المعجم العربي الجامع
داهِرٌ
المعنى: الشَّديد. يُقال: «دَهْرٌ داهِرٌ»: طويل جدًّا.؛لا آتيه دَهْرَ الدّاهِرين: أبدًا.
المعجم: القاموس دَاهَرَ
المعنى: جذ.: (دهـر) | (ف: ربا. متعد). دَاهَرْتُ، أُدَاهِرُ، دَاهِرْ، (مص. مُدَاهَرَةٌ). "دَاهَرَ صَاحِبَهُ": عَامَلَهُ مُدَّةً طَوِيلَةً بِلَا انْقِطَاعٍ.
المعجم: معجم الغني الدهر
المعنى: ـ الدَّهْرُ: قد يُعَدُّ في الأسماءِ الحسنى، والزَّمانُ الطويلُ، والأَمَدُ المَمْدُودُ، وألفُ سَنَةٍ، وتفتحُ الهاءُ ـ ج: أدْهُرٌ ودُهُورٌ، والنازِلَةُ، والهِمَّةُ، والغايَةُ، والعادَةُ، والغَلَبَةُ. ـ والدَّهارِيرُ: أولُ الدَّهْرِ في الزمنِ الماضِي، بِلا واحدٍ، والسَّالِفُ. ـ ودُهُورٌ دَهاريرُ: مُخْتَلِفَةٌ. ـ ودَهْرٌ دَهيرٌ وداهِرٌ: مُبالَغَةٌ. ـ ودَهَرَهُمْ أمْرٌ، كمنع: نَزَلَ بهم مكروهٌ، وهم مَدْهُورٌ بهم ومَدْهورونَ. ـ والدَّهْرِي، ويضمُّ: القائلُ ببقاءِ الدَّهْرِ. ـ وعَامَلَهُ مُداهَرَةً ودِهاراً، كمُشاهَرَةً. ـ ودَهْوَرَهُ: جَمَعَهُ وقَذَفَهُ في مَهْواةٍ، وسَلَحَ، ـ وـ الكلامَ: فَخَّمَ بعضَه في إثْرِ بعضٍ، ـ وـ الحائِطَ: دَفَعَهُ فَسَقَطَ. ـ وتَدَهْوَرَ اللَّيلُ: أدْبَرَ. ـ والدَّهْورِيُّ: الرجلُ الصُّلْبُ. ـ ودَهْرٌ: وادٍ دُونَ حَضْرَمَوْتَ، وأبو قبيلةٍ. ـ والدُّهْرِيُّ، بالضم: نسبةٌ إليها على غيرِ قياسٍ، والرجلُ المُسِنُّ. وداهِرٌ ودَهشيرٌ، كأَمِيرٍ: من الأَعلامِ. ـ (وإنها لداهِرَةُ الطولِ: طويلةٌ جِدّاً) ـ ودَاهَرُ، كهاجَرَ: مَلِكٌ لِلدَّيْبُلِ، قَتَلَهُ مُحمدُ بنُ القَاسِمِ الثَّقَفِيُّ. ـ ولا آتِيهِ دَهْرَ الداهرينَ: أبداً. وعبدُ اللّهِ بنُ حكيمٍ الداهِرِيُّ: ضعيفٌ. وعبدُ السلامِ الداهِرِيُّ: حَدَّثَ.
المعجم: القاموس المحيط عوض
المعنى: عاضك الله مما أخذ منك عوضاً وعياضاً وعوّضك. واعتاض خيراً مما ذهب عنه وتعوّض. واستعاضني فعضته. وتقول: لم أفعل ذلك قط ولن أفعله عوض وعوضَ. ولا آتيك ولا أفعله عوض العائضين أي دهر الداهرين.
المعجم: أساس البلاغة دَهَرَ
المعنى: القومَ، وبهم أَمْرٌ ـَ دَهْراً: نزل بهم مكروهٌ. ويُقال: دَهَرَهُم الجَزَعُ.؛(دَاهَرَهُ) مُداهرة، ودِهاراً: عامله مدة طويلة غيرَ مؤَقَّتة. يُقال: عامله أَو استأْجره مداهرة ودِهاراً.؛(دَهْوَرَ) الشيءَ: جمعه وقذف به في مهواة. و ـ كلامه: قَحَّمَ بعضه في إِِثر بعض. و ـ الحائِطَ: دفعه فسقط.؛(تَدَهْوَرَ) الرَّملُ: انهال وسقط أَكثره. و ـ الشيءُ: سقط من أَعلى إِِلى أَسفل. و ـ الليلُ: أَدبر وذهب أَكثره.؛(الدَّاهرُ): يُقال: دهرٌ داهرٌ: طويل جدّاً. و ـ شديد (مبالغة). ولا آتيه دَهْرَ الدّاهِرِين: أَبداً.؛(الدَّاهرةُ): مؤَنث الداهر: ويُقال للمرأَة: إِِنها لداهرةُ الطُّول: طويلة جدّاً.؛(الدَّهاريرُ): أَوّل الدهر في الزمان الماضي (لا واحد له). ويُقال: كان هذا في دهر الدَّهارير. و ـ تصاريف الدَّهر ونوائبه. ويُقال: دهرٌ دَهاريرُ: شديد. ودُهورٌ دَهاريرُ: مختلفة.؛(الدّهْرُ): مدة الحياة الدّنيا كلها. و ـ الزمان الطويل. و ـ الزمان قلّ أَو كثر. و ـ أَلف سنة. و ـ مائة أَلف سنة. و ـ النازلة. و ـ الهمَّة والإِِرادة. و ـ الغاية. ويُقال: ما دَهْري بكذا، وما دهري كذا: ما هَمِّي وغايتي. و ـ العادة. و ـ الغلبة. (ج) أَدْهُرٌ، ودُهُورٌ. ويُقال: كان ذلك دَهْرَ النجم: حين خلق الله النجوم: أَولَ الزمان وفي القديم.؛(الدَّهَرُ): الدَّهْر. (ج) أَدهار.؛(الدَّهْرِيُّ): رجل دَهْرِيٌّ: ملحد لا يؤمن بالآخرة، يقول ببقاء الدهر.؛(الدُّهْرِيُّ): القديم المُسِنّ. و ـ الحاذق.؛(الدَّهْوَرِيّ): من الرجال: الصُّلبُ.؛(الدَّهِيرُ): يُقال: دهرٌ دهير: شديد.
المعجم: الوسيط دَهْرٌ
المعنى: جذ.: (دهـر) | 1. "أَطالَ بِهِ الدَّهْرُ": مُدَّةُ الْحَياةِ الدُّنْيا كُلُّها وَتُطْلَقُ على أَلْفِ سَنَةٍ. {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ} (الجاثية: 24) (قرآن). 2. "أَقامَ في بِلادِ الغُرْبَةِ دَهْرًا": زَمَنًا طَويلًا. 3. "في أَوَّلِ الدَّهْرِ": في أَوَّلِ الزَّمانِ. 4. "في آخِرِ الدَّهْرِ": نِهايَة العالَمِ. 5. "لا آتيكَ أَبَدَ الدَّهْرِ": لا آتيكَ أَبَدًا. 6. "إلى دَهْرِ الدَّاهِرينَ": إلى الأَبَدِ. 7. "تَقَلُّباتُ الدَّهْرِ": صُروفُهُ. "صُروفُ الدَّهْرِ" • "تَصاريفُ الدَّهْرِ". 8. "ما دَهْرِي!": ماهَمِّي، ما غايَتِي!. 9. "دَهْرُ الإِنْسانِ": الزَّمَنُ الَّذِي يَعيشُ فيهِ، العَصْرُ. "أَكَلَ عَلَيْهِ الدَّهْرُ وَشَرِبَ".
صيغة الجمع: دُهورٌ
المعجم: معجم الغني دَهْرٌ
المعنى: (صيغة الجمع) دُهورٌ وأدهُرٌ الزَّمان قلَّ أو كَثُرَ. قال تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا} [الإنسَان:1].؛-: الزَّمان الطَّويل (أقاموا في ه?ذه الأرض دَهْرًا). قال تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} [الجَاثيَة:24].؛-: الأبَد (لا آتيكَ دَهْرَ الدّاهِرين) أي أبدًا. وفي الحَديث الشَّريف: «لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فإن اللهَ هو الدَّهْرُ».؛-: الهِمَّة والإرادة. يُقال: «وما ذاك دَهْرِي، وما دَهرِي بكذا» أي هِمتي وإرادتي.؛-: العادَة. يقال: «وما ذاك بدَهْري» أي عادتي.؛-: الغايَة (وما دَهْري كذا).؛بَنات الـ -: تَقلُّبات الزَّمَن.؛كان ذ?لك - النَّجْم: حين خَلَقَ الله النُّجوم: أوّل الزَّمان وفي القَديم.
المعجم: القاموس دهر
المعنى: دهر : (الدَّهْرُ قد يُعدُّ فِي الأَسماءِ الحُسْنَى) ، لِمَا وَرَدَ فِي الحَدِيث الصَّحيح الَّذِي رَواه أَبو هُرَيْرَةَ يَرْفَعه. قَالَ الله تَعَالَى: (يُؤْذِينِي ابْن آدم يسب الدَّهْر وَإِنَّمَا أَنا الدَّهْر أقلب اللَّيْل وَالنَّهَار) . كَمَا فِي الصَّحِيحَين وغَيْرِهما وَفِي حديثٍ آخرَ: (لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ) وَفِي رِوَايَة أخْرَى (فإِنّ الدَّهْرَ هُوَ الله تَعَالَى) . قَالَ شيخُنا: وعَدُّه فِي الأَسْماءِ الحُسْنَى من الغَرَابة بمَكَانٍ مَكِينٍ، وَقد رَدَّه الحافِظ بنُ حَجَر، وتَعَقَّبَه فِي مَواضِعَ من فَتْحِ البَارِي، وبسَطَه فِي التَّفْسِير وَفِي الأَدب وَفِي التَّوْحِيد، وأَجاد الكلامَ فِيهِ شُرَّاحُ مُسْلِم أَيضاً عِياضٌ والنَّوَوِيّ والقُرْطُبِيُّ وغيرُهُم، وجَمَع كَلامَهم الآبِي فِي الإِكمال. وَقَالَ عِياضٌ: القَوْلُ بأَنَّه من أسماءِ اللَّهِ مَرْدُودٌ غَلَطٌ لَا يَصِحّ، بل هُو مُدَّةُ زَمَانِ الدُّنْيَا، انْتهى. وَقَالَ الجوهريّ فِي مَعنَى لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ، أَي مَا أَصابَاك من الدَّهْر فاللَّهُ فاعِلُه لَيْس الدَّهْر، فإِذا شتَمْت بِهِ الدَّهْرَ فكأَنَّك أَردْتَ بِهِ اللَّهَ؛ لأَنهم كَانُوا يُضِيفون النَّوَازِلَ إِلى الدَّهْرِ، فَقيل لَهُم: لَا تَسُبُّوا فاعِلَ ذالك بكم، فإِن ذالِك هُو الله تَعَالَى. ونقَلَ الأَزهرِيّ عَن أَبي عُبَيْد فِي قَوْله: (فإِن الله هُوَ الدَّهْر) مِمَّا لَا يَنْبَغِي لأَحَد من أَهْلِ الإِسْلام أَن يَجْهَل وَجْهَه، وذالك أَن المُعَطِّلة يَحتَجُّون بِهِ على المُسْلِمِين، قَالَ: ورأَيتُ بعضَ مَنْ يُتَّهم بالزَّنْدَقة والدَّهْرِيّة يَحْتَجُّ بهاذا الحَدِيث وَيَقُول: أَلاَ تَراه يَقُول: (فإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْر) . قَالَ: فقُلتُ: وَهل كَانَ أَحَدٌ يَسُبُّ اللَّهَ فِي آبادِ الدَّهْر. وَقد قَالَ الأَعْشَى فِي الجَاهِليّة: اسْتَأْثَر اللَّهُ بالوفاءِ وبِالْ حَمْد ووَلأ المَلامَةَ الرَّجُلاَ قَالَ: وتأْوِيلُه عِنْدِي أَنَّ العَرَب كانَ شأْنُها أَن تَذُمَّ الدّهْرَ وتَسُبَّه عِنْد الحوادِثِ والنوازِلِ تَنلإِلُ بهم، من مَوْت أَوْ هَرَم، فَيَقُولُونَ أَصابَتْهُم قَوَراِعُ الدَّهْرِ وحَوادِثُه، وأَبادَهم الدَّهْرُ، فيَجْعَلُون الدَّهْرَ الَّذِي يَفعل ذالك فيَذُمُّونه، وَقد ذع 2 روا ذالك فِي أَشْعَارهم، وأَخْبَر الله تعالَى عَنْهُم بذالك فِي كِتابِه العَزِيز، فنهاهم النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذالك وَقَالَ (لَا تَسُبُّوا الدّهرَ) على تأْوِيل لَا تَسُبُّوا الَّذِي يَفْعَلُ بكُم هاذِه الأَشْيَاءَ، فإِنَّكُم إِذا سَبَبْتم فاعِلَهَا فَإِنَّمَا يَقَع السَّبُّ على الله، لأَنّه الفاعلُ لَهَا لَا الدَّهْر. فَهذا وَجْهُ الحَدِيثِ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَقد فَسَّر الشَّافِعِيُّ هاذا الحديثَ بنَحْوِ مَا فَسَّرَه أَبو عُبَيْد، فظَنَتْت أَنَّ أَبَا عُبَيْد حَكَى كلامَه. وَقَالَ المُصَنِّف فِي البَصَائر: وَالَّذِي يُحَقِّق هاذا الموضِع ويَفْصِل بَين الرِّوايَتَيْن هُوَ قَوْله: (فإِنَّ الدَّهْرَ هُوَ الله) ، حَقِيقَتُه: فإِنَّ جالبَ الحوادثِ هُوَ اللَّهُ لَا غَيْرُ، فوضَعَ الدَّهْرَ مَوْضِعَ جالِبِ الحَوَادِثِ، كَمَا تَقول: إِنَّ أَبا حَنِيفَة أَبُو يُوسفَ، تُرِيد أَن النِّهَايَة فِي الفِقْه هُوَ أَبُو يُوسفَ لَا غَيره. فتضع أَبا حَنِيفَة مَوْضع ذالِك لشُهْرَتِه بالتَّناهِي فِي فِقْهِه، كَمَا شُهِرَ عندَهم الدَّهْرُ بجَلْبِ الحوادثِ. ومعنَى الروايَةِ الثانيةِ (إِنَّ اللَّهَ هُو الدَّهْر) ، فإِنَّ اللَّهَ هُوَ الجالِبُ للحوادثِ لَا غَيْرُ، رَدًّا لاعتقادِهم أَنْ جالبَها الدَّهْرُ، كَمَا إِذا قلتَ: إِنَّ أَبا يُوسَف أَبو حَنِيفَةَ، كَانَ المعنَى أَنَّه النِّهَايَة فِي الفِقْه. وَقَالَ بعضُهُم: الدَّهْر الثانِي فِي الحَدِيث غيرُ الأَوّل، وإِنما هُوَ مَصْدَرٌ بمعنَى الفاعلِ، ومَعْنَاه إِنَّ الله هُوَ الدَّهْر، أَي المُصرِّف المُدَبِّر المُفِيض لِمَا يَحْدُث، انْتهى. قلتُ: وَمَا ذَكَره من التَّفْصِيل وتأْويلِ الرِّوايَتَيْن فَهُوَ بعَيْنه نَصُّ كَلَام الأَزْهَرِيّ فِي التَّهْذِيب، مَا عَدا التَّمْثِيل بأَبِي يُوسفَ وأَبِي حنيفَة. وأَما القَوْلُ الأَخِيرُ الَّذِي عَزَاه لبَعْضهم فقد صَرّحوا بِهِ، واستَدَلُّوا بالآيةِ {يُدَبّرُ الاْمْرَ يُفَصّلُ الآيَاتِ} (الرَّعْد: 2) ، ونسبُوه للراغِب. وَقد عَدَّ المُدَبِّرَ فِي الأَسماءِ الحَسَنِى الحَاكْمُ والفِرْيَابِيّ مِن رِوَاية عبد الْعَزِيز بن الحُصَيْن، كَمَا نَقله شيخُنا عَن الفَتْح، ولاكن يخالِفُه مَا فِي المُفْردات لَهُ بَعْد ذِكرِ مَعْنَى الدَّهْرِ تأْوِيل الحَدِيث بنَحْوٍ من كلامِ الشافعيّ وأَبي عُبَيْد، فليُتَأَمَّل ذالك. قَالَ شيخُنَا: وكأَنّ المُصَنِّف رَحِمه اللَّهُ قَلَّد فِي ذالك الشَّيْخَ مُحْيِيَ الدِّينِ ابنَ عَرِبيّ قُدِّسَ سِرُّه، فإِنَّه قَالَ فِي الْبَاب الثَّالِث وَالسبْعين من الفتوحات: الدَّهرُ من الأَسماءِ الحُسْنَى، كَمَا وَرَدَ فِي الصّحيح. وَلَا يُتَوَهَّم من هاذا القولِ الزَّمَانُ المعرُوف الَّذِي نَعُدُّه من حَرَكَاتِ الأَفْلاَكِ ونَتَخَيَّل من ذالِك دَرَجَاتِ الفَلَك الَّتِي تَقَطَعها الكواكبُ، ذالِك هُوَ الزَّمَان، وكلامُنا إِنَّمَا هُوَ فِي الاسمِ: الدَّهْرِ، ومَقَاماتِه الَّتِي ظهر عَنْهَا الزمانُ، انْتهى. ونَقَلَه الشيخُ إِبراهيم الكُورانيّ شَيْخُ مَشايخنا، ومالَ إِلى تَصْحيحه. قَالَ: فالمحقِّقون من أَهل الكَشْف عَدُّوه من أَسماءِ اللَّهِ بهاذا المَعْنَى، وَلَا إِشكَالَ فِيهِ. وتَغْلِيطُ عِيَاض الْقَائِل بأَنه من أَسماءِ الله مَبْنِيٌّ على مَا فَسَّره بِهِ من كَوْنِه مُدَّةَ زَمانِ الدُّنْيَا، وَلَا شكّ أَنه بهاذا المعنَى يُغْلَّط صاحبُه. أَما بالمعنَى اللائقِ كَمَا فَسَّره الشيخُ الأَكبرُ، أَو المُدَبِّر المُصْرِّف، كَمَا فسَّره الراغبُ، فَلَا إِشكالَ فِيهِ، فالتغليط لَيْسَ على إِطْلَاقه. قَالَ شيخُنَا: وَكَانَ الأَشْياخُ يَتوقَّفُون فِي هاذا الْكَلَام بَعْضَ التَّوَقُّفِ لَمَّا عَرَضْته عَلَيْهِم وَيَقُولُونَ: الإِشارات الكَشْفِيّة لَا يُطلَق القَولُ بهَا فِي تَفْسِر الأَحاديثِ الصَّحِي 2 ة المَشْهُورة، وَلَا يُخَالَفُ لأَجلها أَقولاُ أَئِمَّةِ الحديثِ المَشَاهِير، وَالله أَعلم. (و) قيل الدَّهْر: (الزّمانُ) قَلَّ أَو كَثُر، وهما وَاحدٌ، قَالَه شَمِرٌ، وأَنشد: إِنَّ دَهْراً يَلُفُّ حَبْلِي بجُمْلٍ لَزَمانٌ يَهُمُّ بالإِحْسَانِ وَقد عَارَضه خالِدُ بنُ يَزِيدَ وخَطَّأَه فِي قَوْلِهِ: الزّنمانُ والدَّهْر وَاحِد، وَقَالَ: يَكون الزمانُ شهرَيْن إِلى سِتَّة أَشهُرٍ، والدَّهْرُ لَا يَنْقَطَع، فهما يَفْتَرِقَانِ، وَمثله قَالَ الأَزهريّ. (و) قيل: الدَّهْرُ هُوَ (الزّمانُ الطَّوِيلُ) ، قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ. وإِطلاقُه على القَلِيل مَجازٌ واتِّسَاعٌ، قَالَه الأَزهريّ. (و) فِي الْمِصْبَاح: الدَّهْر: يُطلقُ على (الأَمَد) ، هاكذا بالمِيمِ فِي النّسخ، وَفِي الأُصول. صَحِيحَة الأَبَد بالمُوحَّدَة، ومِثْله فِي البَصَائر والمِصْباح المُحْكَم، وَزَاد فِي الْمُحكم (المَمْدُود) ، وَفِي البصائر: لَا يَنقطع. (و) قيل: الدَّهْرِ: (أَلفُ سَنَة) . وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: الدَّهرُ عِنْد العَرَب يَقَع على بَعْض الدَّهْرِ الأَطْوَلِ، وَيَقع على مُدَّةِ الدُّنْيَا كُلِّهَا. وَفِي الْمُفْردَات للراغب: الدَّهْرُ فِي الأَصْل اسمٌ لمُدَّة العَالَمِ من ابتاءِ وُجُوده إِلى إِنقضائه، وعَلى ذالك قولُه تَعَالَى: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مّنَ الدَّهْرِ} (الْإِنْسَان: 1) يُعبَّر بِهِ عَن كُلِّ مدّة كَبِيرَة، بِخِلَاف الزَّمَانِ، فإِنه يَقَعُ على المُدَّةِ القليلة والكَثِيرة. وَنقل الأَزْهَرِيّ عَن الشّافعيّ: الحِينُ يَقَع على مُدَّةِ الدُّنْيَا ويَوْم، قَالَ: وَنحن لَا نَعْلَم للحِينِ غَايَةً. وكذالك زَمَانٌ ودَهْرٌ وأَحقابٌ. ذُكِر هاذا فِي كتاب الأَيمان، حَكاه المُزَنيّ فِي مُخْتَصره عَنهُ. تُفْتَح الهاءُ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد حُكِيَ ذالك، فإِما أَن يكونَا لُغَتَيْن، كَمَا ذَهَب إِليه البَصْرِيّون فِي هاذا النَّحْوِ، فيُقْتَصَر على مَا سُمِعَ مِنْهُ، وإِمّا أَن يكون ذالك لمكانِ حَرْف الحَلْق، فيطَّرِد فِي كُلّ شيءٍ، كَمَا ذَهَبَ إِليه الكُوفِيُّون. قَالَ أَبو النَّجْم: وَجَبَلاً طَالَ مَعَدًّا فاشْمَخَرّ أَشَمَّ لَا يَسْطِيعُه النَّاسُ الدَّهْرَ قَالَ ابنُ سِيدَه: و (ج) الدَّهرْ (أَدْهُرٌ ودُهُورٌ) ، وكذالك جَمْع الدَّهَر، لأَنّا لم نَسمع أَدْهَارً وَلَا سمِعْنا فِيهِ جَميعاً إِلاَّ مَا قدَّمناه من جَمْع دَهْر. (و) الدّهْر: (النّازِلَةُ) ، وهاذا على اعتقادِهم على أَنَّه هُوَ الطَّارِقُ بهَا، كَمَا صَرَّحَ بِهِ الزَّمَخْشَرِيّ، ونَقَله عَنهُ المُصَنِّف فِي البَصَائِر. قَالَ: ولذالك اشتَقُّوا من اسْمه دَهَرَ فُلاناً خَطْبٌ، كَمَا سيأْتي قَرِيبا. (و) الدَّهْر: (الهِمَّةُ) والإِرادَة (والغَايَةُ) ، تَقول: مَا دَهْرِي بِكَذَا، وَمَا دَهْرِي كَذَا، أَي مَا هَمِّي وغايَتِي وإِرادَاتِي. وَفِي حَدِيث أُمِّ سُلَيْمٍ (مَا ذَاكِ دَهْرُكِ) وَقَالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ: لعَمْرِي وَمَا دَهْرِي بِتَأْبِين هالِكٍ وَلَا جَزِعاً مِمَّا أَصابَ فَأَوْجَعَا (و) من المَجاز: الدَّهْر: (العَادَةُ) الباقِيَةُ مُدَّةَ الحَيَاةِ: تَقول: مَا دَهْرِي بِكَذَا مَا ذَاكَ بدَهْرِي. ذكرَهَ الزَّمْخَشَرِيّ فِي الأَساس والمُصَنِّف فِي البَصَائِر. (و) الدَّهْر: (الغَلَبَةُ) والدّولَة، ذكرَه المصنِّف فِي البَصَائِر. (والدّهارِيرُ: أَوّلُ الدّهرِ فِي الزَّمن الماضِي، بِلَا واحدٍ) ، كالعَبَادِيد، قَالَه الأَزهريّ. (و) الدَّهَارِيرُ: (السَّالِفُ) ، وَيُقَال: كَانَ ذالِك فِي دَهْر الدَّهارِير. وَفِي الأَساس: يُقَال: كَانَ ذالك دَهْرَ النَّجْمِ: ينَ خلقَ اللَّهُ النُّجُومَ، يُرِيد أَوّلَ الزَّمَان وَفِي القديمِ. (ودُهُورٌ دَهَارِيرُ: مُخْتَلِفَةٌ) ، على الْمُبَالغَة. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: الدَّهَارِيرُ: تَصَارِيفُ الدَّهْر ونوَائِبُه. مُشْتَقٌّ من لَفْظِ الدَّهْرِ، لَيْسَ لَهُ وَاحِدٌ من لَفْظِه، كعَبَابِيدَ، انْتهى. وأَنشد أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاَءِ لرَجُل من أَهْل نَجْد. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ، هُوَ لِعثْيَرِ بنِ لَبِيدٍ العُذْرِيّ. وَقيل: هُوَ لحُرَيْث بن جَبَلَةَ العُذْرَيّ. قلت: وَفِي البصائر للمُصنّفِ: لأَبي عُيَيْنة المُهَلَّبيّ: فاستَقْدِرِ اللَّهَ خَيْراً وارْضَيَنّ بِهِ فبَيْنَمَا العُسْرُ إِذا دَارَتْ مَيَاسِيرُ وبَيْنَمَا المَرْءُ فِي الأَحياءِ مُغْتَبِطُ إِذا هُوَ الرَّمْسُ تَعْفُوه الأَعَاصِيرُ يَبْكِي عَلَيْهِ غَرِيبٌ لَيْسَ يَعْرِفُهُ وذُو قَرَابَتِهِ فِي الحَيِّ مَسْرُورُ حَتّى كأَنْ لَمْ يَكُنْ إِلّا تَذَكُّرُهُ والدَّهْرُ أَيَّتَمَا حِينٍ دَهَارِيرُ قَالَ: وواحِدُ الدَّهارِير: دَهْر، على غَيْر قِيَاس. كَمَا قَالُوا: ذَكَرٌ ومَذاكِير، وشِبْه ومَشَابِيه وَقيل: جَمْع دُهْرورٍ أَو دَهْرَات. وَقيل: دِهْرِير. وَفِي حَدِيث سَطِيح: فَإِنَّ ذَا الدَّهْرَ أَطْوَاراً دَهَارِيرُ وَيُقَال: دَهْرٌ دَهَارِيرُ، أَي شَدِيدٌ، كَقَوْلِهِم: لَيْلَةٌ لَيْلاءُ، ونَهَارٌ أَنْهَرُ، ويَوْمٌ أَيْوَمُ، وساعَةُ سَوْعَاءُ. (و) كَذَا (دَهْرٌ دَهِيرٌ، و) دَهْر (داهِرٌ، مُبَالغَةٌ) ، أَي شَدِيدُ، كَقَوْلِهِم أَبَدٌ آبِدٌ، وأَبَدٌ أَبِيدٌ. (ودَهَرَهُم أَمرٌ) ، ودَهَرَ بهم، (كمَنع: نزَلَ بهم مَكْرُوهٌ) ، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: أَصابَهم بِهِ الدَّهْرُ. وَفِي حَدِيث مَوْتِ أَبي طَالب (لَوْلَا أَنَّ قُرَيشاً تَقول دَهَرَه الجَزعُ لفَعلْتُ) (وهم مَدْهورٌ بهم ومَدْهُورُون) ، إِذا نَزَلَ بهم وأَصابَهُم. (والدَّهْرِيّ) بِالْفَتْح (ويُضمُّ) : المُلْحِدُ الي لَا يُؤْمن بالآخِرة (القَائِلُ بِبقَاءِ الدَّهْرِ) . وَهُوَ مُوَلَّد. قَالَ ثَعْلبٌ: وهما جَمِيعاً مَنْسُوبانِ إِلى الدَّهْر، وهم رُبَّمَا غَيَّرُوا فِي النَّسَب، كَمَا قَالُوا سُهْلِيّ للمَنْسُوب إِلى الأَرضِ السَّهْلَة، واقْتَصَر الزَّمْخَشِريّ على الفَتْح، كَمَا سيأْتي. (وعَامَلَه مُدَاهرَةً ودِهَاراً، كمُشَاهَرَة) الأَخيرةَ عَن اللِّحْيَانيّ، وكذالِك استَأْجَرَه مُدَاهَرةً ودِهَاراً، عَنهُ. (ودَهْوَرَهُ) دَهْوَرَةً: (جَمَعَه وقَذَفه) بِهِ (فِي مَهْواةٍ) ، وَقَالَ مُجَاهد فِي قَوْلِه تَعَالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوّرَتْ} (التكوير: 1) قَالَ: دُهْوِرَت. وَقَالَ الرَّبِيع بنُ خُثَيم: رَمَى بهَا. وَيُقَال: طَعَنَة فكَوَّرةَ، إِذَا أَلْقاه. وَقَالَ بعضُ أَهلِ اللُّغَة فِي تَفْسِير قولِهِ تَعَالَى: {فَكُبْكِبُواْ فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ} (الشُّعَرَاء: 94) أَي دُهْوِرُوا. وَقَالَ الزَّجّاج أَي طُرِحَ بعضُهم على بَعْض. وَفِي مجمع الأَمثال للمَيْدَانِيّ: يُقَال: (دَهْوَرَ الكَلْبُ) إِذا فَرِقَ من الأَسَدَ فنَبَحَ وضَرِطَ (وسَلَحَ) . (و) دَهْوَرَ (الْكَلَام: فخّمَ بعضَه فِي إِثْر بَعْضٍ) . (و) دَهْوَرَ (الحائِطَ: دَفَعَه فَسَقَطَ، وتدَهْوَرَ اللَّيْلُ: أَدْبَرَ) ووَلَّى. (والدَّهْوَرِيُّ: الرّجلُ الصُّلْبُ) الضَّرْبُ. وَقَالَ اللّيث: رَجُلٌ دَهْوَرِيُّ الصَّوْتِ، وَهُوَ الصُّلْب. قَالَ الأَزْهَرِيّ: أَظُنُّ هاذا خَطَأً، وَالصَّوَاب جَهْوَرِيُّ الصَّوْتِ، أَي رَفِيعُ الصَّوتِ. (ودَهْرٌ) ، بفَتْح فَسُكون: (وادٍ دُونَ حَضْرَموْتَ) . قَالَ لَبِيد بنُ رَبِيعة: وأَصْبَحَ راسِياً برُضَامِ دَهْرٍ وسَالَ بِهِ الخَمائِلُ فِي الرِّهَامِ (و) دَهْرُ بن وَدِيعةَ بنِ لُكَيْزٍ (أَبُو قَبِيلَة) ، من عامِرٍ، (والدُّهْرِيّ، بالضَّمّ، نِسْبَةٌ إِليها على غيرِ قِياس) ، من تَغيرات النَّسب. وَهُوَ كَثِيرٌ، كسُهْلِيّ إِلى الأَرْض السَّهْلَة، كَمَا تقدّم عَن ثَعْلَب. قَالَ ابنُ الأَنبارِيّ: يُقَال فِي النّسبة إِلَى الرجل القَدِيم: دَهْرِيّ. قَالَ: وإِن كَانَ من بني دَهْرٍ من بني عامرٍ قُلْتَ: دُهْرِيّ لَا غَيْرُ، بضمّ الدالِ، وَقد تقدَّم عَن ثَعْلَبِ مَا يُخَالِفهُ. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: فإِن سَمَّيت بدَهْر لم تَقُلْ إِلا دَهْرِيّ، على القِيَاس. (و) قَالَ الزَّمخْشَرِيّ فِي الأَسَاس والدُّهْرِيّ، بالضَّمّ (: الرَّجلُ المُسِنّ) القدِيم، لكِبَرِه. يُقَال: رَجُلٌ دُهْرِيٌّ، أَي قديمٌ مُسنٌّ نُسِب إِلَى الدَّهْر، وَهُوَ نَادِرٌ، وبالفَتْح: المُلْحِدُ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَة: والدُّهرِيّ أَيضاً بالضَّمّ: الحاذِقُ. والمصنّف مَشَى على قَول ابنِ الأَنباريّ، وهُنا وَفِي الأَوّل على قَول ثَعْلَب، وفاتَه معنَى الحاذِقِ، فتأَمَّلْ. (ودَاهِرٌ، ودَهِيرٌ، كأَمِير. من الأَعلامِ. و) يُقَال: (إِنّه لدَاهِرَةُ الطُّولِ: طويلُهُ) جِدًّا. (ودَاهَرُ كهَاجَر: مَلِك للدَّيْبُلِ) قَصَبة السِّنْد، (قَتَلَه مُحَمَّدُ بنُ القاسِم الثَّقَفِيّ) ابْن عمّ الحَجّاجِ بن يُوسفَ، واستباح الدَّيْبُل (وافتَتَح مِن الدَّيْبُل) إِلى مُولَتَانَ وَهُوَ غَيْر مُنْصِرف للعلميّة والعُجْمَة، ذَكَرَه جَرير فَقَالَ: وأَرضَ هِرَقْلٍ قد ذَكَرْتُ وَدَاهَراً ويَسْعَى لَكُم من آلِ كِسْرَى النَّواصِفُ (و) فِي الصّحاح: (لَا آتِيهِ دَهْرَ الدَّاهِرِينَ) ، أَي (أَبداً) ، كَقَوْلِهِم: أَبدَ الآبِدِين. (و) أَبو بكرٍ (عبدُ الله بنُ حَكِيم الدَّاهِريُّ، ضعِيفٌ) . وَقَالَ الذَّهَبِيّ: اتَّهموه بالوَضحَ. وَقَالَ ابنُ أَبي حَاتِم عَن أَبِيه قَالَ: تَركَ أَبو زُرْعَةَ حَدِيثَهُ وَقَالَ: ضَعِيف، وَقَالَ مَرَّةً: ذاهِبُ الحديثِ. (وعبدُ السّلام) بنُ بكَرَنَ (الدَّاهِرِيُّ، حَدَّثَ) . والدَّاهِرُ: بَطْنٌ من مَهْرَةَ من قُضَاعَةَ قَالَه الهَمْدَانيّ. وجُنَيْد بنُ العَلاءِ بن أَبي دِرَةَ، روى عَنهُ محمّدُ بنُ بِشْر وغيرُه. ودُهَيْرٌ الأَقْطَعُ، كزُبَيْر، عَن ابْن سِيرِين. وكأَمِيرٍ دَهِيرُ بنُ لُؤَيّ بن ثَعْلَبَةَ، من أَجداد المِقْدَادِ بنِ الأَسودِ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ: دَهْرٌ دَهَارِيرُ، أَبي ذُو حَالَيْن من بُؤْس ونُعْم. والدَهَارِيرُ. تَصَارِيفُ الدَّهْرِ ونَوَائِبُه. وَوَقَعَ فِي الدَّهَارِير: الدَّوَاهِي. والدَّهْوَرَةُ: الضَّيْعَة وتَرْكُ التَّحَفُّظِ والتَّعَهُّدِ. وَمِنْه حَدِيثُ النَّجَاشيّ: (وَلَا دهْورَةَ اليومَ على حِزْبِ إِبراهِيم) . ودهْوَرَ اللُّقْمَةَ: كَبَّرَها. وَقَالَ الأَزهرِيُّ. دَهْوَرَ الرَّجلُ لُقْمَةً، إِذا أَدارَهَا ثمّ الْتَهَمَهَا. وَفِي الأَسَاس: رأَيتُه يَدَهُوِرُ اللُّقَمَ، أَي يُعظِّمها ويَتَلَقَّمُها. وَفِي نوادِر الأَعْرَابِ: مَا عِنْدي فِي هاذَا الأَمرِ دَهْوَرِيَّةٌ وَلَا هَوْدَاءُ وَلَا هَيْدَاءُ وَلَا رَخْوَدِيَّةٌ، أَي لَيْسَ عِنْدَه فِيهِ رِفْقٌ وَلَا مُهَاوَدَةٌ وَلَا رُوَيْدِيّة. والدَّوَاهِر: رَكَايَا مَعْرُوفةٌ. قَالَ الْفَرَزْدَق: إِذاً لأَتَى الدَّواهِرَ عَن قَرِيبٍ بخِزْيٍ غَيْرِ مَصْرُوفِ العِقَال ودَهْرَانُ، كسَحْبَان: قَرية بِالْيمن، مِنْهَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَد بنِ مُحمَّد المُقْرِىءِ، حدّثَ.
المعجم: تاج العروس دهر
المعنى: الدَّهْرُ: الأَمَدُ المَمْدُودُ، وقيل: الدهر أَلف سنة. قال ابن سيده: وقد حكي فيه الدَّهَر، بفتح الهاء: فإِما أَن يكون الدَّهْرُ والدَّهَرُ لغتين كما ذهب إِليه البصريون في هذا النحو فيقتصر على ما سمع منه، وإِما أَن يكون ذلك لمكان حروف الحلق فيطرد في كل شيء كما ذهب إِليه الكوفيون؛ قال أَبو النجم: وجَبَلاَ طَـــــــــالَ مَعَـــــــــدّاً فاشـــــــــْمَخَرْ، أَشــــــَمَّ لا يَســــــْطِيعُه النَّاســــــُ، الـــــدَّهَرْ قال ابن سيده: وجمعُ الدَّهْرِ أَدْهُرٌ ودُهُورٌ، وكذلك جمع الدَّهَرِ لأَنا لم نسمع أَدْهاراً ولا سمعنا فيه جمعاً إِلاَّ ما قدّمنا من جمع دَهْرٍ؛ فأَما قوله، صلى الله عليه وسلم: لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فإِن الله: هو الدَّهْرُ؛ فمعناه أَن ما أَصابك من الدهر فالله فاعله ليس الدهر، فإِذا شتمت به الدهر فكأَنك أَردت به الله؛ الجوهري: لأَنهم كانوا يضيقون النوازل إِلى الدهر، فقيل لهم: لا تسبوا فاعل ذلك بكم فإِن ذلك هو الله تعالى؛ وفي رواية: فإِن الدهر هو الله تعالى؛ قال الأَزهري: قال أَبو عبيد قوله فإِن الله هو الدهر مما لا ينبغي لأَحد من أَهل الإِسلام أَن يجهل وجهه وذلك أَن المُعَطِّلَةَ يحتجون به على المسلمين، قال: ورأَيت بعض من يُتهم بالزندقة والدَّهْرِيَّةِ يحتج بهذا الحديث ويقول: أَلا تراه يقول فإِن الله هو الدهر؟ قال: فقلت وهل كان أَحد يسب الله في آباد الدهر؟ وقد قال الأَعشى في الجاهلية: اسْتَأْثرَ اللهُ بالوفاءِ وبالْ_حَمْدِ، وَوَلَّى المَلامَةَ الرَّجُلا قال: وتأْويله عندي أَن العرب كان شأْنها أَن تَذُمَّ الدهر وتَسُبَّه عند الحوادث والنوازل تنزل بهم من موت أَو هَرَمٍ فيقولون: أَصابتهم قوارع الدهر وحوادثه وأَبادهم الدهر، فيجعلون الدهر الذي يفعل ذلك فيذمونه، وقد ذكروا ذلك في أَشعارهم وأَخبر الله تعالى عنهم بذلك في كتابه العزيز ثم كذبهم فقال: وقالوا ما هي إِلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إِلاَّ الدهر؛ قال الله عز وجل: وما لهم بذلك من علم إِن هم إِلاَّ يظنون.والدهر: الزمان الطويل ومدّة الحياة الدنيا، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا الدهر، على تأْويل: لا تسبوا الذي يفعل بكم هذه الأَشياء فإِنكم إذا سببتم فاعلها فإِنما يقع السب على الله تعالى لأَنه الفاعل لها لا الدهر، فهذا وجه الحديث؛ قال الأَزهري: وقد فسر الشافعي هذا الحديث بنحو ما فسره أَبو عبيد فظننت أَن أَبا عبيد حكى كلامه، وقيل: معنى نهي النبي، صلى الله عليه وسلم، عن ذم الدهر وسبه أَي لا تسبوا فاعل هذه الأَشياء فإِنكم إذا سببتموه وقع السب على الله عز وجل لأَنه الفعال لما يريد، فيكون تقدير الرواية الأُولى: فإِن جالب الحوادث ومنزلها هو الله لا غير، فوضع الدهر موضع جالب الحوادث لاشتهار الدهر عندهم بذلك، وتقدير الرواية الثانية: فإِن الله هو الجالب للحوادث لا غير ردّاً لاعتقادهم أَن جالبها الدهر.وعامَلَهُ مُدَاهَرَةً ودِهاراً: من الدَّهْرِ؛ الأَخيرة عن اللحياني، وكذلك اسْتَأْجَرَهُ مُدَاهَرَةً ودِهاراً؛ عنه. الأَزهري: قال الشافعي الحِيْنُ يقع على مُدَّةِ الدنيا، ويوم؛ قال: ونحن لا نعلم للحين غاية، وكذلك زمان ودهر وأَحقاب، ذكر هذا في كتاب الإِيمان؛ حكاه المزني في مختصره عنه. وقال شمر: الزمان والدهر واحد؛ وأَنشد: إِنَّ دَهْـــــــراً يَلُـــــــفُّ حَبْلِـــــــي بِجُمْــــــلٍ لَزَمَـــــــــــانٌ يَهُــــــــــمُّ بالإِحْســــــــــانِ فعارض شمراً خالد بن يزيد وخطَّأَه في قوله الزمان والدهر واحد وقال:الزمان زمان الرطب والفاكهة وزمان الحرّ وزمان البرد، ويكون الزمان شهرين إِلى ستة أَشهر والدهر لا ينقطع. قال الأَزهري: الدهر عند العرب يقع على بعض الدهر الأَطول ويقع على مدة الدنيا كلها. قال: وقد سمعت غير واحد من العرب يقول: أَقمنا على ماء كذا وكذا دهراً، ودارنا التي حللنا بها تحملنا دهراً، وإِذا كان هذا هكذا جاز أَن يقال الزمان والدهر واحد في معنى دون معنى. قال: والسنة عند العرب أَربعة أَزمنة: ربيع وقيظ وخريف وشتاء، ولا يجوز أَن يقال: الدهر أَربعة أَزمنة، فهما يفترقان. وروى الأَزهري بسنده عن أَبي بكر. رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال:أَلا إِنَّ الزمانَ قد اسْتَدارَ كهيئته يومَ خَلَق اللهُ السمواتِ والأَرضَ، السنةُ اثنا عشر شهراً، أَربعةٌ منها حُرُمٌ: ثلاثَةٌ منها متوالياتٌ:ذو القَعْدَةِ وذو الحجة والمحرّم، ورجب مفرد؛ قال الأَزهري: أَراد بالزمان الدهر. الجوهري: الدهر الزمان. وقولهم: دَهْرٌ دَاهِرٌ كقولهم أَبَدٌ أَبِيدٌ، ويقال: لا آتيك دَهْرَ الدَّاهِرِين أَي أَبداً. ورجل دُهْرِيٌّ: قديم مُسِنٌّ نسب إِلى الدهر، وهو نادر. قال سيبويه: فإِن سميت بِدَهْرٍ لم تقل إِلاَّ دَهْرِيٌّ على القياس. ورجل دَهْرِيٌّ: مُلْحِدٌ لا يؤمن بالآخرة، يقول ببقاء الدهر، وهو مولَّد. قال ابن الأَنباري: يقال في النسبة إِلى الرجل القديم دَهْرِيٌّ. قال: وإِن كان من بني دَهْرٍ من بني عامر قلت دُهْرِيٌّ لا غير، بضم الدال، قال ثعلب: وهما جميعاً منسوبان إِلى الدَّهْرِ وهم ربما غيروا في النسب، كما قالوا سُهْلِيٌّ للمنسوب إِلى الأَرض السَّهْلَةِ. والدَّهارِيرُ: أَوّل الدَّهْرِ في الزمان الماضي، ولا واحد له؛ وأَنشد أَبو عمرو بن العلاء لرجل من أَهل نجد، وقال ابن بري:هو لِعثْيَر بن لبيد العُذْرِيِّ، قال وقيل هو لِحُرَيْثِ بن جَبَلَةَ العُذْري: فاســــْتَقْدِرِ اللــــهَ خَيْــــراً وارْضــــَيَنَّ بهِــــ، فَبَيْنَمـــــــا العُســـــــْرُ إذا دَارَتْ مَيَاســــــِيرُ وبينمــــا المَــــرْءُ فــــي الأَحيــــاءِ مُغْتَبَطٌـــ، إِذا هُــــــوَ الرَّمْــــــسُ تَعْفُـــــوهُ الأَعاصـــــِيرُ يَبْكِـــــي عليـــــه غَرِيـــــبٌ ليــــس يَعْرِفُهُــــ، وذُو قَرَابَتــــــهِ فــــــي الحَــــــيِّ مَســــــْرُورُ حـــــتى كـــــأَنْ لـــــم يكـــــن إِلاَّ تَــــذَكُّرُهُ، والـــــــدَّهْرُ أَيَّتَمَــــــا حِيــــــنٍ دَهــــــارِيرُ قوله: استقدر الله خيراً أَي اطلب منه أَن يقدر لك خيراً. وقوله: فبينما العسر، العسر مبتدأٌ وخبره محذوف تقديره فبينما العسر كائن أَو حاضر.إِذ دارت مياسير أَي حدثت وحلت، والمياسير: جمع ميسور. وقوله: كأَن لم يكن إِلاَّ تذكره، يكن تامة وإِلاَّ تذكره فاعل بها، واسم كأَن مضمر تقديره كأَنه لم يكن إِلاَّ تذكره، والهاء في تذكره عائدة على الهاء المقدّرة؛ والدهر مبتدأٌ ودهارير خبره، وأَيتما حال ظرف من الزمان والعامل فيه ما في دهارير من معنى الشدّة. وقولهم: دَهْرٌ دَهارِيرٌ أَي شديد، كقولهم: لَيْلَةٌ لَيْلاءُ ونهارٌ أَنْهَرُ ويومٌ أَيْوَمُ وساعَةٌ سَوْعاءُ. وواحدُ الدَّهارِيرَ دَهْرٌ، على غير قياس، كما قالوا: ذَكَرٌ ومَذاكِيرُ وشِبْهٌ ومَشَابهِ، فكأَنها جمع مِذْكارٍ ومُشْبِهٍ، وكأَنّ دَهارِير جمعُ دُهْرُورٍ أَو دَهْرار. والرَّمْسُ: القبر. والأَعاصير: جمع إِعصار، وهي الريح تهب بشدّة. ودُهُورٌ دَهارِير: مختلفة على المبالغة؛ الأَزهري: يقال ذلك في دَهْرِ الدَّهارِير. قال: ولا يفرد منه دِهْرِيرٌ؛ وفي حديث سَطِيح: فــــــإِنَّ ذا الــــــدَّهْرَ أَطْـــــواراً دَهـــــارِيرُ قال الأَزهري: الدَّهارير جمع الدُّهُورِ، أَراد أَن الدهر ذو حالين من بُؤْسٍ ونُعْمٍ. وقال الزمخشري: الدهارير تصاريف الدهر ونوائبه، مشتق من لفظ الدهر، ليس له واحد من لفظه كعباديد. والدهر: النازلة. وفي حديث موت أَبي طالب: لولا أَن قريشاً تقول دَهَرَهُ الجَزَعُ لفعلتُ. يقال: دَهَرَ فلاناً أَمْرٌ إذا أَصابه مكروه، ودَهَرَهُمْ أَمر نزل بهم مكروه، ودَهَرَ بهم أَمرٌ نزل بهم. وما دَهْري بكذا وما دَهْري كذا أَي ما هَمِّي وغايتي. وفي حديث أُم سليم: ما ذاك دَهْرُكِ. يقال: ما ذاكَ دَهْرِي وما دَهْرِي بكذا أَي هَمِّي وإِرادتي؛ قال مُتَمِّم ابن نُوَيْرَةَ: لَعَمْرِيــــ، ومــــا دَهْــــرِي بِتَــــأْبِينِ هــــالِكٍ، ولا جَزَعـــــــاً ممــــــا أَصــــــابَ فأَوْجَعَــــــا وما ذاك بِدَهْري أَي عادتي. والدَّهْوَرَةُ: جَمْعُك الشيءَ وقَذْفُكَ به في مَهْوَاةٍ؛ ودَهْوَرْتُ الشيء: كذلك. وفي حديث النجاشي: فلا دَهْوَرَة اليومَ على حِزْبِ إِبراهيم، كأَنه أَراد لا ضَيْعَةَ عليهم ولا يترك حفظهم وتعهدهم، والواو زائدة، وهو من الدَّهْوَرَة جَمْعِكَ الشيء وقَذْفِكَ إِياه في مَهْوَاةٍ؛ ودَهْوَرَ اللُّقَمَ منه، وقال: دَهْوَرَ اللُّقَمَ كبَّرها. الأَزهري:دَهْوَرَ الرجلُ لُقَمَهُ إذا أَدارها ثم الْتَهَمَها. وقال مجاهد في قوله تعالى: إذا الشمس كُوِّرَتْ، قال: دُهْوِرَتْ، وقال الربيع بن خُثَيْمٍ: رُمِيَ بها. ويقال: طَعَنَه فَكَوَّرَهُ إذا أَلقاه. وقال الزجاج في قوله: فكُبْكِبُوا فيها هم والغَاوونَ؛ أَي في الجحيم. قال: ومعنى كبكبوا طُرِحَ بعضهم على بعض، وقال غيره من أَهل اللغة: معناه دُهْوِرُوا. ودَهْوَرَ: سَلَحَ. ودَهْوَرَ كلامَه: قَحَّمَ بعضَه في إِثر بعض. ودَهْوَرَ الحائط: دفعه فسقط. وتَدَهْوَرَ الليلُ: أَدبر. والدَّهْوَرِيُّ من الرجال: الصُّلْبُ الضَّرْب.الليث: رجل دَهْوَرِيُّ الصوت وهو الصُّلْبُ الصَّوْتِ؛ قال الأَزهري:أَظن هذا خطأَ والصواب جَهْوَرِيُّ الصوت أَي رفيع الصوت.ودَاهِرٌ: مَلِكُ الدَّيْبُلِ، قتله محمد بن القاسم الثقفي ابن عمر الحجاج فذكره جرير وقال: وأَرْضَ هِرَقْــــــل قــــــد ذَكَــــــرْتُ وداهِـــــراً، ويَســــْعَى لكــــم مــــن آلِ كِســــْرَى النَّواصــــِفُ وقال الفرزدق: فــــإِني أَنــــا المــــوتُ الـــذي هـــو نـــازلٌ بنفســـــك، فــــانْظُرْ كيــــف أَنْــــتَ تُحــــاوِلُهْ فأَجابه جرير: أَنـــا الـــدهرُ يُفْنــي المــوتَ، والــدَّهْرُ خالــدٌ، فَجِئْنــــي بمثــــلِ الــــدهرِ شــــيئاً تُطَــــاوِلُهْ قال الأَزهري: جعل الدهر الدنيا والآخرة لأَن الموت يفنى بعد انقضاء الدنيا، قال: هكذا جاء في الحديث. وفي نوادر الأَعراب: ما عندي في هذا الأَمر دَهْوَرِيَّة ولا رَخْوَدِيَّةٌ أَي ليس عندي فيه رفق ولا مُهاوَدَةٌ ولا رُوَيْدِيَةٌ ولا هُوَيْدِيَةٌ ولا هَوْدَاء ولا هَيْدَاءُ بمعنى واحد.ودَهْرٌ ودُهَيْرٌ ودَاهِرٌ: أَسماء. ودَهْرٌ: اسم موضع، قال لبيد بن ربيعة: وأَصـــــــْبَحَ رَاســـــــِياً بِرُضــــــَامِ دَهْــــــرٍ، وســـــَالَ بـــــه الخمـــــائلُ فــــي الرِّهــــامِ والدَّوَاهِرُ: رَكايا معروفة؛ قال الفرزدق: إِذاً لأَتَــــــى الــــــدَّوَاهِرَ، عــــــن قريبٍـــــ، بِخِـــــــزْيٍ غيـــــــرِ مَصـــــــْرُوفِ العِقَــــــالِ
المعجم: لسان العرب خرز
المعنى: خرز خَرَزَ الخُفَّ وغيرَه يَخْرِزُه، بِالْكَسْرِ، ويَخْرُزُه، بالضمّ، خَرْزَاً: كَتَبَه، أَي خاطَه، وأصلُ الخَرْزِ خِياطَةُ الأَدَم. والخُرْزَة، بالضمّ: الكُتْبَة مَا بَين الغُرْزَتَيْن، على التَّشْبِيه بذلك، يَعْنِي كلّ ثُقبَةٍ وخَيْطَها، ج خُرَزٌ، بضمٍّ ففَتح. والمِخْرَز بِالْكَسْرِ: مَا يُخرَز بِهِ الْأَدِيم. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هَذَا الضَّرْبُ مِمَّا يُعتَمَل بِهِ مَكْسُورُ الأوّل، كَانَت فِيهِ الهاءُ أَو لم تكن. والخِرازَة، بِالْكَسْرِ، حِرْفَتُه، وإنّما أطلقَ فيهمَا للشهرة. والخَرَّاز، ككَتَّانٍ، صانعُ ذَلِك. عَن ابْن الأَعْرابِيّ: خَرِزَ الرجلُ خَرَزَاً، كفَرِحَ فَرَحَاً، إِذا أَحْكَمَ أَمْرَه بعد ضَعْفٍ. والخَرَزَة، مُحرّكةً: واحدةُ الخَرَزات: فُصوص من حِجارة، وَقيل فُصوصٌ من جَيّد الجَوْهَر ورَديئُه من الحِجارة. الخَرَزَة أَيْضا اسْم مَا يُنظَم، جَمْعُه خَرَزَاتٌ. الخَرَزَة: نباتٌ، وَفِي بعضِ الْأُصُول: حَمْضَةٌ من النَّجيل يَرْتَفِعُ قَدْرَ الذِّراع خَضْرَاء تَرْتَفِعُ خِيطاناً من أصلٍ واحدٍ لَا وَرَقَ لَهُ لكنّه مَنْظُومٌ من أعْلاه إِلَى أَسْفَله حَبَّاً مُدوَّراً أخضرَ فِي غَيْرِ عِلاقة كأنّه خَرَزٌ مَنْظُوم فِي سِلْك، نَقله أَبُو حنيفَة فِي كتاب النَّبَات عَن بعضِ أَعْرَاب عُمان، قَالَ: وَهِي تَقْتُلُ الإبلَ، ومَنابِتُها مَنابتُ الحَمْضِ. الخَرَزَة: ماءَةٌ لفَزارَة، بَين ديارِهم وديار أسَدٍ. المُخَرَّزُ، كمُعَظَّم: كلُّ طائرٍ من الحَمَام وغيرِه على جناحَيْه نَمْنَمَةٌ وتَحْبِيرٌ كالخَرَز. وصحَّفَه بَعْضُهم فَقَالَ تَميمة، أَي وَاحِدَة التَّمائم. منَ المَجاز: أُوتي فلانٌ خَرَزَات المَلِك، أَي سِتِّين حِجَّة، وَهِي فِي الأصلِ جَواهِر تاجِه، وَيُقَال: كَانَ فِي المَلِك إِذا مَلَكَ عَاما زِيدَتْ فِي تاجه خَرَزَة لتُعلَم بذلك سِنُو مُلكِه. قَالَ لَبيد يَذْكُر الحارثَ بنَ أبي شَمِر الغَسَّانيّ: رَعَى خَرَزَاتِ المُلْكِ عِشرينَ حِجَّةًوعِشرينَ حَتَّى فادَ والشَّيْبُ شاملُ ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: خَرَزُ الظَّهْرِ: فَقَارُه، وكل فَقْرة من الظّهْر والعُنُقِ خَرَزَةٌ. وخُرْزَةُ الظّهْرِ: مَا بينَ فَقَرَتَيْن، وَهُوَ مَجاز. وَفِي المثَل: اجمَعْ سَيْرَيْنِ فِي خُرْزَة. أَي اقضِ حاجتَيْن فِي حَاجَة. وَيُقَال كَذَلِك لطالِب حاجتَيْن فِي حَاجَة: سَيْرَيْن فِي خُرْزَة، قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ. والخَرْزَة، بالفَتْح: الغُرْزَة الْوَاحِدَة، وَيَقُولُونَ: كلامُ فلانٍ كَخَرْزِ الإماءِ، أَي مُتَفاوِت: دُرَّة وَوَدَعة. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت فِي بَاب فُعَلَة: خَرَزَة يُقَال لَهَا خَرَزَةُ العُقَرَة تَشدُّها المرأةُ على حِقْوَيْها لئلاّ تَحْمِل. والخَرَّازون: مُحدِّثون، مِنْهُم الْأُسْتَاذ أَبُو سعيد أحمدُ بن عِيسَى الخَرّاز شَيْخُ الصُّوفيّة، مَاتَ سنة) ومُقاتِل بن حَيّان الخَرّاز، مَشْهُور، وعَبْد الله بن عَوْن العابِد الخَرّاز، عَن مَالك، وَمُحَمّد بن خَلَفَ الخَرَّاز، وَأحمد بن الْحَارِث الخرّاز رواِيَة المَدائِنيّ، وخَالِد بن حَيّان الرَّقِّيّ الخَرّاز، شيخ ابْن مَعين، وَأحمد بن عليّ الدِّمشقيّ الخَرَّاز، سمع مَرْوَان بن مُحَمَّد الطَّاطَرِيّ، وَمُحَمّد بن يحيى بن عبد الْعَزِيز الخَرّاز الأندلُسيّ، عَن أسلم عبد الْعَزِيز، وَعنهُ الْوَلِيد الفَرضيّ، وَأحمد بن عليّ بن أَحْمد الجُرْجانيّ الخَرّاز، عَن أَحْمد بن الْحسن بن ماجَه القَزْوينيّ، مَاتَ سنة وَأَبُو عليّ أحمدُ بن أَحْمد بنِ عليّ الخَرّاز، وَأَخُوهُ عليّ، سَمِعَا من طَرَّاد، وابنُه أَبُو مَنْصُور يحيى بن عليّ، سَمِعَ أَبَا عليّ بنَ المَهديّ. وابنُه عَبْد الله بن يحيى، مَاتَ سنة روى عَن أَحْمد بن الأشقَر، وَأَخُوهُ مُحَمَّد بن الحُصَيْن، وهم بَيْتُ جَلالَة، وَأحمد بن كُبَيْرة الخَرَّاز مَاتَ سنة وَعبد السَّلَام الدّاهريّ، عُرِفَ بالخَرَّاز، مَشْهُور، والمُبارَك بن بَخْتَيار الخَرَّاز، عَن ابْن الطُّيوريّ، والمبارَك بن كَامِل الخَفّاف الخَرَّاز، وَأَخُوهُ ذاكِر، وابنُه عبد الْقَادِر. وأمّ العبّاس لُبابة بنت يحيى بن أَحْمد بن عليّ بن يُوسُف الخَرَّاز، رَوَتْ عَن جَدِّها، وعنها تَمَّام الرازيّ. وَمُحَمّد بن خالدٍ الخَرَّاز الرازيّ، ذكره الْأَمِير. وَإِسْحَاق بن أَحْمد الخَرَّاز الرازيّ شَيْخٌ لعليّ بن خُشْنام. وإقْبالُ بن عليّ البغداديّ الخرّاز. وَعبد الْعَزِيز بن عليّ بن المُظَفَّر الخَرَّاز، عَن ابنِ شاتيل. وَمُحَمّد بنُ عبد الْعَزِيز بن يحيى بن عليّ الخَرَّاز. وعليّ بن أبي بكر بن كَرَم الحَرْبيّ الخَرَّاز. وَمُحَمّد بن العبّاس بن الفَضْل الخَرّاز الجُرْجانيّ، ذَكَرَه حَمْزَة فِي تَارِيخ جُرْجان. والخَرَزِيُّون، محرّكة: مُحدِّثون، مِنْهُم مُحَمَّد بن عَبْد الله الخَرَزيّ. وَأَبُو مَعْبَد الخَرَزيّ. وعَبْد الله بن الفَضْل الخَرَزيّ. وحسنُ بن عبد الرَّحْمَن الخَرَزيّ، شَيْخُ الأصمّ. وجعفر بن إِبْرَاهِيم الخَرَزيّ شيخٌ لِابْنِ عَدِيّ وَعبد الصَّمد بن عمر النَّيْسابوريّ الخَرَزيّ، روى عَنهُ مَنْصُور الفَرَوايّ. وَعبد الوهّاب بن شاه الخَرَزيّ رواي الرّسالة عَن القُشَيْري، والشِّهاب أَحْمد بن الخَرَزيّ، أجازَ الذَّهَبيّ. وَمُحَمّد بن اللَّيْث الجَوْهَرِيّ الخَرَزيّ، عَنهُ ابْن قانِع، ومُوسَى بن عِيسَى الخَرَزيّ من شُيُوخ الطَّبَرانيّ. وَأَبُو بكر أَحْمد بن عُثْمَان بن يُوسُف الخَرَزيّ. وَالْقَاضِي أَبُو الْحسن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد الخَرَزيّ الْفَقِيه الظاهرِيّ. وَأَبُو الْحسن أَحْمد بن نَصْر الخَرَزيّ من شُيُوخ الْحَاكِم. وإبراهيمُ بن مُحَمَّد بن عَبْد الله الخَرَزيّ. وَأَبُو مُضَر زُفَر بنُ حَمْزَة بن عليّ الخَرَزيّ من شُيُوخ أبي مُوسَى المَدينيّ وَغير هَؤُلَاءِ.
المعجم: تاج العروس أبد
المعنى: الأَبَدُ: الدهر، والجمع آباد وأُبود؛ وفي حديث الحج قال سراقة بن مالك: أَرأَيت مُتْعَتَنا هذه أَلِعامنا أَم للأَبد؟ فقال: بل هي للأَبد؛ وفي رواية: أَلعامنا هذا أَم لأَبَدٍ؟ فقال: بل لأَبَدِ أَبَدٍ؛ وفي أُخرى: بل لأَبَدِ الأَبَد أَي هي لآخر الدهر. وأَبَدٌ أَبيد: كقولهم دهر دَهير. ولا أَفعل ذلك أَبد الأَبيد وأَبَد الآباد وأَبَدَ الدَّهر وأَبيد وأَبعدَ الأَبَدِيَّة؛ وأَبدَ الأَبَدين ليس على النسب لأَنه لو كان كذلك لكانوا خلقاء أَن يقولوا الأَبديّينِ؛ قال ابن سيده: ولم نسمعه؛ قال: وعندي أَنه جمع الأَبد بالواو والنون، على التشنيع والتعظيم كما قالوا أَرضون، وقولهم لا أَفعله أَبدَ الآبدين كما تقول دهرَ الداهرين وعَوضَ العائضين، وقالوا في المثل: طال الأَبعدُ على لُبَد؛ يضرب ذلك لكل ما قدُمَ.والأَبَدُ: الدائم والتأْييد: التخليد.وأَبَدَ بالمكان يأْبِد، بالكسر، أُبوداً: أَقام به ولم يَبْرَحْه.وأَبَدْتُ به آبُدُ أُبوداً؛ كذلك. وأَبَدَت البهيمةُ تأْبُد وتأْبِدُ أَي توحشت. وأَبَدَت الوحش تأْبُد وأْبِدُ أُبوداً وتأْبَّدت تأَبُّداً: توحشت.والتأَبُّد: التوحش. وأَبِدَ الرجلُ، بالكسر: توحش، فهو أَبِدٌ؛ قال أَبو ذؤَيب: فافْتَنَّ، بعدَ تَمامِ الظِّمّءِ، ناجيةً، مثـل الهـراوة ثِنْياً، بَكْرُها أَبِدُ أَي ولدها الأَوّل قد توحش معها.والأَوايد والأُبَّدُ: الوحش، الذكَر آبد والأُنثى آبدة، وقيل: سميت بذلك لبقائها على الأَبد؛ قال الأَصمعي: لم يمت وَحْشيّ حتف أَنفه قط إِنما موته عن آفة وكذلك الحية فيما زعموا؛ وقال عديّ بن زيد: وذي تَنـاويرَ مَمْعُـونٍ، لـه صـَبَحٌ، يغـذُو أَوابـد قـد أَفْلَيْنَ أَمْهارا يعني بالأَمهار جحاشها. وأَفلين: صرن إِلى أَن كبر أَولادهن واستغنت عن الأُمهات. والأُبود: كالأَوابد؛ قال ساعدة بن جؤَية: أَرى الدهر لا يَبقْى، على حَدَثانه، أُبــودٌ بـأَطراف المثاعِـدِ جَلْعَـدِ قال رافع بن خديج: أَصبنا نهب إِبل فندّ منها بعير فرماه رجل بسهم فحبسه، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إِن لهذه الإِبل أَوابد كأَوابدِ الوحش، فإِذا غلبكم منها شيءٌ فافعلوا به هكذا؛ الأَوابد جمع آبدة؛ وهي التي قد توحشت ونفرَت من الإِنس؛ ومنه قيل الدار إذا خلا منها أَهلها وخلفتهم الوحش بها؛ قد تأَبدت؛ قال لبيد: بِمِنىَــ، تَأَبَّـد غَوْلُهـا فرجامُهـا وتأَبد المنزل أَي أَقفر وأَلفته الوحوش. وفي حديث أُم زرع: فأَراح عليّ من كل سائمةٍ زَوْجَيْن، ومن كل آبِدَةٍ اثنتين؛ تريد أَنواعاً من ضروب الوحوش؛ ومنه قولهم: جاءَ بآبدة أَي بأَمر عظيم يُنْفَرُ منه ويُستوحش.وتأَبَّدت الدار: خلت من أَهلها وصار فيها الوحش ترعاه. وأَتان أَبَدٌ: وحشية. والآبدة: الداهية تبقى على الأَبد. والآبدة: الكلمة أَو الفعلة الغريبة. وجاءَ فلان بابدة أَي بداهية يبقى ذكرها على الأَبد. ويقال للشوارد من القوافي أَوابد؛ قال الفرزدق: لَـنْ تُـدْرِكوا كَرَمـي بِلُؤْمِ أَبيكُمُ، وأوابِـــدِي بتَنَحُّـــل الأشـــعارِ ويقال للكلمة الوحشية: آبدة، وجمعها الأَوابد. ويقال للطير المقيمة بأَرضٍ شتاءَها وصيفها: أَوابد من أَبَدَ بالمكان يأْبِدُ فهو آبد، فإِذا كانت تقطع في أَوقاتها فهي قواطع، والأَوابد ضد القواطع من الطير. وأَتان أَبِد: في كل عام تلد. قال: وليس في كلام العرب فَعِلٌ إِلا أَبِدٌ وأَبِلٌ وبلِحٌ ونَكِحٌ وخَطِبٌ إِلا أَن يتكلف فيبني على هذه الأَحرف ما لم يسمع عن العرب؛ ابن شميل: الأَبِدُ الأَتان تَلد كل عام؛ قال أَبو منصور: أَبَلٌ وأَبِد مسموعان، وأَما نَكِحٌ وخَطِبٌ فما سمعتهما ولا حفظتهما عن ثقة ولكن يقال بِكْحٌ وخِطْبٌ. وقال أَبو مالك: ناقة أَبِدَةٌ إذا كانت ولوداً، قيَّد جميع ذلك بفتح الهمزة؛ قال الأَزهري: وأَحسبهما لغتين أَبِد وإِبِدٌ. الجوهري: الإِبِد على وزن الإِبل الولود من أَمة أَو أَتان؛ وقولهم: لـــن يُقْلِـــعَ الجَــدُّ النَّكِــدْ، إِلا بَجَـــــــدِّ ذي الإِبِـــــــدْ، فـــي كـــلِّ مـــا عــامٍ تَلِــدْ والإِبِد ههنا: الأَمة لأَن كونها ولوداً حرمان وليس بحدّ أَي لا تزداد إِلا شرّاً. والإِبِدُ: الجوارح من المال، وهي الأَمة والفرس الأُنثى والأَتان يُنْتَجن في كل عام. وقالوا: لن يبلغ الجدّ النكِد، إِلا الإِبِد، في كل عام تلد؛ يقول: لن يصل إِليه فيذهب بنكده إِلا المال الذي يكون منه المال.ويقال: وقف فلان أَرضه مؤَبَّداً إذا جعلها حبيساً لا تُباع ولا تورث.وقال عبيد بن عمير: الدنيا أَمَدٌ والآخرة أَبَدٌ. وأَبِدَ عليه أَبَداً: غضب كَعَبدِ وأَمِدَ ووبِدَ وومِدَ عَبَداً وأَمَداً ووبَدَاً وومَداً.وأَبيدَةُ: موضع؛ قال: فمـا أَبِيـدَةُ مـن أَرض فأَسـْكُنَها، وإِن تَجـاوَرَ فيهـا الماءُ والشجر ومأْبِد: موضع؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه مابِد على فاعل، وستذكره في مبد. والأُبَيْدُ: نبات مثل زرع الشعير سواء وله سنبلة كسنبلة الدُّخْنة فيها حب صغير اءصغر من الخردل وهي مسمنة للمال جداً.
المعجم: لسان العرب