المعجم العربي الجامع
عائِرَةٌ
المعنى: (صيغة الجمع) عَوائرُ مؤنَّث عائر.؛-: الكَثرة. يُقال: له من المال عائِرَة عينين: أي كَثْرة عَظيمة كأنّها تَمْلأ العَيْن فتَكاد تُعْوِرُها.؛عينٌ -: ذات عُوّار أي قذًى.؛العَوائِر من الجَراد: الجَماعات المُتفرِّقة.
المعجم: القاموس عَوْراءُ
المعنى: مؤنَّث أعوَرُ؛ الفِعْلَة الشَّنيعة.؛فَلاةٌ -: لا ماء فيها.؛كلمةٌ -: قَبيحة كأنَّها تعُور العين فيَمنعها ذ?لك من الطُّموح وحِدّة النَّظَر.؛المَعاني العُور: الغامِضة الدَّقيقة، وذلك من عَوَّرتَ عينَ البِئْر.؛عَجِبتُ مِمَّن يُؤْثِر الـ- على العَيْناء: أي الكَلِمة القَبيحة على الحَسَنة.؛ليلةٌ - القُرّ: ليس فيها بَرْد.
المعجم: القاموس عارَ
المعنى: الإنسانَ وغيره ـُ عَوْراً: صيّره أعور. وـ الشيءَ: أتلفه.؛(عَوِرَت) عينُه ـَ عَوَراً: ذهب بصرها. ويقال أيضاً: عارت تعار. ويقال: عوِر الرجلُ: ذهب بصر إحدى عينيه. فهو أعوَر، وهي عوراء. (ج) عُور.؛(أعْوَرَ) الشيءُ: ظهر وأمكن. يقال: أعور لك الصّيد. وـ الرجلُ والمرأة: بدت عورتهما. وـ منزلُ فلان: بدا فيه موضع خَلل يخشى دخول العدوّ منه. وـ الفارسُ: بدا فيه موضع خلل للضّرب والطعن. وـ فلاناً: أذهب بصر إحدى عينيه.؛(أعارَه) الشيءَ إعارة، وعارة: أعطاه إيّاه عارِيّة.؛(عاوَرَه) الشيءَ: أعطاه إيّاه عاريّة. وـ فلاناً الشيءَ: فعل به مثل ما فعل به صاحبه. وـ الشمسَ: راقبها.؛(عَوَّرَه): صيَّرَه أعور. وـ فلاناً عن الأمر: ردَّه وصرفه عنه. وـ عليه أمره: قبَّحه.؛(اعْتَوَروا) الشيءَ: تداولوه فيما بينهم.؛(تَعاوَروا) الشيءَ: اعتوروه. يقال: تعاورت الرّياحُ رسمَ الدّار: تداولته، فمرّة تهبّ جنوباً، ومرّة شمالاً، ومرة قبولاً، ومرّة دبوراً.؛(تَعَوَّرَ) الكتابُ: درس. وـ القومُ الشيءَ: اعتوروه. وـ فلانٌ العاريّةَ: طلبها ممن استعارها.؛(اعْوَارّت) العينُ: عَوِرَت. ويقال: اعوارّ فلان.؛(اعْوَرَّت) العينُ: عَوِرَت. ويقال: اعوَرّ فلان.؛(اسْتَعَارَ) الشيءَ منه: طلب أن يعطيه إيّاه عاريّة. ويقال: استعاره إيّاه.؛(الاسْتِعَارَة): (في علم البيان): استعمال كلمة بدل أخرى لعلاقة المشابهة مع القرينة الدالة على هذا الاستعمال. كاستعمال الأسد في الشجاع. وـ الكلمة المستعملة على الحدّ السابق. وـ صَكّ يطلب به القارئ كتاباً من المكتبات العامة يذيّله بتوقيعه فيكون سَنداً عليه. (محدثة).؛(الأعْوَر): الذاهب إحدى العينين. وـ الرديء من كلّ شيء. وـ الدّليل السيّئ الدلالة. وـ من ليس له أخ من أبويه. وـ الكتاب الدّارس. (ج) عُور. وـ الغُرَاب. وـ الجزء الأول من المِعَى الغليظ، وهو كيس لا منفذ له تحت الصّمام اللفائفي الأعْوَرِيّ. (ج) أعاور. (مج).؛(العَائِر): كلُّ ما أعَلّ العين. وـ من السّهام ونحوها: الطّائش لا يُدرَى راميه. يقال: أصابه سهم أو مقذوف عائر.؛(العَائرَة): الكثرة. يقال: له من المال عائرة عينين: أي كَثْرَة عظيمة، كأنها تملأ العين فتكاد تُعْوِرها. وـ من العيون: ذوات القذى. (ج) عوائر. والعوائر من الجراد: الجماعات المتفرقة.؛(العَار): (انظر: عير).؛(العَارَة): ما تعطيه غيرك على أن يعيده إليك. يقال: كلّ عارة مستردّة.؛(العَارِيَة): العارة. (ج) عوارٍ.؛(العَارِيَّة): العارة. (ج) عواريّ.؛(العُوَار): العيب. وـ الخَرْق والشّقّ في الثوب.؛(العَوَر): الشّين والقبح.؛(العَوِر): الرّديء السّيرة. وـ من الأشياء: الذي لا حافظ له.؛(العَوْرَاء): الحَوْلاء. وـ الكلمة أو الفعلة القبيحة. وقد قيل: (عجبت ممن يؤثر العوراء على العيناء).؛(العَوْرَة): الخلل والعيب في الشيء. وـ كل بيت أو موضع فيه خلل يخشى دخول العدوّ منه. وفي التنزيل العزيز: {يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا}. وـ كلّ ما يستره الإنسان استنكافاً أو حياء.؛(العُوَّار): القذى في العين. وـ الغمص يُمِضّ العين. وـ الضعيف الجبان السريع الفرار. وـ من لا بصر له بالطّريق. (ج) عواوير.؛(المُعَار): الفرس المضمّر.؛(المُعوِر) من الأمكنة: المَخُوف. وـ من الرجال: القبيح السّيرة. وـ من الأشياء: الذي لا حافظ له. وـ الفرس المنتوف الذّنب.
المعجم: الوسيط عور
المعنى: في عينه عوّار وعائر وهو عمصة تمضّ منها. قالت الخنساء: قـذي بعينـك أم بـالعين عـوّار وجاء من المال بعائر عينين أي بما يملؤها ويكاد يعوّرهما، وقيل بمالٍ تعوّر له عينا الفحل وكانوا يفقئون عينه إذا بلغت الإبل ألفاً. وفي كلام بعضهم: لأعطينّك من المال عائرة عينين، ولأضعنّك في أعزبيتين. ويقال للغراب: أعور عوّر الله عينك. ورأسه ينتغش أعاور أي صئباناً، الواحد: أعور. ويقال للمكروهين: كسير وعوير، وكل غير خير. ومن المستعار: كتاب أعور: دارس. وراكب أعور: لا سوط معه. وعجبت ممن يؤثر العوراء، على العيناء؛ أي الكلمة القبيحة على الحسنة. قال كعب بن سعد الغنويّ: وعوراء قد قيلت فلم ألتفت لها ومـا الكلـم العوران لي بقبول وعوّر عين الرّكيّة إذا كبسها وأفسدها حتى نضب الماء. وعوّرته عن حاجته: رددته فهو أعور. وعوّرته عن الماء: حلأته. وعوّرت عليه أمره: قبّحته. "وما أدري أيّ الجراد عاره" أي أهلكه، وأصله: عار عينه إذا عوّرها. ومما اشتق من المستعار: أعور الفارس: بدا منه موضع خلل. ومكان معور: ذو عورة. وقد أعور لك الصيد وأعورك: أمكنك. وعورتا الشمس: خافقاها. وتعاوروه بالضرب واعتوروه. والاسم تعتوره حركات الإعراب. وتعاورت الرياح رسم الدار. وتعاورنا العواريّ. واستعار سهماً من كنانته. وأرى الدّهر يستعير في شبابي أي يأخذه مني. وسيف أعيرته المنيّة. قال النابغة: وأنـت ربيـع ينعـش الناس سيبه وســيف أعيرتـه المنيـة قـاطع
المعجم: أساس البلاغة نعر
المعنى: نعر الرجل نعيراً ونعرة شديدة. قال: كلا وربّ الكعبــــة المســـتورة ومـــا تلا محمـــد مــن ســوره والنعــرات مــن أبــي محـذوره وهو صوت في الخيشوم. وامرأة نعارة: صخّابة، ومنه: نعرة الحمار. قال: والأخـــدريّات تغنّيهــا النعــر ونعر اعلحمار فهو نعر. وقيل للدّولاب: النّاعور: لنعيره، وما أكثر النّواعير على شطّ الفرات!. ومن المجاز: ما كانت فتنةٌ إلاّ نعر فيها فلان إذا نهض فيها وتكلّم، وإنّه لنعّار في الفتن. ويقال: قد أطرت بهذا صوتاً نعّاراً أي أشعته. ونعر العرق بالدّم إذا فار وصوّت عند خروجه، وجرح نعور ونعّار. قال: صـرت نظـرةً لـو صادفت جوز دارع غدا والعواصي من دم الجوف تنعر وسفر تعور: بعيد. قال عش بن نذير: تســائل أم قيــس بنــي معــان أيــأتي الشــأم عــشّ أم نـذير وهــل مســتنكر لــي أم عمــرو إذا مـا اعتـادني السفر النعور وإن في رأسه لنعرةً: للمتكبّر، ولأطيّرنّ نعرتك. قال: صعصــع لا تغــررك منـي الخـزره إذا غضــبت واعــترتني النّعـره الخزرة: الزلخة وهي وجع في الصلب، وقد استعار العجذاج النعر في قوله: والشـــّدنيّات يســاقطن النّعــر للأجنة. ويقال أنعر الأراك: أثمر شبّه ثمره بالنعر كما قيل. أدبي الرّمث: من الدّبا. ونعر فلان في قفا الإفلاس إذا استغنى.
المعجم: أساس البلاغة العور
المعنى: ـ العَوَرُ: ذَهابُ حسّ إحْدَى العَيْنَيْنِ، عَوِرَ، كَفَرِحَ، وعارَ يَعارُ، واعْوَرَّ واعْوَارَّ، فهو أعْوَرُ ـ ج: عُورٌ وعِيرانٌ وعُورانٌ. ـ وعارَهُ وأعْوَرَهُ وعَوَّرَهُ: صَيَّرَهُ أعْوَرَ. ـ والأَعْوَرُ: الغُرابُ، ـ كالعُوَيْرِ، والرديءُ من كلِّ شيءٍ، والضعيف الجَبانُ البَليدُ الذي لا يَدُلُّ ولا يَنْدَلُّ، ولا خَيرَ فيه، والدَّليلُ السَّيِّئُ الدَلالَةِ، ـ وـ من الكُتُب: الدارِسُ، ومَنْ لا سَوْطَ معه، ومن لَيْسَ له أخٌ من أبَوَيْهِ، والذي عُوِّرَ ولم تُقْضَ حاجَتُهُ، ولم يُصِبْ ما طَلَبَ، والصُؤَابُ في الرأسِ ـ ج: أعاوِرُ، ـ وـ من الطُرُقِ: الذي لا عَلَمَ فيه. ـ والعائِرُ: كُلُّ ما أعَلَّ العَيْنَ، والرَّمَدُ، والقَذَى، ـ كالعُوَّارِ، وبَثْرٌ في الجَفْنِ الأَسْفَلِ، ـ وـ منَ السِّهامِ: ما لا يُدْرَى رَامِيهِ. ـ وعليه من المالِ عائِرَةُ عَيْنَيْنِ ـ وعَيِّرَةُ عَيْنَيْنِ، أي: كَثْرَةٌ تَمْلأُ بَصَرَهُ. ـ والعَوارُ، مُثَلَّثَةً: العَيبُ، والخَرْقُ، والشَّقُّ في الثَّوْبِ. وكرُمَّانٍ: الخُطّافُ، واللَّحمُ يُنْزَعُ من العَينِ بَعْدَما يُذَرُّ عليه الذَّرورُ، والذي لا بَصَرَ له في الطَريقِ، والضعيفُ الجَبانُ ـ ج: عَوَاوِيرُ، والذينَ حاجاتُهُم في أدْبارِهِم: ـ العُوَّارَى، وشَجَرَةٌ يُؤْخَذُ منها مَخانِقُ بِمكةَ. ـ والعَوْرَاءُ: الكلِمَةُ أو الفَعْلَةُ القَبيحَةُ، والحَوْلاءُ. ـ والعَوائِرُ من الجَرَادِ: الجماعاتُ المُتَفَرِّقَةُ، ـ كالعِيرانِ. ـ والعَوْرَةُ: الخَلَلُ في الثَّغْرِ وغيرِهِ، وكلُّ مَكْمَنٍ لِلسَتْرِ، والسَّوْأةُ، والساعةُ التي هي قَمِنٌ من ظُهورِ العَوْرَةِ فيها، وهي ثلاثٌ: ساعةٌ قبلَ صلاةِ الفجرِ، وعندَ نِصفِ النهارِ، وبعدَ العشاءِ الآخرةِ، وكلُّ أمْرٍ يُسْتَحْيا منه، ـ وـ من الجبالِ: شُهُوقُها، ـ وـ من الشمسِ: مَشْرِقُها ومَغْرِبُها. ـ وأعْوَرَ: ظَهَرَ، وأمْكَنَ، ـ وـ الفارِسُ: بَدَا فيه موضِعُ خَلَل للضَّرْبِ. ـ والعَارِيَّةُ، مُشَدَّدَةً وقد تُخَفَّفُ، ـ والعَارَةُ: ما تَدَاوَلُوهُ بَيْنَهُم ـ ج: عَوَارِيُّ، مُشَدَّدَةً ومُخَفَّفَةً. أعارَهُ الشيءَ، وأعارَهُ منه، وعاوَرَهُ إِياهُ. ـ وتَعَوَّرَ، واسْتَعَارَ: طَلَبَها. ـ واسْتَعارَهُ منه: طَلَب إِعارَتَهُ. ـ واعْتَوَرُوا الشيءَ وتَعَوَّرُوهُ وتَعاورُوهُ: تَدَاوَلُوهُ. ـ وعارَهُ يَعُورُهُ ويَعيرُهُ: أخَذَهُ، وذهبَ به، أو أتْلَفَهُ. ـ وعاوَرَ المَكاييلَ وعَوَّرَها: قَدَّرَها، ـ كَعايَرَها. ـ وعايَرَ بينهما مُعَايَرةً وعِياراً: قَدَّرَهُما، ونَظَرَ ما بينهما. ـ والمُعارُ: الفَرَسُ المُضَمَّرُ، أو المَنْتُوفُ الذَّنَبِ، أو السَّمينُ. ـ وعَوَّرَ الغَنَمَ: عَرَّضَها لِلضَّياعِ. ـ وعَوْرتَا: د قُرْبَ نابُلُسَ، قيلَ: بها قَبْرُ سَبْعين نبيّاً، منهم: عُزَيرٌ ويُوشَعُ. ـ واسْتَعْوَرَ: انْفَرَدَ. ـ وعُوَيْرٌ: مَوْضعانِ، ورَجُلٌ. ـ وركِيَّةٌ عُورانٌ: مُتَهَدِّمَةٌ، للواحدِ والجَمْعِ. ـ وعُورانُ قَيْسٍ: خَمْسَةٌ شُعراءُ: تَميمُ بنُ أُبَيٍّ، والراعِي، والشَّمَّاخُ، وابنُ أحْمَرَ، وحُمَيدُ بنُ ثَوْرٍ. ـ والعَوِرُ، ككتِفٍ: الردِيءُ السَّريرَةِ. ـ وقَرَأ ابنُ عباسٍ وجماعةٌ {إنَّ بيوتَنا عَوِرَةٌ} أي: ذاتُ عَوْرَةٍ. ـ ومُسْتَعيرُ الحُسنِ: طائِرٌ.
المعجم: القاموس المحيط عور
المعنى: العَوَرُ: ذهابُ حِسِّ إِحدى العينين، وقد عَوِرَ عَوَراً وعارَ يَعارُ واعْوَرَّ، وهو أَعْوَرُ، صحَّت العين في عَوِر لأَنه في معنى ما لا بد من صحته، وهو أَعْوَرُ بيّن العَوَرِ، والجمع عُورٌ وعُوران؛ وأَعْوَرَ اللهُ عينَ فلان وعَوَّرَها، وربما قالوا: عُرْتُ عينَه.عَوِرَت عينُه واعْوَرَّت إذا ذهب بصرها؛ قال الجوهري: إِنما صحت الواو في عَوِرَت عينُه لصحتها في أَصله، وهو اعْوَرَّت، لسكون ما قبلها ثم حُذِفت الزوائد الأَلفُ والتشديدُ فبقي عَوِرَ، يدل على أَن ذلك أَصله مجيءُ أَخواته على هذا: اسْوَدَّ يَسْوَدُّ واحْمَرَّ يَحْمَرّ، ولا يقال في الأَلوان غيره؛ قال: وكذلك قياسه في العيوب اعْرَجَّ واعْمَيَّ في عَرِج وعَمِيَ، وإِن لم يسمع، والعرب تُصَغِّر الأَعْوَر عُوَيْراً، ومنه قولهم كُسَيْرٌ وعُوَيْر وكلٌّ غَيْرُ خَيْر. قال الجوهري: ويقال في الخصلتين المكروهتين: كُسَيْرٌ وعُوَيْر وكلٌّ غيرُ خَيْر، وهو تصغير أَعور مرخماً. قال الأَزهري: عارَت عينُه تَعارُ وعَوِرَت تَعْورُ واعْوَرَّت تَعْوَرُّ واعْوَارَّت تَعْوارُّ بمعنى واحد. ويقال: عارَ عينَه يَعُورُها إذا عَوَّرها؛ ومنه قول الشاعر: فجــــاء إِليهــــا كاســــِراً جَفْــــنَ عَيْنــــه فقلــــتُ له: مــــن عــــارَ عَيْنَـــك عَنْتَرهْـــ؟ يقول: من أَصابها بعُوّار؟ ويقال: عُرْتُ عينه أَعُورُها وأَعارُها من العائِر. قال ابن بزرج: يقال عارَ الدمعُ يَعِيرُ عَيَراناً إذا سال؛ وأَنشد: ورُبَّـــــــــتَ ســـــــــائلٍ عنِّـــــــــي حَفِيٍّ: أَعــــــارَتْ عينُــــــه أَم لـــــم تَعـــــارا؟ أَي أَدَمَعَت عينُه؛ قال الجوهري: وقد عارَت عينُه تَعار، وأَورد هذا البيت: وســــــائلة بظَهْــــــرِ الغيــــــب عَنّــــــي أَعــــــارَتْ عينُــــــه أَم لـــــم تَعـــــارا؟ قال: أَراد تعارَنْ، فوقف بالأَلف؛ قال ابن بري: أَورد هذا البيت على عارت أَي عَوِرت، قال: والبيت لعمرو بن أَحمر الباهلي؛ قال: والأَلف في آخر تعارا بدل من النون الخفيفة، أَبدل منها أَلفاً لمّا وقف عليها، ولهذا سلمت الأَلف التي بعد العين إِذ لو لم يكن بعدها نون التوكيد لانحذفت، وكنت تقول لم تَعَرْ كما تقول لم تَخَفْ، وإِذا أُلحقت النون ثبتت الأَلف فقلت: لم تَخَافَنْ لأَن الفعل مع نون التوكيد مبني فلا يلحقه جزم. وقولهم: بَدَلٌ أَعْوَر؛ مَثَلٌ يضرب للمذموم يخلف بعد الرجل المحمود. وفي حديث أُمّ زَرْع: فاسْتَبْدَلت بعدَه وكلُّ بَدَلٍ أَعْوَر؛ هو من ذلك، قال عبدالله بن هَمّام السّلُولي لقُتَيْبَة بن مسلم ووَليَ خراسان بعد يزيد بن المهلّب: أَقُتَيْبَــــ، قــــد قُلْنــــا غــــداةَ أَتَيْتَنـــا :بَـــــدَلٌ لَعَمْـــــرُك مــــن يَزيــــدٍ أَعْــــوَرُ وربما قالوا: خَلَفٌ أَعْوَرُ؛ قال أَبو ذؤيب: فأَصـــــــْبَحْتُ أَمْشـــــــِي فــــــي دِيــــــار كأَنهـــــا خِلافُ دِيـــــار الكامِليّــــة عُــــورُ كأَنه جمع خَلَفاً على خِلافٍ مثل جَبَل وجِبال. قال: والاسم العَوْرة.وعُورانُ قَيْسٍ: خمسة شُعَراء عُورٌ، وهم الأَعْور الشَّنِّي والشمَّاخ وتميم ابن أُبَيّ بن مُقْبِل وابن أَحمر وحُمَيْد بن ثور الهلالي. وبنو الأَعْور: قبيلة، سموا بذلك لعَوَرِ أَبيهم؛ فأَما قوله: في بِلاد الأَعْورِينا؛ فعلى الإِضافة كالأَعْجَمِينَ وليس بجمع أَعْوَر لأَن مثل هذا لا يُسَلّم عند سيبويه. وعارَه وأَعْوَرَه وعَوَّرَه: صيَّره كذلك؛ فأَما قول جَبَلة: وبِعْــــتُ لهـــا العيـــنَ الصـــحيحةَ بـــالعَوَرْ فإِنه أَراد العَوْراء فوضع المصدر موضع الصفة، ولو أَراد العَوَر الذي هو العرَض لقابَل الصحيحة وهي جوهر بالعَوَر وهو عرَضٌ، وهذا قبيح في الصنْعة وقد يجوز أَن يريد العين الصحيحة بذات العَوَرِ فحذف، وكل هذا لِيُقَابَلَ الجوهرُ بالجوهر لأَن مقابلة الشيء بنظيره أَذهبُ في الصُّنْع والأَشْرَف في الوضع؛ فأَما قول أَبي ذؤيب: فــــــالعينُ بعــــــدهمُ كـــــأَن حِـــــداقَها ســـــُمِلَت بِشـــــَوْكٍ، فهــــي عُــــورٌ تَــــدْمَعُ فعلى أَنه جعل كل جزء من الحدقة أَعْوَرَ أَو كلَّ قطعة منها عَوْراء، وهذه ضرورة، وإِنما آثر أَبو ذؤيب هذا لأَنه لو قال: فهي عَوْرا تدمع، لقصر الممدود فرأَى ما عَمِله أَسهلَ عليه وأَخفَّ. وقد يكون العَوَرُ في غير الإِنسان؛ قال سيبويه: حدثنا بعض العرب أَن رجلاً من بني أَسد قال يوم جَبَلة: واستقبله بَعِيرٌ أَعْور فَتَطيّر، فقال: يا بَنِيّ أَعْوَرَ وذا نابٍ، فاستعمل الأَعْورَ للبعير، ووجه نصبه أَنه لم يرد أَن يسترشدهم ليخبروه عن عَورِه وصحَّته، ولكنه نبّههم كأَنه قال: أَتستقبلون أَعْوَرَ وذا ناب؟ فالاستقبالُ في حال تنبيهه إِيّاهم كان واقعاً كما كان التلَوُّن والتنقل عندك ثابتين في الحال الأَول، وأَراد أَن يثبت الأَعْوَرَ ليَحْذَرُوه، فأَما قول سيبويه في تمثيل النصب أَتَعَوَّرون فليس من كلام العرب، إِنما أَراد أَن يُرِينَا البدل من اللفظ به بالفعل فصاغ فعلاً ليس من كلام العرب؛ ونظير ذلك قوله في الأَعْيار من قول الشاعر: أَفــــي الســــِّلْم أَعْيــــاراً جَفـــاءً وغِلْظـــةً وفـــي الحَـــرْب أَشـــباهَ النِّســـاء العَــوارِك؟ أَتَعَيَّرون، وكل ذلك إِنما هو ليصوغ الفعل مما لا يجري على الفعْل أَو مما يقلّ جريه عليه. والأَعْوَرُ: الغراب، على التشاؤم به، لأَن الأَعْورَ عندهم مشؤوم، وقيل: لخلاف حاله لأَنهم يقولون أَبْصَرُ من غراب، قالوا: وإِنما سمي الغراب أَعْوَر لحدّة بصره، كما يقال للأَعمى أَبو بَصِير وللحبَشِيّ أَبو البَيْضاء، ويقال للأَعمى بَصِير وللأَعْوَر الأَحْوَل.قال الأَزهري: رأَيت في البادية امرأَة عَوْراء يقال لها حَوْلاء؛ قال: والعرب تقول للأَحْوَل العين أَعْوَر، وللمرأَة الحَوْلاء هي عَوْراء، ويسمى الغراب عُوَيْراً على ترخيم التصغير؛ قال: سمي الغراب أَعْوَرَ ويُصاح به فيقال عُوَيْر عُوَيْر؛ وأَنشد: وصــــــِحَاحُ العُيــــــونِ يُـــــدْعَوْن عُـــــورا وقوله أَنشده ثعلب: ومَنْهــــــل أَعْـــــوَر إِحْـــــدى العَيْنَيْنـــــ، بَصــــــِير أُخــــــرى وأَصــــــَمّ الأُذُنَيْــــــن فسره فقال: معنى أَعْوَر إِحدى العينين أَي فيه بئران فذهبت واحدة فذلك معنى قوله أَعْوَر إِحدى العينين، وبقيت واحدة فذلك معنى قوله بَصِير أُخرى، وقوله أَصَمّ الأُذنين أَي ليس يُسْمَع فيه صَدىً.قال شمر: عَوَّرْت عُيونَ المياه إذا دَفَنْتها وسدَدْتها، وعَوَّرْت الركيّة إذا كَبَسْتها بالتراب حتى تنسدّ عيونها. وفلاة عَوْراء: لا ماء بها. وعَوَّرَ عين الراكية: أَفسدها حتى نَضَبَ الماءُ. وفي حديث عُمَر وذكَرَ امرأَ القيس فقال: افْتَقَر عن معانٍ عُورٍ؛ العُورُ جمع أَعْوَر وعَوْراء وأَراد به المعاني الغامضة الدقيقة، وهو من عَوَّرْت الركيّة وأَعَرْتُها وعُرْتُها إذا طَمَمْتها وسددت أَعينها التي ينبَع منها الماء.وفي حديث عليٍّ: أَمرَه أَن يُعَوِّرَ آبارَ بَدْرٍ أَي يَدْفِنها ويَطُمّها؛ وقد عارَت الركيةُ تَعُور. وقال ابن الأَعرابي: العُوَارُ البئر التي لا يستقى منها. قال: وعَوَّرْت الرجل إذا اسْتَسْقاك فلم تَسْقِه.قال الجوهري: ويقال للمستجيز الذي يطلب الماء إذا لم تسقه: قد عَوَّرْت شُرْبَه؛ قال الفرزدق: مـــتى مـــا تَـــرِدْ يَوْمــاً ســَفارِ، تَجِــدْ بــه أُدَيْهمـــــ، يَرْمــــي المُســــْتَجِيز المُعَــــوَّرا سفارِ: اسم ماء. والمستجيز: الذي يطلب الماء. ويقال: عَوَّرْته عن الماء تَعْوِيراً أَي حَلأْته. وقال أَبو عبيدة: التَّعْوِيرُ الردّ.عَوَّرْته عن حاجته: رددته عنها. وطريق أَعْوَرُ: لا عَلَم فيه كأَنّ ذلك العَلَم عَيْنُه، وهو مثل.والعائرُ: كل ما أَعَلَّ العينَ فعقَر، سمي بذلك لأَن العين تُغْمَضُ له ولا يتمكن صاحبها من النظر لأَن العين كأَنها تَعُور. وما رأَيت عائرَ عَيْنٍ أَي أَحداً يَطْرِف العين فيَعُورها. وعائرُ العين: ما يملؤُها من المال حتى يكاد يَعُورُها. وعليه من المال عائرةُ عَيْنَيْن وعَيِّرَةُ عينين؛ كلاهما عن اللحياني، أَي ما يكاد من كثرته يَفْقأُ عينيه، وقال مرة: يريد الكثرة كأَنه يملأُ بصره. قال أَبو عبيد: يقال للرجل إذا كثر مالُه: تَرِدُ على فلان عائرةُ عين وعائرةُ عينين أَي ترد عليه إِبلٌ كثيرة كأَنها من كثرتها تملأُ العينين حتى تكاد تَعُورهما أَي تَفْقَؤُهما.وقال أَبو العباس: معناه أَنه من كثرتها تَعِيرُ فيها العين؛ قال الأَصمعي: أَصل ذلك أَن الرجل من العرب في الجاهلية كان إذا بلغ إِبلُه أَلفاً عارَ عَينَ بَعِير منها، فأَرادوا بعَائرة العين أَلفاً من الإِبل تَعُورُ عينُ واحد منها. قال الجوهري: وعنده من المال عائرةُ عينٍ أَي يَحارُ فيه البصر من كثرته كأَنه يملأُ العين فيَعُورُها. والعائرُ كالظَّعْنِ أَو القذَى في العين: اسم كالكاهِل والغارِب، وقيل: العائرُ الرَّمَد، وقيل: العائرُ بَثْرٌ يكون في جَفْن العين الأَسفل، وهو اسم لا مصدر بمنزلة النالِج والناعِر والباطِل، وليس اسم فاعل ولا جارياً على معتل، وهو كما تراه معتل. وقال الليث: العائرُ غَمَصة تمَضُّ العين كأَنما وقع فيها قَذىً، وهو العُوّار. قال: وعين عائرةٌ ذات عُوّار؛ قال: ولا يقال في هذا المعنى عارَت، إِنما يقال عارَت إذا عَوِرَت، والعُوّار، بالتشديد، كالعائر، والجمع عَواوِير: القذى في العين؛ يقال: بعينه عُوّار أَي قذى؛ فأَما قوله: وكَحَّــــــــلَ العَيْنَيْــــــــنِ بــــــــالعَواوِر فإِنما حذف الياء للضرورة ولذلك لم يهمز لأَن الياء في نية الثبات، فكما كان لا يهمزها والياء ثابتة كذلك لم يهمزها والياء في نية الثبات. وروى الأَزهري عن اليزيدي: بعَيْنِه ساهِكٌ وعائرٌ، وهما من الرمد. والعُوّار: الرمد. والعُوّار: الرمص الذي في الحدقة. والعُوّارُ: اللحم الذي ينزع من العين بعدما يُذَرّ عليه الذّرور، وهو من ذلك.والعَوْراء: الكلمة القبيحة أَو الفَعْلة القَبيحة، وهو من هذا لأَن الكلمة أَو الفعلة كأَنها تَعُور العين فيمنعها ذلك من الطُّمْوحِ وحِدّةِ النظر، ثم حَوّلوها إِلى الكلمة والفعلةِ على المَثَل، وإِنما يريدون في الحقيقة صاحبها؛ قال ابن عنقاء الفزاري يمدح ابن عمه عُمَيْلة وكان عميلة هذا قد جبره من فقر: إِذا قِيلَــــــــت العَــــــــوْراءُ أَغْضـــــــَى، كـــأَنه ذليـــلٌ بلا ذُلٍّـــ، ولــو شــاء لانْتَصــَرْ وقال آخر: حُمِّلْـــــت منــــه علــــى عَــــوْراءَ طائِشــــةٍ لـــم أَســـْهُ عنهــا ولــم أَكْســِرْ لهــا فَزَعــا قال أَبو الهيثم: يقال للكلمة القبيحة عَوْراء، وللكلمة الحسْناء: عَيْناء؛ وأَنشد قول الشاعر: وعَــــوْراء جــــاءت مــــن أَخٍــــ، فرَدَدْتُهـــا بِســـــالمةِ العَيْنَيْنِـــــ، طالبـــــةً عُــــذْرا أَي بكلمة حسَنَة لم تكن عَوْراء. وقال الليث: العَوْراء الكلمة التي تَهْوِي في غير عقل ولا رُشْد. قال الجوهري: الكلمة العَوْراء القبيحة، وهي السَّقْطة؛ قال حاتم طيء: وأَغْفِـــــرُ عَـــــوْراءَ الكريـــــم ادِّخـــــارَه وأُعْــــرِضُ عــــن شــــَتْمِ اللَّئِيــــم تَكَرُّمــــا أَي لادخاره. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: يَتَوَضَّأُ أَحدكم من الطَّعام الطيّبِ ولا يَتَوَضَّأُ من العَوْراء يقولُها أَي الكلمة القبيحة الزائغة عن الرُّشد. وعُورانُ الكلامِ: ما تَنْفِيه الأُذُن، وهو منه، الواحدة عَوْراء؛ عن أَبي زيد، وأَنشد: وعَـــوْراء قـــد قيَلتْـــ، فلـــم أَســْتَمِعْ لهــا ومــــا الكَلِــــمُ العُــــورانُ لــــي بِقَتُـــولِ وَصَفَ الكَلِمَ بالعُورانِ لأَنه جمع وأَخبر عنه بالقَتُول، وهو واحد لأَن الكلم يذكر ويؤنث، وكذلك كل جمع لا يُفارِق واحده إِلا بالهاء ولك فيه كل ذلك. والعَوَرُ: شَيْنٌ وقُبْحٌ. والأَعْوَرُ: الرديء من كل شيء. في الحديث: لمّا اعترض أَبو لَهَبٍ على النبي، صلى الله عليه وسلم، عند إِظهار الدَّعْوة قال له أَبو طالب: يا أَعْوَرُ، ما أَنتَ وهذا؟ لم يكن أَبو لهب أَعْوَرَ ولكن العرب تقول الذي ليس له أَخٌ من أُمّه وأَبيه أَعْوَر، وقيل: إِنهم يقولون للرديء من كل شيء من الأُمور والأَخلاق أَعْوَر، وللمؤنث منه عَوْراء. والأَعْوَرُ: الضعيف الجبان البَلِيد الذي لا يَدُلّ ولا يَنْدَلّ ولا خير فيه؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد للراعي: إِذا هـــــــــابَ جُثْمــــــــانَه الأَعْــــــــوَرُ يعني بالجُثْمان سوادَ الليل ومُنْتَصَفه، وقيل: هو الدليل السيِّء الدلالة. والعُوّار أَيضاً: الضعيف الجبان السريع الفرار كالأَعْور، وجمعه عواوير؛ قال الأَعشى: غير مِيلٍ ولا عَواوِير في الهي_جا، ولا عُزّلٍ ولا أَكْفالِ قال سيبويه: لم يُكْتَفَ فيه بالواو والنون لأَنهم قلما يصفون به المؤنث فصار كمِفْعال ومِفْعِيل ولم يَصِرْ كفَعّال، وأَجْرَوْه مُجْرَى الصفة فجمعوه بالواو والنون كما فعلوا ذلك في حَسَّانٍ وكَرّام. والعُوّار أَيضاً: الذين حاجاتهم في أَدْبارِهم؛ عن كراع. قال الجوهري: جمع العُوّار الجبان العَواوِيرُ، قال: وإِن شئت لم تُعَوِّضْ في الشعر فقلت العواور؛ وأَنشد عجز بيت للبيد يخاطب عمّه ويُعاتِبه: وفــــي كــــلِّ يــــوم ذي حِفــــاظٍ بَلَـــوْتَنِي، فقُمْــــتُ مَقامــــاً لــــم تَقُمْــــه العَـــواوِرُ وقال أَبو علي النحوي: إِنما صحت فيه الواو مع قربها من الطرف لأَن الياء المحذوفة للضرورة مرادة فهي في حكم ما في اللفظ، فلما بعدت في الحكم من الطَّرف لم تقلب همزة. ومن أَمثال العرب السائرة: أَعْوَرُ عَيْنَك والحَجَر.والإِعْوَار: الرِّيبةُ. ورجل مُعْوِرٌ: قبيح السريرة. ومكان مُعْوِر: مخوف. وهذا مكان مُعْوِر أَي يُخاف فيه القطع. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: قال مسعود بن هُنَيْدة: رأَيته وقد طلَع في طريقٍ مُعْوِرة أَي ذات عَوْرة يُخاف فيها الضلال والانقطاع. وكلّ عَيْبٍ وخلل في شيء، فهو عَوْرة وشيء مُعْوِر وعَوِرٌ: لا حافظ له.والعَوَارُ والعُوار، بفتح العين وضمها: خرق أَو شق في الثوب، وقيل: هو عيب فيه فلم يعين ذلك؛ قال ذو الرمة: تُبَيِّــــــنُ نِســــــْبةَ المُزَنِــــــيِّ لُؤْمــــــاً كمــــــا بَيَّنْـــــتَ فـــــي الأُدُم العُـــــوارا وفي حديث الزكاة: لا تؤخذ في الصدقة هَرِمةٌ ولا ذاتُ عَوار؛ قال ابن الأَثير: العَوارُ، بالفتح، العيب، وقد يضم.والعَوْرةُ: الخَلَلُ في الثَّغْر وغيره، وقد يوصف به منكوراً فيكون للواحد والجمع بلفظ واحد. وفي التنزيل العزيز: إِنّ بُيوتَنا عَوْرةٌ؛ فأَفرد الوصف والموصوفُ جمع، وأَجمع القُرّاء على تسكين الواو من عَوْرة، ولكن في شواذ القراءات عَوِرة على فَعِلة، وإِنما أَرادوا: إن بُيوتَنا عَوْرة أَي مُمْكِنة للسرَّاق لخلُوِّها من الرجال فأَكْذَبَهم الله عز وجل فقال: وما هي بعَوْرَةٍ ولكن يُرِيدون الفِرار؛ وقيل معناه: إِن بيوتنا عَوْرة أَي مُعْوِرة أَي بيوتنا مما يلي العَدُوِّ ونحن نُسْرَق منها فأَعْلَم اللهُ أَنَّ قصدَهم الهربُ. قال: ومن قرأَها عَوِرة فمعناها ذات عَوْرة. إِن يُرِيدون إِلا فِراراً؛ المعنى: ما يريدون تحرُّزاً مِن سَرَقٍ ولكن يريدون الفِرارَ عن نُصْرة النبي، صلى الله عليه وسلم، وقد قيل: إِن بُويتَنا عَوْرة أَي ليست بِحَرِيزة، ومن قرأَ عَوِرة ذَكَّر وأَنَّث، ومن قرأَ عَوْرة قال في التذكير والتأْنيث والجمع عَوْرة كالمصدر. قال الأَزهري: العَوْرة في الثُّغُور وفي الحُروبِ خَلَلٌ يُتَخَوَّف منه القتل.وقال الجوهري: العَوْرة كل خَلَل يُتَخَوَّف منه من ثَغْرٍ أَو حَرْب.والعَوْرة: كل مَكْمَنٍ للسَّتْر. وعَوْرةُ الرجل والمرأَة: سوْأَتُهما، والجمع عَوْرات، بالتسكين، والنساء عَوْرة؛ قال الجوهري: إِنما يحرك الثاني من فَعْلة في جمع الأَسماء إذا لم يكن باءً أَو واواً، وقرأَ بعضهم: عَوَرات النساء، بالتحريك. والعَوْرةُ: الساعة التي هي قَمِنٌ من ظهور العَوْرة فيها، وهي ثلاث ساعات: ساعة قبل صلاة الفجر، وساعة عند نصف النهار، وساعة بعد العشاء الآخرة. وفي التنزيل: ثلاثُ عَوْراتٍ لكم؛ أَمر الله تعالى الوِلْدانَ والخَدَمَ أَن لا يدخلوا في هذه الساعات إِلا بتسليم منهم واستئذان. وكلُّ أَمر يستحيا منه: عَوْرة. وفي الحديث: يا رسول الله، عَوْراتُنا ما نأْتي منها وما نَذَرُ؟ العَوْرات: جمع عَوْرة، وهي كل ما يستحيا منه إذا ظهر، وهي من الرجل ما بين السرة والركبة، ومن المرأَة الحرة جميعُ جسدها إِلا الوجه واليدين إِلى الكوعين، وفي أَخْمَصِها خلاف، ومن الأَمَة مثلُ الرجل، وما يبدو منها في حال الخدمة كالرأْس والرقبة والساعد فليس بِعَوْرة. وسترُ العَوْرة في الصلاة وغيرِ الصلاة واجبٌ، وفيه عند الخلوة خلاف. وفي الحديث: المرأَة عَوْرة؛ جعلها نفسَها عَوْرة لأَنها إذا ظهرت يستحيا منها كما يستحيا من العَوْرة إذا ظهرت.والمُعْوِرُ: المُمْكِن البيِّن الواضح. وأَعْوَرَ لك الصيد أَي أَمْكَنك. وأَعْوَرَ الشيءُ: ظهر وأَمكن؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد لكُثَيّر: كــــذاك أَذُودُ النَّفْســـَ، يـــا عَـــزَّ، عنكمُـــ، وقــــد أَعْــــوَرَت أَســــْرارُ مَـــن لا يَـــذُودُها أَعْوَرَتْ: أَمكنت، أَي من لم يَذُد نفسَه عن هواها فحُشَ إِعْوارُها وفشَتْ أَسرارُها. وما يُعْوِرُ له شيء إِلا أَخذه أَي يظهر. والعرب تقول: أَعْوَرَ منزلُك إذا بَدَتْ منه عَوْرةٌ، وأَعْوَرَ الفارِسُ إذا كان فيه موضع خلل للضرب؛ وقال الشاعر يصف الأَسد: له الشَّدّةُ الأُولى إذا القِرْن أَعْورَا وفي حديث علي، رضي الله عنه: لا تُجْهِزوا على جَريح ولا تُصِيبُوا مُعْوِراً؛ هو من أَعْوَر الفارسُ إذا بدا فيه موضع خللٍ للضرب. وعارَه يَعُوره أَي أَخذه وذهب به. وما أَدْرِي أَيُّ الجرادِ عارَه أَي أَيّ الناس أَخذه؛ لا يستعمل إِلا في الجحد، وقيل معناه وما أَدري أَيّ الناس ذهب به ولا مُسْتَقْبَل له. قال يعقوب: وقال بعضهم يَعُوره، وقال أَبو شبل: يَعِيره، وسيذكر في الياء أَيضاً. وحكى اللحياني: أَراك عُرْته وعِرْته أَي ذهبت به. قال ابن جني: كأَنهم إِنما لم يكادوا يستعملون مضارع هذا الفعل لمّا كان مثلاً جارياً في الأَمر المنقضي الفائت، وإِذا كان كذلك فلا وجه لذكر المضارع ههنا لأَنه ليس بمُنْقَضٍ ولا ينطقون فيه بيفعل، ويقال: معنى عارَه أَي أَهلكه. ابن الأَعرابي: تَعَوّرَ الكتابُ إذا دَرَسَ.وكتاب أَعْوَرُ: دارِسٌ. قال: والأَعْور الدليل السيء الدلالة لا يحسن أَن يَدُلّ ولا يَنْدَلّ، وأَنشد: مـــــا لَكَـــــ، يـــــا أَعْــــوَرُ، لا تَنْــــدَلّ وكيـــــــف يَنْــــــدَلّ امْــــــرؤٌ عِتْــــــوَلّ؟ ويقال: جاءه سهم عائرٌ فقَتَله، وهو الذي لا يُدْرَى مَن رماه؛ وأَنشد أَبو عبيد: أَخْشـــــَى علـــــى وَجْهِـــــك يـــــا أَميــــر عَـــــــوائِراً مـــــــن جَنْــــــدَل تَعِيــــــر وفي الحديث: أَن رجلاً أَصابه سهم عائِرٌ فقَتَله؛ أَي لا يدري من رماه.العائِرُ من السهام والحجارةِ: الذي لا يدرى مَن رماه؛ وفي ترجمة نسأَ: وأَنشد لمالك بن زغبة الباهلي: إِذا انْتَســــَأُوا فَــــوْتَ الرِّمــــاح، أَتَتْهُــــمُ عَـــــوائِرُ نَبْلٍـــــ، كـــــالجَرادِ نُطِيرُهـــــا قال ابن بري: عَوائِرُ نَبْلٍ أَي جماعة سهام متفرقة لا يدرى من أَين أَتت.وعاوَرَ المكاييل وعَوَّرَها: قدَّرَها، وسيذكر في الياء لغة في عايَرَها.والعُوّارُ: ضرب من الخَطاطِيف أَسود طويل الجناحين، وعَمَّ الجوهري فقال: العُوّار، بالضم والتشديد، الخُطّاف؛ وينشد: كمـــــا انْقَـــــضَّ تَحْــــتَ الصــــِّيقِ عُــــوّارُ الصِّيق: الغبار.والعُوّارَى: شجرة يؤخذ جِراؤُها فتُشْدَخ ثم تُيَبَّس ثم تُذَرَّى ثم تحمل في الأَوعية إِلى مكة فتباع ويتخذ منها مَخانِقُ. قال ابن سيده: والعُوَّار شجرة تنبت نِبْتة الشَّرْية ولا تشِبُّ، وهي خضراء، ولا تنبت إِلا في أَجواف الشجر الكبار. ورِجْلة العَوْراء: بالعراق بِمَيْسان.والعارِيّة والعارةُ: ما تداوَلُوه بينهم؛ وقد أَعارَه الشيءَ وأَعارَه منه وعاوَرَه إِيَّاه. والمُعاوَرة والتَّعاوُر: شبه المُدَاوَلة والتّداوُل في الشيء يكون بين اثنين؛ ومنه قول ذي الرمة: وســــَقْطٍ كعَيْــــنِ الــــدِّيك عـــاوَرْتُ صـــاحبي أَباهـــــا، وهَيَّأْنـــــا لِمَوْقِعهـــــا وكْــــرا يعني الزند وما يسقط من نارها؛ وأَنشد ابن المظفر: إِذا رَدَّ المُعـــــــاوِرُ مـــــــا اســــــتْعَارا وفي حديث صفوان بن أُمية: عارِيّة مضمونة؛ مُؤدّاة العارِيّة يجب ردُّها إِجماعاً مهما كانت عينُها باقية، فإِن تَلِفَت وجبَ ضمانُ قيمتها عند الشافعي، ولا ضمان فيها عند أَبي حنيفة. وتَعَوّرَ واسْتَعار: طلب العارِيّة. واسْتَعارَه الشيءَ واسْتَعارَه منه: طلب منه أَن يُعِيرَه إِيّاه؛ هذه عن اللحياني: وفي حديث ابن عباس وقصة العجل: من حُلِيٍّ تَعَوَّرَه بنو إِسرائيل أَي اسْتَعارُوه. يقال: تعوَّر واسْتَعار نحو تعجّب واسْتَعْجَب. وحكى اللحياني: أَرى ذا الدهرَ يَسْتَعِيرُني ثيابي، قال: يقوله الرجل إذا كَبِر وخَشِيَ الموت. واعْتَوَروا الشيءَ وتَعوَّرُوه وتَعاوَرُوه: تداوَلُوه فيما بينهم؛ قال أَبو كبير: وإِذا الكُمــــاةُ تَعــــاوَرُوا طَعْــــنَ الكُلــــى نَــــذَرُ البِكَــــارَة فـــي الجَـــزاءِ المُضـــْعَفِ قال الجوهري: إِنما ظهرت الواو في اعْتَوَرُوا لأَنه في معنى تَعاوَرُوا فبُنِيَ عليه كما ذكرنا في تجاوَرُوا. وفي الحديث: يَتَعَاوَرُون على مِنْبَرِي أَي يختلفون ويتناوبون كلّما مضى واحد خَلَفَه آخَرُ. يقال: تَعاوَرَ القومُ فلاناً إذا تَعاوَنْوا عليه بالضرب واحداً بعد واحد. قال الأَزهري: وأَما العارِيّة والإِعارةُ والاسْتِعارة فإِن قول العرب فيها: هم يَتَعاوَرُون العَوَارِيَّ ويَتَعَوَّرُونها، بالواو، كأَنهم أَرادوا تفرقة بين ما يتردّد من ذات نفسه وبين ما يُرَدَّد. قال: والعارِيّة منسوبة إِلى العارَة، وهو اسم من الإِعارة. تقول: أَعَرْتُه الشيء أُعِيره إِعارة وعَارةً، كما قالوا: أَطَعْتُه إِطاعة وطاعة وأَجَبْتُه إِجابة وجابة؛ قال: وهذا كثير في ذوات الثلاثة، منها العارة والدَّارة والطاقة وما أَشبهها. ويقال: اسْتَعَرْت منه عارِيّةً فأَعارَنِيها؛ قال الجوهري: العارِيّة، بالتشديد، كأَنها منسوبة إِلى العارِ لأَن طلَبَها عارٌ وعيْبٌ؛ وينشد: إِنمــــــــــا أَنْفُســـــــــُنا عاريّـــــــــة والعَـــــــــواريّ قصــــــــارٌ أَن تُــــــــرَدّ العارةُ: مثل العارِيّة؛ قال ابن مقبل: فــــأَخْلِفْ وأَتْلِفْــــ، إِنمـــا المـــالُ عـــارةٌ وكُلْــــه مـــع الـــدَّهْرِ الـــذي هـــو آكِلُـــهْ واستعارَه ثوباً فأَعَارَه أَباه، ومنه قولهم: كِيرٌ مُسْتعار؛ وقال بشر بن أَبي خازم: كــــــأَن حَفِيــــــفَ مَنْخِرهــــــ، إذا مـــــا كَتَمْــــــنَ الرَّبْــــــوَ، كِيــــــرٌ مُســـــْتَعارُ قيل: في قوله مستعار قولان: أَحدهما أَنه اسْتُعِير فأُشْرِع العملُ به مبادرة لارتجاع صاحبه إِيَّاه، والثاني أَن تجعله من التَّعاوُرِ. يقال: اسْتَعَرْنا الشيء واعْتَوَرْناه وتَعاوَرْنَاه بمعنى واحد، وقيل: مُسْتَعار بمعنى مُتعاوَر أَي مُتداوَل. ويقال: تَعاوَرَ القومُ فلاناً واعْتَوَرُوه ضَرْباً إذا تعاونوا عليه فكلما أَمْسَكَ واحد ضربَ واحدٌ، والتعاوُر عامٌّ في كل شيء. وتَعاوَرت الرياحُ رَسْمَ الدار حتى عَفَّتْه أَي تَواظَبت عليه؛ قال ذلك اللليث؛ قال الأَزهري: وهذا غلط، ومعنى تعاوَرت الرياحُ رَسْمَ الدار أَي تَداوَلَتْه، فمرَّةً تهب جَنوباً ومرة شَمالاً ومرَّة قَبُولاً ومرة دَبُوراً؛ ومنه قول الأَعشى: دِمْنـة قَفْـزة، تاوَرها الصَّيْ_فُ برِيحَيْنِ من صَباً وشَالِ قال أَبو زيد: تعاوَرْنا العَوارِيَّ تعاوُراً إذا أَعارَ بعضُكم بعضاً، وتَعَوَّرْنا تَعوُّراً إذا كنت أَنت المُسْتَعِيرَ، وتَعاوَرْنا فلاناً ضَرْباً إذا ضربته مرة ثم صاحبُك ثم الآخرُ. وقال ابن الأَعرابي: التَّعاوُرُ والاعْتِزَارُ أَن يكون هذا مكان هذا، وهذا مكان هذا. يقال: اعْتَوَراه وابْتدّاه هذا مرة وهذا مرة، ولا يقال ابْتَدّ زيد عمراً ولا اعْتَوَرَ زيدٌ عمراً.أَبو زيد: عَوَّرْت عن فلان ما قيل له تَعْوِيراً وعَوَّيْت عنه تَعْوِيةً أَي كذّبت عنه ما قيل له تكذيباً ورَدَدْت. وعَوّرْته عن الأَمر: صرَفته عنه. والأَعْوَرُ: الذي قد عُوِّرَ ولم تُقْضَ حاجتُه ولم يُصِبْ ما طلب وليس من عَوَر العين؛ وأَنشد للعجاج: وعَـــــوَّرَ الرحمــــنُ مَــــن وَلّــــى العَــــوَرْ ويقال: معناه أَفسد من وَلاَّه وجعله وَليَّاً للعَوَر، وهو قبح الأَمر وفسادُه. تقول: عَوَّرْت عليه أَمَره تَعْوِيراً أَي قَبَّحْته عليه.والعَوَرُ: تَرْكُ الحقّ. ويقال: عَاوَرَه الشيءَ أَي فعلَ به مثلَ ما فعل صاحبُه به. وعوراتُ الجبال: شقوقها؛ وقول الشاعر: تَجــــــاوَبَ بُومُهــــــا فــــــي عَوْرَتَيْهـــــا إِذا الحِرْبـــــــاء أَوْفـــــــى للتَّنـــــــاجي قال ابن الأَعرابي: أَراد عَوْرَتى الشمس وهما مشرقها ومغربها.وإِنها لَعَوْراء القُرّ: يَعُنون سَنَة أَو غداة أَو ليلة؛ حكي ذلك عن ثعلب. وعَوائرُ من الجراد: جماعات متفرقة. والعَوارُ: العَيْب؛ يقال: سِلْعَة ذات عَوارٍ، بفتح العين وقد تضم.وعُوَيْرٌ والعُوَيْرُ: اسم رجل؛ قال امرؤ القيس: عُــــوَيْرٌ، ومَــــن مِثْــــلُ العُـــوَيْرِ ورَهْطِهـــ؟ وأَســــْعَدُ فــــي لَيــــلِ البَلابِــــل صــــَفْوانُ وعُوَيرْ: اسم موضع. والعُوَيْر: موضع على قبْلة الأَعْوريَّة، هي قرية بني محجنِ المالكيّين؛ قال القطامي: حـــــتى وَرَدْنَ رَكيّـــــات العُـــــوَيْرِ، وقــــد كـــــادَ المُلاءُ مِـــــنَ الكتـــــان يَشـــــْتَعِلُ وابنا عُوارٍ: جبلان؛ قال الراعي: بـــل مـــا تَـــذَكَّرُ مِـــن هِنْــدٍ إذا احْتَجَبَتْــ، يـــا ابْنَـــيْ عُـــوَارٍ، وأَمْســـى دُونهــا بُلَــعُ وقال أَبو عبيدة: ابنا عُوارٍ نَقَوَا رمْلٍ. وتَار: جبل بنجد؛ قال كثير: ومــــا هبــــت الأَرْواحُ تَجْريـــ، ومـــا ثَـــوى مُقِيمــــــاً بِنَجْـــــدٍ عَوْفُهـــــا وتِعارُهـــــا قال ابن سيده: وهذه الكلمة يحتمل أَن تكون في الثلاثي الصحيح والثلاثي المعتل.
المعجم: لسان العرب ع و ر
المعنى: ع و ر . {العَوَرُ أَطْلَقَهُ المصنّفِ، فأَوْهَم أَنّه بِالْفَتْح، وَهُوَ مُحرَّك، وكأَنَّه اعْتمد على الشُّهْرَة قَالَه شَيْخُنا ذَهابُ حِسِّ إِحْدَى العَيْنَيْنِ. وَقد} عَوِرَ، كفرِحَ، {عَوَراً، وإِنّمَا صَحَّت العَيْنُ فِي عَوِر لأَنّه فِي معنَى مَا لابُدَّ من صِحَّتِه.} وعارَ {يَعارُ} وعَارَتْ هِيَ {تَعَارُ} وتِعَارُ، الأَخِيرُ ذَكَرَه ابنُ القَطّاع، {واعْوَرَّ} واعْوارَّ، كاحْمَرَّ واحْمارَّ، الأَخيرَةُ نَقَلَها الصاغانيّ، فَهُوَ أَعْوَرُ بَيِّن العَوَرِ. وَفِي الصّحاح {عَوِرَتْ عَيْنُه} واعْوَرَّت، إِذا ذَهَبَ بَصَرُها، وإِنّمَا صَحَّت الْوَاو فِيهِ لِصِحَّتها فِي أَصْله، وَهُوَ اعْوَرَّت لِسُكُون مَا قَبْلَهَا ثمَّ حُذِفَت الزَّوَائدُ: الأَلِفُ والتَّشْدِيد، فبَقِى عَوِرَ يَدُلّ على أَنّ ذَلِك أَصْلُه مَجئُ أَخواتِه على هَذَا: اسْوَدَّ يَسْوَدّ، واحْمَرَّ يَحْمَرّ، وَلَا يُقَال فِي الأَلْوَان غَيْرُه. قَالَ: وَكَذَلِكَ قِياسُه فِي العُيثوب: اعْرَجَّ واعْمَىَّ، فِي عَرِجَ وعَمِىَ، وإِنْ لم يُسْمَعْ، ج {عُورٌ} وعِيرَانٌ {وعُورَانٌ. وَقَالَ الأَزهريّ:} عَارَتْ عَيْنُه {تَعاُر،} وعَوِرَتْ {تَعْوَرُ،} واعْوَرَّت {تَعْوَرّ،} واعْوَارّت {تَعْوَارّ: بِمَعْنى وَاحِد.} وعارَُه {يَعُورُهُ،} وأَعْوَرَهُ {إِعْوَاراً} وعَوَّرَهُ {تَعْوِيراً: صَيَّرَهُ} أَعْوَرَ. وَفِي الْمُحكم: {وأَعْوَرَ اللهُ عَيْنَ فُلان} وعَوَّرها. ورُبّمَا قَالُوا: {عُرْتُ عَينَه. وَفِي تَهْذِيبِ ابْن القَطّاع:} وعَارَ عَيْنَ الرَّجُلِ {عَوْراً،} وأَعْوَرَهَا: فَقَأَها، {وعَارَتْ هِيَ،} وعَوَّرتُها أَنا، {وعَوِرَتْ هِيَ} عَوَراً، {وأَعْوَرَتْ: يَبِسَتْ. وَفِي الخَبَر: الهَدِيَّةُ} تَعُورُ عَيْنَ السُّلْطَانِ. ثمّ قَالَ: {وأَعْوَرْتُ عينَه لُغَة، انتَهى. وأَنشد الأَزهريّ قولَ الشَّاعِر: (فجاءَ إِلَيْهَا كاسِراً جَفْنَ عَيْنِه ... فقُلْتُ لَهُ مَنْ} عارَ عَيْنَكَ عَنْتَرَهْ) يقولُ: مَنْ أَصابَها {بعُوّار وَيُقَال:} عُرْتُ عَيْنَه {أَعُورها،} وأَعارُها، من {العائر.} والأَعْوَرُ: الغُرابُ، على التَّشاؤُم بِهِ، لأَنَّ {الأَعْوَر عِنْدهم مَشْؤُومٌ. وقِيل: لِخِلافِ حالِه، لأَنّهم يقولونَ: أَبْصَرُ من غُراب. وقالُوا: إِنّما سُمِّيَ الغُرابُ} أَعْوَرَ لحِدَّة بَصَرِه، كَمَا يُقَال للأَعْمَى: أَبو بَصِيرٍ، وللحَبَشِيّ أَبو البَيْضَاءِ، وَيُقَال للأَعْمَى: بَصِيرٌ، {وللأَعْوَرِ: الأَحْوَلُ، وَفِي التكملة: ويُقال: سُمِّىَ الغُراب أَعْوَرَ لأَنّه إِذا أَرادَ أَنْ يَصِيحَ يُغمِّضُ عَيْنَيْه،} كالعُوَيْرِ، على تَرْخِيم التَّصْغِير. قَالَ الأَزهريّ: سُمِىَ الغُرَابُ أَعْوَر، ويُصُاح بِهِ فيُقَال: {عُوَيْرُ عُوَيْرُ، وأَنشد: وصِحاحُ العُيُونِ) يُدْعَوْنَ} عُورََا. وقِيلَ: الأَعْوَرُ: الرَّدِئُ مِنْ كلِّ شَيْءٍ من الأُمورِ والأَخْلاقِ، وَهِي {عَوْرَاءُ. والأَعْوَر أَيضاً: الضَّعِيفُ الجَبَانُ البَلِيدُ الَّذي لَا يَدُلّ على الخَيْرِ وَلَا يَنْدَلُّ وَلَا خَيْرَ فِيهِ، قَالَه ابنُ الأَعرابيّ، وأَنْشد: إِذا هَابَ جُثْمَانَه الأَعْوَرُ. يَعْنِي بالجُثْمَان سَوادَ اللَّيْل ومُنْتَصَفَه. وَقيل: هُوَ الدَّلِيلُ السَّيِّئُ الدَّلالةِ الَّذِي لَا يُْحِسُن يَدُلّ وَلَا يَنْدَلّ قَالَه ابنُ الأَعْرَابِيّ أَيضاً، وأَنْشَد: (مَا لَكَ يَا أَعْوَرُ لَا تَنْدَلُّ ... وكَيفَ يَنْدَلُّ امْرُؤُ عِثْوَلُّ) والأَعْوَرُ من الكُتُبِ: الدارِسُ، كأَنَّه من العَوَر، وَهُوَ الخَلَلُ والعَيْبُ. وَمن المَجَاز: الأَعْوَرُ: مَنْ لَا سَوْطَ مَعَهُ، والجَمْع} عُورٌ قَالَه الصاغانيّ. والأَعْوَرُ: مَنْ لَيْسَ لَهُ أَخٌ من أَبَوَيْه وَبِه فُسِّر مَا جاءَ فِي الحَدِيث لَمَّا اعْتَرَضَ أَبو لَهَب على النبيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم عِنْد إِظهارِ الدَّعْوَةِ، قَالَ لَهُ أَبو طالِب: يَا أَعْوَرُ، مَا أَنتَ وَهَذَا لم يَكُنْ أَبو لَهَب أَعْوَرَ، ولكنّ العَرَب تقولُ لِلَّذِي لَيْسَ لَهُ أَخٌ من أُمّه وأَبِيه: أَعْوَرُ. وَمن المَجَاز: الأَعْوَرُ: الَّذِي {عُوِّرَ، أَي قُبِّحَ أَمْرُه ورُدَّ وَلم تُقْضَ حاجَتُه وَلم يُصِبْ مَا طَلَب، ولَيْسَ مِنْ} عَوَرِ العَيْن قَالَه ابْن الأَعرابيّ، وأَنْشَد للعَجّاج: {وعَوَّرَ الرَّحْمنُ مَنْ وَلَّى} العَوَرْ. ويُقَال: مَعْنَاهُ: أَفْسَدَ من وَلاَّه وجَعَلَه وَلِيّاً {لِلْعَوَر، وَهُوَ قُبْحُ الأَمْرِ وفَسَادُه. والأَعْوَرُ: الصُّؤَابُ فِي الرَأْس، ج} أَعاوِرُ، نَقله الصاغانيّ. وَفِي الأساس: رأْسه يَنْتَعِشُ أَعاوِرَ، أَي صِبْاناً، الواحِدُ أَعْوَرُ. وَمن المَجَازِ: الأَعْوَرُ من الطَّرِيق: الَّذِي لَا عَلَمَ فِيهِ، يُقَال: طَرِيقٌ أَعْوَرُ، كأَنَّ ذَلِك العَلَم عَيْنُه، وَهُوَ مَثَلٌ. وَفِي بعض النُّسخ: من الطّرُق. {والعائِر: كلُّ مَا أَعَلَّ العَيْنَ فعَقَرَ، سُمِّيَ بذلك لأَنَّ العَيْنَ تُغْمَضُ لَهُ وَلَا يَتَمَكَّنُ صاحبُها من النَّظَر، لأَنَّ العَيْن كأَنّها تَعْوَرُ، وَقيل: العَائِرُ: الرَّمَدُ. وَقيل: هُوَ القَذَى فِي العَيْنِ، اسمٌ كالكاهِل والغارِب،} كالعُوّار، كرُمّانٍ، وَهُوَ الرَّمَصُ الَّذِي فِي الحَدَقَةِ. ويقالُ: بِعَيْنِه {عُوّارٌ، أَي قَذىً. وجَمْعُ} العُوّارِ {عَوَاوِيرُ، وَقد جاءَ فِي قَوْل الشاعِرِ بحَذْفِ الياءِ ضَرُورَةً: وكَحَّلَ العَيْنَيْنِ} بالعَوَاوِرِ. ورَوَى الأَزهرِيّ عَن اليَزِيدِيّ: بعَيْنِه ساهِكٌ {وعائِرٌ، وهُمَا من الرَّمَدِ. وَقَالَ اللَّيْث: العائرُ: غَمَصَة تَمُضُّ العَيْنَ كأَنَّمَا وَقَع فِيهَا قَذىً، وَهُوَ} العُوّارُ. قَالَ: وعَيْنٌ {عائِرَةٌ: ذاتُ} عُوّارٍ، وَلَا يُقَال فِي هَذَا المعنَى: عارَتْ، إِنّمَا يُقَال: {عارَتْ إِذا} عَوِرَتْ. وقِيل: العائرُ: بَثْرٌ يكون فِي الجَفْنِ الأَسْفَلِ من العَيْنِ، وَهُوَ اسمٌ لَا مَصْدَر، بمَنْزِلَة الفالِج والباغِز والباطِل، وَلَيْسَ اسمَ فاعِل وَلَا جارِياً على مُعْتَلٍّ، وَهُوَ كَمَا تَراه مُعْتَلّ. والعائِرُ من السِّهام: مَا لَا يُدْرَي رامِيهِ وَكَذَا من الحِجَارَة. وَمن ذَلِك الحدِيث: أَنَّ رَجُلاً أَصابَهُ سَهْمٌ {عائِرٌ فقَتَلَه وَالْجمع} العَوَائِرُ، وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ:) (أَخْشَى عَلَى وَجْهِكَ يَا أَمِيرُ ... {عَوائِراً من جَنْدَلٍ} تَعِيرُ) وَفِي التَّهْذِيب فِي تَرْجَمَة نسأَ: وأَنشد لمالِكِ بن زُغْبَةَ الباهِلِيّ: (إِذا انْتَسَؤُوا فَوْتَ الرِّمَاحِ أَتَتْهُمُ ... {عَوَائِرُ نَبْلٍ كالجَرادِ نُطِيرُها) قَالَ ابنُ برّىّ: عَوائرُ نَبْلٍ، أَي جَماعَةُ سِهامٍ مُتَفَرِّقَة لَا يُدْرَى من أَيْنَ أَتَتْ. وعائِرُ العَيْنِ: مَا يَمْلَؤُها من المالِ حتَّى يَكادَ} يَعُورُها. يُقال: عَلَيْه من المالِ عائِرَةُ عَيْنَيْنِ، {وعَيِّرةُ عَيْنَيْن، بتَشْدِيدِ الياءِ المَكْسُورة كِلاهُما عَن اللّحْيَانيّ، أَي كَثْرةٌ تَمْلأُ بَصَرَهُ. وَقَالَ مرّة: أَي مَا يَكادُ مِنْ كَثْرَتِه يَفْقَأُ عَيْنَيِه. وَقَالَ الزمخشريّ: أَي بِمَا يَمْلَؤُهما ويَكادُ} يُعَوِّرهُما. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: يُقَال للرَّجُل إِذا كَثُرَ مالُه: تَرِدُ على فُلانٍ {عائِرَةُ عَيْنٍ،} وعائِرَةُ عَيْنَيْن، أَي تَرِد عَلَيْهِ إِبِلٌ كثيرةٌ كأَنّهَا من كثْرتها تَمْلأُ العَيْنَيْن حتَّى تكادَ {تَعُورُهما، أَي تَفْقَؤُهما. وَقَالَ أَبو العبّاس: مَعْنَاهُ أَنّه مِنْ كَثْرَتها} تَعِير فِيهَا العَيْن. وَقَالَ الأَصمعيّ: أَصْلُ ذَلِك أَنّ الرَّجلَ من العَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّة كَانَ إِذا بَلَغ إِبلُه أَلْفاً عارَ عَيْنَ بَعِير مِنْهَا، فأَرادُوا {بعائِرَةِ العَيْنِ أَلْفاً من الإِبِل} تُعَوَّرُ عَيْنُ واحِدٍ مِنْهَا. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَعِنْده من المالِ {عائِرَةُ عَيْنٍ، أَي يَحارُ فِيهِ البَصَر من كَثْرتِه كأَنّه يَمْلأُ العَيْن} فيَعُورُها. وَفِي الأَساسِ مِثْلُ مَا قَالَه الأَصمعيّ. {والعِوَارُ، مُثلَّثَةً، الفَتْحُ والضَّمُّ ذَكَرَهُما ابنُ الأَثِير: العَيْبُ يُقَال سِلْعَةٌ ذاتُ} عِوَار، أَي عَيْبٍ. وَبِه فُسِّر حَدِيثُ الزَّكاة: لَا يُؤْخَذُ فِي الصَّدَقَةِ هَرمَةٌ وَلَا ذاتُ {عَوَارٍ. والعَوَار أَيضاً: الخَرْقُ والشَّقُّ فِي الثَّوْبِ والبَيْتِ ونَحْوِهما. وَقيل: هُوَ عَيْبٌ فِيهِ فَلم يُعَيِّنْ ذَلِك قَالَ ذُو الرُّمةِ: (تُبَيِّنُ نِسْبَةَ المَرَثِىّ لُؤْماً ... كَمَا بَيَّنْتَ فِي الأَدَمِ} العَوَارَا) (و) {العُوّارُ، كرُمّانٍ: ضَرْبٌ من الخَطاطِيفِ أَسْوَدُ طَوِيلُ الجَنَاحَيْن. وعَمَّ الجَوْهَرِيُّ فَقَالَ: هُوَ الخُطّافُ، ويُنْشَد: كَمَا انْقَضَّ تَحْتَ الصِّيقِ} عُوّارُ. الصِّيقُ: الغُبَار. والعُوّار: اللَّحْم الذِي يُنْزَع من العَيْنِ بَعدَما يُذَرّ عَلَيْه الذَّرُور، وهُوَ من العُوّار، بمَعْنَى الرَّمَصِ الّذِي فِي الحَدَقَةِ {كالعَائِر، والجَمْعُ} عَوَاويِرُ، وَقد تَقَدّم. والعُوّار: الَّذِي لَا بَصَرَ لَهُ فِي الطَرِيقِ وَلَا هِدايَةَ، وَهُوَ لَا يَدُلُّ وَلَا يَنْدَلّ، كالأَعْوَر قَالَه الصاغانيّ. وَفِي بعض النُّسخ: بالطَّرِيق، ومِثْلُه فِي التّكْمِلَة. وَلَو قَالَ عِنْدَ ذِكْر معانِي الأَعْوَرِ: والدَّلِيل السَيِّئُ الدَّلالَة {كالعُوّار كَانَ أَخْصَرَ. والعُوّارُ: الضَّعِيفُ الجَبَانُ السَّرِيعُ الفِرَارِ،} كالأَعْوَر. وَلَو ذَكَرهُ فِي مَعانِي الأَعْوَرِ بعد قَوْله: الضَّعِيفُ الجَبَانُ فَقَالَ: كالعُوَّار كَانَ أَخْصَرَ. ج عَواوِيرُ قَالَ الأَعْشَى:) (غَيْرُ مِيلٍ وَلَا عَواوِيرَ فِي الهَيْ ... جا وَلَا عُزَّلٍ وَلَا أَكْفَالِ) قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلم يُكْتَفَ فِيهِ بِالْوَاو وَالنُّون، لأَنّهُم قَلَّمَا يَصِفُون بِهِ المُؤَنّث، فَصَارَ كمِفْعالٍ ومِفْعِيل، وَلم يَصِر كفَعّال، وأَجْرَوْه مُجْرَى الصِّفَة، فجَمَعُوه بِالْوَاو والنُّون، كَمَا فَعلُوا ذَلِك فِي حُسّان وكُرّام. وَقَالَ الجوهَرِيّ: جَمْع {العُوّارِ الجَبَانِ العَوَاوِيرُ. قَالَ: وإِنْ شِئْتَ لم تُعَوِّضْ فِي الشّعر فقُلْتَ:} العَوَاوِرُ. وأَنشد لِلَبِيدٍ يُخَاطِبُ عَمَّه ويُعاتِبُه: (وَفِي كُلِّ يَوْمٍ ذِي حِفاظٍ بَلَوْتَنِى ... فقُمْتُ مَقاماً لم تَقُمْهُ العَوَاوِرُ) وَقَالَ أَبو عليّ النحويّ: إِنّمَا صَحّت فِيهِ الوَاوُ مَعَ قُرْبِها من الطَّرَفِ لأَنّ الياءَ المحذوفةَ للضَّرُورَة مُرادَةٌ، فَهِيَ فِي حُكْمِ مَا فِي اللَّفْظ، فلمّا بَعُدَتْ فِي الحُكْم من الطَّرَف لم تُقْلَبْ همزَة. والّذِين حاجاتُهم فِي أَدْبارِهم: {العُوّارَي، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسخ. والصَّوابُ أَن هَذِه الجملةَ معطوفَةٌ على مَا قَبْلها، والمُرَاد،} والعُوّارُ أَيضاً: الَّذِين. . إِلى آخِره، وَهَكَذَا نَقله صَاحب اللِّسَان عَن كُراع. وشَجَرَةٌ، هَكَذَا فِي النّسخ، وهُو بِنَاء على أَنَّه مَعْطُوفٌ على مَا قَبْلَه. وَالصَّوَاب كَمَا فِي التكملة وَاللِّسَان: {والعُوّارَى: شَجَرَةٌ يُؤْخَذ هَكَذَا، بالياءِ التحيّة وَالصَّوَاب: تُؤْخَذ جِراؤُهَا فتُشْدَخُ ثمَّ تُيَبَّسُ ثمَّ تُذَرَّى ثمَّ تُحْمَل فِي الأَوْعِيَة فتُبَاع، وتُتَّخذ مِنْهَا مَخانِقُ بمَكَّةَ حَرَسها الله تَعالى هَكَذَا فَسَّرَه ابنُ الأَعْرَابِيّ. وَقَالَ ابنُ سِيدَه فِي المُحْكَم} والعُوّارُ: شَجَرَةٌ تَنْبُتُ نِبْتَةَ الشَّرْيَةِ، وَلَا تَشِبُّ، وَهِي خَضْراءُ، وَلَا تَنْبُت إِلاّ فِي أَجْوَافِ الشَّجَرِ الكِبَار. فَلِيُنْظَر هَلْ هِيَ الشَّجَرَةُ المذكُورةُ أَو غَيْرُها وَمن المَجَاز قولُهم: عجِبْتُ مِمَّنْ يُؤْثِرُ العَوْرَاء على العَيْنَاءِ، أَي الكَلِمَة القَبِيحَةَ على الحَسَنَةِ كَذَا فِي الأَساس. أَو العَوْراءُ: الفَعْلَةُ القَبِيحَةُ، وكِلاهُمَا من عَوَرِ العَيْن، لأَنّ الكَلِمَة أَو الفَعْلة كأَنَّهَا تَعُورُ العَيْنَ فيَمْنَعُهَا ذَلِك من الطُّمُوحِ وحِدَّة النَّظَر، ثمَّ حَوَّلُوها إِلى الكَلِمَة أَو الفَعْلَة، على المَثَل، وإِنّمَا يُرِيدُون فِي الحَقِيقَة صاحِبَها. قَالَ ابنُ عَنْقَاءَ الفَزازِيُّ يَمْدح ابنَ عَمَّه عُمَيْلَةَ، وَكَانَ عُمَيْلَةُ هَذَا قد جَبَرَه من فَقْرٍ: (إِذا قِيلَتِ {العَوْراءُ أَغْضَى كَأَنَّه ... ذَلِيلٌ بِلا ذُلٍّ وَلَو شاءَ لانْتَصَرْ) وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: يُقَال لِلكَلِمَة القَبِيحَةِ:} عَوْرَاءُ، ولِلكَلِمَة الحَسْنَاءِ عَيْنَاءُ. وأَنشد قَوْلَ الشَّاعِر: ( {وعَوْرَاءَ جاءَت من أَخ فرَدَدْتُها ... بسالِمَةِ العَيْنَيْنِ طالِبَةً عُذْرَا) أَي بكَلِمَةٍ حَسْنَاءَ لم تَكُنْ عَوْرَاءَ. وَقَالَ اللَّيْث: العَوْرَاءُ: الكَلِمَة الَّتِي تَهْوِى فِي غَيْرِ عَقْلٍ وَلَا رُشْد. وَقَالَ الجوهريّ: الكَلِمَةُ العَوْرَاءُ: القَبِيحَة، وَهِي السَّقْطَةُ، قَالَ حاتِمُ طَيّئ:) (وأَغْفِرُ عَوْرَاءَ الكَرِيمِ ادِّخارَهُ ... وأُعْرِض عَن شَتْمِ اللَّئِيم تَكرُّمَا) أَي لادِّخارِه. وَفِي حَدِيثِ عائشةَ رَضِيَ الله عَنْهَا: يَتَوَضَّأُ أَحَدُكم من الطَّعام الطَّيّبِ وَلَا يَتَوَضّأُ من العَوْرَاءِ يَقُولُها. أَي الكَلِمَة القَبِيحَة الزّائغَة عَن الرُّشْد.} وعُورَانُ الكَلامِ: مَا تَنْفِيه الأُذنُ، وَهُوَ مِنْهُ، الواحِدَة عَوْرَاءُ عَن أَبي زَيْد، وأَنشد: (وعَوْراءَ قد قِيلَتْ فلَمْ أَسْتَمِعْ لَهَا ... وَمَا الكَلِمُ {العُورَانُ لي بقَتُولِ) وَصَفَ الكَلِمَ} بالعُورَانِ لأَنّه جَمْعٌ، وأَخْبَرَ عَنهُ بالقَتُول وَهُوَ وَاحِد لأَن الكَلِمَ يُذكَّر ويُؤَنَّث، وَكَذَلِكَ كلُّ جمع لَا يُفَارِق واحِدَه إِلاّ بالهاءِ، وَلَك فِيهِ كُلّ ذَلِك كَذا فِي اللّسان. قَالَ الأَزْهَرِيّ: والعَرَبُ تقولُ للأَحْوَلِ العَيْنِ: أَعْوَرُ، وللمَرْأَة الحَوْلاء: هِيَ عَوْراءُ، ورأَيْتُ فِي البادِيَة امْرَأَةً عَوْرَاء يُقَال لَهَا حَوْلاءُ. {والعَوَائِرُ من الجَرَادِ: الجَمَاعَاتُ المُتَفَرِّقَة، مِنْهُ، وَكَذَا من السِّهام،} كالعِيرَانِ، بالكَسْر، وَهِي أَوائلُة الذاهِبَةُ المُتَفَرِّقَةُ فِي قِلَّة. {والعَوْرَةُ، بالفَتْح: الخَلَلُ فِي الثَّغْرِ وغَيْرِه، كالحَرْبِ. قَالَ الأَزْهَرِيّ:} العَوْرَةُ فِي الثُّغُورِ والحُرُوبِ: خَلَلٌ يُتَخَوَّفُ مِنْهُ القَتْلُ. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: العَوْرَةُ: كلُّ خَلَلٍ يُتَخَوَّفُ مِنْهُ من ثَغْرٍ أَو حَرْبٍ. والعَوْرَة: كُلّ مَكْمَنٍ للسَّتْرِ. والعَوْرَةُ: السَّوْأَةُ من الرَّجُل والمَرْأَةِ. قَالَ المصَنِّف فِي البصائر: وأَصْلُها من {العَار، كأَنّه يَلْحَقُ بظُهُورِها} عارٌ، أَي مَذَمَّة، وَلذَلِك سُمِّيَت المَرْأَةُ {عَوْرَةً. انْتهى. والجَمْعُ} عَوْرَاتٌ. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: إِنّمَا يُحَرَّك الثَّانِي من فَعْلَةٍ فِي جَمْعِ الأَسماءِ إِذا لم يَكُنْ يَاء أَوْ وَاواً وقَرَأَ بَعْضُهُم: عَوَرَاتِ النِّسَاءِ. بالتَّحْرِيك. والعَوْرَةُ: الساعَةُ الّتي هِيَ قَمَنٌ، أَي حَقِيقٌ مِنْ ظُهُورِ العَوْرَةِ فِيها، وَهِي ثَلاث ساعاتٍ: ساعَةٌ قبلَ صَلاَةِ الفَجْرِ، وساعَةٌ عندَ نِصْفِ النَّهَارِ، وساعةٌ بعدَ العِشَاءِ الآخِرَة. وَفِي التَّنْزِيل: ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُم. أَمرَ الله تَعالى الوِلْدانَ والخَدَمَ أَلاّ يَدْخُلُوا فِي هَذِه السَّاعَات إِلاَّ بِتَسْلِيم مِنْهُم واسْتِئذان. وكُلُّ أَمرٍ يُسْتَحْيَا مِنْهُ إِذا ظَهَرَ: عَوْرَةٌ، وَمِنْه الحَدِيث: يَا رَسُولَ اللهِ، {عَوْرَاتُنا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَر وَهِي من الرَّجُل مَا بَيْنَ السُّرَّة والرُّكْبَة، وَمن المَرْأَة الحُرَّةِ جَمِيعُ جَسَدِهَا إِلاّ الوَجْهَ واليَدَيْنِ إِلى الكُوْعَيْن، وَفِي أَخْمَصِها خِلافٌ، وَمن الأَمَةِ مِثْلُ الرَّجُل، وَمَا يَبْدُو مِنْهَا فِي حَالِ الخِدْمَةِ كالرَّأْس والرَّقَبَة والساعِدِ فلَيْسَ} بعَوْرة. وسَتْرُ العَوْرَةِ فِي الصَّلاة وغَيْرِ الصَّلاةِ واجِبٌ، وَفِيه عِنْد الخَلْوَة خِلافٌ. وَفِي الحَدِيث: المَرْأَةُ عَوْرَة جَعَلَهَا نَفْسَهَا عَوْرَةً لأَنّهَا إِذا ظَهَرَتْ يُسْتَحْيَا مِنْهَا كَمَا يُسْتَحْيَا من العَوْرَةِ إِذا ظَهَرَتْ كَذَا فِي اللِّسَان. والعَوْرَة من الجِبَال: شُقُوقُها والجَمْعُ! العَوْراتُ. والعَوْرَةُ من الشَّمْسِ: مَشْرِقُهَا ومَغْرِبُها،) وَهُوَ مَجَازٌ. وَفِي الأَساس: {عَوْرَتَا الشَّمْسِ: خافِقَاها. وَقَالَ الشاعِرُ: (تَجاوَبَ بُومُها فِي} عَوْرتَيْهَا ... إِذا الحِرْبَاءُ أَوْفَى للتَّنَاجِي) هَكَذَا فسّره ابنُ الأَعرابيّ، وَهَكَذَا أَنشدَه الجوهريّ فِي الصِّحَاح. وَقَالَ الصاغَاني: الصَّوَاب غَوْرَتَيْها بالغَيْن معجَمَة، وهما جانِبَاها. وَفِي البَيْت تَحْرِيفٌ، والرِّواية: أَوْفَى للبَرَاحِ، والقَصِيدَة حائيّة، والبيْتُ لبِشْرِ بن أَبي خازِم. وَمن المَجَازِ: أَعْوَرَ الشَّيْءُ، إِذا ظَهَرَ وأَمْكَنَ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، وأَنْشَدَ لكُثَيِّر: (كَذاكَ أَذُودُ النَّفْسَ يَا عَزُّ عنكمُ ... وَقد {أَعْوَرَتْ أَسْرَابُ مَنْ لَا يَذُودُهَا) أَعْوَرَت: أَمكنتْ، أَي مَنْ لَمْ يَذُدْ نَفْسَه عَن هَواهَا فَحُشَ} إِعْوَارُهَا وفَشَت أَسْرَارُهَا {والمُعْوِرُ: المُمْكِنُ البَيِّنُ الوَاضِحُ. وقولُهُم: مَا} يُعْوِرُ لَهُ شَئٌ إِلاَّ أَخَذَه، أَي مَا يَظْهَر. والعَرَبُ تَقول: {أَعْوَرَ مَنْزِلُك، إِذا بَدَتْ مِنْهُ عَوْرَةٌ. (و) أَعْوَرَ (الفَارِسُ: بدَا فِيهِ مَوْضِعُ خَلَلٍ لِلضَّرْبِ والطَّعْنِ، وهُو ممّا اشتُقَّ من المُسْتَعَار قَالَه الزمخشريّ. وَقَالَ ابنُ القَطّاع:} وأَعْوَرَ البَيْتُ كَذَلِك بانْهِدامِ حائِطه. وَمِنْه حَدِيث عليٍّ رَضِي الله عَنهُ: لَا تُجْهِزُوا على جَرِيحٍ وَلَا تُصِيبُوا {مُعْوِراً، هُوَ من أَعْوَرَ الفارِسُ. وَقَالَ الشاعِرُ يصف الأَسَد: لَهُ الشَّدَّةُ الأُولَى إِذا القِرْنُ} أَعْوَرَا. {والعَارِيَّة، مُشَدَّدةً، فعليَّة من العارِ، كَمَا حَقَّقه المصنّف فِي البَصَائر. قَالَ الأَزْهريّ: وَهُوَ قُوَيْلٌ ضَعِيفٌ، وإِنّمَا غَرَّهم قولُهم:} يَتَعَيَّرُون {العَوارِيَّ، ولَيْسَ على وَضْعِه، إِنّما هِيَ مُعَاقَبَةٌ من الواوِ إِلَى الياءِ. وَفِي الصّحاح:} العارِيَّة، بالتَّشْدِيد، كأَنّها منسوبةٌ إِلى العارِ لأَنّ طَلَبَها {عارٌ وعَيْبٌ. وَقَالَ ابنُ مُقْبِل: (فأَخْلِفْ وأَتْلِفْ إِنّمَا المالُ} عارَةٌ ... وكُلْهُ مَعَ الدَّهْرِ الَّذِي هُوَ آكِلُهْ) قلتُ: ومثلُه قولُ اللَّيْث. وَقد تُخَفَّف. وَكَذَا {العَارَةُ: مَا تَدَاوَلُوه بَيْنَهُم، وَفِي حَدِيث صَفْوَانَ بنِ أُمَيّة:} عَارِيَّة مَضْمُونَة مُؤَدّاة {العَارِيّة يجب رَدُّها إِجماعاً، مهما كَانَت عينُها بَاقِيَة. فإِنْ تَلِفَتْ وَجَبَ ضَمانُ قِيمَتِها عِنْد الشافعيّ، وَلَا ضَمانَ فِيهَا عِنْد أَبي حَنِيفَةَ. وَقَالَ المصنِّف فِي البصائر: قِيلَ} للعارِيَّة: أَيْنَ تَذْهَبينَ فَقَالَت: أَجْلُبُ إِلى أَهْلي مَذَمَّةً {وعاراً. ج} عَوَارِىُّ، مُشَدَّدةً ومُخَفَّفةً قَالَ الشَّاعِر: (إِنّمَا أَنْفُسُنا {عاريَةٌ ... } والعَوَاريُّ قُصَارَى أَنْ تُرَدّ) وَقد {أَعارَهُ الشيءَ} وأَعارَه مِنْهُ {وعَاوَرَه إِيّاهُ.} والمُعَاوَرَةُ {والتَّعاوُر: شِبْهُ المُدَاوَلَة. والتَّدَاوُلُ فِي) الشيءِ يكونُ بَيْنَ اثْنَيْنِ. وَمِنْه قولُ ذِي الرُّمَّة: (وسِقْطِ كعَيْنِ الدِّيكِ} عاوَرْتُ صاحِبِي ... أَبَاهَا وهَيَّأْنا لِمَوْقِعِها وَكْرَا) يَعْنِي الزَّنْدَ وَمَا يَسْقُطُ من نارِها. وأَنشد اللَّيْث: إِذا رَدَّ {المُعَاوِرُ مَا} اسْتَعَارَا. {وتَعَوَّرَ} واسْتَعَارَ: طَلَبَهَا نَحْو تَعَجَّبَ واسْتَعْجَبَ، وَفِي حديثِ ابنِ عَبّاس وقِصّةِ العِجْل: مِنْ حُلِىٍّ {تَعَوَّرَهُ بَنُو إِسْرَائِيل، أَي} اسْتَعَارُوه. {واسْتَعَارَه الشَّيْءَ واسْتَعَارَه مِنْهُ: طَلَبَ مِنْهُ} إِعَارَتَه، أَيْ أَنْ {يُعِيرَه إِيّاه وَهَذِه عَن اللَّحْيَانيّ. قَالَ الأَزْهريّ: وأَما} العارِيَّة فإِنَّهَا منسوبةٌ إِلى العَارَةِ، وَهُوَ اسمٌ من {الإِعارَة، تَقول:} أَعَرْتُه الشيءَ {أُعيرُه} إِعارَةً! وعَارَةً، كَمَا قَالُوا: أَطَعْتُه إِطاعَةً وطَاعَةً، وأَجَبْتُه إِجابَةً وجَابَةً. قَالَ: وهذ كثيرٌ فِي ذَوات الثَّلاثِ، مِنْهَا الغارَةُ والدَّارَةُ والطَّاقَةُ وَمَا أَشْبَهَهَا. ويُقَالُ: {اسْتَعَرْتُ مِنْهُ} عارِيَّةً {فأَعَارَنِيها.} واعْتَوَرُوا الشَّيْءَ، {وتَعَوَّرُوه،} وتَعَاوَرُوه: تَدَاوَلُوه فِيمَا بَيْنَهُم. قَالَ أَبو كَبِيرٍ: (وإِذا الكُمَاةُ {تَعَاوَرُوا طَعْنَ الكُلَى ... نَدْرَ البِكَارَةِ فِي الجَزَاءِ المُضْعَفِ) قَالَ الجَوْهَرِيّ: إِنّمَا ظَهَرَت الواوُ فِي} اعْتَوَرُوا لأَنَّه فِي معنى {تَعَاوَرُوا فبُنِىَ عَلَيْهِ، كَمَا ذَكَرْنا فِي تَجَاوَرُوا. وَفِي الحَدِيث:} يَتعاوَرُون على مِنْبَرِي أَي يَخْتَلِفُون ويَتَنَاوَبُون، كلّما مَضَى واحدٌ خَلَفَه آخَرُ. يُقَال: {تَعَاوَرَ القومُ فُلاناً، إِذا تَعَاوَنُوا عَلَيْهِ بالضَّرْب وَاحداً بعدَ وَاحد. قَالَ الأَزهريّ: وأَما} العارِيَّة {والإِعَارَةُ} والاسْتِعَارَةُ فإِنّ قولَ العَرَب فِيهَا: هُمْ {يَتعاورُون} العَوَارِىّ {ويَتَعَوَّرُونَهَا، بِالْوَاو، كأَنَّهم أَرادُوا تَفْرِقَةً بَين مَا يَتَرَدَّدُ من ذاتِ نَفْسِه وَبَين مَا يُرَدَّدُ. وَقَالَ أَبو زَيْد:} تَعَاوَرْنا {العَوَارِيِّ} تَعاوُراً، إِذا أَعارَ بعضُكم بَعْضاً. {وتَعَوَّرْنَا} تَعَوُّراً، إِذا كُنْتَ أَنْت {المُسْتَعِيرَ.} وتَعَاوَرْنا فُلاناً ضَرْباً، إِذا ضَرَبْتَه مَرّة ثمّ صاحبُك ثمّ الآخَر. وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: {التَّعَاوُر} والاعْتِوَارُ: أَنْ يَكُونَ هَذَا مَكانَ هَذَا، وهذَا مَكانَ هَذَا. يُقَال: {اعْتَوَراهُ وابْتَدّاهُ، هَذَا مَرَّةً وَهَذَا مَرّة، وَلَا يُقَال: ابْتَدَّ زيدٌ عَمْراً، وَلَا} اعْتَوَرَ زيدٌ عَمْراً. {وعارَه، قِيل: لَا مُسْتَقْبَلَ لَهُ. قَالَ يَعْقُوبُ: وقالَ بعضُهُم:} يَعُورُه، وَقَالَ أَبو شِبْل: {يَعِيرُه، وَسَيذكر فِي الياءِ أَيضاً، أَي أخَذَهُ وذَهَبَ بِهِ، وَمَا أَدْرِى أَيُّ الجَرادِ} عارَه، أَيْ أَيُّ الناسِ أَخَذَه، لَا يُسْتَعْمَل إِلاّ فِي الجَحْد. وقِيلَ: مَعْنَاه مَا أَدْرِى أَيُّ الناسِ ذَهَبَ بِهِ، وحَكَى اللَّحْيَانيّ: أَراكَ {عُرْتَه} وعِرْتَه، أَي ذَهَبْتَ بِهِ، قَالَ ابنُ جِنّى: كأَنّهم إِنّمَا لَمْ يَكَادُوا يَسْتَعْمِلُونَ مُضَارِعَ هَذَا الفِعْل لَمّا كانَ مَثَلاً جارِياً فِي الأَمْرِ المُنْقَضِى الْفَائِت، وإِذا كانَ كَذَلِك فَلَا وَجْهَ لذِكْر المضارِع هَا هنَا لأَنه لَيْسَ بمُنْقَضٍ وَلَا يَنْطِقُون فِيهِ بيَفْعَل. أَو مَعْنَى {عارَهُ) أَتْلَفَه وأَهْلَكَه قَالَه بعضُهم.} وعَاوَرَ المَكَايِيلَ {وعَوَّرَها: قَدَّرَها، كعَايَرَها، بالياءِ لُغَة فِيهِ، وسيُذْكَر فِي عير. وعَيَّرَ المِيزَانَ والمِكْيالَ، وعاوَرَهُما، وعايَرَهُمَا وعايَرَ بَيْنَهُمَا مُعَايَرَةً وعِيَاراً، بالكَسْر: قَدَّرَهُما ونَظَرَ مَا بَيْنَهُمَا. ذكر ذَلِك أَبو الجَرّاحِ فِي بابِ مَا خالَفَتِ العامّةُ فِيهِ لُغَةَ العَرَب. وَقَالَ اللَّيْث: العِيَارُ: مَا عايَرْتَ بِهِ المَكَايِيلَ، فالعِيَارُ صَحِيحٌ تامّ وَافٍ. تَقُول: عايَرْتُ بِهِ، أَي سَوَّيْتُه، وَهُوَ العِيَارُ والمِعْيَارُ. وحقّ هَذِه أَنْ تُذْكَر فِي الياءِ كَمَا سيأْتي.} والمُعَارُ، بالضَّمّ: الفَرَسُ المُضَمَّرُ المُقدَّحُ، وإِنّمَا قِيل لَهُ {المُعَارُ لأَنّ طَرِيقَةَ مَتْنِه نَبَتْ فصارَ لَهَا عَيْرٌ ناتئٌ، أَو المَنْتُوفُ الذَّنَبِ، من قولِهم: أَعَرْتُ الفَرَسَ وأَعْرَيْتُه: هَلَبْتُ ذَنَبَه قَالَه ابنُ القَطّاع. أَو السَّمِينُ، ويُقَال لَهُ: المُسْتَعِير أَيضاً، من قَوْلهم:} أَعَرْتُ الفَرَسَ، إِذا أَسْمَنْته. وبالأَقوالِ الثَّلَاثَة فُسِّر بيتُ بِشْرِ بنِ أَبِي خازِم الآتِي ذِكْرُه فِي عير. {وعَوَّرَ الرّاعِي الغَنَمَ} تَعْوِيراً: عَرَّضَهَا للضَّياعِ، نَقله الصاغانيّ. {وعَوَرْتَا، بفَتْح العَيْن والواوِ وسُكُون الرّاءِ: د، بُلَيْدَة قُرْبَ نابُلُس الشَّأْمِ، قيلَ بهَا قَبْرُ سَبْعِينَ نَبِيّاً من أَنْبِياءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، مِنْهُم سَيّدُنَا عُزَيرٌ فِي مَغَارَةٍ، ويُوشَعُ فَتَى مُوسَى، عَلَيْهِم الصَّلاة والسَّلام ذكره الصاغانيّ.} واسْتَعْوَرَ عَن أَهْله: انْفَرَدَ عَنْهُم نَقله الصاغانيّ عَن الفرّاءِ. ! وعُوَيْرٌ، كزُبَيْرٍ، مَوْضِعانِ أَحدُهُما على قِبْلَة {الأَعْوَرِيَّة، وَهِي قَرْيَةُ بَنِي مِحْجَن المالِكِيِّين. قَالَ القُطاميّ: (حَتَّى وَرَدْنَ رَكِيّاتِ} العُوَيْرِ وقَدْ ... كادَ المُلاءُ من الكُتّانِ يَشْتَعِلُ) {وعُوَيْرٌ،} والعُوَيْرُ: اسْم رَجُل قَالَ امرُؤ القَيْسِ: (عُوَيْرٌ ومَنْ مِثْلُ {العُوَيْرِ ورَهْطِه ... وأَسْعَدَ فِي لَيْلِ البَلابِلِ صَفْوانُ) ويُقالُ: رَكِيّةٌ} عُورانٌ، بالضَّمّ: أَي مُتَهَدِّمةٌ، للواحِدِ والجَمْع، هَكَذَا نَقَلَه الصاغانيّ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: {عُورانُ قَيْس: خَمْسَةٌ شُعَراءُ} عُورٌ: تَمِيمُ بنُ أُبَيّ بنِ مُقْبِل، وَهُوَ من بَنِي العَجْلانِ بنِ عَبْدِ الله بنِ كَعْبِ بنِ رَبِيعَةَ، والرّاعي، واسمُه عُبَيْدُ بنُ حُصَيْن، من بَنِي نُمَيْرِ بنِ عامِرٍ، والشَّمّاخُ، واسْمُه مَعْقِلُ بنُ ضِرارٍ، من بَنِي جِحَاشِ بنِ بَجَالَةَ بنِ مازِنِ ابْن ثَعْلَبَةَ بنِ سَعْدِ بنِ ذُبْيَانَ، وعَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِلِيُّ، وسيأْتي بَقِيَّةُ نَسَبِه فِي ف ر ص وحُمَيْدُ بنُ ثَوْر، من بَنِي هِلالِ بنِ عامِر، فارسُ الضَّحْيَاءِ. وَفِي اللِّسَان ذَكَر {الأَعْوَرَ الشَّنِّىّ بَدَلَ الراعِي.} والعَوِرُ، ككَتِفٍ: الرَّدِئُ السَّرِيرَةِ قَبِيحُها، {كالمُعْوِر، من} العَوَرِ، وَهُوَ الشِّيْنُ والقُبْحُ. (و) {العَوْرَةُ: الخَلَلُ فِي الثَّغْرِ وغَيْرِه، وَقد يُوصَف بِهِ مَنْكُوراً فيكونُ للواحِدِ والجَمِيع بلَفْظٍ وَاحدٍ. وَفِي التَّنْزِيل: إِنَّ بُيُوتَنَا} عَوْرَةٌ. فأَفْرَدَ) الوَصْفَ، والمَوْصُوفُ جَمْعٌ. وأَجْمَع القُرّاءُ على تَسْكِين الْوَاو من عَوْرَة، وقَرَأَ ابنُ عَبّاس رَضِيَ الله عَنْهُمَا وجَمَاعَةٌ من القُرّاءِ إِنَّ بُيوتَنا {عَوِرَةٌ، على فِعْلَة، وَهِي من شَواذّ القِرَاءَات، أَي ذَاتُ عَوْرَة، أَي لَيْسَت بحَرِيزَة، بل مُمْكِنَة للسُّرّاقِ لخُلُوِّهَا من الرِّجال. وقِيلَ: أَي} مُعْوِرَة، أَي بُيُوتنا مِمّا يَلِي العَدُوَّ ونحْنُ نُسْرَقُ مِنْهَا. فأَكْذَبَهُمُ الله تعالَى فَقَالَ: ومَا هِيَ {بِعَوْرَةٍ. ولَكِنْ يُرِيدُون الفِرارَ عَنْ نُصْرَة النَّبِيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم. فمَنْ قَرَأَ عوِرَةٌ ذَكَّرَ وأَنَّثَ، وَمن قَرَأَ عَوْرَةٌ قَالَ فِي التَّذْكِيرِ والتَأْنِيث عَوْرَة، كالمَصْدر.} ومُسْتَعِير الحُسْنِ: طائِرٌ، نَقله الصاغَانيّ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: قولُهُمْ: كُسَيْرٌ {وعُوَيْرٌ، وكُلٌّ غَيْرُ خَيْر. قَالَ الجوهَرِيّ: يُقَال ذَلِك فِي الخَصْلَتَيْن المَكْرُهَتَيْن، وَهُوَ تَصْغِيرُ أَعْوَرَ مُرَخَّماً. ومثلُه فِي الأساس.} وعارَ الدَّمْعُ {يَعِيرُ} عَيَرَاناً: سالَ قَالَه ابنُ بُزُرْج، وأَنشد: (ورُبَّتَ سَائل عَنّي حَفِىٍّ ... {أَعارَتْ عَيْنُه أَمْ لَمْ} تَعَارَا) أَي أَدَمَعَتْ عَيْنُه وَالْبَيْت لِعَمْرِو بن أَحْمَر الباهليّ. وقالُوا: بَدَلٌ {أَعْوَرُ، مَثَلٌ يُضْرَب للمذموم يَخْلُف بَعْدَ الرَّجُلِ المَحْمُود. وَفِي حَدِيث أُمّ زَرْع: فاسْتَبْدَلْتُ بَعْدَه، وكُلُّ بَدَلٍ أَعْوَرُ. وَهُوَ من ذَلِك، قَالَ عبدُ الله بن هَمّامٍ السَلُوليّ لقُتَيْبَةَ بنِ مُسْلِم، ووُلِّىَ خُرَاسَانَ بَعْدَ يَزِيدَ بنِ المُهَلَّب: (أَقُتَيْبَ قد قُلْنَا غَدَاةَ أَتَيْتَنَا ... بَدَلٌ لَعَمْرُكَ من يَزِيدٍ أَعْوَرُ) ورُبَّمَا قالُوا خَلَفٌ أَعْوَرُ. قَالَ أَبو ذُؤَيْب: (فأَصْبَحْتُ أَمشِي فِي دِيَارٍ كأَنَّهَا ... خِلافَ دِيَارِ الكاهِلِيَّةِ عُورُ) كأَنَّه جَمَع خَلَفاً على خِلاَفٍ مِثْل جَبَل وجِبَال. وبَنُو} الأَعْوَر: قَبيلَةٌ، سُمُّوا بذلك {لِعَوَرِ أَبِيهِم. فأَمَّا قَوْلُه: فِي بلادِ} الأَعْوَرِينَا. فعَلى الإِضافَةِ كالأَعْجَمِينَ، وَلَيْسَ بجَمْعِ أَعْوَر، لأَنّ مِثْلَ هَذَا لَا يُسَلَّم عِنْد سِيبَوَيْهٍ. وَقد يكون العَوَر فِي غَيْر الإِنسان، فيُقَال: بَعِيرٌ أَعْوَرُ. والأَعْوَرُ أَيضاً: الأَحْوَل. وَقَالَ شَمِر: {عَوَّرتُ عُيُونَ المِيَاهِ، إِذا دَفَنْتَهَا وسَدَدْتَها. وعَوَّرْتُ الرَّكيَّة، إِذا كَبَسْتَها بالتُّراب حَتَّى تَنْسَدّ عُيُونُها. وَفِي الأَساس: وأَفْسَدَهَا حَتَّى نَضَب الماءُ، وَهُوَ مَجازٌ وَكَذَا} أَعَرْتُهَا. وَقد {عارَتْ هِي} تَعُورُ. وفَلاةٌ {عَوْرَاءُ: لَا ماءَ بهَا. وَفِي حَدِيث عُمَر وذَكَرَ امرَأَ القَيْس، فَقَالَ: افْتَقَرَ عَن مَعانٍ} عُورٍ. أَراد بِهِ المَعَانِيَ الغامِضَةَ الدَّقِيقَة. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: {العُوّارُ: البِئْرُ الَّتِي لَا يُسْتَقَى مِنْهَا. قَالَ:} وعَوَّرْتُ الرجلَ، إِذا اسْتَسْقاكَ فَلم تَسْقِه. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَيُقَال للمُسْتَجِيزِ الذِي يَطْلُب المَاءَ إِذا لم تَسْقِه: قد {عَوَّرْتَ شُرْبَه. قَالَ الفَرَزْدَق:) (مَتَى مَا تَرِدْ يَوْماً سَفَارِ تَجِدْ بِهَا ... أَدَيْهِمَ يَرْمِي المُسْتَجِيزَ} المُعَوَّرَا) سَفَارِ: اسمُ ماءٍ، والمُسْتَجِيز: الَّذِي يَطْلبُ الماءَ. وَيُقَال عَوَّرتُه عَن المَاءِ {تَعْوِيراً، أَي حَلاته. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ:} التَّعْوِيرُ: الرَّدُّ. {عَوَّرْتُهُ عَن حاجَتِه: رَدَدْته عَنْهَا. وَهُوَ مَجاز. وَيُقَال: مَا رَأَيْتُ عائرَ عَيْن، أَي أَحَداً يَطْرِفُ العَيْنَ} فيَعُورها. وَمن أَمْثَالِ العَرَبِ السَائِرَةِ: أَعْوَرُ عَيْنَكَ والحَجَرَ. {والإِعْوار: الرِّيبَةُ. ورَجُلٌ} مُعْوِرٌ: قَبِيحُ السَّرِيرِة. ومكَانٌ مُعْوِرٌ: مَخُوفٌ. وَهَذَا مكانٌ مُعْوِرٌ، أَي يُخَافُ فِيهِ القَطْعُ، وَكَذَا مَكَانٌ عَوْرَةٌ، وَهُوَ من مَجَاز المَجَاز، كَمَا فِي الأَساس. وَفِي حَدِيث أَبي بَكْر رَضِيَ الله عنهُ قَالَ مَسْعُودُ بنُ هُنَيْدَةَ: رأَيْتُه وقَدْ طَلَع فِي طَرِيق {مُعْوِرة أَي ذَات عَوْرَة يُخَافُ فِيهَا الضَّلالُ والانْقِطَاع، وكُلُّ عَيْبٍ وخَلَل فِي شيْءٍ فهُوَ عَوْرَة. وشُيْءٌ مُعْوِرٌ وعَوِرٌ: لَا حافِظَ لَهُ.} والمُعْوِرُ: المُمْكِنُ البَيِّنُ الوَاضِحُ. وأَعْوَرَ لَك الصَّيْدُ، {وأَعْوَرَكَ: أَمْكَنَك، وَهُوَ مَجاز. وَعَن ابْن الأَعْرَابِيّ: يُقَال:} تَعَوَّرَ الكِتَابُ، إِذا دَرَسَ، وَهُوَ مَجاز. وحكَى اللِّحْيَانيّ: أَرَى ذَا الدَهْرَ {- يَسْتعِيرنُي ثِيابِي. قَالَ: يَقُولُه الرَّجُلُ إِذا كَبِرَ وخَشىَ المَوْتَ. وفَسَّره الزمخشريّ فَقَالَ: أَي يَأْخُذُه مِنّي، وَهُوَ مَجَازُ المَجَازِ كَمَا فِي الأَسَاس. وَذكره الصاغانيّ أَيضاً. وقَولُ الشَّاعِرِ: (كأَنَّ حَفِيفَ مِنْخَرِه إِذا مَا ... كَتَمْنَ الرَّبْوَ كِيرٌ} مُسْتَعَارُ) كِيرٌ مُسْتَعَارٌ: أَي مُتعاوَرٌ أَو {اسْتُعِيرَ من صاحِبِه. وتَعَاوَرَتِ الرِّيَاحُ رَسْمَ الدّارِ حَتَّى عَفَتْه، أَي تَواظَبَتْ عَلَيْهِ قالَه اللَّيْثُ. وَهُوَ من مَجَازِ الْمجَاز. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَذَا غَلَط، وَمعنى} تَعَاوَرَتِ الرِّياحُ رَسْمَ الدَّارِ، أَي تَدَاوَلَتْه، فمَرَّةً تَهُبّ جَنُوباً، ومَرّةً شَمَالاً، ومرَّة قَبُولاً، ومَرّة دَبُوراً. وَمِنْه قولُ الأَعْشَى: (دِمْنَةٌ قَفْرَةٌ {تَعاوَرَها الصَّيْ ... فُ برِيحَيءنِ من صَباً وشَمَالِ) } وعَوَّرْتُ عَلَيْهِ أَمْرَه تَعْوِيراً: قَبَّحْتُه، وَهُوَ مَجاز. والعَوَرُ، مُحَرَّكة: تَرْكُ الحَقّ. ويُقَال: إِنَّهَا! لَعَوْراءُ القُرِّ: يَعْنُونَ سَنَةً أَو غَدَاةً أَو لَيْلَةً حُكِى ذَلِك عَن ثَعْلَب. قلتُ: فيُقَال: لَيْلَةٌ عَوْراءُ القرُ، ِّ أَي لَيْسَ فِيهَا بَرْدٌ، وَكَذَلِكَ الغَداةُ والسَّنَةُ، وَنَقله الصاغانيّ أَيضاً. وَمن مَجازِ المَجَاز قَوْلُهم: الاسْمُ {تَعْتَوِرُه حَرَكَاتُ الإِعْرَابِ، وَكَذَا قَوْلُهم:} تَعَاوَرْنا {العَوارِيَّ، وَكَذَا قَوْلهم:} اسْتَعارَ سَهْماً من كِنَانَتِه، وَكَذَا قولُهم: سَيْفٌ {أُعِيرَتْهُ المَنِيَّةُ. قَالَ النابِغَةُ: (وأَنْتَ رَبِيعٌ يَنْعَشُ الناسَ سَيْبُهُ ... وسَيْفٌ} أُعِيرَتْهُ المَنِيَّةُ قاطعُ) وَقَالَ اللَّيْث: ودِجْلَةُ {العَوْرَاءُ بالعِرَاق بمَيْسَانَ ذكرَهُ صاحبُ اللِّسَان، وعَزاه الصاغانيّ.) } والأَعاوِرُ: بَطْنٌ من العرَب، يقالُ لَهُم: بَنُو {الأَعْوَر. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: بَنو} عُوَار، كغُرَابٍ: قَبِيلَةٌ. {وأَعارَتِ الدابَّةُ حافشرَها: قَلَبَتْه نَقله الصاغانيّ.} وعاوَرْتُ الشمسَ: راقَبْتُهَا نَقله الصاغانيّ. {والإِعَارَةُ: اعْتِسَارُ الفَحْلِ النَاقَةَ نَقله الصاغانيُّ أَيضاً. وَفِي بَنِي سُلَيم أَبُو الأَعْوَر عُمَرُ بنُ سُفْيَانَ، صاحِبُ مُعَاوِيَة، ذكره ابنُ الكَلْبِيّ. قلتُ: قَالَ أَبو حاتِمٍ: لَا تَصِحُّ لَهُ صُحْبَةٌ، وكانَ عَلِيٌّ يَدْعُو عَلَيْهِ فِي القُنُوتِ. وأَبو الأَعْوَرِ الحارِث بن ظالشمٍ الخَزْرَجِيّ بَدْرِيّ، قِيلَ: اسْمُه كَعْبٌ، وقِيلَ: اسْمُه كُنْيَتُه.} والعَوْرَاءُ بِنْتُ أَبِي جَهْلٍ: هِيَ الَّتِي خَطَبَهَا عَلِيٌّ، وَقيل: اسْمُها جُوَيْرِيَةُ، {والعَوْرَاءُ لَقَبُها. وابْنَا} عُوَارٍ جَبَلانٍ، قَالَ الرّاعِي: (بَلْ مَا تَذْكَّرُ من هنْدٍ إِذَا احْتَجَبَتْ ... بِابْنِيْ {عُوَارٍ وأَمْسَى دُوْنَهَا بُلَعُ) وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هما نَقَوَا رَمْل.} وأَعْوَرَ الرَّجُلُ: أَرابَ قَالَه ابنُ القَطّاع.
المعجم: تاج العروس رحل
المعنى: الرحل: مركب للبعير والناقة، وجمعه أرحل ورحال، قال طرفة: جـــــازت البيـــــد إلـــــى أرحلنــــا آخـــــر الليـــــل بيعفـــــور خـــــدر والرحالة: نحوه، كل ذلك من مراكب النساء، وأنكر الأزهري ذلك، قال: الرحل في كلام العرب على وجوه. قال شمر: قال أبو عبيدة الرحل بجميع ربضه وحقبه وحلسه وجميع أغرضه، قال: ويقولون أيضا لأعواد الرحل بغير أداة رحل، وأنشد: كـــــــأن رحلـــــــي وأداة رحلـــــــي علـــــى حـــــزاب كأتـــــان الضـــــحل قال الأزهري: وهو كما قال أبو عبيدة وهو من مراكب الرجال دون النساء، وأما الرحالة فهي أكبر من السرج وتغشى بالجلود وتكون للخيل والنجائب من الإبل، ومنه قول الطرماح: فتروا النجائب عند ذ_لك بالرحال وبالرحائل وقال عنترة فجعلها سرجا: إذ لا أزال علــــــى رحالـــــة ســـــابح نهـــــد مراكلـــــه نبيــــل المحــــزم قال الأزهري: فقد صح أن الرحل والرحالة من مراكب الرجال دون النساء. والرحل في غير هذا: منزل الرجل ومسكنه وبيته. ويقال: دخلت على الرجل رحله أي منزله. وفي حديث يزيد بن شجرة: أنه خطب الناس في بعث كان هو قائدهم فحثهم على الجهاد وقال: إنكم ترون ما أرى من أصفروأحمر وفي الرحال ما فيها فاتقوا الله ولا تخزوا الحور العين، يقول: معكم من زهرة الدنيا وزخرفها ما يوجب عليكم ذكر نعمة الله عليكم واتقاء سخطه، وأن تصدقوا العدو القتال وتجاهدوهم حق الجهاد، فاتقوا الله ولا تركنوا إلى الدنيا وزخرفها، ولا تولوا عن عدوكم إذا التقيتم، ولا تخزوا الحور العين بأن لا تبلوا ولا تجتهدوا، وأن تفشلوا عن العدو فيولين، يعني الحور العين، عنكم يخزاية واستحياء لكم، وتفسير الخزاية في موضعه. والراحول: الرحل، وإنه لخصيب الرحل. وانتهينا إلى رحالنا إي منازلنا. والرحل: مسكن الرجل وما يصحبه من الأثاث. وفي الحديث: إذا ابتلت النعال فالصلاة في الرحال أي صلوا ركبانا، والنعال هنا: الحرار، واحدها نعل. وقال ابن الأثير: فالصلاة في الرحال يعني الدور والمساكن والمنازل، وهي جمع رحل، وحكى سيبويه عن العرب: وضعا رحالهما، يعني رحلي الراحلتين، فأجروا المنفصل من هذا الباب كالرحل مجرى غير المنفصل، كقوله تعالى: فاقطعوا أيديهما، وكقوله تعالى: فقد صغت قلوبكما، وهذا في المنفصل قليل ولذلك ختم سيبويه به فصل: ظهراهمــــا مثــــل ظهــــور الترســـين. وقد كان يجب أن يقولوا وضعا أرحلهما لأن الاثنين أقرب إلى أدنى العدة، ولكن كذا حكي عن العرب، وأما فقد صغت قلوبكما فليس بحجة في هذا المكان لأن القلب ليس له أدنى عدد، ولو كان له أدنى عدد لكان القياس أن يستعمل ههنا، وقول خطام: ظهراهمــــا مثــــل ظهــــور الترســـين. من هذا أيضا، إنما حكمه مثل أظهر الترسين لما قدمنا، وهوالرحالة وجمعها رحائل. قال ابن سيده: والرحالة في أشعار العرب السرج، قال الأعشى: ورجراجــــة تعشــــي النــــواظر ضـــخمة وشــــعث علــــى أكتــــافهن الرحــــائل قال: والرحالة سرج من جلود ليس فيه خشب كانوا يتخذونه للركض الشديد، والجمع الرحائل، قال أبو ذؤيب: تعــــدو بـــه خوصـــاء يفصـــم جريهـــا حلــــق الرحالـــة وهـــي رخـــو تمـــزع يقول: تعدو فتزفر فتفصم حلق الحزام، وأنشد الجوهري لعامر بن الطفيل: ومقطـــــع حلـــــق الرحالــــة ســــابح بـــــاد نواجـــــذه عـــــن الأظـــــراب وأنشد لعنترة: إذ لا أزال علــــــى رحالـــــة ســـــابح نهـــــد تعـــــوره الكمـــــاة مكلــــم وأنشد ابن بري لعميرة بن طارق: بفتيــــان صـــدق فـــوق جـــرد كأنهـــا طــــوالب عقبــــان عليهــــا الرحـــائل قال: وهو أكبر م السرج ويغشى بالجلود ويكون للخيل والنجائب. وقال الجوهري: والرحل رحل البعير، وهو أصغر من القتب، وثلاثة أرحل، والعرب تكني عن القذف للرجل بقولهم: يا ابن ملقى أرحل الركبان. ابن سيده: ورحل البعير يرحله رحلا، فهو مرحول ورحيل، وارتحله: جعل عليه الرحل، ورحله رحلة: شد عليه أداته، قال الأعشى: رحلـــــت ســـــمية غــــدوة أجمالهــــا غضـــبى عليــك فمــا تقــول بــدا لهــا؟ وقال المثقب العبدي: إذا مـــــا قمـــــت أرحلهــــا بليــــل تـــــأوه آهـــــة الرجــــل الحــــزين. وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، سجد فركبه الحسن فأبطأ في سجوده، فلما فرغ سئل عنه فقال: إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله، أي جعلني كالراحلة فركب على ظهري. وإنه لحسن الرحلة أي الرحل للإبل أعني شده لرحالها، قال: ورحلوهـــــا رحلـــــة فيهـــــا رعــــن وفي حديث ابن مسعود: إنما هو رحل أو سرج، فرحل إلى بيت الله، وسرج في سبيل الله، يريد أن الإبل تركب في الحج والخيل في الجهاد. الأزهري: ويقال رحلت البعير أرحله رحلا إذا علوته. شمر: ارتحلت البعير إذا ركبته بقتب أو اعروريته، قال الجعدي: ومــــا عصــــيت أميـــرا غيـــر متهـــم عنـــدي ولكــن أمــر المــرء مــا ارتحلا أي يرتحل الأمر يركبه. قال شمر: ولو أن رجلا صرع آخر وقعد على ظهره لقلت رأيته مرتجله. ومرتحل البعير: موضع رحله. وارتحل فلان فلانا إذا علا ظهره وركبه. وفي بعض الحديث: لتكفن عن شتمه أو لأرحلنك بسيفي أي لأعلونك. يقال: رحلته بما يكره أي ركبته. وفي الحديث عند اقتراب الساعة: تخرج نار من قعر عدن ترحل الناس رواه شعبة قال: ومعنى ترحل أي ترحل معهم إذا رحلوا، وتنزل معهم إذا نزلوا، وتقيل إذا قالوا، جاء به متصلا بالحديث، قال شمر: وقيل معنى ترحلهم أي تنزلهم المراجل، وقيل: تحملهم على الرحيل، قال: والترحيل والإرحال بمعنى الإشخاص والإزعاج. يقال: رحل الرجل إذا سار، وأرحلته أنا. ورجل رحول وقوم رحل أي يرتحلون كثيرا. ورجل رحال: عالم بذلك مجيد له. وإبل مرحلة: عليها رحالها، وهي أيضا التي وضعت عنها رحالها، قال: ســـــوى ترحيـــــل راحلـــــة وعيـــــن أكالئهــــــا مخافــــــة أن تنامــــــا والرحول والرحولة من الإبل: التي تصلح أن ترحل، وهي الراحلة تكون للذكر والأنثى فاعلة بمعنى مفعولة، وقد يكون على النسب، وأرحلها صاحبها: راضها حتى صارت راحلة. قال أبو زيد: أرحل الرجل البعير، وهو رجل مرحل، وذلك إذا أخذ بعيرا صعبا فجعله راحلة. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: تجدون الناس بعدي كإبل مائة ليس فيها راحلة، الراحلة من الإبلالبعير القوي على الأسفار والأحمال، وهي التي يختارها الرجل لمركبه ورحله على النجابة وتمام الخلق وحسن المنظر، وإذا كانت في جماعة الإبل تبينت وعرفت، يقول، فالناس متساوون ليس لأحد منهم على أحد فضل في النسب، ولكنهم أشباه كإبل مائة ليست فيها راحلة تتبين فيها وتتميز منها بالتمام وحسن المنظر، قال الأزهري: هذا تفسير ابن قتيبة وقد غلط في شيئين منه: أحدهما أنه جعل الراحلة الناقة وليس الجمل عنده راحلة، والراحلة عند العرب كل بعير نجيب، سواء كان ذكرا أو أنثى، وليست الناقة أولى باسم الراحلة من الجمل، تقول العرب للجمل إذا كان نجيبا راحلة، وجمعه رواحل، ودخول الهاء في الراحلة للمبالغة في الصفة، كما يقال رجل داهية وباقعة وعلامة، وقيل: إنما سميت راحلة لأنها ترحل كما قال الله عز وجل: في عشية راضية، أي مرضية، وخلق من ماء دافق، أي مدفوق، وقيل: سميت راحلة لأنها ذات رحل، وكذلك عيشة راضية ذات رضا، وماء دافق ذو دفق، وأما قوله: إن النبي، صلى الله عليه وسلم، أراد أن الناس متساوون في النسب ليس لأحد منهم فضل على الآخر ولكنهم أشباه كإبل مائة ليس فيها راحلة، فليس المعنى ما ذهب إليه، قال: والذي عندي فيه أن الله تعالى ذم الدنيا وركون الخلق إليها وحذر عباده سوء مغبتها وزهدهم في اقتنائها وزخرفها، وضرب لهم فيها الأمثال ليعوها ويعتبروا بها فقال: اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر. وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، يحذرأصحابه بما حذرهم الله تعالى من ذميم عواقبها وينهاهم عن التبقر فيها، ويزهدهم فيما زهدهم الله فيه منها، فرغب أكثر أصحابه بعده فيهاوتشاحوا عليها وتنافسوا في اقتنائها حتى كان الزهد في النادر القليل منهم فقال النبي، صلى الله عليه وسلم، تجدون الناس بعدي كإبل مائة ليس فيها راحلة، ولم يرد بهذا تساويهم في الشر ولكنه أراد أن الكامل في الخير والزهد في الدنيا مع رغبته في الآخرة والعمل لها قليل، كما أن الراحلة النجيبة نادرة في الإبل الكثيرة. قال: وسمعت غير واحد من مشايخنا يقول: إن زهاد أصحاب سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لم يتتاموا عشرة مع وفور عددهم وكثرة خيرهم وسبقهم الأمة إلى ما يستوجبون به كريم المآب برحمة الله إياهم ورضوانه عنهم، فكيف من بعدهم وقد شاهدوا التنزيل وعاينوا الرسول، وكانوا مع الرغبة التي ظهرت منهم في الدنيا خير هذه الأمة التي وصفها الله عز وجل فقال: كنتم خير أمة اخرجت للناس، وواجب على من بعدهم الاستغفار لهم والترحم عليهم، وأن يسألوا الله تعالى أن لا يجعل في قلوبهم غلا لهم، ولا يذكروا أحدا منهم بما فيه منقصة لهم والله يرحمنا وإياهم، ويتغمد زللنا بحلمه، إنه هو الغفور الرحيم، وقول دكين: أصـــــبحت قـــــد صــــالحني عــــواذلي بعــــــد الشــــــقاق ومشـــــت رواحلي. قيل: تركت جهلي وارعويت وأطعت عواذبي كما تطيع الراحلة زاجرها فتمشي، وقول زهير: وعــــري أفــــراس الصــــبا ورواحلــــه استعاره للصبا، يقول: ذهبت قوة شبابي التي كانت تحملني كما تحمل الفرس والراحلة صاحبهما. ويقال للراحلة التي ريضت وأدبت: قد أرحلت إرحالا، وأمهرت إمهارا إذا جعلها الرائض مهرية وراحلة. الجوهري: الراحلة المركب من الإبل، ذكرا كان أو أنثى.والرحال: الطنافس الحيرية، ومنه قول الأعشى: ومصـــــاب غاديـــــة كــــأن تجارهــــا نشــــرت عليــــه برودهــــا ورحالهــــا والمرحل: ضرب من برود اليمن، سمي مرحلا لأن عليه تصاوير رحل. ومرط مرحل: إزار خز فيه علم، وقال الأزهري: سمي مرحلا لما عليه من تصاوير رحل وما ضاهاه، قال الفرزدق: عليهـــــن راحـــــولات كـــــل قطيفــــة مـــن الخـــز أو مـــن قيصـــران علامهــا قال: الراحولات الرحل الموشي، على فاعولات، قال: وقيصران ضرب من الثياب الموشية. ومرط مرحل: عليه تصاوير الرحال. وفي الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم وعليه مرط مرحل، المرحل الذي قد نقش فيه تصاوير الرحال. وفي حديث عائشة وذكرت نساء الأنصار: فقامت كل واحدة إلى مرطها المرحل. ومنه الحديث: كان يصلي وعليه من هذه المرحلات، يعني المروط المرحلة، وتجمع على المراحل. وفي الحديث: حتى يبنى الناس بيوتا يوشونها وشي المراحل، يعني تلك الثياب، ويقال لذلك العمل الترحيل، ويقال لها المراجل، بالجيم أيضا، ويقال لها الراحولات.وناقة رحيلة أي شديدة قوية على السير، وكذلك جمل رحيل. وبعير ذو رحلة ورحلة أي قوة على السير. الأزهري: وبعير مرحل ورحيل إذا كان قويا. وفي نوادر الأعراب. ناقة رحيلة ورحيل ومرحلة ومسترحلة أي تجيبة. وبعير مرحل إذا كان سمينا وإن لم يكن نجيبا. وبعير ذو رحلة ورحلة إذا كان قويا على أن يرحل. وارتحل البعير رحلة: سار فمضى، ثم جرى ذلك في المنطق حتى قيل ارتحل القوم عن المكان ارتحالا. ورحل عن المكان يرحل وهو راحل من قوم رحل: انتقل، قال: رحلـــــت مـــــن أقصــــى بلاد الرحــــل مــــن قلــــل الشـــحر فجنـــبي موحـــل ورحل غيره قال الشاعر: لا يرحـــل الشـــيب عـــن دار يحــل بهــا حــــتى يرحـــل عنهـــا صـــاحب الـــدار ويروى: عامر الدار. والترحل والارتحال: الانتقال وهو الرحلة والرحلة. والرحلة: اسم للارتحال للمسير. يقال: دنت رحلتنا. ورحل فلان وارتحل وترحل بمعنى.وفي الحديث: في نجابة ولا رحلة، الرحلة، بالضم، القوة والجودة أيضا، ويروى بالكسر بمعنى الارتحال، وحكى اللحياني: إنه لذو رحلة إلى الملوك ورحلة. وقال بعضهم: الرحلة الارتحال، والرحلة، بالضم، الوجه الذي تأخذ فيه وتريده، تقول: أنتم رحلتي أي الذين أرتحل إليهم. وأرحلت الإبل: سمنت بعد هزال فأطاقت الرحلة. وراحلت فلانا إذا عاونته على رحلته، وأرحلته إذا أعطيته راحلة، ورحلته، بالتشديد، إذا أظعنته من مكانه وأرسلته.ورجل مرحل أي له رواحل كثيرة، كما يقال معرب إذا كان له خيل عراب، عن أبي عبيد، وإذا عجل الرجل إلى صاحبه بالشر قيل: استقدمت رحالتك، وأما قول امرئ القيس: فإمــــا ترينـــي فـــي رحالـــة جـــابر علـــى حـــرد كـــالقر تخفـــق أكفـــاني فيقال: إنما أراد به الحرج وليس ثم رحالة في الحقيقة، هذا كما جاء فلان على ناقة الحذاء، يعنون النعل، وجابر: اسم رجل نجار. ابن سيده: الرحلة السفرة الواحدة. الرحيل: اسم ارتحال القوم للمسير، قال: أمــــا الرحيــــل فــــدون بعـــد غـــد فمـــــتى تقـــــول الــــدار تجمعنــــا والرحيل: القوي على الارتحال والسير، والأنثى رحيلة. وفي حديث النابغة الجعدي: أن ابن الزبير أمر له برحلة رحيل، قال المبرد: راحلة رحيل أي قوي على الرحلة، كما يقول فحل فحيل ذو فحلة، وجمل رحيل وناقة رحيلة بمعنى النجيب والظهير، قال: ولم تثبت الهاء في الرحيل لأن الراحلة تقع على الذكر.والمرتحل: نقيض المحل، وأنشد قول الأعشى: إن محلا وإن مـــــــــــــــــــــــرتحلا يريد أن ارتحالا وإن حلولا، قال: وقد يكون المرتحل اسم الموضع الذي يحل فيه. قال: والترحل ارتحال في مهلة، ويفسر قول زهير: ومـــن لا يـــزل يســـترحل النــاس نفســه ولا يعفهـــا يـــوم مـــن الـــذل ينـــدم تفسيرين: إحدهما أنه يذل لهم حتى يركبوه بالأذى ويستذلوه، والثاني أنه يسألهم أن يحملوا عنه كله وثقله مؤنته، ومن قال هذا القول روى البيت: ولا يعفهـــا يومـــا مـــن النــاس يســأم قال ذلك كله ابن السكيت في كتابه في المعاني وغيره. الجوهري: واسترحله أي سأله أن يرحل له. ورحل الرجل: منزله ومسكنه، والجمع أرحل. وفي حديث عمر: يا رسول الله حولت رحلي البارحة. كنى برحله على زوجته، أراد به غشيانها في قلبها في جهة ظهرها لأن المجامع يعلو المرأة ويركبها مما يلي وجهها. فحيث ركبها من جهة ظهرها كنى عنه بتحويل رحله، إما أن يريد به المنزل والمأوى، وإما أن يريد به الرحل الذي تركب عليه الإبل وهوالكور.وشاة رحلاء: سوادء بيضاء موضع مركب الراكب من مآخير كتفيها، وإن ابيضت واسود ظهرها فهي أيضا رحلاء، الأزهري: فإن ابيضت إحدى رجليها فهي رجلاء. وقال أبو الغوث: الرحلاء من الشياه التي ابيض ظهرها واسود سائرها، قال: وكذلك إذا اسود ظهرها وابيض سائرها، قال: ومن الخيل التي ابيض ظهرها لا غير. وفرس أرحل: أبيض الظهر ولم يصل البياض إلى البطن ولا إلى العجز ولا إلى العنق، وإن كان أبيض الظهر فهو آزر.وترحله: ركبه بمكروه. الأزهري: يقال أن فلان يرحل فلانا بما يكره أي يركبه. ويقال: رحلت له نفسي إذا صبرت على أذاه. والرحيل: منزلة بين مكة والبصرة. وراحيل: اسم أم يوسف، على نبينا وعليه الصلاة والسلام. ورحلة: هضبة معروفة، زعم ذلك يعقوب، وأنشد: تــرادى علــى دمــن الحيــاض فــإن تعــف فـــــإن المنـــــدى رحلـــــة فركــــوب قال: وركوب هضبة أيضا،ورواية سيبويه: رحلة فركوب أي أن يشد رحلها فتركب. والمرحلة: واحدة المراحل، يقال بيني وبين كذا مرحلة أو مرحلتان. والمرحلة: المنزلة يرتحل منها، وما بين المنزلين مرحلة، والله أعلم.
المعجم: لسان العرب