نشأ

المعنى: 

النّاشيء: الحدث الذي جاوز حدَّ الصِّغر، والجارية ناشيء أيضًا، والجمْع: النَّشأُ -بالتحريك مثال طالب وطَلَبٍ-، وكذلك النَّشْءُ -مثال صاحب وصحْب-. ؛ والنَّشْءُ -أيضًا-: أول ما ينشأُ من السَّحاب. ؛ ونَشأتُ في بني فلان ونَشُؤْتَ نَشًْا ونُشُوْء: إذا شَبَبْتَ فيهم. ؛ ونَشَأَتِ السَّحابَةُ: ارتَفَعَتْ، وفي حديث النبي -صلّى الله عليه وسلم-: «اذا نَشَأَت بحرية ثم تشاءمت فتلك عين غديقة»، أي سحابة بحرية، والبحر من المدينة، -على ساكنيها السلام- يمانٍ وهو الجانب الذي تهب منه الجَنوبُ، وتشاءمت: أخذت نحو الشام وهي الجانب الذي تهب منها الشَّمال، والغَديقة: الغزيرة. ؛ وناشئةُ الليل: أول ساعاته، وقال ابن عرفة: كل ساعةٍ قامها قائمٌ من الليل فهي ناشئةٌ، وقيل: كلُّ ما حدث باللَّيل وبدأ فهو ناشىء؛ والجمع ناشئةْ، وقال الازهريُّ: ناشئة الليل مصدرٌ جاء على فاعلةَ؛ وهي بمعنى النَّشْءِ؛ كالعافية بمعنى العفوِ والعاقِبَةِ بمعنى العقبِ والخاتِمَةِ بمعنى الختم. ؛ وقال الدّينوري: النَّشأةُ والنَّشِيئَة من كل النبات: ناهِضه الذي لم يغْلُظ بعد، وأنشد ؛ أرِنات صُفْر المَنَاخِرِ والأشْ *** داقِ يَخْضِدْنَ نَشْأَةَ اليَعْضِيْدِ ؛ قال: وقال ابن الأعرابي: التَّفِرَةُ: ما ابتدأ من الطَّريفة ينبت ليِّنا صغارًا رَطبًا؛ فإذا غلُظ قليلا وارتفع وهو رطْب فهو النَّشِيْئَةُ؛ فإذا يَبِس فهو الطريفَة. ؛ ابن السكِّيت: النَّشِيئَةُ: أول ما يُعمل من الحوض، يقال: هو بادي النَّشِيئَة: إذا جفَّ عنه الماء وظهرت أرضه، قال ذو الرمّة ؛ دَفَقْنَاهُ في بادي النَّشيئةِ دائرٍ *** بَعيْدٍ بِعَهْدِ النّاسِ بُقْعٍٍ نَصَائبُه ؛ وقال أبو عُبيد: هي حجر يُجعل أسفل الحوض. ؛ والنَّشْأةُ والنَّشَاءَةُ: بالفتح فيهما وبالمد في الثانية عن أبي عمرو بن العلاء-: اسم من لأنشَأَ الله الخلْقَ. ؛ وأنشَأََ يَفعَلُ كَذا: أي ابتَدَأَ. وأنشَأَ الشاعِرُ. ؛ وفلان يُنْشئ الأحاديث: أي يضعها. ؛ وقوله تعالى: {وله الجَوَاري المُنْشَآتُ} قال مجاهد: هي السفن التي رُفعت قلو عها وإذا لم تُرفع قلوعها فليست بِمُنشآت، وقيل: هي التي ابتُدئَ بهن في البحر لتجري فيه، وقرأ حمزة بن حبيب الزَّيّات وعلي بن حمزة الكِسائي: (المُنْشآت} -بكسر الشين- ومعناها: المُبتَدِئاتُ في الجري: وأنشأ الله السّحاب: رفَعَها. ؛ أبو زيد: تقول هُذيل: أنْشَأَتِ الناقة: إذا لَقِحَتْ. ؛ وأُنْشيء ونُشيء: بمعنى، وقرأ الكوفيون غير أبي بكر {أوَ مَنْ يُنَشَّأُ في الحِلْيَة} مُشَدَّدة؛ والباقون: {يُنْشَأُ} مُخفَّفة: أي يُرشَّح ويُنبَّت. ؛ وتَنَشَّأْتُ إلى حاجتي: نَهَضتُ إليها ومَشيْت، عن أبي عمرو، وأنشد للبُرج ابن مُسْهِر الطائيِّ ؛ فلمّا أنْ تَنَشَّأ قام حِرْقٌ *** من الفِتْيَانِ مُخْتَلَقٌ هَضُوْمُ ؛ ويُروى "تَنَشّى" -بغير هَمْز-: أي سَكِرَ. ؛ وتَنَشَّأ فلان غاديًا: إذا ذهب لحاجته. ؛ ابن السكِّيت: الذِّئبُ يَستَنشئ الريح -بالهمز-، قال: وإنما هو من نَشَيْتُ الرِّيح -غير مهموز-: أي شَممتُها، وفي الحديث: أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل على خديجة -رضي الله عنها- يخطُبُها ودخلَت عليها مُستَنْشئة من مولَّدات قريش فقالت: أمحمد هذا! والذي يُحْلَ به إن جاء لَخاطبًا. المُستَنشئةُ: الكاهنة لأنها تتعاطى عِلْم الأكوان والأحداث وتستبحثُها. ؛ والمُسْتَنْشَآت في قول الشَّمّاخ ؛ عَلَيْها الدُّجى مُسْتَنْشَأتٍ كأنَّها *** هَوادِجُ مَشدُوْدٌ عليها الجَزَاجِزُ ؛ ويروى: "الجزائز" و"الجَلائز" و"الجَلامِز". ؛ والتركيب يدل على ارتفاع في شيء وسمو.

المعجم: 

العباب الزاخر