مسس

المعنى: 

مَسِسْتُ الشَّيْءَ -بالكسر- أمَسُّه مَسًّا ومَسِيْسًا ومِسِّيْسى -مثال خِصِّيْصى-، هذه هي اللُّغَة الفصيحة، وحَكى أبو عُبَيْدَة: مَسَسْتُه -بالفتح- أمُسُّه -بالضم-. وربَّما قالوا: مِسْتُ الشَّيْءَ؛ يَحْذِفُونَ منه السين الأولى؛ ويُحَوِّلونَ كسرَتَها إلى الميم، ومنهم مَنْ لا يُحَوَّل ويَتْرُكُ المِيْمَ على حالِها مَفْتوحَة. وهو مثل قولِهِ تعالى: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُون} تُكْسَر الظاء وتُفْتضح، وأصْلُه ظَلِلْتُم، وهو من شَوَاذِّ التَّخفيف، قال أوس بن مَغْرَاءَ السَّعْديّ ؛ مَسْنا السَّماءَ فَنِلْناها وطالَهُم *** حتى يَرَوا أُحُدًا يَهْوي وثَهْلانا ؛ وكَلَّ مَنْ تَبِعَ الإسلام تابِعُنا *** وكُلُّ مَن خالَفَ الإسلام يَخْشانا ؛ وقوله تعالى: {الذي يَتَخَبَّطُه الشَّيْطانُ من المَسِّ} أي مِنَ الجُنُون، يقال: به مَسٌّ وألْسٌ ولَمَمُ، وقد مُسَّ فهو مَمْسُوْسٌ. ؛ وقوله تعالى: {ذُوقّوا مَسَّ سَقَرَ}، قال الأخْفَش: جَعَلَ المَسَّ يُذَاقُ، كما يُقال: كَيْفَ وَجَدْتَ طَعْم الضَّرْب؟، ويقال: وَجَدْتُ مَسَّ الحُمّى: أي أوَّلَ ما نالَني منها. وفي حديث أُمِّ زَرْع: زَوْجي المَسُّ مَسُّ أرْنَبٍ، والريح ريحُ زَرْنَبٍ، وقد كُتِبَ الحديث بتمَامِه في تركيب ز ر ن ب. وصَفَتْهُ بِلِيْنِ الجانِبِ وحُسْنِ الخُلُق. ؛ ويقال: بينَهُما رَحِمٌ ماسَّةٌ: أي قرابَة قَرِيبَة. وقد مَسَّتْ بِكَ رَحِمُ فلانٍ: إذا كانت بينَكُما قَرابَةٌ قريبَة. ؛ وحاجَةٌ ماسَّة: أي مُهِمَّة، وقد مَسَّت إليهِ الحاجة. ؛ والمَسُوْسُ من الماء: الذي بينَ العَذْبِ والمِلْحِ، قال ذو الإصْبَع العَدْوانيّ ؛ لَو كُنْتَ ماءً كُنْتَ لا *** عَذْبَ المَذاقِ ولا مَسُوْسا ؛ وقال الليث: المَسُوس من المِياه: ما نالَتْه الأيدي، وأنشد قَوْلَ ذي الإصْبَع. ؛ وقال شَمِر: المَسُوس: الذي يَمَسُّ الغُلَّةَ فيشفيها. وقال ابن الأعرابي: المَسُوْس: كُلُّ ما شَفى الغَلِيْلَ؛ لأنَّه مَسَّ الغُلَّةَ، وأنشد ؛ يا حَبَّذا رِيْقَتُك المَسُوْسُ *** ؛ والمَسُوْس -أيضًا-: الفاذْ زَهْرُ. ؛ ومَسُوْس: قرية من قرى مَرْوَ. ؛ والمَسْمَاس: الخفيف، يقال: قَتَامٌ مَسْمَاس، قال رؤبة ؛ وبَلَدٍ يَجْري عَلَيْهِ العَسْعَاسْ *** من السَّرَابِ والقَتَامِ المَسْمَاسْ ؛ ومُسَّة -بالضم-: من أعلام النساء. ؛ وبُشرى بن مَسِيْس -بفتح الميم-: من أصحاب الحديث. ؛ وقَوْلُ العَرَب: لا مَسَاسِ -مثال قَطَامِ-: أي لا تَمَسّ، وقرأ أبو عمرو في الشَّوَاذِّ وأبو حَيْوَةَ: {أن تَقُوْلَ لا مَسَاسِ}، وقد يقال: مَسَاسِ في الأمر: كدَرَاكِ ونَزَالِ. ؛ وأمْسَسْتُه الشَّيْءَ فَمَسَّه. ؛ والمُمَاسَّة: كناية عن المُباضَعَة، وقَرَأَ حمزة والكِسائيّ وخَلَفٌ: {تُمَاسُّوْهُنَّ}. ؛ وقوله تعالى: {لا مِساسَ} بكسر الميم: أي لا أمَسُّ ولا أُمَسُّ. ؛ وكذلك التَّمَاسُّ، ومنه قوله تعالى: {مِنْ قَبْلِ أنْ يَتَماسّا}. ؛ والمَسْمَسَة والمِسْمَاس: اخْتِلاط الأمرِ والْتِباسُه، قال ؛ إن كُنْتَ من أمْرِكَ في مِسْمَاسِ *** فاسْطُ على أُمِّكَ سَطْوَ الماسي ؛ والتركيب يدل على جَسِّ الشَّيْءِ باليد.

المعجم: 

العباب الزاخر