المعنى:
تقدّمه وتقدّم عليه واستقدم، "لا يستأخرون عنه ساعةً ولا يستقدمون واستقدمت زحالتك. وفرس مستقدم البركة. وقدم قومه يقدمهم، ومنه: قادمة الرّحل: نقيض آخرته. وقوادم الطائر. وقدّمته وأقدمته فقدّم وأقدمَ بمعنى تقدّم، ومنه مقدّمة الجيش: للجماعة المتقدّمة، والإقدام في الحرب. قال عنترة:
| ولقــد شــفى نفســي وأبــرأ ســقمها | قيــل الفــوارس ويــك عنــتر أقــدم |
ومنه مقدم العين: لما يلي الأنف خلاف مؤخرها: لماي لي الصدغ. وضرب مقدم رأسه. قال:
| تركـــت ابــن أوس والســنان كأنمــا | يوتّـــده فــي مقــدم الــرأس واتــد |
وإنها للئيمة المقدمة وهي الناصية. وهو جريء المقدم والمقدّم. قال كعب بن مالك:
| جريــــء المقـــدّم شـــاكي الســـلاح | كريــــم النشــــا طيّـــب المكســـر |
وقال لبيد:
| فمضــــى وقـــدّمها وكـــانت عـــادة | منـــه إذا هـــي عـــردت إقـــدامها |
أي تقديمها. ومضى قدماً: لا ينثني وهو المضيّ أمام. ورجل مقدام من قوم مقاديم. وراش سهامه بقدامى النسر: بقوادمه. وأعصم بقيدوم رحله وهو قادمته. وأقبل جيش كأنه قيدوم الجبل: أنفه. وقام الملاّح على قيدوم ا لسفينة. قال الطرماح:
| كصـــباح نـــوتيّ يظـــلّ علــى قــرا | قيـــدوم قـــرواء الســـّراة ينـــدّد |
وله قدمة سابقة، وهو من أهل القدمه، في هذه الخدمه. وقدم من سفره. وقدم البلد. وقدم على قومه. وما أقدمك. واستقدمه الأمير. وهؤلاء القادمون والقدام. وقدمت خير مقدم. وكان ذلك في قدمتك الأولى. ولهم بيت قديم. وعهد متقادم. وعزّ قدموس.
ومن المجاز: اجعل ذلك تحت قدميك أي اعف عنه. وجعل دماءهم تحت قدميه: أهردها. وفي الحديث "يلقى في النار أهلها وتقول: هل من مزيد حتى يأتيها ربّنا فيضع قدمه عليها فتنزوي وتقول قط قط" أي فيسكّنها ويكسر سورتها كما يضع الرجل قدمه على الشيء المضطرب فيسكّنه. ولفلان قدمٌ في هذا الأمر: سابقة وتقدّم. وله قدم صدقٍ. قال ذو الرمّة:
| لكــم قــدمٌ لا ينكــر النــاس أنهــا | مـع الحسـب العـاديّ طمّـت علـى الفخـر |
ووضع قدمه في العمل: أخذ فيه. وقدّم رجلك إلى هذا الأمر: اقبل عليه. وضربه فركب مقاديمه إذا وقع على وجهه. وتقدّمت إليه بكذا وقدّمت: أمرته به. وفلان يتقدّم بين يدي أبيه إذا عجل في الأمر والنهي دونه. ولفلان متقدّم في الخير. وماله في ذاك متقدّم ومقتدم. ولقيته قدّام ذاك وقديديمة ذاك أي قبيله. وقال علقمة:
| قديديمــة التجريــب والحلــم إننــي | أرى غفلات العيـــش قبـــل التجـــارب |
وقال:
| وقــد علــوت قتــود الرحــل يسـفعني | يـــوم قديديمـــة الجــوزاء مســموم |
ومشى فلان اليقدميّة والتّقدميّة والقدميّة إذا تقدّم في المكارم ومعالي الأمور. قال:
| الضاربين اليقدم_ية بالمهندة الصفائح |
وقال ابن مقبل:
| هـــم الضـــاربون التقدميــة تــدعي | بمــا فــي الجفــون أخلصـته صـياقله |
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن ابن أبي العاص مشى التقدميّة وأن ابن الزبير مشى القهقري، وروي لوى ذنبه أراد الإفضال على الناس والإحسان إليهم، ومنه: قول عبد الله بن الزبير:
| مشــى ابـن الزبيـر القهقـري وتقـدّمت | أميّـــة حـــتى أحـــرزوا القصـــبات |
وتقديره مشى المشية المنسوبة إلى قول الناس يقدم أو تقدم كما قيل: كنيٌّ: في النسب إلى كنت وإلى القدم الذي هو التقدّم من قولهم: مشى قدماً. "وقدمنا إلى ما عملوا". وإنك لقادم على عملك.
