المعجم العربي الجامع

تَفَرَّطَ

المعنى: تَفَرُّطًا الفَرَسُ الخَيْلَ: سَبَقها.؛- الشّيءُ: فات وقتُه.
المعجم: القاموس

إِنْ كَانْ زَرْعَكْ اسْتَوَى بَادِرْ بِحَصْدُهْ

المعنى: أي: لا تفرط ولا تتهاون فيما تَهَيَّأَ من أمورك.
المعجم: الأمثال العامية

اِللِّي تِكْرَهُهْ النَّهَارْدَهْ تُعُوزُهْ بُكْرَهْ

المعنى: أي: ما تكرهه ولا تريده هذا اليوم ربما تحتاج إليه غدًا فلا تُفَرِّطْ فيه.
المعجم: الأمثال العامية

هَوْنٌ

المعنى: التُّؤَدَة والرِّفق والسَّكينة والوَقار. قال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا} [الفُرقان:63] أي مَشْيًا هيِّنًا ليِّنًا.؛-: حَقير. يقال: «ه?ذا شَيْء هَوْنٌ».؛-: مِطواع سَلِس (إنّه لهَوْنٌ من الخَيْل).؛اِمْرَأةٌ - ـةٌ: مُتَّئدة.؛على هَوْنِك: على رِسْلِك.؛أحْبِبْ حَبيبَك هَوْنًا ما: أي حُبًّا مُقتصِدًا لا إفراطَ فيه، وإضافَة ما إليه تُفيد التَّقليل، يَعني لا تُفرِط في حبّه ولا في بُغْضِه.
المعجم: القاموس

رعج

المعنى: رعج : (رَعِجَ مالُه كسَمِعَ) إِذا (كَثُرَ) . والرَّعْجُ: الكثيرُ مِن الشاءِ مثلُ الرَّفِّ. (و) رعَجَ (كَمَنَعَ: أَقْلَقَ، كَأَرْعَجَ) قَالَ ابنُ سيدَه: يُقَال: رَعَجَهُ الأَمْرُ وأَرْعَجَه، أَي أَقْلَقَه. (و) مِنْهُ رَعجَ (البَرْقُ) وأَرْعَجَ إِذا (تَتَابَعَ لَمَعَانُه) . قَالَ الأَزهريّ: هاذا مُنْكَرٌ، وَلَا آمَنُ أَن يَكونَ مُصَحَّفاً، والصصواب أَزْعَجَه، بِمَعْنى أَقْلَقَه، بالزّاي، وسنذكره. وَفِي اللِّسَان: رَعَجَ البَرْقُ ونَحْوَهُ يَرْعَجُ رَعْجاً، ورَعَجاً، وارْتَعَجَ: اضْطربَ وتَتابَعَ، والارْتِعَاجُ فِي البَرْقِ: كَثْرَتُه وتَتابُعُه، والإِرعاج: تَلأْلُؤُ البَرْقِ وتَفَرُّطُه فِي السَّحاب، وأَنشد العَجَّاجُ: سَحًّا أَهاضِيبَ وبَرْقاً مُرْعِجَا (و) رَعَجَ (الله فُلاناً: جَعَلَه مُوسِراً) كثيرَ المالِ (فَأَرْعَجَ) . (و) قَالَ أَبو سعيدٍ: (ارْتَعَجَ) و (ارْتَعَدَ) وارْتَعَشَ بِمَعْنى واحدٍ. (و) ارْتَعَجَ (المَالُ: كَثُرَ) ، وكذَا العَدَدُ، يُقَال للرَّجُل إِذا كَثُرَ مالُه وعَدَدُه: قد ارْتَعَجَ (مالُه، وارتَعَجَ عَدَدَه) . (و) ارْتَعَجَ (الوادِي: امْتَلأَ) . وَفِي حديثِ قَتادَةَ (فِي قَوْله تَعَالَى: هُمْ مُشْرِكُو قريشٍ يَوْمَ بَدْرٍ، خَرَجُوا وَلَهُم ارْتِعَاجٌ) أَي كثرةٌ واضطرابٌ وتَمَوُّجٌ.
المعجم: تاج العروس

ذمر

المعنى: ذمره على الأمر: حضّه مع لوم ليجدّ فيه. يقال: القائد يذمر أصحابه في الحرب: يسمعهم المكروه ليشحذهم، ورأيتهم يتذامرون في الحرب. وأقبل يتذمر: يلوم نفسه على التفريط في فعله وهو ينشطها لئلا تفرط ثانية، وفلان يتذمم ويتذمر، ويرفع أذياله ويتشمر. وهو ذمر من الأذمار: شجاع. وذمر الراعي السليل: مسّ فهقته وهي مغرز الرأس في العنق. وتسمى المذمر ليعلم أذكر هو أم أنثى. قال أحيحة: ومــا تـدري إذا ذمـرت سـقباً لغيـرك أم يكـون لـك الفصـيل والمذمر للإبل كالقابلة للناس. وهو حامي الذمار إذا حمي ما لو لم يحمه ليم وعنف من حماه وحريمه كقولهم: حامي الحقيقة. ومن المجاز: بلغ الأمر المذمر. كقولهم: بلغ المخنق. قال الجعديّ: وحـيّ أبـي بكـر ولا حـيّ مثلهم إذا بلغ الأمر العماس المذمرا
المعجم: أساس البلاغة

رعج

المعنى: رَعَجَ البرقُ ونحوه يَرْعَجُ رَعْجاً ورَعَجاً وارْتَعَجَ: اضطربَ وتتابعَ. والارتعاجُ في البرق: كثرتُه وتتابعُه. والإِرْعاجُ: تلأْلؤُ البرق وتفرّطه في السحاب؛ وأَنشد العجاج: سَحّاً أَهاضِيبَ وبَرْقاً مَرْعِجا قال أَبو سعيد: الارتعاج والارتعاش والارتعاد، واحد. وارْتَعَجَ العدد: كثر. وارْتِعاجُ المال: كثرته. والرَّعْجُ: الكثير من الشاء مثل الرَّفِّ. ويقال للرجل إذا كثر ماله وعدده: قد ارْتَعَجَ مالُه وارْتَعَجَ عدده.وارْتَعَجَ الوادي: امتلأَ. وفي حديث قتادة في قوله تعالى: خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِم بَطَراً ورِثاءَ الناسِ؛ هم مشركو قريش يوم بدر، خرجوا ولهم ارْتِعاجٌ أَي كثرة واضطرابٌ وتَمَوُّجٌ. قال ابن سيده: ورَعَجَني الأشمرُ وأَرْعَجَني: أَقلقني. قال ابن الأَثير: وفي حديث الإِفك: فارْتَعَجَ العسكرُ؛ قال: ويقال رَعَجَهُ الأَمر وأَرْعَجَهُ أَي أَقلقه؛ ومنه رَعِجَ البرق وأَرْعَجَ إذا تتابع لمَعانه. قال الأَزهري: هذا منكر ولا آمن أَن يكون مصحَّفاً، والصواب أَزعجني بمعنى أَقلقني، بالزاي، وسنذكره.
المعجم: لسان العرب

فَرَطَ

المعنى: ـُ فُروطاً، وفَرْطاً: عَجِلَ وأسرع. وفي التنزيل العزيز: {قالا ربَّنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى}. يتعجل العقوبة. وـ منه كلام: سبق بغير رويّة. ويقال: فرط منه خير أو شرّ: سبق. وـ إلى سيفه: أسرع إلى سلّه. وـ عليه في القول: أسرف. وـ في الأمر: قصّر. وـ القوم ـِ فَرْطاً، وفَرَاطة: تقدّمهم. فهو فارِط. (ج) فُرَّاط. و أكثر ما يستعمل في السّبق إلى الماء لإعداده وتهيئته. وـ إليه رسولاً: قدّمه وأعجله. وـ فلانٌ ولداً: احتسبه صغيراً. ويقال: فرط له ولد: سبقه إلى الجنة. وـ العِقدَ والعنقود ونحوهما: بدّد منهما الحبّ وفرّقه. (محدثة).؛(أفْرَطَ): جاوز الحدّ والقَدْر في قول أو فعل. وـ أرسل رسولاً خاصًّا في حاجاته. وـ بيده إلى سيفه ليَسْتَلّه: بادر. وـ عليه: حمّله ما لا يطيق. وـ فلاناً: أعجله؛ وفي التنزيل العزيز: {لا جرم أنّ لهم النّار وأنّهم مفرطون}: مقدّمون إلى النار معجلون. وـ أمرَه وفي أمره: أعجله وأعجل فيه. وـ الشيءَ: قدّمه. يقال: أفرطوه إلى الماء: إذا قدّموه. وـ الحوضَ: ملأه حتى فاض. وـ فلان ولداً: احتسبه قبل أن يبلغ الحلم. وـ الشيءَ: نسيه. وـ فلاناً في الخصومة: جرّأه.؛(فَارَط) فلاناً مفارطة، وفِراطاً: سابقه.؛(فَرَّطَ) الشيءَ، وفيه: قصّر فيه وضيّعه حتى فات. وفي التنزيل العزيز: {أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرّطت في جنب الله}. وـ تركه وأغفله. وفي التنزيل العزيز: {توفته رسلنا وهم لا يفرِّطون}. وـ البئرَ: تركها حتى يعود إليها ماؤها. وـ فلاناً: قدّمه. وـ في الخصومة: جرّأه. وـ إليه رسولاً: قدّمه وأرسله.؛(افْتَرَطَ) إليه في هذا الأمر: تقدّم وسبق. ويقال: فلان مفترط السِّجال إلى العلا: له فيه سابقة. وـ فلان وُلداً: ماتوا صِغاراً قبل أن يبلغوا الحلم.؛(انْفَرَط) الشيءُ: تبدّد وتفرّق. (محدثة).؛(تَفَارَطَ) القومُ: تسابقوا. وـ الشيءُ: فات وقته. وـ الرجلُ: سبق وتسرّع. وـ الهمومُ فلاناً: تسابقت إليه. وـ القطا الماء: تبادرته.؛(تَفَرّط) الشيءُ: فات وقته. ويقال: تفرّطت العِشاءُ: فات وقتها قبل أدائها. وـ الشيءُ: تقدّم. ويقال: تفرّط الفرس الخيل: تقدّمها.؛(الفَارِط): السابق المتقدّم. وـ من يسبق القوم إلى الماء ليهيّئه ويعدّه. (ج) فُرّاط.؛(الفُرَاطَة): الماء المباح بين عِدّة أحياء، من سبق إليه فهو له يستقي منه ولا يزاحمه الآخرون، يقال: الماء بينهم فراطة: مسابقة.؛(الفَرّاطة): آلة يفرط بها حب الذرة. (محدثة).؛(الفَرْط): تجاوز الحدّ. يقال: من فرط شغفه به أو كرهه له. وـ الأمر تجووز فيه الحدّ. (ج) أفرُط، وأفراط.؛(الفُرْط): سفح الجبل. (ج) أفراط. ويقال: أفراط الصباح: لأول تباشيره.؛(الفَرَط): الفارِط (للواحد والجمع). يقال: رجل فَرَط. وقوم فَرَط. وـ الماء المتقدّم لغيره من الأمواه. وـ ما يتقدّم الإنسان من أجر وعمل. ويقال في الدّعاء للطّفل الميّت: (اللّهمّ اجعله لنا فَرَطاً): أجراً يتقدّمنا حتى نرد عليه. وـ الأمر الذي يفرّط فيه صاحبه: يضيّعه بتقصيره. وـ العجلة.؛(الفُرُط) من الأمور: المجاوز فيه حدّه. وـ المتروك المضيّع. وفي التنزيل العزيز: {واتبع هواه وكان أمره فرطاً}.؛(الفَرَطي) من الرجال والجمال: الصّعب الذي لم يذلّل.؛(المَفَارِط): مفارط البلد: أطرافه.
المعجم: الوسيط

فرط

المعنى: أرسلوا فارطهم وفرطهم وهو في الماء كالرائد في الكلإ، وقد فرط فروطاً. وفي الحديث "أنا فرطكم على الحوض" وأفرطوه إلى الماء: قدّموه. ووردت قبل فرّاط القطا وهي متقدّماتها إلى الورد. وتفارطت الماء: تبادرته. قال بشر: يبــــارين الأســـنة مصـــغيات كمــا يتفــارط الثمـد الحمـام وقال العمانيّ: وابن السّقاة إذا الحجيج تفاطوا حوضــاً بمكــة واســع الأركــان وكلّ أمر فلان فرط أي مفرط فيه نجاوز حدّه "وكان أمره فرطاً" وغدير مفرط: ملآن، ولا ألقاه إلا في الفرط أي في الأيام مرّة، وآتيك فرط يوم أو يومين بمعنى بعد. وفرس فرط: سابق، وخيل أفراط. قال لبيد: ولقـد طرقـت الحـيّ تحمـل شـكّتي فــرط وشـاحي إذ غـدوت لجامهـا ومن المجاز: فرط له ولد سبق إلى الجنّة. وجعله الله لك فرطاً، وافترط فلانٌ أولاداً. وطلعت أفراط الصباح: لتباشيره الأول. قال: بــاكرته قبــل الغطـاط اللغـط وقبــل أفــراط الصـباح الفـرّط وطلع الفارطان وهما كوكبان أمام بنات نعش. وبدت لنا أفراط المفازة وهي ما استقدم من أعلامها. وأفرطت السحابة بالوسميّ: عجّلت به. وفرط إلينا من فلان خير أو شر. وتفارطته الهموم: لاتزال تأتيه الحين بعد الحين. ونخاف أن تفرط علينا منه بادرة. وفرط علينا فلان إذا عجل بمكروه. وتقول: اللهم اغفر لي فرطاتي، ولا تؤاخذني بسقطاتي؛ أي ما فرط مني.
المعجم: أساس البلاغة

فرط

المعنى: فرط فَرَطَ الرَّجُلُ يَفْرُطُ فُرُوطاً، بالضَّمِّ: سَبَقَ وتَقَدَّمَ، فَهُوَ فارِطٌ، قَالَ أَعْرابيٌّ للحَسَنِ: يَا أَبا سَعيدٍ،  عَلِّمْني دِيناً وَسُوطاً، لَا ذاهِباً فُرُوطاً، وَلَا ساقِطاً سُقُوطاً. أَي دِيناً مُتَوَسِّطاً لَا مُتَقَدِّماً بالغُلُوِّ، وَلَا مُتَأَخِّراً بالتُّلُوِّ. قَالَ لهُ الحَسَنُ: أَحْسَنْتَ يَا أَعْرابِيُّ، خيرُ الأُمورِ أَوْساطُها. وَفِي الدُّعاءِ: على مَا فَرَطَ مِنِّي، أَي سَبَقَ وتَقَدَّمَ. وفَرَطَ فِي الأَمْرِ يَفْرُطُ فَرْطاً، بالفَتْحِ: قصَّرَ بِهِ، كَمَا فِي العُبَاب. وَفِي الصّحاح: فِيهِ. وضَيَّعَه. زادَ فِي الصّحاح: حتَّى فاتَ. وفَرَطَ عَلَيْهِ فِي القَوْلِ: أَسْرَفَ وتَقَدَّمَ. وَفِي الصّحاح: فَرَطَ عَلَيْهِ، أَي عَجِلَ وعَدَا، وَمِنْه قولُه تعالَى: إِنَّا نَخافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنا أَو أَنْ يَطْغَى زَاد فِي العُبَاب: أَي يُبادِرَ بعُقُوبَتِنا. وَقَالَ ابنُ عَرَفَةَ: أَي يَعْجَل فيَتَقَدَّمَ مِنْهُ مَكْروهٌ، وَقَالَ مُجاهِدٌ: يَبْسُط، وَقَالَ الضَّحَّاكُ: يَشِطّ. قلت: وقالَ الفَرَّاءُ: أَي يَعْجَلَ إِلى عُقُوبَتِنَا. والعَرَبُ تَقول: فَرَطَ مِنْهُ، أَي بَدَرَ وسَبَقَ، وَفِي الأَساسِ من الْمجَاز: نَخَافُ أَنْ تَفْرُطَ عَلَيْنا مِنْهُ بادِرَةٌ. وفرط علينا ملان عجل بمكره. وَمن المَجازِ: فَرَطَ الرَّجُلُ وُلْداً، بالضَّمِّ، أَي ماتُوا لَهُ صِغاراً، فكأَنَّهُم سَبَقُوهُ إِلى الجَنَّةِ. ونصُّ ابنِ القطَّاع: فَرَطَ الرَّجُلُ وَلَدَه: تَقَدَّمه إِلى الجَنَّةِ. وفَرَطَ إلَيْه رَسُولَه، أَي قَدَّمَهُ وأَعْجَلَهُ. وَذكر ابْن دُرَيْدٍ هَذَا الْمَعْنى فِي فَرَّطَ تَفْريطاً. وسيأْتي للمُصَنِّفِ قَريباً. وَفِي اللِّسَان: أَفْرُطَه إِفْراطاً بِهَذَا الْمَعْنى. وأَمَّا فَرَطَه فَرْطاً فَلم أَرَهُ لأَحَدٍ من الأَئِمَّةِ، والمادَّةُ لَا تَمْنَعه. وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: فَرَطَت النَّخْلَةُ: إِذا تُرِكَت  وَمَا لُقِّحَتْ حتَّى عَسَا طَلْعُها. وأَفْرَطَها غيرُها، كَمَا فِي العُبَاب. وفَرَطَ القَوْمُ يَفْرِطُهُمْ فَرْطاً، بالفَتْحِ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ، وفَرَاطَةً، كسَحَابَةٍ، كَمَا فِي المُحْكَمِ، وَفِي) العُبَاب: والمصدَرُ فَرْطٌ وفُرُوطٌ: تَقَدَّمَهُمْ إِلى الوِرْدِ، وَفِي الصّحاح: سَبَقَهُم إِلى الماءِ، زادَ فِي العُبَاب: وتَقَدَّمَهُم. وَفِي المُحْكَمِ: لإِصْلاحِ الحَوْضِ والأَرْشِيَةِ والدِّلاءِ، أَي ليُهَيِّئَهَا لَهُم، وهُمُ الفُرَّاطُ كرُمَّان، جمع فارِطٍ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للقُطامِيِّ: (فاسْتَعْجَلُونا وكانُوا من صَحَابَتِنَا  ...  كَمَا تَعَجَّلَ فُرَّاطٌ لِوُرَّادِ) وشاهدُ الفارِطِ للواحِدِ قولُ الشَّاعر: (فأَثارَ فارِطُهُم غَطَاطاً جُثَّماً  ...  أَصْواتُهَا كَتَرَاطُنِ الفُرْسِ) والفَرْطُ، بالفَتْحِ: الاسمُ من الإِفْراطِ، وَهُوَ مُجاوَزَةُ الحَدِّ فِي الأَمر، يُقال: إِيَّاكَ والفَرْطُ فِي الأَمرِ، كَمَا فِي الصّحاح، والفَرْطُ: الغَلَبَةُ، وَمِنْه فَرْطُ الشَّهْوَةِ والحُزْنِ، أَي غَلَبَتُهُما. والفَرْطُ: الجَبَلُ الصَّغيرُ، جمعه فُرُطٌ، عَن كُراع. أَو الفَرْطُ: رأْسُ الأَكَمَةِ وشَخْصُها، والَّذي فِي الصّحاح: الفُرُط، أَي بضمَّتين: واحِدُ الأَفْراطِ، وَهِي آكامٌ شَبيهاتٌ بالجِبالِ، يُقالُ: البُومُ تَنُوحُ على الأَفْراطِ. عَن أَبي نَصْرٍ، قَالَ وَعْلَة الجَرْمِيّ: (أَمْ هَلْ سَمَوْتُ بجَرَّارٍ لَهُ لَجَبٌ  ...  جَمُّ الصَّوَاهِلِ بينَ السَّهْلِ والفُرُطِ) والَّذي فِي العُبَاب: الفُرُطُ. والفُرْطُ أَيْضاً: واحِدُ الأَفْراطِ، وَهِي آكامٌ شَبيهاتٌ بالجِبالِ، وأَنْشَدَ لحَسَّان بنِ ثابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:  (ضَاقَ عَنَّا الشِّعْبُ إِذْ نَجْزَعُهُ  ...  ومَلأْنا الفُرْطَ مِنْهُمْ والرِّجَلْ) قلتُ: وفَسَّره اليَزِيدِيُّ بسَفْحِ الجِبالِ، قَالَ: وجَمْعُه أَفْراطٌ، كقُفْلٍ وأَقْفالٍ. وأَما قولُ ابنِ بَرَّاقَةَ الهَمْدَانيِّ: (إِذا اللَّيْلُ أَرْخَى واسْتَقَلَّتْ نُجُومُهُ  ...  وصاحَ من الأَفْراطِ هَامٌ جَوَاثِمُ) فاخْتَلَفوا فِي هَذَا فَقَالَ بعضُهُم: أَرادَ بِهِ أَفْراطَ الصُّبْحِ، لأَنَّ الهامَ إِذا أَحَسَّ بالصَّباحِ صَرَخَ. قلتُ: وأَنْشَدَه ابنُ بَرِّيّ: إِذا اللَّيْلُ أَرْخَى واكْفَهَرَّتْ نُجُومُه ونَسَبَه للأَجْدَعِ الهَمْدَانيِّ وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ عَجُزَه غير مَنْسوبٍ هَكَذَا: وصَاحَ على الأَفْراطِ بُومٌ جَوَاثِمُ ثمَّ قَالَ الصَّاغَانِيّ: وَقَالَ آخَرون: الفَرْطُ: العَلَمُ المُسْتَقيمُ من أَعْلامِ الأَرْضِ يُهْتَدَى بِهِ، ج: أَفْرُطٌ، كفَلْسٍ وأَفْلُسٍ، وأَنْشَدَ الأَصْمِعِيّ:) والبُومُ يَبْكِي شَجْوَهُ فِي أَفْرُطِهْ وأَفْراطٌ أَيْضاً، وتَقَدَّمَ شاهِدُه فِي قولِ وَعْلَةَ الجَرْمِيّ، كَمَا أَنْشَدَهُ الجَوْهَرِيّ عَن أَبي نَصْرٍ. وَهُوَ فِي نَوَادِرِ ابنِ الأَعْرابِيِّ لوَعْلَةَ أَيْضاً، ونَصُّه: (سَائِلْ مُجَاوِرَ جَرْمٍ هَل جَنَيْتُ لَهُم  ...  حَرْباً تُزَيِّلُ بَيْنَ الجِيرَة الخُلُطِ) (أَمْ هَلْ سَمَوْتُ بجَرَّارٍ لَهُ لَجَبٌ  ...  يَغْشَى مَخَارِمَ بينَ السَّهْلِ والفُرُطِ) وَبِمَا سَرَدْنا يَظْهَرُ لكَ مَا فِي عِبارَةِ المُصَنِّفِ من القُصُورِ، فتأَمَّلْه.  وَفِي الأَساسِ: وَمن المَجازِ: بَدَتْ لنا أَفْراطُ المَفَازَةِ: وَهِي مَا اسْتَقْدَمَ من أَعْلامِهَا. والفَرْطُ، بالفَتْحِ: الحِينُ، يُقالُ: لَقِيتُه فِي الفَرْطِ بعد الفَرْطِ، أَي الحِينِ بَعْدَ الحِينِ، كَمَا فِي الصّحاح. ويُقَال أَيْضاً: إِنَّما آتِيه الفَرْطَ، أَي حينا. وقِيل: الفَرْطُ: أَنْ تأْتِيَه فِي الأَيَّامِ مَرَّةً. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الفَرْطُ: أَنْ تَلْقَى الرَّجُلَ بَعْرَ الأَيَّام، يُقَال: إِنَّما أَلْقاهُ فِي الفَرْطِ. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: الفَرْطُ: أَنْ يُقَال: آتِيكَ فَرْطَ يَوْمٍ أَو يَوْمَيْن، والفَرْطُ: اليومُ بينَ اليومَيْنِ. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للَبيدٍ: (هَل النَّفْسُ إِلاَّ مُتْعَةٌ مُسْتَعارَةٌ  ...  تُعَارُ فتَأْتِي رَبَّهَا فَرْطَ أَشْهُرِ) وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَا يكونُ الفَرْطُ فِي أَكثَرَ مِنْ خَمْسَةَ عَشَرَ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ. وَفِي الصّحاح: من خَمْسَ عَشَرَةَ ليلَةً، قَالَ غيرُه: وَلَا يكونُ أَقَلَّ من ثَلاثةٍ، وَفِي حديثِ ضُبَاعَةَ: كانَ النَّاسُ إِنَّما يَذْهَبُونَ فَرْطَ يَوْمٍ أَو يَوْمَيْنِ فيَبْعَرُونَ كَمَا تَبْعَرُ الإِبِلُ أَي بعدَ يَوْمَيْنِ. وَقَالَ بعضُ العَرَبِ: مَضَيْتُ فَرْطَ ساعَةٍ وَلم أُومِنْ أَنْ أَنْفَلِتَ. فَقيل لَهُ: مَا فَرْط سَاعَة فَقَالَ: كَمُذْ أَخَذْتَ فِي الحَديثِ، فأَدْخَلَ الكافَ عَلَى مُذْ. وقولُه: وَلم أُومِنْ، أَي لم أَثِقْ وَلم أُصَدِّقْ أَنِّي أَنْفَلِتُ. والفَرْطُ: طَريقٌ، عَن أَبي عمرٍ و، أَو: ع، بتِهَامَةَ قُرْبَ الحِجازِ. قَالَ غاسِلُ بنُ غُزَيَّةَ الجُرَبِيُّ: (سَرَتْ من الفَرْطِ أَو مِنْ نَخْلَتَيْنِ فَلَمْ  ...  يَنْشَبْ بهَا جانِبا نَعْمَانَ فالنُّجُدُ) وَقَالَ عبدُ مَنَاف بنُ رَبْعٍ الهُذَلِيُّ: (فَمَا لَكُمْ والفَرْطَ لَا تَقْرَبُونَهُ  ...  وقَدْ خِلْتُه أَدْنَى مَآبٍ لقَافِلِ)  قلت: ويُرْوَى: أَدْنَى مَزَارٍ لقائلِ، من القَيْلُولَة. والقَصيدَةُ يَرْثي بهَا دُبَيَّةَ السُّلَمِيَّ سَادِنَ العُزَّى، وأُمُّه هُذَلِيَّةٌ. والفَرَطُ، بالتَّحريكِ: المُتَقَدِّمُ إِلى الماءِ، كالرَّائِدِ فِي الكَلإِ، أَي يَتَقَدَّمُ على الوارِدَةِ فيُهَيِّئُ لَهُم الأَرْسانَ والدِّلاءَ ويَمْدُرُ الحِياضَ ويَسْتَقِي لَهُم، وَهُوَ فَعَلٌ بِمَعْنى فاعِل، مثلُ تَبَعٍ بِمَعْنى تابِعٍ، يكون للواحِدِ والجَمْعِ، يُقَال: رجُلٌ فَرَطٌ، وَفِي الحَديثِ: أَنْتُم لنا فَرَطٌ ونَحْنُ لكُمْ) تَبَعٌ وكانَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ إِذا صلَّى على الصَّبِيِّ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْه لنا سَلَفاً وفَرَطاً وأَجْراً وَفِي الحديثِ: فأَنَا فَرَطُكُم على الحَوْضِ. وَفِيه أَيْضاً: من كانَ لَهُ فَرَطَانِ مِنْ أُمَّتِي دَخَلَ الجَنَّةَ. وَفِي حديثِ ابنِ عبَّاسٍ قَالَ لعائِشَةَ، رضيَ اللهُ عَنْهُم: تَقْدَمِينَ على فَرَطِ صِدْقٍ يَعْنِي رَسولَ الله صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّمَ وأَبا بكرٍ رضيَ الله عَنهُ. والفَرَطُ أَيْضاً: الماءُ المُتَقَدِّمُ لغيرِه من الأَمْواهِ، وَهُوَ مَجازٌ. وَمن المَجاز أَيْضاً: الفَرَطُ: مَا تَقَدَّمَكَ من أَجْرٍ وعَمَلٍ. وَكَذَا مَا لم يُدْرِكْ من الوَلَدِ، أَي لم يَبْلُغ الحُلُمَ، جمعُه أَفْراطٌ. وقِيل: الفَرَطُ يكونُ واحِداً وجَمْعاً. والفُرُطُ، بضمَّتين: الظُلْمُ والاعْتِداءُ، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى وكانَ أَمْرُهُ فُرُطا وقِيل: الأَمْرُ الفُرُطُ: المُجاوَزُ فِيهِ عَن الحَدِّ، يُقَال كلُّ أَمْرِ فُلانٍ فُرُطٌ، أَي مُفْرَطٌ فِيهِ مُجاوزٌ حَدُّه، كَمَا فِي الأَساس والصّحاح. والفُرُطُ: الفَرَسُ السَّريعَةُ الَّتِي تَتَفَرَّطُ الخَيْلَ، أَي تَتَقَدَّمُها، كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي اللِّسَان والأَساسِ:  هِيَ السَّابقَةُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للَبيدٍ رَضِيَ الله عَنْه: (وَلَقَد حَمَيْتُ الحَيَّ تَحْمِلُ شِكَّتي  ...  فُرُطٌ وِشاحِي إذْ غَدَوْتُ لِجامُهَا) زَاد فِي الأساسِ: وخَيْلٌ أَفْراطٌ. والفُراطَةُ، كثُمامَةٍ: الماءُ يَكُونُ شَرَعاً بَيْنَ عِدَّةِ أَحْياءٍ، مَنْ سَبَقَ إِلَيْه فَهُوَ لَهُ، وبئرٌ فُراطَةٌ كَذلِكَ. وَقَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: الماءُ بَيْنَهم فُراطَةٌ، أَي مُسابَقَةٌ. وَهَذَا ماءٌ فُراطَةٌ بَيْنَ بَني فُلانٍ وبَني فلانٍ. وَمَعْنَاهُ: أَيُّهم سَبَقَ إِلَيْه سَقَى وَلم يُزاحِمْهُ الآخَرون. والَّذي فِي العُبَاب: والفِراطُ، والفِراطَةُ: الماءُ يكونُ. . إِلخ، وَفِي الصّحاح: والماءُ الفِراطُ: الَّذي يكونُ لمَنْ سَبَقَ إليهِ من الأَحْياءِ، وَقد ضَبَطَا الفِراطَةَ بالكَسْرِ، فتأَمَّلْ. وَمن المَجازِ: الفَارِطانِ: كوكَبانِ مُتَبايِنانِ أَمامَ سَريرِ بَنَاتِ نَعْشٍ يَتَقَدَّمانِها، قَالَه اللَّيْثُ، قَالَ: وإِنَّما شُبِّها بالفارِطِ: الَّذي يسبِقُ القَوْمَ لحَفْرِ القَبْرِ، ووَقَعَ فِي الأَساسِ: الفَرَطَانِ. وَمن المِجازِ: طَلَعَتْ أَفْراطُ الصَّباحِ، أَي تَباشِيرُه، الأَوَّلُ لتَقَدُّمها وإِنْذارِها بالصُّبْحِ، نَقَلَهُ اللَّيْثُ، قَالَ: والواحِدُ مِنْهَا فَرَطٌ، وأَنْشَدَ لرُؤْبَةَ: باكَرْتُه قَبْلَ الغَطاطِ اللُّغَّطِ وقَبْلَ جُونِيِّ القَطَا المُخَطَّطِ وقَبْلَ أَفْراطِ الصَّباحِ الفُرَّطِ وفرَّطَ الشَّيْءَ وَفِيه تَفْريطاً: ضَيَّعَه وقدَّمَ العَجْزَ فِيهِ، قَالَ صَخْرُ الغَيِّ: (ذلِكَ بَزِّي فلَنْ أُفَرِّطَهُ  ...  أَخافُ أَنْ يُنْجِزوا الَّذي وَعَدُوا)  قَالَ ابنُ سِيدَه: يقولُ لَا أُضَيِّعُه، وَقيل: مَعْنَاهُ لَا أُخَلِّفُهُ، وَقيل: لَا أُقدِّمُه وأَتَخَلَّفُ عَنهُ. قلت: وَفِي) شرحِ الدِّيوان: أَي هُوَ مَعِي لَا أُفارِقُه وَلَا أُقَدِّمُه، وبَزِّي أَي سِلاحي. ويُقال: فَرَّطَ فِي الأَمْرِ، إِذا قصَّرَ فِيهِ، وَفِي الصّحاح: التَّفْريطُ فِي الأَمرِ: التَّقْصيرُ فِيهِ وتَضْييعُه حتَّى يَفوتَ. انْتهى. وفَرَّطَ فِي جَنْبِ الله: ضيَّعَ مَا عِنْدَه فَلم يَعْمَلْ، وَمِنْه قولُه تعالَى يَا حَسْرَتا على مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ الله أَي فِي أَمرِ الله، وَفِي الحديثِ: لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْريطٌ، إِنَّما التَّفْريطُ أَنْ لَا يُصَلِّيَ حتَّى يَدْخُل وَقْتُ الأُخْرَى. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: فَرَّطَ إِلَيْه رَسولاً تَفْرِيطاً: أَرْسَلَهُ إِلَيْه فِي خاصَّتِه وقدَّمَه. وفَرَّطَ فلَانا تَفْرِيطاً: تَرَكَه وتَقَدَّمَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ لساعِدَةَ بنِ جُؤَيَّةَ: (مَعَهُ سِقاءٌ لَا يُفَرِّطُ حَمْلَهُ  ...  صُفْننٌ وأَخْراصٌ يَلُحْنَ ومِسْأَبُ) أَي: لَا يَتْرُكُ حَمْلَه وَلَا يُفَارِقُه، وَقَالَ أَبُو عَمْرو: فَرَّطْتُكَ فِي كَذَا وَكَذَا، أَي تَرَكْتُكَ. قلت: وَبِه فُسِّرَ أَيْضاً قولُ صَخْرِ الغَيِّ السَّابِقُ. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وده تَفْرِيطاً: مَدَحَه حتَّى أَفْرَطَ فِي مَدْحِه، مثل قَرَّظَه، بالقافِ والظَّاءِ، كَمَا فِي العُبَاب، وذَكَرَ فِي التَّكْمِلَة مَا نصُّه: وأَنا أَخْشَى أَن يكونَ تَصْحيفَ قَرَّظَه، بالقافِ والظَّاءِ، إلاَّ أَنْ يكونَ ضَبَطَه. قلت: وكأَنَّه ظَهَرَ لَهُ فِيمَا بَعْدُ صِحَّتُه فسَلَّمَه فِي العُبَاب، إِذْ تأْليفُه مُتَأَخِّرٌ عَن تأْليفِ التَّكْمِلَةِ. وَقَالَ الْخَلِيل: فَرَّطَ الله تَعالَى عَن فُلانٍ مَا يَكْرَهُ، أَي نَحَّاه. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وَقَالَ: وقَلَّما يُسْتَعْمَل  ُ إلاَّ فِي الشِّعْرِ، قَالَ مُرَقِّشٌ، وَهُوَ الأَكْبَرُ، واسمُه عَمْرُو بن سعدٍ: (يَا صاحِبَيَّ تَلَبَّثَا لَا تَعْجَلا  ...  وقِفا برَبْعِ الدَّارِ كَيْما تَسْأَلاَ) (فَلَعَلَّ بُطْأَكُما يُفَرِّطُ سَيِّئاً  ...  أَو يَسْبِقَ الإِسْراعُ خَيْراً مُقْبِلاَ) هَكَذَا هُوَ فِي الصّحاح، وَفِي العُبَاب الشَّطرُ الثَّاني: إِنَّ الرَّحيلَ رَهِينُ أَنْ لَا تَعْذُلاَ قَالَ: ويُرْوى: (فَلَعَلَّ بُطْأَكُما يُفَرِّطُ رَيْثَكُمَا  ...  أَو يَسْبِق الإِفْراطُ سَيْباً مُقْبِلاَ) وأَفْرَطَهُ أَي المَزادَ: مَلأَه حتَّى أَسالَ الماءَ. وأَفرَطَ الحَوْضَ والإِناءَ، إِذا ملأَهُ حتَّى فاضَ، قَالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ رضيَ الله عَنهُ: (تَنْفِي الرِّياحُ القَذَى عنهُ وأَفْرَطَه  ...  من صَوْبِ سارِيَةٍ بِيضٌ يَعَالِيلُ) ويُروى: تَجْلو الرِّياحُ. وروى الأَصْمَعِيّ: من نَوْءِ سارِيَةٍ. ويُقال: غَديرٌ مُفْرَطٌ، أَي ملآنُ، قَالَ ساعِدَةُ الهُذَلِيُّ يَصِفُ مُشْتارَ العَسَلِ:) (فأَزالَ ناصِحَها بأَبْيَضَ مُفْرَطٍ  ...  مِن ماءِ أَلْهابٍ بهِنَّ التَّأْلَبُ) أَي مَزَجَهَا بماءِ غَديرٍ مَمْلوءٍ، وَقَالَ آخَرُ: بَجَّ المَزَادِ مُفْرَطاً تَوْكِيرَا وأَنْشَدَ إِبراهيمُ بنُ إِسْحاقَ الحَرْبِيُّ: (على جانِبَيْ حَائرٍ مُفْرَطٍ  ...  ببَرْثٍ تَبَوَّأْتُه مُعْشِبِ)  وقالَ أَبُو وَجْزَةَ: (لاعٍ يَكادُ خَفِيُّ الزَّجْرِ يُفْرِطُهُ  ...  مُسْتَرْفِعٍ لسُرَى المَوْماةِ هَيَّاجِ) وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ: (يُرَجِّعُ بَيْنَ خُرْمٍ مُفْرَطاتٍ  ...  صَوَافٍ لم يُكَدِّرْهَا الدِّلاءُ) وأَنْشَدَه ابنُ دُرَيْدٍ أَيْضاً هَكَذَا قَالَ: والخُرْم: غُدُرٌ يَتَخَرَّمُ بعضُها إِلى بعضٍ. وأَفْرَطَ الأَمْرَ، إِذا نَسِيَه، فَهُوَ مُفْرَطٌ، أَي مَنْسِيٌّ وَبِه فَسَّرَ مُجاهِدٌ قَوْله تعالَى: وأَنَّهُمْ مُفْرَطُون أَي مَنْسِيُّون. وَقَالَ الفرَّاءُ: مَنْسِيُّونَ فِي النَّارِ، قَالَ: والعَرَبُ تَقولُ: أَفْرَطْتُ مِنْهُم نَاساً، أَي خلَّفْتُهُم ونَسيتُهم. وأَفْرَطَ عَلَيْهِ، ونَصُّ ابنِ القطَّاعِ: على البَعيرِ، إِذا حمَّلَه مَا لَا يُطيقُ، وكلُّ مَا جاوَزَ الحَدَّ والقَدْرَ فَهُوَ مُفْرِطٌ، يُقال: طُولٌ مُفْرِطٌ، وقِصَرٌ مُفْرِطٌ. والاسمُ: الفَرْطُ، بالسُّكونِ، وَقد ذَكَرَه المُصَنِّف آنِفاً، وروَى زاذَانُ عَن عليٍّ رَضِي الله عَنهُ أَنَّه قَالَ: مَثَلِي ومَثَلُكُم كمَثَلِ عِيسَى صَلَواتُ الله عَلَيْهِ، أحَبَّته طائفةٌ فأَفْرَطُوا فِي حُبِّه فهَلَكوا، وأَبْغَضَته طائفةٌ فأَفْرَطُوا فِي بُغْضِه فهَلَكُوا. وأَفْرَطَ الرَّجُلُ: أَعْجَلَ بالأَمْرِ. وَفِي الأَمْرِ: تَقَدَّم قبل التَّثَبُّت. وَمن المَجازِ: أَفْرَطَ السَّحَابُ بالوَسْمِيِّ، إِذا عجَّلَتْ بِهِ، والسَّحَابَةُ تُفْرِطُ الماءَ فِي أَوَّلِ الوَسْمِيِّ: أَي تُعَجِّلُه وتُقَدِّمُه. وأَفْرَطَ بيَدِه إِلى سَيْفِه ليَسْتَلَّهُ: بادَرَ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ.  وَقَالَ ابنُ الأَعرابيِّ: أَفْرَطَ، إِذا أَرْسَلَ رَسُولا مُجَرَّداً خاصًّا فِي حوائِجِهِ. قلت: وَهُوَ معنى واحدٌ فرَّقَهُ المُصَنِّف فِي ثلاثِ مواضِعَ. فَرَطَ وفَرَّطَ وأَفْرَطَ، وَلَو قالَ: كفَرَّطَ وأَفْرَطَ، كَانَ فِيهِ غنَاءٌ عَن هَذَا التَّطْويلِ، مَعَ أَنَّ الأَوَّلَ فِيهِ نَظَرٌ. ويُقال: تَفارَطَتْهُ الهُمُومُ والأُمورُ، أَي أَصابَتْه فِي الفَرْطِ، أَي الحِينِ، وَفِي العُبَاب: أَي لَا تُصيبُهُ إلاَّ فِي الفَرْطِ. أَو تَفَارَطَتْه: تَسَابَقَتْ إِلَيْه، وَهُوَ من قولِهِم: تَفَارَطَ فلانٌ، إِذا سَبَقَ وتَسَرَّعَ، قَالَ بِشْرُ بنُ أَبي خَازِمٍ: (يُنازِعْنَ الأَعِنَّةُ مُصْغِياتٍ  ...  كَمَا يَتَفَارَطُ الثَّمَدَ الحَمَامُ) وَقَالَ النَّابغَةُ الذُّبْيانيُّ: (وَقَفْتُ بِها القَلُوصَ على اكْتِئَابٍ  ...  وذاكَ تَفَارُطُ الشَّوْقِ المُعَنِّي) ويُروَى: لِفَارِطِ. وتَفَارَطَ الشَّيءُ: تأَخَّرَ وقْتُه فَلم يَلْحَقْه مَنْ أَرادَهُ، وَمِنْه حديثُ كعبِ بن مالكٍ الأَنْصاريِّ، رَضِي الله عَنهُ، فِي تَخَلُّفه عَن غَزْوَةِ تَبُوك: فَلم يَزَلْ بِي حتَّى أَسْرَعُوا، وتَفَارَطَ الغَزْوُ. وَقَالَ بعضُ الأَعْرابِ: هُوَ لَا يُفْتَرَطُ إِحْسانُه وبِرِّه، أَي لَا يُفْتَرَصُ، فَلَا يُخافُ فَوْتُه، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وصاحِب اللِّسَان. والفَرْطَةُ: المرَّةُ الواحِدَةُ من الخُرُوجِ. وبالضَّمِّ: الاسمُ، وَفِي الصّحاح: الفُرْطَةُ، بالضَّمِّ: اسمٌ للخُرُوجِ والتَّقَدُّمِ، والفَرْطَةُ، بالفَتْحِ: المرَّةُ الواحِدَةُ، مثل غُرْفَةٍ وغَرْفَةٍ وحُسْوَةٍ وحَسْوَةٍ. وَمِنْه قولُ أُمِّ سَلَمَةَ لعائشَةَ، رَحِمَهُما الله تَعَالَى: إِنَّ رسولَ اللهِ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّمَ نَهَاكِ عَن الفُرْطَةِ فِي البِلادِ. انْتهى.  قلتُ: وَقَالَ غيرُه: قَالَت أُمُّ سَلَمَة لعائشَةَ رضيَ اللهُ عنهُما إِنَّ رسولَ الله صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم نَهَاكِ عَن الفُرْطَةِ فِي الدِّين يَعْنِي: السَّبْقَ والتَّقَدُّمَ ومُجاوَزَةَ الحَدِّ. وَقَالَ ابنُ عبَّادٍ: بَعيرٌ ورَجُلٌ فرَطِيٌّ، كجُهَنِيٍّ، وعَرَبِيٍّ: صَعْبٌ لم يُذَلَّل. إلاَّ أَنَّ نصَّ المُحيطِ: بالضَّمِّ وبالتَّحريكِ. وقولُه تعالَى: وأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ بفتْح الرَّاءِ، أَي مَنْسِيُّون، كَمَا قالَهُ مُجاهِدٌ. وَقيل: مُضَيَّعون مُتْروكون. وَقَالَ الفرَّاءُ: منْسِيُّون فِي النَّارِ، أَو الأَصْلُ فِيهِ أَنَّهم مُقَدَّمونَ إِلى النَّارِ مُعَجَّلونَ إليْها، ويُقال: أَفْرَطَه: قدَّمَهُ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيّ. وقُرِئَ: مُفْرِطونَ بكسرِ الرَّاءِ، أَي مُجاوِزونَ لما حُدَّ لهُمْ، وَهِي قراءةُ قُتَيْبَةَ وأَبي جعفَرٍ ونافِعٍ، من أَفْرَطَ فِي الأَمْرِ، إِذا تَجاوَزَ فِيهِ عَن الحَدِّ والقَدْرِ. وقُرِئَ أَيْضاً: مُفَرِّطُونَ بتَشْديدِ الرَّاءِ المَكْسُورَةِ، أَي على أَنْفُسِهِم فِي الذُّنُوبِ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابيِّ: يُقال: فارَطَهُ، وأَلْفاهُ، وصادَفَهُ، وفالَطَهُ، ولافَطَهُ، كلُّهُ بِمَعْنى واحدٍ. وفارَطَهُ مُفارَطَةً وفِراطاً: سابَقَهُ. ويُقال: تكَلَّمَ فُلانٌ فِراطاً، ككِتابٍ، أَي سَبَقَتْ مِنْهُ كَلِمَةٌ، وَهُوَ مصْدَرُ فارَطَهُ مُفارَطَةً وفِراطاً. وافْتَرَطَ فُلانٌ وَلَداً، أَي ماتَ وَلَدُه، ونصُّ الصّحاح: يُقال: افْتَرَطَ فُلانٌ فَرَطاً، إِذا ماتَ لهُ وَلَدٌ صَغيرٌ قَبْلَ أَن يَبْلُغَ الحُلُمَ، أَي مَبْلَغَ الرِّجالِ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: فَرَّطَه تَفْرِيطاً: قَدَّمَه، وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ: (يُفَرِّطُها عَنْ كَبَّةِ الخَيْلِ مَصْدَقٌ  ...  كَريمٌ وشَدٌّ لَيْسَ فيهِ تَخَاذُلُ)  أَي يُقَدِّمُها. وفَرَّطَه فِي الخُصُومَةِ: جَرَّأَهُ، كأَفْرَطَه، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. وفَرَطَ فِي حَوْضِهِ فَرْطاً، إِذا ملأَهُ، أَو أَكثَرَ من صَبِّ الماءِ فيهِ. والفارِطُ: مُتَقَدِّمُ الوارِدَةِ كالفَرَطِ والمُتَقَدِّمُ لحَفْرِ القَبْرِ، جَمْعُهُ: فُرَّاطٌ، وَمِنْه قولُ أَبي ذُؤَيْب:) (وَقد أَرْسَلُوا فُرَّاطَهُم فتَأَثَّلُوا  ...  قَلِيباً سَفَاهَا كالإِماءِ القَوَاعِدِ) كَذَا فِي شَرْحِ الدِّيوانِ، وَقد يُجمعُ الفارِطُ على فَوَارِطَ، وَهُوَ نادِرٌ، كفارِسٍ وفَوَارِسٍ، كَمَا فِي الْعباب، وأَنْشَدَ للأَفْوَهِ الأَوْدِيّ: (كُنَّا فَوَارِطَهَا الَّذينَ إِذا دَعَا  ...  دَاعِي الصَّباحِ إِلَيْهم لَا يُفْزَعُ) قَالَ شيخُنا: يُراد على نُظَرائه الثَّلاثَةَ، انْظُر فِي ف ر س. وفُرَّاطُ القَطَا: مُتَقَدِّماتُها إِلى الْوَادي والماءِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ للرَّاجِزِ، وَهُوَ نُقادَةُ الأَسَدِيُّ: ومَنْهَلٍ وَرَدْتُه الْتِقَاطَا لم أَرَ إِذْ وَرَدْتُهُ فُرَّاطَا إلاَّ الحَمَامَ الوُرْقَ والغَطَاطَا وفَرَطْتُ البئْرَ، إِذا تَرَكْتَهَا حتَّى يَثُوبَ ماؤُها. قَالَ ذَلِك شَمِرٌ، وأَنْشَدَ فِي صِفَةِ بِئْرٍ: وهيَ إِذا مَا فُرِطَتْ عَقْدَ الوَذَمْ ذاتُ عِقَابٍ همشٍ وذَاتُ طَمْ يَقُول: إِذا أُجِمَّت هَذِه البِئْرُ قَدْرَ مَا يُعْقَدُ وَذَمُ الدَّلْوِ ثَابَتْ بماءٍ كَثيرٍ. والعِقَابُ: مَا يَثُوب لَهَا من الماءِ، جمعُ عَقَبٍ.  وأَمَّا قولُ عَمْرِو بنِ مَعْدِ يكرِبَ: (أَطَلْتُ فِرَاطَهُم حتَّى إِذا مَا  ...  قَتَلْتُ سَرَاتَهمْ كَانَت قَطَاطِ) أَي أَطَلْتُ إِمْهالَهُم والتَّأَنِّي بهِم إِلى أَن قَتَلْتُهم. وافْتَرَطَ الرَّجُلُ وُلْداً: ماتُوا صِغاراً. وافْتُرِطَ الوَلَدُ: عُجِّلَ مَوْتُه، عَن ثَعْلَب. وأَفْرَطَتِ المرأَةُ أَوْلاداً: قَدَّمَتْهُم. قَالَ شَمِرٌ: سمعْتُ أَعْرابِيَّةً فَصِيحةً تَقول: افْتَرَطْتُ ابْنَيْن. وأَفْرَطَ وَلَداً: ماتَ لهُ وَلَدٌ صَغيرٌ. وافْتَرَطَ أَوْلاداً: قَدَّمَهم. وفَرَطَ إِلَيْه منِّي كَلامٌ وقوْلٌ: سَبَقَ، وكذلِك فَرَطَ أَمْرٌ قَبيحٌ، أَي سَبَقَ. وفَرَطَ الرَّجُلُ فُرُوطاً: شَتَمَ، نَقَلَهُ ابنُ القطَّاعِ. وأَمْرُهُ فُرُطٌ، بضَمَّتَيْنِ، أَي مَتْروكٌ، وَمِنْه قولُه تعالَى: وكانَ أَمْرُه فُرُطاً أَي مَتْروكاً، تَرَكَ فِيهِ الطَّاعَةَ وغَفَلَ عَنْهَا، وَقَالَ أَبُو الهَيْثَمِ: أَمْرٌ فُرُطٌ: مُتَهاوَنٌ بِهِ مُضَيَّع. وَقَالَ الزَّجّاجُ: أَي كانَ أَمْرُه التَّفْريطَ، وَهُوَ تَقْديمُ العَجْزِ. وَقَالَ غيرُه: أَي نَدَماً، ويُقال: سَرَفاً. وأَفْرَطَه: تَرَكه، وخَلَّفَه، كفَرَّطَهُ. وَفِي حديثِ عليٍّ رضيَ الله عَنهُ: لَا تَرَى الجَاهِلَ إلاَّ مُفْرِطاً أَو مُفَرِّطاً أَي مُسْرِفاً فِي العَمَلِ، أَو مُقَصِّراً فِيهِ. وتَفَرَّطَ الشَّيءُ: فاتَ وَقْتُه، كتَفَارَطَ، وَمِنْه الحَديثُ: نامَ عَن العِشاءِ حتَّى تَفَرَّطَتْ أَي فاتَ وقتُها قبلَ أَدائِها. وافْتَرَطَ إِلَيْه فِي هَذَا الأَمْرِ: تَقَدَّمَ وسَبَقَ. وفُلانٌ) مُفْتَرِطُ السِّجَالِ إِلى العُلا،  أَي لَهُ فِيهِ قُدْمَةٌ. قَالَ الشَّاعرُ: (مَا زِلْتُ مُفْتَرِطَ السِّجَالِ إِلى العُلا  ...  فِي حَوْضِ أَبْلَجَ تَمْدُرُ التُّرْنُوقَا) ومَفارِطُ البَلَدِ: أَطْرافُه، قَالَ أَبُو زُبَيْدٍ: (وسَمَوْا بالمَطِيِّ والذُبَّلِ الصُّ  ...  مِّ لِعَمْياءَ فِي مَفَارِطِ بِيدِ) وفُلانٌ ذُو فُرْطَةٍ فِي البِلادِ، بالضَّمِّ، إِذا كانَ صاحبَ أَسْفارٍ كَثيرَةٍ. والفُرُطُ، بضَمَّتين: الأَمْرُ يُفْرَطُ فيهِ، وقيلَ: هُوَ الإِعْجالُ. وفَرَطَ عليهِ يَفْرُط، آذَاهُ. وفَرَطَ أَيْضاً، إِذا تَوَانَى وكَسِلَ. والفَرَطُ، مُحَرَّكةً: العَجَلَةُ. وأَفْرَطَهُ: أَعْجَلَه. قَالَ سيبَوَيْهِ: وَقَالُوا: فَرَطَكَ، إِذا كُنْتَ تُحَذِّرُه من بَيْنَ يَدَيْهِ شَيْئا، أَو تأْمُرُه أَن يَتَقَدَّمَ. وَهِي من أَسْماءِ الفِعْلِ الَّذي لَا يَتَعَدَّى. والإِفْراطُ: الزِّيادَةُ على مَا أُمِرْتَ. وأَفْرَطَ فِي القَوْلِ: أَكْثَرَ. والفَرَطُ مُحَرَّكَةً: الأَمْرُ الَّذي يُفَرِّطُ فِيهِ صاحِبُه، أَي يُضَيِّع. وتَفَارَطَت الصَّلاةُ عَن وقْتِها: تأَخَّرَت. وفَرَّطَ عَنهُ تَفْرِيطاً: كَفَّ عَنهُ. وفَرَّطَه: أَمْهَلَه. والفِراطُ، ككِتابٍ: التَّرْكُ. وَقَالَ الكِسائِيُّ: مَا أَفْرَطْتُ من القَوْمِ أَحَداً، أَي مَا تَرَكْت. وفَرِطَ كفَرِحَ، إِذا سَبَقَ، لغةٌ فِي فَرَطَ، كنَصَرَ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ.  وَقَالَ أَبُو زِيادٍ: الفُرُطُ بضَمَّتَيْنِ: طَرَفُ العارِض، عارِضِ اليَمَامَةِ، وأَنْشَدَ بَيْتَ وَعْلَةَ الجَرْمِيِّ الَّذي سبَقَ ذِكْرُه آنِفاً. وَقد سَمَّوْا فارِطاً، وفُرَيْطاً كزُبَيْرٍ. وتَفَارَطَتْهُ الهُمُومُ: لَا تَزالُ تأْتِيه الحِينَ بعدَ الحِينِ. وَهُوَ مَجازٌ. وَتقول: اللَّهمَّ اغْفِرْ لي فَرَطَاتِي، أَي مَا فَرَطَ مِنِّي، وَهُوَ مَجازٌ.
المعجم: تاج العروس

هون

المعنى: الهُونُ: الخِزْيُ. وفي التنزيل العزيز: فأَخَذَتْهُمْ صاعقةُ العذاب الهُونِ؛ أَي ذي الخزي. والهُونُ، بالضم: الهَوَانُ. والهُونُ والهَوانُ: نقيض العِزِّ، هانَ يَهُونُ هَواناً، وهو هَيْنٌ وأَهْوَنُ. وفي التنزيل العزيز: وهو أَهْوَنُ عليه؛ أَي كل ذلك هَيِّنٌ على الله، وليست للمفاضلة لأَنه ليس شيءٌ أَيْسَرَ عليه من غيره، وقيل: الهاء هنا راجعة إلى الإنسان، ومعناه أَن البعث أَهونُ على الإنسان من إنشائه، لأَنه يقاسي في النَّشْءِ ما لا يقاسيه في الإعادة والبعث؛ ومثل ذلك قول الشاعر: لَعَمْرُكــــــ، مــــــا أَدْريــــــ، وإنـــــي لأَوْجَلُـــــ، علــــــــى أَيِّنــــــــا تَعْـــــــدُو المَنِيَّـــــــةُ أَوَّلُ وأَهانه وهَوَّنه واسْتَهانَ به وتَهاوَنَ بهِ: استخفَّ به، والاسم الهَوَانُ والمَهانة. ورجل فيه مَهانة أَي ذُلٍّ وضعف. قال ابن بري: المَهانةُ من الهَوانِ، مَفْعَلة منه وميمها زائدة. والمَهانة من الحَقارة: فَعالة مصدر مَهُنَ مَهانة إذا كان حقيراً. وفي الحديث: ليس بالجافي ولا المَهين؛ يروى بفتح الميم وضمها، فالفتح من المَهانة، وقد تقدَّم في مَهَنَ، والضم من الإِهانة الاستخفافِ بالشيء والاستحقار، والاسم الهَوانُ، وهذا موضعه. واسْتَهانَ به وتَهاوَنَ به: استحقره؛ وقوله: ولا تُهِيـــــــــــنَ الفقيـــــــــــرَ، عَلَّــــــــــكَ أَن تَرْكَــــــعَ يومــــــاً، والــــــدَّهْرُ قــــــد رَفَعَـــــهْ أَراد: لا تُهِينَنْ، فحذف النونَ الخفيفة لما استقبلها ساكنٌ.والهَوْنُ: مصدر هانَ عليه الشيءُ أَي خَفَّ. وهَوَّنه الله عليه أَي سهَّله وخففه. وشيءٌ هَيِّنٌ، على فَيْعِلٍ أَي سهل، وهَيْنٌ، مخفف، والجمع أَهْوِناءُ كما قالوا شيءٌ وأَشيئاءُ على أَفْعِلاءَ؛ قال ابن بري: أَشيئاء لم تنطق بها العرب وإنما نطقت بأَشياء فقال بعضهم: أَصله أَشيئاء، فحذفت الهمزة تخفيفاً، وقال الخليل: أَصله شَيْئاء في فَعْلاء ثم قدِّمت الهمزة التي هي لام فصارت أَشياء، ووزنها الآن لَفْعاء؛ وقال بعضهم: الهَوْنُ والهُونُ واحد، وقيل: الهُونُ الهَوانُ والهَوْنُ الرِّفق؛ وأَنشد: مـــــــررتُ علـــــــى الوَدِيعـــــــةِ، ذاتَ يـــــــومٍ، تَهــــــــادَى فــــــــي رِداء المِـــــــرْطِ هَوْنـــــــا وقال امرؤ القيس: تَمِيــــــلُ عليــــــه هُونَــــــةٌ غيــــــرُ مِعْطــــــالِ قال: هُونة ضعيفة من خِلْقتها لا تكون غليظة كأَنها رجل، وروى غيره: هَوْنة أَي مُطاوعة؛ وقال جَنْدَلٌ الطُّهَويّ: داوَيْتُهـــــــم مــــــن زَمَــــــنٍ إلــــــى زَمَنْــــــ، دَواءَ بُقْيــــــــــا بــــــــــالرُّقَى وبـــــــــالهُوَنْ، وبالهُوَيْنـــــــــــا دائبــــــــــاً فلــــــــــم أُوَنْ بالهْوَن، يريد: بالتسكين والصلح ابن الأَعرابي: هَيِّنٌ بَيِّنُ الهُونِ. ابن شميل: إنه ليَهُونُ عليَّ هَوْناً وهَواناً.الفراء في قوله تعالى: أَيُمْسِكُه على هُون؛ قال: الهُونُ في لغة قريش الهَوان، قال: وبعض بني تميم يجعل الهُونَ مصدراً للشيء الهَيِّنِ، قال: وقال الكسائي سمعت العرب تقول إن كُنْت لقليل هَوْنِ المؤُونة مُذ اليوم، قال: وقد سمعت الهَوانَ في مثل هذا المعنى؛ قال رجل من العرب لبعير له: ما به بأْسٌ غيرُ هَوانِه، يقول: إنه خفيف الثمن. وإذا قالت العرب: أَقْبَلَ يَمْشي على هَوْنِه، لم يقولوه إلا بالفتح؛ قال الله عز وجل: الذين يَمْشُون على الأَرض هَوْناً؛ قال عكرمة ومجاهد: بالسكينة والوقار؛ وقال الكميت: :شُمٌّ مَهاوِينُ أَبْدانِ الجَزُورِ، مَخا_مِيصُ العَشيّات، لا خُورٌ ولا قُزُمُ قال ابن سيده: يجوز أَن يكون مهاوين جمع مهْوَنٍ، ومذهب سيبويه أَنه جمع مِهْوانٍ. ورجل هَيِّنٌ وهَيْنٌ، والجمع أَهْوِناءٌ، وشيءٌ هَوْنٌ: حقير. قال ابن بري: الهَوْن هَوانُ الشيءِ الحقير الهَيِّنِ الذي لا كرامة له. وتقول: أَهَنْتُ فلاناً وتَهاوَنْتُ به واستَهْنتُ به.والهُونُ: الهَوانُ والشِّدَّة. أَصابه هُونٌ شديد أَي شدة ومضَرَّة وعَوَزٌ؛ قالت الخنساء: تُهِيــــــــنُ النفــــــــوسَ وهُــــــــون النُّفـــــــوسْ تريد: إهانة النفوس: ابن بري: الهُون، بالضم، الهَوان؛ قال ذو الإصبع: اذهَــــــبْ إليكــــــ، فمــــــا أُمِّــــــي براعِيـــــةٍ ترْعَـــــى المَخاضـــــَ، ولا أُغضـــــِي علـــــى الهُــــونِ ويقال: إنه لَهَوْنٌ من الخيل، والأُنثى هَوْنة، إذا كان مِطْواعاً سَلِساً. والهَوْنُ والهُوَيْنا: التُّؤَدة والرِّفْق والسكينة والوقار. رجل هَيِّن وهَيْن، والجمع هَيْنونَ؛ ومنه: قوم هَيْنُونَ لَيْنُونَ؛ قال ابن سيده: وتسليمه يشهد أَنه فَيْعِلٌ. وفلان يمشي على الأَرض هَوْناً؛ الهَوْن: مصدر الهَيِّن في معنى السكينة والوقار. قال ابن بري: الهَوْنُ الرِّفق؛ قال الشاعر: هَوْنَكُمــــــا لايَــــــرُدُّ الــــــدَّهْرُ مـــــا فاتـــــا، لا تَهْلِكـــــا أَســـــَفاً فـــــي إثْــــرِ مــــن ماتــــا وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: يَمْشي هَوْناً؛ الهَوْن: الرِّفْق واللِّين والتثبت، وفي رواية: كان يمشي الهُوَيْنا، تصغير الهُونَى تأنيث الأَهْوَن، وهو من الأَّوَّل، وفرَق بعضُهم بين الهَيِّن والهَيْن فقال: الهَيِّن من الهِوان، والهَيْنُ من اللِّين. وامرأَة هَوْنة وهُونة؛ الأَخيرة عن أَبي عبيدة: مُتَّئِدَة؛ أَنشد ثعلب: تَنُـــــــوءُ بمَتْنَيهـــــــا الرَّوابـــــــي وهَوْنَــــــةٌ، علــــــى الأَرضــــــِ، جَمَّــــــاءُ العظـــــامِ لَعُـــــوبُ وتَكَلَّم علي هِينَتِه أَي رِسْله. وفي الحديث: أَنه سار على هِينَتِه أَي على عادته في السُّكون والرِّفق. يقال: امش على هينتك أَي على رِسْلك. وجاء عن على، عليه السلام: أَحْبِبْ حَبيبك هَوْناً مّا أَي حبّاً مُقْتَصِداً لا إفراط فيه، وإضافة ما إليه تُفيدُ التقليل، يعني لا تُسْرِف في الحُبّ والبُغْض، فعسى أَن يصيرَ الحبيب بَغيضاً والبَغِيض حبيباً، فلا تكون قد أَسرفت في الحُب فتندمَ، ولا في البُغْض فتستَحْيي. وتقول: تكَلَّمْ على هِينَتك. ورجل هَيِّن لَيِّن وهَيْن لَيْن. شمر: الهَوْن الرِّفْق والدَّعَة. وقال في تفسير حديث علي، عليه السلام: يقول لا تُفْرِطْ في حُبّه ولا في بغضه. ويقال: أَخذ أَمرَه بالهُونى، تأنيث الأَهْون، وأَخذ فيه بالهُوَيْنا، وإنك لَتَعْمِد للهُوَيْنا من أَمرك لأَهْونه، وإنه ليَأْخذ في أَمره بالهَوْن أَي بالأَهْوَن. ابن الأَعرابي: العرب تمدح بالهَيْن اللَّيْن، مخفف، وتذم بالهَيّن اللَّيّن، مثقل. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: المُسلِمُون هَيْنُونَ لَيْنُونَ، جعله مدحاً لهم. وقال غير ابن الأَعرابي: هَيِّن وهَيْن ولَيِّن ولَيْن بمعنى واحد، والأَصل هَيِّن، فخفف فقيل هَيْن، وهَيّن، فَيْعِل من الهَوْن، وهو السكينة والوقار والسهولة، وعينه واو. وشيءٌ هَيِّن وهَيْن أَي سهل. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: النساء ثلاث فهَيْنة لَيْنة عفِيفة.وفي النوادر: هُنْ عندي اليومَ، واخْفِض عندي اليومَ، وأَرِحْ عندي، وارْفَهْ عندي، واستَرْفِهْ عندي، ورَفِّهْ عندي، وأَنْفِهْ عندي، واسْتَنفِهْ عندي؛ وتفسيره أَقم عندي واسترح واسْتَجِمَّ؛ هُنْ من الهَوْن وهو الرفق والدَّعة والسكون.وأَهُوَنُ: اسمُ يومِ الاثنين في الجاهلية؛ قال بعض شعراء الجاهلية: أُؤَمِّـــــــــــلُ أَن أَعِيشـــــــــــَ، وأَنَّ يَــــــــــوْمِي بـــــــــــأَوَّلَ أَو بـــــــــــأَهْونَ أَو جُبـــــــــــارِ أَو التـــــــــــالي دُبــــــــــارٍ أَم فيــــــــــوْمي بمُـــــــــــؤنِسٍ أَو عَروُبـــــــــــة أَو شــــــــــِيارِ قال ابن بري: ويقال ليوم الاثنين أَيضاً أَوْهَدُ من الوَهْدة، وهي الانحطاط لانخفاض العدد من الأَول إلى الثاني.والأَهْوَنُ: اسم رجل. وما أَدري أَيُّ الهُون هو أَي أَيُّ الخلق. قال ابن سيده: والزاي أأَوالهُونُ: أَبو قبيلة، وهو الهُونُ بن خزيمة بن مُدْرِكة ابن إلْياس بن مُضَرَ أَخو القارة. وقال أَبو طالب: الهَوْنُ والهُونُ جميعاً ابن خُزيمة بن مدركة بن ذات القارة أَتْيَغَ بنِ الهُون بن خزيمةسموا قارَة لأَن هَرير بن الحرث قال لغوثِ بن كعب حين أَراد أَن يُفَرِّقَ بين أَتْيغ: دَعْنا قارةً واحدةً، فمن يومئذ سُمُّوا قارة؛ ابن الكلبي: أَراد يَعْمَرُ الشَّدَّاخُ أَن يُفَرِّقَ بُطونَ الهُون في بُطون كنانة، فقال رجل من الهُون: دَعُونـــــــــــا قـــــــــــارةً، لا تُنْفِرُونـــــــــــا فنَجْفُلَــــــــ، مثلَمــــــــا جفَــــــــلَ الظَّليـــــــمُ المُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ: القارة بنو الهُون. والهاوَن والهاوُنُ والهاوُون، فارسي معرب: هذا الذي يُدَقُّ فيه؛ قيل: كان أَصله هاوُون لأَن جمعه هَوَاوينُ مثل قانون وقَوَانين، فحذفوا منه الواو الثانية استثقالاً وفتحوا الأُولى، لأَنه ليس في كلامهم فاعُلٌ بضم العين.والمُهْوَئِنُّ: الوَطِيءُ من الأَرض نحو الهَجْلِ والغائط والوادي، وجمعه مُهْوَئِنَّاتٌ.
المعجم: لسان العرب

فرط

المعنى: فرطَ في الأمر يفرُط -بالضم-: أي قصر به وضيعهُ، فرطًا.؛وفرط عليه: أي عجلَ وعدا، ومنه قوله تعالى: {إننا نخافُ أن يفرطَ علينا} أي يبادرَ بعقوبتنا.؛وقال ابن عرفةَ: أي يعجل فيتقدم منه مكروه، وقال مجاهد: يبسط، وقال الضحاكُ يشط.؛وفرط مني إليه قول: أي سبق.؛وفرطتُ القوم أفراطهمُ: أي سبقتهمُ إلى الماء وتقدمتهمُ إليه لأهيئ الدلاء والأرشية: فأنا فارط وفرط، والمصدرُ: فرط وفروط. ومنه حديثُ النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أنا فرطكمُ على الحوض، ويروى: أن فارط لكم. وفي حديثه الآخر حين سئلَ عم مدفن بن مظعون. وفي حديث آخر: «يا عائشةُ من كان له فرطانِ من أمتي دخلَ آخر، قلت: ومن كانَ له فرط؟، قال: ومن كان له فرط». وفي حديث آخر: «أنا النبيون فراط لقاصفين، أي: متقدمونَ في الشفاعة، وقيل: فراط إلى الحوض. والمرادُ بالقاصفينَ: منَ يتزاحمُ على أثارهم من الأمم الذين يدخلونَ الجنة».؛وقال القطامي؛فاستعجلوناَ وكانوا من صحابتنا *** كما تعجل فراط لوارد؛وقال أبو ذؤيب الهذلي؛وقد أرسلوا فراطهمْ فتاثلوا *** قليبًا سفاها كالإماء القواعد؛مطأطأة لم ينبطوها وإنها *** ليرضى بها فراطها أم واحد؛وقد يذكرُ الفراطُ ويرادُ به الفراطُ.؛وقال بريدةُ بن الحصيب -رضى الله عنه-: كان رسول الله يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهمُ: السلامُ عليكم أهل لاحقونَ، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع، نسأل الله لنا ولكم العافية.؛وفراطُ القطا: متقدماتها، قال رجل من بني مازنٍ، وقال ابن السيرافي: هو لنقاده الأسدي؛ومنهل وردته التقاطا *** لم ألق إذا وردتهُ فراطا؛إلا الحمام الورق والغطاطا ***؛وكان الحسنُ البصري إذا صلى على الصبي قال: اللهم أجعله لنا سلفًا وفرطًا وأجرًا.؛وقد يجمعُ الفارطُ على فوارط، وهو نادر، كفارس وفوارس، قال ارفوه الاودي؛كنا فوارطها الذين دعاَ *** داعي الصباحِ اليهمُ لا يفزعُ؛والفارطان: كوكبان متباينان أمام سرسر بنات نعش، ثقاله الليث، قال: وإنما شبها بالفراط الذي يسبق القوم لحفر القبر.؛وفرطَ -بالكسر الراءء-: إذا سبق؛ مثلُ فرطَ- بفتحها.؛والفراطُ والفراطةُ: الماء يكون شرعًا بين عدة أحياءٍ أيهم سبق اليه فهو له.؛وفرطتُ في الحوض: أي ملأته. وعن سراقة -رضى الله عنه- قال: دخلتُ على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلتُ: الرجلُ يفرطُ في حوضه فيردُ عليه الهملُ من الإبل، قال: لك في كل كبد حري أجر. وقال ابن عمرو فغي حوضه لغنمه فجاءَ رجلَ فأوردهاَ فنزتْ نازية فأخذ فأسًا فقتله.؛والفرط -بسكون الراء-: الاسمُ من الإفراط، يقال: إياك والفراط في الأمر.؛وقواهم: لقيته في الفرط بعدَ الفرط: أي الحينَ بعد الحينْ. وأتيته فرط يومٍ أو يومينِ، قال لبيد -رضى الله عنه-؛هَلَ النفسُ إلا متعةٌ مُستعارةٌ *** تُعارُ فتأتي ربها فَرْطَ أشْهُرِ؛وقال أبو عُبيدةٍ: لا يكونُ الفَرْطُ في أكثر من خَمسَ عشرةَ ليلةً.؛والفَرْطُ: موضِعٌ بتهامةَ قُربَ الحجاز، قال فاسِلُ بن غُزيةَ الجُربيُ؛سَرَتْ من الفَرْطَ أو من نخلتينِ فلم *** يَنْشَبْ بها جانبا نَعمانَ فالنجدُ؛وقال عبدُ مَناف بن ربعٍ الهذليُ؛فما لكُمُ والفرْطَ لا تقربُونهُ *** وقد خلْتُهُ أدنى مأبٍ لقافِلِ؛ويروى: "مَرَدّ".؛وقال أبو عمرو: الفَرْطُ: طريقٌ. والفَرْطَةُ: المرةُ الواحدةُ من الخُروج والتقَدمُ. والفُرْطَةُ؟ بالضم- الاسمُ، ومنها حديثُ أم سلمةَ لِعائشةَ -رضي الله عنهما-: قد نَهاكِ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الفُرْطَةِ في البلاد، وقد كُتبَ الحديثُ بتمامهِ في تركيب تمدح.؛وأمرٌ فُرُطٌ: أي مُجاوَزٌ فيه الحدُ، قال الله تعالى: {وكانَ أمرُهُ فُرُطا}، وقيل: نَدَمًا، وقيل: سَرَفًا، وقيل: ضائعًا؛ يُقال: أمْرٌ فُرُطٌ. أي مُضيعٌ مُتهاونٌ به.؛والفُرُطُ والفُرْطُ أيضًا: واحِدُ الأفْراطِ وهي آكامٌ شبيهاتٌ بالحبال، قال حسانُ بن ثابتٍ - رضي الله عنه-؛ضاقَ عَنا الشعْبُ إذ نجْزَعُهُ *** ومِلأنا الفُرْطُ منهم والرجَلْ؛والجمعُ: أفْرُطٌ وأفرَاطٌ، وأنشد الأصمعيُ؛والبُومُ يبكي شَجوةُ في أفرُطِهْ؛يُقال: البُوْمُ تَنُوحُ على الإفراط: عن أبي نصرٍ، وأنشد ابن دريدٍ؛وصَاحَ من الأفْراطِ بُوْمٌ جَوَاثِمُ ***؛وقد أنشدَ عَجُزَه ابن دريدٍ غير منسُوبٍ.؛وأنشد ابن الأعرابي في نوادرهِ لِوعلةَ الجرمي؛سائلْ مُجَاوِرَ جَرْمٍ هل جَنَيْتُ لهم *** حربًا تُزيلُ بين الجيرةِ الخُلُطِ؛أم هلْ سَموتُ بجرارٍ له لَجَبٌ *** يَغشى مخارِمَ بين السهلِ والفُرُطِ؛وأفراطُ الصبحِ -أيضًا-: أوائلُ تباشيرهِ قال الليثُ، قال: والواحدُ منها فَرَطٌ، وأنشد لرؤبة؛باكرتُهُ قبلَ الغَطَاطِ اللُغطِ *** وقبلَ جُوني القطا المخَططِ؛وقبلَ أفراطِ الصباحِ الفُرطِ ***؛قال: وأما قولُ ابن براقةَ الهمداني؛إذا الليلُ أرخى واستقلتْ نُجُومهُ *** وصاحَ من الأفراطِ هامٌ جَوَاثِمُ؛فاختلفوا في هذا، فقال بعضهم: أرادَ به أفراطَ الصبح لأن الهامَ إذا أحس بالصباح صَرَخَ، وقال آخرونَ: الفَرَطُ: العَلَمُ المستقيمُ من أعلام الأرض التي يُهتدى بها.؛والفُرُطُ: الفَرَسُ السريعةُ التي تَتَفَرطُ الخيلَ: أي تتقدمها، قال لبيدٌ -رضي الله عنه-؛ولَقَدْ حَمَيْتُ الحي تَحملُ شكتي *** فُرُطٌ وشاحي إذ غَدوتُ لِجامها؛وقال أبو زيادٍ: الفُرُطُ: طَرَفُ العارضِ: عارضِ اليمامةِ، وأنشد بيتَ وعلةَ الجرمي الذي ذَكرتهُ آنفًا.؛وقال ابن عبادٍ: رجلٌ فُرطيٌ: إذا كان صعبًا لم يذل، وبعيرٌ فُرْطيٌ وفَرَطِيٌ: كذلك.؛والماءُ الفِراطُ: الذي يكونُ لمن سبقَ اليه من الأحياء.؛وقال أبو عمرو: فَرَطَتِ النخلةُ: إذا تُرِكَتْ فلم تُلْقَحْ حتى يعسُو طلعها، وأفرطتها أنا.؛وأفْرَطَتِ السحَابُ بالوسمي: عَجِلَتْ به.؛وأفْرَطَه: أي أعجله.؛وقولهُ تعالى: {وأنهم مُفْرَطون} قال مُجاهدِ: أي منسبون، وقيل: مترُوكون في النار، وقال الأزهريُ: الأصلُ فيه أنهم مُقدمون إلى النار مُعجلون اليها؛ يُقال: أفرطتهُ: أي قدمتهُ؛ وأفرطَتِ المرأةُ أولادًا: قدمتهم. وقرأ قُتيبةُ وأبو جعفرَ ونافعٌ: مُفْرِطون- بكسر الراء-: أي مُتجاوزون لما حُد لهم، يُقال: أفرطَ في الأمر: أي جاوزَ فيه الحدَ.؛وروى زاذانُ عن علي -رضي الله عنه- أنهُ قال: مثلي فيكم كمثل عيسى -صلواتُ الله عليه- أحبته طائفةٌ فأفْرَطُوا في حبه فهلكوا وأبغَضته طائفةٌ فأفْرَطُوا في بُغْضِه فهلكوا.؛وقال الكسائيُ: يُقال: ما أفرَطْتُ من القوم أحدًا: أي ما تركتُ.؛وقال الأعرابيُ: الإفراط: أن تبعثَ رسولًا خاصًا في حوائجك.؛وقال ابن دريدٍ: أفْراطَ الرجُلُ بيدِهِ إلى سيفهِ ليستَله.؛وأفرَطَ القِربةَ: ملأها حتى أسالَ الماءَ، قال كعبُ بن زهيرٍ -رضي الله عنه-؛تنفي الرياحُ القذى عنه وأفرَطَهُ *** من صوبِ ساريةٍ بيضٌ يعالِيلُ؛ويروى: "تجلُو الرياحُ"، وروى الأصمعيُ:" من نَوءِ ساريةٍ".؛وقال ساعدةُ بن جُويةَ الهُذليُ يصفُ مُشتارَ العَسَل؛فأزَالَ ناصِحَها بأبيضَ مُفْرَطٍ *** من ماءِ الهابٍ بهن التألبُ؛ويروى: "عليه التألبُ". وقال آخرُ: بَج المَزادِ مُفرطًا توكيرا وأنشد إبراهيم بن إسحاق الحربيُ -رحمه الله تعالى-؛على جانبي حائرٍ مُفْرَطٍ *** بِبَرْثٍ تبَوأتُهُ معشِبِ؛وأنشد ابن دريدٍ؛يُرَجعُ بين خُرْمٍ مُفْرَطاتٍ *** صَوَافٍ لم تُكدرها الدلاءُ؛قال: الخُزْمُ: غُدُرٌ يتخرمُ بعضها إلى بعض.؛والتفريطُ: التقصيرُ، قال الله تعالى: {يا حسرتا على ما فَرطتُ في جنْبِ الله} أي: في أمرِ الله. وفي حديثِ النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ليسَ في النومِ تفريطٌ؛ إنما التفريطُ أن لا يُصلي حتى يدخلَ وقْتُ الأخرى».؛وفَرطتهُ: تركتهُ وتقدمتُه، قال ساعِدَةُ بن جُوية الهُذليُ يصفُ مُشتارَ العَسَل؛مَعَهُ سِقاءٌ لا يُفرطُ حملهُ *** صُفْنٌ وأخراصٌ يَلُحنَ ومِسأبُ؛أي: لا يتركُ حملهَ ولا يُفارقُه.؛وقال أبو عمرو: فَرطْتُكَ في كذا وكذا: تركتكَ وقال غيرهُ: تقولُ: فَرطْتُ إليه رسولًا: إذا أرسلته إليه في خاصتكَ أو جعلته جريًا لك في خُصومةٍ؛ مِثلُ أفرطتُ.؛وفَرطْتُ الرجُلَ: أي مدحتهُ حتى أفرطتُ في مدحهِ؛ مثلُ قرظتهُ -بالقافِ والظاء المعجمة-.؛وقال الخليلُ: يُقال: فرطَ الله عنه ما يكرهُ: أي نحاه؛ وقل ما يستعملُ إلا في الشعر، قال المُرقشُ الأكبرُ واسمهُ عمرو بن سعدٍ؛يا صاحبي تلبثا لا تعْجَلا *** إن الرحيلَ رهينُ ألا تعذلا؛فلعل بُطأ كما يُفرطُ سيئًا *** أو يسبقُ الإسراع سيبًا مُقبلا؛ويروى: "ريثكما" "أو يسبقُ الإفراط".؛وتَفَارَطَ: أي سبقَ وتسرعَ، قال النابغةُ الذبياني؛وقفتُ بها القَلُوص على اكتئابٍ *** وذاكَ تَفَارُطُ الشوق المعني؛ويُروى: "لِفارطِ".؛وتَفَرطَ الغزوُ وتَفَارطَ: أي تأخرَ وقتهُ فلم يلحقه من أراده، ومنه حديثُ كعب بن مالكٍ الأنصاري -رضي الله عنه- في تخلفهِ عن غزوةِ تبوك: فأصبحَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون معه ولم أقضِ من جهازي شيئًا؛ فقلتُ أتجهزُ بعده بيومٍ أو يومينِ ثم ألحقهم، فغدوتُ بعد أن فصلوا لأتجهزَ فرجعتُ ولم أقضِ شيئًا، فلم يزل بي حتى أسرعُوا وتَفَارطَ الغزوُ.؛وتَفارَطته الأمورُ والهمُومُ: أي لا تصيبهُ الهمومُ إلا في الفَرْط.؛والتفارطُ: التسابقُ، وقال بشرُ بن أبي خازم؛يُنازعنَ الأعنةَ مُصغياتِ *** كما يتفارطُ الثمدَ الحمامُ؛وفارطهَ: أي ألفاهُ وصادفهَ.؛وفارطَهَ: سابقهَ.؛وتكلمَ فِراطاَ: أي سبقتْ منه كلمةٌ.؛وفلانٌ لا يُفترطُ إحسانهُ وبره: أي لا يفترصُ ولا يُخافُ فوتهُ.؛ويُقال: افترطَ فلانٌ فَرَطًا: إذا ماتَ له ولدٌ صغيرٌ قبل أن يبلغَ الحُلُمَ.؛والتركيب يدلُ على إزالةِ الشيءِ عن مكانهِ وتنحيته عنه.
المعجم: العباب الزاخر

Pages