فرط

المعنى: 

فرطَ في الأمر يفرُط -بالضم-: أي قصر به وضيعهُ، فرطًا.؛وفرط عليه: أي عجلَ وعدا، ومنه قوله تعالى: {إننا نخافُ أن يفرطَ علينا} أي يبادرَ بعقوبتنا.؛وقال ابن عرفةَ: أي يعجل فيتقدم منه مكروه، وقال مجاهد: يبسط، وقال الضحاكُ يشط.؛وفرط مني إليه قول: أي سبق.؛وفرطتُ القوم أفراطهمُ: أي سبقتهمُ إلى الماء وتقدمتهمُ إليه لأهيئ الدلاء والأرشية: فأنا فارط وفرط، والمصدرُ: فرط وفروط. ومنه حديثُ النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أنا فرطكمُ على الحوض، ويروى: أن فارط لكم. وفي حديثه الآخر حين سئلَ عم مدفن بن مظعون. وفي حديث آخر: «يا عائشةُ من كان له فرطانِ من أمتي دخلَ آخر، قلت: ومن كانَ له فرط؟، قال: ومن كان له فرط». وفي حديث آخر: «أنا النبيون فراط لقاصفين، أي: متقدمونَ في الشفاعة، وقيل: فراط إلى الحوض. والمرادُ بالقاصفينَ: منَ يتزاحمُ على أثارهم من الأمم الذين يدخلونَ الجنة».؛وقال القطامي؛فاستعجلوناَ وكانوا من صحابتنا *** كما تعجل فراط لوارد؛وقال أبو ذؤيب الهذلي؛وقد أرسلوا فراطهمْ فتاثلوا *** قليبًا سفاها كالإماء القواعد؛مطأطأة لم ينبطوها وإنها *** ليرضى بها فراطها أم واحد؛وقد يذكرُ الفراطُ ويرادُ به الفراطُ.؛وقال بريدةُ بن الحصيب -رضى الله عنه-: كان رسول الله يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهمُ: السلامُ عليكم أهل لاحقونَ، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع، نسأل الله لنا ولكم العافية.؛وفراطُ القطا: متقدماتها، قال رجل من بني مازنٍ، وقال ابن السيرافي: هو لنقاده الأسدي؛ومنهل وردته التقاطا *** لم ألق إذا وردتهُ فراطا؛إلا الحمام الورق والغطاطا ***؛وكان الحسنُ البصري إذا صلى على الصبي قال: اللهم أجعله لنا سلفًا وفرطًا وأجرًا.؛وقد يجمعُ الفارطُ على فوارط، وهو نادر، كفارس وفوارس، قال ارفوه الاودي؛كنا فوارطها الذين دعاَ *** داعي الصباحِ اليهمُ لا يفزعُ؛والفارطان: كوكبان متباينان أمام سرسر بنات نعش، ثقاله الليث، قال: وإنما شبها بالفراط الذي يسبق القوم لحفر القبر.؛وفرطَ -بالكسر الراءء-: إذا سبق؛ مثلُ فرطَ- بفتحها.؛والفراطُ والفراطةُ: الماء يكون شرعًا بين عدة أحياءٍ أيهم سبق اليه فهو له.؛وفرطتُ في الحوض: أي ملأته. وعن سراقة -رضى الله عنه- قال: دخلتُ على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلتُ: الرجلُ يفرطُ في حوضه فيردُ عليه الهملُ من الإبل، قال: لك في كل كبد حري أجر. وقال ابن عمرو فغي حوضه لغنمه فجاءَ رجلَ فأوردهاَ فنزتْ نازية فأخذ فأسًا فقتله.؛والفرط -بسكون الراء-: الاسمُ من الإفراط، يقال: إياك والفراط في الأمر.؛وقواهم: لقيته في الفرط بعدَ الفرط: أي الحينَ بعد الحينْ. وأتيته فرط يومٍ أو يومينِ، قال لبيد -رضى الله عنه-؛هَلَ النفسُ إلا متعةٌ مُستعارةٌ *** تُعارُ فتأتي ربها فَرْطَ أشْهُرِ؛وقال أبو عُبيدةٍ: لا يكونُ الفَرْطُ في أكثر من خَمسَ عشرةَ ليلةً.؛والفَرْطُ: موضِعٌ بتهامةَ قُربَ الحجاز، قال فاسِلُ بن غُزيةَ الجُربيُ؛سَرَتْ من الفَرْطَ أو من نخلتينِ فلم *** يَنْشَبْ بها جانبا نَعمانَ فالنجدُ؛وقال عبدُ مَناف بن ربعٍ الهذليُ؛فما لكُمُ والفرْطَ لا تقربُونهُ *** وقد خلْتُهُ أدنى مأبٍ لقافِلِ؛ويروى: "مَرَدّ".؛وقال أبو عمرو: الفَرْطُ: طريقٌ. والفَرْطَةُ: المرةُ الواحدةُ من الخُروج والتقَدمُ. والفُرْطَةُ؟ بالضم- الاسمُ، ومنها حديثُ أم سلمةَ لِعائشةَ -رضي الله عنهما-: قد نَهاكِ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الفُرْطَةِ في البلاد، وقد كُتبَ الحديثُ بتمامهِ في تركيب تمدح.؛وأمرٌ فُرُطٌ: أي مُجاوَزٌ فيه الحدُ، قال الله تعالى: {وكانَ أمرُهُ فُرُطا}، وقيل: نَدَمًا، وقيل: سَرَفًا، وقيل: ضائعًا؛ يُقال: أمْرٌ فُرُطٌ. أي مُضيعٌ مُتهاونٌ به.؛والفُرُطُ والفُرْطُ أيضًا: واحِدُ الأفْراطِ وهي آكامٌ شبيهاتٌ بالحبال، قال حسانُ بن ثابتٍ - رضي الله عنه-؛ضاقَ عَنا الشعْبُ إذ نجْزَعُهُ *** ومِلأنا الفُرْطُ منهم والرجَلْ؛والجمعُ: أفْرُطٌ وأفرَاطٌ، وأنشد الأصمعيُ؛والبُومُ يبكي شَجوةُ في أفرُطِهْ؛يُقال: البُوْمُ تَنُوحُ على الإفراط: عن أبي نصرٍ، وأنشد ابن دريدٍ؛وصَاحَ من الأفْراطِ بُوْمٌ جَوَاثِمُ ***؛وقد أنشدَ عَجُزَه ابن دريدٍ غير منسُوبٍ.؛وأنشد ابن الأعرابي في نوادرهِ لِوعلةَ الجرمي؛سائلْ مُجَاوِرَ جَرْمٍ هل جَنَيْتُ لهم *** حربًا تُزيلُ بين الجيرةِ الخُلُطِ؛أم هلْ سَموتُ بجرارٍ له لَجَبٌ *** يَغشى مخارِمَ بين السهلِ والفُرُطِ؛وأفراطُ الصبحِ -أيضًا-: أوائلُ تباشيرهِ قال الليثُ، قال: والواحدُ منها فَرَطٌ، وأنشد لرؤبة؛باكرتُهُ قبلَ الغَطَاطِ اللُغطِ *** وقبلَ جُوني القطا المخَططِ؛وقبلَ أفراطِ الصباحِ الفُرطِ ***؛قال: وأما قولُ ابن براقةَ الهمداني؛إذا الليلُ أرخى واستقلتْ نُجُومهُ *** وصاحَ من الأفراطِ هامٌ جَوَاثِمُ؛فاختلفوا في هذا، فقال بعضهم: أرادَ به أفراطَ الصبح لأن الهامَ إذا أحس بالصباح صَرَخَ، وقال آخرونَ: الفَرَطُ: العَلَمُ المستقيمُ من أعلام الأرض التي يُهتدى بها.؛والفُرُطُ: الفَرَسُ السريعةُ التي تَتَفَرطُ الخيلَ: أي تتقدمها، قال لبيدٌ -رضي الله عنه-؛ولَقَدْ حَمَيْتُ الحي تَحملُ شكتي *** فُرُطٌ وشاحي إذ غَدوتُ لِجامها؛وقال أبو زيادٍ: الفُرُطُ: طَرَفُ العارضِ: عارضِ اليمامةِ، وأنشد بيتَ وعلةَ الجرمي الذي ذَكرتهُ آنفًا.؛وقال ابن عبادٍ: رجلٌ فُرطيٌ: إذا كان صعبًا لم يذل، وبعيرٌ فُرْطيٌ وفَرَطِيٌ: كذلك.؛والماءُ الفِراطُ: الذي يكونُ لمن سبقَ اليه من الأحياء.؛وقال أبو عمرو: فَرَطَتِ النخلةُ: إذا تُرِكَتْ فلم تُلْقَحْ حتى يعسُو طلعها، وأفرطتها أنا.؛وأفْرَطَتِ السحَابُ بالوسمي: عَجِلَتْ به.؛وأفْرَطَه: أي أعجله.؛وقولهُ تعالى: {وأنهم مُفْرَطون} قال مُجاهدِ: أي منسبون، وقيل: مترُوكون في النار، وقال الأزهريُ: الأصلُ فيه أنهم مُقدمون إلى النار مُعجلون اليها؛ يُقال: أفرطتهُ: أي قدمتهُ؛ وأفرطَتِ المرأةُ أولادًا: قدمتهم. وقرأ قُتيبةُ وأبو جعفرَ ونافعٌ: مُفْرِطون- بكسر الراء-: أي مُتجاوزون لما حُد لهم، يُقال: أفرطَ في الأمر: أي جاوزَ فيه الحدَ.؛وروى زاذانُ عن علي -رضي الله عنه- أنهُ قال: مثلي فيكم كمثل عيسى -صلواتُ الله عليه- أحبته طائفةٌ فأفْرَطُوا في حبه فهلكوا وأبغَضته طائفةٌ فأفْرَطُوا في بُغْضِه فهلكوا.؛وقال الكسائيُ: يُقال: ما أفرَطْتُ من القوم أحدًا: أي ما تركتُ.؛وقال الأعرابيُ: الإفراط: أن تبعثَ رسولًا خاصًا في حوائجك.؛وقال ابن دريدٍ: أفْراطَ الرجُلُ بيدِهِ إلى سيفهِ ليستَله.؛وأفرَطَ القِربةَ: ملأها حتى أسالَ الماءَ، قال كعبُ بن زهيرٍ -رضي الله عنه-؛تنفي الرياحُ القذى عنه وأفرَطَهُ *** من صوبِ ساريةٍ بيضٌ يعالِيلُ؛ويروى: "تجلُو الرياحُ"، وروى الأصمعيُ:" من نَوءِ ساريةٍ".؛وقال ساعدةُ بن جُويةَ الهُذليُ يصفُ مُشتارَ العَسَل؛فأزَالَ ناصِحَها بأبيضَ مُفْرَطٍ *** من ماءِ الهابٍ بهن التألبُ؛ويروى: "عليه التألبُ". وقال آخرُ: بَج المَزادِ مُفرطًا توكيرا وأنشد إبراهيم بن إسحاق الحربيُ -رحمه الله تعالى-؛على جانبي حائرٍ مُفْرَطٍ *** بِبَرْثٍ تبَوأتُهُ معشِبِ؛وأنشد ابن دريدٍ؛يُرَجعُ بين خُرْمٍ مُفْرَطاتٍ *** صَوَافٍ لم تُكدرها الدلاءُ؛قال: الخُزْمُ: غُدُرٌ يتخرمُ بعضها إلى بعض.؛والتفريطُ: التقصيرُ، قال الله تعالى: {يا حسرتا على ما فَرطتُ في جنْبِ الله} أي: في أمرِ الله. وفي حديثِ النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ليسَ في النومِ تفريطٌ؛ إنما التفريطُ أن لا يُصلي حتى يدخلَ وقْتُ الأخرى».؛وفَرطتهُ: تركتهُ وتقدمتُه، قال ساعِدَةُ بن جُوية الهُذليُ يصفُ مُشتارَ العَسَل؛مَعَهُ سِقاءٌ لا يُفرطُ حملهُ *** صُفْنٌ وأخراصٌ يَلُحنَ ومِسأبُ؛أي: لا يتركُ حملهَ ولا يُفارقُه.؛وقال أبو عمرو: فَرطْتُكَ في كذا وكذا: تركتكَ وقال غيرهُ: تقولُ: فَرطْتُ إليه رسولًا: إذا أرسلته إليه في خاصتكَ أو جعلته جريًا لك في خُصومةٍ؛ مِثلُ أفرطتُ.؛وفَرطْتُ الرجُلَ: أي مدحتهُ حتى أفرطتُ في مدحهِ؛ مثلُ قرظتهُ -بالقافِ والظاء المعجمة-.؛وقال الخليلُ: يُقال: فرطَ الله عنه ما يكرهُ: أي نحاه؛ وقل ما يستعملُ إلا في الشعر، قال المُرقشُ الأكبرُ واسمهُ عمرو بن سعدٍ؛يا صاحبي تلبثا لا تعْجَلا *** إن الرحيلَ رهينُ ألا تعذلا؛فلعل بُطأ كما يُفرطُ سيئًا *** أو يسبقُ الإسراع سيبًا مُقبلا؛ويروى: "ريثكما" "أو يسبقُ الإفراط".؛وتَفَارَطَ: أي سبقَ وتسرعَ، قال النابغةُ الذبياني؛وقفتُ بها القَلُوص على اكتئابٍ *** وذاكَ تَفَارُطُ الشوق المعني؛ويُروى: "لِفارطِ".؛وتَفَرطَ الغزوُ وتَفَارطَ: أي تأخرَ وقتهُ فلم يلحقه من أراده، ومنه حديثُ كعب بن مالكٍ الأنصاري -رضي الله عنه- في تخلفهِ عن غزوةِ تبوك: فأصبحَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون معه ولم أقضِ من جهازي شيئًا؛ فقلتُ أتجهزُ بعده بيومٍ أو يومينِ ثم ألحقهم، فغدوتُ بعد أن فصلوا لأتجهزَ فرجعتُ ولم أقضِ شيئًا، فلم يزل بي حتى أسرعُوا وتَفَارطَ الغزوُ.؛وتَفارَطته الأمورُ والهمُومُ: أي لا تصيبهُ الهمومُ إلا في الفَرْط.؛والتفارطُ: التسابقُ، وقال بشرُ بن أبي خازم؛يُنازعنَ الأعنةَ مُصغياتِ *** كما يتفارطُ الثمدَ الحمامُ؛وفارطهَ: أي ألفاهُ وصادفهَ.؛وفارطَهَ: سابقهَ.؛وتكلمَ فِراطاَ: أي سبقتْ منه كلمةٌ.؛وفلانٌ لا يُفترطُ إحسانهُ وبره: أي لا يفترصُ ولا يُخافُ فوتهُ.؛ويُقال: افترطَ فلانٌ فَرَطًا: إذا ماتَ له ولدٌ صغيرٌ قبل أن يبلغَ الحُلُمَ.؛والتركيب يدلُ على إزالةِ الشيءِ عن مكانهِ وتنحيته عنه.

المعجم: 

العباب الزاخر