المعجم العربي الجامع

حلم

المعنى: (الْحُلُمُ) بِضَمِّ اللَّامِ وَسُكُونِهَا مَا يَرَاهُ النَّائِمُ وَقَدْ (حَلَمَ) يَحْلُمُ بِالضَّمِّ (حُلْمًا) وَ (حُلُمًا) وَ (احْتَلَمَ) أَيْضًا. وَ (حَلَمَ) بِكَذَا وَحَلَمَ كَذَا بِمَعْنًى أَيْ رَآهُ فِي النَّوْمِ. وَ (الْحِلْمُ) بِالْكَسْرِ الْأَنَاةُ وَقَدْ (حَلُمَ) بِالضَّمِّ (حِلْمًا) وَ (تَحَلَّمَ) تَكَلَّفَ الْحِلْمَ وَ (تَحَالَمَ) أَرَى مِنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ وَلَيْسَ بِهِ. وَ (الْحَلَمَةُ) رَأَسُ الثَّدْيِ وَهُمَا حَلَمَتَانِ. وَالْحَلَمَةُ أَيْضًا الْقُرَادُ الْعَظِيمُ وَجَمْعُهَا (حَلَمٌ) . وَ (حَلَّمَهُ تَحْلِيمًا) جَعَلَهُ حَلِيمًا. وَ (الْحَالُومُ) لَبَنٌ يُغَلَّظُ فَيَصِيرُ شَبِيهًا بِالْجُبْنِ الرَّطْبِ وَلَيْسَ بِهِ.
المعجم: مختار الصحاح

حَلَمَ

المعنى: ـُ حُلْماً، وحُلُماً: رأى في نومه رُؤيا. وـ الصبيّ: أدرك وبلغ مبلغ الرجال. وـ به وعنه: رأى له رؤيا. وـ الشيء وبه: رآه في نومه. وـ الجلد حَلْماً: نزع عنه حَلَمه.؛(حَلِمَ) البعير ـَ حَلَماً: كثر عليه الحَلَم. وـ الجلد: وقع فيه دود فتثقَّب وفسد.؛(حَلُم) ـُ حِلْماً: تأنَّى وسكن عند غضب أو مكروه مع قدرة وقوة. وـ صفح. وـ عقل.؛(أحْلَمَ): وَلَدَ أولاداً حُلَماء.؛(حَلَّمه) الرضاع والأكل: سمَّنه. ويقال: حلَّم القِرْبة: ملأها ماء. وـ فلاناً: جعله حليماً. وـ الحيوان: نزع عنه الحلم.؛(احتَلَمَ): حَلَمَ. وـ الصبيّ: أدرك وبلغ مبلغ الرجال.؛(تَحالم): تظاهر بالحِلْم.؛(تَحَلَّم): تكلَّف الحِلْم. وـ ادَّعى الرُّؤيا كاذباً.؛(التِّحْلِمَة): شاة تِحْلِمَة: كثيرة الحَلَم. (ج) تحالم.؛(الحالُوم): لبن يغلظ فيصير شبيهاً بالجبن الطريّ وليس به.؛(الحُلاَّم): الصغير من الغنم لملازمته الحلَمَة يرضعها. ويقال: دم حُلاَّم: هدر.؛(الحَلَم): القُرَاد الضَّخْم، أو الصغير.؛(الحُلْم): ما يراه النائم في نومه. (ج) أحلام.؛(الحِلْم): الأناة وضبط النفس. وـ العقل. وفي التنزيل العزيز: (أمْ تأْمُرُهم أَحْلامُهُمْ بهذا). ويقال لمن يتعظ إذا وعظ وينتبه إذا نبه: (إنَّ العصا قرعت لذي الحلم). ويقال للأماني الكاذبة: أحلام نائم.؛(الحَلَمة): القُرادة الضَّخْمة أو الصغيرة. وـ دودة تقع في الجلد فتأكله فإذا دبغ تخرَّق وتشقَّق. وـ ما برز من رأس الثدي، ومنها يخرج اللبن. وـ رأس الثُّنْدُوة من الرجل، وهما حلَمتان. وـ نبات السَّعدان. وـ نبت سُهْلِيّ. (ج) حَلَم.
المعجم: الوسيط

الحلم

المعنى: ـ الحُلْمُ، بالضم وبضمتينِ: الرُّؤْيا ـ ج: أحْلامٌ، ـ حَلَمَ في نَوْمِه واحْتَلَمَ وتَحَلَّمَ وانْحَلَمَ. ـ وتَحَلَّمَ الحُلْمَ: اسْتَعْمَلَهُ. ـ وَحَلَمَ به، ـ وـ عنه: رَأى له رُؤْيا، أو رآهُ في النَّوْمِ. ـ والحُلْمُ، بالضم، ـ والاحْتِلاَمُ: الجماعُ في النَّوْمِ، ـ والاسم: الحُلُمُ، كعُنُقٍ. ـ والحِلْمُ، بالكسر: الأناةُ، والعَقْلُ ـ ج: أحْلامٌ وحُلومٌ، ـ ومنه: {أمْ تَأمُرُهُم أحْلامُهُم بهذا} ، وهو حَلِيمٌ ـ ج: حُلَماءُ وأحْلامٌ، ـ وقد حَلُمَ بالضم حِلْماً. ـ وتَحَلَّمَ: تَكَلَّفَهُ، ـ وـ المالُ: سَمِنَ، ـ وـ الصبيُّ والضَّبُّ والجَرادُ: أقْبَلَ شَحْمُه. ـ وحَلَّمَه تَحْلِيماً وحِلاَّماً، ـ ككِذَّابٍ: جَعَلَهُ حَلِيماً، أو أَمَرَه بالحِلْمِ. ـ وأَحْلَمَتْ: وَلَدَتِ الحُلَماءَ. ـ وذو الحِلْمِ: عامِرُ ابنُ الظَّرِبِ. ـ والأحْلامُ: الأجْسامُ، بِلا واحِدٍ. ـ وأحْلُمٌ، بضم اللامِ: ابن عُبَيْدٍ البُخارِيُّ، ـ وعُمَرُ بنُ حَفْصِ بنِ أحْلُمٍ: مُحدِّثان. ـ والحَلَمَةُ، مُحرَّكةً: الثُّؤْلُولُ في وسَطِ الثَّدْيِ، وشَجَرَةُ السَّعدانِ، ونَباتٌ آخَرُ، والصَّغيرَةُ من القِرْدانِ، أو الضَّخْمَةُ، ضِدٌّ. ـ وحَلِمَ البَعيرُ، كَفَرِحَ: كثُرَ حَلَمُه، ـ فهو حَلِمٌ، ـ وعَناقٌ حَلِمَةٌ وتَحْلِمَةٌ من تَحالِمَ، ودُودَةٌ تقعُ في الجِلْدِ فَتأْكُلُه، فإذا دُبغَ وهي مَوْضِعُ الأكْلِ ـ ج: حَلَمٌ، وحَيٌّ، والهَدَرُ من الدِّماءِ، ـ وحَلِمَ الجِلْدُ، كفَرِحَ: وَقَعَ فيه الحَلَمُ. ـ وحَلَمَهُ وحَلَّمَهُ: نَزَعَه عنه. ـ والحُلاَّمُ، كزُنَّارٍ: الجَدْيُ، والخَروفُ، ط وحَيٌّ من عَدْوانَ ط. ـ ودَمٌ حُلاَّمٌ: هَدَرٌ. ـ والحالومُ: ضَرْبٌ من الأقِطِ، أو لَبَنٌ يَغْلُظُ فَيَصيرُ شَبيهاً بالجُبْنِ الطَّرِيّ. ـ والحَليمُ: الشَّحْمُ المُقْبِلُ، والبَعيرُ (المُقْبِلُ السِّمَنِ) وابنُ وَضَّاحٍ الفَقيهُ، وجدٌّ لأبِي عبدِ اللهِ الحُسَيْنِ بنِ محمدِ بنِ الحَسَنِ الحليمِيِّ ذي التَّصانِيفِ، وأخيهِ الحَسَنِ. وحَليمُ بنُ داوُدَ، ومحمدُ بنُ حَليمٍ المَرْوَزِيُّ: محدِّثانِ. وكَسفينةٍ: أبو حَليمَةَ مُعاذٌ القارِئُ: صحابِيٌّ. ـ وحَليمَةُ بِنْتُ أبي ذُؤَيْبٍ: مُرْضِعَةُ النبي، صلى الله عليه وسلم، وبِنتُ الحَارِثِ بنِ أبِي شِمْرٍ، وجَّهَ أبوها جَيْشَاً إلى المنْذِرِ بنِ ماءِ السماءِ، فأَخْرَجَتْ لهم مِرْكَناً من طِيبٍ، فَطَيَّبَتْهُمْ منه، فقالوا: "ما يَوْمُ حليمةَ بِسِرٍّ " ، يُضْرَبُ لكُلِ أمْرٍ مُتَعَالَمٍ مشهورٍ، ويُضْرَبُ أيضاً للشَّريفِ النابِهِ الذِّكْرِ. ـ وكجُهَيْنَةَ: ع. ـ وحُلَيْمَاتٌ، كجُهَيْنَاتٍ: أنْقاءٌ بالدَّهْناءِ، أو أكَمَاتٌ ببَطْنِ فلْجٍ. ـ والحَلَمَتانِ، محرَّكةً: ع. وكحَيْدرٍ: دَوابُّ صِغارٌ.
المعجم: القاموس المحيط

حلم

المعنى: الحُلْمُ والحُلُم: الرُّؤْيا، والجمع أَحْلام. يقال: حَلَمَ يَحْلُمُ إذا رأَى في المَنام. ابن سيده: حَلَمَ في نومه يَحْلُمُ حُلُماً واحْتَلَم وانْحَلَمَ؛ قال بشر بن أبي خازم: أَحَـــقٌّ مــا رأَيــتَ أمِ احْتِلامُــ؟ ويروى أم انْحِلامُ. وتَحَلَّمَ الحُلْمَ: استعمله. وحَلَمَ به وحَلَمَ عنه وتَحَلَّم عنه: رأَى له رُؤْيا أو رآه في النوم. وفي الحديث: من تَحَلَّم ما لم يَحْلُمْ كُلِّفَ أنْ يَعقِدَ بين شَعيرتين، أي قال إنه رأى في النوم ما لم يَرَهُ. وتَكَلَّفَ حُلُماً: لم يَرَه. يقال: حَلَم، بالفتح، إذا رأَى، وتَحَلَّم إذا ادعى الرؤْيا كاذباً، قال: فإن قيل كَذِبُ الكاذِبِ في منامِه لا يزيد على كَذبه في يَقَظَتِه، فلِمَ زادَتْ عُقوبته ووعيده وتَكليفه عَقْدَ الشعيرتين؟ قيل: قد صح الخَبَرُ أَن الرؤيا الصادقة جُزْءٌ من النُّبُوَّة، والنبوةُ لا تكون إلاَّ وَحْياً، والكاذب في رؤياه يَدَّعِي أن الله تعالى أراه ما لم يُرِهِ، وأَعطاه جزءاً من النبوة ولم يعطه إياه، والكذِبُ على الله أَعظم فِرْيَةً ممن كذب على الخلق أو على نفسه. والحُلْمُ: الاحتلام أيضاً، يجمع على الأحْلامِ. وفي الحديث: الرؤيا من الله والحُلْمُ من الشيطان، والرؤيا والحُلْمُ عبارة عما يراه النائم في نومه من الأَشياء، ولكن غَلَبت الرؤيا على ما يراه من الخير والشيء الحسن، وغلب الحُلْمُ على ما يراه من الشر والقبيح؛ ومنه قوله: أَضْغاثُ أَحْلامٍ، ويُستعمل كلُّ واحد منهما موضع الآخر، وتُضَم لامُ الحُلُمِ وتسكن. الجوهري: الحُلُمُ، بالضم، ما يراه النائم. وتقول: حَلَمْتُ بكذا وحَلَمْتُه أيضاً؛ قال: فَحَلَمْتُهــا وبنُـو رُفَيْـدَةَ دونهـا، لا يَبْعَـــدَنَّ خَيالُهـــا المَحْلُــومُ ويقال: قد حَلَم الرجلُ بالمرأَة إذا حَلَم في نومه أنه يباشرها، قال: وهذا البيت شاهد عليه. وقال ابن خالوَيْه: أَحْلامُ نائمٍ ثِيابٌ غِلاظٌوالحُلْم والاحْتِلامُ: الجِماع ونحوه في النوم، والاسم الحُلُم. وفي التنزيل العزيز: لم يبلغوا الحُلُمَ؛ والفِعْل كالفِعْل. وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، أمر مُعاذاً أن يأْخذ من كل حالِمٍ ديناراً يعني الجزية؛ قال أَبو الهيثم: أراد بالحالِمِ كلَّ من بَلَغَ الحُلُمَ وجرى عليه حُكْمُ الرجال، احتَلَمَ أو لم يَحْتَلِم. وفي الحديث: الغُسْلُ يومَ الجمعة واجب على كل حالِمٍ إنما هو على من بلغ الحُلُم أي بلغ أن يَحْتَلم أو احْتَلَم قبل ذلك، وفي رواية: مُحْتَلِمٍ أي بالغ مُدْرِك.والحِلْمُ، بالكسر: الأَناةُ والعقل، وجمعه أَحْلام وحُلُومٌ. وفي التنزيل العزيز: أمْ تَأْمُرُهُم أَحْلامُهم بهذا؛ قال جرير: هَـلْ مِـنْ حُلُـومٍ لأَقـوامٍ، فَتُنْـذِرَهُم مـا جَـرَّبَ الناسُ من عَضِّي وتَضْرِيسي؟ قال ابن سيده: وهذا أحد ما جُمِعَ من المصادر. وأَحْلامُ القوم: حُلَماؤهم، ورجل حَلِيمٌ من قوم أَحْلامٍ وحُلَماء، وحَلُمَ، بالضم، يحْلُم حِلْماً: صار حَليماً، وحلُم عنه وتَحَلَّم سواء. وتَحَلَّم: تكلف الحِلْمَ؛ قال: تَحَلَّـمْ عـن الأدْنَيْـنَ واسْتَبْقِ وُدَّهم، ولـن تسـتطيعَ الحِلْـمَ حـتى تَحَلَّما وتَحالَم: أَرَى من نفسه ذلك وليس به. والحِلْم: نقيضُ السَّفَه؛ وشاهدُ حَلُمَ الرجُلُ، بالضم، قولُ عبد الله بن قَيْس الرُّقَيَّات: مُجَــرَّبُ الحَــزْمِ فـي الأُمـورِ، وإن خَفَّـــتْ حُلُـــومٌ بأَهلِهــا حَلُمَــا وحَلَّمه تَحليماً: جعله حَلِيماً؛ قال المُخَبَّل السعدي: ورَدُّوا صـُدورَ الخَيْـل حـتى تَنَهْنَهَتْ إلى ذي النُّهَى، واسْتَيْدَهُوا للمُحَلِّمِ أي أَطاعوا الذي يأْمرهم بالحِلْمِ، وقيلحَلَّمه أمره بالحِلْمِ. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، في صلاة الجماعة: لِيَلِيَنِّي منكم أُولوا الأَحْلام والنُّهَى أي ذوو الألباب والعقول، واحدها حِلْمٌ، بالكسر، وكأَنه من الحِلْم الأَناة والتثبُّت في الأُمور، وذلك من شِعار العقلاء.وأَحْلَمَت المرأَةُ إذا ولدت الحُلَماء.والحَلِيمُ في صفة الله عز وجل: معناه الصَّبور، وقال: معناه أنه الذي لا يسْتَخِفُّهُ عِصْيان العُصاة ولا يستفِزّه الغضب عليهم، ولكنه جعل لكل شيءٍ مِقْداراً، فهو مُنْتَهٍ إليه. وقوله تعالى: إنك لأنت الحَلِيمُ الرَّشِيدُ؛ قال الأَزهري: جاء في التفسير أَنه كِنايةٌ عن أَنهم قالوا إنك لأَنتَ السَّفِيهُ الجاهل، وقيل: إنهم قالوه على جهة الاستهزاء؛ قال ابن عرفة: هذا من أَشدّ سِباب العرب أن يقول الرجل لصاحبه إذا استجهله يا حَلِيمُ، أَي أنت عند نفسك حَلِيمٌ وعند الناس سَفِيهٌ؛ ومنه قوله عز وجل: ذُقْ إنك أنت العزيز الكريم؛ أي بزعمك وعند نفسك وأَنتَ المَهِينُ عندنا.ابن سيده: الأَحْلامُ الأَجسام، قال: لا أعرف واحدها.والحَلَمَةُ: الصغيرة من القِرْدانِ، وقيل: الضخم منها، وقيل: هو آخر أَسنانها، والجمع الحَلَمُ وهو مثل العَلّّ، وفي حديث ابن عمر: أَنه كان يَنْهَى أن تُنْزَع الحَلَمَةُ عن دابته؛ الحَلَمَةُ، بالتحريك: القرادة الكبيرة. وحَلِمَ البعيرُ حَلَماً، فهو حَلِمٌ: كثر عليه الحَلَمُ، وبعِير حَلِمٌ: قد أفسده الحَلَمُ من كثرتها عليه. الأصمعي: القرادُ أَوّل ما يكونُ صغيراً قَمْقامَةٌ، ثم يصير حَمْنانةً، ثم يصير قُراداً، ثم حَلَمَة.وحَلَّمْتُ البعير: نزعت حَلَمَهُ. ويقال: تَحَلَّمَتِ القِرْبةُ امتلأت ماء، وحَلَّمْتُها ملأْتها. وعَناقٌ حَلِمة وتِحْلِمَةٌقد أَفسد جلدَها الحَلَمُ، والجمع الحُلاَّمُ. وحَلَّمَهُ: نزع عنه الحَلَمَ، وخصصه الأزهري فقال: وحَلَّمْتُ الإبل أخذت عنها الحَلَم، وجماعة تِحْلِمَةٌ تَحالِمُ: قد كثر الحَلَمُ عليها.والحَلَمُ، بالتحريك: أن يَفْسُد الإهابُ في العمل ويقعَ فيه دود فيَتَثَقَّبَ، تقول منه: حَلِمَ، بالكسر.والحَلَمَةُ: دودة تكون بين جلد الشاة الأَعلى وجلدها الأسفل، وقيل: الحَلَمةُ دودة تقع في الجلد فتأْكله، فإذا دُبغَ وَهَي موضعُ الأَكل فبقي رقيقاً، والجمع من ذلك كلِّه حَلَمٌ، تقول منه: تَعَيَّب الجلدُ وحَلِمَ الأَديمُ يَحْلَمُ حَلَماً؛ قال الوَليد بن عُقْبَةَ ابن أبي عُقْبَةَمن أبيات يَحُضُّ فيها مُعاوية على قتال عليّ، عليه السلام، ويقول له: أنتَ تسعى في إصلاح أمر قد تمَّ فسادُه، كهذه المرأَة التي تَدْبُغُ الأَديم الحَلِمَ الذي وقعت فيه الحَلَمَةُ، فنَقَّبَته وأفسدته فلا ينتفع به: أَلا أَبْلِـــغْ معاوِيــةَ بــنَ حَــرْبٍ بــأَنَّكَ، مــن أَخــي ثِقَـةٍ، مُلِيـمُ قطعــتَ الـدَّهْرَ كالسـَّدِم المُعَنَّىـ، تُهَــدِّرُ فــي دِمَشــْق ومــا تَرِيـمُ فإنَّـــكَ والكتــابَ إلــى عليٍــ، كدابِغـــةٍ وقـــد حَلِــمَ الأَدِيــمُ لــكَ الــوَيْلاتُ، أقْحِمْهـا عليهمـ، فخيــر الطـالِبي التِّـرَةِ الغَشـُومُ فقَوْمُــكُ بالمدينــة قـد تَـرَدَّوْا، فَهُـــمْ صــَرْعى كــأَنَّهُمُ الهَشــِيمُ فلــو كنـتَ المُصـابَ وكـان حَيّـاً، تَجَــــرَّدَ لا أَلَــــفُّ ولا ســــَؤْومُ يُهَنِّيـــكَ الإمـــارةَ كـــلُّ رَكْــبٍ مــن الآفــاق، ســَيْرُهُمُ الرَّســِيمُ ويروى: يُهَنِّيـــك الإمـــارةَ كــلُّ ركبٍــ، لانْضـــاءِ الفِــراقِ بهــم رَســِيمُ قال أبو عبيد: الحَلَمُ أن يقع في الأَديم دوابُّ فلم يَخُصَّ الحَلَم؛ قال ابن سيده: وهذا منه إغفال. وأَديم حَلِمٌ وحَلِيم: أَفسده الحَلَمُ قبل أن يسلخ. والحَلَمَةُ: رأْس الثَّدْي، وهما حَلَمتان، وحَلَمَتا الثَّدْيَيْن: طَرَفاهما. والحَلَمَةُ: الثُّؤْلول الذي في وسط الثَّدْيِ.وتَحَلَّم المالُ: سمن. وتَحَلَّم الصبيُّ والضَّبُّ واليَرْبوع والجُرَذ والقُراد: أقبل شحمه وسَمن واكتنز؛ قال أوس بن حَجَر: لحَيْنَهُــمُ لَحْــيَ العَصـا فطرَدْنَهُـمْ إلــى سـَنةٍ، قِرْدانُهـا لـم تَحَلَّـمِ ويروى: لحَوْنَهم، ويروى: جِرْذانها، وأما أَبو حنيفة فخص به الإنسان.والحَلِيم: الشحم المقبل؛ وأَنشد: فــإن قَضـاءَ المَحْـلِ أَهْـوَنُ ضـَيْعَةً مـن المُـخِّ فـي أَنقـاءِ كـلِّ حَلِيـم وقيل: الحَلِيمُ هنا البعير المُقْبِلُ السِّمَنِ فهو على هذا صفة؛ قال ابن سيده: ولا أعرف له فعلاً إلاَّ مَزيداً.وبعير حَلِيمٌ أي سمين.ومُحَلِّم في قول الأعشى: ونحـن غـداةَ العَيْنِـ، يومَ فُطَيْمةٍ، مَنَعْنــا بنـي شـَيْبان شـُرْبَ مُحَلِّـمِ هو نهر يأْخذ من عين هَجَرَ؛ قال لبيد يصف ظُعُناً ويشبهها بنخيل كَرَعَتْ في هذا النهر: عُصــَبٌ كَــوارِعُ فــي خَليـج مُحَلِّـمٍ حَمَلَتــ، فمنهــا مُــوقَرٌ مكْمــومُ وقيل: مُحَلِّمٌ نهر باليمامة؛ قال الشاعر: فَســِيلٌ دنــا جَبَّــارُه مـن مُحَلِّـمٍ وفي حديث خزيمة وذكر السنة: وبَضَّت الحَلَمَةُ أَي دَرَّتْ حَلَمةُ الثدي وهي رأْسه، وقيل: الحَلَمةُ نبات ينبت في السهل، والحديثُ يحتملهما، وفي حديث مكحول: في حَلَمَةِ ثدي المرأَة رُبع دِيَتِها. وقَتيلٌ حُلاَّمٌ: ذهب باطلاً؛ قال مُهَلْهِلٌ: ئكــلُّ قتيــلٍ فــي كُلَيْــبٍ حُلاَّمْـ، حــتى ينــال القَتْــلُ آل هَمّــامْ والحُلامُ والحُلاَّمُ: ولد المعز؛ وقال اللحياني: هو الجَدْيُ والحَمَلُ الصغير، يعني بالحمل الخروفَ. والحُلاَّمُ: الجدي يؤخذ من بطن أُمه؛ قال الأصمعي: الحُلاَّمُ والحُلاَّنُ، بالميم والنون، صغار الغنم. قال ابن بري: سمي الجدي حُلاَّماً لملازمته الحَلَمَةَ يرضعها؛ قال مُهَلْهِلٌ: كـــل قتيـــل فـــي كليــب حُلاَّمْ ويروى: حُلاّن؛ والبيتُ الثاني: حــتى ينــال القتــلُ آل شـَيْبانْ يقول: كلُّ من قُتِلَ من كُلَيْبٍ ناقصٌ عن الوفاء به إلا آل همام أو شيبان. وفي حديث عمر: أنه قَضى في الأَرْنَب يقتلُه المُحْرِمُ بحُلاَّم، جاء تفسيره في الحديث: أنه هو الجَدْيُ، وقيل: يقع على الجَدْي والحَمَل حين تضعه أُمّه، ويروى بالنون، والميم بدل منها، وقيل: هو الصغير الذي حَلَّمهُ الرَّضاعُ أي سَمَّنَهُ فتكون الميم أَصلية؛ قال أَبو منصور: الأصل حُلاَّن، وهو فُعْلان من التحليل، فقلبت النونُ ميماً. وقال عَرّام: الحُلاَّنُ ما بَقَرْتَ عنه بطن أُمه فوجدته قد حَمَّمَ وشَعَّرَ، فإن لم يكن كذلك فهو غَضِينٌ، وقد أَغْضَنَتِ الناقةُ إذا فعلت ذلك. وشاة حَلِيمةٌ: سمينة. ويقال: حَلَمْتُ خَيالَ فلانة، فهو مَحْلُومٌ؛ وأَنشد بيت الأخطل: لا يَبْعَـــدَنَّ خيالُهـــا المَحْلُــوم والحالُوم، بلغة أَهل مصر: جُبْنٌ لهم. الجوهري: الحالُومُ لبن يغلُط فيصير شبيهاً بالجبن الرطب وليس به. ابن سيده: الحالُومُ ضرب من الأَقِط.والحَلَمةُ: نبت؛ قال الأصمعي: هي الحَلَمةُ واليَنَمة، وقيل: الحَلَمةُ نبات ينبت بنَجْدٍ في الرمل في جُعَيْثنة، لها زهر وورقها أُخَيْشِنٌ عليه شوك كأَنه أَظافير الإنسان، تَطْنى الإبل وتَزِلُّ أَحناكُها، إذا رعته، من العيدان اليابسة. والحَلَمَةُ: شجرة السَّعْدان وهي من أَفاضل المَرْعَى، وقال أَبو حنيفة: الحَلَمةُ دون الذراع، لها ورقة غليظة وأفْنانٌ وزَهْرَةٌ كزهرة شَقائق النُّعْمانِ إلا أنها أكبر وأَغلظ، وقال الأَصمعي: الحَلَمةُ نبت من العُشْبِ فيه غُبْرَةٌ له مَسٌّ أَخْشَنُ أَحمر الثمرة، وجمعها حَلَمٌ؛ قال أَبو منصور: ليست الحَلَمَةُ من شجر السَّعْدان في شيء؛ السَّعدانُ بَقْلٌ له حَسَكٌ مستدير له شوك مستديروالحَلَمةُ لا شوك لها، وهي من الجَنْبةِ معروفة؛ قال الأزهري: وقد رأَيتها، ويقال للحَلَمَةِ الحَماطةُ، قال: والحَلَمةُ رأْس الثَّدْيِ في وسط السَّعْدانة؛ قال أَبو منصور: الحَلَمةُ الهُنَيَّةُ الشاخصة من ثَدْيِ المرأَة وثُنْدُوَة الرجل، وهي القُراد، وأَما السَّعْدانة فما أَحاطَ بالقُراد مما خالف لونُه لون الثَّدْيِ، واللَّوْعَةُ السواد حول الحَلَمةِ.ومُحَلِّم: اسم رجل، ومن أَسماء الرجل مُحَلِّمٌ، وهو الذي يُعَلّم الحِلْمَ؛ قال الأعشى: فأَمَّـــا إذا جَلَســـُوا بالعَشـــِيّ فـــأَحْلامُ عـــادٍ، وأَيْــدي هُضــُمْ ابن سيده: وبنو مُحَلَّمٍ وبنو حَلَمَةَ قبيلتان. وحَلِيمةُ: اسم امرأَة. ويوم حَلِيمةَ: يوم معروف أحد أَيام العرب المشهورة، وهو يوم التقى المُنْذِرُ الأَكبر والحَرثُ الأَكبر الغَسَّانيّ، والعرب تَضْرِبُ المَثَلَ في كل أمر مُتَعالَمٍ مشهور فتقول: ما يَوْمُ حَلِيمةَ بِسِرٍّ، وقد يضرب مثلاً للرجل النابهِ الذِّكْرِ، ورواه ابن الأَعرابي وحده: ما يوم حَلِيمةَ بشَرٍّ، قال: والأَول هو المشهور؛ قال النابغة يصف السيوف: تُــوُرِّثْنَ مـن أَزمـان يـومِ حَلِيمـةٍ إلـى اليوم، قد جُرّبْنَ كلَّ التَّجارِبِ وقال الكلبي: هي حَليمةُ بنت الحَرِث بن أَبي شِمْر، وَجَّهَ أَبوها جيشاً إلى المُنْذِرِ بن ماء السماء، فأَخْرجَتْ حليمةُ لهم مِرْكَناً فطَيَّبتهم.وأَحْلام نائمٍ: ضرب من الثياب؛ قال ابن سيده: ولا أَحقُّها.والحُلاَّمُ: اسم قبائل. وحُلَيْماتٌ، بضم الحاء: موضع، وهُنَّ أكمات بطن فَلْج؛ وأَنشد: كــأَنَّ أَعْنــاقَ المَطِــيِّ البُزْلِــ، بيـــن حُلَيْمــاتٍ وبيــن الجَبْــلِ مــن آخـر الليلـ، جُـذُوعُ النَّخـلِ أَراد أنها تَمُدُّ أَعناقها من التعب. وحُلَيْمَةُ، على لفظ التحقير: موضع؛ قال ابن أَحمر يصف إبلاً: تَتَبَّــعُ أوضــاحاً بســُرَّةِ يَــذْبُلٍ، وتَرْعَـى هَشـِيماً مـن حُلَيْمـةَ بالِياً ومُحَلِّمٌ: نهر بالبحرين؛ قال الأخطل: تَسَلســَلَ فيهـا جَـدْوَلٌ مـن مُحَلِّمٍـ، إذا زَعْزَعَتْهـا الريحُ كادتْ تُمِيلُها الأزهري: مُحَلِّمٌ عينٌ ثَرَّةٌ فَوَّارة بالبحرين وما رأَيت عيناً أكثر ماء منها، وماؤها حارّ في مَنْبَعِه، وإذا بَرَد فهو ماء عَذْبٌ؛ قال: وأَرى مُحَلِّماً اسمَ رجل نُسِبَت العينُ إليه، ولهذه العين إذا جرت في نهرها خُلُجٌ كثيرة، تسقي نخيل جُؤاثا وعَسَلَّج وقُرَيَّات من قرى هَجَرَ.
المعجم: لسان العرب

حلم

المعنى: حلم (الحُلْمُ، بالضَّمِّ وبِضَمَّتَيْن: الرُّؤْيَا) ، وعَلى الضَّمّ اقْتصر الجوهريُّ، وَقَالَ: هُوَ مَا يَراهُ النائمُ. قَالَ شيخُنا: فَهْمَا مُتَرادِفان، وَعَلِيهِ مَشى أكثرُ أهلِ اللَّغة، وَفرق بَينهمَا الشارعُ فَخَصّ الرُؤْيا بالخَيْر وخَصّ الحُلْمَ بِضِدّه، ويؤيّده حَدِيثُ: ((الرُؤْيا مِنَ اللهِ والحُلْمُ من الشَّيْطان)) . وَقد أَوْضَح الفَرْقَ بَينهمَا صاحبُ حاشِيَة المَواهِب فِي الْأَوَائِل. قلتُ: ويؤيّده أَيْضا قولُه تعالَى: {أَضْغَثُ أَحْلَمٍ} وَقد يُسْتَعْمَل كلّ مِنْهُمَا فِي موضعِ الآخَرِ: (ج: أَحْلاَمٌ) ، كَقُفْلٍ وَأَقْفالٍ، وعُنُقٍ وَأَعْناقٍ. و (حَلَمَ فِي نَوْمِهِ) يَحْلُمُ حُلْمًا (واحْتَلَمَ، وتَحَلَّمَ، وانْحَلَمَ) ، قَالَ بِشْرُ بن أبي خازِم: (أَحَقٌّ مَا رَأَيْت أَمِ احْتِلامُ  ...  ) ويُرْوَى أم انْحِلام، وَاقْتصر الجوهريّ على الأُوليَيْن، وَلم يذكر ابنُ سِيدَه تَحَلَّم. (وتَحَلَّمَ الحُلْمَ) أَي: (اسْتَعْمَلَهُ) . (وحَلَمَ بِه، و) حَلَمَ (عَنْهُ) ، وتَحَلَّمَ عَنهُ: (رَأَى لَهُ رُؤْيَا، أَو رَآهُ فِي النَّوْمِ) ، وَفِي الْمُحكم: أَي: رَآه فِي النَّوْم. وَقَالَ الجوهريّ: حَلَمْتُ بِكَذَا وحَلَمْتُه أَيْضا، وَأنْشد: (فحَلَمْتُها وبَنُو رُفَيْدَةَ دُونَها  ...  لَا يَبْعَدَنَّ خَيالُها المَحْلُومُ) انْتهى. ويُقال: حَلَمَ الرجلُ بالمَرْأَةِ: إِذا حَلَم فِي نَوْمِه أَنّه يُباشِرُها. (والحُلْمُ، بالضَّمِّ والاحْتِلامُ: الجِماعُ فِي النَّوْمِ، والاسْمُ الحُلُمُ،  كَعُنُقٍ) ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {لم يبلغُوا الْحلم} والفِعْلُ كالفِعْلِ. وَفِي الحَدِيث: ((أَمَرَ مُعاذًا أَنْ يَأْخُذَ من كُلّ حالِمٍ دِينارًا)) ، يَعْنِي: الجِزْيَةَ، قَالَ أَبُو الهَيْثَم: أَرَادَ بالحالِمِ كُلَّ مَنْ بَلَغَ الحُلُمَ وجَرَى عَلَيْهِ حُكْم الرِّجال، حَلَمَ أَو لم يَحْتَلِم، وَفِي حديثٍ آخر: ((الغُسْلُ يَوْم الجُمُعَةِ واجِبٌ على كُلّ حالِمٍ)) إِنَّما هُوَ على من بَلَغ الحُلُمَ، أَي: بَلَغ أَنْ يَحْتَلِمَ أَو احْتَلَم قَبْلَ ذلِك، وَفِي رِوايةٍ: ((مُحْتَلِم)) ، أَي: بالِغٍ مُدْرِك. وَقَالَ التَّقِيُّ السُّبْكِيّ فِي ((إِبْراز الحِكَمِ فِي شَرْحِ حَدِيث: رُفِعَ القَلَم)) مَا نَصُّهُ: أَجْمَعَ العُلماءَ أَنَّ الاحْتِلامَ يَحْصُلُ بِهِ البُلُوغ فِي حقّ الرَّجُلِ، ويَدُلّ لذلِكَ قولُه تعَالَى: {وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَلُ مِنكُمُ الحُلُمَ فَلْيَسْتَئذِنُوا} ، وقولُهُ فِي هَذَا الحَدِيث: ((وَعَن الصَّبِيّ حَتَّى يَحْتَلِمَ)) وَهِي روايةُ ابْن أبي السَّرْح عَن ابنِ عَبّاس، قَالَ: والآيةُ أَصْرَحُ فَإِنَّها ناطِقَةٌ بالأَمْر بعد الحُلُم، وَورد أَيْضا عَن عَلِيّ رَضِي الله عَنهُ رَفَعَه: ((لَا يُتْمَ بعد احْتِلامٍ وَلَا صَمَاتَ يَوْمٍ إِلَى اللَّيْل)) رَوَاهُ أَبُو داوُدَ، وَالْمرَاد بالاحْتِلام خُروجُ المَنِيّ سَوَاء كَانَ فِي اليَقَظَةِ أم فِي المَنامِ بِحُلْمٍ أَو غير حُلْمٍ. ولمّا كَانَ فِي الغَالِبِ لَا يَحْصُلُ إِلاّ فِي النَّوْمِ بِحُلْمٍ أُطْلِقَ عَلَيْهِ الحُلْمُ والاحْتِلامُ، وَلَو وُجِد الاحتلامُ من غير خُرُوج مَنِيّ فَلَا حُلْمَ لَهُ. ثمَّ قَالَ: وقولُه فِي الحَديث: ((حَتَّى يَحْتَلِمَ)) دليلُ البُلُوغ بِذلِك وَهُوَ إِجْماعٌ، وَهُوَ حقيقةٌ فِي خُرُوج المَنِيّ بالاحْتِلام، ومجازٌ فِي خُرُوجه بغيرِ احْتلامٍ يقظَةً أَو مَنامًا، أَو منقولٌ فِيمَا هُوَ أَعَمّ من ذَلِك، وَيخرج مِنْهُ الاحْتِلام بِغَيْر خُرُوجِ مَنِيٍّ إِنْ أَطْلَقْناه عَلَيْهِ مَنْقُولًا عَنهُ، أَو لكَوْنه فَرْدًا من أَفْرادِ الاحْتِلام، انْتهى. (والحِلْمُ، بالكَسْرِ: الأَناةُ والعَقْلُ)  وَقيل: ضَبْطُ النَّفْسِ والطَّبْعِ عَن هَيَجانِ الغَضَب، (ج: أَحْلامٌ وحُلُومٌ) . قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ أَحَدُ مَا جُمِعَ من المَصادِر، (وَمِنْه) قولُه تَعَالَى: { (أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَمُهُم بِهَذَا} } . قيل: مَعْناهُ عُقُولُهم وَلَيْسَ الحِلْم فِي الْحَقِيقَة العَقْل، لَكِن فَسَّرُوه بِذلِك لكَوْنِهِ من مُسَبِّبات العَقْل، وَفِي الحَدِيث: ((لَيَلِيَنِّي مِنْكُم أُولُو الأَحْلامِ والنُّهَى)) أَي:: ذَوُو الأَلْباب والعُقول، وَقَالَ جَرِيرٌ: (هَلْ مِنْ حُلُومٍ لأَقْوامٍ فَتُنْذِرَهُم  ...  مَا جَرَّبَ الناسُ من عَضِّي وتَضْرِيسي) (وهُوَ حَلِيمٌ) كَأَمِيرٍ، وَمِنْه قولُه تعالَى: {إِنَّكَ لأَنَتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} . قيل: إِنَّهم قَالُوهُ على جِهَة الاسْتِهْزاء. (ج: حُلَماءُ وَأَحْلامٌ)) كَكُرَماء وكَرِيم وشَهِيدٍ وَأَشْهاد، (وَقد حَلُمَ، بالضَّمِّ، حِلْماً) : صَار حَلِيمًا، قَالَ ابنُ قَيْسِ الرُّقَيّات: (مُجَرَّبُ الحَزْمِ فِي الأُمُورِ وإِنْ  ...  خَفَّتْ حُلُومٌ بِأَهْلِها حَلُمَا) (وَتَحَلَّمَ) الرجلُ: (تَكَلَّفَهُ) ، أنشَدَ الجَوْهَريّ: (تَحَلَّمْ عَن الأَدْنَيْنَ واسْتَبْقِ وُدَّهُمْ  ...  ولَنْ تَسْتَطِيعَ الحِلْمَ حَتَّى تَحَلَّما) (و) تَحَلَّمَ (المالُ: سَمِنَ، و) تَحَلَّم، (الصَّبِيُّ والضَّبُّ) واليَرْبُوعُ (والجَرادُ) ، كَذَا فِي النّسخ وَالصَّوَاب والجِرْذانُ، والقِرْدانُ: (أَقْبَلَ شَحْمُه) وسَمِنَ واكْتَنَزَ، وأَنْشد الجوهريُّ لأَوْسِ بن حَجَرٍ: (لَحَوْنَهُمُ لَحْوَ العَصَا فَطَردْنَهُمْ  ...  إِلَى سَنَةٍ جِرْذانُها لَمْ تَحَلَّمِ)  ويُرْوى قِرْدانُها. وَأما أَبُو حنيفةَ فَخَصّ بِهِ الإِنْسان. (وحَلَّمَه تَحْلِيمًا وحِلاّمًا، كَكِذّابٍ: جَعَلَهُ حَلِيمًا) ، قَالَ المُخَبَّل السَّعْدِيّ: (وَرَدَّوا صَدُورَ الخَيْل حَتَّى تَنَهْنَهَت  ...  إِلَى ذِي النُّهَى واسْتَيْدَهُوا للمُحَلِّمِ) (أَو) حَلَّمَه: (أَمَرَهُ بالحِلْمِ) ، وَبِه فُسِّر البيتُ أَيْضا، أَي: أَطاعُوا الَّذِي يَأْمُرُهم بالحِلْم. (وَأَحْلَمَت) المرأةُ: إِذا (وَلَدَتِ الحُلَماءَ) . (وذُو الحِلْم) ، بِالْكَسْرِ: (عامِرُ بنُ الظَّرِبِ) العَدْوانِيُّ، وَمِنْه قولُ الشاعِر: (إِنَّ العَصا قُرِعَتْ لِذِي الحِلْمِ  ...  ) وَقد ذكر فِي ((ق ر ع)) مُسْتَوْفَى. (والأَحْلام: الأَجْسامُ بِلَا واحِدٍ) قَالَ ابنُ سِيدَه: لَا أَعْرِفُ لَهَا وَاحِدًا. (وَأَحْلُم، بِضَمِّ اللاّمِ، ابنُ عُبَيْدٍ البُخارِيّ) ، عَن عِيسَى غُنْجار، وَعنهُ نَصْرُ بنُ محمَّد (وعُمَرُ بنُ حَفْص) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ والصَّوابُ عُمَر أَبُو حَفْص (بن أَحْلُم) ، كَذَا هُوَ نَص التَّبْصِير، عَن سَهْلِ بن المُتَوَكّل وجَماعَة: (محدّثان) . (والحَلَمَةُ، محرَّكَة: الثُّؤْلُول فِي وَسَطِ الثَّدْي) ، وَفِي الصِّحَاح: الحَلَمَة رأْسُ الثَّدْي، وهُما حَلَمَتانِ. وَفِي التَّهْذيب: الحَلَمَةُ رأسُ الثَّدْي فِي وسَطِ السَّعْدانة، وَقيل: هِيَ الهُنَيَّةُ الشاخِصَة من ثَدْي المَرْأَة. (و) الحَلَمَةُ: (شَجَرَةُ السَّعْدانِ) وَهِي من أفاضِل المَرْعَى. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحَلَمَة دُونَ الذِّراعِ، لَهَا وَرَقَةٌ غليظَةٌ وَأَفْنانٌ وزَهْرَة كَزَهْرَةِ شَقائِقِ النُّعْمان إِلاَّ أنّها أَكْبَرُ وأَغْلَظُ.  قَالَ الأزهريّ: لَيست الحَلَمَة من السَّعْدان فِي شيءٍ، السَّعْدانُ بَقْلٌ لَهُ شَوْكٌ مستديرٌ، والحَلَمَة لَا شَوْكَ لَهَا، وَهِي من الجَنْبَة معروفةٌ وَقد رَأَيْتُها. (و) الحَلَمَةُ (نَباتٌ آخَرُ) ، وَفِي الصِّحَاح: ضَرْبٌ من النَّبْتِ، قَالَ الأصمعيّ: هِيَ الحَلَمَةُ واليَنَمَةُ، ونَقَل غيرُه عَن الأَصْمَعِيّ أَنّها نَبْتٌ من العُشْبِ فِيهِ غُبْرَةٌ لَهُ مَسٌّ أَخْشَنُ، أَحْمَرُ الثَّمَرَة. وَقَالَ غيرُه: يَنْبُت بِنَجْدٍ فِي الرَّمْل فِي جُعَيْثِنَةٍ لَهَا زَهْرٌ وَوَرَقُها أُخَيْشِنُ، عَلَيْه شَوْكٌ كَأَنّه أظافِيرُ الإِنْسانِ، تَطْنَى الإِبْلُ وَتَزِلُّ أَحْناكُها إِذا رَعَتْه من العِيدانِ اليابِسَة. (و) الحَلَمةُ: (الصَّغِيرَةُ من القِرْدانِ) ، جَمْع قُراد، (أَو الضَّخْمَةُ) مِنْهَا، وَفِي الصّحاح: القُرادُ العَظِيم، وَهُوَ مِثْل العَلّ، (ضِدٌّ) ، وقِيلَ: هُوَ آخِرُ أَسْنانِها، وَفِي حَدِيثِ ابْن عُمَر: ((أَنَّه كَانَ يَنْهَى أَنْ تُنْزَعَ الحَلَمَةُ عَن دابَّتِه)) . وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: القُرادُ أَوَّلَ مَا يَكُونُ صَغِيرًا قَمْقامَةٌ، ثُمَّ يصير حَمْنانَةً، ثمّ يَصِيرُ قُرادًا، ثمَّ حَلَمَة. (وحَلِمَ البَعِيرُ، كَفَرِحَ) ، حَلَمًا: (كَثُرَ حَلَمُهُ، فَهُوَ حَلِمٌ) ككَتِفٍ، وَيُقَال: أَيْضا: بَعِيرٌ حَلِمٌ: قد أَفْسَدَهُ الحَلَم من كَثْرته عَلَيْهِ، (وعَناقٌ حَلِمةٌ) ، كفَرِحَةٍ، (وتَحْلِمَةٌ من تَحالِمَ) قد أَفْسَدَ جِلْدَها الحَلَمُ، وَالْجمع الحُلاّم. (و) الحَلَمَة أَيْضا: (دُودَةٌ تَقَعُ) فِي جلْدِ الشاةِ الأَعْلَى وجِلْدِها الأَسْفَل، قَالَ الجَوْهَرِيُّ هَذَا لفظُ الأصمعيّ، فَإِذا دُبغَ لم يَزَلْ ذلِكَ المَوضعُ رَقِيقًا. وَقَالَ غيرُه: دُودَةٌ تقع (فِي الجِلْدِ فَتَأْكُلُهُ، فَإِذا دُبغَ وَهَى مَوْضِعُ الأَكْلِ) وبَقِيَ رَقِيقًا، (ج: حَلَمٌ) . (و) بَنو حَلَمَة: (حَيٌّ) من العَرَبِ. (و) الحَلَمَةُ: (الهَدَرُ من الدِّماء) .  (وحَلِمَ الجِلْدُ كَفَرِحَ: وَقَعَ فِيهِ الحَلَمُ) ، وَهِي الدُودةُ الْمَذْكُورَة فَنَقَبَتْه وَأَفْسَدَتْه فَلَا يُنْتَفَعُ بِهِ. وَقَالَ أَبُو عبيد: الحَلَمُ أَنْ يقعَ فِي الأدِيمِ دَوابّ فَلم يَخُصَّ الحَلَم. قَالَ ابنُ سِيْدَه: وَهَذَا مِنْهُ إِغْفال. وَأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للوَلِيد بن عُقْبَة بن أبي مُعَيْط يَحضُّ مُعاوِيَةَ على قِتالِ عَلِيّ رضيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا _ ويَقُولُ لَهُ: أَنْتَ تسعَى فِي إِصْلاحِ أَمْرٍ قد تَمَّ فَسادُه كَهذِهِ المَرْأَة الَّتِي تَدْبُغُ الأَدِيمَ الحَلِمَ الَّذِي قد نَقَبَتْه الحَلَم، فأَفْسَدَته - فِي أبياتٍ مِنْهَا: (فَإِنَّكَ والكِتابَ إِلَى عَلِيٍّ  ...  كدابِغَةٍ وَقد حَلِمَ الأَدِيمُ) (وحَلَمَهُ) حَلْمًا (وحَلَّمَهُ) ، بالتَّشْدِيد: (نَزَعَهُ عَنْهُ) ، وخَصَّصَه الأزهريُّ فقالَ: وحَلَّمْتُ الإِبِلَ: أَخَذْتُ عَنْهَا الحَلَم. (والحُلاَّمُ، كَزُنّارٍ: الجَدْيُ) يُؤْخَذ مِنْ بَطْنِ أُمّه، كَمَا فِي الصّحاح. (و) قَالَ اللّحْيانِيّ: هُوَ الجَدْيُ والحَمَلُ الصَّغِيرُ يَعْنِي (الخَرُوف) . قَالَ ابنُ بَرّي: سُمِّي الجَدْيُ حُلاّمًا لِمُلازَمَته الحَلَمَة يَرْضَعُها، وَنقل الجوهريّ عَن الأَصْمَعِيّ: الحُلاّم والحُلاّن بالمِيم والنُّون: صِغارُ الغَنَم. قلتُ: وَقد ذَكَرَه المُصَنِّف فِي ((ح ل ل)) على أَنَّ النونَ زائِدَةٌ. وصَرَّحَ السُّهَيْلِيّ فِي الرَّوْضِ بِأَنَّ النونَ بدلُ المِيم. وَقيل: الحُلاّم: هُوَ الصَّغِير الَّذِي حَلَّمَهُ الرَّضاعُ، أَي: سَمَّنَه، فتكونُ الْمِيم أَصْلِيّة، وَقَالَ الْأَزْهَرِي: الأَصْلُ حُلاّن، وَهُوَ فُعْلان من التَّحْلِيل، فقلبت النُّونُ ميمًا. وَقَالَ عَرّام: الحُلاّم: مَا بَقَرْتَ عَنهُ بَطْنَ أُمِّه فَوَجَدْته قد حَمَّمَ وشَعَّر، فَإِن لم يَكُنْ كذلِكَ فَهُوَ غَضِينٌ، وَقد أَغْضَنَتِ الناقةُ: إِذا فَعَلَت ذَلِك.  (و) الحُلاّمُ: (حَيٌّ من عَدْوانَ) وَيُقَال: هُمْ وَحَلَمَةُ بَطْنٌ واحدٌ، وَيُقَال: هم قَبائلُ شَتَّى. (ودَمٌ حُلاّمٌ: هَدَرٌ) باطِلُ، قَالَ مُهلْهِلٌ: (كُلُّ قَتِيلٍ فِي كُلَيْبٍ حُلاّمْ  ...  حَتَّى يَنالَ القَتْلُ آلَ هَمّامْ) ويُرْوَى حُلاّن، والشطر الثَّانِي: (حَتَّى يَنالَ القَتْلُ آلَ شَيْبانْ  ...  ) (والحالُومُ: ضَرْبٌ من الأَقِطِ) ، عَن ابنِ سِيدَه، (أَو لَبَنٌ يَغْلُظُ فَيَصِيرُ شَبِيهًا بالجُبْنِ الطَّرِيِّ) ، وَفِي الصّحاح: بالجُبْن الرَّطْبِ ولَيْسَ بِهِ. قلتُ: وَهِي لُغَةٌ مِصْرِيّة. (والحَلِيمُ: الشَّحْمُ المُقْبِلُ) ، عَن ابْن سِيدَه، وَأَنْشَدَ: (فإنَّ قَضاءَ المَحْلِ أَهْونُ ضَيْعةً  ...  من المُخِّ فِي أَنْقاءِ كُلِّ حَلِيمِ) (و) قِيل: الحَلِيمُ هُنَا: (البَعِيرُ المُقْبِلُ السِّمَنِ) ، فَهُوَ عَلَى هَذَا صِفَةٌ، قَالَ ابنُ سِيده: وَلَا أَعْرِفُ لَهُ فِعْلاً إِلاَّ مَزِيدًا. (و) حَلِيمُ (بنُ وَضَّاحٍ الفَقِيهُ) شيخٌ لأبي سَعْدٍ الإِدْرِيسيّ. (و) حَلِيمٌ (جَدٌّ لأَبِي عَبْدِ الله الحُسَيْنِ بنِ مُحَمِّدٍ) ، هَكَذَا فِي النّسَخ، وَالصَّوَاب الحُسَيْن (بن الحَسَنِ) بن محمَّد بن حَلِيم (الحَلِيمِيّ) الْفَقِيه الشافعيّ (ذِي التّصانِيفِ) ، وُلِدَ بِجُرْجانَ سنة ثلاثمائةٍ وثمانٍ وثلاثِينَ، وحُمِلَ إِلَى بُخَارَى وكَتَبَ بهَا الحديثَ وصارَ إِمامًا مُعَظَّمًا، توفّى سنة ثلاثٍ وأربَعِمائةٍ.  وسِياقُ عِبارة الرُّشاطِيّ يَقْتَضِي أَنّه منسوبٌ إِلَى حَلِيمَةَ السَّعْدِيَّة، (وأَخِيهِ الحَسَن) هكَذا فِي النُّسخ، وَهُوَ غَلَطٌ، والمُسَمَّى بالحَسَن بن محمّد رَجُلان، وكلاهُما يُنْسَبان إِلَى الجَدِّ، أحدُهُما: أَبُو محمّد الحَسَن بن مُحَمّد بنِ حَلِيمِ ابْن إِبْراهيمَ بن مَيْمُون الصَّائِغ المَرْوَزِيّ الحَلِيمِيّ، وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي قَرِيبًا ذِكْرُ أَبيه، رَوَى عَنهُ الحاكِمُ أَبُو عبد الله، وَالثَّانِي: أَبُو الفُتُوح الحَسَنُ ابنُ محمّدِ بنِ أَحْمَدَ النَّيْسابُورِيّ الحَلِيمِيّ، سَمِع مِنْهُ ابنُ السَّمْعانِيّ، فَتَأَمّل ذَلِك. (وحَلِيمُ بنُ دَاوُدَ) الكَشِّي، شَيْخٌ لأَسبْاط بنِ اليَسَع. (ومُحَمَّدُ بنُ حَلِيمِ) بن إِبْراهِيمَ ابْن مَيْمون الصَّائِغ (المَرْوَزِيّ) ، عَن عليّ بن حُجر، وَعنهُ ابنُه الحَسَنُ بنُ محمّدٍ: (مُحَدِّثان) . (وكَسَفِينَةٍ: أَبُو حَلِيمَةَ مُعاذ) بن الحارِثِ الخَزْرَجِيّ البُخارِي (القارِئُ، صَحابِيٌّ) شَهِدَ الخَنْدَقَ، وقِيلَ: لم يُدْرِكْ من حَياةِ النبيّ إِلاّ ستّ سِنِين، وقُتِلَ يَوْمَ الحَرَّة. (وحَلِيمَةُ بِنْتُ أبي ذُوَيْبٍ) عبدِ الله بنِ الحارِثِ (مُرْضِعَةُ النِّبِيّ ) ، من بني سَعْدٍ من قَيْسِ عَيلان، أَخْرَجَ لَهَا الثَّلاثَةُ، وَلم يَذْكُروا مَا يَدُلُّ على إِسْلامِها، إِلاّ مَا جاءَ فِي الاسْتِيعابِ لابْنِ عبد البَرّ مَا نصّه: رَوَى زَيْدُ بن أَسْلَمَ عَن عَطاءِ بن يَسارٍ، قَالَ: ((جاءَت حَلِيمَةُ بنتُ عبد اللهِ أُمُّ النبيّ من الرَّضاعَة إِلَيْه يَوْمَ حُنَيْنٍ، فقامَ إِلَيْها، وَبَسَطَ لَها رِداءَه، فَجَلَسَتْ عَلَيْهِ)) . (و) حَلِيمَةُ (بِنْتُ الحارِثِ) الأَكْبَرِ (ابنْ أَبِي شِمْرٍ) الغَسّاني، (وَجَّهَ أَبُوها جَيْشًا إِلَى المُنْذِر بنِ ماءِ السَّمَاء  فَأَخْرَجَتْ لَهُم مِرْكَنًا من طِيبٍ فَطَيَّبَتْهُم مِنْهُ) ، قَالَه ابنُ الكَلْبِيّ، (فَقالُوا: ((مَا يَوْمُ حَلِيمَةَ بِسِرٍّ)) . يُضْرَبُ لِكُلِّ أَمْرٍ مُتعالَمٍ مَشْهُورٍ، ويُضْرَبُ أَيْضا للشَّرِيفِ النابِهِ الذِّكْرِ) ، ورَواه ابنُ الأعرابيّ وحْدَهُ: مَا يَوْمُ حَلِيمَةَ بِشَرٍّ، قَالَ: والأولّ هُوَ المَشْهُور، وَقَالَ النابِغَة يصف السُّيوفَ: (تُوُرِّثْنَ من أَزْمانِ يَوْمِ حَلِيمَةٍ  ...  إِلَى اليَوْم قَدْ جُرِّبْنَ كُلَّ التَّجارِبِ) (و) حُلَيْمة، (كَجُهَيْنَة: ع) ، قَالَ ابنُ أَحْمَر يصف إِبِلاً: (تَتَبّعُ أَوْضَاحًا بسُرَّةِ يَذْبُلٍ  ...  وتَرْعَى هَشِيمًا من حُلَيْمَةَ بالِيَا) (وحَلَيْماتٌ، كَجُهَيْناتٍ: أَنْقاءٌ بالدَّهْناءِ، أَو أَكَماتٌ بِبَطْنِ فَلْجٍ) ، كَمَا فِي الصّحاح قَالَ: (كَأَنّ أَعْناقَ المَطِيّ البُزْلِ  ... بَيْنَ حُلَيْماتٍ وَبَين الجَبْلِ) (مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ جُذَوعُ النَّخْلِ  ...  ) أَرَادَ أَنّها تَمُدّ أَعْناقَها من التَّعَب. (والحَلَمَتانِ، مُحَرَّكَةً: ع، و) الحَيْلَم، (كَحَيْدَرٍ: دَوابُّ صِغارٌ) . [] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الحَلِيمُ فِي صِفَات اللهِ تَعَالَى: الّذي لَا يَسْتَخِفُّه عِصْيانُ العُصاةِ وَلَا يَسْتَفِزُّه الغَضَب عَلَيْهم، ولكنّه جَعَلَ لكلّ شَيْءٍ مِقْدَارًا فَهُوَ مُنْتَهٍ إِلَيْه. وتَحَلَّم: تَكَلَّفَ الحِلْمَ، وَمِنْه الحَدِيث: ((مَنْ تَحَلَّم مَا لَمْ يَحْلُمْ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَين شَعِيرَتَيْن)) يُقَال:: تَحَلَّمَ: إِذا ادَّعَى الرُّؤْيا كاذِبًا. وَأَحْلامُ نائمٍ: ثِيابٌ غِلاظٌ، نَقله ابنُ خالَوَيْهِ، زَاد الزمخشريّ: مُخَطَّطَه لأَهْلِ المَدِينَة، وأَنْشَدَ: (تَبَدَّلْتُ بعد الخَيْزرانِ جَرِيدَةً  ...  وبَعْدَ ثِيابِ الخَزِّ أَحْلامَ نائِمِ)  وَفِي المُحكم: وَأَحْلامُ نَائِم: ضَرْبٌ من الثِيابِ وَلَا أَحُقُّها. وحَلُمَ عَنهُ كَكَرُمَ وتَحَلَّم سَواءٌ. وتَحالَمَ: أَرَى من نَفْسِه ذلِكَ ولَيْسَ بِهِ، نَقله الجوهريّ. وَتَحَلَّمَت القِرْبَةُ: امْتَلأَتْ. وحَلَّمْتُها: مَلأْتُها. وَأَدِيمٌ حَلِيمٌ، كأميرٍ: أَفْسَدَه الحَلَم قَبْلَ أَن يُسْلَخَ. ومُحَلَّم كَمُعَظّم: نهرٌ يأخذُ من عَيْنِ هَجَرَ، نَقله الجوهريّ وَأنْشد للأَعْشَى: (وَنَحْنُ غَداةَ العَيْنِ يَوْمَ فُطَيْمَةٍ  ...  مَنَعْنا بَنِي شَيْبانَ شُرْبَ مُحَلِّمِ) وَقَالَ الأزْهَريّ: مُحَلّم: عَيْنٌ ثَرَّةٌ، فَوّارةٌ بالبَحْرَيْن وَمَا رأيتُ عَينًا أكثرَ مَاء مِنْهَا، وماؤها حارٌّ فِي مَنْبَعِهِ وإِذا بَرَدَ فَهُوَ ماءٌ عُذْبٌ. قَالَ: وَأَرَى مُحَلَّما اسمَ رَجُلٍ نُسِبَت العَينُ إِلَيْهِ، ولهذه العَيْنُ إِذا جَرَت فِي نَهْرِها خُلُجٌ كثيرةٌ تَسْقِي نَخِيل جُؤاثَى وَعَسَلَّجَ وقُرَيّاتٍ من قُرَى هَجَرَ، وَقَالَ الأَخطل: (تَسَلْسَل فِيهَا جَدْوَلٌ من مُحَلَّمٍ  ...  إِذا زَعْزَعَتْها الرِّيحُ كادَتْ تُمِيلُها) والحُلام، كغُرابٍ: وَلَدُ المَعَزِ. وَبَنُو مُحَلَّم كَمُعَظَّم: بطنٌ، عَن ابْن سِيدَه. قلتُ: وَهُوَ مُحلّم بن ذُهْلِ ابْن شَيْبانَ بن ثَعْلَبَة، وَذكر ابنُ الأثِيرِ مُحَلَّم بن تَمِيمٍ، وَقَالَ: مِنْهُم: جَعْفَرُ ابْن الصَّلْتِ. وَأَبُو عَلِيّ زاهِرُ بن أَحْمَدَ ابنِ الحُسَيْن الحَلِيمِيّ النَّسَفِيّ، وَأَبُو المُظَفَّر محمّد بن أَسْعَد بن نَصْرٍ الفَقَيه الحَنَفِيّ، يُعْرَف بابْنِ حَلِيم: مُحَدّثان. وَعبد الْعَزِيز بنُ حَلِيمٍ البَهْرانِيّ من أهلِ الشامِ، عَن عبد الرَّحمْن بن ثابِتٍ، وَعنهُ ابنُه وَحِيدُ بن عَبْدِ العَزِيز، وَعَن وحيد ابنُه أَبُو ضَبارة عبدِ العَزِيز بن وَحِيد.  والقاسِمُ بن أبي حَلِيم الجُرْجانِيّ القاضِي، ذكره حَمْزَةُ فِي تاريِخِه. وإبراهيمُ بنُ يَحْيَى بنِ حَلَمَة، مُحَرَّكَة، المُقْرِئ حَدَّثَ بعد الخَمْسِمائة. وَنقل شيخُنا عَن عبد الحِكِيم فِي حاشِيَة البَيْضاوِيّ مَا نَصُّه: الحَلْمُ، بِالْفَتْح: العَقْل، وَفِيه نَظَر. وحَلاّم بن صالِحٍ العَبْسِيّ الكُوفِيّ من أَتبَاع التابِعِين، ثِقَةٌ رَوَى عَنهُ أَهْلُ الكُوفة. والحالِمَيْنِ، مُثَنًّى: كورَةٌ باليَمَن.
المعجم: تاج العروس