المعنى:
العَوْدُ: تثنيةُ الأمرِ عَوْداً بَعْدَ بَدْءٍ، بدأ ثم عاد. والعَوْدَةُ مرّة واحدة، كما يقول: ملك الموت لأهل الميّت: إنّ لي فيكم عَوْدة ثمّ عَوْدة حتّى لا يبقى منكم أحد. وتقول: عاد فلانٌ علينا معروفُه إذا أحسن ثمّ زاد قال:
قـد أحْسـَنَ سعدٌ في الذي كان بيننا
فـإنْ عـادَ بالإحْسـانِ فـالعَوْدُ أحمدُ
وقول معاوية: لقد متّتْ برحِمٍ عَوْدة. يعني قديمة.قد عَوَّدَتْ، أي: قَدُمَتْ، فصارت كالعَوْدِ القديم من الإبل.وفلان في مَعادة، أي: مُصيبة، يغشاه النّاس في مناوِح، ومثله: المَعاوِد: والمَعاوِد المآتم. والحجّ مَعادُ الحاجّ إذا ثنّوا يقولون في الدّعاء: اللّهمَّ ارزُقنا إلى البيتِ مَعاداً أو عَوْداً. وقوله "لَرادُّكَ إلى مَعادِك" يعني مكّة، عِدَةً للنبيّ صلّى الله عليه وآلِهِ أن يَفْتحها ويَعودَ إليها. ورأيت فلاناً ما يُبْدِئ وما يُعيد، أي: ما يتكلّم بباديةٍ ولا عاديةٍ. قال عَبيد بن الأبرص:
أقْفَــــرَ مــــن أهْلِـــه عَبيـــدُ
فــــاليومَ لا يُبْـــدِي ولا يُعِيـــدُ
والعادةُ: الدُّرْبة في الشيء، وهو أن يتمادى في الأمر حتّى يصيرَ له سجيّة. ويقال للرَّجُل المواظب في الأمر: مُعاوِد. في كلامِ بَعْضِهِم: الْزَموا تُقى الله واستعيدوها، أي: تعوّدوها، ويقال: معنى تَعَوَّدَ: أعاد. قال الرّاجز:
لا تَســــتطيعُ جَــــرَّه الغَـــوامِضُ
إلاّ المُعِيـــداتُ بـــهِ النّـــواهِضُ
يعني: النّوق التي استعادتِ النَّهْضَ بالدّلو.ويقال للشّجاع: بطلٌ مُعاوِدٌ، أي: قد عاوَدَ الحربَ مرَّةً بعد مرّةٍ. وهو معيدٌ لهذا الشيء أي: مُطيقٌ له، قد اعتاده.والرّجال عُوّاد المريض، والنّساء عُوَّد، ولا يُقال: عُوّاد. واللهُ العَوَّادُ بالمغفرة، والعبد العَوَّاد بالذّنوب. والعَوْدُ: الجَمَلُ المُسِنّ وفيه سَورة، أي: بقيّة، ويجمع: عِوَدة، وعِيَدة لغة، وعوّد تعويداً بلغ ذالك الوقت، قال:
لا بُـدَّ مـن صـَنْعا وإنْ طـال السـَّفَرْ
وإنْ تحنّـــى كــلّ عَــوْدٍ وانْعقَــرْ
والعَوْدُ: الطّريقُ القديم. قال:
عَـــوْدٌ علـــى عَــوْدٍ لأقْــوامٍ أُوَل
يريد: جمل على طريقٍ قديم.والعَوْدُ: يوصف به السُّودَدُ القديم. قال الطرماح:
هل المجدُ إلاّ السُّودَدُ العَوْدُ والنَّدَى
ورَأْبُ الثَّـأَى والصـّبرُ عندَ المُواطِن
والعُوْدُ: الخشبةُ المُطَرّاة يدخن به. والعُودُ: ذو الأوتار الذي يضرب به، والجميع من ذلك كلّه: العِيدان، وثلاثة أعواد، والعَوَّادُ: متّخذُ العِيدان.والعِيدُ: كلُّ يومِ مَجْمَعٍ، من عاد يعود إليه، ويقال: بل سُمِّيَ لأنّهم اعتادوه. والياءُ في العيد أصلها الواو قُلبت لِكَسْرَةِ العَيْن. قال العجّاجُ يصف الثَّور الوحشيّ ينتابُ الكِناس:
يَعْتــــاد أرباضــــاً لهـــا آريُّ
كمـــا يَعـــودُ العيــدَ نَصــْرانيُّ
وإذا جمعوه قالوا: أعْياد، وإذا صغّروه قالوا عُيَيْد، وتركوه على التّغيير. والعِيدُ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّث. والعائدة: الصّلة والمعروف؛ والجميع: عوائد. وتقول: هذا الأمر أَعْوَد عليك من غيره. أي: أرفقُ بك من غيره.وفَحْلٌ مُعيدٌ: مُعتادٌ للضِراب. وعوّدتُه فتعوَّد. قال عنترة يَصِفُ ظليماً يَعْتادُ بيضَه كلَّ ساعة:
صــَعْلٍ يَعـودُ بـذْي العُشـَيْرَةِ بيضـَهُ
كالعَبْـد ذي الفَـرْوِ الطويـلِ الأصْلَمِ
والعِيدِيّةُ: نجائبُ منسوبة إلى عاد بن سام بن نوح عليه السّلام، وقبيلته سُمّيت به. وأمّا عاديّ بن عاديّ فيقال: ملك ألف سنة، وهزم ألف جيش وافتضّ ألفَ عذراءَ، ووجد قبيل الإسلام على سريرٍ في خرقٍ تحتَ صخرةٍ مكتوبٍ عليها على طَرَفِ السّرير قِصَّتُه. قال زهير:
ألــم تَــرَ أنّ اللـهَ أَهْلَـكَ تُبّعـاً
وأَهْلَــكَ لُقمـانَ بـن عـادٍ وعادِيـا
وأمّا عادٌ الآخرة فيقال إنّهم بنو تميم ينزلون رمالَ عالِجٍ، وهم الذين عَصَوا الله فمسخهم نسناساً لكلّ إنسان منهم يدٌ ورجلٌ من شِقٍّ ينقز نقز الظّبْي. فأمّا المسخُ فقد انقرضوا، وأمّا الشَّبُه الذي مُسِخوا عليه فهو على حاله. ويقال للشيء القديم: عاديّ يُنْسَبُ إلى عادٍ لقِدَمِهِ. قال:
عادِيّـــة مـــا حُفِــرَتْ بعــدَ إرَمْ
قــام عليهــا فتيـةٌ سـودُ اللِّمَـمْ
