المعجم العربي الجامع
مُرْسَلٌ
المعنى: جذ.: (رسل) | (مفع. مِنْ أَرْسَلَ). 1. "مُرْسَلٌ إِلَى القَوْمِ": الْمَبْعُوثُ إِلَيْهِمْ. {أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ} (الأعراف: 75) (قرآن). 2. "الْمُرْسَلُ إِلَيْهِ": الْمُوَجَّهُ إِلَيْهِ الكَلَامُ أَوِ الرِّسَالَةُ. 3. "شِعْرٌ مُرْسَلٌ": شِعْرٌ غَيْرُ مُقَيَّدٍ بِقَافِيَةٍ. 4. "نَثْرٌ مُرْسَلٌ": خَالٍ مِنَ السَّجْعِ وَالْمُحَسِّنَاتِ. 5. "حَدِيثٌ مُرْسَلٌ": هُوَ مَا سَقَطَ مِنْ إِسْنَادِهِ الصَّحَابِيُّ. 6. سُورَةٌ مِنْ سُوَرِ القُرْآنِ. {وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفًا • فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا} (المرسلات: 1-2) (قرآن): الرِّيَاحُ.
صيغة الجمع: ون، مَرَاسِيلُ، ـات
المعجم: معجم الغني الإِرْسالِيَّةُ
المعنى: جَماعَةٌ من المُرْسَلِينَ الدِّينِيِّينَ هَدَفُهُم نَشْرُ الإِيمانِ والتَّعْليمِ * فَتَحَتِ الإرْسالِيّاتُ الدِّينِيَّةُ الغَرْبِيَّةُ كثيرًا مِنَ المَدارِسِ في سُورِيَّةَ ولُبْنانَ وغَيْرِهِما. [رسل]
المعجم: القاموس يُونس [مفرد]
المعنى: 1- اسم نبيّ من أنبياء بني إسرائيل، وهو ذو النون، أي صاحب الحوت، بُعث إلى أهل نينوى، والتقمه الحوت ثمّ نبذه بالعراء، واسمه: يونس بن متَّى "حوت يونس [مثل]: يشبّه به النَّهِم الأكول الجيّد الالتقام والالتهام كما يشبّه بعصا موسى- {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}. 2- اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 10 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها تسعٌ ومائة آية.
المعجم: معجم اللغة العربية المعاصرة حِجْر [مفرد]
المعنى: ج أحجار وحُجور: 1- حِضْن الشّخص وكَنَفُه "نشأ في حِجره: تربَّى في بيته - هو في حِجْره: في كنفه وحمايته- {وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُمْ}. 2- قرابة. 3- جانب الكعبة من جهة الغرب "حِجْر إسماعيل عليه السلام". 4- حرام، ممنوع {وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَ يَطْعَمُهَا إلاَّ مَنْ نَشَاءُ}. 5- حاجز مانع {وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا}. 6- عقل {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ}. 7- منازل ثمود، واد بين المدينة والشّام {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ}. • الحجر: 1- اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 15 في ترتيب المصحف، مكيَّة، عدد آياتها تسع وتسعون آية. 2- المنطقة الأماميَّة من خصر الإنسان وحتى ركبته وهو جالس.
المعجم: معجم اللغة العربية المعاصرة عرف
المعنى: (عَرَفَهُ) يَعْرِفُهُ بِالْكَسْرِ (مَعْرِفَةً) وَ (عِرْفَانًا) بِالْكَسْرِ. وَ (الْعَرْفُ) الرِّيحُ طَيِّبَةً كَانَتْ أَوْ مُنْتِنَةً. وَ (الْمَعْرُوفُ) ضِدُّ الْمُنْكَرِ وَ (الْعُرْفُ) ضِدُّ النُّكْرِ يُقَالُ: أَوْلَاهُ عُرْفًا أَيْ مَعْرُوفًا. وَالْعُرْفُ أَيْضًا الِاسْمُ مِنَ الِاعْتِرَافِ. وَالْعُرْفُ أَيْضًا عُرْفُ الْفَرَسِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} [المرسلات: 1] قِيلَ: هُوَ مُسْتَعَارٌ مِنْ عُرْفِ الْفَرَسِ أَيْ يَتَتَابَعُونَ كَعُرْفِ الْفَرَسِ. وَقِيلَ: أُرْسِلْتُ بِالْعُرْفِ أَيْ بِالْمَعْرُوفِ. وَ (الْمَعْرَفَةُ) بِفَتْحِ الرَّاءِ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَنْبُتُ عَلَيْهِ الْعُرْفُ. وَ (الْأَعْرَافُ) الَّذِي فِي الْقُرْآنِ قِيلَ هُوَ سُورٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ. وَيُقَالُ: يَوْمُ (عَرَفَةَ) غَيْرَ مُنَوَّنٍ وَلَا تَدْخُلُهُ الْأَلِفُ وَاللَّامُ. وَ (عَرَفَاتٌ) مَوْضِعٌ بِمِنًى وَهُوَ اسْمٌ فِي لَفْظِ الْجَمْعِ فَلَا يُجْمَعُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: لَا وَاحِدَ لَهُ بِصِحَّةٍ، وَقَوْلُ النَّاسِ: نَزَلْنَا عَرَفَةَ شَبِيهٌ بِمُوَلَّدٍ وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ مَحْضٍ. وَهُوَ مَعْرِفَةٌ وَإِنْ كَانَ جَمْعًا لِأَنَّ الْأَمَاكِنَ لَا تَزُولُ فَصَارَ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ وَخَالَفَ الزَّيْدِينَ تَقُولُ: هَؤُلَاءِ عَرَفَاتٌ حَسَنَةً بِنَصْبِ النَّعْتِ لِأَنَّهُ نَكِرَةٌ. وَهِيَ مَصْرُوفَةٌ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ} [البقرة: 198] قَالَ الْأَخْفَشُ: إِنَّمَا صُرِفَتْ لِأَنَّ التَّاءَ صَارَتْ بِمَنْزِلَةِ الْيَاءِ وَالْوَاوِ فِي مُسْلِمِينَ وَمُسْلِمُونَ لِأَنَّهُ تَذْكِيرُهُ وَصَارَ التَّنْوِينُ بِمَنْزِلَةِ النُّونِ فَلَمَّا سُمِّيَ بِهِ تُرِكَ عَلَى حَالِهِ كَمَا يُتْرَكُ مُسْلِمُونَ عَلَى حَالِهِ إِذَا سُمِّيَ بِهِ. وَكَذَا الْقَوْلُ فِي أَذَرِعَاتٍ وَعَانَاتٍ وَعُرَيْتِنَاتٍ. وَ (الْعَارِفَةُ) الْمَعْرُوفُ. وَ (الْعَرِيفُ) وَ (الْعَارِفُ) بِمَعْنًى كَالْعَلِيمِ وَالْعَالِمِ. وَ (الْعَرِيفُ) أَيْضًا النَّقِيبُ وَهُوَ دُونَ الرَّئِيسِ وَالْجَمْعُ (عُرَفَاءُ) وَبَابُهُ ظَرُفَ إِذَا صَارَ عَرِيفًا. وَإِذَا بَاشَرَ ذَلِكَ مُدَّةً قُلْتَ: (عَرَفَ) مِثْلُ كَتَبَ. وَ (التَّعْرِيفُ) الْإِعْلَامُ. وَالتَّعْرِيفُ أَيْضًا إِنْشَادُ الضَّالَّةِ. وَالتَّعْرِيفُ أَيْضًا" "[ص:207] التَّطْيِيبُ مِنَ الْعَرْفِ. وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {عَرَّفَهَا لَهُمْ} [محمد: 6] "" أَيْ طَيَّبَهَا لَهُمْ. وَ (التَّعْرِيفُ) أَيْضًا الْوُقُوفُ بِعَرَفَاتٍ. وَ (الْمُعَرَّفُ) الْمَوْقِفُ. وَ (الِاعْتِرَافُ) بِالذَّنْبِ الْإِقْرَارُ بِهِ. وَرُبَّمَا وَضَعُوا (اعْتَرَفَ) مَوْضِعَ (عَرَفَ) وَبِالْعَكْسِ. وَ (تَعَرَّفَ) مَا عِنْدَ فُلَانٍ أَيْ طَلَبَهُ حَتَّى عَرَفَهُ. وَ (تَعَارَفَ) الْقَوْمُ عَرَفَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا."
المعجم: مختار الصحاح سين
المعنى: السين: حرف هجاء من حروف المعجم وهو حرف مهموس، يذكرويؤنث، هذه سين هذا سين، فمن أنث فعلى توهم الكلمة، ومن ذكر فعلى توهم الحرف، والسين من حرف الزيادات، وقد تخلص الفعل للاستقبال تقول سيفعل، وزعم الخليل أنها جواب لن. أبو زيد: من العرب من يجعل السين تاء، وأنشد لعلباء بن أرقم: يا قبح الله بني السعلاة عمرو بن يربوع شرار النات ليسوا أعفاء ولا أكيات يريد النناس والأكياس، قال: ومن العرب من يجعل التاء كافا، وسنذكره في الألف اللينة. قال أبو سعيد: وقولهم فلان لا يحسن سينه، يريدون شعبة من شعبه وهوذو ثلاث شعب. وقوله تعالى: يس، كقوله عز وجل: ألم، حم، وأوائل السور، وقال عكرمة، معناه يا إنسان لأنه قال: إنك لمن المرسلين. وطور سننيين وسينا وسناء جبل بالشام، قال الزجاج: إن السيناء حجارة وهو، والله أعلم، اسم المكان، فمن قرأ سيناء على وزن صحراء فإنها لا تنصرف، ومن قرأ سيناء فهو على وزن علباء إلا أنه اسم للبقعة فلا ينصرف، وليس في كلام العرب فعلاء بالكسر ممدود.والسينينية: شجرة، حكاه أبو حنيفة عن الأخفش، وجمعها سينين مضاف إليه، قال: ولم يبلغني هذا عن احد غيره، الجوهري: هو طور أضيف إلى سينا، وهي شجر، قال الأخفش: السينين واحدتها سينينية قال: وقرئ طور سيناء وسيناء، بالفتح والكسر، والفتح أجود في النحو لأنه بني على فعلاء، والكسر رديء في النحو لأنه ليس في أبنية العرب فعلاء ممدود بكسر الأول غير مصروف إلا أن تجعله أعجميا، قال أبو علي: إنما لم يصرف لأنه جعل اسما للبقعة. التهذيب: وسينين اسم جبل بالشأم.
المعجم: لسان العرب سجل
المعنى: السَّجْلُ: الدَّلْو الضَّخْمَة المملوءةُ ماءً، مُذَكَّر، وقيل: هو مِلْؤُها، وقيل: إذا كان فيه ماء قَلَّ أَو كَثُر، والجمع سِجالٌ وسُجُول، ولا يقال لها فارغةً سَجْلٌ ولكن دَلْو؛ وفي التهذيب: ولا يقال له وهو فارغ سَجْلٌ ولا ذَنُوب؛ قال الشاعر: الســـَّجْلُ والنُّطْفَــة والــذَّنُوب حَتَّـــى تَــرَى مَرْكُوَّهــا يَثُــوب قال: وأَنشد ابن الأَعرابي: أُرَجِّـــي نــائلاً مــن ســَيْبِ رَبٍّ لـــه نُعْمَـــى وذَمَّتُــه ســِجَالُ قال: والذَّمَّة البئر القليلة الماء. والسَّجْل: الدَّلْو المَلأى، والمعنى قَلِيله كثير؛ ورواه الأَصمعي: وذِمَّتُه سِجَالٌ أَي عَهْده مُحْكَم من قولك سَجَّل القاضي لفلان بماله أَي اسْتَوْثق له به. قال ابن بري: السَّجْل اسمها مَلأى ماءً، والذَّنُوب إِنما يكون فيها مِثْلُ نصفها ماءً. وفي الحديث: أَن أَعرابيّاً بال في المسجد فأَمَرَ بسَجْلٍ فصُبَّ على بوله؛ قال: السَّجْل أَعظم ما يكون من الدِّلاء، وجمعه سِجَال؛ وقال لبيد: يُحِيلـون السـِّجَال علـى السـِّجَال وأَسْجَله: أَعطاه سَجْلاً أَو سَجْلَين، وقالوا: الحروب سِجَالٌ أَي سَجْلٌ منها على هؤلاء وآخر على هؤلاء، والمُسَاجلة مأْخوذة من السِّجْل.وفي حديث أَبي سفيان: أَن هِرَقْلَ سأَله عن الحرب بينه وبين النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال له: الحَرْب بيننا سِجَالٌ؛ معناه إِنا نُدَالُ عليه مَرَّة ويُدَالُ علينا أُخرى، قال: وأَصله أَن المُسْتَقِيَين بسَجْلَين من البئر يكون لكل واحد منهما سَجْلٌ أَي دَلوٌ ملأى ماء. وفي حديث ابن مسعود: افتتح سورة النساء فسَجَلَها أَي قَرأَها قراءة متصلة، من السَّجْل الصَّبِّ. يقال: سَجَلْت الماءَ سَجْلاً إذا صببته صَبّاً متَّصلاً.ودَلْوٌ سَجِيلٌ وسَجِيلة: ضَخْمة؛ قال: خُــذْها، وأَعْــطِ عَمَّـك السـَّجِيله إِن لــم يَكُــنْ عَمُّـك ذا حَلِيلـه وخُصْيَةٌ سَجِيلة بَيِّنَة السَّجَالة: مُسْترخِيَة الصَّفَن واسعةٌ.والسَّجِيل من الضُّروع: الطَّوِيل. وضَرْعٌ سَجِيلٌ: طويل مُتَدَلٍّ.وناقة سَجْلاء: عَظيمة الضَّرْع. ابن شميل: ضَرْع أَسْجَل وهو الواسع الرِّخو المضطرب الذي يضرب رجليها من خَلْفها ولا يكون إِلا في ضروع الشاء.وساجَلَ الرَّجُلَ: باراه، وأَصله في الاستقاء، وهما يَتَساجَلان.والمُساجَلة: المُفاخَرة بأَن يَصْنَع مثلَ صَنِيعه في جَرْيٍ أَو سقي؛ قال الفضل بن عباس بن عبتة بن أَبي لهب: مَــنْ يُســاجِلْني يُسـَاجِلْ ماجِـداً يَمْلأُ الــدَّلْوَ إِلـى عَقْـدِ الكَـرَب قال ابن بري: أَصل المُسَاجَلة أَن يَسْتَقِيَ ساقيان فيُخْرج كُلُّ واحد منهما في سَجْله مثل ما يُخْرج الآخر، فأَيُّهما نَكَل فقد غُلِبَ، فضربته العرب مثلاً للمُفاخَرة، فإِذا قيل فلان يُساجِل فلاناً، فمعناه أَنه يُخْرِج من الشَّرَف مثل ما يُخرِجه الآخرُ، فأَيهما نَكَل فقد غُلِب.وتَساجَلوا أَي تَفاخَروا؛ ومنه قولهم: الحَرْبُ سِجالٌ. وانسَجل الماءُ انسجالاً إذا انْصَبَّ؛ قال ذو الرمة: وأَرْدَفَــتِ الــذِّراعَ لهـا بعَيْـنٍ سـَجُومِ المـاء، فانْسَجَل انسِجالا وسَجَلْت الماءَ فانْسَجَل أَي صَبَبْته فانْصَبَّ. وأَسْجلْت الحوض: مَلأْته؛ قال: وغـادَر الأُخْـذَ والأَوْجـادَ مُتْرَعَـةً تطْفُـو، وأَسـْجَلَ أَنْهـاءً وغُدْرانا ورجل سَجْلٌ: جَواد؛ عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي. وأَسْجَل الرجلُ: كثُر خيرُه. وسَجَّل: أَنْعَظَ. وأَسْجَلَ الناسَ: ترَكَهم، وأَسْجَلَ لهم الأَمرَ: أَطلقه لهم؛ ومنه قول محمد بن الحنفية، رحمة الله عليه، في قوله عز وجل: هل جَزاءُ الإِحسانِ إِلا الإِحسانُ، قال: هي مُسْجَلة للبَرِّ والفاجر، يعني مُرْسلة مُطْلَقة في الإِحسان إِلى كل أَحد، لم يُشْترَط فيها بَرٌّ دون فاجر. والمُسْجَل: المبذول المباح الذي لا يُمْنَع من أَحد؛ وأَنشد الضبيُّ: أَنَخْـتُ قَلوصـِي بالمُرَيْر، ورَحْلُها لِما نابه من طارِق اللَّيْل، مُسْجَلُ أَراد بالرَّحْل المنزل. وفي الحديث: ولا تُسْجِلوا أَنعامَكم أَي لا تُطْلِقوها في زُروع الناس. وأَسْجَلْت الكلامَ أَي أَرْسَلْته. وفَعَلْنا ذلك والدهر مُسْجَلٌ أَي لا يخاف أَحد أَحداً.والسَّجِلُّ: كتاب العَهْد ونحوِه، والجمع سِجِلاّتٌ، وهو أَحد الأَسماء المُذَكَّرة المجموعة بالتاء، ولها نظائر، ولا يُكَسِّر السِّجِلُّ، وقيل: السَّجِلُّ الكاتب، وقد سَجَّل له. وفي التنزيل العزيز: كطَيِّ السِّجِلّ للكتب، وقرئ: السِّجْل، وجاء في التفسير: أَن السِّجِلَّ الصحيفة التي فيها الكتاب؛ وحكي عن أَبي زيد: أَنه روى عن بعضهم أَنه قرأَها بسكون الجيم، قال: وقرأَ بعض الأَعراب السَّجْل بفتح السين. وقيل السِّجِلُّ مَلَكٌ، وقيل السِّجِلُّ بلغة الحبش الرَّجُل، وعن أَبي الجوزاء أَن السِّجِلَّ كاتب كان للنبي، صلى الله عليه وسلم، وتمام الكلام للكتاب. وفي حديث الحساب يوم القيامة: فتُوضَع السِّجِلاَّت في كِفَّة؛ وهو جمع سِجِلٍّ، بالكسر والتشديد، وهو الكتاب الكبير.والسَّجِيل: النَّصيب؛ قال ابن الأَعرابي: هو فَعِيلٌ من السَّجْل الذي هو الدَّلو الملأَى، قال: ولا يُعْجِبني. والسِّجِلُّ: الصَّكُّ، وقد سَجَّلَ الحاكمُ تَسجيلاً. والسَّجِيلُ: الصُّلْب الشديد.والسِّجِّيل: حجارة كالمَدَر. وفي التنزيل العزيز: ترْمِيهم بحِجارة من سِجِّيل؛ وقيل: هو حجر من طين، مُعَرَّب دَخِيل، وهو سَنْكِ رَكِل أَي حجارة وطين؛ قال أَبو إِسحق: للناس في السِّجِّيل أَقوال، وفي التفسير أَنها من جِلٍّ وطين، وقيل من جِلٍّ وحجارة، وقال أَهل اللغة: هذا فارسيٌّ والعرب لا تعرف هذا؛ قال الأَزهري: والذي عندنا، والله أَعلم، أَنه إذا كان التفسير صحيحاً فهو فارسي أُعْرِب لأَن الله تعالى قد ذكر هذه الحجارة في قصة قوم لوط فقال: لنُرْسِل عليهم حجارةً من طين؛ فقد بَيَّن للعرب ما عَنى بسِجِّيل. ومن كلام الفُرْس ما لا يُحْصى مما قد أَعْرَبَتْه العربُ نحو جاموس ودِيباج، فلا أُنْكِر أَن يكون هذا مما أُعْرِب؛ قال أَبو عبيدة: من سِجِّيل، تأْويله كثيرة شديدة؛ وقال: إِن مثل ذلك قول ابن مقبل: ورَجْلـةٍ يَضـْرِبون البَيْـضَ عن عُرُضٍ ضـَرْباً تَوَاصـَتْ به الأَبْطالُ سِجِّينا قال: وسِجِّينٌ وسِجِّيلٌ بمعنى واحد، وقال بعضهم: سِجِّيل من أَسْجَلْته أَي أَرسلته فكأَنها مُرْسَلة عليهم؛ قال أَبو إِسحق: وقال بعضهم سِجِّيل من أَسْجَلْت إذا أَعطيت، وجعله من السِّجْل؛ وأَنشد بيت اللَّهَبي: مَــنْ يُســاجِلْني يُسـاجِلْ ماجـدا وقيل مِنْ سِجِّيلٍ: كقولك مِن سِجِلٍّ أَي ما كُتِب لهم، قال: وهذا القول إذا فُسِّر فهو أَبْيَنُها لأَن من كتاب الله تعالى دليلاً عليه، قال الله تعالى: كَلاَّ إِن كتاب الفُجَّار لَفِي سِجِّينٍ وما أَدراك ما سِجِّينٌ كتابٌ مَرْقومٌ؛ وسِجِّيل في معنى سِجِّين، المعنى أَنها حجارة مما كَتَب اللهُ تعالى أَنه يُعَذِّبهم بها؛ قال: وهذا أَحسن ما مَرَّ فيها عندي. الجوهري: وقوله عز وجل: حجارة من سِجِّيل؛ قالوا: حجارة من طين طُبِخَتْ بنار جهنم مكتوب فيها أَسماء القوم لقوله عز وجل: لنُرْسِل عليهم حجارة من طين. وسَجَّله بالشيء: رَماه به من فوق.والسَّاجُول والسَّوْجَلُ والسَّوْجَلة: غِلاف القارورة؛ عن كراع.والسَّجَنْجَلُ: المرآة. والسَّجَنْجل أَيضاً: قِطَع الفِضَّة وسَبائِكُها، ويقال هو الذهب، ويقال الزَّعْفران، ويقال إِنه رُومِيٌّ مُعَرَّب، وذكره الأَزهري في الخماسي قال: وقال بعضهم زَجَنْجَلٌ، وقيل هي رُومِيَّة دَخَلَت في كلام العرب؛ قال امرؤ القيس: مُهَفْهَفَــةٌ بَيْضــاء غَيْـر مُفاضـَةٍ تَرائِبُهــا مَصــْقولةٌ كالسـِّجَنْجَل
المعجم: لسان العرب خصر
المعنى: خصر : (الخَصْرُ وَسَطُ الإِنْسَانِ) ، وَقيل: هُوَ المُسْتَدِقُّ فَوق الوَرِكَيْن، كَمَا فِي المِصْباح. (و) مِنَ المَجَاز: الخَصْر: (أَخْمَصُ القَدَمِ) . وَيُقَال هُوَ تَحْتَ خَصْرِ قَدَمِه. (و) مِنَ المَجَاز: الخَصْر: (طَرِيقٌ بَيْنَ أَعْلَى الرَّمْلِ وأَسْفَلِهِ) خَاصَّةً. يُقَال: أَخَذُوا خَصْآع الرَّمْلِ ومُخَصَّره، أَي أَسْفَله وَمَا دَقَّ مِنْهُ ولَطُفَ، كَمَا فِي الأَساس. قَالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ: أَضرَّ بهِ ضَاحٍ فنَبْطَا أُسَالَةٍ فَمرُّ فأَعْلَى حَوْزِهَا فَخُصُورُهَا وَقَالَ آخر: أَخَذْنَ خُصُورَ الرَّمْلِ ثمَّ جَزَ عَنْه (و) من المَجَاز: الخَصْر: (مَا بَيْنَ أَصْلِ الفُوقِ) من السَّهْم (والرِّيش) ، عَن أَبي حَنِيفَة. (و) الخَصْر: (مَوْضِعُ بُيُوتِ الأَعرابِ) ، وَقَالَ بَعْضُهم: هُو مِنْ بُيُوتِ الأَعراب مَوْضِعٌ نَظِيفٌ (جَمْعُ الكُلِّ خُصُورٌ) . (و) الخَصَر، (بالتَّحْرِيك: البَرْدُ) يَجِدُه الإِنْسَانُ فِي أَطْرَافِهِ. وَمَا أَحْسَنَ بَيْتَ التَّلْخِيص: لَو اخْتَصَرْتُمْ من الإِحْسَان زُرْتُكُمُ والعَذْبُ يَهْجَر للإِفراطِ فِي الخَصَرِ قَالَ شَيْخُنَا: وَوَقَ فِي التَّصْرِيح للشَّيْخ خَالِد ضَبْطُه بالحَاءِ والصّاد المُهْمَلَتْين فِي قَوْلِ امْرِىءِ القَيْسِ: لَنِعْمَ الفَتى تَعْشُو إِلى ضَوْءِ نَارِه طَرِيفُ بْنُ مالٍ لَيْلَة الجُوعِ والحَصَر وَهُوَ غَلَط ظاهِرٌ والصَّواب (والخَصَر) بالخاءِ المُعْجَمَة، كَمَا أَشَرْت إِليه فِي حَاشِيَة التَّوْضِيح. (و) الخَصِر (ككَتِفٍ: البارِدُ) من كُلِّ شَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: الخَصِر: الَّذِي يَجِد البَرْدَ، فإِذا كَانَ مَعَه الجُوعُ فَهُوَ الخَرِص. وخَصِرَ الرَّجُلُ، إِذا آلَمَه البَرْدُ فِي أَطْرَافِه. يُقال: خَصِرَت يَدِي وخَصِرَتْ أَنامِلِي: تَأَلَّمَتْ من البَرْد، وأَخْصَرها القُرُّ: آلَمَهَا البَرْدُ. ويومٌ خَصِرٌ: أَلِيمُ البَرْدِ. وخَصِرَ يَوْمُنَا: اشتَدَّ بَرْدُه. قَالَ الشَّاعِر: رُبَّ خَالٍ لِيَ لَوْ أَبْصَرْته سَبِطِ المِشْيَةِ فِي اليَوْمِ الخَصِرْ ومَاءٌ خَصِرٌ: باردٌ. (و) المُخَصَّر، (كمُعَظَّم) : الرَّجُلُ (الدَّقِيقُ) الخَصْرِ (الضَّامِرُ) هُ، أَو ضامِرُ الخَاصِرَةِ. (والخاصِرَةُ: الشَّاكِلَةُ) ، وهما خَاصِرَتَان، (و) قيل: الخَصْرَانِ والخاصِرَتانِ: (مَا بَيْنَ الحَرْقَفَة والقُصَيْرَى) ، وَهُوَ مَا قَلَص عَنهُ القَصَرتَانِ وتقدَّم من الحَجَبَتَيْن وَمَا فَوْق الخَصْر من الجِلْدَةِ الرَّقِيقَةِ الطِّفْطِفَة، هاكَذا فِي المُحْكَم وغَيْرِه. فإِذا عَرَفْت ذالك فقَوْلُ ابْنِ الأَجْدابِيّ إِنّ الخَصْر والخَاصِرَة مُترادِفَانِ، أَي بِهاذا المَعَنى، كَمَا عَرَفْت، هُوَ كَلَام مُوَافِقٌ لِكَلاَم أَئِمَّة اللُّغَة. فقَوْلُ شَيْخِنا إِنّه لَا يُعْرَف وَلَا يُعْتَدُّ بِهِ مَحَلُّ تَأَمُّلٍ. (وَمَخاصِرُ الطَّرِيقِ: أَقْربُها) . وَيُقَال لَهَا: المُخْتَصَرَات أَيضاً. (والمِخْصَرَة كمِكْنَسةٍ) ، كالسَّوْطِ، وَقيل: هُوَ (مَا) يأْخُذُه الرَّجلُ بِيَدِهِ، (يتَوكَّأُ عَلَيْه، كالعَصَا ونَحْوِه) . (و) يُقَال: نَكَتَ الأَرضَ بالمِخْصَرَة، هُو (مَا يَأْخُذُه المَلِكُ يُشِيرُ بِهِ إِذَا خَاطَبَ) ويَصِل بِهِ كَلاَمَه، (و) كذالك (الخَطيبُ إِذَا خَطَب. والمِخْصرَة: كانَت من شِعَارِ المُلُوكِ، والجعُ المَخَاصِرُ، قَالَ: يَكادُ يُزِيلُ الأَرْضَ وَقْعُ خِطَابِهِمْ إِذَا وَصَلُوا أَيْمَانَهُم بالمَخَاصِر وَفِي الحَدِيثِ: (أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمخَرَجَ إِلى البَقِيعِ وبيَدِه مِخْصَرةٌ لَهُ، فجَلَس فنَكَت بِها الأَرضَ) قَالَ أَبو عُبَيْد: الْمِخْصَرة: مَا اخْتَصَر الإِنْسَانُ بِيَدِه فأَمْسَكَه، من عَصاً أَو مِقْرَعَةٍ أَو عَنَزَة أَو عُكَّازَة أَو قَضِيب ومَا أَشْبَهَا، وَقد يُتَّكَأُ عَلَيْه. (وذُو المِخْصَرَةِ) : لَقَب (عَبْد الله ابْن أُنَيْس) بن أَسْعَد الجِهَنِيّ ثُمَّ الأَنْصَارِيّ حلِيفهم، عَقَبِيّ، ويُكْنَى أَبَا يَحْيَى، رَوَى عَنْه أَولادُه عَطِيَّة وعَمْرٌ ووضَمْرَةُ وعَبْدُ الله، وبُسْر بن سَعِيد، وإِنَّما لُقِّب بِهِ (لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَعطاهُ مِخْصَرَةً وَقَالَ: (تَلْقَانِي بهَا فِي الجَنَّة)) فلَمَّا مَاتَ أَوصَى أَن تُدْفَن مَعَه فِي قَبْره. (وذُو الخُوَيْصِرَةِ اليَمَاميّ: صَحابِيٌّ) ، هاكذا بالمِيمِ على الصَّواب، ويُوجَد فِي بَعْضِ نُسَخ المَعَاجِم بالنُّون، (وَهُوَ البائِلُ فِي المَسْجِدِ) ، هاكذا يُرْوَى فِي حَدِيثٍ مُرْسَل. (و) أَما ذُو الخُوَيْصِرةً (التَّمِيمِيُّ) فَهُوَ (حُرْقُوصُ بْنُ زُهَيْر) السَّعْدِيّ (ضِئْضِىءُ الخوارِجِ) ورئِيسُهُم. قَالَ الطَّبَريّ: لَهُ صُحْبة، وأَمَدَّ بِهِ عُمَرُ المُسلمين الَّذِين نَازَلُوا الأَهوازَ فافْتَتَح حُرْقُوصٌ سُوقَ الأَهْواز. وَله أَثَرٌ كَبِيرٍ فِي قِتَالِ الهُرْمُزانِ. ثُمَّ كَانَ مَعَ عَلِيَ بصِفِّين، ثمَّ صَارَ مِنَ الخَوَارِج عَلَيْه، فقُتِل يَوْمَ النَّهْرَوانِ مَعَهم، وَهُوَ القائِل: يَا رَسُولَ الله اعْدِلْ. (و) هُوَ (فِي) صَحِيحِ الإِمام أَبِي عَبْدِ اللهاِ (البُخَارِيِّ) . ونَصُّه ((فأَتاه ذُو الخُوَيْصِرَةِ) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِل) . (وَقَالَ مَرَّةً) مِن طَرِيقٍ آخَرَ:) (فأَتاهُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ ذِي الخُوَيْصِرَةِ)) وَهُوَ ذُو الخُوَيْصِرَة بعَيْنِه، (وكأَنَّه وَهَمٌ) ، وتَفْصِيلُه فِي الإِصَابَة، (واللَّهُ أَعْلَمُ) بالحَقَائِق. (واخْتَصَرَ) الرَّجُلُ: (أَخَذَهَا) ، أَي المِخْصَرَة، أَوِ اعْتَمَدَ عَلَيْهَا فِي مَشْيِه. وَمِنْه حَدِيث عَلِيّ وذَكَر عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ: (واخْتَصَرَ عَنَزَتَه) ، والعَنَزَة: شِبْه العُكَّازَة. ويُقال فِيهِ: تَخَصَّر، كَمَا صَرَّح بِهِ صاحِبُ اللّسَان وغَيْرُهُ. (و) اخْتَصَرَ (الْكَلامَ: أَوْجَزَه) ، وَيُقَال: أَصْلُ الاخْتِصار فِي الطَّرِيق، ثمَّ استُعْمِل فِي الكَلامِ مَجازاً. وَقد فَرَّق بَعْضُ المُحَقِّقِين بَيْن الاخْتِصار والإِيجَازِ فَقَالَ: الإِيجَاز تَحْرِيرُ المَعْنَى، من غَيْر رِعَايَة لِلَفْظِ الأَصْل، بلَفْظ يَسِيرٍ. والاخْتِصَار: تَجْرِيدُ اللَّفْظِ اليَسِير مِنَ اللَّفْظِ الكَثِير مَعَ بَقَاءِ المَعْنَى، كَذَا نَقَلَه شَيْخُنَا. وَفِي اللِّسَان: والاخْتِصَارُ فِي الكَلاَم: أَنْ يَدَعَ الفُضُولَ ويَسْتَوْجِزَ الَّذِي يَأْتِي على المَعْنَى، وكَذالِك الاخْتِصَار فِي الطَّرِيق. (و) اخْتَصعآَ (السَّجْدَةَ: قَرَأَ سُورَتَهَا وتَرَك آيتَها كَيْ لَا يَسْجُدَ، أَو أَفْرَد آيتَها فَقَرَأَ بِها ليَسْجُد فِيهَا، وَقد نُهِيَ عَنْهُمَا) فِي الحَدِيث. ونَصُّه: (نَهَى عَن اخْتِصار السَّجْدَة) . وذَكَرُوا فِيهِ الوَجْهَيْن كَمَا ذَكَرَه المُصَنِّف، وكُرِهَ عِنْدَنَا الأَوَّل لَا الثَّانِي كَمَا فِي الكَنْزِ وشُرُوحِه. (و) اخْتَصَرَ: (وَضَعَ يَدَه عَلَى خاصِرَتهِ) ، وَفِي الأَساس: على خَصْرِه، (كتَخَصَّرَ) ، وَفِي الأَسَاسِ: تَخَاصَرَ، ويُؤَيّده عِبَارَةُ اللِّسَان. والاخْتِصَار والتَّخَاصُر: أَن يَضْرِبَ الرَّجُلُ يَدَه إِلى خَصحره فِي الصَّلاة. ورُوِيَ عَن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنَّه نَهَى أَن يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مُخْتَصِراً) وَقيل مُتَخَصِّراً، قيل: هُوَ من المخْصَرَة: وَقيل: مَعْنَاه أَنْ يُصَلِّيَ وَهُوَ واضِعٌ يَدَه على خَصْرِه. وجاءَ فِي الحَدِيث: (الاخْتِصارُ فِي الصَّلاَةِ رَاحَةُ أَهْلِ النّار) ، أَي أَنَّه فِعْلُ اليَهُود فِي صَلاتِهِم وهُم أَهْلُ النَّارِ. قَالَ الأَزْهَرِيّ فِي الحَدِيث الأَوّل: لَا أَرِي أَرُوِيَ مُخْتَصِراً أَو مُتَخَصِّراً. وَرَوَاهُ ابنُ سِيرينَ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ: مُخْتَصارً. وكذالك رَوَاهُ أَبُو عُبَيْد. قَالَ: ويُرْوَى فِي كَراهِيَتِهِ حَدِيثٌ مَرْفُوع، ويُرْوَى فِيهِ أَيضاً عَن عائِشَةَ وأَبِي هُرَيْرَةَ: (و) اخْتَصَر: (قَرَأَ آيَةً أَو آيَتَيْن من آخرِ السُّورةِ فِي الصَّلاةِ) وَلم يَقْرأْ سُورَةً بكَمَالِها فِي فَرْضه. وَبِه فَسَّرَ الأَزْهَرِيُّ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ السَّابِقَ، وَهُوَ أَحَدُ الوَجْهَيْن فِي تَأْوِيله. وَقَالَ ابنُ الأَثِير: هاكذا رَوَاه ابنُ سِيرينَ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ. (و) اخْتَصَر: (حَذَفَ الفُضُولَ مِنَ الشَّيْءِ) عَامّةً، (وَهُوَ الخُصَيْرَى) ، بضَمَ ففَتْح فأَلِف مَقْصُورَة وَفِي بَعْض النُّسَخ بكَسْرِ الرَّاءِ وياءِ النِّسْبَةِ، أَي الخَصْرِيّ كالاخْتِصار. قَالَ رُؤْبَةُ: وَفِي الخُصَيْرَى أَنتَ عِنْد الوُدِّ كَهْفُ تَمِيمٍ كُلِّهَا وسَعْدِ كتاب (و) اخْتَصَرَ (الطَّرِيقَ: سَلَكَ أَقْربَه) . قَالَ بَعْضُهم: هاذا هُوَ الأَصْل (و) . اخْتَصَر (فِي الحَزِّ) ، هاكَذا فِي النُّسَخ بالحَاءِ المُهْمَلَة والزَّاي، وَفِي بَعْضهِا بالجِيمِ والزَّاي، وَفِي بَعْضِهَا بالجِيمِ والزَّاي، إِذا (مَا اسْتَأْصَلَه) . (وخاصَرَهُ: أَخذَ بِيَدِه فِي المَشْيِ) . قَالَ عَبْدُ الرَّحْمان بْنُ حَسّان: ثُمَّ خَاصَرْتُها إِلى القُبَّةِ الخَضْ راءِ تَمْشِي فِي مَرْمَرٍ مَسْنُونِ قَالَ ابْن بَرّيّ: هاذَا البَيْت يُرْوَى لعَبْدِ الرّحمان بْنِ حَسّان كَمَا ذَكَرَه الجَوْهِرِيّ وغَيْره. قَالَ: والصَّحيح مَا ذَهَب إِلَيْهِ ثَعْلَب أَنّه لأَبي دَهْبَل الجُمَحِيّ، وذَكَر قِصَّتَه. وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدِ وذَكَر صَلاَة العِيدِ: (فَخَرَجَ مُخاصِراً مَرْوَان) . قَالَ ابْنُ الأَثِير: والمُخاصَرَة أَن يَأْخُذَ الرَّجُلُ بِيَد رَجُلٍ آخَرَ يَتَمَاشَيَانِ ويَدُ كُلِّ واحِدٍ مِنْهما عِنْد خَصْرِ صاحِبِه. (كتَخاصَرَ) ، يُقَال خَرَج القَوْمُ مُتَخاصِرِينَ، إِذا كَانَ بَعْضُهم آخِذاً يَدَ بَعْضٍ. (أَو) خَاصَرَ: (أَخذَ كُلٌّ فِي طَرِيقٍ حَتّى يَلْتَقِيَا فِي مَكَانٍ) ، وَهُوَ المُخَازَمة. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ: أَنْ يَمْشِيَ الرَّجُلانِ ثُمَّ يَفْتَرِقا حَتَّى يَلْتَقِيَا على غَيْرِ مِيعَاد. (أَوْ) خَاصَرَ، إِذَا (مَضَى عِنْدَ) ، وَفِي بَعْض النُّسَخ: إِلَى (جَنْبِه) . (والخِصَارُ ككِتَاب: الإِزَارُ) ، لأَنَّه يُتَخَصَّر بِهِ. (وَفِي الحَدِيث: (المُتَخَصِّرُونَ يَوْمَ القِيَامَة على وُجُوهِهِم النُّورُ) ، أَي المُصَلُّونَ باللَّيْلِ، فإِذَا تَعِبُوا وَضَعُوا أَيْدِيَهُم على خَواصِرِهِم) من التَّعَب. هاكذا أَوردَه ابْنُ الأَثِير وفَسَّره. قَالَ: ومَعْنَاه يَكُون أَنْ يأْتُوا يَوْم القيامةِ ومَعَهم أَعْمَالٌ لَهُم صَالِحَة يَتَّكِئُون عَلَيْهَا. مَأْخُوذٌ من المَخْصَرَة. قَالَ شَيْخُنَا: وَهَذَا هُوَ الظَّاهِر الَّذِي ذَكَرَه أَئِمَّةُ الغَرِيبِ وإِلاَّ تَنَاقَضَ الحَدِيثان فاعْرِفْ ذَلِك. (وكَشْحٌ مُخَصَّرٌ) ، كمُعَظَّم: (دَقِيقٌ. و) من المَجَاز: (نَعْلٌ مُخَصَّرَةٌ) ، أَي (مُسْتَدِقَّةُ الوَسَطِ) . وخَصْرُ النَّعْلِ: مَا استدقَّ فِي قُدَّامِ الأُذْنَيْن مِنْهَا. قَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: الخَصْرَانِ من النَّعْل: مُسْتَدَقُّها. ونَعْلٌ مُخَصَّرةٌ: لَهَا خَصْرانِ. وَفِي الحَدِيث (أَنَّ نَعْلَه ت كَانَت مُخَصَّرَةً) ، أَي قُطِعَ خَصْرَاهَا حتَّى صَارَا مُسْتَدقَّيْن. (و) من الْمجَاز: (رَجُلٌ مُخَصَّر القَدَمَيْنِ) إِذا كانَت (قَدَمُه تَمَسُّ الأَرْضَ من مُقَدَّمِهَا وعَقِبها ويُخَوَّى أَخْمَصُها مَعَ دِقَّةٍ فِيهِ) . وقَدَمٌ مُخَصَّرَة ومَخْصُورَة، (ويَدٌ مُخْصُورَة) ومُخَصَّرَةٌ (فِي رُسْغِها تَخْصِيرٌ كَأَنَّه مَرْبُوطٌ، أَو فِيهِ مَحَزٌّ مُسْتَدِيرٌ) كالحَزِّ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: رجُلٌ ضخْمُ الخَوَاصِرِ. وحَكَى اللِّحْيَانِيّ: إِنَّهَا لمُنْتَفِخَةُ الخَوَاصِر، كأَنَّهُم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ خاصِرَة، ثمَّ جُمِعَ على هذَا. قَالَ الشَّاعِر: فَلَمَّا سَقَيْنَاها العَكِيسَ تَمَذَّحَت خَواصِرُها وازْدَادَ رَشْحاً وَرِيدُهَا ورَجُلٌ مَخْصُورُ البَطْنِ والقَدَمِ كمُخَصَّر. وَرجل مَخْصُورٌ: يَشْتَكِي خَصْرَه أَو خاصِرَته. وَفِي الحَدِيث: (فَأَصَابَنِي خَاصِرَةٌ) ، أَي وَجَعٌ فِي خَاصِرَتي. وَقيل: وَجَعٌ فِي الكُلْيَتَينِ. وَفِي مُسْنَدِ الحَارِث بْنِ أُسَامَة يَرْفَعُه: الخَاصِرَة: عِرْقٌ فِي الكُلْيَة إِذا تَحَرَّكَ وَجِخعَ صاحِبُه. والمُخَاصَرَةُ فِي البُضْعِ: أَن يَضْرِبَ بيَدِه إِلى خَصْرِهَا. ومُخْتَصَرَات الطُّرُقِ: الَّتِي تَقْرُبُ فِي وُعُورِهَا، وإِذا سُلِكَ الطَّرِيقُ الأَبعَدُ كَانَ أَسْهَل. وثَغْرٌ بارِدُ المُخَصَّر: المُقَبَّلِ. وعِبَارَةُ الأَسَاس: ثَغْر خَصِرٌ، بارِدُ المُقَبَّل. وهاذا أَخْصَرُ مِنْ ذَاك وأَقْصَر.
المعجم: تاج العروس عرفه
المعنى: ـ عَرَفَهُ يَعْرِفُهُ مَعْرِفَةً وعِرْفاناً وعِرفَةً وعِرِفَّاناً، بكَسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةَ الفاءِ: عَلِمَه، فهو عارِفٌ وعَريفٌ وعَروفَةٌ، ـ وـ الفَرسَ عَرْفاً، بالفتح: جَزَّ عُرْفَهُ، ـ وـ بذَنْبِه، وله: أقَرَّ، ـ وـ فلاناً: جازاهُ. وقَرَأ الكِسائِيُّ {عَرَفَ بعضَه} ، أي: جازَى حَفْصَةَ، رضي الله تعالى عنها، ببعضِ ما فَعَلَتْ، أو مَعناهُ: أقَرَّ ببعضِه وأعْرَضَ عن بعضٍ، ومنه: أنا أعْرِفُ للمُحْسِنِ والمُسِيءِ، أي: لا يَخْفَى عَلَيَّ ذلك ولا مُقَابَلَتُه بما يُوافِقُه. ـ والعَرْفُ: الريحُ، طَيِّبَةً أو مُنْتِنَةً، وأكْثَرُ اسْتِعْمَالِه في الطِّيِّبَةِ ـ و "لا يَعْجِزُ مَسْكُ السَّوْءِ عن عَرْفِ السَّوْءِ " : يُضْرَبُ لِلَّئِيمِ لا يَنْفَكُّ عن قُبْحِ فِعْلِهِ، شُبِّهَ بِجِلْدٍ لم يَصْلُحْ للدِباغ. ـ والعَرْفُ: نَباتٌ، أو الثُّمامُ، أو نَبْتٌ ليس بِحَمْضٍ ولا عِضاهٍ، وبهاءٍ: الريحُ، واسمٌ مِن: ـ اعْتَرَفَهُمْ: سَألَهُم، ويُكْسَرُ، وقُرْحَةٌ تَخْرُجُ في بياضِ الكَفِّ. ـ وعُرِفَ، كعُنِي، عَرْفاً، بالفتح: خَرَجَتْ به. ـ والمَعْروفُ: ضِدُّ المُنْكَرِ. ـ ومَعْروفٌ: فَرَسُ سَلَمَةَ الغاضِرِيِّ، ـ وـ ابنُ مُسْكانَ: بانِي الكَعْبَةِ، ـ وـ ابنُ سُوَيْدٍ، وابنُ خَرَّبُوذ: مُحدِّثانِ، ـ وـ ابنُ فَيْرُوزانَ الكَرْخِيُّ: قَبْرُه التِّرْياقُ المُجَرَّبُ ببَغْدَادَ، وبهاءٍ: فَرَسُ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ. ـ ويومُ عَرَفَةَ: التاسِعُ من ذي الحِجَّةِ. ـ وعَرَفَاتٌ: مَوْقِفُ الحاجِّ ذلك اليَومَ، على اثْنَيْ عَشَرَ مِيلاً من مكَّةَ، وغَلِطَ الجوهرِيُّ فقال: مَوْضِعٌ بمنًى سُمِّيَتْ لأنَّ آدَمَ وحوَّاءَ تَعَارفا بها، أو لقولِ جبريل لإِبراهيمَ، عليهما السلامُ، لما عَلَّمَهُ المناسِكَ: أعَرَفْتَ؟ قال: عَرَفْتُ، ـ أو لأنها مُقَدَّسَةٌ مُعَظَّمَةٌ كأنها عُرِفَتْ، أي: طُيِّبَتْ، اسمٌ في لَفْظِ الجَمْعِ فلا يُجْمَعُ، مَعْرِفَةٌ، وإن كان جَمْعاً، لأنَّ الأماكِنَ لا تَزولُ، فَصارَت كالشيءِ الواحِد، مَصْروفَةٌ لأن التاءَ بِمَنْزِلَةِ الياءِ والواوِ في مُسْلمينَ ومُسْلمونَ، ـ والنِسْبَةُ: عَرَفِيٌّ. وزَنْفَلُ بنُ شَدَّادٍ العَرَفِيُّ سَكَنَها فَنُسبَ إليها. وقولُهُم نَزَلْنَا عَرَفَةَ: شَبيهُ مُوَلَّدٍ. ـ والعارِفُ والعَروفُ: الصَّبورُ. ـ والعارِفَةُ: المَعْروفُ، ـ كالعُرْفِ، بالضم، ـ ج: عَوارِفُ. وكشَدَّادٍ: الكاهِنُ، والطَّبيبُ، واسمٌ. ـ وأمرٌ عارِفٌ: مَعْروفٌ. ـ وعَرِفَ، كَسَمِعَ: أكثَرَ الطِّيبَ. ـ والعُرْفُ، بالضم: الجودُ، واسمُ ما تَبْذُلُهُ وتُعْطيهِ، ومَوْجُ البَحْرِ، وضِدُّ النُّكْرِ، واسمٌ من الاعتِرافِ، ـ تقولُ له: عَلَيَّ ألْفٌ عُرْفاً، أي: اعْتِرافاً، ـ وـ : شَعَرُ عُنُقِ الفَرَسِ، ويُضَمُّ راؤُهُ، ـ وع، ـ وـ : عَلَمٌ، والرَّمْلُ والمَكانُ المُرْتَفِعَانِ، ويُضَمُّ راؤُهُ، ـ كالعُرْفَةِ، بالضم، ـ ج: كصُرَدٍ وأقْفالٍ، وضَرْبٌ من النَّخْلِ، أو أوَّلُ ما تُطْعِمُ، أو نَخْلَةٌ بالبَحْرَيْنِ تُسَمَّى: البُرْشومَ، وشَجَرُ الأُتْرُجِّ، ـ وـ من الرَّمْلَةِ: ظَهْرُها المُشْرِفُ، ـ وجَمْعُ عَروفٍ: للصابِرِ، وجَمْعُ العَرْفاءِ من الإِبِلِ والضِباع، وجَمْعُ الأَعْرَفِ من الخَيْلِ والحَيَّاتِ. ـ وطارَ القَطا عُرْفاً، أي: بعضُها خَلْفَ بعضٍ. ـ وجاءَ القومُ عُرْفاً عُرْفاً: كذلك، قيلَ: ومنه: {والمُرْسَلاتِ عُرْفاً} ، أي أرادَ أنها تُرْسَلُ بالمَعْرُوفِ. وذو العُرْفِ، بالضم: رَبيعَةُ بنُ وائِلٍ ذي طَوَّافٍ الحَضْرَمِيُّ، من ولَدِهِ: الصَّحابيُّ رَبيعَةُ ابنُ عَيْدَانَ بنِ رَبيعَةَ ذي العُرْفِ. ـ وعُرُفٌ، كعُنُقٍ: ماءٌ لِبَنِي أسَدٍ، ـ وع. والمُعَلَّى بنُ عُرْفانَ، بالضم: من أتباعِ التابِعينَ. وكجُرُبَّانٍ وعِفِتَّانٍ، بضمتينِ مُشَدَّدَةً، وبكسرتينِ مُشَدَّدَةً: جُنْدَبٌ ضَخْمٌ كالجَرادَةِ، لا يكونُ إلا في رِمْثَةٍ أو عُنْظُوانَةٍ، أو دُوَيْبَّةٌ صَغيرَةٌ تكونُ بِرَمْلِ عالِجٍ والدَّهْناءِ، وجَبَلٌ، وبكسرتينِ مُشَدَّدَةً فقط: صاحِبُ الراعي الذي يقولُ فيه: كفاني عِرِفَّانُ الكَرَى وكَفَيْتُهُ **** كُلوءَ النُّجومِ والنُّعاسُ مُعانِقُهْ فَباتَ يُريهِ عِرْسَهُ وبَنَاتِهِ **** وبِتُّ أُريهِ النَّجْمَ أيْنَ مَخَافِقُهْ ـ والمُعْتَرِفُ بالشيءِ: الدالُّ عليه، ويُضَمُّ. وعِرْفانُ، كَعِتْبانَ: مُغَنِّيةٌ مَشْهُورَةٌ. ـ والعُرْفَةُ، بالضم: أرضٌ بارِزَةٌ مُسْتَطيلَةٌ، تُنْبِتُ، والحَدُّ بين الشَّيْئَيْنِ، ـ ج: عُرَفٌ. ـ والعُرَفُ: ثلاثةَ عَشَرَ مَوْضِعاً: ـ عُرْفَةُ صارَةَ، وعُرْفَةُ القَنانِ، وعُرْفَةُ ساقِ الفَرْوَيْنِ، وعُرْفَةُ الأَمْلَحِ، وعُرْفَةُ خَجا، وعُرْفَةُ نِباطٍ، وغيرُ ذلك. ـ والأَعْرافُ: ضَرْبٌ من النَّخْلِ، وسُورٌ بين الجَنَّةِ والنارِ، ـ وـ من الرياحِ: أعاليها. ـ وأعْرافُ نَخْلٍ: هِضَابٌ حُمْرٌ لبني سَهْلَةَ. ـ وأعْرافُ لُبْنَى، ـ وأعْرافُ غَمْرَةَ: مَواضِعُ. ـ والعَريفُ، كأميرٍ: مَن يُعَرِّفُ أصحابَهُ، ـ ج: عُرَفاءُ. ـ وعَرُفَ، ككرُمَ وضَرَبَ، عَرَافَةً: صارَ عَريفاً. وككتَبَ كِتابَةً: عَمِل العِرافَةَ. ـ والعَريفُ: رَئيسُ القومِ، سُمِّيَ لأَنه عُرِفَ بذلك، أو النَّقيبُ، وهو دونَ الرئيسِ. وعَريفُ بنُ سَريعٍ، وابنُ مازِنٍ: تابعيَّانِ، ـ وـ ابنُ جُشَمَ: شاعِرٌ فارِسٌ، وابنُ العَريفِ: أبو القاسِمِ الحُسَيْنُ بنُ الوَليدِ الأنْدَلُسِيُّ: نحويُّ شاعرٌ. وكزُبَيْرٍ: ابنُ دِرْهَمٍ، وابنُ إبراهيمَ، وابنُ مُدْرِكٍ: محدِّثونَ. والحَارِثُ بنُ مالِكِ بنِ قَيْسِ بنِ عُرَيْفٍ: صحابيٌّ. وعُرَيْفُ بنُ آبَدَ: في نَسَبِ حَضْرَمَوْتَ. ـ وما عَرَفَ عِرْفي، بالكسر، إلاَّ بأخَرَةٍ، أي: ما عَرَفَنِي إلا أخيراً، ـ أو العِرْفَةُ، بالكسر: المَعْرِفَةُ. ـ والعِرْفُ، بالكسر: الصَّبْرُ. وقد عَرَفَ للأمرِ يَعْرِفُ، واعْتَرَفَ. ـ والمَعْرَفَةُ، كَمَرْحَلَةٍ: موضِعُ العُرْفِ من الفرسِ. ـ والأَعْرَفُ: مالَهُ عُرْفٌ. ـ والعَرْفاءُ: الضَّبُعُ، لكَثْرَةِ شَعَرِ رَقَبَتِهَا. ـ وامرأةٌ حَسَنَةُ المَعارِفِ أي: الوَجْهِ، وما يَظْهَرُ منها، واحدُها: كَمَقْعَدٍ. ـ وهو من المعَارِفِ، أي: المَعْروفينَ، ـ وحَيَّا اللّهُ المَعارِفَ: أي: الوُجوهَ. ـ وأعْرَفَ: طالَ عُرْفُه. ـ والتَّعْريفُ: الإِعْلامُ، وضِدُّ التَّنْكيرِ، والوقُوف بعَرَفَاتٍ. ـ والمُعَرَّفُ، كمُعظَّمٍ: المَوْقِفُ بعَرَفاتٍ. ـ واعْرَوْرَفَ: تَهَيَّأ للشَّرِّ، ـ وـ البَحْرُ: ارْتَفَعَتْ أمْواجُهُ، ـ وـ النَّخْلُ: كَثُفَ والتَفَّ كأنَّهُ عُرْفُ الضَّبُعِ، ـ وـ الدَّمُ: صارَ له زَبَدٌ، ـ وـ الفَرَسَ: عَلا على عُرْفِه، ـ وـ الرَّجُلُ: ارْتَفَعَ على الأعْرافِ. ـ واعْتَرَفَ به: أَقَرَّ، ـ وـ فُلاناً: سَألَهُ عن خَبَرٍ ليَعْرِفَهُ، ـ وـ الشيءَ: عَرَفَهُ، وذَلَّ، وانْقادَ، ـ وـ إليَّ: أَخْبَرَنِي باسْمِه وشَأنِه. ـ وتَعَرَّفْتُ ما عندَك: تَطَلَّبْتُ حتى عَرَفْتُ، ويقالُ: ائْتِه فاسْتَعْرِفْ إليه حتى يَعْرِفَكَ. ـ وتَعارَفوا: عَرَفَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وسَمَّوْا: عَرَفَةَ، مُحَرَّكَةً، ومَعْروفاً وكَزُبيْرٍ وأَميرٍ وشَدَّادٍ وقُفْلٍ.
المعجم: القاموس المحيط فتح
المعنى: الفتح: نقض الإغلاق، فتحه يفتحه فتحا وافتتحه وفتحه فانفتح وتفتح. الجوهري: فتحت الأبواب، شدد لكثرة فتفتحت هي، وقوله تعالى: لا تفتح لهم أبواب السماء، قرئت بالتخفيف والتشديد وبالياء والتاء، أي لا تصعد أرواحهم ولا أعمالهم، لأن أعمال المؤمنين وأرواحهم تصعد إلى السماء، قال الله تعالى: إن كتاب الأبرلر لفي عليين، وقال جل ثناؤه: إليه يصعد الكلم الطيب، وقال بعضهم: أبواب السماء أبواب الجنة لأن الجنة في السماء، والدليل لى ذلك قوله تعالى: ولا يدخلون الجنة، فكأنه قال: لا تفتح لهم أبواب الجنة. وقوله تعالى: مفتحة لهم الأبواب، قال أبو علي مرة: إنما هو مرفوع على البدل من الضمير الذي في مفتحه. وقال: العرب تقول فتحت الجنان، تريد فتحت أبواب الجنان، قال تعالى: وفتحت السماء فكانت أبوابا، والله أعلم. وقوله تعالى: ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده، قال الزجاج: معناه ما يأتيهم به الله منن مطر أو رزق فلا يقدر أحد أن يمسكه، وما يمسك من ذلك فلا يقدر أحد أن يرسله.والمفتح، بكسر الميم، والمفتاح: مفتاح الباب وكل ما فتح به الشيء، قال الجوهري: وكل مستغلق، قال سيبويه: هذا الضرب مما يعتمل مكسور الأول، كانت فيه الهاء أو لم تكن، والجمع مفاتيح ومفاتح أيضا، قال الأخفش: هو مثل قولهم أماني وأماني، يخفف ويشدد، وقوله تعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعملها إلا هو، قال الزجاج: جاء في التفسير أنه عنى قوله: إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت، قال: فمن ادعى أنه يعلم شيئا من هذه الخمس فقد كفر بالقرآن لأنه قد خالفه، وفي الحديث: أوتيت مفاتيح الكلم، وفي رواية: مفاتح، هما جمع مفتاح ومفتح وهما في الأصل مما يتوصل به إلى استخراج المغلفات التي يتعذر الوصول إليها، فأخبر أنه أوتي مفاتيح الكلام، وهو ما يسر الله له من البلاغة والفصاحة، والوصول إلى غوامض المعاني وبدائع الحكم ومحاسن العبارات، والألفاظ التي أغلقت على غيره وتعذرت عليه، ومن كان في يده مفاتيح شيء مخزون سهل عليه الوصول إليه.وباب فتح أي واسع مفتح، وفي حديث أبي الدرداء: ومن يأت بابا مغلقا يجد إلى جنبه بابا فتحا أي واسعا، ولم يرد المفتوح، وأراد بالباب الفتح: الطلب إلى الله والمسألة. وقارورة فتح: واسعة الرأس بلا صمام ولا غلاف، لأنها تكون حنيئذ مفتوحة، وهو فعل بمعنى مفعول.والفتح: الماء المفتح إلى الأرض ليسقى به.والفتح الماء الجاري على وجه الأرض، عن أبي حنيفة الأزهري: والفتح النهر. وجاء في الحديث: ما سقي فتحا وما سقي بالفتح ففيه العشر، المعنى ما فتح إليه ماء الهر فتحا من الزروع والنخيل ففيه العشر. والفتح: الماء يجري من عين أو غيرها. والمفتح والمفتح قناة الماء.وكل ما انكشف عن شيء فقد انفتح عنه وتفتح. وتفتح الأكمة عن النور: تشققها.والفتح: افتتاح دار الحرب، وجمعه فتوح. والفتح: النصر. وفي حديث الحديبية: أهو فتح؟ أي نصر. واستفتحت الشيء وافتتحته، والاستفاح: الاستنصار. وفي الحديث: أنه كان يستفتح بصعاليك المهاجرين أي يستنصر بهم، ومنه قوله تعالى: إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح. واستفتح الفتح: سأله. وقال الفراء: قال أبو جهل يوم بدر: اللهم انصر أفضل الدينين وأحقه بالنصر، فقال الله عز وجل: إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح، قال أبو إسحق: معناه إن تستنصروا فقد جاءكم النصر، قال: ويجوز أن يكون معناه: إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء، وقد جاء التفسير بالمعنيين جميعا. روي أن أبا جهل قال يومئذ: اللهم أقطعنا للرحم وأفسدنا للجماعة فأحنه اليوم! فسأل الله أن يحكم بحين من كان كذلك، فنصر النبي، صلى الله عليه وسلم، وناله هوالحين وأصحابه، وقال الله عز وجل: إن تستفحوا فقد جاءكم الفتح، أراد إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء، وقيل إنه قال: اللهم انصر أحب الفئتين إليك، فهذا يدل أن معناه إن تستنصروا، وكلا القولين جيد. وقوله تعالى: إنا فتحنا لك فتحا مبينا، قال الزجاج: جاء في التفسير قضينا لك قضاء مبينا أي حكمنا لك بإظهار دين الإسلام وبالنصر على عدوك، قال الأزهري: قال قتاده أي قضينا لك قضاء فيما اختار الله لك من مهادنة أهل مكة وموادعتهم عام الحديبية، ابن سيده قال: وأكثر ما جاء في التفسير أنه فتح الحديبية، وكانت فيه آية عظيمة من آيات النبي، صلى الله عليه وسلم، وكان هذا الفتح عن غير قتال شديد، قيل: إنه كان عن تراض بين القوم، وكانت هذه البئر استقى جميع ما فيها من الماء حتى نزحت ولم يبق فيها ماء، فتمضمض رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثم مجه فيها فدرت البئر بالماء حتى شرب جميع من كان معه. وقوله تعالى: إذا جاء نصر الله والفتح، قيل عن فتح مكة، وجاء في التفسير أنه نعيت إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، نفسه في هذه السورة، فأعلم أنه إذا جاء فتح مكة ودخل الناس في الإسلام أفواجا فقد قرب أجله، فكان يقول: إنه قد نعيت إلى نفسي في هذه السورة، فأمر الله أن يكثر التسبيح والاستغفار. الأزهري: وقول الله تعالى: ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين؟ قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون، قال مجاهد: يوم الفتح ههنا يوم القيامة، وكذلك قال قتادة والكلبي، وقال قتادة: كان أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقولون: إن لنا يوما أوشك أن نستريح فيه وننعم، فقال الكفار: متى هذا الفتح إن كنتم صادقين؟ وقال الفراء: يوم الفتح عنى به فتح مكة، قال الأزهري: والتفسير جاء بخلاف ما قال، وقد نفع الكفار من أهل مكة إيمانهم يوم الفتح، وقال الزجاج: جاء أيضا في قوله"ويقولون متى هذا الفتح" متى هذا الحكم والقضاء فأعلم الله أن يوم ذلك الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم أي ما داموا في الدنيا فالتوبة معرضة ولا توبة في الآخرة. وقوله تعالى: ففتحنا أبواب السماء، أي فأجبنا الدعاء.واستفتح الله على فلان: سأله النصر عليه ونحو ذلك. والفتاحة: النصرة. الجوهري: الفتاحة، بالضم، الحكم. والفتاحة والفتاحة: أن تحكم بين خصمين، وقيل: الفتاحة الحكومة، قال الأشعر الجعفي: ألا مــن مبلــغ عمــرا رسـولا فــإني عــن فتــاحتكم غنيــ؟ الأزهري: الفتح أن تحكم بين قوم يختصمون إليك، كما قال سبحانه مخبرا عن شعيب: ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين. الأزهري: والفتاح الحكومة.ويقال للقاضي: الفتاح لأنه يفتح مواضع الحق، وقوله تعالى: ربنا افتح بيننا، أي اقض بيننا. وفي حديث الصلاة: لا يفتح على الإمام، إراد إذا أرتج عليه في القراءة وهو في الصلاة لا يفتح له المأموم ما أرتج عليه أي لا يلقنه، ويقال: أراد بالإمام السلطان، وبالفتح الحكم، أي إذا حكم بشيء فلا يحكم بخلافه.والفتاح: الحاكم، الأزهري: الفتاح في صفة الله تعالى الحاكم، قال: وأهل اليمن يقولون للقاضي الفتاح، ويقول أحدهم لصاحبه: تعال حتى أفاتحك إلى الفتاح، ويقول: افتح بيننا أي احكم، وفي التنزيل: وهو الفتاح العليم.وفاتحه مفاتحة وفتاحا: حاكمه. وفي الحديث ابن عباس: ما كنت أدري ما قوله عز وجل: ربنا افتح بيننا وبين قومنا، حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك أي أحاكمك، ومنه: لا تفاتحوا أهل القدر أي لا تحاكموهم، وقيل: لا تبدأوهم بالمجادلة والمناظرة.وفي أسماء الله تعالى الحسنى: الفتاح، قال ابن الأثير: هو الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده، وقيل: معناه الحاكم بينهم، يقال: فتح الحاكم بين الخصمين إذا فصل بينهما. الفاتح الحاكم. والفتاح من أبنية المبالغة.وتفتح بما عنده من مال أو أدب: تطاول به، وهي الفتحة، تقول: ما هذه الفتحة التي أظهرتها وتفتحت بها علينا؟ قال ابن دريد: ولا أحسبه عربيا.وفاتح الرجل: ساومه ولم يعطه شيئا، فإن أعطاه، قيل: فاتكه، حكاه ابن الأعرابي. الأزهري: عن ابن بزرج: الفتحى الريح، وأنشد: أكلهــم لا بــارك اللـه فيهـم إذا ذكرت فتحى من البيع عاجب؟ فتحى على فعلى.وفاتحة الشيء: أوله.وافتتاح الصلاة: التكبيرة الأولى. وفواتح القرآن: أوائل السور، الواحدة فاتحة. وأم الكتاب يقال لها: فاتحة القرآن. والفتح: أن تفتح على من يستقرئك. والمفتح: الخزانة، الأزهري: وكل خزانة كانت لصنف من الأشياء، فهي مفتح والمفتح: الكنز، وقوله تعالى: ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة، قيل: هي الكنوز والخزائن، قال الزجاج: روي أن مفاتخه خزائنه. الأزهري: والمعنى ما إن مفاتحه لتنيء العصبة أي تميلهم من ثقلها. وروي عن أبي صالح: ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة، الأزهري: والأشبه في التفسير أن مفاتحه خزائن ماله، والله أعلم بما أراد. وقال: قال الليث: جمع المفتاح الذي يفتح به المغلاق مفاتيح، وجمع المفتح الخزانة المفاتح، وجاء في التفسير أيضا أن مفاتحه كانت من جلود على مقدار الإصبع، وكانت تحمل على سبعين بغلا أو ستين، قال: وهذا ليس بقوي. وروى الأزهري عن أبي رزين قال: مفاتحه خزائنه إن كان لكافيا مفتاح واحد خزائن الكوفة إنما مفاتحه المال، وفي الحديث: أوتيت مفاتيح خزائن الأرض، أراد ما سهل الله له ولأمته من افتتاح البلاد المتعذرات واستخراج الكنوز الممتنعات.والفتوح من الإبل: الناقة الواسعة الأحاليل، وقد فتحت وأفتحت، بمعنى. والنزور: مثل الفتوح. وفي حديث أبي ذر: قدر حلب شاة فتوح أي واسعة الأحاليل. والفتح: أول مطر الوسمي، وقيل: أول المطر، وجمعه فتوح، بفتح الفاء قال: كــأن تحــتي مخلفــا قروحــا رعــى غيـوث العهـد والفتوحـا ويروى جميم العهد، وهو الفتحة أيضا. والفتح: الماء الجاري في الأنهار. وناقة مفاتيح وأينق مفاتيحات: سمان، حكاها السيرافي. والفتح: مركب النصل في السهم، وجمعه فتوح. والفتح: جنى النبع، وهو كأنه الحبة الخضراء إلا أنه أحمر حلو مدحرج يأكله الناس.الأزهري: فاتح الرجل امرأته إذا جامعها.وتفاتح الرجلان إذا تفاتحا كلاما بينهما وتخافتا دون الناس. والفتحة: الفرجة في الشيء.والفتاحة: طويرة ممشقة بحمرةوالفتاح: طائر أسود يكثر تحريك ذنبه أبيض أصل الذنب من تحته ومنها أحمر، والجمع فتاتيح، ولا يجمع بالألف والتاء.
المعجم: لسان العرب كفت
المعنى: كفت : (كَفَتَه يَكْفِتُهُ) كَفْتاً (: صَرَفَهُ عَن وَجْهِه، فنْكَفَتَ) أَي رَجَعَ رَاجِعاً، وَفِي حَدِيث ابْن عُمَرَ (صَلاةُ الأَوّابِينَ مَا بَيْنَ أَنْ يَنْكَفِتَ أَهْلُ المَغْرِبِ إِلى أَنْ يَثُوبَ أَهْلُ العُشَراءِ) أَي يَنْصَرِفُون إِلى مَنَازِلِهِم. (و) كَفَتَ (الشيءَ إِلَيْهِ) يَكْفِتُه كَفْتاً (: ضَمَّه وقَبَضَه، كَكَفَّتَه) مُشَدَّداً، يُسْتَعْمل فيهمَا، قَالَ أَبو دُؤَيب: أَتَوْهَا بِرِيحٍ حَاوَلَتْهُ فأَصْبَحَتْ تُكَفَّتُ قدْ حَلَّتْ وساغَ شَرابُهَا وَيُقَال: كَفَتَه الله، أَي قَبَضَه، وَفِي حديثِ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَنه قَالَ: (اكْفِتُوا صِبْيَانُكُمْ، فإِنّ للشَّيْطَانِ خَطْفَةً) قَالَ أَبو عُبيد: يَعْنِي ضُمُّوهم إِلَيْكُم، واحبِسُوهم فِي الْبيُوت يريدُ عِنْد انتشارِ الظَّلامِ، وَفِي الحَدِيث (نُهِينَا أَنْ نَكْفِتَ الثِّيَابَ فِي الصَّلاة) أَي نضُمَّهَا ونَجْمَعَهَا من الانتشارِ، يريدُ جمعَ الثَّوْبِ باليَدينه عنْد الرُّكوعِ والسُّجود. وكَفَت الدّرْعَ بالسَّيْفِ يَكْفِتُها، وكَفَّتَهَا: عَلَّقها بِه فضَمَّهَا إِليه، قَالَ زُهَيْر: خَدْبَاء يَكْفِتُهَا نِجادُ مُهَنَّدِ وكُلُّ شَيْءٍ ضَمَمْتَه إِليك فقد كَفَتَّه، قَالَ زُهَيْر: ومُفَاضَةٍ كالنِّهْيِ تَنْسِجه الصَّبَا بيضاءَ كُفِّتَ فَضْلُهَا بِمُهَنَّدٍ يَصِفُ دِرْعاً عَلّق لابِسُهَا بالسَّيْفِ فُضولَ أَسافِلِها، فضَمّها إِليه، وشَدَّده للمبالغةِ. (و) كَفَتَ (الطائرُ وغيرُه) يَكْفِتُ (كَفْتاً وكِفَاتاً) ككِتَابٍ (وكَفِيتاً) كأَمِيرٍ (وَكَفَتَاناً) محركة: (أَسْرَعَ فِي الطَّيَرانِ) . (و) الكَفَتَانُ من (العَدْوِ) والطَّيَرَانِ، كالحَيَدَانِ فِي شِدَّةٍ. ويقالُ: كَفَتَ الطائرُ، إِذَا طَارَ (وَتَقَبَّضَ فِيهِ) . (و) الكَفْتُ فِي عَدْوِ ذِي الحافِرِ: سُرْعَةُ قَبْضِ اليدِ، قَالَه الأَزهريّ، وَفِي الصّحاحِ: الكَفْتُ: السَّوْقُ الشَّديدُ. و (رَجُلٌ كَفْتٌ وكَفِيتٌ: سَرِيعٌ خَفِيفٌ دَقِيقٌ) مثل كَمْشٍ وكَمِيشٍ، وفَرَسٌ كَفِيتٌ وقَبِيضٌ. وعَدْوٌ كَفيتٌ، أَي سريع، قَالَ رُؤْبة: تَكَادُ أَيْدِيهَا تَهاوَى فِي الزَّهَقْ من كَفْتِهَا شَدًّا كإِضرَامِ الحَرَقْ وَفِي التكملَة رجلٌ كَفِتٌ، لغةٌ فِي كَفْتِ، كَكَمِشٍ وكَمْشِ، عَن الكسائيّ. وَفِي اللِّسَان: عَدْوٌ كَفِيتٌ وكِفَاتٌ: سريعُ، ومَرٌّ كَفِيتٌ وكِفَاتٌ: سريع، قَالَ زُهير: مَرًّا كِفَاتاً إِذا مَا المَاءُ أَسْهَلَها حَتَّى إِذا ضُرِبَتْ بالسَّوْطِ تَبْتَرِكُ (وكَافَتَهُ: سَابَقَه) ، والكَفِيتُ: الصّاحِبُ الَّذِي يُكَافِتُكَ، أَي يُسَابِقُكَ. (والكِفاتُ بالكَسْرِ: المَوْضِعُ) الَّذِي (يُكْفَتُ فيهِ الشَّيْءُ، أَي يُضَمُّ) ويُقْبَض (ويُجْمَع، والأَرْضُ كِفَاتٌ لَنَا) الأَحْيَاءِ والأَمْواتِ، وَفِي التَّنْزِيل العزيزِ {أَلَمْ نَجْعَلِ الاْرْضَ كِفَاتاً أَحْيَآء وَأَمْواتاً} (سُورَة المرسلات، الْآيَتَانِ: 25 و 26) ، قَالَ ابنُ سِيدَه: هَذَا قَولُ أَهْلِ اللُّغَة، قَالَ: وعِنْدي أَنّ الكِفَاتَ هُنَا مَصْدَرٌ مِن كَفَتَ إِذا ضَمَّ وَقَبَضَ وأَنَّ أَحْيَاءً وأَمْوَاتاً مُنْتَصِبٌ بهِ، أَي ذتَ كِفاتٍ للأَحْيَاءِ والأَمْوَاتِ، وكِفَاتُ الأَرْضِ: ظَهْرُها للأَحْيَاءِ وبَطْنُهَا للأَمْوَاتِ، وَمِنْه قَوْلهم للمَنَازِل: كِفَاتُ الأَحْيَاءِ، وللمَقَابِرِ: كِفَاتُ الأَمْوَاتِ. وَفِي التَّهْذِيب: يُرِيد تَكْفِتُهُم أَحْيَاءً على ظَهْرِها فِي دُورِهم ومَنَازِلِهِم وتَكْفِتُهُم أَمْوَاتاً فِي بَطْنِهَا، أَي تَحْفَظُهُم وتُحْرِزُهُم، ونَصَبَ أَحياءً وأَمواتاً بِوُقُوعِ الكِفَاتِ عَلَيْهِ كأَنَّكَ قلت: أَلَمْ نَجْعَل الأَرْضَ كِفَاتَ أَحْيَاءٍ وأَمواتٍ، فإِذَا نَوَّنْتَ نَصَبْتَ، وَفِي حَدِيث الشَّعبيّ (أَنه كَانَ بِظَهْرِ الكُوفَةِ، فالْتَفَتَ إِلى بُيُوتِهَا، فَقَالَ: هَذِه كِفاتُ الأَحْيَاءِ، ثمَّ التَفَتَ إِلى المَقْبُرةِ، فقالَ: وهذِه كِفَاتُ الأَمْوَاتِ، يُرِيد تأْوِيل قَوْله عز وجلّ: {أَلَمْ نَجْعَلِ الاْرْضَ كِفَاتاً أَحْيَآء وَأَمْواتاً} . (واكْتَفَتَ المالَ: اسْتَوْعَبَه) وضَمَّه إِليْه (أَجْمَعَ) . و (الكَفَّاتُ ككَتَّانٍ: الأَسَدُ) ، وَذَا من التكملة. (والكَفْتُ: القِدْرُ الصَّغِيرَةُ، ويُكْسَر) ، الفتحُ روايةُ الفراءِ، وعَلى الكَسْر اقتَصَرَ الجَوْهَرِيّ والمَيْدَانيّ والزَّمَخْشَرِيّ فِي الْفَائِق، وَزَاد الأَخِير أَنه يُقَال لَهُ: الكَفِيتُ أَيْضاً، على فَعِيل، وَقَالَ أَبو مَنْصُور: الفَتْح والكسرُ لغتانِ. وَعَن أَبي الهَيْثَم: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي الأَمْثَال: مِن أَمثالِهم فِيمَن يَظْلِم إِنساناً، ويُحَمِّلُه مَكْرُوهاً ثمَّ يَزِيدُه: (كِفْتٌ إِلى وَئِيَّة) أَي بَلِيَّةٌ إِلى جَنْبِهَا أُخْرَى، قَالَ: والكِفْتُ فِي الأَصْلِ هِيَ القِدْرُ الصَّغِيرَة، والوَئِيَّةُ هِيَ الْكَبِيرَة من القُدُور. (و) الكَفْتُ (تَقَلُّبُ) وَفِي بعض نسخ اللِّسَان تَقْليبُ (الشَّيْءِ ظَهْراً لِبَطْنِ) (وبطناً لظهر) . و (الكَفَّاتُ ككَتَّانٍ: الأَسَدُ) ، وَذَا من التكملة. (والكَفْتُ: القِدْرُ الصَّغِيرَةُ، ويُكْسَر) ، الفتحُ روايةُ الفراءِ، وعَلى الكَسْر اقتَصَرَ الجَوْهَرِيّ والمَيْدَانيّ والزَّمَخْشَرِيّ فِي الْفَائِق، وَزَاد الأَخِير أَنه يُقَال لَهُ: الكَفِيتُ أَيْضاً، على فَعِيل، وَقَالَ أَبو مَنْصُور: الفَتْح والكسرُ لغتانِ. وَعَن أَبي الهَيْثَم: قَالَ أَبُو عُبَيْد فِي الأَمْثَال: مِن أَمثالِهم فِيمَن يَظْلِم إِنساناً، ويُحَمِّلُه مَكْرُوهاً ثمَّ يَزِيدُه: (كِفْتٌ إِلى وَئِيَّة) أَي بَلِيَّةٌ إِلى جَنْبِهَا أُخْرَى، قَالَ: والكِفْتُ فِي الأَصْلِ هِيَ القِدْرُ الصَّغِيرَة، والوَئِيَّةُ هِيَ الْكَبِيرَة من القُدُور. (و) الكَفْتُ (تَقَلُّبُ) وَفِي بعض نسخ اللِّسَان تَقْليبُ (الشَّيْءِ ظَهْراً لِبَطْن) (وبطناً لظَهر) . (و) من المَجَاز: الكَفْتُ: (الموْتُ) ، وكَفَتَ الله فُلاناً، إِذا مَات، وَيُقَال: وَقَعَ فِي النَّاس كَفْتٌ شَدِيد، أَي مَوْتٌ، وَكَذَا فِي الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ اكْفِتْه إِلَيْك، وَفِي الحَدِيث (يَقُولُ الله للْكِرَامِ الكَاتِبِينَ: إِذَا مَرِضَ عَبْدِي فاكْتُبُوا لَهُ مثلَ مَا كَانَ يَعملُ فِي صِحَّتِه حَتَّى أُعافِيَهُ أَو أَكْفِتَهُ) أَي أَضُمَّه إِلى القَبر، وَمِنْه الحديثُ الآخرُ: (حَتَّى أُطْلِقَهُ من وَثَاقِي أَوْ أَكْفِتَهُ إِلَيَّ) . (و) يُقَال: (خُبْزٌ كَفْتٌ) ، بِالْفَتْح، إِذا كَانَ (بِلا أُدْمٍ) ، وَذَا من زِيَادَاتِه. (و) يُقَال: (مَاتَ كِفَاتاً ومُكَافَتَةً) أَي (فَجْأَةً) . (والانْكِفاتُ) الانْقِلابُ و (الانْصِرَافُ) ، يُقَال: انْكَفَتُوا إِلى مَنازِلِهِم، إِذا انْقَلَبُوا. (و) الانْكِفاتُ أَيضاً (: الانْقِباضُ) يُقَال: انْكَفَتَ الثَّوبُ، وَتَكَفَّتَ إِذَا تَشَمَّرَ وقَلَصَ. (و) الانْكِفَاتُ (: ضُمُورُ الفَرَس) يُقَال: فَرَسٌ مُنْكَفتٌ، أَي ضَامِر. (و) الانْكِفاتُ: (اجْتِماعُ الخَلْقِ) ، وَهُوَ المُنْكَفِتُ، أَي المُلَزَّزُ الخَلْقِ المُجْتَمِعُ. (والكَفِيتُ) كأَمِيرٍ، كَذَا هُوَ مضبوط فِي نسختنا، وَزعم شيخُنَا أَنه وجد بخَطّ المُؤَلف بضمّ الكافِ (: فَرَسُ حَيَّانَ) وَفِي بعض النُّسخ حَسّان (بنِ قَتَادَةَ السَّدُوسِيّ) ، وَالَّذِي فِي التكملة: حَبَّان، بالمُوَحَّدة. (و) الكَفِيتُ، (جِرابٌ لَا يُضَيِّعُ شَيْئا) مِمَّا يُجْعَل فِيهِ، يُقَال: جِرابٌ كَفِيتٌ (كالكِفْتِ بالكَسْر) ، أَي مثله. (و) فِي الحَدِيث أَن النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمقال: (حُبِّبَ إِليَّ النِّسَاءُ والطِّيبُ، ورُزِقْتُ الكَفِيتَ:) الكَفِيتُ القُوتُ من العَيْشِ، وَقيل: مَا يُقِيمُ العَيْشَ وقِيل: (مَا يُكْفَتُ بِهِ المَعِيشَةُ أَي يُضَمُّ) ويُصْلَحُ بِهِ، وَقيل فِي تَفْسِيره: القُوَّةُ على الجِمَاع، وَقَالَ بعضُهُم: إِنّهَا قِدْرٌ أُنْزِلَتْ لَهُ مِن السّمَاءِ، فأَكَلَ مِنْهَا، وقَوِيَ على الجِمَاع، كَمَا يُروَى فِي الحَدِيث الآخر الَّذِي يرْوى أَنّه قَالَ: (أَتانِي جِبْرِيلُ بِقِدْرٍ يُقَال لَهَا: الكَفِيتُ، فوَجَدْتُ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلاً فِي الجِمَاعِ) . وَقَالَ الصاغانيّ فِي التكملة: وَلَا يَصِحُّ نْزولُ القِدْرِ من السّماءِ، عِنْد أَصحابِ الحَدِيث، انْتهى. وَمِنْه حديثُ جابرٍ (أُعْطِيَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمالكَفِيتَ) ، قيل لِلْحسنِ: وَمَا الكَفِيتُ؟ قَالَ: البِضَاعُ. وَعَن الأَصْمعيّ: إِنَّهُ لَيَكْفِتُنِي عَن حَاجَتي، ويَعْفِتُنِي عَنْهَا، أَي يَحْبِسُنِي عَنْهَا. (وكافِتٌ) كصَاحِبٍ، كَمَا فِي نُسْخَة: (غَارٌ) فِي جَبَلٍ (كانَ يَأْوِي إِليه اللُّصُوصُ، ويَكْفِتُون فِيهِ المَتَاعَ) أَي يَضُمُّونه، عَن ثعلبٍ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ، وقالَ: جاءَ رِجَالٌ إِلى إِبراهيمَ ابنِ المُهَاجِرِ العَرَبِيِّ، فَقَالُوا: إِنّا نَشكو إِلَيْكَ كافِتاً، يَعنونَ هَذَا الغَارَ. (وفَرَسٌ كُفَتٌ وكُفْتَةٌ، كصُرَد، وهُمَزَةِ) إِذَا كَانَ (يَثِبُ جَميعاً فَلا يُسْتَمْكَنُ مِنْهُ لاجْتِماعِ وَثْبِه) ، كَذَا فِي التكملة، وَفِيه إيماءٌ إِلى أَنَّه مأْخُوذٌ من كَفَتَ الشَّيءَ، إِذا جَمَعَه، وأَمّا فرَسٌ كَفْتٌ بِالْفَتْح بِمَعْنى سَرِيع، فقد تَقَدّم فِي أَول المادّة. (والمُكْفِتُ، كمُحْسِنٍ: مَنْ يَلْبَسُ دِرْعَيْنِ بينَهما ثَوْبٌ) ، وَفِي التَّهْذِيب: هُوَ الَّذِي يَلْبَس دِرْعاً طَوِيلَة، فيَضُمُّ ذَيْلَهَا بمَعالِيقَ إِلى عُرًى فِي وسَطِها؛ لتَشَمَّرَ عَن لابِسها. (وكَفْتَةُ) بالفَتْح (: اسمُ بَقِيعِ الغَرْقَدِ) ، قَالَ أَبو سعيد: خُصَّ بذلك (لأَنَّها) أَي المَقْبُرةُ (تَكْفِتُ) . وَفِي نسخَة أُخرى: تَقْبِضُ (النَّاسَ) ، قَالَ ابْن السِّكِّيت: فإِن كَانَ كَمَا قَالَ فَكُلّ مَقَابِرَ فِي الدُّنْيَا كَفْتَة، وأَي مَقَابِرَ لَا تَقْبِضُ النَّاس؟ وَلَيْسَ ذَلِك كَمَا ذكر، وَقد سأَلت من رأَيْتُ من المَدَنيِّين: لِمَ سُمِّيَتْ كَفْتَة فَقَالَ: وَهُوَ الَّذِي أَتَى بِهِ المُصَنّف (أَو لأَنّهَا تأْكُلُ المَدْفُونَ سَرِيعاً) لَا تُبْقِي منِ الإِنسان شَيْئاً من شَعَرٍ وَلَا بَشَرٍ وَلَا ضِرْسٍ وَلَا عَظْمٍ إِلاّ ذَهَبَ، ذَلِك (لأَنَّهَا سَبِخَةٌ) فَلَا تَلْبَثُ أَنْ تَأْكُلَ مَا يُدْفَنُ فِيهَا. كَذَا فِي التكملة، وعبارَة اللسَانِ: لأَنَّهُ يُدْفَنُ فِيهِ، فيَقْبِضُ ويَضُمُّ. وَقد عرفت مَا فِيهَا.
المعجم: تاج العروس عرف
المعنى: المَعْرفَةُ والعِرْفانُ: مصدرا عَرَفْتُه أعْرِفُه.؛وقولهم: ما أعْرفُ لأحد يصرعني: أي ما أعترف.؛وعَرَفْتُ الفرس أعْرِفُه عَرْفًا: أي جززت عُرْفَه.؛وعَرَفَه: أي جازاه. وقرأ الكسائي قوله تعالى: {عَرَفَ بعضه} بالتخفيف: أي جازى حفصة -رضي الله عنها- ببعض ما فعلت، وهذا كما تقول لمن يسيء أو يحسن: أنا أعْرِفُ لأهل الإحسان وأعْرِفُ لأهل الإساءة؛ أي لا يخفى علي ذلك ولا مقابلة بما يكون وفقًا له.؛والعَرْفُ: الريح؛ طيبة كانت أو منتنة، يقال: ما أطيب عَرْفَه.؛وفي المثل: لا يعجز مسك السوء عن عَرْفِ السوء. يضرب للئيم الذي لا ينفك عن قبح فعله؛ شبه بالجلد الذي لم يصلح للدباغ فنبذ جانبًا فأنتن.؛وقال ابن عبّاد: العَرْفُ نبات ليس بحمض ولا عِضَاه من الثمام.؛والعَرْفَةُ: قرحة تخرج في بياض الكف؛ عن ابن السكيت، يقال: عُرِفَ الرجل -على ما لم يسم فاعله-: أي خرجت به تلك القرحة.؛والمَعْرُوْفُ: ضد المنكر، قال الله تعالى: {وأمر بالمَعْروفِ}، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «صنائع المَعْروفِ تقي مصارع السوء».؛وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «أهل المَعْروفِ في الدنيا هم أهل المَعْروفِ في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة. أي من بذل مَعروفه في الدنيا أعطاه الله جزاء معروفه في دار الآخرة، وقيل: أراد من بذل جاهه لأصحاب الجرائم التي لا تبلغ الحدود متشفعًا فيهم شفعة الله في الآخرة في أهل التوحيد فكان عند الله وجيهًا كما كان عند الناس وجيهًا. وقال ثعلب: سألت ابن الأعرابي عن معنى هذا الحديث فقال:روى الشعبي أن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: يأتي أصحاب المعروف في الدنيا يوم القيامة فيغفر لهم بمعروفهم فتبقى حسناتهم جامة فيعطونها لمن زادت سيئاتهم فتزيد حسناته فيغفر له ويدخل الجنة.؛ومَعْروفٌ: فرس الزبير بن العوام -رضي الله عنه-، قال يحيى بن عروة بن الزبير؛أب لي آبي الخَسْفِ قد تعلمونه *** وصاحب مَعْرًوْفٍ سِمَامُ الكتائب؛أبي الخسف: هو خويلد بن أسد بن عبد العُزّى، وصاحب معروف: هو الزبير رضي الله عنه.؛ومَعْرُوْفٌ -أيضًا-: فرس سلمة بن هند الغاضري.؛وأبو محفوظ معروف بن فيرزان الكرخي -قدس الله روحه-: قبره الترياق المجرب. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: عرضت لي حاجة أعيتني وحيرتني سنة وخمس عشرة وستمائة فأتيت قبره وذكرت له حاجتي كما تذكر للأحياء معتقدا أن أولياء الله لا يموتون ولكن ينقلون من دار إلى دار، وانصرفت، فقضيت الحاجة قبل أن أصل إلى مسكني.؛ويوم عَرَفَةَ: التاسع من ذي الحجة، وتقول: هذا يوم عَرَفَةَ -غير منون-، ولا تدخلها الألف واللام.؛وعَرَفاتٌ: الموضع الذي يقف الحاج به يوم عَرَفَةَ، قال الله تعالى: {فإذا أفَضْتُم من عَرَفَاتٍ}، وهي اسم في لفظ الجمع فلا تجمع. وقال الفرّاء: لا واحد لها بصحة، وقول الناس: نزلنا عَرَفَةَ شبيه بمُوَلَّدٍ وليس بعربي محض، وهي معرفة وغن كانت جمعا؛ لأن الأماكن لا تزول فصارت كالشيء الواحد وخالفت الزيدين، تقول: هؤلاء عَرَفاتٌ حسنة، تنصب النعت لأنه نكرة، وهي مَصْروفَةٌ. وقال الأخفش: غنما صُرِفَتْ لأن التاء بمنزلة الياء والواو في مسلمين ومسلمون لأنه تذكيره؛ وصار التنوين بمنزلة النون، فلما سمي به ترك على حاله كما يترك مسلمون إذا سمي به على حاله، وكذلك القول في أذرعات وعانات وعُرَيْتِنَاتٍ.؛والنسبة إلى عَرَفاتٍ: عَرَفيٌّ، وينسب إليها زَنْفَلُ بن شداد العَرَفيُّ من أباع التابعين، وكان يسكنها.؛وكقال ابن فارس: أما عَرَفاتٌ فقال قوم سميت بذلك لأن آدم وحواء -عليهما السلام-تعارفا بها، وقال آخرون: بل سميت بذلك لأن جبريل -عليه السلام- لما أعلم إبراهيم -صلوات الله عليه- مناسك الحج قال له: أعَرَفْتَ، وقيل: لأنها مكان مقدس معظم كأنه قد عُرِّفَ: أي طُيِّبَ.؛والعارِفُ والعَرُوْفُ: الصبور، يقال: أصيب فلان فوجد عارِفًا، وقول عنترة بن شداد العبسي؛فصبرت عارِفَةً لذلك حرة *** ترسو إذا نفس الجبان تطلع؛يقول: حسبت نفسًا عارِفَةً أي صابرة. وقال النابغة الذبياني؛على عارِفاتٍ للطِّعَانِ عوابس *** بهن كلوم بين دامٍ وجالب؛أي: صابرات.؛والعارِفَةُ-أيضًا-: المَعْرُوْفُ، والجمع: عَوَارِفُ.؛والعَرّافُ: الكاهن، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من أتى عَرّافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة.؛والعَرّافُ -أيضًا-: الطبيب، قال عروة بن حزام العذري؛وقلت لعَرّافِ اليمامة دواني *** فإنك إن أبرأتني لطبيب؛فما بي من سقم ولا طيفِ جِنَّةٍ *** ولكن عمي الحميري كذوب؛ويقال للقُنَاقِنِ: عَرّافٌ.؛وقد سموا عَرّافًا.؛وقال الليث: أمر مَعْروفٌ، وأنكره الأزهري.؛وقال ابن عباد: عَرَفَ أي استحذى.؛وقال ابن الأعرابي: عَرِفَ -بالكسر-: إذا أكثر الطيب، وعَرِفَ: إذا ترك الطيب.؛والعُرْفُ -بالضم-: ضد النكر، يقال: أولاه عُرْفًا: أي معروفًا، قال الله تعالى: {وأمر بالعُرْفِ}، قال النابغة الذبياني يعتذر إلى النعمان؛أبى الله إلا عدله ووفاءه *** فلا النكر مَعْروْفٌ ولا العُرْفُ ضائع؛والعُرْفُ -أيضًا-: الاسم من الاعتراف، ومنه قولهم: له ألفٌ عُرْفًا: أي اعْتِرافًا، وهو توكيد.؛والعُرْفُ: عُرْفُ الفرس، والجمع: أعْرَافٌ، قال أمرؤ القيس؛نمشُّ بأعرافْ الجياد أكُفَّنا *** إذا نحن قمنا عن شواءٍ مُضَهَّبِ؛والعُرْفُ: موضع، قال الحُطَيْئة؛أدار سُلَيْمى بالدَّوانِكِ فالعُرْفِ *** أقامت على الأرواح والديم الوُطْفِ؛وقوله تعالى: {والمُرْسَلاتِ عُرْفًا} يقال: هو مستعار من عُرْفِ الفرس؛ أي يتتابعون كعُرْفِ الفرس، ويقال: أرسلت بالعُرْفِ أي بالمَعْروف.؛والعُرْفُ والعُرُفُ والعُرْفَةُ -والجمع: العُرَفُ والأعْرافُ-: الرمل المرتفع، قال الكميت؛أأبكاك بالعُرَفِ المنزل *** وما أنت والطَّلل المحول؛والعُرَفُ: مواضع يقال لواحدة منها: عُرْفَةُ صارة؛ ولأخرى: عُرْفَةُ القَنَانِ؛ ولأخرى: عُرْفَةَ ساقٍ. وساقٌ يقال له ساقُ الفروين، وفيه يقول الكميت أيضًا؛رأيت بعُرْفَةَ الفروين نارًا *** تُشَبُّ ودوني الفلُّوجتان؛ويقال: العًرَفُ في بلاد سعد بن ثعلبة وهم رهط الكميت.؛والعُرْفَةُ: أرض بارزة مستطيلة تنبت.؛والعُرْفَةُ: الحد، والجمع: عُرَفٌ.؛ويقال:الأعراف في قوله تعالى: {ونادى أصحاب الأعْرَافِ} سور بين الجنة والنار.؛وقال ابن دريد: الأعْرَافُ ضربٌ من النخل، وأنشد؛يغرس فيها الزّاذ والأعْرَافا *** والنّابجي مُسْدِفًا إسْدَافا؛وقال الأصمعي: العُرْفُ في كلام أهل البحرين: ضَرْبٌ من النخل.؛والعُرْفُ: من العلام.؛وذو العُرْفِ: ربيعة بن وائل ذي طوّافٍ الحضرمي، من ولده ربيعة بن عيدان بن ربيعة ذي الاعُرْفِ -رضي الله عنه-له صحبة، وقال ابن يونس: شَهِدَ فتح مصر.؛وعُرْفانُ: أبو المعلى بن عُرْفانَ الأسدي، والمُعَلّى من أتباع التابعين.؛والعُرُفّانُ -مثال جُرُبّانِ القميص-: دويبة صغيرة تكون في رمال عالج ورمال الدَّهْنَاءِ.؛وعِرِفّانُ -بكسرتين والفاء مشددة-: صاحب الراعي الذي يقول فيه؛كفاني عِرِفّانُ الكرى وكفيته *** كُلُوءَ النجوم والنعاس معانقه؛فبات يريه عرسه وبناته *** وبتُّ أريه النجم أين مخافقه؛وقال ثعلب: العِرِفّانُ: الرجل إذا اعترف بالشيء ودل عليه، وهذا صفة، وذكر سيبويه أنه لا يَعْرِفُه وصفا، والذي يرويه " عُرُفّانٌ" بضمتين جعله منقولا عن اسم عين.؛وقال ابن دريد: عُرُفّانُ جبل؛ ويقال دويبة.؛والعَارفُ والعَريْفُ بمعنى، كالعالم والعليم، قال طريف بن تميم العنبري؛أوَكلما ودرت عكاظ قبيلة *** بعثوا إلي عَرِيْفَهُمْ يتوسَّمُ؛والعَرِيْفُ: الذي يَعْرِفُ أصحابه، والجمع: العُرَفاءُ. ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن فأرجعوا حتى يرفع إلينا عُرَفاؤكم أمركم. وهو النقيب، وهو دون الرئيس.؛وعَرُفَ فلان -بالضم- عَرَافَةً- مثال خَطُبَ خَطَابَةً-: أي صار عَرِيْفًا. وإذا أردت أنه عمل ذلك قلت: عَرَفَ فلان علينا سنين يَعْرُفُ عِرَافَةً -مثال كَتَبَ يَكْتُبُ كِتابَةً-.؛والعِرْفَةُ -بالكسر-: المَعْرِفَةُ.؛ويقال: ما عَرَفَ عِرْفي إلا بآخرةٍ: أي ما عَرَفَني إلا أخيرًا.؛وقال ابن الأعرابي: العِرْفُ -بالكسر-: الصبر، وأنشد؛قل لابن قيسٍ أخي الرُّقَيّاتِ *** ما أحسن العِرْفَ في المصيبات؛وعَرَفَ: أي اعترف.؛والمَعْرَفَةُ -بفتح الراء-: موضع العُرْفِ من الفرس. وشيء أعْرَفُ: له عُرْفٌ، قال؛عَنْجَرِدٌ تحلف حين أحْلِفُ *** كمثل شيطانِ الحَمَاطِ أعْرِفُ؛ويقال للضبع عًرْفاءُ؛ لكثرة شعر رقبتها، قال الشنفرى؛ولي دونكم أهلون سيد عملس *** وأرقط زُهْلُوْلٌ وعَرْفاءُ جيئلُ؛وقال متمم بن نويرة رضي الله عنه.؛يا لهفَ من عَرْفَاءَ ذاة فليلةٍ *** جاءت إليَّ على ثلاثٍ تخمع؛ويروى: بل لَهْفَ.؛ورجل عَرُوْفَةٌ بالأمور: أي عارفٌ بها، والهاء للمبالغة.؛وامرأة حسنة المَعَارِفِ: أي الوجه وما يظهر منها، واحدها: مَعْرَفٌ، قال الراعي؛مُتَلَثِّمِيْنَ على مَعَارِفِنا *** نثني لهن حواشي العصب؛ويقال: فلان من المَعَارفِ: أي المَعْرُوفينَ، كأنه يراد: من ذوي المَعَارِفِ أي ذوي الوجوه. ويقال: حيا الله المَعَارِفَ: كما يقال: حيا الله الوجوه.؛وعِرْفانً -بالكسر-: مغنية مشهورة.؛وعُرَيْفٌ -مصغرًا-: من الأعلام.؛وأعْرَفَ الفرس: طال عُرْفُه.؛والتَّعْريْفُ: الإعلام.؛والتَّعْرِيْفُ: ضد التنكير.؛وقوله تعالى: {عَرَّفَ بعضه}: أي عَرَّفَ حفصة -رضي الله عنها- بعض ذلك.؛وقوله تعالى: {عَرَّفَها لهم}: أي طَيَّبها لهم، قال؛عَرُفْتَ كاتبٍ عَرَّفَتْهُ اللطائم؛ويقال: وصفها لهم في الدنيا فإذا دخلوا عَرَفُوا تلك الصفة، ويقال: جعلهم يَعْرِفُوْنَ فيها منازلهم إذا دخلوها كما كانوا يَعْرِفُوْنَ منازلهم في الدنيا.؛والتَّعْرِيْفُ: الوقوف بِعَرَفاتٍ، يقال عَرَّفَ الناس: إذا شهدوا عَرَفاتٍ.؛والمُعَرَّفُ: الموقف.؛واعْرَوْرَفَ: أي صار ذا عُرْفٍ.؛واعْرَوْرَفَ الرجل: أي تهيأ للشر.؛واعْرَوْرَفَ البحر: أي ارتفعت أمواجه.؛واعْرَوْرَفَ النخل: كثف والتف كأنه عُرْفُ الضبع، قال أحَيْحَةٌ بن الجلاح يصف عَطَنَ أبله.؛مُعْرَوْرِفٌ أسبل جباره *** بحافتيه الشُّوْعُ والغِرْيَفُ؛واعْرَوْرِفَ الدم: أي صار له زبد مثل العُرْفِ، قال أبو كبير الهذلي؛مُسْتَنَّةٍ سنن الفّلُوِّ مُرِشَّةٍ *** تنفي التراب بقاحزٍ مُعْرَوْرِفِ؛واعْرَوْرَفَ الرجل الفرس: إذا علا على عُرْفِه. وقال ابن عبّاد: أعْرَوْرَفَ أي ارتفع على الأعْرَافِ.؛والاعْتِرافُ بالذنب: الإقرار به.؛واعْتَرَفْتُ القوم: إذا سألتهم عن خبر لِتَعْرِفَه، قال بشر بن أبي خازم في آخر حياته فقيل له وَصِّ فقال؛أسائلهُ عميرة عن أبيهم *** خلال الركب تَعْتَرِفُ الركابا؛تُرَجِّي أن أؤوب لها بنهبٍ *** ولم تعلم بأن السَّهْمَ صابا؛وربما وضعوا اعْتَرَفَ موضع عَرَفَ كما وضعوا عَرَفَ موضع اعْتَرَفَ، قال أبو ذؤيب الهذلي يصف سحابا؛مرته النُّعَامى فلم يَعْتَرِفْ *** خلاف النُّعَامى من الشأم ريحا؛أي لم يَعْرِفْ غير الجنوب لأنها أبَلُّ الرياح وأرطبها.؛وقال ابن الأعرابي: اعْتَرَفَ فلان: إذا ذل وانقاد؛ وأنشد الفرّاء في نوادره؛مالكِ ترغبين ولا ترغو الخلف *** وتجزعين والمطي يَعْتَرِفْ؛وفي كتاب يافع ويَفَعَةٍ: "وتَضْجَرِيْنَ والمطي مُعْتَرِفْ" أي مُعْتَرِفٌ بالعمل، وقيل: يصبر، وقال مُعْتَرِفٌ ويَعْتَرِفُ لأن المطي مذكر.؛وتَعَرَّفْتُ ما عند فلان: أي تَطلبت حتى عَرَفْتُ.؛وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس -رضي الله عنهما-: يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تَعَرَّفْ إلى الله في الرخاء يَعْرِفْكَ في الشدة، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أن الخلائق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئًا لم يرد الله أن يعطيكه لم يقدروا عليه أو يصرفوا عنك شيئًا أراد الله أن يصيبك به لم يقدروا على ذلك، فإذا سألت فأسال الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن النصر معه الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا. أي أطعه واحفظه يجازك.؛وتقول: ائتِ فلانًا فاسْتَعْرِفْ إليه حتى يَعْرِفَكَ.؛وقد تَعَارَفَ القوم: أي عَرَفَ بعضهم بعضًا، ومنه قوله تعالى: {وجعلناكم شُعُوبًا وقبائل لِتَعَارَفُوا}.؛والتركيب يدل على تتابع الشيء متصلا بعضه ببعض وعلى السكون والطمأنينة.
المعجم: العباب الزاخر