كبس

المعنى: 

كَبَسْتُ النَّهْرَ والبِئْرَ أكْبِسُهُما كَبْسًا: أي طَمَمْتُهما بالتُراب. واسمُ ذلك التُراب: كِبْسٌ -بالكسر-. ومنه حديث عقيل بن أبي طالِب -رضي الله عنه-: أنَّ قُرَيْشًا قالتْ لأبي طالِب: إنَّ ابن أخيكَ قد آذانا فانْهَهُ عنّا، فقال: يا عَقِيل انطَلِق فأتِني بمحمَّد، فانْطَلَقْتُ إليه فاسْتَخْرَجْتُه من كِبْسٍ، فَجَعَلَ يَتَّبعُ الفَيْءَ من شِدَّةِ الرَّمَضِ. أي من بيتٍ صغير، قيل له كِبْس لِخَفائه، من قولهم كَبَسَ الرَّجُلُ رأسَه في ثَوْبِه: إذا أخفاه وأدخَله فيه، أوْ مِنْ كَبَسَ: أي غارَ في أصْلِ الجَبَل، من قولهم: إنَّه لفي كِبْسِ غِنىً وفي كِرْسِ غِنىً: أي في أصْلِهِ، حَكى ذلك أبو زيد، وقيل: الكِبْسُ: بيتٌ من طين. ؛ والكِبْسُ -أيضًا-: الرَّأْسُ الكبير. ؛ والأكْبَسُ: الفَرْجُ الناتئ. ؛ ورجل أكْبَس بَيِّنُ الكَبَس: وهو الذي أقْبَلَت هامَتُه وأدْبَرَت جَبْهَتُه. ؛ والكُبَاسُ -بالضم-: العظيم الرأس. ؛ والكُبَاسُ -أيضًا-: الذَّكَرُ، عن شَمِر، قال الطَّرِمّاح يهجو الفَرَزْدَق ويذكُر أخْتَهُ جِعْثِنَ ؛ ولو كُنْتَ حُرًّا لم تَبِتْ لَيْلَةَ النَّقى *** وجِعْثِنُ تُهْبى بالكُبَاسِ وبالعَرْدِ ؛ وقيل: الكُبَاسُ الذَّكَرُ الضَّخم الرَّأس. وتُهبى: تُدَاس ويُثار منها الغُبار لِشِدَّةِ العَمَل بها. وقالوا -أيضًا-: فَيْشَة كُبَاسٌ. ؛ والكُبَاسُ- أيضًا-: الذي يَكْبِسُ رأسَهُ في ثِيابِهِ ويَنام. ؛ وفي بني يَرْبوع بن حَنْظَلَة: الكُبَاسُ بن جَعْفَر بن ثَعْلَبَة بن يَرْبوع. ؛ وأبو الحَسَن علي بن الحَسَن بن قُسَيْم بن كُبَاسٍ المِصْريّ: من أصحاب الحديث. ؛ والكِبَاسَة -بالكسر-: العِذْق، وهي من التَّمْر بمنزلة العُنْقود من العِنَب. وقال سَهْل بن حُنَيْف: أمَرَ رَسول الله -صلى الله عليه وسلّم- بالصَّدَقَة فجاءَ رَجُل بِكَبائِسَ من هذه السُّخَّلِ -يعني الشِّيْصَ-، فنزلت: {ولا تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ منه تُنْفِقُونَ}. ؛ والكَبيس: ضَرْبٌ من التَّمْر. ؛ والكَبيس -أيضًا-: حَلْيٌ مُجَوَّف، قال عَلْقَمَة بن عَبَدَة ؛ مَحَالٌ كأجْوازِ الجَرَادِ ولؤلؤٌ *** من القَلَقِيِّ والكَبيسِ المُلَوَّبِ ؛ مَحَالٌ: شَذْرُ ذَهَبٍ. والقَلَقِيُّ: ضَرْبٌ من الؤلؤ، وقيل: هو من القلائد المنظومة باللؤلؤ. والكبيس: حِلَقٌ تُصاغ مُجَوَّفَة ثمَّ تُحْشى طِيبًا. ؛ والسَّنة الكَبيسَة: التي يُسْتَرَقُ منها يَوم، وذلك في كُلِّ أرْبَعِ سِنِيْن. ؛ وكُبَيْس -مُصَغّرًا-: موضِع، قال الراعي يَصِف عانَةً ؛ جَعَلْنَ حُبَيًّا باليَمِينِ ووَرَّكَتْ *** كُبَيْسًا لِوِرْدِ من ضَئيدَةَ باكِرِ ؛ وكُبَيْسَة: عين في طرف بَرِّيَّة السَّماوَة، على أربَعَةِ أميال مِن هيت، منها تُسْلَكْ البَرِّيَّةُ. ؛ والكابوس: ما يَقَع على الإنسان باللَّيلِ، ويقال: هو مُقَدِّمَة الصَّرْع، ومنه قولهم: كَبَسُوا دارَ فلان. ؛ والكابوس -أيضًا-: يُكْنى به عن البُضْعِ، يقال كَبَسَها: إذا فَعَلَ بها مَرَّةً. ؛ والكَبْس -أيضًا-: ضَرْبٌ من زَجْرِ الضَّأْنِ، ثمَّ يُسَمّى الضَّأْنُ كَبْسًا، كما يُسَمّى البَغْلُ عَدَسًا بِزَجْرِه. ؛ والأرنَبَة الكابِسَة: هي المُقْبِلَة على الشَّفَةِ العُلْيا. ؛ والنّاصِيَة الكابِسَة: هي المُقْبِلَة على الجَبْهَة، يقال: جَبْهَةٌ كَبَسَتْها النّاصِيَة. ؛ وكابِس بن ربيعة بن مالِك بن عَدِيِّ بن الأسْوَدِ بن جُشَمَ بن رَبيعة بن الحارِث ابن أسامة بن لُؤَي، وكان يُشَبَّه برسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، فَوَجَّهَ إليه مُعاوِيَة -رضي الله عنه- إلى البصرة فأشْخَصَه، وذلك أنَّه كُتِبَ إليه: إنَّ الناسَ قد فُتِنوا بِرَجُلٍ يُشْبِه رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، فلمّا رآه مُعاوِيَة -رضي الله عنه- قامَ فَقَبَّلَ بينَ عَيْنَيْه، وسألَه: مِمََّنْ أنتَ؟ فقال: من بَني سامَةَ بن لُوَيٍّ، فقال: كَيْفَ كُتِبَ إلَيَّ أنَّكَ من بَني ناجِيَة!؟ فقال: والله يا أمير المؤمنين ما وَلَدَتْني وإنَّ الناسَ لَيَنْسُبُونَنا إليها. فأقْطَعَه المَرْغابَ. ؛ وجاء فلان كابِسًا: إذا جاءَ شادًّا. ؛ وقال الفرّاء: الجِبال الكُبَّس: هي الصِّلابُ الشِّدَادُ. ؛ وفلان عابِس كابِس: إتباعٌ له. ؛ والتَّكْبِيْس: الإطراق. وفي حديث وحَشِيٍّ مولى جُبَيْر بن مُطْعِم -رضي الله عنهما- أنَّه قال في قِصَّة مقتل حمزة -رضي الله عنه-: كُنْتُ أطْلُبُه يومَ أُحُدٍ، فَبَيْنا أنا ألْتَمِسُه إذْ طَلَعَ عَليُّ -رضي الله عنه-، فَطَلَعَ رجُل حَذِر مَرِس كثير الالتفات، فقلتُ: ما هذا صاحِبِي الذي ألْتَمِسُ، فرأيْتُ حمزة -رضي الله عنه- يَفْري الناسَ فَرْيًا، فَكَمَنْتُ له إلى صخرة وهو مُكَبِّسٌ له كَتِيْتٌ، فاعْتَرَضَ له سِباع بن أُمِّ أنمار، فقال: هَلُمَّ إلَيَّ، فاحْتَمَلَه حتى إذا بَرَقَت قَدَماه رمى به فَبَرَكَ عليه، فَسَحَطَهُ سَحْطَ الشّاةِ، ثمَّ أقْبَلَ إلَيّ مُكَبِّسًا حين رآني. وذَكَرَ مَقْتَلَه لَمّا وَطِئَ على جُرْفٍ فَزَلَّتْ قَدَمُه. ؛ وقيل المُكَبِّس: هو الذي يقتحم الناسَ فَيُكَبِّسُهم. ؛ والمُكَبِّس: فرس عُتَيْبَة بن الحارِث. ؛ والمُكَبِّس -أيضًا-: فَرَسُ عمرو بن صُحار بن الطَّماح. ؛ والتركيب يدل على شيئٍ يُعْلى بالشَّيءِ الرَّزين، ثم يُقاس على هذا ما يكون في معناه.

المعجم: 

العباب الزاخر