المعنى:
الوَجا: الحَفا، وقيل: شِدَّة الحفا، وَجِيَ وَجاً ورجل وَجٍ ووَجِيٌّ، وكذلك الدابة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
يَنْهَضــْنَ نَهْــضَ الغـائِبِ الـوَجِيِّ
وجَمْعُها وَجْيَا. ويقال: وجِيَتِ الدابةُ تَوْجَى وَجاً، وإِنه ليَتَوَجَّى في مشْيته وهو وَجٍ، وقيل: الوَجَا قبل الحَفا ثم النَّقَبُ، وقيل: هو أَشدّ من الحَفا، وتَوَجَّى في جميع ذلك: كَوَجِيَ. ابن السكيت: الوَجا أَن يَشْتَكِيَ البعيرُ باطِنَ خُفه والفرسُ باطن حافِره. أَبو عبيدة: الوَجا قَبلَ الحفا، والحفا قبل النَّقَبِ. ووَجِيَ الفرس، بالكسر: وهو أَن يَجِد وجَعاً في حافره، فهو وَجٍ، والأُنثى وَجْياء، وأَوْجَيْته أَنا وإِنه ليَتَوَجَّى.ويقال: تَرَكْتُه وما في قَلْبي منه أَوْجَى أَي يَئِست منه، وسأَلته فأَوْجَى عليّ أَي بَخِل. وأَوْجَى الرجلُ: جاء لحاجةٍ أَو صَيْد فلم يُصِبها كأَوْجاً، وقد تقدَّم في الهمز. وطَلَبَ حاجة فأَوْجَى أَي أَخطأَ؛ وعلى أَحد هذه الأَشياء يحمل قول أَبي سَهْم الهُذَلي:
فَجاء، وقَدْ أَوْجَتْ مِنَ المَوْتِ نَفْسُه
بـه خُطَّـفٌ قـد حـذَّرَتْه المَقاعِـدُ
ويقال: رَمَى الصيدَ فأَوْجَى، وسأَلَ حاجةً فأَوْجى أَي أَخْفَقَ. أَبو عمرو: جاء فلان مُوجىً أَي مردوداً عن حاجته، وقد أَوْجَيْتُه. وحَفَرَ فأَوْجَى إذا انْتَهى إِلى صلابةٍ ولم يُنْبِطْ. وأَوْجَى الصائدُ إذا أَخْفَقَ ولم يَصد. وأَوْجَأَتِ الرَّكِيَّةُ وأَوْجَتْ إذا لم يكن فيها ماء. وأَتيْناه فَوَجَيْناه أَي وَجَدْناه وَجِيّاً لا خَيْرَ عنده.يقال: أَوْجَتْ نَفْسُه عن كذا أَي أَضْرَبَتْ وانتَزَعَت، فهي مُوجِيةٌ.وماء يُوجَى أَي ينقطع، وماء لا يُوجَى أَي لا يَنْقَطِعُ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
تُــوجَى الأَكُــفُّ وهُمــا يَزِيـدانْ
يقول: ينقطع جُودُ أَكُفِّ الكِرام، وهذا الممدوح تَزِيدُ كَفَّاه.وأَوجى الرجلَ: أَعطاه؛ عن أَبي عبيد: وأَوْجاهُ عنه: دَفَعَه ونَحّاه ورَدَّه. الليث: الإِيجاء أَن تَزْجُرَ الرجل عن الأَمر؛ يقال: أَوْجَيْتُه فرَجَع، قال: والإِيجاء أَن يُسْأَلَ فلا يُعْطي السائل شيئاً؛ وقال ربيعة بن مقروم:
أَوْجَيْتُــه عَنِّــي فأَبْصــَرَ قَصـْدَهُ
وكَـوَيْتُه فـوْقَ النَّـواظِرِ مِـنْ عَلِ
وأَوْجَيْتُ عنكم ظُلْمَ فلان أَي دفَعْته؛ وأَنشد:
كـأَنَّ أَبـي أَوْصـَى بِكُمْ أَنْ أَضُمَّكمْ
إِليَّـ، وأُوجـي عَنْكُـمُ كـلَّ ظـالم
ابن الأَعرابي: أَوْجى إذا صَرَفَ صَدِيقَه بغير قَضاء حاجته، وأَوجى أَيضاً إذا باعَ الأَوْجِيةَ، واحدها وِجاء، وهي العُكُومُ الصِّغار؛ وأَنشد:
كَفَّــاكَ غَيْثــانِ عَليْهِـمْ جُـودانْ
تُــوجَى الأَكــفُّ وهمــا يزيـدانْ
أَي تنقطع. أَبو زيد: الوَجْيُ الخَصْيُ. الفراء: وجَأْتُه ووَجَيْتُه وِجاء. قال: والوِجاءُ في غير هذا وِعاء يُعمل من جِران الإِبل تَجعل فيه المرأَةُ غسْلَتها وقُماشَها، وجمعه أَوْجِيَةٌ.والوَجِيَّةُ، بغير همز؛ عن كراع: جَرادٌ يُدَقُّ ثم يُلَتُّ بسمن أَو زيت ثم يؤْكل؛ قال ابن سيده: فإِن كان من وجَأْت أَي دققت فلا فائدة في قوله بغير همز، ولا هو من هذا الباب، وإِن كان من مادة أُخرى فهو من و ج ي، ولا يكون من و ج و لأَن سيبويه قد نفى أَن يكون في الكلام مثل وعوت.