المعنى:
الكِسْوةُ والكُسْوةُ: اللباس، واحدة الكُسا؛ قال الليث: ولها معانٍ مختلفة. يقال: كَسَوْت فلاناً أَكْسُوه كِسْوةً إذا أَلبسته ثوباً أَو ثياباً فاكْتَسى. واكتَسى فلان إذا لبَس الكِسُوْة؛ قال رؤبة يصف الثور والكلاب:
قــد كَسـا فيهـن صـِبْغاً مُرْدِعـاً
يعني كساهنَّ دَماً طرّياً؛ وقال يصف العير وأُتُنه:
يَكْســُوه رَهْباهــا إذا تَرَهَّبــا
علـى اضْطِرامِ اللُّوحِ، بَوْلاً زَغْرَبا
يكسوه رَهْباها أَي يَبُلْن عليه. ويقال: اكتَسَتِ الأَرض بالنبات إذا تغطَّت به. والكُسا: جمع الكُسوة. وكَسِيَ فلان يَكْسى إذا اكْتَسَى، وقيل: كَسِيَ إذا لبس الكُسوة؛ قال:
يَكْســـى ولا يَغْـــرَثُ مملوكُهــا
إِذا تَهَــرَّت عَبْــدَها الهــارِيهْ
أَنشده يعقوب. واكْتَسى: كَكَسِيَ، وكَساه إِياها كَسْواً. قال ابن جني: أَما كَسِيَ زيد ثوباً وكَسَوْته ثوباً فإِنه وإِن لم ينقل بالهمزة فإِنه نقل بالمثال، ألا تراه نقل من فَعِلَ إِلى فَعَلَ، وإِنما جاز نقله بفَعَل لما كان فَعَلَ وأَفْعَلَ كثيراً ما يعتقبان على المعنى الواحد نحو جَدَّ في الأَمر وأَجَدَّ، وصدَدْته عن كذا وأَصدَدْته، وقصر عن الشيء وأَقْصَر، وسَحَته الله وأَسْحَته ونحو ذلك، فلما كانت فَعَلَ وأَفْعَلَ على ما ذكرناه من الاعتقاب والتَّعاوُض ونُقِل بأَفْعل، نقل أَيضاً فَعِلَ يَفعَل نحو كَسِيَ وكَسَوْتُه وشَتِرَت عينُه وشَتَرْتها وعارَتْ وعُرْتها. ورجل كاسٍ: ذو كُسوة، حمله سيبويه عل النسب وجعله كَطاعِم، وهو خلاف لما أَنشدناه من قوله:
يَكْســــــــى ولا يَغْــــــــرَثُ
قال ابن سيده: وقد ذكرنا في غير موضع أَن الشيء إِنما يحمل على النسب إذا عُدِمَ الفِعل. ويقال: فلان أَكْسى من بَصَلةٍ إذا لبس الثياب الكثيرة، قال: وهذا من النوادر أَن يقال للمُكْتَسِي كاسٍ بمعناه. ويقال: فلان أَكسى من فلان أَي أَكثر إِعطاء للكُسوة، من كَسَوْتُه أَكْسُوه. وفلان أَكسى من فلان أَي أَكثر اكْتِساء منه؛ وقال في قول الحطيئة:
دَعِ المَكـارِمَ لا تَرْحَـلْ لبُغْيَتهـا
واقْعُدْ فإِنَّك أَنتَ الطاعِمُ الكاسِي
أَي المُكْتَسي. وقال الفراء: يعني المَكْسُوَّ، كقولك ماء دافِقٌ وعيشةٌ راضِيةٌ، لأَنه يقال كَسِيَ العُرْيانُ ولا يقال كَسا. وفي الحديث: ونِساءٍ كاسِياتٍ عارِياتٍ أَي أَنهنَّ كاسياتٌ من نِعَم الله عارِياتٌ من الشكر، وقيل: هو أَن يَكْشِفْنَ بعضَ جسدهن ويَسْدُلْن الخُمُر من ورائهن فهنَّ كاسِياتٌ كعارِيات، وقيل: أَراد أَنهن يَلْبَسْن ثِياباً رقاقاً يَصِفْنَ ما تحتها من أَجْسامِهن فهن كاسِياتٌ في الظاهر عارِياتٌ في المعنى. قال ابن بري: يقال كَسِيَ يَكْسَى ضدّ عَرِيَ يَعْرَى؛ قال سعيد بن مسحوج الشيباني:
لقَــدْ زادَ الحَيــاةَ إِلـيَّ حُبّـا
بَنــاتي، أَنَّهُــنَّ مــن الضـِّعافِ
مَخافـةَ أَن يَرَيْـنَ البُـؤسَ بَعْـدي
وأَن يَشــْرَبْنَ رَنْقــاً بعـدَ صـافِ
وأَن يَعْرَيْنَـ، إِنْ كَسـِيَ الجَـواري
فَتَنْبُـو العيـنُ عَـن كَـرَمٍ عجـافِ
واكْتَسى النَّصِيُّ بالوَرق: لبسه؛ عن أَبي حنيفة. واكْتَسَتِ الأَرضُ: تمَّ نباتُها والتفَّ حتى كأَنها لبَسته.والكِساء: معروف، واحد الأَكْسِية اسم موضوع، يقال: كِساءٌ وكِساءَان وكِساوانِ، النسبة إِليها كِسائيٌّ وكِساوِيٌّ، وأَصله كِساوٌ لأَنه من كَسَوْتُ إِلا أَن الواو لما جاءت بعد الأَلف همزت. وتَكَسَّيْتُ بالكِساء:لبسته؛ وقول عمرو بن الأَهتم:
فبَـاتَ لـه دونَ الصَّبا، وهي قُرَّةٌ
لِحـافٌ، ومَصـْقولُ الكِسـاء رَقِيـقُ
أَراد اللبنَ تعلوه الدُّوايةُ؛ قال ابن بري: صواب إِنشاده وبات له، يعني للضيف؛ وقبله:
فبـاتَ لَنا منها، وللضَّيْف مَوْهناً
شــِواءٌ ســَمِينٌ زاهِــقٌ وغَبُــوقُ
ابن الأَعرابي: كاساهُ إذا فاخَره، وساكاه إذا ضَيَّقَ عليه في المُطالبة، وسَكا إذا صغر جسمه. التهذيب: أَبو بكر الكَساء، بفتح الكاف ممدود، المجد والشرف والرِّفْعة؛ حكاه أَبو موسى هرون بن الحرث، قال الأَزهري:وهو غريب.والأَكْساء: النَّواحي؛ واحدها كُسْء، وهو مذكور في الهمزة أَيضاً، وهو يائي. والكُسْيُ: مؤخَّر العجز، وقيل: مؤخر كل شيء، والجمع أَكساء؛ قال الشماخ:
كـأَنّ علـى أَكْسائِها، من لُغامِها
وخِيفــةَ خِطْمِــيٍّ بمــاء مُبَحْـزَجِ
وحكى ثعلب: رَكِبَ كَساه إذا سقط على قَفاه، وهو يائي لأَن ياءه لام، قال ابن سيده: ولو حمل على الواو لكان وجهاً فإِن الواو في كَسا أَكثر من الياء، والذي حكاه ابن الأَعرابي رَكِبَ كُسْأَه مهموز، وقد تقدم ذكره في موضعه.