المعجم العربي الجامع

خَميسٌ

المعنى: (صيغة الجمع) أخمِساءُ وأخمِسةٌ وأخامسُ اليوم الخامس من أيّام الأُسبوع.؛-: الجيش المُؤلَّف من خَمْس فِرَق وهي: المُقدَّمة، والقَلْب، والمَيمَنة، والمَيْسَرة، والسّاقة.؛-: جُزء من خَمْسة أجزاء.؛-: ما طوله خَمْس أذرُع (رُمحٌ خَميسٌ).؛ثوبٌ -: طوله خَمْسة أشبار.
المعجم: القاموس

خمس

المعنى: (الْخَمْسَةُ) عَدَدٌ وَجَاءَ فُلَانٌ خَامِسًا وَ (أَخْمَسَ) الْقَوْمُ أَيْ صَارُوا خَمْسَةً. وَ (يَوْمُ الْخَمِيسِ) جَمْعُهُ (أَخْمِسَاءُ) وَ (أَخْمِسَةٌ) . وَ (الْخَمِيسُ) الْجَيْشُ لِأَنَّهُمْ خَمْسُ فِرَقٍ: الْمُقَدَّمَةُ وَالْقَلْبُ وَالْمَيْمَنَةُ وَالْمَيْسَرَةُ وَالسَّاقُ. وَالْخَمِيسُ أَيْضًا الثَّوْبُ الَّذِي طُولُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاذٍ: «ائْتُونِي بِكُلِّ خَمِيسٍ أَوْ لَبِيسٍ» كَأَنَّهُ عَنَى الصَّغِيرَ مِنَ الثِّيَابِ. وَالْخَمِيسُ أَيْضًا الْخُمْسُ ذَكَرَهُ فِي [ث ل ث] وَقَالَ: وَأَنْكَرَهُ أَبُو زَيْدٍ. وَ (خَمَسَ) الْقَوْمَ مِنْ بَابِ نَصَرَ أَخَذَ خُمْسَ أَمْوَالِهِمْ. وَ (خَمَسَهُمْ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ إِذَا كَانَ خَامِسَهُمْ أَوْ كَمَّلَهُمْ خَمْسَةً بِنَفْسِهِ. وَشَيْءٌ (مُخَمَّسٌ) أَيْ لَهُ خَمْسَةُ أَرْكَانٍ. وَحَبْلٌ (مَخْمُوسٌ) أَيْ مِنْ خَمْسِ قُوًى. وَتَقُولُ: عِنْدِي خَمْسَةُ دَرَاهِمَ بِرَفْعِ الْهَاءِ وَإِنْ شِئْتَ أَدْغَمْتَ التَّاءَ فِي الدَّالِ. فَإِنْ عَرَّفْتَ الدَّرَاهِمَ لَزِمَ رَفْعُ الْهَاءِ وَلَمْ يَجُزِ الْإِدْغَامُ لِأَنَّ اللَّامَ أُدْغِمَتْ فِي الدَّالِ فَلَا يُمْكِنُ إِدْغَامُ التَّاءِ فِيهَا. وَتَقُولُ: (خَمْسَةُ) الْأَشْبَارِ وَ (خَمْسُ) الْقُدُورِ فَتُعَرِّفُ الثَّانِيَ فِي الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ. وَتَقُولُ: هَذِهِ الْخَمْسَةُ الدَّرَاهِمِ بِجَرِّ الدَّرَاهِمِ وَإِنْ شِئْتَ رَفَعْتَهَا وَأَجْرَيْتَهَا مَجْرَى النَّعْتِ وَكَذَا إِلَى الْعَشَرَةِ. وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ يَضْرِبُ (أَخْمَاسًا لِأَسْدَاسٍ) أَيْ يَسْعَى فِي الْمَكْرِ وَالْخَدِيعَةِ.
المعجم: مختار الصحاح

خَمَسَ

المعنى: المالَ ـُ خَمْساً: أخذ خُمْسَه. وـ فلاناً: أخذ خُمْسَ ماله. وـ القومَ ـِ خَمْساً: صار خامِسَهم. وـ الحَبْلَ: فتله على خَمْسِ قُوىً.؛(أخْمَسُوا): صاروا خَمْسةً. وـ فلان: وردت إبله خِمْساً.؛(خَمَّسَ) الشيءَ: جعله ذا خَمْسَة أركان أو جوانِبَ أو أضلاع. ويقال: خَمَّسَ الشِّعْر: جعل كلَّ قطعة منه خمسة شُطُور. وـ الأرضَ: سقاها في اليوم الخامس للسقْي السابق.؛(الأخْماسُ): جمع خِمْس. ويقال: هما في بُرْدَة أخماس: إذا تقاربا واجتمعا واصطلحا. ويقال لمن مَكَر وخَدَع: ضَرَب أخماساً لأسداس.؛(خُماسَ): يقال: جاءوا خُماسَ: خَمسة خَمسة.؛(الخَماسِينُ): رياحٌ حارَّةٌ جافَّة تَرِبَةٌ، يكثر هُبوبها في أشهر الرَّبيع، وهي رياحٌ أهليَّة مصرية. (مج).؛(الخُمَاسِيّ) من الغِلمان والثِّياب: ما طوله خمسة أشبار.؛(الخَمْس): اسم عدد للمؤنَّث. يقال: هؤلاء خمْسُ نسوة.؛(الخِمْسُ): جزء من خمسة. وـ ضرب من بُرُود اليَمن. وـ من الفَلَوات: ما بَعُد ماؤها حتى يكون ورود الإبل في اليوم الخامس. وـ أن ترد الإبل الماء في اليوم الخامس من ورودها السَّابق، فيكون بين الوِرْدَيْن ثلاثة أيام. (ج) أخماس.؛(الخُمْسُ): جُزء من خمسة. (ج) أخماس.؛(الخُمُس): الخُمْس. (ج) أخماس.؛(الخَمْسَةُ): اسم عدد للمذكَّر. يقال: هؤلاء خمسة رجال.؛(الخمِيسُ): جُزء من خمسة أجزاء. (ج) أخماس. وـ يومٌ من أيام الأُسبوع. (ج) أخمِسَة، وأخمِساء، وأخامس. وـ الجَيش الجَرَّار؛ سُمِّيَ بذلك لأنه خَمْس فِرَق: المُقَدِّمَة، والقلب، والمَيْمَنة، والمَيْسَرَة، والساق. ويقال: ما أدري أيُّ خميس الناس هو: أي جَماعَتهم. وـ من الثياب والرِّماح وغيرهما: ما طُولُه خمسة أذرع.؛(المَخْمَسٌ): يقال: جاءوا مَخْمَسَ: خَمسةً خَمسةً.؛(المُخَمَّسُ): (في الهندسة): شكلٌ عددُ أضلاعه خمسة.؛(المخمُوسُ) من الرِّماح: ما طوله خَمسُ أَذْرُع.
المعجم: الوسيط

الخمسة

المعنى: ـ الخَمْسَةُ من العَدَد: م. والخامِي: الخامِسُ، إبْدالٌ. ـ وثَوْبٌ ورُمْحٌ مَخْموسٌ وخَميسٌ: طولُهُ خَمْسُ أذْرُعٍ. ـ وحَبْلٌ مَخْموسٌ: من خَمْسِ قُوىً. ـ وخَمَسْتُهُمْ أخمُسُهُمْ، بالضم: أخَذْتُ خُمْسَ أمْوالِهِم. ـ وأخْمِسُهُمْ، بالكسر: كُنْتُ خامِسَهُمْ، أو كَمَّلْتُهُمْ خَمْسَةً بِنَفْسِي. ـ ويَوْمُ الخَمِيسِ: م. ـ ج: أخْمِساءُ وأخْمِسَةٌ. ـ والخَميسُ: الجَيْشُ، لأِنَّهُ خَمْسُ فِرَقٍ: المُقَدِّمَةُ، والقَلْبُ، والمَيْمَنَةُ، والمَيْسَرَةُ، والساقَةُ، واسمٌ. ـ وما أدْرِي أيُّ خَميسِ الناسِ هو، أي: جماعتِهِم، وخَميسٌ الحَوْزيُّ، وابنُ خَميسٍ المَوْصليُّ: مُحَدِّثانِ. ـ والخِمْسُ، بالكسر، من أظْماءِ الإِبِلِ: وهي أنْ تَرْعَى ثَلاثَةَ أيَّامٍ، وتَرِدَ الرابعَ، وهي إبِلٌ خَوامِسُ، واسمُ رَجُلٍ، ومَلِكٍ باليمنِ، أولُ من عُمِلَ له البُرْدُ المَعْروفُ بالخِمْسِ. وفَلاةٌ خِمْسٌ: انْتَاطَ ماؤُها حتى يكونَ وِرْدُ النَّعَمِ اليومَ الرابعَ سِوَى اليومِ الذي شَرِبَتْ فيه. ـ وهُمَا في بُرْدَةٍ أخْماسٍ، أي: تَقَارَبَا، واجْتَمَعَا، واصطَلَحَا، أو فَعَلاَ فِعْلاً واحِداً يَشْتبهانِ فيه، كأَنَّهُما في ثَوْبٍ واحِدٍ. ـ و "يَضْرِبُ أَخماساً لأِسْدَاسِ " : يَسْعَى في المَكْر والخَديعةِ، يُضْرَبُ لِمَنْ يُظْهِرُ شيئاً، ويُريدُ غيرَهُ، لأنَّ الرجُلَ إذا أرادَ سَفَراً بَعيدَاً، عَوّضدَ إبِلَهُ أن تَشْرَبَ خِمْساً سِدْساً، وضَرَبَ بمعنى بَيَّنَ، أي: يُظْهِرُ أخْماساً لأجْلِ أسْداسٍ، أي: رَقَّى إبلَهُ من الخِمْسِ إلى السِّدْسِ. ـ والخُمْسُ، وبضمتينِ: جُزْءٌ من خَمْسَةٍ. ـ وجاؤُوا خُماسَ ومَخْمَسَ، أي: خَمْسَةً خَمْسَةً. ـ وخَمَاساءُ، كَبَراكاءَ: ع. ـ وأخْمَسُوا: صارُوا خَمْسَةً، ـ وـ الرَّجُلُ: ورَدَتْ إبِلُهُ خِمْساً. ـ وخَمَّسَهُ تَخْميساً: جَعَلَهُ ذَا خَمْسَة أرْكان. ـ وغُلامٌ خُماسيٌّ: طُولهُ خَمْسَةُ أشْبارٍ، ولا يقالُ سُداسِيٌّ، ولا سُباعِيٌّ، لأنه إذا بَلَغَ سِتَّةَ أشْبارِ، فهو رَجُلٌ.
المعجم: القاموس المحيط

شحح

المعنى: الشُّحُّ والشَّحُّ: البُخْلُ، والضم أَعلى؛ وقيل: هو البخل مع حِرْصٍ؛ وفي الحديث: إياكم والشُّحَّ، الشُّحُّ أَشدُّ البخل، وهو أَبلغ في المنع من البخل؛ وقيل: البخل في أَفراد الأُمور وآحادها، والشح عام؛ وقيل: البخل بالمال، والشح بالمال والمعروف؛ وقد شَحَحْتَ تَشُحُّ وشَحِحْتَ، بالكسر، ورجل شَحيحٌ وشَحاحٌ من قومٍ أَشِحَّةٍ وأَشِحَّاء وشِحَاح؛ قال سيبويه: أَفْعِلَةٌ وأَفْعِلاءُ إِنما يَغْلِبانِ على فَعِيل اسماً كأَرْبِعَةٍ وأَرْبِعاءَ، وأَخْمِسة وأَخْمِساءَ، ولكنه قد جاء من الصفة هذا ونحوه. وقوله تعالى: سَلَقُوكم بأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً على الخير أَي خاطبوكم أَشدَّ مخاطبةٍ وهم أَشِحَّةُ على المال والغنيمة؛ الأَزهري: نزلت في قوم من المنافقين كانوا يؤذون المسلمين بأَلسنتهم في الأَمر، ويَعُوقُونَ عند القتال، ويَشِحُّون عند الإِنفاق على فقراء المسلمين؛ والخيرُ: المالُ ههنا. ونفس شَحَّة: شَحِيحة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: لســانُك مَعْســُولٌ، ونَفْســُك شـَحَّةُ، وعنـد الثُّرَيَّـا مـن صـَدِيقِك مالُكا وأَنـتَ امْـرُؤٌ خِلْطٌـ، إذا هي أَرسَلَتْ يَمينُــك شـيئاً، أَمْسـَكَتْه شـِمالُكا وتَشاحُّوا في الأَمر وعليه: شَحَّ به بعضهم على بعض وتَبادروا إِليه حَذَرَ فَوْتِه؛ ويقال: هما يَتَشاحّان على أَمر إذا تنازعاه، لا يريد كل واحد منهما أَن يفوته، والنعت شَحِيح، والعدد أَشِحَّةٌ.وتَشاحَّ الخَصْمانِ في الجَدَلِ، كذلك، وهو منه؛ وماء شَحَاحٌ: نَكِدٌ غيرُ غَمْرٍ، منه أَيضاً؛ أَنشد ثعلب: لَقِيَـــتْ نـــاقتي بـــه وبِلَقْــفٍ بَلَــداً مُجْــدِباً، ومــاءً شــَحاحا وزَنْدٌ شَحاحٌ: لا يُورِي كأَنه يَشِحُّ بالنار؛ قال ابن هَرْمَة: وإِنــي وتَرْكــي نَــدَى الأَكْرَمِينـ، وقَـــدْحِي بِكَفِّــيَ زَنْــداً شــَحاحا كتارِكَـــةٍ بَيْضـــَها بـــالعَراء، ومُلْبِســـَةٍ بَيْــضَ أُخْــرَى جَناحــا يضرب مثلاً لمن ترك ما يجب عليه الاهتمام به والجِدُّ فيه، واشتغل بما لا يلزمه ولا منفعة له فيه.وشَحِحْت بك وعليك سواء ضَنَنْتُ، على المثل. وفلان يُشاحُّ على فلان أَي يَضِنُّ به.وأَرضٌ شَحاحٌ: تسيلٌ من أَدْنى مطرة كأَنها تَشِحُّ على الماء بنفسها؛ وقال أَبو حنيفة: الشِّحاحُ شِعابٌ صغار لو صَبَبْتَ في إِحداهن قِرْبة أَسالته، وهو من الأَول. وأَرضٌ شَحاحٌ: لا تَسيل إِلاّ من مطر كثير أَرضٌ شَحْشَحٌ، كذلك.والشُّحُّ: حِرْصُ النفس على ما ملكت وبخلها به، وما جاء في التنزيل من الشُّحِّ، فهذا معناه كقوله تعالى: ومن يُوقَ شُحَّ نفسه فأُولئك هم المفلحون؛ وقوله: وأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ؛ قال الأَزهري في قوله: ومن يوق شح نفسه فأُولئك هم المفلحون؛ أَي من أَخرج زكاته وعف عن المال الذي لا يحل له، فقد وُقِيَ شُحَّ نفسه؛ وفي الحديث: بَرِئ من الشُّحِّ من أَدَّى الزكاة وقَرَى الضَّيْفَ وأَعطى في النائبة؛ وفي الحديث: أَن تتصدق وأَنت شَحِيح صَحيح تَأْمُلُ البقاء وتَخْشى الفقر؛ وفي حديث ابن عمر: أَن رجلاً قال له: إِني شَحِيح، فقال: إِن كان شُحُّكَ لا يحملك على أَن تأْخذ ما ليس لك فليس بشُحِّكَ بأْسٌ؛ في حديث ابن مسعود: قال له رجل: ما أُعْطِي ما أَقْدِرُ على منعه، قال: ذاك البخلُ، والشح أَن تأْخذ مال أَخيك بغير حقه. وفي حديث ابن مسعود أَنه قال: الشح منع الزكاة وإِدخال الحرام.وشَحَّ بالشيء وعليه يَشِحُّ، بكسر الشين، قال: وكذلك كل فَعِيل من النعوت إذا كان مضاعفاً على فَعَلَ يَفْعِل، مثل خفيف ودَفِيف وعَفِيف، وقال بعض العرب: تقول شَحَّ يَشِحُّ، وقد شَحِحْتَ تَشَحُّ، ومثله ضَنَّ يَضَنُّ، فهو ضنين، والقياس هو الأَول ضَنَّ يَضِنُّ، واللغة العالية ضَنَّ يَضَنُّ. والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ: الممسك البخيل؛ قال سلمة ابن عبد الله العَدَوِيّ: فَــرَدَّدَ الهَــدْرَ ومــا أَن شَحْشـَحا أَي ما بخل بهديره؛ وبعده: يميـــلُ عَلْخَـــدَّيْنِ ميْلاً مُصـــْفَحا أَي يميل على الخَدَّين، فحذف. والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ: المواظب على الشيء الجادّ فيه الماضي فيه. والشَّحْشَحُ يكون للذكر والأُنثى؛ قال الطِّرِمَّاحُ: كـأَنَّ المَطايـا ليلـةَ الخِمْسِ عُلِّقَتْ بوَثَّابـةٍ، تَنْضـُو الرَّواسـِمَ، شَحْشـَحِ والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ: الغَيُورُ والشجاع أَيضاً. وفلاةٌ شَحْشَحٌ: واسعة بعيدة مَحْلٌ لا نبت فيها؛ قال مُلَيْح الهُذَليُّ: تَخْـدِي إذا مـا ظَلامُ الليلِ أَمْكَنها مــن الســُّرَى، وفلاةٌ شَحْشــَحٌ جَـرَدُ والشَّحْشَحُ والشَّحْشاح أَيضاً: القويُّ. وخطيب شَحْشح وشَحْشاحٌ: ماضٍ، وقيل: هما كل ماضٍ في كلام أَو سَيْر؛ قال ذو الرمة: لَدُنْ غَدْوةً، حتى إذا امْتَدَّتِ الضُّحَى، وحَـثَّ القَطِيـنَ الشَّحْشـحانُ المُكَلَّـفُ يعني الحادي. وفي حديث عليّ: أَنه رأَى رجلاً يَخطُبُ، فقال: هذا الخطيب الشَّحْشَحُ، هو الماهر بالخطبة الماضي فيها. ورجل شَحْشَحٌ: سَيِّءُ الخُلُق؛ وقال نُصَيْبٌ: نُســَيَّةُ شَحْشــاحٍ غَيُــورٍ يَهَبْنَهــ، أَخِــي حَــذَرٍ يَلْهُـونَ، وهـو مُشـِيحُ وحمار شَحْشَحٌ: خفيف، ومنه من يقول سَحْسَح؛ قال حُميد: تَقَـــــدَّمَها شَحْشـــــَحٌ جــــائزٌ لمـــاءٍ قَعِيــرٍ، يُريــدُ القِــرَى جائز: يجوز إِلى الماء. وشَحْشَحَ البعير في الهَدْر: لم يُخَلِّصْه؛ وأَنشد بيت سلمة بن عبد الله العدوي. وشَحْشَحَ الطائرُ: صَوَّت؛ قال مليح الهذلي: مُهْتَشــَّةٌ لدَلِيــجِ الليلِـ، صـادقةٌ وَقْـعَ الهَجِيرِ، إذا ما شَحْشَحَ الصُّرَدُ وغراب شَحْشَحٌ: كثير الصوت. وشَحْشَحَ الصُّرَدُ إذا صات.والشَّحْشحة: الطيرانُ السريع؛ يقال: قَطاة شَحْشَحٌ أَي سريعة.
المعجم: لسان العرب

شحح

المعنى: شحح (! الشحُّ، مثلَّثَةً) : وذكرَ ابْن  السِّكِّيت فِيهِ الكسرَ والفِتحَ، كَمَا يأْتي فِي زرّ، والضّمّ أَعلى (: البُخْل والحُرْصُ) . وَقيل: هُوَ أَشَدُّ البُخْل، وَهُوَ أَبْلَغ فِي المنْعِ من البُخْل. وَقيل: البُخْل فِي أَفرادِ الأُمورِ وآحادِهَا، {والشُّحُّ عامٌّ. وَقيل: البُخْلُ بِالْمَالِ. والشُّحُّ بالمالِ والمعروفِ. وَقد (} شَحِحْتَ بِالْكَسْرِ بِهِ وَعَلِيهِ {تَشَحُّ) ، بِالْفَتْح، هاكذا هُوَ مضبوطٌ عندنَا، وَمثله فِي (الصّحاح) ، وَهُوَ الْقيَاس إِلاّ مَا شَذَّ. ووُجِدَ فِي بعضِ النُّسخ بِالْكَسْرِ، وَهُوَ خَطَأٌ، قَالَ شَيخنَا: قلت: ظاهِرهُ أَنّ تَعدِيَتَه بالحَرْفَيْنِ مَعْنَاهُمَا سَوَاءٌ، وَالْمَعْرُوف التَّفْرِقةُ بَينهمَا، فإِن الباءَ يتعدَّى بهَا لما يَعِزّ عَلَيْهِ وَلَا يُرِيد أَن يُعْطيَه من مالٍ ونَحْوِه ممّا يَجود بِهِ الإِنسانُ؛ و (عَلَى) يتعدَّى بهَا للشَّخْص الّذي يُعْطَى، يُقَال: بخِل على فلَان: إِذا منعَه فَلم يُعْطه مَطلوبَه. وَلَو حذف الواوَ الواقعةَ بَين قَوْله: (بِهِ) ، وَقَوله: (عَلَيْهِ) ، فَقَالَ وشحَّ بِهِ عَلَيْهِ، أَي بالمالِ على السَّائِل أَو الطالبِ مَثلاً، لَكَانَ أَظْهَرَ وأَجْرَى على الأَشهَر. قلْتُ: والّذي ذَهَبَ إِليه المصنّف من إِيرادِ الْوَاو بَينهمَا هُوَ عبارَة (اللِّسَان) و (الْمُحكم) و (التَّهْذِيب) ، غير أَن صاحِب اللِّسان قَالَ: وشَحَّ بالشيْءِ وَعَلِيهِ، يَشِحّ، بِكَسْر الشِّين، وكذالك كلُّ فَعيل من النّعوت إِذا كَانَ مُضَاعَفاً على فَعَلَ يَفْعِلُ، مثل خَفيف وذَفيف وعَفيف. قلْت: وتقدّم للمصنِّف فِي المقدِّمة أَن لَا يُتْبِعَ الماضِيَ بالمضارع إِلاّ إِذا كَانَ من حدِّ ضَرَب، فليُنْظَر هُنَا (و) بعض الْعَرَب يَقُول: (} شَحَحْت) ، بِالْفَتْح، (! تَشُحّ) ، بالضَّمّ، (وتَشِحُّ) ، بِالْكَسْرِ. وَمثله ضَنَّ يَضَنّ فَهُوَ ضَنينٌ، وَالْقِيَاس هُوَ الأَوّل ضَنَّ يَضنّ. قَالَ شَيخنَا: وتَحريرُ ضَبْط هاذا الفِعْلِ وَمَا ورد فِيهِ من اللّغات: أَنّ الماضيَ فِيهِ لُغتان: الكسرُ، وَلَا يكون  مُضَارِعه إِلاّ مَفْتُوحًا كَمَلَّ، وَالْفَتْح ومضارِعُه فِيهِ وَجْهَانِ: الكسرُ على الْقيَاس، لأَنه مضعَّف لازِمٌ، وَبَاب مضارِعه الكسْرُ، على مَا تَقَرَّر فِي الصَّرْفِ، والضّم (و) هُوَ شاذّ، كَمَا قَالَه ابنُ مالِكٍ وغيرُه، وصَرَّح بِهِ الفَيُّوميّ فِي الْمِصْبَاح، والجوهَرِيّ فِي (الصّحاح) ، وغيرُ وَاحِد من أَرباب الأَفعال. قلت وصرّح بذالك أَبو جَعْفَر اللَّبْليّ فِي بُغْيَةِ الآمالِ، وأَكْثَرَ وأَفَادَ. (وَهُوَ {شَحَاحٌ، كسَحَابٍ،} وشَحيحٌ {وشَحْشَحُ) ، كجَعْفَر، (} وشَحْشَاحٌ، {وشَحْشَاحَانٌ. وقومٌ} شِحَاحٌ) ، بِالْكَسْرِ، ( {وأَشِحَّةٌ،} وأَشِحَّاءُ) ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أَفْعِلَةٌ وأَفْعِلاءُ إِنما يَغْلِبانِ على فَعيلٍ اسْما، كأَرْبِعَة وأَرْبِعَاء، وأَخْمِسَةِ وأَخْمِسَاءَ، ولاكنه قد جاءع من الصِّفة هاذا ونَحْوُه، وَقَوله تَعَالَى: ( {أَشحة على الْخَيْر} (الأَحزاب: 19) أَي على المالِ والغَنِيمَة. (} والشَّحْشَح: الفَلاَة الواسِعةُ) البَعيدَةُ المَحْلُ الَّتِي لَا نَبتَ فِيهَا. قَالَ مُلَيحٌ الهُذليّ: تَخْدِي إِذَا مَا ظَلامُ اللَّيْلِ أَمْكَنَهَا مِن السُّرَى وفَلاَةٌ شَحْشَحٌ جَرَدُ (و) {الشَّحْشَح: (المُوَاظِبُ على الشَّيْءِ) الجَادّ فِيهِ الْمَاضِي فِيهِ، يكون للذّكر والأُنثى، قَالَ الطِّرِمّاح: كأَنَّ المَطايا لَيْلَةَ الخِمْسِ عُلِّقتْ بِوَثَّابَةٍ تَنْضُو الرَّوَاسِمَ} شَحْشَحِ ( {كالشَّحْشَاحِ) ، بِالْفَتْح. (و) } الشَّحْشَح: (السَّيِّىءُ الخُلُق) ، أَوردَه نُصَيبٌ فِي شِعْره. (و) من الْمجَاز على مَا هُوَ الْمَفْهُوم من نَصّ الجوهريّ: {الشَّحْشَحُ (الخطيبُ البَلِيغُ) القَوِيّ. يُقَال: خَطِيبٌ} شَحْشَحٌ! وشحْشَاحٌ: ماضٍ. وَقيل: هما كلُّ ماضٍ فِي كلامٍ أَو  سَيْرٍ. قَالَ ذُو الرُّمَّة: لَدُنْ غُدْوَةً حَتَّى إِذا امْتَدَّتِ الضُّحَى وحَثَّ القَطِينَ {الشَّحْشَحَانُ المُكلَّفُ يَعْنِي الحادِيَ. وَفِي حَدِيث عَليّ أَنه رأَى رَجلاً يَخطِب فَقَالَ: (هاذا الخَطيبُ} الشَّحْشَحُ) ، وَهُوَ الماهِر بالخُطْبَةِ الماضِي فِيهَا. قلْت: وذالك الرَّجل صَعْصَةُ بن صُوحانَ العَبْديّ، وَكَانَ من أَفصح النَّاس. (و) {الشَّحْشَحُ (الشُّجَاعُ، والغَيُورُ) أَيضاً، (كالشَّحْشَاحِ} والشَّحْشَحان) ، الأَوّل فِي الكُلّ، وَالثَّانِي فِي الثَّانِي. (و) {الشَّحْشَحُ (من الغِرْبَانِ: الكَثِيرُ الصَّوْتِ) ، وغُرَابٌ} شَحْشَحٌ. (و) {الشَّحْشَحُ (من الأَرْضِ: مَا لَا يَسيل إِلاّ من مَطرٍ كثير،} كالشَّحَاحِ) ، بِالْفَتْح. (و) الشَّحَاحُ من الأَرضِ أَيضاً: (الّذي يَسِيلُ من أَدْنَى مَطر، كأَنّهَا {تَشحُّ على الماءُ بِنَفْسِهَا. وَقَالَ أَبو حَنيفةَ:} الشَّحَاحُ: شِعَابٌ صِغَارٌ لَو صَبَبْت فِي إِحداهنّ قِرْبَةً أَسالتْه، وَهُوَ من الأَوّلِ، (ضِدٌّ) . (و) {الشَّحْشَحُ (من الحُمُر: الخَفيف) ، وَمِنْهُم من يَقُول: سَحْسَحٌ، قَالَ حُمَيْدٌ: تَقَدَّمَها} شَحْشَحٌ جائِزٌ لِمَاءٍ قَعِيرٍ يُرِيدُ القِرَى جائزٌ: يَجوز إِلى الماءِ، (ويُضَمّ، و) الشَّحْشَحُ: (القَطَاةُ السَّرَيعةُ) ، يُقَال: قَطاةٌ {شَحْشَحٌ، أَي سَريعةٌ (و) } الشَّحْشحُ: (الطَّوِيلُ) القَوِيُّ، ( {كالشَّحْشَحانِ) ، بِالْفَتْح. (} والشَّحْشَحَة: الحَذَرُ، وصَوْتُ الصُّرَد) . قَالَ مُلَيحٌ الهُذليّ: مُهْتَشَّةٌ لِدَليجِ اللَّيْلِ صَادِقَةٌ وَقْعَ الهَجِيرِ إِذَا مَا شَحْشَحَ الصُّرَدُ {وشَحْشَحَ الصُّرَدُ، إِذا صاتَ. (و) } الشَّحْشَحَة: (تَردُّدُ البَعِيرِ فِي الهَدِيرِ) . وَقد! شَحْشَحَ فِي الهدِيرِ، إِذا لم  يُخْلِصْه. وأَنشد الجَوْهَريّ لسَلمة بن عبدِ الله العَدَوِيّ: فَرَدَّد الهَدْرَ وَمَا إِنْ شَحْشَحَا يمِيل علْخَدَّيْنِ مَيْلاً مُصْفَحَا أَي يَميل عَلَى الخدَّين، فحذَفَ. (و) الشَّحْشَحَةُ: (الطَّيَرَانُ السَّريعُ) . وَمِنْه أُخِذَ: قَطاةٌ شَحْشَحٌ. (و) قَوْلهم: لَا {مُشَاحَّة فِي الإِصطلاح، (} المُشاحَّةُ) ، بتَشْديد الحاءِ: (الضِّهنَّةُ. و) قَوْلهم: ( {تَشَاحَّا على الأَمرِ) ، أَي تَنازَعَاه (لَا يُريدانِ) أَي كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا (أَن يَفوتَهما) ذالك الأَمْرُ. (و) } تَشاحَّ (القَوْمُ فِي الأَمرِ) وَعَلِيهِ: ( {شَحَّ) بِهِ (بَضُهم على بَعْضٍ) وتَبَادَرُوا إِليه (حَذَرَ فَوْتِه) .} وتَشَاحَّ الخَصْمان فِي الجَدَلِ كذالك، وَهُوَ مِنْهُ. وفُلانٌ يُشاحُّ على فُلانٍ، أَي يضَنّ بِهِ. (وامرأَةٌ {شَحْشَاحٌ: كأَنّها رَجلٌ فِي قُوَّتها) . وَفِي بعض النُّسخ: فِي قُوَّته. (} والمُشَحْشَحُ، كمُسَلْسَل) : البَخِيلُ (القَلِيلُ الخَيْرِ) . (و) فِي (الأَساس) : عَن نَهَارٍ الضِّبابيّ. و (أَوْصَى فِي صِحَّته {وشِحَّته، أَي حَالتِه الَّتِي يَشِحُّ عَلَيْهَا) . (و) من الْمجَاز: (إِبلٌ} شَحائحُ) ، إِذا كَانَتْ (قَلِيلَة الدَّرِّ) . (و) مِنْهُ أَيضاً: قَوْلهم: (زَنْدٌ شحَاحٌ) ، بِالْفَتْح، إِذا كَانَ لَا يُورِي، (كأَنّه {يَشِحّ بالنَّار) . وَقَالَ ابْن هَرْمةَ: وإِنّس وتَرْكِي نَدَى الأَكْرَمينَ وقَدْحِي بكفَّيَّ زَنْداً} شَحاحَا كتارِكة بَيْضَهَا فِي العَرَاءِ ومُلْبِسَةٍ بَيْضَ أُخْرَى جَنَاحَا يُضْرَب مَثَلاً لمن تَرَكَ مَا يَجب عَلَيْهِ الاهتمامُ بِهِ والجِدُّ فِيهِ، واشتَغَلَ بِمَا لَا يَلزَمُه وَلَا مَنْفَعَة لَهُ فِيهِ. (ومَاءٌ! شَحَاحٌ) ، أَي (نَكِدٌ غَيْرُ غَمْر) ،  مأْخُوذٌ من {تَشَاحَّ الخَصْمَانِ، أَنشد ثَعْلَب: لَقِيَتْ ناقَتي بِهِ وبلَقْفٍ بلعداً مُجْدِباً وَمَاء} شَحَاحَا وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: قَوْلهم: نَفْسٌ {شَحَّةٌ، أَي} شَحِيحَةٌ، عَن ابْن الأَعرابيّ، وأَنشد: لِسَانُك مَعْسُولٌ ونَفْسُك! شَحَّةٌ وعِنْدَ الثّرَيَّا مِن صَدِيقِك مالُكا
المعجم: تاج العروس

خمس

المعنى: الخَمْسة: عدد، يقال: خمسة رجال وخمسُ نسوة، والتذكير بالهاء. وجاء فلان خامِسًا وخامِيًا -أيضًا-، وأنشد ابن السكِّيت ؛ كم للمنازِلِ من شهرٍ وأعوامِ *** بالمُنحنى بين أنهاءٍ وآجامِ ؛ مضى ثلاثُ سنينٍ منذُ حلَّ بها *** وعام حُلَّ وهذا التابع الخامي ؛ وثوبٌ مَخْموس: طولُه خَمسُ أذرُع، وكذلك الرُّمح وغيره، قال عَبيد بن الأبرص ؛ هاتِيْكَ تَحمِلُني وأبيَضَ صارِمًا *** ومُدَرَّبًا في مارِنٍ مَخمُوسِ ؛ يعني رمحًا طولُ مارِنِهِ خَمْسُ أذرُع. ؛ وخَمَسْتُ القومَ أخْمُسُهُم -بالضم-: إذا أخذتُ منهم خُمْسَ أموالهم. ؛ وخَمَسْتُهُم أخْمِسُهُم -بالكسر-: إذا كنتُ خامِسَهم؛ أو كَمَّلْتَهُمْ خمسةً بنفسك. ؛ وحبلٌ مخموس: أي من خَمْسِ قُوىً. ؛ وتقول: عندي خمسة دراهم، الهاء مرفوعة. وإن شئتَ أدغَمْتَ، لأنَّ الهاء من خمسة تصير تاءً في الوصل فتُدغَمُ في الدّال. فإن أدخَلْتَ الألف واللام في الدراهم قُلْتَ: عندي خمسةُ الدَّراهِمِ -بضم الهاء- ولا يجوز الإدغام، لأنَّكَ قد أدغَمْتَ اللاّم في الدّال؛ فلا يجوز أن تُدغِمَ الهاء من خمسةِ وقد أدغَمْتَ ما بَعدها. قال الفرزدق يمدح آل المُهَلَّبِ ؛ ما زال مُذْ عَقَدَت يداهُ إزارَه *** فَدَنا فأدرَكَ خمسة الأشبارِ ؛ يُدني خَوافِقَ من خَوافِقَ تلتقي *** في كُلِّ مُعتَبَطِ الغُبارِ مُثارِ ؛ وتقول في المؤنَّث: عندي خَمْسُ القدور، كما قال ذو الرُّمَّة ؛ وهل يرجع التسليم أو يَكشِف العمى *** ثلاثَ الأثافي والرُّسُومُ البلاقِعُ ؛ وتقول: هذه الخمسة الدراهم، وإن شئت رفعت الدراهم وتُجريها مجرى النَّعْتِ، وكذلك إلى العشرة، وحكى الفرّاء عن الكِسائي أنَّهُ أنشده ؛ فيمَ قَتَلْتُم رجُلًا تَعَمُّدا *** مُذْ سَنَةٌ وخَمِسون عددا ؛ ويروى: "علامَ قَتْلُ مُسلِمٍ تَعَبُّدا" و "تَعَبَّدا"، الأولى رواية أبي زيد، والثانية رواية أبي حاتم. فَكَسَرَ الميم من خَمٍسون؛ والكلام خَمْسون، كما قالوا خمسَ عَشِرَة؟ بكسر الشين-. وقال الفرّاء: رواهُ غَيْرُه "خَمَسون عددًا" -بفتح الميم-، بَنَاهُ على خَمْسَةٍ وخَمَسَات. ؛ ويوم الخَميس: جمعُهُ أخْمِساء وأخْمِسَة، قال رؤبة يصِف كِبَرَه ؛ أحسِبُ يومَ الجَمْعَةِ الخَميسا *** ؛ والخميس: الجيش؛ لأنّه خمس فرق: المقدَّمة والقلب والميمنة والميسرة والسّاقَة. ومنه ما رَوى أنس بن مالك؟ رضي الله عنه-: أن النبي؟ صلى الله عليه وسلّم- صَبَّح خيبر يوم الخميس بُكرَةً، فجاء وقد فَتَحوا الحِصْنَ وخرجوا منه معهم المَسَاحيُّ، فلمّا رأوه حالوا إلى الحصن وقالوا: محمد والخميس محمد والخميس، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الله أكبر خَرِبَت خَيبر، إنّا إذا نَزَلْنا بِسَاحَةِ قومٍ فَسَاءَ صباح المُنْذَرين». قال ؛ قد نضرِبُ الجيش الخميس الأزورا *** حتى نرى زَويرَه مُجَوَّرا ؛ الزَّوِيْر: الزعيم؛ فجعله صفة. ؛ والخميس؟ أيضًا-: الثوب الذي طوله خمس أذرع. ومنه حديث مُعاذ بن جبل -رضي الله عنه-: ائتوني بخميس أو لَبيس آخذه منكم في الصَّدَقة فانَّه أيسرُ عليكم وأنفع للمهاجرين بالمدينة. كأنَّه يَعني القصير من الثياب. ؛ وقال ابن عبّاد: يقال ما أدري أيُّ خميسِ الناسِ هو: أي أيُّ جماعةِ النّاسِ هو. ؛ وقد سَمَّوا خميسًا. ؛ والخِمْس -بالكسر-: من إظماء الإبل: هو أن ترعى ثلاثةَ أيّامٍ وتَرِدَ اليوم الرابع، قال العجّاج يَصِفُ بعيرًا ؛ كأنّه من بعدِ طولِ العَفْسِ *** ورَمَلانِ الخِمْسِ بَعْدَ الخِمْسِ ؛ والسِّدْسِ أحيانًا وفوق السِّدْسِ *** يُنْحَتُ من أقطارِهِ بفأسِ ؛ وهي إبلٌ خَوَامِس. وأما قول شبيب بن عَوَانة ؛ عَقيلَةُ دَلاّهُ لِلَحْدِ ضَريحِهِ *** وأثوابُهُ يَحْمِلْنَ والخِمْسُ مائحُ ؛ فعقيلة والخِمْس: رجُلان. ؛ والخِمْس -أيضًا-: ضَرْبٌ من بُرُود اليمن، قال أبو عمرو: أوَّلُ من عُمِلَ له ملكُ من ملوك اليَمَن يقال له الخِمْس فنُسِبَ إليه، قال الأعشى يصف الأرض ؛ يومًا تراها كَشِبه أرْدِيَة ال *** خِمْسِ ويومًا أدِيْمَها نَغِلا ؛ وفَلاةُ خِمْس: إذا انتاط ماؤها حتى يكون وِرْدُ النَّعَمِ اليومَ الرَابع سِوى اليومَ الذي شَرِبتَ فيه وصَدَرْتَ فيه. ؛ ويقال: هُما في بُرْدَةِ أخْماسٍ: إذا تقاربا واجتمَعا واصطَلَحا، وأنشد ابن السكِّيت ؛ صَيَّرَني جُودُ يديهِ ومَنْ *** أهْواهُ في بُرْدَةِ أخْماسِ ؛ كأنَّه اشترى له جارِية أو ساقَ مهرَ امرأتِهِ عنه. وقال ابن الأعرابي: يقال هما في بَرْدَةِ أخماسٍ: إذا كانا يفعلان فِعلًا واحِدًا يشتبهان فيه كأنَّهُما في ثوبٍ واحِدٍ. ؛ وقولَهُم: فلان يضرِب أخماسًا لأسداس: أي يسعى في المَكْرِ والخديعة، وأصله من إظماء الإبل، وذلك أنَّ الرجل إذا أراد سفرًا بعيدًا عَوَّدَ إبِلَهُ أن تشرَبَ خِمسًا ثم سِدسًا، حتى إذا أخذت في السير صَبَرَت عن الماء. وضَرَبَ: بمعنى بيَّنَ وأظهَرَ، كقوله عزَّ وجل: {ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا}، والمعنى: أظهَرَ أخماسًا لأجل أسداسٍ، أي رَقّى إبِلَهُ من الخِمْسِ إلى الِّدْسِ، يُضرَب لِمَن يُظهِر شيئًا ويريد غيره، وأنشد ثعلب ؛ الله يعلمُ لولا أنَّني فَرِقٌ *** من الأمير لعاتَبْتُ ابن نِبراسِ ؛ في موعِدٍ قالَهُ لي ثُمَّ أخلَفَني *** غدًا غدًا ضَرْبُ أخماسٍ لأسداسِ ؛ وقال الكُمَيت ؛ وعَطَّفَتِ الضِّبابَ أكُفُّ قومٍ *** على فُتْخِ الضفادعِ مُرْئمِينْا ؛ وذلك ضَرْبُ أخماسٍ أُريدَت *** لأسداسٍ عسى ألاّ تكونا ؛ وقيل في أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أيّامَ الحَكَمَيْنِ حين كان من أمرِه ما كان ؛ لو كان للقوم رأيٌ يُعْصَمونَ بَهِ *** عند الأمور رَمَوْهُم بابن عَبّاسِ ؛ لكن رَمَوْهُم بِشَيخٍ من ذوي يَمَنِ *** لا يَضْرِبُ الأمْرَ أخماسًا لأسْداسِ ؛ وقال سابق البربري ؛ أذاكِرُ أنت عهد الحيِّ أم ناسِ *** وليس للصبرِ عند الحُبِّ من باسِ ؛ إذا أراد امرؤٌ هَجْرًا جنى عِلَلًا *** وظلَّ يضرِبُ أخماسًا لأسداسِ ؛ وقال الكُمَيْتُ يمدح مَسْلَمَة بن هِشام ؛ ألَستُم أيْقَظَ الأقوامِ أفئدةً *** وأضْرَبَ الناس أخماسًا لأعشارِ ؛ وغُلامٌ رُباعيّ وخُماسيّ: أي طوله أربعة أشبار وخمسة أشبار، ولا يقال سُداسيّ ولا سُباعيّ؛ لأنه إذا بلغ ستّة أشبار أو سبعة أشبار صار رجلًا. وقال إبراهيم الحربي -رحمه الله-: حدَّثَنا الحسن بن عبد العزيز عن الحارِث عن ابن وَهْب قال: أخْبَرَني ابن لهيعة عن خالِد: أنه سأل القاسم وسالِمًا عن الرَّجل يشتري غلامًا تامًّا ويُسْلِفُهُ ثمنه فإذا حلَّ الأجَل قال خُذ منّي غُلامَين خَماسيَّينِ أو عِلْجًا أمْرَد، قال: لا بأس. ؛ والخُمْسُ والخُمُسُ: جزءٌ من خمسة، قال الله تعالى: {واعْلَمُوا أنَّ ما غَنِمْتُم من شيءٍ فأنَّ للّهِ خُمُسَه}، وقرَأَ الخليل: "خُمْسَه" بإِسكان الميم. ؛ ويُقال: جاءوا خُماسَ ومَخْمَسَ؛ كما يقال ثلاث ومَثْلَث. ؛ وخَمَاساء -مثال بَراكاء-: موضِع. ؛ وأخْمَسَ القَوم: صاروا خَمْسَة. ؛ وأخْمَسَ الرجل: إذا وَرَدَت إبلُه خِمْسًا. وقال رؤبة: سَمِعْتُ أبي يتعجَّب من قوله ؛ يُثيرُ ويُذري تُرْبَها ويَهيلُهُ *** إثارَةَ نبّاثِ الهَواجِرِ مُخْمِسِ ؛ وخَمَّسْتُ الشيءَ تَخميسًا: جعلتُهُ ذا خَمْسَةِ أركان.
المعجم: العباب الزاخر

نبا

المعنى: نَبا بصره عن الشيء نُبُوّاً ونُبِيّاً؛ قال أَبو نخيلة: لمَّــا نَبَـا بـي صـاحِبي نُبِيّـا ونَبْوة مرة واحدة. وفي حديث الأَحنف: قَدِمْنا على عُمر معَ وفْد فَنَبَتْ عَيناه عنهم ووقعَتا عليَّ؛ يقال: نَبا عنه بَصَرهُ يَنْبُو أَي تَجافَى ولم ينظر إِليه، كأَنه حَقَرَهم ولم يَرْفَع بهم رأْساً. ونَبا السيفُ عن الضَّريبة نَبْواً ونَبْوة، قال ابن سيده لا يراد بالنَّبْوة المرَّة الواحدة: كَلَّ ولم يَحِكْ فيها. ونَبا حَدُّ السيفِ إذا لم يَقطع.ونَبتْ صُورته: قَبُحَت فلم تَقبلها العين. ونَبا بهِ مَنْزِله: لم يوافِقْه، وكذلك فِراشُه؛ قال: وإِذا نَبــا بِـكَ مَنْـزِلٌ فَتَحَـوَّلِ ونَبَتْ بي تلك الأَرضُ أَي لم أَجد بها قَراراً. ونَبا فلان عن فلان: لم يَنْقَدْ له. وفي حديث طلحة: قال لعمر أنتَ ولِيُّ ما وَلِيتَ لا نَنْبُو في يديك أَي ننْقاد لك ولا نَمْتَنع عما تريد منا. ونَبَا جَنْبِي عن الفِراش: لم يَطْمئنّ عليه. التهذيب: نَبا الشيء عني يَنْبُو أَي تَجافَى وتَباعَد. وأَنْبَيْتُه أَنا أَي دفعته عن نفسي. وفي المثل: الصـِّدْقُ يُنْـبي عنـكَ لا الوعيـدُ أَي أَنَّ الصِّدقَ يَدفَع عنك الغائلة في الحَرب دون التهْديد. قال أَبو عبيد: هو يُنْبي، بغير همز؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة: صـَبَّ اللَّهِيفُ لهَا السُّبُوبَ بِطَغْية تُنْبي العُقابَ، كما يُلَطُّ المِجْنَبُ ويقال: أَصله الهمز من الإِنباء أَي أَن الفِعل يُخبر عن حَقِيقتك لا القول. ونَبا السَّهم عن الهَدَف نَبْواً: قَصَّر. ونَبا عن الشيء نَبْواً ونَبْوةً: زايَلَه، وإِذا لم يَسْتَمكِن السَّرْج أَو الرَّحْل من الظهر قيل نَبا؛ وأَنشد: عُــذافِرُ يَنْبُـو بأَحْنـا القَتَـب ابن بزرج: أَكل الرَّجل أَكْلة إِنْ أَصْبَح منها لَنابياً، ولقد نَبَوْت مِنْ أَكلة أَكلْتُها بقول سَمِنت منها، وأَكل أَكْلة ظَهَر منها ظَهْرةً أَي سَمِنَ منها. ونَبا بي فلان نَبْواً إذا جَفاني. ويقال: فلان لا يَنْبُو في يديك إِن سأَلتَه أَي لا يَمْنَعُك.ابن الأَعرابي: والنابِيةُ القَوْس التي نَبَتْ عن وتَرها أَي تَجافَتْ.والنَّبْوة: الجَفْوةُ. والنَّبْوةُ: الإِقامة. والنَّبْوةُ: الارْتِفاع. ابن سيده: النَّبْوُ العُلُوُّ والارْتِفاعُ، وقد نَبا.والنَّبْوةُ والنَّباوَةُ والنبيُّ: ما ارْتَفَع من الأَرض. وفي الحديث: فأُتِي بثلاثة قِرَصةٍ فَوُضعت على نَبيّ أَي على شيء مرتفع من الأَرض، من النَّباوَة والنَّبْوةِ الشرَفِ المُرْتَفِع من الأَرض؛ ومنه الحديث: لا تُصلُّوا على النَّبيِّ أَي على الأَرض المرتفعة المُحْدَوْدِبةِ.والنبيُّ: العَلَم من أَعْلام الأَرض التي يُهتَدَى بها. قال بعضهم: ومنه اشتقاق النبيّ لأَنه أَرفع خلق الله، وذلك لأَنه يهتدي به، وقد تقدم ذكر النبي في الهمز، وهم أَهل بيت النُّبُوَّة. ابن السكيت: النَّبيّ هو الذي أَنْبأَ عن الله، فترك همزه، قال: وإِن أخذت النَّبيَّ من النَّبْوة والنَّباوةِ، وهي الارتفاعُ من الأَرض، لارْتِفاع قَدْره ولأَنه شُرِّف على سائر الخلق، فأَصله غير الهمز، وهو فَعِيل بمعنى مَفْعول، وتصغيره نُبَيٌّ، والجمع أَنْبِياء؛ وأَما قول أَوس ابن حَجر يَرْثي فُضالةَ بن كَلْدةَ الأَسَدِيّ: علـى السـَّيِّدِ الصـَّعْب، لَـو أَنَّه يَقُـــومُ علــى ذِرْوةِ الصــَّاقِبِ لأَصــْبَح رَتْمــاً دُقــاقَ الحَصـى مَكــانَ النَّــبيِّ مــن الكـاثِبِ قال: النَّبيُّ المكان المُرْتَفِعُ، والكاثِبُ: الرمل المجتمع، وقيل: النَّبيُّ ما نَبا من الحجارة إذا نَجَلَتْها الحَوافِرُ، ويقال: الكاثِبُ جبل وحَوله رَوابٍ يقال لها النَّبيُّ، الواحد نابٍ مثل غازٍ وغَزيٍّ، يقول: لو قام فُضالةُ على الصاقِب، وهو جَبَل، لذَلَّلَه وتَسَهَّل له حتى يصير كالرَّمْلِ الذي في الكاثب؛ وقال ابن بري: الصحيح في النَّبي ههنا أَنه اسم رمل معروف، وقيل: الكاثِبُ اسم قُنَّةٍ في الصاقِب، وقيل: يَقُومُ بمعنى يُقاوِمُ. وفي حديث أَبي سلمة التَّبُوذَكيّ قال: قال أَبو هِلال قال قَتادة ما كان بالبَصْرة رجل أَعْلَمُ من حُمَيْد بن هِلال غير أَنَّ النَّباوةَ أَضَرَّتْ به أَي طَلَبَ الشَّرَفِ والرِّياسةِ وحُرْمةَ التَّقَدُّم في العِلم أَضْرَّ به، ويروى بالتاء والنون. وقال الكسائي: النَّبيُّ الطَّريقُ، والأَنْبِياء طُرُق الهُدَى. قال أَبو مُعاذ النحوي: سمعت أَعرابيّاً يقول مَن يَدُلُّني على النَّبيِّ أَي على الطَّريق.وقال الزجاج: القراءة المجتمع عليها في النبيين والأَنبياء طرح الهمز، وقد همز جماعة من أَهل المدينة جميع ما في القرآن من هذا، واشتقاقه من نَبَّأَ وأَنْبَأَ أَي أَخبر، قال: والأَجود ترك الهمز لأَن الاستعمال يُوجب أَنَّ ما كان مهمُوزاً من فَعِيل فجمعه فُعَلاء مثل ظَريف وظُرَفاء، فإِذا كان من ذوات الياء فجمعه أَفْعِلاء نحو غنيّ وأَغْنِياء ونَبيٍّ وأَنْبِياء، بغير همز، فإِذا هَمَزْت قلت نَبيء ونُبَآء كما تقول في الصحيح، قال: وقد جاءَ أَفعلاء في الصَّحيح، وهو قليل، قالوا خَمِيسٌ وأَخْمِساء ونَصِيبٌ وأَنْصِباء، فيجوز أَن يكون نَبيّ من أَنبأْت مما ترك همزه لكثرة الاستعمال، ويجوز أَن يكون من نَبا يَنْبُو إذا ارتفع، فيكون فَعِيلاً من الرِّفْعة.وتَنَبَّى الكَذَّابُ إذا ادَّعى النُّبُوَّة وليس بنَبيٍّ، كما تنَبَّى مُسيْلِمة الكَذَّاب وغيره من الدَّجَّالِينَ المُتَنَبِّينَ.والنَّباوةُ والنبيُّ: الرَّمْل.ونَباةُ، مقصور: موضع؛ عن الأَخفش؛ قال ساعدة بن جؤية: فالسـِّدْرُ مُخْتَلَـجٌ وغُـودِرَ طافِياً مـا بَيْنَ عَيْنَ إِلى نَباةَ، الأَثْأَبُ وروي: نَباتى، وهو مذكور في موضعه. ونُبَيٌّ: مكان بالشام دون السِّرِّ؛ قال القطامي: لَمَّـا وَرَدْنَ نُبَيّـاً، واسْتَتَبَّ بِنا مُسـْحَنْفِرٌ، كخُطوطِ النَّسْجِ، مُنْسَحِلُ والنبيُّ: موضع بعينه. والنَّبَوانُ: ماء بعينه؛ قال: شـــَرْجٌ رَواءٌ لَكُمـــا وزُنْقُــبُ والنَّبَــــوانُ قَصـــَبٌ مُثَقَّـــبُ يعني بالقَصب مَخارجَ ماء العيون، ومُثَقَّب: مفتوح بالماء.والنَّباوةُ: موضع بالطائف معروف. وفي الحديث: خَطَبَ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، يَوماً بالنَّباوة من الطائف، والله أَعلم.
المعجم: لسان العرب

خَمس

المعنى: خَمس الخَمْسَةُ من العَدَدِ: م، معروفٌ،  وَهُوَ بالهاءِ فِي المُذَكِّر، وبغَيْرِهَا فِي المُؤَنَّثِ، يُقَال: خَمْسَةُ رِجَالٍ، وخَمْسُ نِسْوَةٍ. قالَ ابنُ السِّكِّيتِ: يُقَال: صُمْناً خَمْساً من الشَّهْر، فيُغَلِّبُونَ اللَّيَالِيَ على الأَيّامِ إِذا لم يَذْكُرُوا الأَيّام، وإِنَّما يَقَعُ الصِّيَامِ لأَن لَيْلَةَ كلِّ يومٍ قَبْلَه، فَإِذا أَظْهَرُوا الأَيّامَ، قالُوا: صُمْنَا خَمْسَةَ أَيّامٍ، وكذلِك: أَقَمْنَا عِنْدَه عَشْراً، بَيْنَ يَوْمٍ وليلةٍ، غَلَّبوا التَّأْنِيثَ. والْخَامِي: الخامِسُ، إِبْدَالٌ. يُقَال: جاءَ فلانٌ خامِساً وخامِياً. وأَنشد ابْن السِّكِّيت لِلْحادِرَة: (كَمْ لِلْمَنَازِلِ مِنْ شَهْرٍ وأَعْوَامِ  ...  بِالْمُنْحَنَى بَيْنَ أَنْهَارٍ وآجَامِ) (مَضَى ثَلاثُ سِنِينَ مُنْذُ حُلَّ بِهَا  ...  وعامَ حُلَّتْ وَهَذَا التابِعُ الخَامِي) وثَوْبٌ مَخْمُوسٌ، ورُمْحٌ مَخْمُوسٌ، وخَمِيسٌ: طُولُه خَمْسُ أَذْرُعٍ، وَكَذَا ثَوْبٌ خُمَاسِيٌّ. قالَ: عَبِيدٌ يذْكُرُ ناقَتَه: (هَاتِيكَ تَحْمِلُنِي وأَبْيَضَ صارِماً  ...  ومُذَرَّباً فِي مَارِنٍ مَخْمُوسِ) يَعْنِي رُمْحاً طُولُ مَارِنِه خَمْسُ أَذْرُعٍ. وَفِي حديثِ مُعاذٍ: ائْتُونِي بِخَمِيسٍ أَوْ لَبِيسٍ آخذُهُ منكُم فِي الصَّدَقّةِ الخَمِيسُ: هُوَ الثَّوْبُ الَّذِي طُولُه خَمْسُ أَذْرُعٍ، كأَنَّه يَعْنِي الصَّغِيرَ من الثِّيابِ، مثل: جَرِيحٍ ومَجْرُوح، وقَتِيلٍ ومَقْتُولٍ. وحَبْلٌ مَخْمُوسٌ، أَي من خَمْسِ قُوىً. وَقد خَمَسَهُ يَخْمِسُه خَمْساً: فَتَلَهُ على خَمْسِ قُوىً. وخَمَسْتُهُمْ أَخْمُسُهُم، بالضَّمِّ: أَخَذْتُ خُمْسَ أَموالِهِم. والخَمْسُ: أَخْذُ وَاحدٍ من خَمْسَةٍ. وَمِنْه قولُ عَدِيِّ بنِ حاتِمٍ رَبَعْتُ فِي الجاهِلِيَّةِ، وخَمَسْتُ فِي الإِسْلامِ.  أَي قُدْت الجَيْشَ فِي الحالَيْنِ لأَنّ الأَميرَ فِي الجاهِليَّةِ كانَ يَأْخذُ الرُّبُعَ من الغَنِيمَةِ، وجاءَ الإِسْلامُ فجعَلَه الخُمُسَ، وجَعَلَ لَهُ مَصَارِف، فيكُونُ حينئذٍ من قَوْلهم: رَبَعْتُ القَوْمَ وخَمَسْتُهُمْ، مُخَفَّفاً، إِذا أَخَذْتَ رُبْعَ أَموالهِم وخُمُسَها، وَكَذَلِكَ إِلَى العَشَرَةِ. وخَمَسْتُهم أَخْمِسُهم، بالكَسْرِ: كُنْتُ خامِسَهُمْ. أَو خَمَسْتُهُم أَخْمِسُهُم: كَمَّلْتُهُم خَمْسَةً بنفْسي. وَقد تقدَّم بحثُ ذلِك فِي ع. ش ر.) ويَوْمُ الخَمِيسِ، من أَيَّام الأُسْبُوعِ، م، معروفٌ، وإِنَّمَا أَرادُوا الخَامِسَ، ولكِنَّهم خَصُّوهُ بِهَذَا البِنَاءِ، كَمَا خَصَّوا النَّجْمَ بالدَّبَرَانِ. قَالَ اللَّحْيَانِيُّ: كانَ أَبو زَيْدٍ يقُولُ: مَضَى الخَمِيسُ بِمَا فِيه، فيُفْرِدُ ويُذَكِّرُ. وَكَانَ أَبو الجَرَّاحِ يَقُول: مَضَى الخَمِيسُ بِمَا فِيهِن، فيَجْمَع ويُؤَنِّث، ويُخْرِجُه مُخْرِجَ العَددِ. ج أَخْمِسَاءُ وأَخْمِسَةٌ وأَخامِسُ. حُكِيَتِ الأَخِيرَةُ عَن الفَرَّاءِ. والخَمِيسُ: الجَيْشُ الجَرَّارُ، وقيلَ: الخَشنُ. وَفِي المُحْكَم: سُمِّيَ بذلك، لأَنَّهُ خَمْسُ فِرَقٍ: المُقَدِّمة. والقَلْبُ والمَيْمَنَةُ، والمَيْسَرةُ، والسَّاقَةُ. وَهَذَا القولُ الَّذِي عَلَيْهِ أَكثرُ الأَئمَّةِ، وَقيل: سُمِّيَ بذلِك لأَنه يُخْمَّسُ فِيهِ الغَنَائِمُ. نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه، ونَظَرَ فِيهِ شَيخُنَا قَائِلا بأَنَّ التَّخْمِيسَ للغَنَائِمِ أَمْرٌ شَرْعِيٌّ والخَمِيسُ مَوْضُوعٌ قدِيمٌ. والخَمِيسُ: سمٌ تَسَمَّوْا بِهِ كَمَا تَسَمَّوْا بِجُمْعَةَ. ويُقَالُ: مَا أَدْرِي أَيُّ خَمِيسِ الناسِ هُو، أَيْ، أَيُّ جَمَاعَتِهِمْ. نَقَلَه الصّاغانِيُّ عنِ ابْن عَبَّادٍ. وخَمِيسُ بنُ عليٍّ الحَوْزِيُّ الحافِظُ أَبو كَرَمٍ الواسِطِيُّ النَّحْوِي شيخُ أَبِي طاهِرٍ السِّلَفِيّ، إِلَى الحُوْزَة مَحَلَّة شَرْقِيَّ وَاسِطَ. وَقد تقدَّم  ومُوَفَّقُ الدِّينِ أَبو البَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ القاسِمِ بن خَمِيسٍ المَوْصِلِيّ، مُحَدِّثان، الأَخِيرُ عَن أَبي نَصْرِ ابنِ عبدِ الباقِي بن طَوْقٍ، وغيرِه، وَهُوَ من مَشَايِخِ الخَطِيبِ عبدِ اللهِ ابنِ أَحْمَدَ الطُّوسِيِّ، صاحِبِ رَوْضَة الأَخْبَارِ. والخِمْسُ، بالكَسْرِ: مِن أظْمَاءِ الإِبِلِ وهِي، كَذَا فِي النُّسَخ، والصّوابُ: وَهُوَ، وسَقَطَ ذَلِك منَ الصّحاح: أَنْ تَرْعَى ثَلاَثَةَ أَيّامٍ وتَرِدَ اليومَ الرابِعَ، وَلَو حَذَفَ كلِمَةَ اليومَ الرابِعَ، وَلَو حَذَفَ كلِمَةَ وَهِي لأَصَابُ. وَهِي إِبلٌ خَامِسَةٌ وخَوَامِسُ، وَقد خَمَسَتْ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الخِمْسُ: شُرْبُ الإِبِلِ يَوْمَ الرابِعِ مِن يَوْم صَدَرَتْ لأَنَّهُمْ يَحْسُبُونَ يومَ الصَّدَرِ فِيهِ، وَقد غلَّطَه الأَزْهَرِيُّ، وَقَالَ لَا يُحْسَبُ يَوْمَ الصَّدَرِ فِي وِرْدِ النَّعَمِ. قلتُ: وَقَالَ أَبو سَهْل الخَوْلِيُّ: الصَّحِيحُ فِي الخِمْسِ من أَظْمَاءِ الإِبل: أَن تَرِدَ الإِبِلُ الماءَ يَوْمًا فتَشْرَبهَ، ثمَّ تَرْعَى ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، ثمّ تَرِدَ الماءَ اليومَ الخامِسَ، فيَحْسُبُون اليومَ الأَوّلَ والآخِرَ اليَوميْنِ اللَّذَيْنِ شَرِبَتْ فيهمَا، ومثلُه قولُ أَبِي زَكَرِيَّا. والخِمْسُ: اسمُ رَجُلٍ ومَلِكٍ باليَمَنْ، وَهُوَ أَوَّلُ مَن عُمِلَ لَهُ البُرْدُ المَعْرُوفُ بالخِمْسِ، نُسِبَتْ إِليه. وسُمِّيَتْ بِهِ، ويُقال لَهَا أَيضاً: خَمِيسٌ، قَالَ الأَعْشَى يصفُ الأَرْضَ: (يَوْماً تَرَاهَا كَشِبْهِ أَرْدِيَةِ الْ  ...  خِمْسِ ويَوْماً أَدِيمَها نَغِلاَ) وَكَانَ أَبو عَمْروٍ يقولُ: إِنما قيلَ للثَّوْبِ: خَمِيسٌ لأَنَّ أَوَّلَ مَن عَمِلَهُ مَلِكُ باليَمن يُقَالُ لَهُ: الخِمْسُ، بالكَسْر، أَمَرَ بعَمَلِ هذِه الثِّيَابِ فنُسِبَتْ إِليه، وَبِه فُسِّر حَدِيثُ مُعَاذٍ السابقُ. قَالَ ابْن) الأَثِيرِ: وجاءَ فِي البُخَارِيّ  ِ خَمِيص، بالصَّادِ، قَالَ: فإِنْ صَحَّت الرِّوايَةُ فيكونُ اسْتَعارَها للثَّوْبِ. وَقد أَهْمَلَه المَصنِّفُ عندَ ذِكْرِ الخَمِيسِ، وَهُوَ مُسْتَدْرَكٌ عَلَيْه. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: فَلاةٌ خِمْسٌ، إِذَا انْتَاطَ مَاؤُهَا حتّى يكُونَ وِرْدُ النَّعَمِ اليومَ الرَّابِعَ، سِوَى اليومِ الَّذِي شَرِبَتْ وصَدَرَتْ فِيهِ. هَكَذَا سَاقه فِي ذِكْرِه على اللَّيْثِ، كَمَا تَقَدَّم قَريباً. يُقَال: هُمَا فِي بُرْدَةٍ أَخْمَاسٍ، أَي تَقَارَبَا واجْتَمَعَا واصْطَلَحَا. وأَنْشَدَ ابنُ السِّكَّيتِ: (صَيَّرَنِي جُودُ يَدَيْهِ ومَنْ  ...  أَهْوَاه فِي بُرْدَةِ أَخْمَاسِ) فسَّرَه ثَعْلَبٌ، فَقَالَ: قَرَّبَ مَا بَيْنَنا حَتَّى كأَنّي وَهُوَ فِي خَمْسِ أَذْرُعٍ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ، وتَبِعَه الصّاغانِيُّ: كأَنَّهُ اشْتَرَى لَهُ جَارِيَةً، أَو ساقَ مَهْرَ امْرَأَتِه عَنهُ. وَقَالَ ابنُ السِّكَّيتِ يُقَالُ فِي مَثَلٍ: لَيْتَنَا فِي بُرْدَةٍ أَخْمَاسٍ أَي لَيْتَنَا تَقَارَبْنَا. ويُرَادُ بأَخْمَاسٍ، أَي طُولُها خَمْسَةُ أَشْبَارٍ. أَو يُقَالُ ذَلك إِذا فَعَلاَ فِعْلاً وَاحِداً لاشْتِباهِهِما. قَالَه ابنُ الأَعْرَابِيّ. وَمن أَمْثَالِهِم: يَضْرِبُ أَخْمَاساً لأَسْدَاسٍ، أَي يَسْعَى فِي المَكْرِ والخَدِيعَةِ. وأَصْلُه من أَظْمَاءِ الإِبل، ثمّ ضُرِبَ مَثَلاً للَّذِي يُرَوِاغ صاحِبَه ويُرِيه أَنَّهُ يُطِيعُه. كَذَا فِي اللِّسَانِ. وقِيلَ: يُضْرَب لمَنْ يُظْهِر شَيْئاً ويُرِيدُ غَيْرَه، وَهُوَ مأْخوذٌ من قَوْلِ أَبِي عُبَيْدَةَ، ونَصُّه: قَالُوا: ضَرْبُ أَخْمَاسٍ لأَسْداسٍ. يُقَال للَّذي يُقَدِّمُ الأَمْرَ يُرِيدُ بِهِ غَيرَه فيَأْتِيه من أَوَّلهِ، فيَعْمَلُ رُوَيْدا  ً رَوَيْداً. وَقَوله: لأَنَّ إِلى آخِره، مأْخوذٌ من قَوِلِ أَبِي عُبَيْدَةَ، ونَصَّه: قَالُوا: ضَرْبُ أَخْمَاسٍ لأَسْداسٍ يُقَال للَّذي يُقَدِّمُ الأَمْرَ يُرِيدُ بِهِ غَيرَه فيَأْتِيه من أَوَّلهِ، فيَعْمَلُ رُوَيْداً رُوَيْداً. وَقَوله: لأَنَّ إِلَى آخِره، مأْخوذٌ من قَوْلِ رَاوِيةِ الكُمَيْتِ، ونَصُّه: أَنَّ الرَّجُلَ إِذا أَرادَ سَفَراً بَعِيداً عَوَّدَ إِبِلَهُ أَنْ تَشْرَبَ خِمْساً سِدْساً، حَتَّى إِذا دَفَعَتْ فِي السَّيْرِ صَبَرَتْ. إِلَى هُنَا نَصُّ عبارَةِ رَاوِيَةِ الكُمَيتِ. وضَرَبَ بمعْنَى: بَيَّنَ، أَي يُظْهِر أَخْماساً لأَجْلِ أَسْداسٍ، أَي رَقَّى إِبِلَه من الخِمْس إِلَى السِّدْس. وَهُوَ معنَى قَوْلِ الجَوْهَرِيّ: وأَصْلُه من أَظْمَاءِ الإِبل. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: العَرَبُ تَقُولُ لمَنْ خاتَلَ: ضَرَبَ أَخْمَاساً لأَسْدَاسٍ. وأَصْلُ ذلِكَ أَنَّ شَيْخاً كانَ فِي إِبلهِ ومَعَهُ أَولادُه رِجالاً يَرْعَوْنَهَا، قد طالَتْ غُرْبَتُهُم عَن أَهْلِهِم، فَقَالَ لَهُم ذاتَ يومٍ: ارْعَوْا إِبِلَكم رِبْعاً، فرَعَوْا رِبْعاً نَحْوَ طرِيقِ أَهْلِهِم، فقالُوا لَهُ: لَو رَعَيْنَاها خِمْساً: فزادوا يَوْمًا قِبَلَ أَهلِهِم فقالُوا: لَو رَعَيْنَاها سِدْساً: فَفطَنَ الشيخُ لِمَا يُرِيدُون فقالَ: مَا أنْتُم إِلاّ ضَرْبُ أَخْمَاسٍ لأَسْداسٍ، مَا هِمَّتُكم رَعْيُهَا، إِنَّمَا هِمَّتُكُم أَهْلُكُم، وأَنشَأً يقولُ:) (وذلِكَ ضَرْبُ أَخْمَاسٍ أُرَاهُ  ...  لأَسْدَاسٍ عَسَى أَلاّ تَكُونَا) وأَخَذَ الكُمَيْتُ هَذَا البيتَ لأَنَّه مَثَلٌ فَقَالَ: (وذلِكَ ضَرْبُ أَخْمَاسٍ أُرِيدَتْ  ...  لأَسْداسٍ عَسَى أَلاّ تَكُونَا) وأَنشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ لرَجُلٍ من طَيِّيءٍ: (فِي مَوْعِدٍ قالَه لِي ثُمّ أَخْلَفَهُ  ...  غَداً غَداً أَخْمَاسٍ لأَسْداسِ) وَقَالَ خُرَيْمُ بنُ فاتِكٍ الأَسَدِيّ: (لكِنْ رُمَوْكُمْ بشَيخٍ مِن ذَوِي يَمَنٍ  ...  لم يَدْرِ مَا ضَرْبُ أَخْمَاسٍ لأَسْدَاسِ)  ونَقَلَ ابنُ السِّكِّيتِ عَن أَبِي عُمْروٍ، عِنْد إِنْشَادِ قولِ الكُمَيْتِ: هَذَا كقَولك: شَشْ بَنْجْ، يَعْنِي يُظْهِر خَمْسَة ويُرِيدُ سِتَّةً. ونَقلَ شَيْخُنا عَن المَيْدَانِيِّ وغيرِه، قالُوا ضَرَبَ أَخْماسَه فِي أَسْداسِه أَي صَرَف حَوَاسَّه الخَمْسَ فِي جِهَاتِه السِّتِّ، كِنايةً عَن استِجْمَاعِ الفِكْرِ للنَّظَرِ فِيمَا يُرَادُ، وصَرْفِ النَّظَرِ فِي الوُجُوه. والخُمْسُ بالضّمّ، وَبِه قرأَ الخِليلُ: فَأَنَّ للهِ خُمَسهُ وبضَمَّتَيْنِ، وكذلِك الخَمِيسُ، وعَلى مَا نَقَلَه ابنُ الأَنْبَارِيّ من اللُّغَوِيِّين، يَطَّرِدُ ذلِك فِي جَمِيعِ هذِه الكُسُورِ، فِيمَا عَدَا الثَّلِيث. كَذَا قرأْته فِي مُعْجَم الْحَافِظ الدِّمْيَاطِيِّ، فَهُوَ مُسْتَدْرَكٌ عَلَى المُصَنِّفِ: جُزْءٌ من خَمْسَةٍ والجَمْعُ: أَخْمَاسٌ. وجَاءُوا خُمَاسَ ومَخْمَسَ، أَي خَمْسَةً خَمْسَةً، كَمَا قَالُوا: ثُنَاءَ ومَثْنَى، ورُباعَ ومَرْبَعَ. وخَمَاسَاءُ، كَبَراكَاءَ: ع، وَهُوَ فِي اللِّسَان فِي ح م. س، وَذكره الصاغانِيُّ هَا هُنَا. وأَخْمَسُوا: صَارُوا خَمْسَةً. وأَخْمَسَ الرَّجُلُ: وَرَدَتْ إِبِلُه خِمَساً. ويقَال لصاحِبِ تِلْكَ الإِبِل: مُخْمِسٌ. وأَنْشَدَ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ لامْرئِ القَيْسِ: (يُثِيرُ ويُبْدِي تُرْبَهَا ويَهِيلُهُ  ...  إِثارَةَ نَبَّاثِ الهَوَاجِرِ مُخْمِسِ) وخَمَّسَهُ تَخْمِيساً: جَعَلَه ذَا خَمْسِة أَرْكَانٍ. وَمِنْه المَخَمَّسُ من الشِّعْرِ: مَا كانَ على خَمْسَةِ أَجْزَاءٍ، وليسَ ذلِك فِي وَضْعِ العَرُوِض. وَقَالَ أَبُو إِسحاق: إِذا اخْتَلَطت القَوَافِي فَهُوَ المُخَمَّس. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: غُلامُ  خُمَاسِيٌّ ورُبَاعِيٌّ: طالَ خَمْسَةَ أَشْبَارٍ، وأَرْبعةَ أَشْبَارٍ، وإِنّمَا يُقَال: خُمَاسِيّ ورُبَاعِيٌّ فيمَن يَزْدَادُ طُولاً، وَيُقَال فِي الثَّوْب: سُبَاعِيٌّ. وقالَ اللَّيْثُ: الخُمَاسِيُّ، والخُمَاسِيَّةُ من الوَصائفِ: مَا كَانَ طُولُه خَمْسَة أشْبَارٍ. قَالَ: وَلَا يُقَال: سُدَاسِيٌّ وَلَا سُبَاعِيٌّ إِذا بَلَغَ سِتَّةَ أَشْبَارٍ وسَبْعَةً. وقالَ غَيرُه: وَلَا فِي غَيْرِ الخَمْسَةِ لأَنّه إِذا بَلَغَ سِتَّةَ أَشْبَارٍ فَهُوَ رَجُلٌ. وَفِي اللِّسَان: إِذا بَلَغ سَبْعَةَ أَشْبَارٍ صَار رَجُلاً.) وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الخَمْسُونَ من العَدد مَعْرُوف. وقولُ الشّاعِرِ، فِيمَا أَنْشَدَه الكِسَائِيُّ وحكاهُ عَنهُ الفَرّاءُ: (فِيمَ قَتَلْتُمْ رَجُلاً تَعَمُّدَا  ...  مُذْ سَنَةٌ وخَمِسُونَ عَدَدَا) بكسرِ الميمِ من خَمسُون لأَنَّه احتاجَ إِلى حَرَكَةِ الميمِ لإِقامَةِ الوَزْنِ، وَلم يَفْتَحْها لِئَلاَّ يُوهِمَ أَنَّ الفَتْحَ أَصْلُهَا. وَفِي التَّهْذِيبِ: كَسَرَ الميمَ من خَمسُون، والكلامُ خَمْسُون، كَمَا قَالُوا: خَمْسَ عَشِرَةَ، بِكَسْر الشينِ. وقالَ الفَرَّاءُ: رَوَاهُ غيرُه بفتحِ المِيمِ، بَنَاهُ على خَمَسَةٍ وخَمَسَاتٍ. وجَمْعُ الخِمْسِ من أَظْماءِ الإِبل: أَخْمَاسٌ: قَالَ سِيبَوَيْه: لم يُجَاوَزْ بِهِ هَذَا الْبناء. ويُقَال: خِمْسٌ بَصْبَاصٌ، وقَعْقَاعٌ، وحَثْحَاثٌ، إِذا لم يَكُنْ فِي سَيْرِها إِلَى الماءِ وَتِيرَةٌ وَلَا فُتُورٌ لبُعْدِه. قالَ العَجّاجُ: خِمْسٌ كحَبْلِ الشَّعَرِ المُنْحَتِّ مَا فِي انطلاقِ رَكْبِهِ مِنْ أَمْتِ أَي خِمسْ أَجْرَدُ كالحَبْلِ المُنْجَرِدِ من أَمْت: من اعْوِجَاجٍ. والتَّخْمِيسُ فِي سَقْيِ الأَرْضِ: السَّقْيَةُ الَّتِي بَعْدَ التَّرْبِيعِ.  وحَكَى ثَعْلَبٌ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ: لَا تَكُ خَمِيسِيًّا أَي مِمَّنْ يَصُومُ الخَمِيسَ وَحْدَه. وأَخْمَاسُ البَصْرةِ خَمْسَة، فالخُمسُ الأَوَّلُ: العالِيَةُ: والثانِي: بَكْرُ بنُ وَائِلٍ، والثالِثُ: تَمِيمٌ، والرابِعُ: عَبْدُ القَيْسِ، والخَامِسُ: الأَزْدُ. والخِمْسُ، بالكَسْرِ: قَبِيلةٌ، أَنْشَدَ ثَعْلَب: عاذَتْ تَمِيمُ بِأَحْفَى الخِمْسِ إِذْ لَقِيتْ إِحْدَى القَنَاطِرِ لَا يُمْشَى لَهَا الخَمَرُ والقَنَاطِرُ: الدَّواهِي. وابنُ الخِمْسِ: رَجُلٌ. وقَوْلُ شَبِيبِ بنِ عَوَانَةَ: (عَقِيلَةُ دَلاَّهُ لِلَحْدِ ضَرِيحِهِ  ...  وأَثْوابُه يَبْرُقْنَ والخِمْسُ مَائحُ) عَقِيلَةُ والخِمْسُ: رَجُلانِ. وَفِي حَدِيثِ الحَجَّاجِ أَنَّه سأَلَ الشَّعْبِيَّ عَن المُخَمَّسةِ، قَالَ: هِيَ مسأَلةٌ مِنَ الفَرَائِضِ اخْتَلَفَ فِيهَا خَمْسَةٌ من الصَّحَابَةِ، عليٌّ، وعثمانُ، وابنُ مَسْعُودٍ، وزَيدٌ، وابنُ عَبّاسٍ، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم. وَهِي أَمَّ وأُخْتٌ وجَدٌّ. ومُنْيَةُ الخَمِيسِ، كأَمِير: قَريةٌ صغيرَةٌ من أَعمالِ المَنْصُورةِ، وَقد دَخلتُها، وَمِنْهَا شَيْخُ مشايخِنَا شِهَابُ الدِّين أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمَّدٍ الخَمِيسِيُّ الشافعيُّ، أَجازه الشِّهَابُ أَحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ عَطِيَّةَ بنِ أبِي الخَيْرِ الخَلِيفِيّ سنة. ووَادِي الخَمِيس: مَوْضِعٌ بالمَغْرِب.
المعجم: تاج العروس

نبو

المعنى: نبو : (و (} نَبَا بَصَرُهُ) {يَنْبُو (} نُبُوًّا) ، كعُلُوَ، ( {ونُبِيًّا) ، كعُنِيَ، (} ونَبْوَةً) : تجَافَى؛ وشاهِدُ {النَّبِيّ قولُ أَبي نخيلة: لمَّا نَبَا بِي صاحِبي} نُبِيّا وَمِنْه حديثُ الأحْنَف: (قَدِمْنا على عُمَر فِي وَفْدٍ! فنَبَتْ عَيْناهُ  عَنْهُم ووقَعَتْ عليَّ، أَي تجَافَى وَلم يَنْظرْ إِلَى كأنَّه حَقَّرَهم وَلم يَرْفَع لَهُم رأْساً. ويقالُ: {النَّبْوةُ للمَرَّةِ الواحِدَةِ؛ ثمَّ نَبَا بَصَرُه مجازٌ مِن نَبَا السَّيْف عَن الضَّرِيبَهِ، قالَهُ الرَّاغبُ. (و) نَبَا (السَّيْفُ عَن الضَّريبَهِ} نَبْواً) ، بِالْفَتْح، ( {ونَبْوَةً) ؛ قالَ ابنُ سِيدَه: لَا يرادُ بالنَّبْوةِ المرَّةَ الواحِدَة؛ (كَلَّ) وارْتَدَّ عَنْهَا وَلم يَمْضِ وَمِنْه قولُهم: ولكلِّ صارِمٍ} نَبْوةٌ. ويقالُ أَيْضاً: نَبَا حَدُّ السَّيْفِ إِذا لم يَقْطَعْ. وَفِي الأساس: نَبَا عَلَيْهِ السَّيْف، وجَعَله مجَازًا. (و) {نَبَتْ (صُورَتُهُ) : أَي (قَبُحَتْ فَلم تَقْبَلْها العَيْنُ. (و) مِن المجازِ: نَبَا (مَنْزلُه بِهِ) : إِذا (لم يُوافِقْهُ) ؛ وَمِنْه قولُ الشَّاعِر: وَإِذا نَبَا بِكَ مَنْزِلٌ فَتَحَوَّلِ ويقالُ: نَبَتْ بِي تِلْكَ: أَي لم أَجِدْ بهَا قراراً. (و) مِن المجازِ: نَبَا (جَنْبُه عَن الفِراشِ) : إِذا (لم يَطْمَئِنَّ عَلَيْهِ) ، وَهُوَ كَقَوْلِهِم: أقض عَلَيْهِ مَضْجَعه. (و) من المجازِ: نَبَا (السَّهْمُ عَن الهَدَفِ) } نَبْواً: (قَصَّرَ. (! والنَّابِيَهُ: القَوْسُ) الَّتِي (نَبَتْ عَن وَتَرِها) ، أَي تجافَتْ، عَن ابْن الْأَعرَابِي.  ( {والنَّبِيُّ، كغَنِيَ: الطَّريقُ) الواضِحُ} والأَنْبياءُ طُرُقُ الهُدَى؛ قالَهُ الكِسائي. وَقد ذَكَرَه المصنِّفْ أيْضاً فِي الهَمْزةِ. (! والنَّبِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: سُفْرَةٌ مِن خُوصٍ) ؛ كلمةٌ (فارِسِيَّةٌ مُعَرَّبُها النَّفِيَّةُ بالفاءِ، وتقدَّمَ فِي (ت ف ف) . ونَصُّ التكملةِ: قَالَ أَبُو حاتمٍ: وأَمَّا أَهْلُ البَصْرةِ فيقولونَ النَّبِيَّةُ بالفارِسِيَّةِ، فَإِن عَرَّبْتها قلْتَ النَّفِيَّة بالفاءِ، أَي السُّفْرَةُ المَنْسوجةُ مِن خُوصٍ، انتَهَى. قلْتُ: تقدَّمَ لَهُ هُنَالك أنَّها سُفْرَةٌ من خُوصٍ مُدوَّرَة، ومُقْتضاهُ أَنَّه بتَشْديدِ الفاءِ، ثمَّ قالَ فِي آخرِه) ويقالُ لَهَا أَيْضاً نَفِيَّة جَمْعُه نَفي، كنَهيَّةٍ ونِهى، أَي بالكَسْر، وأَحالَهُ على المُعْتل، وسَيَأْتي لَهُ فِي ن ف ي النَّفْيَةُ، بِالْفَتْح، وكغَنِيَّ سُفْرَةٌ من خُوصٍ، يشررُ عَلَيْهَا الأقِطُ، وَفِي كَلامِه نَظَرٌ مِن وُجُوهٍ. الأول: التَّخالفُ فِي الضَّبْط فذِكُرُه فِي ن ف ف دلَّ على أنَّه بتَشْديدِ الفاءِ، وقَوْله فِي الآخر: ويقالُ إِلَى آخِره، دلَّ على أنَّه بالكَسْر ثمَّ ضَبَطَه فِي المُعْتل بالفَتْح، وَقَالَ هُنَا كغَنِيَّة، واقْتَصَرَ عَلَيْهِ، وَلم يَتَعرَّض لفَتْح وَلَا لكَسْر، فَإِذا كانتِ الكَلِمةُ مُتّفِقَةَ المَعْنى فَمَا هَذِه المُخالَفَة. الثَّاني: اقْتِصارُه هُنَا على سُفْرةٍ مِن خُوصٍ، وَفِي الفاءِ سُفْرَة تُتَّخَذُ من خُوصٍ مُدوَّرَة؛ وقوْلُه فيمَا بَعْد: سُفْرَة مِن خُوصٍ يشررُ عَلَيْهَا الأقِطُ، فَلَو أَحالَ الواحِدَة  على مَا بَقيَ مِن لُغاتِها كانَ أَجْودُ لصَنْعتِه. الثَّالث: ذكره هُنَا فِي هَذَا الحَرْف تِبْعاً للصَّاغاني، وقيلَ هُوَ النثِّيَّة، بالثاءِ المُثَلَّثَةِ المُشَدَّدة المَكْسُورة، كَمَا قالَهُ أَبُو تُرابٍ، والفاءُ تُبْدَل عَن ثاءٍ كثيرا. وفاتَهُ من لُغاتِه النُّفتة بِالضَّمِّ والتَاءِ الفَوْقِيَةِ نقلَهُ الزَّمَخْشري عَن النَّضْر، وسَيَأْتي لذلكَ مَزِيد إيْضاح فِي ن ف ي، فتأمَّل ذلكَ حَقّ التأَمّل. ( {والنَّباوَةُ: مَا ارْتَفَعَ من الأرضِ} كالنَّبْوةِ {والنَّبِيِّ) ، كغَنِيَ؛ وَمِنْه الحديثُ: (فأُتِي بثلاثَةِ قِرَصةٍ فوُضِعَتْ على} نَبِيَ) ، أَي على شيءٍ مُرْتَفِعٍ مِن الأرضِ. وَفِي حديثٍ آخَر: (لَا تُصَلُّوا على النَّبِيِّ أَي على الأرضِ المُرْتفِعَةِ المُحْدَوْدبةِ؛ وَمن هُنَا يُسْتَظْرف ويقالُ: صَلّوا على النَّبِيءِ وَلَا تُصَلُّوا على النّبِيِّ، وَقد ذُكِرَ ذلكَ فِي الهَمْزِ. ويقالُ: النَّبِيُّ: عَلَمٌ من أَعْلامِ الأرضِ الَّتِي يُهْتدَى بهَا؛ قالَ بعضُهم: وَمِنْه اشْتِقاقُ النَّبيَّ لأنَّه أَرْفَع خَلْقِ اللهاِ ولأنّهُ يُهْتَدى بِهِ؛ وَقد تقدَّمَ فِي الهَمْزةِ. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت، فَإِن جَعَلْت النَّبِيَّ مَأخوذاً من النَّباوَةِ أَي أنَّه شُرِّفَ على سائِرِ الخَلْق،. فأَصْله غَيْر الهَمْزة، وَهُوَ فَعِيل بمعْنَى مَفْعولٍ، تَصْغيرُه {نُبَيٌّ، والجَمْعُ} أَنْبياءُ؛ وأَمَّا قولُ أَوْسِ بنِ حجرٍ يَرْثِي فُضالَةَ بنِ كلْدَةَ الأسَديّ: على السَّيِّدِ الصَّعْبِ لَو أَنَّه يَقُومُ على ذِرْوةِ الصَّاقِبِ  لأَصْبَح رَتْماً دُقاقَ الحَصَى مَكانَ النَّبيِّ من الكاثِبِقال النَّبِيُّ: المَكانُ المُرْتَفِعُ؛ والكاثِبُ: الرمْلُ المُجْتمِعُ؛ وقيلَ: النَّبِيُّ مَا نَبَا مِنَ الحِجارَةِ إِذا نَحَلَتْها الحَوافِرُ، ويقالُ: الكاثِبُ جَبَلٌ وحَوْله رَوابٍ يقالُ لَهَا النَّبيُّ، الواحِدُ نابٍ مثْل غازٍ وغَزِيَ، يقولُ: لَو قامَ فُضالَةُ على الصاقِبِ، وَهُوَ جَبَلٌ، لَذَلَّلَهُ وتَسَهَّل لَهُ حَتَّى يَصِيرَ كالرَّمْلِ الَّذِي فِي الكاثِبِ؛ ونقلَهُ الجَوْهرِي أيْضاً. قالَ ابنُ برِّي: الصَّحِيحُ فِي النَّبِّي هُنَا أَنَّه اسْمُ رَمْلٍ مَعْروف؛ وقيلَ: الكاثِبُ: اسْمُ قُنَّةٍ فِي الصاقِبِ، وقيلَ: يَقُومُ بمعْنَى يُقاوِمُ، انتَهَى. وَقَالَ الزجَّاجُ: القِراءَةُ المُجْمَعُ عَلَيْهَا فِي! النَّبِيّين والأنْبياء طَرْح الهَمْزة، وَقد هَمَز جماعَةٌ مِن أَهْلِ المَدينَةِ جَمِيعَ مَا فِي القُرْآنِ من هَذَا؛ واشْتِقاقُه مِن نَبَّأَ وأَنْبَأَ، أَي أَخْبَر؛ قالَ: والأَجْود تَرْكَ الهَمْز لأنَّ الاسْتِعمالَ يُوجِبُ أَنَّ مَا كانَ مَهْموزاً مِن فَعِيل فَجَمعه فُعَلاء مِثْل ظَرِيفٍ وظُرَفاء، فَإِذا كانَ مِن ذواتِ الياءِ فجمْعُه أَفْعِلاء نَحْو غَنِيَ وأَغْنِياء ونَبِيَ وأَنْبِياء بغَيْرِ هَمْز، فَإِذا  هَمَزْت قلْتَ نَبِيء ونُبَآء مِمَّا تقولُ فِي الصَّحِيح، قالَ: وَقد جاءَ أَفْعلاء فِي الصَّحِيح، وَهُوَ قَلِيلٌ، قَالُوا خَمِيسٌ وأَخْمساء ونَصِيَبٌ وأنْصِباء، فيجوزُ أَن يكونَ نَبيّ من أَنْبَأْتُ ممَّا تركَ هَمْزه لكَثْرةِ الاسْتِعْمال، ويَجوزُ أَن يكونَ مِن نَبَا يَنْبُو إِذا ارْتَفَعَ، فيكونُ فَعِيلاً مِن الرِّفْعةِ. (و) النَّباوَةُ: (ع بالطَّائِفِ) ، وَقد جاءَ فِي الحديثِ: (خَطَبنا رَسُولُ اللهاِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالنَّباوَةِ مِن الطائِفِ) . (و) النِّباوَةُ، (بِالْكَسْرِ: {النُّبُوَّةُ) ، أَي اسْمٌ مِنْهُ على رأْيِ مَنْ قَالَ إنَّ النَّبِيَّ مَأْخوذٌ مِن النّباوَةِ. (} ونابِي بنُ ظَبْيانَ: محدِّثٌ. و) نابِي بنُ زيْدِ بن حرَام الأنْصارِيُّ: (جَدُّ عُقْبَةَ بنِ عامِرٍ: وجَدُّ والِدِ ثَعْلبَةَ بن عَنْمَةَ بنِ عَدِيِّ) بنِ نابِي بنِ عَمْرو بنِ سوادِ بن غنم بنِ كعْبِ بنِ سلمَةَ السّلميّ، (الصَّحابِيَّيْنِ) . أَمَّا عُقْبَةُ بنُ عامِرٍ فإنَّه بَدْرِيٌّ شهِدَ العَقَبَةَ الأُولى وقُتِلَ باليَمامَةِ. وأمَّا ثَعْلبةُ بنُ عنمةَ فإنَّه شِهِدَ بَدْراً والعَقَبَةَ وقُتِلَ يومَ الخَنْدقِ ويَوْم خَيْبَر، وَهُوَ خالُ جابِرِ بنِ عبدِ اللهاِ. قُلْتُ: وابنُ أَخِي الأوَّل بهيرُ بنُ الهَيْثمِ بنِ عامِرٍ صَحابيٌّ أَيْضاً، ومِن أَوْلادِ نابِي بنِ عَمْرو السّلمي مِن الصَّحابَة: عُمَرُ بنُ عُمَيْر وعَبْسُ  بنُ عامِرٍ وأَسْماءُ بنْتُ عَمْرو بني عَدِيِّ بن نابِي، فَهَؤُلَاءِ كُلُّهم لَهُم صُحْبَة، رضِيَ الله عَنْهُم. (وكسُمَيَ: {نُبَيُّ بنُ هُرْمُزَ) الباهِلِيُّ أَو الذُّهُلِيُّ (تابِعِيٌّ) عَن عليَ، وَعنهُ سماكُ بنُ حَرْب. (وذُو} النَّبَوانِ، محرَّكة: وَدِيعَةُ بنُ مَرْثَدٍ) اليَرْبُوعي مِن الفُرْسانِ. ( {والنَبَوانُ) ، مُحرَّكةً: (ماءٌ) نَجْدِيٌّ لبَني أَسَدٍ، وقيلَ: لبَني السَّيِّدِ من ضبةَ؛ قالَهُ نَصْر؛ وَمِنْه قولُ الشَّاعِر: شَرْجٌ رَواءٌ لَكُما وزُنْقُبُ والنَّبَوانُ قَصَبٌ مُثَقَّبُ ع 1 يَعْني بالقَصَبِ مَخارِجَ ماءِ العُيونِ، ومُثَقَّب: مَفْتوح بالماءِ: (} وأَنْبَيْتُهُ) {إِنْبَاءً: (} نَبَّأْتُه) ، أَي: أَخْبَرْتَهُ، لُغَةٌ فِي {أَنبَأتُه، وَمن قَولُ الشَّاعِر: (فَمَنْ} أَنْباكَ أَنَّ أَباكَ ذِيبُ  ...  ) وَعَلِيهِ أُخْرِجَ المَثَلُ: " الصِّدْقُ! يُنْبِي عَنْكَ لَا الوَعِيدُ ". أَيْ: إِنَّ الفِعْلَ يُخْبِرُ عَن حَقيِقَتكِ لَا القَوْلُ. نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وَهُنَاكَ قَوْلُ آخَرُ نَذْكُرُه فِيمَا بَعْدُ. (وأَبُو البَيَانِ نَبَا بنُ مُحَمّدِ بنِ مَحْفُوظِ) بنِ أَحْمَدَ القُرَشِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الزّاهِدُ (شَيْخُ البَيَانِيِّينَ) ، ذَكَرهُ أَبُو الفُتُوحِ الطَّاوُوسِيُّ فِي رِسَالَة الخِرَقِ، ولَقَّبَه بقُطْبٍ العارِفينَ، وقالَ: إِنَّه رَأى النبيَّ عِياناً، وألْبَسهُ الخِرْقَةَ الشَّرِيفَةَ مَعَ بَعْدِ العَصْر، وَكَانَ المَلْبوسُ مَعَه مُعايَناً لِلْخَلْقِ،  ونُسِبَ إلَيهِ الخِرْقَةُ، يقالُ لَها: {النَّبائِيَّةُ والبَيانِيّةُ، قَالَ الحافِظُ: تُوُفي سنة 551. قُلْتُ: وذَكَر الطاووسِيُّ سَنَدَ لِبْسَه لخِرْقته إِلَيْهِ، فَقَالَ: لَبِسْتُها من يَدِ الشَّيخ عَبْدِ الرَّحِيمِ بنِ عَبْدِ الكَريمِ الجِرَهي، من قَاضِي القُضاةِ كمالِ الدِّينِ مُحَمَّد بنِ أَحْمدَ بنِ عَبْدِ العَزيِز القُرَشِيِّ، عَن العِزِّ بنِ جَمَاعَةَ، عَن والدِه عَن جَدِّه البُرْهانِ إبراهيمَ بنِ عَبْدِ الرَّحمنِ عَن عَمِّه أَبي الفَتْح نَصْرِ الله ابنِ جَماعَةَ، عَن قُطْبِ الوَقْتِ أبي عَبْدِ اللهِ بْنِ الفُراتِ، عَنهُ، وَقد ذَكَرْنا ذَلِك فِي كتابِنا " عقد الثَّمِين "، وَفِي " إتحاف الأَصْفِياء "، وأَوْصَلْنا سَنَدنَا إِلَى الطَّاوُوسي المَذْكُورِ، فَراجِعهما. وابنُ أَخيهِ أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ بنُ عَبْدِ الرَّحمن بنِ محمّدٍ، تُوفِّيَ سَنَةَ 591، وابنُهُ محمَّدُ بنُ نَصْرٍ، سَمِعَ مِنْهُ الحافِظُ المُنْذِرِيُّ. [] ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: نَبَا الشَّيءُ عَنِّي نبْواً: تَجَافَى وتَباعَدَ. وأَنْبَيْتُه أَنا، أَيْ: أَبْعَدْتُه عَن نَفْسي، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَمِنْه المَثَلُ: " الصِّدْقُ يُنْبِي عَنْك لَا الوعيدُ "، أَي: يدفَعُ عَنْك الغائلَةَ فِي الحَرْبِ دونَ التَّهْديدِ، قَالَ أَبُو عُبيَدٍ: هُوَ غَيْرُ مَهْموُزٍ، قَالَ ساعِدَةُ ابنُ جُؤَيَّةَ: (صَبَّ اللَّهِيفُ لَها السُّبُوبَ بِطَغْيَةٍ  ...  } تُنْبِي العُقابَ كَمَا يُلَطُّ المِجنَبُ) ويُقالُ: هُوَ بالهَمْزِ من الإِنْباءِ، وَقد تَقَدَّمَ للمُصَنِّفِ قَرِيبا. ونَبَا فلانٌ عَن فُلانٍ: لم يَنْقَدْ لَهُ، وَهُوَ مجازٌ. وَكَذَلِكَ نَبَا عَلَيْهِ، وَفِي الحَدِيثِ قَالَ طَلْحَةُ لعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهما: " أَنْتَ وَلِيُّ مَنْ وَلِيتَ، وَلَا نَنْبُو فِي يَدَيْك "، أَي: نَنْقَادُ  لكَ، وَلَا نَمْتَنِع عَمّا تُريدُ مِنّا. ونَبَا عَن الشَّيءِ {نَبْواً} ونَبْوَةً: زَايَلَه. وإِذا لم يَسْتَمْكِنَ للسَّرْج أَو الرَّحْلِ قِيلَ: نَبَا. ويُقال: قد {نَبَوْتُ مِنْ أَكْلَةٍ أَكَلْتُها، أَي: سَمِنتُ. عَن ابنِ بُزُرْج. والنابِي: السَّمِينُ، ونَبَا بِي فُلانٌ} نَبْياً: جَفانِي، وَمِنْه قَوْلُ أَبِي نُخَيْلَةَ: لمَّا نَبَا بِي صاحِبي {نُبِيّا والنَّبْوةُ: الجَفْوةُ. يقالُ: بَيْني وبَيْنه نَبْوةٌ. وَهُوَ يَشْكُو} نَبَواتِ الدّهْرِ وجَفَواتِه؛ وَهُوَ مجازٌ. والنَّبْوةُ: الإقامَةُ. والنَّبْوِ: العُلُوّ والارْتِفاعُ. {ونَبَاةُ، كحَصاةٍ: موضِعٌ؛ عَن الأخْفَش وأنْشَدَ لساعِدَةَ ابنِ جُؤَيَّة: فالسِّدْرُ مُخْتَلَجٌ وغُودِرَ طافِياً مَا بَيْنَ عَيْنَ إِلَى نَباةَ الأَثْأَبُويُرْوَى: نَباتَى، كسَكَارَى، ونَبات، كسَحابٍ، وهُما مَذْكُورانِ فِي موضِعِهما. } وتَنَبَّى الكَذَّابُ: ادَّعَى النُّبُوَّةَ، وليسَ بنَبِيَ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، وَقد ذُكِرَ فِي أوَّلِ الكِتابِ. وَقَالَ أَبو بكْرِ بنُ الأنْبارِي فِي الزاهرِ فِي قولِ القُطامي: لمَّا وَرَدْنَ! نُبَيًّا واسْتَتَبَّ بِنا مُسْحَنْفِرٌ كخُطُوطِ النَّسْجِ مُنْسَحِلُ  إنَّ النُّبيَّ فِي هَذَا لبَيْتِ هُوَ الطَّريقُ، وَقد رَدَّ ذَلِك عَلَيْهِ أَبو القاسِمِ الزجَّاجي وقالَ. كيفَ يكونُ ذلكَ مِن أَسْماءِ الطَّريقِ وَهُوَ يقولُ: لمَّا وَرَدْنَ نُبَيًّا، وَقد كانتْ قَبْل وُرُودِه على طَرِيقٍ فكأنَّه قالَ لمَّا وَرَدْنَ طَرِيقاً، وَهَذَا لَا مَعْنًى لَهُ إلاَّ أَن يكونَ أَرادَ طرِيقاً بعَيْنِه فِي مَكانٍ مَخْصوصٍ فيرجعُ إِلَى اسْمِ مَكانٍ بعَيْنِه، قيلَ: هُوَ رَمْل بعَيْنِه، وقيلَ: هُوَ اسْمُ جَبَلٍ. قلْت: وَقد صَرَّحَ ابنُ برِّي أنَّه فِي قولِ أَوْسِ بنِ حَجَر الَّذِي تقدَّمَ ذِكْرُه اسْم رَمْلٍ بعَيْنهِ وصَوَّبَه. وَقَالَ الجَوْهرِي: إنَّه جَمْع نابٍ كغازٍ وغَزِيَ لرَوابٍ حَوْلَ الكاثِبِ، وَهُوَ اسْمُ جَبَلٍ. وَقَالَ ابنُ سِيدَه فِي قولِ القُطامي: إنَّه موضِعٌ بالشامِ دونَ السّرْ، وَقَالَ نَصْر: النَّبِيُّ، كغَنِيَ: بالجَزيرَةِ مِن دِيارٍ تَغْلب النَّمرِ بنِ قاسِطٍ، ويقالُ: هُوَ كسُمَيَ؛ وأَيْضاً: موضِعٌ مِن وادِي ظَبِي على القبْلَةِ مِنْهُ إِلَى أهيل، وأَيْضاً وادٍ بنجْدٍ. قالَ ياقوتُ: ويُقَوِّي مَا ذهَبَ إِلَيْهِ الزجَّاجِي قولُ عَدِيّ ابْن زِيْدٍ: سقى بطن العقيق إِلَى أُفاق ففاثُور إِلَى الْبَيْت الكثيبفروّى قلَّة الأوجال وَبْلاً ففَلْجاً فالنبيَّ فَذا كَريبوالنّباوَةُ: طَلَبُ الشَّرَفِ والرِّياسَةِ والتَّقدّمِ؛ وَمِنْه قولُ قتادَةَ فِي حميدِ بن هِلالٍ: مَا بالبَصْرَةِ  أعْلَم مِنْهُ غَيْر أنَّ النَّباوَة، أَضَرَّت بِهِ. ونُبَيٌّ، كسُمَيَ: رمْلٌ قُرْبَ ضريَّةَ شَرْقي بِلادِ عبدِ اللهاِ بنِ كِلاَبٍ؛ عَن نَصْر. وذُو {نَبَوانِ: موضِعٌ فِي قولِ أَبي صَخْرٍ الهُذَلي: وَلها بذِي نَبَوانِ مَنْزَلَةٌ قَفْرٌ سِوى الْأَرْوَاح والرَّهْمِ
المعجم: تاج العروس

خمس

المعنى: الخمسةُ: من عدد المذكر، والخَمْسُ: من عدد المؤَنث معروفان؛ يقال: خمسة رجال وخمس نسوة، التذكير بالهاء. ابن السكيت: يقال صُمْنا خَمْساً من الشهر فَيُغَلِّبُون الليالي على الأَيام إذا لم يذكروا الأَيام، وإِنما يقع الصيام على الأَيام لأَن ليلة كل يوم قبله، فإِذا أَظهروا الأَيام قالوا صمنا خمسة أَيام، وكذلك أَقمنا عنده عشراً بين يوم وليلة؛ غلبوا التأْنيث، كما قال الجعدي: أَقـــــامتْ ثلاثـــــاً بيـــــنَ يــــومٍ وليلــــةٍ وكــــــان النَّكِيـــــرُ أَن تُضـــــِيفَ وتَجْـــــأَرا ويقال: له خَمْسٌ من الإِبل، وإن عَنَيْتَ جِمالاَ، لأَن الإِبل مؤنثة؛ وكذلك له خَمْس من الغنم، وإِن عنيت أَكْبُشاً، لأَن الغنم مؤنثة. وتقول: عندي خمسةٌ دراهم، الهاءُ مرفوعة، وإِن شئت أَدغمت لأَن الهاء من خمسة تصير تاء في الوصل فتدغم في الدال، وإِن أَدخلت الأَلف واللام في الدراهم قلت: عندي خمسة الدراهم، بضم الهاء، ولا يجوز الإِدغام لأَنك قد أَدغمت اللام في الدال، ولا يجوز أَن تدغم الهاء من خمسة وقد أَدغمت ما بعدها؛ قال الشاعر: مــــــا زالَ مُــــــذْ عَقـــــدَتْ يـــــداه إِزارَهُ فســـــــــَمَا وأَدْرَكَ خمســــــــَةَ الأَشــــــــْبارِ وتقول في المؤنث: عندي خَمْسُ القُدُور، كما قال ذو الرمة: وهــــل يَرْجِــــعُ التســـليمَ أَو يَكْشـــِفُ العَمَـــى ثلاثُ الأَثـــــــافي، والرُّســـــــُومُ البَلاقِعُــــــ؟ وتقول: هذه الخمسة دراهم، وإِن شئت رفعت الدراهم وتجريها مجرى النعت، وكذلك إِلى العشرة.والمُخَمَّسُ من الشِّعْرِ: ما كان على خمسة أَجزاء، وليس ذلك في وضع العَرُوض. وقال أَبو إِسحق: إذا اختلطت القوافي، فهو المُخَمَّسُ. وشيء مُخَمَّسٌ أَي له خمسة أَركان.وخَمَسَهم يَخْمِسُهم خَمْساً: كان له خامساً. ويقال: جاء فلان خامساً وخامياً؛ وأَنشد ابن السكيت للحادِرَة واسمه قُطْبةُ بن أَوس: كـــــم للمَنـــــازِلِ مـــــن شــــَهْرٍ وأَعْــــوامِ بــــــالمُنْحَنَى بيــــــن أَنْهــــــارٍ وآجـــــامِ مَضـــــَى ثلاثُ ســـــِنينَ مُنْـــــذُ حُـــــلَّ بهــــا وعــــامُ حُلَّــــتْ وهــــذا التــــابع الحــــامِي والذي في شعره: هذي ثلاث سنين قد خَلَوْنَ لها. وأَخْمَسَ القومُ: صاروا خمسة. ورُمْح مَخْمُوسٌ: طوله خمس أَذرع. والخمسون من العدد: معروف. وكل ما قيل في الخمسة وما صُرِّفَ منها مَقُولٌ في الخمسين وما صُرِّفَ منها؛ وقول الشاعر: عَلامَ قَتْــــــــــلُ مُســــــــــْلِمٍ تَعَمُّـــــــــدا مــــــــذ ســـــــَنَةٌ وخَمِســـــــونَ عَـــــــدَدا بكسر الميم في خمسون، احتاج إِلى حركة الميم لإقامة الوزن، ولم يفتحها لئلا يوهم أَن الفتح أَصلها لأَن الفتح لا يسكن، ولا يجوز أَن يكون حركها عن سكون لأَن مثل هذا الساكن لا يحرك بالفتح إِلا في ضرورة لا بد منه فيها، ولكنه قدّر أَنها في الأَصل خَمَسُون كعشرة ثم أَسكن، فلما احتاج رَدَّه إِلى الأَصل وآنَسَ به ما ذكرناه من عَشَرة؛ وفي التهذيب: كسر الميم من خَمِسُون والكلام خَمْسُون كما قالوا خَمْسَ عَشِرَةَ، بكسر الشين؛ وقال الفراء: رواه غيره خَمَسون عدداً، بفتح الميم، بناه على خَمَسَة وخَمَساتٍ. وحكى ابن الأَعرابي عن أَبي مَرْجَحٍ: شَرِبْتُ هذا الكوزَ أَي خَمَسَة بمثله.والخِمْسُ، بالكسر: من أَظْماء الإِبل، وهو أَن تَرِدَ الإِبلُ الماءَ اليومَ الخامسَ، والجمع أَخْماس. سيبويه: لم يجاوز به هذا البناءَ. وقالوا ضَرَبَ أَخْماساً لأَسْداسِ إذا أَظهر أَمراً يُكْنى عنه بغيره. قال ابن الأَعرابي: العرب تقول لمن خاتَلَ: ضَرَبَ أَخْماساً لأَسْداسٍ؛ وأَصل ذلك أَن شيخاً كان في إِبله ومعه أَولاده، رجالاً يَرْعَوْنها قد طالت غربتهم عن أَهلهم، فقال لهم ذات يوم: ارْعَوْا إِبلكم رِبْعاً، فَرَعَوْا رِبْعاً نحوَ طريق أَهلهم، فقالوا له: لو رعيناها خِمْساً، فزادوا يوماً قِبَلَ أَهلهم، فقالوا: لو رعيناها سِدْساً، ففَطَنَ الشيخُ لما يريدون، فقال: ما أَنتم إِلاَّ ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسٍ، ما هِمَّتُكم رَعْيُها إِنما هِمَّتُكم أَهلُكم؛ وأَنشأَ يقول: وذلـــــــــك ضـــــــــَرْبُ أَخْماســـــــــٍ، أَراهُ لأَسْداســـــــــِ، عَســـــــــى أَن لا تكونــــــــا وأَخذ الكمَيْتُ هذا البيتَ لأَنه مَثَل فقال: وذلـــــــك ضـــــــرب أَخماســــــ، أُريــــــدَتْ لأَسْداســـــــــٍ، عســـــــــى أَن لا تكونــــــــا قال ابن السكيت في هذا البيت: قال أَبو عمرو هذا كقولك ششْ بَنْجْ، وهو أَن تُظْهر خمسة تريد ستة. أَبو عبيدة: قالوا ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسٍ، يقال للذي يُقَدِّمُ الأَمرَ يريد به غيره فيأْتيه من أَوّله فيعمل رُوَيْداً رُوَيْداً. الجوهري: قولهم فلان يَضْرِبُ أَخماساً لأَسداس أَي يسعى في المكر والخديعة، وأَصله من أَظماء الإِبل، ثم ضُرِبَ مثلاً للذي يُراوِغُ صاحبه ويريه أَنه يطيعه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لرجل من طيء: اللَّـــــهُ يَعْلَـــــمُ لـــــولا أَننـــــي فَـــــرِقٌ مـــــن الأَميــــرِ، لعــــاتَبْتُ ابــــنَ نِبْــــراسِ فــــي مَوْعِــــدٍ قــــاله لــــي ثــــم أَخْلَفَـــه غَـــــــداً ضـــــــَرْبُ أَخمـــــــاسٍ لأَسْداســــــِ، حــــــتى إذا نحــــــن أَلْجَأْنـــــا مَواعِـــــدَه إِلـــــى الطَّبِيعَــــةِ، فــــي رِفْــــقٍ وإِينــــاسِ أَجْلَـــــتْ مَخِيلَتُـــــه عــــن لا، فقلــــتُ لــــه لـــو مـــا بَــدَأْتَ بهــا مــا كــان مــن باســِ، وليـــــس يَرْجِــــعُ فــــي لا، بَعْــــدَما ســــَلَفَتْ منــــه نَعَــــمْ طائعــــاً، حُـــرٌّ مـــن النـــاسِ وقال خُرَيْمُ بن فاتِكٍ الأَسَدِيُّ: لـــــو كــــان للقــــوم رأْيٌ يُرْشــــَدُونَ بــــه أَهــــلَ العِراقــــ، رَمَــــوْكُم بــــابن عَبَّــــاسِ للَّـــــــه دَرُّ أَبيهِـــــــ، أَيُّمــــــا رجــــــلٍ مـــا مثلـــهُ فـــي فِصــالِ القــولِ فــي النــاسِ لكـــــن رَمَـــــوْكم بشــــيخٍ مــــن ذَوي يَمَــــنٍ لــــم يَــــدْرِ مــــا ضــــَرْبُ أَخْمـــاسٍ لأَســـْداسِ يعني أَنهم أَخطأُوا الرأْي في تحكيم أَبي موسى دون ابن عباس. وما أَحسن ما قاله ابن عباس، وقد سأَله عتبة بن أَبي سفيان بن حرب فقال: ما منع عليّاً أَن يبعث مكان أَبي موسى؟ فقال: منعه واللَّه من ذلك حاجزُ القَدَرِ ومِحْنَةُ الابتلاء وقِصَرُ المدّة، واللَّه لو بعثني مكانه لاعْتَرَضْتُ في مَدارِج أَنفاس معاوية ناقِضاً لما أَبْرَمَ، ومُبْرِماً لما نقض، ولكن مضى قَدَرٌ وبقي أَسَفٌ والآخرةُ خير لأَمير المؤمنين؛ فاستحسن عتبة بن أَبي سفيان كلامه، وكان عتبة هذا من أَفصح الناس، وله خطبة بليغة في ندب الناس إِلى الطاعة خطبها بمصر فقال: يا أَهل مصر، قد كنتم تُعْذَرُون ببعض المنع منكم لبعضِ الجَوْرِ عليكم، وقد وَلِيَكم من يقول بفِعْلٍ ويفعل بقَوْلٍ، فإِن دَرَرْتُم له مَراكم بيده، وإِن استعصيتم عليه مراكم بسيفه، ورَجا في الآخر من الأَجْر ما أَمَّلَ في الأَوَّل من الزَّجْر؛ إِن البَيْعَة متابَعَةٌ، فلنا عليكم الطاعة فيما أَحببنا، ولكم علينا العَدلُ فيما ولينا، فأَينا غَدَرَ فلا ذمة له عند صاحبه، واللَّه ما نطقتْ به أَلسنتُنا حتى عَقَدَتْ عليه قلوبنا، ولا طلبناها منكم حتى بذلناها لكم ناجزاً بناجز، فقالوا: سَمْعاً سَمْعاً، فأَجابهم: عَدْلاً عدلاً،. وقد خَمَسَت الإِبلُ وأَخْمَسَ صاحبها: وردت إِبله خِمْساً، ويقال لصاحب الإِبل التي تَرِدُ خِمْساً: مُخْمِسٌ؛ وأَنشد أَبو عمرو بن العلاء لامرئ القيس: يُثِيــــــرُ ويُبْــــــدِي تُرْبَهــــــا ويُهِيلُــــــه إِثــــــارَةَ نَبَّــــــاثِ الهَــــــواجِرِ مُخْمِــــــسِ غيره: الخِمْسُ، بالكسر، من أَظماء الإِبل أَن ترعى ثلاثى أَيام وتَرِدَ اليوم الرابع، والإِبل خامسَة وخَوامِسُ. قال الليث: والخِمْسُ شُرْبُ الإِبل يوم الرابع من يوم صَدَرَتْ لأَنهم يَحْسُبون يوم الصَّدَر فيه؛ قال الأَزهري: هذا غلط لا يُحْسَبُ يومُ الصَّدَرِ في وِرْدِ النِّعم، والخِمْسُ: أَن تشرب يوم وِرْدِها وتَصْدُرَ يومها ذلك وتَظَلّ بعد ذلك اليوم في المَرْعى ثلاثة أَيام سوى يوم الصَّدَرِ، وتَرد اليوم الرابع، وذلك الخِمْس. قال: ويقال فلاة خِمْسٌ إذا انتاط وِرْدُها حتى يكون وِرْدُ النَّعَمِ اليومَ الرابع سوى اليوم الذي شربت وصدرت فيه. ويقال: خِمْسٌ بَصْباصٌ وقَعْقاع وحَثْحاتٌ إذا لم يكن في سيرها إِلى الماء وَتِيرَة ولا فُتُور لبُعده. غيره: الخِمْسُ اليوم الخامس من صَدَرها يعني صَدَر الواردة. والسِّدْسُ: الوِرْدُ يوم السادس. وقال راويةُ الكميت: إذا أَراد الرجلُ سفراً بعيداً عَوّد إِبله أَن تشرب خِمْساً ثم سِدْساً حتى إذا دَفَعَتْ في السير صَبَرَتْ؛ وقول العجاج: وإِن كُـــــــوي مــــــن قَلِقــــــاتِ الخُــــــرْتِ خِمْـــــــسٌ كحَبــــــلِ الشــــــَّعَر المُنْحَتِّــــــ، مـــــا فـــــي انْطِلاقِ رَكْبـــــه مـــــن أَمْــــتِ أَراد: وإِن طُوي من إِبل قَلِقاتِ الخُرْتِ خِمْسٌ. قال: والخمس ثلاثة أَيام في المرعى ويوم في الماء، ويحسب يوم الصَّدَر. فإِذا صَدَرَت الإِبل حسب ذلك اليوم فيُحْسَب يومُ تَرِدُ ويومُ تَصْدُرُ. وقوله كحبل الشعر المنحت، يقال: هذا خِمْسٌ أَجْرَدُ كالحبل المُنْجَرِدِ. من أَمت: من اعوجاج. والتَخْمِيسُ في سقي الأَرض: السَّقْيَةُ التي بعد التربيع.وخَمَسَ الحَبْلَ يَخْمِسُه خَمْساً: فتله على خَمْسِ قُوىً. وحَبْلٌ مَخْموسٌ أَي من خَمْس قُوىً. ابن شميل: غلام خُماسِيٌّ ورُباعِيٌّ: طال خمسَة أَشبار وأَربعة أَشبار، وإِنما يقال خُماسِيٌّ ورباعي فيمن يزداد طولاً، ويقال في الثوب سُباعيٌّ. قال الليث: الخُماسيُّ والخُماسِيَّةُ من الوصائف ما كان طوله خمسة أَشبار؛ قال: ولا يقال سُداسِيٌّ ولا سُباعي إذا بلغ ستة أَشبار وسبعة، قال: وفي غير ذلك الخُماسيُّ ما بلغ خمسة، وكذلك السُّداسِيُّ والعُشارِيُّ. قال ابن سيده: وغلام خُماسيٌّ طوله خمسة أَشبار؛ قال: فـــــــــوقَ الخُماســــــــِيِّ قليلاً يَفْضــــــــُلُهُ أَدْرَكَ عَقْلاً، والرِّهـــــــــــــانُ عَمَلُــــــــــــهْ والأُنثى خُماسِيَّةٌ. وفي حديث خالد: أَنه سأَل عمن يشتري غلاماً تامّاً سَلَفاً فإِذا حَلَّ الأَجلُ قال خذ مني غلامين خُماسِيَّين أَو عِلْجاً أَمْرَدَ، قال: لا بأْس؛ الخُماسِيَّان طولُ كل واحد منهما خمسة أَشبار ولا يقال سداسي ولا سباعي ولا في غير الخمسة لأَنه إذا بلغ سبعة أَشبار صار رجلاً. وثَوب خُماسِيٌّ وخَمِيسٌ ومَخْموسٌ: طوله خمسة؛ قال عبيد يذكر ناقته: هاتِيــــــكَ تَحْمِلُنــــــي وأَبْيَــــــضَ صـــــارِماً ومُـــــــذَرِّباً فـــــــي مـــــــارِنٍ مَخْمــــــوسِ يعني رُمْحاً طولُ مارِنه خَمْسُ أَذرع. ومنه حديث معاذ: ائتوني بخَمِيسٍ أَو لَبِيسٍ آخذه منكم في الصدقة؛ الخَمِيسُ: الثوب الذي طوله خمس أَذرع، كأَنه يعني الصغير من الثياب مثل جريح ومجروح وقتيل ومقتول، وقيل: الخَمِيسُ ثوب منسوب إِلى مَلِكٍ كان باليمن أَمر أَن تعمل هذه الأَردية فنسبت إِليه. والخِمْسُ: ضرب من برود اليمن؛ قال الأَعشى يصف الأَرض: يوماً تَراها كشِبْهِ أَرْدِيَةِ الْ_خِمْسِ، ويوماً أَدِيمَها نَغِلا وكان أَبو عمرو يقول: إِنما قيل للثوب خَمِيسٌ لأَن أَول من عمله ملك باليمن يقال له الخِمْسُ، بالكسر، أَمر بعمل هذه الثياب فنسبت إِليه. قال ابن الأَثير: وجاء في البخاري خَمِيصٌ، بالصاد، قال: فإِن صحت الرواية فيكون مُذَكَّرَ الخَمِيصَةٍ، وهي كساء صغير فاستعارها للثوب.ويقال: هما في بُرْدَةٍ أَخْماسٍ إذا تقارنا واجتمعا واصطلحا؛ وقوله أَنشده ثعلب: صـــــــَيَّرَني جُـــــــودُ يـــــــديه، ومَـــــــنْ أَهْـــــــواه، فـــــــي بُـــــــرْدَةِ أَخْمــــــاسِ فسره فقال: قَرَّبَ بيننا حتى كأَني وهو في خمس أَذرع. وقال في التهذيب: كأَنه اشترى له جارية أَو ساق مهر امرأَته عنه. قال ابن السكيت: يقال في مَثَلٍ: لَيْتَنا في بُرْدَةٍ أَخْماسٍ أَي ليتنا تَقارَبْنا، ويراد بأَخماس أَي طولُها خمسة أَشبار، والبُرْدَة: شَمْلَة من صوف مُخَطَّطَة، وجمعها البُرَدُ. ابن الأَعرابي: هما في بُرْدَةٍ أَخماس، يفعلان فعلاً واحداً يشتبهان فيه كأَنهما في ثوب واحد لاشتباههما.والخَمِيسُ: من أَيام الأُسبوع معروف، وإِنما أَرادوا الخامِسَ ولكنهم خَصوه بهذا البناء كما خصوا النجم بالدَّبَرانِ. قال اللحياني: كان أَبو زيد يقول مَضى الخميسُ بما فيه فيفرد ويذكر، وكان أَبو الجرَّاح يقول: مضى الخميس بما فيهن فيجمع ويؤَنث يخرجه مخرج العدد، والجمع أَخْمِسة وأَخْمِساء وأَخامِسُ؛ حكيت الأَخيرة عن الفراء، وفي التهذيب: وخُماسَ ومَخْمَس كما يقال تُناءَ ومَثْنى ورُباعَ ومَرْبَع. وحكى ثعلب عن ابن الأَعرابي: لا تك خَمِيساً أَي ممن يصوم الخميس وحده.والخُمْسُ والخُمُسُ والخِمْسُ: جزء من خمسة يَطَّرِدُ ذلك في جميع هذه الكسور عند بعضهم، والجمع أَخْماس. والخَمْسُ: أَخذك واحداً من خمسة، تقول: خَمَسْتُ مال فلان. وخَمَسَهم يَخْمُسُهم بالضم خَمْساً: أَخذ خُمْسَ أَموالهم، وخَمَسْتُهم أَخْمِسُهم، بالكسر، إذا كنتَ خامِسَهم أَو كملتهم خمسة بنفسك. وفي حديث عَدِيّ بن حاتم: رَبَعْتُ في الجاهلية وخَمَسْتُ في الإِسلام، يعني قُدْتُ الجيشَ في الحالين لأَن الأَمير في الجاهلية كان يأْخذ الرُّبُع من الغنيمة، وجاءَ الإِسلامُ فجعله الخَمْسَ وجعل له مصارف، فيكون حينئد من قولهم رَبَعْتُ القوم وخَمَسْتُهم مخففاً إذا أَخذت رُبْع أَموالهم وخُمْسَها، وكذلك إِلى العشرة.والخَمِيسُ: الجَيْشُ، وقيل: الجيش الجَرَّارُ، وقيل: الجَيْشُ الخَشِنُ، وفي المحكم: الجَيْشُ يَخْمِسُ ما وَجَدَه، وسمي بذلك لأَنه خَمْسُ فِرَقٍ: المقدمة والقلب والميمنة والميسرة والساقةُ؛ أَلا ترى إِلى قول الشاعر: قـــــد يَضـــــْرِبُ الجيـــــشَ الخَمِيـــــسُ الأَزْوَرا فجعله صفة. وفي حديث خيبر: محمدٌ والخَمِيس أَي والجيش، وقيل: سمي خَمِيساً لأَنه تُخَمَّس فيه الغنائم، ومحمد خبر مبتدإٍ أَي هذا محمد. ومنه حديث عمرو بن معد يكرب: هم أَعْظَمُنا خَمِيساً أَي جيشاً. وأَخْماسُ البَصْرة خمسة: فالخُمْس الأَول العالية، والخُمْسُ الثاني بَكْر بن وائل، والخُمْسُ الثالث تميم، والخُمْسُ الرابع عبد القيس، والخُمْسُ الخامس الأَزْدُ.والخِمْسُ: قبيلة؛ أَنشد ثعلب: عــــادَتْ تميــــمُ بـــأَحْفى الخِمْســـِ، إِذ لَقِيَـــتْ إِحْــــدى القَنــــاطِرِ لا يُمْشــــى لهـــا الخَمَـــرُ والقناطر: الدواهي. وقوله: لا يمشي لها الخمر يعني أَنهم أَظهروا لهم القتال. وابنُ الخِمْسِ: رجل؛ وأَما قول شَبِيبِ بن عَوانَة: عَقِيلَـــــــــةُ دَلاَّهُ لِلَحْـــــــــدِ ضـــــــــَريحِه وأَثــــــوابُه يَبْرُقْــــــنَ والخِمْـــــسُ مـــــائجُ فعقيلةُ والخِمسُ: رجلان، وفي حديث الحجاج: أَنه سأَل الشَعْبيَّ عن المُخَّمَسَة، قال: هي مسأَلة من الفرائض اختلف فيها خمسة من الصحابة: علي وعثمان وابن مسعود وزيد وابن عباس، رضي اللَّه عنهم، وهي أُم وأُخت وجد.
المعجم: لسان العرب