المعجم العربي الجامع
حصب
المعنى: (الْحَصْبَاءُ) بِالْمَدِّ الْحَصَى وَمِنْهُ (الْمُحَصَّبُ) وَهُوَ مَوْضِعُ الْجِمَارِ بِمِنًى. وَ (الْحَاصِبُ) الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ تُثِيرُ الْحَصْبَاءَ. وَ (الْحَصَبُ) بِفَتْحَتَيْنِ مَا تَحْصِبُ بِهِ النَّارَ أَيْ تَرْمِي وَكُلُّ مَا أَلْقَيْتَهُ فِي النَّارِ فَقَدْ حَصَبْتَهَا بِهِ وَبَابُهُ ضَرَبَ.
المعجم: مختار الصحاح حَصَبَه
المعنى: ـِ حَصْباً: رماه بالحصباء ونحوها. وـ المكانَ: فرشه بالحَصْباء. وـ النارَ بالحَصَب: ألقاه فيها ليزيد ضِرَامَها. وـ فلاناً عن كذا: أقصاه وأبعده عنه.؛(حَصِب) الطفلُ ـَ حَصَباً: أصابته الحَصْبَة. فهو محْصوب.؛(أحْصَبَ) الفرسُ وغيْره: أسرع فأثار الحَصْباء. وـ فلاناً عن كذا: حَصَبه.؛(حَصَّبَ) الحاجُّ: نام بالمحصَّب ساعةً من الليل. وـ المكانَ: حَصَبه.؛(حُصِّبَ) الطفلُ: حَصِب.؛(تَحَاصَبَا): تراميا بالحصْباء.؛(تَحَصَّبَ): مطاوع حصَّبه. وـ الطيرُ: خرج إلى الصحراء لطلبِ الحَبِّ.؛(الحاصِبُ): يقال: مكانٌ حاصب: ذو حَصْباء. وـ الريح الشديدة تحمل التُّراب والحصباء. وفي التنزيل العزيز: (إنَّا أَرْسَلْنا عليهم حاصِباً إلاَّ آلَ لُوطٍ). وـ السَّحاب يرمي بالبرد والثلجِ.؛(الحِصَابُ): موضعُ رمي الجِمَار.؛(الحَصَبُ): صغار الحجارة. وـ الحطَب. وـ كلُّ ما يُلقى في النار من وقود. وفي التنزيل؛العزيز: (إنكمْ وَمَا تَعْبُدونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جهنمَ).؛(الحَصِبُ): يقال: مكان حَصِب، وريح حَصِبة: حاصِب. ولبن حَصِب: تجمَّد فلم يخرج زُبْدَه.؛(الحَصْبَاءُ): صغار الحجارة.؛(الحَصْبَةُ): الحَصْبَاءُ. وـ حُمَّى حادَّة طفحيَّة مُعدية، يَصْحَبُها زُكام وسُعال وغيرهما من علامات النَّزْلة. (مج).؛و(ليلةُ الحَصْبَةِ): التي بعد أيام التشريق.؛(الحَصَبَةُ): واحدة الحَصَب. وـ الحَصْبَة.؛(المَحْصَبَةُ): أرض مَحْصَبَةٌ: ذاتُ حَصْبَة. وـ كثيرةُ الحَصْباء. وـ التي تكثر فيها الإصابة بالحَصْبَة.؛(المُحَصَّبُ): مَوضِع رمْي الجمار بِمنًى.
المعجم: الوسيط الحصبة
المعنى: ـ الحَصْبَةُ، ويُحَرَّكُ، وكَفَرِحَةٍ: بَثْرٌ يَخْرُجُ بالجَسَدِ، وقد حُصِبَ، بالضم، فَهُوَ مَحْصوبٌ، وحَصِبَ، كَسَمِعَ. ـ والحَصَبُ، مُحَرَّكَةً، ـ والحَصْبَةُ: الحِجارَةُ، واحِدَتُها: حَصَبَةُ، مُحَرَّكَةً نادِرٌ، والحَطَبُ، وما يُرْمى به في النَّارِ حَصَبٌ، أو لا يكونُ الحَطَبُ حَصَباً حتى يُسْجَرَ به. ـ والحَصْباءُ: الحَصى، واحِدَتُها: حَصَبَةٌ، كَقَصَبَةً. ـ وأرضٌ حَصِبَةٌ، كَفَرِحَةٍ، ـ ومَحْصَبَةٌ: كَثيرَتُها. ـ وحَصَبَهُ: رَماهُ بها، ـ وـ المَكانَ: بَسَطَها فيه، ـ كحَصَّبَه، ـ وـ عن صاحِبِهِ: تَوَلَّى، ـ كأحْصَبَ. ـ وتَحاصَبُوا: تَرامَوْا بها. ـ وأحْصَبَ: أثارَ الحَصْباءَ في جَرْيِهِ. ـ ولَيْلَةُ الحَصْبَةِ، بالفتح: التي بَعْدَ أيامِ التَّشْرِيقِ. ـ والتَّحْصيبُ: النَّوْمُ بالمُحَصَّبِ: الشِّعْبِ الذي مَخْرَجُهُ إلى الأَبْطَحِ ساعَةً مِنَ اللَّيْلِ، ـ و المُحَصَّبُ: موضِعُ رَمْيَ الجِمارِ بِمِنىً. ـ والحاصِبُ: رِيحٌ تَحْمِلُ التُّرابَ، أو هو ما تَناثَرَ من دُقاقِ الثَّلْجِ والبَرَدِ، والسَّحابُ الذي يَرْمي بهما. ـ والحَصَبُ، مُحَرَّكَةً: انْقِلابُ الوَتَرِ عَنِ القَوْسِ، وبِهاءٍ: اسمُ رَجُلٍ. وكَكَتِفٍ: اللَّبَنُ لا يَخْرُجُ زُبْدُهُ من بَرْدِهِ. وكَزُبَيْر: ـ ع باليَمَنِ فاقَتْ نِساؤُهُ حُسْناً، ومنه: " إذا دَخَلْتَ أرضَ الحُصَيْبِ فَهَرْول " . ـ ويَحْصُبُ، مُثّلَّثَةٌ الصَّادِ حيٌّ بها والنِّسبةُ مُثّلَّثَةٌ أيضاً، لا بالفتح فقط كما زَعَمَ الجوهرِيُّ. وكَيَضْرِبُ: قَلْعَةٌ بالأَنْدَلُسِ، منها: سَعْدُ بنُ مَقْرونٍ، والنَّابِغَةُ بن إبراهيم، المُحَدِّثانِ. وبُرَيْدَةُ بنُ الحُصَيْبِ، كَزُبَيْرٍ: صحَابِيُّ. ومحمدُ بنُ الحُصَيْبِ: حَفِيدُهُ. ـ وتَحَصَّبَ الحمَامُ: خَرَجَ إلى الصَّحْراءِ لِطَلَبِ الحَبِّ.
المعجم: القاموس المحيط ضغبس
المعنى: الضَّغَابِيْسُ: صغار القِثّاء، الواحِد: ضُغْبُوْس، وفي الحديث: أنَّه أُهدِيَ إلى النبي -صلى الله عليه وسلّم- ضَغَابِيسَ فَقَبِلَها وقَبَّلَها وأكل منها. قال أبو عُبَيد: هي شِبه صغار القِثاء تُؤكَل، وهي الشَّعارير أيضًا. وقال ابن فارِس: السين فيها زائِدة، قال: والدليل على ذلك قولهم للذي يأكُلُها كثيرًا: ضَغِب. وقال جار الله العَلاّمة الزمَخْشَري -رحمه الله- بعد ذِكرِه أنَّه قيل لِعَجوز: ما طَعامُكِ؟ فقالت: الحارُّ والقارُّ وما حُشَّت به النار؛ وإنْ ذكِرَتِ الضَّغَابِيْس فإني ضَغِبَة: ليس هذا بمُشْتَقٍ منه، لأن السين فيه غير مَزِيْدَة، وانَّما هو كَسَبِطٍ من سِبَطْرٍ ودَمِثٍ من دِمَثْرٍ، قال: ولا فَصْلَ بين حَرْفٍ لا يُزادُ أصْلًا وبين حرف وقع في موضع غير الزيادة وإنْ عُدَّ في جُمْلَةِ الزَّوائِد. ؛ وفي حديث آخَر: «أنَّ صَفوان بن أُمَيَّة -رضي الله عنه- أهدى لرسول الله- صلى الله عليه وسلّم- ضَغابيس وجَدَايَةً»، وقال ابراهيم الحَرْبيُّ -رحمه الله-: بضَغابيسَ ولَبَإٍ ولَبَنٍ، والنبي -صلى الله عليه وسلّم- بأعلى الوادي، على يَدَيْ كلَدَةَ بن حَنْبَل -رضي الله عنه- قال: فَدَخَلْتُ عليه ولم أُسَلِّم ولم أسْتأذِنْ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ارجِع فَقُل السَّلام عليكم أأدْخُل». ؛ وفي الحديث: لا بأسَ باجْتِناءِ الضَّغابيس في الحَرَمِ. وقال الليث: هي شبه العَرَاجِيْنِ تنبُتُ بالغَوْرِ في أُصُول الثُّمَام؛ طِوالٌ حُمْرٌ رَخْصَةٌ تُؤكَل. وقال الأصمعي: هو نَبْتٌ يَنْبُت في أُصول الثُّمَام يُشْبِه الهِلْيَوْنَ؛ يُسْلَقُ بالخلِّ والزَّيت ويُؤكَل. ؛ ويُقال لأغصان الثُّمَامِ والشَّوْكِ التي تؤكَل: ضَغَابِيْسُ، وللرجل الضعيف: ضُغْبُوْسٌ؛ على التَّشْبيه، قال جرير ؛ قد جَرَّبَتْ عَرَكي في كُلِّ مُعْتَرَكٍ *** غُلْبُ الأُسُوْدِ فما بالُ الضَّغَابِيْسِ ؛ وقال رؤبة يذكُر العَفائفَ ؛ وتَحْصِبُ اللاّعِنَة الجاسُوسا *** بعَشْرِ أيْدِيْهِنَّ والضُّغْبُوْسا ؛ حَصْبَ الغُوَاةِ العَوْمَجَ المَنْسُوْسا *** ؛ وقال الدِّيْنَوَري: أخْبَرَني بعض الأعراب قال: الضَّغَابيس ينبُتُ نباتَ الهِلْيَوْنِ سَواءً؛ وهو ضَعيف؛ فإذا جَفَّ حَتَتْهُ الرِّيْحُ فَطَيَّرَتْه، قال: والضَّغابيسُ حامِضَة. ؛ وقال أبو زياد: الضَّغابيس تَفَقَّعُ من تحت الأرض فَيَخْضَرُّ ما يَخرُجُ منها، وما في الأرض خيرٌ من ذلك، وهو أبيَض، يأكَلَه الناس أخْضَرَهُ وأبيَضَه، وانَّما تخرجُ ساقًا ساقًا، ليس لها ورق ولا شُعَب، وما في الأرض منها حُلْوٌ، وما خَرَجَ منها فإنَّه حامِضٌ. قال: ويقال: أرضٌ مُضْغِبَة: إذا كانت كثيرَةَ الضَّغابيس. ؛ والضُّغْبوس: وَلَد الثُّرْملةِ. ؛ وقال ابن عبّاد: الضُّغْبُوْسُ: البعير الذي ليس بِمُسِنٍّ ولا سَمِيْنٍ.
المعجم: العباب الزاخر نمس
المعنى: نامُوْسُ الرَّجُل: صاحِبُ سِرِّه الذي يُطلعُه على باطِنِ أمْرِه ويَخُصُّه بما يَسْتُرُه عن غَيْرِه. ؛ وأهل الكِتاب يُسَمُّونَ جَبْرَئيلَ -صلوات الله عليه- النّامُوسُ الأكبَر. وفي الحديث: أنَّ وَرَقَة بن نَوْفَل قال لِخَديجَة -رضي الله عنها- لَمّا قَصّت عليه مُلاقاةَ جَبْرَئيلَ -صلوات الله عليه- رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وغَطَّه إيّاه: لئنْ كانَ ما تَقولِيْنَ حَقًّا إنَّه لَيَأْتِيَه النّامُوْسُ الذي كانَ يأتي موسى -صلوات الله عليه-. وكان ابن عَم خَدِيْجَةَ -رضيَ الله عنها، وكانَ نَصْرانِيًّا وقد قَرَأَ الكُتُبَ. ؛ والنامُوْس -أيضًا-: الحاذِق. ؛ والنامُوْس: الذي يَلْطُفُ مَدْخَلُه، قالَه الأصمَعيّ، قال رؤبة ؛ لا تُمْكِنُ الخَنّاعَةُ النّاموسا *** وتَحْصِبُ اللَّعّابَةَ الجاسُوسا ؛ بِعَشْرِ أيْديهِنَّ والضُّغْبُوسا *** حَصْبَ الغُواةِ العَوْمَجَ المَنْسُوسا ؛ والنامُوْس -أيضًا-: قَتْرَةُ الصائد، قال مُتَمِّمُ بن نُوَيْرَة اليَرْبُوعيّ رضي الله عنه ؛ لاقى على جَنْبِ الشَّرِيْعَةِ لاطِئًا *** صَفْوَانَ في نامُوسِهِ يَتَطَلَّعُ ؛ ويُروى: كارِزًا. ؛ والنامُوْسَة: عِرِّيْسَةُ الأسَدِ، ومنه قول عمرو بن مَعْدي كَرِب -رضي الله عنه-: أسَدُ في ناموسَتِه. وقد كُتِبَ الحَديثُ بتَمامِه في تركيب ت م ر. ؛ والنامُوْس والنَمّاس: النَّمّام. ؛ والنامُوْس: الشَّرَك، لأنَّه يُوارى تحت الأرض. ؛ ونَمَسْتُ السِّرَّ أنْمِسُه -بالكسر- نَمْسًا: كتَمتُه. ؛ والنامُوْس -أيضًا-: ما تَنَمَّسَ به الرِجال مِنَ الاحْتِيال. ؛ والنِّمْس -بالكسر-: دُوَيْبَة عَريضَة كأنَّها قِطْعَةُ قَديدٍ، تكون بأرْضِ مِصْرَ، تَقْتُلُ الثُّعْبانَ. ؛ والنَّمَسُ -بالتحريك-: فَسَاد السَّمْنِ، وقد نَمِسَ -بالكسر-: أي فَسَدَ. ؛ والأنْمَسُ: الأكْدَرُ، ومنه يقال للقَطا: نُمْسٌ- بالضم-؛ لِلَوْنِها، ورَوى أبو سعيد قولَ حَميد بن ثَور رضي الله عنه ؛ كَنَعائِمِ الصَّحْراءِ في داوِيَّةٍ *** يَمْحَصْنَها كَنَواهِقِ النُّمْسِ ؛ بِضَمِّ النون، وفَسَّرَها بالقَطا، ورَواه غيرُه: بالنِّمْسِ -بالكسر- وقال: هو دُوَيْبَة كالدَّلَقِ؛ أسْوَدُ الجِلْدِ؛ يُشْبِهُ السَّمُّوْرَ. وقيل جَمْعُ النِّمْسِ- بالكسر-: نُمْسٌ بالضَّمِّ. ؛ وقال ابن الأعرابيّ: أنْمَسَ بَيْنَهُم: أي أرَشَّ، وأنشد ؛ وما كُنْتُ ذا نَيْرَبٍ فيهم *** ولا مُنْمِسًا بَيْنَهُم أنْمَلُ ؛ أُؤرِّشُ بَيْنَهُمُ دائبا *** أدِبُّ وذو النُّمْلَةِ المُدْغِلُ ؛ ولكِنَّني رائبٌ صَدْعَهُم *** رَفُوْءٌ لِمَا بَيْنَهُمْ مُسْمِلُ ؛ قال شَمِر: نَمَلَ وأنْمَلَ: إذا نَمَّ. رَفُوْءٌ: مُصْلِحٌ. وقال يصف الرِّكَابَ ؛ يَخْرُجْنَ مِنْ مُلْتَبِسٍ مُلَبَّسٍ *** تَنْمِيْسَ نامُوسِ القَطا المُنَمِّسِ ؛ يقول: يَخْرُجْنَ من بَلَدٍ مُشْتَبِهِ الأعلامِ يَشْتَبِهُ على مَنْ يَسْلُكُه كما يَشْتَبِهُ على القَطا أمرُ الشَّرَكِ الذي يُنْصَب له. ؛ والتَّنْمِيْس: التَّلْبيس. ؛ ونامَسْتُ الرَّجُلَ سارَرْتُه، قال الكُمَيْت ؛ فأبْلِغ يَزِيْدَ إنْ عَرَضْتَ ومُنْذِرًا *** وعَمَّهُما والمُسْتَسِرَّ المُنامِسا ؛ فَضُمُّوا لنا الحِيْتانَ والضَّبَّ إنَّما *** تَهِيْجَونَ أُسْدَ الغابَتَيْنِ النوابسا ؛ يَزيد: هو يَزيد بن خالد بن عبد الله، ومُنْذِر: هو مُنْذِر بن أسَدِ بن عبد الله، وعمُّهُما: هو إسماعيل بن عبد الله أخو خالِد، والمُسْتَسِرَّ المُنامِس: هو خالِد بن عبد الله. ؛ والمُنامِس: الدّاخِل في الناموس وهو قُتْرَة الصّائِد. ؛ وانَّمَسَ الرَّجُل: أي اسْتَتَرَ، وهو انْفَعَلَ. ؛ والتركيب يدل على سَترِ شَيْءٍ؛ وعلى لونٍ من الألوان؛ وعلى فَسادِ شَيْءٍ مِنَ الأشياء.
المعجم: العباب الزاخر عنس
المعنى: العَنْسُ: الناقة الصُّلْبَة، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان ؛ كم قد حَسَرنا من عَلاَةٍ عَنْسِ *** كَبْدَاءَ كالقَوْسِ وأُخرى جَلْسِ ؛ دِرَفْسَةٍ أو بازِلٍ دِرَفْسِ *** ؛ وقال عَبْدَة بن الطَّبيب العَبْشَمِيّ ؛ بِجَسْرَةٍ كَعَلاةِ القَيْنِ دَوْسَرَةٍ *** فيها على الأيْنِ إرْقالٌ وتَبْغِيْلُ ؛ عَنْسٍ تَشيرُ بِقِنْوَانٍ إذا زُجِرَت *** من خَصْبَةٍ بَقِيَت فيها شَمَاليلُ ؛ وعَنْس -أيضًا-: قبيلة من اليمن، وعَنْس: لقب، واسمه زيد بن مالِك بن أُدَد بن زيد بن يَشْجُب بن عَريب بن زيد بن كهلان بن سَبَأ بن يَشْجُب بن يَعْرُب ابن قحطان، منهم عَبْهَلَة العَنْسيّ الكَذّاب. ؛ ومِخْلاف عَنْس: من مخاليف اليَمَن، مضاف إلى عَنْس بن مالِك هذا. ؛ والعَنْس والعَنْز: العُقَاب. ؛ وعَنَسْتُ العودَ وعَنَشْتُه: أي عَطَفْتُه أو قَلَبْتُه. ؛ وعَنَسَت الجارية تَعْنَسُ وتَعْنِسُ عُنُوسًا وعِنَاسًا فهيَ عانِس: وذلك إذا طالَ مَكْثُها في منزِلِ أهلِها بعدَ إدْراكِها حتى خَرَجَت من عِدادِ الأبْكار، هذا ما لَم تتزوّج، فإن تَزَوّجَت مَرَّةً فلا يُقال لها عَنَسَتْ. وعَنِسَت -بالكسر-: لُغَةٌ في عَنَسَتْ بالفتح، قال الأعشى ؛ ولَقَد أُرَجِّلُ لِمَّتي بِعَشِيَّةٍ *** للشَّرْبِ قَبْلَ سَنَابِكِ المُرْتادِ ؛ والبِيضِ قد عَنَسَتْ وطالَ جِرَاؤها *** ونَشَأْنَ في قِنٍّ وفي أذْوادِ ؛ ويروى: "سَبائِكُ المُرْتاد" أي دراهِمِ الذي يَشْتَري الخَمْرَ، ويروى: "في فَنَنٍ" أي في نِعْمَة، وأصلها أغصان الشَجَر، و "في قِنٍّ" أي في عَبيدٍ وخَدَم؛ وهذه رواية أبي عُبَيْدَة؛ و "في فَنَنٍ" رواية الأصمعي. ؛ وقال الكِسائي: العانِس: فَوْقَ المُعْصِر، والجَمْع: عَوانِس وعُنَّس وعَنْس -كبازِل وبَوازِل وبُزَّلٍ وبُزْل-، قال ؛ يُعْرِس إبْكارًا بها وعُنَّسا *** أكْرَمُ عِرْسٍ باءةً إذْ أعْرَسا ؛ وعُنُوْس أيضًا، كقاعِد وقُعود وجالِسٍ وجُلُوس وشاهِدٍ وشُهُود وساجِدٍ وسُجُود، قال رؤبة ؛ وقد نَرى الأبْكارَ والعُنُوسا *** ذاكَ وأتْرابًا بها أُنُوسا ؛ لا تُمْكِن الخَنّاعَةَ النّاموسا *** وتَحْصِبُ اللاعِنَةَ الجاسُوْسا ؛ الأُنُوْسُ: الأوانِس. و قال ذو الرُّمَّة يصف الإبل الطِّوال الأعناق ؛ وَعِيْطًا كأسرابِ القَطا قد تَشَوَّفَت *** مَعَاصِيْرُها والعاتِقاتُ العَوَانِسُ ؛ أي: لا تَحْسَبي مُرَاعاتَكِ الآجالَ وَعِيْطًا. وقال المُرَقِّش الأكبَر يصف ناقَتَه ؛ وتًصْبِحُ كالدَّوْدَاةِ ناطَ زِمامَها *** إلى شُعَبٍ فيها الجَواري العَوَانِسُ ؛ ويقال للرجل -أيضًا- عانِس، قال أبو قيس بن رِفاعَة ؛ مِنّا الذي هوَ ما إنْ طُرَّ شارِبُهُ *** والعانِسونَ ومِنّا المُرْدُ والشِّيْبُ ؛ وقال أبو ذؤيبٍ الهُذَليّ ؛ فانّي على ما كُنتَ تَعْلَمُ بَيْنَنا *** وليدَيْنِ حتى أنتَ أشْمَطُ عانِسُ ؛ وجملٌ عانِس: سمين تام الخَلْق، وناقة عانِسة: كذلك. ؛ والأعْنَس بن سلمان: شاعِر. ؛ وقال أبو عمرو: العِنَاسُ -بالكسر-: المِرآة، والجمع: عُنُسٌ. ؛ والعَنَسُ -بالتحريك-: النَّظَرُ في العِناسِ كُلَّ ساعة. ؛ وعُنَيِّس -كأنَّه تصغير عِنَاس-: اسم رملٍ معروف، وأنشد الأزهري للرّاعي ؛ وأعْرَضَ رَمْلٌ من عُنَيِّسَ تَرْتَعي *** نِعَاجُ المَلا عُوْذًا به ومَتَالِيا ؛ ورواه ابن الأعرابي: "مِنْ يُتَيِّمَ" وقال: اليَتَائمُ بأسفَل الدَّهْنى مُنْقَطَعُهُ من الرَّمْلِ، ويروى: مِنْ عُتَيِّيْنَ. ؛ وأعْنَسَتْ الجارِيَة: مِثل عَنَسَتْ وعَنِسَتْ. ؛ وأعْنَسَ الشَّيْبُ وَجْهَه: إذا خالَطَه. ؛ وأعْنَسَتِ السِّنُ وَجْهَه: إذا غَيَّرَتْه، قال أبو ضَبٍّ الهُذَليُّ ؛ كأنَّ حُوَيًّا والجَدِيَّةُ فَوْقَهُ *** حُسَامٌ صَقيلٌ قَصَّهُ الضِّرْبُ فانْحَنى ؛ فَتىً قُبُلًا لم يُعْنِسِ الشَّيْبُ رَأسَهُ *** سِوى خَيِّطٍ كالنُّورِ أشْرَق في الدُّجى ؛ قُبُلًا: مُسْتَقْبَلَ الشباب، وروى أبو عمرو: "قَبَلًا" أي مُقْبِلًا، وروى أيضًا: "خُيُطٍ" بضمّتَين، وأنشد الشعر أبو تمّام في الحَماسَة لِسُوَيْد الحارِثيّ. ؛ وقال أبو زيد: عَنَّسَتِ الجارِيَة تَعْنِيْسًا: مِثل عَنَسَتْ وعَنِسَتْ وأعْنَسَتْ، وقال الأصمعي: لا يقال عَنَّسَتْ ولكن عُنِّسَتْ -على ما لَم يُسمّى فاعِلُه-، وعَنَّسَها أهْلُها. وكذلك عَنَّسَ الرَّجُل، قال أبو الغِطْريف يصف الخيل ؛ فأنْكَحْنَ أبْكارًا وغادَرْنَ نِسْوَةً *** أيامى وقد يَحْظى بِهِنَّ المُعَنِّسُ ؛ هَنيئًا لأربابِ البُيُوتِ بُيُوتُهُم *** وللعَزَبِ المِسْكِينِ ما يَتَلَمَّسُ ؛ واعْنِيْناسُ ذَنَبِ الناقَة: وُفُوْرُ هُلْبِه وطُوْلُه، قال الطِّرْماح يصف الثَّوْر ؛ يَمْسَحُ الأرضَ بِمُعْنَوْنِسٍ *** مِثْلِ مِيْلاةِ النِّيَاحِ القِيَامْ ؛ والتركيب يدل على قوّةٍ في شيءٍ وشِدَّةٍ.
المعجم: العباب الزاخر نسس
المعنى: النَّسُّ: السَّوْقُ، يقال: نَسَسْتَ النّاقَةَ أنُسُّها نَسًّا: أي زَجَرْتُها، ومنه: المِنَسَّة للعّصا. وفي حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «أنَّه كانَ يَنُسُّ أصْحابَهُ?»؛ أي يَسُوْقُهُم، يَمْشِي خَلْفَهُم ويُقَدِّمُهم، وقد كُتِبَ الحديث بتَمامِه في تركيب س ر ب. وفي حديث عمر -رضي الله عنه-: أنَّه كانَ يَنُسُّ الناسَ بالدِّرَّةِ بَعْدَ صلاةِ العِشَاء ويقول: انْصَرِفُوا إلى بُيُوتِكم. ؛ وفي حديث مجاهد: من أسماء مكَّة بكَّة، وهي أُمَّ رُحمٍ، وهي أمُّ القُرى، وهي كُوثى، وهي النّاسَّة -ويروى: الباسَّة-، لأنَّ من بغى فيها أو أحْدَثَ حَدَثًا أٌخْرِجَ عنها فكأنَّها ساقَتْه. قال رؤبة يصف العفائف ؛ وتَحْصِبُ اللاّعِنَةُ الجاسوسا *** بعِشْرِ أيديهِنَّ والضُّغْبوسا ؛ حَصْبً الغُوَاةِ والعَوْمَجَ المَنْسوسا *** ؛ والنَّسُّ: اليُبْسُ، يقال: نَسَّ يَنُسُّ ويَنِسُّ نُسُوْسًا ونَسًَّا: أي يَبِسَ. ؛ وقيل سُمِّيَت مكَّة ناسَّة لِقِلَّةِ الماء بها إذْ ذاك، قال أبو حِزامٍ غالبُ بن الحارِث العُكْليّ ؛ نَسَّ آلي فَهَادَ هِنْدًا نُسُوْسا *** واسْتَشَاطَ القَذَالُ مِنّي خَلِيْسًا ؛ ويقال: جاءنا بخُبْزَةٍ ناسَّة، قال العجّاج ؛ ومَهْمَهٍ يُمْسي قَطَاهُ نُسَّسًَا *** رَوابِعًا وبَعْدَ رِبْعٍ خُمَّسا ؛ ويروى: وبَلَدٍ. أي يابِسَةٍ من العَطَش. ؛ وقال ابن دريد: نَسَّتِ الجُمَّةُ: إذا تَشَعَّثَتْ. ؛ والنَّسِيْسَة: الإيكال بين الناس، قالَها ابن السكِّيت. ؛ والنَّسِيْسَة: البَلَلْ الذي يكون بِرأس العُوْدِ إذا أُوْقِدَ. ؛ والنَّسِيْسَة: الطبيعة. ؛ والنَّسِيْسُ: الجوعُ الشديدُ. ؛ وقال الليث: النَّسِيْسُ: غايَة جُهد الإنسان. ؛ والنَّسِيْسُ: بَقِيَّةُ الروح، قال أبو زُبَيْد حرملة بن المنذر الطائيّ يصف أسَدًا شَبَّهَ نَفْسَه به ؛ ولكِنّي ضُبَارِمَةٌ جَمُوْحٌ *** على العداءِ مُجْتَرِئٌ خَبُوْسُ ؛ إذا ضَمَّتْ يَداهُ إليه قِرْنا *** فقد أودى إذا بُلِغَ النَّسِيْسُ ؛ ويروى: "مَتى تَضْمُمْ"، وقيل المُراد من النَّسِيْسِ هاهُنا: الأخْذُ بالنَّفَسِ، ويقال: عِرْقانِ في اللَّحْمِ يَسْقِيانِ المُخَّ. ؛ ويقال: بُلِغَ من الرَّجُل نَسِيسُه ونَسِيسَتُه: إذا كادَ يموت. ؛ واخْتُلِفَ في معنى قولِ الكُمَيْت ؛ ولكِنَّ مِنّي بِرَّ النَّسِيْسِ *** أحُوْطُ الحَرِيْمَ وأحمي الذِّمارا ؛ فقال الليث: أرادَ لا أزال بارًّا بهم ما بَقِيَ فِيَّ نَسِيْسٌ. وقال غيره: أراد بالنَّسِيْسِ الخَليقَة والطَبِيعَة. ؛ وقال الليث: النَّسُّ: لُزُومِ المَضَاءِ في كُلِّ أمْرٍ، ويقال: هو سُرعَة المَضَاءِ في كُلِّ أمرٍ، ويقال: هو سُرْعَة الذهاب ووُرود الماء خاصَّةً. وأنشد قول العجّاج الذي سَبَق ؛ ومَهْمَهٍ يُمْسي قَطَاهُ نُسَّسًَا ؛ ويروى: وبَلَدٍ. ؛ والتَّنْسَاس: السَّيْر الشَّديد، قال الحُطَيْئَة يهجو الزَّبْرِقان بن بَدْرٍ ؛ وقد مَدَحْتُكُمُ عَمْدًا لأُِرْشِدَكُمْ *** كَيْما يَكونَ لكم مَدْحي وإمْرَاسي ؛ وقد نَظَرْتُكُم إيْنَاءَ عاشِيَةٍ *** للخِمْسِ طالَ بها حَوْزي وتَنْساسي ؛ ويروى: أعشاءَ صادِرةٍ. ؛ والنُّسُسُ -بضمَّتَيْن-: الأصول الرديئة. ؛ والنَّسْنَاس والنِّسْنَاس -بالفتح والكَسْر-: جِنسُ من الخَلْقِ يَثِبُ أحَدُهُم على رِجْلٍ واحِدَة. وفي الحديث: أنَّ حَيًَّا من عادٍ عَصَوا رَسُولَهُم، فَمَسَخَهُم الله نَسْنَاسًا، لكُلِّ إنْسانٍ منهم يَدٌ ورِجْلٌ مِنْ شِقٍّ واحِد، يَنْقُزُونَ كما يَنْقُزُ الطائرُ، ويَرْعَوْنَ كما تَرْعى البَهائِمُ. ويقال: إنَّ أولئك انْقَرَضوا، والذينَ هُم على تِلْكَ الخِلْقَةِ لَيْسُوا من نَسْلِ أولئك، ولكنّهم خَلْقٌ على حِدَةٍ. ؛ وقال الجاحِظ: زَعَمَ بَعْضُهُم أنَّهم ثلاثَةُ أجناس: ناس ونسناس ونَسَانِس. وعن أبي سعيد الضرير: أنَّ النَسَانِس الإناثُ منهم، وأنشد للكُمَيْت ؛ فما النّاسُ إلاّ نَحْنُ أمْ ما فَعَالُهَم *** ولو جَمَعوا نَسْنَاسَهُم والنَّسَانِسا ؛ وقيل: النَّسَانِسُ: السِّفَلُ والأنذال، والنَّسَانِس أرفَعُ قَدرًا من النَّسْناس. وقد يكون النَّسْنَاس واحِد النَّسَانِس. وفي حديث أبي هُرَيْرَة -رضي الله عنه-: ذَهَبَ الناس وبَقِيَ النَّسْناس. قال ابن الأعرابيّ: هُمْ ياجُوجُ وماجُوجُ. وقيل: خَلْقٌ على صُوْرَةِ النَّاسٍ، أشْبَهُوهم في شَيْءٍ، وليسوا من بَنِي آدَمَ، وقيل: بل هُم مِن بَني آدَم. ؛ والنَّسْنَاسُ فيما أنْشَدَ ابن الأعرابيّ ؛ ولَيْلَةٍ ذاةِ جَهامٍ أطْبَاقْ *** سُوْدٍ نَواحِيها كأثْناءِ الطّاقْ ؛ قَطَعْتُها بذاةِ نَسْنَاسٍ باقْ *** ؛ صَبْرُها وجَهْدُها، يقال: ناقةٌ ذاةُ نَسْنَاسٍ: أي ذاةُ سيْرٍ باقٍ. ؛ وقال ابن عبّاد: قَرَبٌ نَسْنَاسٌ: سريعٌ. ؛ ويقال: قَطَعَ اللهُ نَسْنَاسَ فلانٍ: أي نَفَسَهُ وأثَرَه. ؛ ويقال للفَحْل إذا ضَرَبَ النّاقة على غَيْرِ ضَبَعَةٍ: قد أنَسَّها. ؛ وقال ابن شُمَيل: نَسَّسْتُ الصَبِيَّ تَنْسِيْسًا: وهو أن تقولَ له: إسْ إسْ لِيَبُوْلَ أو يَتَغَوَّطْ. ؛ وقال أبو عمرو: نَسَّسَ البَهِيْمَةَ: مَشّاها. ؛ وجوعٌ نَسْنَاسٌ: شديدٌ. ؛ وقال ابن الأعرابيّ: النِّسْنَاس -بالكسر-: الجوع الشديد. ؛ وريحٌ نَسْنَاسَة وسَنْسَانَة: بارِدَة. ؛ ونَسْنَاس من دُخان: أي دُخان نار. ؛ ونَسْنَسَتْ الرِّيحُ وسَنْسَنَتْ: إذا هَبَّت هُبوبًا بارِدًا. ؛ والنَّسْنَسَة -أيضًا-: الضَّعْفُ، قال ابن دريد: وأحسِبُ أنَّ النَّسْناسَ من هذا. ؛ ونَسْنَسَ الطائِر: إذا أسْرَعَ في طَيَرانِه. ؛ وقال ابن عبّاد: نَسْنَسْتُ لِفُلانٍ دَسِيْسَ خَبَرٍ. وتَنَسَّسْتُ منه خَبَرًا: أي تَنَسَّمْتُه. ؛ والتركيب يدل على نَوعٍ مِنَ السَوْق؛ وعلى قِلَّةٍ في الشَّيْءِ ويَخْتَصُّ به الماء.
المعجم: العباب الزاخر حصب
المعنى: حصب : (الحَصْبَةُ ويُحَرَّكُ، و) الحَصِبَةُ (كَفَرِحَةٍ) وَهَذِه عَن الفَرَّاءِ (: بَثْرق يَخْرُجُ بالجَسَدِ، و) مِنْهُ تَقول: (قد حُصِبَ، بالضَّمِّ) ، كَمَا تَقول: قد جُدِرَ، (فَهُوَ مَحْصُوبٌ) ومَجْدُورٌ (وحَصِب كَسَمعَ) يَحْصَبُ فَهُوَ مَحْصُوبٌ أَيضاً، والمُحَصَّبُ كَالمُجَدَّرِ وَفِي حَدِيثِ مَسْرُوقٍ (أَتَيْنَا عَبْدَ اللَّهِ فِي مُجدَّرِينَ ومُحَصَّبينَ) هم الَّذِينَ أَصَابَهُمْ الجُدَرِيُّ والحَصْبَةُ. (والحَصَبُ، مُحَرَّكَةً، والحَصْبَةُ) بفَتْحٍ فَسُكُونٍ (: الحِجَارَةُ، وَاحِدَتُهَا حَصَبَةٌ، مُحَرَّكَةً) كَقَصَبَةٍ وَهُوَ (نَادِرٌ) وحَصَبْتُه: رَمَيْتُهُ بهَا، والحَجَرُ المَرْمِيُّ بِهِ حَصَبٌ، كَمَا يُقَال نَفَضْتُ الشيءَ نَفْضاً، والمَنْفُوضُ نَفَضٌ، (و) الحَصَبُ (: الخَطَبُ) عَامَّةً وقَال الفَرَّاءُ: هِيَ لُغَةُ اليَمَنِ (و) كُلُّ (مَا يُرْمَى بِهِ فِي النَّارِ) من حَطَبٍ وغَيْرِه فَهُوَ (حَصَبٌ) وَهُوَ لُغَةُ أَهْلِ نَجْدٍ، كَمَا رُوِيَ عَن الفَرَّاءِ أَيضاً، (أَوْ لاَ يَكُونُ الحَطَبُ حَصَباً حَتَّى يُسْجَرَ بِهِ) ، وَفِي التَّنْزِيل {2. 020 انكم وَمَا تَعْبدُونَ. . جَهَنَّم} (الأَنبياء: 98) ورُوِيَ عنْ عَليَ كعرَّمَّ الله وجهَه أَنه قرأَه (حَطَبُ جَهَنَّمَ) . وحَصَبَ النَّارَ بالحَسَبِ يَحْسُبُهَا حَصْباً: أَضْرَمَهَا، وَقَالَ الأَزهَرِيُّ الحَصَبُ: الحَطَبُ الَّذِي يُلْقَى فِي تَنُّورٍ أَوْ فِي وَقُودٍ فأَمَّا مَا دَامَ غَيْرَ مُسْتَعْمَلٍ للسَّجُورِ فَلَا يُسَمَّى حَصَباً، وَقَالَ عِكْرِمَةُ: حَصَبُ جَهَنَّمَ هُوَ حَطَبُ جَهَنَّمَ بالحَبَشِيَّةِ، قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: إِنْ كَانَ أَرَادَ أَنَّ العَرَب تَكَلَّمَتْ بِهِ فَصَارَ عَرَبِيَّةً وإِلاَّ فَلَيْسَ فِي القُرْآنِ غَيْرُ العَرَبِيّةِ. (والحَصْبَاءُ: الحَصَى، وَاحِدَتُهَا حَصَبَةٌ) مُحَرَّكَةً (كَقَصَبَة) ، وحَصْبَاءُ كقَصْبَاءَ، وَهُوَ عندَ سيبويهِ اسمٌ للجَمْعِ، وَفِي حَدِيثِ الكَوْثَرِ (فَأَخْرَجَ من حَصْبَائِهِ فَإِذَا يَاقُوتٌ أَحْمَرُ) أَي حَصَاهُ الَّذِي فِي قَعْرِه، وَفِي الحَدِيث (أَنَّهُ نَهَى عَن مَسِّ الحَصْبَاءِ فِي الصَّلاَةِ) كَانُوا يُصَلّونَ على حَصْبَاءِ المَسْجِدِ وَلَا حَائِلَ بَين وُجُوهِهِمْ وَبَينهَا، فَكَانُوا إِذَا سَجعدُوا سَوَّوْهَا بِأَيْدِيهِمْ، فَنُهُوا عَن ذَلِك لأَنَّهُ فِعْلٌ مِنْ (غير) أَفعالِ الصَّلاَةِ، والعَبَثُ فِيهَا لَا يَجُوزُ وتَبْطُلُ بِهِ إِذَا تَكَرَّرَ، وَمِنْه الحَدِيثُ (إِنْ كَانَ لاَ بُدَّ مِنْ مَسِّ الحَصْبَاءِ فَوَاحدَةً) أَي معرَّةً وَاحهدٍ ةً رُخِّصَ لَهُ فِهَا لاِءَنَّهَا غَيْرُ مُكَرَّرَةٍ. (وأَرْضٌ حَصِيبَةٌ، كَفَرِحَةٍ ومَحْصَبَةٌ) بالفعتْحِ (: كَثِيرَتُهَا) ، أَي الحَصْبَاءِ وقَال الأَزهريُّ: مَحْصَبَةٌ: ذَاتُ حَصْبَةٍ ومَجْدَرَةٌ: ذَاتُ جُدَرِيَ، وَمَكَانٌ حَاصِبٌ ذُو حَصْبَاءَ، كَحَصِبٍ، على النَّسَبِ، لأَنَّا لم نَسْمَعْ لَهُ فِعْلاً، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: فَكَرَعْنَ فِي حَجَرَاتِ عَذْب بارِدٍ حَسِبَ البِطَاحِ تَغِيبُ فِيهِ الأَكْرُعُ (و) الحَصْبُ: رَمْيُكَ بِالْحَصْبَاءِ، (حَصَبَهُ) يَحْصُبُهُ حَصْباً (: رَمَاهُ بهَا) وَفِي حَدِيثِ ابْن عُمَرَ أَنَّهُ رَأَى رَجُلَيْنِ يَتَحَدَّثَانِ والإِمَامُ يَخْطُبُ فَحَصَبَهُمَا) أَي رَجَمَهَا بِالحَصْبَاءِ (و) حَصَبَ (المَكَانَ) بَسَطَهَا فِيهِ) أَيْ أَلْقَى فِيهِ الحَصْبَاءَ الصِّغَارَ وفَرَشَهُ بالحَصْبَاءِ وَفِي الحديثِ (أَنَّهُ حَصَبَ المَسْجِدَ وقَالَ: هُوَ أَغْفَرُ للنُّخَامَةِ) أَيْ أَسْتَرُ لِلْبُزَاقَةِ إِذَا سَقَطَتْ فِيهِ (كَحَصَّبَهُ) ، فِي الحَدِيثِ (أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنهُ أَمَرَ بِتَحْصِيبِ المَسْجِدِ) . والحَصْبَاءُ هُوَ الحَصَى الصِّغَارُ (و) حَصَبَ (عَن صَاحِبِهِ: تَوَلَّى) عَنهُ مُسْرِعاً، كَحَاصِبِ الرِّيحِ (كَأَحْصَبَ) ، وَفِي الأَرْضِ: ذَهَبَ فِيهَا. (و) فِي الحَدِيثِ الَّذِي جَاءَ فِي مَقْتَلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ قَالَ: (إِنَّهُمْ (تَحَاصَبُوا) فِي المَسْجِدِ حَتَّى مَا أُبْصِرَ أَدِيمُ السَّمَاءِ) أَي (تَرَامَوْا بهَا) والحَصْبَاءُ: صِغَارُهَا وكِبَارُهَا. (و) الإِحْصَابُ: أَن يُثِيرَ الحَصَى فِي عَدْوِهِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يكون ذَلِك فِي الفَرَسِ وغيرِه مِمَّا يَعْدُو، تَقُولِ مِنْهُ: (أَحْصَبَ) الفَرَسُ وغَيْرُه إِذَا (أَثَارَ الحَصْبَاءَ فِي جَرْيِهِ) ، وفَرَسٌ مُلْهِبٌ مُحْصِب. (وَلَيْلَةُ الحَصْبَةِ بِالفَتْحِ) فالسُّكُونِ هِيَ اللَّيْلَةُ (الَّتي بعد أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، و) قَالَ الأَزهريُّ: (التَّحْصِيبُ: النَّوْمُ بِالمُحَصِّبِ) اسْمِ (الشِّعْبِ الَّذِي مَخْرَجُهُ إِلى الأَبْطَحِ) بينَ مَكَّةَ ومِنًى يُقَامُ فِيهِ (سَاعَةً مِن اللَّيْلِ) ثمَّ يُخرَج إِلى مَكَّةَ، سُمِّيَ بِهِ لِلْحَصْبَاءِ الَّذِي فِيهِ، وَكَانَ مَوْضِعاً نَزَلَ بِهِ رسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلممِن غَيْرِ أَنْ سَنَّهُ لِلنَّاسِ، فَمَنْ شَاءَ حَصَّب ومَمنْ شَاءَ لم يُحَصِّبْ. وَمِنْه حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا (لَيْسَ التَّحْصِيبُ بشَيْءٍ) أَرَادَتْ بِهِ النَّوْمَ بالمُحَصَّبِ عِنْد الخُرُوج مِن مَكَّةَ سَاعَةً والنُّزُولَ بِهِ، ورُوِيَ عَن عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: (يَنْفِرُ النَّاسُ كُلُّهُمْ إِلاَّ بَنِي خُزَيْمَةَ حَصِّبُّوا) أَي أَقِيمُوا بالمُحَصَّبِ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: التَّحْصِيبُ إِذَا نَفَرَ الرَّجُلُ مِن مِنًى إِلى مَكَّةَ لِلتَّوْدِيعِ أَقَامَ بالأَبْطَحِ حَتَّى يَهْجَعَ بهَا سَاعَةً مِن اللَّيْلِ، ثُمَّ يَدْخُل مَكَّةَ، قَالَ: وهذَا شيءٌ كَانَ يُفعَلُ ثُمَّ تُرِكَ، وخُزَيْمَةُ هم قُرَيْشٌ وكِنَانَةُ، وَلَيْسَ فيهم أَسَدٌ، وَقَالَ القَعْنَبِيّ: التَّحْصِيبُ: نُزُولُ المُحَصَّبِ، بِمَكَّةَ، وأَنشد: فَلِلَّهِ عَيْنَا مَنْ رَأَى مِنْ تَفَرُّقٍ أَشَتَّ وأَنْأَى مِنْ فِرَاقِ المُحَصَّبِ (أَو) هُوَ، أَي (المُحَصَّبُ: مَوْضِعُ رَمْيِ الجِمَارِ بِمِنًى) قَالَه الأَصْمَعِيُّ، وأَنشد: أَقَامَ ثَلاَثاً بالمُحَصَّبِ مِنْ مِنًى ولَمَّا يَبِنْ لِلنَّاعِجَاتِ طَرِيقُ قَالَ الرَّاعي: أَلَمْ تَعْلَمِي يَا أَلأَمَ النَّاسِ أَنَّنِي بِمَكَّةَ مَعْرُوفٌ وعِنْدَ المُحَصَّبِ يُرِيدُ مَوْضِع الجِمَارِ، وَيُقَال لَهُ أَيضاً: حِصَابٌ بِكَسْرِ الحَاءِ. (والحَاصِبُ رِيحٌ) شَدِيدَةٌ (تَحْمِلُ التُّرَابَ) والحَصْبَاءَ (أَو هُوَ مَا تَنَاثَرَ مِن دُقَاقِ الثَّلْجِ والبَرَدِ) ، وَفِي التَّنْزِيلِ {2. 020 انا اءَرسلنا عَلَيْهِم حاصبا} (الْقَمَر: 34) وَكَذَلِكَ الحَصِبَةُ قَالَ لَبِيدٌ: جَرَّتْ عَلَيْهَا أَنْ خَوَتْ مِنْ أَهْلِهَا أَذْيَالَهَا كُلُّ عَصُوفٍ حَصِبَهْ وَقَوله: {2. 020 انا اءَرسلنا عَلَيْهِم حاصبا} (الْقَمَر: 34) أَي عَذَاباً يَحْصِبُهُمْ، أَي يَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ، وَقيل: حَاصِباً، أَي رِيحاً تَقْلَعُ الحَصْبَاءَ لِقُوَّتِهَا، وَهِي صِغَارُهَا وكِبَارُهَا، وَفِي حدِيثِ عليَ رَضِيَ الله عَنهُ قَالَ لِلْخَوَارِجِ (أَصَابَكُمْ حَاصِبٌ) أَي عَذَابٌ مِن اللَّهِ، وأَصْلُهُ رُمِيتُمْ بالحصْبَاءِ مِن السماءِ، وَيُقَال لِلرِّيح الَّتِي تَحْمِلُ التُّرَابَ والحَصى: حَاصِبٌ (و) الحَاصِبُ (: السَّحَابُ) لأَنَّهُ (يَرْمِي بِهِما) أَي الثَّلْجِ والبَرَدِ رَمْياً، وَقَالَ الأَزهريُّ: الحَاصِبُ: العدَدُ الكَثِيرُ مِن الرَّجَّالةِ، وَهُوَ مَعْنَى قولَ الأَعشى: لَنَا حَاصِبٌ مِثْلُ رِجْلِ الدَّبَى وقِيل المُرَادُ بِهِ الرُّمَاةُ، وعنِ ابنِ الأَعْرَابِيِّ: الحَاصِبُ مِنَ التُّرَابِ مَا كَانَ فِيهِ الحَصْبَاءُ. وَقَالَ ابْن شُمَيْلٍ: الحَاصِبُ: الحَصْبَاءُ فِي الرِّيحِ، كَانَ يَوْمُنَا ذَا حَاصِبٍ، وَرَيحٌ حَاصِبٌ وحَصِبَةٌ: فِيهَا حَصْبَاءُ، قَالَ لبيد: جَرَّتْ عَلَيْهَا أَنْ خَوَتْ مِنْ أَهْلِهَا أَذْيالَهَا كْلُّ عَصُوفٍ حَصِبَهْ وَتقول: هُوَ حَاصِب، ليسَ بِصَاحِب. (والحَصَبُ، مُحَرَّكَةً) ، وضَبَطَهُ الصاغانيُّ بالفَتْحِ (: انْقِلاَبُ الوَتَرِ عَن القَوْسِ) قَالَ: لاَ كَزَّةِ السَّيْرِ وَلاَ حَصُوبِ ويقَال: هُوَ وَهَمٌ إِنَّمَا هُوَ الخَضْبُ، بالضَّادِ المُعْجَمَةِ لَا غيرُ، كَمَا سَيَأْتِي. (و) حَصَبَةُ (بِهَاءٍ) مِنْ غَيْرِ لاَم (اسْمُ رَجُلٍ) ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، وأَنشد: أَلَسْتَ عَبْدَ عَامِرِ بنِ حَصَبَهْ وحَصَبَةُ مِنْ بَنِي أَزْنَمَ، جَدُّ ثَعْلَبَةَ بنِ الحَارِثِ اليَرْبُوعِيُّ، لَهُ ذِكرٌ فِي السِّيَرِ. (و) الحَصِبُ (كَكَتِفٍ) هُوَ (اللَّبَنُ) لَا يَخْرُجُ زُبْدُهُ، مِنْ بَرُدِهِ) . (و) حُصَيْبٌ (كَزُبَيْرٍ: ع باليَمَنِ) وَهُوَ وَادِي زَبِيدَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى وسَائِرَ بِلاَد المُسْلِمِينَ، حَسَنُ الهَوَاءِ (فَاقَتْ نِسَائْهُ حُسْناً) وجَمَالاً وظَرَافَةً ورِقَّةً، (وَمِنْه) قَوْلُهُمُ المَشْهُورُ (إِذَا دَخَلْتَ أَرْضَ الحُصَيْبِ فَهَرْوِلْ) أَي أَسْرِعْ فِي المَشْيِ لِئَلاَّ تُفْتَنَنَ بِهِنَّ. (ويَحْصَبُ) بنُ مَالِكٍ (مُثَلَّثَةَ الصَّادِ: حَيٌّ بِهَا) أَيْ باليَمَنِ، وَهُوَ من حِمْيَرَ، ذَكَرَ الحَافِظُ ابنُ حَزْمٍ فِي جَمْهَرَةِ الأَنْسَاب أَنَّ يَحْصِبَ أَخُوذِي أَصْبَحَ جَدِّ الإِمَامِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنهُ وَقيل هِيَ يَحْصُبُ، نُقِلَتْ مِن قَوْلكَ: حَصَبَهُ بالحَصَى يَحْصُبُه، وَلَيْسَ بِقَوِيَ (والنِّسْبَةُ) إِليها (مُثَلَّثَةٍ) أَيْضاً لَا بالفَتْحِ فَقَط، كَمَا زَعَمَ الجَوْهَرِيُّ وعِبَارَتُهُ فِي (الصّحَاح) : ويَحْصِبُ، بالكَسْرِ: حَيٌّ من اليَمَنِ، وإِذَا نَسَبْتَ إِليه قلت: يَحْصَبِيٌّ، والفَتْحِ مِثْل تَغْلِبَ وتَغْلَبِيَ، وَهَكَذَا قالَهُ أَبُو عُبَيْد. قُلْت: ونَقَلَ شَيْخُنَا عَن ابنِ مَالِك فِي شَرْحِ الكَافِيَةِ مَا نَصُّهُ: الجَيِّدُ فِي النَّسَبِ إِلى تَغْلِبَ ونَحْوِه من الرُّبَاعِيِّ السَّاكِنِ الثَّانِي المَكْسُورِ الثَّالثِ إِبْقَاءُ الكَسْرَةِ، والفَتْح عنْدَ أَبي العَبَّاسِ، وَهُوَ مَطَّرِدٌ، وعِنْدَ سيبويهِ مَقْصُورٌ على السَّمَاعِ، وَمن المَنْقولِ بالفَتْحِ والكَسْرِ تَغْلَبِيٌّ ويَحْصِبَيُّ ويَثْرِبِيٌّ، انْتَهَى، ونَقَلَ عنْ بَعْضِ شُيُوخِهِ أَنَّ فَتحَ العَيْنِ المَكْسُورَةِ من الرُّبَاعِيِّ شَاذُّ يُحْفَظْ مَا وَرَدَ منهُ وَلَا يُقَاسُ عَلَيْهِ، صَحَّحَهُ بَعْضٌ، وقَالُوا: هُوَ مَذْهَبُ سِيْبَوَيْهِ والخَلِيلِ، وَقَالَ بَعْضٌ: إِنَّهُ يُقَاسُ، وعُزِيَ لِلْمُبَرّدِ وابنِ السَّرَّاجِ والرُّمّانِيِّ والفَارِسِيِّ، وتَوَسَّطَ أَبو مُوسَى الحَامِضُ فَقَالَ: المُخْتَارُ أَنْ لَا يُفْتَحَ، ونَقَلَ أَبُو القَاسِمِ البَطَلْيَوسِيُّ أَنَّ جَوَازَ الوَجْهَيْنِ فِيهِ مَذْهَبُ الجُمْهُورِ، وإِنَّمَا خَالَفَ فِيهِ أَبُو عَمْرٍ و، فالجَوْهَرِيُّ إِنَّمَا ذَكَرَ مَا صَحَّ عِنْدَهُ كَمَا هُوَ مِن عادَتِهِ، وَهُوَ رأْي المُبَرِّدِ ومَن وَافَقَهُ، ويَعْضُدُهُ النَّظَرُ، وَهُوَ أَنَّ العَرَبَ دائِماً تَمِيلُ إِلى التَّخْفِيفِ مَا أَمكنَ، فَحَسْبُ المَجْدِ أَنْ يُقَلِّدَهُ لأَنَّهُ فِي مَقَامِ الاجْتِهَادِ وَالنَظَّرِ، وَهُوَ كَلامٌ لَيْسَ عَلَيْهِ غُبَارٌ. (و) يَحْصِبٌ (كَيَضْرِب: قَلْعَةٌ بالأَنْدَلُسِ) . سُمِّيَتْ بِمَن نَزَلَ بهَا مِن اليَحْصَبِيِّينَ مِن حِمْيَرَ، فَكَانَ الظَّاهِر فِيهِ التَّثْلِيث أَيضاً كَمَا جَرَى عَلَيْهِ مُؤرِّخُو الأَنْدَلُسِ، (مِنْهَا سَعِيدُ بن مَقُرُونِ) بنِ عَفَّانَ، لَهُ رِحْلَةٌ وَسَمَاعٌ، (والنَّابِغَةُ بنُ إِبْرَاهِيمَ) بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، (المُحَدِّثَانِ) رَوَى الأَخِيرُ عَن مُحَمَّدِ بنِ وَضَّاحٍ، ومَاتَ سنة 313 والقَاضِي عِيَاضُ بنْ مُوسَى اليَحْصَبِيُّ صَاحِبُ الشِّفَاءِ والمطالع فِي اللُّغَةِ، وأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْدَانَ اليَحْصِبَيُّ الأَنْدَلُسِيُّ، كَتَبَ عَنهُ السِّلَفِيُّ، وكذَا أَخُوهُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيٌّ، مُحَدِّثُون، ذَكَرَهُمَا الصَّابُونِيُّ. (وبُرَيْدَةُ بنُ الحُصَيْبِ كَزُبَيْرٍ) بنِ الحَارِثِ بنِ الأَعْرَجِ الأَسْلَمِيُّ أَبو الحُصَيْبِ (صَحَابِيٌّ) ، دُفِنَ بِمَرْوَ (ومُحَمَّدُ بنُ الحُصَيْبِ) بنِ أَوْسِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ بُرَيْدَةَ (حَفَيدُهُ) ، وجَدُّهُ عَبْدُ اللَّهِ دُفِنَ بِجَاوَرْسَةَ إِحْدَى قُرَى مَرْوَ. (وتَحَصَّبَ الحَمَامُ: خَرَجَ إِلى الصَّحْرَاءِ لطَلَبِ الحَبِّ) . وَمن الْمجَاز: حَصَبُوا عَنهُ: أَسْرَعُوا فِي الهَرَبِ، كَمَا فِي الأَساس. والأَحْصَبَانِ: تَثْنِيَةُ الأَحْصَبِ، قَالَ أَبو سَعِيدٍ: اسْمُ مَوْضعٍ باليَمَنِ، يُنْسَبُ إِليه أَبو الفَتْحِ أَحمدُ بنُ عبدِ الرَّحْمَن بن الحُسَين الأَحْصَبِيُّ الوَرَّاقُ، كَذَا فِي (المعجم) . ويَحْصِبُ أَيضاً: مِخْلاَفٌ فِيهِ قَصْرُ زَيْدَانَ، يَزْعُمُون أَنه لم يُبْنَ قَطُّ مِثْلُه، وبينَهُ وبينَ ذَمَارِ ثمانيةُ فراسخَ. وَيُقَال لَهُ: عِلْوُ يَحْصِبَ، وَبَينه وَبَين (قَصْرِ) السَّمَوْأَل ثَمَانِيَةُ فَرَاسِخَ، وسِفْلُ يَحْصِب: مِخْلاَفٌ آخَرُ كَذَا فِي (المعجم) .
المعجم: تاج العروس