المعنى:
كشَّت الأَفعى تَكِشّ كَشّاً وكَشِيشاً: وهو صوت جلدها إذا حكَّت بعضَها ببعض، وقيل: الكَشيشُ للأُنثى من الأَساوِد، وقيل: الكَشِيشُ للأفعى، وقيل: الكَشِيشُ صوتٌ تخرجه الأَفعى من فيها؛ عن كراع، وقيل: كَشِيشُ الأَفْعى صوتُها من جلدها لا من فَمِها فإِن ذلك فَحِيحُها، وقد كَشَّت تَكِشّ، وكَشْكَشَت مثله. وفي الحديث: كانت حيّةٌ تَخْرج من الكَعْبة لا يَدْنو منها أَحدٌ إِلا كَشَّت وفتَحَت فاها. وتَكاشَّت الأَفاعي: كَشَّ بعضُها في بعض. والحيّات كلها تكِشّ غير الأُسود، فإِنه يَنْبَحُ ويَصْفِر ويَصيح؛ وأَنشد:
كــأَنَّ صــوتَ شـَخْبِها المُرْفَـضِّ
كَشــِيشُ أَفْعــى أَجْمَعَـتْ بِعَضـِّ،
فهــي تَحُــكُّ بعضــَها بِبَعْــضِ
أَبو نصر: سمعت فَحِيحَ الأَفعى وهو صوتها من فمها،وسمعت كَشِيشَها وفَشِيشَها وهو صوت جلدها. وروى أَبو تراب في باب الكاف والفاء: الأَفعى تَكِشُّ وتَفِشُّ، وهو صوتها من جلدها، وهو الكَشِيشُ والفَشَيشُ، والفَحِيحُ صوتُها من فيها، وقيل لابنة الخُسّ: أَيُلْقِح الرَّبَاعْ؟ فقالت: نعم برُحْب ذِراعُ، وهو أَبو الرَّبَاعْ، تكاشُّ من حِسِّه الأَفاعُ. وكَشَّ الضبُّ والوَرَلُ والضفْدعُ يَكِشُّ كَشِيشاً: صوّتَ. وكَشَّ البَكْرُ يَكِشُّ كَشّاً وكَشِيشاً: وهو دون الهَدْر؛ قال رؤبة:
هَــدَرْتُ هَـدْراً ليـس بالكَشـِيشِ
وقيل: هو صوت بين الكَتِيتِ والهَدِير. وقال أَبو عبيد: إذا بلغ الذكَرُ من الإِبل الهَدِير فَأَوَّلهُ الكَشِيشُ، وإِذا ارتفع قليلاً قيل: كتَّ يكِتُّ كَتِيتاً، فإِذا أَفْصح بالهَدِير قيل: هَدَرَ هَدِيراً فإِذا صفا صوتُه ورَجَّع قيل: قَرْقَر. وفي حديث عليّ، رضوان اللَّه عليه: كأَني أَنْظُرُ إِليكم تكِشُّون كَشِيشَ الضِّبَاب؛ هو من هدير الإِبل؛ وبَعِير مِكْشاشٌ؛ قال العَنْبَريّ:
فـي العَنْبَرِيِّيـن ذَوِي الأَرْيـاشِ
يَهْـدِرُ هَـدْراً ليـس بالمِكْشـاشِ
وقال بعضُ قيسٍ: البَكْرُ يَكِشُّ ويَفِشُّ وهو صوته قبل أَن يهْدِر،.وكَشَّت البقرةُ: صاحَتْ. وكَشِيشُ الشرابِ: صوتُ غَلَيانِه. وكَشَّ الزَّنْدُ يَكِشُّ كَشّاً وكَشِيشاً: سمعت له صوتاً خَوَّاراً عند خروج نارِه.وكشت الجَرَّةُ: غَلَتْ؛ قال:
يـا حَشـراتِ القـاع مـن جُلاجِلِ
قـد نَـشَّ مـا كَـشَّ من المَرَاجِلِ
يقول: قد حانَ إِدْراكُ نَبِيذي وأَن أَتَصَيَّدَكُنَّ فآكُلَكُنَّ على ما أَشْرب منه. والكَشْكَشَةُ: كالكَشِيشِ.والكَشْكَشَةُ: لغة لربِيعة، وفي الصحاح: لبني أَسد، يجعلون الشين مكان الكاف، وذلك في المؤَنث خاصة، فيقولون عَلَيْشِ ومِنْشِ وبِشِ؛ وينشدون:
فَعَيناشِ عَيْناها، وجِيدُشِ جِيدُها
ولكـنَّ عظـمَ السـاقِ مِنْشِ رَقِيقُ
وأَنشد أَيضاً:
تَضـْحَكُ منـي أَن رأَتنـي أَحْتَرِشْ
لــو حَرَشـْتِ لكشـَفْتُ عـن حِـرِش
ومنهم من يزيد الشين بعد الكاف فيقول: عَلَيكِشْ وإِليكِشْ وبِكِشْ ومِنْكِشْ، وذلك في الوقف خاصة، وإِنما هذا لِتَبِين كسرةُ الكاف فيؤَكد التأْنيث، وذلك لأَن الكسرة الدالة على التأْنيث فيها تَخْفى في الوقف فاحتاطوا للبيان بأَن أَبْدلُوها شيناً، فإِذا وصَلوا حذفوا لِبَيان الحركة، ومنهم من يُجْري الوصل مُجْرى الوقف فيبدل فيه أَيضاً؛ وأَنشدوا للمجنون:
فعينـاش عيناها وجِيدُشِ جِيدُها
قال ابن سيده: قال ابن جني وقرأْت على أَبي بكر محمد بن الحسن عن أَبي العباس أَحمد بن يحيى لبعضهم:
عَلَــيَّ فيمـا أَبْتَغِـي أَبْغِيشـِ،
بَيْضــاء تُرْضــِيني ولا تَرْضـيشِ
وتَطَّبِـــي وُدَّ بنـــي أَبِيشــِ،
إِذا دَنَـــوْتِ جَعَلَــت تَنْئّيــشِ
وإِن نَــأَيْتِ جَعَلَــتْ تُدْنيشــِ،
وإِن تَكَلَّمْــتِ حَثَـتْ فـي فِيشـِ،
حــتى تَنِقِّــي كنَقِيـقِ الـدِّيشِ
أَبْدَل من كاف المؤَنث شِيناً في كل ذلك وشبَّه كاف الدِّيكِ لكسرتِها بكاف المؤنث، وربما زادوا على الكاف في الوقف شيناً حِرْصاً على البيان أَيضاً، قالوا: مررت بِكِشْ وأَعْطَيْتُكِشْ، فإِذا وصلوا حذفوا الجميع، وربما أَلحَقُوا الشينَ فيه أَيضاً. وفي حديث معاوية: تَيَاسَرُوا عن كَشْكَشةِ تميمٍ أَي إِبدالِهم الشين من كاف الخطاب مع المؤنث فيقولون: أَبُوشِ وأُمُّشِ، وزادُوا على الكاف شيناً في الوقف فقالوا: مررت بكِشْ، كما تفعل تميم.والكُشَّةُ: الناصيةُ أَو الخُصْلةُ من الشعر. وبَحْرٌ لا يُكَشْكِشُ أَي لا يُنْزَحُ، والأَعْرَفُ لا يَنْكَشُّ.والكُشُّ: ما يُلْقح به النخلُ؛ وفي التهذيب عن ابن الأَعرابي: الكُشُّ الحِرْقُ الذي يُلْقَح به النخلُ.