المعنى:
فَشَغَه: أي علاه حتى غَطّاه، قال عدي بن زيد العبادي يصف فرسا؛له قُصِّةٌ فَشَغَتْ حاجبيه *** والعين تبصر ما في الظلم؛والناصية الفَشْغَاءُ والفاشِغَةُ: المنتشرة.؛وفَشَغَه بالسوط: أي علاه به.؛والفُشَاغُ: الرقعة من أدم يُرْقَعُ بها السقاء.؛والفُشَاغُ -مثال صُرَاخٍ- والفُشّاغُ -مثال مُكّاءٍ-: نبات يعلو الأشجار فيلتوي عليها فيفسدها.؛وقال الليث: الفَشْغَةُ: قطنة في جوف القصبة.؛والفَشْغَةُ -أيضًا-: ما تطاير من جوف الصَّوْصَلاة، والصَّوْصَلاةُ حشيش، وهو الصّاصُلى.؛قال: ورجل أفْشَغُ الثنية ناتئها.؛وأفْشَغُ الأسنان: متفرقها لسعة ما بينها.؛والأفْشَغُ: الذي ذهب قرناه كذا وكذا.؛ورجب مِفُشَغٌ -بكسر الميم-: الذي يواجه صاحبه بما يكره، وقيل: هو الذي يقدع الفرس ويقهره، قال رؤبة؛بأن أقوال العنيف المِفْشَغِ *** خلطٌ كخلطِ الكذب المُمَغْمَغِ؛ويروى: "المُمَضَّغِ". والمُمَغْمَغُ: المخلط.؛ويقال للرجل الميون القليل الخير: مُفْشِغٌ -بضم الميم-، وقد أفْشَغَ الرجل.؛وأفْشَغْتُ الرجل السوط: ضربته به.؛وفَشَّغَه النوم تَفْشِيْغًا: إذا علاه وغلبه؛ عن الأصمعي، قال أبو داود جارية بن الحجاج الإيادي؛فإذا غزال عاقد *** كالظبي فَشَّغَهُ المنام؛أي: كسله.؛وأنْفَشَغَ: ظهر وكثر.؛وتَفَشَّغَ فيه الشيب: أي كثر وأنتشر.؛وتَفَشَّغَ فيه الدم: أي غلبه ومشى في بدنه.؛والتَّفَشُّغُ: التَّفْخِيْذُ، وتَفَشَّغَ الرجل البيوت: دخل بينها.؛وفي حديث عمر -رضي الله عنه-: أن وفد البصرة أتوه وقد تَفَشَّغوا؛ فقال: ما هذه الهيئة؟ فقالوا: تركنا الثياب في العياب وجئناك، قال: البسوا أميطوا الخيلاء. معنى تَفَشَّغُوا: لبسوا أخس ثيابهم ولم يتهيأوا، وقال جار الله العلامة الزمخشري -رحمه الله-: أنا لا آمن أن يكون مصحفا من تَقَشَّفُوا، والتَّقَشُّفُ: ألا يتعاهد الرجل نفسه؛ ومنه عام أقْشَفُ: وهو اليابس، قال: فإن صح ما رووه فلعل معناه: انهم لم يحتفلوا في الملابس وتثاقلوا عن ذلك لما عرفوا من خشونة عمر -رضي الله عنه- أطلق لهم أن يتجملوا باللباس على ألا يختالوا فيه.؛وفي حديث علي -رضي الله عنه- أنه قال له الأشتر: إن هذا الأمر قد تَفَشَّغَ: أي كثر وعلا وظهر.؛وفي حديث النجاشي -رضي الله عنه- أنه قال لقريش: هل تَفَشَّغَ فيكم الولد فإن ذلك من علامات الخير، قالوا: وما تَفَشُّغُ الولد؟ قال: هل يكون للرجل منكم عشرة من الولد ذكور؟ قالوا: نعم وأكثر من ذلك، قال: فهل ينطق فيكم الكرع؟ قالوا: وما الكرع؟ قال: الرجل الدنيء النفس والمكان، قالوا: لا ينطق في أمرنا إلا أهل بيوتنا وأهل رأينا، قال: إن أمركم -إذن- لمقبل، فإذا نطق فيكم الكرع وقل ولدكم أدبر جدكم. أي: هل كثر فيكم الولد؟ وقال أبو حسان مسلم الأحرد الأعرج: قلت لابن عباس؟ رضي الله عنهما-: ما هذه الفتيا التي قد تَفَشَّغَتْ: من طاف فقد حل؟ قال: سُنَّةُ نبيكم -صلى الله عليه وسلم- وإن رغمتم. أي انتشرت، قال طفيل بن عوف الغنوي؛وقد سمنت حتى كأن مخاضها *** تَفَشَّغَها ظلع وليست بظلعِ؛وتَفَشَّغَه الدَّيْنُ: أي ركبه وعلاه. وتَفَشَّغَ الجمل الناقة: كذلك.؛والمُفَاشَغَةُ: أن يُجَر ولد الناقة ويُنحَرَ وتُعْطَفَ على ولد آخر يجر إليها فيُلقى تحتها فترأمه، يقال: فاشَغَ بينهما، وقد فُوْشِغَ بها، قال الحارث بن حلزة؛بطلا يجروه ولا يرثي له *** جر المُفَاشِغِ هم بالارامِ؛والفِشَاغُ: الشِّغَارُ.؛والتركيب يدل على الانتشار.
