المعنى:
الذَّوْبُ: ضِدُّ الجُمُودِ.ذابَ يَذُوبُ ذَوْباً وذَوَباناً: نَقيض جَمَدَ.وأَذابَه غيرُه، وأَذَبْته، وذَوَّبْته، واسْتَذَبْته: طَلَبْت منه ذاكَ، على عامَّة ما يدُلُّ عليه هذا البِناءُ.والمِذْوَبُ: ما ذَوَّبْتُ فيه. والذَّوْبُ: ما ذَوَّبْت منه.وذاب إذا سال. وذابت الشمسُ: اشتدَّ حَرُّها؛ قال ذو الرُّمة:
إِذا ذابـتِ الشمسـُ، اتَّقـى صـَقَراتِها
بأَفْنــانِ مَرْبــوعِ الصـَّريمةِ، مُعْبِـلِ
وقال الرَّاجز:
وذابَ للشــــمسِ لُعــــابٌ فنَــــزَلْ
ويقال: هاجِرَةٌ ذَوّابة شديدةُ الحَرِّ؛ قال الشاعر:
وظَلْمـاءَ، مـن جَـرَّى نشوارٍ، سَرَيْتُها،
وهَــــاجِرَةٍ ذَوّابـــةٍ، لا أَقِيلُهـــا
والذَّوْبُ: العَسَل عامَّة؛ وقيل: هو ما في أَبياتِ النَّحْل من العَسَلِ خاصَّة؛ وقيل: هو العَسَل الذي خُلِّص من شَمْعِه ومُومِه؛ قال المُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ:
شـــِرْكاً بمـــاءِ الــذَّوْب، تَجْمَعُــه
فــي طَــوْدِ أَيْمَنَــ، مـن قُـرَى قَسـْرِ
أَيْمَن: موضع. أَبو زيد قال: الزُّبْدُ: حين يَحْصُلُ في البُرْمة فيُطْبَخُ، فهو الإِذْوابةُ، فإِن خُلِطَ اللَّبَنُ بالزُّبْدِ، قيل: ارْتَجَنَ.والإِّذْوابُ والإِذْوابةُ: الزُّبْدُ يُذابُ في البُرْمةِ ليُطْبَخ سَمْناً، فلا يزال ذلك اسمَه حتى يُحْقَن في السِّقاءِ.وذابَ إذا قام على أَكْمَلِ الذَّوْبِ، وهو العَسَل.ويقال في المَثل: ما يَدْرِي أَيُخْثِرُ أَم يُذِيب؟ وذلك عند شدَّةِ الأَمر؛ قال بشر بن أَبي خازم:
وكُنْتُمْ كَذاتِ القِدْرِ، لم تَدْرِ إِذ غَلَتْ،
أَتُنْزِلُهـــا مَذْمُومــةً أَمْ تُــذِيبُها؟
أَي: لا تَدْرِي أَتَترُكُها خاثِرَةً أَم تُذِيبُها؟ وذلك إذا خافت أَن يَفْسُدَ الإِذْوابُ. وقال أَبو الهيثم: قوله تُذِيبُها تُبْقيها، من قولك: ما ذَابَ في يَدِي شيءٌ أَي ما بَقِيَ. وقال غيره: تُذِيبُها تُنْهِبُها.والمِذْوَبةُ: المِغْرَفَةُ، عن اللحياني.وذَابَ عليه المالُ أَي حصَل، وما ذابَ في يَدِي منه خيرٌ أَي ما حصَل.والإِذابةُ: الإِغارةُ. وأَذابَ علينا بنو فلانٍ أَي أَغارُوا؛ وفي حديث قس:
أَذُوبُ اللَّيــالي أَو يُجِيــبَ صـَداكُما
أَي: أَنْتَظِرُ في مُرورِ اللَّيالي وذَهابِها، من الإِذابة الإِغارة.والإِذابةُ: النُّهْبةُ، اسمٌ مصدَر، واستشهد الجوهري هنا ببيت بشر بن أبي خازم، وشرح قوله:
أَتُنْزِلُهـــا مَذْمُومــةً أَم تُــذِيبُها؟
فقال: أَي تُنْهِبُها؛ وقال غيره: تُثْبِتُها، مِن قولهم ذابَ لي عليه من الحَقِّ كذا أَي وَجَبَ وثَبَتَ.وذابَ عليه من الأَمْرِ كذا ذَوْباً: وَجَبَ، كما قالوا: جَمَدَ وبَرَدَ. وقال الأَصمعي: هو مِن ذابَ، نَقِيض جَمَدَ، وأَصلُ المَثَل في الزُّبْدِ. وفي حديث عبداللّه: فيَفْرَحُ المَرْءُ أَنْ يَذُوبَ له الحَقُ أَي يَجِبَ.وذابَ الرجُل إذا حَمُقَ بَعْدَ عَقْلٍ، وظَهَرَ فيه ذَوْبةٌ أَي حَمْقة. ويقال: ذابَتْ حَدَقَة فلان إذا سالَتْ.وناقةٌ ذَؤُوبٌ أَي سَمِينَةٌ، وليست في غايةِ السِّمَنِ.والذُّوبانُ: بقيَّةُ الوَبَر؛ وقيل: هو الشَّعَر على عُنُقِ البَعِيرِ ومِشْفَرِه، وسنذكر ذلك في الذِّيبانِ، لأَنهما لغتان، وعسى أَن يكون مُعاقَبةً، فتَدْخُلُ كل واحدةٍ منهما على صاحِبَتها.وفي الحديث: مَنْ أَسْلَمَ عَلى ذَوْبةٍ، أَو مأْثَرَةٍ، فهي له.الذَّوْبة: بقيَّة المال يَسْتَذِيبُها الرجلُ أَي يَسْتَبْقِيها؛ والمَأْثَرة: المَكْرُمة.والذَّابُ: العَيْبُ، مثلُ الذَّامِ، والذَّيْمِ، والذَّانِ.وفي حديث ابن الحَنَفِيَّة: أَنه كان يُذَوِّبُ أُمه أَي يَضْفِرُ ذَوائِبَها؛ قال: والقياس يُذَئِّبُ، بالهمز، لأَن عين الذُّؤَابةِ همزة، ولكنه جاءَ غيرَ مهموز كما جاءَ الذَّوائب، على خلافِ القياس.وفي حديث الغار: فيُصْبِحُ في ذُوبانِ الناس؛ يقال لصَعالِيك العرب ولُصُوصِها: ذُوبانٌ، لأَنهم كالذِّئْبانِ، وأَصلُ الذُّوبانِ بالهمز، ولكنه خُفِّف فانْقَلَبَت واواً.