المعجم العربي الجامع

أَعْلاطٌ

المعنى: ما لا يُعرف له اسم. يُقال: «أعلاط الكواكب».
المعجم: القاموس

عُلُطٌ

المعنى: (صيغة الجمع) أعلاط القصير من الحمير؛ الطويلة من النوق.؛ناقة -: بلا سمة ولا خطام.؛«أعلاط الكواكب»: الدَّراريّ التي لا أسماء لها.
المعجم: القاموس

عَلْطٌ

المعنى: (صيغة الجمع) أعلاطٌ أَثَر الوَسْم في جانب العُنُق.؛-: سَواد تَخطُّه المَرأةُ في وَجْهها تَتزيَّن به.؛أعلاطُ الكواكب: التي لا أسماء لها.
المعجم: القاموس

علط

المعنى: تعلط القوس: تقلدها، والعلطة: القلادة من سك أو قرنفل. قال: جاريـة من شعب ذي رعين حيّاكـة تمشـي بعلطـتين قـد خلجـت بحـاجب وعين وأنشد النضر: ظلـت تسـوف عطـن الطّويّ سوف العذارى علط الصبي ويقال: لأعلطنك علط البعير أي لأسمتك وسماً يبقى عليك، وبعير معلوط: موسوم علاطاً وهي السعة في عرض العنق سمّي بالعلاط وهو صفحة العنق، ومنه قيل لطوق الحمامة في صفحتي عنقها: علاطان، تقول: ما أملح علاطيها. وعلط البعير: نزع علاطه من عنقه وهو حبله، وبعير معلّط وعلط، وإبل أعلاط، واعلوّط البعير والفرس إذا ركبهما بلا خطام ولا لجام. ومن المستعار: هات الإبرة بعلاطها أي بخياطها. وانظر إلى علاط الشمس وهو الذي يتراءى للناظر منها كأنه خيط، وأعلاط النجوم: التي لا أسماء لها. وتقول: لو كنت من العرب لكنت من أنباطها، أو كنت من النجوم لكنت من أعلاطها.
المعجم: أساس البلاغة

عَلَطَ

المعنى: البعيرَ ـُ عَلْطاً: كواه في علاطه فأعلمه بعلامه فيه. فهو معلوط. وـ الرجلَ بقبيح: وسمه به.؛(عَلَّطَ) البعيرَ: علطه. وـ نزع علاطه من عنقه. فهو معلَّط.؛(اعْتَلَطَه) وبه: خاصمه وشاغبه.؛(تَعَلَّطَ) القوسَ: تقلَّدها.؛(اعْلَوَّط) الشيءَ: تعلَّق به وضمَّه إليه. ويقال: اعْلوَّط البعيرَ: تعلَّق بعنقه وعلاه. وـ فلاناً: أخذه. وـ حبسه. وـ فلان الأمرَ: اقتحم فيه بلا رويَّة.؛(الإعْليط): علامة في جانب العنق تكون خطًّا أو أكثر بالعرض. وـ كلّ غصن أو قضيب تناثر عنه الورق. وـ وِعاء ثمر المَرْخ.؛(العَالِط): شاعر عالِط: فصيح يزيِّن كلامه.؛(العِلاط): جانب العنق: وهما عِلاطان. وـ علامة في جانب العنق تكون خطًّا أو أكثر بالعرْض. وـ حَبل يحيط بالعنق.؛(العَلْط): أثر الوسم في جانب العنق. وـ سواد تخطه المرأة في وجهها تتزين به. (ج) أعلاط. والأعلاط من الكواكب: التي لا أسماء لها.؛(العُلْطَة): سواد تخطّه المرأة في وجهها تتزيّن به. وـ القلادة من قَرَنْفل ونحوه. (ج) عُلَط. والعُلْطَتان: رَقمتان في أعناق الطيور. والعلطتان: ودعتان تكونان في أعناق الصِّبيان.
المعجم: الوسيط

العلاط

المعنى: ـ العِلاطُ، ككِتابٍ: صَفْحَةُ العُنُقِ، وهُما عِلاطانِ، ـ وـ من الحَمامَةِ: طَوْقُها في صَفْحَتَيْ عُنُقِها بسَوادٍ، وخَيْطُ الشمسِ، والخُصومةُ، والشَّرُّ، وحَبْلٌ يُجْعَلُ في عُنُقِ البعيرِ. ـ وعَلَّطَهُ تَعْليطاً: نَزَعَه منه، وسِمَةٌ في عُرْضِ عُنُقِه، ـ كالإِعلِيط، كإِزْمِيلٍ ـ ج: أعْلِطَةٌ وعُلُطٌ، ككُتُبٍ. ـ وعَلَطَ الناقةَ يَعْلِطُ ويَعْلُطُ وعَلَّطَها: وسَمَها به، ـ وذلك المَوْضِعُ من عُنُقِه: مَعْلَطٌ ومُعْلَوَّطٌ، مفتوحةَ اللامِ والواوِ المُشَدَّدةِ، ـ وـ فلاناً بِشَرٍّ: ذكَرَه بِسُوءٍ. ـ وناقةٌ عُلُطٌ، بضمتين: بلا سِمَةٍ، وبِلا خِطامٍ ـ ج: أعْلاطٌ. ـ وأعْلاطُ الكَواكِبِ: الدَّرارِي التي لا أسماءَ لها. ـ والعُلُطُ، بضمتينِ: القِصارُ من الحَميرِ، والطِّوالُ من النُّوقِ. ـ والعُلْطَةُ، بالضم: القِلاَدَةُ، وسَوادٌ تَخُطُّهُ المرأةُ في وجْهِها زِينَةً، ـ كالعَلْطِ، بالفتح. وشاعرٌ عالِطٌ. ـ وما أعْلَطَه: ما أنكَرَه. ـ والإِعْلِيطُ، كإِزْمِيلٍ: ما سَقَطَ ورَقُه من الأَغْصانِ والقُضْبانِ، ووِعاءُ ثَمَرِ المَرْخِ، وهو كقِشْرِ الباقِلاَءِ. ـ والمَعْلُوطُ، كمعْرُوفٍ: شاعرٌ سَعْدِيٌّ. ـ واعْلَوَّطَ البعيرَ: تَعَلَّقَ بعُنُقِه، وعَلاهُ أو رَكِبَه بِلا خِطامٍ أو عُرْياً، ـ وـ فلاناً: أخَذَه، وحَبَسَه، ولَزِمَه، ـ وـ الأمرَ: رَكِبَ رأسَه، وتَقَحَّمَ بلا رَوِيَّةٍ، ـ وـ الجَمَلُ الناقةَ: تَسَدَّاها لِيَضْرِبَها. ـ واعْتَلَطَه وـ به: خاصَمَهُ، وشاغَبَه. ـ والعِلْيَطُ، كحِذْيَمٍ: شجرٌ واسْمٌ. ـ وتَعَلْوَطْتُهُ: تَعَلَّقْتُ به، وضَمَمْتُه إلَيَّ.
المعجم: القاموس المحيط

علط

المعنى: العِلاطُ: صفْحة العُنق من كل شيء. والعِلاطانِ: صفحتا العنق من الجانبين. والعِلاطُ: سِمة في عُرْض عنق البعير والناقة، والسِّطاعُ بالطُّولِ. وقال أَبو علي في التذكرة من كتاب ابن حبيب: العِلاط يكون في العنق عَرْضاً، وربما كان خطّاً واحداً، وربما كان خطَّين، وربما كان خُطوطاً في كل جانب، والجمع أَعْلِطةٌ وعُلُطٌ. والإِعْلِيطُ: الوَسْمُ بالعِلاطِ.وعَلَطَ البعيرَ والناقةَ يَعْلِطُهما ويَعْلُطُهما عَلْطاً وعَلَّطَهما: وسَمهما بالعِلاطِ، شُدّد للكثرة، وربما سمي الأَثر في سالِفتِه عَلْطاً كأَنه سمي بالمصدر؛ قال: لأَعْلِطَـــــنَّ حَرْزَمــــاً بعَلْطِــــ، بِلِيتِـــه عنـــد بُــذُوحِ الشــَّرْطِ البُذُوحُ: الشُّقوقُ. وحَرْزَمٌ: اسم بعير. وعَلَطه بالقول أَو بالشرِّ يَعْلُطُه عَلْطاً: وسمَه على المثل، وهو أَن يرميه بعلامة يعرف بها، والمعنيان متقاربان. والعِلاطُ: الذكر بالسُّوء، وقيل: عَلَطه بشرّ ذكره بسوء؛ قال الهذلي ونسبه ابن بري للمتنخل: فَلا واللّــهِ نــادَى الحَـيُّ ضـَيْفِي، هُــــدُوءاً، بالمَســــاءةِ والعِلاطِ والمَساءةُ: مصدر سُؤْتُه مَساءة. وعَلَطه بسَهْم عَلْطاً: أَصابه به.وناقة عُلُطٌ: بلا سمة كعُطُلٍ، وقيل: بلا خِطام؛ قال أَبو دواد الرُّؤاسي: هلاَّ ســأَلتِ، جَــزاك اللّـه سـَيِّئةً، إِذ أَصـْبحَت ليـس في حافاتِها قَزَعَهْ وراحـت الشـَّول كالشـَّنّات شاسـِفةً، لا يَرْتجــي رِســْلَها راعٍ ولا رُبَعَـهْ واعـرَورتِ العُلُـطَ العُرْضـِيَّ، تَركُضُه أُمُّ الفَـوارِسِ بالـدِّئْداء والرَّبَعَـهْ وجمعها أَعْلاطٌ؛ قال بِقادةُ الأَسدي: أَوْرَدْتُــــه قَلائصــــاً أَعْلاطـــا، أَصــفرَ مثــل الزيـت لمـا شـاطا والعِلاط: الحبل الذي في عنق البعير. وعَلَّطَ البعير تَعْليطاً: نزع عِلاطَه من عُنقه؛ هذه حكاية أَبي عبيد. والعُلُطُ: الطِّوال من النوق.والعُلُط أَيضاً: القِصار من الحَمير. وقال كراع: عَلَّط البعير إذا نزَع عِلاطَه من عُنقه، وهي سِمةٌ بالعَرْض. قال: وقول أَبي عبيد أَصح؛ وبعير علط من خِطامه. وعِلاط الإِبرة: خَيْطُها. وعِلاطُ الشمسِ: الذي تراه كالخيط إذا نظرت إِليها. وعِلاطُ النجوم: المُعَلَّقُ بها، والجمع أَعْلاط؛ قال: وأَعْلاطُ النُّجـــــومِ مُعَلَّقـــــاتٌ، كحَبْــلِ الفَـرْقِ ليـس لـه انْتِصـابُ الفَرْقُ: الكَتّان. قال الأَزهري: ورأَيت في نسخة: كحبل القَرْق، قال: الكتان. قال الأَزهري: ولا أَعرف القَرْق بمعنى الكتان. وقيل: أَعْلاطُ الكواكب هي النُّجومُ المُسَمّاة المعروفة كأَنها مَعْلوطة بالسِّماتِ، وقيل: أَعلاطُ الكواكبِ هي الدَّرارِي التي لا أَسماء لها من قولهم ناقة عُلُطٌ لا سِمةَ عليها ولا خِطام. ونُوق أَعْلاط، والعِلاطانِ والعُلْطتانِ: الرَّقْمتانِ اللتان في أَعْناقِ القَمارِي؛ قال حميد بن ثور: مِـنَ الـوُرْقِ حَمَّاء العِلاطَيْنِ، باكَرَتْ قَضـِيبَ أَشـاء، مَطْلَع الشمْسِ، أَسْحَما وقيل: العُلْطتان الرَّقْمَتان اللتان في أَعناق الطير من القماري ونحوها. وقال ثعلب: العُلْطتان طَوْقٌ، وقيل سِمة، قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا. وقال الأَزهري: عِلاطا الحَمامةِ طَوْقُها في صفحتي عُنقها، وأَنشد ببيت حميد بن ثور. والعُلْطة: القِلادة. والعُلْطتان: ودَعتان تكونان في أَعْناق الصبيان؛ قال حُبَيْنةُ بن طَرِيف العُكْلِيّ يَنْسُبُ بليلى الأَخْيَلِيَّة: جاريـــة مــن شــِعْبِ ذِي رُعَيْنِــ، حَيَّاكــــة تَمْشــــِي بِعُلْطَتَيْنِـــ، قـــد خَلَجَـــت بحـــاجِبٍ وعَيْنِــ، يـا قَـوْمِ، خَلُّـوا بينهـا وبَيْنيـ، أَشــَدَّ مــا خُلِّــيَ بَيْــنَ اثْنَيْــنِ وقيل: عُلْطتاها قُبلها ودُبرها، وجعلهما كالسِّمَتين. والعُلْطة والعَلْطُ: سواد تخُطُّه المرأَة في وجهها تَتزيّن به، وكذلك اللُّعْطةُ.ولُعْطةُ الصَّقْر: صُفْعةٌ في وجهه. ونعجةٌ عَلْطاء: بِعُرض عنقها عُلْطةُ سوادٍ وسائرها أَبيض. والعِلاطُ: الخُصومة والشرّ والمُشاغَبةُ؛ قال المتنخل: فلا واللّــهِ نــادَى الحَــيُّ ضـَيْفي وأَورد البيت المقدّم، وقال: أَي لا نادَى.والإِعْلِيطُ: ما سقط ورقه من الأَغْصان والقُضْبانِ، وقيل: هو ورق المَرْخِ، وقيل: هو وعاء ثَمَر المرخ؛ قال امرؤ القيس: لَهــــا أُذُنٌ حَشــــْرةٌ مَشــــْرةٌ، كــإِعْلِيطِ مَرْخــ، إذا مــا صــَفِرْ واحدته إِعْلِيطةٌ، شبه به أُذن الفرس. قال ابن بري: البيت للنمر بن تَوْلَب.والعِلْيَطُ: شجر بالسَّراةِ تُعمل منه القِسِيُّ؛ قال حميد بن ثور: تكادُ فُروعُ العِلْيَط الصُّهْبُ، فَوْقَنا، بـه وذُرَى الشـَّرْيانِ والنِّيمِ تَلْتَقِي واعْلوَّطَنِي الرجلُ: لَزِمني، واشتقّه ابن الأَعرابي فقال: كما يلزم العِلاطُ عنق البعير، وليس ذلك بمعروف.والاعْلِوَّاطُ: ركوبُ الرأْس والتَّقَحُّمُ على الأُمور بغير رَوِيّةٍ.يقال: اعْلوَّط فلان رأْسه: وقيل: الاعْلوّاط ركوبُ العنق والتقحُّمُ على الشيء من فوق. واعْلَوّط الجملُ الناقة: ركب عُنقها وتقَحَّمَ من فوقها. واعْلَوّط الجملُ الناقة يَعْلَوِّطُها إذا تسدّاها ليَضْرِبَها، وهو من باب الافْعِوّال مثل الاخْرِوّاطِ والاجْلوّاذِ. واعْلَوَّطَ بعيرَه اعْلِوّاطاً إذا تعلّق بعُنقه وعَلاه، وانما لم تنقلب الواو ياء في المصدر كما انقلبت في اعْشَوْشَبَ اعْشِيشاباً لأَنها مشدّدة. والاعْلِوَّاطُ: الأَخذ والحَبْس. والاعلوّاطُ: رُكوب المركوب عُرْياً؛ قال سيبويه: لا يتكلم به إِلا مزيداً.والمَعْلُوط: اسم شاعر. وعِلْيَطٌ: اسم.
المعجم: لسان العرب

علط

المعنى: علط العِلاَطُ، ككِتابٍ: صَفْحَةُ العُنُقِ من كلِّ شيءٍ، وهُما عِلاَطَانِ من الجانِبَيْن، وَفِي الصّحاح والعُبَاب: العِلاَطَانِ: صَفْحَتا العُنُقِ من الجانِبَيْنِ، وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيّ لحُمَيْدٍ بنِ ثَوْرٍ رَضِي الله عَنهُ: (وَمَا هاجَ مِنِّي الشَّوْقَ إِلا حَمَامَةٌ  ...  دَعَتْ ساقَ حُرٍّ فِي حَمَامٍ تَرَنَّمَا) (مِنَ الوُرْقِ حَمَّاءُ العِلاَطَيْنِ باكَرَتْ  ...  عَسِيبَ أَشَاءٍ مَطْلِعَ الشَّمْسِ أَسْحَمَا) والعِلاَطَانِ من الحَمَامَةِ: طَوْقُها فِي صَفْحَتَيْ عُنُقِها بسَوَادٍ، قالَهُ  الأَزْهَرِيّ. وقالَ غيرُه: العِلاَطَانِ، والعُلْطَتَانِ: الرَّقْمَتان اللَّتانِ فِي أَعْناقِ القَمَارِيّ. وَفِي الأَساسِ: إِنَّه من العِلاَطِ، بِمَعْنى السِّمَةِ. وَتقول: مَا أَمْلَحَ عِلاَطَيْها. والعِلاَط: خيطُ الشَّمسِ الَّذي يَتَرَاءى، قالَهُ اللَّيْثُ، وَهُوَ مَجازٌ. والعِلاطُ: الخُصومَةُ والشَّرُّ والمُشاغَبَةُ، وَهُوَ مَجازٌ، وَبِه فُسِّرَ قَول المُتَنَخِّل الهُذَلِيّ: (فَلا وأَبيك نادَى الحَيَّ ضَيْفِي  ...  هُدوءاً بالمَسَاءةِ والعِلاَطِ) أرادَ: لَا وأَبيكَ لَا يُنادِي الحَيُّ ضَيْفي هُدوءاً، أَي بعدَ ساعَةٍ من اللَّيْلِ بالمَسَاءةِ والشَّرِّ. وأَصلُ العِلاَطِ: وَسْمٌ فِي عُنُقِ البَعيرِ، يَقُول: إِذا نَزَلَ بِي ضَيْفٌ لم يَعْلِطْني بعارٍ، أَي لم يَسِمْنِي، كَذَا) فِي شرحِ الدِّيوان، ويُرْوَى: فَلَا واللهِ. والعِلاَطُ: حَبْلٌ يُجْعَلُ فِي عُنُقِ البَعيرِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. قالَ: وَقد عَلَّطَهُ تَعْليطاً: نَزَعَه منهُ، أَي العِلاَطَ من عُنُقِه، هَذِه حِكايَةُ أَبي عُبَيْدٍ. والعِلاَطُ: سِمَةٌ فِي عُرْضِ عُنُقِه، وَفِي الصّحاح: فِي العُنُقِ بالعَرْضِ، عَن أَبي زَيْدٍ، قالَ: والسِّطَاعُ بالطُّولِ. وَفِي الرَّوْضِ للسُّهَيْلِيّ: قَصَرَةِ العُنُقِ، وقالَ أَبو عليٍّ فِي التَّذْكِرَةِ من كتابِ حَبيب: العِلاَطُ: يكونُ فِي العُنُقِ عَرْضاً، ورُبَّما كانَ خَطًّا واحِداً، ورُبَّما كانَ خَطَّيْنِ، وربَّما كانَ خُطوطاً فِي كلِّ جانِبٍ، كالإِعْلِيطِ، كإِزْميلٍ. وَجمع العِلاَطِ: أَعْلِطَةٌ وعُلُطٌ. الأَخيرُ ككُتُبٍ. وعَلَطَ النَّاقَةَ يَعْلِطُ ويَعْلُطُ، من حَدِّ ضَرَبَ ونَصَرَ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ عَلَى الأَخيرِ، عَلْطاً، وعَلَّطَها تَعْليطاً: وَسَمَها بِهِ، شُدِّدَ للكَثْرَةِ، كَمَا فِي المُحْكَمِ. وَذَلِكَ الموْضِعُ من عُنُقِه:  مَعْلَطٌ، كمَقْعَدٍ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ: مُنْتَحَضٍ صَفْحاً صَلِيفَيْ مَعْلَطِهْ يُحْسَبُ فِي كَأْدائِه ومَهْبِطِهْ وأَنْشَدَ أَيْضاً فِي هَذِه الأُرْجوزَةِ: عَلَطْتُه عَلَى سَواءِ مَعْلَطِهْ وَخْطَةَ كَيٍّ نَشْنَشَتْ فِي مَوْخِطِهْ وكذلِكَ مُعْلَوَّطٌ مَفْتُوحَةِ الّلامِ والواوِ المُشدَّدَةِ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ: بادِي حُجُومِ الدَّأْيِ من مُعْلَوَّطِهْ ولكِنَّ الأَخيرَ موضِعُ اعْلَوَّطَ البَعيرَ، إِذا تَعَلَّقَ بعُنُقِه، لَا موضِعُ السِّمَةِ، من عُنُقِه، كَمَا هُوَ مُقْتَضَى عِبَارَةِ المُصَنِّف، فَفِيهِ نَظَرٌ لَا يَخْفَى. وَمن المَجَازِ: عَلَطَ فُلاناً بشَرٍّ يَعْلِطُه عَلْطاً، ذَكَرَه بسُوءٍ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ قولَ المُتَنَخِّلِ: (فَلَا واللهِ نادَى الحَيَّ ضَيْفِي  ...  هُدُوءاً بالمَسَاءةِ والعِلاَطِ) يُقَالُ: عَلَطَه بشَرٍّ، إِذا لَطَخَه بِهِ. وناقةٌ عُلُطٌ، بضَمَّتين: بِلَا سِمَةٍ، قالَهُ الأَحمرُ، كعُطُلٍ، وقالَ الأَصْمَعِيّ: بِلَا خِطَامٍ، قالَ أَبو دُوَادٍ الرُّؤَاسِيُّ: (واعْرَوْرَتِ العُاُطَ العُرْضِيَّ تَرْكُضُه  ...  أُمُّ الفَوَارِسِ بالدِّئْداءِ والرَّبَعَهْ) كَذَا فِي الصّحاح، وقالَ عَمْرو بنُ أَحْمَرَ الباهِلِيُّ: (ومَنَحْتُها قَوْلي عَلَى عُرْضِيَّةٍ  ...  عُلُطٍ أُدَاري ضِغْنَهَا بتَوَدُّدِ) ) ج: أَعْلاطٌ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للرَّجزِ: أَوْرَدْتُه قَلاَئصاً أَعْلاَطَا قلتُ: الرَّجْزُ لرَجُلٍ من بَنِي مازِنٍ.  وقالَ ابنُ السِّيرَافيّ: هُوَ لنُقادَةَ الأَسَدِيِّ. وقالَ أَبو محمَّدٍ الأَعْرابِيّ: لمَنْظُورِ بنِ حَبَّةَ، وَلَيْسَ لَهُ، وآخِرُه: أَصْفَرَ مِثْلَ الزَّيْتِ لَمَّا شَاطَا وَمن المَجَازِ: عِلاَطُ النُّجومِ: المُعَلَّقُ بهَا، والجَمْع أَعْلاطٌ، قالَ أُميَّةُ بنُ أَبي الصَّلْتِ: (وأَعْلاطُ النُّجُومِ مُعَلَّقاتٌ  ...  كخَيْلِ القِرْقِ ليسَ لَهُ انْتِصَاب) ويُرْوَى: (وأَعْلاطُ الكَوَاكِبِ مُرْسَلاتٌ  ...  كخَيْلِ القِرْقِ غايَتُها انْتِصَابُ) وَقيل: أَعْلاطُ الكَوَاكِبِ هِيَ النُّجومُ المُسَمَّاةُ المَعْروفَةُ كأَنَّها مَعْلُوطَةٌ بالسِّماتِ. وَقيل: هِيَ الدَّرَارِي الَّتِي لَا أَسْماءَ لَهَا، من قولِهمْ: ناقةٌ عُلُطٌ: لَا سِمَةَ عَلَيْهَا وَلَا خِطَامَ. وَمن سَجَعاتِ الأَسَاسِ: لَو كُنْتَ من العَرَبِ لكُنْتَ من أَنْباطِها، أَو كنت من النُّجومِ لكُنْتَ من أَعْلاطِها. قالَ الصَّاغَانِيّ وصحَّف اللَّيثُ بيتَ أُميَّةَ السَّابقَ وغيَّرَه، وتَبِعَه الأَزْهَرِيّ، وأَنْشَدَاه: كحَبْل الفَرْق، وَقَالا: الفَرْق: الكَتَّانُ، وإِنَّما هُوَ كخَيْلِ بالخاءِ المُعْجَمَة والياءِ التَّحْتِيَّة، والقِرْق: لُعْبَةٌ لَهُم يُقَالُ لَهَا: السُّدَّرُ، وخَيْلُها: حِجارِتُها. قالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: العُلُط، بضَمَّتين: القِصارُ من الحَمِيرِ، والطِّوالُ من النُّوقِ. وقالَ غيرُه: العُلْطَةُ، بالضَّمِّ: القِلادَةُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. زادَ الزَّمَخْشَرِيّ: من سُكٍّ أَو قَرَنْفُلٍ،  وأَنْشَدَ للرَّاجزِ، وَهُوَ حُبَيْنَةُ بنُ طَريفٍ العُكْلِيُّ: جَارِيَةٌ من شَعْبِ ذِي رُعَيْنِ حَيَّاكَةٌ تَمْشِي بعُلْطَتَيْنِ قلتُ: هُوَ يَنْسُبُ بلَيْلَى الأَخْيَلِيَّةِ، وَبعده: قدْ خَلَجَتْ بحَاجِبٍ وعَيْنِ يَا قَوْمِ خَلُّوا بَيْنَها وبَيْنِي أَشَدَّ مَا خُلِّيَ بَيْنَ اثْنَيْنِ والعُلْطَةُ: سَوادٌ تَخُطُّه المرأَةُ فِي وَجْهِها زِينَةً، أَي تَتَزَيَّنُ بِهِ، وكذلِكَ اللُّعْطَةُ، كالعَلْطِ، بالفَتْحِ، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ. والإِعْلِيطُ، كإِزْميلٍ: مَا سَقَطَ وَرَقُهُ من الأَغْصانِ والقُضْبانِ. وقالَ الجَوْهَرِيّ:) الإِعْلِيطُ: وَرَقُ المَرْخِ، قالَ الصَّاغَانِيّ: وَهُوَ غيرُ سَديدٍ، لأنَّ المَرْخ لَا وَرَقَ لَهُ، وعِيدانُه سَلِبَةٌ، وَهِي قُضْبانٌ دِقاقٌ، والصَّوابُ: وِعاءُ ثَمَرِ المَرْخِ، وَهُوَ كقِشْرِ الباقِلاَءِ، يُشَبَّه بِهِ أُذُنُ الفَرَسِ. وَفِي الصّحاح: قالَ يَصِفُ أُذُنَ الفَرَسِ: (لَهَا أُذُنٌ حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ  ...  كإِعْلِيطِ مَرْخٍ إِذا مَا صَفِرْ) واحِدَتُه: إِعْلِيطَةٌ، قِيل: هُوَ لامْرِئِ القَيْسِ، وقالَ ابنُ بَرِّيّ: للنَّمِرِ بنِ تَوْلَب. وقالَ الصَّاغَانِيّ: بل لرَبيعَةَ بنِ جُشَم النَّمَرِيِّ. قالَ الصَّاغَانِيّ: أَوَّل مَا رأَيْتُ المَرْخَ سنةَ خمسٍ وستِّمائةٍ بقُدَيْدٍ عِنْد موضِعِ خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَد رَضِي الله عَنْهَا، واتَّخَذْتُ مِنْهُ الزِّنادَ لِمَا كانَ بَلَغَني من قولِهِم: وَفِي كُلِّ شَجَرٍ نارٌ، واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفَارُ. قلتُ: وأَوَّلُ رُؤْيَتِي فِي المَرْخِ  والعَفَارِ بالدُّرَيْهِمِيّ، وَهِي قريةٌ باليَمَنِ سنة. والمَعْلوطُ، كمَعْرُوفٍ: شاعِرٌ سَعْدِيٌّ، ذَكَرَه الصَّاغَانِيّ، وَهُوَ فِي اللِّسَان أَيْضاً. واعْلَوَّطَ البَعيرَ اعْلِوَّاطاً: تَعَلَّقَ بعُنُقِه وعَلاَهُ، وذلِكَ الموضِعُ مِنْهُ مُعْلَوَّطٌ، قالَ الجَوْهَرِيّ: وإِنَّما لم تَنْقَلِب الواوُ يَاء فِي المصدَرِ كَمَا انْقَلَبَتْ فِي اعْشَوْشَبَ اعْشِيشَاباً، لأنَّها مُشَدَّدَة. أَو اعْلَوَّطَهُ: رَكِبَهُ بِلَا خِطَامِ، قالَهُ ابنُ عَبَّادٍ. أَو اعْلَوَّطَهُ: رَكِبَهُ عُرْياً. قالَ سيبَوَيْهِ: لَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إلاَّ مَزِيداً. واعْلَوَّطَ فُلاناً: أَخَذَه وحَبَسَه قالَهُ اللَّيْثُ، وأَنْشَدَ: اعْلَوَّطَا عَمْراً ليُشْبِيَاهُ عَن كُلِّ خَيْرٍ ويُدَرْبِيَاهُ فِي كُلِّ سُوءٍ ويُكَرْكِسَاهُ واعْلَوَّطَهُ فُلانٌ: لَزِمَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، واشْتَقَّهُ ابْن الأَعْرَابِيّ، فَقَالَ: كَمَا يَلْزَمُ العِلاَطُ عُنُقَ البَعير. قالَ الأَزْهَرِيّ: وَلَيْسَ ذلِكَ بمَعْروفٍ. واعْلَوَّطَ الأَمْرَ: رَكِبَ رأْسَهُ وتَقَحَّمَ فيهِ بِلَا رَوِيَّةٍ. قالَهُ الأَزْهَرِيّ. ويُقَالُ: اعْلَوَّطَ فُلانٌ رأْسَهُ. وَهُوَ مَجَازٌ. وقِيل: الاعْلِوَّاطُ: رُكُوبُ العُنُقِ، والتَّقَحُّمُ عَلَى الشَّيءِ من فَوْقُ، وَمِنْه اعْلَوَّطَ الجَمَلُ النَّاقَةَ، إِذا رَكِبَ عُنُقَها وتَقَحَّمَ مِنْ فوْقِها. وقِيل: اعْلَوَّطَها، إِذا تَسَدَّاهَا ليَضْرِبَها. واعْتَلَطَهُ، واعْتَلَطَ بِهِ، إِذا خاصَمَهُ وشاغَبَهُ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ. والعِلْيَطُ، كحِذْيَمٍ: شَجَرٌ بالسَّراةِ تُعْمَلُ مِنْهُ القِسِيُّ. قالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ: (تكادُ فُرُوعُ العِلْيَطِ الصُّهْبُ فَوْقَنَا  ...  بِهِ وذُرَا الشَّرْيانِ والنِّيمِ تَلْتَقِي)  وعِلْيَطٌ: اسمُ رجُلٍ سُمِّيَ باسمِ هَذَا الشَّجَرِ. وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: تَعَلْوَطْتُه: تَعَلَّقْتُ بِهِ، وضَمَمْتُه إِلَيَّ، وكذلِكَ اعْلَوَّطْتُه، كَذَا فِي العُبَاب. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: العَلْطُ، بالفَتْحِ: أَثَرُ الوَسْمِ فِي سالِفَةِ) البَعيرِ، كأَنَّهُ سُمِّيَ بالمَصدَرِ، قالَ: لأَعْلِطَنَّ حَرْزَماً بعَلْطِ بلِيتِه عِنْدَ بُذُوحِ الشَّرْطِ البُذُوحُ: الشُّقُوق، وحَرْزَم: اسمُ بَعيرٍ. وعَلَطَه بالقَوْلِ يَعْلُطُه عَلْطاً: وَسَمَه، وَهُوَ أَنْ يَرْمِيَه بعَلامَةٍ يُعْرَفُ بهَا، وَهُوَ مَجَازٌ. وعَلَطَه بسَهْمٍ: أَصابَه بِهِ. وقالَ كُراع: عَلَّطَ البَعيرَ، إِذا نَزَعَ عِلاَطَه من عُنُقِه وَهِي السِّمَةُ، وقولُ أَبي عُبَيْدٍ أَصَحُّ، وَقد تَقَدَّم. وعِلاَطُ الإِبْرَةِ: خَيْطُها، عَن اللَّيْثِ، وَهُوَ مَجَازٌ. والعُلْطَتانِ، بالضَّمِّ: الرَّقْمَتانِ فِي أَعْناقِ القَمَارِيِّ ونحوِها من الطُّيورِ. وقالَ ثَعْلَبٌ: العُلَطَتَانِ: طَوْقٌ، وقِيل: سِمَةٌ. قالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدْري كيفَ هَذَا قلتُ: وَهَذَا الَّذي أَنْكَرَه ابنُ سِيدَه فقد أَثْبَتَه السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ. والعُلْطَتَانِ: وَدَعَتَانِ تَكُونانِ فِي أَعْناقِ الصِّبْيَان. وعُلْطَتا المرأَةِ: قُبُلُها ودُبُرُها، وَبِه فُسِّرَ قولُ حُبَيْنَةُ بنِ طَريفٍ أَيْضاً، وَهُوَ مَجَازٌ، وجَعَلَهُما كالسِّمَتَيْنِ. وعُلْطَةُ الصَّقْرِ: سُفْعَةٌ فِي وجْهِه، كاللُّعْطَةِ. ونَعْجَةٌ عَلْطَاءُ: بعُرْضِ عُنُقِها عُلْطَةُ سَوَادٍ وسائِرُها أَبْيَضُ. وتَعَلَّطَ القَوْسَ: تَقَلَّدَها. ولأَعْلُطَنَّكَ عَلْطَ البَعيرِ، أَي  لأَسِمَنَّكَ وَسْماً يَبْقَى عليكَ. وبَعيرٌ مَعْلوطٌ: مَوْسومٌ بالعِلاَطِ، وَبِه سُمِّي الرَّجُلُ. وبَعيرٌ مُعَلَّطٌ، كمُعَظَّمٍ: نُزِعَ عِلاَطُه من عُنُقِه. واعْلَوَّطَ الفَرَسَ: رَكِبَها بِلَا لِجامِ. والعُلُوطُ، بالضَّمِّ: مصدَرُ عَلَطَه بسُوءٍ، قالَ أَبو حِزَامٍ العُكْلِيُّ: (ولَسْتُ بِوَاذِئِ الأَحْبَاءِ حُوباً  ...  وَلَا تَنْدَاهُمُ جَشَراً عُلُوطِي) وَقد سَمَّوْا عِلاَطاً، ككِتابٍ، وَمِنْه الحَجَّاجُ بنُ عِلاَطِ بنِ خالِدِ بنِ ثُوَيْرَةَ بن حَنْثَرِ بن هِلالِ بنِ عَبْدِ بنِ سَعْدِ بنِ عَمْرو بنِ بَهْزِ بنِ امْرِئِ القَيْسِ بنِ بُهْثَةَ بنِ سُلَيْمٍ الصَّحابيُّ، رَضِي الله عَنهُ، نَسَبَه ابنُ الكَلْبِيِّ هَكَذَا، وكُنْيَتُه أَبو كِلابٍ، وقِيل: أَبو محمَّدٍ، وقِيل: أَبو عبد الله، وَقد ذَكَرَه المُصَنِّف فِي خثر ولإِسْلامِه قِصَّةٌ عَجِيبةٌ. والعُلَطُ بضمٍّ ففَتْح: جمعُ العُلْطَةِ، بِمَعْنى القِلادَةِ، وقالَ الرَّاجِزُ: لَا تَنْكِحِي شَيْخاً إِذا بالَ ضَرَطْ آدَرَ أَرْثَى تَحْتَ خُصْيَيْهِ شَمَطْ واسْتَبْدِلِي أَمْرَدَ يَسْتَافُ العُلَطْ أَرْثَى: كثيرُ شَعْرِ الأُذُنَيْنِ.)
المعجم: تاج العروس

قرق

المعنى: قرق القَرِق، ككَتِف، وجبَل. واقتصَر الجوهريُّ والصاغانيّ على الأول: المَكانُ المُسْتَوي. وقاعٌ قَرِقٌ وقِرْقٌ: طيّب أملسُ لَا حِجارةَ فِيهِ. وأنشَدَ الجوهَريُّ لرؤْبَة يصِفُ إبِلا بالسرعة: كأنّ أيدِيهنّ بالقاع القَرِقْ أَيدي جوارٍ يتعاطَيْن الوَرِقْ وَأنْشد الصَّاغَانِي لرؤبة هكَذا: واستَنّ أعْرافُ السَّفا على القِيَقْ وانتسَجَتْ فِي الرِّيح بُطْنانُ القَرِقْ استنّ، أَي: مضى سَنَناً على وجْهِه، أَي: الرّيحُ تذْهَب بِهِ. وَفِي التّهذيب: وادِ قَرِقٌ، وقَرْقَر، وقَرَقوس: أمْلَسُ. والقَرَقُ: المصْدَرُ، وَأنْشد: تربّعَتْ من صُلْبِ رهْبيَ أنَقَا ظَواهِراً مَرّاً ومَرّاً غدَقا وَمن قَياقِي الصُّوَّتَيْن قِيَقا صُهْباً وقُرْباناً تُناصِي قَرَقا قَالَ أَبُو نصْر: القَرَق: شبيهٌ بالمَصدر. ويُروى على الوَجْهَين: قَرِق وقَرَق.  وقَرِقَ، كفَرِح قَرَقاً: سارَ فِيهِ، أَو فِي المَهامِه كَمَا فِي العُباب. والقَرْقُ، بالفَتْح: صوتُ الدّجاجَةِ كَمَا فِي العُباب، زَاد غيرُه: إِذا حضَنَت، وَضَبطه بالكَسْرِ، كَمَا فِي التّهذيب. والقِرْقُ بِالْكَسْرِ: الأصلُ عَن يَعْقوب. وَقَالَ: يُقال: هُوَ لَئيم القِرْق، أَي: الأَصْل، وَزَاد ابنُ الْأَعرَابِي: الرّديء قَالَ دُكَيْن السّعْديّ يصِفُ فرَساً:) ليسَتْ من القِرْقِ البِطاءِ دوْسَرُ قد سبَقَت قيْساً وأنتَ تنْظُرُ هَكَذَا أنشدَه يعْقوبُ، ورَواه كُراع من الفُرْق بضمّ الفاءِ جمْع أفْرَق وَقد تقدّم. وَقَالَ ابنُ عبّاد: القِرْقُ: العادَةُ للنّاس. قَالَ: والقِرْق أَيْضا: صِغار النّاس وَقَالَ ابنُ خالَوَيْه: القِرْق: الجماعةُ، وجمْعه أقْراقٌ. يُقَال: جاءَ قِرْقٌ من النَّاس، وقِرْق من النِّساءِ. والقِرْق: لعِبُ السُّدَّرِ كسُكَّر. وَقد قَرِق كفرِح: إِذا لعِبَ بِهِ، وَهُوَ لصِبْيانِ الأعْراب بالحِجاز، كَانُوا يخُطّون أربَعاً وعِشْرين خطّاً، وَهُوَ خطّ مربّع، فِي وسَطِه خطٌّ مربَّع، فِي وَسطه خطّ مربّع، ثمّ يُخَطّ من كُلِّ زَاوِيَة من الخَطّ الأول الى الخطّ الثَّالِث، وَبَين كل زاويَتَين خطٌّ، فَيصير أَرْبَعَة وعِشرين خطّاً وصورتُه هَذَا كَمَا ترَاهَا، فيصُفّون فِيهِ حُصَيّآت. وَقد جاءَ ذكرُها فِي الحَدِيث عَن أبي هُريرة رَضِي الله عَنهُ: أَنه كَانَ ربّما يَراهم يلعَبون بالقِرْقِ، فَلَا ينْهاهُم، كَذَا فِي غَريبِ الحَدِيث لإِبْرَاهِيم الحرْبي، رَحمَه الله تَعَالَى. وَقَالَ أميّة بنُ أبي الصّلت: (وأعْلاطُ الكَواكِبِ مُرْسَلاتٌ  ...  كخَيْلِ القِرْقِ غايَتُها النِّصابُ)  شبّه النّجومَ بِهَذِهِ الحَصَيات الَّتِي تُصَفّ، وغايتُه النِّصابُ، أَي المَغْرب الَّذِي تغْرُب فِيهِ. وَيُقَال: اسْتَوى القِرْقُ فَقومُوا بِنَا، أَي: استَوَيْنا فِي اللّعِب فَلم يقْمُر واحدٌ منا صاحبَه. والقَروقُ، كصَبور: وادٍ بيْنَ الصَّمّان وهَجَر. وقُرَيْ كزُبَيْر: ع بجَنْبه هَكَذَا ذكَره الصاغانيّ وقلّده المُصنِّفُ، والصّواب فيهمَا بالفاءِ، وَقد تقدّم ذكرُهما هُنَاكَ. أما القَروق فَإِنَّهَا عقَبَةٌ دونَ هَجَر الى نجْد بَين هجَر ومَهَبِّ الشَّمال. وَأما قُرَيْق فَإِنَّهُ جبَلٌ، أَو وَاد بتِهامة، كَمَا ضبَطَه غيرُ واحدٍ من الأئمّة، وَلَا شكّ أنّ الَّذِي ضبَطه المُصنِّف خطأ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: القِرْق، بِالْكَسْرِ: لُغة فِي القَرِق ككتِف، عَن ابنِ بَرّي، وأنشدَ للمَرّار: (وأحَلّ أقوامٌ بُيوتَ بَنيهِمُ  ...  قِرْقاً مدافِعُها بُعادُ الأرْؤسِ) والقِرْقان، بِالْكَسْرِ: أخَوان من ضَرّتَيْن. وقَرَق، من حدِّ ضَرَب: هَذَى، عَن أبي عمْرو. قَالَ: والقَرْقاءُ: الهَضْبَة. وَقَالَ ابنُ عبّاد: القِرْق، بالكسْر: سَنَنُ الطّريق.
المعجم: تاج العروس

فرق

المعنى: فرق فرَق بيْنَهُما أَي: الشيئيْن، كَمَا فِي الصِّحاح، رجُلين كَانَا أَو كَلامَين، وَقيل: بل مُطَاوع الأول التّفرُّق، ومُطاوع الثَّانِي الافْتِراق، كَمَا سَيَأْتِي يَفْرُق فَرْقاً وفُرْقاناً، بالضّمِّ: فصَل. وَقَالَ الأصبهانيّ: الفَرْق يُقارِب الفَلْق، لَكِن الفَلْقُ يُقالُ باعْتِبارِ الانْشِقاق، والفَرْق يُقال باعْتِبار الانْفِصال، ثمَّ الفَرْقُ بينَ الشَّيْئَيْنِ سَواءٌ كَانَ بِمَا يُدرِكُه البَصَر، أَو بِمَا  تُدرِكُه البَصيرة، ولِكُلٍّ مِنْهُمَا أَمْثِلَة يَأْتِي ذكرُها. قَالَ: والفُرْقانُ أبلَغُ من الفَرْقِ لأنّه يُستَعْمَلُ فِي الفَرْقِ بَين الحقِّ والباطِل، والحُجّة والشُبْهة، كَمَا سَيَأْتِي بيانُها. وظاهرُ المُصنِّف كالجوهري والصاغانيّ الاقتِصار فِيهِ على أنّه من حدِّ نصَر. ونقلَ صاحبُ المِصباح فرَقَ كضَرَب، قَالَ: وَبِه قُرِئَ:) فافْرِقْ بيْنَنا وبيْن القوْمِ الفاسِقين (قُلت: وَهَذِه قد ذكَرها اللِّحْياني نَقْلاً عَن عُبَيْد بنِ عُمَيْرٍ اللّيْثيّ أنّه قَرَأَ فافْرِق بيْننا بكسرِ الرّاء. وقولُه تَعالَى:) فِيهَا يُفْرَق كُلُّ أمْرٍ حَكِيم (. قَالَ قَتادةُ أَي: يُقْضَى وَقيل: أَي يُفصَلُ، ونقَلَه اللّيْثُ. وقولُه تَعالَى:) وقُرآناً فَرَقْناه (أَي: فصّلْناه وأحْكَمْناه وبيّنّا فِيهِ الأحكامَ، هَذَا على قِراءَةِ من خفّف. وَمن شدّد قَالَ: معناهُ أنزلْناه مُفرَّقاً فِي أيّامٍ، ورُوِي عَن ابنِ عبّاس بالوَجْهين. وقولُه تَعَالَى) وَإِذ فَرَقْنا بكُم البَحْر (أَي: فلَقْناه. وَقد تقدّم الفَرْق بَين الفَلْق والفَرْق. وَقَوله تَعالى) فالفارِقاتِ فَرْقاً (قَالَ الفرّاءُ: هم المَلائِكةُ تَنْزِلُ بالفَرْقِ بَين الحقِّ والباطِل وَقَالَ ثعلبٌ: تُزَيِّلُ بَين الحلالِ والحَرام. وَفِي المُفردات: الذينَ يَفصِلون بيْن الأشياءِ حسَب مَا أمَرَهُم الله تَعَالَى. والفَرْقُ: الطّريقُ فِي شَعَرِ الرّأس. وَمِنْه الحديثُ عَن عائِشةَ رضيَ الله عَنْهَا: كُنتُ إِذا أردْتُ أَن أفْرُِقَ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلّم صدَمْتُ الفَرْق على يافوخِه، وأرْسَلْتُ ناصِيَته بَين عيْنَيه. وَقد فَرَق الشّعرَ بالمُشْطِ يَفرُِقُه من حَدّي نصَر وضَرَب فرْقاً: سرّحه. ويُقال: الفَرْقُ من الرّأس:  مَا بينَ الجَبين الى الدّائرةِ. قَالَ أَبُو ذؤيْب: (ومَتْلَفٍ مثلِ فرْقِ الرّأْسِ تخْلِجُه  ...  مَطارِبٌ زَقَبٌ أميالُها فيحُ) شبّهه بفَرْقِ الرأسِ فِي ضيقِه ومَفْرَقه. ومَفْرِقُه كَذَلِك: وسْط رأْسه. والفَرْق: طائِرٌ وَلم يذكُره أَبُو حاتِم فِي كِتابِ الطّير. والفَرْق: الكَتّان. وَمِنْه قولُ الشاعِر: (وأعلاطُ النّجومِ مُعَلَّقاتٌ  ...  كحبْلِ الفَرْقِ ليسَ لَهُ انتِصابُ) والفَرْقُ: مِكْيالٌ ضَخْمٌ بالمَدينة، اختُلِف فِيهِ. فَقيل: يَسَعُ ستّة عَشَر مُدّاً، وَذَلِكَ ثَلاثَة آصُعٍ. وَفِي حديثِ عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا: كنتُ أغْتَسِلُ من إناءٍ يُقَال لَهُ الفَرْق. قَالَ الأزهريّ: يقولُه المحدِّثون بالتّسكين ويُحَرَّك، وَهُوَ كلامُ العَرَب، أَو هوَ أفصَحُ. قَالَ ذَلِك أَحْمد بنُ يحيى، وخالِدُ بنُ يَزيدَ أَو يَسَع سِتّةَ عشَر رِطْلاً وَهِي اثْنا عشَر مُدّاً وَثَلَاثَة آصُعٍ عِنْد أهلِ الحِجاز، نقَلَه ابنُ الْأَثِير، وَهُوَ قولُ أبي الهَيْثم. أَو هُوَ أرْبَعة أرْباعٍ وَهُوَ قولُ أبي حاتِم. قَالَ ابنُ الْأَثِير: وقيلَ: الفَرَق: خمْسةُ أقْساط، والقِسْطُ: نِصفُ صاعٍ. فَأَما الفَرْق بالسّكون فمائَة وعِشْرون رِطْلاً. وَمِنْه الحَدِيث: مَا أسْكَرَ مِنْهُ الفَرْقُ فالحَسْوَةُ مِنْهُ حَرامٌ. وَقَالَ خِداشُ بنُ زُهَيْر: (يأْخُذونَ الأرْشَ فِي إخْوَتِهم  ...  فَرَقَ السّمْنِ وشَاة فِي الغَنَمْ) ج: فُرْقانٌ، وَهُوَ قدْ يكون للسّاكنِ والمتحرِّك جَميعاً كبُطْنانٍ وبَطْن، وحُمْلان وحَمَل. وأنشَدَ أَبُو زيْد:  تَرفِدُ بعدَ الصّفِّ فِي فُرْقان كَمَا فِي الصِّحَاح. وسِياقُ المُصَنّف يقتَضي أَنه جمْع للسّاكِن فَقَط، وَفِيه قُصور، وَقد تقدّم معْنى الصّفِّ فِي موضِعِه. والفاروقُ: مَا فَرَق بَين الشّيئَيْن. ورجلٌ فاروقٌ: يُفرِّقُ بَين الحَقِّ والباطِل. والفاروقُ: اسمُ سيّدِنا أميرِ الْمُؤمنِينَ ثَانِي الخُلَفاءِ عُمَر بن الخطّاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لأنّه فرَقَ بيْن الحقّ والباطِل. وَقَالَ إبراهيمُ الحَرْبيّ: لِأَنَّهُ فَرَق بِهِ بَين الحقِّ وَالْبَاطِل. وأنشدَ لعُويْفِ القَوافِي: يَا عُمَرَ الخَيْرِ المُلَقّى وَفْقَه سُمِّيت بالفاروق فافرُق فرْقَه أَو لأنّه أظهَر الإسلامَ بمكّةَ، ففَرَق بيْن الْإِيمَان والكُفْر قَالَه ابنُ دريدٍ. وَقَالَ الليْثُ: لِأَنَّهُ ضرَبَ بِالْحَقِّ على لسانِه فِي حديثٍ طَوِيل ذكَره، فِيهِ أَن الله تعالَى سمّاه الفاروقَ، وَقيل: جِبْريلُ عَلَيْهِ السّلامُ، وَهَذَا يومِئُ إِلَيْهِ كلامُ الكشّافِ، أَو النّبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم، وصحّحوه، أَو أهلُ الكِتاب. قَالَ شيخُنا: وَقد يُقال: لَا مُنافاةَ. وَقَالَ الفَرَزْدَق يمدَحُ عُمَر بنَ عبدِ العَزيز:) (أشْبَهْتَ من عُمَر الفاروقِ سيرَتَه  ...  فاقَ البَريّةَ وائْتَمّتع بِهِ الأُمَمُ) وَقَالَ عُتبةُ بنُ شمّاس يمدَحُه أَيْضا: (إنّ أوْلَى بالحَقِّ فِي كلِّ حَقٍّ  ...  ثمَّ أحْرَى بِأَن يكون حَقيقا) (مَنْ أَبوهُ عبدُ العَزيز بنُ مَرْوا  ...  نَ، ومَنْ كَانَ جدُّه الفارُوقا) والتِّرْياقُ الفاروقُ. وَفِي العُباب: تِرْياقُ فاروق: أحمَدُ التّرايِيق وأجَلّ المُرَكّباتِ لأنّه يَفْرِقُ بَين المَرَض  والصّحّة وَقد مرّ تركيبُه فِي ت ر ق والعامة تَقول: تِرْياقٌ فاروقيّ. وفَرِق الرجلُ مِنْهُ كفَرِح: جَزِع، وحَكَى سيبَويه. فرِقَه، على حذْفِ من قَالَ حِين مثّل نصْبَ قولِهم: أَو فَرَقاً خيْراً من حُبٍّ، أَي: أَو أفرَقَك فَرَقاً. وفَرِقَ عَلَيْهِ: فَزِع وأشفَقَ، هَذِه عَن اللِّحْيانيّ. ورجُلٌ وامرأةٌ فاروقةٌ وفروقةٌ. قَالَ ابنُ دُريد: رجلٌ فَروقة، وَكَذَلِكَ المَرْأَةُ أُخْرِجَ مخرَجَ عَلاّمةٍ ونَسّابةٍ وبَصيرة، وَمَا أشْبَهَ ذَلِك، وأنْشَد: وَلَقَد حَلَلْتُوكُنتُ جِدَّ فَروقَة بَلَداً يَمُرُّ بِهِ الشُجاعُ فيَفْزَعُ قَالَ: وَلَا جمعَ للفَروقَةِ. وَفِي المَثَل: رُبَّ فَروقة يُدْعَى لَيْثاً، ورُبَّ عجَلَةٍ تهَبُ رَيْثا، ورُبَّ غيْث لم يكن غيْثا، فِي المُحيط، قالَه مالكُ بنُ عَمْرو بن مُحَلِّم، حِين شامَ ليثٌ أَخُوهُ الغَيثَ فهَمّ بانْتِجاعِه، فَقَالَ مَالك: لَا تَفْعَلْ، فإنّي أخْشى عليكَ بعضَ مقانِبِ العَرب، فَعَصَاهُ، وَسَار بأهْلِه، فَلم يَلْبَثْ يَسيرا حَتَّى جاءَ وَقد أُخِذَ أهْلُه. ويُشَدَّد أَي: الْأَخِيرَة، وَهَذِه عَن ابنِ عبّاد، ونَقَله صاحبُ اللّسان أَيْضا. أَو رجُلٌ فَرِقٌ، ككَتِف، ونَدُسٍ، وصَبور، ومَلولَة، وفرّوج، وفاروق، وفاروقَة: فَزِعٌ شَديدُ الفَزَع، الهاءُ فِي كلِّ ذلِك لَيست لتأنيثِ المَوصوفِ بِمَا هِيَ فِيهِ، إنّما هِيَ إشْعارٌ بِمَا أُريدَ من تأْنيثِ الغايَةِ والمُبالَغَة. أَو رَجُلٌ فَرُقٌ، كَنَدُس: إِذا كَانَ الفَرَقُ مِنْهُ جِبِلّةً وطَبْعاً. ورجُلٌ فَرِقٌ، ككَتِف: إِذا فَزِعَ من الشّيْء. وَقَالَ ابنُ بَرّي: شاهِدُ رجُلٍ فَروقة للكَثير الفَزَع قولُ الشاعِر: (بعَثْتَ غُلاماً من قُرَيْش فَروقةً  ...  وتترُك ذَا الرأْي الأصيلِ المُهَلَّبا) قَالَ وشاهدُ امْرَأَة فَروق قولُ حُمَيْدِ  بنِ ثوْر: (رأَتْني مُجَلّيها فصَدّتْ مَخافَةً  ...  وَفِي الخيلِ رَوعاءُ الفؤادِ فَروقُ) والمَفْرِقُ كمَقْعَد ومجْلِس: وسَطُ الرّأْسِ، وَهُوَ الَّذِي يُفْرَقُ فِيهِ الشَّعر. يُقال: الشّيْبُ فِي مَفرِقِه وفَرْقِه. ورأيتُ وَبيصَ المِسْكِ فِي مَفارِقِهم. والمَفْرَقُ من الطّريق: المَوْضِعُ الَّذِي يتشعّبُ مِنْهُ) طريقٌ آخَر يُرْوَى أَيْضا بالوَجْهَيْن بفَتْح الرّاءِ وبكَسْرِها ج: مَفارِقُ. وقولُهم للمَفْرِق مَفارِق كأنّهم جعَلوا كلَّ موضِع مِنْهُ مَفْرِقاً فجمَعوه على ذَلِك. ومِنْ ذلِك حديثُ عائِشَةَ رضيَ الله عَنْهَا: كأنّي أنْظُر الى وَبيصِ الطِّيبِ فِي مَفارِقِ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلّم وَهُوَ مُحرِمٌ. وَقَالَ كعْبُ بنُ زُهَيْر رَضِي الله عَنهُ: نَفَى شعَرَ الرّأْسِ القَديمَ حوالِقُهْ ولاحَ بشَيْبٍ فِي السّوادِ مَفارِقُهْ وَمن المَجاز قَوْلهم: وقّفْتُه على مَفارِقِ الحَديثِ أَي على وُجوهِه الْوَاضِحَة. وفَرَقَ لَهُ الطّريقُ فُروقاً بالضّمِّ، أَي: اتّجَه لَهُ طَريقان كَذَا فِي العُبابِ والصّحاح واللّسان، أَو اتّجَه لَهُ أمْر فعَرَفَ وجْهَه. وَمِنْه حديثُ ابنِ عبّاس: فرَقَ لي رأيٌ أَي بَدا وظَهَر. وفرَقت النّاقَةُ، أَو الأتانُ تفرُق فُروقاً بالضمِّ: أخذَها المَخاضُ، فندّتْ أَي ذهبَت نادّةً فِي الأرْضِ، فهِي فارِقٌ كَمَا فِي الصّحاح، وفارِقَةٌ أَيْضا كَمَا فِي المُفْردات. وَقيل: الفارِقُ من الْإِبِل: الَّتِي تُفارِق إلْفَها فتنتج وَحْدَها. وأنشدَ الأصْمَعي لعُمارةَ بنِ طارِقٍ، كَمَا فِي الصِّحاح. وَكَذَا أنشدَه الرِّياشيّ لَهُ، وَقَالَ الزّياديّ هُوَ عُمارةُ بنُ أرْطاةَ:  اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غرْبِ طارِقِ ومَنْجَنونٍ كالأتانِ الفارِقِ من أثْلِ ذاتِ العَرْضِ والمَضايقِ وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: الفارِقُ من الإبِل: الَّتِي تشْتَدُّ ثمَّ تُلْقِي ولَدَها من شِدّةِ مَا يَمرّ بهَا من الوَجَع. ج: فوارقُ، وفُرَّق كرُكَّع، وفُرُق، مِثْل: كُتُب، وتُشَبَّه بهذهِ ونصّ الجوهَري: ورُبّما شبّهوا السحابَة المُنْفَرِدة عَن السّحابِ بِهَذِهِ النّاقة، فَيُقَال: فارِقٌ. وأنشَد الصّاغانيُّ لِذي الرُمّة يصِف غزالاً: (أَو مُزْنةٌ فارِقٌ يجْلو غوارِبَها  ...  تبوُّجُ البَرْقِ والظلماءُ عُلجومُ) والجمْع كالجَمْع. وَقَالَ غيرُه: الفارِقُ: هِيَ السّحابةُ المُنفَردة لَا تُخْلِفُ وربّما كَانَ قَبْلَها رَعْدٌ وبَرْقٌ. وَقَالَ ابنُ سيدَه: سحابَةٌ فارِقٌ: مُنْقَطِعَة من مُعظَمِ السّحاب، تُشبَّهُ بالفارِقِ من الإبِل. قَالَ عبدُ بَني الحَسْحاس يصِف سَحاباً: (لَهُ فُرَّقٌ مِنْهُ يُنَتَّجْنَ حولَه  ...  يُفَقِّئْنَ بالمِيثِ الدِماثِ السّوابِيا) قَالَ الجوهَريّ: فجعَل لَهُ سَوابيَ كسَوابي الإبِل اتِّساعاً فِي الكَلام. والفَرَق، مُحَرَّكة: الصُّبْحُ نفْسُه، أَو فَلَقُه. قَالَ الشاعرُ ذُو الرُمّة: (حَتَّى إِذا انْشَقّ عَن إنسانِه فَرَقٌ  ...  هادِيه فِي أُخرَياتِ اللّيْلِ مُنْتَصِبُ) ويُرْوَى فَلَق: ويُرْوَى: عنْ أنْسائِه. وقيلَ: الفَرَقُ: هُوَ مَا انْفَلَق من عَمودِ الصُبْح، لأنّه فارقَ سَوادَ اللّيل. وَقد انْفَرقَ، وعَلى هَذَا أضافوا فَقَالُوا: أبْيَنُ منْ فَرَقِ الصُبحِ، لُغَةٌ فِي فَلَقِ الصُبْحِ. والفَرَق: تباعُدُ مَا بيْن الثّنِيّتَيْنِ يُقال: رجلٌ أفرَقُ: إِذا كَانَ فِي ثَنيَّتِه انْفِراجٌ، نَقله ابنُ خالَوَيْه فِي كتاب ليْس. والفَرَق: تباعُدُ مَا بيْنَ المُنسِمَيْن. يُقال: بَعيرٌ أفرَقُ: بعيدُ مَا بيْنَ المَنْسِمَيْن، عَن يعقوبَ. والفَرَق فِي الخَيْل: إشْرافُ إحْدى الوَرِكَيْنِ على الأخْرَى. وَقيل: نقْصُ إحْدَى فخِذَيْهِ عَن الأخْرى. وَقيل: هُوَ نقْصُ إحدَى الوَرِكَيْن، وَهُوَ مكْروهٌ. يُقال من ذَلِك: فرَسٌ أفرَقُ. وَفِي التّهذيب: الأفرَقُ من الدّوابِّ: الَّذِي إِحْدَى حُرْقُفَتَيْهِ شاخِصةٌ، والأخْرى مُطْمَئنّة. وديكٌ أفرَقُ بيِّنُ الفَرَقِ: ذُو عُرْفَيْنِ للّذي عُرفُه مَفْروقٌ، وَذَلِكَ لانْفِراجِ مَا بينَهُما. وَقَالَ ابنُ خالَوَيه: ديكٌ أفْرَقُ: انفرَقَت قُنْزُعَتُه. ورجُلٌ أفْرَقُ: كأنّ ناصِيتَه أَو لِحْيَتَه كأنّها مَفْروقَةٌ بيِّنُ الفَرَق، نقلَه ابنُ سيدَه. وأرْضٌ فَرِقَة، كفَرِحة: فِي نبْتِها فرَقٌ بالتّحْريك على النّسَب، لأنّه لَا فِعْلَ لَهُ إِذا كَانَ النّبْتُ متَفَرِّقاً. ونصُّ اللّسان: إِذا لم تكُن واصبةً متّصِلَة النّبات. أَو نبْتٌ فَرِق، ككَتِف: صَغيرٌ لم يُغَطّ الأرضَ عَن أبي حَنيفةَ. والأفرَقُ: الدّيكُ الأبيضُ عَن اللّيْثِ. والأفْرقُ من ذُكور الشّاءِ: البَعيدُ مَا بيْن خُصْيَيْه عَن اللّيْثِ ج: فُرْقٌ بِالضَّمِّ. والأفْرَقُ من الخَيْلِ: ذُو خُصيَةٍ واحِدَة والجمعُ فُرْقٌ أَيْضا. وَمِنْه قولُ الشَّاعِر: ليسَتْ من الفُرْقِ البِطاءِ دَوْسَرُ والأفْرقُ: الأفْلَج. وَقَالَ اللّيثُ: شِبْه الأفلج، إِلَّا أَن الأفلَج زَعَموا مَا يُفَلَّجُ، والأفْرقُ خِلْقةً. والفَرْقاءُ: الشّاةُ البَعيدَةُ مَا بيْن الطُّبْيَيْن، عَن اللّيْثِ. وفارِقِينُ: أشهر بَلْدة بدِيار بكْر، سُمِّيت بمَيّا بنت أُدٍّ لأنّها بَنَتْها، قَالَ كُثَيِّر: (فَإِن لاّ تَكُن بالشّامِ دَاري مُقيمةً  ...  فإنّ بأجْنادينَ منّي ومَسْكِنِ) (مَشاهِدَ لم يعْفُ التّنائِي قَديمَها  ...  وأخْرى بمَيّافارِقينَ فمَوْزَنِ) وَقَالَ ابنُ عبّاد: فارِقين: اسمُ مَدينة. ويُقال: هَذِه فارِقون، ودخَلْتُ فارِقينَ على هَجائِنَ. وسيُذكَر فِي م ي ي. والأفْراقُ: ع مِن أموالِ المَدينة على ساكنِهاأفضلُ الصَّلَاة وَالسَّلَام. قَالَ ياقوت:) وضَبَطه بعضُهم بكَسْرِ الهَمْزة. وفُرَيْقات، كجُهَيْنات: ع بعَقيقِها نقَله الصاغانيّ. قَالَ: وفُرَيْق، كزُبَيْر: مَوضِع بتِهامة، أَو جبل. قَالَ غيرُه: وفُرَيِّق كصُغَيِّر أَي بالتّصْغير مشدّداً: فَلاةٌ قُرْبَ البَحْرَيْن. وفُروقٌ، بالضّم. وَفِي التّهذيب: الفُروق: ع بدِيار بَني سعْد. قَالَ: أنشَدَني رجُلٌ مِنْهُم، وَهُوَ أَبُو صَبْرةَ السّعْديّ: لَا بارَكَ اللهُ علَى الفُروقِ وَلَا سَقاها صائبُ البُروقِ ومَفْروقٌ: اسْم جبَلٍ، قَالَ رؤبة: ورَعْنُ مَفْروقٍ تَسامَى أُرَمُهْ ومَفْروقٌ: أَبُو عبْدِ المَسيحِ، وَفِي اللّسان: مفْروقٌ: لقَبُ النّعمانِ بنِ عَمْرو، وَهُوَ أَيْضا اسمٌ. وفَروق كصَبور: عَقَبَةٌ دونَ  هَجَر الى نجْد، بَين هَجَرَ ومَهبِّ الشَّمال. وفَروقُ: لقَبُ قُسْطَنطينية دارِ مَلِك الرّومِ. والفَروقُ: ع آخَرُ فِي قوْل عَنتَرة: (وَنحن منَعْنا بالفَروقِ نساءَكم  ...  نُطَرِّفُ عَنْهَا مُبْسِلاتٍ غَواشِيا) وَقَالَ ذُو الرُمّة أَيْضا: (كأنّها أخْدَريٌّ بالفَروقِ لَهُ  ...  على جواذِبَ كالأدْراكِ تغْريدُ) وَقَالَ شمر: بلَغَني أنّ الفَروقَةَ بهاءٍ: الحُرْمَةُ، وَأنْشد: مازالَ عَنهُ حُمْقُه وموقُهْ واللّؤْمُ حتّى انتُهِكَت فَروقُهْ وَقَالَ أَبُو عُبَيْد عَن الْأمَوِي: الفَروقَة: شحْم الكُلْيَتَيْن وأنشَد: (فبتْنا وباتَتْ قِدْرُهُمْ ذاتَ هِزّةٍ  ...  يُضيءُ لنا شحْمُ الفَروقَةِ والكُلَى) وأنْكَر شَمِر الفَروقَة بِهَذَا المَعْنى وَلم يعرِفْه. ويومُ الفَروقَيْن: من أيّامِهم. والفِرْقُ، بالكَسْر: القَطيعُ من الغَنَم العَظيمُ كَمَا فِي الصِّحاح. وَمِنْه حَديثُ أبي ذرٍّ رضِيَ الله عَنهُ وَقد سُئلَ عَن مالِه، فَقَالَ: فِرْقٌ لنا وذَوْد. وقيلَ: منَ البَقَر، أَو مِنَ الظِّباءِ، أَو مِنَ الغَنَمِ فَقَط، أَو مِنَ الغَنَمِ الضّالّة، كالفَريق كأميرٍ، والفَريقَة، كسَفينة أَو مَا دونَ المائَة من الغَنَم. وأنشدَ الجوهريُّ للرّاعي يهْجو رجُلاً من بَني نُمَيرٍ يُلَقَّبُ بالحَلال، وَكَانَ عيّره بإبِلِه، فهجاه، وعيّره بأنّه صاحِبُ غَنَم: (وعيّرني الإبْلَ الحَلالُ وَلم يكن  ...  ليَجْعَلَها لابْنِ الخَبيثَةِ خالِقُهْ) )  (ولكنّما أجْدَى وأمْتَعَ جَدُّه  ...  بفِرْقٍ يُخَشّيهِ بهَجْهَجَ ناعِقُهْ) والفِرْق: القِسْم من كلّ شيءٍ إِذا انْفَرَق، والجَمْعُ أفْراقٌ. قَالَ ابنُ جِنّي: وقِراءَة من قَرَأ) فرّقْنا بِكُمُ البَحْرَ (بتَشْديد الرّاءِ شاذّة من ذلِك، أَي: جعَلْناه فِرَقاً وأقْساماً. والفِرْقُ: الطّائِفةُ من الصِّبْيان. قَالَ أعرابيٌّ لصِبيان رآهُم: هؤلاءِ فِرْقُ سوءٍ. والفِرْقُ: قِطعةٌ من النوَى يعْلَفُ بهَا البَعير. ويُقال: فرَقَ الرجلُ: إِذا ملَكَه. هَكَذَا فِي النُسَخ. وَالَّذِي فِي العُباب. وفَرَقَ: إِذا ملَكَ الفِرْقَ من الغَنَم، وَهُوَ الصّوابُ. والفِرْقُ: الفِلْقُ من الشّيءِ: المُنْفَلِق. ونَصُّ الصِّحاح: الفِلْقُ من كُلِّ شيءٍ: إِذا انْفَلَقَ، وَمِنْه قولُه تَعالى:) فكانَ كُلُّ فِرْقٍ كالطّوْدِ الْعَظِيم (يريدُ الفِرْق من المَاء. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: الفِرْقُ: الجبَل. وأيضً الهَضْبَة. وَأَيْضًا: المَوْجَة. ويُقال: فَرِقَ الرّجلُ كفَرِح: إِذا دخَل فِيهَا وغاص. وفَرِقَ: شرِبَ بالفَرَق مُحرّكةً وَهُوَ المِكْيالُ. وسياقُ الصاغانيّ يقْتضي أنّه كنَصَر. قَالَ: وفرَقَ كنَصَر: ذَرَقَ. وأفْرَقَه إفْراقاً أذْرَقَه. وذاتُ فِرْقَيْن، أَو ذاتُ فِرْقٍ، ويُفْتَحان: هَضْبَة ببِلاد تَميم، بَين البَصْرَةِ والكوفَة، وَمِنْه قوْلُ عَبيدِ بن الأبْرَصِ: (فراكِسٌ فثُعَيْلِباتٌ  ...  فذاتُ فِرْقَيْنِ فالقَليبُ) والفِرْقَةُ، بالكسْر: السِّقاءُ المُمْتَلئُ الَّذِي لَا يُستَطاعُ أَن  يُمْخضَ حتّى يُفْرَقَ، أَي: يُذْرَقَ. والفِرْقة: الطّائِفة من النَّاس كَمَا فِي الصِّحاح ج: فِرَقٌ بكَسْر ففتْح: وجُمِع فِي الشّعْرِ على أفارِق بحذْفِ الْيَاء، قَالَ: (مَا فِيهِم نازِعُ يُرْوي أفارِقَهُ  ...  بِذِي رِشاءٍ يُواري دَلْوَه لَجَفُ) جج جمْع الجَمْع أفْراقٌ كعِنَب وأعْناب. وَقيل: هُوَ جمْع فِرقَة ججج ثمَّ جمع جمع الْجمع أفاريق ومثلُه: فِيقَة وفِيَق، وأفْواق وأفاوِيق. وَفِي حَدِيث عُثْمَان رَضِي اللهُ عَنهُ، قَالَ لخَيْفانَ بنِ عَرانَة: كيفَ تركْتَ أفاريقَ العرَبِ فِي ذِي اليَمَن ويجوزُ أَن تكونَ من بابِ الأباطيلِ، أَي: جمْعاً على غيرِ واحِدِه. والفَريقُ، كأميرٍ: أكثَرُ منْها وَفِي الصّحاح: منْهُم، وَفِي المُحْكَمِ مِنْهُ ج: أفْرِقاءُ، وأفْرِقَة، وفُروقٌ بالضّمِّ. قَالَ شيخُنا: كلامُ المصنِّف يدُل على أَنه يُجْمَع. وَفِي نهْرِ أبي حيّان أثْنَاء البَقَرة أَنه اسمُ جمْع لَا واحِدَ لَهُ، يُطْلَق على القَليلِ والكَثير. وَفِي حَوَاشِي عبدِ الحَكيم: أنّ الفَريق يَجيءُ بِمَعْنى الطائِفَة، وَبِمَعْنى الرّجُلِ الواحِد، انْتهى. وَفِي اللِّسان: الفِرْقَة، والفِرْقُ، والفَريقُ: الطائِفَةُ من الشيءِ المتفرِّق. وَقَالَ ابنُ بَرّي: الفَريقُ من النَّاس وغيرِهم: فِرقَةٌ مِنْهُ. والفَريقُ: المُفارِق قَالَ جرير:) (أتَجْمَعُ قولا بالعِراق فَريقُه  ...  وَمِنْه بأطلالِ الأراكِ فريقُ) وَقَالَ الأصْبهانيّ: الفَريقُ: الجَماعة المُنفردَةُ عَن آخَرين. قَالَ الله عزّ وجلّ:) وإنّ منْهُم لَفَريقاً يَلْوونَ ألْسِنَتَهم بالكِتاب ففَريقاً كذّبْتُم وفَريقاً تَقْتُلون فَريقٌ فِي الجنّة  وفَريقٌ فِي السّعير إنّه كانَ فريقٌ من عِبادي يَقُولُونَ فأيُّ الفَريقَيْنِ أحَقُّ بالأمْنِ (،) وتُخْرِجون فَريقاً منْكُم من دِيارِهم (،) وإنّ فَريقاً منْهُم ليَكْتُمونَ الحَقّ (. والفُرْقان، بالضمِّ: القُرآن، لفَرْقِه بينَ الحقِّ وَالْبَاطِل، والحَلال والحَرام كالفُرْقِ بالضّم كالخُسْرِ، والخُسْران. قَالَ الراجز: ومُشركِيٍّ كافِرٍ بالفُرْقِ وكلُّ مَا فُرِقَ بِهِ بيْن الحقِّ والباطِل فَهُوَ فُرقانٌ، وَلِهَذَا قَالَ الله تَعَالَى:) ولقدْ آتيْنا موسَى وهارونَ الفُرْقان (. والفُرقان: النّصْرُ عَن ابنِ دُرَيد، وَبِه فُسِّر يومُ الفُرْقان. والفُرْقان: البُرْهان والحُجّة. والفُرْقان: الصُّبْح، أَو السَّحَر عَن أبي عمْرو. وَمِنْه قولُهم: قد سطَع الفُرْقانُ، وَهَذَا أبيضُ من الفُرقانِ. وَقَالَ صالحٌ: (فِيهَا منازِلُها ووَكْرا جَوْزلٍ  ...  زَجِلِ الغِناءِ يَصيحُ بالفُرْقانِ) وَكَانَ القُدَماءُ يُشْهِدونَ الفُرْقانَ، أَي: الصِبْيان وَيَقُولُونَ: هَؤُلَاءِ يعيشُون ويشْهَدون. والفُرْقان: التّوْراة وَمِنْه قولُه تَعَالَى:) وإذْ آتَيْنا موسَى الكِتابَ والفُرْقانَ لعلّكُم تهْتَدون (. قَالَ الأزهريُّ: يجوزُ أَن يكونَ الفُرقان الكِتابَ بعَيْنِه، وَهُوَ التّوْراةُ، إلاّ أنّه أُعيدَ ذِكرُه باسمٍ غيرِ الأوّل، وعَنَى بِهِ أنّه يفرِقُ بَين الحقِّ والباطِل. وَذكره الله تَعَالَى لمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فِي غير هَذَا الموضِع، فَقَالَ تَعالى:) وَلَقَد آتَيْنا مُوسَى وهارونَ الفُرْقانَ وضِياءً (أَرَادَ التّوراةَ، فسمّى جَلّ ثناؤُه الكِتابَ المُنزَّلَ على محمّد صلى الله عَلَيْهِ وسلّم  فُرْقاناً، وسمّى الكتابَ المنزَّلَ على مُوسَى صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فُرقاناً. والمَعْنى أَنه تَعالَى فرَقَ بكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا بيْن الحقِّ والباطِل. وقيلَ: الفُرْقان: انْفِلاقُ البَحْرِ قيلَ: وَمِنْه قولُه تَعَالَى:) وإذْ آتَيْنا موسَى الكِتابَ والفُرْقان (وقولُه تَعَالَى:) يوْمَ الفُرْقان يوْمَ الْتَقَى الجَمْعان (قيل: إنّه أُريدَ بِهِ يَوْم بدْرٍ فإنّه أوّل يَوْم فُرِق فِيهِ بينَ الحقِّ والباطِلِ. وَقيل: الفُرقان  ...  نقلَه الأصبَهاني. والفَريقَة ككَنيسة: تمْرٌ يُطْبَخ بحُلْبَةٍ للنُّفَساءِ. وأنشدَ الجوهريّ لأبي كَبِير الهُذَليّ: (ولَقَدْ ورَدْتُ الماءَ، لونُ جِمامِهِ  ...  لونُ الفَريقَة صُفِّيَتْ للمُدنَفِ) أَو حُلْبَةٌ تُطْبَخ مَعَ الحُبوب. كالمَحْلَبِ والبُرِّ وغيرِهما، وَهُوَ طَعامٌ يُعْمَل لَهَا. وَقَالَ ابنُ خالَويْه:) الفَريقة: حَساءٌ يُعمَل للعَليلِ المُدْنَفِ. وفَرَقَها فَرْقاً: أطْعَمَها ذلِك، كأفرَقَها إفراقاً. والفَريقَةُ: قِطعَةٌ من الغَنَم شاةٌ أَو شَاتَان، أَو ثلاثُ شِياهٍ تتفرّقُ عنْها. وَفِي كتاب لَيْسَ: عَن سائِرِها بشيءٍ يسُدّ بينَها وَبَين الغَنَم بجَبَلٍ أَو رمْلٍ أَو غير ذَلِك فتَذْهَبُ. وَفِي كتاب لَيْسَ: فتضِلّ تحتَ اللّيلِ عَن جَماعَتِها، فتلكَ المتفرِّقةُ فَريقة، وَلَا تُسمّى فَريقةً حَتَّى تضِلّ، وأنْشدَ الجوهريُّ لكُثيِّر: (بذِفْرَى ككاهِلِ ذيخِ الخَليفِ  ...  أصابَ فريقَةَ ليلٍ فعاثَا) وَفِي الحَدِيث: مَا ذِئْبانِ عادِيان أصابا فَريقَةَ غنم أضاعَها ربُّها بأفسدَ  فِيهَا من حُبِّ المَرْء السّرَفَ لدِينِه. والفِراق كسَحابٍ وكِتاب: الفُرْقَة، وأكثرُ مَا تكون بالأبدانِ. وقُرِئَ قَوْله تَعَالَى:) هَذَا فَراقُ بَيْني وبيْنِك (بالفَتْح. قرأَ بهَا مُسلمُ بن بَشّار. وقولُه تَعَالَى:) وظنّ أنّه الفِراقُ (أَي: غلَب على قلْبِه أنّه حينَ مُفارَقَة الدُنْيا بِالْمَوْتِ. وإفريقِيّةُ بالكَسْر، وَإِنَّمَا أهملَه عَن الضّبْطِ لشُهْرَتِه: بلادٌ واسِعة قُبالَةَ جَزيرةِ الأندَلُس كَذَا فِي الْعباب. والصّحيحُ أَنه قُبالَة جَزِيرَة صِقِلّيّة ومُنتَهى آخرِها الى قُبالَةِ جزيرةِ الأندَلُس. والجَزيرتان فِي شَمالِيّها، فصِقِليّة منحرفةٌ الى الشّرْقِ، والأندلسُ منحرفةٌ عَنْهَا الى جهةِ الغَرْب. وسُمِّيت بإفريقِش بن أبْرَهَةَ الرّائِش. وَقيل: بإفْريقِش بنِ قيْس بن صَيْفيّ بن سَبَأ. وَقَالَ القُضاعيُّ: سُمّيتْ بفارِق بن بيصر بن حام. وقيلَ: لأنّها فرَقَت بَين مِصْر والمَغْرِب، وحَدُّه من طَرابُلُس الغربِ من جِهَة بَرْقَة الْإسْكَنْدَريَّة والى بِجايَة. وقيلَ: الى مِلْيانةَ، فتكونُ مسافةُ طولِها نَحْو شهْرين وَنصف. وَقَالَ أَبُو عبيد البَكْريّ الأندلسيّ: حدُّ طولِها من برقة شرقاً الى طَنْجَة الخضراءِ غرباً، وعرضُها من البحرِ الى الرِّمال الَّتِي فِيهَا أولُ بلادِ السّودانِ، وَهِي مُخفَّفَةُ الياءِ. وَقد جمَعَها الأحوصُ على أفاريقَ، فَقَالَ: (أينَ ابنُ حرْبٍ ورَهْطٌ لَا أحُسُّهُمُ  ...  كَانُوا علَيْنا حَدِيثا من بَني الحَكَمِ) (يجْبونَ مَا الصينُ تحوِيهِ مَقانِبُهم  ...  الى الأفاريقِ من فُصْحٍ وَمن عَجَمِ) وَقد نُسِبَ إِلَيْهَا جملةٌ من العُلماءِ والمُحدِّثين، مِنْهُم أَبُو خالدٍ عبدُ الرحمنِ بنِ زيادِ بن أنْعُمْ الإفْريقيّ قاضِيها، وَهُوَ أوّلُ مولودٍ ولِدَ فِي الْإِسْلَام بإفْريقيّةَ  رَوى عَنهُ سُفيانُ الثّوريّ، وَابْن لَهيعةَ، وَقد ضُعِّفَ. وسُحْنون بن سعيد الإفْريقيّ: من أصْحابِ مالِك، وَهُوَ الَّذِي قدِمَ بمذْهَبِه الى إفْريقيّةَ، وتُوفِّيَ سنة إحْدى وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ. وأفرَقَ المريضُ من مرَضِه والمَحْمومُ من حُمّاه، أَي: أقْبَلَ، نقَله الجوهَريُّ عَن الأصمعيّ. وَقَالَ الأزهريّ: وكُلُّ عَليلٍ أفاقَ من عِلّته فقد أفْرَقَ،) أَو المَطْعون إِذا بَرئَ قيلَ: أفْرَقَ. نَقله اللّيثُ، زادَ ابنُ خالَويهِ: بسُرعةٍ. قَالَ فِي كِتابِ لَيْسَ: اعتلّ أَبُو عُمَرَ الزاهدُ لَيْلَة واحِدةً، ثمَّ أفْرَقَ، فسألْناه عَن ذلِك، فَقَالَ: عَرفَ ضَعْفي فرَفَقَ بِي. أَو لَا يكونُ الإفْراقُ إِلَّا فِيمَا لَا يُصيبُك من الأمراضِ غير مرّة واحدةٍ كالجُدَريّ والحَصْبةِ، وَمَا أشْبَههما. وَقَالَ اللّحيانيُّ: كل مُفيقٍ من مرَضِه مُفرِقٌ، فعمّ بذلك. قَالَ أعْرابيٌّ لآخر: مَا أمارُ إفراقِ الموْرودِ فَقَالَ: الرُّحَضاءُ. يَقُول: مَا عَلامة بُرْءِ المحْموم فَقَالَ: العرَق. وأفرقَتِ النّاقَةُ: رجَع إِلَيْهَا بعضُ لبَنِها فَهِيَ مُفرِقٌ. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: أفرَقَ القومُ إبلَهم: إِذا خلّوْها فِي المرْعَى والكلأ لم يُنتِجوها وَلم يُلْقِحوها. وَقَالَ غيرُه: وناقة مُفْرِق، كمُحْسِن تمْكُث سنَتَيْن أَو ثَلَاثًا لَا تَلْقَحُ. وقيلَ: هِيَ الَّتِي فارَقَها ولَدُها. وَقيل: فارقَها بمَوْت، نقلَه الجوهريّ. والجمعُ: مَفاريق. وفرّقَه تفْريقاً وتَفْرِقَةً كَمَا فِي الصِّحاح: بدّدَه. وَقَالَ الأصبهانيّ: التّفريقُ: أصلُه التّكْثيرُ. قَالَ: ويُقال ذَلِك فِي تشتيتِ الشّمْلِ والكلِمة، نَحْو:) يفَرِّقون بِهِ بيْن المرْءِ وزوْجِه (وَقَالَ عزّ وجلّ:) فرّقْت بيْن بَني إسرائيلَ ولمْ تَرْقُبْ قوْلي (. وَقَوله  عزّ وجلّ:) لَا نُفَرِّقُ بيْن أحَدٍ منْهُم (وإنّما جازَ أَن يجعلَ التّفريق منْسوباً الى أحَد من حيثُ إنّ لفظَ أحد يُفيد الجمْع ويُقال: الفَرْق بينَ الفَرْقِ والتّفْريق، أنّ الفَرْق للإصلاح، والتّفْريق للإفْساد. وَقَالَ ابْن جِنّي فِي كتابِ الشّواذِّ فِي قَوْله تَعَالَى:) الَّذين فرّقوا دينَهم (أَي: فرّقوه وعَضَوْه أَعْضَاء، فخالَفوا بينَ بعضٍ وَبَعض. وقُرِئَ بالتّخفيف وَهِي قراءَة النّخَعيّ وابنِ صالِح مولَى أبي هانئٍ، وتروى أَيْضا عَن الأعمَش ويَحْيى، وتأْويلُه أنّهُم مازُوهُ عَن غيرِه من سائِرِ الأدْيان. قَالَ: وَقد يُحتَمل أَن يكون معْناه معنى القَراءَة بالتّثْقيل وذلِك أنّ فَعَل بالتّخفيفِ قد يكون فِيهَا مَعنَى التّثقيل. ووجهُ هَذَا أنّ الفِعلَ عندنَا موضوعٌ على اغْتِراقِ جِنْسِه أَلا ترى أنّ معْنى قامَ زيدٌ: كَانَ مِنْهُ القِيام، وقعَدَ: كَانَ مِنْهُ القُعود. والقيامُ كَمَا نعلم والقُعودُ جِنسان، فالفعلُ إذنْ على اغتِراقِ جنسِه، يدُلُّ على ذَلِك عملُه عندَنا فِي جَمِيع أجزاءِ ذلِك الجِنْسِ من مُفردِه ومُثنّاه ومجموعِه ونَكِرته ومَعرِفته، وَمَا كَانَ فِي معْناه، ثمَّ ذَكَر كلَاما طَويلا وَقَالَ: وذه اواضح مُتناهٍ فِي البَيان. وَإِذا كَانَ كَذَلِك عُلِم مِنْهُ وَبِه أنّ جَميعَ الأفعالِ ماضيها وحاضِرها ومُتَلَقّاها مجَاز لَا حَقِيقَة، أَلا تراك تَقول: قُمتُ قومةً، وقمتُ عَليّ مَا مضَى دالٌّ على الجنْس فوضْعُك القَوْمَة الواحِدَةَ مَوضِع جِنْسِ القيامِ، وَهُوَ فِيمَا مضَى، وَفِيمَا هُوَ حاضِرٌ، وَفِيمَا هُوَ مَلَقًّى مُستَقْبَل من أذْهبِ شَيْء فِي كَونه مَجازاً، ثمَّ قَالَ بعدَ كَلَام: وَهَذَا موضِعٌ يسمَعُه النَّاس منّي، ويتَناقَلونه دائِماً عني، فيُكْبِرونه) ويُكْثِرون العَجَب بِهِ، فَإِذا أوضحتُه لمَنْ يسألُ عَنهُ استَحَى، وَكَانَ يستغفِرُ الله لاستيحاشِه كَانَ مني. ويُقال: أخذَ حقَّه مِنْهُ بالتّفاريقِ كَمَا فِي الصِّحاح، أَي: مرّات متفرِّقة. وقولُ غَنيّةَ الأعْرابيّة لابنِها: إنّك خيْرٌ منْ تَفارِيقِ العَصا يُضرَبُ بِهِ المثَلُ، وإنّما قالَت ذَلِك لأنّه كَانَ عارِماً، كثيرَ الإساءَةِ الى النّاس مَعَ ضَعْفِ بدَنِه ودِقّةِ عظْمِه فواثَبَ يَوْمًا فَتى، فقَطَع الفَتى أنفَه، فأخذَتْ أمُّه دِيَتَه أَي: دِيَة أنفِه فحَسُنَت حالُها بعدَ فقْرٍ مُدْقِعٍ، ثمّ واثَبَ آخرَ فقطَع أُذُنَه، ثمّ واثَبَ آخرَ فقطَع شفَتَه، فأخذَت ديَتَهما، فلمّا رأتْ حُسْنَ حالِها وَمَا صارَ عندَها من إبِلٍ وغَنم ومَتاع، حَسُن رأيُها فِيهِ، ومدَحَتْه وذكَرتْهُ فِي أُرجوزَتِها، فقالتْ: أحلِفُ بالمَرْوةِ حقّاً والصَّفا إنّك خيرٌ من تَفاريقِ العَصا وقيلَ لأعْرابيٍّ: مَا تَفاريقُ العَصا، قَالَ: العَصا تُقْطَعُ ساجوراً والسّواجيرُ تكون للكِلابِ والأسْرى من النَّاس، ثمَّ تُقْطَع عَصا السّاجورِ فتَصيرُ أوتاداً، ويُفرَّقُ الوَتِدُ، ثمَّ تَصيرُ كلُّ قِطْعَة شِظاظاً: فَإِذا جُعِل لرأسِ الشِّظاظِ، كالفَلْكة، صَار عِراناً للبَخاتيِّ ومِهاراً، وَهُوَ العودُ الَّذِي يُدْخَلُ فِي أنفِ البُخْتيِّ، ثمَّ إِذا فُرِّقَ المِهارُ يُؤخَذُ مِنْهَا تَوادِي وَهِي الخشَبَة الَّتِي تُصَرُّ بهَا الأخْلافُ، هَذَا إِذا كَانَت عَصا. فَإِذا كَانَت العَصا قنىً فكُلُّ شِقٍّ مِنْهَا قوْسٌ بُنْدُقٍ، فَإِن فُرِّقَت الشِّقّة صارَتْ سِهاماً، ثمَّ إِذا فُرِّقَت السِّهام صارَتْ حِظاءً، ثمَّ صارَت مَغازِلَ، ثمَّ يَشْعَبُ بهَا الشَّعّابُ أقْداحَه المَصْدوعة، وقِصاعَه المَشْقوقَة، على أنّه لَا يجِدُ لَهَا أصْلَح مِنْهَا وألْيَق بِهِ، يُضرَبُ فِيمَن نفْعُه أعمُّ من نفْعِ غَيره. والتّفْريقُ: التّخويف. وَمِنْه قولُ أبي بكْرٍ رضيَ الله عَنهُ: أبِالله تُفرِّقْني، أَي: تخوِّفني. ومُفَرِّقُ النِّعَم هُوَ الظَّرِبان لِأَنَّهُ إِذا فَسَا بينَها وَهِي مُجتمِعة تفرّقَت المالُ. ويُقال: هُوَ مُفرِق الجِسْم، كمُحْسِن. وسِياقُ الصاغانيّ يقتَضي أَنه كمُعَظّم، أَي: قَليلُ اللّحْمِ، أَو سَمينٌ، وَهُوَ ضِدٌّ. وتفرّق القومُ تفَرُّقاً، وتِفِرّاقاً بكسرتين. ونَصُّ اللِّحْيانيّ فِي النّوادِر تفْريقاً: ضدّ تجمَّعَ، كافْتَرَق، وانْفَرَق، وكلُّ من الثّلاثةِ مُطاوع فرَّقتُه تَفريقاً. وَمِنْهُم من يجْعَلُ التّفرُّق للأبْدانِ، والافْتِراق فِي الكَلام. يُقال: فرّقتُ بَين الكَلامين، فافْتَرقا. وفرّقْت بَين الرّجُلَيْنِ فتفرَّقا. وَفِي حَدِيث الزّكاة: لَا يُفرَّق بَين مُجْتَمِع، وَلَا يُجمَع بَين مُتفَرِّق وَفِي حَدِيث آخر: البَيِّعان بِالْخِيَارِ مَا) لم يتفرَّقا، واختُلِفَ فِيهِ فَقيل: بالأبْدانِ، وَبِه قَالَ الشافعيُّ وأحمدُ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة ومالكٌ وغيرُهما: إِذا تعاقَدا صحّ البيْعُ وَإِن لم يفْتَرِقا. وظاهرُ الحَدِيث يشْهَدُ للقَوْل الأوّل. ويُقال: تفرّقَت بهم الطُّرُق، أَي: ذهَبَ كُلٌّ مِنْهُم الى مذْهَبٍ. وَقَالَ مُتَمِّم بنُ نُوَيرةَ رضيَ الله عَنهُ يرْثي أَخَاهُ مالِكاً: (فلمّا تفَرَّقْنا كأنّي ومالِكاً  ...  لطولِ اجْتِماعٍ لم نَبِتْ لَيْلَة مَعا) وانْفَرَق: انْفَصَل، وَمِنْه قولُه تَعالى:) فانْفَلَقَ فكانَ كُلُّ فِرْقٍ كالطّوْدِ الْعَظِيم (. والمُنْفَرَقُ يكون موضِعاً، وَيكون مصْدَراً. قَالَ رؤبَة يصِفُ الحُمُر: ترْمي بأيدِيها ثَنايا المُنْفَرَقْ أَي: حَيْثُ ينْفَرِقُ الطّريقُ، ويُرْوى: المُنْفَهَقْ. والتّركيبُ يدُلُّ على تميّزٍ وتزيُّلٍ بَين شَيْئَيْن، وَقد شذّ عَن هَذَا التَّرْكِيب الفَرَقُ للمِكْيال، والفَريقة للنُّفَساءِ، والفَروقَةُ للشّحْم، والفُروق: موضِعٌ.  وَمِمَّا يُستَدْرَك عَلَيْهِ: الفُرْقَة بالضّمِّ: مصْدَرُ الافْتِراقِ. وَهُوَ اسمٌ يوضَعُ موضِعَ المصْدَرِ الْحَقِيقِيّ من الافْتِراقِ. وفارَقَ الشيءَ مُفارَقةً: بايَنَهُ، والاسمُ: الفُرْقة. وتَفارَقَ القوْمُ: فارَقَ بعضُهم بَعْضًا. وفارَقَ فلانٌ امرأتَه، مُفارَقَةً، وفِراقاً: بايَنَها. وَهُوَ أسرَعُ من فَريقِ الخيْلِ لسابِقِها، فَعيلٌ بِمَعْنى مُفاعِل لأنّه إِذا سبَقها فارَقَها. ونِيّةٌ فَريقٌ: مُفرِّقَةٌ، قَالَ: (أحقّاً أنّ جِيرَتَنا اسْتَقَلّوا  ...  فنيّتُنا ونيّتُهم فَريقُ) قَالَ سيبَوَيْه: قَالَ: فريقٌ، كَمَا يُقَال للْجَمَاعَة: صَديق. وفرّق رأسَه بالمُشْطِ تفْريقاً: سرّحَه. وَفِي صفَته صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم: إِن انفَرقَتْ عَقيقَتُه فرَق، وَإِلَّا فَلَا يبلُغُ شعْرُه شَحمةَ أُذُنِه إِذا هُوَ وفّره أَرَادَ أنّه كَانَ لَا يُفرِّقُ شعرَه إِلَّا أَن ينفَرِقَ هُوَ، وَهَكَذَا كَانَ فِي أولِ الأمرِ ثمَّ فَرَق. ويُقال للماشِطَةِ تمشُط كَذَا وَكَذَا فَرْقاً، أَي: كَذَا وَكَذَا ضَرْباً. وفَرَقَ لَهُ عَن الشّيْء: بيّنه لَهُ، عَن ابنِ جِنّي. وجَمْع الفَرَق من اللّحْية، مُحرَّكة: أفْراقٌ. قَالَ الراجز: يَنفُض عُثْنوناً كثيرَ الأفْراقْ تَنْتِحُ ذِفْراهُ بمِثْلِ الدِّرْياقْ والأفْرَقُ: البَعيدُ مَا بينَ الألْيَتَيْن. وتَيْسٌ أفرقُ: بَعيدُ مَا بَين قَرنَيْه، وَهَذِه عَن ابنِ خالَوَيْه. والمَفْروقان من الأسْباب: هما اللّذانِ يقوم كُلُّ واحدٍ منهُما بنَفْسِه،  أَي: يكونُ حرْفٌ مُتحرِّكٌ وحرْفٌ سَاكن، ويتْلوه حرفٌ متحرّك نَحْو مُسْتَفْ من مُسْتَفْعِلن، وعِيلُن من مَفاعيلن. وانْفَرَقَ) الفَجْرُ: انفَلَق. والفُرّاق، كرُمّان: جمعُ فارِقٍ، للنّاقَةِ تشتدّ، ثمَّ تُلْقِي ولَدَها من شدّةِ مَا يَمُرّ بهَا من الوَجَع. قَالَ الْأَعْشَى: (أخْرَجَتْه قَهْباءُ مُسْبِلَةُ الوَدْ  ...  قِ رَجوسٌ قُدّامُها فُرَّاقُ) وأفرقَ فلانٌ غَنَمَه: أضَلّها وأضاعَها. وَقَالَ ابنُ خالَوَيْهِ: أفْرَقَ زيدٌ: ضاعَتْ قِطعةٌ من غَنَمه. وحَكَى اللّحْيانيّ: فرَقْتُ الصّبيّ: إِذا رُعْتَه وأفزَعْتَه، قَالَ ابنُ سِيدَه: وأُراها فرّقْتُ بتشديدِ الراءِ لأنّ مثل هَذَا يَأْتِي على فعّلْتُ كثيرا، كقولِك فزّعْت، وروّعتُ، وخوّفْتُ. وفارَقَني، ففَرَقْتُه أفْرُقه: كُنتُ أشدَّ فَرَقاً مِنْهُ، هَذِه عَن اللّحياني، حكاهُ عَن الكِسائيّ. وأفْرَقَ الرّجُل، والطائرُ، والسّبُعُ، والثّعلبُ: سَلَح، أنْشَدَ اللّحيانيُّ: (أَلا تِلْكَ الثّعالبُ قد تَوالتْ  ...  عليَّ وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعا) (لتأْكُلَني فمَرَّ لهُنّ لَحْمي  ...  فأفْرَقَ من حِذارِي أَو أتاعا) قَالَ: ويُروى فأذْرَق. والمُفْرِقُ، كمُحْسِن: الغاوي، على التّشْبيه بذلك، أَو لأنّه فارَق الرُّشْدَ، والأولُ أصحُّ. قَالَ رؤبَة: حتّى انْتَهى شيطانُ كُلِّ مفْرِقِ ويفجمَع الفَرَق للمِكْيال على أفرُقٍ، كجَبَلٍ وأجْبُل. وَمِنْه الحَدِيث: فِي كلِّ عَشْرَةِ أفرُقِ عسَلٍ فرَقٌ. والفُرْقُ، بالضّمِّ: إناءٌ يُكْتالُ بِهِ. والفُرْقان: قدَحان مُفْتَرِقان.  وفُرْقان من طَيْرٍ صوافَّ، أَي: قطْعَتان. وفارَقْتُ فلَانا من حِسابي علَى كَذَا وَكَذَا: إِذا قطعْتَ الأمرَ بينَك وبينَه على أَمر وقَع عَلَيْهِ اتَّفاقُكُما. وكذلِك صادَرْتُه على كَذا وكَذا. وفرسٌ فَروقٌ: أفْرقُ، عَن الصاغانيّ.
المعجم: تاج العروس