المعجم العربي الجامع

أَرْيَحِيّ [مفرد]

المعنى: واسع الخُلُق نشيط في المعروف، سخيّ، جواد "أنت رجل أَرْيحيّ فلا تبخل بمساعدتك".
المعجم: معجم اللغة العربية المعاصرة

بَخِلَ

المعنى: ـَ بَخَلاً، وبُخْلاً، وبُخُلاً: ضنَّ بما عنده ولم يَجُدْ. فهو باخلٌ. (ج) بُخَّل، وبُخَّال. وهو بَخِيلٌ. (ج) بُخَلاء.؛بَخُلَ ـُ بَخَلاً، وبُخُلاً، وبُخُولاً: بَخِل. فهو بخيل. (ج) بُخَلاَء.؛أَبْخَلهُ: وجده بخيلاً. و ـ جعله بخيلاً.؛بَخَّلَه: رماه بالبُخْل. و ـ جعله بخيلاً.؛تَبَخَّل: بَخِل.؛استبخله: عَدَّه بخيلاً.؛البَخَال: الشَّديد البُخْل.؛البَخَّال: البَخَال.؛البَخَل: مصْدَر. ويوصف به، فيُقال: رجل بَخَلٌ.؛المَبْخَلَةُ: ما يحمل على البُخْل ويدعو إليه، يقال: (الولَدُ مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ).
المعجم: الوسيط

جَهِلت

المعنى: القِدرُ ـَ جَهْلاً: اشتدَّ غليانها، وهو نقيض تَحَلَّمَت. وـ فلانٌ على غيره، جَهْلاً، وجَهَالَة: جفا وتسافَه. وفي التنزيل العزيز: (قالوا أتتَّخذنا هُزُواً قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين). وـ الشيءَ وبه: لم يعرفْه. وفي التنزيل العزيز: {إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}. وـ الحقَّ: أضاعه. فهو جاهل. (ج) جُهَّال، وجَهَلَة، وجُهَّل، وجُهَلاء. وهو جَهُول. (ج) جُهُل. والمفعول مجهول.؛أجهَله: جعله جاهلاً. وـ وجده جاهلاً.؛جهَّلَه: نسبه إلى الجهل. وـ أوقعه فيه. وفي الحديث: (إنَّكم لتُجَهِّلون وتُبَخِّلون وتُجَبِّنون).؛جاهَله: سافهه.؛اجتَهَلَه) الغضبُ والأَنَفَةُ: حملاه على الجهل. وفي حديث الإفك: (ولكن اجْتَهَلَتْه الحمِيَّة).؛تَجَاهل: أظهر أنَّه جاهل، وليس به.؛اسْتَجْهَلَه: عدَّه جاهلاً. وـ وجده جاهلاً. وـ حمله على الجهل. وفي حديث ابن عباس: (من استجهل مؤمنا فعليه إثمه). وـ استخفَّه. وـ الريحُ الغصنَ: حرَّكته فاضطرب.؛الجاهل: الأسد.؛الجاهِليَّة: ما كان عليه العرب قبل الإسلام من الجَهالة والضَّلالة. وفي التنزيل العزيز: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى}. وـ زمان الفترة بين رسولين.؛الجَهْلُ: (في اصطلاح أهل الكلام): اعتقاد الشيء على خلاف ما هو عليه.؛والجَهل البسيط: تعبيرٌ أُطلِقَ على من يُسَلِّم بجهله.؛والجهل المركَّب: تعبيرٌ أُطلِقَ على من لا يُسَلِّم بجهله، ويدَّعي ما لا يعلم.؛الجَيْهَل: خشبة يُحرَّك بها الجمْر. وـ الصَّخرة العظيمة.؛الجَيْهَلَة: خشبة يحرك بها الجمر.؛المِجْهَال من النوق: التي تخِفُّ في سيرها.؛المَجْهَل: المفازة لا أعلام فيها. ويقال: أرض مَجْهَل: لا يُهْتَدَى فيها. (ج) مجَاهِل.؛المِجْهَل: الجَيْهَلَة.؛المَجْهَلَة: ما يحمل الإنسان على الجَهْل. وفي الحديث: (الولد مَبْخَلَة مَجْبَنَة مَجْهَلَة).؛المِجْهَلَة: الجيهلة.؛المجْهولة من النُّوق: ما لم تَحمل. وـ من الأرض: ما خَلَت من الأعلام والجبال.
المعجم: الوسيط

عهل

المعنى: العَيْهَل والعَيْهَلة والعَيْهُول والعَيْهال: الناقة السريعة؛ وأَنشد في العَيْهَل: وبَلْــــدَةٍ تَجَهَّــــمُ الجَهُومـــا زَجَـــرْتُ فيهـــا عَيْهَلاً رَســـُوما وقال في العَيْهَلة: ناشـُوا الرِّجـالَ فَسالَتْ كلُّ عَيْهَلة عُبْر السِّفار مَلُوسِ اللَّيْل بالكُور. وقيل: العَيْهَل والعَيْهلة النجيبة الشديدة، وقيل: العَيْهَل الذكر من الإِبل، والأُنثى عَيْهَلة، وقيل: العَيْهل الطويلة، وقيل: الشديدة، قال الجوهري: وربما قالوا عَيْهَلٌّ، مشدداً في ضرورة الشعر؛ قال منظور بن مَرْثَد الأَسدي: إِنْ تَبْخَليـ، يـا جُمْلـ، أَو تَعْتَلِّي أَو تُصـْبحي فـي الظَّـاعِنِ المُـوَلِّي نُســَلِّ وَجْــد الهــائم المُعْتَــلِّ ببــــازِلٍ وَجْنـــاءَ أَو عَيْهَـــلِّ قال ابن سيده: شدد اللام لتمام البناء إِذ لو قال أَو عَيْهَل، بالتخفيف، لكان من كامل السريع، والأَول كما تراه من مشطور السريع، وإِنما هذا الشدّ في الوقف فأَجراه الشاعر للضرورة حين وَصَل مُجْراه إذا وَقَف.وامرأَة عَيْهَلٌ وعَيْهلة: لا تَسْتَقِرُّ نَزَقاً تَرَدَّدُ إِقبالاً وإِدباراً. ويقال للمرأَة عَيْهَلٌ وعَيْهَلةٌ؛ ولا يقال للناقة إِلاَّ عَيْهَلة وأَنشد: لِيَبْـكِ أَبـا الجَـدْعاء ضـَيْفٌ مُعَيَّلُ وأَرْمَلــةٌ تَغْشـَى الـدَّواخِنَ عَيْهَـلُ وأَنشد غيره: فَنِعْـــمَ مُنــاخُ ضــِيفانٍ وتَجْــرٍ ومُلْقَـــى زِفْــرِ عَيْهَلــة بَجَــال وناقة عَيْهَلة: ضَخْمة عظيمة، قال: ولا يقال جَمَل عَيْهَل. وناقة عَيْهلة وعَيْهَلٌ؛ قال ابن الزُّبَير الأَسدي: جُمَالِيَّـــة أَو عَيْهَـــل شــَدْقَمِيَّة بها من نُدوبِ النِّسْعِ والكُورِ عاذرُ ورِيحٌ عَيْهَلٌ: شديدة.والعاهِلُ: المَلِك الأَعظم كالخليفة. أَبو عبيدة: يقال للمرأَة التي لا زوج لها عاهلٌ؛ قال ابن بري: قال أَبو عبيد عَيْهَلْتُ الإِبل أَهملتها؛ وأَنشد لأَبي وجزة: عَيَاهــــلٌ عَيْهَلَهـــا الـــذُّوَّاد
المعجم: لسان العرب

ضنن

المعنى: الضِّنَّة والضِّنُّ والمَضَنَّة والمَضِنَّة، كل ذلك. من الإِمساك والبُخْل، ورجل ضَنينٌ. قال الله عز وجل: وما هو على الغيب بضَنينٍ؛ قال الفراء: قرأَ زيد بن ثابت وعاصم وأَهل الحجاز بضَنِينٍ، وهو حَسَن، يقول: يأْتيه غَيْبٌ وهو مَنْفوس فيه فلا يبخل به عليكم ولا يَضِنُّ به عنكم، ولو كان مكان على عن صَلَح أَو الباء كما تقول: ما هو بضنين بالغيب، وقال الزجاج: ما هو على الغيب ببخيل أَي هو، صلى الله عليه وسلم، يُؤَدِّي عن الله ويُعَلِّم كتابَ الله أَي ما هو ببخيل كَتُومٍ لما أُوحي إليه، وقرئ: بظَنينٍ، وتفسيره في مكانه. ابن سيده: ضَنِنْتُ بالشيء أَضَنُّ، وهي اللغة العالية، وضَنَنْتُ أَضِنُّ ضَنّاً وضِنّاً وضِنَّةً ومَضَنَّة ومَضِنَّة وضَنانة بَخِلْت به، وهو ضَنين به. قال ثعلب: قال الفراء سمعت ضَنَنْتُ ولم أَسمع أَضِنُّ، وقد حكاه يعقوب، ومعلوم أَن من روى حجة على من لم يرو؛ وقول قَعْنَب بن أُمِّ صاحب: مَهْلاً أَعـاذِلَ، قـد جَرَّبْـتِ مـن خُلُقي أَنـي أَجُـودُ لأَقـوامٍ، وإِن ضـَنِنُوا. فأَظهر التضعيف ضرورة. وعِلْقُ مَضِنَّةٍ ومَضَنَّة، بكسر الضاد وفتحها، أَي هو شيء نفيس مَضْنون به ويُتَنافَس فيه. والضّنُّ: الشيء النفيس المَضْنُون به؛ عن الزجاجي. ورجل ضَنِينٌ: بخيل؛ وقول البعيث: أَلا أَصـْبَحَتْ أَسـماءُ جاذِمـةَ الحَبْلِ، وضـَنَّتْ علينا، والضَّنِينُ من البُخْلِ. أَراد: الضَّنينُ مخلوقٌ من البخل، كقولهم مجبول من الكرم، ومَطينٌ من الخير، وهي مخلوقة من البخل، وكل ذلك على المجاز لأَن المرأَة جوهر والبخل عَرَض، والجوهرُ لا يكون من العَرض، إنما أَراد تمكين البخل فيها حتى كأَنها مخلوقة منه، ومثله ما حكاه سيبويه من قولهم: ما زيد إلاَّ أَكْلٌ وشُرْبٌ، ولا يكون أَكلاً وشرباً لاختلاف الجهتين، وهذا أَوفق من أَن يحمل على القلب وأَن يراد به والبخلُ من الضَّنِين لأَن فيه من الإِعْظام والمبالغة ما ليس في القلب؛ ومثله قوله: وهُـــنَّ مـــن الإِخْلافِ والوَلَعـــانِ وهو كثير. ويقال: فلان ضِنِّتي من بين إخواني وضِنِّي أَي أَختص به وأَضِنُّ بمودَّته. وفي الحديث: إن لله ضنائن من خَلْقِه، وفي رواية: ضِنّاً من خلقه يحييهم في عافية ويميتهم في عافية أَي خصائص، واحدهم ضَنِينَة، فعيلة بمعنى مفعولة، من الضِّنِّ وهو ما تختصه وتَضَنُّ به أَي تبخل لمكانه منك ومَوْقِعِه عندك؛ وفي الصحاح: فلان ضِنِّي من بين إخواني، وهو شِبْه الاختصاص. وفي حديث الأَنصار: لم نَقُلْ إلاّ ضِنّاً برسول الله أَي بُخْلاً وشُحّاً أَن يُشارِكنا فيه غيرُنا. وفي حديث ساعة الجمعة: فقلت أَخْبِرني بها ولا تَضْنَنْ عليَّ أَي لا تَبْخَل. ويقال اضْطَنَّ يَضْطَنُّ أَي بَخِلَ يبْخَلُ، وهو افْتِعال من الضَّنِّ، وكان في الأَصل اضْتَنَّ، فقلبت التاء طاء. وضَنِنْتُ بالمنزل ضِنّاً وضَنَانَةً: لم أَبْرَحْه، والاضْطِنانُ افْتِعال من ذلك. وأَخَذْتُ الأَمْر بضَنانَتِه أَي بطَراوَتِه لم يتغير، وهَجَمْتُ على القوم وهم بضَنانَتِهم لم يتفرَّقوا. ورجل ضَنَنٌ: شجاع؛ قال: إِنـي إذا ضـَنَنٌ يَمْشـي إلـى ضـَنَنٍ، أَيْقَنْـتُ أَنَّ الفَـتى مُودٍ به الموتُ. والمَضْنُون: الغالية، وفي المحكم: المَضْنُونُ دُهْنُ البانِ: قال الراجز: قــد أَكْنَبَــتْ يَــداكَ بَعْـدَ لِينِـ، وبَعْــدَ دُهْــنِ البـانِ والمَضـْنُونِ، وهَمَّتـــا بالصـــَّبْرِ والمُـــرُونِ. والمَضْنون والمَضْنونة: الغالِيةُ؛ عن الزجاج. الأَصمعي: المَضْنُونةُ ضرب من الغِسْلَةِ والطِّيب؛ قال الراعي: تَضـــُمُّ علــى مَضــْمُونَةٍ فارِســيَّةٍ ضـَفَائِرَ لا ضـاحي القُرُونِـ، ولا جَعْدِ وتُضـْحي، ومـا ضـَمَّتْ فُضـُولَ ثِيابِها إلـى كَتِفَيْهـا بـائْتِزَارٍ، ولا عَقْـدِ كـأَنَّ الخُزامى خالَطَتْ، في ثيابها، جَنِيّاً من الرَّيْحانِ، أَو قُضُبِ الرَّنْدِ. والمَضْنونة: اسم لزمزم، وابن خالويه يقول في بئر زمزم المَضنُون، بغير هاء. وفي حديث زمزم: قيل له احْفِرِ المَضْنُونة أَي التي يُضَنُّ بها لنَفاستها وعِزَّتِها، وقيل للخَلُوقِ والطِّيبِ المَضْنُونة لأَنه يُضَنُّ بهما. وضِنَّهُ: اسم أَبي قبيلة، وفي العرب قبيلتان: إِحداهما تنسب إلى ضِنَّة بن عبد الله بن نُمَيْرٍ، والثانية ضِنَّة ابن عبد الله بن كبير بن عُذْرَة، والله أَعلم.
المعجم: لسان العرب

ضنا

المعنى: الضَّنَى: السَّقِيمُ الذي قد طالَ مَرَضُه وثَبَتَ فيه، بعضُهم لا يُثَنِّيه ولا يَجْمَعُه، يذهب به مذْهَب المصدر، وبعضهم يُثنيه ويجمعه؛ قال عوف ابن الأَحوص الجعفري: أَوْدَى بَنِيَّ، فما بَرحْلي مِنهُمُ إلاَّ غُلامـــا بِيئَةٍ ضـــَنَيانِ قال ابن سيده: هكذا أَنشده أَبو علي الفارسي، بفتح النون، وقد ضَنِيَ ضَنىً، فهو ضَنٍ. وأَضْناهُ المرضُ أَي أَثْقَلَه. والضَّنَى: المرضُ.ضَنِيَ الرجلُ، بالكسر، يَضْنى ضَنىً شديداً إذا كان به مرضٌ مُخامرٌ، ظُنَّ أَنه قد بَرَأَ نُكِسَ. الفراء: العرب تقول رجلٌ ضنَىً وقوم دنَفٌ وضَنىً لأَنه مصدر، كقولهم قوم زَوْرٌ وعَدْل وصَوْم. وقال ابن الأَعرابي: رجلٌ ضَنىً وامرأَة ضنَىً، وهو المُضْنَى من المرضَ؛ وقال: إذا ارْعَـوَى عادَ إلى جَهْلِه، كَـذِي الضـَّنَى عادَ إلى نُكْسِه الجوهري: رجلٌ ضَنىً وضَنٍ مثلُ حَرىً وحَرٍ. يقال: تَرَكْته ضَنىً وضَنِياً، فإذا قلت ضَنىً اسْتَوى فيه المُذَكَّر والمُؤنَّث والجمع لأَنه مصدر في الأَصل، وإذا كسرتَ النونَ ثنَّيْت وجمَعْ كما قُلْناه في حَرٍ.ويقال: تَضَنِّي الرجلُ إذا تمارَضَ، وأَضْنى إذا لَزِمَ الفِراشَ من الضَّنَى. وفي الحديث في الحُدودِ: إن مريضاً اشتكى حتى أَضْنى أَي أَصابه الضَّنى، وهو شِدَّةُ المَرض، حتى نَحَلَ جِسمُه. وفي الحديث: لا تَضْطَني عَنِّي أَي لا تَبْخَلي بانْبِساطك إليَّ، وهو افْتِعالٌ من الضَّنى المرضِ، والطاءُ بدلٌ من التاء. ويقال: رجلٌ ضَنٍ ورجُلانِ ضَنِيانِ وامرأَة ضَنِيَةٌ وقومٌ أَضْناءٌ. والمُضاناةُ: المُعاناة: وضنَت المرأَةُ تَضْني ضَنىً وضَناءً، ممدود: كَثُرَ ولَدُها، يُهْمَزُ ولا يُهمز؛ وقال غيره: ضَنَت المرأَةُ تَضْنُو وتَضْني ضَنىً إذا كثُرَ ولَدُها، وهي الضانِيَة، وقيل: ضَنَت وضَنَأَتْ وأَضْنأَتْ إذا كثُرَ أَولادُها. أَبو عمرو: الضِّنْءُ الوَلَدُ، مهموزٌ ساكِنُ النونِ، وقد يقال الضَّنءُ. قال أَبو المُفَضَّل:أعرابيٌّ من بني سَلامة من بني أَسَد قال الضَّنْءُ الوَلَد والضِّنْءُ الأَصل؛ قال الشاعر: ومِيـراث ابنِ آجَرَ حيثُ أَلْقَى بأَصـْلِ الضـِّنْءِ ضِئْضِئه الأَصيل ابن الأَعرابي: الضُّنَى الأَولاد. أَبو عمرو: الضَّنْو والضِّنْو الوَلَد، بفتح الضاد وكسرها بلا هَمْز. وفي حديث ابن عمر: قال له أَعرابيٌّ إنِّي أَعْطَيْتُ بعضَ بَيَّ ناقةً حَياتَه وإنها أَضْنَتْ واضْطَرَبَتْ، فقال هي له حَياتَه ومَوْتَه؛ قال الهَرَوي والخطَّابي: هكذا روي والصواب ضَنَتْ أَي كثُر أَولادُها، يقال: امرأَةٌ ماشِيةٌ وضانِيةٌ، وقد مَشَتْ وضَنَتْ أَي كثر أَولادها. والضِّنى، بالكسر:الأَوجاعُ المُخِيفة.
المعجم: لسان العرب

جبن

المعنى: الجَبانُ من الرِّجالِ: الذي يَهاب التقدُّمَ على كلّ شيء، لَيْلاً كان أَو نهاراً؛ سيبويه: والجمع جُبَناء، شَبَّهوه بفَعِيل لأَنه مثلُه في العِدَّة والزيادة، وتكرّر في الحديث ذِكر الجُبْن والجَبان، وهو ضِدُّ الشَّجاعة والشُّجاع، والأُنثى جَبان مثل حصان ورَزَانٍ وجَبانةٌ، ونِساء جَباناتٌ. وقد جَبَنَ يَجْبُن وجَبُنَ جُبْناً وجُبُناً وجَبانةً وأَجْبَنَه: وجده جَباناً أَو حَسِبَه إيّاه. قال عمرو ابن معديكرب، وكان قد زار رئيس بني سليم فأَعطاه عشرين أَلف دِرهم وسَيْفاً وفَرَساً وغُلاماً خبَّازاً وثِياباً وطِيباً: لله دَرُّكم يا بني سليم، قاتَلْتُها فما أَجْبَنْتُها، وسأَلتُها فما أَبخَلْتها، وهاجَيْتُها فما أَفحَمْتُها. وحكى سيبويه: وهو يُجَبَّن أَي يرمى بذلك ويقال له. وجَبَّنَه تَجْبِيناً: نسبَه إلى الجُبْن. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، احْتَضَنَ أَحَدَ ابْنَي ابنتِه وهو يقول: والله إنكم لَتُجَبِّنُون وتُبَخِّلون وتُجَهِّلون، وإنكم لَمِنْ رَيْحان الله. يقال: جَبَّنْتُ الرجل وبَخَّلْته وجهَّلْته إذا نسبْتَه إلى الجُبْنِ والبُخْلِ والجَهْل، وأَجْبَنْته وأَبْخَلْته وأَجْهَلْته إذا وجَدْته بَخِيلاً جَباناً جاهلاً، يريد أَن الولد لما صار سبَباً لجُبْن الأَب عن الجِهاد وإنفاق المال والافْتتان به، كان كأَنه نسبَه إلى هذه الخِلال ورماه بها. وكانت العرب تقول: الولد مَجْهَلَة مَجْبَنة مَبْخَلة. الجوهري: يقال الولد مَجْبَنة مَبْخَلة لأَنه يُحب البقاءُ والمالُ لأَجله. وتَجَبَّنَ الرجلُ: غلُظ. ابن الأَعرابي: المفضل قال العرب تقول فلانٌ جبانُ الكَلْبِ إذا كان نِهايةً في السَّخاءِ؛ وأَنشد: وأَجْبَـنُ من صافرٍ كَلْبُهم، وإن قَذَفَتْه حصاةٌ أَضافا. قَذَفَتْه: أَصابتْه. أَضافَ أَي أَشْفَق وَفَرَّ. الليث: اجْتَبَنْتُه حَسِبْتُه جَباناً. والجَبِينُ: فوق الصدْغ، وهُما جَبِينان عن يمين الجبهة وشِمالها. ابن سيده: والجَبِينان حَرْفان مُكْتَنِفا الجَبْهة من جانِبَيْها فيما بين الحاجِبَيْن مُصْعِداً إلى قُصاصِ الشعر، وقيل: هما ما بين القُصاصِ إلى الحِجاجَيْن، وقيل: حروف الجبهة ما بين الصُّدغين مُتَّصِلاً عدا الناصِية، كلُّ ذلك جَبِينٌ واحدٌ، قال: وبعض يقول هُما جَبينان، قال الأَزهري: وعلى هذا كلامُ العرب. والجَبْهَتان: الجَبِينان. قال اللحياني: والجَبِينُ مذكَّر لا غير، والجمع أَجْبُنٌ وأَجْبِنةٌ وجُبُن.والجُبْنِ والجُبُن والجُبُنُّ مثقّل: الذي يؤكَل، والواحدة من كل ذلك بالهاء. جُبُنَّة. وتَجَبَّن اللَّبَنُ: صار كالجُبْن.قال الأَزهري: وهكذا قال أَبو عبيد في قوله كُلِ الجُبُنَّ عُرْضاً، بتشديد النون. غيره: اجْتَبَنَ فلانٌ اللَّبَنَ إذا اتَّخَذَه جُبْناً.الجوهري: الجُبْن هذا الذي يُؤكَل، والجُبْنة أَخص منه، والجُبْنُ أَيضاً: صِفة الجَبان. والجُبُن، بضم الجيم والباء: لغة فيهما. وبعضهم يقول: جُبُنٌّ وجُبُنَّة، بالضم والتشديد. وقد جَبَن الرجل، فهو جَبان، وجَبُنَ أَيضاً، بالضم، فهو جَبين. والجَبَّان والجَبَّانة، بالتشديد: الصحراء، وتسمى بهما المقابر لأَنها تكون في الصحراء تسمية للشيء بموضعه. وقال أَبو حنيفة: الجَبابِينُ كِرامُ المَنابِت، وهي مستوية في ارتفاع، الواحدة جَبَّانة.والجَبَّان: ما استوى من الأَرض في ارتفاع، ويكون كَريمَ المَنْبت. وقال ابن شميل: الجَبَّانة ما استوى من الأَرض ومَلُسَ ولا شجر فيه، وفيه آكامٌ وجِلاهٌ وقد تكون مستوية لا آكامَ فيها ولا جِلاةَ، ولا تكون الجَبَّانة في الرَّمْل ولا في الجَبَل، وقد تكون في القِفاف والشَّقائق. وكلُّ صحراءَ جَبَّانة.
المعجم: لسان العرب

جهـل

المعنى: جهـل جَهِلَه، كسَمِعَه، جَهْلاً وجَهالَةً: ضِدُّ عَلِمَهُ. وَقَالَ الحَرالِيّ: الجَهْلُ: التَّقدُّمُ فِي الأُمور المُنْبَهِمَةِ بِغَير عِلْمٍ. وَقَالَ الراغِبُ: الجَهْلُ علَى ثلاثَةِ أَضْرُبٍ: الأول: هُوَ خُلُوُّ النَّفْسِ مِن العِلْم، وَهَذَا هُوَ الأصلُ، وَقد جَعل ذَلِك بعضُ المُتكلِّمين معنى مُقتضِياً للأفعال الخارِجةِ عَن النِّظام، كَمَا جَعَل العِلْمَ معنى مقتضياً للأفعال الجارِية علَى النِّظام. وَالثَّانِي: اعتقادُ الشَّيْء بخِلافِ مَا هُوَ عَلَيْهِ. وَالثَّالِث: فِعْلُ الشَّيْء بِخِلَاف مَا حَقه أَن يُفْعَلَ، سواءٌ اعتُقِد فِيهِ اعتِقاداً صَحِيحا أم فاسِداً، كتارِكِ الصَّلاةِ عَمداً. وعَلى ذَلِك قولُه تَعَالَى: أَتتخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ فجَعل فِعلَ الهُزُؤِ جَهلاً. وقولُه تَعَالَى: فَتَبيّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوماً بِجَهَالَةٍ. والجاهِلُ يُذْكَر تارَةً على سَبيلِ الذّمِّ، وَهُوَ الأكثَرُ، وتارَةً لَا علَى سَبيلِه، نَحْو:  يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ أَي مَن لَا يَعرِفُ حالَهم. انْتهى. قلت: والجَهْلُ عَلَى قِسمين: بَسِيطٍ ومُرَكَّب، فالبَسِيطُ: عَدَمُ العِلْمِ عمّا مِن شأنِه أَن يُعْلَمَ، والمُركَّب: اعتِقادٌ جازمٌ غيرُ مُطابِقٍ للواقِع، قَالَه ابنُ الكَمال. وَقَالَ العَضُد: أصحابُ الجَهلِ البَسِيطِ كالأَنْعام، لفَقْدِهم مَا بِهِ يمتازُ الإنسانُ عَنْهَا، بل هم أَضَلُّ لتَوجُّهِها نحوَ كمالاتِها، ويُعالَجُ بمُلازَمةِ العُلماء ليَظْهَر لَهُ نَقصُه عندَ مُحاوراتِهم. والجَهْلُ المُركَّبُ إِن قَبِلَ العِلَاجَ، فبمُلازَمَةِ الرياضاتِ، ليَطْعَمَ لَذَّةَ اليَقِين، ثمَّ التَّنبيهِ على مُقَدِّمةٍ مُقَدِّمةٍ بالتَّدْريج. وَقَالَ شَمِرٌ: المعروفُ مِن كَلام العَرَب: جَهِلْتُ الشَّيْء: إِذا لم تَعْرِفْه، تَقول: مِثْلِي لَا يَجْهَلُ مِثْلَك، وأمّا قولُه تَعَالَى: إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ فَإِنَّهُ مِن قولِك: جَهِلَ فُلانٌ رأْيَه. جَهِل علَيه: أظْهَر الجَهْلَ، كتجَاهَلَ أَرَى مِن نَفسِه أَنه جاهِلٌ. وَهُوَ جاهِلٌ وجَهُولٌ، ج: جُهْلٌ بالضّمّ، وبضمَّتين، وكَرُكَّعٍ، وجُهّالٌ كرُمّانٍ. وجهَلاءُ، وَهُوَ جاهِلٌ مِنه: أَي جاهِلٌ بِه غيرُ مُخْتَبِرٍ لحالِهِ. المَجْهَلَةُ كمَرْحَلَةٍ: مَا يَحْمِلُكَ علَى الجَهْلِ من أَمْرٍ أَو أرْضٍ أَو خَصْلَةٍ، وَمِنْه الحَدِيث: الوَلَدُ مَبخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ وَفِي رِوَايَة مَجْهَلَة. وجَهَّلَهُ تَجْهِيلاً: نَسَبه إِلَيْهِ وَقَالَ عُمر بنُ عبدِ الْعَزِيز: زَعَمَت المرأةُ الصالِحةُ خَوْلَةُ بنتُ حَكِيمٍ امرأةُ عُثمانَ بنِ مَظْعُونٍ، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا: أنّ رسولَ الله صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم خرجَ ذاتَ يومٍ وَهُوَ مُحْتَضِنٌ أحدَ ابْني ابنتِه وَهُوَ يَقُول: واللهِ إنّكُم لَتُجَبِّنُونَ وتُبَخِّلُونَ وتُجَهِّلُونَ وإنَّكُم لَمِنْ رَيْحانِ اللهِ أَي يُوقِعُه الوَلَدُ فِي الجَهْلِ، شُغْلاً بِهِ عَن طَلَبِ العِلْم. وأَرْضٌ مَجْهَلٌ كمَقْعَدٍ لَا أعلامَ  فِيها لَا يُهْتَدَى فِيهَا إلّا بالآرامِ، قَالَ مُزاحِمٌ العُقَيلِيّ:) (غَدَتْ مِنْ عَلَيهِ بعدَما تَمَّ خِمْسُها  ...  تَصِلُّ وعَن قَيضٍ بِزَيْزاءَ مَجْهَلِ) والجَمْعُ: مَجاهِلُ، وَهِي خِلافُ المَعالِم. وَقَالَ الراغِبُ: المَجْهَلُ: الأَمرُ، والأرضُ، والخَصْلَةُ الَّتِي تَحْمِلُ الإنسانَ على الاعتقادِ بالشَّيْء خِلافَ مَا هُوَ عَلَيْهِ. لَا تُثَنَّى وَلَا تُجْمَعُ قَالَ شيخُنا: بل ثَنَّوْهُ وجَمعُوهُ. وَذكره عِياضٌ فِي خُطْبَةِ الشِّفاء، وأقَرَّه شُرّاحُه، وناهِيكَ بِهِ. واسْتَجْهَلَهُ: استَخَفَّهُ قَالَ النابِغَةُ الذُّبْيانيّ: (دَعاكَ الهَوَى واسْتَجْهَلَتْكَ المَنازِلُ  ...  وَكَيف تَصابى المَرْءِ والشَّيبُ شامِلُ) وَفِي المَثَل: نَزْوَ الفُرارِ اسْتَجْهَل الفُرارا أَي إِذا شَبَّ الفُرارُ أخذَ فِي النَّزَوانِ، فمَتى رَآهُ غيرُه نَزا لِنَزْوِه، يُضْرَبُ لِمَن تُتَّقَى مُصاحَبتُه. مِن المَجاز: استَجْهَلَتِ الريحُ الغصْنَ: أَي حَرَّكَتْه فاضطَرَبَ قَالَ الرَّاغِب: كَأَنَّهَا حَمَلَتْه على تَعاطِي الجَهْلِ، وَذَلِكَ استعارةٌ حَسَنةٌ. المِجْهَلُ كمِنْبَرٍ ومِكْنَسَةٍ وصَيقَلٍ وصَيقَلَةٍ: خَشَبَةٌ يُحرَّك بهَا الجَمْرُ لُغةٌ يَمانِيَةٌ، نقلَه ابنُ دُرَيْد، مَا عدا اللغةَ الثانيةَ. والجاهِلُ: الأَسَدُ الَّذِي يَخْرِقُ بالفَرِيسَةِ. قَالَ: أجْوَف جافٍ جاهِلٌ مُصَدَّرُ وجَيهَلُ اسمُ امرأةٍ. وصَفاةٌ جَيهَلٌ: أَي عَظِيمهٌّ. مِن المَجاز: ناقَةٌ مَجْهُولةٌ إِذا كَانَت لم تُحلبْ قَطُّ، أَو غُفْلٌ لَا سِمَةَ عَلَيْهَا.  قولُهم: كَانَ ذَلِك فِي الجاهِلِيَّةِ الجَهْلاءِ: تَوكِيدٌ لَهَا، يُشَتَق لَهَا من اسمِه مَا يُؤكَّدُ بِهِ، كَمَا يُقَال: وَتِدٌ واتِدٌ، ويَومٌ أيْوَمُ، ولَيلَةٌ لَيلاءُ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: رَكِبتُ المَفازَةَ علَى مَجْهُولِها، قَالَ سُوَيْدٌ اليَشْكُرِيُّ: (فرَكِبناهَا علَى مَجْهُولِها  ...  بِصِلابِ الأَرْضِ فِيهنَّ شَجَعْ) وناقَةٌ مَجْهُولَةٌ: لم تَحْمِلْ قَط، عَن الزَّمخشريّ، وَهُوَ مَجازٌ. وَفِي الحَدِيث: إنَّ مِن العِلْمِ جَهْلاً هُوَ أَن يَتعلَّمَ مَا لَا يَحتاجُ ويدَعَ مَا يَحتاج إِلَيْهِ، أَو أَن يتكلَّفَ العالِمُ إِلَى عِلْمِ مَا لَا يَعْلَمُه فيُجَهِّلُه ذَلِك. وجَهِلَت القِدْرُ: اشتَدَّ غَلَيَانُها، نَقِيض تَحَلَّمَت، وَهُوَ مجازٌ، قَالَ ابنُ أحْمَرَ يَصِفُ قُدُوراً تَغْلِي: (ودُهْم تُصادِيها الوَلائدُ جِلَّةٍ  ...  إِذا جَهِلَتْ أَجْوافُها لم تَحلَّمِ) يَقُول: إِذا فارَتْ لم تَسْكُنْ. والجُهُولِيَّةُ: مَصْدرٌ، كالطُّفولِيّة. وَأَبُو جَهْلٍ: عمرُو بن هِشام المَخْزُوميّ، كَانَ يُكنَى فِي الجاهِليّة أَبَا الحَكَم. واسْتَجْهَلَه: عَدَّ جاهِلاً. وناقَةٌ مِجْهالٌ: تَخِفُّ فِي مَسيرِها، وَهُوَ مَجازٌ. والعَوَّامُ بنُ جُهَيلٍ، كزُبَيرٍ: سادِنُ يَغُوثَ، ثمَّ أسلم وصَحِبَ، وَله قِصَّةٌ، نقلَه الحافِظ فِي التبصير، وأهملَه أربابُ المَعاجِمِ.
المعجم: تاج العروس

جهل

المعنى: الجَهْل: نقيض العِلْم، وقد جَهِله فلان جَهْلاً وجَهَالة، وجهِلَ عليه. وتَجَاهل: أَظهر الجَهْل؛ عن سيبويه. الجوهري: تَجَاهَل أَرَى من نفسه الجَهْل وليس به، واسْتَجْهَله: عَدَّه جاهِلاً واسْتَخَفَّه أَيضاً.والتجهيل: أَن تنسبه إِلى الجَهْل، وجَهِل فلان حَقَّ فلان وجَهِلَ فلان عَلَيَّ وجَهِل بهذا الأَمر. والجَهَالة: أَن تفعل فعلاً بغير العِلْم.ابن شميل: إِن فلاناً لَجَاهِل من فلان أَي جاهِلٌ به. ورجل جاهِلٌ والجمع جُهْلٌ وجُهُلٌ وجُهَّل وجُهَّال وجُهَلاء؛ عن سيبويه، قال: شَبَّهوه بِفَعيل كما شبهوا فاعلاً بفَعُول؛ قال ابن جني: قالوا جُهَلاء كما قالوا عُلَماء، حَمْلاً له على ضدّه. ورجل جَهُول: كجاهِل، والجمع جُهُل وجُهْل؛ أَنشد ابن الأَعرابي: جُهْـــل العَشـــِيِّ رُجَّحــاً لقَســْرِه قوله جُهْل العَشِيِّ يقول: في أَول النهار تَسْتَنُّ وبالعَشِيِّ يدعوها لينضمَّ إِليه ما كان منها شاذّاً فيأْمن عليها السِّباع والليل فيَحُوطها، فإِذا فعل ذلك رَجَعْن إِليه مخافة قَسْرِه لهيبتها إِياه.والمَجْهَلة: ما يحملك على الجَهْل؛ ومنه الحديث: الولد مَبْخَلة مَجْبَنة مَجْهَلة. وفي الحديث: إِنكم لتُجَهِّلون وتُبَخِّلون وتُجَبِّنون أَي يَحْمِلون الآباء على الجَهْل بملاعبتهم إِياهم حفظاً لقلوبهم، وكل من هذه الأَلفاظ مذكور في موضعه؛ وقول مُضَرِّس بن رِبْعِيٍّ الفَقْعَسِي: إِنــا لَنَصـْفَح عـن مَجاهِـل قومنـا ونُقِيــم ســالِفَةَ العــدوّ الأَصـْيَد قال ابن سيده: مَجاهِل فيه جمع ليس له واحد مُكَسَّر عليه إِلا قولهم جَهْل، وفَعْل لا يُكَسَّر على مَفاعِل، فَمَجاهِل ههنا من باب مَلامِح ومَحاسِن. وفي حديث ابن عباس أَنه قال: من اسْتَجْهَل مؤْمناً فعليه إِثْمه؛ قال ابن المبارك: يريد بقوله من اسْتَجْهَل مؤمناً أَي حَمَله على شيء ليس من خُلُقه فيُغْضِبه فإِنما إِثمه على من أَحوجه إِلى ذلك، قال: وجَهْله أَرجو أَن يكون موضوعاً عنه ويكون على من اسْتَجْهَله. قال شمر: والمعروف في كلام العرب جَهِلْت الشيء إذا لم تعرفه، تقول: مِثْلي لا يَجْهَل مثلك. وفي حديث الإِفْك: ولكن اجْتَهَلَتْه الحَمِيَّة أَي حَمَلَتْه الأَنَفَة والغَضَب على الجَهْل، قال: وجَهَّلْته نَسَبته إِلى الجَهْل، واسْتَجْهَلْته: وجدته جاهِلاً، وأَجْهَلْته: جَعَلْته جاهِلاً. قال: وأَما الاسْتِجْهال بمعنى الحمل على الجَهْل فمنه مَثَل للعرب: نَزْوَ الفُرارِ اسْتَجْهَل الفُرارَ، ومثله: اسْتَجْعَلْته حَمَلْته على العَجَلة؛ قال: فاسـْتَعْجَلونا وكـانوا من صَحابتنا يقول: تَقدَّمونا فحَمَلونا على العَجَلة، واسْتَزَلَّهم الشيطان: حَمَلَهم على الزَّلَّة. وقوله تعالى: يحسبهم الجاهِلُ أَغنياء؛ يعني الجاهِل بحالهم ولم يُرِدِ الجاهِلَ الذي هو ضد العاقل، إِنما أَراد الجَهْل الذي هو ضد الخِبْرة، يقال: هو يَجْهَل ذلك أَي لا يعرفه. وقوله عز وجل: إِني أَعِظُك أَن تكون من الجاهلين؛ من قولك جَهِل فلان رأْيه. وفي الحديث: إِن من العِلْم جَهْلاً؛ قيل: وهو أَن يتعلم ما لا يحتاج إِليه كالنجوم وعلوم الأَوائل، ويَدَعَ ما يحتاج إِليه في دينه من علم القرآن والسنَّة، وقيل: هو أَن يتكلف العالم إِلى علم ما لا يعلمه فيُجَهِّله ذلك.والجاهِلِيَّة: زمن الفَتْرة ولا إِسلامَ؛ وقالوا الجاهِلِيَّة الجَهْلاء، فبالَغوا. والمَجْهَل: المَفازة لا أَعْلام فيها، يقال: رَكِبْتُها على مَجْهولها؛ قال سويد بن أَبي كاهل: فَرَكِبْناهــــا علـــى مَجْهُولِهـــا بِصــــِلابِ الأَرْضِ فيهِــــنَّ شــــَجَع وقولهم: كان ذلك في الجاهِلِيَّة الجَهْلاء، هو توكيد للأَول، يشتق له من اسمه ما يؤكد به كما يقال وَتِدٌ واتِدٌ وهَمَجٌ هامِجٌ ولَيْلة لَيْلاء ويَوْمٌ أَيْوَم. وفي الحديث: إِنك امرؤ فيك جاهِلِيَّة؛ هي الحال التي كانت عليها العرب قبل الإِسلام من الجَهْل بالله سبحانه ورسوله وشرائع الدين والمُفاخَرَة بالأَنساب والكِبْر والتَّجَبُّر وغير ذلك.وأَرض مَجْهَل: لا يُهْتَدَى فيها، وأَرضانِ مَجْهَل؛ أَنشد سيبويه: فلــم يَبْـقَ إِلاَّ كُـلُّ صـَفْواءَ صـَفْوَةٍ بِصـَحْراء تِيهٍـ، بَيْـنَ أَرْضـَيْنِ مَجْهَلِ وأَرَضُونَ مَجْهَلٌ كذلك، وربما ثَنَّوا وجَمَعوا. وأَرض مَجْهولة: لا أَعلام بها ولا جِبال، وإِذا كان بها معارف أَعلام فليست بمجهولة. يقال: عَلَوْنا أَرضاً مَجْهولة ومَجْهَلاً سَواءً؛ وأَنشدنا: قُلْــــتُ لصــــَحْراءَ خَلاءٍ مَجْهَـــلِ تَغَـــوَّلي مــا شــِئْتِ أَن تَغَــوَّلي قال: ويقال مجهولة ومجهولات ومَجاهِيل. وناقة مجهولة: لم تُحْلَب قَطُّ.وناقة مجهولة إذا كانت غُفْلة لا سِمَةَ عليها؛ وكل ما اسْتَخفَّكَ فقد استجهلك؛ قال النابغة: دَعـاك الهَـوى واسْتَجْهَلَتْك المَنَازِلُ وكَيْفَ تَصابي المَرءِ، والشَّيْبُ شامِلُ؟ واسْتَجْهَلَتِ الريحُ الغُصْنَ: حَرَّكته فاضطرب.والمِجْهَل والمِجْهَلة والجَيْهَل والجَيْهَلة: الخَشَبة التي يُحَرَّك بها الجَمْر والتَّنُّور في بعض اللغات. وصَفاة جَيْهَل: عظيمة؛ قال ابن الأَعرابي: جَيْهَلُ اسم امرأَة؛ وأَنشد: تقـــول ذاتُ الرَّبَلاتِـــ، جَيهَـــلُ
المعجم: لسان العرب

سدس

المعنى: سِتَّةٌ وسِتٌّ: أَصلها سِدْسَة وسِدسٌ، قلبوا السين الأَخيرة تاء لتقرب من الدال التي قبلها، وهي مع ذلك حرف مهموس كما أَن السين مهموسة فصار التقدير سِدْتٌ، فلما اجتمعت الدال والتاء وتقاربتا في المخرج أَبلدوا الدال تاء لتوافقها في الهمس، ثم أُدغمت التاء في التاء فصارت سِتَّ كما ترَى، فالتغيير الأَول للتقريب من غير إِدغام، والثاني للإِدغام.وسِتُّونَ: من العَشَرات مشتق منه، حكاه سيبويه. وُلِدَ له سِتُّون عاماً أَي وُلِدَ له الأَولاد.والسُّدْسُ والسُّدُسُ: جزءٌ من ستة، والجمع أَسْداسٌ. وسَدَسَ القومَ يَسْدُسُهم، بالضم، سَدْساً: أَخذ سُدُسَ أَموالهم. وسَدَسَهُم يَسدِسُهم، بالكسر: صار لهم سادساً. وأَسْدَسُوا: صاروا ستة. وبعضهم يقول للسُّدُسِ: سَدِيس، كما يقال للعُشْرِ عَشِيرٌ.والمُسَدَّسُ من العَروض: الذي يُبْنى على ستة أَجزاء.والسِّدْسُ، بالكسر: من الوِرْدِ بعد الخِمْس، وقيل: هو بعد ستة أَيام وخمس ليال، والجمع أَسداس. الجوهري: والسِّدْسُ من الوِرْدِ في أَظماء الإِبل أَن تنقطع خَمْسَةً وتَرِدَ السادسَ. وقد أَسْدَسَ الرجلُ أَي ورَدتْ إِبله سِدْساً.وشاة سَدِيس أَي أَتت عليها السنة السادسة. والسَّدِيس: السِّنُّ التي بعد الرَّباعِيَة. والسَّدِيسُ: والسَدَسُ من الإِبل والغنم: المُلْقِي سَدِيسَه، وكذلك الأُنثى، وجمع السَدِيس سُدُسٌ مثل رغيف ورُغُف، قال سيبويه: كَسَّروه تكسير الأَسماء لأَنه مناسب للاسم لأَن الهاء تدخل في مؤنثه.قال غيره: وجمع السَّدَسِ سُدْسٌ مثل أَسَد وأُسْدٍ؛ قال منصور ابن مِسْجاح يذكر دية أُخذت من الإِبل متخَيَّرة كما يَتخيرها المُصَدِّقُ: فطــاف كمــا المُصـَدِّقُ وَسـْطَها يُخَيَّرُ منها في البوازِل والسُّدْسِ وقد أَسْدَسَ البعيرُ إذا أَلقى السِّنَّ بعد الرَّباعِيَةِ، وذلك في السنة الثامنة. وفي حديث العَلاء بن الحَضْرَمِي عن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم: إِن الإِسلام بَدأَ جَذَعاً ثم ثَنِيّاً ثم رَباعِياً ثم سَدِيساً ثم بازلاً؛ قال عمر: فما بعد البُزُول إِلا النقصان. السديس من الإِبل: ما دخل في السنة الثامنة وذلك إذا أَلقى السن التي بعد الرَّباعِيَة.والسَّدَسُ، بالتحريك: السن قبل البازل، يستوي فيه المذكر والمؤنث لأَن الإِناث في الأَسنان كلها بالهاء، إِلا السَّدَس والسَّدِيس والبازِلَ.ويقال: لا آتيك سَدِيسَ عُجَيْسٍ، لغة في سجِيس. وإِزارٌ سَدِيس وسُداسِيُّ.والسدُوسُ: الطَّيْلَسانُ، وفي الصحاح: سُدُوسٌ، بغير تعريف، وقيل: هو الأَخْضَرُ منها؛ قال الأَفْوَه الأَوْدِي: والليــلُ كالــدَّأْماءِ مُسْتَشـْعِرُ مـن دونهِـ، لوناً كَلَوْنِ السُّدُوس الجوهري: وكان الأَصمعي يقول السَّدُوسُ، بالفتح، الطَّيْلَسانُ. شمر: يقال لكل ثوب أَخضر: سَدُوسٌ وسُدُوسٌ.وسُدُوسٌ، بالضم: اسم رجل؛ قال ابن بَرِّي: الذي حكان الجوهري عن الأَصمعي هو المشهور من قوله؛ وقال ابن حمزة: هذا من أَغلاط الأَصمعي المشهورة، وزعم أَن الأَمر بالعكس مما قال وهو أَن سَدُوس، بالفتح، اسم الرجل، وبالضم، اسم الطيلسان، وذكر أَن سدوس، بالفتح، يقع في موضعين: أَحدها سدوس الذي في تميم وربيعة وغيرهما، والثاني في سعد ابن نَبْهانَ لا غير. وقال أَبو جعفر محمد بن حبيب: وفي تميم سَدُوسُ بن دارم بن مالك بن حنظلة، وفي ربيعة سَدُوسُ بن ثعلبةً بن عُكابَةَ بن صَعْبٍ؛ فكل سَدُوسٍ في العرب، فهو مفتوح السين إِلا سُدُوسَ بنَ أَصْمَعَ بن أَبي عبيد بن ربيعة بن نَضْر ابن سعد بن نَبْهان في طيء فإِنه بضمها. قال أَبو أُسامة: السَّدُوسُ، بالفتح، الطيلسان الأَخضر. والسُّدُوسُ، بالضم، النِّيلَجُ. وقال ابن الكلبي: سَدُوس الذي في شيبان، بالفتح، وشاهده قول الأَخطل: وإِن تَبْخَــلْ ســَدُوسُ بِـدِرْهَمَيْها فــإِن الريــحَ طَيِّبَــةٌ قَبُــولُ وأَما سُدُوسُ، بالضم، فهو في طيء لا غير. والسُّدُوس: النِّيلَنْجُ، ويقال: النِّيلَج وهو النِّيل؛ قال امرؤ القيس: مَنـابته مثـلُ السُّدوسـِ، ولونُه كَلَـوْنِ السـَّيالِ، وهو عذبٌ يَفِيض قال شمر: سمعته عن ابن الأَعرابي بضم السين، وروي عن أَبي عمرو بفتح السين، وروى بيت امرئ القيس: إِذا مـا كنـتَ مُفْتَخِـراً، ففاخِرْ بــبيْتٍ مثـلِ بيـتِ بنـي سـَدُوسِ بفتح السين، أَراد خالد بن سدوس النبهاني. ابن سيده: وسَدُوسُ وسُدُوس قبيلتان، سَدُوسُ في بني ذُهْل ابن شيبان، بالفتح، وسُدُوس، بالضم، في طيء؛ قال سيبويه: يكون للقبيلة والحي، فإِن قلت وَلَدُ سَدوسٍ كذا أَو من بني سَدُوس، فهو للأَب خاصة؛ وأَنشد ثعلب: بنــي ســَدوسٍ زَتَّتـوا بَنـاتِكُمْ إِنَّ فتـــاة الحَــيِّ بــالتَّزَتُّتِ والرواية: بني تميم زَهْنِعوا فتاتكم، وهو أَوفق لقوله فتاة الحي.الجوهري: سَدُوس، بالفتح، أَبو قبيلة؛ وقول يزيد بن حَذَّاقٍ العَبْدي: وداوَيْتُهــا حـتى شـَنَتْ حَبَشـِيَّةً كــأَنَّ عليهـا سُنْدُسـاً وسُدُوسـا السُّدُوس: هو الطَّيْلَسانُ الأَخْضَرُ اه. وقد ذكرنا في ترجمة شتت من هذه الترجمة أَشياء.
المعجم: لسان العرب

جبن

المعنى: جبن : (الجُبْنُ، بالضَّمِّ وبضمَّتينِ وكعُتُلَ، م) مَعْروفٌ، وَهُوَ الَّذِي يُؤْكَلُ؛ واللُّغَةُ الفُصْحى الأُوْلى، ثمَّ الثانِيَة، ثمَّ الثالِثَة، الأَخيرَة عَن اللَّيْثِ، واحِدَة الكُلِّ بهاءٍ. وَقد ذكرَ عَن الجَوْهرِيِّ، ووَرَدَ فِي الحَدِيْث عَن سَلْمان، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ: أَنَّه سَأَل النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الجُبْنِ والسَّمْنِ؛ ضَبَطُوه بالوَجْهَيْن الأخيرَيْن؛ وقالَ الشاعِرُ: فإنَّ الجُبُنَّ على أنَّهثَقِيلٌ وَخِيم يُشَهِّي الطعاماوقد ذُكِرَ فِي عَيَمَ. (وتَجَبَّنَ اللَّبَنُ: صارَ كالجُبْنِ) ، وتَكَبَّدَ صارَ كالكبدِ. (و) أَبو جَعْفَرٍ، (أَحْمدُ بنُ مُوسَى) الجرجانيُّ خطيبها عَن إِبراهيمَ بنِ مُوسَى الوردولي، وإِبراهيمَ بنِ إسْحاق بنِ إِبراهيمَ الشَّالنجيّ، وَعنهُ الإِسْماعِيليُّ، ماتَ سَنَة 293؛ (و) أَبو إِبْراهيمَ (إسْحاقُ بنُ  إبراهيمَ) ، هَكَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ إسْحاقُ بنُ محمدِ بنِ حمْدانَ بنِ محمدٍ، الفَقِيهُ الحَنَفيُّ عَن أَبي محمدٍ الحارِثِيّ وَعنهُ ابْنُه أَبو نَصْر، ماتَ سَنَة 293، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى، ذَكَرَه ابنُ السَّمْعانيّ، وَقد ذَكَرَه الخَطِيبُ فِي تارِيخِه، (الجُبْنِيَّانِ) ، بضمَ فسكونٍ وَقد تُضَمُّ الموحَّدَةُ وتُشَدَّدُ النُّون كَمَا قيَّدَه الحافِظُ، (مُحَدِّثانِ) ، نُسِبا إِلَى بَيْعِ الجُبْنِ. وممَّنْ نُسِبَ إِلَى بَيْعِ الجُبْنِ أَيْضاً عليُّ بنُ أَحْمدَ بنِ عُمَرَ الجُبْنيُّ عَن محمدِ بنِ إسْماعيلَ الصائِغِ، وَعنهُ القاضِي أَبُو عبْدِ اللَّهِ الجُعْفيُّ، ضَبَطَه أَبو الغنائِمِ الزينيّ. (وأَما محمدُ بنُ أَحمدَ الجُبْنِيُّ) الدِّمَشْقيُّ الَّذِي قَرَأَ على ابنِ الأَخْرَم الدِّمَشْقيّ، وَعنهُ الأهْوازِيُّ، (فنِسْبَةٌ إِلَى سُوقِ الجُبْنِ بدِمَشْقَ لأنَّه كَانَ إمامَها) ، أَي إمامَ مَسْجِدِها. (ورجلٌ جَبَانٌ، كسَحابٍ وشَدَّادٍ وأَميرٍ: هَيوبٌ للأَشْياءِ فَلَا يَتَقدَّمُ عَلَيْهَا) لَيْلاً أَو نَهاراً؛ الأُوْلى والأَخيرَةُ عَن الجَوْهرِيّ، فالأُوْلى مِن حَدِّ نَصَرَ والأَخيرَةُ مِن حَدِّ كَرُمَ؛ (ج جُبَناءُ) . (قالَ سِيْبَوَيْه: شَبَّهوه بفَعِيلٍ لأَنَّه مِثْلُه فِي العِدَّةِ والزيادَةِ. (وَهِي جَبَانٌ) أَيْضاً كَمَا قَالُوا حصان، عَن ابنِ السّراج، (و) يقالُ: (جَبَانَةٌ) أَيْضاً، كَمَا فِي المُحْكَمِ. والقِياسُ أنَّ فَعالاً، بفتحِ الفاءِ وكسْرِها لَا يلحقُ مُؤَنَّثه الكَسْرة، كَمَا ذَكَرَه الرَّضِيّ وغيرُهُ؛ ومِن الثَّانِي ناقَةٌ دلاث (و) يقالُ: (جَبينٌ) أَيْضاً، وهنَّ جَباناتٌ، عَن اللَّيْثِ. (وَقد جَبُنَ، ككَرُمَ، جَبانَةً وجُبْناً، بالضَّمِّ وبضمَّتينِ، وأَجْبَنَهُ: وَجَدَهُ) جَباناً، كأَمْحَلَهُ وَجَدَهُ محلا، (أَو) إِذا (حَسِبَهُ جَباناً) كَمَا فِي المُحْكَمِ، (كاجْتَبَنَهُ. (وَهُوَ يُجَبَّنُ تَجْبيناً:  يُرْمَى بِهِ) ويقالُ لَهُ؛ وَفِي الصِّحاحِ: ويُنْسَبُ إِلَيْهِ. قُلْتُ: وَمِنْه الحَدِيْث: (إنَّكم لَتُجَبِّنُون وتُبَخِّلُون وتُجَهِّلُون) . (والجَبِينانِ: حَرْفانِ مُكْتَنِفَا الجَبْهَةِ مِن جانِبَيْها فِيمَا بَين الحاجِبَيْنِ مُصْعِداً إِلَى قُصاصِ الشَعَرِ) ، أَو هُما مَا بينَ القُصاصِ إِلَى الحاجِبَيْنِ؛ (أَو حُروفُ) ، وَفِي التهْذِيبِ: حَرْف، (الجَبْهَةِ مَا بينَ الصُّدْغَيْنِ مُتَّصِلاً بحِذاءِ النَّاصيةِ كلُّه جَبينٌ) واحِدٌ. قالَ الأَزْهرِيُّ: وبعضٌ يقولُ: هُما جَبِينانِ، قالَ: وعَلى هَذَا كَلامُ العَرَبِ، والجَبْهَةُ مَا بينَ الجَبِينَيْنِ. وَفِي الصِّحاحِ: الجَبِينُ فَوْق الصّدْغِ، وهُما جَبِينانِ عَن يَمِيْن الجَبْهَةِ وشِمالِها. وقالَ اللّحْيانيُّ: الجَبِينُ مذكَّرٌ لَا غَيْر، (ج أَجْبُنٌ وأَجْبِنَةٌ وجُبُنٌ، بضمَّتينِ) . (قالَ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: وَقد وَرَدَ الجَبِينُ بمعْنَى الجَبْهَة لعلاقَةِ المُجاوَرَةِ فِي قَوْلِ زُهَيْرٍ: يَقِيني بالجَبِينِ ومَنْكِبيهوأَنْصرُه بمطَّرد الكعوبِكما صَرَّحوا بِهِ فِي شرْحِ دِيوانِه، فَلَا وَجْه لتَخْطِئةِ المُتَنَبِّىء فِي قَوْله: وخل زيا لمن يُحَقِّقُهُما كلّ دامٍ جبينُه عائدُ (والجَبَّانُ والجَبَّانَةُ، مُشَدَّدَتَيْنِ: المَقْبَرَةُ) ، وَهُوَ عنْدَ سِيْبَوَيْه اسْم كالقذاف. (و) فِي الصِّحاحِ: (الصَّحْراءُ. (و) قالَ أَبو حَنيفَةَ: هِيَ (المَنبِتُ الكريمُ أَو الأَرضُ المُسْتَويَةُ فِي ارْتِفاعٍ) ، والجَمْعُ الجَبابِينُ. ونَقَلَهُ اللَّيْثُ أَيْضاً. وقالَ أَبو خيرَةَ: الجَبَّانُ مَا اسْتَوى مِن الأَرضِ فِي ارْتِفاعٍ ويكونُ كَريمَ المَنبِتِ. وقالَ ابنُ شُمَيْل: ومَلُسَ وَلَا شَجَرَ فِيهِ وَفِيه آكامٌ وجِلاهٌ، وَقد تكونُ مُسْتويَة لَا آكامَ  فِيهَا وَلَا جِلاهَ، وَلَا تكونُ الجَبَّانَة فِي الرَّمْلِ وَلَا فِي الجِبالِ، وتكونُ فِي القِفافِ والشَّقائِقِ. (واجْتَبَنَ اللَّبَنَ: اتَّخَذَهُ جُبْناً) ؛) نَقَلَه الأزْهرِيُّ. (و) جَبُون، (كصَبُورٍ: ة باليمنِ) ، وَهِي غَيْر جَبُوب. (و) جَبانُ، (كسَحابٍ: ة بخِوارَزْمَ) ، دَخَلَها أَبو عليَ الفَرضِيُّ، قالَهُ الذهبيُّ تِلْمِيذه. (و) مِن المجازِ: قوْلُهم: (هُوَ جَبانُ الكَلْبِ) ، أَي (نهايَةٌ فِي الكَرَمِ) ، وَهُوَ كَثْرَةُ الكَرَمِ لأنَّه لكَثْرَةِ تَرَدّدِ الضِّيْفانِ إِلَيْهِ يَأْنَس كَلْبه فَلَا يَهرُّ أَبَداً؛ قالَ حَسَّانُ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ: يُغْشَونَ حَتَّى مَا تهرّ كِلابُهُملا يَسألونَ من السَّوادِ المقبلِ قُلْت: وَمِنْه أَيْضاً: وأَجْبَنُ من صافرٍ كَلْبُهموإِن قَذَفَتْه حَصاةٌ أَضَافاقَذَفَتْه: أَصابَتْه؛ وأَضافَ: أَشْفَقَ وفَرَّ. (وجابانُ: أَبو مَيْمونٍ صَحابيٌّ) ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، يَرْوِي ابْنُه مَيْمون عَنهُ: (أَيّما رَجُل تزوَّجَ وَلم يَنْوِ أَن يُعْطِي صَدَاقاً) ، وَهُوَ غَيْرُ جَابان الَّذِي يَرْوِي عَن ابنِ عُمَرَ، وَعنهُ سبطُ بنُ شريط تابِعِيّ. قُلْت: وَفِي المُحْكَم فِي ج وب، جَابانُ اسْمُ رجُلٍ أَلِفه مُنْقلِبَة عَن واوٍ كأَنَّه جوابان، فقُلِبَتِ الواوُ لغيْرِ علَّةٍ، وإِنَّما قُلْنا إنَّه فَعَلان لَا فاعال من ج ب ن لقَوْلِ الشاعِرِ: عَشَّيْتُ جَابانَ حَتَّى اشتدّ مَغْرِضُهوكادَ يَهْلَك لَوْلا أنّه طَافا  َ قُولا لجابان: فَلْيَلْحقْ مَطِيَّتَهُنَومُ الضُّحى بَعْدَ نَومِ اللَّيلِ إسرافُفتركَ صَرْفه دَلِيل على أنَّه فعْلان. وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: جَبَنَ الرَّجُل، كنَصَرَ، لُغَةٌ فُصْحى، نَقَلَها الجَوْهرِيُّ وابنُ سِيْدَه. وكانَ يقالُ: الوَلَدُ مَجْبَنٌ ة مَبْخَلَةٌ لأنَّه يُحَبُّ البَقاءُ والمالُ لأَجْلِه. وَفِي الصِّحاحِ: وتَجَبَّنَ الرَّجُل: غَلُظ، ولَعَلَّه تَجَبَّنَ اللَّبَنُ. ومِن المجازِ: فلانٌ شُجاعُ القلْبِ جَبانُ الوَجْه، أَي حييُّ الوَجْه. والجَبَّانُ، كشَدَّادٍ: مَنْ يَحْفَظ الغلَّةَ فِي الصَّحْراءِ؛ ومِن ذلِكَ أَبو القاسِمِ عليُّ بنُ أَحْمدَ بنِ عُمَرَ بنِ سَعْدٍ الجبَّانيُّ الكُوفيُّ، حَدَّثَ ببَغْدادَ عَن سُلَيْمان بنِ الرَّبِيع البرجميّ، وَعنهُ أَبو القاسِمِ بنُ الثلاجِ، تُوفي سَنَة 327. وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ أَحْمدَ بنِ عيسَى البَغْدادِيُّ يُعْرفُ بابنِ الجَبَّانِ، رَوَى عَنهُ الخَطِيبُ أَبو بكْرٍ الجبَّانيُّ لكَوْنِه سَكَنَ الجَبَّانَ، وَهُوَ الصَّحْراءُ. وجبيناةُ: قَرْيَةٌ بافْرِيقِيَة قُرْبَ سَفَاقِسَ، مِنْهَا إبراهيمُ بنُ أَحْمدَ بنِ عليِّ بنِ سليم البَكْرِيُّ الوائِليُّ، أَجازَهُ عيسَى بنُ يسكن، تُوفي سَنَة 369 عَن تسْعِيْن سَنَةٍ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
المعجم: تاج العروس

وطأ

المعنى: وَطئْتُ الشيءَ برِجلي وَطًْا. ؛ ووَطِيءَ الرجلُ امرأتَه يَطَأُ فيهما، سَقَطَتِ الواوُ من "يَطَأُ" سَقوطَها من "يَسَعُ" لِتَعَدِّيهما، لأنَّ فِعلَ يفعلُ ممّا اعتَلَّ فاؤُه لا يكونُ إلاّ لازِمًا، فلمّا جاءا من بينِ أخَتِهما مُتَعدِّييْن خُولِفَ بهما نَظائرُهُما. ؛ والوَطَأَةُ -بالتحريك- والواطئةُ: السّابِلَةُ، سُمُّوا بذلك لِوَطْئِهم الطَّريقَ، وفي حديث النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: «احتاطوا لأهلِ الأموال في النّائبَةِ والواطِئَةِ وما يجبُ في الثَّمَرِ من حَقٍّ». ؛ والوَطْأَةُ: مَوْضِعُ القَدَمِ، وهي -أيضًا-: كالضَّغْطَة، وفي دُعاء النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- على قُرَيش: اللهمَّ أنجِ الوَليدَ بن الوليد وسَلَمَةَ بن هِشامٍ وعَيّاشَ بن أبي ربيعةَ والمُستَضعَفينَ بمكَّةَ، اللهمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ على مُضَرَ، اللهمَّ اجعَلها عليهم سِنينَ كَسِني يُوسُف. وفي حديثه الآخَر: انَّه -صلى الله عليه وسلَّم- خَرَجَ ذاتَ يومٍ وهو مُحتَضِنٌ أحَدَ ابنيْ ابنتِه وهو يقولُ: والله إنَّكم لَتُجَبِّنونَ وتُبَخِّلونَ وتُجَهِّلونَ وإنّكم لَمِن رَيْحانِ الله، وانَّ آخِرَ وَطْأَةٍ وَطِئَها الله بِوَجٍّ: أي آخِرَ أخْذَةٍ ووَقْعَةٍ. ؛ والمَوْطَأُ -بفتح الطاء-: موضع وَطْءِ القدم، وقال الليث: هو المَوطِيءُ؛ قال: وكل شيءٍ يكون الفِعلُ منه على فَعِلَ يَفعَلُ مثل سَمِعَ يَسمَعُ فانَّ المَفعَلَ منه مَفتوح العين الاّ ما كان من بناتِ الواو على بِناء وَطِيءَ يَطَأُ، ومنه حديثُ طَهْفَةَ ابن ابي زُهَيرٍ النَّهدِي؟ رضي الله عنه-: أنَّه لمّا قَدِمَت وُفودُ العرب على رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم-: قام إليه طَهْطَفَةُ بن أبى زُهَير النَّهديُّ؟ رضي الله عنه- فقال: أتَيناكَ يا رسولَ الله من غَوْرَيْ تهامَةَ بأكْوارِ المَيس تَرتَمي بنا العِيسُ نَستَحْلِبُ الصَّبيرَ ونَسْتَخْلِبُ الخَبير ونَستعضِدُ البَريرَ ونَستَخيلُ الرِّهامَ ونَستَحيلُ؟ أو نَستَجيلُ- الجَهامَ من أرضٍ غائلَةِ النِّطاءِ غلَيظةِ المَوْطَأ قد نَشِفَ المُدْهُنُ ويَبِسَ الجِعْثِن وسَقط الأُمْلوجُ ومات العُسلوجُ وهَلَكَ الهَديُّ ومات الوَدِيُّ، بَرِئْنا يا رسول الله من الوَثَنِ والعَنَنِ وما يُحدِثُ الزَّمَنُ؛ لنا دعوة السَّلام وشريعةُ الإسلام ما طَمَا البحرُ وقام تِعارُ، ولنا نَعَمٌ هَمَلٌ إغْفالٌ ما تَبِضٌ بِبِلالٍ ووَقيرٌ كَثيرُ الرَّسَلِ قليلُ الرِّسلِ أصابَتْها سُنَيَّةٌ حمراءُ مُؤزِلَةٌ ليس لها عَلَلٌ ولا نَهَلٌ. فقال رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم-: «اللهمَّ بارِك لهم في مَحْضِها ومَخضِها ومَذْقِها وابعَث راعيَها في الدَّثرِ بِيانِع الثَّمَر وافجُر له الثَّمَدَ وبارك له في المال والوَلَد، مَن أقامَ الصلاةَ كان مُسلِمًا ومَن آتى الزكاةَ كان مُحسِنًا ومَن شَهِدَ أنْ لا اِلهَ إلاّ الله كان مُخلِصًا، لكم يا بَني نَهْدٍ ودائعُ الشِّرْكِ ووَضائهُ المِلكِ لا تُلَطِطْ في الزَّكاة ولا تُلحِد في الحياة ولا تَتَثاقَل عن الصلاة، وكَتَبَ مَعَه كِتابًا إلى بَني نَهْدٍ: بسم الله الرَّحمنِ الرَّحيم: من مُحمَّدٍ رسولِِ الله إلى بني نَهْدِ بن زيدٍ، السَّلامُ على من آمَنَ باللهِ ورَسولِهِ، لكم يا بين نَهْدٍ في الوَظيفةِ الفَريضَةُ ولكم العارِضُ والفَريشُ وذو العِنانِ الرَّكوبُ والفَلُوُّ الضَّبيسُ لا يُمنَعُ سَرحُكُم ولا يُعضَدُ طَلحُكُم ولا يُحبَسُ دَرُّكُم ما لم تُضمِروا الاِماقَ وتأكُلُوا الرِّباقَ، من أقَرَّ بما في هذا الكِتاب فَلَهُ من رَسولِ الله الوَفاءُ بالعَهدِ والذِّمَّةُ ومن أبى فعليه الرِّبوَةُ». ؛ ووَطُؤَ الموضِعُ يَوْطُؤُ وَطاءَةً: أي صار وَطيئًا، وكذلك الطِّئَةُ والطَّأَةُ مثالُ الطِّعَةِ والطَّعَةِ في المصدر، فالهاء عِوَضٌ من الواو؛ كما قال الكُمَيتُ ؛ أغْشى المَكارِهَ أحيانًا ويَحمِلُني *** منه على طَأَةٍ والدَّهرُ ذو نُوَبِ ؛ أي: على حالٍ لَيِّنَةٍ، ويُروى: "على طِئَةٍ". ؛ والوَطيئَةُ -على فَعيلَةٍ-: الغِرارَةُ، وقال بعضُ بَني عُذرَةَ: أتَينا النبيَّ -صلى الله عليه وسلَّم- بتَبُوكَ فأخرَجَ إلينا ثلاثَ أُكَلٍ من وَطيئَةِ. ؛ والوَطيئَةُ -أيضًا-: ضَرْبٌ من الطَّعام. ؛ وقوله تعالى: {لم تَعلَمُوهُم أن تَطَأُوهُم} أي تَناوَلوهُم بمكرُوهٍ. ؛ وبنو فلانٍ يَطَؤُهُم الطَّريقُ: أي ينزِلونَ قريبًا منه، والمعنى: يَطَؤُهُم أهلُ الطَّريق. ؛ والواطِئَةُ: سُقاطَةُ التمر؛ لأنَّها تُوطَأُ، فاعِلَةٌ بمعنى مَفْعولَة. ؛ وأوْطَأْتُه الشيءَ فَوَطِئَه، يُقال: منأوْطَأَكَ عَشْوَةً. وفي حديث النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: أَنَّ رِعاءَ الإبل ورِعاءَ الغنم تَفاخَروا عندَه فأوْطَأَهُم رِعاءُ الإبل غَلَبَةً؛ فقالوا: وما أنتم يا رِعاءَ النَّقَدِ هل تَخُبُّونَ أو تَصيدونَ؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «بُعِثَ موسى وهو راعي غَنَمٍ وبُعِثَ داوودُ وهو راعي غَنَمٍ وبُعِثْتُ وأنا راعي غَنَمِ أهلي بأجيادَ. فَغَلَّبَهم رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-». فَأَوْطَأُونَ قَهرًا وغَلَبَةً عليهم. ؛ والاِيطاءُ في الشِّعر: اِعادةُ القافيَة. ؛ وائْتَطَأَ الشيءُ -على افْتَعَلَ-: أي استَقامَ وبَلَغَ نِهايَتَه. ؛ وبنو قَيسٍ يقولون: لم يَأْتَطِيءْ السِّعرُ بعدُ: أي لم يَستَقِم. ؛ ولم يَأْتَطِيءْ الجِدتدُ بَعدُ: أي لم يَحِنْ، يُقال: وَطَّأْتُه فاتَّطَأَ: أي هَيَّأْتُه فَتَهَيَّأَ، وفي الحديث: أَنَّ جَبْرَئيلَ -صلوات الله عليه- صلى برسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- العِشاءَ حينَ غابَ الشَّفَقُ وائتَطَأَ العِشاءُ. ؛ ووَطَّأْتُ الشيءَ تَوْطِئَةً: جَعَلْتُه وطِيئًا، ولا تَقُل: وَطَّيْتُ. ؛ ورَجلٌ مُوَطَّأُ الأكْناف: إذا كان سَهلًا دَمِثًا كَريمًا يَنزِلُ به الأضيافُ، ومنه حديث النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: «ألاَ أُخْبِرُكُم بأَحبِّكُم إلَيَّ وأقرَبِكُم مِنِّي مَجالِسَ يومَ القيامة: أحاسِنُكُم أخْلاقًا الموطِئونَ أكْنافًا الذين يَأْلَفُونَ ويُؤلَفونَ». وقال المُبَرِّد: المُوَطَّأُ الأكْنافِ: الذي يَتمكن في ناحيته صاحِبُها غيرَ مُؤْذىً ولا نابٍ به مَوْضِعُه. ؛ ورَجُلٌ مَوَطَّأُ العَقِبِ: أي سلطانٌ يُتَّبَعُ وتُوْطَأُ عَقِبُه، ومنه حديث عَمّار ابن ياسِر -رضي الله عنهما- حين وشَى به رَجُلٌ إلى عُمَر -رضي الله عنه- فقال عَمّارُ: اللهُمَّ إِنْ كان كَذَبَ عَلَيَّ فاجعَلْهُ مُوَطَّأَ العَقِبِ. كأنَّهُ دعا عليه بأنْ يكونَ رَأسًا أو ذا مالٍ فيتّبِعُه الناس. ؛ أبو زيد: واَطأْتُه على الأمرِ: إذا وافَقْتَه، وفلانٌ يُواطِيءُ اسمُه اسمي، وقال الأخْفَشُ في قول الله تعالى: {لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ ما حَرَّمَ الله}: أي لِيُوافِقُوا ويُماثِلوا. ؛ وقوله تعالى: {هي أشَدُّ وطَاءً} بالمَدِّ، وهي قراءةُ غيرِ أبي عمرو وابن عامِر: أي مُواطَأَةً وهي المُواتَاة: أي مُواتَاةُ السَّمْع والبَصَر ايّاه، وذلك أَنَّ اللِّسانَ يُواطيءُ العملَ والسَّمْعَ يُواطِيءُ فيها القلبَ، وقَرَأَ أبو عمرو وابن عامر: (أشَدُّ وطًْا} بسُكون الطاء: أي قيامًا أي هي أبلَغُ في القيام وأوْطَأُ للقائم، وقيل: أبْلَغُ في الثَّواب، ويجوزُ أنْ يكونَ معناه: أغْلَظُ على الإنسان من القِيام بالنَّهار؛ لأنَّ الليلَ جُعِلَ سَكَنًا. ؛ والمُواطَأَةُ في الشِّعْر: مثلُ الإيطاء. ؛ وتَوَطَّأْتُه بقَدَمي: مثلُ وَطِئْتُه. ؛ وتَواطَأُوا عليه: أي تَوافَقُوا. ؛ والتركيبُ يدلُّ على تَمْهيد شيءٍ وتَسهِيله.
المعجم: العباب الزاخر

Pages