المعجم العربي الجامع

دَيْنٌ

المعنى: (صيغة الجمع) دُيونٌ وأديُنٌ القَرْض إلى أجَل مُعيَّن. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ} [البَقَرَة:282].؛-: كلّ ما ليس حاضرًا.؛-: الموت. (قضى دَيْنَه): ماتَ. يُقال: «رَماهُ اللهُ بدَيْنِهِ» أي الموت لأنّه دَيْن على كلّ أحد.؛-: الجَزاء والمُكافأة. يُقال: «دانَهُ دَيْنًا» أي جازاه. و«دِنتُه بفعله دَيْنًا»: جَزَيتُه.
المعجم: القاموس

دين

المعنى: (الدَّيْنُ) وَاحِدُ (الدُّيُونِ) وَقَدْ (دَانَهُ) أَقْرَضَهُ فَهُوَ (مَدِينٌ) وَ (مَدْيُونٌ) . وَ (دَانَ) هُوَ أَيِ اسْتَقْرَضَ فَهُوَ (دَائِنٌ) أَيْ عَلَيْهِ دَيْنٌ وَبَابُهُمَا بَاعَ. قُلْتُ: فَصَارَ دَانَ مُشْتَرَكًا بَيْنَ الْإِقْرَاضِ وَالِاسْتِقْرَاضِ وَكَذَا الدَّائِنُ. وَرَجُلٌ (مَدْيُونٌ) كَثُرَ مَا عَلَيْهِ مِنَ الدَّيْنِ وَ (مِدْيَانٌ) أَيْ عَادَتُهُ أَنْ يَأْخُذَ بِالدَّيْنِ وَيَسْتَقْرِضَ. وَ (أَدَانَ) فُلَانٌ بَاعَ إِلَى أَجَلٍ تَقُولُ مِنْهُ (أَدِنِّي) عَشَرَةَ دَرَاهِمَ. وَ (ادَّانَ) بِالتَّشْدِيدِ اسْتَقْرَضَ وَهُوَ افْتَعَلَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «ادَّانَ مُعْرِضًا» أَيِ اسْتَدَانَ وَالْمُعْرِضُ ذُكِرَ تَفْسِيرُهُ فِي [ع ر ض] وَ (تَدَايَنُوا) تَبَايَعُوا بِالدَّيْنِ. وَ (اسْتَدَانَ) اسْتَقْرَضَ. وَ (دَايَنْتُ) فُلَانًا إِذَا عَامَلْتَهُ فَأَعْطَيْتَهُ دَيْنًا وَأَخَذْتَ مِنْهُ بِدَيْنٍ. وَ (الدِّينُ) بِالْكَسْرِ الْعَادَةُ وَالشَّأْنُ وَ (دَانَهُ) يَدِينُهُ (دِينًا) بِالْكَسْرِ أَذَلَّهُ وَاسْتَعْبَدَهُ (فَدَانَ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ» . وَ (الدِّينُ) أَيْضًا الْجَزَاءُ وَالْمُكَافَأَةُ يُقَالُ: (دَانَهُ) يَدِينُهُ (دِينًا) أَيْ جَازَاهُ. يُقَالُ: كَمَا (تَدِينُ تُدَانُ) أَيْ كَمَا تُجَازِي تُجَازَى بِفِعْلِكَ وَبِحَسَبِ مَا عَمِلْتَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: «إِنَّا لَمَدِينُونَ» أَيْ لَمَجْزِيُّونَ مُحَاسَبُونَ وَمِنْهُ (الدَّيَّانُ) فِي صِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى. وَ (الْمَدِينُ) الْعَبْدُ وَ (الْمَدِينَةُ) الْأَمَةُ كَأَنَّهُمَا أَذَلَّهُمَا الْعَمَلُ. وَ (دَانَهُ) مَلَكَهُ وَقِيلَ مِنْهُ سُمِّي الْمِصْرُ (مَدِينَةً) . وَ (الدِّينُ) أَيْضًا الطَّاعَةُ تَقُولُ: (دَانَ) لَهُ يَدِينُ (دِينًا) أَيْ أَطَاعَهُ وَمِنْهُ (الدِّينُ) وَالْجَمْعُ (الْأَدْيَانُ) وَيُقَالُ: (دَانَ) بِكَذَا (دِيَانَةً) فَهُوَ (دَيِّنٌ) وَ (تَدَيَّنَ) بِهِ فَهُوَ (مُتَدَيِّنٌ) وَ (دَيَّنَهُ تَدْيِينًا) وَكَلَهُ إِلَى دِينِهِ.
المعجم: مختار الصحاح

دين

المعنى: الديان: من أسماء الله عز وجل، معناه الحكم القاضي. وسئل بعض السلف عن علي بن أبي طالب، عليه السلام، فقال: كان ديان هذه الأمة بعد نبيها أي قاضيها وحاكمها. والديان: القهار، ومنه قول ذي الإصبع العدواني: لاه ابـن عمـك لا أفضـلت فـي حسب فينـا ولا أنـت ديـاني فتخزونـي أي ليست بقاهرلي فتسوس أمري. والديان: الله عز وجل.. والديان: القهار، وقيل: الحاكم والقاضي، وهوفعال من دان الناس أي قهرهم على الطاعة. يقال: دنتهم فدانوا أي قهرتهم فأطاعوا، ومنه شعر الأعشى الحرمازي يخاطب سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: يـا سـيد النـاس وديـان العـرب وفي حديث أبي طالب: قال له، عليه السلام: أريد منقريش كلمة تدين لهم بها العرب أي تطيعهم وتخضع لهم.والدين: واحد الديون، معروف. وكل شيء غير حاضر دين، والجمع أدين مثل أعين وديون، قال ثعلبة بن عبيد يصف النخل: تضــمن حاجـات العيـال وضـيفهم ومهمـا تضـمن مـن ديـونهم تقضي يعني بالديون ما ينال من جناها، وإن لم يكن دينا على النخل كقول الأنصاري: أديـن ومـا دينـي عليكـم بمغرم ولكـن علـى الشم الجلاد القراوح ابن الأعرابي: دنت وأنا أدين إذا أخذت دينا، وأنشد أيضا قول الأنصاري: أديـن ومـا دينـي عليكـم بمغرم قال ابن الأعرابي: القراوح من النخيل التي لا تبالي الزمان، وكذلك من الإبل، قال: وهي التي لا كرب لها من النخيل. ودنت الرجل: أقرضته فهو مدين ومديون. ابن سيده: دنت الرجل وأدنته أعطيته الدين إلى اجل، قال أبو ذؤيب: أدان وأنبــــــأه الأولـــــون بـــأن المـــدان ملـــي وفــي الأولون: الناس الأولون والمشيخة، وقيل: دنته أقرضته، وأدنته استقرضته منه. ودان هو: أخذ الدين. ورجل دائن ومدين ومديون، الأخيرة تميمية، ومدان: عليه الدين، وقيل: هو الذي عليه دين كثير. الجوهري: رجل مديون كثر ما عليه من الدين، وقال: ونـاهزوا الـبيع مـن ترعية رهق مســتأرب عضـه السـلطان مـديون ومديان إذا كان عادته أن يأخذ بالدين ويستقرض. وأدان فلان إدانة إذا باع من القوم إلى أجل فصار له عليهم دين، تقول منه: أدني عشرة دارهم، وأنشد بيت أبي ذؤيب: بـــأن المـــدان ملـــي وفــي والمدين: الذي يبيع بدين: وادان واستدان وأدان: استقرض واخذ بدين، وهو افتعل، ومنه قول عمر، رضي الله عنه: فادان معرضا أي استدان، وهوالذي يعترض الناس ويستدين، امكنه. وتداينوا: تبايعوا بالدين. واستدانوا استقرضوا. الليث: أدان الرجل، فهو مدين أي مستدين، قال ابومنصور: وهذا خطأ عندي، قال: وقد حكاه شمر لبعضهم وأظنه أخذه عنه. وأدان: معناه أنه باع بدين أو صار له على الناس دين. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: إن فلانا يدين ولا مال له. يقال: دان واستدان وادان، مشددا، إذا أخذ الدين واقترض، فإذا اعطى الدين قيل أدان مخففا. وفي حديثه الاخر عن أسيفع جهينة: فادان معرضا أي استدان معرضا عن الوفاء. واستدانه: طلب منه الدين.واستدانه: استقرض منه، قال الشاعر: فــإن يـك يـا جنـاح علـي ديـن فعمــران بــن موســى يســتدين ودنته: أعطيته الدين. ودنته: استقرضت منه. ودان فلان يدين دينا: استقرض وصار عليه دين فهو دائن، وأنشد الأحمر للعجير السلولي: نـدين ويقضـي الله عنا وقد نرى مصــارع قــوم لا يـدينون ضـيعا قال ابن بري: صوابه ضيع، بالخفض على الصفة لقوم، وقبله: فعـد صـاحب اللحـام سيفا تبيعه وزد درهمـا فوق المغالين واخنع وتداين القوم واداينوا: أخذوا بالدين، والاسم الدينة. قال أبو زيد: جئت أطلب الدينة، قال: هو اسم الدين. وما أكثر دينته أي دينه. الشبيالني: أدان الرجل إذا صار له دين على الناس. ابن سيده: وأدان فلان الناس أعطاهم الدين وأقرضهم، وبه فسر به بعضهم قول أبي ذؤيب: أدان وأنبــــــأه الأولـــــون بـــأن المـــدان ملـــي وفــي وقال شمر في قولهم يدين الرجل أمره: أي يملك وأنشد بيت أبي ذؤيب: أيضا. وأدنت الرجل إذا أقرضته. وقد ادان إذا صا رعليه دين. والقرض: أن يقترض الإنسان دراهم أو دنانير أو حبا أو تمرا أو زبيبا أوما أشبه ذلك ولايجوز لأجل لأن الأجل فيه باطل. وقال شمر: ادان الرجل إذا كثر عليه الدين، وأنشد: أنـدان أم نعاتان أم ينبري لنا فتى مثل نصل السيف هزت مضاربه؟ نعتان أي نأخذ العينة. ورجل مديان: يقرض الناس، وكذلك الأنثى بغير هاء، وجمعهما جميعا مدايين. ابن بري: وحكى ابن خالويه أن بعض أهل اللغة يجعل المديان الذي يقرض الناس، والفعل منه أدان بمعنى أقرض، قال: وهذا غريب، وداينت فلانا إذا أقرضته وأقرضك، قال رؤبة: داينــت أروى والــديون تقضــى فمـــاطلت بعضـــا وادت بعضــا وداينت فلانا إذا عاملته فأعطيت دينا وأخذت بدين، وتداينا كما تقول قاتله وتقاتلنا. وبعته بدينة أي بتأخير، والدينة جمعها دين، قال رداء بن منظور: فـإن تمـس قـد عـال عـن شـأنها شــؤون فقـد طـال منهـا الـدين أي دين على دين. والمدان: الذي لا يزال عليه دين، قال: والمديان إن شئت جعلته الذي يقرض كثيرا، وإن شئت جعلته الذي يستقرض كثيرا. وفي الحديث: ثلاثة حق على الله عونهم، منهم المديان الذي يريد الأداء، المديان: الكثير الدين الذي عليه الديون، وهو مفعال من الدين للمبالغة. قال والدائن الذي يستدين، والدائن الذي يجري الدين. وتدين الرجل إذا استدان، وأنشد: تعيرنــي بالـدين قـومي وإنمـا تـدينت فـي أشـياء تكسبهم حمدا ويقال: رأيت بفلان دينة إذا رأى به سبب الموت. ويقال: رماه الله بدينه أي بالموت لأنه دين على كل أحد. والدين: الجزاء والمكأفاة. ودنته بفعله دينا: جزيته، وقيل الدين المصدر، والدين الاسم،قال: ديــن هــذا القلــب مــن نعـم بســـــقام ليــــس كالســــقم وداينه مدانية وديانا كذلك أيضا. ويوم الدين: يوم الجزاء. وفي المثل: كما تدين تدان أي كما تجازي نجازي أي تجازي بفعلك وبحسب ماعملت، وقيل: كما تفعل يفعل بك، قال خويلد بن نوفل الكلابي للحرث بن أبي شمر الغساني، وكان اغتصبه ابنته: يـا أيهـا الملك المخوف أماترى ليلا وصـــبحا كيـــف يختلفــان ه تسـتطيع الشـمس أن تـأتي بها ليلا وهــل لــك بالمليـك يـدان يــا حـار أيقـن أن ملكـك زائل واعلــم بـأن كمـا تـدين تـدان أي تجزي بما تفعل، ودانه دينا أي جازاه. وقوله تعالى: إنا لمدينون، أي مجزيون محاسبون، ومنه الديان في صفة الله عز وجل. وفي حديث سلمان: إن الله ليدين للجماء من ذات القرن أي يقتص ويجزي. والدين الجزاء. وفي الحديث أي عمرو: لا تسبوا السلطان فإن كان لا بد فقولوا اللهم دنهم كما يدينونا أي اجزهم بما بعاملونا به. والدين الحساب، ومنه قوله تعالى: مالك يوم الدين، وقيل: معناه مالك يوم الجزاء. وقوله تعالى: ذلك الدين القيم، أي ذلك الحساب الصحيح والعدد المستوي. والدين الطاعة. وقد دنته ودنت له أي أطعته، قال عمرو بن كلثوم: وأيامـــا لنــا غــرا كرامــا عصـينا الملـك فيهـا أن نـدينا ويروى: وأيـــام لنـــا ولهــم طــوال والجمع الأديان يقال: دان بكذا بديانة، وتدين به فهو دين ومتدين. ودينت الرجل تديينا إذا وكلته إلى دينه. والدين: الإسلام، وقد دنت به. وفي حديث علي، عليه السلام، محبة العلماء دين يدان به. والدين: العادة والشأن، تقول العرب: مازال ذلك ديني وديدني أي عادتي، قال المثقب العبدي يذكر ناقته: تقــول إذا درأت لهــا وضــيني أهـــذا دينــه أبــدا ودينــي وروى قوله: ديــن هــذا القلــب مــن نعـم يريد يا دينه أي ياعادته، والجمع أديان. والدينة: كالدين،قال أبوذؤيب: ألا يـا عنـاء القلب من ام عامر ودينتــه مـن حـب مـن لا يجـاور ودين: عود، وقيل: لا فعل له. وفي الحديث: الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والأحمق من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله، قال أبوعبيد: قوله دان نفسه أي أذلها واستعبدها، وقيل: حاسبها. يقال: دنت القوم أدينهم إذا فعلت ذلك بهم، قال الأعشى يمدح رجلا: هـودان الربـاب إذ كرهـوا الدي ن دراكــــا بغـــزوة وصـــيال ثـم دانـت بعـد الربـاب وكـانت كعــــذاب عقوبــــة الأقـــوال قال: هو دان الرباب يعني أذلها، ثم قال: ثم دانت بعد الرباب أي ذلت له وأطاعته والدين لله من هذا إنما هو طاعته والتعبد له. ودانه دينا أي أذله واستعبده يقال: دنته فدا.وقوم دين أي دائنون، وقال: وكــان النــاس إلا نحــن دينـا وفي التنزيل العزيز: ما كان ليأخذه أخاه في دين الملك، قال قتادة: في قضاء الملك. ابن الأعرابي: دان الرجل إذا عز، ودان إذا ذل، ودان إذا أطاع، ودان إذا عصى، ودان إذا اعتاد خيرا أو شرا، ودان إذا أصابه الدين، وهو داء، وأنشد: يـا دين قلبك من سلمى وقد دينا قال: وقال المفضل معناه يا داء قلبك القديم. ودنت الرجل: خدمته وأحسنت إليه. والدين: الذل. والمدين: العبد. والمدينة: الأمة المملوكة كأنهما أذلهما العمل، قال الأخطل: ربـت وربـا في حجرها ابن مدينة يظــل علــى مســتحاته يتركــل ويروى: في كرمها ابن مدينة، قال أبوعبيدة: أي ابن امة، وقال ابن الأعرابي: معنى ابن مدينة عالم بها كقوله هذا ابن بجدتها. وقوله تعالى: إننا لمدينون، أي مملوكون. وقوله تعالى: فلولا أن كنتم غير مدينين ترجعونها، قال الفراء: غير مدينين أي غير مملوكين. قال: وسمعت غير مجزيين، وقال أبو إسحق: معناه لا ترجعون الروح إن كنتم صادقين أن لكم في الحياة والموت قدرة، وهذا كقوله: قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين. ودنته أدينه دينا: سسته. ودنته: ملكته. ودينته أي ملكته. ودينته القوم: وليته سياستهم، قال الحطئية: لقــد دينــت أمــر بنيـك حـتى تركتهـــم أدق مـــن الطحيـــن يعني ملكت، ويروى: سوست، يخاطب أمه، وناس يقولون: ومنه سمي المصر مدينة. والديان: السائس، وأنشد بيت ذي الإصبع العدواني: لاه ابـن عمـك لا افضـلت فـي حسب يومـا ولا أنـت ديـاني فتخزونـي قال ابن السكيت: أي ولا أنت مالك أمري فتسوسني، ودنت الرجل تديينا إذا وكلته إلى دينه. والدين: الحال. قال النضربن سميل: سألت أعرابيا عن شيء فقال: لو لقيتني على دين غير هذه لأخبرتك. الدين ما يتدين به الرجل. والدين: السلطان. والدين: الورع. والدين: القهر. والدين: المعصية. والدين: الطاعة. وفي حديث الخوارج: يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، يريد أن دخولهم في الإسلام ثم خروجهم منه لم يتمسكوا منه بشيء كالسهم الذي يدخل في الرمية ثم نفذ فها وخرج منها ولم يعلق به منها شيء، قال الخطابي: قد أجمع علماء المسلمين واجازوا مناكحتهم وأكل ذبائحهم وقبول شهادتهم، وسئل عنهم علي بن أبي طالب، عليه السلام، فقيل: أكفار هم؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا، وهؤلاء يذكرون الله بكرة واصيلا، فقيل: ماهم؟ قال: قوم أصابتهم فتنة فعموا وصموا. قال الخطابي: يعني قوله، صلى الله عليه وسلم، يمرقون من الدين، أراد بالدين الطاعة أي أنهم يخرجون من طاعة الإمام المفترض الطاعة وينسلخون منها، والله أعلم. ودين الرجل في القضاء وفيما بينه وبين الله: صدقه. ابن الأعرابي: دينت الحالف أي نويته فيما حلف، وهو التديين. وقوله في الحديث: أنه، عليه السلام، كان على دين قومه، قال ابن الأثير: ليس المراد به الشرك الذي كانوا عليه، وإنما أراد أنه كان على ما بقي فيهم من إرث إبراهيم، عليه السلام، من الحج والنكاح والميراث وغير ذلك من أحكام الإيمان، وقيل: هو من الدين العادة يريد به أخلاقهم من الكرم والشجاعة وغير ذلك. وفي حديث الحج: كانت قريش ومن دان بدينهم أي اتبعهم في دينهم ووافقهم عليه واتخذ دينهم له دينا وعبادة. وفي حديث دعاء السفر: أستودع الله دينك وأمانتك، جعل دينه وأمانته من الودائع لأن السفر يصيب الإنسان فيه المشقة، والخوف فيكون ذلك سببا لإهمال بعض امور الدين فدعا له بالمعونة والتوفيق، وأما الأمانة ههنا فيريد بها اهل الرجل وماله ومن يخلفه عن سفره. والدين: الداء، عن اللحياني، وأنشد: يـا دين قلبك من سلمة وقد دينا قال: يا دين قلبك يا عادة قبلكوقد دين أي حمل على ما يكره وقال الليث: معناه وقد عود. الليث: الدين من الأمطار ما تعاهد موضعا لايزال يرب به ويصيبه، وأنشد: معهود ودين، قال أبو منصور، هذا خطأ، والبيت للطرماح وهو: عقــائل رملــة نــازعن منهــا دفـــوف أقــاح معهــود وديــن أراد: دفوف رمل أو كثب اقاح معهود أي ممطور أصابه عهد من المطر بعد المطر، وقوله ودين أيمودون مبلول من ودنته أدنه ودنا إذا بلللته، والواو فاء الفعل، وهي أصلية وليست بواو العطف، ولا يعرف الدين في باب الأمطار، وهذا تصحيف الليث أوممن زاده في كتابه. وفي حديث مكحول: الدين بين يدي الذهب والفضة، والعشر بين يدي الدين في الزرع والإبل والبقر والغنم، قال ابن الأثير: يعني أن الزكاة تقدم على الدين، والدين يقدم على الميراث.والديان بن قطن الحارثي: من شرفائهم، فأما قول مسهر بن عمرو الضبي: هـا إن ذا ظـالم الـديان متكئا علــى أسـرته يسـقي الكوانينـا فإنه شبه ظالما هذا بالديان بن قطن بن زياد الحارثي، وهو عبد المدان في نخوته وليس ظالم هو الديان بعينه. وبنو الديان: بطن، قال ابن سيده: أراه نسبوا إلى هذا قال السموأل بن عاديا أو غيره: فـإن بنـي الـديان قطـب لقومهم تــدور رحــاهم حــولهم وتجـول
المعجم: لسان العرب

دين

المعنى: دان فلان بدين الخرمية. ورجل دين ومتدين. وديّنته: وكلته إلى دينه. وتقول: أبعت بدين، أم بعين، وهي النقد. ودنت وادّنت وتديّنت واستدنت: استقرضت. ودنته وأدنته وديّنته: أقرضته. وداينت فلاناً: عاملته بالدين. وتداينوا. وفلان دائن ومديون. ودنته بما صنع: جزيته. "كما تدين تدان". ومنه يوم الدين. والله الديان، وقيل: هو القهار، من دان القوم إذا ساسهم وقهرهم فدانوا له. ودانوه: انقادوا له. وقد دين الملك، وملك مدين. "والكيس من دان نفسه" وهم دائنون لفلان، ودينٌ له. وأنشد المفضل: ويـوم الحزن إذا حشدت معدّ وكـان النـاس إلا نحن دينا أنشد لعبد المطّلب: إنـا أنسـا لا ندين بأرضنا عض الرسول ببظر أمّ المرسل ولفلان مدين ومدينة أي عبد وأمة. ويقال: يا ابن المدينة. وديّنته أمرك: ملكته إياه وسوسته. قال الحطيئة يهجو أمّه: لقـد دُيّنـت أمـر بنيك حتى تركتهــم أدق مـن الطحيـن وداينته: حاكمته. وكان عليّ ديّان هذه الأمة بعد نبيّها أي قاضيها.
المعجم: أساس البلاغة

دِينٌ

المعنى: ما يَتَديَّن به الإنسان، دِيانَةٌ.؛-: اسم لجميع ما يُعبَد به الله (دِين الإسلام/المسيحيّة).؛-: المِلَّةُ. قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلَامُ} [آل عِمرَان:19].؛-: الِاعْتِقاد بالجَنان والإقرار باللِّسان وعَمَل الجَوارح بالأركان.؛-: السِّيرة؛ المُلْك، السُّلْطان.؛-: الحُكْم؛ المذهَب.؛-: القَضاء، الشَّريعة والقانون. قال تعالى: {مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَن يَشَاء اللّهُ} [يُوسُف:76].؛- الحَقّ: الشريعة الحقّ، الإسلام، أو شريعة الله لأنه الحَقّ.؛- القيِّمة: شريعة المِلّة المستقيمة وهي الحنيفيّة، الإسلام {وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَة} [البَيّنَة:5].؛- المَلِك: قانونه وشريعته. {مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَن يَشَاء اللّهُ} [يُوسُف:76].؛-: الجزاء، المكافأة: {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ} [النُّور:25].؛-: الحال (لو لَقيتَني على دِيْنٍ غَيْر ه?ذه لأخبرتُكَ).؛-: العادَة والشَّأن (ما زال ذ?لك دِيني ودَيْدَني) أي عادتي.؛-: الوَرَع (دِيني يَمنعُني من قَهْر اليَتيم).؛-: الإسلام. قال تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ} [آل عِمرَان:83].؛-: القَهْر والغَلَبة؛ الذُّلُّ؛ المَعْصية، الخطيئة.؛-: التَّدبير؛ الإكراه.؛-: الطَّاعة (الدّين لله) أي طاعته والتَّعبُّد له.؛-: الحِساب. ومنه قوله تعالى: {ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [التّوبَة:36]. أي ذ?لك الحسابُ الصَّحيحُ والعَددُ المُستوي، ومنه كذ?لك قوله تعالى: {مَلِكِ يَوْمِ الدِّين} [الفَاتِحَة:4].؛-: الدّاء (أصابه الدِّين).؛-: القُوَّة الكافية لجعلِ سُرعة جسمٍ وَزْنه غرام واحد سنتيمترًا في الثانية.؛قومٌ -: دائنون.؛يومُ الـ -: يوم الحِساب والدَّينونة.أديانٌ وأديُنٌ ودُيونٌ
المعجم: القاموس

الدين

المعنى: ـ الدَّيْنُ: ما لَه أجَلٌ، ـ كالدِّيْنَةِ، بالكسر، وما لا أجَلَ له، فَقَرْضٌ، والمَوْتُ، وكُلُّ ما ليس حاضراً ـ ج: أدْيُنٌ ودُيونٌ. ـ ودِنْتُه، بالكسر، ـ وأدَنْتُه: أَعْطَيْتُهُ إلى أجَلٍ، وأقْرَضْتُه. ـ ودانَ هو: أخَذَه. ـ ورجُلٌ دائنٌ ومَدينٌ ومَدْيونٌ ومُدانٌ، وتُشَدَّدُ دالُه: عليه دَيْنٌ، أو كثير. ـ وأدانَ وادَّانَ واسْتَدَانَ وتَدَيَّنَ: أخَذَ دَيْناً. ـ ورجلٌ مِدْيَانٌ: يُقْرِضُ كثيراً، ويَسْتَقْرِضُ كثيراً، ضِدٌّ، وكذا امرأةٌ، جَمْعُهما: مَدايِينُ. ـ ودايَنْتُه: أقْرَضْتُه وأقْرَضَني. ـ والدِّيْنُ، بالكسر: الجَزاءُ، وقد دِنْتُه، بالكسر، دَيْناً، ويُكْسَرُ، والإِسْلامُ، وقد دِنْتُ به، بالكسر، والعادةُ، والعِبادةُ، والمُوَاظِبُ من الأَمْطَارِ، أو اللَّيِّنُ منها، والطاعة، ـ كالدِّيْنَة، بالهاء فيهما، والذُّلُّ، والداءُ، والحِسابُ، والقَهْرُ، والغَلَبَةُ، والاسْتِعْلاءُ، والسلطانُ، والمُلْكُ، والحُكْمُ، والسِّيرَةُ، والتَّدْبيرُ، والتَّوْحيدُ، واسْمٌ لجميعِ ما يُتَعَبَّدُ الله عَزَّ وجلَّ به، والمِلَّةُ، والوَرَعُ، والمَعْصِيَةُ، والإِكْرَاهُ، ـ وـ من الأَمْطَارِ: ما يُعاهِدُ مَوْضِعاً، فصارَ ذلك له عادةً، والحالُ، والقضاءُ. ـ ودِنْتُه أدِينُه: خَدَمْتُهُ، وأحْسَنْتُ إليه، ومَلَكْتُه، ـ ومنه: المَدينةُ للمِصْرِ، وأقْرَضْتُه واقْتَرَضْتُ منه. ـ والدَّيَّانُ: القَهَّارُ، والقاضي، والحاكِمُ، والسائسُ، والحاسِبُ، والمُجازي الذي لا يُضَيِّعُ عَمَلاً، بل يَجْزِي بالخَيْرِ والشَّرِّ. ـ والمَدِينُ: العَبْدُ، وبِهاءٍ: الأَمَةُ، لأَنَّ العَمَلَ أذَلَّهُما، وفي الحديثِ: "كان النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، ـ على دِيْنِ قَوْمِهِ"، أي: على ما بَقِيَ فيهم من إِرْثِ إبراهيمَ وإسماعيلَ، عليهما السلامُ، في حَجِّهِم ومُناكَحَتِهِم وبُيوعِهِم وأسالِيْبِهمْ، وأما التَّوْحيدُ فإنهم كانوا قد بَدَّلُوه، والنبي، صلى الله عليه وسلم، لم يَكن إلا عليه. ـ ودَانَ يَدِينُ: عَزَّ، وذَلَّ، وأطاعَ، وعَصَى، واعْتَادَ خَيْراً أو شرّاً، وأصابَهُ الداءُ، ـ وـ فلاناً: حَمَلَهُ على ما يَكْرَهُ، وأذَلَّهُ. ـ ودَيَّنَه تَدْيِيناً: وَكَلَه إلى دِينِه. ـ وأنا ابنُ مَدِينَتِها، أي: عالِمٌ بها. ـ ودَايانُ: حِصْنٌ باليَمَنِ. ـ وادَّانَ: اشْتَرَى بالدَّيْنِ، أو باعَ بالدَّيْنِ، ضِدٌّ، ـ وفي الحديثِ: "ادَّانَ مُعْرِضاً " ، ـ ويُرْوَى: دانَ، وكِلاهُما بمَعْنَى اشْتَرَى بالدَّيْنِ مُعْرِضاً عن الأَداءِ، أو مَعْنَاهُ: دايَنَ كُلَّ من عَرَضَ له.
المعجم: القاموس المحيط

أَيّانَ

المعنى: اسم مَبنِيّ مؤلَّف من أي و آن، تأتي للسّؤال عن الحين والزَّمان في المُستقبَل وقلّما تُستعمَل إلّا في أماكنِ التَّفخيم {يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّين} [الذّاريَات:12]. وتأتي لتَعميم الأزمنة بمعنى متى، نحو: «أيّانَ تُسافِر». وقد تتضمَّن معنى الشَّرط فتجزِمِ فعلين مُلحَقةً بما، نحو: «فأيّان ما تَعْدِلْ به الرّيحُ يَنزِلِ» أو مُجرّدة عنها، نحو: «أيّان تَدْرسْ تَنْجَحْ».
المعجم: القاموس

أَي

المعنى: أَي : ( {أَيُّ) . كَتَبَه بالحُمْرةِ، وَهُوَ فِي الصِّحاحِ، فالأَوْلى كتبه بالسَّوادِ: (حَرْفُ اسْتِفْهامٍ عمَّا يَعْقِلُ وَمَا لَا يَعْقِلُ) . (هَكَذَا هُوَ فِي المحْكَم. وقالَ شيْخُنا: لَا قَائِل بحَرْفِيَّتها بَلْ هِيَ اسمٌ تُسْتَعْملُ فِي كلامِ العَرَبِ على وُجُوهٍ مَبْسوطَةٍ فِي المُغْني وشُرُوحِه، وكَلامُ المصنِّفِ فِيهَا كُلّه غَيْر مُحَرَّر. ثمَّ قالَ ابنُ سِيدَه: وقَوْلُ الشاعِرِ: وأَسْماءُ مَا أَسْماءُ لَيْلَةَ أَدْلَجَتْإليَّ وأَصْحابي} بأَيِّ وأَيْنَما فإنَّه جعلَ أَيَّ اسْماً للجهَةِ، فلمَّا اجْتَمَعَ فِيهِ التَّعْريفُ والتأْنِيثُ مَنَعَه الصَّرْف. وَقَالُوا: لأَضْرِبَنَّ أَيُّهم أَفْضَلُ؛ أَيِّ (مَبْنِيَّةٌ) عنْدَ سِيْبَوَيْه، فلذلِكَ لم يَعْمل فِيهَا الفِعْلُ؛ كَمَا فِي المُحْكَم وَفِي الصِّحاحِ. وقالَ الكِسائيّ: تقولُ: لأَضْرِبَنَّ أَيَّهم فِي الدارِ، وَلَا يَجوزُ أَن تقولَ ضَرَبْت أَيُّهم فِي الدارِ، فَفرق بينَ الوَاقِعِ والمُنْتَظَرِ.  وقالَ شَيْخُنا: أَيّ لَا تُبْنى إلاَّ فِي حالَةٍ مِن أَحْوالِ المَوْصولِ، أَو إِذا كانتْ مُنادَاة، وَفِي أَحْوالِ الاسْتِفهامِ كُلّها مُعْرَبَة، وكَذلِكَ حالُ الشَّرْطِيّة وغَيْر ذلِكَ، وَلَا يعْتَمد على شيءٍ مِن كَلامِ المصنِّف انتَهَى. قُلْتُ: وَقد عَرَفْت أنَّه قَوْلُ سِيْبَوَيْه على مَا نَقَلَه ابنُ سِيدَه. فقوْل شيْخنا أنَّه لَا يُعْتَمد إِلَى آخِرِه مَحلُّ نَظَرٍ. ثمَّ قالَ بعضٌ: لعلَّ قَوْله مَبْنِيَّة مُحَرَّفَة عَن مُبَيِّنَة بتقْدِيم التّحْتِيَّة على النونِ مِن البَيَانِ، {أَي مُعْرَبَة، وقيلَ: أرادَ بالبِناءِ التَّشْديد وكُلّه خِلافُ الظاهِرِ، انتَهى. قُلْتُ: وَهُوَ مِثْل مَا ذكرَ وحيثُ ثبتَ أَنه قَوْلُ سِيْبَوَيْه فَلَا يحتاجُ إِلَى هَذِه التَّكْلِفاتِ البَعِيدَةِ وَمن حفظ حجَّة على مَنْ لم يَحْفظ. (وَقد تُخَفَّفُ) لضَرُورَةِ الشِّعْرِ، (كقَوْلهِ) ، أَي الفَرَزْدَق: (تَنَظَّرْتُ نَسْراً والسِّماكَيْنِ} أَيْهُما (عليَّ من الغَيْثِ اسْتَهَلَّتْ مواطِرُهْإنما أَرادَ {أَيُّهما، فاضْطَرَّ فحذَفَ. (ووَقَعَ فِي كتابِ المُحْتَسب لابنِ جنِّي تَنَظَّرْتُ نَصْراً، وقالَ: اضْطَرَّ إِلَى تَخْفِيفِ الحَرْفِ فحذَفَ الياءَ الثانِيَة وكانَ يَنْبَغِي أَن يردَّ الْيَاء الأُولى إِلَى الواوِ لأنَّ أَصْلَها الْوَاو. (وَقد تَدْخُلُه الكافُ فيُنْقَلُ إِلَى تكْثيرِ العددِ بمعْنَى كمِ الخَبَرِيَّةِ ويُكْتَبُ تَنْوِينه نوناً، وفيهَا؛) كَذَا فِي النّسخ، والأَوْلى وَفِيه، (لُغاتٌ) يقالُ: (} كأَيَّنْ) ، مِثَالُ كعَيِّن، (وكَيْيِنْ) ، بفتْحِ الكافِ وسكونِ  الياءِ، الأُوْلى وكسْرِ الياءِ الثانِيَةِ، (وكائِنْ) ، مثَالُ كَاعِنٍ، ( {وكأَيَ) بوزْنِ رَمَي، (وكَاءٍ) ، مثلُ كَاعٍ، كَذَا فِي النّسخ والصَّوابُ بوزْنِ عَمٍ. قالَ ابنُ جنِّي: حَكَى ذلِكَ ثَعْلَب. اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ مِنْهَا على الأُوْلى والثالثَةِ؛ وَمَا عَدَاهُما عَن ابنِ جنِّي، قالَ: تَصَرَّفتِ العَرَبُ فِي هَذِه الكَلِمَةِ لكثْرَةِ اسْتِعْمالِها إيَّاها فقَّدَّمَتِ الياءَ المُشَدَّدَة وأَخَّرَتِ الهَمْزَةَ، كَمَا فَعَلَتْ ذلِكَ فِي عدَّةِ مَوَاضِع، فصارَ التَّقْديرُ كَيِّىءٌ، ثمَّ إنَّهم حَذَفُوا الياءَ الثانِيَةَ تَخْفِيفاً كَمَا حَذَفُوها فِي مَيِّت وهَيِّن، فصارَ التَّقْدير كَيْىءٌ، ثمَّ إنَّهم قَلَبُوا الياءَ أَلِفاً لانْفِتاحِ مَا قَبْلها، فصارَتْ كائِنْ: فمَنْ قالَ:} كأَيِّنْ فَهِيَ أَيُّ أُدْخِلَتْ عَلَيْهَا الكافُ، ومَنْ قالَ: كائِنْ فقد بيَّنَّا أَمْرَه، ومَنْ قالَ: {كأْي بوزْنِ رَمْي فأَشْبَه مَا فِيهِ أنَّه لما أَصارَه التَّغَير على مَا ذَكَرْنا إِلَى كَيْىءٍ قدَّمَ الهَمْزَةَ وأَخّر الياءَ وَلم يَقْلبِ الياءَ أَلِفاً، ومَنْ قالَ: كيءٍ بوزْنِ عَمٍ فإنَّه حذَفَ الياءَ مِن كَيْىءٍ تَخْفِيفاً أَيضاً. وقالَ الجَوْهرِيُّ: (تقولُ كأَيِّنْ رجُلاً) لَقِيتَ، تَنْصبُ مَا بَعْد كأَيِّنْ على التَّمْييزِ؛ (و) تقولُ أَيْضاً كأَيِّنْ (من رجُلٍ) لَقِيتَ، وإدْخال مِن بَعْد كأَيِّنْ أَكْثَر مِنَ النَّصْبِ بهَا وأَجْوَد؛ وتقولُ:} بكأَيِّنْ تَبِيعُ هَذَا الثَّوْبَ؟ أَي بكَم تَبِيع؛ قالَ ذُو الرُّمَّة: وكائِنْ ذَعَرْنا مِن مَهَاةٍ ورامِحٍ بِلادُ العِدَا لَيْسَتْ لَهُ ببِلادِهذا نَصُّ الجَوْهرِيِّ. قالَ سِيْبَوَيْه: وَقَالُوا كأَيِّنْ رجُلاً قد رأَيت، زَعَمَ ذلِكَ يونُس،! وكأَيِّنْ قد أَتاني رجُلاً، إلاَّ أنَّ أَكْثَر العَرَبِ  إنَّما يتَكَّلمُونَ مَعَ مِنْ قالَ: ومعْنَى كأَيِّنْ رُبَّ. وقالَ الخَلِيلُ: إِن جَرَّها أَحدٌ مِنَ العَرَبِ فَعَسى أَن يجرَّها بإضْمارِ مِن، كَمَا جازَ ذلِكَ فِي كَمْ؛ وقالَ أَيْضاً: كأَيِّنْ عَمِلَتْ فيمَا بَعْدَها كعَمَلِ أَفْضَلَ فِي رجُلٍ فصارَ أَيّ بمنْزِلَةِ التَّنْوين، كَمَا كانَ هم مِنَ قَوْلِهم أَفْضَلهم بمنْزِلَةِ التَّنْوين. قالَ: وإنَّما يَجِيءُ الكافُ للتَّشبيهِ فتَصيِر هِيَ وَمَا بَعْدَها بمنْزِلَةِ شَيْء واحِدٍ. ( {وأَيٌّ أَيْضاً اسمٌ صِيغَ ليُتَوَصَّلُ بهَا؛) كَذَا فِي النّسخ والصَّوابُ بِهِ؛ (إِلَى نداءِ مَا دَخَلَتْه أَلْ كَيَا أَيُّها الرَّجُلُ) وَيَا} أَيُّها الرَّجُلانِ وَيَا أَيُّها الرِّجال، وَيَا {أَيَّتُها المَرْأَةُ وَيَا} أَيَّتُها المَرْأَتانِ وَيَا أَيَّتُها النِّسْوَةُ، وَيَا أَيُّها المَرْأَة وَيَا أَيُّها المَرْأَتانِ وَيَا أَيُّها النِّسْوة. وأَمَّا قَوْلُه، عزَّ وجلَّ: {يَا أَيها النَّمْلُ ادْخلُوا مَسَاكِنَكم} ، فقد يكونُ على قَوْلِكَ يَا {أَيُّتها المَرْأَة وَيَا أَيّها النِّسْوة. وأَمَّا ثَعْلَب فقالَ: إنَّما خاطَبَ النَّمْلَ بيا أَيّها لأنَّه جَعَلَهم كالنَّاسِ، وَلم يَقُل ادْخُلي لأنَّها كالناسِ فِي المُخاطَبَةِ، وأَمَّا قَوْلُه: {يَا أَيُّها الذينَ آمَنُوا} ، فيأْتي بنِداءٍ مُفْردٍ مُبْهِمِ، وَالَّذين فِي مَوْضِع رَفْعِ صفَةٍ} لأيّها، هَذَا مَذْهَبُ الخَلِيلِ وسِيْبَوَيْه وأَمَّا مَذْهَبُ الأَخْفَش: فَالَّذِينَ صفَةٌ! لأيّ، ومَوْضِعُ الَّذين رَفْع بإضْمارِ الذَّكَرِ العائِدِ على أَيَّ، كأَنّه على مَذْهَبِ الأَخْفَش بمنْزِلَةِ قَوْلِكَ: يَا مَنْ الَّذين أَي يَا من هم الَّذين، وَهَا لازِمَةٌ لأيِّ عِوَضاً ممَّا حُذِفَ مِنْهَا للإضافَةِ وزِيادَةً فِي التَّنْبِيهِ.  وَفِي الصِّحاح، وَإِذا نادَيْتَ اسْماً فِيهِ الأَلِفُ والَّلامُ أَدْخَلْتَ بَيْنه وبينَ حَرْفِ النِّداءِ أَيّها فتَقولُ: يَا أَيّها الرَّجُلُ وَيَا أَيَّتُها المَرْأَة، {فأَيّ اسمٌ مُفْردٌ مُبْهم مَعْرِفَة بالنِّداءِ مَبْنِيٌّ على الضمِّ، وَهَا حَرْفُ تَنْبيهٍ، وَهِي عِوَض ممَّا كانتْ أَيّ تُضَافُ إِلَيْهِ، وتَرْفَع الرَّجُل لأنَّه صفَةٌ أَيّ؛ انتَهَى. وقالَ ابنُ بَرِّي: أَيّ وُصْلَة إِلَى نِدَاء مَا فِيهِ الألِف وَاللَّام فِي قَوْلِكَ يَا أَيُّها الرَّجُل، كَمَا كانتْ} إِيّاً وُصْلَةَ المُضْمَرِ فِي {إيّاه} وإيّاك فِي قَوْلِ مَنْ جَعَل إيَّا اسْماً ظاهِراً مُضَافا على نَحْو مَا سمعَ مِنْ قَوْلِ العَرَبِ: إِذا بَلَغَ الرَّجُلُ السِّتِّيْن {فإيَّاه} وإِيَّا الشَّوابِّ، انتَهَى. وقالَ الزجَّاجُ: أَيّ اسمٌ مُبْهمٌ مَبْنِيٌّ على الضمِّ مِن أَيُّها الرَّجُل، لأنَّه مُنادَى مُفْرَد، والرَّجُل صِفَة {لأَيّ لازِمَه، تقولُ: أَيّها الرَّجُل أَقْبِل، وَلَا يجوزُ يَا الرَّجُل؛ لأنَّ يَا تَنْبِيهٌ بمنْزِلَةِ التَّعْريفِ فِي الرَّجُل فَلَا يجمعُ بينَ يَا وبينَ الأَلفِ واللامِ، وَهَا لازِمَةٌ لأيّ للتَّنْبيهِ، وَهِي عِوَضٌ مِن الإِضافَةِ فِي أَيّ، لأنَّ أَصْلَ أَيّ أَن تكونَ مُضافَةً إِلَى الاسْتِفْهامِ والخَبَرِ، والمُنادَى فِي الحَقيقَةِ الرَّجُلُ،} وأَيّ وُصْلَة إِلَيْهِ؛ وقالَ الكُوفِيّون: إِذا قُلْتَ يَا أَيّها الرَّجُل، فيا نِدَاء، وأَيّ اسمٌ مُنادَى، وَهَا تَنْبيه، والرَّجُل صِفَة، قَالُوا: ووُصِلَتْ أَيّ بالتَّنْبِيه فصارَ اسْماً تامّاً لأنَّ! أَيا وَمَا وَمن وَالَّذِي أَسْماءٌ ناقِصَةٌ لَا تتمُّ إلاَّ بالصِّلاتِ، ويقالُ: الرَّجُل تَفْسِير لمَنْ نُودِي. (وأُجِيزَ نَصْبُ صِفَةِ أَيَ فتَقولُ: يَا أَيُّها الرَّجُلَ أَقْبِلْ؛) أَجازَهُ المازِنيُّ وَهُوَ غَيْرُ مَعْروفٍ.  ( {وأَيْ، كَكَيْ: حَرْفٌ لنداءِ القرِيبِ) دونَ البَعِيدِ، تقولُ: أَيْ زيدُ أَقْبِلْ. (و) هِيَ أَيْضاً كَلمةٌ تتقدَّمُ التَّفْسيرَ (بمعْنَى العبارَةِ) ، تقولُ: أَي كَذَا، بمعْنَى يُريدُ كَذَا؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ. وقالَ أَبو عَمْروٍ: سَأَلْتُ المبرِّدَ عَن أَيْ مَفْتُوحَة ساكِنَة الآخرِ مَا يكونُ بَعْدَها فقالَ: يكونُ الَّذِي بَعْدها بَدَلاً، ويكونُ مُسْتأْنفاً، ويكونُ مَنْصوباً؛ قالَ: وسَأَلْتُ أَحمدَ بن يَحْيَى فقالَ: يكونُ مَا بَعْدَها مُتَرْجِماً، ويكونُ نصبا بفعْلٍ مُضْمَرٍ، تقولُ: جاءَني أَخُوكَ أَي زيدٌ، ورأَيْتُ أَخَاكَ أَي زيدا، ومَرَرْتُ بأَخِيكَ أَي زيدٍ، وتقولُ: جاءَني أَخُوكَ فيجوزُ فِيهِ أَي زيدٌ وأَي زيدا، ومَرَرْتُ بأَخِيكَ فيجوزُ فِيهِ أَي زيدٍ، أَي زيدا، أَي زيدٌ، ويقالُ: رأَيْتُ أَخَاك أَي زيدا، ويَجوزُ أَي زيدٌ. (} وإِيْ، بالكسْرِ، بمعْنَى نَعَم، وتُوصَلُ باليَمِينَ) .) فيُقالُ:! إِي وَالله، (و) تُبْدَلُ مِنْهَا هاءٌ ف (يُقالُ هِي) ، كَمَا فِي المُحْكَم. وَفِي الصِّحاحِ: إيْ كلمةٌ تتقدَّمُ القَسَمَ مَعْناها بلَى، تقُولُ: إِي ورَبِّي، وإي وَالله. وقالَ اللّيْثُ: إيْ يمينٌ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى {قُلْ إِي ورَبِّي} ، والمعْنَى إِي وَالله. وقالَ الزجَّاجُ: المعْنَى نَعْم ورَبِّي. وقالَ الأزْهرِيُّ: وَهَذَا هُوَ القَوْلُ الصَّحِيحُ، وَقد تكرَّرَ فِي الحدِيثِ إِي واللَّهِ وَهِي بمعْنَى نَعَم، إلاَّ أَنّها تَخْتصُّ بالمجيءِ مَعَ القَسَم إِيجَابا لمَا سَبَقَه مِنَ الاسْتِعْلامِ.  (وابنُ {أَيَّا، كَرَيَّا مُحدِّثٌ) . (قُلْتُ: الصَّوابُ فِيهِ التَّخْفيفُ كَمَا ضَبَطَه الحافِظُ قالَ: وَهُوَ عليُّ بنُ محمدِ بنِ الحُسَيْن بنِ عَبْدوس بنِ إِسْماعيل بنِ} أَيَّا بنِ سَيْبُخت، شيخٌ ليَحْيَى الحَضْرميّ. ( {وأَيَا، مُخَفَّفاً: حَرْفُ نداءٍ) للقَرِيبِ والبَعِيدِ؛ تقولُ: أَيا زيْد أَقْبِلْ، كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ (كَهَيَا) بقَلْبِ الهَمْزَةِ هَاء، قالَ الشاعِرُ: فانْصَرَفَتْ وَهِي حَصانٌ مُغْضَيَهْ ورَفَعَتْ بصوتِها هَيَا أَيَهْقالَ ابنُ السِّكِّيت: أَرادَ أَيا أَيَهْ، ثمَّ أَبْدَلَ الهَمْزَة هَاء، قالَ: وَهَذَا صَحيحٌ لأنَّ أَيا فِي النداءِ أَكْثَر مِن هَيَا. تَذْنيب وَفِي هَذَا الحَرْفِ فَوائِدُ أَخل عَنْهَا المصنِّف وَلَا بأْسَ أَن نَلُمَّ ببعضِها: قالَ سَيْبَوَيْه: سَأَلْتُ الخَلِيلَ عَن قَوْلِهم:} أَيِّي {وأَيُّك كانَ شرّاً فأَخْزاهُ اللَّهُ، فقالَ: هَذَا كقَوْلِكَ أخزَى اللَّهُ الكاذِبَ منِّي ومنْكَ، إنَّما يُريدُ منَّا، فإنَّما أَرادَ} أيُّنا كانَ شرّاً، إِلاَّ أنَّهما لم يَشْتركَا فِي أَيَ، ولكنَّهما أَخْلَصاهُ لكلِّ وَاحِد مِنْهُمَا. وَفِي التهْذِيبِ: قالَ سِيْبَوَيْه: سألْتُ الخَليلَ عَن قوْله: ! فأَيِّي مَا وأَيُّكَ كانَ شرّاً فسِيقَ إِلَى المقامَةِ لَا يَراهافقالَ: هَذَا بمنْزِلَةِ قَوْل: الرَّجلُ: الكاذِبُ منِّي ومنْكَ فَعَلَ اللَّهُ بِهِ. وقالَ غيرُهُ: إنَّما يُريدُ أنَّك شرٌّ ولكنَّه دَعا عَلَيْهِ بلَفْظٍ هُوَ أَحْسَن  من التَّصْريحِ كَمَا قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وأَنَا أَو {إيَّاكم لعلى هُدىً أَو فِي ضلالٍ مُبِين} . وقَوْلُه:} فأيّي مَا، أَيّ مَوْضِعُ رَفْع لأنَّه اسمُ كَانَ، وأيك نسق عَلَيْهِ، وشرّاً خَبَرُهما. وقالَ أَبو زَيْدٍ: يقالُ: صَحِبَه اللَّهُ أَيَّامَّاً تَوَجَّه، يُريدُ أَيْنَما تَوَجَّه. وَفِي الصِّحاحِ: وأَيٌّ اسمٌ مُعْرَبٌ يُسْتَفْهمُ بهَا ويُجازَى فيمنْ يَعْقِل وفيمَا لَا يَعْقِل، تقولُ: {أَيُّهم أَخُوك،} وأَيُّهم يكْرِمْني أُكْرِمْه، وَهُوَ مَعْرفَة للإضاَفَةِ، وَقد تتْرك الإِضَافَة وَفِيه مَعْناها، وَقد تكونُ بمنْزِلَةِ الَّذِي فتَحْتاج إِلَى صِلَةٍ تقولُ: أَيُّهم فِي الدارِ أَخُوك؛ وَقد تكونُ نَعْتاً للنّكِرَةِ تقولُ: مَرَرْتُ برَجُلٍ أَيِّ رجلٍ وأَيِّما رجلٍ، ومَرَرْتُ بامْرأَةٍ أَيَّةِ امْرأَةٍ وبامْرأَتَيْن أَيَّتُما امْرَأَتَيْن، وَهَذِه امْرأَةٌ {أَيَّةُ امْرأَةٍ وامْرَأَتانِ} أَيَّتُما امْرَأَتَيْنِ، وَمَا زَائِدَة. وتقولُ فِي المَعْرفَةِ: هَذَا زَيْدٌ {أَيَّما رجلٍ، فتَنْصب أيّاً على الحالِ، وَهَذِه أَمَةُ اللَّهِ} أَيَّتُما جارِيَةٍ، وتقولُ: أَيُّ امْرأَةٍ جاءَك، {وأَيَّةُ امْرأَةٍ جاءَتْكَ، ومَرَرْت بجارِيَةٍ أَيِّ جارِيَةٍ، وجِئْتُك بمُلاءَةٍ أَيِّ مُلاءَةٍ وأيَّةِ مُلاءَةٍ، كُلُّ جائِزٌ. قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ} بأَيِّ أرضٍ تَمُوتُ} ،! وأَيُّ قَدْ يُتَعَجَّبُ بهَا، قالَ جميلٌ: بُثَيْنَ الْزَمِي لَا إنَّ لَا إنْ لَزِمْتِهِ على كَثْرَةِ الواشِينَ أَيُّ مَعُونِوقالَ الفرَّاءُ: أَيُّ يعْمَلُ فِيهِ مَا بَعْده وَلَا يَعْمَلُ فِيهِ مَا قَبْله،  كقَوْلِه تَعَالَى: {لنَعْلَم أَيُّ الحِزْبَيْن أَحْصَى} ، فرَفَعَ، وَمِنْه أَيْضاً: {وسيَعْلَمُ الَّذين ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} فَنَصَبَه بِمَا بَعْدِه؛ وأَمَّا قَوْلُ الشاعِر: تَصِيحُ بِنَا حَنِيفَةُ إذْ رأَتْنَا وأَيَّ الأَرْضِ نَذْهَبُ للصِّياحِفإنَّما نَصَبَه لنَزْعِ الخافِضِ، يُريدُ إِلَى أَيِّ الأَرضِ، انتَهَى نَصُّ الجَوْهرِيّ. وَفِي التَّهْذِيبِ: رُوِي عَن أَحمدِ بنِ يَحْيَى والمبرِّدِ قَالَا:! لأَيّ ثلاثَةُ أَحْوالٍ: تكونُ اسْتِفْهاماً، وتكونُ تعجُّباً، وتكونُ شَرْطاً: وَإِذا كانتِ اسْتِفْهاماً لم يَعْمَل فيهاالفِعْلُ الَّذِي قَبْلها، وإنَّما يَرْفَعها أَو يَنْصِبُها مَا بَعْدَها، كقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {لنَعْلَم أَيُّ الحِزْبَيْن أَحْصَى} ، قَالَا: عَمِلَ الفِعْلُ فِي المعْنَى لَا فِي اللّفْظِ كأَنَّه قالَ: لنَعْلَم أَيّاً مِن أَيَ، وَسَيعْلَمُ أَحَد هذَيْن، قَالَا: وأَمَّا المَنْصوبَةُ بِمَا بَعْدها فكقَوْله تَعَالَى: {سَيَعْلَم الذينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقلِبُونَ} وقالَ الفرَّاءُ: أَيُّ إِذا أَوْقَعْتَ الفِعْلَ المُتَقَدِّم عَلَيْهَا خَرَجَتْ مِن مَعْنى الاسْتِفهامِ، وذلكَ إِن أَرَدْته جائِز، يقولونَ: لأَضْرِبَنّ أَيُّهم يقولُ ذَلِك. وقالَ الفرَّاءُ: وأَيّ إِذا كانتْ جَزاءً فَهُوَ على مَذْهبِ الَّذِي قالَ: وَإِذا كانتْ تعجُّباً لم يُجازَ بهَا، لأنَّ التَّعجُّبَ لَا يُجازَى بِهِ، وَهُوَ كقَوْلِكَ: أَيُّ رجلٍ زيدٌ وأَيُّ جارِيَةٍ زينبُ، قالَ: والعَرَبُ تقولُ: أَيّ  {وأيّانِ} وأَيُّونَ، إِذا أَفْرَدُوا أَيَّاً ثَنَّوْها وجَمَعُوها وأَنَّثُوها فَقَالُوا أَيَّة وأَيَّتان وأَيَّاتٌ، وَإِذا أَضافُوا إِلَى ظاهِرٍ أَفرَدُوها وذكَّرُوها فَقَالُوا أَيّ الرَّجُلَيْن وأَيُّ المَرْأَتَيْن. وأَيّ الرِّجال وأَيّ النِّساءِ، وَإِذا أَضافُوا إِلَى المَكْنِيِّ المُوءَنَّثِ ذكَّرُوا وأَنَّثُوا فَقَالُوا {أَيّهما} وأَيَّتُهُما للمرْأَتَيْن؛ وقالَ زهيرٌ فِي لُغَةِ مَنْ أَنَّثَ: وزَوَّدُوكَ اشْتِياقاً أَيَّةً سَلَكوا أَرادَ أَيَّةَ وُجْهَةٍ سَلَكُوا، فأنَّثها حينَ لم يصفْها. وَفِي الصِّحاحِ: وَقد يُحْكَى بأَيَ النكراتُ مَا يَعْقِلُ وَمَا لَا يَعْقِلُ، ويُسْتَفْهمُ بهَا، وَإِذا اسْتَفْهَمتَ بهَا عَن نَكِرَةٍ أَعْرَبْتها بإعْرابِ الاسمِ الَّذِي هُوَ اسْتِثْباتٌ عَنهُ، فَإِذا قيلَ لكَ: مَرَّ بِي رجُلٌ، قُلْتَ: أَيٌّ يافتى؟ تَعْربها فِي الوَصْل وتُشِيرُ إِلَى الإعْرابِ فِي الوقْفِ، فَإِن قالَ: رأَيْت رجلا، قلْتَ: أَيّاً يافتى؟ تعربُ وتنوِّنُ إِذا وَصَلْتَ وتَقِفُ على الألفِ فتقولُ أَيّاً، وَإِذا قالَ: مَرَرْتُ برجُلٍ قلْتَ: أَيَ يافتى؟ تحكِي كَلامَه فِي الرفْعِ والنَّصْبِ والجرِّ فِي حالِ الوَصْلِ والوَقْف، وتقولُ فِي التَّثْنيةِ والجَمْعِ والتأْنِيثِ كَمَا قُلْناه فِي من، إِذا قالَ: جاءَني رِجالٌ، قلْتَ: {أيُّونْ، ساكِنَةَ النونِ،} وأَيِّيِن فِي النصْبِ والجرِّ، وأَيَّة للمُؤَنَّثِ: فإنْ وَصَلْتَ وقلْتَ: أَيَّة يَا هَذَا،! وآيَّات يَا هَذَا نوَّنْتَ، فَإِن كانَ الاسْتِثْباتُ عَن مَعْرِفَةٍ رَفَعْتَ أَيّاً لَا غَيْر على كلِّ حالٍ، وَلَا تحكي فِي المَعْرفَة فليسَ فِي أَيَ مَعَ المَعْرفَةِ إلاَّ الرَّفْع، انتَهَى. قالَ ابنُ بَرِّي عنْدَ قَوْل الجَوْهرِيّ فِي حالِ الوَصْلِ والوَقْفِ: صَوابُه فِي الوَصْلِ  فَقَط، فأَمَّا فِي الوَقفِ فإنَّه يُوقَفُ عَلَيْهِ فِي الرَّفْعِ والجرِّ بالسكونِ لَا غَيْر، وإنَّما يَتْبَعُه فِي الوَصْلِ والوَقْفِ إِذا ثَنَّاه وجَمَعَه؛ وقالَ أَيْضاً عنْدَ قَوْلِه: ساكِنَة النونِ الخ: صَوابُه أَيُّونَ بفتْحِ النونِ، وأَيَّينَ بفتْحِ النونِ أَيْضاً، وَلَا يَجوزُ سُكُون النونِ إلاَّ فِي الوَقْفِ خاصَّة، وإنَّما يَجوزُ ذلِكَ فِي مَنْ خاصّةً، تقولُ: مَنُونُ ومَنِينْ بالإِسْكانِ لَا غَيْر، انتَهَى. وقالَ اللَّيْثُ: {أَيَّان هِيَ بمْنزِلَةِ مَتَى، ويُخْتَلَفُ فِي نونِها فيُقالُ أَصْلِيَّةٌ، ويقالُ زائِدَةٌ. وقالَ ابنُ جنِّي فِي المُحْتسب، يَنْبَغي أَنْ يكونَ أَيَّان من لَفْظِ أَيّ لَا مِن لَفْظِ أَيْنَ لوَجْهَيْن: أَحَدُهما: إنَّ أَيْن مَكانٌ وأَيَّان زَمان، وَالْآخر قلَّةُ فعال فِي الأسْماءِ مَعَ كَثْرَةِ فعلان، فَلَو سَمَّيْتَ رجُلاً} بأيّان لم تَصْرفْه لأنَّه كحمدان؛ ثمَّ قالَ: ومعْنَى أَيّ أنَّها بعضٌ مِن كلَ، فَهِيَ تَصْلحُ للأَزْمِنَةِ صَلاحها لغَيرِها إِذْ كانَ التَّبْعيضُ شامِلاً لذلِكَ كُلِّه؛ قالَ أُمَيَّة: والناسُ راثَ عَلَيْهِم أَمْرُ يَومَهم فَكُلُّهم قائلٌ للدينِ! أَيَّانا فَإِن سَمّيت بأَيَّان سَقَطَ الكَلامُ فِي حسنِ تَصْرِيفها للحاقِها بالتّسْمِيةِ ببَقِيَّةِ الأَسْماءِ المُتَصَرِّفَةِ، انتَهَى. وقالَ الفرَّاءُ: أَصْلُ أَيَّان أَيَّ أَوانٍ،  حَكَاه عَن الكِسائي، وَقد ذُكِرَ فِي أَيْن بأَبْسطَ من هَذَا. وقالَ ابنُ بَرِّي: ويقالُ لَا يَعْرِفُ أَيّاً مِن أَيَ إِذا كانَ أَحْمَقَ. وَفِي حدِيثِ كَعْبِ بنِ مالِكٍ: (فَتَخَلَّفْنا أَيَّتُها الثَّلاثَة) ، هَذِه اللَّفْظَةُ تُقالُ فِي الاخْتِصاصِ وتَخْتصُّ بالمُخْبرِ عَن نَفْسِه وبالمُخَاطَبِ، تقولُ: أَمَّا أَنَا فأَفْعَل كَذَا أَيُّها الرَّجُلُ يَعْنِي نَفْسَه، فمعْنَى قَوْلِ كَعْب أَيَّتُها الثَّلاثَة، أَي المَخْصُوصِين بالتَّخلّفِ.
المعجم: تاج العروس

آيَة [مفرد]

المعنى: ج آيات وآي: 1- علامة أو أمارة {سَنُرِيهِمْءَايَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ} آية الله: لقب يطلق على أكابر رجال الدين في إيران. 2- عبرة، عِظة {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَءَايَةً} - {وَلِنَجْعَلَهُءَايَةً لِلنَّاسِ}. 3- معجزة {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُءَايَةً}. 4- عمل إبداعيّ متميِّز "هذه اللوحة آية في الجمال" فلانٌ آية في الجمال: كامل الخَلْق والخُلق. • آية من القرآن: جملة أو جمل، وحدة قرآنية منفصلة عمّا قبلها وبعدها بعلامة {وَإِذَا بَدَّلْنَاءَايَةً مَكَانَءَايَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ}.
المعجم: معجم اللغة العربية المعاصرة

وَعْدِ الْحُر دِينْ

المعنى: أي: هو كالدَّيْنِ عند الحُرِّ الكبير النفس. وفي الحديث الشريف: «وعد المؤمن كأخذ باليد.»١ ومن أمثال العرب: «العِدَة عطية.» أي: يقبح إخلافها كما يقبح استرجاع العطية. ومن أمثال المُوَلَّدين: «وعد الكريم ألزم من دين الغريم.
المعجم: الأمثال العامية

كُلُّهْ سَلَفْ وِدِينْ حَتَّى الْمَشْيِ عَلَى الرِّجْلِينْ

المعنى: أي: ما يفعله المرء يُجَازَى بمثله؛ إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر. وانظر قولهم: «كلمة الفم سلف ولو بعد حين.
المعجم: الأمثال العامية

مَعِكٌ

المعنى: الألدُّ، أي الشَّديد الخُصومة.؛-: الأحمق؛ المُماطِل بالدَّين.
المعجم: القاموس

Pages