المعنى:
ابن دريد: الهَرْسُ: الأكل الشديد؛ والدَّقُّ الشديد، ومن هذا اشْتِقاقُ الهَرِيْسِ؛ وهوَ الهَرِيْسَة. والهَرّاس: مُتَّخِذُ الهَرِيْسَة وصانِعُها. ؛ والمِهْراس: الهاوُوْنُ؛ من هذا. ؛ والمِهْراس؟ أيضًا-: حَجَرٌ مَنْقورٌ يُتَوَضَّأُ منه. وفي حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «أنَّه مَرَّ بِقَوْمٍ يَتَجاذَوْنَ مِهْراسًا فقال: ما هذا؟ قالوا: حَجَرُ الأشِدّاء، فقال: ألا أُخْبِرُكُم بأشَدِّكُم؟: مَنْ مَلَكَ نَفْسَه عند الغَضَبِ. ويُروى: يَربَعونَ حَجَرًا، ويُروى: يَرْتَبِعونَ حَجَرًا، ويُروى: فقال: أتَحْسِبونَ الشِّدَّةَ في حَمْلِ الحِجَارةِ؟ إنَّما الشِّدَّةُ أنْ يَمْتَلئَ أحَدُكم غَيْظًا ثمَّ يَغْلِبَه. ؛ والمِهْراس: ماءٌ بأُحُدٍ. وروِيَ أنَّ النبيّ- صلى الله عليه وسلّم؟ عَطِشَ يومَ أُحُد؛ فجاء عَلِيٌّ -رضي الله عنه- في دَرَقَتِه بماءٍ من المهْراسِ، فَعافَه وغَسَلَ به الدَّمَ عن وَجْهِه. قال سُدَيْف بن إسْماعِيل بن مَيْمون يَذْكُرُ حَمْزَة بن عبدِ المُطَّلِّب وكانَ دُفِنَ بالمِهْراسِ رض الله عنه ؛ اذْكُرُوا مَصْرَعَ الحُسَيْنِ وزَيْدٍ *** وقَتيلًا بِجانِبِ المِهْراسِ ؛ وروى أبو هُرَيْرَة -رضي الله عنه- أنَّ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- قال: إذا أرادَ أحَدُكُم الوضوء فَلْيُفْرِغ على يَدَيْه من إنائه ثَلاثًا، فقال له قَيْنٌ الأشْجَعيّ: فإذا أتَيْناكُم مِهْرَاسَكُم هذا كيفَ نَصْنَع؟. أرادَ بالمِهْراس: الحَجَر المَنْقور الذي لا يُقِلُّه الرِّجال. ؛ والمِهراس: مَوْضِعٌ باليَمامَة من منازِلِ الأعشى، وهو القائِلُ فيه ؛ شاقَكَ من قَتَلَةَ أطْلالُها *** بالشَّطِّ فالوَتْرِ إلى حاجِرِ ؛ فَرُكِنَ مِهْرَاسٍ إلى مارِدٍ *** فَقَاعِ مَنْفُوْحَةَ ذي الحائِرِ ؛ وبَعيرٌ مِهْراسٌ: شديد الأكل، وإبل مَهَاريس، قال الحُطَيْئَة يَذْكُرُ إبِلَه ؛ مَهَاريسُ يُرْوي رِسْلُها ضَيْفَ أهْلِها *** إذا النّارُ أبْدَت أوجُهَ الخَفِراتِ ؛ وجَوْزٌ مِهْراسٌ: شديدٌ قَوِيّ، قال رؤبة ؛ وعُنُقٌ تَمَّ وجَوْزٌ مِهْرَاسْ *** ومَنْكِبا عِزٍّ لها وأعْجاسْ ؛ وقال ابن عبّاد: المِهْراس مِنَ الرِجال: الذي لا يَتَهَيَّبُه ليلٌ ولا سُرىً. ؛ وقال الليث: المَهَارِيْس من الإبل: الجِسَامُ الثِّقَالُ، ومِن شِدَّةِ وَطْئِها نسَمِّيها مَهَارِيْس. ؛ والهُرَاسُ -مثال سُعَالٍ- والهَرّاسُ -بالفتح والتَّشْدِيد- والهَرِسُ -مثال كَتِفٍ-: الأسَد الشَّديد الكَسْرِ والأكْلِ، قال رؤبة أيضًا ؛ والتُّرْجُمانُ بن هُرَيْم هَرّاسْ *** كأنَّه ليثُ عَرِيْنٍ دِرْواسْ ؛ أي يَكْسِر الأعداء ويَدُقُّهُم. وقال آخَرُ ؛ شَديدُ السّاعِدَيْنِ أخا وْثابٍ *** شَديدًا أسْرُهُ هَرِسًا هَمُوْسا ؛ والمِهْرَسُ: المِدَقُّ والمِكْسَرُ، قال العجّاج ؛ يُغَرِّزُ الأعْداءَ جَوْزًا مِرْدَسا *** وهامَةً ومَنْكِبًا مُفَرْدَسا ؛ وكَلْكَلًا ذا حامِياتٍ مِهْرَسا *** ؛ والهَرْسُ -وقال ابن عبّاد: الهَرِسُ مثال كَتِف-: السِّنَّوْرُ. قال: وفي المَثَل: أزْنى مِنْ هَرِسٍ، وأغْلَمُ منه. ؛ والهَرَاسُ -مثال سَحَابٍ-: شجَر ذو شَوْك، الواحِدَة: هَرَسَة، قال النابغة الجعدي رضي الله عنه ؛ وخَيْلٍ يُطَابِقْنَ بالدّارِعِيْنَ *** طِباقَ الكِلابِ يَطَأْنَ الهَرَاسا ؛ ويروى: وشُعْثٍ تطابقُ. ؛ وقال أبو عمرو: الهَرَاسُ: بَقْلٌ له ثَمَر مِثْلُ النَّبِقِ، وفيه شوكٌ كأنَّه أنياب. وبه سُمِّيَ الرَّجُل هَرَاسَة. ؛ وأبو إسحاق إبراهيم بن هَرَاسَة الشَّيْباني الكوفي: متروك الحَديث، تكَلَّم فيه أبو عُبَيْد وغيرُه. ؛ وقال غير أبي عمرو: الهَرَاسَة تُشْبِه القُطْبَة، وهي أكثر منه شَوكًا، وقالت الخنساء تَصِف الخيل ؛ إذا زَجَروها في السَّريْحِ وطابَقَتْ *** طِباقَ الكِلابِ في الهَرَاسِ وصَرَّتِ ؛ والهَرَاسَةُ مُقَبَّبَةٌ، وعن الأعرابِ القُدُم: الهَرَاسَة كالقُطْبَةِ إلاّ أنَّها أصْغَرُ منها. وأرضُ هَرِسَة: إذا أنْبَتَتِ الهَرَاسَ، وقال النابغة الذُّبْيَانيّ ؛ فَبِتُّ كأنَّ العائداتٍ فَرَشْنَني *** هَرَاسًا به يُعلى فِراشي ويُقْشَبُ ؛ وقال ابن عبّاد: الهَرَاسُ: الخَشِن مِنَ الأماكِن. ؛ قال: وهَرَاسَة القوم: عِزُّهُم. ؛ وهَرِسَ الرَّجُل -بكسر الراء-: إذا اشْتَدَّ أكْلُه. ؛ وقال الجُمَحِيُّ: الهِرْسُ -بالكسر-: الثَّوْبُ الخَلَق، وهذا على معنى التَّشْبيه، كأنَّه قد هُرِسَ. ؛ والتركيب يدل على دَقٍّ وهزمٍ في الشَّيْءِ.