المعنى:
هي الحرف العِشرون من حُروف الهجاء. وهي في حِساب الجُمَّل عبارة عن ثمانين من العَدَد، ومَخرجها من باطن الشَّفة وأطراف الثَّنايا العُليا. والفاء حرف مُهمَل لا عمل له، وتَرِد على أوجه؛- أوّلًا: حرف عطف يفيد: (أ) التَّرتيب في المعنى، كقوله تعالى: {خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَك} [الانفِطار:7]، أو التَّرتيب في الذِّكْر، وهو عطف مفصَّل على مُجمَل، كقوله تعالى: {وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي} [هُود:45]. (ب) التَّعقيب بمعنى ثمَّ، كقوله تعالى: {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا} [المؤمنون:14]، وبمعنى الواو، كقول امْرئ القيس: بسِقْط اللِّوَى بين الدَّخولِ فحَومَلِ. (ج) السَّبَبيّة، وهي تُفيد أنّ ما قبلها سبب لما بعدها، وأنّ ما بعدها مسبَّب عما قبلَها، كقوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِين} [البَقَرَة:35] وقوله تعالى: {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ} [القَصَص:15]. وأحيانًا تخرج فاء السببيّة عن معناها الأصليّ، فتعبّر عن الغاية أو الزمن أو النتيجة... إلخ. نحو: (لا تُؤاخِذْني فأهْلِك) و(زوِّجْني ابْنَتَك فأُصلِحَ شأنَك).؛- ثانيًا: تكون رابطة لجَواب الشَّرط، كقوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ} [آل عِمرَان:31]، وكذلك إذا كانت دالّة على الاستقبال من غير تأثير أداة الشَرط، كقوله تعالى: {وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ} [آل عِمرَان:115]، وقوله تعالى: {وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ} [آل عِمرَان:28].؛- ثالثًا: (أ) تكون زائدة دالّة على التوكيد في الكلام فتكون في الخبر، كقوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ} [الجُمُعَة:8]، وفي غير الخبر كقوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّر} [المدَّثِّر:4]، ونحو: وأنت فرعاك الله (ب) تكون ناصبة للمُضارع بواسطة أن المضمَرة وجوبًا، كقوله تعالى: {لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا} [فَاطِر:36]. (ج) تكون مستأنفة فتقطع المعنى السابق وتبتدئ بغيره، كقوله تعالى: {وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُون} [البَقَرَة:117].