُوجِح الَّذِي يُخفِي الشيءَ ويَستُره. وذكرَ الأَزهَرِيّ فِي تَرْجَمَة جوح: {والوَجاحُ بَقيّة الشيْءِ من مالٍ وغيرِه، وطَريقٌ} مُوَجَّح كمعظَّم مَهْيَع {والمُوجِح: الَّذِي} يُوجِح الشّيْءَ ويُمْسكه ويَمنَعه، من {الوَجَحَ وَهُوَ المَلجأُ. ويُقال للماءِ فِي أَسفل الحَوضِ إِذا كَانَ مقدارَ مَا يستره:} وَجَاحٌ، كَذَا فِي (اللِّسَان) .
المعجم: تاج العروس وجح
المعنى: وَجَحَ الطريقُ: ظهر ووَضَحَ.وأَوْجَحَتِ النارُ: أَضاءَت وبدت. وأَوْجَحَتْ غُرَّةُ الفرس إِيجاحاً: اتَّضَحَتْ.وليس دونه وِجاحٌ ووَجاحٌ ووُجاجٌ أَي سِتْرٌ، واختار ابن الأَعرابي الفتح، وحكى اللحياني: ما دونه أُجاح وإِجاح؛ عن الكسائي. وحكي: ما دونه أَجاحٌ؛ عن أَبي صفوان، وكل ذلك على إِبدال الهمزة من الواو. وجاء فلان وما عليه وَجاحٌ أَي شيء يستره، وتبنى هذه الكلمة على الكسر في بعض اللغات؛ قال: أُســُودُ شــَرىً لَقِيــنَ أُسـُودَ غـابٍ ببَـــرْزٍ، ليـــس بينهــمُ وَجــاحِ والمعروف وَجاحٌ وإِن كانت القوافي مجرورة.والمُوجَحُ: المُلْجَأُ كأَنه أُلْجِئ إِلى موضع يستره. والوَجَحُ: المَلْجَأُ، وكذلك الوَجِيحُ؛ وأَنشد: فلا وَجَـحٌ يُنْجِيـكَ إِن رُمْـتَ حَرْبَنـا، ولا أَنــتَ مِنَّــا عنـد تلـك بآيِـلِ وقال حميد بن ثور: نَضــْح السـُّقاةِ بصـُباباتِ الرَّجـا، ســـاعةَ لا يَنْفَعُهــا منــه وَجَــعْ قال: وقد وَجَحَ يَوْجَحُ وَجْحاً إذا التجأَ، كذلك قرئ بخط شمر.وأَوْجَحه البولُ: ضَيَّقَ عليه. وروي عن عمر، رضي الله تعالى عنه، أَنه صلى صلاة الصبح فلما سَلَّم قال: من استطاع منكم فلا يُصَلِّيَنَّ وهو مُوجَحٌ، وفي رواية: فلا يصلِّ مُوجَحاً، قيل: وما المُوجحُ؟ قال: المُرْهَقُ من خَلاءٍ أَو بَولٍ، يعني مُضَيَّقاً عليه؛ قال شمر: هكذا روي بكسر الجيم، وقال بعضهم: مُوجَحٌ قد أَوْجَحَه بولُه؛ قال: وسمعت أَعرابيّاً سأَلته عنه، فقال: هو المُجِحُّ ذهب به إِلى الحامل. وأَوْجَحَ البيتَ: سَتَرَه؛ قال ساعدة بن حؤية الهذلي: وقـد أَشـْهَدُ الـبيتَ المُحَجَّبَ، زانَه فِراشــٌ، وخِــدْرٌ مُــوجَحٌ، ولَطـائمُ وأَورد الأَزهري هذا البيت في التهذيب وقال: المُوجَحُ الكثيفُ الغليظُ، وثوب متين كثيف. وثوب مُوجَحٌ: كثير الغزل كثيف. وثوب وَجِيحٌ ومُوجَحٌ: قوي، وقيل: ضَيِّق مَتِين؛ قال شمر: كأَنه شبه ما يجد المُحْتَقِنُ من الامتلاء والانتفاخ بذلك. قال: ويكون من أَوْجَحَ الشيءُ إذا ظهر؛ وقد أَوجَحَه بوله، فهو مُوجَحٌ إذا كَظَّه وضَيَّقَ عليه. والمُوجِحُ: الذي يُخْفي الشيء ويستره، مِن الوِجاحِ وهو السِّتْر فشبه به ما يجده المُحْتَقِنُ من الامتلاء.وروي عن أَبي معاذ النحوي: ما بيني وبينه جَاحٌ بمعنى وِجاح. الفراء: ليس بيني وبينه وِجاحٌ وإِجاحٌ وأُجاحٌ وأَجاحٌ أَي ليس بيني وبينه سِتْر؛ قال أَبو خَيْرَةَ: جَوْفــاءُ مَحْشـُوَّةٌ فـي مُوجَـحٍ مَغِصـٍ، أَضـــيافُه جُــوَّعٌ منــه مَهازِيــلُ أَراد بالمُوجَحِ جلداً أَمْلَسَ. وأَضيافه: قِرْدانُه. الجوهري: الرِجاحُ والوُجاحُ والوَجاحُ السِّتْرُ: قال القَطَامِيُّ: لــم يَــدَعِ الثَّلْــجُ لهـم وَجاحـا قال: وربما قلبوا الواو أَلفاً وقالوا: أُجاح وإِجاح وأَجاح. الأَزهري في ترجمة جوح: والوَجاحُ بقية الشيء من مال وغيره؛ وطريق مُوجِحٌ مَهْيَعٌ. قال الأَزهري: المحفوظ في المُلْجإِ تقديم الحاء على الجيم فإِن صحت الرواية فلعلهما لغتان، وروي الحديث بفتح الجيم وكسرها على المفعول والفاعل. والمُوجِحُ: الذي يُوجِحُ الشيءَ ويُمْسِكُه ويمنعه من الوَجَحِ وهو المَلْجَأُ؛ قال الأَزهري: وأَقرأَني إِبراهيم بن سعد الواقدي: أَتَتْـرُكُ أَمـرَ القـومِ فيهـم بَلابِلٌ، وتَتْرُكُ غيظاً كان في الصدرِ مُوجِحا؟ قال شمر: رواه موجحاً، بكسرالجيم. والوَجَحُ: شبه الغار؛ وقال: بكــلِّ أَمْعَـزَ مهـا غيـر ذي وَجَحٍـ، وكـــلَّ دارةِ هَجْـــلٍ ذاتِ أَوجــاحِ أَي ذاتِ غِيرانٍ. والوَجاحُ: الصَّفا الأَمْلَسُ؛ قال الأَفْوَهُ: وأَفْــــراسٌ مُذَلَّلــــةٌ وبِيضــــٌ، كــأَن مُتُونَهــا فيهــا الوَجــاحُ ويقال للماء في أَسفل الحوض إذا كان مقدار ما يستره: وَجاحٌ: ويقال: لقيته أَدنى وَجاحٍ لأَوّلِ شيء يُرَى.وباب موجوحٌ أَي مردود.ويقال: حَفَرَ حتى أَوجَحَ إذا بلغ الصفاة.
المعجم: لسان العرب عرف
المعنى: المَعْرفَةُ والعِرْفانُ: مصدرا عَرَفْتُه أعْرِفُه.؛وقولهم: ما أعْرفُ لأحد يصرعني: أي ما أعترف.؛وعَرَفْتُ الفرس أعْرِفُه عَرْفًا: أي جززت عُرْفَه.؛وعَرَفَه: أي جازاه. وقرأ الكسائي قوله تعالى: {عَرَفَ بعضه} بالتخفيف: أي جازى حفصة -رضي الله عنها- ببعض ما فعلت، وهذا كما تقول لمن يسيء أو يحسن: أنا أعْرِفُ لأهل الإحسان وأعْرِفُ لأهل الإساءة؛ أي لا يخفى علي ذلك ولا مقابلة بما يكون وفقًا له.؛والعَرْفُ: الريح؛ طيبة كانت أو منتنة، يقال: ما أطيب عَرْفَه.؛وفي المثل: لا يعجز مسك السوء عن عَرْفِ السوء. يضرب للئيم الذي لا ينفك عن قبح فعله؛ شبه بالجلد الذي لم يصلح للدباغ فنبذ جانبًا فأنتن.؛وقال ابن عبّاد: العَرْفُ نبات ليس بحمض ولا عِضَاه من الثمام.؛والعَرْفَةُ: قرحة تخرج في بياض الكف؛ عن ابن السكيت، يقال: عُرِفَ الرجل -على ما لم يسم فاعله-: أي خرجت به تلك القرحة.؛والمَعْرُوْفُ: ضد المنكر، قال الله تعالى: {وأمر بالمَعْروفِ}، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «صنائع المَعْروفِ تقي مصارع السوء».؛وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «أهل المَعْروفِ في الدنيا هم أهل المَعْروفِ في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة. أي من بذل مَعروفه في الدنيا أعطاه الله جزاء معروفه في دار الآخرة، وقيل: أراد من بذل جاهه لأصحاب الجرائم التي لا تبلغ الحدود متشفعًا فيهم شفعة الله في الآخرة في أهل التوحيد فكان عند الله وجيهًا كما كان عند الناس وجيهًا. وقال ثعلب: سألت ابن الأعرابي عن معنى هذا الحديث فقال:روى الشعبي أن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: يأتي أصحاب المعروف في الدنيا يوم القيامة فيغفر لهم بمعروفهم فتبقى حسناتهم جامة فيعطونها لمن زادت سيئاتهم فتزيد حسناته فيغفر له ويدخل الجنة.؛ومَعْروفٌ: فرس الزبير بن العوام -رضي الله عنه-، قال يحيى بن عروة بن الزبير؛أب لي آبي الخَسْفِ قد تعلمونه *** وصاحب مَعْرًوْفٍ سِمَامُ الكتائب؛أبي الخسف: هو خويلد بن أسد بن عبد العُزّى، وصاحب معروف: هو الزبير رضي الله عنه.؛ومَعْرُوْفٌ -أيضًا-: فرس سلمة بن هند الغاضري.؛وأبو محفوظ معروف بن فيرزان الكرخي -قدس الله روحه-: قبره الترياق المجرب. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: عرضت لي حاجة أعيتني وحيرتني سنة وخمس عشرة وستمائة فأتيت قبره وذكرت له حاجتي كما تذكر للأحياء معتقدا أن أولياء الله لا يموتون ولكن ينقلون من دار إلى دار، وانصرفت، فقضيت الحاجة قبل أن أصل إلى مسكني.؛ويوم عَرَفَةَ: التاسع من ذي الحجة، وتقول: هذا يوم عَرَفَةَ -غير منون-، ولا تدخلها الألف واللام.؛وعَرَفاتٌ: الموضع الذي يقف الحاج به يوم عَرَفَةَ، قال الله تعالى: {فإذا أفَضْتُم من عَرَفَاتٍ}، وهي اسم في لفظ الجمع فلا تجمع. وقال الفرّاء: لا واحد لها بصحة، وقول الناس: نزلنا عَرَفَةَ شبيه بمُوَلَّدٍ وليس بعربي محض، وهي معرفة وغن كانت جمعا؛ لأن الأماكن لا تزول فصارت كالشيء الواحد وخالفت الزيدين، تقول: هؤلاء عَرَفاتٌ حسنة، تنصب النعت لأنه نكرة، وهي مَصْروفَةٌ. وقال الأخفش: غنما صُرِفَتْ لأن التاء بمنزلة الياء والواو في مسلمين ومسلمون لأنه تذكيره؛ وصار التنوين بمنزلة النون، فلما سمي به ترك على حاله كما يترك مسلمون إذا سمي به على حاله، وكذلك القول في أذرعات وعانات وعُرَيْتِنَاتٍ.؛والنسبة إلى عَرَفاتٍ: عَرَفيٌّ، وينسب إليها زَنْفَلُ بن شداد العَرَفيُّ من أباع التابعين، وكان يسكنها.؛وكقال ابن فارس: أما عَرَفاتٌ فقال قوم سميت بذلك لأن آدم وحواء -عليهما السلام-تعارفا بها، وقال آخرون: بل سميت بذلك لأن جبريل -عليه السلام- لما أعلم إبراهيم -صلوات الله عليه- مناسك الحج قال له: أعَرَفْتَ، وقيل: لأنها مكان مقدس معظم كأنه قد عُرِّفَ: أي طُيِّبَ.؛والعارِفُ والعَرُوْفُ: الصبور، يقال: أصيب فلان فوجد عارِفًا، وقول عنترة بن شداد العبسي؛فصبرت عارِفَةً لذلك حرة *** ترسو إذا نفس الجبان تطلع؛يقول: حسبت نفسًا عارِفَةً أي صابرة. وقال النابغة الذبياني؛على عارِفاتٍ للطِّعَانِ عوابس *** بهن كلوم بين دامٍ وجالب؛أي: صابرات.؛والعارِفَةُ-أيضًا-: المَعْرُوْفُ، والجمع: عَوَارِفُ.؛والعَرّافُ: الكاهن، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من أتى عَرّافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة.؛والعَرّافُ -أيضًا-: الطبيب، قال عروة بن حزام العذري؛وقلت لعَرّافِ اليمامة دواني *** فإنك إن أبرأتني لطبيب؛فما بي من سقم ولا طيفِ جِنَّةٍ *** ولكن عمي الحميري كذوب؛ويقال للقُنَاقِنِ: عَرّافٌ.؛وقد سموا عَرّافًا.؛وقال الليث: أمر مَعْروفٌ، وأنكره الأزهري.؛وقال ابن عباد: عَرَفَ أي استحذى.؛وقال ابن الأعرابي: عَرِفَ -بالكسر-: إذا أكثر الطيب، وعَرِفَ: إذا ترك الطيب.؛والعُرْفُ -بالضم-: ضد النكر، يقال: أولاه عُرْفًا: أي معروفًا، قال الله تعالى: {وأمر بالعُرْفِ}، قال النابغة الذبياني يعتذر إلى النعمان؛أبى الله إلا عدله ووفاءه *** فلا النكر مَعْروْفٌ ولا العُرْفُ ضائع؛والعُرْفُ -أيضًا-: الاسم من الاعتراف، ومنه قولهم: له ألفٌ عُرْفًا: أي اعْتِرافًا، وهو توكيد.؛والعُرْفُ: عُرْفُ الفرس، والجمع: أعْرَافٌ، قال أمرؤ القيس؛نمشُّ بأعرافْ الجياد أكُفَّنا *** إذا نحن قمنا عن شواءٍ مُضَهَّبِ؛والعُرْفُ: موضع، قال الحُطَيْئة؛أدار سُلَيْمى بالدَّوانِكِ فالعُرْفِ *** أقامت على الأرواح والديم الوُطْفِ؛وقوله تعالى: {والمُرْسَلاتِ عُرْفًا} يقال: هو مستعار من عُرْفِ الفرس؛ أي يتتابعون كعُرْفِ الفرس، ويقال: أرسلت بالعُرْفِ أي بالمَعْروف.؛والعُرْفُ والعُرُفُ والعُرْفَةُ -والجمع: العُرَفُ والأعْرافُ-: الرمل المرتفع، قال الكميت؛أأبكاك بالعُرَفِ المنزل *** وما أنت والطَّلل المحول؛والعُرَفُ: مواضع يقال لواحدة منها: عُرْفَةُ صارة؛ ولأخرى: عُرْفَةُ القَنَانِ؛ ولأخرى: عُرْفَةَ ساقٍ. وساقٌ يقال له ساقُ الفروين، وفيه يقول الكميت أيضًا؛رأيت بعُرْفَةَ الفروين نارًا *** تُشَبُّ ودوني الفلُّوجتان؛ويقال: العًرَفُ في بلاد سعد بن ثعلبة وهم رهط الكميت.؛والعُرْفَةُ: أرض بارزة مستطيلة تنبت.؛والعُرْفَةُ: الحد، والجمع: عُرَفٌ.؛ويقال:الأعراف في قوله تعالى: {ونادى أصحاب الأعْرَافِ} سور بين الجنة والنار.؛وقال ابن دريد: الأعْرَافُ ضربٌ من النخل، وأنشد؛يغرس فيها الزّاذ والأعْرَافا *** والنّابجي مُسْدِفًا إسْدَافا؛وقال الأصمعي: العُرْفُ في كلام أهل البحرين: ضَرْبٌ من النخل.؛والعُرْفُ: من العلام.؛وذو العُرْفِ: ربيعة بن وائل ذي طوّافٍ الحضرمي، من ولده ربيعة بن عيدان بن ربيعة ذي الاعُرْفِ -رضي الله عنه-له صحبة، وقال ابن يونس: شَهِدَ فتح مصر.؛وعُرْفانُ: أبو المعلى بن عُرْفانَ الأسدي، والمُعَلّى من أتباع التابعين.؛والعُرُفّانُ -مثال جُرُبّانِ القميص-: دويبة صغيرة تكون في رمال عالج ورمال الدَّهْنَاءِ.؛وعِرِفّانُ -بكسرتين والفاء مشددة-: صاحب الراعي الذي يقول فيه؛كفاني عِرِفّانُ الكرى وكفيته *** كُلُوءَ النجوم والنعاس معانقه؛فبات يريه عرسه وبناته *** وبتُّ أريه النجم أين مخافقه؛وقال ثعلب: العِرِفّانُ: الرجل إذا اعترف بالشيء ودل عليه، وهذا صفة، وذكر سيبويه أنه لا يَعْرِفُه وصفا، والذي يرويه " عُرُفّانٌ" بضمتين جعله منقولا عن اسم عين.؛وقال ابن دريد: عُرُفّانُ جبل؛ ويقال دويبة.؛والعَارفُ والعَريْفُ بمعنى، كالعالم والعليم، قال طريف بن تميم العنبري؛أوَكلما ودرت عكاظ قبيلة *** بعثوا إلي عَرِيْفَهُمْ يتوسَّمُ؛والعَرِيْفُ: الذي يَعْرِفُ أصحابه، والجمع: العُرَفاءُ. ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن فأرجعوا حتى يرفع إلينا عُرَفاؤكم أمركم. وهو النقيب، وهو دون الرئيس.؛وعَرُفَ فلان -بالضم- عَرَافَةً- مثال خَطُبَ خَطَابَةً-: أي صار عَرِيْفًا. وإذا أردت أنه عمل ذلك قلت: عَرَفَ فلان علينا سنين يَعْرُفُ عِرَافَةً -مثال كَتَبَ يَكْتُبُ كِتابَةً-.؛والعِرْفَةُ -بالكسر-: المَعْرِفَةُ.؛ويقال: ما عَرَفَ عِرْفي إلا بآخرةٍ: أي ما عَرَفَني إلا أخيرًا.؛وقال ابن الأعرابي: العِرْفُ -بالكسر-: الصبر، وأنشد؛قل لابن قيسٍ أخي الرُّقَيّاتِ *** ما أحسن العِرْفَ في المصيبات؛وعَرَفَ: أي اعترف.؛والمَعْرَفَةُ -بفتح الراء-: موضع العُرْفِ من الفرس. وشيء أعْرَفُ: له عُرْفٌ، قال؛عَنْجَرِدٌ تحلف حين أحْلِفُ *** كمثل شيطانِ الحَمَاطِ أعْرِفُ؛ويقال للضبع عًرْفاءُ؛ لكثرة شعر رقبتها، قال الشنفرى؛ولي دونكم أهلون سيد عملس *** وأرقط زُهْلُوْلٌ وعَرْفاءُ جيئلُ؛وقال متمم بن نويرة رضي الله عنه.؛يا لهفَ من عَرْفَاءَ ذاة فليلةٍ *** جاءت إليَّ على ثلاثٍ تخمع؛ويروى: بل لَهْفَ.؛ورجل عَرُوْفَةٌ بالأمور: أي عارفٌ بها، والهاء للمبالغة.؛وامرأة حسنة المَعَارِفِ: أي الوجه وما يظهر منها، واحدها: مَعْرَفٌ، قال الراعي؛مُتَلَثِّمِيْنَ على مَعَارِفِنا *** نثني لهن حواشي العصب؛ويقال: فلان من المَعَارفِ: أي المَعْرُوفينَ، كأنه يراد: من ذوي المَعَارِفِ أي ذوي الوجوه. ويقال: حيا الله المَعَارِفَ: كما يقال: حيا الله الوجوه.؛وعِرْفانً -بالكسر-: مغنية مشهورة.؛وعُرَيْفٌ -مصغرًا-: من الأعلام.؛وأعْرَفَ الفرس: طال عُرْفُه.؛والتَّعْريْفُ: الإعلام.؛والتَّعْرِيْفُ: ضد التنكير.؛وقوله تعالى: {عَرَّفَ بعضه}: أي عَرَّفَ حفصة -رضي الله عنها- بعض ذلك.؛وقوله تعالى: {عَرَّفَها لهم}: أي طَيَّبها لهم، قال؛عَرُفْتَ كاتبٍ عَرَّفَتْهُ اللطائم؛ويقال: وصفها لهم في الدنيا فإذا دخلوا عَرَفُوا تلك الصفة، ويقال: جعلهم يَعْرِفُوْنَ فيها منازلهم إذا دخلوها كما كانوا يَعْرِفُوْنَ منازلهم في الدنيا.؛والتَّعْرِيْفُ: الوقوف بِعَرَفاتٍ، يقال عَرَّفَ الناس: إذا شهدوا عَرَفاتٍ.؛والمُعَرَّفُ: الموقف.؛واعْرَوْرَفَ: أي صار ذا عُرْفٍ.؛واعْرَوْرَفَ الرجل: أي تهيأ للشر.؛واعْرَوْرَفَ البحر: أي ارتفعت أمواجه.؛واعْرَوْرَفَ النخل: كثف والتف كأنه عُرْفُ الضبع، قال أحَيْحَةٌ بن الجلاح يصف عَطَنَ أبله.؛مُعْرَوْرِفٌ أسبل جباره *** بحافتيه الشُّوْعُ والغِرْيَفُ؛واعْرَوْرِفَ الدم: أي صار له زبد مثل العُرْفِ، قال أبو كبير الهذلي؛مُسْتَنَّةٍ سنن الفّلُوِّ مُرِشَّةٍ *** تنفي التراب بقاحزٍ مُعْرَوْرِفِ؛واعْرَوْرَفَ الرجل الفرس: إذا علا على عُرْفِه. وقال ابن عبّاد: أعْرَوْرَفَ أي ارتفع على الأعْرَافِ.؛والاعْتِرافُ بالذنب: الإقرار به.؛واعْتَرَفْتُ القوم: إذا سألتهم عن خبر لِتَعْرِفَه، قال بشر بن أبي خازم في آخر حياته فقيل له وَصِّ فقال؛أسائلهُ عميرة عن أبيهم *** خلال الركب تَعْتَرِفُ الركابا؛تُرَجِّي أن أؤوب لها بنهبٍ *** ولم تعلم بأن السَّهْمَ صابا؛وربما وضعوا اعْتَرَفَ موضع عَرَفَ كما وضعوا عَرَفَ موضع اعْتَرَفَ، قال أبو ذؤيب الهذلي يصف سحابا؛مرته النُّعَامى فلم يَعْتَرِفْ *** خلاف النُّعَامى من الشأم ريحا؛أي لم يَعْرِفْ غير الجنوب لأنها أبَلُّ الرياح وأرطبها.؛وقال ابن الأعرابي: اعْتَرَفَ فلان: إذا ذل وانقاد؛ وأنشد الفرّاء في نوادره؛مالكِ ترغبين ولا ترغو الخلف *** وتجزعين والمطي يَعْتَرِفْ؛وفي كتاب يافع ويَفَعَةٍ: "وتَضْجَرِيْنَ والمطي مُعْتَرِفْ" أي مُعْتَرِفٌ بالعمل، وقيل: يصبر، وقال مُعْتَرِفٌ ويَعْتَرِفُ لأن المطي مذكر.؛وتَعَرَّفْتُ ما عند فلان: أي تَطلبت حتى عَرَفْتُ.؛وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس -رضي الله عنهما-: يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تَعَرَّفْ إلى الله في الرخاء يَعْرِفْكَ في الشدة، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أن الخلائق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئًا لم يرد الله أن يعطيكه لم يقدروا عليه أو يصرفوا عنك شيئًا أراد الله أن يصيبك به لم يقدروا على ذلك، فإذا سألت فأسال الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن النصر معه الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا. أي أطعه واحفظه يجازك.؛وتقول: ائتِ فلانًا فاسْتَعْرِفْ إليه حتى يَعْرِفَكَ.؛وقد تَعَارَفَ القوم: أي عَرَفَ بعضهم بعضًا، ومنه قوله تعالى: {وجعلناكم شُعُوبًا وقبائل لِتَعَارَفُوا}.؛والتركيب يدل على تتابع الشيء متصلا بعضه ببعض وعلى السكون والطمأنينة.
المعجم: العباب الزاخر عرف
المعنى: العِرفانُ: العلم؛ قال ابن سيده: ويَنْفَصِلانِ بتَحْديد لا يَليق بهذا المكان، عَرَفه يَعْرِفُه عِرْفة وعِرْفاناً وعِرِفَّاناً ومَعْرِفةً واعْتَرَفَه؛ قال أَبو ذؤيب يصف سَحاباً: مَرَتْـــه النُّعــامَى، فلــم يَعْتَــرِفْ خِلافَ النُّعــامَى مــن الشــامِ رِيحـا ورجل عَرُوفٌ وعَرُوفة: عارِفٌ يَعْرِفُ الأُمور ولا يُنكِر أَحداً رآه مرة، والهاء في عَرُوفة للمبالغة. والعَريف والعارِفُ بمعنىً مثل عَلِيم وعالم؛ قال طَرِيف بن مالك العَنْبري، وقيل طريف بن عمرو: أَوَكُلّمــــا ورَدَت عُكـــاظَ قَبيلـــةٌ بَعَثُـــوا إلـــيَّ عَرِيفَهُــمْ يَتَوَســَّمُ ؟ أَي عارِفَهم؛ قال سيبويه: هو فَعِيل بمعنى فاعل كقولهم ضَرِيبُ قِداح، والجمع عُرَفاء. وأَمر عَرِيفٌ وعارِف: مَعروف، فاعل بمعنى مفعول؛ قال الأَزهري: لم أَسمع أَمْرٌ عارف أَي معروف لغير الليث، والذي حصَّلناه للأَئمة رجل عارِف أَي صَبور؛ قاله أَبو عبيدة وغيره.والعِرْف، بالكسر: من قولهم ما عَرَفَ عِرْفي إلا بأَخَرةٍ أَي ما عَرَفَني إلا أَخيراً.ويقال: أَعْرَفَ فلان فلاناً وعرَّفه إذا وقَّفَه على ذنبه ثم عفا عنه.وعرَّفه الأَمرَ: أَعلمه إياه. وعرَّفه بيتَه: أَعلمه بمكانه. وعرَّفه به: وسَمه؛ قال سيبويه: عَرَّفْتُه زيداً، فذهَب إلى تعدية عرّفت بالتثقيل إلى مفعولين، يعني أَنك تقول عرَفت زيداً فيتعدَّى إلى واحد ثم تثقل العين فيتعدَّى إلى مفعولين، قال: وأَما عرَّفته بزيد فإنما تريد عرَّفته بهذه العلامة وأَوضَحته بها فهو سِوى المعنى الأَوَّل، وإنما عرَّفته بزيد كقولك سمَّيته بزيد، وقوله أَيضاً إذا أَراد أَن يُفضِّل شيئاً من النحْو أَو اللغة على شيء: والأَول أَعْرَف؛ قال ابن سيده: عندي أَنه على توهم عَرُفَ لأَن الشيء إنما هو مَعْروف لا عارف، وصيغة التعجب إنما هي من الفاعل دون المفعول، وقد حكى سيبويه: ما أَبْغَضه إليَّ أَي أَنه مُبْغَض، فتعَجَّب من المفعول كما يُتعجّب من الفاعل حتى قال: ما أَبْغضَني له، فعلى هذا يصْلُح أَن يكون أَعرف هنا مُفاضلة وتعَجُّباً من المفعول الذي هو المعروف. والتعريفُ: الإعْلامُ. والتَّعريف أَيضاً: إنشاد الضالة. وعرَّفَ الضالَّة: نَشَدها.واعترَفَ القومَ: سأَلهم، وقيل: سأَلهم عن خَبر ليعرفه؛ قال بشر بن أَبي خازِم: أَســـائِلةٌ عُمَيـــرَةُ عـــن أَبيهــا خِلالَ الجَيْشـــ، تَعْـــترِفُ الرِّكابــا قال ابن بري: ويأْتي تَعرَّف بمعنى اعْترَف؛ قال طَرِيفٌ العَنْبريُّ: تَعَرَّفـــوني أَنَّنـــي أَنـــا ذاكُــمُ شــاكٍ سـِلاحي، فـي الفوارِسـ، مُعْلَـمُ وربما وضعوا اعتَرَفَ موضع عرَف كما وضعوا عرَف موضع اعترف، وأَنشد بيت أَبي ذؤيب يصف السحاب وقد تقدَّم في أَوَّل الترجمة أَي لم يعرف غير الجَنُوب لأَنها أَبَلُّ الرِّياح وأَرْطَبُها. وتعرَّفت ما عند فلان أَي تَطلَّبْت حتى عرَفت. وتقول: ائْتِ فلاناً فاسْتَعْرِفْ إليه حتى يَعْرِفَكَ. وقد تَعارَفَ القومُ أَي عرف بعضهُم بعضاً. وأَما الذي جاء في حديث اللُّقَطةِ: فإن جاء من يَعْتَرِفُها فمعناه معرفتُه إياها بصفتها وإن لم يرَها في يدك. يقال: عرَّف فلان الضالَّة أَي ذكرَها وطلبَ من يَعْرِفها فجاء رجل يعترفها أَي يصفها بصفة يُعْلِم أَنه صاحبها. وفي حديث ابن مسعود: فيقال لهم هل تَعْرِفون ربَّكم؟ فيقولون: إذا اعْترَف لنا عرَفناه أَي إذا وصَف نفسه بصفة نُحَقِّقُه بها عرفناه. واستَعرَف إليه: انتسب له ليَعْرِفَه. وتَعرَّفه المكانَ وفيه: تأَمَّله به؛ أَنشد سيبويه: وقـالوا: تَعَرَّفْهـا المَنـازِلَ مِن مِنىً ومـا كـلُّ مَـنْ وافَـى مِنـىً أَنا عارِفُ وقوله عز وجل: وإذ أَسَرَّ النبيُّ إلى بعض أَزواجه حديثاً فلما نبَّأَتْ به وأَظهره اللّه عليه عرَّف بعضَه وأَعرض عن بعض، وقرئ: عرَفَ بعضه، بالتخفيف، قال الفراء: من قرأَ عرَّف بالتشديد فمعناه أَنه عرّف حَفْصةَ بعْضَ الحديث وترَك بعضاً، قال: وكأَنَّ من قرأَ بالتخفيف أَراد غَضِبَ من ذلك وجازى عليه كما تقول للرجل يُسيء إليك: واللّه لأَعْرِفنَّ لك ذلك، قال: وقد لعَمْري جازَى حفصةَ بطلاقِها، وقال الفرَّاء: وهو وجه حسن، قرأَ بذلك أَبو عبد الرحمن السُّلَمِيّ، قال الأَزهري: وقرأَ الكسائي والأَعمش عن أَبي بكر عن عاصم عرَف بعضَه، خفيفة، وقرأَ حمزة ونافع وابن كثير وأَبو عمرو وابن عامر اليَحْصُبي عرَّف بعضه، بالتشديد؛ وفي حديث عَوْف بن مالك: لتَرُدَّنّه أَو لأُعَرِّفَنَّكَها عند رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، أَي لأُجازِينَّك بها حتى تَعرِف سوء صنيعك، وهي كلمة تقال عند التهديد والوعيد.ويقال للحازِي عَرَّافٌ وللقُناقِن عَرَّاف وللطَبيب عَرَّاف لمعرفة كل منهم بعلْمِه. والعرّافُ: الكاهن؛ قال عُرْوة بن حِزام: فقلــت لعَــرّافِ اليَمامــة: داوِنـي فـــإنَّكَ، إن أَبرأْتَنيـــ، لَطبِيـــبُ وفي الحديث: من أَتى عَرَّافاً أَو كاهِناً فقد كفَر بما أُنزل على محمد، صلى اللّه عليه وسلم؛ أَراد بالعَرَّاف المُنَجِّم أَو الحازِيَ الذي يدَّعي علم الغيب الذي استأْثر اللّه بعلمه.والمَعارِفُ: الوجُوه. والمَعْروف: الوجه لأَن الإنسان يُعرف به؛ قال أَبو كبير الهذلي: مُتَكَــوِّرِين علــى المَعـارِفِ، بَيْنَهـم ضـــَرْبٌ كَتَعْطــاطِ المَــزادِ الأَثْجَــلِ والمِعْراف واحد. والمَعارِف: محاسن الوجه، وهو من ذلك. وامرأَة حَسَنةُ المعارِف أَي الوجه وما يظهر منها، واحدها مَعْرَف؛ قال الراعي: مُتَلفِّمِيـــــن علــــى مَعارِفِنــــا نَثْنـــي لَهُـــنَّ حَواشـــِيَ العَصـــْبِ ومعارفُ الأَرض: أَوجُهها وما عُرِفَ منها.وعَرِيفُ القوم: سيّدهم. والعَريفُ: القيّم والسيد لمعرفته بسياسة القوم، وبه فسر بعضهم بيت طَرِيف العَنْبري، وقد تقدَّم، وقد عَرَفَ عليهم يَعْرُف عِرافة. والعَريفُ: النَّقِيب وهو دون الرئيس، والجمع عُرَفاء، تقول منه: عَرُف فلان، بالضم، عَرافة مثل خَطُب خَطابة أَي صار عريفاً، وإذا أَردت أَنه عَمِلَ ذلك قلت: عَرف فلان علينا سِنين يعرُف عِرافة مثال كتَب يكتُب كِتابة.وفي الحديث: العِرافةُ حَقٌّ والعُرفاء في النار؛ قال ابن الأَثير: العُرفاء جمع عريف وهو القَيِّم بأُمور القبيلة أَو الجماعة من الناس يَلي أُمورهم ويتعرَّف الأَميرُ منه أَحوالَهُم، فَعِيل بمعنى فاعل، والعِرافةُ عَملُه، وقوله العِرافة حقّ أَي فيها مَصلحة للناس ورِفْق في أُمورهم وأَحوالهم، وقوله العرفاء في النار تحذير من التعرُّض للرِّياسة لما ذلك من الفتنة، فإنه إذا لم يقم بحقه أَثمَ واستحق العقوبة، ومنه حديث طاووس: أنه سأَل ابن عباس، رضي اللّه عنهما: ما معنى قول الناس: أَهْلُ القرآن عُرفاء أَهل الجنة؟ فقال: رُؤساء أَهل الجنة؛ وقال علقمة بن عَبْدَة: بـل كـلُّ حيّـ، وإن عَـزُّوا وإن كَرُموا عَرِيفُهــم بأَثــافي الشــَّرِّ مَرْجُــومُ والعُرْف، بالضم، والعِرْف، بالكسر: الصبْرُ؛ قال أَبو دَهْبَل الجُمَحِيُّ: قــل لابْــن قَيْــسٍ أَخــي الرُّقَيَّــاتِ مــا أَحْســَنَ العُـرْفَ فـي المُصـِيباتِ ، وعرَفَ للأَمر واعْتَرَفَ: صَبَر؛ قال قيس بن ذَرِيح: فيـا قَلْـبُ صـَبْراً واعْتِرافاً لِما تَرى ويـا حُبَّهـا قَـعْ بالـذي أَنْـتَ واقِـعُ ، والعارِفُ والعَرُوف والعَرُوفةُ: الصابر. ونَفْس عَروف: حامِلة صَبُور إذا حُمِلَتْ على أَمر احتَمَلَتْه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: فــــآبُوا بالنِّســــاء مُرَدَّفــــاتٍ عَـــوارِفَ بَعْـــدَ كِـــنٍّ وابْتِجـــاحِ أَراد أَنَّهن أَقْرَرْن بالذلّ بعد النعْمةِ، ويروى وابْتِحاح من البُحبُوحةِ، وهذا رواه ابن الأَعرابي. ويقال: نزلت به مُصِيبة فوُجِد صَبوراً عَروفاً؛ قال الأَزهري: ونفسه عارِفة بالهاء مثله؛ قال عَنْترة: وعَلِمْـــتُ أَن مَنِيَّـــتي إنْ تَـــأْتِني لا يُنْجِنــي منهــا الفِــرارُ الأَسـْرَعُ فصـــَبَرْتُ عارِفـــةً لـــذلك حُـــرَّةً تَرْســُو إذا نَفْــسُ الجَبــانِ تَطَلَّــعُ تَرْسو: تَثْبُتُ ولا تَطلَّع إلى الخَلْق كنفْس الجبان؛ يقول: حَبَسْتُ نَفْساً عارِفةً أَي صابرة؛ ومنه قوله تعالى: وبَلَغَتِ القُلوبُ الحَناجِر؛ وأَنشد ابن بري لمُزاحِم العُقَيْلي: وقفْـتُ بهـا حـتى تَعـالَتْ بـيَ الضُّحى ومَــلَّ الوقـوفَ المُبْرَيـاتُ العَـوارِفُ المُّبرياتُ: التي في أُنوفِها البُرة، والعَوارِفُ: الصُّبُر. ويقال: اعْترف فلان إذا ذَلَّ وانْقاد؛ وأَنشد الفراء: أَتَضــــْجَرينَ والمَطِــــيُّ مُعْتَــــرِفْ أَي تَعْرِف وتصْبر، وذكَّر معترف لأَن لفظ المطيّ مذكر.وعرَف بذَنْبه عُرْفاً واعْتَرَف: أَقَرَّ. وعرَف له: أَقر؛ أَنشد ثعلب: عَـــرَفَ الحِســـانُ لهـــا غُلَيِّمـــةً تَســـْعى مــع الأَتْــرابِ فــي إتْــبِ وقال أعرابي: ما أَعْرِفُ لأَحد يَصْرَعُني أَي لا أُقِرُّ به. وفي حديث عمر: أَطْرَدْنا المعترِفين؛ هم الذين يُقِرُّون على أَنفسهم بما يجب عليهم فيه الحدّ والتعْزيز. يقال: أَطْرَدَه السلطان وطَرَّده إذا أَخرجه عن بلده، وطرَدَه إذا أَبْعَده؛ ويروى: اطْرُدُوا المعترفين كأَنه كره لهم ذلك وأَحبّ أَن يستروه على أَنفسهم. والعُرْفُ: الاسم من الاعْتِرافِ؛ ومنه قولهم: له عليّ أَلْفٌ عُرْفاً أَي اعتِرافاً، وهو توكيد.ويقال: أَتَيْتُ مُتنكِّراً ثم اسْتَعْرَفْتُ أَي عرَّفْته من أَنا؛ قال مُزاحِمٌ العُقَيْلي: فاســْتَعْرِفا ثــم قُـولا: إنَّ ذا رَحِـمٍ هَيْمــان كَلَّفَنــا مـن شـأْنِكُم عَسـِرا فــإنْ بَغَــتْ آيــةً تَسـْتَعْرِفانِ بهـا يوماً، فقُولا لها العُودُ الذي اخْتُضِرا والمَعْرُوف: ضدُّ المُنْكَر. والعُرْفُ: ضدّ النُّكْر. يقال: أَوْلاه عُرفاً أَي مَعْروفاً. والمَعْروف والعارفةُ: خلاف النُّكر. والعُرْفُ والمعروف: الجُود، وقيل: هو اسم ما تبْذُلُه وتُسْديه؛ وحرَّك الشاعر ثانيه فقال: إنّ ابـــنَ زَيْـــدٍ لا زالَ مُســْتَعْمِلاً للخَيْــرِ، يُفْشـِي فـي مِصـْرِه العُرُفـا والمَعْروف: كالعُرْف. وقوله تعالى: وصاحِبْهما في الدنيا معروفاً، أَي مصاحباً معروفاً؛ قال الزجاج: المعروف هنا ما يُستحسن من الأَفعال. وقوله تعالى: وأْتَمِرُوا بينكم بمعروف، قيل في التفسير: المعروف الكسْوة والدِّثار، وأَن لا يقصّر الرجل في نفقة المرأَة التي تُرْضع ولده إذا كانت والدته، لأَن الوالدة أَرْأَفُ بولدها من غيرها، وحقُّ كل واحد منهما أَن يأْتمر في الولد بمعروف. وقوله عز وجل: والمُرْسَلات عُرْفاً؛ قال بعض المفسرين فيها: إنها أُرْسِلَت بالعُرف والإحسان، وقيل: يعني الملائكة أُرسلوا للمعروف والإحسان. والعُرْفُ والعارِفة والمَعروفُ واحد: ضد النكر، وهو كلُّ ما تَعْرِفه النفس من الخيْر وتَبْسَأُ به وتَطمئنّ إليه، وقيل: هي الملائكة أُرسلت مُتتابعة. يقال: هو مُستعار من عُرْف الفرس أَي يتتابَعون كعُرْف الفرس. وفي حديث كعْب بن عُجْرةَ: جاؤوا كأَنَّهم عُرْف أَي يتْبَع بعضهم بعضاً، وقرئت عُرْفاً وعُرُفاً والمعنى واحد، وقيل: المرسلات هي الرسل. وقد تكرَّر ذكر المعروف في الحديث، وهو اسم جامع لكل ما عُرف ما طاعة اللّه والتقرّب إليه والإحسان إلى الناس، وكل ما ندَب إليه الشرعُ ونهى عنه من المُحَسَّنات والمُقَبَّحات وهو من الصفات الغالبة أَي أَمْر مَعْروف بين الناس إذا رأَوْه لا يُنكرونه. والمعروف: النَّصَفةُ وحُسْن الصُّحْبةِ مع الأَهل وغيرهم من الناس، والمُنكَر: ضدّ ذلك جميعه.وفي الحديث: أَهل المعروف في الدنيا هم أَهل المعروف في الآخرة أَي مَن بذل معروفه للناس في الدنيا آتاه اللّه جزاء مَعروفه في الآخرة، وقيل: أَراد مَن بذل جاهَه لأَصحاب الجَرائم التي لا تبلُغ الحُدود فيَشفع فيهم شفَّعه اللّه في أَهل التوحيد في الآخرة. وروي عن ابن عباس، رضي اللّه عنهما، في معناه قال: يأْتي أَصحاب المعروف في الدنيا يوم القيامة فيُغْفر لهم بمعروفهم وتَبْقى حسناتُهم جامّة، فيُعطونها لمن زادت سيئاته على حسناته فيغفر له ويدخل الجنة فيجتمع لهم الإحسان إلى الناس في الدنيا والآخرة؛ وقوله أَنشده ثعلب: ومـا خَيْـرُ مَعْـرُوفِ الفَتَـى في شَبابِه إذا لـــــم يَـــــزِدْه الشـــــَّيْبُ ، حِينَ يَشِيبُ قال ابن سيده: قد يكون من المعروف الذي هو ضِد المنكر ومن المعروف الذي هو الجود. ويقال للرجل إذا ولَّى عنك بِوده: قد هاجت مَعارِفُ فلان؛ ومَعارِفُه: ما كنت تَعْرِفُه من ضَنِّه بك، ومعنى هاجت أَي يبِست كما يَهيج النبات إذا يبس. والعَرْفُ: الرّيح، طيّبة كانت أَو خبيثة. يقال: ما أَطْيَبَ عَرْفَه، وفي المثل: لا يعْجِز مَسْكُ السَّوْء عن عَرْفِ السَّوْء؛ قال ابن سيده: العَرف الرائحة الطيبة والمُنْتِنة؛ قال: ثَنــاء كعَــرْفِ الطِّيـبِ يُهْـدَى لأَهْلِـه وليــس لــه إلا بنــي خالِــدٍ أَهْـلُ وقال البُرَيق الهُذلي في النَّتن: فَلَعَمْــرُ عَرْفِــك ذي الصــُّماحِ، كمـا عَصـــَبَ الســـِّفارُ بغَضــْبَةِ اللِّهْــمِ وعَرَّفَه: طَيَّبَه وزَيَّنَه. والتعْرِيفُ: التطْييبُ من العَرْف.وقوله تعالى: ويُدخِلهم الجنة عرَّفها لهم، أَي طَيَّبها؛ قال الشاعر يمدح رجلاً: عَرُفْـــتَ كــإتْبٍ عَرَّفَتْــه اللطــائمُ يقول: كما عَرُفَ الإتْبُ وهو البقِيرُ. قال الفراء: يعرفون مَنازِلهم إذا دخلوها حتى يكون أَحدهم أَعْرَف بمنزله إذا رجع من الجمعة إلى أَهله؛ قال الأَزهري: هذا قول جماعة من المفسرين، وقد قال بعض اللغويين عرَّفها لهم أَي طيَّبها. يقال: طعام معرَّف أَي مُطيَّب؛ قال الأَصمعي في قول الأَسود ابن يَعْفُرَ يَهْجُوَ عقال بن محمد بن سُفين: فتُــدْخلُ أَيْــدٍ فــي حَنـاجِرَ أُقْنِعَـت لِعادَتِهــا مــن الخَزِيــرِ المُعَــرَّفِ قال: أُقْنِعَتْ أَي مُدَّت ورُفِعَت للفم، قال وقال بعضهم في قوله: عَرَّفها لهم؛ قال: هو وضعك الطعام بعضَه على بعض. ابن الأَعرابي: عَرُف الرجلُ إذا أَكثر من الطِّيب، وعَرِفَ إذا ترَكَ الطِّيب. وفي الحديث: من فعل كذا وكذا لم يجد عَرْف الجنة أَي ريحَها الطيِّبة. وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه: حبَّذا أَرض الكوفة أَرضٌ سَواء سَهلة معروفة أَي طيّبة العَرْفِ، فأَما الذي ورد في الحديث: تَعَرَّفْ إلى اللّه في الرَّخاء يَعْرِفْك في الشدَّة، فإنَّ معناه أَي اجعله يَعْرِفُكَ بطاعتِه والعَمَلِ فيما أَوْلاك من نِعمته، فإنه يُجازِيك عند الشدَّة والحاجة إليه في الدنيا والآخرة.وعرَّف طَعامه: أَكثر أُدْمَه. وعرَّف رأْسه بالدُّهْن: رَوَّاه.وطارَ القَطا عُرْفاً عُرْفاً: بعضُها خلْف بعض. وعُرْف الدِّيك والفَرَس والدابة وغيرها: مَنْبِتُ الشعر والرِّيش من العُنق، واستعمله الأَصمعي في الإنسان فقال: جاء فلان مُبْرَئلاً للشَّرِّ أَي نافِشاً عُرفه، والجمع أَعْراف وعُروف. والمَعْرَفة، بالفتح: مَنْبِت عُرْف الفرس من الناصية إلى المِنْسَج، وقيل: هو اللحم الذي ينبت عليه العُرْف. وأَعْرَفَ الفَرسُ: طال عُرفه، واعْرَورَفَ: صار ذا عُرف. وعَرَفْتُ الفرس: جزَزْتُ عُرْفَه. وفي حديث ابن جُبَير: ما أَكلت لحماً أَطيَبَ من مَعْرَفة البِرْذَوْن أَي مَنْبت عُرْفه من رَقَبته. وسَنام أَعْرَفُ: طويل ذو عُرْف؛ قال يزيد بن الأَعور الشني: مُســــْتَحْملاً أَعْـــرَفَ قـــد تَبَنَّـــى وناقة عَرْفاء: مُشْرِفةُ السَّنام. وناقة عرفاء إذا كانت مذكَّرة تُشبه الجمال، وقيل لها عَرْفاء لطُول عُرْفها. والضَّبُع يقال لها عَرْفاء لطول عُرفها وكثرة شعرها؛ وأَنشد ابن بري للشنْفَرَى: ولــي دُونكــم أَهْلــون سـِيدٌ عَمَلَّـسٌ وأَرْقَـــطُ زُهْلُــولٌ وعَرْفــاء جَيــأَلُ وقال الكميت: لهــا راعِيـا سـُوءٍ مُضـِيعانِ منهمـا أَبـو جَعْـدةَ العـادِي، وعَرْفـاء جَيْأَلُ وضَبُع عَرفاء: ذات عُرْف، وقيل: كثيرة شعر العرف. وشيء أَعْرَفُ: له عُرْف. واعْرَوْرَفَ البحرُ والسيْلُ: تراكَم مَوْجُه وارْتَفع فصار له كالعُرف. واعْرَوْرَفَ الدَّمُ إذا صار له من الزبَد شبه العرف؛ قال الهذلي يصف طَعْنَة فارتْ بدم غالب: مُســـْتَنَّة ســـَنَنَ الفُلُـــوّ مرِشـــّة تَنْفِــي التُّــرابَ بقــاحِزٍ مُعْــرَوْرِفِ واعْرَوْرَفَ فلان للشرّ كقولك اجْثَأَلَّ وتَشَذَّرَ أَي تهيَّاَ.وعُرْف الرمْل والجبَل وكلّ عالٍ ظهره وأَعاليه، والجمع أَعْراف وعِرَفَة وقوله تعالى: وعلى الأَعْراف رِجال؛ الأَعراف في اللغة: جمع عُرْف وهو كل عال مرتفع؛ قال الزجاج: الأَعْرافُ أَعالي السُّور؛ قال بعض المفسرين: الأعراف أَعالي سُور بين أَهل الجنة وأَهل النار، واختلف في أَصحاب الأَعراف فقيل: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فلم يستحقوا الجنة بالحسنات ولا النار بالسيئات، فكانوا على الحِجاب الذي بين الجنة والنار، قال: ويجوز أَن يكون معناه، واللّه أَعلم، على الأَعراف على معرفة أَهل الجنة وأَهل النار هؤلاء الرجال، فقال قوم:ما ذكرنا أَن اللّه تعالى يدخلهم الجنة، وقيل: أَصحاب الأعراف أَنبياء، وقيل: ملائكة ومعرفتهم كلاً بسيماهم أَنهم يعرفون أَصحاب الجنة بأَن سيماهم إسفار الوجُوه والضحك والاستبشار كما قال تعالى: وجوه يومئذ مُسْفرة ضاحكة مُستبشرة؛ ويعرِفون أَصحاب النار بسيماهم، وسيماهم سواد الوجوه وغُبرتها كما قال تعالى: يوم تبيضُّ وجوه وتسودّ وجوه ووجوه يومئذ عليها غَبَرة ترهَقها قترة؛ قال أَبو إسحق: ويجوز أَن يكون جمعه على الأَعراف على أَهل الجنة وأَهل النار. وجبَل أَعْرَفُ: له كالعُرْف. وعُرْفُ الأَرض: ما ارتفع منها، والجمع أَعراف. وأَعراف الرِّياح والسحاب: أَوائلها وأَعاليها، واحدها عُرْفٌ. وحَزْنٌ أَعْرَفُ: مرتفع. والأَعرافُ: الحَرْث الذي يكون على الفُلْجانِ والقَوائدِ.والعَرْفةُ: قُرحة تخرج في بياض الكف. وقد عُرِف، وهو مَعْروف: أَصابته العَرْفةُ.والعُرْفُ: شجر الأُتْرُجّ. والعُرف: النخل إذا بلغ الإطْعام، وقيل: النخلة أَوَّل ما تطعم. والعُرْفُ والعُرَفُ: ضرب من النخل بالبحرَيْن.والأعراف: ضرب من النخل أَيضاً، وهو البُرْشُوم؛ وأَنشد بعضهم: نَغْــرِسُ فيهــا الــزَّادَ والأَعْرافــا والنــــائحي مســــْدفاً اســـُدافا وقال أَبو عمرو: إذا كانت النخلة باكوراً فهي عُرْف. والعَرْفُ: نَبْت ليس بحمض ولا عِضاه، وهو الثُّمام.والعُرُفَّانُ والعِرِفَّانُ: دُوَيْبّةٌ صغيرة تكون في الرَّمْل، رمْلِ عالِج أَو رمال الدَّهْناء. وقال أَبو حنيفة: العُرُفَّان جُنْدَب ضخم مثل الجَرادة له عُرف، ولا يكون إلا في رِمْثةٍ أَو عُنْظُوانةٍ.وعُرُفَّانُ: جبل. وعِرِفَّان والعِرِفَّانُ: اسم. وعَرَفةُ وعَرَفاتٌ: موضع بمكة، معرفة كأَنهم جعلوا كل موضع منها عرفةَ، ويومُ عرفةَ غير منوّن ولا يقال العَرفةُ، ولا تدخله الأَلف واللام. قال سيبويه: عَرفاتٌ مصروفة في كتاب اللّه تعالى وهي معرفة، والدليل على ذلك قول العرب: هذه عَرفاتٌ مُبارَكاً فيها، وهذه عرفات حسَنةً، قال: ويدلك على معرفتها أَنك لا تُدخل فيها أَلفاً ولاماً وإنما عرفات بمنزلة أَبانَيْنِ وبمنزلة جمع، ولو كانت عرفاتٌ نكرة لكانت إذا عرفاتٌ في غير موضع، قيل: سمي عَرفةَ لأَن الناس يتعارفون به، وقيل: سمي عَرفةَ لأَن جبريل، عليه السلام، طاف بإبراهيم، عليه السلام، فكان يريه المَشاهِد فيقول له: أَعرفْتَ أَعرفت؟ فيقول إبراهيم: عرفت عرفت، وقيل: لأَنّ آدم، صلى اللّه على نبينا وعليه السلام، لما هبط من الجنة وكان من فراقه حوَّاء ما كان فلقيها في ذلك الموضع عَرَفها وعرَفَتْه. والتعْريفُ: الوقوف بعرفات؛ ومنه قول ابن دُرَيْد: ثــم أَتــى التعْريـفَ يَقْـرُو مُخْبِتـا تقديره ثم أَتى موضع التعريف فحذف المضاف وأَقام المضاف إليه مقامه.وعَرَّف القومُ: وقفوا بعرفة؛ قال أَوْسُ بن مَغْراء: ولا يَريمـــون للتعْرِيـــفِ مَــوْقِفَهم حــتى يُقــال: أَجيـزُوا آلَ صـَفْوانا وهو المُعَرَّفُ للمَوْقِف بعَرَفات. وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: ثم مَحِلُّها إلى البيت العتيق وذلك بعد المُعَرَّفِ، يريد بعد الوُقوف بعرفةَ. والمُعَرَّفُ في الأَصل: موضع التعْريف ويكون بمعنى المفعول.قال الجوهري: وعَرَفات موضع بِمنىً وهو اسم في لفظ الجمع فلا يُجْمع، قال الفراء: ولا واحد له بصحة، وقول الناس: نزلنا بعَرفة شَبيه بمولَّد، وليس بعربي مَحْض، وهي مَعْرِفة وإن كان جمعاً لأَن الأَماكن لا تزول فصار كالشيء الواحد، وخالف الزيدِين، تقول: هؤلاء عرفاتٌ حسَنةً، تَنْصِب النعتَ لأَنه نكِرة وهي مصروفة، قال اللّه تعالى: فإذا أَفَضْتُم من عَرفاتٍ؛ قال الأَخفش: إنما صرفت لأَن التاء صارت بمنزلة الياء والواو في مُسلِمين ومسلمون لأنه تذكيره، وصار التنوين بمنزلة النون، فلما سمي به تُرِك على حاله كما تُرِك مسلمون إذا سمي به على حاله، وكذلك القول في أَذْرِعاتٍ وعاناتٍ وعُرَيْتِنات والعُرَفُ: مَواضِع منها عُرفةُ ساقٍ وعُرْفةُ الأَملَحِ وعُرْفةُ صارةَ. والعُرُفُ: موضع، وقيل جبل؛ قال الكميت: أَهاجَـــــكَ بــــالعُرُفِ المَنْــــزِلُ ومـــا أَنْـــتَ والطَّلَـــلُ المُحْــوِلُ واستشهد الجوهري بهذا البيت على قوله العُرْف. والعُرُفُ: الرمل المرتفع؛ قال: وهو مثل عُسْر وعُسُر، وكذلك العُرفةُ، والجمع عُرَف وأَعْراف.والعُرْفَتانِ: ببلاد بني أَسد؛ وأَما قوله أَنشده يعقوب في البدل: ومـا كنْـت ممّـنْ عَـرَّفَ الشـَّرَّ بينهـم ولا حيــن جَــدّ الجِــدُّ ممّـن تَغَيَّبـا فليس عرَّف فيه من هذا الباب إنما أَراد أَرَّث، فأَبدل الأَلف لمكان الهمزة عيْناً وأَبدل الثاء فاء. ومَعْروف: اسم فرس الزُّبَيْر بن العوّام شهد عليه حُنَيْناً. ومعروف أَيضاً: اسم فرس سلمةَ بن هِند الغاضِريّ من بني أَسد؛ وفيه يقول: أُكَفِّـــئ مَعْرُوفـــاً عليهــم كــأَنه إذا ازْوَرَّ مــن وَقْــعِ الأَسـِنَّةِ أَحْـرَدُ ومَعْرُوف: وادٍ لهم؛ أَنشد أَبو حنيفة: وحـتى سـَرَتْ بَعْـدَ الكَـرى فـي لَـوِيِّهِ أَســاريعُ مَعْروفٍــ، وصــَرَّتْ جَنـادِبُهْ وذكر في ترجمة عزف: أَن جاريتين كانتا تُغَنِّيان بما تَعازَفَت الأَنصار يوم بُعاث، قال: وتروى بالراء المهملة أَي تَفاخَرَتْ.
المعجم: لسان العرب