المعجم العربي الجامع

اِجْتَرَمَ

المعنى: اِجْتِرامًا لأَهْلِهِ: اكْتَسَبَ لهم.؛-: أذْنَبَ.؛- الذنْبَ: ارتَكَبَهُ.؛- النَّخْلَ: جَرَمَه أي قَطَفَ ثَمَرَه.
المعجم: القاموس

جرم

المعنى: (الْجُرْمُ) وَ (الْجَرِيمَةُ) الذَّنْبُ تَقُولُ مِنْهُ: (جَرَمَ) وَ (أَجْرَمَ) وَ (اجْتَرَمَ) . وَ (الْجِرْمُ) بِالْكَسْرِ الْجَسَدُ وَ (جَرَمَ) أَيْضًا كَسَبَ وَبَابُهُمَا ضَرَبَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ} [المائدة: 2] أَيْ لَا يَحْمِلَنَّكُمْ وَيُقَالُ لَا يُكْسِبَنَّكُمْ. وَ (تَجَرَّمَ) عَلَيْهِ أَيِ ادَّعَى عَلَيْهِ ذَنْبًا لَمْ يَفْعَلْهُ. وَقَوْلُهُمْ: (لَا جَرَمَ) قَالَ الْفَرَّاءُ: هِيَ كَلِمَةٌ كَانَتْ فِي الْأَصْلِ بِمَنْزِلَةِ لَا بُدَّ وَلَا مَحَالَةَ فَجَرَتْ عَلَى ذَلِكَ وَكَثُرَتْ حَتَّى تَحَوَّلَتْ إِلَى مَعْنَى الْقَسَمِ وَصَارَتْ بِمَنْزِلَةِ حَقًّا فَلِذَلِكَ يُجَابُ عَنْهَا بِاللَّامِ كَمَا يُجَابُ بِهَا عَنِ الْقَسَمِ أَلَا تَرَاهُمْ يَقُولُونَ: لَا جَرَمَ لَآتِيَنَّكَ، قَالَ: وَلَيْسَ قَوْلُ مَنْ قَالَ جَرَمْتُ حَقَقْتُ بِشَيْءٍ." جُرْمُوقٌ فِي (ج ق) .
المعجم: مختار الصحاح

بعو

المعنى: بعو : و (} البَعْوُ: الجِنايَةُ والجُرْمُ؛ وَقد {بَعَا، كنَهَى ودَعَا ورَمَى) ،} بَعْواً! وبَعْياً؛ وَلَا يظْهرُ وَجْهٌ لقَوْلِه كنَهَى مَعَ قَوْلِه ورَمَى، لأنَّهما  واحِدٌ إلاَّ أنْ يقالَ لاخْتِلافِهما فِي المُضارِع دونَ الماضِي والمَصْدرِ، فيُقالُ: {بَعاهُ} يَبْعاهُ كنَهاهُ يَنْهاهُ، {وبَعاهُ} يَبْعِيه كرَمَاهُ يَرْمِيه، فتأَمَّل. ويقالُ: بَعَا الذَّنْبَ {يبَعاه} ويَبْعُوه بَعْواً: إِذا اجْتَرَمَهُ واكْتَسَبَهُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لعَوْفِ بنِ الأَحْوَصِ الجَعْفريّ: وأَبْسالي بَنِيَّ بغَيرِ جُرْمٍ {بَعَوْناهُ وَلَا بِدَمٍ مُراقِوفي المُحْكَم: بغَيْرِ} بَعْوٍ جَرَمْناه. وقالَ ابنُ بَرِّي: البيتُ لعبدِ الرحمانِ بنِ الأحْوَصِ. وقالَ ابنُ سِيدَه فِي تَرْجمةِ بعي بالياءِ: {بَعَيْتُ} أَبْعِي مثْلُ اجْتَرَمْتُ وجَنَيْتُ؛ حَكَاهُ كُراعٌ؛ قالَ: والأعْرفُ الواوُ. قُلْتُ: فَكَانَ يَنْبَغي للمصنِّفِ أَنْ يُفْرِدَ تَرْجَمَةَ بَعيْت عَن {بَعَوْت، ويُشِيرَ عَلَيْهَا بالياءِ كَمَا هِيَ عادتَهُ. (و) البَعْوُ: (العاريَةُ. (أَو) هُوَ (أَنْ تَسْتَعيرَ) من صاحِبِك (كَلْباً تَصيدُ بِهِ) ؛ وَهُوَ قَوْلُ الأصمَعيّ. (أَو) تَسْتَعير (فَرَساً تُسابِقُ عَلَيْهِ} كالإِستِبعاءِ) ؛ قالَ الكُمْيت: قد كادَها خالِدٌ {مُسْتَبْعِياً حُمُراً بالوَكْتِ تَجْرِي إِلَى الغاياتِ والهَضَبِأَي مُسْتعيراً. ويقالُ:} اسْتَبْعَى مِنْهُ أَيْضاً: ( {وأَبْعاهُ فَرَساً: أَخْبَلَهُ) . ويقالُ:} أَبْعِني فَرَسَك، أَي أَعِرْنِيه. ( {وبَعاهُ بَعْواً: قَمَرَهُ وأَصابَ مِنْهُ) ؛ قالَ الشَّاعِرُ: صَحا القَلْبُ بعد الإِلْفِ وارتَدَّ شَأْوُه ورَدَّتْ عَلَيْهِ مَا} بَعَتْه تُماضِرُ  (و) {بَعاهُ (بالعَيْنِ) بَعْواً: (أَصابَهُ بهَا) ؛ عَن اللّحْيانيِّ. (و) قالَ ابنُ الأعْرابيِّ:} بَعا (عَلَيْهِم شرّاً) بَعْواً: (ساقَهُ) واجْتَرَمَهُ؛ قالَ: وَلم أَسْمَعْه فِي الخيرِ: وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: {المَبْعاةُ: مَفْعلةٌ مِن} بَعاهُ إِذا قَمَرَهُ؛ قالَ راشدُ بنُ عبدِ رَبِّه: سائِلْ بَني السَّيدِ إنْ لاقَيْتَ جَمْعَهُم مَا بالُ سَلْمَى وَمَا {مَبْعاةُ مِيْشارِ؟ مِيشار: اسمُ فَرَسِه.
المعجم: تاج العروس

جرَمَ

المعنى: ـِ جَرْماً: أذنب. ويقال: جرَم نفسه وقَوْمَه، وجرم عليهم وإليهم: جنى جناية. وـ فلانٌ لأهله: كَسَب. وـ الرجلَ: أكسبه جُرماً. وفي التنزيل العزيز: (ولا يَجْرِمَنَّكم شَنَآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتَّقوى). لا يَحْمِلَنَّكم بُغض قوم على الاعتداء عليهم. وـ الشيءَ: قطعه. وـ النَّخْلَ ونحوه جَرْماً، وجِراماً: جنى ثمره. وـ التَّمرَ: جناه.؛جَرُمَ ـُ جَرامَة: عظُم جُرْمُه.؛جَرِم لونه ـَ جَرَماً: صفا.؛أجْرَم: ارتكب جُرماً. ويقال: أجرم عليهم وإليهم: جنى جناية. وـ النخلُ والتمرُ: حان جِرامُه. وـ الرجلَ: أكسبه جُرْماً. وقُرئ: (ولا يُجْرِمَنَّكم).؛جَرَّمَ السَّنةَ: أتمَّها.؛اجْتَرَم لأهله: كسب. وـ الشيءَ: جَرَمَه. وـ الذنبَ: ارتكبه.؛تَجَرَّم تَمَّ وانقضى. يقال: تَجَرَّمَت السَّنةُ، وتجرَّم الليلُ. وـ عليه: ادَّعى عليه جُرماً لم يفعله.؛جَرَمَ يقال: لا جَرَمَ لآتِيَنَّ: لا بُدَّ ولا محالة، أو حَقًّا.؛الجَرَام: النَّوَى. وـ التَّمر اليابس.؛الجِرام: وحدة من وحدات الوزن تساوي جزءاً من ألف من الكيلوجرام.؛الجُرَامَة: ما سقط من التَّمر عند قطعه. وـ ما ترك من التمر على الكَرَب. وـ رَدِيء التمر المجروم.؛الجِرْم: الجَسَد. (ج) أجرام، وجُرُوم، وجُرُم. وجِرْم الصَّوْت: جَهَارَته.؛الجُرْم: الذَّنب. (ج) أجرام، وجُرُوم.؛الجَرِمَة: الجُرم.؛الجِرْمَة: ما قُطِع من البُسْر. وـ القوم يَجتَرِمون النَّخْل.؛الجَرِيم: التَّمر المجروم. وـ التَّمْر اليابس. وـ ما يُرضخ به النَّوى. وـ العظيم الجِرْم. وـ النَّوى.؛الجَرِيمَة (بوجه عام): كلّ أمر إيجابيٍّ أو سلبيّ يعاقب عليه القانون، سواء أكانت مُخالفة أم جُنحة أم جِناية. وـ (بوجه خاص): الجناية. (مج). (ج) جرائم. وـ من الرِّجال: الكاسب. يقال: فلان جريمة أهله.
المعجم: الوسيط

بعا

المعنى: البعْوُ: العاريَّةُ. واسْتَبْعَى منه الشيء: اسْتَعارَه.واسْتَبْعَى يَسْتَبْعِي: اسْتعار؛ قال الكُمَيْت: قـد كادَهـا خالِـدٌ مُسـْتَبْعياً حُمُراً، بالوَكْتِ، تَجْرِي إلى الغاياتِ والهَضَبِ والهَضَب: جَرْيٌ ضعيف. والوَكْتُ: القَرْمَطة في المشي، وَكَتَ يَكِتُ وَكْتاً. كادَها: أَرادها. قال الأَصمعي: البَعْوُ أَن يَسْتعير الرجلُ من صاحبه الكلبَ فيَصِيدَ به. ويقال: أَبْعِني فرَسَك أَي أَعِرْنيه.وأَبْعاه فرَساً: أَخْبَلَه. والمُسْتَبْعِي: الرجلُ يأْتي الرجلَ وعنده فرس فيقول: أَعطينه حتى أُسابقَ عليه. وبَعاه بَعْواً: أَصاب منه وقَمَرَه، والمَبْعاةُ مفْعَلَةٌ منه؛ قال: صَحا القَلْبُ بعد الإلْفِ، وارتَدَّ شأْوُه، ورَدَّتْ عليــه مــا بَعَتْــه تُماضــِرُ وقال راشد بن عبد رَبِّه: سـائلْ بَني السيِّدِ، إنْ لاقَيْتَ جَمْعَهُمُ: مـا بـالُ سـَلْمَى وما مَبْعاةُ مِئْشارِ؟ مِئشار: اسم فرسه. والبَعْوُ: الجِناية والجُرْم. وقد بعا إذا جَنَى.يقال: بَعا يَبْعُو ويَبْعَى. وبَعَى الذَّنْبَ يَبْعاه ويَبْعُوه بَعْواً:اجْترَمه واكتسبه؛ قال عوف بن الأحْوَص الجَعْفري: وإبْســـالي بَنِـــيَّ بغَيْـــرِ بَعْــوٍ جَرَمْنــــاه، ولا بِــــدَمٍ مُــــراقِ وفي الصحاح: بغير جُرْم بَعَوْناه؛ وقال ابن بري: البيت لعبد الرحمن بن الأَحْوَصِ. قال ابن الأَعرابي: بَعَوْتُ عليهم شَرّاً سُقْتُه واجْتَرَمْتُه، قال: ولم أَسمعه في الخير. وقال اللحياني: بَعَوْتُه بعَيْنٍ أَصَبْتُه. وقال ابن سيده في ترجمة بعي بالياء: بَعَيْت أَبْعِي مثل اجْتَرَمْتُ وجَنَيْتُ؛ حكاه كراع، قال: والأَعرف الواو.
المعجم: لسان العرب

جرمه

المعنى: ـ جَرَمَهُ يَجْرِمُهُ: قَطَعَهُ، ـ وـ النَّخْلَ جَرْماً وجَراماً، ويُكْسَرُ: صَرَمَهُ. ـ وـ النَّخْلَ جَرْماً: خَرَصَهُ، ـ كاجْتَرَمَهُ، ـ وـ فلانٌ: أذْنَبَ، ـ كأَجْرَمَ واجْتَرَمَ، ـ فهو مُجْرِمٌ وجَرِيمٌ، ـ وـ لأِهْلِهِ: كَسَبَ، ـ كاجْتَرَمَ، ـ وـ عليهم ـ وـ إليهم جَرِيمَةً: جنى جِنايَةً، ـ كأَجْرَمَ، ـ وـ الشَّاةَ: جَزَّها. ـ والجِرْمَةُ، بالكسر: القَوْمُ يَجْتَرِمونَ النَّخْلَ. ـ والجُرْمُ، بالضم: الذَّنْبُ، ـ كالجَرِيمةِ والجَرِمَةِ، ككَلِمةٍ ـ ج: أجْرامٌ وجُروم. وكثُمامةٍ: الجُذامَةُ، والتَّمْرُ المَجْرُومُ، أو ما يُجْرَمُ منه بعد ما يُصْرَمُ يُلْقَطُ من الكَرَبِ، وقِصَدُ البُرِّ والشَّعيرِ، وهي أطْرافُهُ تُدَقُّ ثم تُنَقَّى. وكأَميرٍ وغُرابٍ: التَّمْرُ اليابِسُ، والنَّوَى، ـ والمجْرِمونَ الكافِرونَ. ـ وتَجَرَّمَ عليه: ادَّعَى عليه الجُرْمَ، وإن لم يُجْرِمْ، ـ وـ الليلُ: ذَهَبَ وتَكَمَّلَ. ـ وجَرِيمةُ القومِ: كاسِبُهُم. ـ والجِرْمُ، بالكسر: الجَسَدُ، ـ كالجِرْمانِ ـ ج: أجْرامٌ وجُرُومٌ وجُرُمٌ، بضمتين، والحَلْقُ، والصَّوْتُ، أو جَهارَتُه، واللَّونُ. ـ والجَريمُ: العظِيمُ الجَسَدِ، وهي: بهاءٍ، ـ كالمَجْرومِ ـ ج: جِرامٌ. ـ وحَوْلٌ مُجَرَّمٌ، كمعَظَّمٍ: تامٌّ، ـ وقد تَجَرَّمَ. ـ وجَرَّمْناهُم تَجْريماً: خَرَجْنا عنهم. ـ ولا جَرَمَ ولا ذا جَرَمَ ولا أن ذا جَرَمَ ولا عن ذا جَرَمَ ولا جَرَ ولا جَرُمَ، ككَرُمَ، ـ ولاجُرْمَ، بالضم: أي: لابُدَّ أو حَقّاً، أو لا مَحالَةَ، أو هذا أصلُه، ثم كَثُرَ حتى تَحَوَّلَ إلى معنى القَسَمِ، فلذلِكَ يُجابُ عنه باللامِ، فيقالُ. ـ لا جَرَمَ لآتِيَنَّك. ـ والجَرْمُ: الحارُّ، مُعَرَّبٌ، والأرضُ الشَّديدَةُ الحَرِّ، وزَوْرَقٌ يَمَنِيّ ـ ج: جُرومٌ، وبَطْنٌ في طَيِّئٍ، ـ وـ ابنُ زَبَّانَ: بَطْنٌ في قُضاعَةَ، وبالكسر: بِلادٌ قُرْبَ بَذَخْشانَ. ـ وبَنُو جارِمٍ: بَطْنانِ. ـ وكفَرِحَ: صارَ يأكُلُ جُرامَةَ النَّخْلِ. ـ وأجْرَمَ: عَظُمَ، ـ وـ لَوْنُهُ: صَفا، ـ وـ الدَّمُ بِهِ: لَصِقَ، وصَفا صَوْتُهُ. ـ وجاجَرْمُ: د. وكأَحْمَدَ: بَطْنٌ مِن خَثْعَمَ. ـ والجَريمَةُ: آخِرُ ولَدِكَ. ـ والأَجْرامُ: مَتاعُ الراعي، ولَوْنانِ مِن السَّمَكِ. وكمُحسِنٍ: اسمٌ.
المعجم: القاموس المحيط

جرم

المعنى: الجَرْمُ: القَطْعُ. جَرَمَه يَجْرِمُه جَرْماً: قطعه. وشجرة جَرِيمَةٌ: مقطوعة. وجَرَمَ النَّخْلَ والتَّمْرَ يَجْرِمه جَرْماً وجِراماً وجَراماً واجْتَرَمه: صَرَمَه: عن اللحياني، فهو جارمٌ، وقوم جُرَّمٌ وجُرَّام، وتمر جَرِيم: مَجْرُوم. وأَجْرَمَ: حان جِرامُه؛ وقول ساعدة بن جؤية:د ســَادٍ تَجَـرَّمَ فـي البَضـِيع ثمانِيـاً، يَلْــوِي بعَيْقــاتِ البحــار ويَجْنُــبُ يقول: قطع ثماني ليال مقيماً في البضيع يشرب الماء؛ والجَرِيم: النَّوَى، واحدته جَرِيمة، وهو الجَرامُ أَيضاً؛ قال ابن سيده: ولم أَسمع للجَرام بواحد، وقيل: الجَرِيمُ والجَرامُ، بالفتح، التمر اليابس؛ قال: يَـــرَى مَجْـــداً ومَكْرُمَـــةً وعِــزّاً، إذا عَشـــَّى الصــَّديِقَ جَرِيــمَ تمــرِ والجُرامَة: التمر المَجْرُوم، وقيل: هو ما يُجْرَمُ منه بعدما يُصْرَمُ يُلْقَطُ من الكَرَب؛ وقال الشماخ: مُفِــجُّ الحَـوامِي عـن نُسـُورٍ، كأَنَّهـا نَـوَى القَسـْبِ تَـرَّتْ عـن جَرِيـم مُلَجْلَجِ أَراد النوى؛ وقيل: الجَرِيم البُؤْرَةُ التي يُرْضَحُ فيها النَّوَى.أَبو عمرو: الجَرام، بالفتح، والجَرِيمُ هما النوى وهما أَيضاً التمر اليابس؛ ذكرهما ابن السكيت في باب فَعِيل وفَعالٍ مثل شَحاجٍ وشَحيج وكَهامٍ وكَهِيم وعَقامٍ وعَقِيمٍ وبَجَالٍ وبَجِيل وصَحاحِ الأَدِيم وصَحِيح.قال: وأَما الجِرام، بالكسر، فهو جمع جَرِيم مثل كريم وكرام. يقال: جِلَّةٌ جَرِيمٌ أي عِظامُ الأَجْرام، والجِلَّة: الإبلُ المَسانُّ. وروي عن أَوْس بن حارثَةَ أنه قال: لا والذي أَخْرَجَ العِذْقَ من الجَريمة والنارَ من الوثِيمةِ؛ أَراد بالجريمة النواةَ أَخرج الله تعالى منها النخلة.والوَثِيمةُ: الحجارة المكسورة. والجَريمُ: التمر المَصْرُوم.والجُرامةُ: قِصَدُ البُرِّ والشعير، وهي أَطرافه تُدَقُّ ثم تُنَقَّى، والأعرفُ الجُدَامَة، بالدال، وكله من القَطْع.وجَرَمَ النَّخْلَ جَرْماً واجْتَرَمَه: خَرَصَه وجَرَّه.والجِرْمةُ: القومُ يَجْتَرِمون النخلَ أي يَصْرِمُون؛ قال امرؤ القيس: عَلَــوْنَ بأَنْطاكِيَّــةٍ، فَــوْقَ عَقْمَــةٍ، كجِرْمـــةِ نَخْـــلٍ أو كجَنَّــة يَثْــرِبِ الجِرْمَةُ: ما جُرِمَ وصُرِمَ من البُسْر، شبه ما على الهودج من وَشْيٍ وعِهْنٍ بالبُسْر الأَحمر والأَصفر، أو بجنة يثرب لأنها كثيرة النخل، والعَقْمةُ: ضرب من الوَشْيِ.الأصمعي: الجُرامة، بالضم، ما سقط من التمر إذا جُرِمَ، وقيل: الجُرامة ما الْتُقِطَ من التمر بعدما يُصْرَمُ يُلْقَط من الكَرَبِ. أَبو عَمْرو: جَرِمَ الرجلإذا صار يأْكل جُرامة النخل بين السَّعَفِ. ويقال: جاء زمنُ الجِرامِ والجَرام أي صِرامِ النخل. والجُرَّامُ: الذي يِصْرِمونَ التمر. وفي الحديث: لا تَذْهَبُ مائةُ سنةٍ وعلى الأرض عَيْنٌ تَطْرِفُ، يريد تَجَرُّم ذلك القَرْنِ. يقال: نَجَرَّم ذلك القَرْنُ أي انْقَضَى وانْصَرَم، وأصله من الجَرْم القَطْعِ، ويروى بالخاء المعجمة من الخَرْم، وهو القطع.وجَرَمْتُ صُوفَ الشاة أَي جَزَزْته، وقد جَرَمْتُ منه إذا أَخذت منه مثل جَلَمْتُ.والجُرْمُ: التَّعدِّي، والجُرْمُ: الذنب، والجمع أَجْرامٌ وجُرُومٌ، وهو الجَرِيَمةُ، وقد جَرَمَ يَجْرِمُ جَرْماً واجْتَرَمَ وأَجْرَم، فهو مُجْرِم وجَرِيمٌ. وفي الحديث: أَعظمُ المسلمين في المسلمين جُرْماً من سأَل عن شيء لم يُجَرَّمْ عليه فَحُرِمَ من أجل مسألته؛ الجُرْم: الذنب.وقولُه تعالى: حتى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخياط وكذلك نَجْزي المُجْرِمين؛ قال الزجاج: المُجْرِمون ههنا، والله أعلم، الكافرون لأن الذي ذكر من قِصَّتهم التكذيب بآيات الله والاستكبار عنها.وتَجَرَّم عَليَّ فُلانٌ أي ادَّعَى ذنباً لم أفعله؛ قال الشاعر: تَعُــدُّ عَلـيَّ الـذَّنْبَ، إنْ ظَفِـرَتْ بهـ، وإلاَّ تَجِـــدْ ذَنْبـــاً عَلـــيَّ تَجَــرَّم ابن سيده: تَجَرَّم ادَّعَى عليه الجُرْمَ وإن لم يُجْرِم؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: قــد يُعْتَــزَى الهِجْــرانُ بــالتَّجَرُّم وقالوا: اجْتَرَم الذنبَ فَعَدَّوْه؛ قال الشاعر أَنشده ثعلب: وتَــرَى اللـبيبَ مُحَسـَّداً لـم يَجْتَـرِمْ عِـــرْضَ الرجــالِ، وعِرْضــُه مَشــْتُومُ وجَرَمَ إليهم وعليهم جَرِيمة وأَجْرَم: جَنَى جِناية، وجَرُمَ إذا عَظُمَ جُرْمُه أي أَذنب. أَبو العباس: فلان يَتَجَرَّمُ علينا أي يَتَجَنَّى ما لم نَجْنه؛ وأَنشد: ألا لا تُبــاتلي حَــرْبَ قَـومٍ تَجَرَّمُـوا قال: معناه تَجَرَّمُوا الذنوب علينا. والجَرِمَةُ: الجُرْمُ، وكذلك الجَرِيمَةُ؛ قال الشاعر: فـــــإنَّ مَــــوْلايَ ذو يُعَيِّرُنيــــ، لا إحْنَـــــةٌ عِنْــــدَه ولا جَرِمَــــهْ وقوله أَنشده ابن الأعرابي: ولا مَعْشــَرٌ شــُوسُ العُيــون كــأَنَّهم إليَّـ، ولـم أجْـرِمْ بهمـ، طالِبُو ذحْلِ قال: أَراد لم أجْرِم إليهم أَو عليهم فأَبدل الباء مكان إلى أو على.والجُرْم: مصدر الجارِم الذي يَجْرِم نَفْسَه وقومه شَرّاً. وفلان له جَرِيمةٌ إليَّ أَي جُرْم. والجارمُ: الجاني. والمُجْرِم: المذنب؛ وقال: ولا الجَـارِمُ الجـاني عليهـم بمُسـْلَم قال: وقوله عز وجل: ولا يَجْرِمَنَّكم شنَآنُ قوم، قال الفراء: القُرّاءُ قرؤوا ولا يَجْرِمَنَّكم، وقرأَها يحيى بن وَثَّابٍ والأَعْمَشُ ولا يُجْرِمَنَّكم، من أَجْرَمْتُ، وكلام العرب بفتح الياء، وجاء في التفسير: ولا يَحْمِلَنَّكم بُغْضُ قوم أن تَعْتَدُوا، قال: وسمعت العرب يقولون فلان جَريمَة أَهله أي كاسبهم. وخرج يَجْرِمُ أَهْلَه أي يَكْسبهم، والمعنى فيهما متقارب لا يَكْسِبَنَّكم بُغْضُ قوم أن تعتدوا. وجَرَمَ يَجْرِمُ واجْتَرم: كَسَبَ؛ وأنشد أبو عبيدة للهَيْرُدانِ السَّعْدِيِّ أَحدِ لُصوص بني سَعْد: طَريـــدُ عَشـــِيرةٍ، ورهيـــنُ جُــرْمٍ بمــا جَرَمَــتْ يَــدي وجنَــى لِسـاني وهو يَجْرِمُ لأَهله ويَجْتَرِمُ: يَتَكَسَّبُ ويطلب ويَحْتالُ.وجَريمةُ القوم: كاسِبُهم. يقال: فلان جارِمُ أَهْلِهِ وجَريمَتُهم أي كاسبهم؛ قال أَبو خِراشٍ الهُذَليُّ يصف عُقاباً تَرْزُق فَرخَها وتَكْسِبُ له: جَريمَـــةُ نـــاهِضٍ فــي رأْسِ نِيقٍــ، تَــرى لِعظــامِ مــا جَمَعَــتْ صـَلِيبا جَريمَةُ: بمعنى كاسبة، وقال في التهذيب عن هذا البيت: قال يصف عُقاباً تصيد فَرْخَها الناهضَ ما تأْكله من لحم طير أكلته، وبقي عظامه يسيل منها الودك. قال ابن بري: وحكى ثعلب أن الجَريمة النَّواة. وقال أَبو إسحق: يقال: أَجْرَمَني كذا وجَرَمَني وجَرَمْتُ وأَجْرَمْت بمعنى واحد، وقيل في قوله تعالى لا يُجْرِمنَّكم: لا يُدْخِلَنَّكم في الجُرم، كما يقال آثَمْتُه أي أَدخلته في الإثم. الأَخفش في قوله ولا يَجْرِمَنَّكم شَنآنُ قوم أي لا يُحِقَّنَّ لكم لأن قوله: لا جَرَمَ أن لهم النار، إنما هو حَقٌّ أن لهم النار؛ وأَنشد: جَرَمَــتْ فَــزارةُ بعـدَها أن يَغْضـَبوا يقول: حَقَّ لها. قال أَبو العباس: أما قوله لا يُحِقَّنَّ لكم فإنما أَحْقَقْتُ الشيءَ إذا لم يكن حَقّاً فجعلته حقّاً، وإنما معنى الآية، والله أَعلم، في التفسير لا يَحْملَنَّكُم ولا يَكْسبَنَّكم، وقيل في قوله ولا يَجْرِمَنَّكم قال: لا يَحْمِلَنَّكموأنشد بيت أبي أَسماء.والجِرْمُ، بالكسر: الجَسَدُ، والجمع القليل أَجرام؛ قال يزيدُ بن الحَكَمِ الثَّقَفيُّ: وكـم مَـوْطِنٍ، لَـوْلاي، طِحْـتَ كمـا هَوى بــأَجْرامِه مـن قُلَّـة النِّيـقِ مُنْهَـوي وجَمَعَ، كأنه صَيَّر كل جزء من جِرْمه جِرْماً، والكثير جُرُومٌ وجُرُم؛ قال: مــاذا تقُــولُ لأَشـْياخ أُولـي جُرُمٍـ، ســُودِ الوُجــوهِ كأمْثــالِ المَلاحِيـبِ التهذيب: والجِرْمُ أَلْواحُ الجَسد وجُثْمانه. وأَلقى عليه أَجْرامه؛ عن اللحياني ولم يفسره؛ قال ابن سيده: وعندي أنه يريد ثَقَلَ جِرْمِه، وجمع على ما تَقَدَّم في بيت يزيد. وفي حديث عليّ: اتّقُوا الصُّبْحة فإنها مَجْفَرة مَنْتَنَة للجِرْم؛ قال ثعلب: الجِرْمُ البَدَنُ. ورجل جَريمٌ: عظيم الجِرْم؛ وأَنشد ثعلب: وقد تَزْذَري العينُ الفَتى، وهو عاقِلٌ، ويُــؤفَنُ بَعْــضُ القـومِ، وهـو جَريـمُ ويروى: وهو حزيم، وسنذكره، والأُنثى جَريمة ذات جِرْم وجِسْم. وإبل جَريمٌ: عِظامُ الأَجْرام؛ حكى يعقوب عن أَبي عمرو: جِلَّةٌ جَريمٌ، وفسره فقال: عِظام الأَجْرام يعني الأَجسام. والجِرْم: الحَلْقُ؛ قال مَعْنُ بن أَوْسٍ: لأسـْتَلّ منـه الضـِّغْنَ حـتى اسـْتَلَلْتُه، وقـد كـانَ ذا ضـِغْنٍ يَضـِيقُ به الجِرْمُ يقول: هو أمر عظيم لا يُسِيغُه الحَلْقُ. والجِرْمُ: الصوت، وقيل: جَهارَتُه، وكرهها بعضهم. وجِرْمُ الصوت: جَهارته. ويقال: ما عرفته إلا بِجِرْم صوته. قال أَبو حاتم: قد أُولِعَتِ العامَّةُ بقولهم فلان صافي الجِرْم أي الصوت أو الحَلْق، وهو خطأٌ. وفي حديث بعضهم: كان حَسَنَ الجِرْم؛ قيل: الجِرْم هنا الصوت، والجِرْمُ البَدَنُ، والجِرْم اللَّوْنُ؛ عن ابن الأعرابي. وجَرِمَ لونُهإذا صفا.وحَوْلٌ مُجَرَّمٌ: تامٌّ. وسنة مُجَرَّمة: تامَّة، وقد تَجَرَّم. أَبو زيد: العامُ المُجَرَّمُ الماضي المُكَمَّلُ؛ وأَنشد ابن بري لعمر بن أَبي ربيعة: ولكـــنَّ حُمَّـــى أَضـــْرَعَتْني ثلاثَــةً مُجَرَّمــةً، ثــم اســْتَمَرَّتْ بنـا غِبَّـا ابن هانئ: سَنَةٌ مُجَرَّمةٌ وشهر مُجَرَّمٌ وكَريتٌ فيهما، ويوم مُجَرَّمٌ وكَريتٌ، وهو التام، الليث: جَرَّمْنا هذه السنةَ أي خَرَجْنا منها، وتَجَرَّمَتِ السنةُ أي انقضت، وتَجَرَّمَ الليلُ ذهب؛ قال لبيد: دِمَنٌــ، تَجَرَّمـ، بَعـدَ عَهْـدِ أَنِيسـِها، حِجَـــجٌ خَلَــوْنَ: حَلالُهــا وحَرامُهــا أي تَكَمَّل؛ قال الأَزهري: وهذا كله من القَطْع كأَنّ السنة لما مضت صارت مقطوعة من السنة المستقبلة. وجَرَّمْنا القومَ: خرجنا عنهم.ولا جَرَم أي لا بدّ ولا محالة، وقيل: معناه حَقّاً؛ قال أَبو أسماء بن الضَّريبَةِ: ولقــد طَعَنْــتُ أبــا عُيَيْنَـةَ طَعْنَـةً جَرَمَـتْ فَـزارةَ، بعـدَها، أن يَغْضـَبُوا أي حَقَّتْ لها الغَضَبَ، وقيل: معناه كسَبَتْها الغَضَبَ. قال سيبويه: فأما قوله تعالى: لا جَرَمَ أنَّ لهم النارَ، فإن جَرَم عَمِلَتْ لأَنها فعل، ومعناها لقد حَقَّ أن لهم النار، وقول المفسرين: معناها حَقّاً أن لهم النارَ يَدُلُّك على أنها بمنزلة هذا الفعل إذا مثَّلْتَ، فَجَرَمَ عَمِلَتْ بعدُ في أَنّ، والعرب تقول: لا جرم لآتِيَنَّك، لا جَرَم لقد أَحْسَنْتَ، فتراها بمنزلة اليمين، وكذلك فسرها المفسرون حَقّاً أنهم في الآخرة هم الأَخْسَرُون، وأصلها من جَرَمْتُ أي كَسَبْتُ الذنبَ؛ وقال الفراء: وليس قول من قال إن جَرَمْتُ كقولك حُقِقْتُ أو حَقَقْتُ بشيء، وإنما لَبَّس عليه قولُ الشاعر: جَرَمَــتْ فَــزارةُ بعـدها أن يَغْضـَبُوا فرفعوا فَزارة وقالوا: نجعل الفعل لفَزارة كأَنها بمنزلة حَقَّ لها أو حُقَّ لها أن تَغْضَبَ، قال: وفزارة منصوب في البيت، المعنى جَرَمَتْهُم الطعنةُ الغَضَبَ أي كَسَبَتْهم. وقال غير الفراء: حقيقة معنى لا جَرَم أن لا نَفْيٌ ههنا لَمَّا ظنوا أنه ينفعهم؛ فرُدَّ ذلك عليهم فقيل: لا ينفعهم ذلك، ثم ابتدأ فقال: جَرَم أنهم في الآخرة هم الأَخْسَرونَ؛ أي كَسَبَ ذلك العملُ لهم الخُسْرانَ، وكذلك قوله: لا جَرَم أن لهم النارَ وأنهم مُفْرَطُونَ؛ المعنى لا ينفعهم ذلك، ثم ابتدأ فقال: جَرَم إفْكُهم وكَذِبُهم لهم عذابَ النار أي كَسَبَ بهم عَذابَها. قال الأزهري: وهذا من أَبْيَن ما قيل فيه. الجوهري: قال الفراء لا جَرَم كلمةٌ كانت في الأصل بمنزلة لا بد ولا محالة، فَجَرتْ على ذلك وكثرت حتى تَحَوَّلتْ إلى معنى القَسَم وصارت بمنزلة حقّاً، فلذلك يجاب عنها باللام كما يجاب بها عن القسم، ألا تراهم يقولون لا جَرَم لآتينك؟ قال: وليس قول من قال جَرَمْتُ حَقَقْتُ بشيء، وإنما لبس عليه الشاعر أَبو أَسماء بقوله: جَرَمْتَ فَزارة؛ وقال أَبو عبيدة: أَحَقّت عليهم الغضَبَ أي أَحَقَّتْ الطعنةُ فزارة أن يغضبوا، وحَقَّتْ أيضاً: من قولهم لا جَرَمَ لأَفْعَلَنَّ كذا أي حَقّاً؛ قال ابن بري: وهذا القول ردٌّ على سيبويه والخليل لأنهما قَدَّراه أَحَقَّتْ فزارةَ الغضَبَ أي بالغَضَبِ فأسقط الباء، قال: وفي قول الفراء لا يحتاج إلى إسقاط حرف الجرّ فيه لأن تقديره عنده كسَبَتْ فَزارةَ الغضبَ عليك، قال: والبيت لأَبي أَسماء بن الضَّريبة، ويقال لعَطِية بن عفيف، وصوابه: ولقد طعنتَ أَبا عُيَيْنة، بفتح التاء، لأَنه يخاطب كُرْزاً العُقَيليَّ ويَرْثيه؛ وقبل البيت: يــا كُـرْزُ، إنَّـك قـد قُتِلْـتَ بفـارسٍ بَطَلٍــ، إذا هــابَ الكُمـاةُ وجَبَّبُـوا وكان كُرْزٌ قد طعن أبا عيينة، وهو حِصْنُ بن حذيفة بن بَدْر الفَزاريّ.ابن سيده: وزعم الخليل أن جَرَم إنما تكون جواباً لما قبلها من الكلام، يقول الرجل: كان كذا وكذا وفعلوا كذا فتقول: لا جَرَمَ أنهم سيندمون، أو أَنه سيكون كذا وكذا. وقال ثعلب: الفراء والكسائي يقولان لا جَرَمَ تَبْرِئةٌ. ويقال: لا جَرَمولا ذا جَرَم ولا أنْ ذا جَرَم ولا عَنْ ذا جَرَم ولا جَرَ، حذفوه لكثرة استعمالهم إياه. قال الكسائي: من العرب من يقول لا ذا جرم ولا أن ذا جرم ولا عن ذا جرم ولا جَرَ، بلا ميم، وذلك أنه كثر في الكلام فحذفت الميم، كما قالوا حاشَ للهِ وهو في الأصل حاشَى، وكما قالوا أَيْشْ وإنما هو أيُّ شيء، وكما قالوا سَوْ تَرَى وإنما هو سوفَ تَرَى. قال الأزهري: وقد قيل لا صلة في جَرَم والمعنى كَسَبَ لهم عَمَلُهم النَّدَم؛ وأَنشد ثعلب: يــا أُمَّ عَمْــروٍ، بَيِّنـي لا أو نَعَمْـ، إن تَصـــْرمِي فراحــةٌ ممــن صــَرَمْ، أو تَصـــِلِي الحَبْـــلَ فقــد رَثَّ ورَمّ قُلْـتُ لهـا: بِينِيـ، فقـالت: لا جَـرَمْ أنَّ الفِــراقَ اليـومَ، واليـومُ ظُلَـمْ ابن الأعرابي: لا جَرَ لقد كان كذا وكذا أي حقّاً، ولا ذا جَرَ ولا ذا جَرَم، والعرب تَصِلُ كلامها بذي وذا وذو فتكون حَشْواً ولا يُعْتَدُّ بها؛ وأَنشد: إن كِلابــــاً والِـــدِي لا ذا جَـــرَمْ وفي حديث قَيْس بن عاصم: لا جَرَمَ لأَفُلَّنَّ حَدَّها؛ قال ابن الأَثير: هذه كلمة تَرِدُ بمعنى تحقيق الشيء، وقد اختلف في تقديرها فقيل أصلها التبرئة بمعنى لا بُدَّ، وقد استعملت في معنى حقّاً، وقيل: جَرَمَ بمعنى كَسَب، وقيل: بمعنى وَجَبَ وحَقَّ ولا رَدٌّ لما قبلها من الكلام ثم يبتدأُ بها كقوله تعالى: لا جَرَم أن لهم النار؛ أي ليس الأْمْرُ كما قالوا، ثم ابتدأَ وقال: وَجَبَ لهم النار.والجَرْمُ: الحَرُّ، فارسي معرَّب. وأَرض جَرْمٌ: حارّة، وقال أَبو حنيفة: دَفِيئةٌ، والجمع جُرُومٌ، وقال ابن دُرَيْدٍ: أَرْضٌ جَرْمٌ توصف بالحرِّ، وهو دخيل. الليث: الجَرْمُ نَقِيض الصَّرْد؛ يقال: هذه أَرض جَرْمٌ وهذه أَرض صَرْدٌ، وهما دخِيلانفي الحرِّ والبرد. الجوهري: والجُروُمُ من البلاد خلافُ الصُّرُودِ. والجَرْمُ: زَورَقٌ من زوارقِ اليَمَن، والجمع من كل ذلك جُرُومٌ.والمُدّ يُدْعَى بالحجاز: جَرِيماً. يقال: أَعطيته كذا وكذا جَرِيماً من الطعام.وجَرْمٌ: بَطْنانِ بطنٌ في قُضاعة وهو جَرْمُ بنُ زَيَّانَ، والآخر في طيِّء. وبنو جارِمٍ: بطنانِ بطنٌ في بني ضَبَّة، والآخر في بني سَعْدٍ.الليث: جَرْمٌ قبيلة من اليمن، وبَنُو جارِمٍ: قومٌ من العرب؛ وقال: إذا مـا رَأَتْ حَرْبـاً عَـبُ الشمسِ شَمَّرَتْ إلــى رَمْلِهــا، والجـارمِيُّ عَمِيـدُها عَبُ الشَّمْس: ضَوْءُها، وقد يثقل، وهو أَيضاً اسم قبيلة.
المعجم: لسان العرب

جني

المعنى: جني : (ي (} جَنَى الذَّنْبَ عَلَيْهِ {يَجْنِيهِ} جِنايَةً) ، بالكسْرِ: (جَرَّهُ إِلَيْهِ) ؛) قالَ أَبو حيَّةَ النُّميري: وإِنَّ دَماً لَو تَعْلَمِينَ جَنَيْتُه على الحَيِّ {جاني مِثْلِه غَيْرُ سالمثم ظاهِرُ سِياقِ المصنِّفِ أنَّه حقيقَةٌ. وصَرَّحَ الرَّاغبُ أَنَّه مُسْتعارٌ من جَنَى الثَّمرَةَ كَمَا اسْتُعِيرَ اجْتَرَم فتأَمَّل. وَفِي الحديثِ: (لَا} يَجْني {جانٍ إلاَّ على نَفْسِهِ) ؛} الجِنايَةُ الذَّنْبُ والجُرْم وَمَا يَفْعَلُه الإنسانُ ممَّا يُوجِبُ عَلَيْهِ الْعقَاب أَو القصَاص فِي الدّنْيا والآخِرَةِ، والمعْنَى أنَّه لَا يُطالَبُ {بجِنايَةِ غيرِهِ مِن أَقارِبِه وأَباعِدِه، فَإِذا جَنَى أَحدُهم جِنايَةً لَا يُطالَبُ بهَا الآخَرُ. وقالَ شَمِرٌ:} جَنَيْتُ لكَ وعَلَيْك؛ وَمِنْه قوْلُه: {جانِيكَ مَنْ يَجْني عَلَيْك وقَدْ تُعْدِي الصِّحاحَ فتَجْرَبُ الجُرْبُقالَ أَبو عبيدٍ: قوْلُهم جانِيكَ مَنْ يَجْني عَلَيْك يُضْرَبُ مَثَلاً للرَّجُلِ يُعاقَبُ بجِنايَةٍ وَلَا يُؤْخَذُ غيرُه بذَنْبِهِ، إنَّما} يَجْنِيك مَنْ! جِنايَتُه راجِعَة إِلَيْك، وذلكَ أنَّ الإِخْوةَ  {يَجْنُون على الرجُلِ، يدلُّ على ذلكَ قوْلُه: وَقد تُعْدِي الصِّحاحَ الجُرْبُ. وقالَ أَبو الهَيْثم فِي قوْلِهم: جانِيكَ مَنْ يَجْني عَلَيْك: يُرادُ بِهِ} الجانِي لكَ الخَيْرَ مَنْ يَجْني عَلَيْك الشرَّ؛ وأَنْشَدَ: وَقد تُعْدِي الصِّحاحَ مَباركُ الجُرْبِ (و) جَنَى (الثَّمَرَةَ) ونحوَها {يَجْنيِها جَنىً، (} اجْتَنَاها) ، أَي تَناوَلَها من شَجَرتِها، ( {كتَجَنَّاها) ؛) قالَ الشاعِرُ: إِذا دُعِيَتْ بِمَا فِي البَيْتِ قالتْ } تَجَنَّ من الجِذَالِ وَمَا {جُنيتُ قالَ أَبو حنيفَةَ: هَذَا شاعِرٌ نَزَلَ بقوْمٍ فقَرَوْهُ صَمْغاً وَلم يَأْتوه بِهِ، ولكنْ دَلُّوه على موْضِعِه وَقَالُوا: اذْهَبْ} فاجْنِه، فقالَ هَذَا البَيْتَ يَذُمُّ بِهِ أُمَّ مَثْواهُ، واسْتعارَهُ أَبو ذُؤَيْبٍ للشَّرَف؛ فقالَ: وكِلاهُما قد عاشَ عِيشةَ مَا جنى {وجَنَى العلاءَ لَو انَّ شَيْئا يَنْفَعُ (وَهُوَ جانٍ) لصاحِبِ الجنايَةِ} وجانِي الثَّمرَةِ، (ج {جُناةٌ) ، كقاضٍ وقُضاةٍ، (} وجُنَّاءٌ) ، كرُمَّانٍ، عَن سِيْبَوَيْه؛ ( {وأَجْناءٌ. (قالَ الجَوْهرِيُّ: (نادِرٌ. (وَمِنْه المَثَلُ:} أَجْناؤُها أَبْناؤُها، أَي الَّذين {جَنَوْا على هَذِه الدّارِ بالهَدْمِ هُم الَّذين كَانُوا بَنَوْها؛ حَكَاهُ أَبو عبيدٍ. قالَ الجوْهرِيُّ: وأَنَا أَظنُّ أنَّ أصْلَ المَثَل} جُناتُها بُناتُها، لأنَّ فَاعِلا لَا يُجْمَع على أَفْعالٍ، فَأَما الأَشْهادُ والأَصْحابُ فإنَّما هما  جَمْع شَهْدٍ وصَحْبٍ، إلاَّ أَن يكونَ هَذَا من النوادِرِ لأنّه يَجِيءُ فِي الأمْثالِ مَا لَا يَجيءُ فِي غيرِها، انتَهَى. وقالَ ابنُ سِيدَه: وأُراهُم لم يُكَسِّرُوا بانياً على أَبْناءٍ {وجانِياً على} أَجْناء إلاَّ فِي هَذَا المَثَل. قالَ ابنُ بَرِّي: ليسَ المَثَل كَمَا ظَنَّه الجوْهرِيُّ من قوْلِه {جُناتُها بُناتُها، بلِ المَثَلُ كَمَا نَقَل، لَا خِلافَ بينَ أَحدٍ من أَهْلِ اللغَةِ فِيهِ، قالَ: وقَوْله أنَّ أَشْهاداً وأَصْحاباً جَمْعُ شَهْدٍ وصَحْب سَهْوٌ مِنْهُ، لأنَّ فَعْلاً لَا يُجْمَع على أَفْعالٍ إلاَّ شاذّاً، ومذْهَبُ البَصْرِيِّين أنَّ أَشْهاداً وأصْحاباً وأَطْياراً جَمْع شاهِدٍ وصاحِبٍ وطائِرٍ. قالَ: وَهَذَا المَثَلُ يُضْرَبُ لمَنْ عَمِلَ شَيْئا بغيرِ رَوِيَّةٍ فأَخْطَأَ فِيهِ ثمَّ اسْتَدْرَكَه فنَقَضَ مَا عَمِلَه، وأَصْله أنَّ بعضَ مُلُوكِ اليمنِ غزا واسْتَخْلفَ ابْنَتَه فبَنَتْ بمَشُورةِ قوْمٍ بُنْياناً كَرِهَه أَبُوها، فلمَّا قَدِمَ أَمَرَ المُشِيرِينَ ببِنائِه أَن يَهْدمُوه، والمعْنَى أنَّ الَّذين جَنَوْا على هَذِه الدارِ بالهَدْمِ هُم الَّذين كَانُوا بَنَوْها، فَالَّذِي جَنَى، والمَدينَةُ الَّتِي هُدِمَتْ اسْمُها بَراقِشُ، وَقد ذَكَرْناها فِي فَصْل برقش. (} وجَناها لَهُ) ؛) كَذَا فِي النسخِ وَفِي بعضٍ: جَنَى مالَهُ؛ ( {وجَنَّاهُ إيَّاها) .) وقالَ أَبو عبيدٍ:} جَنَيْتُ فُلاناً {جَنىً، أَي جَنَيْتُ لَهُ؛ قالَ: وَلقد} جَنَيْتُكَ أَكْمُؤاً اَوْ عَساقِلاً وَلَقَد نَهَيْتُك عَن بَناتِ الأَوْبَرِ (وكلُّ مَا {يُجْنَى) ، حَتَّى القُطْنُ والكَمْأَةُ، (فَهُوَ جَنًى} وجَناةٌ. (قالَ الراغبُ: وأَكْثَر مَا يُسْتَعْمل! الجنى  فيمَا كانَ غَضّاً، انتَهَى. وَهُوَ على هَذَا من بابِ حُقَ وحُقَّة؛ وقيلَ: {الجَنَاةُ واحِدَةُ الجَنَى، وشاهِدُ الجَنَى قوْلُه تَعَالَى: {} وجنى الجنتين دَان} . ويقالُ: أَتانا {بجَنَاةٍ طَيِّبةٍ لكلِّ مَا} يُجْتَنَى مِن الشَّجَر. وَفِي الحدِيثِ: (أنَّ عليّاً، رضِيَ اللَّهُ عَنهُ، دخَلَ بيتَ المالِ فقالَ يَا حَمْراءُ وَيَا بَيْضاءُ احْمَرِّي وابْيَضِّي وغُرِّي غيْرِي: هَذَا {جَنَايَ وخِيارُه فيهإذ كُلُّ جانٍ يَدُه إِلَى فِي هْويُرْوَى وهجانه فِيهِ، وَقد تقدَّمَ فِي النونِ. وذَكَرَ ابنُ الكَلْبِي أنَّ المَثَلَ لعَمْرو بنِ عَدِيَ اللّخْمِيِّ ابنِ أُخْت جَذِيمَة، وَهُوَ أَوَّل مَنْ قالَهُ، وأنَّ جَذِيمَةَ نَزَلَ مَنْزلاً وأَمَرَ الناسَ أَن} يَجْتَنُوا لَهُ الكَمْأَة، فَكَانَ بعضُهم يَسْتأْثرُ بخيرِ مَا يَجِدُ يَأْكُلُ طَيّبَها، وعَمْرٌ ويأْتِيه بخيرِ مَا يَجِدُ وَلَا يأْكُلُ شَيْئا، فلمَّا أَتى بهَا خالَهُ جَذيمَةَ قالَ هَذَا القَوْلَ، وأَرادَ عليٌّ، رضِيَ اللَّهُ عَنهُ بقوْلِه ذلِكَ أنَّه لم يَتَلَطَّخْ بشيءٍ مِن فيءِ المُسْلمين بل وَضَعَه مَواضِعَه. ( {والجَنَى: الذَّهَبُ) ، وَقد} جَنَاهُ، قالَ فِي صفَةِ ذَهَب: صَبيحَةِ دِيمَةٍ {يَجْنِيه جانِي أَي يَجْمَعُه مِن معْدَنِه. (و) الجَنَى: (الوَدَعُ) كأَنَّه جُنِيَ من البَحْرِ. (و) الجَنَى: (الرُّطَبُ) ، وأَنْشَدَ الفرَّاءُ: هُزِّي إليكِ الجِذْعَ} يُجْنِيكِ الجَنَى  (و) الجَنَى: (العَسَلُ) إِذا اشْتِيرَ، (ج {أَجْناءٌ) ، قالتِ امْرأَةٌ من العَرَبِ: } لأَجْناءُ العِضاهِ أَقَلُّ عاراً من الجُوفانِ يَلْفَحه السَّعيرُ (و) مِن الْمجَاز ( {اجْتَنَيْنا ماءَ مَطَرٍ) ؛) حَكَاه ابنُ الأعْرابيّ قالَ: وَهُوَ مِن جيِّدِ كَلامِ العَرَبِ وَلم يُفَسِّرْه. قالَ ابنُ سِيدَه: وعنْدِي أنَّه أَرادَ (وَرَدْناهُ فَشَرِبْناهُ) أَو سَقَيْناه رِكابَنا، قالَ: ووَجْهُ اسْتِجادَة ابْن الأعْرابيِّ لَهُ أنّه مِن فصِيحِ كلامِ العَرَبِ. (} وأجْنَى الشَّجرُ) :) صارَ لَهُ جَنىً {يُجْنَى فيُؤْكَلُ، قالَ الشَّاعِرُ: } أَجْنَى لَهُ باللِّوَى شَرْيٌ وتَنُّومُ وأَجْنَى الثَّمَرُ: أَي (أَدْرَكَ. (و) {أَجْنَتِ (الأرْضُ: كَثُرَ} جَناها) ، وَهُوَ الكَلأُ والكَمْأَةُ. (وثَمَرٌ {جَنِيٌّ) ، كغَنِيَ؛ كَذَا فِي النسخِ، وَفِي المُحْكَم: تَمْرٌ جَنِيٌّ؛ (} جُنِيَ من ساعَتِه) ؛) وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى {تُساقِطُ عليكِ رُطَباً {جَنِيّاً} . وقيلَ:} الجَنِيُّ الثَّمَرُ {المُجْتَنى مَا دامَ طَرِيّاً. (} وتَجَنَّى) فلانٌ (عَلَيْهِ) ذَنْباً: إِذا (ادَّعَى ذَنْباً لم يَفْعَلْه) ، أَي تَقَوّله عَلَيْهِ وَهُوَ بَرِيءٌ؛ وكَذلِكَ التَّجَرُّمُ. ( {والجَنِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: رداءٌ) مُدَوَّرٌ (من خَزَ. (وأَحمدُ بنُ عيسَى) المُقْرِي يُعْرَفُ: ب (ابنِ} جَنِيَّةَ، مُحدِّثٌ) ؛) صَوابُه بكسْرِ الجيمِ وتَشْديدِ النونِ المَكْسورَةِ وَالْيَاء الأَخِيْرَة أَيْضاً، ضَبَطَه الحافِظُ وَهُوَ الصَّوابُ،  وَقد أَشَرْنا إِلَيْهِ فِي النونِ، وَقد رَوَى هَذَا عَن أَبي شَعيبٍ الحرَّانيّ. ( {وتَجْنَى) ، كتَسْعَى: (د) ، وضَبَطَه الصَّاغانيُّ بخطِّه بكسْرِ النونِ. (وبالضَّمِّ:} تُجَنَّى الوَهبانِيَّةُ) ؛) صَوابُه {تَجَنِّي بفتْحِ التاءِ والجيمِ وتَشْديدِ النونِ المَكْسورَةِ كَمَا ضَبَطَه الحافِظُ؛ (مُحدِّثَةٌ مُعَمِّرَةٌ) رَوَتْ العَوالِي، وَهِي مِن طبَقَةِ شُهْدَة بنت الفَرج الكَاتِبَة. (وقوْلُهُم لعَقَبَةِ الطَّائِفِ} تُجْنَى لَحْنٌ صَوابُه دُجْنَى، وَقد ذُكِرَ) فِي الَّدالِ مَعَ النونِ، وتقدَّمَ أنَّه بضمِّ الَّدالِ وكسْرِها وبالجيمِ بالحاءِ. ( {والجوانِي: الجَوانِبُ) ، كالثَّعالِي والأَرانِي. وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: } جانَى عَلَيْهِ {مُجاناةً: ادَّعَى عَلَيْهِ} جِنايَةً. ويُجْمَعُ جَنَى الثَّمرَ على {أَجْنِ كعَصَى وأَعْصٍ؛ وَبِه رُوِي الحدِيثُ: (أَهْدِيَ لَهُ أَجْنٍ زُغْبٌ) يُريدُ القِثّاءَ الغَضَّ، والمَشْهورُ فِي الرِّوايَةِ أَجْرٍ بالراءِ، وَقد تقدَّمَ. وأَصْلُ أَجْنٍ} أَجْنَى كجَبَلٍ وأَجْبُلٍ. والجَنَى: الكَلأُ؛ وأَيْضاً: الكَمْأَةُ؛ وأَيْضاً: العِنَبُ؛ قالَ: حبّ الجَنَى من شُرَّعٍ نُزُولِ يُريدُ مَا شَرَعَ مِن الكَرْمِ فِي الماءِ. {واجْتَنَى} كجَنَى. {والمُجْتَنَى: مَوْضِعُ الاجْتِناءِ؛ قالَ الراجزُ يذكُرُ الكَمْأَةَ: } جَنَيْتُه من {مُجْتَنىً عَوِيص} والجَنِيُّ، كغَنِيَ: التَّمْرُ إِذا صُرِمَ. ! والجانِي: اللّقَّاحُ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ. قالَ الأزْهرِيُّ: يَعْني الَّذِي يُلْقِحُ النّخِيلَ.  والجانِي: الكاسِبُ. وخالى الجنى: قرْيَةٌ بمِصْرَ قُرْبَ رشيد. {وتُجْنى بنُ عُمَر الكُوفيُّ، بالضمِّ، شيخٌ لحُسَيْن الجعْفيّ. وغَيثُ بنُ} جَنِي بنِ النُّعْمان الْهِلَالِي، بفتْحِ الجيمِ وتَخْفيفِ النونِ المَكْسورَةِ، عَلَّق عَنهُ السَّلفيُّ قالَ ماتَ سنة 547.
المعجم: تاج العروس

جرم

المعنى: جرم (جَرَمَهُ يَجْرِمُهُ) جَرْماً (قَطَعَهُ) . (و) جَرَمَ (النَّخْلَ) يَجْرِمُهُ (جَرْماً) وَكَذلِكَ التَّمْرَ (وَجَراماً) ، بِالْفَتْح (ويُكْسَرُ) : أَي: (صَرَمَهُ) ، فَهُوَ جارِمٌ. يُقال: جَاءَ زَمَنُ الجَرامِ والجِرام، أَي: صِرام النَّخْلَ. (و) جَرَمَ (النَّخْلَ جَرْماً: خَرَصَهُ) وَجَزَّهُ، (كاجْتَرَمَهُ) ، عَن اللِّحيانّي. (و) جَرَمَ (فُلانٌ) جَرْماً: (أَذْنَبَ، كأَجْرَمَ واجْتَرَمَ، فَهُوَ مُجْرِمٌ وجَريمٌ) . (و) جَرَمَ (لأَهْلِهِ: كَسَبَ) لَهُم، يُقال: خَرَجَ يَجْرِمُ لأهْلِهِ ويَجْرِمُ أَهْلَه، أَي: يَطْلُبُ وَيَحْتالُ (كاجْتَرَمَ) ، وَهُوَ جارِمُ أَهْلِه: كاسِبُهم، وَأنْشد أَبُو عُبَيْدة لِلهَيْرُدانِ أَحَدُ لُصُوصِ بَنِي سَعْدٍ: (طَرِيدُ عَشِيرَةٍ وَرَهِينُ جُرْمٍ  ...  بِمَا جَرَمَتْ يَدِي وجَنى لِسانِي) وَقد فُسِّرَت الْآيَة: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَئَانُ قَوْمٍ} بِهَذَا المَعْنَى، أَي: لَا يَكْسِبَنَّكُم، وَقيل: لَا يَحْمِلَنَّكم.  (و) جَرَمَ (عَلَيْهِم، وإِلَيْهِم، جَرِيمَةً: جَنَى جِنايَةً) ، وَقَول الشاعِر، أنشدَه ابنُ الأعرابيّ: (ولاَ مَعْشَرٌ شُوسُ العُيونِ كَأَنَّهُمْ  ...  إِلَيَّ ولَمْ أَجْرِمْ بهم طالِبُو ذَحْلِ) قَالَ: أرادَ لم أَجْرِمْ إِلَيْهِم أَو عَلَيْهم، فَأَبْدَلَ الباءَ مكانَ إِلَى أَو عَلَى، (كَأَجْرَمَ) إِجْراماً، يُقَال: هُوَ جارِمٌ على نَفْسِهِ وقَوْمِهِ. (و) جَرَمَ (الشّاةَ) جَرْماً: (جَزَّهَا) أَي: جَزَّ صُوفَها، وَقد جَرَمْتُ مِنْهُ: إِذا أَخَذْتَ مِنْهُ، مثل جَلَمْتُ، كَمَا فِي الصِّحَاح. (والجِرْمَةُ، بالكَسْرِ: القَوْمُ) الّذين (يَجْتَرِمُونَ النَّخْلَ) ، أَي: يَصْرِمُون، نَقله الجوهريُّ وَأنْشد لامْرِئ القَيْس: (عَلَوْنَ بأنْطاكِيَّةٍ فَوْقَ عِقْمَةٍ  ...  كجِرْمَةِ نَخْلٍ أَو كَجَنَّةِ يَثْرِبِ) هَكَذَا أنشدَهُ الجوهريُّ شاهِداً على الجِرْمَة بِمَعْنى القَوْم، والصَّحيحُ أَنَّ الجِرْمَةَ هُنا مَا جُرِم وصُرِمَ من البُسْرِ، شَبَّه مَا على الهَوْدَجِ من وَشْي وعِهْنٍ بالبُسْرِ الأَحْمَرِ والأَصْفَرِ، أَو بجَنَّةِ يَثْرِبَ؛ لأَنَّها كثيرةُ النَّخْل. (والجُرْمُ، بالضَّمِّ: الذَّنْبُ كالجَرِيمَةِ) ، كسفينة، (والجَرِمَةِ كَكَلِمَة) ، قَالَ الشَّاعِر: (فإنَّ مَوْلايَ ذُو يُعَيِّرُنِي  ...  لَا إِحْنَةٌ عِنْدَهُ وَلَا جَرِمَهْ) (ج: أَجْرامٌ وجُرُومٌ) كِلاهُما جَمْعان للجُرْمِ، وَأما الجَريمَةُ فَجَمْعُها الجَرائِمُ وَفِي الحَديث: " أَعظَمُ المُسْلِمِين جُرْماً مَنْ سَأَلَ عَن شَيْءٍ لم يُحَرَّمْ عَلَيْهِ فَحُرِّمَ من أَجْلِ مَسْئَلَتِه ". (و) الجُرامَةُ، (كَثُمامَةٍ: الجُذامَةُ) وَهُوَ مَا سَقَط من التَّمْرِ  إِذا جُرِمَ، قَالَه الأَصْمَعِيُّ، (و) قيل: هُوَ (التَّمْرُ المَجْرُومُ) أَي: المَصْرُومُ، (أَو مَا يُجْرَمُ مِنْهُ، بَعْدَ مَا يُصْرَمُ، يُلْقَطُ من الكَرَبِ؛ و) أَيضاً: (قِصَدُ البُرِّ والشَّعِيرِ وَهِي أَطْرافُه تُدَقُّ ثُمَّ تُنَقَّى) ، والأَعْرَف الجُدامَةُ، بالدّال، وكُلُّه من القَطْع. (و) الجَرِيمُ والجُرامُ، (كَأَمِيرٍ وغُرابٍ: التَّمْرُ اليابِسُ) وَفِي الصِّحاح: المَصْرُومُ، وَاقْتصر على الأُوْلَى، يُقَال: تَمْرٌ جَرِيمٌ أَي: مَجْرُومٌ، قَالَ الشَّاعِر: (يَرَى مَجْداً وَمَكْرُمَةً وعِزاً  ...  إِذا عَشَّى الصَّدِيِقَ جَرِيمَ تَمْرِ) ثمَّ قولُ المُصَنِّف: وغُراب، غَلَطٌ ظاهِر، والصَّوابُ: كَأَمِير وسَحابٍ، وَهَكَذَا ضَبَطه أَبو عَمْرو، ومثلُه فِي المُحْكَم، قَالَ: الجَرِيمُ والجَرامُ، بالفَتْحِ: التَّمْرُ اليابِسُ. (و) فِي الصِّحَاح: الجَرامُ، بالفَتْح، والجَرِيمُ: (النَّوَى) وهُما أَيْضا التَّمْرُ اليابِسُ، ذَكَرَه ابنُ السِّكِّيت فِي بَاب فَعِيلِ وفَعالٍ، مثل: شَحاجٍ وشَحِيجٍ، وَعَقامٍ وَعَقِيمٍ، وكَهامٍ وَكَهِيمٍ، وبَجالٍ وَبَجِيلٍ، وصَحاحِ الأَدِيمِ وصَحِيح، وَقَالَ الشمّاخ: (مُفَجُّ الحَوامِي عَنْ نُسُورٍ كَأَنَّها  ...  نَوَى القَسْبِ تَرَّتْ عَن جَرِيمٍ مُلَجْلَجِ) أَرَادَ النَّوَى، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: وَلم أَسْمَع للجَرامِ بِمَعْنى النَّوَى بواحِدٍ. (والمُجْرِمُونَ) فِي قَوْله تعالَى: {وَكَذَلِكَ نجزي الْمُجْرمين} : (الكافِرُونَ) لأنَّ الّذِي ذُكِرِ مِنْ قِصَّتِهم التَّكْذِيبُ بآياتِ الله والاسْتِكْبارُ عَنْهَا، قَالَه الزجّاج. (وَتَجَرَّمَ عَلَيْه) : إِذا (ادَّعَى عَلَيْه الجُرْمَ وإِنْ لَمْ يُحْرِمْ) ، نَقله ابنُ سِيدَه عَن ابنِ الأَعرابِيِّ، وَأنْشد:  (قد يُفْتَرَى الهِجْرانُ بالتَّجَرُّمِ  ...  ) وَقَالَ غَيْرُه: تَجَرَّم عَلَيْهِ: ادَّعَى ذَنْباً لم يَفْعَلْه، وَأنْشد: (تَعُدُّ عَلَيَّ الذَّنْبَ إِنْ ظَفِرَتْ بِهِ  ...  وَإِلاَّ تَجِدْ ذَنْباً عَلَيَّ تَجَرَّمِ) وَقَالَ أَبُو العَبّاس: فُلانٌ يَتَجَرَّم عَلَيْنا، أَي: يَتَجَنَّى مَا لَمْ نَجْنِه، وَأنْشد: (أَلاَ لَا تُبالِي حَرْبَ قَوْمٍ تَجَرَّمُوا  ...  ) (و) تَجَرَّم (اللَّيْلُ: ذَهَبَ وَتَكَمَّلَ) وانْقَضَى، وَهُوَ مجَاز. (وَجَرِيمَةُ القَوْمِ: كاسِبُهُم) ، قَالَ أَبُو خِراشٍ يذكر عُقاباً تَزُقُّ فَرْخَها وَتَكْسِبُ لَهُ: (جَرِيَمةُ ناهِضٍ فِي رَأْسِ نِيقٍ  ...  تَرَى لِعظامِ مَا جَمَعَتْ صَلِيباً) (والجِرْمُ، بالكَسْرِ: الجَسَدُ) وَفِي حَدِيثٍ: " اتَّقُوا الصُّبْحَةَ فَإِنَّها مَجْفَرَةٌ مَنْتَنَةٌ للجِرْم " قَالَ ثَعْلَب: الجِرْمُ: البَدَن، (كالجِرْمانِ) بِالْكَسْرِ أَيْضا. (ج) فِي القَلِيلِ: (أَجْرامٌ) ، قَالَ يَزِيدُ ابْن الحَكَم الثَّقَفيُّ: (وَكَمْ مَوْطِنٍ لَوْلايَ طِحْتَ كَمَا هَوَى  ...  بِأَجْرامِهِ من قُلَّةِ النَّيقِ مُنْهَوِي) وَجَمَع كَأَنَّه صَيَّر كُلَّ جزءٍ من جِرْمِهِ جِرْماً، (و) فِي الكَثِير: (جُرُومٌ وجُرُمٌ، بِضَمَّتَيْن) ، قَالَ: (ماذَا تَقُولُ لأَشْياخٍ أُولِي جُرُمٍ  ...  سُودِ الوُجُوهِ كَأَمْثالِ المَلاحِيبِ) وَفِي التَّهْذِيب: الجِرْمُ: أَلْواحُ الجَسَد وجُثْمانُه، وَأَلْقَى عَلَيْه أَجْرامَه، عَن اللّحْيانيّ وَلم يُفَسِّرْه، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدِي أَنَّه يريدُ ثَقَلَ جِرْمِه، وَجُمِعَ على مَا تَقَدَّم فِي بَيْت يَزيد. (و) الجِرْمُ (الحَلْقُ) ، قَالَ مَعْنُ بنُ أَوْس:  لأَسْتَلَّ مِنْهُ الضِّغْنَ حَتَّى اسْتَلَلْتُه وَقد كانَ ذَا ضِغْنِ يَضِيق بِهِ الجِرْمُ يقولُ: هُوَ أَمْرٌ عَظِيمٌ لَا يُسِيغُه الحَلْقُ. (و) الجِرمُ: (الصَّوْتُ) حَكَاهُ ابنُ السِكِّيت وَغَيْرُه، وَبِه فَسّر قَول بَعضهم: إِنّ فُلاناً لَحَسَن الجِرْمِ أَي: الصَّوْت. (أَو) جِرْمُ الصَوْتِ: (جِهارَتُهُ) ، يُقَال: مَا عَرَفْتُه إِلا بجِرْمِ صَوْتِه، وَقد كَرِهَها بعضُهم، وَفِي الصِّحَاح قَالَ أَبُو حَاتِم: أُولِعَت العامّةُ بقَوْلهمْ: فلانٌ صافِي الجِرْم، أَي: الصَّوْت أَو الحَلْقِ، وَهُوَ خَطَأٌ. (و) الجِرْمُ: (اللَّوْنُ) ، نَقله الجوهريُّ وَهُوَ قولُ ابنِ الأعرابيّ. (والجَرِيمُ) ، كأمِيرٍ (العَظِيمُ) الجِرْمِ أَي: (الجَسَد) ، أنْشد ثَعْلَب: (وَقد تَزْدَرِي العَيْنُ الفَتَى وَهْوَ عاقِلٌ  ...  ويُؤْفَنُ بَعْضُ القَوْمِ وَهْوَ جَرِيمُ) ويُرْوَى وَهُوَ حَزِيمُ، (وَهِي) جَرِيمَةٌ (بهاءٍ) أَي: ذَات جِرْمٍ وجِسْمٍ، (كالمَجْرُومٍ، ج: جِرامٌ) بالكَسْر، كَكَرِيم وكِرامٍ، نَقله الجوهريُّ، قَالَ: ويُقال: جِلَّةٌ جَرِيمٌ أَي: عِظامُ الأَجْرام، والجِلَّةُ: الإِبِل المَسانّ. (وَحَوْلٌ مُجَرَّمٌ، كَمُعَظَّم) أَي: (تامٌّ) ، وَقَالَ أَبُو زيْدٍ: العامُ المُجَرَّمُ: الماضِي المُكَمَّل، وأنشدَ ابنُ بَرِّي لعُمَرَ بنِ أبِي رَبِيعَةَ: (ولكِنَّ حُمَّى أَضْرَعَتْنِي ثَلاثَةً  ...  مُجَرَّمَةً ثُمَّ اسْتَمَرَّت بِنا غِبَّا) وَقَالَ ابنُ هانِئ: سَنَةٌ مُجَرَّمَةٌ، وشَهْرٌ مُجَرَّمٌ وَكَرِيتٌ، وَهُوَ التامُّ، (وَقد تَجَرَّمَ) أَي: انْقَضَى، قَالَ لَبِيد: (دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعْد عَهْدِ أَنِيسِها  ...  حِجَجٌ خَلَوْنَ حَلالُها وحَرامُها) أَي: تَكَمَّل، قَالَ الأزهريّ، وَهَذَا  كُلُّه من القَطْعِ، كأنَّ السَّنَة لمّا مَضَتْ صَارَت مَقْطُوعة من المُسْتَقْبَلَة. (وَجَرَّمْناهُمْ تَجْرِيماً) أَي: (خَرَجْنا عَنْهُم) ، نَقله اللَّيث. (وَلَا جَرَمَ، و) يُقَال (لَا ذَا جَرَمَ وَلَا أَنْ ذَا جَرَمَ، وَلَا عَنْ ذَا جَرَمَ وَلَا جَرَ) ، بِلَا مِيم، قَالَ الكسائِيُّ: حُذِفَت الْمِيم لِكَثْرَة استِعمالهم إِيّاه، كَمَا قَالُوا: حاشَ لِلَّه وَهُوَ فِي الأَصْل حاشَا لِلّه، وكما قالُوا: أَيْش، وإِنَّما هُوَ أَيُّ شَيْءٍ، وكما قَالُوا: سَوْ تَرَى، وَإِنَّما هُوَ سَوْفَ تَرَى. (و) يُقال أَيْضا: (لَا جَرُمَ، كَكَرُمَ، وَلَا جُرْمَ، بِالضَّمِّ) ، كُلُّ ذَلِك (أيْ: لَا بُدَّ، أَو) مَعْناه: (حَقَّا، أًوْ لَا مَحاَلَة، أوْ هَذَا أَصْلُه، ثمَّ كَثُرَ) اسْتِعْمالُهُم إِيَّاه (حَتَّى تَحَوَّلَ إِلَى مَعْنَى القَسَمِ) . وَنَصُّ الصِّحَاح: قَالَ الفَرّاءُ: لَا جَرَمَ كلمةٌ كانَتْ فِي الأَصْلِ بِمَنْزِلَة لَا مَحالَةَ وَلَا بُدَّ، فَجَرَت على ذلِكَ، وَكَثُرَتْ حَتَّى تَحَوَّلَتْ إِلَى مَعْنَى القَسَم، وصارَتْ بمنزلةِ حَقَّاً، (فَلِذلِكَ يُجابُ عَنْهُ) ، كَذَا بِخَطِّ أبي زَكَرِيَّا، وَفِي سَائِر نسخ الصِّحَاح: عَنْها، (باللَّامِ) كَمَا يُجابُ بهَا عَن القَسَمِ (فيُقالُ) وَفِي الصِّحَاح: أَلاَ تَراهُم يَقولُون: (لَا جَرَمَ لآتِيَنَّكَ) ، قَالَ: ولَيْسَ قَوْلُ من قَالَ: جَرَمْتُ: حَقَقْتُ بِشَيْءٍ، وَإِنَّما لَبَّسَ عَلَيْهِم قَوْلُ الشاعِرِ وَهُوَ أَبُو أَسْماءَ بنِ الضَّرِيبَة، وَيُقَال للحَوْفَزانِ، قَالَ ابنُ بَرِّي: ويُقال لِعَطيَّةَ بن عَفِيفٍ: (وَلَقَدْ طَعَنْت أَبَا عُيَيْنَةَ طَعْنَةً  ...  جَرَمَتْ فَزارَة بَعْدَها أَنْ يَغْضَبُوا) فرفَعُوا فَزارَة كَأَنَّه قَالَ: حَقَّ لَهَا الغَضَبُ، قَالَ: وفَزارَةُ مَنْصُوبَة، أَي: جَرَمَتْهُم الطَّعْنَةُ أَنْ يَغْضَبُوا. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أَحَقَّتْ عَلَيْهِم الغَضَبَ، أَي: أَحَقَّت الطَّعْنَةُ فَزارَةَ أَنْ يَغْضَبُوا؛ وَحَقَّتْ أَيْضا مِنْ قَوْلهم: لَا جَرَمَ لَأَفْعَلَنّ كَذَا، أَي: حَقَّاً. قَالَ ابنُ بَرِّي: وَهَذَا القَوْلُ رَدٌّ على سِيبَوَيْه  والخَلِيلِ؛ لأنّهما قَدَّراه أَحَقَّتْ فزارةُ الغَضَب، أَي: بالغَضَبِ، فأسقط الْبَاء. قَالَ: وَفِي قَوْل الفَرَّاء لَا يحْتَاج إِلَى إِسْقاطِ حَرْفِ الجَرِّ فِيهِ؛ لأنَّ تقديرَهُ عِنْده كَسَبَتْ فَزارَةَ الغَضَبَ عَلَيْك. قَالَ: والصَّوابُ فِي إِنشاد البَيْتِ ولَقَد طَعَنْتَ بِفَتْح التاءِ؛ لأنّه يُخاطِبُ كُرْزاً العُقَيْلِيَّ يَرْثِيه، وقَبْلَ الْبَيْت: (يَا كُرْزُ إِنَّكَ قَدْ قُتِلْتَ بفارِسٍ  ...  بَطَلٍ إِذا هابَ الكُماةُ وَجَبَّبُوا) وكانُ كُرْزٌ قد طَعَنَ أَبَا عُيَيْنَة، وَهُوَ حِصْنُ بن حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرٍ الفَزارِيّ. قَالَ ابنُ سَيّده: وَزَعَم الخَلِيلُ أَنَّ جَرَمَ إِنّما تكونُ جَواباً لٍ مَا قَبْلَها من الكَلامِ، يَقُول الرجلُ: كَانَ كَذا وكَذا، وفَعَلُوا كَذَا، فَتَقُولُ، لَا جَرَمَ أَنَّهم سَيَنْدَمُون، أَو أنّه سَيَكُونُ كَذَا وَكَذا. وَقَالَ ثَعْلَب: الْفراء والكِسائِيُّ يَقُولان: لَا جَرَمَ تَبْرِئَةٌ. قَالَ الأزهريُّ: وَقد قيل: لَا، صِلَةٌ فِي لَا جَرَمَ، والمَعنى: كَسَبَ لَهُم عَمَلُهُمُ النَّدَمَ. وَقَالَ ابنُ الأعرابِيّ: لَا جَرَمَ لقد كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَا ذَا جَرَ وَلَا ذَا جَرَمَ، والعَرَبُ تَصِل كلامَها بِذِي وَذَا وَذُو فَتكون حَشْواً وَلَا يُعْتَدّ بهَا، وَأنْشد: (إِنّ كِلاباً والِدِي لَا ذَا جَرَمْ  ...  ) وَقَالَ ابْن الْأَثِير: لَا جَرَمَ كلمةٌ تَرِدُ بِمَعْنى تَحْقِيقِ الشَّيْءِ وَقد اخْتُلِف فِي تَقْدِيرِها فَقيل: أَصْلُها التَّبْرِئةُ بِمَعْنى لَا بُدَّ، وَقد استُعْمِلَت فِي مَعْنى حَقَّاً. وَقيل: جَرَمَ بِمَعْنى كَسَبَ، وَقيل: بمَعْنَى وَجَبَ وَحَقَّ، وَلَا: رَدٌّ لِما قَبْلها من الكَلامِ، ثمَّ يُبْتَدَأُ بهَا كَقَوله تعالَى: {لَا جرم أَن لَهُم النَّار} أَي: لَيْسَ الأَمْرُ كَمَا قَالُوا، ثمَّ ابْتَدَأ وَقَالَ: وَجَبَ لَهُم النارُ. قُلتُ: وَقد  حَقَّق الكَلامَ فِيهِ ابنُ هِشام فِي المُغْنِي فِي بَحْث " لَا "، والجَلالُ فِي هَمْع الهَوامِعِ أثْنَاء بَحْثِ " إِنَّ " والقَسَم، والخَفاجِي فِي العِنايَةِ أَثْناءَ غافِرٍ، وَأَشَارَ إِلَيْهِ أثناءَ النَّحْلِ، وَفِيمَا أَوْرَدْناه كِفايَة. (والجَرْمُ: الحارُّ) ، فارِسي (مُعَرَّب) كَرْم. (و) أَيْضا: (الأَرْضُ الشَّدِيدَةُ الحَرِّ) . وَقَالَ أَبُو حَنيِفَةَ: أرضٌ جَرْمٌ دَفِيئَةٌ والجَمْع جُرُومٌ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: أرضٌ جَرْمٌ تُوصَفُ بالحَرِّ، وَهُوَ دَخِيلٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الجَرْمُ: نقيضُ الصَّرْدِ، يُقَال: هَذِه أَرْضٌ جَرْمٌ، وهذهِ أَرْضٌ صَرْدٌ، وهُما دَخِيلانِ فِي الحَرّ والبَرْدِ. وَقَالَ الجوهريّ: الجُرُوم من الْبِلَاد: خِلافُ الصُّرُودِ. (و) الجَرْمُ: (زَوْرَقٌ يَمَنِيٌّ، ج: جُرُومٌ) ، وَهِي النَّقِيرَة، جَمْعُها نَقائِرُ. (و) جَرْمٌ: (بَطْنٌ فِي طيِّئٍ) ، وَهُوَ ثَعْلَبَةُ بنُ عَمْرِو بن الغَوْثِ بن جُلْهُمَةَ وَهُوَ طَيِّئ، مَساكِنهُم صَعِيدُ مِصْرَ، قَالَه صاحبُ العِبَر، وَمِنْهُم بَقِيَّةٌ فِي نَواحِي غَزَّةَ، وَمن وَلَدِه حَيّانُ بنُ ثَعْلَبَةَ، وَإِلَيْهِ يَنْتَسِب أَبُو عبد الله محمَدُ بنُ مالِكٍ النَّحْوِيُّ المِصْرِيُّ، وَعَمْرُو بنُ سَلَمَة الجَرْمِيُّ لَهُ صُحْبَةٌ، وَأَبُو قِلابَة عَبْدُ الله بنُ يَزيدَ الجَرْمِيُّ البَصْريُّ تابِعِيٌّ جَليلٌ، وَأَبُو عُمَر صالحُ ابْن إِسْحَاق الجَرمِيُّ، لُغَوِيٌّ مَشْهُورٌ، أَخَذَ عَن الأَخْفَشِ وَأَبِي عُبَيْدَةَ وأبِي ذَرِّ والأَصْمَعِيِّ، ورَوَى الحَدِيثَ، توفِّي سنة مائتَيْنِ وخَمْسٍ وعِشْرِين. (و) جَرْمُ (بْنُ زَبَّانَ) بنِ حُلوان بن عِمْرانَ بنِ الحافِي: (بَطْنٌ فِي قُضاعَةَ) ، مِنْهُم: شِهابُ بنُ المَجْنونِ، صَحابِيٌّ، وَأَخُوهُ عامِرٌ  مَدْرَجُ الرِّيحِ، شاعِرٌ، وَهَوْذَةُ بن عَمْرٍ والجَرْمِيُّ، لَهُ وِفادَةٌ. (و) الجِرْمُ، (بالكَسْرِ: بلادٌ) وَرَاء وَلْوالِج (قُرْبَ بَذَخْشانَ) وَلم يَذْكُر المُصَنَّفِّ بَذخْشانَ فِي مَوْضِعِه، وَمِنْهَا الفَقِيهُ أَبُو عَبْد الله سَعِيدُ بنُ حَيْدَر الجِرْمِيّ، سَمِعَ أَبَا يَعْقُوبَ يُوسُفَ بنَ أَيوُّبَ الهَمْدانِيّ، توفِّيَ بِبَلَدِهِ سنة خَمْسِمائةٍ وثلاثٍ وَأَرْبَعِين. (وَبَنُو جارِمٍ، بَطْنان) ، أحَدُهُما فِي بني ضَبَّةَ، والآخَرُ فِي بني سَعْدٍ، فالتي فِي ضَبَّةَ هم بَنو جارِم بن مالِك بن بَكْرِ بنِ سَعْدِ بنِ ضَبَّة، ذكره ابنُ الكَلْبِيّ، وَكَانَ لَهُ خطّة بالبَصْرة، وَأنْشد الجوهريُّ: (إِذا مَا رَأَتْ حَرْباً عَبُ الشَّمْسِ شَمَّرَتْ  ...  إِلى رَمْلِها والجارِمِيُّ عَمِيدُها) وَأنْشد الحافِظُ فِي التَبْصِير للفرزدق: (ولَوْ أَنَّ مَا فِي سُفْنِ دارِينَ صَبَّحَتْ  ...  بِنِي جارِمٍ مَا طَيَّبَتْ رِيحَ خَنْبَشِ) (و) جَرِمَ الرجلُ (كَفَرِحَ: صَار يَأْكُلُ جُرامَةَ النَّخْلِ) بَين السَّعَف، عَن أبي عَمْرو. (وَأَجْرَمَ) الرجلُ: (عَظُمَ) جِرْمُهُ، هَكَذَا فِي النّسخ، والصَّواب جَرِمَ ثلاثياً، (و) كَذَا مَا بَعْدَه: جَرِمَ (لَوْنُه) : إِذا (صَفَا، و) جَرِم (الدَّمُ بِهِ: لَصِقَ، و) جَرِمَ الرَّجُلُ: (صَفَا صَوْتُهُ) . (وجاجَرْمُ) بِسُكُون الرَّاء: (د) بَين نَيْسابُور وجُرْجانَ، مِنْهُ أَبُو القاسِم عبدُ العَزِيز بن مُحَمّد بن مُحَمّد الجاجَرْمِي النَّيْسابُوريّ، أحدُ مَشايخ أبي مُحَمّد عبد الْعَزِيز بن أبي بَكْرٍ النَّخْشَبِيّ، تُوُفّي بعد سنة أَرْبَعِينَ وأَرْبَعِمائَة. (و) أَجْرَمُ، (كَأَحْمَدَ: بَطْنٌ من خَثْعَمَ) وَهَكَذَا نَقله الحافِظُ أَيْضا.  (والجَرِيمَةُ) ، كَسَفينة: (آخِرُ وَلَدِكَ) ، كَأَنَّهُ جَرَم بَعْدَه، أَي: قطع. (والأَجْرامُ: مَتاعُ الرَّاعِي) ، كَأَنَّه جمع جِرْمٍ، بالكَسْر. (و) الأَجْرامُ: (لَوْنانِ من السَّمَكِ) . (و) مُجْرِمٌ، (كَمُحْسِنٍ: اسمٌ) . [] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: شَجَرَةٌ جَرِيمَةٌ: مَقْطُوعَة. وقَوْمٌ جُرَّمٌ وجُرّامٌ، كَسُكَّرٍ وَرُمّانٍ: جَمْعا جارِمٍ للصَّارِمِ. وأَجْرَمَ التَّمْرُ: حانَ جِرامُه، وَقَول ساعدَة بن جُؤية: (سادٍ تَجَرَّمَ فِي البَضِيعِ ثَمانِيَا  ...  ) أَي: قَطَعَ ثمانِيَ لَيالٍ مُقيماً فِي البَضِيعِ يَشْرَبُ الماءَ. والجَرِيمُ، كَأَمِيرٍ: مَا يُرْضَخُ بِهِ النَّوَى. والجَرِيمَةُ: النَّواةُ، وَمِنْه قولُ أَوْسِ ابْن حارِثَة: لَا والَّذِي أَخْرَجَ العِذْقَ من الجَرِيمَة، والنارَ من الوَثِيمَة. أَي: أَخْرَج النَّخْلَة من النَّواةِ، والنارِ من الحِجارَةِ المَكْسُورَة. والجِرْمَةُ، بِالْكَسْرِ: مَا جُرِمَ وصُرِمَ من البُسْرِ. وَفِي الحَدِيث: " لَا تَذْهَبُ مائةُ سَنَةٍ وعَلى الأَرْضِ عَيْنٌ تَجَرَّمُ " أَي: تَطْرِفُ. يُرِيد: تَجَرُّمَ ذَلِك القَرْنِ وانقِضَائِهِ. وَأَبُو مُجْرَم، كَمُحْسِنٍ، كُنْيَة أبي مُسْلِم صاحبِ الدَّوْلَة، هَكَذَا كَناهُ المَنْصُور. والجُرْم، بالضَّمِّ: التَّعِّدي. وقالُوا: اجْتَرَمَ الذَّنْبَ فَعَدُّوه. قالَ الشَّاعِر: أَنشده ثَعْلَب: (وَتَرَى اللَّبِيبَ مُحسَّداً لم يَجْتَرِمْ  ...  عِرْضَ الرِّجالِ وعِرْضُه مَشْتُومُ) وَجَرُمَ الرجلُ كَكَرُمَ: إِذا عَظُمَ  جُرْمُه، أَي: أَذْنَب. وَجعله المُصَنِّف أَجْرَم، وَهُوَ غَلَظٌ من النُّسّاخ. والجارِمُ: الجانِي، قَالَ: (وَلَا الجارِمُ الجانِي عَلَيْهِم بمُسْلَمِ  ...  ) وَقَرَأَ يَحْيَى بنُ وَثاب والأَعْمَش {لَا يجرمنكم} بِضَمّ الْيَاء. قَالَ الزجّاج: جَرَمْتُ وَأَجْرَمْتُ بِمَعْنى وَاحِد، وَقيل مَعْناه لَا يُدْخِلَنَّكُم فِي الجُرْم، مِن أَجْرَمَهُ، كَمَا يُقَال: آثَمْتُه، أَدْخَلْتُه فِي الإِثْم. والمُدّ بالحِجاز يُدْعَى جَرِيماً، يُقَال: أَعْطَيْتُه كَذَا وَكَذَا جَرِيماً. قَالَ الزَّمَخشريّ: هُوَ مُدُّ رَسُول الله - صلى الله تعالَى عَلَيْهِ وسلّم -. وَتَجَرَّمَ الشِّتاءُ: انْقَضَى. وجَرَمْناهُ: أَتْمَمْناه. وَفِي بَجِيلَةَ جَرْمُ بن عَلَقَة بن أَنْمار. وَفِي عامِلَة: جرم بنُ شَعْلِ بن مُعاوِية، بُطُونٌ من العَرَب. وابنُ آجُرُّوم: مؤلّف الأَجُرُّومِيّة مشهورٌ. وجارِمُ بن هُذَيْلٍ شاعرٌ قَدِيمٌ من الأَعْراب.
المعجم: تاج العروس