المعنى:
الكَرْبُ: على وَزْن الضَّرْبِ مَجْزُومٌ: الحُزْنُ والغَمُّ الذي يأْخذُ بالنَّفْس، وجمعه كُرُوبٌ. وكَرَبه الأَمْرُ والغَمُّ يَكْرُبهُ كَرْباً: اشْتَدَّ عليه، فهو مَكْرُوبٌ وكَرِيبٌ، والاسم الكُرْبة؛ وإِنه لمَكْرُوبُ النفس. والكَرِيبُ: المَكْروبُ. وأَمْرٌ كارِبٌ. واكْترَبَ لذلك: اغْتَمَّ. والكَرائبُ: الشدائدُ، الواحدةُ كَرِيبةٌ؛ قال سَعْدُ بن ناشِبٍ المازِنيُّ:
فيــالَ رِزامٍ رَشــِّحُوا بــي مُقَــدَّماً
إِلـى المَـوْتِ، خَوّاضاً إِليه الكَرائِبا
قال ابن بري: مُقَدَّماً منصوب برَشِّحُوا، على حذف موصوف، تقديره: رَشِّحُوا بي رَجُلاً مُقَدَّماً؛ وأَصل التَّرْشيح: التَّرْبِيَةُ والتَّهْيِئَةُ؛ يقال: رُشِّحَ فلانٌ للإِمارة أَي هُيِّئَ لها، وهو لها كُفؤٌ.ومعنى رَشِّحُوا بي مُقَدَّماً أَي اجْعَلُوني كُفؤاً مُهَيَّأً لرجل شُجاع؛ ويروى: رَشِّحُوا بي مُقَدِّماً أَي رجلاً مُتَقَدِّماً، وهذا بمنزلة قولهم وَجَّهَ في معنى توجَّه، ونَبَّه في معنى تَنَبَّه، ونَكَّبَ في معنى تَنكَّبَ. وفي الحديث: كان إذا أَتاه الوحيُ كُرِبَ لهأَي أَصابَهُ الكَرْبُ، فهو مَكْروبٌ. والذي كَرَبه كارِبٌ.وكَرَبَ الأَمْرُ يَكْرُبُ كُرُوباً: دَنا. يقال كَرَبَتْ حياةُ النارِ أَي قَرُبَ انْطِفاؤُها؛ قال عبدُ القيسِ بنُ خُفافٍ البُرْجُمِيُّ:
أَبُنَيَّــ، إِنَّ أَبــاكَ كــارِبُ يَــومِهِ،
فـإِذا دُعِيـتَ إِلـى المَكـارِمِ فاعْجَـلِ
أُوصـِيكَ إِيْصـاءَ امْـرِئٍ، لكـ، ناصـِحٍ،
طَبِــنٍ برَيْــبِ الــدَّهْرِ غَيــرِ مُغَفَّـلِ
اللّـــهَ فـــاتَّقْهِ، وأَوْفِ بِنَـــذْرِهِ،
وإِذا حَلَفْــــتَ مُبارِيـــاً فَتَحَلَّـــلِ
والضـــَّيْفَ أَكْرِمْهُــ، فــإِنَّ مَبِيتَــه
حَــــقٌّ ولا تَـــكُ لُعْنَـــةً للنُّـــزَّلِ
واعْلَــمْ بــأَنَّ الضـَّيفَ مُخْبِـرُ أَهْلِـه
بمَبِيــــتِ لَيْلَتِهــــ، وإِنْ يُســـْأَلِ
وَصـِلِ المُواصـِلَ مـا صـَفَا لـك وُدُّهـ،
واجْــذُذْ حِبــالَ الخَــائِن المُتَبَـذِّلِ
واحْـذَرْ مَحَـلَّ السـوءِ، لا تَحْلُـلْ بهـ،
وإِذا نَبَـــا بَـــكَ مَنْــزِلٌ فَتَحَــوَّلِ
واســْتَأْنِ حِلْمَـكَ فـي أُمـورِكَ كُلِّهـا،
وإِذا عَزَمْــتَ علــى الهــوى فَتَوَكَّـلِ
واسـْتَغْنِ، مـا أَغْنـاكَ رَبُّك، بالغِنَى،
وإِذا تُصــــِبْكَ خَصاصــــَةٌ فتَجَمَّـــلِ
وإِذا افْتَقَرْتَــ، فلا تُــرَى مُتَخَشــِّعاً
تَرْجُـو الفَواضـلَ عنـد غيـرِ المِفْضـَلِ
وإِذا تَشــاجَرَ فــي فُــؤَادِك، مَـرَّةً،
أَمْرانِـــ، فاعْمِــدْ للأَعَــفِّ الأَجْمَــلِ
وإِذا هَمَمْــتَ بــأَمْرِ ســُوءٍ فـاتَّئِدْ،
وإِذا هَمَمْــتَ بــأَمْرِ خَيْــرٍ فاعْجَــلِ
وإِذا رَأَيْـتَ الباهِشـِينَ إِلـى النَّـدَى
غُبْـــراً أَكُفُّهُـــمُ بقـــاعٍ مُمْحِـــلِ
فــأَعِنْهُمُ وايْسـِرْ بمـا يَسـَرُوا بهـ،
وإِذا هُــمُ نَزَلُــوا بضــَنْكٍ، فـانْزِلِ
ويروى: فابْشَرْ بما بَشِرُوا به، وهو مذكور في الترجمتين.وكُلُّ شيءٍ دَنا: فقد كَرَبَ. وقد كَرَبَ أَن يكون، وكَرَبَ يكونُ، وهو، عند سيبويه، أَحدُ الأَفعال التي لا يُستعمل اسم الفاعل منها موضعَ الفعل الذي هو خبرها؛ لا تقول كَرَب كائناً؛ وكَرَبَ أَن يَفْعَلَ كذا أَي كادَ يَفْعَلُ؛ وكَرَبَتِ الشمسُ للمَغِيب: دَنَتْ؛ وكَرَبَتِ الشمسُ: دَنَتْ للغُروب؛ وكَرَبَتِ الجاريةُ أَن تُدْرِكَ. وفي الحديث: فإِذا اسْتَغْنَى أَو كَرَبَ اسْتَعَفَّ؛ قال أَبو عبيد: كَرَبَ أَي دَنا من ذلك وقَرُبَ. وكلُّ دانٍ قريبٍ، فهو كارِبٌ. وفي حديث رُقَيْقَةَ: أَيْفَعَ الغُلامُ أَو كَرَبَ أَي قارَبَ الإِيقاع.وكِرابُ المَكُّوكِ وغيره من الآنِيَةِ: دونَ الجِمام. وإِناءٌ كَرْبانُ إذا كَرَبَ أَنْ يَمْتَلِئَ؛ وجُمْجَمَة كَرْبى، والجمع كَرْبى وكِرابٌ؛ وزعم يعقوب أَن كافَ كَرْبانَ بدل من قاف قَرْبانَ؛ قال ابن سيده: وليس بشيءٍ.الأَصمعي: أَكْرَبْتُ السِّقاءَ إِكْراباً إذا مَلأْتَه؛ وأَنشد:
بَـــجَّ المَـــزادِ مُكْرَبــاً تَــوْكِيرَا
وأَكْرَبَ الإِناءَ: قارَبَ مَلأَه. وهذه إِبلٌ مائةٌ أَو كَرْبُها أَي نحوُها وقُرابَتُها.وقَيْدٌ مَكْرُوبٌ إذا ضُيِّقَ. وكَرَبْتُ القَيْدَ إذا ضَيَّقْتَه على المُقَيَّدِ؛ قال عبداللّه بن عَنَمَة الضَّبِّيُّ:
ازْجُــرْ حِمــارَك لا يَرْتَـعْ برَوْضـَتِنا،
إِذاً يُــرَدُّ، وقَيْــدُ العَيْــرِ مَكْـرُوبُ
ضَرَبَ الحمارَ ورَتْعَه في رَوْضتِهم مثلاً أَي لا تَعَرَّضَنّ لشَتْمِنا، فإِنا قادرون على تقييد هذا العَيْرِ ومَنْعه من التصرف؛ وهذا البيت في شعره:
أُرْدُدْ حِمـــارَك لا يَنْـــزِعْ ســَوِيَّتَه،
إِذاً يُــرَدُّ، وقَيْــدُ العَيْــرِ مَكْـرُوبُ
والسَّويَّةُ: كِساءٌ يُحْشَى بثُمام ونحوه كالبَرْذَعَة، يُطْرَحُ على ظهر الحمار وغيره، وجزم يَنْزِعْ على جواب الأَمر، كأَنه قال: إِنْ تَرْدُدْهُ لا يَنْزِعْ سَوِيَّتَه التي على ظهره. وقوله: إذا يُرَدُّ جوابٌ، على تقدير أَنه قال: لا أَرُدُّ حِمارِي، فقال مجيباً له: إذا يُرَدُّ. وكَرَبَ وظِيفَيِ الحمار أَو الجمل: دانى بينهما بحبل أَو قَيْدٍ. وكارَبَ الشيءَ: قارَبه.وأَكْرَبَ الرجلُ: أَسْرَعَ. وخُذْ رِجْلَيْكَ بأَكْرابٍ إذا أُمِرَ بالسُّرْعة، أَي اعْجَلْ وأَسْرِعْ. قال الليث: ومن العرب من يقول: أَكْرَبَ الرجلُ إذا أَخذ رِجْلَيْه بأَكْرابٍ، وقَلَّما يقال: وأَكْرَبَ الفرسُ وغيرُه مما يَعْدُو: أَسْرَعَ؛ هذه عن اللحياني. أَبو زيد: أَكْرَبَ الرجلُ إِكْراباً إذا أَحْضَرَ وعَدا. وكَرَبْتُ الناقةَ: أَوقَرْتُها.الأَصمعي: أُصولُ السَّعَفِ الغِلاظُ هي الكَرانِيفُ، واحدتُها كِرْنافةٌ، والعَريضَة التي تَيْبَسُ فتصيرُ مِثلَ الكَتِفِ، هي الكَرَبة. ابن الأَعرابي: سُمِّيَ كَرَبُ النخل كَرَباً لأَنه اسْتُغْنِيَ عنه، وكَرَبَ أَن يُقْطَعَ ودَنا من ذلك.وكَرَبُ النخلِ: أُصُولُ السَّعَفِ؛ وفي المحكم: الكَرَبُ أُصُولُ السَّعَفِ الغِلاظُ العِراضُ التي تَيْبَسُ فتصيرُ مثلَ الكَتِفِ، واحدتُها كَرَبةٌ. وفي صفة نَخْلِ الجنة: كَرَبُها ذَهَبٌ، هو بالتحريك، أَصلُ السَّعَفِ؛ وقيل: ما يَبْقَى من أُصوله في النخلة بعد القطع كالمَراقي؛ قال الجوهري هنا وفي المثل:
مـتى كـان حُكمُ اللّه في كَرَبِ النخلِ؟
قال ابن بري: ليس هذا الشاهد الذي ذكره الجوهري مثلاً، وإِنما هو عَجُزُ بَيْتٍ لجرير؛ وهو بكماله:
أَقــولُ ولــم أَمْلِـكْ سـَوابقَ عَبْـرةٍ:
مـتى كـان حُكْمُ اللّهِ في كَرَبِ النخلِ؟
قال ذلك لَمَّا بَلَغه أَنَّ الصَّلَتانَ العَبْدِيَّ فَضَّلَ الفرزدقَ عليه في النَّسِيب، وفَضَّلَ جريراً على الفرزدق في جَوْدَةِ الشِّعْر في قوله:
أَيـا شـاعِراً لا شـاعِرَ اليـومَ مِثْلُه،
جَريــرٌ، ولكــن فــي كُلَيْـبٍ تَواضـُعُ
فلم يَرْضَ جريرٌ قولَ الصَّلَتان، ونُصْرَتَه الفرزدقَ. قلت: هذه مشاحَّةٌ من ابن بري للجوهري في قوله: ليس هذا الشاهدُ مثلاً، وإِنما هو عجز بيت لجرير. والأَمثال قد وَرَدَتْ شِعْراً، وغيرَ شِعْرٍ، وما يكون شعراً لا يمتنع أَن يكون مَثَلاً.والكَرَابة والكُرابَة: التَّمْر الذي يُلْتَقَطُ من أُصول الكَرَب، بَعْدَ الجَدَادِ، والضمُّ أَعْلى، وقد تَكَرَّبَها. الجوهري: والكُرَابة، بالضم، ما يُلْتَقَطُ من التَّمْر في أُصُول السَّعَفِ بعدما تَصَرَّمَ.الأَزهري: يقال تَكَرَّبْتُ الكُرَابَةَ إذا تَلَقَّطْتَها، من الكَرَب. والكَرَبُ: الحَبْلُ الذي يُشَدُّ على الدَّلْو، بعد المَنِينِ، وهو الحَبْل الأَوّل، فإِذا انْقَطَع المنِينُ بقي الكَرَبُ. ابن سيده: الكَرَبُ حَبْل يُشَدُّ على عَرَاقي الدَّلْو، ثم يُثْنى، ثم يُثَلَّثُ، والجمع أَكْرابٌ؛ وفي الصحاح: ثم يُثْنى، ثم يُثَلَّثُ ليكونَ هو الذي يلي الماءَ، فلا يَعْفَن الحَبْلُ الكبير. رأَيت في حاشية نسخة من الصحاح الموثوق بها قولَ الجوهري: ليكون هو الذي يلي الماءَ، فلا يَعْفَن الحَبْلُ الكبير، إِنما هو من صفة الدَّرَك، لا الكَرَبِ. قلت: الدليل على صحة هذه الحاشية أَن الجوهري ذكر في ترجمة درك هذه الصورة أَيضاً، فقال: والدَّرَكُ قطعةُ حَبْل يُشَدُّ في طرف الرِّشاءِ إِلى عَرْقُوَةِ الدلو، ليكون هو الذي يلي الماءَ، فلا يَعْفَنُ الرِّشاءُ. وسنذكره في موضعه إِن شاءَ اللّه تعالى؛ وقال الحطيئة:
قَــوْمٌ، إذا عَقَـدوا عَقْـداً لجـارِهمُ،
شَدُّوا العِناجَ، وشَدُّوا، فَوْقَه، الكَرَبَا
ودَلْو مُكْرَبة: ذاتُ كَرَب؛ وقد كَرَبَها يَكْرُبُها كَرْباً، وأَكْرَبَهَا، فهي مُكْرَبةٌ، وكَرَّبَها؛ قال امرؤُ القيس:
كالـدَّلْوِ بُتَّـتْ عُراهـا وهـي مُثْقَلَـةٌ،
وخانهــــا وَذَمٌ منهـــا وتَكْريـــبُ
على أَنَّ التَّكْريبَ قد يجوز أَن يكون هنا اسماً، كالتَّنْبِيتِ والتَّمْتين، وذلك لعَطْفِها على الوَذَم الذي هو اسم، لكنَّ البابَ الأَوَّلَ أَشْيَعُ وأَوْسَعُ. قال ابن سيده: أَعني أَن يكون مصدراً، وإِن كان معطوفاً على الاسم الذي هو الوَذَمُ. وكلُّ شديدِ العَقْدِ، من حَبْل، أَو بناءٍ، أَو مَفْصِل: مُكْرَبٌ. الليث: يقال لكل شيءٍ من الحيوان إذا كان وَثيقَ المَفاصِل: إِنه لمَكْروب المفاصِل. وروى أَبو الرَّبيع عن أَبي العالية، أَنه قال: الكَروبيُّون سادَةُ الملائكةِ، منهم جبريلُ ومِيكائيلُ وإِسرافيل، هم المُقَرَّبُونَ؛ وأَنشد شَمِرٌ لأُمَيَّة:
كَرُوبِيَّـــةٌ منهـــم رُكُـــوعٌ وســُجَّدُ
ويقال لكل حيوانٍ وَثِيقِ المَفاصِلِ: إِنه لَمُكْرَبُ الخَلْقِ إذا كان شَديدَ القُوى، والأَول أَشبه؛ ابن الأَعرابي: الكَريبُ الشُّوبَقُ، وهو الفَيْلَكُونُ؛ وأَنشد:
لا يَســْتَوي الصـَّوْتانِ حيـنَ تَجاوَبـا،
صــَوْتُ الكَريــبِ وصــَوْتُ ذِئْبٍ مُقْفِــر
والكَرْبُ: القُرْبُ.والملائكة الكَرُوبِيُّونَ: أَقْرَبُ الملائكة إِلى حَمَلَةِ العَرْش.ووَظِيفٌ مُكْرَبٌ: امْتَلأَ عَصَباً، وحافرٌ مُكْرَبٌ: صُلْبٌ؛ قال:
يَتْـــرُكُ خَـــوَّارَ الصــَّفا رَكُوبــا،
بمُكْرَبـــــاتٍ قُعِّبَــــتْ تَقْعِيبــــا
والمُكْرَبُ: الشديدُ الأَسْرِ من الدَّوابِّ، بضم الميم، وفتح الراءِ.وإِنه لمُكْرَبُ الخَلْق إذا كان شديدَ الأَسْر. أَبو عمرو: المُكْرَبُ من الخيل الشديدُ الخَلْق والأَسْرِ. ابن سيده: وفرسٌ مُكْرَبٌ شديدٌ. وكَرَبَ الأَرضَ يَكْرُبُها كَرْباً وكِراباً: قَلَبها للحَرْثِ، وأَثارَها للزَّرْع. التهذيب: الكِرابُ: كَرْبُكَ الأَرضَ حتى تَقلِبَها، وهي مَكْرُوبة مُثَارَة.التَّكْريبُ: أَن يَزْرَع في الكَريبِ الجادِسِ. والكَريبُ: القَراحُ؛ والجادِسُ: الذي لم يُزْرَعْ قَطُّ؛ قال ذو الرُّمَّة يصف جَرْوَ الوَحْشِ:
تَكَرَّبـنَ أُخرى الجَزْءِ، حتى إذا انْقَضَتْ
بَقايــاه والمُســْتَمْطَراتُ الــرَّوائِحُ
وفي المثل: الكِرابُ على البَقَرِ لأَنها تَكْرُبُ الأَرضَ أَي لا تُكْرَبُ الأَرضُ إِلا بالبَقَر. قال: ومنهم مَن يقول: الكِلابَ على البقر، بالنصب، أَي أَوْسِدِ الكِلابَ على بَقَرِ الوَحْشِ. وقال ابن السكيت: المثل هو الأول.والمُكْرَباتُ: الإِبلُ التي يُؤْتى بها إِلى أَبواب البُيوت في شِدَّة البرد، ليُصِيبها الدُّخانُ فتَدْفأَ.والكِرابُ: مَجاري الماءِ في الوادي. وقال أَبو عمرو: هي صُدُورُ الأَوْدية؛ قال أَبو ذُؤَيْب يصف النَّحْلَ:
جَوارِســُها تَـأْري الشـُّعُوفَ دَوائِبـاً،
وتَنْصــَبُّ أَلْهابــاً، مَصـِيفاً كِرابُهـا
واحدتها كَرْبَة. المَصِيفُ: المُعْوَجُّ، مِن صافَ السَّهْمُ؛ وقوله:
كأَنمــا مَضْمَضــَتْ مـن مـاءِ أَكْربـةٍ،
علــى ســَيابةِ نَخْلٍــ، دُونــه مَلَـقُ
قال أَبو حنيفة: الأَكْرِبةُ ههنا شِعافٌ يسيلُ منها ماءُ الجبالِ، واحدَتُها كَرْبةٌ؛ قال ابن سيده: وهذا ليس بقويٍّ، لأَن فَعْلاً لا يجمع على أَفْعِلَةٍ. وقال مرَّة: الأَكْرِبَةُ جمع كُرابةٍ، وهو ما يَقَعُ من ثمر النخل في أُصول الكَرَبِ؛ قال: وهو غلط. قال ابن سيده: وكذلك قوله عندي غَلَط أَيضاً، لأَن فُعالَةَ لا يُجْمَعُ على أَفْعِلَة، اللهم إِلا أَن يكون على طرح الزائد، فيكون كأَنه جَمَعَ فُعالاً.وما بالدار كَرَّابٌ، بالتشديد، أَي أَحَدٌ.والكَرْبُ: الفَتْلُ؛ يقال: كَرَبْتُه كَرْباً أَي فَتَلْتُه؛ قال:
فـي مَرْتَعِ اللَّهْو لم يُكْرَبْ إِلى الطِّوَلِ
والكَريبُ: الكَعْبُ من القَصَبِ أَو القَنا؛ والكَريبُ أَيضاً: الشُّوبَقُ، عن كراع.وأَبو كَرِبٍ اليَمانيُّ، بكسر الراءِ: مَلِكٌ من مُلوكِ حِمْير، واسمه أَسْعَدُ بن مالكٍ الحِمْيَريُّ، وهو أَحد التبابعة.وكُرَيْبٌ ومَعْدِيَكرِبَ: اسمانِ، فيه ثلاث لغات: معديكربُ برفع الباءِ، لا يُصرف، ومنهم من يقول: معديكربٍ يُضيف ويَصْرِفُ كَرِباً، ومنهم من يقول: معديكربَ، يُضيف ولا يَصرف كرباً، يجعله مؤَنثاً معرفة، والياءُ من معديكرب ساكنة على كل حال. وإِذا نسبت إِليه قلت: مَعْديّ، وكذلك النسب في كل اسمين جُعلا واحداً، مثل بَعْلَبَكَّ وخَمْسَةَ عَشَر وتَأَبطَ شَرّاً، تنسب إِلى الاسم الأَول؛ تقول بَعْليٌّ وخَمْسِيٌّ وتَأَبطيٌّ، وكذلك إذا صَغَّرْتَ، تُصَغِّرُ الأَوَّل، واللّه أَعلم.