المعجم العربي الجامع

تَقابَضَ

المعنى: تَقابُضًا الرَّجُلانِ: وضع كلٌّ منهما يدَه في يد صاحبه وشدَّ عليها.؛- المتبايعانِ: قبض البائع الثمن والمشتري المبيع.
المعجم: القاموس

تقابضَ يتقابض، تقابُضًا، فهو مُتقابِض

المعنى: تقابضَ المتبايعان: قبَض البائعُ الثَّمنَ، والمشتري السِّلعةَ. • تقابض المصارعان: أمسك كلٌّ منهما بقبضة الآخر وشدّ عليها لبيان القوّة.
المعجم: معجم اللغة العربية المعاصرة

تَماسُكٌ

المعنى: (مصدر تَماسَكَ)؛-: تَقابُض الأجزاء بعضها ببعض وعدم التَّفكُّك.؛ما به -: ما به خَيْر.
المعجم: القاموس

نَسيئة [مفرد]

المعنى: 1- نسيء؛ تأخير، تأجيل "باعه بنسيئة: بتأخير دفع الثمن". 2- (فق) دَيْن مؤخّر. • رِبا النَّسيئة: (فق) من البيوع التي نهى الإسلام عنها، وهو بيعٌ إلى أجل معلوم من غير تقابض ولو كان بغير زيادة، وهو خلاف رِبا الفضل.
المعجم: معجم اللغة العربية المعاصرة

نَسيئَةٌ

المعنى: بيعٌ بالثَّمَن المؤجَّل. يقال: «باعَهُ بنَسيئَةٍ» أي بتأخير دفع الثمن.؛-: الدَّين المُؤَخَّر.؛رِبا الـ -: خِلاف رِبا الفَضْل، وهو البَيْع إلى أجَلٍ مَعلوم من غير تَقابُض، ولو كان بغير زيادة.
المعجم: القاموس

نَسَأَتِ

المعنى: نَسَأَتِ الماشيةُ ـَ نَسْئاً، ومَنْسَأة: سمِنَت أو بدا سِمنها. و ـ الشيءَ أو الأمرَ: أخَّرَه. يُقال: نَسَأَ الدَّيْنَ، ونَسَأ البيعَ، ونَسَأ الإِبلَ عن الحوض، ونسأ اللهُ أجله، ويُقال: نَسَأ الله في أجله. و ـ الدَّابَّة بالمِنْسَأة: ضَرَبها بها. و ـ اللَّبَنَ: خلَطَه بماء ليُكَثِّرَه أو يخفِّف من حُموضته. و ـ فلاناً: سقاه النَّسْء. فهو ناسِئٌ. (ج) نَسَأَة.؛(نُسِئَتِ) المرأةُ نَسْئاً: تأخَّر حيضُها عن وقته وظُنَّ حملُها. فهي نَُِسء (بتثليث النون)، ونَسُوء. (ج) نِساء.؛(أنْسَأَ) عنه: تأخَّرَ وتباعَدَ. و ـ الشيءَ: نَسَأهُ. ويُقال: أنْسَأَ فيه.؛(نَاسَاهُ) أبْعَدَهُ. (أتى غير مهموز، وأصله بالهمز).؛(نَسَّأَ) الدَّابَّةَ في السَّيْر: مبالغة في نسَأها.؛(انْتَسَأ): تأخَّر وتباعد. يُقال: انتسأ عن فلان. وإنَّ لي عنه لمُنْتَسَأ: مُنْتَأى وسَعَة.؛(اسْتَنْسَأَهُ): اسْتَمهله. يُقال: استنسأ غريمَه، واستنسأه الدَّيْنَ.؛(المِنْسَأَةُ): العصا الغليظة التي تكون مع الرَّاعي. وفي التنزيل العزيز: {مَا دَلَّهُمَ عَلَى مَوْتِهِ إلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأكُلُ مِنْسَأَتَهُ}.؛(النَّسَاء): التأْخير.؛(النَّسْء): الشَّراب القوي المزيل للعقل. و ـ اللَّبن الرقيق الكثير الماء. و ـ السِّمَن.؛(النِّسْءُ): المخالِط المعاشر. يُقال: هو نِسْءُ نساء.؛(النُّسْأَةُ): التَّأْخير. يُقال: باعَه بنُسْأة.؛(النَّسُوءُ): الحليب إِذا أُخِّر تناولُه فحمُضَ فمُدَّ بماء.؛(النَّسِيءُ): التأْخير. و ـ تأْخير حرمة المحرَّم إِلى صفر أيام الجاهلية. وفي التنزيل العزيز: {إنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ في الكُفْرِ}. و ـ اللَّبنُ الرقيق الكثير الماء.؛(النَّسِيئَةُ) يُقال: باعه بنسيئةٍ: بتأْخير. و ـ الدَّينُ المُؤَخَّر. و(ربا النسيئة): خلاف ربا الفَضْل، وهو البيع إِلى أجل معلومٍ من غير تقابض، ولو كان بغير زيادة.
المعجم: الوسيط

قبض

المعنى: قبض المتاع وأقبضته إياه وقبّضته، وتقابض المتبايعان، وقابضته مقابضة، واقتبضته لنفسي. وأعطاني قبضةً من التمر وقبضةً. والملك قابض الأرواح. والرّهان مقبوضة. وقبّض الطائر: جمعه في قبضته. وقبض على عرف الفرس. وهو مقبض السّيف والقوس والسّوط ومقابضها. وأقبض السّكين: جعل له مقبضاً. واطرح هذا في القبض. ومن المجاز: قبض على غريمه، وقبض على العامل. وقبض فلان إلى رحمة الله، وهو عمّا قليل مقبوض. وفلان يبسط عبيده ولا يقبضهم، والخير يقبضه والشرّ يبسطه، وإنه ليقبضني ما قبضك، ويبسطني ما بسطك. وانقبضت عنّا فما قبضك. وتقبض على الأمر: توقّف عليه، وتقبض عنه وانقبض: اشمأز. وقبض رجله وبسطها. وقبّض وجهه فتقبّض. وقبّضت النار الجلدة فتقبّضت. وتقبض الشيخ: تشنج. وقبضت ثوبك، وثوب مقبض: مشنج وهو نحو الكسور في أوساط الأقبية. رواع قبضةٌ رفضة: حسن التدبير بالماشية يجمعها فإذا وجد مرعًى نشرها. ويقال لمن يتمسك بالشيء ثم لا يلبث أن يدعه: فلان قبضةٌ رفضة. وقبضت الإبل: أسرعت في سيرها كأنها تثب فيه وتجمع قوائمها. قال ذو الرمة: ويقبضــن مـن عـاد وسـادٍ وواحـدٍ كما انصاع بالسّيّ النّعام النّوافر وانقبض فلان في حاجته: أسرع وشمّر، وانقبضت بالقوم: شمّرت بهم. قال رؤبة: فلــو رأت بنــت أبــي انقضاضـي وعجلـــي بـــالقوم وانقباضـــي وفرس قبيض: سريع بيّن القباضة. وملك فلان القبيض: الخلق، وما أدري أيّ القبيض هو. قال الراعي: أمســـت أميّــة للإســلام حائطــةً وللقــبيض رعــاةً أمرهــا رشــد وأحب إليّ أن يروى خابطةً وللقبيض رعاةٌ أي رعاةٌ غيرهم. وتقول: أطاعه السود والبيض، وألقى مقاليده إليه القبيض؛ لأنه ساعٍ قبيض في أمر معاشه ودنياه.
المعجم: أساس البلاغة

قَبَضَ

المعنى: الشيءَ وعليه ـِ قَبْضاً: أخذه بقبضة يده. ويقال: قبض الدار أو الأرض: حازها. وـ اللصّ: أمسك به. ويقال: قبض على اللص. وقبض عليه الرزق: ضيّقه. وـ المال: أخذه. يقال: قبض العامل أجرته. وقبض الله فلاناً وقبض روحه: أماته. وـ يده عن الشيء: امتنع عنه. يقال: قبض يده عن النّفقة، وعن المعروف. وفي التنزيل العزيز: {وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم}. وـ الشيء: طواه. وـ الظلّ: محاه. وفي التنزيل العزيز: {ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً}. وـ الطائر جناحيه: جمعهما ليطير. وفي التنزيل العزيز: {أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن}.؛(قُبِضَ) فلانٌ: مات أو كاد. فهو مقبوض.؛(أقْبَضَ) السَّيْفَ ونحوه: جعل له مَقْبِضاً. وـ فلاناً المتاع: مكَّنه من قبضه.؛(قابَضَه): قبض كلّ منهما حقّه من الآخر.؛(قَبَّضَ) الشيء: جمعه في قبضته. وـ جمعه وطواه. ويقال: قبَّض وجهه، وقبّض ما بين عينيه: جمعه وزواه. وـ فلاناً المال: أعطاه إياه في يده. وـ أسلمه إليه.؛(اقْتَبَضَ) الشيءَ: قبضه. وـ المتاع لنفسه: أخذه.؛(انْقَبَضَ) الشيءُ: تجمَّع وانطوى. وـ المال: صار مقبوضاً. وـ الرّجل على نفسه: ضاق بالحياة فاعتزل. وـ عن الشيء: اشمأزّ. وـ عن القوم: هجرهم. وـ في حاجته: أسرع وشمّر.؛(تَقَابَضَ) المتبايعان: قبض البائع الثمن والمشتري السلعة.؛(تَقَبَّضَ) الشيءُ: تجمّع منقبضاً. وـ الأسد: تجمّع واستعدّ للوثوب. وـ الجلد: تَشَنّج وتخشّن. وـ فلان على الأمر: عكف. وـ عنه: انقبض.؛(القَابِض): اسم من أسماء الله الحسنى؛ فهو القابض الباسط. وـ من الأدوية: ما يمسك فضلات الغذاء في الأمعاء.؛(القَبْض): يقال: صار الشيء في قبضه: في ملكه.؛(القَبْضَة) من الشيء: ما قبضت عليه من ملء كفّك، يقال أعطاه قبضة من تمر أو سويق: كفًّا منه. وفي التنزيل العزيز حكاية عن السّامريّ: {فقبضت قبضة من أثر الرّسول}. وـ من السيف: مقبضه. ويقال: صار الشيء قبضته، وفي قبضته: في ملكه. وفي التنزيل العزيز: {والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة}. وقرئ بالصّاد.؛(القُبْضَة): ما قبضت عليه من شيء.؛(القُبَضَة): الشديد التمسّك بالأشياء. ويقال: رجل قُبَضَة رُفَضَة: يتمسك بالشيء ولا يلبث أن يدعه ويرفضه. وـ الراعي يقبض الإبل ويسوقها إلى حيث شاء. وـ الراعي المتقبّض لا ينفسح في رعي غنمه. ويقال: راع قُبَضَة رُفَضَة أيضاً: حسن التدبير للماشية، يجمعها فإذا وجد مرعى نشرها.؛(القَبِيض) من الدواب: السّريع نقل القوائم: ويقال: فرس قبيض الشّدّ. وـ من الرّجال: اللبيب المكِبّ على صنعته.؛(المَقْبَِض): المكان يقبض فيه المال ونحوه. ومن السّيف والسّكين ونحوهما: ما قبضت عليه فيها بجمع الكَفّ. (ج) مقابض.؛(المِقْبَض، والمِقْبَضَة) من السيف والسكين وغيرهما: المَقْبِض.؛(المُنْقبِض): الضَّيّق الصدر لا يميل إلى التبسّط. وـ ذو الشخصية المنقبضة الذي يميل إلى الانزواء والأعمال الهادئة، التي لا أثر فيها لنشاط ظاهريّ بارز. (مح).
المعجم: الوسيط

نسأ

المعنى: نُسِئَتِ المرأَةُ تُنْسَأُ نَسْأً: تأَخَّر حَيْضُها عن وقتِه، وبَدَأَ حَمْلُها، فهي نَسْءٌ ونَسِيءٌ، والجمع أَنْسَاءٌ ونُسُوءٌ، وقد يقال: نِساءٌ نَسْءٌ، على الصفة بالمصدر. يقال للمرأَة أَوَّلَ ما تَحْمِل: قد نُسِئَتْ.ونَسَأَ الشيءَ يَنْسَؤُه نَسْأً وأَنْسأَه: أَخَّره؛ فَعَلَ وأَفْعَلَ بمعنىً، والاسم النَّسِيئةُ والنَّسِيءُ. ونَسَأَ اللّهُ في أَجَلِه، وأَنْسَأَ أَجَلَه: أَخَّره. وحكى ابن دريد: مَدَّ له في الأَجَلِ أَنْسَأَه فيه.قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا، والاسم النَّسَاءُ. وأَنسَأَه اللّهُ أَجَلَه ونَسَأَه في أَجَلِه، بمعنى. وفي الصحاح: ونَسَأَ في أَجَلِه، بمعنى. وفي الحديث عن أَنس بن مالك: مَن أَحَبَّ أَن يُبْسَطَ له في رِزْقِه ويُنْسَأَ في أَجَلِه فَلْيَصِلْ رَحِمَه.النَّسْءُ: التأخيرُ يكون في العُمُرِ والدَّيْنِ.وقوله يُنْسَأُ أَي يُؤَخَّر. ومنه الحديث: صِلةُ الرَّحِم مَثْراةٌ في المالِ مَنْسَأَةٌ في الأَثَر؛ هي مَفْعَلَةٌ منه أَي مَظِنَّةٌ له وموضع. وفي حديث ابن عوف: وكان قد أُنْسِئ له في العُمُرِ. وفي الحديث: لا تَسْتَنْسِئُوا الشيطانَ، أَي إذا أَردتُمْ عَمَلاً صالحاً، فلا تُؤَخِّرُوه إلى غَدٍ، ولا تَسْتَمْهِلُوا الشيطانَ. يريد: أَن ذلك مُهْلةٌ مُسَوَّلةٌ من الشيطان.والنُّسْأَة، بالضم مثل الكُلأَةِ: التأْخيرُ. وقال فَقِيهُ العرب: مَنْ سَرَّه النَّساءُ ولا نَساء، فليُخَفِّفِ الرِّداءَ، ولْيُباكِر الغَداءَ، وليُقِلَّ غِشْيانَ النِّساءِ، وفي نسخة: وليُؤَخِّرْ غشيان النساءِ؛ أَي تَأَخُّرُ العُمُرِ والبَقَاء. وقرأَ أَبو عمرو: ما نَنْسَخْ مَن آيةٍ أَو نَنْسَأْها، المعنى: ما نَنْسَخْ لك من اللَّوْحِ المَحْفُوظ، أَو نَنْسَأْها: نُؤَخِّرْها ولا نُنْزِلْها. وقال أَبو العباس: التأْويل أَنه نَسخَها بغيرها وأَقَرَّ خَطَّها، وهذا عندهم الأَكثر والأَجودُ.ونَسَأَ الشيءَ نَسْأً: باعه بتأْخيرٍ، والاسم النَّسِيئةُ. تقول: نَسَأْتُه البيعَ وأَنْسَأْتُه وبِعْتُه بِنُسْأَةٍ وبعته بِكُلأَةٍ وبعته بِنَسِيئةٍ أَي بأَخَرةٍ والنَّسِيءُ: شهر كانت العرب تُؤَخِّره في الجاهلية، فنَهى اللّه عز وجل، عنه. وقوله، عز وجل: إِنما النَسِيءُ زيادةٌ في الكُفْر. قال الفرّاءُ: النَّسِيءُ المصدر، ويكون المَنْسُوءَ، مثل قَتِيلٍ ومَقْتولٍ، والنَّسِيءُ، فَعِيلٌ بمعنى مفعول من قولك نَسَأتُ الشيءَ، فهو مَنْسُوءٌ إذا أَخَّرْته، ثم يُحَوَّل مَنْسُوءٌ إلى نَسيءٍ، كما يُحَوَّل مَقْتول إلى قَتيل.ورجل ناسِئ وقوم نَسَأَةٌ، مثل فاسِقٍ وفَسَقةٍ، وذلك أَن العرب كانوا إذا صدروا عن مِنى يقوم رجل منهم من كنانة فيقول: أَنا الذي لا أُعابُ ولا أُجابُ ولا يُرَدُّ لي قضاءٌ، فيقولون: صَدَقْتَ، أَنْسِئْنا شهراً أَي أَخِّرْ عنَّا حُرْمة المُحرَّم واجعلها في صَفَر وأَحِلَّ المُحرَّمَ، لأَنهم كانوا يَكرهون أَن يَتوالى عليهم ثلاثة أَشهر حُرُمٍ، لا يُغِيرُون فيها لأَنَّ مَعاشَهم كان من الغارة، فيُحِلُّ لهم المحرَّم، فذلك الإِنساءُ. قال أَبو منصور: النَّسِيءُ في قوله، عز وجل: إنما النَّسِيءُ زيادةٌ في الكُفْر؛ بمعنى الإنْسَاءِ، اسم وضع موضع المصدر الحقيقي من أَنْسَأْتُ. وقد قال بعضهم: نَسَأْتُ في هذا الموضع بمعنى أَنْسَأْتُ. وقال عُمير بن قَيْسِ بنِ جِذْلِ الطِّعان: أَلَســْنا النَّاسـِئِينَ، علـى مَعَـدٍّ، شــُهُورَ الحِلِّــ، نَجْعَلُهـا حَرامـا وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: كانت النُّسْأَةُ في كِنْدَةَ.النُسْأَةُ، بالضم وسكون السين: النَّسِيءُ الذي ذكره اللّه في كتابه من تأخير الشهور بعضها إلى بعض.وانْتَسَأْتُ عنه: تأَخَّرْتُ وتباعَدْتُ. وكذلك الإِبل إذا تَباعَدَتْ في المرعى. ويقال: إنّ لي عنك لمُنْتَسَأً أَي مُنْتَأىً وسَعَةً.وأَنْسَأَه الدَّينَ والبَيْع: أَخَّرَه به أَي جعله مُؤَخراً، كأَنه جعله له بأَخَرةٍ. واسم ذلك الدَّيْن: النَّسيئةُ. وفي الحديث: إنما الرِّبا في النَّسِيئةِ هي البَيْعُ إلى أَجل معلوم، يريد: أَنَّ بيع الرِّبَوِيّات بالتأْخِير من غير تَقابُض هو الرِّبا، وإن كان بغير زيادة. قال ابن الأَثير: وهذا مذهب ابن عباس، كان يرى بَيْعَ الرِّبَوِيَّاتِ مُتفاضِلة مع التَّقابُض جائزاً، وأَن الرِّبا مخصوص بالنَّسِيئة.واسْتَنْسأَه: سأَله أَن يُنْسِئَه دَيْنَه. وأَنشد ثعلب: قـد اسْتَنْسـَأَتْ حَقِّي رَبيعةُ لِلْحَيا، وعنـدَ الحَيـا عـارٌ عَلَيْـكَ عَظيـمُ وإنَّ قَضـاءَ المَحْـلِ أَهْـوَنُ ضـَيْعةً، مـن المُخِّـ، فـي أَنْقـاءِ كلِّ حَلِيم قال: هذا رجل كان له على رجل بعير طَلَب منه حَقَّه. قال: فأَنظِرني حتى أُخْصِبَ. فقال: إِن أَعطيتني اليوم جملاً مهزولاً كان خيراً لك من أَن تُعْطِيَه إذا أَخْصَبَتْ إِبلُكَ. وتقول: اسْتَنْسَأْتُه الدَّينَ، فأَنْسَأَني، ونَسَأْت عنه دَيْنَه: أَخَّرْته نَساءً، بالمد. قال: وكذلك النَّسَاءُ في العُمُر، ممدود. وإذا أَخَّرْت الرجل بدَيْنه قلت: أَنْسَأْتُه، فإذا زِدتَ في الأَجل زِيادةً يَقَعُ عليها تأْخيرٌ قلت: قد نَسَأْت في أَيامك، ونَسَأْت في أَجَلك. وكذلك تقول للرجل: نَسَأَ اللّه في أَجَلك، لأَنّ الأَجَلَ مَزِيدٌ فيه، ولذلك قيل للَّبنِ: النَّسيءُ لزيادة الماء فيه. وكذلك قيل: نُسِئَتِ المرأَةُ إذا حَبِلَتْ، جُعلت زِيادةُ الولد فيها كزيادة الماء في اللبن. ويقال للناقة: نَسَأْتُها أَي زَجَرْتها ليزداد سَيْرُها. وما لَه نَسَأَه اللّه أَي أَخْزاه. ويقال: أَخَّره اللّه، وإذا أَخَّره فقد أَخْزاه.ونُسِئَتِ المرأَةُ تُنْسَأُ نَسْأً، عل ما لم يُسمَّ فاعِلُه، إذا كانت عند أَوَّل حَبَلِها، وذلك حين يتأَخَّرُ حَيْضُها عن وقته، فيُرْجَى أَنها حُبْلَى. وهي امرأَة نَسِيءٌ.وقال الأَصمعي: يقال للمرأَة أَوَّلَ ما تحمل قد نُسِئَتْ. وفي الحديث: كانت زينبُ بنتُ رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، تحتَ أَبي العاصِ بن الرَّبِيع، فلما خرج رسولُ اللّهِ، صلى اللّه عليه وسلم، إلى المدينة أَرسَلَها إلى أَبيها، وهي نَسُوءٌ أَي مَظْنونُ بها الحَمْل.يقال: امرأَةٌ نَسْءٌ ونَسُوءٌ، ونِسْوةٌ نِساءٌ إذا تأَخَّر حَيْضُها، ورُجِي حَبَلُها، فهو من التأْخير، وقيل بمعنى الزيادة من نَسَأْتُ اللَّبنَ إذا جَعَلْت فيه الماء تُكَّثِّره به، والحَمْلُ زيادةٌ. قال الزمخشري: النَّسُوءُ، على فَعُول، والنَّسْءُ، على فَعْلٍ، وروي نُسُوءٌ، بضم النون. فالنَّسُوءُ كالحَلُوبِ، والنُّسوءُ تَسْميةٌ بالمصدر. وفي الحديث: أَنه دخل على أُمِّ عامر بن رَبِيعةَ، وهي نَسُوءٌ، وفي رواية نَسْءٌ، فقال لها ابْشِري بعبدِ اللّه خَلَفاً مِن عبدِ اللّه، فولَدت غلاماً، فسمَّتْه عبداللّه.وأَنْسَأَ عنه: تأَخَّر وتباعَدَ، قال مالك بن زُغْبةَ الباهِليّ: إذا أَنْسـَؤُوا فَـوْتَ الرِّماحِ أَتَتْهُمُ عَـوائِرُ نَبْلٍـ، كـالجَرادِ تُطِيرُهـا وفي رواية: إذا انْتَسَؤُوا فَوْت الرِّماح.وناساهُ إذا أَبعده، جاؤُوا به غير مهموز، وأَصله الهمز. وعَوائرُ نَبْلٍ أَي جماعةُ سِهامٍ مُتَفَرِّقة لا يُدْرَى من أَين أَتَتْ.وانْتَسَأَ القومُ إذا تباعَدُوا. وفي حديث عُمَر، رضي اللّه عنه: ارْمُوا فإِنَّ الرَّمْي جَلادةٌ، وإذا رَمَيْتُم فانْتَسُوا عن البُيُوت، أَي تأَخَّرُوا. قال ابن الأَثير: هكذا يروى بلا همز، والصواب: فانْتَسِئُوا، بالهمز؛ ويروى: فَبَنِّسُوا أَي تأَخَّروا. ويقال: بَنَّسْتُ إذا تأَخَّرْت. وقولهم: أَنْسَأْتُ سُرْبَتِي أَي أَبْعَدْتُ مَذْهَبي.قال الشَّنْفَرى يصف خُرُوجَه وأَصحابه إلى الغَزْو، وأَمهم أبْعَدُوا المَذْهَب: غَدوْنَ مِن الوادي الذي بيْنَ مِشْعَلٍ، وبَيْنَ الحَشا، هيْهاتَ أَنْسَأَتُ سُربَتِي ويروى: أَنْشَأَتُ، بالشين المعجمة. فالسُّرَّبةُ في روايته بالسين المهملة: المذهب، وفي روايته بالشين المعجمة: الجماعة، وهي رواية الأَصمعي والمفضل. والمعنى عندهما: أَظْهَرْتُ جَماعَتِي من مكان بعبدٍ لِمَغْزىً بَعيِد. قال ابن بري: أَورده الجوهري: غَدَوْنَ من الوادي، والصواب غَدَوْنا. لأَنه يصف أَنه خرج هو وأَصحابه إلى الغزو، وأَنهم أَبعدوا المذهب.قال: وكذلك أَنشده الجوهري أَيضاً: غدونا، في فصل سرب. والسُّرْبة: المذهب، في هذا البيت.ونَسَأَ الإبلَ نَسْأً: زاد في وِرْدِها وأَخَّرها عن وقته. ونَسَأَها: دَفَعها في السَّيْر وساقَها.ونَسَأْتُ في ظُمْءِ الإِبل أَنْسَؤُها نَسَأً إذا زِدْتَ في ظِمْئِها يوماً أَو يومين أَو أَكثر من ذلك. ونَسَأْتها أَيضاً عن الحوض إذا أَخَّرْتها عنه.والمِنْسَأَةُ: العَصا، يهمز ولا يهمز، يُنْسَأُ بها. وأَبدلوا إبدالاً كلياً فقالوا: مِنْساة، وأَصلها الهمز، ولكنها بدل لازم، حكاه سيبويه.وقد قُرئ بهما جميعاً. قال الفرَّاءُ في قوله، عز وجل: تأْكل مِنْسَأَتَهُ، هي العصا العظيمة التي تكون مع الراعي، يقال لها المُسْسأَة، أُخذت من نَسَأْتُ البعير أَي زَجَرْتُه لِيَزْداد سَيْرُه. قال أَبو طالب عمُّ سيدنا رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، في الهمز: أَمِـنْ أَجْـلِ حَبْلٍـ، لا أَباكَ، ضَرَبْتَه بِمِنْســَأَةٍ، قـد جَـرَّ حَبْلُـك أَحْبُلا هكذا أَنشد الجوهري منصوباً. قال: والصواب قد جاءَ حَبْلٌ بأَحْبُل، ويروى وأَحبلُ، بالرفع، ويروى قد جَرَّ حَبْلَكَ أَحْبُلُ، بتقديم المفعول. وبعده بأَبيات: هَلُـمَّ إلـى حُكْـمِ ابـن صـَخْرةَ إِنَّه سـَيَحْكُم فيمـا بَيْنَنـا، ثـمَّ يَعْدِلُ كمـا كان يَقْضي في أَمُورٍ تَنُوبُنا، فيَعْمِــدُ للأَمْـرِ الجَمِيلـ، ويَفْصـِلُ وقال الشاعر في ترك الهمز: إذا دَبَبْـتَ على المِنْسَاةِ مِنْ هَرَمٍ، فَقَـدْ تَباعَـدَ عَنْـكَ اللَّهْوُ والغَزَلُ ونَسَأَ الدابةَ والنّاقَةَ والإِبلَ يَنْسَؤُها نَسْأً: زَجَرَها وساقَها. قال: وعَنْسـٍ، كـأَلْواحِ الإرانِ، نَسَأْتُها، إذا قِيـلَ للمَشـْبُوبَتَيْنِ: هُما هُما المَشْبُوبتان: الشِّعْرَيانِ. وكذلك نَساها تَنْسِئةً: زجَرها وساقَها. وأَنشد الأَعشى: ومـا أُمُّ خِشـْفٍ، بالعَلايَـةِ، شادِنٍ، تُنَسـِّئ، فـي بَـرْدِ الظِّلالِ، غَزالَها وخبر ما في البيت الذي بعده: بِأَحْسـَنَ منهـا، يَـوْمَ قامَ نَواعِمٌ، فَـأَنْكَرْنَ، لَمـا واجَهَتْهُنَّـ، حالَها ونَسَأَتِ الدَّابَّةُ والماشِيةُ تَنْسَأُ نَسْأً: سَمِنَتْ، وقيل هو بَدْءُ سِمَنِها حين يَنْبُتُ وَبَرُها بعد تَساقُطِه. يقال: جَرَى النَّسْءُ في الدَّوابِّ يعني السِّمَنَ. قال أَبو ذُؤَيْب يصف ظَبْيةً: بـه أَبَلَـتْ شـَهْرَيْ رَبِيـعٍ كِلَيْهِما، فقـد مارَ فيها نَسْؤُها واقْتِرارُها أَبَلَتْ: جَزَأَتْ بالرُّطْبِ عن الماء. ومارَ: جَرَى. والنَّسْءُ: بَدْءُ السِّمَنِ. والاقْتِرَارُ: نِهايةُ سِمَنها عن أَكل اليَبِيسِ. وكلُّ سَمِينٍ ناسِئ. والنَّسْءُ، بالهمز، والنَّسِيءُ: اللبن الرقيق الكثير الماء. وفي التهذيب: المَمْذُوق بالماء.ونَسَأْتُه نَسْأً ونَسَأْتُه له ونَسَأْتُه إياه: خَلَطْته له بماء، واسمه النَّسْءُ. قال عُروةُ بن الوَرْدِ العَبْسِيّ: ســَقَوْنِي النَّسـْءَ، ثـم تَكَنَّفُـوني، عُــداةَ اللّهِــ، مِــنْ كَـذِبٍ وزُورِ وقيل: النَّسْءُ الشَّرابُ الذي يُزيلُ العقل، وبه فسر ابن الأَعرابي النَّسْءَ ههنا. قال: إنما سَقَوْه الخَمْر، ويقوّي ذلك رواية سيبوبه: سَقَوْني الخمر. وقال ابن الأَعرابي مرة: هو النِّسِيءُ، بالكسر، وأَنشد يَقُولُـون لا تَشـْرَبْ نِسـِيئاً، فـإنَّه عَلَيْكَــ، إذا مـا ذُقْتَهـ، لَـوخِيمُ وقال غيره: النَّسِيءُ، بالفتح، وهو الصواب. قال: والذي قاله ابن الأَعرابي خطأٌ، لأَن فِعِيلاً ليس في الكلام إلا أَن يكون ثاني الكلمة أَحدَ حُروف الحَلْق، وما أَطْرفَ قَوْلَه. ولا يقال نَسِيءٌ، بالفتح، مع علمنا أَنّ كلَّ فِعِيل بالكسر فَفَعِيلٌ بالفتح هي اللغة الفصيحة فيه، فهذا خَطأٌ من وجهين، فصحَّ أن النَّسِيءَ، بالفتح، هو الصحيح. وكذلك رواية البيت: لا تشرب نَسِيئاً، بالفتح، واللّه أعلم.
المعجم: لسان العرب

نسأ

المعنى: نسأ : (} نَسَأَه، كمنعه: زَجَرَه وسَاقَه) ، الَّذِي قَالَه الْجَوْهَرِي وَغَيره: {نَسَأَ الإِبلَ: زَجَرها لِيزدادَ سَيْرُهَا، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : نَسَأَ الدَّابَّةَ والنَّاقَةَ والإِبلَ} يَنْسَؤُها! نَسْأً: زَجَرها وسَاقها قَالَ الشَّاعِر: وعَنْسٍ كَأَلْوَاحِ الإِرَانِ نَسَأْتُهَا إِذَا قِيلَ لِلْمَشْبُوبَتَيْنِ هُمَا هُمَا والمَشْبُوبتانِ: الشِّعْرَيانِ. (كَنَسَّأَه)  {تَنْسِئَةً، نَقله الجوهريُّ، قَالَ الأَعشى: وَمَا أُمُّ خِشْفٍ بِالعَلاَيَةِ شَادِنٍ } تُنَسّىءُ فِي بَرْدِ الظِّلاَلِ غَزَالَهَا بِأَحْسَنَ مِنْهَا يَوْمَ قَامَ نَوَاعِمٌ فَأَنْكَرْنَ لَمَّا وَاجَهَتْهُنَّ حَالَها (و) نَسَأَ الشيءَ (: أَخَّرَه) يَنْسَؤُه (نَسْأً وَمَنْسَأَةً، كأَنْسَأَه) فَعَل وأَفعل بِمَعْنى. وَفِي (الفصيح) : وَيُقَال: نَسَأَ اللَّهُ فِي أَجله وأَنسأَ اللَّهُ أَجَلَك أَي أَخَّره وأَبْقَاه، من {النُّسْأَة، وَهِي التأْخير، عَن كُراع فِي المُجرَّد، وَهُوَ اخْتِيَار الأَصمعيّ. وَقَالَ ابنُ القطَّاع: نسأَ اللَّهُ أَجلَه} وأَنْسأَ فِي أَجله. فعكسه، قَالَه شَيخنَا، وَالِاسْم {النَّسيِئَةُ} - والنَّسِيءُ (و) قيل: {نَسَأَهُ: (كَلأَه) بِمَعْنى أَخَّرَه، (و) أَيضاً: (دَفَعَه عَن الحَوْضِ) وَفِي (اللِّسَان) : وَنَسَأَ الإِبلَ: دَفَعها فِي السَّيْرِ وسَاقَها، وَنَسَأْتُها أَيضاً عَن الحَوْضِ إِذا أَخَّرْتَها عَنهُ، ونَسَأَ اللَّبَنَ نَسْأً (و) نَسَأَه لَهُ ونَسَأَه إِياه (: خَلَطَه) بِمَاءٍ، واسْمه} النَّسْءُ وسيأْتي. (و) {نَسَأَت (الظَبيةُ غَزَالَها) إِذا (رَشَّحَتْه) بِالتَّشْدِيدِ (و) نَسَأَ (فُلاناً: سقَاهُ النَّسْءَ) أَي اللَّبن المَخلوطَ بِالْمَاءِ أَو الخَمْر (و) نَسَأَ فلانٌ (فِي ظِمْءِ الإِبل: زَاد يَوْمًا) فِي وِرْدِها، وَعَلِيهِ اقتصرَ فِي (الأَساس) (أَو يَوْمَيْنِ أَو أَكثر) من ذَلِك، وَعبارَة المُحكم: نَسأَ الإِبلَ: زَاد فِي وِرْدِها أَو أَخَّره عَن وَقْتِه، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) . (و) نَسَأَت الدابَّةُ و (الماشِيَةُ) } تَنْسَأُ نَسْأً: سَمِنَتْ، وَقيل: (بَدَأَ سِمَنُها، و) هُوَ حِين (نَباتُ وبرِهَا بعدَ تَساقُطِه) أَي الوبرِ (و) نَسَأً الشْيءَ: بَاعه بتأْخير، تَقول ( {نَسَأْتُه البَيْعَ} وأَنْسَأْتُه) فَعَلَ وأَفعل بِمَعْنى. (وبِعْتُه {بِنُسْأَةِ بِالضَّمِّ) وبِعْتُه بِكُلأَةٍ (} ونَسِيئَةٍ على فَعِيلة) أَي بِعته (بِأَخَرَةٍ) مُحرَّكة (و) {النَّسِيئَةُ، و (} - النَّسِيءُ) بِالْمدِّ (: الاسمُ مِنْهُ) . (و) ! - النَّسِيءُ الْمَذْكُور فِي قَول الله تَعَالَى {إِنَّمَا النَّسِىء زِيَادَةٌ فِى الْكُفْرِ} (التَّوْبَة: 37) (شَهْرٌ كَانَت تُؤَخِّرُه العربُ فِي الجاهليَّة فَنهى اللَّهُ عزَّ وجلَّ عَنهُ) فِي كِتَابه الْعَزِيز حَيْثُ قَالَ: {إِنَّمَا النَّسِىء زِيَادَةٌ فِى الْكُفْرِ} الْآيَة، وَذَلِكَ أَنهم كَانُوا إِذا صَدَروا عَن مِنى يقومُ رجلٌ (من كِنانة) فَيَقُول: أَنا الَّذِي لَا يُرَدُّ لي قضاءٌ، فَيَقُولُونَ: {أَنْسِئْنا شَهْراً، أَي أَخِّرْ عَنّا حُرْمَةَ المُحَرَّم واجعَلْها فِي صَفَر فيُحِلُّ لَهُم المُحَرَّم، كَذَا فِي (الصِّحَاح) . وَفِي (اللِّسَان) : النَّسِيءُ الْمصدر وَيكون} المَنْسُوءَ، مثل قَتِيل ومَقْتُول، والنَّسِيءُ فَعِيلٌ بِمَعْنى مَفعول، من قولِكَ: نَسَأْتُ الشَّيْءَ فَهُوَ {مَنْسُوءٌ، إِذا أَخَّرْته، ثمَّ يُحَوَّل مَنْسُوءٌ إِلى نَسِيءٍ، كَمَا يُحَوَّل مَقتولٌ إِلى قَتِيلٍ. ورجلٌ} ناسِىءٌ وقَوْمٌ {نَسَأَةٌ مثل فاسِقٍ وفَسَقَةٍ. وقرأْت فِي كتاب (الأَنساب) للبلاذري مَا نَصه: فَمِن بَني فُقَيْمٍ جُنَادَة، وَهُوَ أَبو ثُمَامة، وَهُوَ القَلَمَّسُ بنُ أُمَيَّة بن عوْفِ بن قَلَعِ بن حُذَيْفَة بن عَبْدِ بن فُقَيْم نسأَ الشُّهُور أَربعين سنة، وَهُوَ الَّذِي أَدرك الإِسلام مِنْهُم، وَكَانَ أَوّلَ من نَسَأَ قَلَعٌ، نَسَأَ سَبْعَ سِنين، ونَسَأَ أُميّةُ إِحدى عَشْرَة سنة، وَكَانَ أَحدُهم يقوم فَيَقُول: إِني لَا أُحاب وَلَا أُعاب، وَلَا يُرَدُّ قولي. ثمَّ} يَنْسَأُ الشهورَ، وَهَذَا قولُ هِشَامِ بن الكَلْبِيّ، وحَدثني عبدُ الله بن صَالح، عَن أَبي كُناسَةَ، عَن مشايخه قَالُوا: كَانُوا يُحِبُّون أَن يكون يَوْمُ صَدَرِهم عَن الحَجِّ فِي وَقت واحدٍ من السّنة، فَكَانُوا! يَنْتَسِئُونَه، والنَّسِيءُ: التأْخيرُ، فيُؤَخِّرونه فِي كلِّ سنةٍ أَحدَ عشرَ يَوْمًا، فإِذا وقَع فِي عدَّة أَيَّامٍ من ذِي الحجَّة جَعَلُوهُ فِي العامِ المُقْبِل، لزِيَادَة ايحدَ عشرَ يَوْمًا من ذِي الْحجَّة، ثمَّ على تِلْكَ الأَيام، يَفْعَلُونَ كَذَلِك فِي أَيَّام السّنة كُلِّهَا، وكانُوا يُحَرِّمون الشهرينِ اللَّذَيْنِ يَقع فيهمَا الحجُّ والشهْرَ الَّذِي بعدَهما، لِيُوَاطِئُوا فِي النَّسِيءِ بذلك عِدَّة مَا حَرَّمَ اللَّهُ، وَكَانُوا يُحَرِّمون رَجَباً كَيفَ وقعَ الأَمرُ، فَيكون فِي السّنة أَربعَةُ أَشْهُر حُرمٌ، وَقَالَ عَمْرُو بن بُكَيْر: قَالَ المُفضَّل الضَّبِّيّ: يُقال {لِنَسأَةِ الشهورِ: القَلاَمِسُ، واحدهم قَلَمَّسٌ، وَهُوَ الرئيس المُعَظَّم، وَكَانَ أَوّلهم حُذيفَة ابْن عَبْدِ بن فُقَيْم بن عَدِيِّ بن عَامر ابْن ثَعْلَبَةَ بن الْحَارِث بن مَالك بن كِنانة، ثمَّ ابْنه قَلَعُ بن حُذيفة، ثمَّ عَبَّاد بن قلع، ثمَّ أُمية بن قلع، ثمَّ عَوف بن أُمَية، ثمَّ جُنَادة بنُ أُميَّة بن عَوْف بن قَلَعٍ. قَالَ: وَكَانَت خَثْعَم وطَيِّيءُ لَا يُحَرِّمون الأَشْهُرَ الحُرُمَ، فيُغيِرون فِيهَا ويُقاتِلون، فَكَانَ مَنْ نَسَأَ الشهورَ من} الناسِئين يقوم فيقولُ: إِني لَا أُحَاب وَلَا أُعَاب وَلَا يُرَدُّ مَا قَضَيْتُ بِهِ، وإِني قد أَحللت دِماءَ المُحَلِّلِين من طَيِّيءَ وخَثْعَم، فَاقتُلوهم حَيْثُ وجَدْتموهم إِذا عرضوا لكم. وأَنشدني عبدُ الله بن صالحٍ لبَعض القَلامِس: لَقَدْ عِلَمَتْ عُلْيَا كِنَانَةَ أَنَّنَا إِذا الغُصْنُ أَمْسَى مُورِقَ العُودِ أَخْضَرا أَعَزُّهُمُ سِرْباً وَأَمْنَعُهمْ حِمى وأَكْرَمُهمْ فِي أَوَّلِ الدَّهْرِ عُنْصُرَا وَأَنَّا أَرَيْنَاهُمْ مَنَاسِكَ ديِنهِمْ وَحُزْنَا لَهُمْ حَظًّا مِنَ الخَيْر أَوْفَرَا وَأَنَّ بِنَا يُسْتَقْبَلُ الأَمْرُ مُقْبِلاً وَإِنْ نَحْنُ أَدْبَرْنَا عَنِ الأَمْرِ أَدْبَرَا وَقَالَ بعضُ بني أَسدِ: لَهُمْ {نَاسِىءٌ يَمْشُونَ تَحْتَ لِوَائِهِ يُحِلُّ إِذا شَاءَ الشُّهُورَ وَيُحْرِمُ وَقَالَ عُمَيْرُ بن قيْسِ بن جِذْلِ الطِّعَانِ: أَلَسْنَا} النَّاسِئِينَ عَلَى مَعَدَ شُهُورَ الحِلّ نَجْعَلُهَا حَرَامَا {وأَنْسَأَه الدَّيْنَ مِثْل البَيْعِ: أَخَّرَه بِهِ، أَي جَعَلَه لَهُ مُؤَخَّراً، كاينه جَعَلَه لَهُ بِأَخَرَةٍ، واسمُ ذَلِك الدَّيْنِ} النَّسيِئَةُ، وَفِي الحَدِيث (إِنَّمَا الرِّبَا فِي النَّسِيئَةِ) هِيَ البَيْعُ إِلى أَجَل مَعلومٍ، يُرِيد أَنَّ بَيْعَ الرِّبَوِيَّاتِ بالتأْخيرِ من غير تَقَابُضٍ هُوَ الرِّبَا وإِن كَانَ بِغَيْر زيادةٍ. قَالَ ابنُ الأَثيرِ: وَهَذَا مَذْهَبُ ابنِ عَبَّاسٍ، كَانَ يَرَى بَيْعَ الرِّبوِيّاتِ مُتَفَاضِلَةً مَعَ التَّقَابُضِ جَائزِاً، واين الرِّبَا مَخصوصٌ! بالنَّسيئَةِ.  ( {واسْتَنْسَأَهُ: سَأَلَه أَنْ} يُنْسِئَه دَيْنَه) أَي يُؤَخِّرَه إِلى مُدَّةٍ، أَنشَد ثَعْلبٌ: قَدْ {اسْتَنْسَأَتْ حَقِّي رَبِيعَةُ لِلْحَيَا وَعِنْدَ الحَيَا عَارٌ عَلَيْكَ عَظِيمُ وإِنَّ قَضَاءَ المَحْلِ أَهْوَنُ ضَيْعَةً مِنَ المُخِّ فِي أَنْقَاءِ كُلِّ حَلِيمِ قَالَ: هَذَا رجلٌ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ بَعِيرٌ، فطلَب مِنْهُ حَقَّه، قَالَ: فَأَنْظِرْنِي حَتَّى أُخْصِتَ، فَقَالَ: إِنْ أَعْطَيْتَني اليومَ جَمَلاً مَهزولاً كَانَ لَك خَيْراً من أَن تُعْطِيَه إِذا أَخصَبَتْ إِبلُك. وَتقول} اسْتَنْسَأْتُه الدَّيْنَ {فَأَنْسَأَنِي} ونَسَأْتُ عَنْهُ دَيْنَهُ: أَخَّرْتُه {نَسَاءً بالمَدِّ. (} والمِنْسَأَة كمِكْنَسَة ومَرْتَبَة) بِالْهَمْز (وبتَرْكِ الهَمْزِ فيهمَا: العَصَا) العظيمةُ الَّتِي تَكون مَعَ الرَّاعي، قَالَ أَبو طالِبٍ عمُّ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي الْهَمْز: أَمِنَ أَجْلِ حَبْلٍ لاَ أَبَاكَ ضَرَبْتَهُ {بِمِنْسَأَةٍ قَدْ جَرَّ حَبْلَك أَحْبُلُ وَقَالَ آخرُ فِي ترك الْهَمْز: إِذا دَبَبْتَ عَلَى} المِنْسَاةِ مِنْ هَرَمٍ فَقَدْ تَبَاعَدَ عَنْكَ اللَّهْوُ والغَزَلُ وإِنما سُمِّي بهَا (لأَنَّ الدَّابَّةَ {تُنْسَأُ بِهَا) أَي تُزْجَرُ لِيزدادَ سَيْرُها، أَو تُدْفَع أَو تُؤَخَّر، قَالَ ابنُ سَيّده: وأَبدلوا هَمْزها إِبدالاً كُلِّيًّا فَقَالُوا:} مِنْسَاةٌ، وأَصلها الْهَمْز، وَلكنه بَدَلٌ لازمٌ، حَكَاهُ سيبويهِ، وَقد قُرِيءَ بِهما جَمِيعاً، (و) من ذَلِك (قولُ الفَرَّاءِ) فِي قَوْله عز وَجل {تَأْكُلُ! مِنسَأَتَهُ} (سبأ: 14) فِيمَا نَقله عَنهُ ابنُ السَّيّد البَطَلْيُوسي مَا نَصُّه (يَجُوزُ، يَعْنِي فِي الْآيَة) الْمَذْكُورَة (مِنْ سَأَتِهِ، بفصل مِن) عَنْ سَأَتِه (على أَنّه حَرْفُ جرَ، والسَّأَةُ لُغَةٌ فِي سِيَةِ القَوْسِ) قَالَ ابنُ عادِل والسِّيَةُ: العَصَا أَو طَرَفُها، أَي تَأْكُل مِن طَرَف عَصَاه، وَقد رُوِي أَنه اتَّكأَ على خَضْرَاءَ مِنْ خَرْنُوبٍ، وإِلى هَذِه القِرَاءَة أَشارَ البَيْضَاوِي وغيرُه من المُفَسِّرين، وَنقل شيخُنا عَن الخَفَاجي فِي العِناية أَنه قُرِىءَ مِنْ سَأَتِه، بمِن الجَارَّة، وسأَتِه بالجَرِّ بِمَعْنى طَرَف الْعَصَا، وأَصلُها، مَا انْعَطَفَ من طَرَفَيِ  القَوْسِ، استعِيرتْ لما ذُكِرَ، إِما اسْتِعَارَة اصطلاحِيَّة، لأَنه قيل: إِنها كانتْ خَضْراءَ فاعوَجَّتْ بالاتِّكاء عَلَيْهَا، أَو لُغَوَّية باستعمالِ المُقَيَّد فِي المُطْلَق، انْتهى، ثمَّ قَالَ: وَهَذِه القراءَةُ مَرْوِيَّةٌ عَن سَعيد بن جُبَيْرٍ وَعَن الكسائيّ. تَقول العَرُب سَأَةُ القَوْسِ وَسِئَتُها، بِالْفَتْح وَالْكَسْر، قَالَ ابْن السَّيّد البَطَلْيُوسي لما نقل هَذِه القراءَة عَن الفَرَّاءِ رَادًّا عَلَيْهِ، وَتَبعهُ المُصنّف فَقَالَ: (فِيه بُعْدٌ وتَعَجْزُفٌ) ، لَا يجوز أَن يُستعْمَل فِي كتاب اللَّهِ عزَّ وجلَّ مَا لمْ تَأْتِ بِهِ رِوَايةٌ وَلَا سَمَاعٌ، وَمَعَ ذَلِك هُوَ غيرُ مُوافِقٍ لقصَّة سيِّدِنا سُليمانَ عَلَيْهِ السَّلَام، لأَنه لم يَكُنْ مُعتَمِداً على قَوْس، وإِنما كَانَ مُعتمِداً على العَصا، انْتهى المقصودُ من كَلَام البَطَلْيُوسي، وَهُوَ مَنقوضٌ بِمَا تَقدَّم فتأَمَّلْ. (والنَّسْءُ) بِالْفَتْح مهموزاً: (الشَّرَابُ المُزِيلُ للعَقْلِ) ، قَالَ عُرْوَةُ بن الوَرْدِ العَبْسِيُّ: سَقَوْنِي النَّسْءَ ثُمَّ تَكَنَّفُونِي عُدَاةَ اللَّهِ مِنْ كَذِبٍ وَزُورِ وَبِه فَسَّر ابنُ الأَعرابيّ النَّسْءَ هُنَا قَالَ: إِنما سَقَوْهُ الخَمْرَ، يُقَوِّي ذَلِك رِوَايَةُ سيبويهِ: سَقَوْني الخَمْرَ، وسيأْتي خبر ذَلِك فِي ي س ت ع ر (واللَّبَنُ الرَّقيقُ الكثيرُ الماءِ) وَفِي (التَّهْذِيب) : المَمْذُوقُ بالماءِ، وَيُقَال نَسَأْتُ اللَّبنَ نَسْأً {ونَسَأْتُه لَهُ ونَسَأْتُه إِيَّاه: خَلَطْتُه لَهُ بماءٍ، واسْمه النَّسْءُ (} - كالنَّسِيءِ) مِثَال فَعِيلٍ، رَاجع إِلى اللَّبن، قَالَه شيخُنا، وَلَا بُعْدَ إِذا كَانَ رَاجعا إِليهما، بِدَلِيل قَوْل صاحبِ (اللسانِ) : قَالَ ابنُ الأَعرابي مَرَّةً: هُوَ النِّسِيءُ، بِالْكَسْرِ والمَدّ، وأَنشد: يَقُولُونَ لَا تَشْرَبْ نِسيِئاً فَإِنَّهُ عَلَيْكَ إِذَا مَا ذُقْتَه لَوَخِيمُ وَقَالَ غَيره: النَّسِيءُ، بِالْفَتْح، وَهُوَ الصَّوَاب، قَالَ: وَالَّذِي قالَه ابنُ الأَعرابيّ خَطَأٌ، لأَن فِعِيلاً لَيْسَ فِي الْكَلَام إِلاَّ أَن يكون ثَانِي الكَلمة أَحَدَ حُرُوف الحَلْقِ. قلت: وستأْتي الإِشارة إِلى مثله فِي شَهِد، إِن شاءَ الله تَعَالَى. (و) النَّسْءُ أَيضاً: (السِّمَنُ أَو بَدْؤُه) يُقَال: جَرَى النَّسْءُ فِي  الدَّوَابِّ، يَعْنِي السِّمَنُ، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصف ظَبْيَةً: بِهِ أَبَلَتْ شَهْرَيْ رَبِيعٍ كِلَيْهِمَا فَقَدْ مَارَ فِيهَا {نُسْؤُهَا وَاقْتِرَارُهَا أَبَلَتْ: جَزَأَتْ بِالرُّطْبِ عَن الماءِ، ومَارَ: جَرَى، والنَّسْءُ: بَدْءُ السِّمَنِ، واقْترارُها: نِهَايَةُ سِمَنِها عَن ايكْلِ اليَبِيسِ. (و) } النَّسْءُ (بالتثليثِ: المرأَةُ المَظْنُونُ بهَا الحَمْلُ) يُقَال: امرأَة نسءٌ ( {كالنَّسُوءِ) على فَعُولٍ، تَسْمِية بِالْمَصْدَرِ، وَقَالَ الزمخشريُّ: ويروى نُسُوءٌ بِضَم النُّون، عَن قُطْرُب، وَفِي الحَدِيث كَانَت زَيْنبُ بِنْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمتحت أَبي العَاصِ بنِ الربِيع، فَلَمَّا خرج رسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمإِلى الْمَدِينَة أَرْسَلها إِلى أَبِيها، وَهِي} نَسُوءٌ، أَي مَظْنُونٌ بهَا الحَمْلُ. يُقَال: امرأَةٌ نَسُوءٌ ونَسْءٌ، ونِسوةٌ {نِسَاءٌ، أَي تأْخَّر حَيْضُها ورُجِيَ حَبَلُها، وَهُوَ من التأْخير، وَقيل: هُوَ بمعنَى الزِّيادة، من نَسَأْتُ اللَّبنَ إِذا جَعَلْتَ فِيهِ الماءَ تُكَثِّرُه بِهِ، والحَمْلُ زِيَادةٌ، (أَو الَّتِي ظَهَرَ) بهَا (حَمْلُها) ، كأَنه أُخذَ من الحَديث، وَهُوَ أَنه صلى الله عَلَيْهِ وسلمدَخَل على أُمِّ عامِرِ بن رَبِيعةَ، وَهِي نَسُوءٌ، وَفِي رِواية: نَسْءٌ، فَقَالَ لَهَا (أَبْشِرِي بِعَبْدِ اللَّهِ خَلَفاً مِن عَبْدِ الله) فولَدَتْ غُلاماً فسَمَّتْه عبدَ اللَّه. (و) النِّسْءُ (بِالْكَسْرِ) هُوَ الرجلُ (المُخالِطُ) للنَّاس (و) يُقَال: (هُوَ نِسْءُ نِسَاءٍ) أَي (حِدْثُهُنَّ وخِدْنُهُنَّ) بِكَسْر أَوَّلهما. (و) } النَّسَاء (كالسَّحابِ: طُولُ العُمُرِ) ونَسَأَ اللَّهُ فِي أَجَلِه: أَخَّره، وَحكى ابنُ دُرَيْدٍ: أَمَدَّ لَهُ فِي الأَجلِ:! أَنْسَأَهُ فِيهِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدري  كَيفَ هَذَا، والاسمُ النَّسَاءُ، وأَنْسَأَه اللَّهُ أَجَلَه، ونَسَأَه فِي أَجلِه بِمَعْنى، كَمَا فِي (الصِّحَاح) ، وَفِي الحَدِيث عَن أَنس بن مَالك (مَنْ أَحَبَّ أَن يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِه، ويُنْسَأَ فِي أَجَلِه، فَلْيَصِلْ رَحِمَه) النَّسْءُ: التأْخيرُ يكون فِي العُمُرِ والدَّيْنِ، وَمِنْه الحَدِيث (صِلَةُ الرَّحِم مَثْرَاةٌ فِي المالِ، {مَنْسَأَةٌ فِي الأَثَر) هِيَ مَفْعَلَة مِنْهُ، أَي مَظِنَّةٌ لَهُ ومَوْضِع، وَفِي حَدِيث ابنِ عَوْفٍ (وَكَانَ قد} أُنْسِىء لَهُ فِي العُمُرِ) أَي أُخِّر، {والنُّسْأَة، بالضمّ مثلُ الكُلأَةِ: التأْخيرُ، وَقَالَ فَقِيهُ العربِ: من سَرَّه} النَّساءُ وَلَا نَساءَ، فليُخَفِّف الرِّداءَ، ولْيُبَاكِرِ الغَدَاءَ، وَلْيُكْرِ العَشَاءَ، ولْيُقِلَّ غِشْيَانَ النَّساءِ، أَي تأَخّر العُمُر والبَقاء (ومَصْدَرُ نَسَأَ) الرجلُ العُمُر والبَقاء (ومَصْدَرُ نَسَأَ) الرجلُ (دَيْنَه) أَخَّرَه، وَيُقَال إِذا أَخَّرْتَ الرجل بِدَيْنِه قُلْتَ؛ {أَنْسَأْتُه، فإِذا زِدْتَ فِي الأَجل زِيادَةً يقَعُ عَلَيْهَا تَأْخِيرٌ قُلْتَ؛ قد} نَسَأْتُك فِي أَيَّامِك، ونَسَأْتُك فِي أَجَلِك، وَكَذَلِكَ تَقول للرجل: نَسأَ اللَّهُ فِي أَجَلِك، لأَن الأَجَل مَزِيدٌ فِيهِ، وَلذَلِك قيل لِلَّبَنِ النَّسِيءُ، لِزيادةِ الماءِ فِيهِ. ونَسَأٌ كجَبَلٍ، مهموزٌ، كَمَا صرَّح بِهِ الإِسنويُّ وابنُ خِلّكان والسُّبْكِي، وَهِي بلَدٌ بِخُرَاسانَ، مِنْهَا صاحبُ السُّنَنِ الإِمام الحافظُ أَبو عَبد الرَّحْمَن أَحمد بن شُعَيْبٍ النَّسَائِي، تُوُفِّي سنة 330. (و) من النَّسْءِ بِمَعْنى السِّمنِ (كُل {نَاسِىءٍ) مِن الْحَيَوَان (: سَمِينٌ) ، وَعبارَة اللِّسَان: وكُلُّ سَمِينٍ نَاسِيءٌ، وَهِي أَوْلَى. (} وانْتَسَأَ) القومُ إِذا تباعَدَوا، وَفِي حَدِيث عُمرَ رَضِي الله عَنهُ: ارْمُوا فَإِنَّ الرَّمْيَ جَلاَدَةٌ، وإِذا رَمَيْتُم {فَانْتَسُوا عَن البُيُوتِ، أَي تَأَخَّرُوا، قَالَ ابنُ الأَثير: يُرْوَى هَكَذَا بِلَا همز، قَالَ: والصوابُ} انتسِئُوا، بِالْهَمْز، ويروى فَبَنِّسوا أَي تأْخَّروا، وَيُقَال: بَنَّسْتُ، أَي تأْخَّرْت  {وانتسأَ البعيرُ (فِي المَرْعَى) أَي (تَباعَدَ) } وانْتَسأْتُ عَنهُ تَأَخَّرْتُ وتَباعَدْتُ. قَالَ ابنُ مَنْظُور: وَكَذَلِكَ الإِبل إِذا تباعَدَتْ فِي المرعى، وَيُقَال: إِن لي عَنْكَ {لَمُنْتَسَأً أَي مُنْتَأًى وسَعَةً. (و) قيل (} نُسِئَت المرأَةُ) بالبناءِ للْمَفْعُول (كعُنِيَ) {تُنْسَأُ (} نَسْأً) وَذَلِكَ عِنْد أَوَّل حَبَلِها، وَذَلِكَ إِذا (تَأَخَّرَ حَيْضُها عَنْ وَقْتِه) المعتادِ لأَجْلِ الحَمْل (فَرُجِيَ أَنَّها حُبْلَى) ، نَقله السُّهَيْلي عَن الْخَلِيل، وَقيل: تأَخَّر حَيْضُها وَبَدَأَ حَمْلُها، وَقَالَ الأَصمعي: يقغال للمرأَة أَوَّلَ مَا تَحْمِل: قد نُسِئَتْ. ونُسِئَت المرأَةُ إِذا حَبِلَت، جُعِلَت زِيادَةُ الوَلَد فِيهَا كزيِادة الماءِ فِي اللَّبن، (وَهِي امرأَةٌ نَسْءٌ) ، وَالْجمع أَنْسَاءٌ ونُسُوءٌ، بِالضَّمِّ، وَقد يُقَال: نسَاءٌ نَسْءٌ على الصِّفة بِالْمَصْدَرِ (لَا نَسِيءٌ) كأَمير، كَذَا ظَاهر السِّياق، والصَّواب بِالْكَسْرِ والمدّ (ووَهِمَ الجوهريُّ) حَيْثُ جَوَّزوه تبعا لابنِ الأَعرابيّ، والمُصَنِّف فِي هَذَا التوهيم تابِعٌ لِابْنِ بَرِّي، حَيْثُ قَالَ: الَّذِي قالَه ابنُ الأَعرابيّ خَطَأٌ، لأَن فِعِيلاً لَيْسَ فِي الْكَلَام إِلا أَن يكون ثَانِي الْكَلِمَة أَحدَ حُرُوف الحَلْق، فَالصَّوَاب الْفَتْح. وَقَالَ كُراع فِي المُجَرَّد: مالَه نَسَأَه اللَّهُ، أَي أَخزاه، وَيُقَال أَخَّره اللَّهُ، وإِذا أَخَّرَه اللَّهُ فقد أَخزاه. وأَنْسَأْتُ سُرْبَتِي: أَبْعَدْتُ مَذْهَبي، قَالَ الشَّنْفَري يَصِف خُروجه وأَصحابه إِلى الغَزْوِ وأَنَّهم أَبْعَدُوا المَذْهَبَ: عَدَوْنَا مِنَ الوَادِي الَّذِي بَيْنَ مِشْعَلٍ وَبَيْنَ الحَشَا هَيْهَاتَ أَنْسَأْتُ سُرْبَتي ويروى: أَنْشَأْتُ، بالشين المُعجمة، فالسُّرْبَة فِي رِوايته بالشين المُعجمة، فالسُّرْبَة فِي رِوايته بِالسِّين المُهمَلَة: (المَذْهب) وَفِي روَايته بالشين المُعجمة: الجمَاعَةُ، وَهِي رِوَايَةُ الأَصمَعي والمُفَضَّل، وَالْمعْنَى عِنْدهمَا: أَظْهَرْت جَمَاعتي مِنْ مَكَانٍ بَعيدٍ لِمَعْزى بَعِيد. قَالَ ابْن بَرِّيّ: أَوْرَدَه الجوهريُّ: عَدَوْنَ  مِنَ الوادِي. والصَّوَابُ: عَدَوْنَا، وَكَذَلِكَ أَنشده الجوهريُّ أَيضاً على الصَّوَاب فِي سرب.
المعجم: تاج العروس

كلأ

المعنى: قال اللّه، عز وجل: قل مَنْ يَكْلَؤُكُم بالليلِ والنهارِ من الرحمن. قال الفرَّاءُ: هي مهموزة، ولو تَرَكْتَ هَمْزَ مثلِه في غير القرآن قُلْتَ: يَكُلُوكم، بواو ساكنة، ويَكْلاكم، بأَلف ساكنة، مثل يَخْشاكم؛ ومَن جعلها واواً ساكنة قال: كَلات، بأَلف يترك النَّبْرةَ منها؛ ومن قال يَكْلاكُم قال: كَلَيْتُ مثل قَضَيْتُ، وهي من لغة قريش، وكلٌّ حَسَنٌ، إلا أَنهم يقولون في الوجهين: مَكْلُوَّةٌ ومَكْلُوٌّ، أَكثرَ مما يقلون مَكْلِيٌّ، ولو قيل مَكْلِيٌّ في الذين يقولون: كَلَيْت، كان صواباً. قال: وسمعتُ بعض الأَعراب ينشد: مـا خاصـَمَ الأَقْـوامَ مِن ذِي خُصُومةٍ، كَوَرْهــاءَ مَشــْنِيٍّ إليهـا حَلِيلُهـا فبَنَى على شَنَيْت بتَرْك النَّبْرةِ.الليث: يقال: كلأَكَ اللّه كِلاءَةً أَي حَفِظَك وحرسك، والمفعول منه مَكْلُوءٌ، وأَنشد: إنَّ ســـُلَيْمَى، واللّــه يَكْلَؤُهــا، ضــَنَّتْ بِــزادٍ مــا كـانَ يَرْزَؤُهـا وفي الحديث أَنه قال لِبِلالٍ، وهم مُسافِرُون: اكْلأْ لَنا وقْتَنا. هو من الحِفْظ والحِراسة. وقد تخفف همزة الكِلاءَة وتُقْلَبُ ياءً. وقد كَلأَه يَكْلَؤُه كَلأً وكِلاءً وكِلاءَةً، بالكسر: حَرَسَه وحَفِظَه. قال جَميل: فَكُــونِي بخَيْــرٍ فـي كِلاءٍ وغِبْطـةٍ، وإنْ كُنْـتِ قَـدْ أَزْمَعْتِ هَجْري وبِغْضَتي قال أَبو الحسن: كِلاءٌ يجوز أَن يكون مصدراً كَكِلاءَةٍ، ويجوز أَن يكون جَمْعَ كِلاءَةٍ، ويَجُوزُ أَن يكون أَراد في كِلاءَةٍ، فَحَذَفَ الهاء للضَّرُوة. ويقال: اذْهَبُوا في كِلاءَةِ اللّه.واكْتَلأَ منه اكْتِلاءً: احْتَرَسَ منه. قال كعب ابن زهير: أَنَخْــتُ بَعِيــري واكْتَلأَتُ بعَيْنِهــ، وآمَــرْتُ نَفْســِي أَيَّ أَمْــرَيَّ أَفْعَـلُ ويروى أَيُّ أَمْرَيَّ أَوْفقُ.وكَلأَ القومَ: كان لهم رَبِيئةً.واكْتَلأَتْ عَيْنِي اكْتِلاءً إذا لم تَنَمْ وحَذِرَتْ أَمْراً، فَسَهِرَتْ له. ويقال: عَيْنٌ كَلُوءٌ إذا كانت ساهِرَةً، ورجلٌ كَلُوءُ العينِ أَي شَدِيدُها لا يَغْلِبُه النَّوْمُ، وكذلك الأُنثى. قال الأَخطل: ومَهْمَــهٍ مُقْفِــرٍ، تُخْشـَى غَـوائِلُه، قَطَعْتُــه بِكَلُــوءِ العَيْنِـ، مِسـْفارِ ومنه قول الأَعرابيّ لامْرَأَتِه: فواللّه إنِّي لأَبْغِضُ المرأَةَ كَلُوءَ الليلِ.وكالأَه مُكَالأَةً وكِلاءً: راقَبَه. وأَكلأْتُ بَصَرِي في الشيء إذا ردَّدْتَه فيه.والكَلاّءُ: مَرْفَأُ السُّفُن، وهو عند سيبويه فَعَّالٌ، مثل جَبَّارٍ، لأَنه يَكْلأُ السفُنَ مِن الرِّيحِ؛ وعند أَحمد بن يحيى: فَعْلاء، لأَنَّ الرِّيح تَكِلُّ فيه، فلا يَنْخَرِقُ، وقول سيبويه مُرَجَّحٌ، ومما يُرَجِّحُه أَن أَبا حاتم ذكر أَنَّ الكَلاَّءَ مذكَّر لا يؤَنِّثه أَحد من العرب. وكَلأَ القومُ سَفيِنَتهم تَكْلِيئاً وتَكْلِئةً، على مثال تكْلِيم وتكْلِمةٍ: أَدْنَوْها من الشَطِّ وحَبَسُوها. قال: وهذا أَيضاً مما يُقَوِّي أَنَّ كَلاَّءً فَعَّالٌ، كما ذهب إليه سيبويه.والمُكَلأُ، بالتشديد: شاطِئ النهر وَمَرْفَأُ السفُن، وهو ساحِلُ كلِّ نَهر. ومنه سُوقُ الكَلاَّءِ، مشدود ممدود، وهو موضع بالبصرة، لأَنهم يُكَلِّئُون سُفُنَهم هناك أَي يَحْبِسُونها، يذكر ويؤَنث. والمعنى: أَنَّ المَوضع يَدْفَعُ الرِّيحَ عن السُّفُن ويحفَظها، فهو على هذا مذكر مصروف.وفي حديث أَنس، رضي اللّه عنه، وذكر البصرة: إيَّاكَ وسِباخَها وكَلاَّءَها. التهذيب: الكَلاَّءُ والمُكَلأُ،الأَوَّل ممدود والثاني مقصور مهموز: مكان تُرْفَأُ فيه السُّفُنُ، وهو ساحِلُ كلِّ نَهر. وكَلأْتُ تَكْلِئةً إذا أَتَيْت مَكاناً فيه مُسْتَتَرٌ من الرِّيح، والموضع مُكَلأٌ وكَلاَّءٌ.وفي الحديث: من عَرَّضَ عَرَّضْنا لَه، ومن مَشَى على الكَلاَّءِ أَلقَيْناه في النَّهَر. معناه: أَن مَن عَرَّضَ بالقَذْفِ ولم يُصَرِّحْ عَرَّضْنا له بتَأْدِيبٍ لا يَبْلُغ الحَدّ، ومن صَرَّحَ بالقذْفِ، فَرَكِب نَهَر الحُدُودِ ووَسَطَه، أَلْقَيْناه في نَهَرِ الحَدِّ فَحَدَدْناه.وذلك أَن الكَلاَّءَ مَرْفَأُ السُّفُن عند الساحِل. وهذا مَثَل ضَرَبه لمن عَرَّضَ بالقَذْف، شَبَّهه في مُقارَبَتِه للتَّصريح بالماشي على شاطِيءِ النَّهَر، وإلقاؤُه في الماءِ إيجابُ القذف عليه، وإلزامُه الحَدَّ.ويُثنَّى الكَلاَّءُ فيقال: كَلاَّآن، ويجمع فيقال: كَلاَّؤُون. قال أَبو النجم: تَـــرَى بِكَلاَّوَيْــهِ مِنــهُ عَســْكَرا، قَوْمــاً يَــدُقُّونَ الصـَّفَا المُكَسـَّرا وَصَف الهَنِيءَ والمرِيءَ، وهما نَهرانِ حَفَرهما هِشامُ بن عبد الملك.يقول: تَرَى بِكَلاَّوَي هذا النهر من الحَفَرَةِ قوْماً يَحْفِرُون ويَدُقُّونَ حجارةً مَوْضِعَ الحَفْرِ منه، ويُكَسِّرُونها. ابن السكيت: الكَلاَّءُ: مُجْتَمَعُ السُّفُن، ومن هذا سمي كَلاَّءُ البَّصْرَة كَلاّءً لاجتماع سُفُنِه.وكَلأَ الدَّيْنُ، أَي تَأَخَر، كَلأً. والكالِئ والكُلأَة: النَّسيِئة والسُّلْفةُ. قال الشاعر: وعَيْنُــــه كالكـــالِئ الضـــِّمَارِ أَي نَقْدُه كالنَّسِيئةِ التي لا تُرْجَى. وما أَعْطَيْتَ في الطَّعامِ مِن الدَّراهم نَسِيئةً، فهو الكُلأَة، بالضم.وأَكلأَ في الطعام وغيره إكْلاءً، وكَلأَ تَكْلِيْئاً: أَسْلَفَ وسَلَّمَ. أَنشد ابن الأَعرابي: فَمَـــنْ يُحْســـِنْ إليهــم لا يُكَلِّئ، إلــى جــارٍ، بــذاكَ، ولا كَرِيــمِ وفي التهذيب: إلــى جــارٍ، بــذاك، ولا شــَكُورِ وأَكْلأَ إكْلاءً، كذلك. واكْتَلأَ كُلأَةً وتَكَلأَها: تَسَلَّمَها.وفي الحديث: أَنه، صلى اللّه عليه وسلم، نَهَى عن الكالِئ بالكالِئ.قال أَبو عبيدة: يعني النَّسِيئةَ بالنَّسِيئةِ. وكان الأَصمعي لا يَهْمِزه، ويُنْشِد لعَبِيد بن الأَبْرَصِ: وإذا تُباشــــــِرُكَ الهُمُـــــومُ، فإِنَّهـــــا كـــــالٍ ونـــــاجِزْ أَي منها نَسيئةٌ ومنها نَقْدٌ.أَبو عبيدة: تَكَلأْتُ كُلأَةً أَي اسْتَنْسَأْتُ نَسِيئةً، والنَّسِيئةُ: التَّأخِيرُ، وكذلك اسْتَكلأْتُ كُلأَةً، بالضم، وهو من التَّأخِير.قال أَبو عبيد: وتفسيره أَن يُسْلِمَ الرَّجُلُ إلى الرجل مائةَ دِرهمٍ إلى سنة في كُرِّ طَعام، فإذا انقَضَت السنةُ وحَلَّ الطَّعامُ عليه، قال الذي عليه الطَّعامُ للدّافع: ليس عندي طَعامٌ، ولكن بِعْنِي هذا الكُرَّ بمائتي درهم إلى شهر، فَيبيعُه منه، ولا يَجرِي بينهما تَقابُضٌ، فهذه نَسِيئةٌ انتقلت إلى نَسِيئةٍ، وكلُّ ما أَشبهَ هذا هكذا. ولو قَبَضَ الطعامَ منه ثم باعَه منه أَو مِن غيره بِنَسيئةٍ لم يكن كالئاً بكالِئ.وقول أُمية الهذَلي: أُســـَلِّي الهُمـــومَ بأَمْثالِهـــا، وأَطْــوِي البلادَ وأَقْضــِي الكَـوالي أَراد الكوالِئ، فإِمَّا أَن يكون أَبْدَلَ، وإما أَن يكون سَكَّن، ثم خَفَّفَ تخفيفاً قِياسِيّاً. وبَلَّغَ اللّه بك أَكْلأَ العُمُرِ أَي أَقْصَاهُ وآخِرَه وأَبْعَدَه. وكَلأَ عُمُرُه: انْتَهَى. قال: تَعَفَّفْتُ عنها في العُصُورِ التي خَلَتْ، فَكَيْـفَ التَّصـابي بَعْـدَما كَلأَ العُمْرُ الأَزهري: التَّكْلِئةُ: التَّقَدُّمُ إلى المكان والوُقُوفُ به. ومن هذا يقال: كَلأْتُ إلى فلان في الأَمر تَكْلِيئاً أَي تَقَدَّمْتُ إليه.وأَنشد الفرّاءُ فِيمَن لم يَهْمِز: فَمَـــنْ يُحْســِنْ إليهــم لا يُكَلِّــي البيت. وقال أَبو وَجْزَةَ: فــإِن تَبَــدَّلْتَ، أَو كَلأْتَ فـي رَجُـلٍ فلا يَغُرَّنْــكَ ذُو أَلْفَينِــ، مَغْمُــورُ قالوا: أراد بذي أَلْفَيْنِ مَن له أَلفان من المال. ويقال: كَلأْتُ في أَمْرِك تكْلِيئاً أَي تأَمَّلْتُ ونَظَرتُ فيه، وكَلأْتُ في فلان: نَظَرْت إليه مُتَأَمِّلاً، فأَعْجَبَنِي. ويقال: كَلأْته مائة سَوْطٍ كَلأً إذا ضَرَبْتَه. الأَصمعي: كَلأْتُ الرَّجُلَ كَلأً وسَلأته سَلأً بالسَّوط، وقاله النضر. الأَزهري في ترجمة عشب: الكَلأُ عند العرب: يقع على العشْب وهو الرُّطْبُ، وعلى العُرْوةُ والشَّجَر والنَّصِيِّ والصِّلِّيانِ، كلُّ ذلك من الكلإِ. غيره: والكَلأُ، مهموز مقصور: ما يُرْعَى. وقيل: الكَلأُ العُشْبُ رَطْبُه ويابِسُه، وهو اسم للنوع، ولا واحِدَ له.وأَكلأَتِ الأَرضُ إكْلاءً وكَلِئَتْ وكَلأَتْ: كثر كَلَؤُها. وأَرضٌ كَلِئَةٌ، على النَّسَب، ومَكْلأَةٌ: كِلْتاهما كَثِيرةُ الكَلإِ ومُكْلِئةٌ، وسَواء يابِسُه ورَطْبُه. والكَلأُ: اسم لجَماعة لا يُفْرَدُ. قال أَبو منصور: الكَلأُ يجمع النَّصِيَّ والصِّلِّيانَ والحَلمَةَ والشِّيحَ والعَرْفَجَ وضُروبَ العُرَا، كلُّها داخلة في الكَلإِ، وكذلك العُشْب والبَقْل وما أَشبهها. وكَلأَتِ الناقةُ وأَكْلأَتْ: أَكَلَت الكَلأَ.والكَلالِئ: أَعْضادُ الدَّبَرَة، الواحدة: كَلاءٌ، ممدود. وقال النضر: أَرْضٌ مُكْلِئةٌ، وهي التي قد شَبِعَ إبِلُها، وما لم يُشْبعِ الإبلَ لم يَعُدُّوه إعْشاباً ولا إكْلاءً، وان شَبِعَت الغَنمُ. قال: والكَلأُ: البقْلُ والشَّجر.وفي الحديث: لا يُمْنَعُ فَضْلُ الماء لِيُمنَعَ به الكَلأُ؛ وفي رواية: فَضْلُ الكَلإِ، معناه: أَن البِئْر تكونُ في الباديةِ ويكون قريباً منها كَلأٌ، فإذا ورَدَ عليها واردٌ، فَغَلَب على مائها ومَنَعَ مَنْ يَأْتِي بعده من الاسْتِقاءِ منها، فهو بِمَنْعِهِ الماءَ مانِعٌ من الكَلإِ، لأَنه متى ورَدَ رَجلٌ بإِبِلِه فأَرْعاها ذلك الكَلأَ ثم لم يَسْقِها قَتلها العَطَشُ، فالذي يَمنع ماءَ البئْرِ يمنع النبات القَرِيب منه.
المعجم: لسان العرب