المعجم العربي الجامع
تَأَرَّضَ
المعنى: تأَرُّضًا المَنْزِلَ: تَخَيَّرَه للنُّزول بعد ارْتِياده.؛- فُلانٌ: تَأنَّى وانتَظَر.؛- بالمَكان: ثَبَتَ فيه.؛- الشَّيْءُ: تَثاقَلَ إلى الأرض.؛- له: تَصَدَّى وتَعَرَّضَ.؛- النَّبْتُ: تَمكَّنَ وامْتَدَّت أُصولُه.
المعجم: القاموس أرض
المعنى: هو آمن من الأرض، وأشد من الأرض. وتأرض فلان: لزم الأرض فلم يبرح. وتقول: فلان إن رأى مطمعاً تعرض، وإن أصاب مطعماً تأرض، وأتانا ابن أرض أي غريباً. ونزلنا بعروض عريضه، وأرض أريضه. وهو أريض للخير: خليق له. قال حميد الأرقط: منا حماة المأزق العضوض كـل أريـب للعلـى أريـض وهو أفسد من الأرضة، وخشبة مأروضة، وقد أرضت أرضاً "دابة الأرض تأكل منسأته". ومن المجاز: فرس بعيد ما بين سمائه وأرضه إذا كان نهداً. ويقال: من أطاعني كنت له أرضاً، يراد التواضع. وفلان إن ضرب فأرض أي لا يبالي بالضرب.
المعجم: أساس البلاغة أرض
المعنى: الأَرْض: التي عليها الناس، أُنثى وهي اسم جنس، وكان حق الواحدة منها أَن يقال أَرْضة ولكنهم لم يقولوا. وفي التنزيل: وإِلى الأَرْض كيف سُطِحَت؛ قال ابن سيده: فأَما قول عمرو بن جُوَين الطائي أَنشده ابن سيبويه: فلا مُزْنــــةٌ وَدَقَــــتْ وَدْقَهــــا، ولا أَرْضَ أَبْقَــــــلَ إِبْقالَهــــــا فإِنه ذهب بالأَرض إِلى الموضع والمكان كقوله تعالى: فلما رأَى الشَّمْسَ بازِغةً قال هذا رَبِّي؛ أَي هذا الشَّخْصُ وهذا المَرْئِيُّ ونحوه، وكذلك قوله: فَمَنْ جاءه مَوْعظةٌ منْ ربِّه؛ أَي وعْظ. وقال سيبويه: كأَنه اكتفى بذكر الموعظة عن التاء، والجمع آراضٌ وأُرُوض وأَرَضُون، الواو عوض من الهاء المحذوفة المقدرة وفتحوا الراء في الجمع ليدخل الكلمةَ ضَرْبٌ من التكسير، استِيحاشاً من أَن يُوَفِّرُوا لفظ التصحيح ليعلموا أَن أَرضاً مما كان سبيله لو جمع بالتاء أَن تُفتح راؤُه فيقال أَرَضات، قال الجوهري: وزعم أَبو الخطاب أَنهم يقولون أَرْض وآراضٌ كما قالوا أَهل وآهال، قال ابن بري: الصحيح عند المحققين فيما حكي عن أَبي الخطاب أَرْض وأَراضٍ وأَهل وأَهالٍ، كأَنه جمع أَرْضاة وأَهلاة كما قالوا ليلة وليالٍ كأَنه جمع لَيْلاة، قال الجوهري: والجمع أَرَضات لأَنهم قد يجمعون المُؤنث الذي ليست فيه هاء التأْنيث بالأَلف والتاء كقولهم عُرُسات، ثم قالوا أَرَضُون فجمعوا بالواو والنون والمؤَنث لا يجمع بالواو والنون إِلا أَن يكون منقوصاً كثُبة وظُبَة، ولكنهم جعلوا الواو والنون عوضاً من حَذْفهم الأَلف والتاء وتركوا فتحة الراء على حالها، وربما سُكِّنَت، قال: والأَراضي أَيضاً على غير قياس كأَنهم جمعوا آرُضاً، قال ابن بري: صوابه أَن يقول جمعوا أَرْضى مثل أَرْطى، وأَما آرُض فقياسُه جمعُ أَوارِض. وكل ما سفَل، فهو أَرْض؛ وقول خداش بن زهير: كــذَبْتُ عليكمـ، أَوْعِـدُوني وعلِّلُـوا بِـيَ الأَرْضَ والأَقـوامَ، قِـرْدانَ مَوْظَبا قال ابن سيبويه: يجوز أَن يعني أَهل الأَرض ويجوز أَن يريد علِّلُوا جميع النوع الذي يقبل التعليل؛ يقول: عليكم بي وبهجائي إذا كنتم في سفر فاقطعوا الأَرض بذكري وأَنْشِدوا القوم هِجائي يا قِرْدان مَوْظَب، يعني قوماً هم في القِلّةِ والحَقارة كقِرْدان مَوْظَب، لا يكون إِلا على ذلك أَنه إِنما يهجو القوم لا القِرْدان. والأَرْضُ: سَفِلة البعير والدابة وما وَلِيَ الأَرض منه، يقال: بَعِيرٌ شديد الأَرْضِ إذا كان شديد القوائم.والأَرْضُ: أَسفلُ قوائم الدابة؛ وأَنشد لحميد يصف فرساً: ولــم يُقَلِّــبْ أَرْضــَها البَيْطــارُ، ولا لِحَبْلَيْـــــهِ بهــــا حَبــــارُ يعني لم يقلب قوائمها لعلمه بها؛ وقال سويد بن كراع: فرَكِبْناهــــا علــــى مَجْهولِهـــا بصـــِلاب الأَرْضـــ، فِيهـــنّ شـــَجَعْ وقال خفاف: إِذا مـا اسـْتَحَمَّت أَرْضـُه مـن سَمائِه جَرىــ، وهـو مَـوْدوعٌ وواحـدٌ مَصـْدَقِ وأَرْضُ الإِنسان: رُكْبتاه فما بعدهما. وأَرْضُ النَّعْل: ما أَصاب الأَرض منها.وتأَرَّضَ فلان بالمكان إذا ثبت فلم يبرح، وقيل: التَّأَرُّضُ التَّأَنِّي والانتظار؛ وأَنشد: وصــــاحِبٍ نَبّهْتُــــه لِيَنْهَضــــا، إِذا الكَــرى فــي عينــه تَمَضْمَضـا يَمْســَحُ بــالكفّين وَجْهــاً أَبْيَضـا، فقـــام عَجْلانَـــ، ومـــا تَأَرَّضــَا أَي ما تَلَبَّثَ. والتَّأَرُّضُ: التَّثاقُلُ إِلى الأَرض؛ وقال الجعدي: مُقِيـم مـع الحـيِّ المُقِيمِـ، وقَلبْـهُ مـع الراحِلِ الغَادي الذي ما تَأَرَّضا وتَأَرَّضَ الرجلُ: قام على الأَرض؛ وتَأَرَّضَ واسْتَأْرَضَ بالمكان: أَقامَ به ولَبِثَ، وقيل: تمكن. وتَأَرَّضَ لي: تضَرَّعَ وتعرَّضَ. وجاء فلان يَتَأَرَّضُ لي أَي يتصَدَّى ويتعرَّض؛ وأَنشد ابن بري: قبــح الحُطَيْئة مــن مُنــاخِ مَطِيَّـةٍ عَوْجـــاءَ ســائمةٍ تــأَرَّضُ للقِــرَى ويقال: أَرَّضْت الكلامَ إذا هَيَّأْتَه وسَوَّيْتَه. وتأَرَّضَ النَّبْتُ إذا أَمكن أَن يُجَزَّ.والأَرْضُ: الزُّكامُ، مذكر، وقال كراع: هو مؤنث؛ وأَنشد لابن أَحمر: وقــالوا: أَنَـتْ أَرْضٌ بـه وتَحَيَّلَتْـ، فَأَمْسَى لما في الصَّدْرِ والرأْسِ شَاكِيا أَنَتْ أَدْرَكَتْ، ورواه أَبو عبيد: أَتَتْ. وقد أُرِضَ أَرْضاً وآرَضَه اللّه أَي أَزْكَمَه، فهو مَأْرُوضٌ. يقال: رجل مَأْروضٌ وقد أُرِضَ فلان وآرَضَه إِيراضاً. والأَرْضُ: دُوارٌ يأْخذ في الرأْس عن اللبنِ فيُهَراقُ له الأَنف والعينان، والأَرْضُ، بسكون الراء: الرِّعْدةُ والنَّفْضةُ؛ ومنه قول ابن عباس وزلزلت الأَرْضُ: أَزُلْزِلَت الأَرض أَمْ بي أَرْضٌ؟ يعني الرعدة، وقيل: يعني الدُّوَارَ؛ وقال ذو الرمة يصف صائداً: إِذا تَــوَجَّسَ رِكْــزاً مِـن سـنَابِكها، أَو كـان صـاحِبَ أَرضـٍ، أَو به المُومُ ويقال: بي أَرْضٌ فآرِضُوني أَي داووني.والمَأْرُوضُ: الذي به خَبَلٌ من الجن وأَهلِ الأَرْض وهو الذي يحرك رأْسه وجسده على غير عَمْدٍ.والأَرْضُ: التي تأْكل الخشب. وشَحْمَةُ الأَرْضِ: معروفةٌ، وشحمةُ الأَرْضِ تسمى الحُلْكة، وهي بَنات النقا تغوص في الرمل كما يغوص الحوت في الماء، ويُشَبَّه بها بَنان العذارَى.والأَرَضَةُ، بالتحريك: دودة بيضاء شبه النملة تظهر في أَيام الربيع؛ قال أَبو حنيفة: الأَرَضَةُ ضربان: ضرب صغار مثل كبَار الذَّرِّ وهي آفة الخشب خاصة، وضربٌ مثل كبار النمل ذوات أَجنحة وهي آفة كل شيءٍ من خشب ونبات، غير أَنها لا تَعْرِض للرطب، وهي ذات قوائم، والجمع أَرَضٌ، والأَرَض اسم للجمع. والأَرْضُ: مصدر أُرِضَت الخشبةُ تُؤْرَضُ أَرْضاً فهي مَأْرُوضة إذا وقعت فيها الأَرْضةُ وأَكلتها. وأُرِضَت الخشبة أَرْضاً وأَرِضَت أَرْضاً، كلاهما: أَكلَتْها الأَرَضةُ. وأَرْضٌ أَرِضةٌ وأَرِيضةٌ بَيِّنة الأَراضة: زكيَّةٌ كريمة مُخَيِّلةٌ للنبت والخير؛ وقال أَبو حنيفة: هي التي تَرُبُّ الثَّرَى وتَمْرَحُ بالنبات؛ قال امرؤ القيس: بِلادٌ عَرِيضـــــة، وأَرْضٌ أَرِيضــــة، مَــدافِع مــاءٍ فــي فَضــاءٍ عَريـض وكذلك مكان أَريضٌ. ويقال: أَرْضٌ أَرِيضةٌ بَيِّنةُ الأَراضَةِ إذا كانت لَيِّنةً طيبة المَقْعَد كريمة جيِّدة النبات. وقد أُرِضَت، بالضم، أَي زَكَتْ. ومكان أَرِيضٌ: خَلِيقٌ للخير؛ وقال أَبو النجم: بحـــر هشـــام وهــو ذُو فِرَاضــِ، بيـــنَ فُــروعِ النَّبْعــةِ الغِضــاضِ وَســـْط بِطـــاحِ مكـــة الإِرَاضـــِ، فـــي كـــلِّ وادٍ واســعِ المُفــاضِ قال أَبو عمرو: الإِرَاضُ العِرَاضُ، يقال: أَرْضٌ أَريضةٌ أَي عَريضة.وقال أَبو البيداء: أَرْض وأُرْض وإِرض وما أَكْثَرَ أُرُوضَ بني فلان، ويقال: أَرْضٌ وأَرَضُون وأَرَضات وأَرْضُون. وأَرْضٌ أَرِيضةٌ للنبات: خَلِيقة، وإِنها لذات إِراضٍ. ويقال: ما آرَضَ هذا المكانَ أَي ما أَكْثَرَ عُشْبَه. وقال غيره: ما آرَضَ هذه الأَرضَ أَي ما أَسْهَلَها وأَنْبَتَها وأَطْيَبَها؛ حكاه أَبو حنيفة. وإِنها لأَرِيضةٌ للنبت وإِنها لذات أَرَاضةٍ أَي خليقة للنبت. وقال ابن الأَعرابي: أَرِضَتِ الأَرْضُ تأْرَضُ أَرَضاً إذا خَصِبَت وزَكا نباتُها. وأَرْضٌ أَرِيضةٌ أَي مُعْجِبة.ويقال: نزلنا أَرْضاً أَرِيضةً أَي مُعْجِبةً للعَينِ، وشيءٌ عَرِيضٌ أَرِيضٌ: إِتباع له وبعضهم يفرده؛ وأَنشد ابن بري: عَريــض أَرِيــض بـاتَ يَيْعِـرُ حَـوْلَه، وبــاتَ يُســَقِّينا بُطــونَ الثَّعـالِبِ وتقول: جَدْيٌ أَرِيضٌ أَي سمين. ورجل أَريضٌ بَيِّنُ الأَرَاضةِ: خَلِيقٌ للخير متواضع، وقد أَرُضَ. الأَصمعي: يقال هو آرَضُهم أَن يفعل ذلك أَي أَخْلَقُهم. ويقال: فلانٌ أَرِيضٌ بكذا أَي خَلِيق به. ورَوْضةٌ أَرِيضةٌ: لَيِّنةُ المَوْطِئ؛ قال الأَخطل: ولقـد شـَرِبْتُ الخمـرَ فـي حانوتِها، وشــــــَرِبْتُها بأَرِيضــــــةٍ مِحْلالِ وقد أَرُضَتْ أَراضةً واسْتَأْرَضَت. وامرأَة عَرِيضةٌ أَرِيضةٌ: وَلُودٌ كاملة على التشبيه بالأَرْض. وأَرْضٌ مأْرُوضَةٌ: أَرِيضةٌ؛ قال: أَمـــا تَــرَى بكــل عَــرْضٍ مُعْــرِضِ كــــلَّ رَداحٍ دَوْحَــــةِ المُحَوَّضـــِ، مُؤْرَضــة قــد ذَهَبَــتْ فــي مُــؤْرَضِ التهذيب: المُؤَرِّضُ الذي يَرْعَى كَلأَ الأَرْض؛ وقال ابن دَالان الطائي: وهـمُ الحُلـومُ، إذا الرَّبيعُ تجَنَّبَتْ، وهـمُ الرَّبيعُـ، إذا المُـؤَرِّضُ أَجْدَبا والإِرَاضُ: البِسَاط لأَنه يَلي الأَرْضَ. الأَصمعي: الإِرَاضُ، بالكسر، بِسَاطٌ ضخْم من وَبَرٍ أَو صوف. وأَرَضَ الرجلُ: أَقام على الإِرَاضِ.وفي حديث أُم معبد: فشربوا حتى آرَضُوا؛ التفسير لابن عباس، وقال غيره: أَي شربوا عَلَلاً بعد نَهَلٍ حتى رَوُوا، مِنْ أَرَاضَ الوادي إذا اسْتَنْقَعَ فيه الماءُ؛ وقال ابن الأَعرابي: حتى أَراضُوا أَي نامُوا على الإِرَاضِ، وهو البساط، وقيل: حتى صَبُّوا اللبن على الأَرْض.وفَسِيلٌ مُسْتَأْرِضٌ وَوَديَّةٌ مُسْتَأْرِضة، بكسر الراء: وهو أَن يكون له عِرْقٌ في الأَرْضِ فأَما إذا نبت على جذع النخل فهو: الراكِبُ؛ قال ابن بري: وقد يجيءُ المُسْتَأْرِضُ بمعنى المُتَأَرِّض وهو المُتَثاقل إِلى الأَرض؛ قال ساعدة يصف سحاباً: مُسْتَأْرِضـاً بيـنَ بَطْـنِ الليـث أَيْمنُه إِلـى شَمَنْصـِيرَ، غَيْثـاً مُرْسـلاً مَعَجَـا وتأَرَّضَ المنزلَ: ارْتادَه وتخيَّره للنزول؛ قال كثير: تــأَرَّضَ أَخفــاف المُناخــةِ منهمُـ، مكــانَ الــتي قـد بُعِّثَـتْ فـازْلأَمَّتِ ازْلأَمَّت: ذهبت فَمَضَت. ويقال: تركت الحي يَتَأَرَّضون المنزِلَ أَي يَرْتادُون بلداً ينزلونه. واسْتَأْرَض السحابُ: انبسط، وقيل: ثبت وتمكن وأَرْسَى؛ وأَنشد بيت ساعدة يصف سحاباً: مستاْرضـاً بيـن بطـن الليـث أَيمنه وأَما ما ورد في الحديث في الجنازة: من أَهل الأَرض أَم من أَهل الذِّمة فإِنه أَي الذين أُقِرُّوا بأَرضهم.والأَرَاضةُ: الخِصْبُ وحسنُ الحال. والأُرْضةُ من النبات: ما يكفي المال سنَةً؛ رواه أَبو حنيفة عن ابن الأَعرابي.والأَرَضُ: مصدر أَرِضَت القُرْحةُ تأْرَضُ أَرَضاً مثال تَعِبَ يَتْعَبُ تَعَباً إذا تفَشَّتْ ومَجِلت ففسدت بالمِدَّة وتقطَّعت. الأَصمعي: إذا فسدت القُرْحة وتقطَّعت قيل أَرِضَت تأْرَضُ أَرَضاً. وفي حديث النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم: لا صيامَ إِلاّ لمن أَرَّضَ الصِّيامَ أَي تقدَّم فيه؛ رواه ابن الأَعرابي، وفي رواية: لا صيامَ لمن لم يُؤَرِّضْه من الليل أَي لم يُهَيِّئْه ولم يَنْوِه. ويقال: لا أَرْضَ لك كما يقال لا أُمَّ لك.
المعجم: لسان العرب أَرض
المعنى: أَرض {الأَرْضُ، الَّتِي عَليْهَا النَّاسُ، مُؤَنَّثَةٌ ن قَالَ اللهُ تَعَالَى وَإِلى} الأَرْضِ كيْفَ سُطِحَتْ اسْمُ جِنْسٍ، قَالَه الجَوْهَرِيّ، أَوْ جَمْعٌ بِلا وَاحِدٍ، وَلم يُسْمَعْ {أَرْضَةُ، وعِبَارَةُ الصّحاح: وَكَانَ حَقُّ الوَاحِدَةِ مِنْهَا أَنْ يُقَال أَرْضَةٌ، ولكنَّهُم لَمْ يَقُولُوا. ج:} أَرْضَاتٌ، هَكَذَا بسُكُونِ الرَّاءِ فِي سَائِرِ النُّسَخِ، وَهُوَ مَضْبُوطٌ فِي الصّحاح بفَتْحِهَا قَالَ: لأَنَّهُمْ يَجْمَعُون المُؤَنَّث الّذِي لَيْسَ فِيهِ هَاءُ التَّأْنِيث بالأَلِفِ والتَّاءِ، كقَوْلِهم: عُرُسات، قَالَ: قد يُجْمَعُ على {أُرُوضٍ، ونَقَلَهُ أَبو حَنِيفَةَ عَن أَبي زَيْدٍ. وَقَالَ أَبو البَيْدَاءِ: يُقَال: مَا أَكْثَرَ أُرُوضَ بَنِي فُلانٍ. فِي الصّحاح: ثُمَّ قالُوا:} أَرَضُونَ، فجَمَعُوا بِالْوَاوِ والنُّونِ، والمُؤَنَّث لَا يُجْمَع بالْوَاوِ والنّونِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَنْقُوصاً، كثُبَةٍ وظبَةٍ، ولكِنَّهُم جَعَلُوا الوَاوَ والنُّونَ عِوَضاً من حَذْفِهِم الأَلِفَ والتَّاءَ، وتَرَكُوا فَتْحَةَ الرَّاءِ على حَالِهَا، ورُبَّمَا سُكِّنَتْ. انْتَهَى. قُلْتُ: وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُقَال: أَرْضٌ وأَرْضُون بالتَّخْفِيف، {وأَرَضُون بالتَّثْقِيل، ذَكَرَ ذلِكَ أَبُو زَيْدٍ. وَقَالَ عَمْرُو بنُ شَأْسٍ. (ولَنَا مِنَ} الأَرْضِينَ رَابِيَةٌ ... تَعْلُو الإِكَامَ وَقُودُهَا جَزْلُ) وَقَالَ آخَرُ: (مِنْ طَيِّ {أَرْضِينَ أَمْ مِنْ سُلَّمٍ نزلٍ ... من ظَهْرِ رَيْمَانَ أَو مِنْ عِرْضِ ذِي جَدَنِ) وَفِي اللِّسَان: الْوَاو فِي} أَرَضُونَ عِوَضٌ من الهَاءِ المَحْذُوفَة المُقَدَّرَة، وفتحوا الرَّاءَ فِي الجَمْع لِيَدْخُلَ الكَلِمَةَ ضَرْبٌ من التَّكْسِير استِيحَاشاً من أَن يُوَفِّرُوا لَفْظَ التَّصْحِيح لِيُعْلِمُوا أَنَّ {أَرْضاً مِمَّا كَانَ سَبِيلُه لَوْ جُمِع بالتَّاءِ أَنْ تُفْتَح راؤُه فيُقَال} أَرَضاتٌ. فِي الصّحاح: وزَعَمَ أَبُو الخَطّاب أَنَّهُم يقولُون: {أَرْضٌ و} آرَاضٌ، كَمَا قالُوا أَهْلٌ وآهَالٌ. قَالَ ابْن بَرّيّ: الصَّحِيحُ عِنْد المُحَقِّقين فِيمَا حُكِيَ عَن أَبِي الخَطَّاب {أَرْضٌ} وأَرَاضٍ، وأَهْلٍ، كأَنَّهُ جمع {أَرْضَاةٍ وأَهْلاةٍ، كَمَا قَالُوا: ليْلَةٌ ولَيَالٍ، كأَنَّهُ جَمْعُ لَيْلاةٍ، ثمّ قالَ الجَوْهَرِيّ:} - والأَرَاضِي غيْرُ قِيَاسِيٍّ، أَي على غيْرِ قِيَاس، قَالَ كَأَنَّهُم جَمَعُوا آرُضاً، هَكَذَا وُجِدَ فِي سائِر النُّسَخ مِنَ الصّحاح، وَفِي بَعْضِها كَذَا وُجِدَ بخَطّه، ووَجَدْتُ فِي هامِش النُّسْخَة مَا نَصُّه: فِي قَوْلِه: كأَنَّهُم جَمَعُوا آرُضاً نَظَرٌ، وذلِكَ أَنَّه لَوْ كانَ الأَرَاضِي جَمْعَ الآرُضِ لَكَان أآرِض، بوَزْنِ أَعارِض كقَوْلِهِم أَكْلُبٌ وأَكَالِبُ، هَلاَّ قَالَ إِنَّ {- الأَراضِيَ جَمْعُ وَاحِدٍ مَتْرُوكٍ، كلَيَالٍ وأَهَالٍ فِي جَمْع لَيْلَةٍ وأَهْلٍ، فكَأَنَّهُ جَمْعُ لَيْلاَةٍ، وإِنْ اعْتَذَر لَهُ مُعْتَذِرٌ فَقَالَ إِنّ الأَرَاضِيَ مَقْلُوبٌ من أآرِضِ لم يَكُن مُبْعِداً، فيَكُونُ وَزْنُه إِذَنْ أَعَالفُ، كانَ أَرَاضئَ، فخُفِّفَت) الهَمْزَةُ وقُلِبَت يَاء. انْتَهَى. وقالَ ابنُ بَرّيّ: صوابُه أَنْ يقولَ جَمَعُوا} أَرْضَى مِثْل أَرْطَى، وأَمّا آرُض فقاسُ جَمْعِه أَوَارِضُ. و! الأَرْضُ: أَسْفَلُ قَوَائِمِ الدَّابَّةِ، قَالَ الجَوْهَرِيّ. وأَنشدَ لحُمَيْدٍ يَصِفُ فَرَساً: ولَم يُقَلِّبْ أَرْضَهَا البَيْطَارُ وَلَا لِحَبْليْهِ بهَا حَبَارُ يَعْنِي لم يُقَلِّب قَوَائِمَهَا لِعِلَّةٍ بِهَا. وَقَالَ غيْرُهُ: الأَرْضُ: سَفِلَةُ البَعِيرِ والدَّابّةِ، وَمَا وَلِيَ الأَرْضَ مِنْهُ. يُقَال: بَعِيرٌ شَدِيدُ الأَرْضِ، إِذا كَانَ شَدِيدَ القَوَائِمِ، قَالَ سُوَيْدُ بنُ كُرَاع: (فرَكِبْنَاهَا على مَجْهُولِهَا ... بصِلاَبِ الأَرْض فِيهنَّ شَجَعْ) وَنقل شيخُنَا عَن ابْنِ السِّيد فِي الفَرْقِ: زَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنّ الأَرْضَ بالظَّاءِ المُشالَة: قَوَائِمُ الدَّابَّةِ خاصَّةً، ومَا عَدَا ذلكَ فَهُوَ بالضَّاد، قَالَ وَهَذَا غيْرُ مَعْرُوف. والمَشْهُور أَنّ قَوَائِمَ الدَّابَّةِ وغيْرَهَا أَرْضٌ بالضَّاد، سَمِّيَتْ لانْخِفَاضِها عَن جِسْمِ الدَّابَّةِ، وأَنَّهَا تَلِي الأَرْضَ. وكُلُّ مَا سَفَلَ فهُوَ {أَرْضَ. وَبِه سَمِّيَ أَسفَلُ القَوَائِمِ. و} الأَرْضُ الزُّكَامُ، نقَلَه الجَوْهَرِيّ وَهُوَ مُذَكَّر. وَقَالَ كُرَاع: هُوَ مُؤَنَّثٌ، وأَنشد لِابْنِ أَحْمَر: (وقَالُوا أَنَتْ أَرْضٌ بِهِ وتَحَيَّلَتْ ... فأَمْسَى لِمَا فِي الصَّدْرِ والرَّأْسِ شاكِيَا) أَنَتْ: أَدْرَكَتْ. ورَوَاه أَبُو عُبَيْدٍ أَتَتْ: وَقد {أُرِضَ} أَرْضاً. الأَرْضُ: النُّفْضَةُ والرِّعْدَةُ، وَمِنْه قَوْلُ ابنِ عَبّاسٍ: أَزُلْزِلَت الأَرْضُ أَم بِي أَرْضٌ. كَمَا فِي الصّحَاح، يَعْنِي الرِّعْدَة، وقِيلَ يَعنِي الدُّوَارَ. وأَنشدَ الجَوْهَرِيّ قَوْلَ ذِي الرُّمَّة يَصفُ صائِداً: (إِذا تَوَجَّسَ رِكْزاً مِنْ سَنَابِكهَا ... أَوْ كَانَ صاحبَ أَرْض أَو بِه المُومُ) يَقُولون: لَا {أَرْضَ لَكَ. كلاَ أُمَّ لَكَ، نَقله الجَوْهَرِيّ.} وأَرْضُ نُوحٍ: ة، بالبَحْرَيْن، نَقله ياقُوتٌ والصَّاغَانِيّ. يُقَال: هُوَ ابْنُ أَرْضٍ، أَي غَرِيبٌ لَا يُعْرَفُ لَهُ أَبٌ وَلَا أُمٌّ. قَالَ اللَّعِينُ المِنْقَرِيّ: (دَعانِي ابْنُ أَرْضِ يَبْتَغِي الزَّادَ بَعْدَمَا ... تَرَامَتْ حُليْمَاتٌ بِهِ وأَجارِدُ) ويُرْوَى: أَتَانَا ابنُ أَرْضِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: ابنُ الأَرْضِ: نَبْتٌ يَخرُجُ فِي رُؤُوسِ الإِكَامِ، لَهُ أَصْلٌ وَلَا يَطُولُ، وكأَنَّه شَعرٌ، وَهُوَ يُؤْكَلُ، وَهُوَ سَرِيعُ الخُرُوجِ سَرِيعُ الهَيْجِ. {والمَأْرُوضُ: المَزْكُومُ. وَقَالَ الصَّاغَانِيّ: وَهُوَ أَحَدُ مَا جَاءَ على: أَفْعَلَهُ فَهُوَ مَفْعُولٌ، وَقد} أُرِضَ كعُنِيَ {أَرْضاً،} وآرَضَهُ اللهُ! إِيراضاً، أَي أَزْكَمَهُ، نَقَلَه الجَوْهَريّ. و {المَأْرُوضُ: مَنْ بِهِ خَبَلٌ منْ أَهْلِ} الأَرْضِ والجِنّ. قَالَ الجَوْهَريُّ: هُوَ المُحَرِّكُ رَأْسَهُ وجَسَدَهُ بِلَا عَمْدٍ، وَفِي بعض النُّسَخ بِلَا عَمَلٍ، وَهُوَ غَلَطٌ. و {الأَرْضُ: الخَشَبُ أَكَلَتْهُ} الأَرَضَةُ، مُحَرَّكَةً، اسمٌ لدُوَيْبَّةٍ، {فالأَرْضُ هُنَا بمعنَى} المَأْرُوض، وَقد {أُرِضَتِ الخَشَبةُ، كعُنِي،} تُؤْرَضُ أَرْضاً، بالتَّسْكين، فَهِيَ {مَأْرُوضَةٌ، إِذا أَكَلَتْهَا الأَرَضَةُ، كَمَا فِي الصّحاح، وزادَ غيْرُه: وأَرضَتْ} أَرْضاً أَيْضاً، أَي كسَمِعَ. {والأَرَضَةُ م، وَهِي دُودَةٌ بَيْضاءُ شِبْهُ النَّمْلَةِ تَظْهَرُ فِي أَيَّامِ الرَّبِيع. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الأَرَضَةُ ضَرْبانِ: ضَرْبٌ صَغَارٌ مثْلُ كِبَارِ الذَّرِّ، وَهِي آفَةُ الخَشَبِ خاصَّةً، وضَرْبٌ مثْلُ كِبَارِ النَّمْل، ذَواتُ أَجْنحَةٍ، وَهِي آفَةُ كُلِّ شَيْءٍ من خَشَب ونَبَات، غيْرَ أَنَّها لَا تَعْرضُ للرّطِبِ، وَهِي ذَوَاتُ قَوَائمَ، والجَمْعُ} أَرَضٌ. وقيلَ الأَرْضُ اسْمٌ للجَمْع. انْتَهَى. قُلْتُ: وَفِي تَخْصيصه الضَّرْبَ الأَوَّلَ بالخَشَب نَظَرٌ، بل هِيَ آفَةٌ لَهُ ولغَيْره، وَهِي دُودَةٌ بَيْضَاءُ سَوْدَاءُ الرَّأْسِ، وليْس لَهَا أَجْنِحَةٌ، وَهِي تَغوصُ فِي الأَرْضِ. وتَبْنِي لَهَا كِنّاً من الطِّينِ. قيل: هِيَ الَّتِي أَكَلَتْ مِنْسَأَةَ سَيِّدِنَا سُليْمَانَ عَليْه السَّلامُ، ولِذَا أَعانَتْهَا الجِنُّ بالطّينِ كَمَا قالٌ وَا، وأَنْشَدَنَا بَعْضُ الشيُوخ لبَعْضِهِم: أكَلْتُ كُتْبِي كأَنَّنِي {أَرَضَهْ} وأَرِضَت القَرْحَةُ، كفَرِحَ {تأْرَضُ} أَرَضاً: مَجِلَتْ وفَسَدَتْ بالمِدَّةِ. نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وَزَاد غيْرُهُ: وتَقَطَّعَتْ، وَهُوَ المَنْقُولُ عَن الأَصْمَعِيّ، {كاستَأْرَضَت، نَقله الصَّاغَانِيّ.} وأَرُضَتِ الأَرْضُ، ككَرُمَ، {أَرَاضَةً، كسَحَابَة، أَي زَكَتْ، فَهِيَ} أَرْضٌ {أَرِيضَةٌ، وكَذلِك} أَرِضَةٌ، أَي زَكيَّةٌ كَرِيمَةٌ، مُخَيِّلَةٌ للنَّبْت والخَيْرِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ الَّتِي تَرُبُّ الثَّرَى وتَمْرَحُ بالنَّبَات. ويُقَال: {أَرْضٌ} أَرِيضَةٌ بَيِّنَةُ {الأَرَاضَةِ، إِذا كانَتْ لَيِّنَةَ المَوْطِئ، طَيِّبَةَ المَقْعَدِ، كَرِيمَةً، جَيِّدَةَ النَّبَاتِ. قَالَ الأَخْطَلُ: (ولَقَدْ شَرِبْتُ الخَمْرَ فِي حَانُوتِهَا ... وشَرِبْتُهَا} بأَرِيضَةٍ مِحْلالِ) ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي عَمْرٍ و، يُقَال: نَزَلْنَا {أَرْضاً} أَرِيضَةً، أَي مُعْجِبَة للعَيْن. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَرْضٌ أَرِيضَةٌ: خَلِيقَةٌ لِلْخَيْرِ وللنَّبَاتِ، وإِنّهَا لَذَاتُ {إِرَاضٍ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل:} الأَرِيضَةُ: السَّهْلَةُ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: هِيَ المُخْصِبَةُ الزَّكِيَّةُ النَّباتِ. {والأُرْضَة، بالكَسْرِ، والضَّمّ، وكِعَنبَةٍ: الكَلأُ الكَثِيرُ. وَقيل:} الأُرْضَةُ من النَّبَاتِ: مَا يَكْفِي المَالَ سَنَةً. رَوَاه أَبو حَنِيفَةَ عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ. {وأَرَضَت الأَرْضُ، من حَدِّ نَصَرَ: كَثُرَ فِيهَا الكَلأُ.} وأَرَضْتُهَا: وجَدْتُهَا كَذلِكَ، أَي كَثِيرَةَ الكَلإِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: يُقَال: هُوَ {آرَضُهُم بِهِ أَنْ يَفْعَل ذلِكَ، أَي أَجْدَرُهُمْ وأَخْلَقُهُم بِهِ. شَيْءٌ عَرِيضٌ أَرِيضٌ، إِتباعٌ لَهُ، أَو يُفْرَدُ فيُقَالُ: جَدْيٌ أَرِيضٌ، أَي سَمِينٌ، هَكَذَا نَقَلَه الجَوْهَرِيّ) عَن بَعْضِهِم. وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ: (عَرِيضٌ} أَرِيضٌ بَاتَ يَيْعِرُ حَوْلَهُ ... وبَاتَ يُسَقِّينَا بُطُونَ الثَّعَالِبِ) {وأَرِيضٌ، كأَميرِ، وَعلي اقْتَصَرَ يَاقُوتٌ فِي المُعْجَم، أَو يَرِيضٌ، باليَاءِ التَّحْتِيَّة: د، أَوْ وَادٍ، أَو مَوْضِعٌ فِي قَوْل امْرئ القيْس: (أَصابَ قُطَيَّاتٍ فسَالَ اللِّوَى لَه ... فوَادِي البَدِيِّ فانْتَحَى} لأَرِيضِ) ويُرْوَى بالوَجْهَيْن، وهُمَا كيَلَمْلَم وأَلَمْلَم، والرُّمْحُ اليَزَنِيّ والأَزَنِيّ. {والإِرَاضُ ككِتَابٍ، العِرَاضُ، عَن أَبي عَمْرٍ و، قَالَ أَبو النَّجْم: (بَحْرُ هِشَامٍ وهُوَ ذُو فِرَاض ... ِ) (بَيْنَ فُرُوعِ النَّبْعَةِ الغِضَاض ... ِ) (وَسْطَ بِطَاحِ مَكَّةَ} الإِرَاض) ِ (فِي كُلّ وَادٍ وَاسعِ المُفَاض ... ِ) وكأَنَّ الهَمزَةَ بَدَلٌ من العَيْن، أَي الوِسَاعُ، يُقَال: أَرْضٌ أَرِيضَة، أَي عَريضَة. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: {الإِرَاضُ: بِسَاطٌ ضَخْمٌ من صُوفٍ أَو وَبَرٍ. قُلتُ: ونَقَلَه غيْرُه عَن الأَصْمَعيّ وعَلَّلَه غيْرُه بقَوْله: لأَنَّهُ يَلِي الأَرْضَ، وأَطْلَقَه بَعْضُهُم فِي البِسَاط.} وآرَضَهُ اللهُ: أَزْكَمَهُ، فَهُوَ {مَأْرُوضٌ، هكَذَا فِي الصّحاح، وَقد سَبَقَ أَيضاً، وكَان القِيَاس فَهُوَ مُؤْرَض.} والتَّأْرِيضُ: أَنْ تَرْعَى كَلأَ الأَرْضِ، فَهُوَ {مُؤَرِّض نَقله الأَزْهَريّ، وأَنْشَدَ لابْن رالاَن الطّائيّ: (وهُمُ الحُلُومُ إِذا الرَّبيعُ تَجَنَّبَتْ ... وهُمُ الربيعُ إِذا} المُؤرِّضُ أَجْدَبَا) قُلتُ: ويُرْوَى: وَهُم الجِبَالُ إِذا الحُلُومُ تَجَنَّنَت قيل: {التَّأْرِيضُ فِي المَنْزل، أَنْ تَرْتَادَهُ وتَتَخيَّرَهُ للنُّزول. يُقَال: تَرَكْتُ الحَيَّ} يَتَأَرَّضُونَ للْمَنْزِل، أَي يَرْتَادُون بَلَداً يَنْزِلُونه. التَّأْرِيضُ: نِيَّةُ الصَّوْمِ وتَهْيِئَتُهُ من اللَّيْل، كالتَّوْرِيض، كَمَا فِي الحَديث: لَا صيَامَ لمَنْ لم! يُؤَرِّضْهُ من الليْلِ أَي لم يُهَيِّئْهُ، وَلم يَنْوِه، وسَيَأْتِي فِي ورض. التَّأْرِيضُ: تَشْذِيبُ الكَلاَم ِ وتَهْذِيبُه، وَهُوَ فِي مَعْنَى التَّهيئَةِ. يُقَالُ: أَرَّضْتُ الكَلاَمَ، إِذا هَيَّأْتَهُ وسَوَّيْتَهُ. التَّأْرِيضُ: التَّثْقيلُ، عَن ابْن عَبَّادٍ. التَّأْرِيضُ: الإِصْلاَحُ، يُقَال: {أَرَّضْتُ بَيْنَهُم، إِذا أَصْلَحْتَ. التَّأْرِيضُ: التَّلْبِيثُ، وَقد} أَرَّضَهُ {فتَأَرَّضَ، نَقَلَه ابنُ عَبَّادٍ. التَّأْرِيضُ: أَنْ تَجْعَلَ فِي) السِّقَاء، أَي فِي قَعْره، لَبَناً أَو مَاء، أَو سَمْناً أَوْ رُبّاً. وعبَارَةُ التَّكْملَة: لَبَناً أَو مَاء أَوْ سَمْناً، أَو رُبَّا، وكأَنَّه لإِصْلاحه، عَن ابْن عَبَّادٍ.} والتَّأَرُّضُ: التَّثَاقُلُ إِلى الأَرْض، نَقَلَه الجَوْهَريّ، وَهُوَ قولُ ابْن الأَعْرَابِيّ، وأَنْشَدَ للرّاجز: فَقَامَ عَجْلانَ ومَا {تَأَرَّضَا أَي مَا تَثَاقَل، وأَوَّلهُ: وصاحبٍ نَبَّهْتُه ليَنْهَضَا إِذا الكَرَى فِي عَيْنِه تَمَضْمَضَا يَمْسَحُ بالْكَفَّيْن وَجْهاً أَبْيَضَا فَقَام إِلخ، وَقيل: مَعْنَاه: مَا تَلبَّثَ وأَنْشَدَ غيْرُهُ للجَعْدِيّ: (مُقيمٌ مَعَ الحَيِّ المُقيمِ وقَلْبُه ... مَعَ الرَّاحلِ الغَادِي الَّذي مَا تأَرَّضَا) التَّأَرُّضُ: التَّعَرُّضُ والتَّصَدِّي يُقَال: جَاءَ فُلانٌ} يَتَأَرَّضُ لي، أَي يَتَصَدَّى ويَتَعَرَّضُ. نَقَلَه الجَوْهَريُّ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ: (قَبُحَ الحُطِيْئَةُ من مُنَاخِ مَطِيَّةٍ ... عَوْجاءَ سائمَةٍ {تَأَرَّضُ للقِرَى) التَّأَرُّضُ: تَمَكُّنُ النَّبْتِ منْ أَنْ يُجَزَّ، نَقَلَه الجَوْهَريّ. وفَسِيلٌ} مُسْتَأْرِضٌ: لهِ عرْقٌ فِي الأَرْض، فأَمَّا إِذا نَبَتَ على جِذْع أُمِّه فَهُوَ الرَّاكِبُ، وكَذلكَ وَدِيَّةٌ {مُسْتَأْرِضَةٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وَقد تَقَدَّم فِي ر ك ب. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَليْه: أَرْضُ الإِنْسَان: رُكْبَتَاه فَمَا بَعْدَهُمَا. وأَرْضُ النَّعْلِ: مَا أَصَابَ الأَرْضَ منْهَا. ويُقَال: فَرَسٌ بَعيدٌ مَا بَيْنَ أَرْضِه وسَمَائه، إِذَا كَانَ نَهْداً، وَهُوَ مَجَازٌ. قَالَ خُفَافٌ: (إِذَا مَا استَحَمَّت} أَرْضُه منْ سَمَائهِ ... جَرَى وهُوَ مَوْدُوعٌ ووَاعِدُ مَصْدَقِ) {وتأَرَّضَ فُلانٌ بالمَكَان إِذا ثَبَتَ فَلم يَبْرَحْ. وَقيل: تَأَنَّى وانْتَظَر، وقَامَ على الأَرْض. وتَأَرَّضَ بالمَكَان،} واستَأْرَض بِهِ: أَقَامَ ولَبِثَ. وَقيل: تَمَكَّنَ. {وتَأَرَّضَ لي: تَضَرَّعَ. وَمن سَجَعَات الأَسَاس: فُلانٌ إِن رَأَى مَطْمَعاً تَأَرَّض وإِن مطمعاً أَعرَض.} والأَرْضُ: دُوَارٌ يَأْخُذُ فِي الرَّأْسِ عَن اللَّبَنِ فتُهرَاقُ لَهُ الأَنْفُ والعَيْنَانِ. يُقَال: بِي {أَرضٌ} - فآرِضُونِي، أَي دَاوُونِي. وشَحْمَةُ الأَرْضِ: هِيَ الحُلْكَةُ تَغُوصُ فِي الرَّمْل، ويُشبَّهُ بهَا بَنَانُ العَذَارَى. وَمن أَمْثَالهم: آمَنُ منَ الأَرْض، وأَجْمَعُ من الأَرْض، وأَشَدُّ من الأَرْصِ. وأَذَلُّ من الأَرْضِ. ويُقَال: مَا {آرَضَ هَذَا المَكَانَ أَي مَا) أَكْثَرَ عُشْبَهُ. وقيلَ: مَا آرَضَ هَذِه الأَرْضَ: مَا أَسْهَلَها وأَنْبَتَها وأَطْيَبَهَا. حكاهُ أَبُو حَنيفَةَ عَن اللِّحْيَانيّ. ورَجُلٌ} أَرِيضٌ بَيِّنُ {الأَرَاضَةِ، أَي خَليقٌ للخَيْر، مُتَوَاضِعٌ، وَقد أَرُض، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وتركَه المُصَنِّفُ قُصُوراً، وزَادَ الزَّمَخْشَريّ} وأَرُوضٌ كَذلك. {واسْتَأْرَضَت الأَرْضُ، مثْل} أَرُضَتْ، أَي زَكَتْ ونَمَت. وامرأَةٌ عَرِيضَةٌ {أَرِيضَةٌ: وَلُودٌ كَامِلَةٌ، على التَّشبيه بالأَرْض. } وأَرْضٌ {مأْرُوضَةٌ:} أَريضَةٌ، وكَذلكَ {مُؤْرَضَةٌ.} وآرَضَ الرَّجُلُ {إِيرَاضاً: أَقَامَ عَلَى} الإِرَاض. وَبِه فَسَّرَ ابنُ عَبَّاسٍ حَديثَ أُمِّ مَعْبَد: فشَرَبُوا حَتَّى {آرَضُوا وقالَ غيْرُه أَي شَرِبوا عَلَلاً بعدَ نَهَلٍ حَتَّى رَوُوا، من:} أَراضَ الوَادِي إِذا اسْتَنْقَعَ فِيهِ الماءُ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ. حَتَّى {أَرَاضُوا، أَي نامُوا على} الإِرَاضِ، وَهُوَ البِسَاطُ. وَقيل: حَتَّى صَبُّوا اللَّبَنَ على الأَرْضِ. وقَال ابْن بَرِّيّ: {المُسْتَأْرِضُ: المُتَثاقِلُ إِلى الأَرْض، وأَنشد لِسَاعِدَةَ يَصِفُ سَحَاباً: (} مُسْتَأْرِضاً بَيْنَ بَطْنِ اللِّيثِ أَيْمَنُهُ ... إِلَى شَمَنْصِيرَ غَيْثاً مُرْسَلاً مَعِجَا) {وتأَرَّضَ المَنْزِلَ: ارْتَادَهُ، وتَخيَّرَهُ للنُّزُول، قَالَ كُثيِّرٌ: (} تأَرَّض أَخْفافُ المُنَاخَةِ مِنْهُمُ ... مَكَانَ الَّتِي قد بُعِّثَتْ فازْلأَمَّتِ) {واستَأْرَضَ السَّحَابُ: انبَسَطَ وقيلَ: ثَبَتَ، وتَمَكَّن، وأَرْسَى.} والأَرَاضَةُ: الخِصْبُ وحُسْنُ الحَالِ. ويُقَال: مَنْ أَطاعَنِي كُنْتُ لَهُ {أَرْضاً. يُرَادُ التَّوَاضُعُ، وَهُوَ مَجَاز. وفُلانٌ إِنْ ضُرِبَ} فأَرْضٌ، أَي لَا يُبَالِي بضَرْبٍ، وَهُوَ مَجَاز أَيضاً. وَمن أَمثالهم آكَلُ مِنَ {الأَرَضَةِ. وأَفْسدُ من الأَرَضَةِ.
المعجم: تاج العروس أَرَضَتِ
المعنى: الأَرَضَةُ الخَشَبَ ونحوه ـُ أَرْضاً: أكلته.؛(أَرِضَتِ) الأرضُ والروضةُ ـَ أَرضَاً: كثر نبتها، وحسن مَرْآها. وـ القَرْحةُ: فسدت وتقطعت. وـ الخشبةُ ونحوها: أكلتها الأَرَضةُ، فهي أرِضَة.؛أَرُضَتِ الأرضُ ـُ أراضة: أَرِضَتْ. وـ فلان: صار خيِّراً متواضعاً. فهو أرِيضٌ.؛أُرضَ فلان: أصابه مرض يحرك له رأْسه بلا عَمْد. فهو مأْروض.؛أَرَّضَ الأَرضَ: ارتادها ورعاها. وـ الشيءَ: أصلحه. وـ السِّقاءَ: أصلحه وليَّنه بنحو اللَّبَن والسَّمْن.؛تَأَرَّض النبتُ: تمكَّن وامتدت أُصوله. وـ فلان: استقرّ في المكان وتَلبَّث. وـ المنزلَ: ارتاده وتخيَّره للنزول. وـ له: تَعَرَّض وتصدَّى.؛اسْتَأْرَضتِ الأرضُ والقَرْحةُ: أرِضت. وـ الفَسِيلُ: صار له عِرق في الأرض. وـ السحابُ: ثقل واتسع حتى كأَنَّه ثبت. وـ بالمكان: تلبَّث.؛الإِرَاضُ: بساطٌ ضخم من وَبَر أو صوف. (ج) أُرُض.؛الأَرْض: أحد كواكب المجموعة الشمسية وترتيبه الثالث في فلكه حول الشمس، وهو الكوكب الذي نسكنه. وـ الجزء منه. وفي التنزيل العزيز: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائنِ الأَرْضِ}، وأرْض الشيء: أسفله، وهي مؤنثة. (ج) أَرَضون، وأَرْضون، وأراضٍ، وَأُرُوض.؛و(علم الأرض): علم يَبْحَثُ في الأرض: طبقاتِها وتكوّنها وتَطَوُّرها. (جيولوجيا).؛الأُرْضة: الكلأ الكثير الطويل.؛الأَرَضَة: حشرة بيضاء مصفرة تشبه النملة تظهر في أيام الربيع، تعيشُ في مستعمرات كبيرة، وتأكل الخشب ونحوه، وهي من رتبةِ متساوية الأجنحة أو النمل الأبيض. يقال: خشبة مأْروضَة، وفلان أفسد من الأَرَضة. (ج) أَرَض.؛الأَرْضِيَّة: أُجْرَةُ شَغْلِ الأرض وقتاً مّا. وأرضية الحجرة ونحوها: ما يقابل سقفها. (محدثة).
المعجم: الوسيط الأرض
المعنى: ـ الأرضُ، مُؤَنَّثَةٌ: اسمُ جِنْسٍ، أو جَمْعٌ بِلا واحِدٍ، ولم يُسْمَعْ أرْضَةٌ ـ ج: أرْضاتٌ وأُرُوضٌ وأرَضُونَ وآراضٌ، والأراضِي غيرُ قِياسِيٍّ، وأسْفَلُ قَوائِمِ الدَّابَّةِ، وكُلُّ ما سَفَلَ، والزُّكامُ، والنُّفْضَةُ، والرِّعْدَةُ. ـ ولا أرضَ لكَ: كَلاَ أمَّ لَكَ. ـ وأرضُ نُوحٍ: ة بالبَحْرَيْنِ. ـ وهو ابنُ أرْضٍ: غَريبٌ. ـ وابنُ الأرضِ: نَبْتٌ كأنه شَعْرٌ، ويُؤْكَلُ. ـ والمَأرُوضُ: المَزْكومُ، أُرِضَ، كعُنِيَ، ومن به خَبَلٌ من أهْلِ الأرضِ والجِنِّ، والمُحَرِّكُ رأسَهُ وجَسَدَه بِلا عَمْدٍ، والخَشَبُ أكَلَتْه الأرَضَةُ، محركةً، ـ لدُوَيبَّةٍ م. ـ وأرِضَتِ القَرْحَةُ، كفرحَ: مَجِلَتْ، وفَسَدَتْ، ـ كاسْتَأرضَتْ. ـ وأرُضَتِ الأرضُ، ككَرُمَ، ـ فهي أرضٌ أرِيضَةٌ: زَكِيَّةٌ، مُعْجِبَةٌ لِلْعَينِ، خَليقَةٌ لِلخيرِ. ـ والِأُرْضَةُ، بالكسر والضم وكعِنَبَةٍ: الكَلأَ الكثيرُ. ـ وأرَضَتِ الأرضُ: كثُرَ فيها. ـ وأرَضْتُها: وجَدْتُها كذلك. ـ وهو آرَضُهُمْ به: أجْدَرُهُمْ. وعريضٌ أريضٌ: إتباع، أو سَمينٌ. ـ وأريضٌ أو يرِيضٌ: د، أو وادٍ. ـ والإِراضُ، ككِتابٍ: العِراضُ الوِساعُ، وبساطٌ ضَخْمٌ من صُوفٍ أو وَبَرٍ. ـ وآرَضَهُ اللّهُ: أزْكَمَهُ. ـ والتَّأريضُ: أن تَرْعَى كَلأَ الأرضِ وتَرْتادَهُ، ونِيَّةُ الصومِ وتَهْيِئَتُهُ، وتَشْذيبُ الكلامِ وتَهْذيبُهُ، والتَّثْقِيلُ، والإِصْلاحُ، والتَّلْبيثُ، وأن تَجْعَلَ في السِّقاءِ لَبَناً أو ماءٌ أو سَمْناً أو رُبًّا لإِصْلاحِهِ. ـ والتَّأرُّضُ: التَّثَاقُلُ إلى الأرض، والتَّعَرُّضُ، والتَّصَدِّي، وتَمَكُّنُ النَّبْتِ من أن يُجَزَّ. ـ وفَسيلٌ مُسْتَأرِضٌ: له عِرْقٌ في الأرضِ، فإِذا نَبَتَ على جِذْعِ أُمِّهِ، فهو الراكِبُ، ووَدِيَّةٌ مُسْتَأرِضَةٌ.
المعجم: القاموس المحيط زلم
المعنى: الزُّلَمُ والزَّلَمُ: القِدْح لا ريش عليه، والجمع أَزْلام.الجوهري: الزَّلَمُ، بالتحريك، القِدْحُ؛ قال الشاعر: بـــات يُقاســِيها غُلامٌ كــالزَّلَمْ، ليـــس بِراعـــي إبــلٍ ولا غَنَــمْ قال: وكذلك الزُّلَمُ، بضم الزاي، والجمع الأَزْلامُ وهي السهام التي كان أَهل الجاهلية يستقسمون بها.وزَلَّمَ القِدْحَ: سوَّاه وليَّنه. وزَلَّمَ الرَّحَى: أَدارها وأَخذ من حروفها؛ قال ذو الرمة: تَفُـضُّ الحَصـَى عـن مُجْمِـراتٍ وَقِيعَةٍ، كأَرْحــاءِ رَقْـدٍ زَلَّمَتْهـا المَنـاقِرُ شبه خُفِّ البعير بالرَّحَى أَي قد أَخذت المَناقِرُ والمعاوِلُ من حروفها وسوَّتْها. وزَلَّمْتُ الحجر أَي قطعته وأَصلحته للرَّحَى، قال: وهذا أَصل قولهم هو العبدُ زُلْمَةً، وقيل: كل ما حُذِقَ وأُخذ من حروفه فقد زُلِّم. ويقال: قِدْحٌ مُزَلَّمٌ وقِدْحٌ زَلِيمٌ إذا طُرَّ وأُّجِيدَ قَدُّه وصنعته، وعَصاً مُزَلَّمَةٌ، وما أَحسن ما زَلَّمَ سهمه.وفي التنزيل العزيز: وأَن تَسْتَقْسِموا بالأَزلامِ ذلكم فسق؛ قال الأَزهري، رحمه الله: الاستقسام مذكور في موضعه، والأَزْلامُ كانت لقريش في الجاهلية مكتوب عليها أَمر ونهي وافْعَلْ ولا تَفْعَلْ، قد زُلّمَتْ وسُوِّيَتْ ووضعتْ في الكعبة، يقوم بها سَدَنَةُ البيت، فإذا أَراد رجل سفراً أَو نكاحاً أَتى السادِنَ فقال: أَخْرِج لي زَلَماً، فيخرجه وينظر إليه، فإذا خرج قِدْحُ الأَمر مضى على ما عزم عليه، وإن خرج قِدْحُ النهي قعد عما أَراده، وربما كان مع الرجل زَلَمانِ وضعهما في قِرابِه، فإِذا أَراد الاستقسام أَخرج أَحدهما؛ قال الحُطَيْئَةُ يمدح أَبا موسى الأَشعري: لم يَزْجُرِ الطير، إن مَرَّتْ به سُنُحاً، ولا يُفِيـــضُ علــي قِســْمٍ بــأَزْلامِ وقال طَرَفَةُ: أَخَـــــــذَ الأَزْلامَ مُقْتَســــــِماً، فـــــأتى أَغْواهمــــا زَلَمَــــهْ ويقال: مرَّ بنا فلان يَزْلِم زَلَماناًويَحْذِم حَذَماناً؛ وقال ابن السكيت في قوله: رَبابِيــحُ تَنْــزُو أَو فُـرارٌ مُزَلَّـمُ قال: الربابيح القُرود العظام، واحدها رُبَّاح.والمُزَلَّمُ: القصير الذنب. ابن سيده: والمُزَلَّمُ من الرجال القصير الخفيف الظريف، شبه بالقِدْحِ الصغير. وفرس مُزَلَّمٌ: مُقْتَدِرُ الخَلْق. ويقال للرجل إذا كان خفيف الهيئة وللمرأة التي ليست بطويلة: رجل مُزَلَّمٌ وامرأَة مُزَلَّمَة مثل مُقذَّذَةٍ. وزَلَّمَ غِذاءه: أَساءه فصغُر جِرمه لذلك. وقالوا: هو العبد زُلْماً؛ عن اللحياني، وزُلْمَةً وزُلَمَةً وزَلْمَةً وزَلَمَةً أَي قَدُّه قَدُّ العَبد وحَذْوُهُ حَذوُهُ، وقيل: معناه كأَنه يشبه العبد حتى كأنه هو؛ عن اللحياني، قال: يقال ذلك في النكرة وكذلك في الأَمة، وفي الصحاح: أَي قُدَّ قَدَّ العبد. يقال: هذا العبد زُلْماً يا فتى أَي قَدّاً وحَذْواً، وقيل: معنى كل ذلك حَقّاً. وعطاء مُزَلَّم: قليل. وزَلَّمْتُ عطاءه: قللته. والمُزَلَّم: الرجل القصير. ابن الأَعرابي: المُزَلَّمُ والمُزَنَّمُ الصغير الجُثَّةِ، والمُزَلَّمُ السيِّء الغذاء.والزَّلَمَةُ: هَنَةٌ معلقة في حلق الشاة، فإذا كانت في الأُذن فهي زَنَمَةٌ، وقد زَنَّمْتُها؛ وأَنشد: بـــات يُقاســـِيها غُلامٌ كــالزَّلَمْ وقال الليث: الزَّلَمَة تكون للمِعْزى في حلوقها متعلقة كالقُرْط ولها زَلَمتان، وإذا كانت في الأُذن فهي زَنَمَةٌ، بالنون، والنعت أَزْلَمُ وأَزْنَمُ، والأُنثى زَلْماء وزَنماء، والمُزَنَّمُ: المقطوع طرف الأُذن.والمزَلَّمُ والمُزَنَّم من الإبل: الذي تقطع أُذنه وتترك له زَلَمَةٌ أَو زَنَمَةٌ؛ قال أَبو عبيد: وإنما يفعل ذلك بالكِرامِ منها. وشاة زَلْماء: مثل زَنْماء، والذكر أَزْلَمُ. ابن شميل: ازْدَلَم فلان رأْس فلان أَي قطعه، وزَلَم الله أَنفه.وأَزْلامُ البقر: قوائمها، قيل لها أَزْلامٌ للطافتها، شبهت بأَزْلامِ القِداح. والزَّلَمُ والزُّلَمُ: الظِّلْفُ؛ الأَخيرة عن كراع، والجمع أَزْلامٌ، وخص بعضهم به أَظلاف البقر.والزَّلَمُ: الزَّمَعُ الذي خلف الأَظلاف، والجمع أَزْلام؛ قال: تَــــزِلُّ علــــى الأَرض أَزْلامُهُـــ، كمـــا زَلَّـــتِ القَـــدَمُ الآزِحَــهْ الآزِحَةُ: الكثيرةُ لحم الأَخْمَص، شبهها بأَزْلامِ القِداحِ، واحدها زَلَمٌ، وهو القِدْح المَبْرِيّ؛ وقال الأَخْفش: واحد الأَزْلامِ زُلَم وزَلَم. وفي حديث الهجرة: قال سُراقَة فأَخرجت زُلَماً، وفي رواية: الأَزْلامَ، وهي القِداح التي كانت في الجاهلية، كان الرجل منهم يضعها في وعاء له، فإذا أَراد سفراً أَو رَواحاً أَو أَمراً مُهِمّاً أَدخل يده فأَخرج منها زُلَماً، فإن خرج الأَمرُ مضى لشأْنه، وإن خرج النهي كَفَّ عنه ولم يفعله. والأَزْلَمُ الجَذَعُ: الدهر، وقيل: الدهر الشديد، وقيل: الشديد المرّ، وقيل: هو المتعلق به البَلايا والمَنايا، وقال يعقوب: سمي بذلك لأَن المنايا مَنُوطة به تابعة له؛ قال الأَخطل: يا بِشْرُ، لو لم أكُنْ منكم بمَنزلةٍ، أَلْقَـى علـيَّ يَـدَيْهِ الأَزْلَـمُ الجَـذَعُ وهو الأَزْنَمُ الجَذَعُ، فمن قالها بالنون فمعناه أَن المنايا منوطة به، أخذها من زَنَمَةِ الشاة، ومن قال الأَزْلَم أَراد خفتها؛ قال ابن بري: وقال عباس بن مرْداسٍ: إنــي أَرَى لـكَ أَكْلاً لا يَقـومُ بهـ، مــن الأَكولـة، إلاَّ الأَزْلَـمُ الجَـذَع قال: وقيل البيت لمالك بن ربيعة العامِرِيّ يقوله لأَبي خُباشة عامر بن كعب بن عبد الله بن أُبَيّ بن كِلاب، وأَصل الأَزْلَمِ الجَذَعِ الوَعِلُ.ويقال للوعِلِ: مُزَلَّم؛ وقال: لــو كــان حَــيٌّ ناجِيــاً لَنَجَـا، مـــن بــومه، المُزَلَّــمُ الأَعْصــَمُ وقد ذكر أَن الوُعول والظّباء لا يسقط لها سنّ فهي جُذْعان أَبداً، وإنما يريدون أَن الدهر على حال واحدة. وقالوا: أَوْدَى به الأَزْلَمُ الجَذَعُ والأَزْنَمُ الجَذَعُ أي أَهلكه الدهر، يقال ذلك لما ولَّى وفات ويُئِسَ منه. ويقال: لا آتيه الأَزْلَمَ الجَذَعَ أَي لا آتيه أَبداً، ومعناه أَن الدهر باقٍ على حاله لا يتغير على طول إناه فهو أَبداً جَذَعٌ لا يُسِنُّ.والزَّلْماء: الأُرْوِيَّةُ، وقيل: أُنثى الصُّقور؛ كلاهما عن كراع.وزَلَمَ الإناء: ملأه؛ هذه عن أَبي حنيفة. وزَلَمْتُ الحوض فهو مَزْلومٌ إذا ملأته؛ وقال: حابيــــة كـــالثَّغَبِ المَزْلـــوم أَبو عمرو: الأَزْلامُ الوِبارُ، واحدها زَلَمٌ؛ وقال قُحَيْفٌ: يـبيتُ مـع الأَزْلامِ فـي رأْس حـالقٍ، ويَرْتـادُ مـا لـم تَحْتَرِزْه المَخاوِفُ وفي حديث سَطِيحٍ: أَم فـاد فـازْلَمَّ بـه شـَأْوُ العَنَـنْ قال ابن الأَثير: فازْلَمَّ أَي ذهب مسرعاً، والأَصل فيه ازْلأَمَّ فحذف الهمزة تخفياً، وقيل: أَصلها ازْلامَّ كأشْهابَّ، فحذف الأَلف تخفياً، وقيل: أزلَمَّ قبض، والعَنَنُ: الموت أي عرض له الموت فقبضه.وزُلَيْم وزَلاَّمٌ: إسمان.وازْلأَمَّ القومُ ازْلِئْماماً: ارتحلوا؛ قال العجاج: واحتملـــوا الأُمـــور فــازْلأَمُّوا والمُزْلَئِمُّ: الذاهب الماضي، وقيل: هوالمرتفع في سير أَو غيره؛ قال كُثَيِّر: تَــأَرَّض أَخْفــافُ المُناخَــةِ منهـم مكــان الــي قـد بُعِّـدَتْ فـازْلأَمَّت أَي ذهبت فمضت، وقيل: ارتفعت في سيرها. ويقال للرجل إذا نهض فانتصب: قد ازْلأَمَّ. وازْلأَمَّ النهار إذا ارتفع. وزْلأَمَّت الضُّحى: انبسطت.الجوهري: ازْلأَمَّ القومُ إزْلِئماماً أَي ولَّوا سِراعاً. وازْلأَمَّ الشيءُ: انتصب. وازْلأَمَّ النهار إذا ارتفع ضَحاؤه، وقيل في شَأْوِ العَنَنِ: إنه اعتراض الموت على الخَلْقِ.
المعجم: لسان العرب زلم
المعنى: زلم (الزَّلَم مُحَرَّكة وكَصُرَد) ، وَهَذِه عَن كُراع: (الظِّلْفُ) ، وخصّ بَعْضُهم بِهِ أَظْلافَ البَقَر، (أَو) هُوَ الزَّمَع (الَّذي) هُوَ (خَلْفَه) . (و) الزَّلَم والزُّلَم: (قِدْحٌ لَا رِيشَ عَلَيْهِ، و) هِيَ (سِهامٌ كَانُوا يَسْتَقْسِمون بهَا فِي الجاهِلِيَّة ج) أَي: جمع الكُلّ: (أَزْلامٌ) . قَالَ الله تَعَالَى: {وَأَن تستقسموا بالأزلام ذَلِكُم فسق} . قَالَ الأزهريّ: " الأزلام كَانَت لقُرَيْش فِي الجاهِليَّة مَكْتوب عَلَيْهَا أمرٌ ونَهْي، واْفْعَل وَلَا تَفْعَل، وَقد زُلِّمَت وسُوِّيت ووُضِعَت فِي الكَعْبة يقوم بهَا سَدَنَة البَيْت، فَإذْ أَرَادَ رَجلٌ سَفَراً أَو نِكاحاً أَتَى السّادنَ، وَقَالَ: أَخْرِجْ لي زَلَماً فيُخرِجُه ويَنظُر إِلَيْهِ، فَإِذا خَرَج قِدْحُ الأَمْرِ مَضَى على مَا عَزَم عَلَيْهِ، وَإِن خرج قِدْحٌ النَّهي قَعَد عمّا أَرَادَهُ، وَرُبمَا كَانَ مَعَ الرجل زَلَمان وَضَعَهما فِي قِرابِه، فَإِذا أَرَادَ الاستِقْسَام أَخْرَجَ أحدَهما، قَالَ الحُطَيْئة: (لم يزجُرِ الطَّيرَ إِن مَرّت بِهِ سُنُحاً ... وَلَا يُفِيضُ على قِسْمٍ بأزلامِ) وَقَالَ طَرفَةُ: (أَخَذَ الأزلامَ مُقْتَسِماً ... فَأَتى أغَواهُما زَلَمَهْ) وَقَالَ الأزهريّ فِي معنى الْآيَة: " أَي تَطْلُبوا من جِهَة الأزلام مَا قُسِم لكم من أَحدِ الأَمْرَيْن ". وَقد قَالَ المُؤرَّج وجَماعةٌ من أهل اللُّغة: إِن الأزلاَم قِداحُ المَيْسر قَالَ: وَهُوَ وهم، بل هِيَ قِداحُ الأمرِ والنَّهي، واْستدَلَّ عَلَيْهِ بحَدِيث سُراقةَ بنِ جَعْشَم المُدْلَجِيّ بِمَا هُوَ مَذْكُور فِي التَّهْذِيب تَركتُه لطُولِه. (وزَلَّمَه تَزْلِيماً: سَوَّاه وَلَيَّنَه) ، فَهُوَ مُزلَّم، وَقيل: كل مَا حُذِف وأُخِذ من حُرُوفه فقد زُلّم. (و) زلَّم (الرَّحَى: أَدارَها وَأَخَذ من حُرُوفِها) ، قَالَ ذُو الرُّمَّة: (تَفُضُّ الحَصَى عَن مُجمِراتٍ وَقِيعَةٍ ... كأَرحاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْها المناقِرُ) شبّه خُفَّ البعيرِ بالرَّحَى الَّتِي قد أَخَذَت المعاوِلُ من حُروفِها وسَوَّتْها. وَزَلَّمتُ الحَجَر أَي: قَطعتُه وَأَصْلَحْتُه للرَّحَى. (و) زَلَّم (غِذاءَه: أَساءَه) فَصغُر جِرمُه لذَلِك، وَهُوَ مُزلَّم. (و) المُزَلَّم (كَمُعَظَّم: القَصِيرُ الخَفِيف الظَّرِيفُ) ، شُبِّه بالقِدْح الصَّغِير كَمَا فِي المُحكَم. (و) المُزَلَّم: (الفَرَسُ المُقْتَدِر الخَلْق) كَمَا فِي المُحْكَم. وَفِي بَعْض النّسخ: المُتَلَزِّز الخَلْق. (و) المُزَلَّم (المَقْطُوع طَرَف الأُذُن) . وكَذلك المُزَنَّم: قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَإِنَّمَا (يُفْعَل ذلِك بِكرام الإبِل) ، تُقطَعُ أُذُنه وتُتْركُ لَهُ زَلَمة أَو زَنَمة. (و) زَاد غَيْرُ أبي عُبَيْد فِي (الشَّاء) أَيْضا: (وَهُوَ أزلَمُ) أَي: ذَكَر الشَّاء (وَهِي زَلْماءُ) مثل زَنْماء. (و) المُزَلَّم: (القِدْح) طُرَّ و (أُجِيدَ صَنْعَتُه وقَدَّه كالزَّلِيم) ، يُقَال: قِدْح زَلِيم ومُزَلَّم، نَقله الجَوْهريُّ عَن ابنِ السِّكّيت. (و) المُزَلَّم: (الوَعِل) . قَالَ الشاعِرُ: (لَو كَانَ حَيٌّ ناجِيًا لنَجَا ... من يومِه المُزَلَّم الأعصَمُ) (و) المُزَلَّم: (الصَّغِير الجُثَّة) كالمُزَنَّم، عَن ابنِ الأعرابيّ. (و) يُقَال: (هُوَ العَبْد زَلْمَةً) بالفَتْح (ويُضَمّ ويُحَرَك أَي: قَدُّه قَدُّ العَبْد) ، نَقَله الجوهريّ، وَفِي التَّهذِيب: (العَبِيد (أَو حَذْوُه حَذْوُه) . وَقَالَ الكِسائِيُّ: أَي: حَقًّا، كَمَا فِي الصِّحَاح. (أَو) مَعْنَاهُ (يُشْبِهُه) حَتّى (كَأَنَّه هُوَ) ، عَن اللِّحياني. قَالَ: يُقالُ ذَلِك فِي النَّكِرة، (وَكَذلِك) فِي (الأَمَة) ، وقرأتُ بِخَطّ عبدِ السَّلَام البَصْرِيّ مَا نصّه: الأصمَعِيُّ يَقُول: هُوَ العبدُ زَلَمةُ مَرْفُوع غَيرُ مُنوَّن. وابنُ الأعرابيّ يَقُول: هُوَ العَبْدُ زَنَمةً، بالنَّصْب والتنوين. (والزَّلَم مُحَرَّكَة وكَصُرَد: واحِدُ الوِبارِج: أزلامٌ) ، عَن أبي عَمْرو، وَأنْشد لقحَيْف: (يَبِيتُ مَعَ الأَزْلام فِي رَأسِ حالقٍ ... ويَرْتادُ مَا لم تَحْتَرِزه المَخاوِفُ) واقْتَصَر الجوهَرِيّ على الزُّلَم كصُرَد، ونَقَله عَن أبي عَمْرو. (وزَلَمَتا العَنْزِ) مُحَرَّكة: (زَنَمَتاها) . قَالَ الخَلِيل: " الزَّلَمة تكون للمَعِز فِي حُلوقِها مُتعَلّقة كالقُرْط "، وَلها زَلَمَتَان، فَإِن كَانَت فِي الأُذُن فَهِيَ زَنَمة بالنّون كَمَا فِي الصّحاح. (وَيُقَال للوَعِل) على الأَصْل، (والدَّهْرِ) كَمَا فِي الصِّحَاح، زَاد غَيرُه (الشَّدِيد) . وَقيل: الشَّدِيدُ المَرِّ، وَقيل: هُوَ (الكَثِير البَلايَا) ، والمَنايَا، على التَّشْبِيه (الأَزْلَمُ الجَذَعُ) ، قَالَ يَعْقُوب: سُمِّي بِذلك لِأَن المَنَايَا مَنوطَةٌ تابِعَة لَهُ، وَأنْشد الجوهَرِيُّ للأخطَلِ: (يَا بِشرُ لوْ لم أَكُن مِنْكُم بِمَنْزِلةٍ ... ألقَى عليَّ يَدَيْه الأزلمُ الجذَعُ) ويُروَى بالنُّون أَيْضا. وَقَالُوا: (أَوْدَى بِهِ الأَزْلَمُ الجَذَعُ، والأزنَمُ: الجَذَع أَي: أهلَكه الدَّهر ". يُقَال ذلِك لما وَلَّى وَفَاتَ ويُئِس مِنْهُ. وَيُقَال: لَا آتيه الأزلَمَ الجَذَعَ أَي: أبدا. وَالْمعْنَى أَنَّ الدهرَ باقٍ على حَاله لَا يتغَيَّر على طُولِ إناه، فَهُوَ أبدا جَذَع لَا يُسنُّ. (والزّلْماءُ: الأُروِيَّة، و) قيل: (أُنْثَى الصُقُور) كِلَاهُمَا عَن كُراع. (والمُزَلَئِمّ كَمُشمَعِلّ: الذاهِبُ المَاضِي، أَو المُرْتَفِع فِي سَيْر أَو غَيْرِه) ، قَالَ كُثَيّر: (تأَرَّضَ أخفافُ المُناخَة مِنْهُمَا ... مَكانَ الَّتِي قد بُعِّدتْ فازْلأَمَّتِ) أَي: ذَهَبت فَمَضَت. وَقيل: ارتَفَعَت فِي سَيْرها. (و) المُزْلَئِمُّ: (المُرْتَحِلُ) ، نَقله الجَوهريّ عَن أبي زَيْد، وَقَالَ غَيره: هُوَ المُولِّي سَرِيعا. (وازلأّمَّ الضُّحَى) ، كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ وازلأَمَّت الضُّحَى: (انْبَسَطَت) ، وَفِي الصّحاح: ازْلأَمَّ النَّهارُ: ارتَفع ضَحاؤُه. (و) زُلَيْمٌ وزَلاَّمٌ (كَزُبَيْر وشَدَّاد: اسْمان) . (وزَلَم) زَلْمًا: أخْطأ، و) زَلَم (الإناءَ) ، وَفِي الصّحاح: الحَوْضَ: (مَلأَه) ، فَهُوَ مَزْلومٌ. قَالَ: (جابية كالثَّغَبِ المَزْلُومِ ... ) (و) زَلَم (عَطاءَه: قَلَّلَه) ، وَالَّذِي فِي الصّحاح بالتَّشْدِيد. (و) قَالَ ابنُ شُمَيْل: زَلَم (أَنْفَه) : إِذا (قَطَعَه وازْدَلم أنفَه: استَأْصَله. و) ازدَلَم (رأسَه: قَطَعَه) . ونصُّ ابنِ شُمَيْل: ازدَلَم رأسَه أَي: قَطَعه، وزَلَم اللهُ أنفهُ. (والزَّلَم مُحَرَّكة: جَبَل قُرب شَهْرَزُور) . (والزَّلَم: (نَباتٌ لَا بِزْر لَهُ وَلَا زَهْر، وَفِي عُروقِه الَّتِي تَحْت الأرضِ حَبٌّ مُفَلْطَح حُلوٌ باهِيٌ) . [] وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الزَّلَم بالتَّحْرِيك: الغُلام الشَّدِيد الخَفِيف، والجَمْع: أَزْلامٌ، قَالَ الشاعِرُ: (بَات يُقاسِيها غُلامٌ كالزَّلَمْ ... لَيْسَ بِراعِي إبل وَلَا غَنَمْ) والمُزَلَّمةُ كمُعَظِّمةٍ: الْعَصَا أُجِيد قَدُّها. ومَرَّ بِنَا فلَان: يَزلِم زَلمانًا ويَحذِم حَذمَانًا. والمُزَلَّمُ كمُعظَّمٍ: القَصِير الذَّنَب، عَن ابنِ السّكّيت، " يُقَال للرّجل إِذا كَانَ خَفِيفَ الهَيْئة، وللمرأة الَّتِي لَيْسَت بِطَوِيلة: رجل مُزلَّم، وَامْرَأَة مُزلَّمة مثل مُقَذَّذة " نَقله الجَوهَرِيّ عَن ابْن السِّكّيت. وَيُقَال: هُوَ العَبْد زَلَمةً بضَمّ فَفَتْح، نَقله الجوهريّ فَهِيَ لُغاتٌ أَرْبَعَة، وَنقل عَن اللّحيانيّ: يُقَال: هَذَا العَبْد زُلْمًا يَا فَتى بالضَّم أَي: قَدًّا وحَذْوًا، وَقيل: معنى كل ذَلِك حَقًّا. وعَطاءٌ مُزْلَّم: قلِيلٌ. وَمن الْمجَاز: أَزلام البَقَر: قوائِمُها. قيل لَهَا: أَزلامٌ لِلطَافَتِها شُبِّهت بأَزْلام القِداح. وَفِي الأَساس: سُمِّيت لقُوِّتِها وصَلابَتِها، وَأنْشد لِلَبِيد: (حَتَّى إِذا حَسَر الظَّلام وأسفَرَتْ ... بَكَرَتْ تَزِلّ عَن الثَّرى أَزْلامُهَا) وتزْلِيمُ الإناءِ: مَلؤُه، عَن أَبي حَنِيفةَ. وازلَمَّ كاحمَرَّ: ذهب مُسرِعاً كازلامّ كاحمارّ، وازلمّ أَيْضا: قَبضَ. وَيُقَال للرَّجُل إِذا نَهَض فانْتَصَب قد ازلأَم. والأزلَمُ: أحدُ مَناهِل الحاجّ المصرِيّ، سُمِي بِهِ لِأَنَّهُ لَا يَنْبُت بِهِ نَبات كَأَنَّهُ من الزَّلَم، وَهُوَ السَّهْم الَّذِي لَا رِيشَ لَهُ، ذكره هَكَذَا أَربابُ الرحل، وَنَقله شَيخنَا كَذَلِك. قلتُ: والصَّواب فِيهِ أَزْنَم بالنّون كَمَا ضَبَطه قَاضِي القُضاة شَمْسُ الدّين محمدُ بنُ مُحَمَّد بن ظَهِيرِ الدّين الطّرابلسيّ الحنفِيّ فِي مَناسِكه، وَسَيَأْتِي ذَلِك قَرِيبا. والزَّلّومةُ: اللَّحمة المُتدَلِّية، عامية.
المعجم: تاج العروس ضرع
المعنى: ضرع الضَّرْع: م، مَعروفٌ، للظِّلْفِ والخُفِّ، أَي لكُلِّ ذاتِ ظِلْفٍ، أَو للشَّاءِ والبَقَرِ، ونَصُّ العَينِ: للشَّاةِ والبَقَرِ ونَحوِهما، وأَمّا للنّاقةِ فخِلْفٌ، بالكَسر، كَمَا سيأْتي، وَقَالَ ابنُ فارِسٍ: الضَّرْعُ للشاةِ وغيرِها. وَقَالَ ابنُ دُرَيدٍ: الضَّرْع: ضَرْعُ الشَّاةِ، ج: ضُروعُ، وَقَالَ أَبو زيدٍ: الضَّرْعُ: جماعٌ، وَفِيه الأَطباءُ، وَهِي الأَخلافُ، وَفِي الأَطْباءِ الأَحاليل، وَهِي خُروقُ اللَّبَنِ. وَفِي اللِّسان: ضَرْعُ الشَّاةِ والنّاقَةِ: مَدَرُّ لَبَنِها. وَفِي التَّوشيحِ: الضَّرْعُ للبهائم، كالثَّدْيِ للمَرْأَةِ قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: شاةٌ ضَرْعاءُ. قَالَ ابنُ فارسٍ: شاةٌ ضَريعٌ، وضريعَةٌ، أَي عظيمتُه، أَي الضَّرع. وَفِي اللِّسان: الضَّريعَةُ والضَّرعاءُ جَمِيعًا: العظيمةُ الضَّرعِ من الشَّاءِ والإبلِ. وشاةٌ ضَريعٌ: حسَنَةُ الضَّرْعِ. ونَصَّ ابْن دُرَيْدٍ فِي الجَمهرَةِ: امرأَةٌ ضَرعاءُ: عظيمةُ الثَّديَينِ، والشَّاةُ كذلكَ، فالمُصنِّفُ خَلَطَ كلامَهم، وقصَدَ بِهِ الاختِصارَ، وَفِيه تأَمُّلٌ عندَ ذَوي الأَبصارِ. وضَرْعاءُ: ة، نَقله الصَّاغانِيّ. قَالَ أَبو حنيفةَ: الضُّروعُ، بالضَّمِّ: عِنَبٌ بالسَّراةِ أَبيضُ كِبارُ الحَبِّ قليلُ الماءِ، عظيمُ العناقيد، مثل الزَّبيب الَّذِي يُسَمَّى الطَّائفِيّ. قَالَ تَعَالَى: لَيْسَ لهُم طَعامٌ إلاّ مِنْ ضَريعٍ، لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغني من جُوعٍ الضَّريعُ، كأَميرٍ: الشِّبْرِقُ، قَالَه أَبو حنيفةَ، وَقَالَ ابنُ الأَثيرِ: هُوَ نَبْتٌ بالحِجازِ، لَهُ شَوكٌ كِبارٌ يُقَال لَهُ: الشِّبرِق، أَو يَبيسُه، نَقله الجَوْهَرِيّ، أَو نَباتٌ رَطْبُهُ يُسَمَّى شِبْرِقاً، ويابِسُه يُسَمَّى ضَريعاً، عندَ أَهل الحِجازِ، قَالَه الفَرَّاءُ، لَا تَقرَبُه دابَّةٌ لِخُبْثِه، قَالَ أَبو حنيفةَ: هُوَ مَرعى سَوْء، لَا تَعقِدُ عَلَيْهِ السَّائمَةُ شَحماً وَلَا لَحْماً، فإنْ لَمْ تُفارِقْه إِلَى غيرِه ساءَ حالُها، قَالَ قيسُ بنُ العَيزارَةِ يصف الإبِلَ وسوءَ مَرعاها: (وحُبِسْنَ فِي هَزَمِ الضَّريع وكُلُّها ... حَدباءُ داميَةُ اليَدَينِ حَرودُ) قَالَ أَبو الجَوزاءِ: الضَّريعُ: السُّلاّءُ، وجاءَ فِي التَّفسير: أَنَّ الكُفَّارَ قَالُوا: إنَّ الضَّريعَ تَسْمَنُ عَلَيْهِ إبلُنا، فَقَالَ الله تَعَالَى: لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغني من جُوعٍ. قَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: الضَّريعُ: العَوْسَجُ الرَّطْبُ، فَإِذا جَفَّ فَهُوَ عَوْسَجٌ، فَإِذا زادَ جُفوفاً فَهُوَ الخَزيزُ، قَالَ الليثُ: الضَّريعُ: نَباتٌ فِي الماءِ الآجِنِ، لَهُ عُروقٌ لَا تَصلُ إِلَى الأَرضِ. أَو هُوَ شيءٌ فِي جهنَّمَ أَمَرُّ من الصَّبْرِ، وأَنتَنُ من) الجيفَةِ، وأَحرُّ من النّارِ، وَهَذَا لَا يعرِفُه العَرَبُ، وَهُوَ طَعامُ أَهلِ النّارِ. قيل: هُوَ نباتٌ أَخضَرُ، كَمَا فِي اللِّسان، وَفِي المُفرداتِ: أَحمَرُ مُنتِن الرِّيحِ خفيفٌ يَرمي بِهِ البَحرُ، وَله جَوفٌ. قَالَ ابْن عَبّادٍ: الضَّريعُ: يَبيسُ كلِّ شَجرَةٍ، وخَصَّه بعضُهُم بيبيسِ العَرْفَجِ والخُلَّةِ. قيل: الضَّريعُ: الخَمْرُ أَو رَقيقُها، وَهَذِه عَن ابْن عبادٍ، قَالَ الليثُ: الضَّريعُ: الجِلدَةُ الَّتِي على العَظْمِ تحتَ اللَّحمِ من الضِّلْعِ. وَيُقَال: هُوَ القِشْرُ الَّذِي عَلَيْهِ. وضَرَعَ إِلَيْهِ، ولَهُ، ويُثَلَّثُ، الكسرُ عَن شَمِرٍ ضَرَعاً، مُحَرَّكَةً، مَصدرُ ضَرِعَ، كفَرِحَ، وضَراعَةً، مدر ضَرُعَ وضَرَع، ككَرُمَ ومَنَعَ، الأَخير على غير قِياسٍ، واقتصرَ الجَوْهَرِيّ على ضَرَعَ، كمَنَعَ: خضَعَ وذَلَّ، وَفِي حَدِيث عُمر رَضِي الله عَنهُ: فقد ضَرَعَ الكبيرُ، ورَقَّ الصَّغيرُ. قيل: ضَرَعَ: اسْتَكانَ، وَهُوَ قريب من الخضوعِ والذُلِّ. ضَرَع لَهُ، كفَرِحَ ومَنَعَ: تذَلَّلَ وتَخَشَّعَ، وسأَلَه أَن يُعطِيَهُ، فَهُوَ ضارِعٌ، قَالَ الشَّاعِر: (وأَنتَ إلَهُ الحَقِّ عَبْدُكَ ضارِعٌ ... وَقد كنتُ حِيناً فِي المُعافاةِ ضارِعا) وَقَالَ آخرُ: (لِيَبْكِ يَزيدَ ضارِعٌ لخُصومَةٍ ... ومُخْتَبِطٌ مِمّا تُطيحُ الطَّوائحُ) وضَرِعٌ، ككَتِفٍ، فِيهِ لَف ونَشْرٌ غيرُ مُرَتَّبٍ، وضَروعٌ، كصَبورٍ، من ضَرَعَ كمَنَعَ، وضَرَعَةٌ، مُحَرَّكَةً. ضَرُعَ، ككَرُمَ، ضَراعَةً: ضَعُفَ، فَهُوَ ضَرَعٌ، مُحَرَّكَةً، من قوم ضَرَعٍ، مُحَرَّكَةً أَيضاً، فشاهِدُ الأَوّل قولُ أَبي زُبَيْدٍ الطَّائِيِّ: (إمّا بِحَدِّ سِنانٍ أَو مُحافَلَةٍ ... فَلَا فَحومٌ وَلَا فانٍ وَلَا ضَرَعُ) وشاهدُ الثّاني قولُ الشَّاعِرِ، أَنشدَه الليثُ: (تَعدو غُواةٌ على جيرانِكُمْ سَفَهاً ... وأَنتمُ لَا أُشاباتٌ وَلَا ضَرَعُ) فِي حَدِيث المِقدادِ: وَإِذا فِيهَا فَرَسٌ آدَمُ، ومُهْرٌ ضَرَعٌ، وَهُوَ مُحَرَّكَة، أَي لم يَقوَ على العَدْوِ لِصِغَرِه. والضَّارِعُ والضَّرَعُ، مُحَرَّكَةً: الصَّغير من كلِّ شيءٍ، أَو الصَّغير السِّنِّ، وَمِنْه الحديثُ: قَالَا عليٌّ رَضِي الله عَنهُ: ولَو كَانَ صَبِيّاً ضَرَعاً، أَو أَعجَمِيّاً مُتَسَفّهاً، لمْ أَسْتَسْعِه. وقِيلَ: هُوَ الضَّعيفُ النَّحيفُ الضَّاوي الجِسم، ومنهُ الحَديثُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم رأَى ولَدَي جَعفَرٍ الطَّيّارِ فَقَالَ: مالِي، أَراهُما ضارِعَيْنِ أَي ضاوِيَيْنِ، وَقيل: جَسَدُكَ ضارِعٌ، وجَنْبٌ ضارِعٌ، وأَنتَ ضارِعٌ، قَالَ الأَحوَضُ: (كَفَرْتَ الَّذِي أَسْدَوا إليكَ ووَسَّدوا ... من الحُسنِ إنعاماً وجَنبُكَ ضارِعُ) ) وَفِي حديثِ قيس بنِ عاصِمٍ: إنِّي لأُفْقِرَ البَكْرَ الضَّرْعَ والنّابَ المُدْبِرَ، أَي أُعيرُهما للرُّكوبِ، يَعْنِي الجَمَلَ الضَّعيفَ، والنّاقةَ الهَرِمَة. الضَّرِعُ، ككَتِفٍ: الضَّعيفُ الجِسمِ النَّحيف، وَقد ضَرِعَ، كفَرِحَ. وضَرَعَ بِهِ فرَسُهُ، كمَنَعَ: أَذَلَّه. هَكَذَا فِي العُبابِ، وَبِه فُسِّرَ حديثُ سَلمانَ رَضِي الله عَنهُ: أَنَّه إِذا كانَ أَصابَ شَاة مِمَّن الغَنَمِ ذبحَها، ثمَّ عمدَ إِلَى شَعرِها فجعلَه رسَناً، وينظُرُ إِلَى رَجُلٍ لهُ فَرَسٌ قد ضَرَعَ بِهِ فيُعطيه. وَفِي اللِّسان يُقال: لِفلانٍ فَرَسٌ قد ضَرَعَ بهِ، أَي غلبَه. ضَرَعَ السَّبُعُ من الشيءِ ضُروعاً، بالضَّمِّ: دَنا، نَقله ابنُ القَطَّاعِ فِي الأَفعالِ، ونّصُّه: ضَرَعَ السَّبُعَ مِنكَ. منَ المَجاز: ضَرَعَتِ الشَّمسُ: غابَتْ، أَو دَنَتْ للمَغيبِ، كضَرَّعَت تَضريعاً، وعَلى هَذِه اقتصَرَ الجَوْهَرِيُّ. وتَضْرُعُ، كتَنْصُرُ: ع، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وأَنشدَ لعامِر بنِ الطُّفَيْلِ وَقد عُقِرَ فرَسُهُ: (ونِعْمَ أَخو الصُّعلوكِ أَمسِ ترِكْتُهُ ... بتَضْرُعَ يَمْري باليَدينِ ويَعسِفُ) وَتَبعهُ الصَّاغانِيّ فِي الْعباب، وَفِيه يَكبو باليَدَين، وَقَالَ ابنُ بَرّيّ: أَخو الصُّعلوكِ، يَعْنِي بِهِ فرسَه، ويَمري بيدَيْهِ: يُحَرِّكُهما كالعابث، ويَعسِفُ: تَرجُفُ حُنجُرَتُه من النَّفَسِ، قَالَ: وَهَذَا البيتُ أَوردَه الجَوْهَرِيّ بتَضَرُعَ بِغَيْر واوٍ، وَرَوَاهُ ابْن دُرَيْدٍ: بتَضْروعَ، مثل تَذنوب. والضَّرْعُ، بالكَسر: المِثلُ، والصَّادُ لغةٌ فِيهِ. الضَّرْعُ أَيضاً: قوَّةُ الحَبْلِ، والصَّادُ لغةٌ فِيهِ، ج: ضُروعٌ وصُروعٌ، وَبِه فُسِّرَ قولُ لَبيدٍ: (وخَصْمٍ كبادي الجِنِّ أَسْقَطْتُ شأْوَهُمْ ... بمُسْتَحْوِذٍ ذِي مِرَّةٍ وضُروعِ) وفسَّرَه ابنُ الأَعرابيِّ فَقَالَ: مَعْنَاهُ: واسِعٌ لَهُ مَخارِجُ كمَخارِجِ اللَّبَنِ، ورواهُ أَبو عُبيدٍ بالصَّادِ المُهملَةِ، وَقد تقدَّم. وأَضْرَعَ لَهُ مَالا: بذلَه لَهُ، قَالَ الأَسودُ بنُ يَعفُرَ: (وَإِذا أَخِلاّئي تَنَكَّبَ وُدُّهُم ... فأَبو الكُادَةِ مالُه لي مُضْرَعُ) أَي مَبذولٌ. أَضْرَع فُلاناً: أَذَلَّه، وَفِي حَدِيث عليٍّ رَضِي الله عَنهُ: أَضرعَ اللهُ خُدودَكُم. أَي أَذَلَّها، وقيلَ: كانَ مَزْهُوَّاً فأَضرَعَه الفَقْرُ. أَضْرَعَت الشّاةُ: نزَلَ لبَنُها قُبيلَ النَّتاجِ. وأَضرَعَتِ النّاقَةُ، وهِيَ مُضْرِعٌ: نزَلَ لبنُها من ضَرْعِها. قُرْبَ النِّتاجِ. زادَ الرَّاغِبُ: وذلكَ مثل أَتْمَرَ وأَلْبَنَ، إِذا كثُرَ لبنُه وتَمرُه. وَفِي الأَساسِ: أَضرَعَت النّاقةُ والبقَرَةُ: أَشرقَ ضَرْعُها قبلَ النِّتاجِ. فِي المَثَلِ: الحُمَّى أَضْرَعَتْني لكَ، كَمَا فِي الصِّحاح والأَساسِ، ويُروَى: لِلنَّومِ، كَمَا فِي الْعباب يُضْرَبُ فِي الذُّلِّ عندَ الحاجَةِ. قَالَ المُفَضَّلُ: أَوَّلُ مَنْ قَالَ ذلكَ رَجُلٌ من كلبٍ يُقال لهُ: مُرَيْرٌ،) كَانَ لِصّاً مُغيراً، وَكَانَ يُقال لَهُ: الذِّئبُ، اخْتَطَفَتِ الجِنُّ أَخَوَيهِ: مُرارَةَ ومُرَّةَ، فأَقسمَ لَا يَشرَبُ الخَمْرَ، وَلَا يَمَسُّ رأْسَه غِسْلٌ حتّى يَطلُبَ بأَخَوَيْهِ، فتنكَّبَ قوسَه، وأَخذَ أسهُماً، ثُمَّ انطلَقَ إِلَى ذلكَ الْجَبَل الَّذِي هلكَ فِيهِ أَخَواهُ، فمكثَ فِيهِ سبعةَ أَيّامٍ لَا يَرى شَيْئا، حتّى إِذا كَانَ فِي اليومِ الثّامِنِ إِذا هُوَ بظَليمٍ، فَرَمَاهُ فأَصابَه حتّى وقعَ فِي أَسفلِ الجَبَلِ، فلمّا وَجَبَتِ الشَّمسُ بصُرَ بشَخْصٍ قائمٍ على صَخرَةٍ يُنادي: (يَا أيُّها الرَّامي الظَّليمَ الأَسودْ ... تَبَّتْ مَرامِيكَ الَّتِي لمْ تُرْشَدْ) فأَجابه مُرَيْرٌ: (يَا أَيُّها الهاتِفُ فوقَ الصَّخْرَهْ ... كمْ عَبْرَةٍ هَيَّجْتَها وعَبْرَهْ) (بقتلِكُمْ مُرارَةً ومُرَّهْ ... فَرَّقْتَ جَمْعاً وتَرَكْتَ حَسْرَهْ) فتوارى الجِنِّيُّ عَنهُ هَوِيّاً من اللَّيْل، وأَصابَتْ مُرَيراً حُمّىً، فغلبَتْهُ عينه، فأَتاهُ الجِنِّيُّ، فاحتملَهُ، وَقَالَ لَهُ: مَا أَنامَكَ وَقد كنتَ حَذِراً فَقَالَ: الحُمَّى أَضْرَعَتْني لِلنَّوْمِ. فذَهَبَتْ مَثلاً. قَالَ ابنُ عَبّادٍ: التَّضريعُ: التَّقَرُّبُ فِي رَوَغانٍ، كالتَّضَرُّعِ، وَقد ضَرَّعَ، وتَضَرَع. قَالَ: وضَرَّعَ الرُّبَّ تَضريعاً: طبَخَه، أَي العصيرَ، فَلم يُتِمَّ طبخَهُ. فِي الصِّحاح: ضَرَّعَتِ القِدْرُ: حانَ أَنْ تُدرِكَ. يُقَال: تضَرَّعَ إِلَى الله تَعَالَى، أَي ابتهَلَ وتَذَلَّلَ، وَقيل: أَظهرَ الضَّراعَةَ، وَهِي شِدَّةُ الفَقْرِ، وَالْحَاجة إِلَى الله عزَّ وجَلَّ، ومه قَوْله تَعَالَى: تَدْعونَهُ تَضَرُّعاً وخُفْيَةً أَي مُظهِرينَ الضَّراعَةَ، وَحَقِيقَته الخُشوعُ، وانتصابُهما على الحالِ وَإِن كَانَا مَصدرَينِ، وقولُه تَعَالَى: فَلَولا إذْ جاءَهُمْ بأْسُنا تضَرَّعوا أَي تَذَلَّلوا وخَضَعوا. وَقيل: التَّضَرُّع: المُبالَغة فِي السُّؤالِ والرَّغبةِ، وَمِنْه حديثُ الاستسقاءِ: خَرَجَ مُتَبَذِّلاً مُتَضَرِّعاً، أَو تضَرَّعَ، وتعرَّضَ، وتأَرَّضَ، وتأَتَّى، وتصَدَّى، بِمَعْنى إِذا جاءَ بطلَب الحاجَةَ إليكَ، نَقله الجَوْهَرِيّ عَن الفَرّاءِ. من المَجازِ: تَضَرَّعَ الظِّلُّ، إِذا قَلَصَ، والصَّادُ لغةٌ فِيهِ. وضارَعَهُ مُضارَعَةً: شابهَهُ، كأَنَّه مثلُه أَو شِبهُه، وَتقول: بينَهُما مُراضَعَةُ الكاسِ، ومَضارَعَةُ الأَجناس، وَهُوَ من الضَّرْعِ، كَمَا فِي الأَساس. قَالَ الرَّاغِبُ: والمُضارَعَةُ: أَصلُها التَّشارُكُ فِي الضَّرَاعَةِ، ثمَّ جرَّدَه للمُشارَكَةْ. وتضَارعُ، بضَمِّ المُثَنَّاةِ فوقُ والرَّاءِ، أَي بضَمِّهما. قيل: بضَمِّها، أَي المُثَنّاة وكَسر الرَّاءِ، فَهِيَ ثلاثةُ أَقوالٍ، الأَخيرُ عَن المُوعَبِ، على صِيغَة لمَفعول، تأْليف الإِمَام اللُّغَوِيِّ أَبلي غالبٍ المُرْسِيِّ الشَّهيرِ بابنِ التَّيانِيِّ شارِحِ الفصيحِ وغيرِه، وعَلى الأُولَى اقتصَرَ الجَوْهَرِيّ، قَالَ ابنُ برّيّ: صوابُه تُضارِعُ، بكسْر الرَّاءِ، قَالَ: وَكَذَا هُوَ فِي بَيت أَبي) ذُؤَيْب، فأَمّا بضَمِّ التّاءِ والرّاءِ فَهُوَ غَلَطٌ، لأَنَّه ليسَ فِي الكلامِ تَفاعُلُ وَلَا فُعالُلُ، قَالَ ابْن جنّيّ: يَنبغي أَن يكون تُضارِعُ فُعالِلاً بمَنزلَة عُذافِر، وَلَا نحكُم على التّاء بالزِّيادَةِ إلاّ بدَليلٍ. قلتُ: قولُ ابْن برّيّ: صَوابُه إِلَى آخِرِه، يَحتَمِلُ أَنْ يَكونَ بضَمِّ التّاءِ، كَمَا يُفهَمُ ذلكَ من إطلاقِه، أَو بفتحِها مَعَ كَسْرِ الرَّاءِ، وَهُوَ رِوَايَة الباهِليِّ فِي شرحِ قولِ أَبي ذُؤَيبٍ، وَمَا ذكَرَه المُصنِّفُ عَن المُوعَبِ فقد وُجِدَ هَكَذَا فِي بعضِ نُسَخِ الدِّيوانِ، وَهِي روايَةُ الأَخفَشِ، ووُجِدَ فِي هامِشِ الصِّحاحِ: ولمْ أَجِدْ ضَمَّ الرَّاءِ فِي تُضارِع لغيرِ الجوهَرِيّ. قلتُ: أَي مَعَ ضَمِّ التّاءِ، وأَمّا مَعَ فَتحِها فَلَا، كَمَا عرفتَ، واخْتُلِفَ فِي تعْيين تُضارِع، فَقَالَ السُّكَّريُّ: هُوَ مَوضِعٌ، وَفِي الصِّحاحِ: جَبَلٌ بنَجْدٍ، وَفِي التَّهذيبِ: بالعقيقِ، قَالَ أَبو ذُؤَيبٍ: (كأَنَّ ثِقالَ المُزْنِ بينَ تُضارِعٍ ... وشابَةَ بَرْكٌ من جُذامَ لَبيجُ) وَمِنْه الحَدِيث: إِذا سالَ تُضارِعُ فهوَ عامُ خِصْبٍ، والرِّوايَةُ فَهُوَ عامُ رَبيعٍ، وَفِي بعضِ الرِّوايات: إِذا أَخْضَبَتْ تُضارِعُ أَخْصَبَتِ البلادُ. والمُستَضرِعُ: الضَّارِعُ، وَهُوَ الخاضِعُ، قَالَ أَبو زُبيدٍ الطَّائيّ: (مُسْتَضْرِعٌ مَا دَنا مِنهُنَّ مُكْتَنِتٌ ... بالعَرْقِ مُجْتَلِماً مَا فوقَه، قَنِعُ) اكْتَنَتَ: إِذا رَضِي، وَقَوله: مُجْتَلِماً يُرِيد لَحْمَةً من هَذَا الأسدِ المذكورِ قبله، ويُروى: مُلْتَحِماً. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: قومٌ ضَرَعَةٌ، محرّكةً، وضُرْعٌ، بالضَّمّ، فِي جَمْعِ ضارِعٍ. وأَضْرَعَه إِلَيْهِ: أَلْجَأه. والتَّضَرُّع: التلَوِّي والاستِغاثة. وضَرَعَ البَهُم: تناولَ ضَرْعَ أمِّه، قيل: وَمِنْه ضَرَعَ الرجلُ، إِذا ضَعُفَ كَمَا فِي الْمُفْردَات. والضَّرَعُ محرّكة: الغُمْرُ من الرِّجال، وَهُوَ مَجاز، وأَضْرَعَه الحُبُّ: أَهْزَلَه، قَالَ أَبُو صخرٍ الهُذَليّ: (وَلَمَا بَقيتُ لَيَبْقَيَنَّ جَوىً ... بينَ الجَوانِحِ مُضْرِعٌ جِسمي) والضَّرَع، مُحرّكةً: الجَبان، يُقَال: هُوَ وَرَعٌ ضَرَعٌ. والمُضارَعة: المُقارَبة. وَفِي حديثِ مُعاوية: لستُ بنُكَحَة طُلَقَةٍ، وَلَا بسُبَبَةٍ ضُرَعةٍ. أَي لستُ بشَتّامٍ للرِّجالِ، المُشابِه لَهُم والمُساوي. قَالَ الأَزْهَرِيّ: والنَّحْوِيُّون يَقُولُونَ للفِعلِ المُستَقبَل: مُضارِع لمُشاكَلَتِه الأسماءَ فِيمَا يَلْحَقُه من الْإِعْرَاب. والمُضارِعُ فِي العَروض: مَفاعيلُ فاعِ لاتُن، مَفاعيلُ فاعِلاتُنْ كقولِه: (دَعاني إِلَى سُعاد ... دَواعي هَوى سُعاد) سُمِّي بذلك لأنّه ضارَع المُجْتَثَّ. منَ المَجاز: مالَهُ زَرْعٌ وَلَا ضَرْعٌ: أَي شيءٌ، والعامّةٌ تَقول:) مالَه زرعٌ وَلَا قَلْعٌ. وأَضْرُع، كَأَفْلُس: مَوْضِعٌ فِي شِعرِ الرَّاعِي: (فَأَبْصَرْتُهم حَتَّى توارَتْ حُمولُهم ... بأَنْقاءِ يَحْمُومٍ، ووَرَّكْنَ أَضْرُعا) قَالَ ثعلبٌ: هِيَ جِبالٌ أَو قاراتٌ صِغارٌ. وَقَالَ خالدُ بنُ جَنْبَة: هِيَ أُكَيْماتٌ صِغارٌ، وَلم يذكرْ لَهَا واحدٌ. والأَضارِع، كأنّه جَمْعُ ضارِع: اسمُ بِركَةٍ من حَفْرِ الأعرابِ فِي غَربِيِّ طريقِ الحاجِّ، ذَكَرَها المُتَنَبِّي، فَقَالَ: ومَسَّى الجُمَيْعِيَّ دِئْداؤُهاوغادَى الأضارِعَ ثمّ الدَّنَا وأَضْرُعة، بضمِّ الرَّاء: من قرى ذَمار، من نواحي الْيمن، كَمَا فِي المُعجَم. ونقلَ شَيْخُنا عَن ابْن أبي الحَديدِ فِي شرحِ نَهْجِ البَلاغة: مُضارَعَةُ الشمسِ، إِذا دَنَتْ للغروبِ، ومُضارَعةُ القِدرِ، إِذا حانتْ أَن تُدرِك. قلتُ: فحينَئِذٍ يُقَال: ضارَعَتِ الشمسُ: لغةٌ فِي ضَرَعَتْ وضَرَّعَتْ.
المعجم: تاج العروس