سنا

المعنى: 

سَنَت النارُ تَسْنُو سَناءً: عَلا ضَوْءُها. والسَّنا، مقصورٌ:ضوءُ النارِ والبرْقِ، وفي التهذيب: السَّنا، مقصورٌ، حَدُّ مُنْتَهى ضوْءِ البرْقِ. وقد أَسْنَى البرْقُ إذا دَخلَ سَناهُ عليكَ بيتَك أَو وقَع على الأَرض أَو طار في السَّحابِ. قال أَبو زيد: سَنا البرْق ضَوْءُه من غير أَن ترَى البرْقَ أَو ترى مَخرَجَه في موْضِعه، فإنما يكون السَّنا بالليل دون النهار وربما كان في غير سَحابٍ. ابن السكيت: السَّناءُ من المجد والشرف، ممدود. والسَّنا: سَنا البرقِ، وهو ضوْءُه، يكتب بالأَلف ويثنى سَنَوَان ولم يَعرفِ الأَصمعي له فِعْلاً. والسَّنا، بالقصر: الضَّوْءُ.وفي التنزيل العزيز: يكادُ سَنا بَرْقِه يَذْهَبُ بالأَبْصار؛ وأَنشد سيبويه:
أَلـم تـرَ أَنِّـي وابـنَ أَسـْوَدَ، ليلةً،
لَنَسـْري إلـى نـارَينِ يَعْلُـو سـَناهُما
وسنَا البرْقُ: أَضاءَ؛ قال تميمُ بنُ مُقبل:
لِجَــوْنِ شــَآمِ كلمـا قلـت قـد وَنَـى
سنا، والقَواري الخُضْرُ في الدَّجْنِ جُنَّحُ
وأَسْنى النارَ: رَفَعَ سَناها. واسْتَناها: نَظَر إلى سَناها؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
ومُســْتَنْبَحٍ، يَعْـوي الصـَّدى لِعُـوائِه،
تنَــوَّرَ نــاري فاســْتَناها وأَوْمَضـا
أَوْمَضَ: نظَرَ إلى وَمِيضِها. وسَنا البرْقُ: سطَع. وسنا إلى مَعالي الأُمُورِ سَناءً: ارتفع. وسَنُوَ في حَسَبه سَناءً، فهو سَنِيٌّ: ارتفع.ويقال: إنّ فلاناً لسَنِيُّ الحَسَب، وقد سَنُوَ يَسْنُو سَناءً، ممدود.والسَّناءُ من الرِّفْعة، ممدود. والسَّنِيُّ: الرَّفيعُ. وأَسْناهُ أَي رَفَعه؛ وأَنشد ابن بري:
وهُــمْ قــومٌ كِــرامُ الحَــيِّ طــرّاً،
لهـــم حَـــوْلٌ إذا ذُكِــرَ الســَّناءُ
وفي الحديث: بَشِّرْ أُمَّتي بالسَّناء أَي بارتفاع المنزلة والقدر عند الله. وقد سَنِيَ يَسْنَى سَناءً أَي ارتفَع، وأَما قراءة من قرأَ: يكادُ سَناءُ بَرْقِه، ممدود، فليس السَّناءُ ممدوداً لغة في السَّنا المقصور، ولكن إنما عنى به ارتفاعَ البرق ولُمُوعَه صُعُداً كما قالوا بَرْق رافِع. وسَنَّاه أَي فتَحه وسَهَّله؛ وقال:
وأَعْلَــم عِلْمـاً، ليـس بـالظن، أَنـه
إذا اللــهُ سـَنَّى عَقْـدَ شـيءٍ تيَسـَّرا
قال ابن بري: هذا البيت أَنشده أَبو القاسم الزجاجي في أَماليه:
فلا تَيْأَســا واسـْتَغْوِرَا اللهـ، إنـه
إذا اللــهُ سـَنَّى عَقْـدَ شـيءٍ تيَسـَّرا
معنى قوله: استَغْوِرَا اللهَ اطلبا منه الغِيرةَ، وهي المِيرةُ؛ وفي حديث معاوية أَنه أَنشد:
إذا اللــهُ سـَنَّى عَقْـدَ شـيءٍ تيَسـَّرا

يقال: سَنَّيْتُ الشيءَ إذا فتحته وسهَّلْته. وتسَنَى لي كذا أَي تيَسَّر وتأَتَّى. وتسَنَّى الشيءَ: علاه؛ قال ابن أَحمر:
تربــى لهـا وهْـوَ مَسـْرُورٌ لغَفْلَتِهـا
طَــوراً، وطــوراً تســَنَّاه فتَعْتَكِــر
وتَسَنَّى البعيرُ الناقةَ إذا تسَدَّاها وقاعَ عليها ليضربها. الفراء:يقال تَسَنَّى أَي تغَيَّر. قال أَبو عمرو: لم يتَسَنَّ لم يتغير من قوله تعالى: من حَمإ مَسْنُون؛ أَي متغير، فأَبدل من إحدى النونات ياء مثل تقَضَّى من تقَضَّضَ. والمُسَنَّاةُ: العَرِمُ. وسَنا سُنُوّاً وسِنايةً وسِناوةً: سَقى.والسانِيَةُ: الغرْبُ وأَداته. والسانية: الناضحة، وهي الناقة التي يُسْتَقى عليها. وفي المثل: سَيْرُ السَّواني سَفَرٌ لا ينقطِع. الليث:السانية، وجمعها السَّواني، ما يُسقى عليه الزرع والحيوان من بعير وغيره. وقد سَنَتِ السانيةُ تسْنُو سُنُوّاً إذا اسْتَقت وسِنايةً وسِناوةً. وسَنتِ الناقةُ تسْنُو إذا سقت الأَرض، والسحابة تسْنُو الأَرضَ، والقومُ يَسْنُون لأَنفسهم إذا اسْتَقوْا، ويَسْتَنُون إذا سَنَوْا لأَنفسهم؛ قال رؤبة:
بـــأَيِّ غَـــرْبٍ إذْ غَرفْنــا نســْتَني

وسَنِيَتِ الدابةُ وغيرُها تسْنَى إذا سُقِي عليها الماء. أَبو زيد:سَنَتِ السماءُ تسْنُو سُنُوّاً إذا مطَرَت. وسَنَوْتُ الدَّلْوَ سِناوَةً إذا جَرَرْتَها من البئر. أَبو عبيد: الساني المُسْتَقي، وقد سنا يَسْنُو، وجمْعُ الساني سُناةٌ؛ قال لبيد:
كـــأَنَّ دُمُـــوعَه غَرْبـــا ســـُناةٍ،
يُحِيلــونَ الســِّجالَ علــى الســِّجال
جعلَ السُّناةَ الرجالَ الذين يَسْقُون بالسَّواني ويُقْبِلون بالغروب فيُحِيلونها أَي يَدْفُقُون ماءها. ويقال: هذه رَكِيَّة مَسْنَوِيَّة إذا كانت بعيدة الرِّشاء لا يُسْتَقى منها إلا بالسانية من الإبل، والسانية تقع على الجَمل والناقة بالهاء، والساني، بغير هاءٍ، يقع على الجَمل والبقر والرَّجُلِ، وربما جعلوا السانية مصدراً على فاعلة بمعنى الاسْتِقاء؛ وأَنشد الفراء:
يـــا مَرْحبـــاهُ بحِمــارٍ نــاهِيَهْ،
إذا دَنــــا قَرَّبْتُــــه للســـانِيَهْ
الفراء: يقال سناها الغيثُ يَسْنُوها فهي مَسْنُوَّةٌ ومَسْنِيَّةٌ، يعني سقاها، قلبوا الواوَ ياءً كما قلبوها في قِنْية. وفي حديث الزكاة: ما سُقِيَ بالسَّواني ففيه نصف العُشْر؛ السَّواني: جمع سانِيةٍ وهي الناقة التي يُسْتقى عليها؛ ومنه حديث البعيرِ الذي شكا إليه فقال أَهلُه: إنّا كنا نَسْنُو عليه أَي نستَقي؛ ومنه حديث فاطمة، رضي الله عنها: لقد سنَوْتُ حتى اشتكَيْتُ صدري. وفي حديث العزل: إنَّ لي جاريةً هي خادِمُنا وسانِيَتُنا في النخل، كأَنها كانت تسقي لهم نخْلَهُم عِوَضَ البعير.والمَسْنَوِيَّةُ: البئرُ التي يُسْنى منها، واسْتَنى لنفسِه، والسحاب يَسْنُو المطر، وسنَتِ السحابةُ بالمطر تسْنُو وتَسْني. وأَرضٌ مسْنُوَّةٌ ومَسْنِيَّةٌ: مَسْقِيَّة، ولم يعرف سيبويه سَنيْتُها، وأَما مَسْنِيَّةٌ عنده فعلى يَسْنوها، وإنما قلبوا الواوَ ياء لخِفَّتِها وقُرْبِها من الطَّرَف، وشُبِّهَت بمَسْنِيٍّ كما جعلوا عَظاءةً بمنزلة عَظاءٍ.وساناه: راضاه. أَبو عمرو: سانَيْتُ الرجلَ راضيْتُه وداريته وأَحسنت معاشرته؛ ومنه قول لبيد:
وســانيْتُ مِــنْ ذي بَهْجــةٍ ورَقَيْتُهـ،
عليـــه الســُّموطُ عائصــٍ، مُتَعصــِّب
وأَنشد الجوهري هذا البيت عابسٍ مُتعصِّب. قال ابن بري: قال ابن القطاع مُتعصب بالتاج، وقيل: يُعَصَّب برأْسِه أَمرُ الرَّعِيَّةِ، قال: والذي رواه ابن السكيت في الأَلفاظ في باب المُساهَلة مُتَفضِّب، قال: وكذلك أَنشده أَبو عبيد في باب المُداراةِ. والمُساناةُ: الملاينةُ في المُطالَبة.والمُساناةُ: المُصانَعَة، وهي المُداراة، وكذلك المُصاداة والمُداجاةُ.الفراء: يقال: أَخذتُه بسِنايَته وصِنايَتِه أَي أَخذه كلَّه. والسُّنَةُ إذا قُلْته بالهاء وجعَلْت نقصانَه الواو، فهو من هذا الباب، تقول:أَسْنَى القومُ يُسْنُونَ إسْناءً إذا لَبِثوا في موضعٍ سنَةً، وأَسْنَتُوا إذا أَصابتهم الجُدوبةُ، تُقلب الواوُ تاءً للفرق بينهما؛ وقال المازني: هذا شاذٌّ لا يقاس عليه، وقيل: التاءُ في أَسْنَتُوا بدلٌ من الياء التي كانت في الأَصل واواً ليكونَ الفِعْلُ رُباعِيّاً، والسُّنَةُ من الزَّمَن من الواو ومن الهاء، وتصريفها مذكور في حرف الهاء، والجمع سَنَواتٌ وسِنُونَ وسَنَهاتٌ، وسِنُونَ مذكور في الهاء، وتعليلُ جمعِها بالواو والنونِ هناك. وأَصابتهم السَّنَةُ: يَعْنُونَ به السَّنَة المُجْدِبة، وعلى هذا قالوا أَسْنَتُوا فأَبدَلوا التاءَ من الياءِ التي أَصلُها الواوُ، ولا يُستعمل ذلك إلا في الجَدْبِ وضِدِّ الخِصْب.وأَرضٌ سَنَةٌ: مُجْدِبةٌ، على التشبيه بالسَّنَةِ من الزمان، وجمعُها سِنُونَ.وحكى اللحياني: أَرضٌ سِنُونَ، كأَنهم جعلوا كلّ جزءٍ منها أَرضاً سَنَةً ثم جمعُوه على هذا.وأَسْنَى القومُ: أَتَى عليهم العامُ. وساناهُ مُساناةً وسِناءً:استأْجَرَه السَّنَة، وعامَلَه مُساناةً، واستأْجره مُساناةً كقوله مُسانَهَةً.التهذيب: المُساناةُ المُسانَهةُ، وهو الأَجَلُ إلى سَنَةٍ. وأَصابتهم السَّنَة السَّنْواءُ: الشديدةُ. وأَرضٌ سَنْهاءُ وسَنواءُ إذا أَصابتها السَّنَةُ. والسَّنا: نبتٌ يُتَداوي به؛ قال ابن سيده: والسَّنا والسَّناءُ نبتٌ يُكتَحَلُ به، يمدُّ ويقصر، واحدته سَناةٌ وسَناءَةٌ؛ الأَخيرة قِياسٌ لا سَماع؛ وقول النابغة الجعدي:
كــــــأَنَّ تَبَســـــُّمَها مَوْهِنـــــاً
ســَنا المِسـْكِ، حيـنَ تُحِـسُّ النُّعـامى
قال: يجوز أَن يكون السَّنا ههنا هذا النَّباتَ كأَنه خالط المسك، ويجوز أَن يكون من السَّنا الذي هو الضَّوْءُ لأَنَّ الفَوْحَ انْتِشارٌ أَيضاً، وهذا كما قالوا سَطَعَت رائِحتُه أَي فاحَت، ويروى كأَنَّ تَنَسُّمَها، وهو الصحيح. وقالت أَبو حنيفة: السَّنا شُجَيْرَةٌ من الأَغْلاث تُخْلَط بالحِنَّاء فتكونُ شِباباً له وتُقَوِّي لَوْنَه وتُسَوِّدُه، وله حمل أَبيضُ إذا يَبِس فحركَتْه الريحُ سَمِعْتَ له زَجَلاً؛ قال حميد بن ثور:
صــَوْتُ الســَّنا هَبَّــتْ بــه عُلْوِيَّـةٌ،
هَـــزَّتْ أَعـــالِيَهُ بِســـَهْبٍ مُقْفِـــرِ
وتَثْنِيَتُه سَنَيانِ، ويقال سَنَوانِ. وفي الحديث: عليكم بالسَّنا والسَّنُّوتِ، وهو مقصور، هو هذا النَّبْتُ، وبعضهم يرويه بالمد. وقال ابن الأَعرابي: السَّنُّوتُ العَسل، والسَّنُّوت الكمُّون، والسَّنُّوتُ الشِّبِثُّ؛ قال أَبو منصور: وهو السَّنُّوت، بفتح السين. وفي الحديث عن أُمِّ خالدٍ بنتِ خالد: أَنَّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أُتِيَ بثياب فيها خَمِيصة سَوْداء فقال: ائْتُوني بأُمِّ خالدٍ، قالت: فأُتِيَ بي رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، محمولةً وأَنا صغيرَةٌ فأَخَذَ الخَمِيصَةَ بِيَدِهِ ثم أَلْبَسَنِيها، ثم قال أَبْلي وأَخْلِقِي، ثم نَظَر إلى عَلمٍ فيها أَصْفَرَ وأَخْضَرَ فجعل يقول يا أمَّ خالدٍ سَنا سَنا؛ قيل: سَنا بالحَبَشِيَّةِ حَسَنٌ، وهي لغةٌ، وتُخَفَّفُ نونُها وتشددُ، وفي رواية: سَنَهْ سَنَهْ، وفي رواية أُخرى: سَناهْ سَناهْ، مخفَّفاً ومشدَّداً فيهما؛ وقول العجاج يصف شبابه بعدما كَبِرَ وأَصْباهُ النِّساءُ:
وقَــــدْ يُســــامِي جِنَّهُـــنَّ جِنِّـــي

فـــي غَيْطَلاتٍ مـــن دُجـــى الــدُّجُنِّ

بمَنطــــقٍ لــــوْ أَنَّنـــي أُســـَنِّي

حَيَّــاتِ هَضــْبٍ جِئْنــ، أَوْ لــوَ انِّـي

أَرْقِـــي بــه الأَرْوِي دَنَــوْنَ منِّيــ،

مُلاوَةٌ مُلِّيتُهــــــــا، كـــــــأَنِّي

ضـــارِبُ صـــَنْجَيْ نَشـــْوَةٍ، مُغَنِّـــي

شـــَرْبٍ بِبَيْســـانَ مـــن الأُرْدُنِّـــ،

بَيْـــــنَ خَـــــوابي قَرْقَــــفٍ ودَنِّ

قوله: لو أَنَّني أُسَنِّي أَي أَستَخْرج الحيَّات فأَرْقِيها وأَرفُقُ بها حتى تخرج إليَّ؛ يقال: سَنَّيْتُ وسانيْتُ. وسَنَيْتُ البابَ وسَنَوْته إذا فتحته.والمُسَنَّاة: ضَفيرةٌ تُبْنى للسيل لترُدَّ الماء، سُمّيت مُسَنَّاةً لأَن فيها مفاتحَ للماء بقدر ما تحتاج إليه مما لا يَغْلِب، مأْخوذٌ من قولك سَنَّيْت الشيءَ والأَمر إذا فَتَحْت وجهه. ابن الأَعرابي: تَسَنَّى الرجلُ إذا تسَهَّل في أُموره؛ قال الشاعر:
وقــد تَســَنَّيْتُ لــه كلــجَ التسـَنِّي

وكذلك تَسَنَّيْتُ فلاناً إذا تَرَضَّيْته.

المعجم: 

لسان العرب