المعنى:
بلوته فكان خير مبلو وتقول: اللهم لا تبلنا إلا بالذي هو أحسن. وقد بلي بكذا وابتلي به. وبلي فلان: أصابته بلية. قال:
بليـت وفقـدان الحـبيب بليـة | وكـم مـن كريم يبتلى ثم يصبر |
وأصابته بلوى. ونزلت بلاء على الكفار.
وفي الحديث: "أعوذ بالله من جهد البلاء، إلا بلاء فيه علاء" أي علو منزلة عند الله. وهما يتباريان ويتباليان أي يتخابران. ومنه قولهم: لا أباليه: أي لا أخابره لقلة اكتراثي له، وهو أفصح من لا أبالي به. قال زهير:
لقــد بـاليت مظعـن أم أوفـى | ولكـــن أم أوفــى لا تبــالي |
وقيل: هو قلب لا أباوله من البال أي لا أخطره ببالي ولا ألقي إليه بالاً. ولذلك قالوا: لا أباليه بالة، وقيل: أصلها بالية. وناقة بلو سفر: قد بلاها السفر أو أبلاها. وقولهم: أبليته عذراً إذا بينته له بياناً لا لوم عليك بعده، حقيقته جعلته بالياً لعذري أي خابراً له عالماً بكنهه. وكذلك أبليته يميناً. قال جرير:
فـأبلى أميـر المؤمنين أمانة | وأبلاه صدقاً في الأمور الشدائد |
ومنه أبلى في الحرب بلاء حسناً إذا أظهر بأسه حتى بلاه الناس وخبروه. وكان له يوم كذا بلاء وأبلى الله العبد بلاء حسناً أو سيئاً. والله يبلي ويولي، كما تقول: عرفك الله بركاته. وابتليت الأمر: تعرفته. قال:
تسـائل أمـاء الرفـاق وتبتلي | ومـن دون ما يهوين باب وحاجب |
يريد أنه محبوس.
ومن المجاز: بلوت الشيء: شممته. قال يصف الماء الآجن القديم:
بأصــفر ورد آل حــتى كأنمـا | يسـوف بـه البالي عصارة خردل |