المعنى:
ماظَّه مُماظَّة ومِظاظاً: خاصمه وشاتمَه وشارَّه ونازَعَه ولا يكون ذلك إِلا مُقابَلة منهما؛ قال رؤبة:
لأْواءَهـــا والأَزْلَ والمِظاظـــا
وفي حديث أَبي بكر: أَنه مرَّ بابنه عبد الرحمن وهو يُماظُّ جاراً له، فقال أَبو بكر: لا تُماظِّ جارَك فإِنه يَبْقَى ويذهَب الناس؛ قال أَبو عبيد: المُماظَّةُ المُخاصَمة والمُشاقَّة والمُشارّةُ وشدَّةُ المُنازعةِ مع طُول اللُّزوم، يقال: ماظَظْتُهُ أُماظُّه مِظاظاً ومُماظَّة، أَبو عمرو: أَمَظَّ إذا شَتم، وأَبَظَّ إذا سَمِنَ، وفيه مَظاظةٌ أَي شدَّة خُلُق، وتماظّ القومُ؛ قال الراجز:
جــافٍ دَلَنْظَــى عَــرِكٌ مُغـانِظُ،
أَهْــــوَجُ إِلا أَنـــه مُمـــاظِظُ
وأَمَظَّ العُودَ الرطبَ إذا توقَّع أَن تذهب نُدُوَّته فعَرَّضه لذلك.والمَظُّ: رُمّان البر أَو شجره وهو يُنَوِّر ولا يَعقِد وتأْكله النحْل فيجُودُ عسَلُها عليه. وفي حديث الزُّهري وبني إِسرائيل: وجعل رُمّانَهم المَظَّ؛ هو الرُّمّان البرّي لا يُنْتفع بحمله. قال أَبو حنيفة: منابت المَظ الجبال وهو ينوِّر نَوْراً كثيراً ولا يُرَبِّي ولكن جُلُّناره كثير العسل؛ وأَنشد أَبو الهيثم لبعض طيِّء:
ولا تَقْنَطْــ، إذا جَلَّــتْ عِظــامٌ
عليـكَ مِـن الحَـوادِثِ، أَن تُشَظّا
وسـَلِّ الهَـمَّ عنـك بـذاتِ لَـوْثٍ،
تَبُــوصُ الحــادِيَيْنِ إذا أَلَظَّـا
كــأَنَّ، بنحْرِهــا وبمِشــْفَرَيْها
ومَخْلِــجِ أَنْفِهــا، راءً ومَظّــا
جَـرى نَسـْءٌ علـى عسـَنٍ عليهـا،
فــار خَصــِيلُها حــتى تَشــَظَّى
أَلَظَّ أَي لَحَّ. قال: والراء زَبَدُ البحر، والمظُّ دمُ الأَخوين، وهو دمُ الغَزال وعُصارة عُروق الأَرْطَى، وهي حُمر، والأَرْطاة خَضْراء فإِذا أَكلتها الإِبل احمرّت مَشافِرها؛ وقال أَبو ذؤيب يصف عسلاً:
فجاء بِمَزْج لم يَر الناسُ مِثْلَه،
هـو الضَّحْكُ، إِلا أَنه عَمَلُ النحْلِ
يَمانيـة أَحْيـا لهـا، مَظَّ مَأْبِدٍ
وآلِ قَراسـٍ، صـَوْبُ أَسـْقِيةٍ كُحْـلٍ
قال ابن بري: صوابه مأْبِدٍ، بالباء، ومن همزه فقد صحّفه. وآلُ قَراس:جبال بالسَّراةِ. وأَسْقِية: جمع سَقِيٍّ، وهي السّحابة الشديدةُ الوَقْع.ويروى: صوبُ أَرْمِيةٍ جمع رَمِيٍّ، وهي السحابة الشديدة الوقع أَيضاً.ومَظَّةُ: لقَب سفيان بن سلْهم بن الحَكَم بن سعد العَشِيرة.