المعنى:
الصِّبْغُ والصِّبَغ؟ مثال شِبْغٍ وشِبَعٍ- والصِّبة: ما يُصْبَغ به. والصِّبْغ؟ أيضًا-: ما يُصْطَبغ به، ومنه قوله تعالى: {وصِبْغٍ للآكلين}، والجَمْعُ: صِبَاغُ، قال؛تَزَجَّ من دُنْياكَ بالبَلاغِ *** وباكِرِ المِعْدَةَ بالدَّبَاغِ؛بكسْرَةٍ لَيَّنَةِ المَضاغِ *** بالمِلْحِ أوْ ما خَفَّ من صِبَاغِ؛ويقال: الصِّبْغ والصِّباغُ واحد؛ كدِبْغٍ ودِبَاغٍ ولِبْس ولِباس.؛وقال أبو زيد: يقال ما تركته بصبْغ الثمن: أي لم أتركه بثمنه الذي هو ثّمنْه ويقال: ما أخَذتُه بِصبْغِ الثمن: أي لم آخُذه بثمنه الذي هو ثمنه ولكن أخذْتُه بغلاء.؛ويقال للجارية أول ما يُتسرّى بها أو يُعْرَس بها: إنها لَحِديثة الصِّبْغِ.؛وصَبَغْت الثوب أصْبُغُه وأصْبَغه وأصْبِغه؟ والكسر عن الفرّاء- صَبْغًا وصِبْغًا- مثال عِنب؛ وهذا عن الأصمعي-، قال عُذَافِر الكِنديّ؛وأصْبُغْ ثِيابي صِبَغًا تَحقِيقا *** من جَيِّد العُصْفُرِ لا تَشْرِيْقا؛التَّشْرِيْقُ: الصِّبْغُ الخفيف.؛وقوله تعالى: {صِبْغَةَ الله} أي فِطْرَة الله، أي: قُلْ يا محمد بل نتَّبِع صِبْغَةَ الله؛ ردًّا على قوله: بل نتَّبع مِلّة إبراهيم ونتَّبع صِبغة الله، وقيل: اتَّبِعوا صِِبْغة الله. وإنما سُميت المِلّة صِبْغَة لأن النصارى امتنعوا من تطهير أولادهم بالماء الأصفر، من قولِهم: صَبَغَتِ الناقة مَشافِرها في الماء: إذا غَمَسَتْها فيه صَبْغًا وصَبَغَ يده في الماء كذلك، قال ذلك الأصمعي وأنشد؛فَصَبَتْ مَشَافِرًا كالأشْبَارْ *** تُرْبي على ما قُدَّ يَفْرِيْه الفَارْ؛مَسْكَ شَبُوبين لها بأصْبَارْ ***؛وقال أبو عمرو: الصِّبْغة: الدِّين، وقيل: صِبْغَة الله هي التي أمَرَ الله بها مُحمدًا؟ صلى الله عليه وسلم- وهي الخِتانَة؛ اخْتَتَن إبراهيم؟ صلوات الله عليه- فهي الصِّبْغة، فجَرت الصِّبْغة على الخِتَانَة.؛وناقةٌ صابِغٌ؟ بلا هاء-: إذا امتلأ ضَرْعُها وحَسُن لونه، وقد صَبَغ ضَرْعُها صُبُوْغًا، وهي أجوَدها محْلَبة وأحَبُّها إلى الناس.؛وصَبَغَتْ عَضَلَة فلان: أي طالَت؛ تَصْبُغُ، وبالسين أيضًا.؛وصَبَغَتِ الإبل في الرّعي فهي صابِغَة؟ بالهاء-، قال جَنْدَل بن المثنى الطُّهَوي؛داوَيْتُهُ بِرُجُعٍ أبْلاَءِ *** سَوَاهِمًا ولَسْنَ بالأشْفَاءِ؛ذا اغْتَمَسْنَ مَلَث الظَّلْماءِ *** بالقَوْمِ لم يَصْبُغْنَ في عَشَاءِ؛ويروى: "لم يَصْبُون"، يقال: صَبَأ في الطعام وصَبَغ: إذا وَضَع فيه رأسه.؛ويقال: صَبَغُوني في عينك وصَبَغون عنك: أي أشاروا إليك بأني مَوْضِع لما قَصَدْتني به، من قَوْل العرب: صَبَغْت الرجل بعيني ويدي: أي أشَرْت إليه. قال الأزهري: هذا غَلَط؛ إذا أرادت العرب بإشارة أو غيرها قالوا: صَبَعْتُ؟ بالعين المُهْملة- قاله أبو زيد.؛وأصْبَغ: في الأعْلام واسِع.؛والأصْبَغ من الخيل: الذي ابْيَضَّتْ ناصِيَتُه أو أبيَيَّت أطراف ذنبه.؛والأصْبَغ من الخيل: الذي ابيَضّت ناصِيَتُه أو ابيَضّت أطراف ذنبه.؛والأصْبَغ من الطير: الذي ابيّض ذنَبُه.؛وقال ابن عبّاد: الأصبَغ أعظم السُّيول.؛والإنسان إذا ضُرِب فأحدث: فهو أصْبَغ.؛وأما قول رؤبَة؛يُعْطِيْنَ من فَضْلِ الإله السْبَغِ *** سَيْبًا ودُفّاعًا كَسَيْلِ الأصْبَغِ؛قال أبو إسْحاق: لا أدري ما سَيْل الأصْبغ. قال الصَّغَاني مُؤلف هذا الكتاب: الأصْبغ واد من أودية البحرين.؛والصَّبْغَاء من الشّاء: التي ابْيَض طَرَف ذنبها.؛والصَّبْغَاء: نبْت. وقال أبو زياد: من الشَّجر الصَّبغاء؛ وهي تَنْبت في الرمل؛ وهي شَبيهة بالضَّعَه؛ وهي من مساكن الظِّباء في القَيْظ يحتفرن في أصولها الكُنُس. وقال غيره من الأعراب: الصَّبْغَاء مثل التُمام؛ والضَّعَة أعظم ورقًا وأنْضر خُضرة. وقال أبو نصر: الصّبْغَاء: شجرة بيضاء الثمرة.؛وفي حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم-: «أنه ذكر قومًا يُخرجون من النار ضبائرَ ضَبائر فيُطرحون على نهر من أنهار الجنة فينبتون كما تنْبت الحِبّة في حَمِيل السَّيْل، قال رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم-: «هل رأيتم الصَّبْغاء».؛وقيل: الصَّبْغاء الطاقة من النَّبْت إذا طلعت كان ما يلي الشمس من أعاليها اخضر وما يلي الظل أبيض والصَّبّاغ: الذي يصْبُغ الثِّياب. والصِّباغة؟ بالكسر-: حِرفته. وفي حديث ابي هريرة؟ رضي الله عنه-: أنه رأى قومًا يتعادون فقال: ما لهم؟ قالوا: خرج الدَّجال؛ فقال: كذْبة كَذبها الصّبّاغون، ويروى: الصَّيّاغون، ويروى: الصَّوّاغون. وهم الذين يصبغون الحديث: أي يُلوِّنونه ويُغيِّرونه.؛وعن أبي هريرة؟ رضي الله عنه- أيضًا عن النبي؟ صلى الله عليه وسلم- أنه قال: اكْذب الناس أو من أكذَب الناس الصَّبّاغُون والصَّوّاغون. قال الخطابي: معنى هذا الكلام أن أهل هاتين الصِّناعتين تَكثُر منهم المواعيد في رد المتاع وصَرْب المواقيت فيه ورُبما وقع فيه الخُلْف فقيل على هذا إنهم من أكذب الناس، قال: وليس المعنى أن كل صائِغ وصَبّاغ كاذِب: ولكنه لمّا فَشا هذا الصَّنِيع من بعضهم أطلق على عامّتهم ذلك؛ إذ كان كل واحد منهم بِرصَد أن يُوجَد ذلك منه، قال: وقد قيل إن المراد به صِياغة الكلام وصِبْغَتُه وتلوينه بالباطل؛ كما يقال: فلان يَصُوغ الكلام ويُزَخرفه، ونحو ذلك من القول.والصُّبْغَة؟ بالضم-: البُسْرة التي قد نَضِج بعضُها، تقول: نَزَعْت من النخْلة صُبْغَة أو صُبغتين.؛وصَبِيغ بن عُسَيْل الذي كان يُعنِّت سؤالاته عن القرآن وغامِضات الكلام الناس، فأمر عمر؟ رضي الله عنه- بضربه ونفيه إلى البصرة وكتب إلى واليها ألاّ يُؤويه تأديبًا.؛وصُبَيْغ؟ مُصغّرًا-: ماء لبني مُنقذ بن أعيا من بني أسد بن خُزيمة.؛وصُبيْغاء: موضع قُرب طَلَح من الرمل.؛وأصْبَغ الله عليه النّعم: أي أتّمها، لغة في أسْبَغها.؛وأصْبَغَت النخلة فهي مُصْبغٌ: إذا ظهر في بُسْرها النُّضج.؛وأصْبَغت الناقة وصَبَّغَت تَصبِيغًا وسَبَغَتْ تَسْبِيغًا، والسين أكثر.؛وصَبَّغَت البُسْرَة: مثل ذَنَّبَت.؛وصَبَّغَت المرأة ثيابها؟ والتشديد للمُبالغة-، قال رؤبة؛قد عَجِبَتْ لَبّاسَةُ المُصَبَّغِ *** أنْ لاحَ شَيْبُ الشَّمَطِ المُثَمَّغِ؛وهو أن تُلْقي ولدها من بطنها وقد أشعر. واصطبَغَ بالصبْغ: أي ائتَدم.؛وقال اللِّحياني: تَصَبَّغ فلان في الدين تَصَبُّغًا: من الصِّبْغة.؛والتركيب يدل على تلوين الشيء بلون ما.