المعجم العربي الجامع

سَنْهاءُ

المعنى: (مِنَ الأَرْضين): المجدِبة.؛- من الشجر: التي تحمل سنةً ولا تحمل أُخرى.؛- من السِّنين: الشديدة.
المعجم: القاموس

سَنِهَ

المعنى: الطعامُ أو الشرابُ ـَ سَنَهاً: تغيَّرَ وتعفَّنَ. وـ النخلةُ: أتى عليها السِّنُون. فهو سَنِهٌ وهي سَنِهَة. وهي سَنْهاء أيضاً. (ج) سُنْهٌ.؛(سَانَهَتِ) النخلةُ وغيرها مُسانهةً، وسِناهاً: سَنِهَت. وـ حَمَلَت سنة ولم تحمل أخرى. وـ فلاناً: عامله بالسَّنَةِ. يقال: استأجره مُسَانَهَةً.؛(تَسَنَّهَ): سَنِهَ. وـ عند فلان: أقام سنة أو أكثر.؛(السَّنَاهِيَّةُ): (في الاقتصاد): مبلغ ثابت يُدفع في أوقات متتالية بشروط خاصة مدوَّنة، ويكون الدفع سنويًّا في الغالب، وقد يكون الدفع فَتْرِيًّا. (مج).؛(السَّنَةُ): مقدار قطع الشمس البروجَ الاثني عشر، وهي السنة الشمسيَّة. وـ تمام اثنتي عشرة دَورة للقمر، وهي السنة القمرية. وـ (في عرف الشرع): كل يوم إلى مثله من القابل من الشهور القمرية. وـ (في العرف العام): كل يوم إلى مثله من القابل من السنة الشمسية. وـ الجَدْب والقَحْط. وـ الأرض المُجْدِبَة. وأصلها سَنْهَةٌ كجبهة، حُذِفَتْ لامُها بعد نقل فتحتِها إلى العين. (ج) سنوات، وسِنُون. وسِنُوّ الخِصْب: (في الطب): المُدَّة ما بين البلوغ وسِنّ اليأس. (مج).؛(السَّنْهاءُ): يقال: نخلةٌ سنهاءُ: تَحمل سَنَة ولا تَحمل أُخرى. وأرضٌ سنهاء: أصابتها السنة بمعنى الجَدْبِ والقَحْطِ، أو مُجْدِبَةٌ. وسنةٌ سنهاءُ: شديدةٌ لا نباتَ فيها ولا مطر. (ج) سُنْهٌ.
المعجم: الوسيط

السنة

المعنى: ـ السَّنَةُ: العامُ ـ ج: سِنُونَ وسَنَهاتٌ وسَنَواتٌ، والقَحْطُ، والمُجْدِبَةُ من الأراضِي، ـ وَوَقَعُوا في السُّنَيَّاتِ البِيضِ: وهي سَنَواتٌ اشْتَدَدْنَ على أهلِ المدينةِ. ـ وسانَهَهُ مُسانَهَةً وسِناهَاً وساناهُ مساناةً: عامَلَهُ بالسَّنَةِ، ـ وـ النَّخْلَةُ: حَمَلَتْ سَنَةً بعدَ سَنَةٍ، وهي: سَنْهَاء. ـ والتَّسَنُّهُ: التَّكَرُّجُ يَقَعُ على الخُبْزِ والشَّرابِ وغيرِهِ. ـ وطعامٌ سَنِهٌ: أتَتْ عليه السِّنُونَ. ـ وخُبْزٌ مُتَسَنِّهٌ: مُتَكَرِّجٌ.
المعجم: القاموس المحيط

سنه

المعنى: سنه : (السَّنَةُ: العامُ) ؛) كَمَا فِي المُحْكَم. وقالَ السّهيليّ فِي الرَّوْضِ: السَّنَةُ أَطْولُ من العامِ، والعامُ يُطْلَقُ على الشّهورِ العَربيَّةِ بخِلافِ السَّنَةِ، وَقد تقدَّمَ فِي (ع وم) . وذَكَرَ المصنِّفُ السَّنَةَ هُنَا بِنَاء على القَوْلِ بأَنَّ لامَها هاءٌ ويعيدُها فِي المعْتلِّ على أَنَّ لامَها واوٌ، وكِلاهُما صَحِيحٌ وَإِن رَجَّح بعضٌ الثَّانِي، فإنَّ التَّصْريفَ شاهِدٌ لكلَ مِنْهُمَا. (ج سِنُونَ) ، بكسْرِ السِّين. قالَ الجوْهرِيُّ: وبعضُهم يقولُ بضمِّ السِّيْن. (و) قالَ ابنُ سِيدَه: السَّنَةُ مَنْقوصَةٌ، والذاهِبُ مِنْهَا يَجوزُ أَنْ يكونَ هَاء وواواً بدَليلِ قوْلِهم فِي جَمْعِها: (سَنَهاتٌ وسَنَواتٌ) . (قالَ ابنُ بَرِّي: الدَّليلُ على أَنَّ لامَ سَنَة واوٌ قَوْلُهم سَنَواتٌ؛ قالَ ابنُ الرِّقاع: عُتِّقَتْ فِي القِلالِ من بَيْتِ رأْسٍ سَنَواتٍ وَمَا سَبَتْها التِّجارُ (و) السَّنَةُ مُطْلقَةً: (القَحْطُ؛ و) كَذلِكَ (المُجْدِبَةُ من الأراضِي) ، أَوْقَعُوا ذلكَ عَلَيْهَا وَعَلَيْهَا إكْباراً لَهَا وتَشْنِيعاً واسْتِطالَةً. يقالُ: أَصابَتْهم السَّنَة؛ والجَمْعُ من كلِّ ذلِكَ سَنَهاتٌ وسِنُون، كسرُوا السِّين ليُعْلَم بذلكَ أنَّه قد أُخْرِج عَن بابِهِ إِلَى الجَمْع بالواوِ والنونِ، وَقد قَالُوا سِنِيناً؛ أَنْشَدَ الفارِسِيُّ: دَعانِيَ من نَجْدٍ فإنَّ سِنينَهلَعِبْنَ بِنَا شِيباً وشَيَّبْنَنا مُرْدَافثَباتُ نُونِها مَعَ الإضافَةِ يدلُّ على  أَنَّها مُشَبَّهةٌ بنونِ قِنِّسْرين فيمَنْ قالَ: هَذِه قِنَّسْرينُ، وبعضُ العَرَبِ يقولُ هَذِه سِنينٌ، كَمَا تَرَى، ورأَيْت سِنِيناً فيعربُ النونَ، وبعضُهم يَجْعلُها نونَ الجَمْعِ فيقولُ هَذِه سِنُونَ ورأَيْت سِنِينَ. وأَصْلُ السَّنَةِ السَّنْهَةُ مِثَالُ الجَبْهَةِ، فحُذِفَتْ لامُها ونُقِلَتْ حَرَكَتُها إِلَى النونِ فبَقِيَتْ سَنَةً، وقيلَ: أَصْلُها سَنَوَةٌ بالواوِ، كَمَا حُذِفَتْ الهاءُ. ويقالُ: هَذِه بِلادٌ سِنِينٌ، أَي جَدْبةٌ، قالَ الطرمَّاحُ: بمُنْخَرَقٍ تَحِنُّ الرِّيحُ فيهِحَنِينَ الجُِلْبِ فِي البَلَدِ السِّنِينِوقالَ الأصْمعيُّ: أَرضُ بَني فلانٍ سَنَةٌ إِذا كانتْ مُجْدِبةً. قالَ الأزْهرِيُّ: وبُعِثَ رائِدٌ إِلَى بَلَدٍ فوَجَدَه مُمْحِلاً فلمَّا رجعَ سُئِلَ عَنهُ فقالَ: السَّنَةُ، أَرادَ الجُدُوبةَ. وَفِي الحدِيثِ: (اللهُمّ أَعِنِّي على مُضَر بالسَّنَةِ) ، أَي الجَدْب، وَهِي مِن الأسْماءِ الغالِبَة نَحْو الدّابَّة فِي الفَرَسِ، والمَال فِي الإبِلِ، وَقد خَصُّوها بقَلْبِ لامِها تَاء فِي أَسْنَتُوا إِذا أَجْدَبُوا. (ووَقَعُوا فِي السُّنَيَّاتِ البِيضِ) ، وَهُوَ جَمْعُ سُنَيَّة، وسُنَيَّةُ تَصْغيرُ تَعْظيمٍ للسَّنَةِ؛ (وَهِي سَنواتٌ اشْتَدَدْنَ على أَهْلِ المدينةِ) . (وَفِي حدِيثِ طَهْفَة: (فأَصابَتْها سُنَيَّةٌ حَمْراءُ) ، أَي جَدْبٌ شَديدٌ. (وسانَهَهُ مُسانَهَةً وسِناهاً) ، الأخيرَةُ عَن اللّحْيانيِّ، (و) كَذلِكَ (سَاناهُ مُسانَاةً) ، على أَنَّ الذاهِبَ مِن السَّنَةِ واوٌ: (عامَلَهُ بالسَّنَةِ) أَو اسْتَأْجَرَه لَهَا. (و) سانَهَتِ (النَّخْلَةُ: حَمَلَتْ سَنَةً) وَلم تَحْملْ أُخْرى أَو سَنَةً (بعْدَ سَنَةٍ) . (وقالَ الأَصْمعيُّ: إِذا حَمَلَتِ النَّخْلَةُ سَنَةً  وَلم تَحْملْ سَنَة قيلَ قد عاوَمَتْ وسَانَهَتْ. (وَهِي سَنْهاءُ) :) أَي تَحْمل سَنَةً وَلَا تَحْمِل أُخْرَى؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لبَعضِ الأنْصارِ، وَهُوَ سُوَيْدُ بنُ الصَّامت: فلَيْسَتْ بسَنْهاء وَلَا رُجَّبِيَّةٍ ولكنْ عَرايا فِي السِّنينِ الجَوائحِ (والتَّسَنُّهُ: التَّكَرُّجُ) الَّذِي (يَقَعُ على الخُبْزِ والشَّرابِ وغيرِهِ. (و) قالَ أَبو زيْدٍ: (طَعامٌ سَنِهٌ) وسَنٍ: (أَتَتْ عَلَيْهِ السِّنُونَ. (وخُبْزٌ مُتَسَنِّهٌ: مُتَكَرِّجٌ) ؛) نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ. وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: تَسَنَّهْتُ عنْدَه، كتَسَنَّيْتُ: إِذا أَقَمْتُ عنْدَه سَنَةً. ونَخْلَةٌ سَنْهاءُ: أَصابَتْها السَّنَةُ المُجْدِبَةُ؛ وَبِه فَسَّر أَبو عبيدٍ الأنْصارِيّ. وسَنَةٌ سَنْهاءُ: لَا نَباتَ بهَا وَلَا مَطَر. وتُصَغَّرُ السَّنَةُ أَيْضاً على سُنَيْهَةٌ على أَنَّ الأَصْلَ سَنْهَةٌ، ويقالُ أَيْضاً سُنَيْنَةٌ، وَهُوَ قَليلٌ. وسنه الطَّعَام وَالشرَاب كفرح سنّهَا، وتسنه: تغير، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {فَانْظُر إِلَى طَعَامك وشرابك لم يتسنه} وَقيل لم تغيره السنون. وَقَالَ الْفراء: لم يتَغَيَّر بمرور السنين عَلَيْهِ. قَالَ ثَعْلَب: قَرَأَهَا أَبُو جَعْفَر وَشَيْبَة وَنَافِع وَعَاصِم بِإِثْبَات الْهَاء إِن وصلوا أَو قطعُوا وَكَذَلِكَ قَوْله: {فبهداهم أقتده} وَوَافَقَهُمْ أَبُو عَمْرو فِي {لم يتسنه} وَخَالفهُم فِي {اقتده} فَكَانَ حذف الْهَاء مِنْهُ فِي الْوَصْل  ويثبتها فِي الْوَقْف، وَكَانَ الْكسَائي بِحَذْف الْهَاء مِنْهُمَا فِي الْوَصْل ويثبتها فِي الْوَقْف. وَقَالَ الْأَزْهَرِي: الْوَجْه فِي الْقِرَاءَة: {لم يتسنه} بِإِثْبَات الْهَاء فِي الْوَقْف والإدراج وَهُوَ اخْتِيَار أبي عَمْرو، من قَوْلهم: سنه الطَّعَام: إِذا تغير. وَقَالَ أبوعمرو الشَّيْبَانِيّ: أَصله يتسنن، فأبدلوا كَمَا قَالُوا تظنيت وقصيت أظفاري.
المعجم: تاج العروس

سنه

المعنى: السَّنَةُ: واحدةُ السِّنين. قال ابن سيده: السَّنَة العامُ منقوصة، والذاهب منها يجوز أَن يكون هاء وواواً بدليل قولهم في جمعها سَنَهات وسَنَوات، كما أَن عِضَةً كذلك بدليل قولهم عِضاهٌ وعِضَواتٌ؛ قال ابن بري: الدليل على أَن لام سنة واو قولهم سَنَواتٌ؛ قال ابنُ الرِّقاعِ: عُتِّقَـتْ فـي القِلالِ مـن بَيْـتِ رأْسٍ ســَنَواتٍ، ومـا سـَبَتْها التِّجـارُ والسَّنةُ مطلقةً: السنةُ المُجْدِبةُ، أَوْقَعُوا ذلك عليها إِكباراً لها وتشنيعاً واستطالة. يقال: أَصابتهم السنة، والجمع من كل ذلك سَنَهاتٌ وسِنُون، كسروا السين ليعلم بذلك أَنه قد أُخرج عن بابه إلى الجمع بالواو والنون، وقد قالوا سِنيناً؛ أَنشد الفارسي: دَعـانِيَ مـن نَجْـدٍ، فـإنَّ سـِنينَه لَعِبْـنَ بنا شِيباً، وشَيَّبْنَنا مُرْدَا فثبات نونه مع الإضافة على أَنها مشبهة بنون قِنِّسْرين فيمن قال هذه قِنِّسْرينُ، وبعض العرب يقول هذه سِنينٌ، كما تَرَى، ورأَيت سِنيناً فيعرب النون، وبعضهم يجعلها نون الجمع فيقول هذه سِنُونَ ورأَيت سِنِينَ.وقوله عز وجل: ولقد أَخذنا آلَ فرعونَ بالسّنينَ؛ أَي بالقُحُوط. والسَّنةُ: الأَزْمة، وأَصل السَّنَة سَنْهة بوزن جَبْهةٍ، فحذفت لامها ونقلت حركتها إلى النون فبقيت سَنَةً، لأَنها من سَنَهَت النخلةُ وتَسَنَّهَتْ إذا أَتى عليها السِّنونَ. قال الجوهري: تَسَنَّهَتْ إذا أَتى عليها السِّنُونَ. قال ابن الأَثير: وقيل إن أَصلها سَنَوَةٌ بالواو، فحذفت كما حذفت الهاء لقولهم تَسَنَّيْتُ عنده إذا أَقمت عنده سَنةً، ولهذا يقال على الوجهين استأْجرته مُسانَهة ومُساناةً، وتصغيره سُنَيْهَة وسُنَيَّة، وتُجْمَعُ سَنَواتٍ وسَنَهاتٍ، فإذا جمعتها جمع الصحة كسرت السين فقلت سِنينَ وسِنُونَ، وبعضهم بضمها ويقول سُنُونَ، بالضم، ومنهم من يقول: سِنينٌ على كل حال، في النصب والرفع والجر، ويجعل الإعراب على النون الأَخيرة، فإذا أَضفتها على الأَول حذفت نون الجمع للإضافة، وعلى الثاني لا تحذفها فتقول سِنِي زيدٍ وسِنِينَ زيدٍ. الجوهري: وأَما من قال سِنينٌ ومِئِينٌ ورفع النون ففي تقديره قولان: أَحدهما أَنه فِعْلِينٌ مثلِ غِسْلِينٍ، محذوفةً، إلا أَنه جمع شاذ، وقد يجئ في الجموع ما لا نظير له نحو عِدىً؛ هذا قول الأَخفش، والقول الثاني أَنه فَعِيلٌ، وإنما كسروا الفاء لكسرة ما بعدها، وقد جاء الجمع على فَعِيلٍ نحو كَلِيبٍ وعَبيدٍ، إلا أَن صاحب هذا القول يجعل النون في آخره بدلاً من الواو وفي المائة بدلاً من الياء. قال ابن بري: سِنين ليس بجمع تكسير، وإنما هو اسم موضوع للجمع، وقوله: إن عِدىً لا نظير له في الجموع، وهم لأَن عِدىً نظيره لِحىً وفِرىً وجِرىً، وإنما غَلَّطه قولُهم إنه لم يأْت فِعَلٌ إلا عِدىً ومكاناً سِوىً. وقولُه تعالى: ثلثمائةٍ سِنِينَ. قال الأَخفش: إنه بدل من ثلاث ومن المائة أَي لبثوا ثلثمائة من السِّنِينَ. قال: فإن كانت السِّنُون تفسيراً للمائة فهي جَرٌّ، وإن كانت تفسيراً للثلاث فهي نَصْبٌ، والعربُ تقول تَسَنَّيْتُ عنده وتَسَنَّهْتُ عنده. ويقال: هذه بِلادٌ سِنِينٌ أَي جَدْبةٌ؛ قال الطرماح: بمُنْخَــرَقٍ تَحِــنُّ الرِّيــحُ فيــهِ حَنِيـنَ الجُلْـبِ في البَلَدِ السِّنينِ الأَصمعي: أَرضُ بني فلان سَنَةٌ إذا كانت مُجْدِبةً. قال أَبو منصور: وبُعِثَ رائدٌ إلى بلد فوجده مُمْحِلاً فملا رجع سُئلَ عنه فقال السَّنَةُ، أَراد الجُدُوبة. وفي الحديث: اللهم أَعِنِّي على مُضَر بالسَّنة؛ السَّنَةُ: الجَدْبُ. يقال: أَخذتهم السنةُ إذا أَجْدبوا وأُقحِطُوا، وهي من الأَسماء الغالبة نحو الدابة في الفرس والمال في الإبل، وقد خصوها بقلب لامها تاء في أَسْنَتُوا إذا أَجْدبوا. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه كان لا يُجيز نكاحاً عامَ سَنَةٍ أَي عامَ جَدْبٍ، يقول: لعل الضيق يحملهم على أَن يُنْكِحُوا غيرَ الأكْفاء، وكذلك حديثه الآخر: كان لا يَقْطَعُ في عام سنةٍ، يعني السارقَ. وفي حديث طَهْفَة: فأَصابتنا سُنَيَّةٌ حمراءُ أَي جَدْبٌ شديد، وهو تصغير تعظيم. وفي حديث الدعاء على قريش: أَعنِّي عليهم بسِنينَ كسِني يوسفَ؛ هي التي ذَكَرها اللهُ في كتابه ثم يأْتي من بعد ذلك سبعٌ شِدادٌ أَي سبع سنين فيها قَحْطٌ وجَدْبٌ، والمُعاملة من وقتها مُسانَهةٌ. وسانَهه مُسانَهةً وسِنَاهاً؛ الأَخيرة عن اللحياني: عامَلَه بالسَّنةِ أَو استأْجره لها. وسَانَهتِ النخلةُ، وهي سَنْهاءُ: حملت سنةً ولم تحمل أُخرى؛ فأَما قول بعض الأَنصار، هو سُوَيْد بن الصامت: فلَيْســَتْ بســَنهاء ولا رُجَّبِيَّــةٍ، ولكنْ عَرايا في السِّنينِ الجَوائحِ قال أَبو عبيد: لم تصبها السَّنةُ المُجْدِبة. والسَّنْهاء: التي أَصابتها السنةُ المُجْدِبةُ، وقد تكون النخلةَ التي حملت عاماً ولم تحمل آخر، وقد تكون التي أَصابها الجَدْبُ وأَضَرَّ بها فنَفَى ذلك عنها. الأَصمعي: إذا حملت النخلة سنة ولم تحمل سنة قيل قد عاوَمَتْ وسانَهَتْ. وقال غيره: يقال للسَّنَة التي تَفْعَلُ ذلك سَنْهاء. وفي الحديث: أَنه نهى عن بيع السنين، وهو أَن يبيع ثمرة نخله لأَكثر من سنة؛ نهى عنه لأَنه غَرَرٌ وبيعُ ما لم يُخْلَقْ، وهو مثل الحديث الآخر: أَنه نهى عن المُعاومة.وفي حديث حَليمةَ السَّعْدِيةِ: خرجنا نَلْتَمِسُ الرُّضَعَاء بمكة في سنةٍ سَنْهاء أَي لا نباتَ بها ولا مطر، وهي لفظة مبنية من السَّنةِ كما يقال ليلة لَيْلاءُ ويومٌ أَيْوَمُ، ويروى: في سنة شَهْباء. وأَرضُ بني فلان سَنَةٌ أَي مُجْدِبة.أَبو زيد: طعام سَنِةٌ وسَنٍ إذا أَتتْ عليه السِّنُونَ. وسَنِهَ الطعامُ والشرابُ سَنَهاً وتَسَنَّه: تغير، وعليه وَجَّهَ بعضهم قوله تعالى: فانْظُرْ إلى طعامك وشرابك لم يَتَسَنَّهْ؛ والتَّسَنُّهُ: التَّكَرُّجُ الذي يقع على الخُبْزِ والشراب وغيره، تقول منه: خبز مُتَسَنِّهٌ. وفي القرآن: لم يَتَسَنَّه؛ لم تغيره السِّنُونَ، ومن جعل حذف السنة واواً قرأَ لم يَتَسنَّ، وقال سانَيته مُساناة، وإِثبات الهاء أَصوب. وقال الفراء في قوله تعالى: لم يتسنه؛ لم يتغير بمرور السنين عليه، مأْخوذ من السنة، وتكون الهاء أَصلية من قولك بعته مُسانهة، تثبت وصلاً ووقفاً، ومن وصله بغير هاء جعله من المُساناة لأَن لام سنة تعتقب عليها الهاء والواو، وتكون زائدة صلة بمنزلة قوله تعالى: فبِهُداهم اقْتَدِهْ؛ فمن جعل الهاء زائدة جعل فعلت منه تسنيت، أَلا ترى أَنك تجمع السنة سنوات فيكون تفعلت على صحة؟ ومن قال في تصغير السنة سُنينة، وإن كان ذلك قليلاً، جاز أَن يقول تَسَنَّيْتُ تَفَعَّلْتُ، أُبدلت النون ياء لما كثرت النونات، كما قالوا تَظَنَّيْتُ وأَصله الظَّنُّ، وقد قالوا هو مأْخوذ من قوله عز وجل: من حَمَإٍ مَسْنُون؛ يريد متغيراً، فإن يكن كذلك فهو أَيضاً مما بُدِّلتْ نونه ياء، ونُرَى، والله أَعلم، أَن معناه مأْخوذ من السَّنَة أَي لم تغيره السِّنُون. وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَحمد بن يحيى في قوله لم يَتَسَنَّهْ، قال: قرأَها أَبو جعفر وشَيْبة ونافعٌ وعاصم بإثبات الهاء، إن وصلوا أَو قطعوا، وكذلك قوله: فبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ، ووافقهم أَبو عمرو في لم يتَسَنَّهْ وخالفهم في اقْتَدِهْ، فكان يحذف الهاء منه في الوصل ويثبتها في الوقف، وكان الكسائي يحذف الهاء منهما في الوصل ويثبتها في الوقف؛ قال أَبو منصور: وأَجود ما قيل في أَصل السَّنَةِ سُنَيْهة، على أَن الأَصل سَنْهَةٌ كما قالوا الشَّفَةُ أَصلها شَفْهَة، فحذفت الهاء، قال: ونقصوا الهاء من السنة كما نقصوها من الشفة لأَن الهاء ضاهت حروف اللين التي تنقص من الواو والياء والأَلف، مثل زِنَةٍ وثُبَةٍ وعِزَةٍ وعِضَةٍ، والوجه في القراءة لم يتَسَنَّهْ، بإثبات الهاء في الوقف والإدراج، وهو اختيار أَبي عمرو، وهو من قولهم سَنِهَ الطعامُ إذا تغير. وقال أَبو عمرو الشيباني: هو من قولهم حمَإٍ مَسْنُون، فأَبدلوا من يَتَسَنَّنْ كما قالوا تظنَّيْتُ وقَصَّيْتُ أَظفاري.
المعجم: لسان العرب

رَجَب

المعنى: رَجَب : (رَجِبَ) الرَّجُل (كَفَرِحَ) رَجَباً (: فَزِعَ، و) رَجِبَ رَجَباً (: اسْتَحْيَا، كَرَجَبَ) يَرْجُبُ (كَنَصَر) قَالَ: فَغَيْرُكَ يَسْتَحْيِي وغَيْرُكَ يَرْحُبُ (و) رَجِبَ (فلَانا: هَابَهُ وعَظَّمَهُ، كَرَجَبَهُ) يَرْجُبُهُ (رَجْباً ورُجُوباً، ورَجَّبَهُ) تَرْجِيباً، وتَرَجَّبَهُ (وأَرْجَبَهُ) فَهُوَ مَرْجُوبٌ ومُرَجَّبٌ وأَنشد: أَحْمَدُ رَبِّي فَرَقاً وأَرْجُبُهْ أَي أُعَظِّمُه، (ومِنْهُ) سُمِّيَ (رَجَبٌ، لِتَعْظِيمِهِمْ إِيَّاهُ) فِي الجَاهِلِيَّةِ عَنِ القِتَالِ فيهِ، وَلاَ يَسْتَحِلُّونَ القِتَالَ فيهِ، وَفِي الحَدِيث (رَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وشَعْبَانَ) قولُه بَين جُمادَى وشعبانَ تَأْكِيدٌ للشَّأْنِ وإِيضاحٌ، لأَنهُم كَانُوا يُؤَخِّرُونَه من شهرٍ إِلى شهرٍ، فيتحولُ عَن موضعِه الَّذِي يَخْتَصُّ بِهِ، فَبَيّنَ لهُم أَنه الشهرُ الَّذِي بَين جُمَادَى وشعبانَ، لاَ مَا كانُوا يُسَمّونَه على حِسَابِ النَّسِيءِ، وإِنما قيلَ: رَجَبُ مُضَرَ، وأَضَافَهُ إِليهم، لأَنَّهُمْ كَانُوا أَشَدَّ تَعْظِيماً لَهُ من غيرهِم، وكَأَنَّهُم اخْتَصُّوا بِهِ، وَقد ذَكَرَ لَهُ بعضُ العلماءِ سَبْعَةَ عَشَرَ اسْماً، كَذَا نقلَه شيخُنَا عَن لَطَائِفِ المَعَارِفِ فِيمَا للمَوَاسِمِ من الوَظَائِفِ، تأْلِيف الحافظِ عبد الرحمنِ بن رَجَبٍ الحَنْبَلِيِّ، ثمَّ وَقَفْتُ على هَذَا التأْليفِ ونقلتُ مِنْهُ المطلوبَ، (ج أَرْجَابٌ ورُجُوبٌ ورِجَابٌ ورَجَبَاتٌ، مُحَرَّكَةً) تَقول: هَذَا رَجَبٌ، فإِذا ضَمُّوا لَهُ شَعْبَانَ قالُما: رَجَبَانِ. والتَّرْجِيبُ: التَّعْظِيمُ، وإِنَّ فُلاَناً لَمُرَجَّبٌ (و) مِنْهُ (التَّرْجِيبُ) أَي (ذَبْحُ النَّسَائِكِ فيهِ) وَفِي الحَدِيث:  (هَلْ تَدْرُونَ مَا العتِيرَةُ؟) هِيَ الَّتِي يُسَمُّونَهَا الرَّجَبِيَّةَ، كانُوا يَذْبَحُونَ فِي شهرِ رَجبٍ ذَبِيحَةً ويَنْسُبُونَهَا إِليهِ، يقالُ: هاذِه أَيَّامُ تَرْجيبٍ وتَعْتَارٍ، وكانَتِ العَرَبُ تُرَجِّبُ، وَكَانَ ذَلِك لَهُم نُسُكاً، أَو ذَبَائِحَ فِي رَجَبَ، وَعَن أَبِي عَمْرٍ و: الرَّاجِبُ: المُعَظِّمُ لِسَيِّدِه. (و) الترْجِيبُ (: أَنْ يُبْنَى تَحْتَ النَّخْلَةِ) ، إِذا مَالَتْ وكانَتْ كَرِيمَةً عليهِ، (دُكَّانٌ تَعْتَمِدُ) هِيَ (عَلَيْهِ) لِضَعْفِهَا. (والرُّجْبَةُ بالضَّمِّ اسْمُ) ذلكَ (الدُّكَّانِ) والجَمْعُ رُجَبٌ مِثْلُ رُكْبَةٍ ورُكَب، ويقالُ: التَّرْجِيبُ: أَنْ تُدْعَمَ الشَّجَرَةُ إِذا كَثُرَ حَمْلُهَا، لِئَلاَّ تَنْكَسِرَ أَغْصَانُهَا، وَفِي (التَّهْذِيب) : الرُّجْبَةُ والرُّجْمَةُ: أَنْ تُعْمَدَ النَّخْلَةُ الكَرِيمَةُ إِذَا خِيفَ عَلَيْهَا أَنْ تَقَعَ، لِطُولِهَا وكَثْرَةِ حَمْلِهَا بِبِنَاءٍ مِنْ حِجَارَةٍ تُرَجَّبُ بِهَا أَي تُعَمَدُ ويَكُونُ تَرْجِيبُهَا أَنْ يُجْعَلَ حَوْل النَّخْلَةِ شَوْكٌ لِئَلاَّ يَرْقَى فِيهَا رَاقٍ فَيَجْنِيَ ثَمَرَهَا، وَعَن الأَصمعيّ: الرُّجْمَةُ البِنَاءُ مِنَ الصَّخْرِ تُعْمَدُ بِهِ النَّخْلَةُ، (والرُّجْبَة: أَن تُعْمَدَ النَخْلَةُ) بِخَشَبَةٍ ذَاتِ شُعْبَتَيْنِ (وهِيَ نَخْلَةٌ رُجَبِيَّةٌ كَعُمَرِيَّة، وتُشَدَّدُ جِيمُهُ) : بُنِيَ تَحْتَهَا رُجْبَةٌ، كِلاَهُمَا (نَسَبق نَادِرٌ) عَلَى خِلاَفِ القِيَاسِ، والتَّثْقِيلُ أَذْهَبُ فِي الشُّذُوذِ وَقَالَ سُوَيْدُ بنُ صامتٍ: ولَيْسَتْ بِسَنْهَاءٍ وَلاَ رُجَّبِيَّةٍ ولاكِنْ عَرَايَا فِي السِّنِينَ الجَوَائِحِ يَصِفُ نَخْلَةً بالجَوْدَةِ وأَنَّهَا لَيْسَ فِيهَا سَنْهَاءُ (والسَّنْهَاءُ) الَّتِي أَصَابَتْهَا السَّنَةُ، وقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَحْمِلُ سَنَةً وتَتْرُكُ أُخْرَى أَو تَرْجِيبُهَا: ضَمُّ أَعْذَاقِهَا، إِلى سَعَفَاتِهَا، وشَدُّهَا بالخُوصِ لِئَلاَّ تَنْفُضَهَا الرِّيحُ، أَو) التَّرْجِيبُ (: وَضْعُ الشَّوْكِ حَوْلَهَا) أَيِ الأَعْذَاقِ (لِئَلاَّ يَصِلَ إِلَيْهَا آكِلٌ) فَلاَ تُسْرَقَ، وذلكَ إِذا كانتْ غَرِيبَةً ظَرِيفَةً،  تَقول: رَجَّبْتُهَا تَرْجِيباً، (ومِنْهُ) قَوْلُ الحُبَابِ بنِ المُنْذِرِ يَوْمَ السَّقِيفَةِ (أَنَا جُذَيْلُهَا المُحَكَّكُ وعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ) قَالَ يَعْقُوبُ: التَّرْجِيبُ هنَا إِرْفَادُ النَّخْلَةِ مِنْ جَانِبٍ لِيَمْنَعَهَا مِنَ السُّقُوطِ، أَيْ إِنَّ لِي عَشِيرَةً تُعَضِّدُنِي وتَمْنَعُنِي وتُرْفِدْنِي، والعُذَيْقُ تَصْغِيرُ عَذْقٍ بالفَتْحِ (وَهِي) النَّخْلَةُ وقِيل: أَرَادَ بالتَّرْجِيبِ: التَّعْظِيمَ، ورَجَّبَ فلانٌ مَوْلاَهُ أَيْ عَظَّمَهُ، وقَوْلُ سَلاَمَةَ ابنِ جَنْدَلٍ: كَأَنَّ أَعْتَاقَهَا أَنْصَابُ تَرْجِيبِ فإِنَّهُ شَبَّهَ أَعْنَاقَ الخَيْلِ بالنَّخْلِ المُرَجَّبِ، وَقيل: شَبَّهَ أَعْنَاقَهَا بالحِجَارَةِ الَّتِي تُذْبَحُ عَلَيْهَا النَّسَائِكُ، قَالَ: وهَذَا يَدُلُّ على صِحَّةِ قولِ مَنْ جَعَلَ التَّرْجِيبَ دَعْماً لِلنَّخْلَةِ. (و) التَّرْجِيبُ (فِي الكَرْم: أَنْ تُسَوَّى سُرُوغُهُ ويُوضَعَ مَوَاضِعَهُ) مِنَ الدِّعَمِ والقِلاَلِ. (ورَجَبَ العُودُ: خَرَجَ مُنْفَرِداً) . (و) عَن أَبي العَمَيْثَلِ: رَجَبَ (فُلاناً بقَوْلٍ سَيِّىءٍ) و (رَجَمَهُ بِهِ) بمَعْنَى: صَكَّهُ. (والرُّجْبُ بِالضَّمِّ: مَا بَيْنَ الضِّلَعِ والقَصِّ، وبِهَاءٍ: بِنَاءٌ يُصَادُ بِهَا الصَّيْدُ) كالذِّئْبِ وغَيْرِهِ، يُوضَعُ فِيهِ لَحْمٌ ويُشَدُّ بِخَيْطٍ، فإِذا جَذَبَهُ سَقَطَ عليهِ الرُّجْبَةِ. (والأَرْجَابُ: الأَمْعَاءُ لاَ وَاحِدَ لَهَا) عندَ أَبِي عُبيدٍ (أَو الوَاحِدُ رَجَبٌ، مُحَرَّكَةً) ، عَن كُرَاع، (أَو) رُجْبٌ (كقُفْلٍ) ، وَقَالَ ابنُ حَمْدَوَيْهِ: الوَاحِدُ رِجْبٌ، بكَسْرٍ فَسُكُونٍ. (والرَّوَاجِبُ: مَفَاصِلُ أُصُولِ الأَصَابِعِ) الَّتِي تَلِي الأَنَامِلَ، (أَوْ بَوَاطِنُ مَفَاصِلِهَا) أَي أُصُولِ الأَصَابِع (أَوْ هِيَ قَصَبُ الأَصَابِعِ، أَوْ) هِيَ (مَفَاصِلُهَا) أَي الأَصَابِعِ، ثُمَّ البَرَاجِمُ ثُمَّ الأَشَاجِعُ الَّلاتِي تَلِي  الكَفّ (أَو) هِيَ (ظُهُورُ السُّلاَمَيَاتِ، أَوْ) هِيَ (مَا بَيْنَ البَرَاجِمِ من السُّلاَمَيَاتِ) قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: البَرَاجِمُ: المُشَنَّجَاتُ فِي مَفاصِلِ الأَصَابِعِ وَفِي كلِّ إِصْبَعٍ ثَلاَثُ بُرْجُمَاتٍ إِلاَّ الإِبْهَام (أَو) هِيَ (المَفَاصِلُ الَّتِي تَلِي الأَنَامِلَ) وَفِي الحَدِيث (أَلاَ تُنَقُّونَ رَوَاجِبَكُمْ) هِيَ مَا بَيْنَ عُقَدِ الأَصَابِعِ مِنْ دَاخِلٍ (وَاحِدَتُهَا رَاجِهَةٌ، و) قَالَ كُرَاع: وَاحِدَتُهَا (رُجْبَةٌ بالضَّمِّ) ، قَالَ الأَزهريّ وَلَا أَدْرِي كَيْفَ ذَلِك، لأَنَّ فُعْلَة لاَ تُكَسَّرُ على فَوَاعِلَ، وَعَن الليثِ: رَاجِبَةُ الطَّائِرِ: الإِصْبَعُ الَّتِي تَلِي الدَّائِرَةَ مِن الجَانِبَيْنِ الوَحْشِيَّيْنِ مِن الرِّجْلَيْنِ، وَقَالَ صَخْرُ الغَيِّ: تَمَلَّى بِهَا طُول الحَيَاةِ فَقَرْنُهُ لَهُ مَا نَتَأَ مِنْ قَرْنِهِ بِمَا نَتَأَ مِنْ أَصُولِ الأَصَابعِ إِذا ضُمَّتِ الكَفُّ (و) الرَّوَاجِبُ (مِنَ الحِمَارِ: عُرُوقُ مخَارِجِ صَوْتِهِ) ، عنِ ابْن الأَعرابيّ وأَنشد: طَوَى بَطْنَهُ طُولُ الطِّرَادِ فَأَصْبَحَتْ تَقَلْقَلُ مِنْ طُولِ الطِّرَادِ رَوَاجِبُهْ ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الرَّجَبُ مُحَرَّكَةً: العِفَّةُ. ورجَبٌ: مِنْ أَسْمَاءِ الرِّجَالِ.
المعجم: تاج العروس

رجب

المعنى: رَجِبَ الرجلُ رَجَباً: فَزِعَ. ورَجِبَ رَجَباً، ورَجَبَ يَرْجُبُ: اسْتَحْيا؛ قال: فَغَيْـرُكَ يَسـْتَحيِي، وغيـرُكَ يَرْجُـبُ ورَجِبَ الرجلَ رَجَباً، ورَجَبَه يرجُبُه رَجْباً ورُجُوباً، ورَجَّبه، وتَرَجَّبَه، وأَرْجَبَه، كلُّه: هابَه وعَظَّمه، فهو مَرْجُوبٌ؛ وأَنشد شمر: أَحْمَــدُ رَبّــي فَرَقــاً وأَرْجَبُــهْ أَي أُعَظِّمُه، ومنه سمي رَجَبٌ؛ ورَجِبَ، بالكسر، أَكثر؛ قال: إِذا العَجوزُ اسْتَنْخَبَتْ، فانْخَبْها، ولا تَهَيَّبْهــــا، ولا تَرْجَبْهــــا وهكذا أَنشده ثعلب؛ ورواية يعقوب في الأَلفاظ: ولا تَرَجَّبْهـــــا ولا تَهَبْهـــــا شمر: رَجِبْتُ الشيءَ: هِبْتُه، ورَجَّبْتُه: عَظَّمْتُه.ورَجَبٌ: شهر سموه بذلك لتعظيمهم إِيَّاه في الجاهلية عن القتالِ فيه، ولا يَسْتَحِلُّون القتالَ فيه؛ وفي الحديث: رَجَبُ مُضَرَ الذي بين جُمادَى وشعبانَ؛ قوله: بين جُمادَى وشعبانَ، تأْكيد للبَيانِ وإِيضاحٌ له، لأَنهم كانوا يؤَخرونه من شهر إِلى شهر، فيَتَحَوَّل عن موضعه الذي يَخْتَصُّ به، فبين لهم أَنه الشهر الذي بين جُمادَى وشعبانَ، لا ما كانوا يسمونه على حِساب النَّسِيءِ، وإِنما قيل: رَجَبُ مُضَرَ، إِضافة إِليهم، لأَنهم كانوا أَشدّ تعظيماً له من غيرهم، فكأَنهم اخْتَصُّوا به، والجمع: أَرْجابٌ. تقول: هذا رجب، فإِذا ضَمُّوا له شَعْبانَ، قالوا: رَجَبانِ.والتَّرْجِيبُ: التعظيمُ، وإِن فلاناً لَمُرَجَّبٌ، ومنه تَرْجِيبُ العَتِيرةِ، وهو ذَبحُها في رَجَبٍ.وفي الحديث: هل تَدْرُون ما العَتِيرةُ؟ هي التي يسمونها الرَّجَبِيَّةَ، كانوا يَذْبحون في شهر رَجَبٍ ذَبيحَةً، ويَنْسبُونَها إِليه.والتَّرْجِيبُ: ذَبْحُ النَّسائكِ في رَجَبٍ؛ يقال: هذه أَيامُ تَرْجِيبٍ وتَعْتارٍ. وكانت العربُ تُرَجِّبُ، وكان ذلك لهم نُسُكاً، أَو ذَبائحَ في رَجَبٍ.أَبو عمرو: الرَّاجِبُ المُعَظِّم لسيده؛ ومنه رَجِبَهُ يَرْجَبُه رَجَباً، ورَجَبَهُ يَرْجُبُه رَجْباً ورُجُوباً، ورَجَّبَه تَرْجيباً، وأَرْجَبَه؛ ومنه قول الحُباب: عُذَيْقُها المُرَجَّبُ. قال الأَزهري: أَما أَبو عبيدة والأَصمعي، فإِنهما جَعلاه من الرُّجْبةِ، لا مِن التَّرْجِيبِ الذي هو بمعنى التعظيم؛ وقول أَبي ذُؤَيب: فَشــَرَّجَها مِــنْ نُطْفــةٍ رَجَبِيَّـةٍ، سُلاســِلَةٍ مــن مـاءِ لِصـْبٍ سُلاسـِلِ يقول: مَزَجَ العَسَلَ بماءِ قَلْتٍ، قد أَبْقاها مَطَرُ رَجَبٍ هُنالك؛ والجمع: أَرْجابٌ ورُجُوبٌ، ورِجابٌ ورَجَباتٌ.والتَّرْجِيبُ: أَنْ تُدْعَمَ الشجرةُ إذا كَثُرَ حَمْلُها لئلا تَتَكسَّرَ أَغْصانُها.ورجَّبَ النخلةَ: كانت كريمةً عليه فمالَتْ، فبَنَى تحتَها دُكَّاناً تَعْتَمِد عليه لضَعْفِها؛ والرُّجْبةُ: اسم ذلك الدُّكَّان، والجمع رُجَبٌ، مثل رُكْبةٍ ورُكَبٍ. والرُّجَبِيَّةُ من النخل منسوبة إِليه.ونَخْلَةٌ رَجَبِيَّةٌ ورُجَّبِيَّةٌ: بُنِيَ تحتها رُجْبةٌ، كِلاهُما نَسَبٌ نادِرٌ، والتثقيل أَذهَبُ في الشُّذُوذ. التهذيب: والرُّجْبَةُ والرُّجْمةُ أَن تُعْمَدَ النخلةُ الكريمةُ إذا خِيفَ عليها أَن تَقَعَ لطُولها وكثرة حَمْلِها، بِبِناءٍ من حِجارة تُرَجَّبُ بها أَي تُعْمَدُ به، ويكون تَرْجِيبُها أَن يُجْعَلَ حَوْلَ النخلة شَوْكٌ، لئلا يَرْقَى فيها راقٍ، فيَجْنِي ثمرها. الأَصمعي: الرُّجْمةُ، بالميم، البناء من الصخر تُعْمَدُ به النخلةُ؛ والرُّجْبةُ أَن تُعمد النخلة بخَشبةٍ ذاتِ شُعْبَتَيْنِ؛ وقد روي بيت سُوَيْدِ بن صامِتٍ بالوجهين جميعاً: ليســت بِســَنْهاءٍ، ولا رُجَّبِيَّــةٍ، ولكِنْ عَرايا في السِّنينَ الجَوائِح يَصِفُ نَخْلة بالجَوْدةِ، وأَنها ليس فيها سَنْهاءُ؛ والسنهاءُ: التي أَصابتها السَّنةُ، يعني أَضَرَّ بها الجَدْبُ؛ وقيل: هي التي تحمل سنة وتَترك أُخرى؛ والعَرايا: جمع عَرِيَّةٍ، وهي التي يُوهَبُ ثَمرُها.والجَوائحُ: السِّنونُ الشِّدادُ التي تُجِيحُ المالَ؛ وقيل هذا البيت: أَدِينُـ، وما دَيْنِي عَلَيْكُم بِمَغْرَمٍ، ولكِـنْ عَلى الشُّمِّ الجِلادِ القَراوِحِ أَي إِنما آخُذُ بدَيْنٍ، على أَن أُؤَدِّيَه من مالي وما يَرْزُقُ اللّه من ثَمَرة نَخْلي، ولا أُكلِّفُكم قَضاءَ دَيْني عني. والشُّمُّ: الطِّوالُ. والجِلادُ: الصَّابِراتُ على العَطَشِ والحَرِّ والبَرْدِ.والقَراوِحُ: التي انْجَرَدَ كَرَبُها، واحِدها قِرْواحٌ، وكان الأَصل قَراويحَ، فحَذَفَ الياءَ للضرورة.وقيل: تَرْجِيبُها أَن تُضَمَّ أَعْذاقُها إِلى سَعَفاتِها، ثم تُشَدُّ بالخُوصِ لئلا يَنْفُضَها الرِّيحُ، وقيل: هو أَن يُوضَعَ الشَّوْكُ حَوالي الأَعْذاقِ لئلا يَصِلَ إِليها آكلٌ فلا تُسْرَق، وذلك إذا كانت غَريبةً طَريفةً، تقول: رَجَّبْتُها تَرْجِيباً. وقال الحُبابُ ابن المُنْذِر: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ، وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ؛ قال يعقوب: التَّرْجِيبُ هنا إِرفادُ النَّخلةِ من جانب، لِيَمْنَعَها من السُّقوط، أَي إِن لي عَشِيرةً تُعَضِّدُني، وتَمْنَعُني، وتُرْفِدُني.والعُذَيْقُ: تصغير عَذْقٍ، بالفتح، وهي النخلة؛ وقد وَرَدَ في حَديث السَّقِيفَةِ: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ، وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ؛ وهو تصغير تعظيم، وقيل: أَراد بالتَّرْجِيبِ التَّعْظِيمَ.ورَجِبَ فلانٌ مولاه أَي عَظَّمَه، ومنه سمي رَجَبٌ لأَنه كان يُعَظَّم؛ فأَما قول سَلامةَ بن جَنْدَلٍ: والعادِيـاتُ أَسابِيُّ الدِّماءِ بِها، كــأَنَّ أَعْناقَهـا أَنْصـابُ تَرْجِيـبِ فإِنه شَبَّهَ أَعْناقَ الخيل بالنخل المُرَجَّبِ؛ وقيل: شبَّه أَعْناقَها بالحجارة التي تُذْبَح عليها النَّسائِكُ. قال: وهذا يدل على صِحَّةِ قولِ مَن جَعل التَّرجِيبَ دَعْماً للنخلة؛ وقال أَبو عبيد: يُفَسَّر هذا البيتَ تَفْسيرانِ: أَحدهما أَنت يكون شبَّه انْتِصابَ أَعْناقِها بِجِدارِ تَرْجِيبِ النخل، والآخَرُ أَن يكون أَراد الدِّماءَ التي تُراقُ في رجب.وقال أَبو حنيفة: رُجِّبَ الكَرْمُ: سُوِّيت سُرُوغُه، ووُضِعَ مَواضِعَه مِنَ الدَّعَمِ والقِلالِ.ورَجَبَ العُودُ: خَرج مُنْفَرداً.والرُّجْبُ: ما بين الضِّلَعِ والقَصِّ.والأَرْجابُ: الأَمْعاءُ، وليس لها واحد عند أَبي عبيد، وقال كراع: واحدها رَجَبٌ، بفتح الراءِ والجيم. وقال ابن حمدويه: واحدها رِجْبٌ، بكسر الراءِ وسكون الجيم.والرَّواجِبُ: مَفاصِلُ أُصولِ الأَصابع التي تلي الأَنامل؛ وقيل: هي بَواطِنُ مَفاصِلِ أُصولِ الأَصابِع؛ وقيل: هي قَصَبُ الأَصابع؛ وقيل: هي ظُهُورُ السُّلاميَّات؛ وقيل: هي ما بين البَراجِم من السُّلاميَّات؛ وقيل: هي مَفاصِلُ الأَصابع، واحدتها راجِبةٌ، ثم البَراجِمُ، ثم الأَشاجِعُ اللاتي تلي الكَفَّ.ابن الأَعرابي: الرَّاجِبةُ البُقْعَةُ المَلْساء بينَ البراجِمِ؛ قال: والبراجِمُ المُشَنَّجاتُ في مَفاصِل الأَصابع، في كل إِصْبَعٍ ثَلاثُ بُرْجُماتٍ، إِلاَّ الإِبهامَ. وفي الحديث: أَلا تُنَقُّونَ رواجِبَكم؟ هي ما بين عُقد الأَصابع من داخل، واحدها راجِبةٌ. والبراجِمُ: العُقَد المُتَشَنِّجَةُ في ظاهِر الأَصابعِ. الليث: راجِبةُ الطائِر الإِصْبَعُ التي تلي الدَّائِرةَ مِن الجانبين الوَحْشِيَّيْن مِن الرِّجْلَيْن؛ وقول صخر الغي: تَمَلَّـى بهـا طُولَ الحياةِ، فَقَرْنُه لـه حَيَـدٌ، أَشـْرافُها كـالرَّواجِبِ شَبَّه ما نتأَ مِنْ قَرْنِه، بما نَتَأَ من أُصُولِ الأَصابع إذا ضُمَّت الكَفُّ؛ وقال كراع: واحدتها رُجْبةٌ؛ قال: ولا أَدري كيف ذلك، لأَنَّ فُعْلة لا تكسر على فَواعِلَ.أَبو العميثل: رَجَبْتُ فلاناً بقَوْلِ سَيِّئٍ ورَجَمْتُه بمعنى صكَكْتُه.والرَّواجِبُ من الحِمار: عُروقُ مَخارج صَوْتِه، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: طَـوَى بَطنَه طُولُ الطِّراد، فأَصْبَحَتْ تَقَلْقَلُ، مِنْ طُولِ الطِّرادِ، رَواجِبُهْ والرُّجْبةُ: بناءٌ يُبْنى، يُصَادُ به الذئب وغيره، يوضع فيه لحم، ويُشَدُّ بخَيْط، فإِذا جَذَبه سَقَط عليه الرُّجْبةُ.
المعجم: لسان العرب

سنا

المعنى: سَنَت النارُ تَسْنُو سَناءً: عَلا ضَوْءُها. والسَّنا، مقصورٌ:ضوءُ النارِ والبرْقِ، وفي التهذيب: السَّنا، مقصورٌ، حَدُّ مُنْتَهى ضوْءِ البرْقِ. وقد أَسْنَى البرْقُ إذا دَخلَ سَناهُ عليكَ بيتَك أَو وقَع على الأَرض أَو طار في السَّحابِ. قال أَبو زيد: سَنا البرْق ضَوْءُه من غير أَن ترَى البرْقَ أَو ترى مَخرَجَه في موْضِعه، فإنما يكون السَّنا بالليل دون النهار وربما كان في غير سَحابٍ. ابن السكيت: السَّناءُ من المجد والشرف، ممدود. والسَّنا: سَنا البرقِ، وهو ضوْءُه، يكتب بالأَلف ويثنى سَنَوَان ولم يَعرفِ الأَصمعي له فِعْلاً. والسَّنا، بالقصر: الضَّوْءُ.وفي التنزيل العزيز: يكادُ سَنا بَرْقِه يَذْهَبُ بالأَبْصار؛ وأَنشد سيبويه: أَلـم تـرَ أَنِّـي وابـنَ أَسـْوَدَ، ليلةً، لَنَسـْري إلـى نـارَينِ يَعْلُـو سـَناهُما وسنَا البرْقُ: أَضاءَ؛ قال تميمُ بنُ مُقبل: لِجَــوْنِ شــَآمِ كلمـا قلـت قـد وَنَـى سنا، والقَواري الخُضْرُ في الدَّجْنِ جُنَّحُ وأَسْنى النارَ: رَفَعَ سَناها. واسْتَناها: نَظَر إلى سَناها؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: ومُســْتَنْبَحٍ، يَعْـوي الصـَّدى لِعُـوائِه، تنَــوَّرَ نــاري فاســْتَناها وأَوْمَضـا أَوْمَضَ: نظَرَ إلى وَمِيضِها. وسَنا البرْقُ: سطَع. وسنا إلى مَعالي الأُمُورِ سَناءً: ارتفع. وسَنُوَ في حَسَبه سَناءً، فهو سَنِيٌّ: ارتفع.ويقال: إنّ فلاناً لسَنِيُّ الحَسَب، وقد سَنُوَ يَسْنُو سَناءً، ممدود.والسَّناءُ من الرِّفْعة، ممدود. والسَّنِيُّ: الرَّفيعُ. وأَسْناهُ أَي رَفَعه؛ وأَنشد ابن بري: وهُــمْ قــومٌ كِــرامُ الحَــيِّ طــرّاً، لهـــم حَـــوْلٌ إذا ذُكِــرَ الســَّناءُ وفي الحديث: بَشِّرْ أُمَّتي بالسَّناء أَي بارتفاع المنزلة والقدر عند الله. وقد سَنِيَ يَسْنَى سَناءً أَي ارتفَع، وأَما قراءة من قرأَ: يكادُ سَناءُ بَرْقِه، ممدود، فليس السَّناءُ ممدوداً لغة في السَّنا المقصور، ولكن إنما عنى به ارتفاعَ البرق ولُمُوعَه صُعُداً كما قالوا بَرْق رافِع. وسَنَّاه أَي فتَحه وسَهَّله؛ وقال: وأَعْلَــم عِلْمـاً، ليـس بـالظن، أَنـه إذا اللــهُ سـَنَّى عَقْـدَ شـيءٍ تيَسـَّرا قال ابن بري: هذا البيت أَنشده أَبو القاسم الزجاجي في أَماليه: فلا تَيْأَســا واسـْتَغْوِرَا اللهـ، إنـه إذا اللــهُ سـَنَّى عَقْـدَ شـيءٍ تيَسـَّرا معنى قوله: استَغْوِرَا اللهَ اطلبا منه الغِيرةَ، وهي المِيرةُ؛ وفي حديث معاوية أَنه أَنشد: إذا اللــهُ سـَنَّى عَقْـدَ شـيءٍ تيَسـَّرا يقال: سَنَّيْتُ الشيءَ إذا فتحته وسهَّلْته. وتسَنَى لي كذا أَي تيَسَّر وتأَتَّى. وتسَنَّى الشيءَ: علاه؛ قال ابن أَحمر: تربــى لهـا وهْـوَ مَسـْرُورٌ لغَفْلَتِهـا طَــوراً، وطــوراً تســَنَّاه فتَعْتَكِــر وتَسَنَّى البعيرُ الناقةَ إذا تسَدَّاها وقاعَ عليها ليضربها. الفراء:يقال تَسَنَّى أَي تغَيَّر. قال أَبو عمرو: لم يتَسَنَّ لم يتغير من قوله تعالى: من حَمإ مَسْنُون؛ أَي متغير، فأَبدل من إحدى النونات ياء مثل تقَضَّى من تقَضَّضَ. والمُسَنَّاةُ: العَرِمُ. وسَنا سُنُوّاً وسِنايةً وسِناوةً: سَقى.والسانِيَةُ: الغرْبُ وأَداته. والسانية: الناضحة، وهي الناقة التي يُسْتَقى عليها. وفي المثل: سَيْرُ السَّواني سَفَرٌ لا ينقطِع. الليث:السانية، وجمعها السَّواني، ما يُسقى عليه الزرع والحيوان من بعير وغيره. وقد سَنَتِ السانيةُ تسْنُو سُنُوّاً إذا اسْتَقت وسِنايةً وسِناوةً. وسَنتِ الناقةُ تسْنُو إذا سقت الأَرض، والسحابة تسْنُو الأَرضَ، والقومُ يَسْنُون لأَنفسهم إذا اسْتَقوْا، ويَسْتَنُون إذا سَنَوْا لأَنفسهم؛ قال رؤبة: بـــأَيِّ غَـــرْبٍ إذْ غَرفْنــا نســْتَني وسَنِيَتِ الدابةُ وغيرُها تسْنَى إذا سُقِي عليها الماء. أَبو زيد:سَنَتِ السماءُ تسْنُو سُنُوّاً إذا مطَرَت. وسَنَوْتُ الدَّلْوَ سِناوَةً إذا جَرَرْتَها من البئر. أَبو عبيد: الساني المُسْتَقي، وقد سنا يَسْنُو، وجمْعُ الساني سُناةٌ؛ قال لبيد: كـــأَنَّ دُمُـــوعَه غَرْبـــا ســـُناةٍ، يُحِيلــونَ الســِّجالَ علــى الســِّجال جعلَ السُّناةَ الرجالَ الذين يَسْقُون بالسَّواني ويُقْبِلون بالغروب فيُحِيلونها أَي يَدْفُقُون ماءها. ويقال: هذه رَكِيَّة مَسْنَوِيَّة إذا كانت بعيدة الرِّشاء لا يُسْتَقى منها إلا بالسانية من الإبل، والسانية تقع على الجَمل والناقة بالهاء، والساني، بغير هاءٍ، يقع على الجَمل والبقر والرَّجُلِ، وربما جعلوا السانية مصدراً على فاعلة بمعنى الاسْتِقاء؛ وأَنشد الفراء: يـــا مَرْحبـــاهُ بحِمــارٍ نــاهِيَهْ، إذا دَنــــا قَرَّبْتُــــه للســـانِيَهْ الفراء: يقال سناها الغيثُ يَسْنُوها فهي مَسْنُوَّةٌ ومَسْنِيَّةٌ، يعني سقاها، قلبوا الواوَ ياءً كما قلبوها في قِنْية. وفي حديث الزكاة: ما سُقِيَ بالسَّواني ففيه نصف العُشْر؛ السَّواني: جمع سانِيةٍ وهي الناقة التي يُسْتقى عليها؛ ومنه حديث البعيرِ الذي شكا إليه فقال أَهلُه: إنّا كنا نَسْنُو عليه أَي نستَقي؛ ومنه حديث فاطمة، رضي الله عنها: لقد سنَوْتُ حتى اشتكَيْتُ صدري. وفي حديث العزل: إنَّ لي جاريةً هي خادِمُنا وسانِيَتُنا في النخل، كأَنها كانت تسقي لهم نخْلَهُم عِوَضَ البعير.والمَسْنَوِيَّةُ: البئرُ التي يُسْنى منها، واسْتَنى لنفسِه، والسحاب يَسْنُو المطر، وسنَتِ السحابةُ بالمطر تسْنُو وتَسْني. وأَرضٌ مسْنُوَّةٌ ومَسْنِيَّةٌ: مَسْقِيَّة، ولم يعرف سيبويه سَنيْتُها، وأَما مَسْنِيَّةٌ عنده فعلى يَسْنوها، وإنما قلبوا الواوَ ياء لخِفَّتِها وقُرْبِها من الطَّرَف، وشُبِّهَت بمَسْنِيٍّ كما جعلوا عَظاءةً بمنزلة عَظاءٍ.وساناه: راضاه. أَبو عمرو: سانَيْتُ الرجلَ راضيْتُه وداريته وأَحسنت معاشرته؛ ومنه قول لبيد: وســانيْتُ مِــنْ ذي بَهْجــةٍ ورَقَيْتُهـ، عليـــه الســُّموطُ عائصــٍ، مُتَعصــِّب وأَنشد الجوهري هذا البيت عابسٍ مُتعصِّب. قال ابن بري: قال ابن القطاع مُتعصب بالتاج، وقيل: يُعَصَّب برأْسِه أَمرُ الرَّعِيَّةِ، قال: والذي رواه ابن السكيت في الأَلفاظ في باب المُساهَلة مُتَفضِّب، قال: وكذلك أَنشده أَبو عبيد في باب المُداراةِ. والمُساناةُ: الملاينةُ في المُطالَبة.والمُساناةُ: المُصانَعَة، وهي المُداراة، وكذلك المُصاداة والمُداجاةُ.الفراء: يقال: أَخذتُه بسِنايَته وصِنايَتِه أَي أَخذه كلَّه. والسُّنَةُ إذا قُلْته بالهاء وجعَلْت نقصانَه الواو، فهو من هذا الباب، تقول:أَسْنَى القومُ يُسْنُونَ إسْناءً إذا لَبِثوا في موضعٍ سنَةً، وأَسْنَتُوا إذا أَصابتهم الجُدوبةُ، تُقلب الواوُ تاءً للفرق بينهما؛ وقال المازني: هذا شاذٌّ لا يقاس عليه، وقيل: التاءُ في أَسْنَتُوا بدلٌ من الياء التي كانت في الأَصل واواً ليكونَ الفِعْلُ رُباعِيّاً، والسُّنَةُ من الزَّمَن من الواو ومن الهاء، وتصريفها مذكور في حرف الهاء، والجمع سَنَواتٌ وسِنُونَ وسَنَهاتٌ، وسِنُونَ مذكور في الهاء، وتعليلُ جمعِها بالواو والنونِ هناك. وأَصابتهم السَّنَةُ: يَعْنُونَ به السَّنَة المُجْدِبة، وعلى هذا قالوا أَسْنَتُوا فأَبدَلوا التاءَ من الياءِ التي أَصلُها الواوُ، ولا يُستعمل ذلك إلا في الجَدْبِ وضِدِّ الخِصْب.وأَرضٌ سَنَةٌ: مُجْدِبةٌ، على التشبيه بالسَّنَةِ من الزمان، وجمعُها سِنُونَ.وحكى اللحياني: أَرضٌ سِنُونَ، كأَنهم جعلوا كلّ جزءٍ منها أَرضاً سَنَةً ثم جمعُوه على هذا.وأَسْنَى القومُ: أَتَى عليهم العامُ. وساناهُ مُساناةً وسِناءً:استأْجَرَه السَّنَة، وعامَلَه مُساناةً، واستأْجره مُساناةً كقوله مُسانَهَةً.التهذيب: المُساناةُ المُسانَهةُ، وهو الأَجَلُ إلى سَنَةٍ. وأَصابتهم السَّنَة السَّنْواءُ: الشديدةُ. وأَرضٌ سَنْهاءُ وسَنواءُ إذا أَصابتها السَّنَةُ. والسَّنا: نبتٌ يُتَداوي به؛ قال ابن سيده: والسَّنا والسَّناءُ نبتٌ يُكتَحَلُ به، يمدُّ ويقصر، واحدته سَناةٌ وسَناءَةٌ؛ الأَخيرة قِياسٌ لا سَماع؛ وقول النابغة الجعدي: كــــــأَنَّ تَبَســـــُّمَها مَوْهِنـــــاً ســَنا المِسـْكِ، حيـنَ تُحِـسُّ النُّعـامى قال: يجوز أَن يكون السَّنا ههنا هذا النَّباتَ كأَنه خالط المسك، ويجوز أَن يكون من السَّنا الذي هو الضَّوْءُ لأَنَّ الفَوْحَ انْتِشارٌ أَيضاً، وهذا كما قالوا سَطَعَت رائِحتُه أَي فاحَت، ويروى كأَنَّ تَنَسُّمَها، وهو الصحيح. وقالت أَبو حنيفة: السَّنا شُجَيْرَةٌ من الأَغْلاث تُخْلَط بالحِنَّاء فتكونُ شِباباً له وتُقَوِّي لَوْنَه وتُسَوِّدُه، وله حمل أَبيضُ إذا يَبِس فحركَتْه الريحُ سَمِعْتَ له زَجَلاً؛ قال حميد بن ثور: صــَوْتُ الســَّنا هَبَّــتْ بــه عُلْوِيَّـةٌ، هَـــزَّتْ أَعـــالِيَهُ بِســـَهْبٍ مُقْفِـــرِ وتَثْنِيَتُه سَنَيانِ، ويقال سَنَوانِ. وفي الحديث: عليكم بالسَّنا والسَّنُّوتِ، وهو مقصور، هو هذا النَّبْتُ، وبعضهم يرويه بالمد. وقال ابن الأَعرابي: السَّنُّوتُ العَسل، والسَّنُّوت الكمُّون، والسَّنُّوتُ الشِّبِثُّ؛ قال أَبو منصور: وهو السَّنُّوت، بفتح السين. وفي الحديث عن أُمِّ خالدٍ بنتِ خالد: أَنَّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أُتِيَ بثياب فيها خَمِيصة سَوْداء فقال: ائْتُوني بأُمِّ خالدٍ، قالت: فأُتِيَ بي رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، محمولةً وأَنا صغيرَةٌ فأَخَذَ الخَمِيصَةَ بِيَدِهِ ثم أَلْبَسَنِيها، ثم قال أَبْلي وأَخْلِقِي، ثم نَظَر إلى عَلمٍ فيها أَصْفَرَ وأَخْضَرَ فجعل يقول يا أمَّ خالدٍ سَنا سَنا؛ قيل: سَنا بالحَبَشِيَّةِ حَسَنٌ، وهي لغةٌ، وتُخَفَّفُ نونُها وتشددُ، وفي رواية: سَنَهْ سَنَهْ، وفي رواية أُخرى: سَناهْ سَناهْ، مخفَّفاً ومشدَّداً فيهما؛ وقول العجاج يصف شبابه بعدما كَبِرَ وأَصْباهُ النِّساءُ: وقَــــدْ يُســــامِي جِنَّهُـــنَّ جِنِّـــي فـــي غَيْطَلاتٍ مـــن دُجـــى الــدُّجُنِّ بمَنطــــقٍ لــــوْ أَنَّنـــي أُســـَنِّي حَيَّــاتِ هَضــْبٍ جِئْنــ، أَوْ لــوَ انِّـي أَرْقِـــي بــه الأَرْوِي دَنَــوْنَ منِّيــ، مُلاوَةٌ مُلِّيتُهــــــــا، كـــــــأَنِّي ضـــارِبُ صـــَنْجَيْ نَشـــْوَةٍ، مُغَنِّـــي شـــَرْبٍ بِبَيْســـانَ مـــن الأُرْدُنِّـــ، بَيْـــــنَ خَـــــوابي قَرْقَــــفٍ ودَنِّ قوله: لو أَنَّني أُسَنِّي أَي أَستَخْرج الحيَّات فأَرْقِيها وأَرفُقُ بها حتى تخرج إليَّ؛ يقال: سَنَّيْتُ وسانيْتُ. وسَنَيْتُ البابَ وسَنَوْته إذا فتحته.والمُسَنَّاة: ضَفيرةٌ تُبْنى للسيل لترُدَّ الماء، سُمّيت مُسَنَّاةً لأَن فيها مفاتحَ للماء بقدر ما تحتاج إليه مما لا يَغْلِب، مأْخوذٌ من قولك سَنَّيْت الشيءَ والأَمر إذا فَتَحْت وجهه. ابن الأَعرابي: تَسَنَّى الرجلُ إذا تسَهَّل في أُموره؛ قال الشاعر: وقــد تَســَنَّيْتُ لــه كلــجَ التسـَنِّي وكذلك تَسَنَّيْتُ فلاناً إذا تَرَضَّيْته.
المعجم: لسان العرب

قرح

المعنى: القَرْحُ والقُرْحُ، لغتان: عَضُّ السلاح ونحوه مما يَجْرَحُ الجسدَ ومما يخرج بالبدن؛ وقيل: القَرْحُ الآثارُ، والقُرْحُ الأَلَمُ؛ وقال يعقوب: كأَنَّ القَرْحَ الجِراحاتُ بأَعيانها، وكأَنَّ القُرْحَ أَلَمُها؛ وفي حديث أُحُدٍ: بعدما أَصابهم القَرْحُ؛ هو بالفتح وبالضم: الجُرْحُ؛ وقيل: هو بالضم الاسم، وبالفتح المصدر؛ أَراد ما نالهم من القتل والهزيمة يومئذ.وفي حديث جابر: كنا نَخْتَبِطُ بقِسيِّنا ونأْكلُ حتى قَرِحَتْ أَشداقُنا أَي تَجَرَّحَتْ من أَكل الخَبَطِ. ورجل قَرِحٌ وقَرِيحٌ: ذو قَرْحٍ وبه قَرْحةٌ دائمة. والقَرِيحُ: الجريح من قوم قَرْحَى وقَراحَى؛ وقد قَرَحه إذا جَرَحه يَقْرَحُه قَرْحاً؛ قال المتنخل الهذلي: لا يُســــْلِمُونَ قَرِيحـــاً حَـــلَّ وَســـْطَهُمُ يــــومَ اللِّقـــاءِ، ولا يَشـــْوُونَ مـــن قَرَحُوا قال ابن بري: معناه لا يُسْلِمُونَ من جُرِحَ منهم لأَعدائهم ولا يُشْوُونَ من قَرَحُوا أَي لا يُخْطِئُون في رمي أَعدائهم.وقال الفراء في قوله عز وجل: إِن يَمْسَسْكم قَرْحٌ وقُرْحٌ؛ قال وأَكثر القراء على فتح القاف، وكأَنَّ القُرْحَ أَلَمُ الجِراحِ، وكأَنَّ القَرْحَ الجِراحُ بأَعيانها؛ قال: وهو مثلُ الوَجْدِ والوُجْد ولا يجدونَ إِلاَّ جُهْدَهم وجَهْدَهم.وقال الزجاج: قَرِحَ الرجلُ يَقْرَحُ قَرْحاً، وقيل: سمِّيت الجراحات قَرْحاً بالمصدر، والصحيح أَن القَرْحةَ الجِراحةُ، والجمع قَرْحٌ وقُروح. ورجل مَقْروح: به قُرُوح. والقَرْحة: واحدة القَرْحِ والقُروح. والقَرْحُ أَيضاً: البَثْرُ إذا تَرامَى إِلى فساد؛ الليث: القَرْحُ جَرَبٌ شديد يأْخذ الفُصْلانَ فلا تكاد تنجو؛ وفَصِيل مَقْرُوح؛ قال أَبو النجم: يَحْكِي الفَصِيلَ القارِحَ المَقْرُوحا وأَقْرَحَ القومُ: أَصاب مواشِيَهم أَو إِبلهم القَرْحُ. وقَرِحَ قلبُ الرجل من الحُزْنِ، وهو مَثَلٌ بما تقدَّم.قال الأَزهري: الذي قاله الليث من أَن القَرْحَ جَرَبٌ شديد يأْخذ الفُصْلانَ غلط، إِنما القَرْحة داءٌ يأْخذ البعير فَيَهْدَلُ مِشْفَرُه منه؛ قال البَعِيثُ: ونحْـــنُ مَنَعْنـــا بـــالكُلابِ نِســـاءَنا بضـــَرْبٍ كـــأَفْواهِ المُقَرِّحـــة الهُــدْلِ ابن السكيت: والمُقَرِّحةُ الإِبل التي بها قُروح في أَفواهها فَتَهْدَلُ مَشافِرُها؛ قال: وإِنما سَرَقَ البَعِيثُ هذا المعنى من عمرو بن شاسٍ: وأَســـــْيافُهُمْ، آثـــــارُهُنَّ كأَنهــــا مَشــافِرُ قَرْحَىــ، فــي مَبارِكِهــا، هُـدْلُ وأَخذه الكُمَيْتُ فقال: تُشــــَبِّهُ فــــي الهــــامِ آثارَهــــا مَشـــافِرَ قَرْحَىـــ، أَكَلْـــنَ البَرِيـــرا الأَزهري: وقَرْحَى جمع قَرِيح، فعيل بمعنى مفعول. قُرِحَ البعيرُ، فهو مَقْرُوحٌ وقَرِيح، إذا أَصابته القَرْحة. وقَرَّحَتِ الإِبلُ، فهي مُقَرِّحة. والقَرْحةُ ليست من الجَرَب في شيء. وقَرِحَ جِلْدُهُ، بالكسر، يَقْرَحُ قَرَحاً، فهو قَرِحٌ، إذا خرجت به القُروح؛ وأَقْرَحه اللهُ.وقيل لامرئ القيس: ذو القُرُوحِ، لأَن ملك الروم بعث إِليه قميصاً مسموماً فَتَقَرَّحَ منه جسده فمات. وقَرَحه بالحق قَرْحاً: رماه به واستقبله به.والاقتراحُ: ارتِجالُ الكلام. والاقتراحُ: ابتداعُ الشيء تَبْتَدِعُه وتَقْتَرِحُه من ذات نَفْسِك من غير أَن تسمعه، وقد اقْتَرَحه فيهما.واقْتَرَحَ عليه بكذا: تَحَكَّم وسأَل من غير رَوِيَّة. واقْترح البعيرَ: ركبه من غير أَن يركبه أَحد. واقْتُرِحَ السهمُ وقُرِحَ: بُدِئ عَمَلُه.ابن الأَعرابي: يقال اقْتَرَحْتُه واجْتَبَيْتُه وخَوَّصْتُه وخَلَّمْتُه واخْتَلَمْتُه واسْتَخْلَصْتُه واسْتَمَيْتُه، كلُّه بمعنى اخْتَرْتُه؛ ومنه يقال: اقْتَرَحَ عليه صوتَ كذا وكذا أَي اختاره.وقَرِيحةُ الإِنسانِ: طَبِيعَتُه التي جُبِلَ عليها، وجمعها قَرائح، لأَنها أَول خِلْقَتِه. وقَرِيحةُ الشَّبابِ: أَوّلُه، وقيل: قَرِيحة كل شيء أَوّلُه. أَبو زيد: قُرْحةُ الشِّتاءِ أَوّلُه، وقُرْحةُ الربيع أَوّلُه، والقَرِيحة والقُرْحُ أَوّل ما يخرج من البئر حين تُحْفَرُ؛ قال ابن هَرْمَةَ: فإِنــــكَ كالقَريحـــةِ، عـــامَ تُمْهَـــى شـــَرُوبُ المـــاءِ، ثــم تَعُــودُ مَأْجــا المَأْجُ: المِلْحُ؛ ورواه أَبو عبيد بالقَرِيحة، وهو خطأٌ؛ ومنه قولهم لفلان قَريحة جَيِّدة، يراد استنباط العلم بِجَوْدَةِ الطبع.وهو في قُرْحِ سِنِّه أَي أَوَّلِها؛ قال ابن الأَعرابي: قلت لأَعرابي: كم أَتى عليك؟ فقال: أَنا في قُرْحِ الثلاثين. يقال: فلان في قُرْحِ الأَربعين أَي في أَوّلها. ابن الأَعرابي: الاقتراحُ ابتداء أَوّل الشيء؛ قال أَوْسٌ: علــى حيــن أَن جــدَّ الـذَّكاءُ، وأَدْرَكَـتْ قَرِيحـــةُ حِســـْيٍ مـــن شـــُرَيحٍ مُغَمِّــم يقول: حين جدَّ ذكائي أَي كَبِرْتُ وأَسْنَنْتُ وأَدركَ من ابني قَريحةُ حِسْيٍ: يعني شعر ابنه شريح ابن أَوس، شبهه بماءٍ لا ينقطع ولا يَغَضْغَضُ. مُغَمِّم أَي مُغْرِق.وقَرِيحُ السحاب: ماؤُه حين ينزل؛ قال ابن مُقْبل: وكأَنمـــا اصـــْطَبَحَتْ قَرِيـــحَ ســـَحابةٍ وقال الطرماح: ظَعــــائنُ شــــِمْنَ قَرِيــــحَ الخَرِيـــف مــــن الأَنْجُـــمِ الفُـــرْغِ والـــذابِحَهْ والقريحُ: السحاب أَوّلَ ما ينشأُ.وفلان يَشْوِي القَراحَ أَي يُسَخِّنُ الماءَ.والقُرْحُ: ثلاث ليال من أَوّل الشهر.والقُرْحانُ، بالضم، من الإِبل: الذي لا يصبْه جَرَبٌ قَطُّ، ومن الناس: الذي لم يَمَسَّه القَرْحُ، وهو الجُدَرِيّ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث؛ إِبل قُرْحانٌ وصَبيٌّ قُرْحانٌ، والاسم القَرْحُ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَن أَصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قَدِمُوا معه الشام وبها الطاعون، فقيل له: إِن معك من أَصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قُرْحانٌ فلا تُدْخِلْهُمْ على هذا الطاعون؛ فمعنى قولهم له قُرْحانٌ أَنه لم يصبهم داء قبل هذا؛ قال شمر: قُرْحانٌ إِن شئت نوّنتَ وإِن شئتَ لم تُنَوِّنْ، وقد جمعه بعضهم بالواو والنون، وهي لغة متروكة، وأَورده الجوهري حديثاً عن عمر، رضي الله عنه، حين أَراد أَن يدخل الشام وهي تَسْتَعِرُ طاعوناً، فقيل له: إِن معك من أَصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قُرْحانِينَ فلا تَدْخُلْها؛ قال: وهي لغة متروكة. قال ابن الأَثير: شبهوا السليم من الطاعون والقَرْحِ بالقُرْحان، والمراد أَنهم لم يكن أَصابهم قبل ذلك داء. الأَزهري: قال بعضهم القُرْحانُ من الأَضداد: رجل قُرْحانٌ للذي مَسَّهُ القَرْحُ، ورجل قُرْحانٌ لم يَمَسَّه قَرْحٌ ولا جُدَرِيّ ولا حَصْبة، وكأَنه الخالص من ذلك. والقُراحِيُّ والقُرْحانُ: الذي لم يَشْهَدِ الحَرْبَ.وفرس قارِحٌ: أَقامت أَربعين يوماً من حملها وأَكثر حتى شَعَّرَ ولَدُها. والقارحُ: الناقةُ أَوّلَ ما تَحْمِلُ، والجمع قَوارِحُ وقُرَّحٌ؛ وقد قَرَحَتْ تَقْرَحُ قُرُوحاً وقِراحاً؛ وقيل: القُرُوح في أَوّلِ ما تَشُول بذنبها؛ وقيل: إذا تم حملها، فهي قارِحٌ؛ وقيل: هي التي لا تشعر بلَقاحِها حتى يستبين حملها، وذلك أَن لا تَشُولَ بذنبها ولا تُبَشِّرَ؛ وقال ابن الأَعرابي: هي قارحٌ أَيام يَقْرَعُها الفحل، فإِذا استبان حملها فهي خَلِفة، ثم لا تزال خَلِفة حتى تدخل في حَدِّ التعشير. الليث: ناقة قارحٌ وقد قَرَحَتْ تَقْرحُ قُرُوحاً إذا لم يظنوا بها حملاً ولم تُبَشِّرْ بذنبها حتى يستبين الحمل في بطنها. أَبو عبيد: إذا تمَّ حملُ الناقة ولم تُلْقِه فهي حين يستبين الحمل بها قارح؛ وقد قَرَحَتْ قُرُوحاً.والتقريحُ: أَول نبات العَرْفَج؛ وقال أَبو حنيفة: التقريح أَوّل شيء يخرج من البقل الذي يَنْبُتُ في الحَبِّ. وتقريحُ البقل: نباتُ أَصله، وهو ظهور عُوده. قال: وقال رجل لآخر ما مَطَرُ أَرضك؟ فقال: مُرَكِّكةٌ فيها ضُرُوسٌ، وثَرْدٌ يَذُرُّ بَقْلُه ولا يُقَرِّحُ أَصلُه، ثم قال ابن الأَعرابي: ويَنْبُتُ البقلُ حينئذ مُقْتَرِحاً صُلْباً، وكان ينبغي أَن يكون مُقَرِّحاً إِلاَّ أَن يكون اقْتَرَحَ لغة في قَرَّحَ، وقد يجوز أَن يكون قوله مُقْتَرِحاً أَي مُنْتصباً قائماً على أَصله. ابن الأَعرابي: لا يُقَرِّحُ البقلُ إِلا من قدر الذراع من ماء المطر فما زاد، قال: ويَذُرُّ البقلُ من مطر ضعيف قَدْرِ وَضَحِ الكَفِّ. والتقريحُ: التشويكُ. ووَشْمٌ مُقَرَّح: مُغَرَّز بالإِبرة. وتَقْرِيحُ الأَرض: ابتداء نباتها. وطريق مَقْرُوح: قد أُثِّرَ فيه فصار مَلْحُوباً بَيِّناً موطوءاً.والقارحُ من ذي الحافر: بمنزلة البازل من الإِبل؛ قال الأَعشى في الفَرس: والقــــارح العَــــدَّا وكـــل طِمِـــرَّةٍ لا تَســـْتَطِيعُ يَـــدُ الطويـــلِ قَــذالَها وقال ذو الرمة في الحمار: إِذا انْشــَقَّتِ الظَّلْمــاءُ، أَضــْحَتْ كأَنهـا وَأىً مُنْطَــوٍ، بــاقي الثَّمِيلَــةِ، قــارِحُ والجمع قَوارِحُ وقُرَّحٌ، والأُنثى قارحٌ وقارحةٌ، وهي بغير هاء أَعلى.قال الأَزهري: ولا يقال قارحة؛ وأَنشد بيت الأَعشى: والقارح العَدَّا؛ وقول أَبي ذؤيب: حـــاوَرْتُه، حيـــن لا يَمْشـــِي بعَقْــوَتِه إِلا المَقــــانِيبُ والقُـــبُّ المَقارِيـــحُ قال ابن جني: هذا من شاذ الجمع، يعني أَن يُكَسَّرَ فاعل على مفاعيل، وهو في القياس كأَنه جمع مِقْراح كمِذْكار ومَذاكير ومِئْناث ومآنيث؛ قال ابن بري: ومعنى بيت أَبي ذؤَيب: أَي جاورت هذا المرثِيَّ حين لا يمشي بساحة هذا الطريق المخوف إِلا المَقانِيبُ من الخيل، وهي القُطُعُ منها، والقُبُّ: الضُّمْرُ.وقد قَرَحَ الفرسُ يَقْرَحُ قُرُوحاً، وقَرِحَ قَرَحاً إذا انتهت أَسنانه، وإِنما تنتهي في خمس سنين لأَنه في السنة الأُولى حَوْلِيّ، ثم جَذَعٌ ثم ثَنِيّ ثم رَباعٌ ثم قارح، وقيل: هو في الثانية فِلْوٌ، وفي الثالثة جَذَع.يقال: أَجْذَع المُهْرُ وأَثْنَى وأَرْبَعَ وقَرَحَ، هذه وحدها بغير أَلف. والفرس قارحٌ، والجمع قُرَّحٌ وقُرحٌ، والإِناثُ قَوارِح، وفي الأَسْنان بعد الثَّنايا والرَّباعِيات أَربعةٌ قَوارِحُ.قال الأَزهري: ومن أَسنان الفرس القارحانِ، وهما خَلْفَ رَباعِيَتَيْهِ العُلْيَيَيْنِ، وقارِحانِ خلف رَباعِيَتَيْه السُّفْلَيَيْن، وكل ذي حافر يَقْرَحُ. وفي الحديث: وعليهم السالغُ والقارحُ أَي الفرسُ القارح، وكل ذي خُفٍّ يَبْزُلُ وكل ذي ظِلْف يَصْلَغُ. وحكى اللحياني: أَقْرَحَ، قال: وهي لغة رَدِيَّة. وقارِحُه: سنُّه التي قد صار بها قارحاً؛ وقيل: قُرُوحه انتهاء سنه؛ وقيل: إذا أَلقى الفرسُ أَقصى أَسنانه فقد قَرَحَ، وقُرُوحُه وقوعُ السِّنّ التي تلي الرَّباعِيَةَ، وليس قُرُوحه بنباتها، وله أَربع أَسنان يتحَوَّل من بعضها إِلى بعض: يكون جَذَعاً ثم ثَنِيّاً رَباعِياً ثم قارِحاً؛ وقد قَرَحَ نابُه. الأَزهري: ابن الأَعرابي: إذا سقطت رَباعِيَةُ الفرس ونبتَ مكانَها سِنٌّ، فهو رَباعٌ، وذلك إذا استتم الرابعة، فإِذا حان قُروحه سقطت السِّن التي تلي رَباعِيَتَه ونَبَت مكانَها نابُه، وهو قارِحُه، وليس بعد القُرُوح سقوط سِنّ ولا نَباتُ سِنّ.قال: وإِذا دخل الفرس في السادسة واستتم الخامسة فقد قَرِحَ.الأَزهري: القُرْحةُ الغُرَّة في وَسَطِ الجَبْهة. والقُرْحةُ في وجه الفرس: ما دون الغُرَّةِ؛ وقيل: القُرْحةُ كل بياض يكون في وجه الفرس ثم ينقطع قبل أَن يَبْلُغَ المَرْسِنَ، وتنسب القُرْحة إِلى خِلْقتها في الاستدارة والتثليث والتربيع والاستطالة والقلة؛ وقيل: إذا صغُرت الغُرَّة، فهي قُرْحة؛ وأَنشد الأَزهري: تُباري قُرْحةً مثلَ ال_وَتِيرةِ، لم تكن مَغْدا يصف فرساً أُنثى. والوتيرة: الحَلْقَةُ الصغيرة يُتَعَلَّمُ عليها الطَّعْنُ والرّمي. والمَغْدُ: النَّتْفُ؛ أَخبر أَن قُرْحَتَها جِبِلَّة لم تَحْدُثْ عن عِلاجِ نَتْفٍ. وفي الحديث: خَيْرُ الخَيْلِ الأَقْرَحُ المُحَجَّلُ؛ هو ما كان في جبهته قُرحة، بالضم، وهي بياض يسير في وجه الفرس دون الغرّة. فأَما القارح من الخيل فهو الذي دخل في السنة الخامسة، وقد قَرِحَ يَقْرَحُ قَرَحاً، وأَقْرَحَ وهو أَقْرَحُ وهي قرْحاءُ؛ وقيل: الأَقْرَحُ الذي غُرَّته مثل الدرهم أَو أَقل بين عينيه أَو فوقهما من الهامة؛ قال أَبو عبيدة: الغُرَّةُ ما فوق الدرهم والقُرْحة قدر الدرهم فما دونه؛ وقال النضر: القُرْحة بين عيني الفرس مثل الدرهم الصغير، وما كان أَقْرَحَ، ولقد قَرِحَ يَقْرَحُ قَرَحاً. والأَقْرَحُ: الصبحُ، لأَنه بياض في سواد؛ قال ذو الرمة: وســـُوح، إذا الليــلُ الخُــدارِيُّ شــَقَّه عــــن الرَّكْبِـــ، معـــروفُ الســـَّمَاوَةِ أَقْرَحُ يعني الفجر والصبح. وروضة قَرْحاءُ: في وَسَطها نَوْرٌ أَبيضُ؛ قال ذو الرمة يصف روضة: حَـــوَّاءُ قَرْحـــاءُ أَشـــْراطِيَّةٌ، وكَفَـــتْ فيهــا الــذِّهابُ، وحَفَّتْهــا البَراعِيــمُ وقيل: القَرْحاءُ التي بدا نَبْتُها. والقُرَيْحاءُ: هَنَةٌ تكون في بطن الفرس مثل رأْس الرجلِ؛ قال: وهي من البعير لَقَّاطةُ الحَصى.والقُرْحانُ: ضَرْبٌ من الكَمْأَةِ بيضٌ صِغارٌ ذواتُ رؤُوس كرؤُوس الفُطْرِ؛ قال أَبو النجم: وأَوقَــــرَ الظَّهْــــرَ إِلـــيَّ الجـــاني مـــن كَمْـــأَةٍ حُمْـــرٍ، ومـــن قُرْحــانِ واحدته قُرْحانة، وقيل: واحدها أَقْرَحُ.والقَراحُ: الماءُ الذي لا يُخالِطه ثُفْلٌ من سَويق ولا غيره، وهو الماءُ الذي يُشْرَبُ إِثْر الطعام؛ قال جرير: تُعَلِّلُــــ، وهــــي ســـاغِبةٌ، بَنِيهـــا بأَنْفــــاسٍ مــــن الشـــَّبِمِ القَـــراحِ وفي الحديث: جِلْفُ الخُبْزِ والماءِ القَراحِ؛ هو، بالفتح، الماءُ الذي لم يخالطه شيءٌ يُطَيَّب به كالعسل والتمر والزبيب.وقال أَبو حنيفة: القَريحُ الخالص كالقَراح؛ وأَنشد قول طَرَفَةَ: مـــن قَرْقَـــفٍ شـــِيبَتْ بمـــاءٍ قَرِيــح ويروى قَديح أَي مُغْتَرف، وقد ذُكِرَ. الأَزهري: القَريح الخالصُ؛ قال أَبو ذؤَيب: وإِنَّ غُلامـــاً، نِيــلَ فــي عَهْــدِ كاهِــلٍ لَطِرْفٌـــ، كنَصـــْلِ الســـَّمْهَريِّ، قَريـــحُ نيل أَي قتل. في عَهْد كاهِلٍ أَي وله عهد وميثاق. والقَراح من الأَرضين: كل قطعة على حِيالِها من منابت النخل وغير ذلك، والجمع أَقْرِحة كقَذال وأَقْذِلة؛ وقال أَبو حنيفة: القَراحُ الأَرض المُخَلَّصةُ لزرع أَو لغرس؛ وقيل: القَراحُ المَزْرَعة التي ليس عليها بناءٌ ولا فيها شجر.الأَزهري: القَراحُ من الأَرض البارزُ الظاهر الذي لا شجر فيه؛ وقيل: القَراحُ من الأَرض التي ليس فيها شجر ولم تختلط بشيء.وقال ابن الأَعرابي: القِرْواحُ الفَضاءُ من الأَرض التي ليس بها شجرٌ ولم يختلط بها شيء؛ وأَنشد قول ابن أَحمر: وعَضـــَّتْ مــن الشــَّرِّ القَــراحِ بمُعْظَــمٍ والقِرْواحُ والقِرْياحُ والقِرْحِياءُ: كالقَراحِ؛ ابن شميل: القِرْواحُ جَلَدٌ من الأَرض وقاعٌ لا يَسْتَمْسِكُ فيه الماءُ، وفيه إِشرافٌ وظهرهُ مُسْتو ولا يستقر فيه ماءٌ إِلا سال عنه يميناً وشمالاً. والقِرْواحُ: يكون أَرضاً عريضة ولا نبت فيه ولا شجر، طينٌ وسَمالِقُ. والقِرْواحُ أَيضاً: البارز الذي ليس يستره من السماءِ شيءٌ، وقيل: هو الأَرض البارزة للشمس؛ قال عَبيد: فَمَــــنْ بنَجْــــوتِه كمــــن بعَقْـــوتِه والمُســْتَكِنُّ كمـن يَمْشـِي بقِـرْواحِ وناقـة قِرْواحٌ: طويلة القوائم؛ قال الأَصمعي: قلت لأَعرابي: ما الناقة القِرْواحُ؟ قال: التي كأَنها تمشي على أَرماح. أَبو عمرو: القِرواح من الإِبل التي تَعاف الشربَ مع الكِبارِ فإِذا جاءَ الدَّهْداه، وهي الصغار، شربت معهنّ. ونخلة قِرْواحٌ: مَلْساء جَرْداءُ طويلة، والجمع القَراويح؛ قال سُوَيْدُ بنُ الصامت الأَنصاري: أَدِينُــ، ومــا دَيْنــي عليكــم بمَغْــرَمٍ ولكـــن علــى الشــُّمِّ الجِلادِ القَــراوح أَراد القراويح، فاضطرّ فحذف، وهذا يقوله مخاطباً لقومه: إِنما آخُذ بدَيْنٍ على أَن أُؤَدِّيَه من مالي وما يَرْزُقُ الله من ثمره، ولا أُكلفكم قضاءَه عني. والشُّمُّ: الطِّوالُ من النخل وغيرها. والجِلادُ: الصوابر على الحرِّ والعَطَشِ وعلى البرد. والقَراوِحُ: جمع قِرْواح، وهي النخلة التي انْجَرَدَ كَرَبُها وطالت؛ قال: وكان حقه القراويح، فحذف الياء ضرورة؛ وبعده: وليســـــتْ بســـــَنْهاءٍ، ولا رُجَّبِيَّــــةٍ ولكــن عَرايــا فــي السـِّنينَ الجَـوائِحِ والسَّنْهاءُ: التي تحمل سنة وتترك أُخرى. والرُّجَّبيَّةُ: التي يُبْنى تحتها لضعفها؛ وكذلك هَضْبَةٌ قِرْواح، يعني ملساء جرداء طويلة؛ قال أَبو ذؤَيب: هـــذا، ومَرْقَبَـــةٍ غَيْطـــاءَ، قُلَّتُهـــا شـــَمَّاءُ، ضـــَحْيانةٌ للشمســـِ، قِــرْواحُ أَي هذا قد مضى لسبيله ورُبَّ مَرْقبة.ولقيه مُقارَحةً أَي كِفاحاً ومواجهة. والقُراحِيّ: الذي يَلْتزم القرية ولا يخرج إِلى البادية؛ وقال جرير: يُـــدافِعُ عنكـــم كـــلَّ يــومِ عظيمــةٍ وأَنــــتَ قُراحـــيٌّ بســـِيفِ الكَـــواظِمِ وقيل: قُراحِيّ منسوب إِلى قُراحٍ، وهو اسم موضع؛ قال الأَزهري: هي قرية على شاطئ البحر نسبه إِليها الأَزهري. أَنت قُرْحانٌ من هذا الأَمر وقُراحِيّ أَي خارج، وأَنشد بيت جرير يدافع عنكم وفسره، أَي أَنت خِلْوٌ منه سليم.وبنو قَريح: حيّ. وقُرْحانُ: اسم كلب. وقُرْحٌ وقِرْحِياء: موضعان؛ أَنشد ثعلب: وأَشـــْرَبْتُها الأَقْرانَــ، حــتى أَنَخْتُهــا بقُرْحَــ، وقــد أَلْقَيْـنَ كـلَّ جَنِيـن هكـذا أَنشده غير مصروف ولك أَن تصرفه؛ أَبو عبيدة: القُراحُ سِيفُ القَطِيفِ؛ وأَنشد للنابغة: قُراحِيَّــــةٌ أَلْــــوَتْ بِلِيـــفٍ كأَنهـــا عِفـــاءُ قَلُوصــٍ، طــارَ عنهــا تَــواجِرُ قرية بالبحرين وتَواجِرُ: تَنْفُقُ في البيع لحسنها؛ وقال جرير: ظَعـــائِنُ لـــم يَـــدِنَّ مــع النصــارى ولـــم يَـــدْرينَ مـــا ســَمَكُ القُــراحِ وفي الحديث ذِكْرُ قُرْح، بضم القاف وسكون الراء، وقد يجرّك في الشعر: سُوقُ وادي القُرى صلى به رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وبُنِيَ به مسجد؛ وأَما قول الشاعر: حُبِســـْنَ فـــي قُـــرْحٍ وفـــي دارتِهــا ســــَبْعَ لَيـــالٍ، غيـــرَ مَعْلوفاتِهـــا فهو اسم وادي القُرى.
المعجم: لسان العرب