المعجم العربي الجامع

فَقُمَ

المعنى: جذ.: (فقم) | (ف: ثلا. لازم). يَفْقُمُ، (مص. فَقَامَةٌ، فُقُومٌ). 1. "فَقُمَ الأَمْرُ": عَظُمَ شَرُّهُ. 2. "فَقُمَ الشَّيْءُ": اِتَّسَعَ.
المعجم: معجم الغني

قَوَّمَ

المعنى: تَقْوِيمًا: الاِعْوِجاجَ: أَزالَهُ. - الشَّيْءَ: عَدَّلَهُ، جَعَلَهُ مُسْتَقِيمًا، ضِدُّ عَوَّجَهُ * «فقَوِّمِ النَّفْسَ بالأَخْلاقِ تَسْتَقِمِ». [قوم]
المعجم: القاموس

فَقِمَ

المعنى: جذ.: (فقم) | (ف: ثلا. لازم، م. بحرف). يَفْقَمُ، (مص. فَقَمٌ، فَقْمٌ، فُقُومٌ). 1. "فَقِمَ لَهُ الأَمْرُ": عَظُمَ شَرُّهُ. 2. "فَقِمَ الإِنَاءُ": اِمْتَلأَ. 3. "فَقِمَ الرَّجُلُ": اِتَّخَمَ. "أَكَلَ حَتَّى فَقِمَ".
المعجم: معجم الغني

إِنْ لَقَاك الْمِلِيحْ تَمِّنُهْ

المعنى: يريدون البهيم الجيِّد؛ أي: إذا رأيته فَقَوِّمْهُ بقيمته ولا تخفْ من غلاء ثمنه؛ لأنه أنفع لك من الضعيف الرخيص، فهو في معنى المثل الآخر: «الغالي تمنه فيه.» وسيأتي في الغين المعجمة. وانظر في الميم: «ما يغرك رخصه ترمي نصه.» وانظر: «إن لقيت الغالي …» إلخ. وانظر أيضًا: «خد المليح واستريح.
المعجم: الأمثال العامية

قوي

المعنى: هو قويّ مقوٍ: قويّ الأصحاب والإبل. وقويَ على الأمر، وقوّاه الله، وتقوّى بفلان، وهو شديد القوّة والقوَى، وزد قوذةً في قوى الحبل. وقاوى شريكه المتاع، وتقاووه بينهم وهو أن يشتروا شيأ رخيصاً ثم يتزايدوا حتى يبلّغوه غاية ثمنه فإذا استخلصه أحدهم لنفسه قيل: قد اقتواه. قال: وكيـف على زهد العطاء تلومهم وهم يتقاوون الفطيمة في الدم وتقاوينا الدّلو تقاويا إذا جمعوا شفاههم على شفتها فشرب كلّ واحد ما أمكنه. قال: تراشــفي دلــوك أو تقــاويه لا سـجل غيـره فقـومي فـانعيه واقتوى شيأ بشيء: تبدّله به. قال يزيد بن الحكم: تبـدّل خليلاً بـي كشـكلك شـكله فـإنّي خليلاً صـالحاً بـك مقتوي وأقوى القوم: فني زادهم، وباتوا على القوى، وقويَ: جاع جوعاً شديداً، وإبل قاويات، وتقاوى فلان: بات قاوياً. قال: سـواء إذا لـم تـأت أمر دنيةٍ عليـك تقـاوى ليلـة ونعيمهـا وأقووا: نزلوا بالقفر. وأقوت الدار من أهلها. ونزلوا بالقواء والقيّ: بالقفر، وبات فلان القواء. وأقوى في شعره إقواءً.
المعجم: أساس البلاغة

رصف

المعنى: الرصفة -بالتحريك-: واحدة الرصفح وهي حجارة مرصوف بعضها إلى بعض في مسيل. وفي حديث زيادٍ أنه بلغه قول المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-: لحديث من عاقل أحب إلي من الشهد بماء رصفة فقال: أكذاك هو؟! فلهو أحب إلي من رثيته فتئت بسلالة من ماء ثغب في يومٍ ذي وديقة ترمض فيه الآجال. وقال العجاج؛من رَصَفٍ نازَعَ سَيْلًا رَصَفا *** حتّى تَناهى في صَهَارِيْجِ الصَّفا؛يقول: مزج هذا الشراب من ماء رصف نازع رصفًا آخر؛ لأنه أصفى وأرق، فحذف الماء وهو يريده فجعل مسيله من رصف إلى رصف منازعة منه إياه.؛والرصفة: واحدة الرصاف وهي العقب الذي يلوى فوق الرعظ. ومنه الحديث: ثم نظر في رصافة فلم ير شيئًا، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب س ب د. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أنه أهدى له يكسوم ابن أخي الأشرم سلاحًا فيه سهم لغب وقد ركبت معبلة في رعظه، فقوم فوقه وقال: هو مستحكم الرصاف وسماه قتر الغلاء.؛والرصف -بالتسكين-: المصدر منهما جميعًا، تقول: رصفت الحجارة في البناء أرصفها رصفًا: إذا ضممت بعضها إلى بعض، ورصفت السهم رصفًا: إذا شددت على رعظه عقبة، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه مضغ وترًا في رمضان ورصف به وتر قوسه. وقال رجل من أهل المدينة -على ساكنيها السلام-؛وأثْرَبيُّ سِنْخُهُ مَرءصُوْفُ ***؛وأنشد الليث لإمرئ القيس؛رَمَتْني فأصَابَتْني *** بِنَبْلٍ غَير مَرْصُوفَهْ؛قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: لم أجده في شعر امرئ القيس بن حجر.؛وقال ابن عباد: المرصوف من النساء: الصغيرة الهنة لا يصل إليها الرجل، وقيل: هي الضيقة الفرج.؛والمرصافة: المطرقة؛ لنه يرصف بها المطروق أي يضم ويلزق. وفي حديث معاذ -رضي الله عنه-: ضربه بمرصافة، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب و خ ط.؛ويقال: هذا أمر لا يرصف بك: أي لا يليق بك.؛وتقول للقائم في الصلاة: رصف قدميه: أي ضم إحداهما إلى الأخرى.؛والرصوف: المرأة الضيقة الفرج.؛وعمل رصيف بين الرصافة: أي محكم، وقد رصف -بالضم-. وجواب رصيف: ولا يفارقه.؛وقال الليث: الرصافة والرصفة: عقبة تلوى على موضع الفوق من الوتر وعلى أصل نصل السهم.؛والرصافة: في عدة مواضع: رضافة الشام وهي رصافة هشام بن عبد الملك غربي الرقة. ورصافة الحجاز وهي عين فيها نز، قال أمية بن أبي عائذٍ الهذلي يصف حماراث وآتنه؛يَؤُمُّ بها وانْتَحَتْ للنِّحاءِ *** عَيْنَ الرُّصَافَةِ ذاةَ النِّجَالِ؛ويروى: "عَيْنَ الضُّرافة". ورصافة بغداد ورصافة البصرة. ورصافة واسط. ورصافة الكوفة. ورصافة نيسابور. ورصافة اليمن قرية من أعمال ذمار. ورصافة قرطبة من بلاد المغرب.؛وقال ابن عباد: الرصاف: العصب من الفرس، الواحد: رصيف، وقيل: هي عظام الجنب لتراصفها. وهي أيضًا: كهيئة المراقي في عرض الجبل، وجمعه الرصف.؛قال: وفي ركبة الفرس رصفتان: وهما عظمان فيهما مستديران منقطعان عن العظام.؛وقال الجمحي: رصف -بضمتين- وقال غيره: رصف -بالتحريك-: موضع.؛وقال ابن الأعرابي: الرصفاء من النساء: الضيقة الملاقي؛ مثل الرصوف.؛وارصف الرجل: إذا مزج شرابه بماء الرصف وهو الذي ينحدر من الجبال على الصخر فيصفو.؛وتراصف القوم في الصف: أي قام بعضهم إلى لزق بعض.؛والمرتصف: السد؛ عن ابن خالويه.؛ورجل مرتصف الأسنان: وهو المتقارب بينها.؛والتراصف: التلاصق.؛والتركيب يدل على ضم الشيء إلى الشيء.
المعجم: العباب الزاخر

رصف

المعنى: رصف الرَّصَفَةُ، مُحَرَّكَةً: واحِدَةُ الرَّصَفِ، لِحِجَارَةٍ مَرْصُوفٍ بَعْضُهَا إِلى بَعْضٍ فِي مَسِيلٍ فيَجْتَمِعُ فِيهَا المَطَرُ، وَفِي حدِيثِ زِيادٍ: أَنَّه بَلَغَهُ قَوْلُ المُغيرةِ بنِ شُعْبَةَ، رَضِىَ اللهُ عَنهُ: لَحَدِيثٌ مِن عَاقِلٍ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنَ الشُّهْدِ بِمَاءِ رَصَفَةٍ، فقالَ: أَكذا هُوَ، فلَهُوَ أَحَبُّ إِلَىَّ، مِنْ رَثِيئَةٍ فُتِئَتْ بسُلاَلَةٍ مِن مَاءِ ثَغْبٍ، فِي يَوْمٍ ذِي وَدِيقَةٍ، تَرْمَضُ فِيهِ الآجَالُ. وَفِي التَّهْذِيب: الرَّصَفُ: صَفاً طَوِيلٌ، يتَّصِلُ بَعْضُه ببَعْضٍ، كأَنَّهُ مَرْصُوفٌ، وَقَالَ العَجَّاجُ: فَشَنَّ فِي الإِبْرِيقِ مِنْهَا نُزَفَا مِنْ رَصَفٍ نَازَعَ سَيْلاً رَصَفَاً حَتَّى تَناهَى فِي صَهَارِيجِ الصَّفَا قالَ البَاهِلِيُّ: أَرَادَ أَنَّهُ صَب فِي إِبْرِيقِ الخَمْرِ مِن مَاءِ رَصَفٍ، نَازَعَ سَيْلاً كَانَ فِي رَصَفٍ، فصارَ مِنْهُ فِي هَذَا، فكأَنَّهُ نَازَعَهُ إِيَّاهُ، قَالَ الجَوْهَرِىُّ: يَقُول: مُزِجَ هَذَا الشَّرَابُ مِن ماءِ رَصَفٍ نَازَعَ رَصَفاً آخَرَ، لأَنَّهُ أَصْفَى لَهُ وأَرَقُّ، فحذَف الماءَ وَهُوَ يُرِيدُه، فجَعَلَ مَسِيلَه مِن رَصَفٍ إِلى رصَفٍ، مُنَازَعَةً مِنْهُ إِيَّاهُ. الرَّصَفَةُ أَيضاً: وَاحِدَةُ الرِّصَافِ، لِلْعَقَبِ الَّذِي يُلْوَى فَوْقَ الرُّعْظِ إِذا انكَسَرَ، والرُّعْظُ: مَدْخَلُ سِنْخِ النَّصْلِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِىُّ، وَهُوَ قَوْلُ ابنِ السِّكِّيتِ، وَمِنْه الحديثُ:) فنَظَرَ فِي رِصَافِهِ فَلم يَرَ شَيْئاً (وَفِي حديثٍ آخَرَ:) أَهْدَى لَهُ يَكْسُومُ ابنُ أَخِي الأَشْرَمِ سِلاَحاً فِيهِ سَهْمٌ لَغْبٌ، وَقد رُكِّبَتْ مِعْبَلَةٌ فِي رُعْظِهِ، فقَوَّمَ فُوقَه، وَقَالَ: هُوَ مسْتَحْكِمُ الرِّصَافِ، وسَمَّاه قِتْرَ الغِلاءِ (  وَقَالَ اللَّيْثُ: الرَّصَفَةً: عَقَبَةٌ تُلْوَى على مَوْضِعِ الفُوقِ، قَالَ الأَزْهَرِىُّ: وَهَذَا خَطَأٌ، والصَّوابُ مَا قَالَهُ ابنُ السِّكِّيتِ، كَالرُّصَافَةِ، والرُّصُوفَةِ، بِضَمِّهِمَا، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَالَّذِي قَالَهُ اللَّيْثُ: الرُّصَافَةُ، والرّصَفَةُ: عَقَبَةٌ تُلْوَى علَى مَوْضِعِ الفُوقِ من الوَتَرِ، وعلَى أصْلِ نَصْلِ) السَّهْمِ، فالصَّوَابُ: والرَّصَفَهُ. والْمَصْدَرُ: الرَّصْفُ، مُسَكَّنَةً بِالْفَتْحِ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَكَانَ أَحدُهما يُغْنِي عَن الآخَرِ، يُقال: رَصَفَ السَّهْمَ، يَرْصُفُه، رَصْفاً: شَدَّ على رُعْظِهِ عَقَبَةً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِىُّ، وَمِنْه الحديثُ:) أَنَّه مَضَغَ وَتَراً فِي رَمَضَانَ، ورَصَفَ بِهِ وَتَرَ قَوْسِهِ (، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِىُّ للرَّاجِزِ: وأَثْرَبِىٌّ سِنْخُهُ مَرْصُوفُ رَصَفَ الْمُصَلِّي قَدَمَيْهِ: ضَمَّ إِحْدَاهُمَا إِلى الأُخْرَى، وَلم يُقَيِّدْهُ الجَوْهَرِىُّ بالمُصَلِّى، وَفِي العَيْنِ: يُقَال للْقائِم إِذا صَفَّ قَدَمَيْهِ: رَصَفِ قَدَمَيْهِ، وَذَلِكَ إِذا ضَمَّ إِحْدَاهُما إلَى الأُخْرَى. من المَجَازِ: الْمَرْصُوفَةُ: الصَّغِيرَةُ الْهَنَةِ، وَفِي الأَسَاسِ: الهَنِ، لاَ يَصِلُ إِلَيْهَا الرَّجُلُ، وقيلَ: هِيَ الَّتِي الْتَزَقَ خِتَانُهَا فَلم يُوصَلْ إِلَيها، أَو الضَّيِّقَتُهَا، كَالرَّصُوفُ، والرَّصْفاءِ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، والجَوْهَرِيُّ ذَكَرَ الرَّصُوفَ فَقَط، وَقيل: الرَّصْفاءُ مِن النِّساءِ: الضَّيِّقَةُ المَلاَقِي، وحكَى ابنُ بَرِّيّ: الْمِيقَابُ ضِدُّ الرُّصُوفِ. فِي حديثِ مُعَاذٍ:) ضَرَبَهُ بمِرْصَافَةٍ (الْمَرْصَافَةُ: الْمِطْرَقَةُ، لأَنَّهُ يُرْصَفُ بهَا المَطْرُوقُ، أَى: يُضَمُّ، ويُلْزَقُ. مِن المَجَازِ: ذَا أَمْرٌ لَا يَرْصُفُ بِك أَىْ: لاَ يَلِيقُ بك، وَهُوَ رَاصِفٌ بفُلانٍ: أَى لاَئِقٌ بِهِ.  مِن المَجَازِ، يُقَال: عَمَلٌ رَصِيفٌ، بَيِّنُ الرَّصَافَةِ: أَى مُحْكَمٌ رَصِينٌ. وَقد رَصُفَ، كَكَرُم. قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: هُوَ رَصِيفُهُ، أَيْ يُعَارِضُهُ فِي عَمَلِهِ، ويَأْلَفُهُ، ولاَ يُفَارِقُه، وَهُوَ مَجَازٌ. والرُّصَافَةُ، كَكُنَاسَةٍ، هَكَذَا ضَبَطَهُ يَاقُوتُ، والصَّاغَانِيُّ، ورَدَّه شَيْخُنا، فَقَالَ: اشْتَهَرَ فِي ضَبْطِ الرَّصَافَاتِ، أَنَّهَا بالفَتْحِ، وَفِي اللِّسَانِ: الرُّصَافةُ: كُلُّ مَنْبِتٍ بالسَّوَادِ، وَقد غَلَبَ علَى مَوْضِعِ بَغْدَادَ، والشَّأْمِ. وَقَالَ ياقُوتُ فِي المُشْتَرَكِ: الرُّصَافَةُ أَحَدَ عَشَرَ مَوْضِعاً، مِنْهَا: د بِالشَّأْمِ غَرْبِيَّ الرَّقَّةِ، وَهِي رُصَافَةُ هِشَامِ بنِ عبدِ المَلِكِ مِنْهُ: أَبو مَنِيعٍ عُبَيْدُ اللهِ بنِ أَبي زِيَادٍ الرُّصَافِيُّ، رَوَى عَن الزُّهْرِيُّ، عَنهُ ابنُ ابْنِهِ أَبو مُحَمَّدٍ الْحَجَّاجُ بنُ يُوسفَ بنِ أَبي مَنِيعٍ، نَقَلَهُ الحافِظُ، وَعَن الحَجَّاجِ الحُسَيْنُ بنُ الحسنِ المَرْوَزِيُّ. الرُّصَافَةُ: مَحَلَّةٌ بِبَغْدَادَ بالشَّرْقيَّةِ، بهَا تُرَبُ أَكْثَرِ الخُلَفَاءِ، وبِقُرْبِهَا مَشْهَدُ الإِمَامِ أَبِي حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللهُ تعالَى، وإِليها نُسِبَ الجامعُ، وفيهَا يَقُول الشَّاعِرُ: (عُيُونُ الْمَهَا بَيْنَ الرُّصَافَةِ والجِسْرِ  ...  جَلَبْنَ الْهَوَى مِنْ حَيْثُ أَدْرِى ولاَ أَدْرَى) مِنْهَا: محمدُ بنُ بَكَّارِ بنِ الزَّيَّاتِ أَبو عبدِ اللهِ، قَالَ ابنُ مَعينٍ: لَا بَأْسَ بِهِ، وجَعْفَرُ بنُ محمدِ بنِ عَلِيٍّ. الرُّصافَةُ: د بِالْبَصْرَةِ، مِنْهُ: مَحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أَحمدَ بنِ مَحمدِ، عَن عبدِ العَزيزِ الدَّرَاوَرْدِيّ، وأَبُو القاسِمِ الحسنُ بنُ عليّ بن إِبْراهِيم المُقْرِئ. الرُّصَافَةُ: د بِاْلأَنْدَلُسِ،  بالقُرْبِ) مِن قُرْطُبَةَ، مِنْهُ: يُوسُفُ بنُ مَسْعُودٍ، ومحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ صَيْفُونٍ، عَن أَبي سعيدِ بن الأَعْرَابِيِّ، وَعنهُ أَبو عمرَ بنُ عبد البَرِّ، وغيرُه. الرُّصافَةُ: ة بِوَاسِطَ، بالقُرْب مِن العِرَاقِ، مِنْهَا: حَسَنُ ابنُ عبدِ المَجِيدِ، عَن شُعَيْبِ بنِ محمدِ الكُوفِيِّ، وَعنهُ عبدَ اللهِ ابنُ محمدِ بنِ عُثْمَانَ الحافظُ. الرُّصافَةُ: ة بِنَيْسَابُورَ، وَهِي ضَيْعَةٌ بهاْ الرُّصَافَةُ: ة بِالْكُوفَةِ، أَحْدَثَهَا المنصُور. الرُّصافَةُ: د بِإِفْرِيقِيَّةَ، وَهِي غيرُ الَّتِي فِي الأَنْدَلُس. الرُّصَافَةُ: قَلْعَةٌ لِلإِسْمَاعِيليَّةِ. وعَيْنُ الرُّصَافَةِ: ع بِالْحِجَازِ فِيهِ بِئْرٌ، قَالَ أُمَيَّةُ بنُ أَبي عائذٍ يَصِفُ حمارا وأُتُنَهُ: (يَؤُمُّ بِهَا وانْتَحَتْ لِلنَّجَا  ...  ءِ عَيْنَ الرُّصَافَةِ ذَاتَ النِّجَالِ) فهؤُلاءِ الَّذين ذَكَرَهم المُصَنِّفِ أَحدَ عشرَ مَوْضِعاً، وفَاتَهُ: رُصَافَةُ اليَمَنِ، وَهِي: قَرْيَةٌ مِن أَعْمَالِ ذَمِارِ، نَقَلَهُ ياقُوتُ، والصَّاغَانِيُّ. ورُصَافَةُ أَبي العَبَّاسِ بالأَنْبَارِ، نَقَلَهُ فِي التَّكْمِلَةِ، فَهِيَ اثْنَا عشرَ مَوْضِعاً. قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: الرَّصَافُ، كَكِتَابِ: الْعُصَبُ مِن الْفَرَسِ، الْوَاحِدُ رَصِيفٌ، كَأَمِيرٍ، أَو هِيَ عِظامُ الجَنْبِ، لِتَرَاصُفِها، ويُجْمَعُ أَيضاً علَى: رُصُفٍ، كَكُتُبٍ. ورَصَفٌ، مَحَرَّكَة، وَقَالَ الجُمَحِيُّ: رُصُف بِضَمَّتَيْنِ: ع بِهِ مَاءٌ يُسَمَّى بِهِن قَالَ أَبو خِرَاش:  (نُسَاقِيهِمْ علَى رُصُفٍ وضُرٍّ  ...  كَدَابِغَةٍ وقَدْ نَغِلَ الأَدِيمُ) قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: أَرْصَفَ الرَّجُلُ: مَزَجَ شَرَابَهُ بِمَاءِ الرَّصَفِ، وَهُوَ المُنْحَدِرُ مِن الْجِبَالِ علَى الصَّخْرِ فيَصْفُو، وَقد تقدَّمِ ذِكْرُ الرَّصَفِ، وأَنْشَدَ بَيْتَ العَجَّاجِ الَّذِي تقدَّم ذِكْرُه. وتَرَاصَفُوا فِي الصَّفِّ: تَرَاصُّوا، أَى: قَامَ بعضُهم إِلى بعضٍ، فلَزِقَ، ورَصَفَ مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ: قَرَّبَهُمَا. والْمُرْتَصِفُ: الأَسَدُ، عَن ابْن خَالَوَيْهِ. ورَجُلٌ مُرْتَصِفُ الأَسْنَانِ: مَتَقَارِبُهَا، قد تَصَافَّتْ فِي نِبْتَتِهَا، انْتَظَمَتْ واسْتَوَتْ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الرَّصْفُ: نَظْمُ الشَّيْءِ بَعْضِهِ إِلى بَعْضٍ. ورَصَفَ الحَجَرَ، يَرْصُفُهُ: بَنَاهُ، ووَصَلَ بَعْضَه ببَعْضٍ، وَذَلِكَ البِنَاءُ يُسَمَّى رَصَفاً، مُحرَّكةً، ورَصِيفاً، كأَمِيرٍ، وَمِنْه رَصِيفُ فاس، ورَصِيفُ العُدْوَةِ، بالقُرْبِ مِن سَبْتَةَ، وعِدَّةُ رَصَفٍ بمِصْرَ. وَقيل: الرَّصَفُ: السَّدُّ المَبْنِىُّ لِلْمَاءِ. وَقيل: هُوَ مَجْرَى المَصْنَعَةِ. ورَصَفٌ وأَرْصَافٌ، كشَجَرٍ وأَشْجَارٍ، لِعَقَبَةِ الرُّعْظِ، كالرِّصَافَةِ، بالكَسْرِ، وجَمْعُهَا: رَصَائِفُ، ورَصَافٌ. والرَّصِيفُ مِن السِّهَامِ: المَرْصُوفُ، والرَّصَفَةُ، والرَّصْفَةُ، بالتَّحْرِيكِ والتَّسْكِينِ: عَقَبَةٌ تُشَدُّ علَى عَقَبَةٍ، ثمَّ تُشَدُّ علَى حِمَالَةِ القَوْسِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وأَرَى أَبا حِنِيفَةَ قد جَعَلَ الرِّصافَ وَاحِداً. وَفِي رُكْبَةِ الْفَرَسِ رَصَفَتَانِ، وهما  عَظْمَانِ فِيهِمَا، مُسْتَدِيرَانِ، مُنْقَطِعَانِ عَن العِظَامِ، كَذَا فِي المُحِيطِ) واللّسَانِ، وَفِي الأَسَاسِ: اصْطَكَّتْ رَصَفَتَاهُمَا، وهما عَيْنَا الرُّكْبَتَيْنِ. والرَّصَافَةُ بالشَّيْءِ: الرِّفْقُ بِهِ. وجَوَابٌ رَصِيفٌ: مُتْقَنٌ، يُقَال: أَجابَ بجَوابٍ مُرْتَضٍ حَصِيفٍ، بَيِّنٍ رصِيفٍ، لَا سَخِيفٍ وَلَا خَفِيفٍ، وَهُوَ مَجَازٌ. ورَصَّفَ الحِجَارَةَ تَرْصِيفاً، مِثْل رَصَفَهَا رَصْفاً، وتَرَاصَفُوا فِي القتالِ: تَرَاصُّوا، يُقَال: تَرَاصَفُوا، ثمَّ تَقَاصَفُوا. ورَصِفَتِ المَرْأَةُ، كفَرِحَتْ: صَارَتْ رَصُوفاً. والرِّصَافُ، بالكَسْرِ: كَهَيْئَةِ المَرَاقِي على عُرْضِ الجِبَالِ، جَمْعُه: الرُّصُفُ. قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: ورِصَاف: مَوْضِعٌ، كَمَا فِي اللِّسَانِ، والعُبَابِ. ومَرْصَفى، بالفَتْحِ: قَرْيَةٌ مِن أَعْمَالِ مَصْرَ، مِنْهَا: أَبو الحَسَنِ عليُّ ابنُ خَلِيلٍ المَرْصَفِيُّ، أَحدُ المَشْهُورِين فِي الزُّهْدِ، تُوُفِّيَ سنة، أَخَذَ عَن العارِفِ محمدِ بنِ عبد الدَّائِمِ، وَعنهُ شيخُ الإِسْلامِ زَكَرِيَّا، وأَبو العّباسِ الحُرَيْثِيُّ.
المعجم: تاج العروس

قتر

المعنى: القَتْرُ والتَّقْتِيرُ: الرُّمْقةُ من العيش.قَتَرَ يَقْتِرُ ويَقْتُر قَتْراً وقُتوراً، فهو قاتِرٌ وقَتُور وأَقْتَرُ، وأَقْتَرَ الرجل: افتقر؛ قال: لكـــم مَســـْجِدا اللهِ: المَزورانِـــ، والحَصــى لكـــم قِبْصـــُهُ مـــن بيـــن أَثْــرَى وأَقْتَــرَا يريد من بين مَنْ أَثْرَى وأَقْتَر؛ وقال آخر: ولــــــم أُقْتِــــــرْ لَــــــدُنْ أَنـــــي غلامُ وقَتَّر وأَقْتَرَ، كلاهما: كَقَتَر. وفي التنزيل العزيز: والذين إذا أَنفقوا لم يُسْرِفوا ولم يُقْتِرُوا، ولم يَقتُروا؛ قال الفراء: لم يُقَتِّروا عما يجب عليهم من النفقة. يقال: قَتَرَ وأَقْتَر وقَتَّر بمعنى واحد. وقَتَرَ على عياله يَقْتُرُ ويَقْتِرُ قَتْراً وقُتُوراً أَي ضيق عليهم في النفقة. وكذلك التَّقْتيرُ والإِقْتارُ ثلاث لغات. الليث: القَتْرُ الرُّمْقةُ في النفقة. يقال: فلان لا ينفق على عياله إِلا رُمْقةً أَي ما يمسك إِلا الرَّمَقَ. ويقال: إِنه لَقَتُور مُقَتِّرٌ. وأَقْتر الرجلُ إذا أَقَلَّ، فهو مُقتِرٌ، وقُتِرَ فهو مَقْتُور عليه. والمُقْترُ: عقيب المُكْثرِ. وفي الحديث: بسُقْمٍ في بدنه وإِقْتارٍ في رزقه؛ والإِقْتارُ: التضييق على الإِنسان في الرزق. ويقال: أَقْتَر الله رزقه أَي ضَيَّقه وقلله. وفي الحديث: مُوسَّع عليه في الدنيا ومَقْتُور عليه في الآخرة. وفي الحديث: فأَقْتَر أَبواه حتى جَلسَا مع الأَوْفاضِ أَي افتقرا حتى جلسا مع الفقراء. والقَتْر: ضِيقُ العيش، وكذلك الإِقْتار. وأَقْتَر: قلَّ مائه وله بقية مع ذلك. والقَتَرُ: جمع القَتَرةِ، وهي الغَبَرة؛ ومنه قوله تعالى: وجوه يومئذ عليها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ؛ عن أَبي عبيدة، وأَنشد للفرزدق: مُتَــــــوَّج بـــــرِداء المُلْـــــكِ يَتْبَعُـــــه مَـــوْجٌ، تَـــرى فـــوقَه الرَّايـــاتِ والقَتَــرا التهذيب: القَتَرةُ غَبَرة يعلوها سواد كالدخان، والقُتارُ ريح القِدْر، وقد يكون من الشِّواءِ والعظم المُحْرَقِ وريح اللحم المشويّ. ولمٌ قاترٌ إذا كان له قُتار لدَسَمه، وربما جعلت العرب الشحم والدسم قُتاراً؛ ومنه قول الفرزدق: إِليـــــكَ تَعَرَّفْنَــــا الــــذُّرَى بِرحالِنــــا، وكــــلِّ قُتـــارٍ فـــي ســـُلامَى وفـــي صـــُلْبِ وفي حديث جابر، رضي الله عنه: لا تُؤْذِ جارَك بقُتار قِدْرك؛ هو ريح القِدْر والشِّواءِ ونحوهما. وقَتِرَ اللحمُ وقَتَرَ يَقْتِرُ، بالكسر، ويَقْتُر وقَتَّرَ: سطعت ريح قُتارِهِ. وقَتَّرَ للأَسد: وضع له لحماً في الزُّبْيةِ يجد قُتارَهُ. والقُتارُ: ريح العُودِ الذي يُحْرق فَيُدَخَّنُ به؛ قال الأَزهري: هذا وجه صحيح وقد قاله غيره، وقال الفراء: هو آخر رائحة العُود إذا بُخِّرَ به؛ قاله في كتاب المصادر، قال: والقُتارُ عند العرب ريح الشِّواءِ إذا ضُهّبَ على الجَمْر، وأَما رائحة العُود إذا أُلقي على النار فإِنه لا يقال له القُتارُ، ولكن العرب وصفت استطابة المُجْدِبين رائحةَ الشِّواءِ أَنه عندهم لشدّة قَرَمِهم إِلى أَكله كرائحة العُود لِطيبِهِ في أُنوفهم. والتَّقْتيرُ: تهييج القُتارِ، والقُتارُ: ريح البَخُور؛ قال طرفة: حِيــــنَ قــــال القــــومُ فــــي مَجْلِســـِهمْ: أَقُتَــــــــارٌ ذاك أَم رِيـــــــحُ قُطُـــــــرْ؟ والقُطْرُ: العُود الذي يُتَبَخَّر به؛ ومنه قول الأَعشى: وإِذا ما الدُّخان شُبِّهَ بالآ_نُفِ يوماً بشَتْوَةٍ أَهْضامَا والأَهْضام: العود الذي يوقد ليُسْتَجْمَر به؛ قال لبيد في مثله: ولا أَضــــــِنُّ بمَغْبــــــوطِ الســــــَّنَامِ، إِذا كــــان القُتَـــارُ كمـــا يُســـْتَرْوحُ القُطُـــرُ أَخْبَرَ أَنه يَجُود بإِطعام اللحم في المَحْل إذا كان ريح قُتارِ اللحم عند القَرِمينَ كرائحة العود يُبَخَّر به. وكِباءٌ مُقَتَّر، وقَتَرت النارُ: دَخَّنَت، وأَقْتَرْتُها أَنا؛ قال الشاعر: تَراهـــــا، الـــــدَّهْرَ، مُقْتِـــــرةً كِبــــاءً ومِقْــــــدَحَ صــــــَفْحةٍ، فيهـــــا نَقِيـــــعُ وأَقْتَرَت المرأَةُ، فهي مُقْترةٌ إذا تبخرت بالعود. وفي الحديث: وقد خَلَفَتْهم قَتَرةُ رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم؛ القَتَرةُ: غَبَرةُ الجيش، وخَلَفَتْهم أَي جاءت بعدهم.وقَتَّر الصائدُ للوحش إذا دَخَّن بأَوبار الإِبل لئلا يجد الصيدُ ريحَه فَيهْرُبَ منه.والقُتْر والقُتُر: الناحية والجانب، لغة في القُطْر، وهي الأَقْتار والأَقْطار، وجمع القُتْر والقُتُر أَقْتار. وقَتَّرهُ: صرعه على قُتْرة.وتَقَتَّر فلانٌ أَي تهيأَ للقتال مثل تَقَطَّرَ. وتَقَتَّر للأَمر: تهيأَ له وغضب، وتَقَتَّرهُ واسْتَقْتَرهُ: حاولَ خَتْلَه والاسْتِمكانَ به؛ الأَخيرة عن الفارسي، والتَّقَاتُر: التَّخاتل؛ عنه أَبضاً، وقد تَقَتَّر فلان عنا وتَقَطَّر إذا تَنَحَّى؛ قال الفرزدق: وكُنَّــــــا بـــــهِ مُسْتَأْنِســـــين، كـــــأَنّه أَخٌ أَو خَلِيـــــطٌ عـــــن خَليـــــطٍ تَقَتَّــــرَا والقَتِرُ: المتكبر؛ عن ثعلب، وأَنشد: نحـــــن أَجَزْنـــــا كــــلَّ ذَيَّــــالٍ قَتِــــرْ فـــي الحَجِّـــ، مـــن قَبْـــلِ دَآدِي المُـــؤْتَمِرْ وقَتَرَ ما بين الأَمرين وقَتَّره: قَدَّره. الليث: التَّقتيرُ أَن تدني متاعك بعضه من بعض أَو بعضَ رِكابك إِلى بعض، تقول: قَتَّر بينها أَي قارب.والقُتْرةُ: صُنْبور القناة، وقيل هو الخَرْق الذي يدخل منه الماء الحائط. والقُتْرةُ: ناموس الصائد، وقد اقتتر فيها. أَبو عبيدة: القُتْرةُ البئر يحتفرها الصائد يَكْمُن فيها، وجمعها قُتَر. والقُتْرةُ: كُثْبَةٌ من بعر أَو حصىً تكون قُتَراً قُتَراً. قال الأَزهري: أَخاف أَن يكون تصحيفاً وصوابه القُمْزة، والجمع القُمَزُ، والكُثْبة من الحصى وغيره.وقَتَرَ الشيءَ: ضمَّ بعضَه إِلى بعض. والقاترُ من الرحال والسروج: الجَيِّدُ الوقوعِ على ظهر البعير، وقيل: اللطيف منها، وقيل: هو الذي لا يَسْتَقْدمُ ولا يَسْتَأْخِرُ، وقال أَبو زيد: هو أَصغر السروج. ورحْل قاتِرٌ أَي قَلِقٌ لا يَعْقِرُ ظهرَ البعير.والقَتِيرُ: الشَّيْبُ، وقي: هو أَوّل ما يظهر منه. وفي الحديث: أَن رجلاً سأَله عن امرأَة أَراد نكاحها قال: وبِقَدْرِ أَيّ النساء هِي؟ قال: قد رَأَتِ القَتِيرَ، قال: دَعْها؛ القَتيرُ: المَشيب، وأَصلُ القَتِير رؤوسُ مسامير حَلَق الدروع تلوح فيها، شُبّه بها الشيب إذا نَقَبَ في سواد الشعر. الجوهر: والقَتِيرُ رؤوس المسامير في الدرع؛ قال الزَّفَيانُ: جَوارنــــــاً تَــــــرَى لهــــــا قَتِيـــــرَا وقول ساعدة بن جؤية: ضــــــَبْرٌ لباســـــُهُمُ القَتِيـــــرُ مُـــــؤَلَّب القَتِيرُ: مسامير الدرع، وأَراد به ههنا الدرع نفسها. وفي حديث أَبي أمامة، رضي الله تعالى عنه: من اطَّلَعَ من قُتْرةٍ فَفُقِئَتْ عينه فهي هَدَرٌ؛ القترة، بالضم: الكُوَّة النافذة وعين التَّنُّور وحلقة الدرع وبيت الصائد، والمراد الأَول.وجَوْبٌ قاتِرٌ أَي تُرْس حسن التقدير؛ ومنه قول أَبي دَهْبَلٍ الجُمَحي: دِرْعِــــــي دِلاصٌ شــــــَكُّها شــــــَكٌّ عَجَـــــبْ وجَوْبُهــــا القــــاتِرُ مـــن ســـَيْرِ اليَلَـــبْ والقِتْرُ والقِتْرةُ: نِصال الأَهْداف، وقيل: هو نَصْل كالزُّجّ حديدُ الطرف قصير نحو من قدر الأُصبع، وهو أَيضاً القصب الذي ترمى به الأَهداف، وقيل: القِتْرةُ واحد والقِتْرُ جمع، فهو على هذا من باب سِدْرة وسِدْرٍ؛ قال أَبو ذؤيب يصف النخل: إِذا نَهَضـــــَتْ فيـــــه تَصـــــَعَّدَ نَفْرُهـــــا كقِتْـــــــرِ الغِلاءِ مُســـــــْتَدِرٌّ صــــــِيَابُها الجوهري: والقِتْرُ، بالكسر، ضرب من النِّصال نحو من المَرْماة وهي سهم الهَدَف، وقال الليث: هي الأَقْتار وهي سِهام صغار؛ يقال: أُغاليك إِلى عشر أَو أَقلّ وذلك القِتْرُ بلغة هُذَيْل. يقال: كم فعلتم قِتْرَكُمْ، وأَنشد بيت أَبي ذؤيب. ابن الكلبي: أَهْدى يَكْسُومُ ابن أَخي الأَشْرَم للنبي، صلى الله عليه وسلم، سلاحاً فيه سَهْمُ لَعِبٍ قد رُكِّبَتْ مِعْبَلَةٌ في رُعْظِهِ فَقَوَّم فُوقَهُ وقال: هو مستحكم الرِّصافِ، وسماه قِتْرَ الغِلاء. وروى حماد بن سلمة عن ثابت عن أَنس: أَن أَبا طلحة كان يَرْمي والنبي، صلى الله عليه وسلم، يُقَتِّر بيت يديه وكان رامياً، فكان أَبو طلحة، رضي الله تعالى عنه، يَشُور نَفْسَه ويقول له إذا رَفَع شَخْصه: نَحْري دون نَحْرِك يا رسول الله؛ يقتر بين يديه، قال ابن الأَثير: يُقَتِّر بين يديه أَي يُسَوّي له النصالَ ويَجْمع له السهامَ، من التَّقْتِير، وهو المقاربة بين الشيئين وإِدناء أَحدهما من الآخر، قال: ويجوز أَن يكون من القِتْر، وهو نَصْل الأَهداف، وقيل: القِتْرُ سهم صغير، والغِلاءُ مصدر غَالَى بالسهم إذا رماه غَلْوةً؛ وقال أَبو حنيفة: القِتْر من السهام مثل القُطْب، واحدته قِتْرةٌ؛ والقِتْرَة والسِّرْوَةُ واحد.وابن قِتْرَةَ: ضرب من الحيات خبيث إِلى الصغر ما هو لا يسلم من لدغها، مشتق من ذلك، وقيل: هو بِكْر الأَفْعى، وهو نحو من الشِّبْرِ يَنْزو ثم يقع؛ شمر: ابن قِتْرَةَ حية صغيرة تنطوي ثم تَنْزو في الرأْس، والجمع بنات قِتْرةَ؛ وقال ابن شميل: هو أُغَيْبِرُ اللون صغير أَرْقَطُ ينطوي ثم يَنْقُز ذراعاً أَو نحوها، وهو لا يُجْرَى؛ يقال: هذا ابنُ قِتْرَة؛ وأَنشد: لـــه منـــزلٌ أَنْـــفُ ابـــنِ قِتْـــرَةَ يَقْتَــري بـــه الســَّمَّ، لــم يَطْعَــمْ نُقاخــاً ولا بَــرْدَا وقِتْرَةُ معرفة لا ينصرف. وأَبو قِتْرة: كنية إِبليس. وفي الحديث: تعوّذوا بالله من قِتْرةَ وما وَلَد؛ هو بكسر القاف وسكون التاء، اسم إِبليس.
المعجم: لسان العرب

قتر

المعنى: قتر . القَتْرُ والتَّقْتِيرُ: الرُّمْقَةُ من العَيْشِ. وَقَالَ اللّيْث: القَتْرُ: الرُّمْقَةُ فِي النَّفَقَة، قَتَرَ يَقْتُرُ، بالضَّمّ، ويَقْتِرُ، بالكَسْرِ، قَتْراً وقُتُوراً، كقُعُود، فَهُوَ قاتِرٌ وقَتُورٌ، كصَبُور، وقَتَّرَ عَلَيْهِم تَقْتِيراً وأَقْتَرَ إِقْتَاراً: ضَيَّقَ فِي النَّفَقَةِ، وقُرِئَ بهما قولُه تعالَى: لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَقَالَ الفَرّاءُ: لم يُقَتِّرُوا عَمَّا يَجِبُ عَلَيْهِم من النَّفَقَة. وفاتَتْه اللُّغَةُ الثالِثَة، وَهِي: قَتَرَ عَلَى عِيَالِه يَقْتِرُ ويَقْتُرُ قَتْراً وقُتُوراً: ضَيَّقَ عَلَيْهِم، فالقَتْر والتَّقْتِيرُ والإِقْتَارُ ثلاثُ لُغَاتٍ، صَرَّح بِهِ فِي المُحْكَم. وَفِي الحَدِيث: بِسُقْمٍ فِي بَدَنِه وإِقْتَارِ فِي رِزْقِه قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: يُقَال: أَقْتَرَ اللهُ رِزْقَه، أَي ضَيَّقَهُ وقَلَّلَهُ. وَقَالَ المُصَنّف فِي البَصَائر: كأَنَّ المُقْتِرَ والمقُتَر يَتَناولُ من الشَّيْءِ قُتَارَهُ. والقَتَرُ والقَتَرَةُ محرّكَتَيْن والقَتْرُ، بالفَتْح: الغَبَرَةُ وَمِنْه قولُه تَعالَى: وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ عَن أَبي عُبَيْدَةَ، وأَنشد للفَرَزْدَق: (مُتَوَّج برِداءِ المُلْكِ يَتْبَعُهُ  ...  مَوْجٌ تَرَى فَوْقَهُ الرّايَاتِ والقتَرَا) وَفِي التَّهْذِيب: القَتَرَةُ: غَبَرَةٌ يَعْلُوها سَوَادٌ كالدُّخانِ. وَفِي النّهَايَة: القَتَرَةُ: غَبَرَةُ الجَيْشِ.  والقُتَارُ، كهُمَامٍ: رِيحُ البَخُورِ، وَهُوَ العُودُ الَّذِي يُحْرَقُ فَيُدَخَّنُ لَهُ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهُوَ صَحِيح. وَقَالَ الفَرّاءُ: هُوَ آخِرُ رائحَةِ العُودِ إِذا بُخِّرَ بِهِ قاَله فِي كِتاب المَصَادِر. وَقَالَ طَرَفَةُ: (حِينَ قالَ القَوْمُ فِي مَجْلِسِهِمْ  ...  أَقُتَارٌ ذاكَ أَمْ رِيحُ القُطُرْ) والقُطُرُ: العُودُ الَّذِي يُتَبَخَّرُ بِهِ. والقُتَارُ: رِيحُ القِدْرِ، وَقد يكونُ من الشِّواءِ والعَظْمِ المُحْرَقِ، وريِحُ اللّحْمِ المَشْوِيّ. وَفِي حديثِ جابرٍ: لَا تُؤْذِ جارَك بقُتَارِ قِدْرِكَ هُوَ رِيحُ القِدْرِ والشِّواءِ ونَحْوِهما. وَفِي التَّهْذِيب: القُتَارُ عِنْد العَرَب: رِيحُ الشِّواءِ إِذا ضُهِّبَ على الجَمْرِ، وأَمّا رائِحَةُ العُودِ فإِنّه لَا يُقَالُ لَهُ القُتَارُ، ولكنّ العرَبَ وَصَفَت اسْتطابَةَ المُجْدِبِينَ رائحَةَ الشِّواءِ أَنّه عِنْدهم لِشِدَّةِ قَرَمِهِم إِلى أَكْلِه كرائحَةِ العُودِ لِطِيبِة فِي أُنُوفهم وَقَالَ لَبِيدٌ: (وَلَا أَضِنُّ بمَعْبُوطِ السَّنَامِ إِذا  ...  كانَ القُتَارُ كَمَا يُسْتَرْوَحُ القُطُرُ) أَخْبَرَ أَنَّه يَجُودُ بإِطْعَامِ اللَّحْمِ فِي المَحْلِ إِذا كَانَ رِيحُ قُتارِ اللَّحْمِ عِنْد القَرِمِين كرائحَةِ العُودِ يُبَخَّر بِهِ. قَتَرَ اللَّحْمُ، كفَرِحَ ونَصَرَ وضَرَبَ، وقَتَّر تَقْتِيراً: سَطَعَتْ رائحَتُه، أَي رِيحُ قُتَارِه. والتَّقْتِيرُ: تَهْيِيجُ القُتَارِ. وقَتَّرَ للأَسَدِ تَقْتِيراً: وَضَعَ لَهُ لَحْماً فِي الزُّبْيَةِ يَجِدُ قُتَارَه، أَي رِيحَه، أَو قَتَّرَ الصائدُ للوَحْشِ، إِذا دَخَّنَ بأَوْبارِ الإِبلِ لئلاَّ يَجِدَ رِيحَ الصائِدِ فيَهْرُب مِنْهُ. وقَتَّرَ فُلاناً:) صَرَعَه على قُتْرَةٍ، بالضَّمِّ. وقَتَّرَ بَيْنَهُمَا تَقْتِيراَ: قارَبَ، وَقَالَ اللَّيْثُ: التَّقْتِيرُ: أَنْ تُدْنِيَ مَتَاعَك بَعْضَه من بَعْض، أَو بَعْضَ رِكَابِكَ من بَعْض. والقُتْرُ، بالضَّمّ وبضَمَّتَيْن:  النَّاحِيَة والجانبِ، لغةٌ فِي القُطْرِ، وَهِي الأَقْتَارُ والأَقْطَار. وتَقَتَّرَ: غَضِبَ وتَنَفَّشَ، وتَقَتَّرَ للأَمْرِ: تَهَيَّأَ لَهُ وغَضِبَ، وتَقَتَّرَ فلانٌ للقِتَالِ: مثل تَقَطَّرَ. وَقَالَ الزمخشريّ: تَقَتَّر للأَمْرِ، إِذا تَلَطَّفَ لَهُ، وَهُوَ مَجاز و. تَقَتَّرَ فُلاناً: حاوَلَ خَتْلَهُ والاسْتِمْكَانَ بِهِ، كاسْتَقْتَرَه، الأَخيرةُ عَن الفَاِرسيّ، وَقد تَقَتَّرَ عَنْه وتَقَطَّرَ، إِذا تَنَحَّى، قَالَ الفرزدقُ: (وكُنَّا بِهِ مُسْتَأْنِسِينَ كأَنَّهُ  ...  أَخٌ أَو خَلِيطٌ عَن خَلِيطٍ تَقَتَّرَا) والتَّقَاتُرُ: التَّخاتُل، عَنهُ أَيضاً. والقَتْرُ، بالفَتْح: القَدْرُ، كالتَّقْتِيرِ هَكَذَا ذَكَرَهُمَا صاحبُ اللّسَان. يُقَال: قَتَرَ مَا بَيْنَ الأَمْرَيْن، وقَتَّرَه: قَدَّرَه. وَقَالَ الصاغانيّ: القَتْرُ، بالفَتْح: التَّقْدِيرُ. يُقَال: اقْتُرْ رُؤُوسَ المَسَامِيرِ، أَي قَدِّرْهَا، فَلَا تُغْلِّظْهَا فتَخْرِمَ الحَلْقَةَ، وَلَا تُدَقِّقها فتَمْرَجَ وتَسْلَس. ويُصَدِّق ذَلِك قولُ دُرَيْدِ بنِ الصِّمَّة: (بَيْضَاءُ لَا تُرْتَدَي إِلاَّ إِلى فَزَعٍ  ...  مِنْ نَسْجِ دَاوُودَ فِيها السَّكُّ مَقْتُورُ) ويُحَرِّك. والقِتْرُ، بالكَسْرِ: نَصْلٌ لِسَهامِ الهَدَفِ، وَقَالَ الجوهريّ: القِتْرُ: ضَرْبٌ من النِّصالِ. وَفِي التَّكْمِلَة: القِتْرُ، بِالْكَسْرِ: السَّهْمُ الَّذِي لَا نَصْلَ فِيهِ، فِيمَا يُقَال. وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ الأَقْتَارُ، وَهِي سِهَامٌ صِغارٌ. يُقَال أُغَالِيكَ إِلى عَشْرٍ أَو أَقَلَّ، فذلِكَ القِتْرُ بلُغَة هُذَيْل، يُقَال: كم جَعَلْتُم قِتْرَكُم وأَنشد قولَ أَبي ذُؤَيْبٍ يصفُ النَّخْل: (إِذا نَهَضَتْ فِيه تَصعَّدَ نَفْرَها  ...  كقِتْرِ الغِلاءِ مُسْتَدِرّاً صِيَابُهَا)  القِتْرُ: سَهْمٌ صغيرٌ. والغِلاَءُ: مصدرُ غالَى بالسَّهْمِ، إِذا رَمَاه غَلْوَةً. وَقَالَ ابنُ الكَلْبيّ: أَهْدَى يَكْسُومُ ابنُ أَخِي الأَشْرَم للنَّبيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم سِلاحاً، فِيهِ سَهْمٌ لَغْبٌ، وَقد رُكِّبت مِعْبَلَةٌ فِي رُعْظِه، فقَوَّم فُوقَه، وَقَالَ: هُوَ مُسْتَحْكِمُ الرِّصافِ، وسَمّاهُ قِتْرَ الغِلاَءِ. والقِتْرُ والقِتْرَةُ أَيضاً: نَصْلٌ كالزُّجِّ حَدِيدُ الطَّرْفِ قَصِيرٌ نحوٌ من قَدْرِ الإِصبع، أَو قَصَبٌ يُرْمَى بهَا الهَدَفُ. وقِيلَ: القتْرَةُ وَاحِدَة، والقِتْرُ جَمْعٌ، فَهُوَ على هَذَا من بابِ سِدْرَةٍ وسِدْرٍ. وَقَالَ أَبُو حَنيفَةَ: القِتْرُ من السِّهام: مثلُ القُطْبِ، واحِدَتُه قِتْرَةٌ، والقِتْرَةُ والسِّرْوَة واحِدٌ. والقَتِرُ، ككَتِفٍ: المُتَكَبِّرُ، عَن ثَعْلَب، وأَنشد: (نَحْنُ أَجَزْنَا كُلَّ ذَيّالٍ قَتِرْ  ...  فِي الحَجِّ من قَبْلِ دَآدِى المُؤْتَمِرْ) ) وَمن المَجَاز: لاحَ بِهِ القَتِيرُ، كأَمِير: الشِّيْبُ، أَوْ أَولُه. وأَصْلُ القَتِير رُؤُوسُ مَسَامِير حَلَقِ الدُّرُوعِ تَلُوحُ فِيهَا، شَبَّهَ بِهِ الشِّيْبَ إِذا ثَقَّبَ فِي سَوَادِ الشَّعرِ، وَلَو قَالَ الدِّرْع كَمَا فِي الصِّحَاح كانَ أَحسنَ. وقرأْتُ فِي كتاب الدِّرْع والبَيْضَة لأَبي عُبَيْدَةَ مَا نَصّه: ويُقَال لطَرَفَيِ الحِرْباءِ اللَّذَيْنِ هُمَا نِهَايَةُ الحِرْبَاءِ، من ناحِيَتَيْ طَرَفَيِ الحَلْقَةِ، ثمَّ يُدَقَّانِ فيَعْرُضَانِ لئلاّ يَخْرُجَا من الخَرْت، وكأَنّهما عَيْنَا الجَرَادَةِ: قَتِيرَانِ، والجَمْع قَتَائِرُ وقُتُرٌ، ويُقَال للقَتِيرِ إِذا كانَ مُدَاخَلاً وَلَا يَكَادُ يُرَى من اسْتوَائه بالحَلْقَةِ: قَتِيرٌ مُعَقْرَبٌ، قَالَ: (وزُرْق من الماذِىِّ كَرَّهَ طَعْمَهَا  ...  إِلى المَشْرَفِيّاتِ القَتِيرُ المُعَقْرَبُ) ويُشَبَّهُ القَتِيرُ بحَدَقِ الجَرادِ،  وبحَدَقِ الأَساوِدِ، وبالقَطْر من المَطَرِ. وذَكَرَ لَهَا شَواهِدَ لَيْسَ هَذَا مَحَلَّها. والقاتِرُ والمُقْتِرُ، كمُحْسِن، الأَخيرةُ للصاغانيّ، مِنَ الرِّحالِ والسُّرُوجِ: الجَيِّدُ الوُقُوعِ على الظَّهْرِ، أَيْ ظَهْرِ البَعِيرِ، أَو اللَّطِيفُ مِنْهَا، وقِيل: هُوَ الَّذِي لَا يَسْتَقْدِمُ وَلَا يَسْتَأْخِرُ وَقَالَ أَبو زَيْد: هُوَ أَصْغَرُ السُّروجِ. وقَرأْتُ فِي كتاب السَّرْج واللِّجام لابنِ دُرَيْد، فِي بابِ صفاتِ السَّرْج: وسَرْجٌ قاتِرٌ، إِذا كَانَ حَسَنَ القَدِّ مُعْتَدِلاً، ويُقَابِلُهُ الحَرَجُ. والقُتْرَةُ، بالضَّمّ: نامُوسُ الصائدِ الحَافِظُ لِقُتارِ الإِنْسَان، أَي رِيحِه، كَمَا فِي البَصَائر، وَقد أَقْتَرَ فيِها، هَكَذَا فِي النُّسَخ من بَاب الإِفْعَال، والصَّوابُ كَمَا فِي اللّسَان والأَسَاس: اقْتَتَرَ فِيهَا من بَاب الافْتِعَال، قَالَ الزمخشريّ: أَي اسْتَتَر. وتَقَتَّر للصَّيدِ: تَخَفَّى فِي القُتْرَة ليَخْتِلَه. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: القُتْرَةُ: البِئْرُ يَحْتَفِرُهَا الصائدُ يَكْمُنُ فِيهَا، وجَمْعُهَا قتر والقثتْرةُ: كُثْبَةٌ من بَعرٍ أَو حَصَىً تكونُ قُتَراً قُتَراً. قَالَ الأزهريّ: أَخاف أَنْ يَكُونَ تصحيفاً، وصَوابُه القُمْزَةُ، والجَمْعُ قُمَز، للكُثْبَةِ من الحَصَى وغَيْرِه. وقَتَرَ الشيءَ: ضَمَّ بعضَه إِلى بَعْضٍ، وَكَذَلِكَ قَتَّرَه، بالتَّشْدِيد، كَمَا تقدّم، وقَتَرَ الدِّرْعَ: جَعَلَ لَهَا قَتِيراً، أَي مِسْمَاراً نَقله الصاغانيّ. وقَتَرَ الشَّيْءَ: لَزِمَه، كأَقْتَرَ، نَقله الصاغانيّ، ونَصّ عِبَارتِه: وأَقْتَرَ الرَّجُلُ، إِذا لَزِمَ، مِثْلُ قَتَرَ. وَمن المَجَازِ: عَضَّهُ ابنُ قِتْرَةَ، بالكَسْرِ: حَيَّةٌ خَبِيثَةٌ إِلى الصِّغَر مَا هُوَ، لَا يَنْجُو سَمِيمُهَا مشتقٌّ من قِتْرَةِ السَّهْمِ، وَقيل: هُوَ بِكْرُ الأَفْعَى، وَهُوَ نَحْوُ الشِّبْر، يَنْزُو ثمّ يَقَعُ. وَقَالَ شَمِرٌ: ابنُ قِتْرَةَ: حَيَّةٌ صغيرةٌ تَنْطَوِي ثمَّ تَنْزُو فِي الرَّأْس،  والجمعُ بَناتُ قِتْرَةَ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: هُوَ أُغَيْبرُ اللَّوْنِ صَغِير أَرْقَطُ يَنْطَوِي ثمَّ يَنْقُزُ ذِراعاً أَو نحوَها وَهُوَ لَا يُجْرَى، يُقَالُ: هَذَا ابنُ قِتْرَةَ. وأَنشد: (لَهُ مَنْزِلٌ أَنْفُ ابنِ قِترَةَ يَقْتَرِى  ...  بِهِ السّمَّ لم يَطْعَمْ نُقَاخاً وَلَا بَرْدَا) ) وقِتْرَةُ مَعْرفةٌ لَا يَنْصَرِف. وصَرَّحَ الزَّمخشريّ أَنّها إنَّمَا سُمِّيتْ بذلك كأَنَّ لَهَا قِتْرةً تَرْمِى بهَا، قَالَ: (أَحْدُو لِمَوْلاتِي وتُلْقِى كِسْرَهْ  ...  وإِنْ أَبَتْ فعَضَّها ابنُ قِتْرَهْ) وَمن المَجاز: أَبو قِتْرةَ: إِبْلِيسُ، لَعَنَهُ اللهُ تَعَالَى، وَهِي كُنْيَتُه، أَو قِتْرَةُ: عَلَمٌ للشَّيْطَانِ، وَفِي الحَدِيث: تَعَوَّذُوا باللهِ من الأَعْمَيَيْنِ، وَمن قِتْرَةَ وَمَا وَلدَ. قَالَ الخَطّابِيّ فِي إِصلاح الأَلفاظ: يُرِيدُ بالأَعْمَيَيْن الحَرِيقَ والسَّيْلَ. . وقِتْرَةُ، بكَسْرِ فَسُكُون: من أَسماءِ إِبْلِيسَ. وَقيل: كُنْيَتُه أَبو قِتْرَة. وَهَكَذَا نَقَلَهُ الحَافِظ فِي التَّبْصِير. وأَقْتَرَ الرَّجل: افْتقر، قَالَ، (لَكمْ مَسْجِد اللهِ المَزُورَانِ، والحَصَى  ...  لَكُمْ قِبْصُهُ من بَيْنِ أَثْرَى وأَقتَرَا) يريدُ من بَيْنِ من أَثرَى وأَقْتَر. وَفِي الحَدِيثِ: فَأقْتَرَ أَبَواه حَتَّى جَلضسَا مَعَ الأَوْفاض، أَي افْتَقَرا حَتَّى جَلَسَا مَعَ الفقَرَاءِ. ويُقَالُ: أَقْتَر: قَلَّ مالُه ولَه بَقِيَّةٌ مَعَ ذَلِك، فَهُوَ مُقْتِرٌ. وأَقْتَرتِ المَرْأةُ فَهِيَ مُقْتِرَةٌ، إِذا تَبَخَّرَت بالعُودِ، قَالَ الشاعِر: (تَرَاهَا الدَّهْرَ مُقْتِرَةً كِبَاءً  ...  ومِقْدَحَ صَفْحَةٍ فِيهَا نَقِيعُ) والقَتُورُ، كصَبُور: البَخِيلُ، يُقَال: رَجُل مُقَتِّرٌ وقَتَورٌ. وقولُه تَعَالَى: وَكانَ الإِنْسَانُ قَتوراً.  تَنْبِيهٌ على مَا جُبِلَ عَلَيْهِ الإِنْسَانُ من البُخْل، كَذَا فِي البَصَائر. وقُتَيْرَةُ، كجُهَيْنةَ: اسمٌ، وقُتَيْرَةُ: أَبو قَبِيلَةٍ من تجُيِب، َ مِنْهُم المُحَدِّثانِ مُحَمّدُ بنُ رَوْحٍ، حَدَّث عَن جماعَة، وَعنهُ الحَسنُ بنُ داوُودَ ابنِ وَرْدَانَ والحَسَنُ بنُ العَلاءِ القُتَيْرِيّانِ، عَن عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ حَسّانَ، وَعنهُ جابِرُ بنُ قَطَنٍ الخُجَنْدىّ. وفاتَهُ حَبِيبُ بنُ الشّهِيد القُتَيْرِيُّ، مَوْلَى عُقْبَةَ بنِ نَجْدَةَ القُتَيْرِيِّ، رَوَى عَنهُ يَزِيدُ بن أَبِي حَبِيب هَكَذَا ضَبَطَهُ الأَئِمَّة بالتَّصْغِيرِ فِي كلّ ذَلِك، وضَبَطَهُ الحافِظُ فِي التَّبْصِير بفَتْح فكَسر. وممّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: القُتْرَة، بالضَّمِّ: ضِيقُ العَيْشِ، وَهُوَ مَجازٌ. ولحمٌ قاتِرٌ، إِذا كانَ لَهُ قُتَارٌ، لِدَسَمِه، ورُبّمَا جَعَلَتِ العربُ الشَّحْمَ واللَّحْمَ قُتَاراً، وَمِنْه قولُ الفَرَزْدَقِ: (إِلَيْكَ تَعَرَّقْنَا الذُّرَا برِحَالِهَا  ...  وكُلَّ قُتَارٍ فِي سُلامَى وَفِي صُلْبِ) وكِبَاءٌ مُقَتَّر، كمُعَظَّم. وقَتَرَتِ النارُ: دَخَّنَت. وأَقْتَرتُهَا أَنا. واسْتَقْتَرَهُ: حاوَل الاسْتمكانَ بِهِ عَن الفَارِسيّ. والقُتْرَةُ، بالضَّمّ: صُنْبُورُ القَنَاةِ. وقِيل: هُوَ الخَرْقُ الَّذِي يَدْخُل مِنْهُ الماءُ الحائطَ، وَهُوَ مَجاز. ورَحْلٌ قاتِرٌ، أَي واَقٍ لَا يَعْقِرُ ظَهْرَ البَعِيرِ. وَفِي الأَساسِ: إِذا كانَ قَدْراً لَا يَمُوجُ فيَعْقِر. والقَتِيرُ: الدِّرْعُ نَفْسُهَا، قَالَ سَاعِدَةُ ابْن جُؤَيَّةَ: ضَبْرٌ لِبَاسُهُمُ القَتِيرُ مُؤَلَّبُ.  وَهُوَ مِمَّا جاءَ بَعْض) مَا فِي الدّرعِ فقامَ مَقَامَ الدِّرْعِ، وَهُوَ مستدرَكٌ على أَبي عُبَيْدَةَ، فإِنّه لم يذكُرْه فِي كِتابه. والقُتْرَة، بالضَّمّ: الكُوَّةُ، والجَمْعُ القُتَر، وَمِنْه قولُهم: اطَّلَعْنَ من القُتْر، أَي الكُوَى وهُوَ مجازٌ، وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ أَبي أُمَامَة رَضِيَ الله عَنهُ: مَنْ اطَّلعَ من قُتْرَةٍ ففُقِئَتْ عَيْنُه فَهِيَ هَدَرٌ. والقُتْرَةُ أَيضاً: النافِذَة، وعَيْنُ التَّنُّورِ، وحَلْقَة الدِّرْعِ. وقُتْرةُ البابِ: مكانُ الغَلْقِ وكلُّ ذَلِك مَجاز. وجَوْبٌ قاتِرٌ، أَي تُرْسٌ حَسَنُ التَّقْدِيرِ. وَمِنْه قولُ أَبي دَهْبَلٍ الجُمَحِىّ: (دِرْعِي دِلاَصٌ شَكُّهَا شَكٌّ عَجَبْ  ...  وَجَوْبُهَا القاتِرُ من سِرِّ اليَلَبْ) وَفِي الحَدِيث: يُقَتِّرُ بَيْنَ يَدَيْه قَالَ ابنُ الأَثِير: أَي يُسوِّى لَهُ النُّصُولَ، ويَجْمَع لَهُ السِّهَامَ. من التَّقْتِير، وَهُوَ إِدْنَاءُ أَحَدِهِمَا إِلى الآخَر.
المعجم: تاج العروس

حنا

المعنى: حَنَا الشيءَ حَنْواً وحَنْياً وحَنَّاهُ: عَطَفه؛ قال يزيد بن الأَعْوَرِ الشَّنّي: يَـــدُقُّ حِنْــوَ القَتَــب المُحَنَّــا، إذا عَلا صـــــــَوَّانَهُ أَرَنَّــــــا والانْحِناءُ: الفعل اللازم، وكذلك التَّحَنِّي. وانْحَنى الشيءُ:انعطف. وانْحَنى العُودُ وتَحَنَّى: انعطف.وفي الحديث: لم يَحْنِ أَحدٌ منا ظَهْرَه أَي لم يَثْنه للركوع. يقال: حَنَى يَحْني ويَحْنُو. وفي حديث معاوية: وإذا ركع أَحدُكم فلْيَفْرُشْ ذراعيه على فخذيه ولْيَحْنا قال ابن الأَثير: هكذا جاء في الحديث، فإن كانت بالحاء فهو من حنا ظهره إذا عطفه، وإن كانت بالجيم فهو من جنأَ على الشيء أَكَبَّ عليه، وهما متقاربان، قال: والذي قرأْناه في كتاب مسلم بالجيم وفي كتاب الحميدي بالحاء. وفي حديث أَبي هريرة: إِياك والحَنْوَةَ، والإِقْعاء؛ يعني في الصلاة، وهو أَن يُطَأْطِئ رأْسه ويُقَوِّسَ ظَهْره من حَنَيْتُ الشيءَ إذا عطفته، وحديثه الآخر: فهل يَنْتَظِرُ أَهْلُ بَضاضَة الشَّبابِ إِلا حَوانِيَ الهَرَمِ؟ هي جمع حانِيَة وهي التي تَحْني ظَهْرَ الشيخ وتَكُبُّه. وفي حديث رَجْمِ اليهودي: فرأَيتُه يُحْنِي عليها يقيها الحجارة؛ قال الخطابي: الذي جاء في السنن يُجْني، بالجيم، والمحفوظ إِنما هو بالحاء أَي يُكِبُّ عليها. يقال: حنا يَحْنو حُنُوّاً؛ ومنه الحديث: قال لنسائه لا يُحْني عليكن بَعْدي إِلا الصابرون أَي لا يَعْطِفُ ويُشْفِقُ؛ حَنا عليه يَحْنو وأَحْنى يُحْنِي.والحَنِيَّةُ: القوس، والجمع حَنِيٌّ وحَنايا، وقد حَنَوْتُها أَحنوها حَنْواً. وفي حديث عمر: لو صَلَّيْتُم حتى تكونوا كالحَنايا؛ هي جمع حَنِيَّةٍ أَو حَنِيٍّ، وهما القوس، فَعِيل بمعنى مفعول، لأَنها مَحْنِيَّة أَي معطوفة؛ ومنه حديث عائشة: فحَنَت لها قَوْسَها أَي وتَّرَتْ لأَنها إذا وتَّرَتْها عَطَفَتها، ويجوز أَن تكون حَنَّتْ مشدَّدة، يريد صَوَّتَت.وحَنَت المرأَة على ولدها تَحْنُو حُنُوّاً وأَحْنَت؛ الأَخيرة عن الهروي: عَطَفَت عليهم بعد زوجها فلم تتزوج بعد أَبيهم، فهي حانِيَةٌ؛ واستعمله قَيْس بن ذَريحٍ في الإِبل فقال: فأُقْسـِمُ، مـا عُمْـشُ العيـونِ شَوارِفٌ رَوائِمُ بَــوٍّ حانيــاتٌ علــى سـَقْبِ والأُمُّ البَرَّة حانِيَة، وقد حَنَت على ولدها تَحْنُو. أَبو زيد:يقال للمرأَة التي تقيم على ولدها ولا تَتَزَوَّج قد حنت عليهم تَحْنُو، فهي حانِيَة، وإِذا تزوجت بعده فليست بحانية؛ وقال: تُســاقُ وأَطفـالُ المُصـِيف، كأَنَّهـا حَـــوانٍ علــى أَطلائهــنَّ مَطافِــلُ أَي كأَنَّها إِبل عَطَفت على ولدها. وتَحَنَّنتُ عليه أَي رَقَقْت له ورَحِمْته. وتحَنَّيْت أَي عطفت. وفي الحديث: خيرُ نِساءٍ ركِبْنَ الإِبلَ صالحُ نِساء قرَيشٍ أَحْناهُ على ولدٍ في صِغَرهِ وأَرْعاه على زوج في ذاتِ يَدِه. وروى أَبو هريرة أَنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: خيرُ نساءٍ ركِبْنَ الإِبلَ خِيارُ نساءِ قريشٍ أَحناه على ولدٍ في صِغَره وأَرعاه على زوج في ذاتِ يَدِه؛ قوله: أَحناهُ أَي أَعْطَفه، وقوله: أَرعاهُ على زوج إذا كان لها مال واسَتْ زوْجَها؛ قال ابن الأَثير: وإِنما وحَّد الضمير ذهاباً إِلى المعنى، تقديره أَحْنى من وُجِدَ أَو خُلِقَ أَو مَن هُناك؛ ومنه: أَحسنُ الناس خُلُقاً وأَحسنُه وجْهاً يريد أَحسنُهم، وهو كثير من أَفصح الكلام. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال:أَنا وسَفْعاءُ الخَدَّيْنِ الحانِيةُ على وَلدِها يومَ القيامة كَهاتَيْن، وأَشاء بالوُسْطى والمُسَبِّحة، أَي التي تقيم على ولدها لا تتزوّج شفقة وعطفاً. الليث: إذا أَمْكَنَت الشاةُ الكَبْشَ يقال حَنَتْ فهي حانِيَة، وذلك من شدّة صِرافِها. الأَصمعي: إذا أَرادت الشاةُ الفحل فهي حانٍ، بغير هاء، وقد حَنَت تَحْنُو. ابن الأَعرابي: أَحْنى على قَرابته وحَنا وحَنىً ورَئِمَ. ابن سيده: وحَنَت الشاةُ حُنُوّاً، وهي حانٍ، أَرادت الفَحل واشتهته وأَمكنته، وبها حِناء، وكذلك البقرة الوحشية لأَنها عند العرب نعجة، وقيل: الحاني التي اشْتَدَّ عليها الاسْتِحْرامُ. والحانِية والحَنْواءُ من الغنم: التي تَلْوي عُنُقَها لغير علة، وكذلك هي من الإِبل، وقد يكون ذلك عن علة؛ أَنشد اللحياني عن الكسائي: يــا خـالِ، هَلاَّ قُلْـتَ إِذْ أَعْطَيْتَني: هِيَّــاكَ هِيَّــاكَ وحَنْــواءَ العُنُــقْ ابن سيده: وحَنا يدَ الرجلِ حَنْواً لَواها، وقال في ذوات الياء: حَنى يَدَه حِنايَةً لواها. وحَنى العُودَ والظَّهْرَ: عَطَفَهُما. وحَنى عليه:عَطَف. وحَنى العُودَ: قَشَره، قال: والأَعْرفُ في كلّ ذلك الواو، ولذلك جعلنا تَقَصِّيَ تصارِيفه في حَدِّ الواو؛ وقوله: بَــرَكَ الزمــان عليهـمُ بِجِرانِهـ، وأَلــحَّ منـكِ بحيـثُ تُحْنـى الإِصـْبَع يعني أَنه أَخذ الخيار المعدودين؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ قال: ومثله قول الأَسدي: فـإِنْ عُـدَّ مَجْـدٌ أَو قَـدِيمٌ لِمَعْشـَرٍ، فَقَـوْمِي بِهِـمْ تُثْنـى هُنـاكَ الأَصابِعُ وقال ثعلب: معنى قوله حيث تُحْنى الإِصبع أَن تقول فلان صديقي وفلان صديقي فتَعُدَّ بأَصابعك، وقال: فلان ممن لا تُحْنى عليه الأَصابع أَي لا يُعَدُّ في الإِخوان.وحِنْوُ كلِّ شيءٍ: اعْوِجاجُه. والحِنْوُ: كلّ شيءٍ فيه اعوجاج أَو شبْهُ الاعوجاج، كعَظْم الحِجاج واللَّحْي والضِّلَع والقُفِّ والحِقْفِ ومُنْعَرَجِ الوادي، والجمع أَحْناءٌ وحُنِيٌّ وحِنِيٌّ. وحِنْوُ الرحْلِ والقَتَبِ والسَّرْج: كلُّ عُود مُعْوَجٍّ من عِيدانِه، ومنه حِنْوُ الجبل. الأَزهري: والحِنْوُ والحِجاج العَظْم الذي تحت الحاجب من الإِنسان؛ وأَنشد لجرير: وخُــورُ مُجاشــعٍ تَرَكُــوا لَقِيطـاً، وقــالوا: حِنْـوَ عَيْنِـكَ والغُرابـا قيل لبَني مُجاشع خُورٌ بقول عمرو بن أُمَيَّة: يــا قَصــَباً هَبَّــت لـه الـدَّبورُ، فهْـــو إذا حُـــرِّكَ جُـــوفٌ خُــورُ يريد: قالوا احذَرْ حِنْوَ عَيْنِكَ لا يَنْقُرُه الغُراب، وهذا تهكم.وحِنْوُ العَيْن: طَرفها. الأَزهري: حِنْوُ العَيْنِ حِجاجُها لا طَرَفُها، سُمِّي حِنْواً لانحنائه؛ وقول هِمْيان بن قُحافة: وانْعـاجَت الأَحْنـاءُ حـتى احلَنْقَفَـتْ إِنما أَراد العظام التي هي منه كالأَحْناء.والحِنْوانِ: الخَشَبتان المَعْطوفتان اللتان عليهما الشَّبكة يُنْقَلُ عليهما البُرُّ إِلى الكُدْسِ.وأَحْناءُ الأُمور: أَطرافها ونواحيها. وحِنْوُ العين: طَرَفها؛ قال الكميت: والُـــوا الأُمُـــورَ وأَحْناءَهـــا، فلــمْ يُبْهِلُوهــا ولــمْ يُهْمِلُــوا أَي ساسُوها ولم يُضَيِّعُوها. وأَحْناءُ الأُمورِ: ما تَشابَه منها؛ قال: أَزَيْـدُ أَخا وَرْقاءَ، إِنْ كنتَ ثائراً، فقــدْ عَرَضــَتْ أَحْنـاءُ حَـقٍّ فخاصـِمِ وأَحْناءُ الأُمور: مُتَشابِهاتُها؛ وقال النابغة: يُقَســِّمُ أَحْنــاءَ الأُمــورِ فهـارِبٌ، وشـاصٍ عـن الحَـرْبِ العَوانِ، ودائِنُ والمَحْنِيَة من الوادي؛ مُنْعَرَجُه حيث يَنْعطِف، وهي المَحْنُوَة والمَحناةُ؛ قال: سـَقَى كـلَّ مَحْناةٍ مِنَ الغَرْبِ والمَلا، وجِيـدَ بـهِ منهـا المِـرَبُّ المُحَلَّـلُ وهو من ذلك. والمَحْنِيَة: مُنْحَنى الوادي حيث يَنْعرج منخفضاً عن السَّنَدِ. وتحَنَّى الحِنْوُ: اعْوَجَّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: فــي إِثْــرِ حَــيٍّ كـان مُسـْتَباؤُهُ، حيــثُ تَحَنَّــى الحِنْـوُ أَو مَيْثـاؤُهُ ومَحْنِية الرمل: ما انْحَنى عليه الحِقْف. قال ابن سيده: قال سيبويه المَحْنِية ما انْحَنى من الأَرض، رَمْلاً كان أَو غيره، ياؤُه منقلبة عن واو لأَنها من حَنَوْت، وهذا يدل على أَنه لم يَعرف حَنَيْت، وقد حكاها أَبو عبيد وغيره. والمَحْنِية: العُلْبة تُتَّخذُ من جلود الإِبل، يُجعَل الرمل في بعض جلدها، ثم يُعَلَّق حتى ييبس فيبقى كالقصعة، وهي أَرفق للراعي من غيره.والحَوَاني: أَطْوَل الأَضلاع كلِّهن، في كل جانب من الإِنسان ضِلَعان من الحَوَاني، فهنَّ أَربعُ أَضلُع من الجَوانِحِ يَلِينَ الواهِنَتَينِ بَعدَهما. وقال في رجل في ظهره انحناء: إِنَّ فيه لَحِنايَةً يَهُودِيَّة، وفيه حِنايةٌ يهودية أَي انحِناءٌ. وناقة حَنْواءُ: حدْباءُ.والحانِيَةُ: الحانوت، والجمع حَوَانٍ. قال ابن سيده: وقد جعل اللحياني حَوانيَ جمعَ حانوتٍ، والنسب إِلى الحانِيَة حانِيٌّ؛ قال علقمة: كـأْسٌ عَزِيـزٌ مـن الأَعْنـابِ عَتَّقَهـا، لِبَعْــضِ أَرْبابِهــا، حانِيَّــةٌ حُـومُ قال: ولم يعرف سيبويه حانِيَة لأَنه قد قال كأَنه أَضاف إِلى مثل ناحية، فلو كانت الحانِيَةُ عنده معروفة لما احتاج إِلى أَن يقول كأَنه أَضاف إِلى ناحية، قال: ومن قال في النسب إِلى يَثْرِبَ يَثْرَبيّ وإِلى تَغْلِبَ تَغْلَبِيٌّ قال في الإِضافة إِلى حانِيَة حانَوِيّ؛ وأَنشد: فكيفَ لنا بالشُّرْبِ، إِنْ لم تكنْ لنا دَوانِـقُ عنـد الحـانَوِيِّ، ولا نَقْـدُ؟ ابن سيده: الحانُوتُ فاعُول من حَنَوْت، تشبيهاً بالحَنِيَّة من البناء، تاؤُه بدل من واو؛ حكاه الفارسي في البصريات له قال: ويحتمل أَن يكون فَعَلُوتاً منه. ويقال: الحانوتُ والحانِيَة والحاناةُ كالناصية والناصاة.الأَزهري: التاء في الحانوت زائدة، يقال حانَةٌ وحانوت وصاحبها حانِيٌّ.وفي حديث عمر: أَنه أَحرق بيتَ رُوَيْشِدٍ الثَّقَفِيِّ وكان حانوتاً تُعاقَرُ فيه الخَمر وتُباعُ. وكانت العرب تسمي بيوت الخمَّارين الحوانيت، وأَهل العراق يسمونها المَواخِيرَ، واحدها حانوتٌ وماخُورٌ، والحانة أَيضاً مثله، وقيل: إِنهما من أَصل واحد وإِن اختلف بناؤُهما، والحانوت يذكر ويؤنث. والحانيّ: صاحب الحانوت. والحانِيَّة: الخمَّارون، نسبوا إِلى الحانِية، وعلى ذلك قال: حانِيَّة حُوم؛ فأَما قول الآخر: دَنــانيرُ عنـد الحـانَوِيِّ ولا نَقْـدُ فهو نسب إِلى الحاناةِ.والحَنْوة، بالفتح: نبات سُهْليٌّ طيب الريح، وقال النَّمِرُ ابن تَوْلَبٍ يصف روضة: وكــأَنَّ أَنْمــاطَ المـدائنِ حَوْلَهـا مِـن نَـوْرِ حَنْوَتهـا، ومِـن جَرْجارِها وأَنشد ابن بري: كــأَنَّ ريــحَ خُزاماهـا وحَنْوَتِهـا، بــالليل، رِيـحُ يَلَنْجُـوجٍ وأَهْضـامِ وقيل: هي عُشبة وضِيئة ذات نَوْر أَحمر، ولها قُضُب وورق طيبة الريح إِلى القِصَر والجُعُودة ما هي، وقيل: هي آذَرْيُونُ البَرِّ، وقال أَبو حنيفة: الحَنْوة الرَّيْحانة، قال: وقال أَبو زياد من العُشب الحَنْوة، وهي قليلة شديدة الخضرة طيبة الريح وزهرتها صفراء وليست بضخمة؛ قال جميل: بهـا قُضـُبُ الرَّيْحـانِ تَنْدَى وحَنْوةٌ، ومـن كـلّ أَفْـواهِ البُقُولِ بها بَقْلُ وحَنْوة: فرس عامر بن الطفيل. والحِنْوُ: موضع؛ قال الأَعشى: نحـنُ الفَـوارِسُ يـومَ الحِنْوِ ضاحِيةً جَنْبَــيْ فُطَيْمــةَ، لا مِيـلٌ ولا عُـزْلُ وقال جرير: حَـيِّ الهِدَمْلـةَ مِـن ذاتِ المَواعِيسِ، فـالحِنْوُ أَصـبَحَ قَفْـراً غيـرَ مأْنوسِ والحَنِيَّانِ: واديانِ معروفان؛ قال الفرزدق: أَقَمْنـا ورَبَّبْنـا الـدِّيارَ، ولا أَرى كمَرْبَعِنـا، بَيـنَ الحَنِيَّينِـ، مَرْبَعا وحِنْوُ قُراقِرٍ: موضع. قال الجوهري: الحِنْوُ موضع. والحِنْو: واحد الأَحناءِ، وهي الجَوانِب مثل الأَعْناء. وقولهم: ازْجُرْ أَحْناءَ طَيرِكَ أَي نواحِيَه يميناً وشمالاً وأَماماً وخَلْفاً، ويُراد بالطَّير الخِفَّة والطَّيْش؛ قال لبيد: فَقُلْتُ: ازْدَجِرْ أَحْناءَ طَيْرِك، واعْلَمَنْ بــأَنَّكَ، إِن قَــدَّمْتَ رِجْلَكَـ، عـاثِرُ والحِنَّاءُ: مذكور في الهمزة.وحَنَيْت ظَهْري وحَنَيْت العُود: عطفته، وحَنَوْتُ لغة؛ وأَنشد الكسائي: يَـــدُقُّ حِنْــوَ القَتَــبِ المَحْنِيَّــا دَقَّ الوَلِيـــدِ جَـــوْزَه الهِنْــدِيَّا فجمع بين اللغتين، يقول: يدقه برأْسه من النعاس. ورجل أَحْنى الظهر والمرأَة حَنْياءُ وحَنْواء أَي في ظهرها احْدِيداب. وفلان أَحْنَى الناس ضُلوعاً عليك أَي أَشْفَقُهم عليك. وحَنَوْت عليه أَي عطفت عليه. وتَحَنَّى عليه أَي تعَطَّف مثل تَحَنَّن؛ قال الشاعر: تَحَنَّـى عليكَ النفْسُ مِنْ لاعِج الهَوى، فكيــف تَحَنِّيهــا وأَنْـتَ تُهِينُهـا؟ والمَحاني: معاطِف الأَوْدِية، الواحدة مَحْنِية، بالتخفيف؛ قال امرؤ القيس: بمَحْنِيَـة قَـدْ آزَرَ الضـَّالُ نَبْتَهـا، مَضـــَمِّ جُيـــوشٍ غــانِمِين وخُيَّــبِ وفي الحديث: كانوا مَعَه فأَشْرَفوا على حَرَّةِ واقِمٍ فإِذا قبُورٌ بمَحْنِيَة أَي بحيث يَنْعَطِف الوادي، وهو مُنْحَناه أَيضاً، ومَحاني الوادي: مَعاطِفه؛ ومنه قول كعب بن زهير: شـُجَّتْ بِـذِي شـَبَمٍ مـن مَـاءٍ مَحْنِيَةٍ، صـافٍ بأَبْطَـح أَضـْحى، وهـو مَشـْمُول خَصَّ ماءَ المَحْنية لأَنه يكون أَصفى وأَبرد. وفي الحديث: أَن العَدُوَّ يوم حُنَيْنٍ كَمَنُوا في أَحْناء الوادي؛ هي جمع حِنْوٍ وهو مُنْعَطَفُه مثل مَحانيه؛ ومنه حديث عليّ، رضي الله عنه: مُلائِمةٌ لأَحْنائها أَي مَعاطِفِها.
المعجم: لسان العرب

ثني

المعنى: ثَنَى الشيءَ ثَنْياً: ردَّ بعضه على بعض، وقد تَثَنَّى وانْثَنَى.وأَثْناؤُه ومَثانِيه: قُواه وطاقاته، واحدها ثِنْي ومَثْناة ومِثْناة؛ عن ثعلب. وأَثْناء الحَيَّة: مَطاوِيها إذا تَحَوَّتْ. وثِنْي الحيّة:انْثناؤُها، وهو أَيضاً ما تَعَوَّج منها إذا تثنت، والجمع أَثْناء؛ واستعارة غيلان الرَّبَعِي لليل فقال: حــــــــتى إذا شــــــــَقَّ بَهِيــــــــمَ الظَّلْمــــــــاءْ، وســــــــــــاقَ لَيْلاً مُرْجَحِــــــــــــنَّ الأَثْنـــــــــــاءْ وهو على القول الآخر اسم. وفي صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ليسَ بالطويل المُتَثَنّي؛ هو الذاهب طولاً، وأَكثر ما يستعمل في طويل لا عَرْض له. وأَثْناء الوادِي: مَعاطِفُه وأَجْراعُه. والثِّنْي من الوادي والجبل: مُنْقَطَعُه. ومَثاني الوادي ومَحانِيهِ: مَعاطِفُه. وتَثَنَّى في مِشيته. والثِّنْي: واحد أَثْناء الشيء أَي تضاعيفه؛ تقول: أَنفذت كذا ثِنْيَ كتابي أَي في طَيّه. وفي حديث عائشة تصف أَباها، رضي الله عنهما: فأَخذ بطَرَفَيْه ورَبَّقَ لكُمْ أَثْناءَه أَي ما انْثَنَى منه، واحدها ثِنْيٌ، وهي معاطف الثوب وتضاعيفه. وفي حديث أَبي هريرة: كان يَثْنِيه عليه أَثْناءً من سَعَتِه، يعني ثوبه. وثَنَيْت الشيء ثَنْياً: عطفته.وثَناه أَي كَفَّه. ويقال: جاء ثانياً من عِنانه. وثَنَيْته أَيضاً:صَرَفته عن حاجته، وكذلك إذا صرت له ثانياً. وثَنَّيْته تَثْنِية أَي جعلته اثنين. وأَثْناءُ الوِشاح: ما انْثنَى منه؛ ومنه قوله: تَعَــــــــرُّض أَثْنــــــــاء الوِشــــــــاح المُفَصــــــــَّل وقوله: فــــــإِن عُـــــدَّ مـــــن مَجْـــــدٍ قـــــديمٍ لِمَعْشـــــَر، فَقَــــــوْمي بهــــــم تُثْنَــــــى هُنــــــاك الأَصــــــابع يعني أَنهم الخيار المعدودون؛ عن ابن الأَعرابي، لأَن الخيار لا يكثرون.وشاة ثانِيَةٌ بَيِّنة الثِّنْي: تَثْني عنقها لغير علة. وثَنَى رجله عن دابته: ضمها إِلى فخذه فنزل، ويقال للرجل إذا نزل عن دابته. الليث:إِذا أَراد الرجل وجهاً فصرفته عن وجهه قلت ثَنَيْته ثَنْياً. ويقال: فلان لا يُثْنى عن قِرْنِه ولا عن وجْهه، قال: وإِذا فعل الرجل أَمراً ثم ضم إِليه أَمراً آخر قيل ثَنَّى بالأَمر الثاني يُثَنِّي تَثْنِية. وفي حديث الدعاء: من قال عقيب الصلاة وهو ثانٍ رِجْلَه أَي عاطفٌ رجله في التشهد قبل أَن ينهَض. وفي حديث آخر: من قال قبل أَن يَثْنيَ رِجْلَه؛ قال ابن الأَثير: وهذا ضد الأَول في اللفظ ومثله في المعنى، لأَنه أَراد قبل أَن يصرف رجله عن حالتها التي هي عليها في التشهد. وفي التنزيل العزيز: أَلا إِنهم يَثْنُون صُدورَهم؛ قال الفراء: نزلت في بعض من كان يلقى النبي، صلى الله عليه وسلم، بما يحب ويَنْطَوِي له على العداوة والبُغْض، فذلك الثَّنْيُ الإِخْفاءُ؛ وقال الزجاج: يَثْنُون صدورهم أَي يسرّون عداوة النبي، صلى الله عليه وسلم؛ وقال غيره: يَثْنُون صدورهم يُجِنُّون ويَطْوُون ما فيها ويسترونه استخفاء من الله بذلك. وروي عن ابن عباس أَنه قرأَ: أَلا إِنَّهم تَثْنَوْني صدورهم، قال: وهو في العربية تَنْثَني، وهو من الفِعل افعَوْعَلْت. قال أَبو منصور: وأَصله من ثَنَيت الشيء إذا حَنَيْته وعَطَفته وطويته. وانْثَنى أَي انْعطف، وكذلك اثْنَوْنَى على افْعَوْعَل.واثْنَوْنَى صدره على البغضاء أَي انحنى وانطوى. وكل شيء عطفته فقد ثنيته.قال: وسمعت أَعرابيّاً يقول لراعي إِبل أَوردها الماءَ جملة فناداه: أَلا واثْنِ وُجوهَها عن الماء ثم أَرْسِل مِنْها رِسْلاً رِسْلاً أَي قطيعاً، وأَراد بقوله اثْنِ وُجوهها أَي اصرف وجوهها عن الماء كيلا تزدحم على الحوض فتهدمه. ويقال للفارس إذا ثَنَى عنق دابته عند شدَّة حُضْرِه: جاء ثانيَ العِنان. ويقال للفرس نفسه: جاء سابقاً ثانياً إذا جاء وقد ثَنَى عنقه نَشاطاً لأَنه إذا أَعيا مدّ عنقه، وإِذا لم يجئ ولم يَجْهَد وجاء سيرُه عَفْواً غير مجهود ثَنى عنقه؛ ومنه قوله: ومَـــــــن يَفْخَـــــــرْ بمثـــــــل أَبــــــي وجَــــــدِّي، يَجِـــــــئ قبــــــل الســــــوابق، وهْــــــو ثــــــاني أَي يجئ كالفرس السابق الذي قد ثَنى عنقه، ويجوز أَن يجعله كالفارس الذي سبق فرسُه الخيل وهو مع ذلك قد ثَنى من عنقه.والاثْنان: ضعف الواحد. فأَما قوله تعالى: وقال الله لا تتخذوا إِلَهين اثنَين، فمن التطوّع المُشامِ للتوكيد، وذلك أَنه قد غَنِيَ بقوله إِلَهَيْن عن اثنين، وإِنما فائدته التوكيد والتشديد؛ ونظيره قوله تعالى:ومَنَاة الثالثةَ الأُخرى؛ أَكد بقولة الأُخرى، وقوله تعالى: فإِذا نُفخ في الصور نفخةٌ واحدةٌ، فقد علم بقوله نفخة أَنها واحدة فأَكد بقوله واحدة، والمؤنث الثِّنْتان، تاؤه مبدلة من ياء، ويدل على أَنه من الياء أَنه من ثنيت لأَن الاثنين قد ثني أَحدهما إِلى صاحبه، وأَصله ثَنَيٌ، يدلّك على ذلك جمعهم إِياه على أَثْناء بمنزلة أَبناء وآخاءٍ، فنقلوه من فَعَلٍ إِلى فِعْلٍ كما فعلوا ذلك في بنت، وليس في الكلام تاء مبدلة من الياء في غير افتعل إِلا ما حكاه سيبويه من قولهم أَسْنَتُوا، وما حكاه أَبو علي من قولهم ثِنْتان، وقوله تعالى: فإِن كانتا اثْنَتين فلهما الثلثان؛ إِنما الفائدة في قوله اثنتين بعد قوله كانتا تجردهما من معنى الصغر والكبر، وإِلا فقد علم أَن الأَلف في كانتا وغيرها من الأَفعال علامة التثنية. ويقال: فلان ثاني اثْنَين أَي هو أَحدهما، مضاف، ولا يقال هو ثانٍ اثْنَين، بالتنوين، وقد تقدم مشبعاً في ترجمة ثلث. وقولهم: هذا ثاني اثْنَين أَي هو أَحد اثنين، وكذلك ثالثُ ثلاثةٍ مضاف إِلى العشرة، ولا يُنَوَّن، فإِن اختلفا فأَنت بالخيار، إِن شئت أَضفت، وإِن شئت نوّنت وقلت هذا ثاني واحد وثانٍ واحداً، المعنى هذا ثَنَّى واحداً، وكذلك ثالثُ اثنين وثالثٌ اثنين، والعدد منصوب ما بين أَحد عشر إِلى تسعة عشر في الرفع والنصب والخفض إِلا اثني عشر فإِنك تعربه على هجاءين. قال ابن بري عند قول الجوهري والعدد منصوب ما بين أَحد عشر إِلى تسعة عشر، قال: صوابه أَن يقول والعدد مفتوح، قال: وتقول للمؤنث اثنتان، وإِن شئت ثنتان لأَن الأَلف إِنما اجتلبت لسكون الثاء فلما تحركت سقطت. ولو سمي رجل باثْنين أَو باثْنَي عشر لقلت في النسبة إِليه ثَنَوِيٌّ في قول من قال في ابْنٍ بَنَوِيٌّ، واثْنِيٌّ في قول من قال ابْنِيٌّ؛ وأَما قول الشاعر: كـــــــــأَنَّ خُصـــــــــْيَيْه مِـــــــــنَ التَّدَلْـــــــــدُلِ ظَـــــــرْفُ عجـــــــوزٍ فيـــــــه ثِنْتـــــــا حَنْظَــــــلِ أَراد أَن يقول: فيه حنظلتان، فأَخرج الاثنين مخرج سائر الأَعداد للضرورة وأَضافه إِلى ما بعده، وأَراد ثنتان من حنظل كما يقال ثلاثة دراهم وأَربعة دراهم، وكان حقه في الأَصل أَن يقول اثنا دراهم واثنتا نسوة، إِلاَّ أَنهم اقتصروا بقولهم درهمان وامرأَتان عن إِضافتهما إِلى ما بعدهما.وروى شمر بإِسناد له يبلغ عوف بن مالك أَنه سأَل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الإِمارة فقال: أَوَّلها مَلامة وثِناؤُها نَدامة وثِلاثُها عذابٌ يومَ القيامة إِلاَّ مَنْ عَدَل؛ قال شمر: ثِناؤها أَي ثانيها، وثِلاثها أَي ثالثها. قال: وأَما ثُناءُ وثُلاثُ فمصروفان عن ثلاثة ثلاثة واثنين اثنين، وكذلك رُباعُ ومَثْنَى؛ وأَنشد: ولقــــــــد قَتَلْتُكُــــــــمُ ثُنــــــــاءَ ومَوْحَــــــــداً، وتركـــــــتُ مُـــــــرَّةَ مثــــــلَ أَمْــــــسِ الــــــدَّابِرِ وقال آخر: أُحــــــــاد ومَثْنَــــــــى أَضــــــــْعَفَتْها صـــــــَواهِلُه الليث: اثنان اسمان لا يفردان قرينان، لا يقال لأَحدهما اثْنٌ كما أَن الثلاثة أَسماء مقترنة لا تفرق، ويقال في التأْنيث اثْنَتان ولا يفردان، والأَلف في اثنين أَلف وصل، وربما قالوا اثْنتان كما قالوا هي ابنة فلان وهي بنته، والأَلف في الابنة أَلف وصل لا تظهر في اللفظ، والأَصل فيهما ثَنَيٌ، والأَلف في اثنتين أَلف وصل أَيضاً، فإِذا كانت هذه الأَلف مقطوعة في الشعر فهو شاذ كما قال قيس بن الخَطِيم: إِذا جــــــــاوَزَ الإِثْنَيْــــــــن ســــــــِرٌّ، فــــــــإِنه بِنـــــــــثٍّ وتَكْـــــــــثيرِ الوُشــــــــاةِ قَمِيــــــــنُ غيره: واثنان من عدد المذكر، واثنتان للمؤنث، وفي المؤَنث لغة أُخرى ثنتان بحذف الأَلف، ولو جاز أَن يفرد لكان واحده اثن مثل ابن وابنة وأَلفه أَلف وصل، وقد قطعها الشاعر على التوهم فقال: أَلا لا أَرى إِثْنَيْـــــــــــنِ أَحْســــــــــنَ شــــــــــِيمةً، علـــــى حـــــدثانِ الـــــدهرِ، منـــــي ومــــنْ جُمْــــل والثَّنْي: ضَمُّ واحد إِلى واحد، والثِّنْيُ الاسم، ويقال: ثِنْيُ الثوب لما كُفَّ من أَطرافه، وأَصل الثَّنْي الكَفّ. وثَنَّى الشيءَ: جعله اثنين، واثَّنَى افتعل منه، أَصله اثْتنَى فقلبت الثاء تاء لأَن التاء آخت الثاء في الهمس ثم أُدغمت فيها؛ قال: بَـــــدا بِـــــأَبي ثـــــم اتَّنـــــى بـــــأَبي أَبيـــــ، وثَلَّــــــــثَ بــــــــالأَدْنَيْنَ ثَقْــــــــف المَحــــــــالب هذا هو المشهور في الاستعمال والقويّ في القياس، ومنهم من يقلب تاء افتعل ثاء فيجعلها من لفظ الفاء قبلها فيقول اثَّنى واثَّرَدَ واثَّأَرَ، كما قال بعضهم في ادَّكر اذَّكر وفي اصْطَلحوا اصَّلحوا. وهذا ثاني هذا أَي الذي شفعه. ولا يقال ثَنَيْته إِلاَّ أَن أَبا زيد قال: هو واحد فاثْنِه أَي كن له ثانياً. وحكى ابن الأَعرابي أَيضاً: فلان لا يَثْني ولا يَثْلِثُ أَي هو رجل كبير فإِذا أَراد النُّهوض لم يقدر في مرة ولا مرتين ولا في الثالثة. وشَرِبْتُ اثْنَا القَدَح وشرِبت اثْنَيْ هذا القَدَح أَي اثنين مِثلَه، وكذلك شربت اثْنَيْ مُدِّ البصرة، واثنين بِمدّه البصرة.وثَنَّيتُ الشيء: جعلته اثنين. وجاء القوم مَثْنى مَثْنى أَي اثنين اثنين.وجاء القوم مَثْنى وثُلاثَ غير مصروفات لما تقدم في ث ل ث، وكذلك النسوة وسائر الأَنواع، أَي اثنين اثنين وثنتين ثنتين. وفي حديث الصلاة صلاة الليل: مَثْنى مَثْنى أَي ركعتان ركعتان بتشهد وتسليم، فهي ثُنائِية لا رُباعية. ومَثْنَى: معدول من اثنين اثنين؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: فمــــــــا حَلَبَــــــــتْ إِلاَّ الثَّلاثـــــــة والثُّنَىـــــــ، ولا قَيَّلَـــــــــــتْ إِلاَّ قريبـــــــــــاً مَقالُهـــــــــــا قال: أَراد بالثلاثة الثلاثة من الآنية، وبالثُّنَى الاثنين؛ وقول كثير عزة: ذكـــــــــرتَ عَطايــــــــاه، وليْســــــــتْ بحُجَّــــــــة عليكَـــــــ، ولكـــــــن حُجَّــــــةٌ لــــــك فَــــــاثْنِني قيل في تفسيره: أَعطني مرة ثانية ولم أَره في غير هذا الشعر.والاثْنانِ: من أَيام الأُسبوع لأَن الأَول عندهم الأَحد، والجمع أَثْناء، وحكى مطرز عن ثعلب أَثانين، ويومُ الاثْنين لا يُثَنى ولا يجمع لأَنه مثنّىً، فإِن أَحببت أَن تجمعه كأَنه صفة الواحد، وفي نسخة كأَن لَفْظَه مبنيٌّ للواحد، قلت أَثانِين، قال ابن بري: أَثانين ليس بمسموع وإِنما هو من قول الفراء وقِياسِه، قال: وهو بعيد في القياس؛ قال: والمسموع في جمع الاثنين أَثناء على ما حكاه سيبويه، قال: وحكى السيرافي وغيره عن العرب أن فلاناً ليصوم الأَثْناء وبعضهم يقول ليصوم الثُّنِيَّ على فُعول مثل ثُدِيٍّ، وحكى سيبويه عن بعض العرب اليوم الثِّنَى، قال: وأَما قولهم اليومُ الاثْنانِ، فإِنما هو اسم اليوم، وإِنما أَوقعته العرب على قولك اليومُ يومان واليومُ خمسةَ عشرَ من الشهر، ولا يُثَنَّى، والذين قالوا اثْنَيْ جعلوا به على الاثْن، وإِن لم يُتَكلم به، وهو بمنزلة الثلاثاء والأربعاء يعني أَنه صار اسماً غالباً؛ قال اللحياني: وقد قالوا في الشعر يوم اثنين بغير لام؛ وأَنشد لأَبي صخر الهذلي: أَرائحٌ أَنـــــــت يـــــــومَ اثنيـــــــنِ أَمْ غـــــــادي، ولــــــمْ تُســــــَلِّمْ علــــــى رَيْحانَــــــةِ الـــــوادي؟ قال: وكان أَبو زياد يقول مَضى الاثْنانِ بما فيه، فيوحِّد ويذكِّر، وكذا يَفْعل في سائر أَيام الأُسبوع كلها، وكان يؤنِّث الجمعة، وكان أَبو الجَرَّاح يقول: مضى السبت بما فيه، ومضى الأَحد بما فيه، ومضى الاثْنانِ بما فيهما، ومضى الثلاثاء بما فيهن، ومضى الأربعاء بما فيهن، ومضى الخميس بما فيهن، ومضت الجمعة بما فيها، كان يخرجها مُخْرج العدد؛ قال ابن جني: اللام في الاثنين غير زائدة وإِن لم تكن الاثنان صفة؛ قال أَبو العباس: إِنما أَجازوا دخول اللام عليه لأَن فيه تقدير الوصف، أَلا ترى أَن معناه اليوم الثاني؟ وكذلك أَيضاً اللام في الأَحد والثلاثاء والأَربعاء ونحوها لأَن تقديرها الواحد والثاني والثالث والرابع والخامس والجامع والسابت، والسبت القطع، وقيل: إِنما سمي بذلك لأَن الله عز وجل خلق السموات والأَرض في ستة أَيام أَولها الأَحد وآخرها الجمعة، فأَصبحت يوم السبت منسبتة أَي قد تمت وانقطع العمل فيها، وقيل: سمي بذلك لأَن اليهود كانوا ينقطعون فيه عن تصرفهم، ففي كلا القولين معنى الصفة موجود. وحكى ثعلب عن ابن الأَعرابي: لا تكن اثْنَويّاً أَي ممن يصوم الاثنين وحده.وقوله عز وجل: ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم؛ المثاني من القرآن: ما ثُنِّيَ مرة بعد مرة، وقيل: فاتحة الكتاب، وهي سبع آيات، قيل لها مَثَانٍ لأَنها يُثْنى بها في كل ركعة من ركعات الصلاة وتعاد في كل ركعة؛ قال أَبو الهيثم: سميت آيات الحمد مثاني، واحدتها مَثْناة، وهي سبع آيات؛ وقال ثعلب: لأَنها تثنى مع كل سورة؛ قال الشاعر: الحمـــــــــد للـــــــــه الــــــــذي عافــــــــاني، وكـــــــــلَّ خيـــــــــرٍ صـــــــــالحٍ أَعطـــــــــاني، رَبِّ مَثــــــــــــــــــاني الآيِ والقــــــــــــــــــرآن وورد في الحديث في ذكر الفاتحة: هي السبع المثاني، وقيل: المثاني سُوَر أَوَّلها البقرة وآخرها براءة، وقيل: ما كان دون المِئِين؛ قال ابن بري:كأَن المِئِين جعلت مبادِيَ والتي تليها مَثاني، وقيل: هي القرآن كله؛ ويدل على ذلك قول حسان بن ثابت: مَــــــنْ للقَــــــوافي بعــــــدَ حَســــــَّانَ وابْنِهــــــ؟ ومَـــــنْ للمثـــــاني بعـــــدَ زَيْـــــدِ بــــنِ ثــــابتِ؟ قال: ويجوز أَن يكون، والله أَعلم، من المثاني مما أُثْني به على الله تبارك وتقدَّس لأَن فيها حمد الله وتوحيدَه وذكر مُلْكه يومَ الدين، المعنى؛ ولقد آتَيناك سبع آيات من جملة الآيات التي يُثْنَى بها على الله عز وجل وآتيناك القرآن العظيم؛ وقال الفراء في قوله عز وجل: اللهُ نَزَّلَ أَحسَن الحديث كتاباً مُتشابهاً مَثانيَ؛ أَي مكرراً أَي كُرِّرَ فيه الثوابُ والعقابُ؛ وقال أَبو عبيد: المَثاني من كتاب الله ثلاثة أَشياء، سَمَّى اللهُ عز وجل القرآن كله مثانيَ في قوله عز وجل: الله نزل أَحسن الحديث كتاباً متشابهاً مَثاني؛ وسَمَّى فاتحةَ الكتاب مثاني في قوله عز وجل: ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم؛ قال: وسمي القرآن مَثاني لأَن الأَنْباء والقِصَصَ ثُنِّيَتْ فيه، ويسمى جميع القرآن مَثانيَ أَيضاً لاقتران آية الرحمة بآية العذاب. قال الأَزهري: قرأْت بخط شَمِرٍ قال روى محمد بن طلحة بن مُصَرِّف عن أَصحاب عبد الله أَن المثاني ست وعشرون سورة وهي: سورة الحج، والقصص، والنمل، والنور، والأَنفال، ومريم، والعنكبوت، والروم، ويس، والفرقان، والحجر، والرعد، وسبأ، والملائكة، وإِبراهيم، وص، ومحمد، ولقمان، والغُرَف، والمؤمن، والزُّخرف، والسجدة، والأَحقاف، والجاثِيَة، والدخان، فهذه هي المثاني عند أَصحاب عبد الله، وهكذا وجدتها في النسخ التي نقلت منها خمساً وعشرين، والظاهر أَن السادسة والعشرين هي سورة الفاتحة، فإِما أَن أَسقطها النساخ وإِمّا أَن يكون غَنيَ عن ذكرها بما قدَّمه من ذلك وإِما أَن يكون غير ذلك؛ وقال أَبو الهيثم: المَثاني من سور القرآن كل سورة دون الطُّوَلِ ودون المِئِين وفوق المُفَصَّلِ؛ رُوِيَ ذلك عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثم عن ابن مسعود وعثمان وابن عباس، قال: والمفصل يلي المثاني، والمثاني ما دُونَ المِئِين، وإِنما قيل لِمَا ولِيَ المِئِينَ من السُّوَر مثانٍ لأَن المئين كأَنها مَبادٍ وهذه مثانٍ، وأَما قول عبد الله بن عمرو: من أَشراط الساعة أَن توضَعَ الأَخْيار وتُرْفَعَ الأَشْرارُ وأَن يُقْرَأَ فيهم بالمَثناةِ على رؤوس الناسِ ليس أَحَدٌ يُغَيّرُها، قيل: وما المَثْناة؟ قال: ما اسْتُكْتِبَ من غير كتاب الله كأَنه جعل ما اسْتُكتب من كتاب الله مَبْدَأً وهذا مَثْنىً؛ قال أَبو عبيدة: سأَلتُ رجلاً من أَهل العِلم بالكُتُبِ الأُوَلِ قد عرَفها وقرأَها عن المَثْناة فقال إِن الأَحْبار والرُّهْبان من بني إِسرائيل من بعد موسى وضعوا كتاباً فيما بينهم على ما أَرادوا من غير كتاب الله فهو المَثْناة؛ قال أَبو عبيد: وإِنما كره عبد الله الأَخْذَ عن أَهل الكتاب، وقد كانت عنده كتب وقعت إِليه يوم اليَرْمُوكِ منهم، فأَظنه قال هذا لمعرفته بما فيها، ولم يُرِدِ النَّهْيَ عن حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وسُنَّتِه وكيف يَنْهَى عن ذلك وهو من أَكثر الصحابة حديثاً عنه؟ وفي الصحاح في تفسير المَثْناةِ قال: هي التي تُسَمَّى بالفارسية دُوبَيْني، وهو الغِناءُ؛ قال: وأَبو عبيدة يذهب في تأْويله إِلى غير هذا.والمَثاني من أَوْتارِ العُود: الذي بعد الأَوّل، واحدها مَثْنىً.اللحياني: التَّثْنِيَةُ أَن يَفُوزَ قِدْحُ رجل منهم فيَنجُو ويَغْنَم فيَطْلُبَ إِليهم أَن يُعِيدُوه على خِطارٍ، والأَول أَقْيَسُ وأَقْرَبُ إِلى الاشتقاق، وقيل: هو ما اسْتُكْتِبَ من غير كتاب الله.ومَثْنى الأَيادِي: أَن يُعِيدَ معروفَه مرتين أَو ثلاثاً، وقيل: هو أَن يأْخذَ القِسْمَ مرةً بعد مرة، وقيل: هو الأَنْصِباءُ التي كانت تُفْصَلُ من الجَزُور، وفي التهذيب: من جزور المَيْسِر، فكان الرجلُ الجَوادُ يَشْرِيها فَيُطْعِمُها الأَبْرامَ، وهم الذين لا يَيْسِرون؛ هذا قول أَبي عبيد: وقال أَبو عمرو: مَثْنَى الأَيادِي أَن يَأْخُذَ القِسْمَ مرة بعد مرة؛ قال النابغة: يُنْبِيــــــــك ذُو عِرْضـــــــِهمْ عَنِّـــــــي وعـــــــالِمُهُمْ، وليــــــس جاهـــــلُ أَمْـــــر مِثْـــــلَ مَـــــنْ عَلِمَـــــا إِنـــــــــي أُتَمِّــــــــمُ أَيْســــــــارِي وأَمْنَحُهُــــــــمْ مَثْنَـــــى الأَيـــــادِي، وأَكْســـــُو الجَفْنَـــــة الأُدُمـــــا والمَثْنَى: زِمامُ الناقة؛ قال الشاعر: تُلاعِـــــــــبُ مَثْنَـــــــــى حَضـــــــــْرَمِيٍّ، كــــــــأَنَّهُ تَعَمُّـــــــجُ شـــــــَيْطانٍ بـــــــذِي خِــــــرْوَعٍ قَفْــــــرِ والثِّنْيُ من النوق: التي وضعت بطنين، وثِنْيُها ولدها، وكذلك المرأَة، ولا يقال ثِلْثٌ ولا فوقَ ذلك. وناقة ثِنْيٌ إذا ولدت اثنين، وفي التهذيب: إذا ولدت بطنين، وقيل: إذا ولدت بطناً واحداً، والأَول أَقيس، وجمعها ثُناءٌ؛ عن سيبويه، جعله كظِئْرٍ وظُؤارٍ؛ واستعاره لبيد للمرأَة فقال: ليـــــــاليَ تحــــــتَ الخِــــــدْرِ ثِنْــــــي مُصــــــِيفَة مــــــن الأُدْمـــــ، تَرْتـــــادُ الشـــــُّرُوج القَـــــوابِلا والجمع أَثْناء؛ قال: قـــــــامَ إِلـــــــى حَمْــــــراءَ مِــــــنْ أَثْنائِهــــــا قال أَبو رِياش: ولا يقال بعد هذا شيء مشتقّاً؛ التهذيب: وولدها الثاني ثِنْيُها؛ قال أَبو منصور: والذي سمعته من العرب يقولون للناقة إذا ولدت أَول ولد تلده فهي بِكْر، وَوَلَدها أَيضاً بِكْرُها، فإِذا ولدت الولد الثاني فهي ثِنْيٌ، وولدها الثاني ثِنْيها، قال: وهذا هو الصحيح. وقال في شرح بيت لبيد: قال أَبو الهيثم المُصِيفة التي تلد ولداً وقد أَسنَّت، والرجل كذلك مُصِيف وولده صَيْفِيّ، وأَرْبَعَ الرجلُ وولده رِبْعِيُّون.والثَّواني: القُرون التي بعد الأَوائل.والثِّنَى، بالكسر والقصر: الأَمر يعاد مرتين وأَن يفعل الشيءَ مرتين.قال ابن بري: ويقال ثِنىً وثُنىً وطِوىً وطُوىً وقوم عِداً وعُداً ومكان سِوىً وسُوىً. والثِّنَى في الصّدَقة: أَن تؤخذ في العام مرتين. ويروى عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: لا ثِنَى في الصدقة، مقصور، يعني لا تؤخذ الصدقة في السنة مرتين؛ وقال الأَصمعي والكسائي، وأَنشد أَحدهما لكعب بن زهير وكانت امرأَته لامته في بَكْرٍ نحره: أَفـــــــي جَنْـــــــبِ بَكْــــــرٍ قَطَّعَتْنــــــي مَلامَــــــةً؟ لَعَمْريــــــ، لَقَــــــدْ كــــــانَتْ مَلامَتُهــــــا ثِنَــــــى أَي ليس بأَوّل لومِها فقد فعلته قبل هذا، وهذا ثِنىً بعده، قال ابن بري: ومثله قول عديّ بن زيد: أَعــــــاذِلُ، إِنَّ اللَّــــــوْمَ، فـــــي غيـــــر كُنْهِهِـــــ، عَلـــــــيَّ ثِنـــــــىً مـــــــن غَيِّـــــــكِ المُتَــــــرَدِّد قال أَبو سعيد: لسنا ننكر أَن الثِّنَى إِعادة الشيء مرة بعد مرة ولكنه ليس وجهَ الكلام ولا معنى الحديث، ومعناه أَن يتصدق الرجل على آخر بصدقة ثم يبدو له فيريد أَن يستردَّها، فيقال لا ثِنَى في الصدقة أَي لا رجوع فيها، فيقول المُتَصَدِّقُ بها عليه ليس لك عليَّ عُصْرَةُ الوالد أَي ليس لك رجوع كرجوع الوالد فيما يُعطي وَلَده؛ قال ابن الأَثير: وقوله في الصدقة أَي في أَخذ الصدقة، فحذف المضاف، قال: ويجوز أَن تكون الصدقة بمعنى التصديق، وهو أَخذ الصدقة كالزكاة والذكاة بمعنى التزكية والتذكية، فلا يحتاج إِلى حذف مضاف. والثِّنَى: هو أَن تؤخذ ناقتان في الصدقة مكان واحدة.والمَثْناة والمِثْناة: حبل من صوف أَو شعر، وقيل: هو الحبل من أَيّ شيء كان. وقال ابن الأَعرابي: المَثْناة، بالفتح، الحبل.الجوهري: الثِّنَاية حبل من شعر أَو صوف؛ قال الراجز: أَنـــــــــا ســـــــــُحَيْمٌ، ومَعِـــــــــي مِــــــــدرايَهْ أَعْـــــــــــدَدْتُها لِفَتْـــــــــــكِ ذِي الــــــــــدوايَهْ، والحَجَــــــــــــرَ الأَخْشــــــــــــَنَ والثِّنـــــــــــايَهْ قال: وأَما الثِّناءُ، ممدود، فعقال البعير ونحو ذلك من حبل مَثْنيٍّ، وكل واحد من ثِنْيَيْه فهو ثِناءٌ لو أُفرد؛ قال ابن بري: إِنما لم يفرد له واحد لأَنه حبل واحد تشدّ بأَحد طرفيه اليد وبالطرف الآخر الأُخرى، فهما كالواحد. وعقلت البعير بِثنايَيْن، غير مهموز، لأَنه لا واحد له إذا عقلت يديه جميعاً بحبل أَو بطرفي حبل، وإِنما لم يهمز لأَنه لفظ جاء مُثَنّىً لا يفرد واحده فيقال ثِناء، فتركت الياء على الأَصل كما قالوا في مِذْرَوَيْن، لأَن أَصل الهمزة في ثِنَاءٍ لو أُفْرد ياءٌ، لأَنه من ثنيت، ولو أُفرد واحده لقيل ثناءان كما تقول كساءان ورداءان. وفي حديث عمرو بن دينار قال: رأَيت ابن عمر ينحر بدنته وهي باركة مَثْنِيَّة بِثِنايَيْن، يعني معقولة بِعِقالين، ويسمى ذلك الحبل الثِّنايَة؛ قال ابن الأَثير:وإِنما لم يقولوا ثناءَيْن، بالهمز، حملاً على نظائره لأَنه حبل واحد يشد بأَحد طرفيه يد، وبطرفه الثاني أُخرى، فهما كالواحد، وإِن جاء بلفظ اثنين فلا يفرد له واحد؛ قال سيبويه: سأَلت الخليل عن الثِّنايَيْن فقال: هو بمنزلة النهاية لأَن الزيادة في آخره لا تفارقه فأَشبهت الهاء، ومن ثم قالوا مذروان، فجاؤوا به على الأَصل لأَن الزيادة فيه لا تفارقه. قال سيبويه:وسأَلت الخليل، رحمه الله، عن قولهم عَقَلْته بِثِنايَيْن وهِنايَيْن لِمَ لم يهمزوا؟ فقال: تركوا ذلك حيث لم يُفْرد الواحدُ. وقال ابن جني: لو كانت ياء التثنية إِعراباً أَو دليل إِعراب لوجب أَن تقلب الياء التي بعد الأَلف همزة فيقال عقلته بِثِناءَيْن، وذلك لأَنها ياء وقعت طرفاً بعد أَلف زائدة فجرى مجرى ياء رِداءٍ ورِماءٍ وظِباءٍ. وعَقَلْتُه بِثِنْيَيْنِ إذا عَقَلْت يداً واحدة بعُقْدتين. الأَصمعي: يقال عَقَلْتُ البعيرَ بثِنَايَيْنِ، يُظهرون الياء بعد الأَلف وهي المدة التي كانت فيها، ولو مدّ مادٌّ لكان صواباً كقولك كساء وكساوان وكساءان. قال: وواحد الثِّنَايَيْنِ ثِناءٌ مثل كساء ممدود. قال أَبو منصور: أَغفل الليث العلة في الثِّنايَين وأَجاز ما لم يجزه النحويون؛ قال أَبو منصور عند قول الخليل تركوا الهمزة في الثِّنَايَيْن حيث لم يفردوا الواحد، قال: هذا خلاف ما ذكره الليث في كتابه لأَنه أَجاز أَن يقال لواحد الثِّنَايَيْن ثِناء، والخليل يقول لم يهمزوا الثِّنايَيْنِ لأَنهم لا يفردون الواحد منهما، وروى هذا شمر لسيبويه. وقال شمر: قال أَبو زيد يقال عقلت البعير بثِنايَيْن إذا عقلت يديه بطرفي حبل، قال: وعقلته بثِنْيَيْنِ إذا عقله يداً واحدة بعقدتين.قال شمر: وقال الفراء لم يهمزوا ثِنَايَيْن لأَن واحده لا يفرد؛ قال أَبو منصور: والبصريون والكوفيون اتفقوا على ترك الهمز في الثنايين وعلى أَن لا يفردوا الواحد. قال أَبو منصور: والحبل يقال له الثِّنَايةُ، قال: وإِنما قالوا ثِنايَيْن ولم يقولوا ثِنايتَيْنِ لأَنه حبل واحد يُشَدُّ بأَحد طرفيه يَدُ البعير وبالطرف الآخر اليدُ الأُخْرى، فيقال ثَنَيْتُ البعير بثِنايَيْنِ كأَنَّ الثِّنايَيْن كالواحد وإِن جاء بلفظ اثنين ولا يفرد له واحد، ومثله المِذْرَوانِ طرفا الأَلْيَتَيْنِ، جعل واحداً، ولو كانا اثنين لقيل مِذْرَيان، وأَما العِقَالُ الواحدُ فإِنه لا يقال له ثِنايَةٌ، وإِنما الثِّناية الحبل الطويل؛ ومنه قول زهير يصف السَّانيةَ وشدَّ قِتْبِها عليها: تَمْطُــــــو الرِّشـــــاءَ، فَتُجْـــــرِي فـــــي ثِنايَتهـــــا، مــــــــن المَحالَـــــــةِ، ثَقْبـــــــاً رائداً قَلِقـــــــاً والثِّنَاية ههنا: حبل يشد طرفاه في قِتْب السانية ويشد طرف الرِّشاء في مَثْناته، وكذلك الحبل إذا عقل بطرفيه يد البعير ثِنايةٌ أَيضاً. وقال ابن السكيت: في ثِنَايتها أَي في حبلها، معناه وعليها ثنايتها. وقال أَبو سعيد: الثِّنَاية عود يجمع به طرفا المِيلين من فوق المَحَالة ومن تحتها أُخرى مثلها، قال: والمَحَالة والبَكَرَة تدور بين الثّنَايتين. وثِنْيا الحبل: طرفاه، واحدهما ثِنْيٌ. وثِنْيُ الحبل ما ثَنَيْتَ؛ وقال طرفة: لَعَمْرُكــــــ، إِنَّ المــــــوتَ مـــــا أَخْطَـــــأَ الفَتَـــــى لَكــــــالطِّوَلِ المُرْخىـــــ، وثِنْيـــــاه فـــــي اليـــــد يعني الفتى لا بُدَّ له من الموت وإِن أُنْسِئ في أَجله، كما أَن الدابة وإِن طُوّل له طِوَلُه وأُرْخِي له فيه حتى يَرُود في مَرتَعه ويجيء ويذهب فإِنه غير منفلت لإِحراز طرف الطِّوَل إِياه، وأَراد بِثِنْييه الطرف المَثْنِيَّ في رُسْغه، فلما انثنى جعله ثِنْيين لأَنه عقد بعقدتين، وقيل في تفسير قول طرفة: يقول إِن الموت، وإِن أَخطأَ الفتى، فإِن مصيره إِليه كما أَن الفرس، وإِن أُرْخِي له طِوَلُه، فإِن مصيره إِلى أَن يَثْنيه صاحبه إِذ طرفه بيده. ويقال: رَبَّق فلان أَثناء الحبل إذا جعل وسطه أَرْباقاً أَي نُشَقاً للشاء يُنْشَق في أَعناق البَهْمِ.والثِّنَى من الرجال: بعد السَّيِّد، وهو الثُّنْيان؛ قال أَوس بن مَغْراء: تَــــــرَى ثِنانــــــا إذا مــــــا جــــــاء بَـــــدْأَهُمُ، وبَــــــــدْؤُهُمْ إِن أَتانــــــــا كـــــــان ثُنْيانـــــــا ورواه الترمذي: ثُنْيانُنا إِن أَتاهم؛ يقول: الثاني منَّا في الرياسة يكون في غيرنا سابقاً في السُّودد، والكامل في السُّودد من غيرنا ثِنىً في السودد عندنا لفضلنا على غيرنا. والثُّنْيان، بالضم: الذي يكون دون السيد في المرتبة، والجمع ثِنْيةٌ؛ قال الأَعشى: طَوِيــــــلُ اليــــــدَيْنِ رَهْطُــــــه غيــــــرُ ثِنْيــــــةٍ، أَشـــــــــَمُّ كَرِيـــــــــمٌ جـــــــــارُه لا يُرَهَّـــــــــقُ وفلان ثِنْية أَهل بيته أَي أَرذلهم. أَبو عبيد: يقال للذي يجيء ثانياً في السُّودد ولا يجيء أَولاً ثُنىً، مقصور، وثُنْيانٌ وثِنْيٌ، كل ذلك يقال. وفي حديث الحديبية: يكون لهم بَدْءُ الفُجور وثِناه أَي أَوَّله وآخره.والثَّنِيّة: واحدة الثَّنايا من السِّن. المحكم: الثَّنِيّة من الأَضراس أولُ ما في الفم. غيره: وثَنايا الإنسان في فمه الأربعُ التي في مقدم فيه: ثِنْتانِ من فوق، وثِنْتانِ من أَسفل. ابن سيده: وللإنسان والخُفِّ والسَّبُع ثَنِيّتان من فوقُ وثَنِيّتان من أَسفلَ. والثَّنِيُّ من الإبل:الذي يُلْقي ثَنِيَّته، وذلك في السادسة، ومن الغنم الداخل في السنة الثالثة، تَيْساً كان أَو كَبْشاً. التهذيب: البعير إذا استكمل الخامسة وطعن السادسة فهو ثَنِيّ، وهو أَدنى ما يجوز من سنِّ الإبل في الأَضاحي، وكذلك من البقر والمِعْزى فأما الضأن فيجوز منها الجَذَعُ في الأَضاحي، وإنما سمي البعير ثَنِيّاً لأَنه أَلقى ثَنيَّته. الجوهري: الثَّنِيّ الذي يُلْقِي ثَنِيَّته، ويكون ذلك في الظِّلْف والحافر في السنة الثالثة، وفي الخُفّ في السنة السادسة. وقيل لابْنةِ الخُسِّ: هل يُلْقِحُ الثَّنِيُّ؟ فقالت: وإلْقاحُه أَنِيٌّ أَي بَطِيءٌ، والأُنْثى ثَنِيَّةٌ، والجمع ثَنِيّاتٌ، والجمع من ذلك كله ثِناء وثُناء وثُنْيانٌ. وحكى سيبويه ثُن. قال ابن الأَعرابي: ليس قبل الثَّنيّ اسم يسمى ولا بعد البازل اسم يسمى. وأَثْنَى البعيرُ: صار ثَنِيّاً، وقيل: كل ما سقطت ثَنِيّته من غير الإنسان ثَنيٌّ، والظبي ثَنِيٌّ بعد الإجذاع ولا يزال كذلك حتى يموت.وأَثْنى أَي أَلْقى ثَنِيّته. وفي حديث الأضحية: أَنه أمر بالثَّنِيَّة من المَعَز؛ قال ابن الأَثير: الثَّنِيّة من الغنم ما دخل في السنة الثالثة، ومن البقر كذلك، ومن الإبل في السادسة، والذكر ثَنِيٌّ، وعلى مذهب أَحمد بن حنبل ما دخل من المَعَز في الثانية، ومن البقر في الثالثة. ابن الأَعرابي: في الفرس إذا استَتمَّ الثالثة ودخل في الرابعة ثَنِيٌّ، فإذا أَثْنَى أَلقى رواضعه، فيقال أَثْنَى وأدْرَم للإثناء، قال: وإذا أَثْنَى سقطت رواضعه ونبت مكانها سِنٌّ، فنبات تلك السن هو الإثناء، ثم يسقط الذي يليه عند إرباعه. والثَّنِيُّ من الغنم: الذي استكمل الثانية ودخل في الثالثة، ثم ثَنِيٌّ في السنة الثالثة مثل الشاة سواءً. والثَّنِيّة: طريق العقبة؛ ومنه قولهم: فلان طَلاَّع الثَّنايا إذا كان سامياً لمعالمي الأُمور كما يقال طَلاَّ أَنْجُدٍ، والثَّنِيّة: الطريقة في الجبل كالنَّقْب، وقيل: هي العَقَبة، وقيل: هي الجبل نفسه. ومَثاني الدابة: ركبتاه ومَرْفقاه؛ قال امرؤ القيس: ويَخْـــــــدِي علـــــــى صـــــــُمٍّ صـــــــِلابٍ مَلاطِســــــٍ، شـــــــــَديداتِ عَقْـــــــــدٍ لَيِّنــــــــاتِ مَثــــــــاني أَي ليست بجاسِيَة. أَبو عمرو: الثَّنايا العِقاب. قال أَبو منصور:والعِقاب جبال طِوالٌ بعَرْضِ الطريق، فالطريق تأخذ فيها، وكل عَقَبة مسلوكة ثَنِيَّةٌ، وجمعها ثَنايا، وهي المَدارِج أَيضاً؛ ومنه قول عبد الله ذي البِجادَيْن المُزَني: تَعَرَّضــــــــــــِي مَــــــــــــدارِجاً، وَســــــــــــُومِي، تعَـــــــــــــرُّضَ الجَــــــــــــوْزاء للنُّجــــــــــــوم يخاطب ناقة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكان دليله بركوبه، والتعرّض فيها: أن يَتَيامَن الساندُ فيها مرَّة ويَتَياسَر أخرى ليكون أَيسر عليه. وفي الحديث: مَنْ يَصْعَدْ ثَنِيّة المُرارِ حُطَّ عنه ما حُطَّ عن بني إسرائيل؛ الثَّنِيّة في الجبل: كالعقبة فيه، وقيل: هي الطريق العالي فيه، وقيل: أَعلى المَسِيل في رأْسه، والمُرار، بالضم: موضع بين مكة والمدينة من طريق الحُدَيْبية، وبعضهم يقوله بالفتح، وإنما حَثَّهم على صعودها لأَنها عَقَبة شاقَّة، وصلوا إليها ليلاً حين أَرادوا مكة سنة الحديبية فرغَّبهم في صعودها، والذي حُطَّ عن بني إسرائيل هو ذنوبهم من قوله تعالى: وقولوا حِطَّةٌ نغفر لكم خطاياكم؛ وفي خطبة الحجَّاج: أَنـــــــــــا ابـــــــــــنُ جَلا وطَلاَّع الثَّنايـــــــــــا هي جمع ثَنِيّة، أَراد أَنه جَلْدٌ يرتكب الأُمور العظام.والثَّناءُ: ما تصف به الإنسانَ من مَدْح أَو ذم، وخص بعضهم به المدح، وقد أثْنَيْتُ عليه؛ وقول أبي المُثلَّم الهذلي: يا صَخْرُ، أَو كنت تُثْني أَنَّ سَيْفَكَ مَشْ_قُوقُ الخُشَيْبةِ، لا نابٍ ولا عَصِلُ معناه تمتدح وتفتخر، فحذف وأَوصل. ويقال للرجل الذي يُبْدَأُ بذكره في مَسْعاةٍ أو مَحْمَدة أَو عِلْمٍ: فلان به تُثْنَى الخناصر أَي تُحْنَى في أَوَّل من يُعَدّ ويُذْكر، وأَثْنَى عليه خيراً، والاسم الثَّناء.المظفر: الثَّناءُ، ممدود، تَعَمُّدُك لتُثْنيَ على إنسان بحسَن أَو قبيح. وقد طار ثَناءُ فلان أَي ذهب في الناس، والفعل أَثْنَى فلان على الله تعالى ثم على المخلوق يثني إثناء أَو ثناء يستعمل في القبيح من الذكر في المخلوقين وضده. ابن الأَعرابي: يقال أَثْنَى إذا قال خيراً أَو شرّاً، وأَنْثَنَى إذا اغتاب.وثِناء الدار: فِناؤها. قال ابن جني: ثِناء الدار وفِناؤها أَصْلانِ لأَن الثِّناء مِن ثَنَى يَثْني، لأَن هناك تَنْثَني عن الانبساط لمجيء آخرها واستقصاء حدودها، وفِناؤها مِنْ فَنِيَ يَفْنَى لأَنك إذا تناهيت إلى أَقصى حدودها فَنِيَتْ. قال ابن سيده: فإن قلت هلا جعلت إجماعهم على أَفْنِيَة، بالفاء، دلالة على أَن الثاء في ثِناء بدل من فاء فناء، كما زعمت أَن فاء جَدَف بدل من ثاء جَدَث لإجماعهم على أَجْداث بالثاء، فالفرق بينهما وجودنا لِثِناء من الاشتقاق ما وجدناه لِفِناء، أَلا ترى أَن الفعل يتصرف منهما جميعاً؟ ولَسْنا نعلم لِجَدَفٍ بالفاء تَصَرُّفَ جَدَثٍ، فلذلك قضينا بأَن الفاء بدل من الثاء، وجعله أَبو عبيد في المبدل.واسْتَثْنَيْتُ الشيءَ من الشيء: حاشَيْتُه. والثَّنِيَّة: ما اسْتُثْني. وروي عن كعب أَنه قال: الشُّهداء ثَنِيَّةُ الله في الأَرض، يعني مَن اسْتَثْناه من الصَّعْقة الأُولى، تأوَّل قول الله تعالى: ونفخ في الصور فصَعِق من في السموات ومن في الأَرض إلا من شاء الله؛ فالذين استَثْناهم الله عند كعب من الصَّعْق الشهداء لأَنهم أَحياء عند ربهم يُرْزَقون فَرِحِين بما آتاهم الله من فضله، فإذا نُفِخ في الصور وصَعِقَ الخَلْقُ عند النفخة الأُولى لم يُصْعَقوا، فكأَنهم مُسْتَثْنَوْنَ من الصَّعِقين، وهذا معنى كلام كعب، وهذا الحديث يرويه إبراهيم النخعي أَيضاً. والثَّنِيَّة: النخلة المستثناة من المُساوَمَة.وحَلْفةٌ غير ذات مَثْنَوِيَّة أَي غير مُحَلَّلة. يقال: حَلَف فلان يميناً ليس فيها ثُنْيا ولا ثَنْوَى ولا ثَنِيَّة ولا مَثْنَوِيَّةٌ ولا استثناء، كله واحد، وأصل هذا كله من الثَّنْي والكَفِّ والرَّدّ لأَن الحالف إذا قال والله لا أَفعل كذا وكذا إلا أَن يشاء الله غَيْرَه فقد رَدَّ ما قاله بمشيئة الله غيره. والثَّنْوة: الاستثناء. والثُّنْيانُ، بالضم: الإسم من الاستثناء، وكذلك الثَّنْوَى، بالفتح. والثُّنيا والثُّنْوى: ما استثنيته، قلبت ياؤه واواً للتصريف وتعويض الواو من كثرة دخول الياء عليها، والفرقِ أَيضاً بين الإسم والصفة. والثُّنْيا المنهي عنها في البيع: أَن يستثنى منه شيء مجهول فيفسد البيع، وذلك إذا باع جزوراً بثمن معلوم واستثنى رأْسه وأَطرافه، فإن البيع فاسد. وفي الحديث: نهى عن الثُّنْيا إلا أَن تُعْلَمَ؛ قال ابن الأَثير: هي أَن يستثنى في عقد البيع شيء مجهول فيفسده، وقيل: هو أَن يباع شيء جزافاً فلا يجوز أَن يستثنى منه شيء قلَّ أَو كثر، قال: وتكون الثُّنْيا في المزارعة أَن يُسْتثنى بعد النصف أَو الثلث كيل معلوم. وفي الحديث: من أَعتق أو طلَّق ثم استثنى فله ثُنْياءُ أَي من شرط في ذلك شرطاً أَو علقه على شيء فله ما شرط أَو استثنى منه، مثل أَن يقول طلقتها ثلاثاً إلا واحدة أَو أَعتقتهم إلا فلاناً، والثُّنْيا من الجَزور: الرأْس والقوائم، سميت ثُنْيا لأَن البائع في الجاهلية كان يستثنيها إذا باع الجزور فسميت للاستثناء الثُّنْيا. وفي الحديث:كان لرجل ناقة نجيبة فمرضت فباعها من رجل واشترط ثُنْياها؛ أَراد قوائمها ورأْسها؛ وناقة مذكَّرة الثُّنْيا؛ وقوله أَنشده ثعلب: مــــــــذَكَّرة الثُّنْيــــــــا مُســـــــانَدة القَرَىـــــــ، جُمالِيَّــــــــــة تَخْتـــــــــبُّ ثـــــــــم تُنِيـــــــــبُ فسره فقال: يصف الناقة أَنها غليظة القوائم كأَنها قوائم الجمل لغلظها.مذكَّرة الثُّنْيا: يعني أَن رأْسها وقوائمها تشبه خَلْق الذِّكارة، لم يزد على هذا شيئاً. والثَّنِيَّة: كالثُّنْيا. ومضى ثِنْيٌ من الليل أَي ساعة؛ حكى عن ثعلب: والثُنون الجمع العظيم.
المعجم: لسان العرب