المعنى:
حَرْف يَدُلُّ على امْتِناع شيْء لوجود غيره. وتأتي على ثلاثة أوجه؛1- أن تَدخُل على جُملتين: اِسْمِيّة ففَعلية، لرَبط امْتِناع الثّانية بوجود الأولى، مثل قوله تعالى: {وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِين} [الصَّافات:57]. وقوله تعالى: {وَلَوْلَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاء لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا} [الحَشر:3]. وإذا وَليَها مُضمَر فَحقُّه أن يكون ضميرَ رَفْع، كقوله تعالى: {لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِين} [سَبَإ:31]. وسُمِعَ قليلًا: لولاي ولولاك ولولاه. قيل إنّ الضَّمير يكون مَجرورًا بها وهو في محلّ رَفْع على الابتداء والخَبْر مَحذوف؛2- أن تكون للتَّحضيض والعَرْض، فتَخْتَصُّ بالدُّخول على المُضارِع كقوله تعالى: {لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون} [النَّمل:46]، أو ما في تأويله كقوله تعالى: {لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِين} [المنَافِقون:10].؛3- أن تكون للتَّوبيخ والتَّنديم، فتَختصُّ بالماضي كقوله تعالى: {لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء} [النُّور:13]. وأصل «لولا»: لو، رُكِّبَت مع لا. ولا بُدَّ لها من جَوابٍ مَذكور كقوله تعالى: {لَّوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيم} [الأنفَال:68]، أو جَوابٌ مُقَدَّر إذا دلَّ عليه دليل كقوله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيم} [النُّور:10]. وتكثُر اللّام في جَوابها كقوله تعالى: {لَوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاء وَهُوَ مَذْمُوم} [القَلَم:49]، إلّا إذا كان مَنفيًّا بلَم فيَمْتَنِع دُخولُها عليه، أو بما فيَقلُّ دُخولُها عليه.