المعنى:
تغرّرَ الغفرس وتحجّل، وبم غرّر فرسك؟ وصبحهم الجيش وهم غارون أي غافلون. ويقال: "أغرّ من ظبي مقمر" لأنه يخرج في الليلة المقمرة يرى أنه النهار فتأكله السباع. واغترّه الأمر: أتاه على غرٍّ. قال:
إذا اغـترّه بيـن الأحبـة لم تكن | لــه فزعــة إلا الهـوادج تخـدر |
أي تجلل. ولم يزل يطلب غرّته حتى صادفها، وأصاب منه غرّة فبطش به. وما غرك به؟ أي كيف اجترأت عليه. و"ما غرّك بربك الكريم". ومن غرك منه أي من أوطأك عشوةً فيه. وأنا غريرك من هذا الأمر أي إن سألتني على غرّة أجبك به لاستحكام علمي بحقيقته. وتقول: إياك والتغرّه، والهجوم على غرّه، من غرر بنفسه إذا أخطرها تغرّةً. وهو على غرر: خطر. ونهى عن بيع الغرر. وقال النمر:
تصـــابى وأمســـى علاه الكــبر | وأمســـى لجمـــرة حبــل غــرر |
أي غير موثوق به. واطوه على غروره أي على مكاسره.
ومن المجاز: يوم أغر محجل. قال ذو الرمة:
كيـوم ابـن هند والجفار وقرقري | ويــوم بــذي قــار أغـرّ محجـل |
ويوم أغر: شديد الحر، وهاجرة غراء. قال ذو الرمة:
ويـوم يزيـر الظـبي أقصى كناسه | وتنـزو كنـزو المعلقـات جنادبه |
أغـرّ كلـون الملـح ضـاحى ترابه | إذا اســتوقدت حزّانـه وسباسـبه |
وقال:
وهــاجرة غــرّاء ســاميت حرّهـا | إليك وجفن العين في الماء سابح |
وغرّة المال: الجمال والخيل والعبيد أي خياره. وعيش غرير، كما يقال: عيش أبله. ويقال للشيخ: أدبر غريره، وأقبل هريره. وقرّحت سنّ الصبيّ إذا همّت بالنبات، وغرّرت: خرجت من القرحة والغرّة. وأقبل السيل بغرّاته وهي نفّاخاته. ورضي أعرابيّ امرأةً فقال: هي الغراء بنت المخضة: شبهها بالزبدة. ويقال: للسوق درّة وغرار أي نفاق وكساد، "وسبقت درّته غراره"، كقولهم: "سبق سيلك مطرك". وما قعدت عنده إلا غراراً، "ولا غرار في الصلاة": وأصله غارّت الناقة غراراً إذا نقص لبنها. وفلان مغار الكفّ: للبخيل، ومنه: ما أذوق النوم إلا غراراً. وتقول: نقد الغرار، أهون عليه من وقع الغرار. وتقول: إن الجلوس على الأسرّة، تحت الأسنة والأغره.