المعنى:
القَنْسُ والقِنْس: الأَصل؛ قال العجاج:
وحاصـــِنٍ مــن حاصــنات مُلْســِ،
مــن الأَذَى ومِــن قِـرافِ الوَقْسـِ،
فــي قَنْــسِ مَجْـدٍ فـات كـل قَنْـسِ
وروي: فَوْق كلِّ قَنْسِ. وحاصِن: بمعنى حَصان، أَي هي من نساء عفِيفات مُلْسٍ من العيب أَي ليس فيهنَّ عيب. والقِراف: المُداناة. والوقْس هنا: الفجور؛ قال ابن سيده: وهذا أَحد ما صحفه أَو عبيد فقال القَبْس، بالباء.ويقال؛ إِنه لكريم القِنَسْ. الليث: القَنْس تُسميه الفُرْس الراسَن.وجيءَ به من قِنْسِك أَي من حيث كان.وقَوْنَسُ الفَرَس: ما بين أُذُنَيْه، وقيل: عظم ناتئ بين أُذنيه، وقيل: مقدّم رأْسه؛ قال الشاعر:
اضــْرِبَ عنــك الهُمــومَ طارِقَهـا
ضــَرْبَك بالســَّوْط قَــوْنَس الفَـرس
أَراد: اضْرِبَنْ فحذف النون؛ قال ابن بري: البيت لطرفة. ويقال: إِنه مصنوعٌ عليه وأَراد اضْرِبَنْ، بنون التأْكيد الخفيفة، فحذفها للضرورة؛ وهذا من الشاذ لأَن نون التأْكيد الخفيفة لا تحذف إِلا إذا لقيها ساكن كقول الآخر:
لا تُهيـــنَ الفقيـــر عَلَّـــك أَنْ
تَخْضـَع يومـاً، والـدهرُ قـد رَفَعهْ
أَراد: لا تُهينَنْ، وحذفُها ههنا قياس ليس فيه شذوذ؛ وفي شعرالعباس بن مرداس من ذلك:
واضـْرِبَ مِنَّـا بالسـيوف القَوانِسا
وقَوْنَسُ المرأَة: مقدَّم رأْسها. وقَوْنَسُ البَيْضة من السلاح: مقدَّمها، وقيل أَعلاها؛ قال حُسَيل ابن سُحَيح الضَّبي
وأَرْهَبْت أُولى القومِ حتى تَنَهْنَهُوا
كما ذُدْت يومَ الوِرْدِ هِيماً خَوامسا
بِمُطَّـــرِدٍ لَــدْنٍ صــِحاحٍ كُعــوبُه
وذي رَوْنَـقٍ عَضـْبِ يَقُـدُّ القَوانسـا
أَرْهَبت: خَوَّفت. وأُولى القوم: جماعتهم المتقدِّمة، وتَنَهْنَهوا: ازْدَجَرُوا ورجعوا. وقوله: كما ذُدْت يوم الوِرد أَي رَدَدْناهم عن قِتالنا أَشدَّ الرد كما تُذادُ الإِبل الخَوامِس عن الماء لأَنها تتَقَحَّم على الماء لشدة عطشها فتضْرَب، يريد بذلك غرائب الإِبل. والهِيمُ: العِطاش، الواحد أَهْيَم وهَيْماء. والعَضْب: القاطع. والقَوْنَس: أَعلى البيضة من الحديد. الأَصمعي: القَوْنَس مقدّم البيضة، قال: وإِنما قالوا قَونَس الفَرَس لمقدّم رأْسه. النضر: القَوْنَس في البيضة سُنْبُكُها الذي فوق جُمْجُمَتها، وهي الحديدة الطويلة في أَعلاها، والجمجمة ظهر البيضة، والبيضة التي لا جمجمة لها يقال لها المُوَأَّمَة. ابن الأَعرابي: القَنَسُ الطُّلَعاء، وهي القيءُ القليل؛ فأَما قول الأَفوه
أَبْلِــغْ بَنـي أَوْدٍ، فقـد أَحسـَنوا
أَمْـسِ بِضـَرْبِ الهـامِ، تحت القْنُوسْ