هذر

المعنى: 

الهَذَرُ: الكلام الذي لا يُعْبَأُ به. هَذرَ كلامُه هَذَراً: كثر في الخطإِ والباطل. والهَذَرُ: الكثير الرديء، وقيل: هو سَقَطُ الكلام.هَذَرَ الرجلُ في منطقه يَهْذِرُ ويَهْذُر هَذْراً، بالسكون، وتَهْذاراً وهو باء يدل على التكثير، والاسم الهَذَرُ، بالتحريك، وهو الهَذَيانُ، والجل هَذِرٌ،بكسر الذال؛ قال سيبويه: هذا باب ما يكثر فيه المصدر من فَعَلْتُ فَتُلْحِقُ الزوائدَ وتبنيه بناء آخر كما أَنك قلت في فَعَلْتُ فَعَّلْتُ، ثم ذكر المصادر التي جاءت على التَّفْعال كالتَّهْذارِ ونحوها، قل: وليس شيء من هذا مَصْدَرَ فَعَّلْتُ، ولكن لما أَردتَ التكسير بنيتَ المصدر على هذا، كما بنيت فَعَلْت على فَعَّلت. وأَهْذَر الرجلُ في كلامه: أَكثر. ورجل هِذْرِيانٌ إذا كان غَثَّ الكلام كثيره. الجوهري: رجل هِذْرِيانٌ خفيف الكلام والخدمة؛ قال عبد العزيز بن زُرارَةَ الكِلابيُّ يصف كَرَمَهُ وكثرة خَدَمِه، فضيوفه يأْكلون من الجَزُورِ التي نحرها لهم على أَيّ نوع يشتهون مما يصنع لهم من مَشْوِيٍّ ومطبوخ وغير ذلك من غير أَن يَتَوَلَّوْا ذلك بأَنفسهم لكثرة خَدَمِهم والمسارعين إِلى ذلك:
إِذا مــا اشــْتَهَوْا منهـا شـِواءً
سَعَى لهم به هِذْرِيانٌ للكرام خَدُومُ
قوله منها أَي من الجزور. وحكى ابن الأَعرابي: من أَكْثَرَ أَهْذَر أَي جاء بالهَذَرِ ولم يقل أَهْجَرَ. ورجل هَذِرٌ وهَذُرٌ وهُذَرَةٌ وهُذُرَّةٌ؛ قال طُرَيْحٌ:
واتْــــرُكْ مُعانَـــدَةَ اللَّجُـــوجِ
ولا تكـن بيـن النَّدِيِّ هُذُرَّةً تَيَّاها
وهَذَّار وهَيْذارٌ وهَيْذارَةٌ وهِذْرِيانٌ ومِهْذارٌ؛ قال الشاعر:
إِنِّـــي أُذَرِّي حَســَبي أَن يُشــْتَما
بِهَــذْرِ هَــذَّارٍ يَمُــجُّ البَلْغَمــا
والأُنثى هَذِرَةٌ ومِهْذارٌ، والجمع المَهاذِيرُ. قال ابن سيده: ولا يجمع مِهْذارٌ بالواو والنون لأَن مؤنثه لا يدخله الهاء. الأَزهري: يقال رجل هُذَرَةٌ بُذَرَةٌ، ومَنْطِقٌ هِذْرِيانٌ؛ أَنشد ثعلب:
لهـا مَنْطِـقٌ لا هِـذْرِيانٌ طَمَـى بـه
سـَفَاءٌ، ولا بـادِي الجَفـاءِ جَشـِيبُ
وفي الحديث: لا تَتَزَوَّجنَّ هَيْذَرَةً؛ هي الكثيرة الهَذْرِ من الكلام، والميم زائدة قوله: والميم زائدة؛ هكذا في الأصل وفي النهاية لابن الاثير. ولا أثر لهذا الحرف الزائد في الحديث المرويّ. وفي حديث أُم معْبَدٍ: لا نَزْرٌ ولا هَذْرٌ أَي لا قليل ولا كثير. ابن الأَثير: وفي حديث سلمان، رضي الله عنه: مَلْغاةُ أَوّلِ الليلِ مَهْذَرَةٌ لآخره، قال: هكذا جاء في رواية وهو من الهَذْر السُّكونِ، قال: والرواية بالنون. وفي حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه: ما شَبِعَ رسول الله، صلي الله عليه وسلم، من الكِسَرِ اليابسة حتى فارق الدنيا، وقد أَصبحتم تَهْذِرُونَ الدنيا أَي تتوسعون فيها؛ قال الخطابي: يريد تَبْذِيرَ المال وتفريقَه في كل وَجْهٍ، قال: ويروى وتَهُذُّون، وهو أَشبه بالصواب، يعني تقتطعونها إِلى أَنفسكم وتجمعونها أَو تُسْرِعُون إِنفاقها.

المعجم: 

لسان العرب