المعنى:
القَلْس: حبل ضخم من لِيف أو خُوص أو غيرِهما؛ من قُلُوسِ سُفُن البحر. ؛ والقَلْسُ؟ أيضًا-: القَذْف، وقد قَلَسَ يَقْلِسُ -بالكسر- قَلْسًا. وقال الخليل: القَلْسُ: ما خَرَجَ من الحَلْقِ مِلءَ الفَمِ أو دُونَه وليس بِقَيءٍ، فإن عادَ فهو القَيءْ. قال ؛ وكُنْتَ من دائكَ ذا أقلاسٍ *** فاسْتَقْيًِا بِثَمَرِ القَسْقاسِ ؛ قال ذو الرُّمَّة ؛ تَبَسَّمْنَ عن غرٍّ كأنَّ رُضَابَها *** نَدى الرَّمْلِ مَجَّتْهُ العِهادُ القَوالِسُ ؛ وقال عمر بن الأشعث بن لَجَإٍ يصف الغيث ؛ يَمْعَسُ بالماءِ الجِواءَ مَعْسا *** وغَرَّقَ الصَّمّانَ ماءً قَلْسا ؛ وقَلَسَتِ الكأسُ: إذا قَذَفَت بالشَرابِ لِشِدَّة الامتلاء، قال أبو الجَرّاح في أبي الحَسَن الكِسائيّ ؛ أبا حَسَنٍ ما زُرْتُكُم مَنْذُ سَنْبَةٍ *** من الدَّهْرِ إلاّ والزُجاجَةُ تَقْلِسُ ؛ كَريم إلى جَنبِ الخِوانِ وزَوْرُهُ *** يُحَيّى بِأهلًا مَرْحَبًا ثمَّ يُجْلَسُ ؛ وبحرٌ قَلاّس: أي يَقْذِ ف بالزَّبَد. ؛ وقالِس: موضع أقْطَعَه النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- بَني الأحَبِّ من عُذْرَة. ؛ وقَلُوْس: قرية على عَشْرَةِ فراسِخَ من الرَّيِّ. ؛ والقُلَّيْسُ -مثال قُبَّيْط-: بِيعَة كانت بصَنْعاء للحَبَشَة، بَناها أبْرَهَة. وهَدَمَها حِمْيَر. ؛ والقَلْس: الشُّرْبُ الكثير من النبيذ. ؛ والقَلْس -أيضًا-: الغِناء الجَيِّد. والقَلْس: الرَّقْصُ في غناءٍ. ؛ وقال ابن دُرَيْدٍ: القَلِيْس: البخيل، وأنشد للأفْوَه الأوْديِّ ؛ والدَّهْرُ لا يَبْقى على صَرْفِهِ *** مُغْفِرَةٌ في حالِقٍ مَرْمَرِيْس ؛ من دونِها الطَّيْرُ ومن فَوْقِها *** هَفَاهِفُ الرِّيْحِ كَجَثِّ القَلِيْسْ ؛ الجَثُّ الشُّهْدَة التي لا نَخْلَ فيها. ؛ والقَلِيْسُ: غثيان النفس. ؛ والأنْقَليس: السَّمَك الجِرِّيْث، قال ابن الأعرابي: هو الأنْكَليس والأنْقَليس. وقال الليث: الأَنْقَلَيس -بفتح الألف واللام، ومنهم مَن يَكْسِر الألف واللام- قال: وهي سمكة على خِلْقَةِ حَيَّة. ومنه حديث عمّار بن ياسِر -رضي الله عنهما-: لا تاكلوا الصِّلَّوْرَ والأنْقَليس. الصِّلَّوْرُ: الجِرِّي. ؛ والقَلَنْسُوَة والقُلَنْسِيَة: بمعنىً، إذا فَتَحْتَ القاف ضَمَمْتَ السين، وإذا ضَمَمْتَ القافَ كَسَرْتَ السين وقلَبْتَ الواو ياءً، فإذا جَمَعْتَ أو صَغَّرْتَ فأنْتَ بالخِيَار، لأنَّ فيه زِيَادَتَين الواو والنُّوْنَ، إن شئتَ حَذَفْت الواو فَقُلْتَ قَلانِس، وإن شئتَ حَذَفْتَ النون فَقُلْتَ قَلاسٍ، وانَما حَذَفْتَ الواوَ لالتِقاء السّاكنين، وإن شئتَ عَوّضْتَ فيهمافقُلْتَ قَلانِيْس وقَلاسِيّ. وتقولُ في التصغير: قُلَيْنِسَة، وإن شئتَ قُلْتَ قُلَيْسِيّة، ولكَ أن تُعَوِّضَ فيهما فتقول: قُلَيْنِيْسَة وقُلَيْسِيَّة -بتشديد الياء الأخيرة-. وإن جَمَعْتَ القَلَنْسُوَة بِحَذْفِ الهاء قُلْتَ: قَلَنْسٍ، قال ؛ لا مَهل حتى تَلْحَقي بعَنْسِ *** أهلِ الرِّيَاطِ البِيْضِ والقَلَنْسِ ؛ وأصلُه: قَلَنْسُوٌ، إلاّ أنَّكَ رَفَضْتَ الواو لأنَّه ليس في الأسماء اسمٌ آخِرُه حَرْفُ عِلَّة وقَبْلَها ضَمَّة، فإذا أدّى إلى ذلك قياسٌ وَجَبَ أن يُرْفَضَ، ويُبَدّل من الضمَّة كسرة، فيصير آخِر الاسم ياءً مكسورًا ما قَبْلَها، وذلك يُوْجِب كَوْنَه بمنزِلة قاضٍ وغازٍ في التنوين. وكذلك القَوْل في أحْقٍ وأدْلٍ جَمْعَيْ حَقْوٍ ودَلْوٍ؛ وأشباهِ ذلِكَ، فَقِسْ عليه. ؛ وقَلَنْسُوَة: حِصْنٌ قُرْبَ قُرْبَ الرَّمْلَةِ من أرضِ فِلَسْطين. ؛ والتَّقْليس: الضَّرْب بالدُّفِّ والغِنَاء، قال ؛ ضَرْبَ المُقَلِّسِ جَنْبَ الدّفِّ للعَجَم *** ؛ وقال الأموي: المُقَلِّس: الذي يلعب بينَ يَدَي الأمير إذا قَدِمَ المِصْرَ. ؛ وقال أبو الجرّاح: التَّقْليس: استِقبال الوُلاةِ عند قُدومِهِم بأصناف اللَّهْوِ. ومنه حديث عُمَر -رضي الله عنه-: أنَّه لمّا قَدِمَ الشّأمَ لَقِيَهُ المُقَلِّسون بالسيوف والرَّيْحان، قال الكُمَيْت يصف ثورًا طَعَنَ الكِلابَ فَتَبِعَه الذُّباب لما في قَرْنَيْه من الدَّم ؛ ثُمَّ اسْتَمَرَّ يُغَنِّيْهِ الذُّبابُ كما *** غَنّى المُقَلِّسُ بِطْرِيْقًا بمِزْمارِ ؛ والتَّقليس -أيضًا-: أن يَضَعَ يَدَيه على صَدْرِه ويخْضَعَ كما تَفْعَل النَّصارى قَبْلَ أنْ تُكَفِّرَ أي تومِئَ بالسُّجود، وهو من القَلْسِ بمعنى القَيْءِ، كأنَّه حكى ِذلك هيئةَ القالِس في تَطَامُنِ عُنُقِهِ وإطراقِه. ومنه الحديث الآخر: لمّا رأوْهُ قَلَّسُوا له ثُمَّ كَفَّروا. ؛ ويقال: قَلْسَيْتُه فَتَقَلْسى وتَقَلْنَسَ وتَقَلَّسَ: أي لَبِسَ القَلَنْسُوَة. ؛ والتركيب يدل على رُمْيِ السَّحابةِ الندى من غيرِ مَطَرٍ؛ وعلى الضَّرْب ببَعْضِ المَلاهي.
